اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

25112023

مُساهمة 

الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2  د. عبد المنعم الحفني

الثالث عشر - الحجّ والعمرة

2084 - ( ما هي العمرة ؟ وهل هي واجبة أم سنة ؟ )

العمرة : في اللغة : الزيارة ؛ وقيل إنها مشتقة من عمار المسجد الحرام . وقيل : إنها واجبة ، وقيل : إنها تطوّع ، وسئل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : هل العمرة واجبة ؟ فقال : « لا ، وأن تعتمر خير لك » أخرجه الترمذي . غير أنه في الآية :وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ( 196 ) ( البقرة ) دليل على وجوب العمرة ، لأنه تعالى أمر باتمامها كما أمر بإتمام الحج .
وقيل : الآية لا حجة فيها للوجوب ، لأنه تعالى قرنها في وجوب الإتمام لا في الابتداء ، فأمر أن يتم العمرة من بدأها ، ولم يأمر بابتدائها ، ولو حجّ عشر حجج ، أو اعتمر عشر عمر ، لزم الإتمام في جميعها ، فالآية إذن لإلزام الإتمام لا لإلزام الابتداء .
ثم إن العمرة لو كانت كالحج لكان بها الوقوف بعرفة ، ولتساوت مع الحج في أفعاله ، فعلمنا أن العمرة ليست كالحج .

ومن الذين قالوا : إن العمرة واجبة وجوب الحج من استطاع إليه سبيلا : عمر بن الخطاب ، وعلىّ بن أبي طالب ، وابن عباس ، والشافعي ، ومسروق ، والشعبي ؛ وقال الثوري : سمعنا أنها واجبة ؛ وقال مالك : العمرة سنّة ، ولا نعلم أحدا أرخص في تركها ؛ وقال أبو حنيفة : هي سنة ثابتة ؛ وقال ابن عمر : ليس من خلق اللّه أحد إلا عليه حجة وعمرة واجبتان من استطاع إلى ذلك سبيلا ، فما زاد بعدهما فهو خير وتطوّع .
وفي الحديث : « العمرة إلى العمرة كفّارة لما بينهما » ، والمراد تكفير الصغائر دون الكبائر ، لأن التكفير عن الكبائر يكون باجتنابها ، والاجتناب عام لجميع العمر ، وأما العمرة فتكفيرها مقيّد بزمانها .
وفي الحديث « تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة بينهما تنفى الذنوب والفقر » ، وفي ذلك دلالة على استحباب الاستكثار من العمرة ، والرسول صلى اللّه عليه وسلم لم يفعلها إلا من سنة إلى سنة ، وهي جائزة في جميع الأيام لمن لم يكن متلبسا بأعمال الحج باجتنابها .

   * * *    

2085 - ( العمرة يفعل بها بعض ما يفعل بالحج )

للمسلمين في رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أسوة حسنة ، والرسول صلى اللّه عليه وسلم في عمرة طاف بالبيت سبعا ، وصلّى خلف المقام ركعتين ، وطاف بين الصفا والمروة سبعا ، فإذا طاف المعتمر وسعى حلّ ، فهذه هي العمرة بخلاف الحج .
   * * *

2086 - ( أجر العمرة على قدر النّصب والنفقة )

يكثر الصواب في العبادة بكثرة النّصب أو النفقة ، والمراد بالنصب الذي لا يذمه الشرع ، وكذا النفقة . والمعتمر الذي إذا طاف فخرج إلى بلده يجزئه من طواف الوداع .
   * * *

2087 - ( كم اعتمر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ؟ )

اعتمر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أربعا : عمرة الحديبية في ذي القعدة حيث صدّه المشركون فسمّيت أيضا عمرة الحصر ؛ وعمرة القضاء من العام المقبل في ذي القعدة حيث صالحهم ؛ وعمرة الجعرانة في ذي القعدة إذ قسم غنائم حنين ؛ والعمر الثلاث كانت قبل الحج ، والعمرة الأخيرة مع حجّته في ذي القعدة .
ولم يعتمر في رجب ولا في رمضان . وقوله صلى اللّه عليه وسلم : « فإن عمرة في رمضان تعدل حجة » : المقصود به أن العمرة في رمضان تعدل حجة في الثواب ، لا أنها تقوم مقامها وتسقط الفرض ، فالعمرة لا تجزئ عن حجة الفريضة .

   * * *

2088 - ( ما يقول المعتمر إذا رجع من العمرة أو الحج ؟ )

كلما أهلّ على مكان كبّر ثلاث تكبيرات ثم يقول : لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير . آئبون ، تائبون ، عابدون ، ساجدون ، لربّنا حامدون .
صدق اللّه وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده .
   * * *

2089 - ( معنى الحج ووجوبه )

الحجّ في اللغة : القصد ، وفي الشرع : القصد إلى البيت الحرام بأعمال مخصوصة .
ويقال الحجّ والحجّ بالفتح والكسر ، وقيل بالفتح الاسم ، وبالكسر المصدر . والإسلام هو شرط صحة الحج ، وهو يجب على المكلّف المستطيع المميّز لقوله تعالى :وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ( 97 ) ( آل عمران ) ، واللام في « للّه » ، لام الإيجاب والإلزام ، أكدها بقوله « على » التي هي من أوكد ألفاظ الوجوب .
وقيل وجوب الحج كل أربعة أعوام أو خمسة ، والملاحدة ينكرونه ، بدعوى أن تجرّد الحاج من الثياب محرما يخالف الحياء ، والسعي يناقض الوقار ، ورمى الجمار لغير مرمى يضاد العقل ، فصاروا إلى أن أفعال الحج باطلة وليست لها حكمة ولا علّة ، ونسوا أن المكلّف قد لا يرى فائدة من شرح تكليفه ، ويتعيّن على المكلّف أن يتمثّل التكليف ، ولهذا كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يلبّى فيقول : « لبّيك حقا حقا ، تعبّدا ورقّا ، لبيك إله الحق » ،
وفي الحديث : « أيها الناس ، قد فرض اللّه عليكم الحج فحجّوا » . والصحيح أنه يكفى في الحج مرة .
وكان الحج معلوما عند العرب ، ويرغب فيه لأسواقها ، وجاء الإسلام وخاطبهم بما علموا ، وألزمهم بما عرفوا ، وحجّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قبل حجّ الفرض مرتين إجابة لنداء إبراهيم ، كقوله :وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ( 27 ) ( الحج ) .
وسورة الحج مكية ، والآية :وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِنزلت عام أحد سنة ثلاث من الهجرة بالمدينة .
ووقت الحج موسّع فيه ، وعلى التراخي لا على الفور ، والآية عامة لجميع الناس ، سواء كانوا ذكورا أو إناثا ، والجمهور على أن الصبى إذا حج ثم بلغ وجبت عليه حجة الإسلام .
ولما سئل الرسول صلى اللّه عليه وسلم ما إذا كان الحج كل عام قال : « لا ، بل حجّة » ، يعنى واحدة تكفى ، وما يوجب الحج القدرة عليه ، وشقّاها الاستطاعة بالمال ، والاستطاعة بالنفس - أي القوة ، ويجوز للابن أن يحجّ عن أبيه المتوفى ، وكذلك البنت ، من باب التطوعات وإيصال البرّ والخيرات للأموات ، ومن مات ولم يحجّ فعلى ولده أن يحجّ عنه وإن لم يوص به أبواه ، ولم يرد بذلك شئ في القرآن .
ومن ترك الحج وهو قادر فحاله كقوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ( 9 ) وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ( 10 ) ( المنافقون ) ، وفي تفسيرها قالوا : التعجيل بالحجّ أزكى وأحجّ . ومن تقاعس صدق عليه قوله :وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ( 97 ) ( آل عمران ) .

   * * *

2090 - ( هل أمر إبراهيم أن يؤذن للناس بالحج ، أو كان الأمر للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ) ؟

قيل : الذي دعا الناس إلى الحج إبراهيم ، أمره به اللّه تعالى ، كقوله :وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ( 27 ) ( الحج ) . وقيل : أذّن إبراهيم على جبل أبى قبيس قال : يا أيها الناس ، إن اللّه أمركم بالحج إلى هذا البيت فحجّوا » .
وقيل : بل الخطاب في الآية للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم وهو الصحيح ، لأن القرآن أنزل على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فكل ما فيه من المخاطبة فهي له ، وسياق الآية خطاب للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم وللمسلمين ، ووعده تعالى فيه بإجابة الناس إلى حجّ البيت ما بين راجل وراكب .
   * * *    

2091 - ( الحج أشهر معلومات )

لما قرن اللّه تعالى الحج بالعمرة في الآية :وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ( 196 ) ( البقرة ) ، بيّن اختلافهما في الوقت ، فجميع السنة وقت للإحرام بالعمرة ، وأما الحج فيقع في السنة مرة في أشهر بعينها :الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ( 197 ) ( البقرة ) ، ولم يسمّها اللّه تعالى في كتابه لأنها معلومة عند العرب ، وأشهر الحج هي : شوال ، وذو القعدة ، وعشرة من ذي الحجة ، أو ذو الحجة كله ، يعنى أن من أراد الحج لا يحرم إلا في هذه الشهور ، فمن أحرم قبلها لم يجزه وتكون نافلة ، بشرط أن يدرك الوقوف بعرفة في اليوم التاسع من ذي الحجة حتى غروب الشمس ، فمن أدرك عرفة في شئ من هذا الوقت فقد تمّ حجّه .
   * * *

2092 - ( مستحبات وواجبات الإحرام )

يقال « أحرم الرجل » أي دخل في الحرم ، أو البلد الحرام ، أو في الشهر الحرام ؛ وأحرم بالصلاة : أي دخل فيها . والإحرام للحج يتحقق بالنيّة ، والتلبية ، ولبس ثوبي الإحرام .
والإحرام واحد سواء في العمرة ، أو في الحج ، وله مستحبات وواجبات ؛ ومن مستحباته : أن ينظّف المحرم نفسه من الوسخ ، ويزيل الشعر عنه ، فينتف الإبط ، ويحلق العانة ، ويقلّم أظافره ، ويأخذ من شاربه ، ويغتسل ، ويتطيّب ، ويوفر شعر رأسه ، ويخلع الثياب المخيطة ويلبس إزارا ورداء ، ويستحب أن يكونا أبيضين ويطيّبهما ، والأولى أن يحرم عقب صلاة الظهر أو أية فريضة أخرى ، وإلا صلى ست ركعات للإحرام ، اثنتين اثنتين كصلاة الصبح ، أو يصلى أربعا ، أو اثنتين على الأقل . ويستحب للمرأة ما يستحب للرجل ، والشابة مثل الكبيرة في ذلك .
ومن واجبات الإحرام :
( 1 ) - النية : فإن لبّى المحرم أو ساق الهدى من غير نية ، لم ينعقد إحرامه ، ويستحب له أن ينطق بما أحرم فيقول : اللهم إني أريد العمرة فيسّرها لي وتقبّلها منى ، ومحلّى حيث تحبسنى ، أو يقول : اللهم إني أريد الحج ، إن كان مفردا ؛ أو يقول : اللهم إني أريد العمرة والحج ، إن كان قارنا .
وإن أطلق نية الإحرام ولم يعين حجا ولا عمرة صحّ وصار محرما ، ثم يصرفه من بعد إلى أىّ من أنواع النّسك شاء ، والأولى صرفه إلى العمرة .
ولكل من العمرة والحج إحرام مستقل ، ونية مستقلة ، ففي « التمتع » : يهلّ المحرم بعمرة مفردة من الميقات ، فإذا فرغ منها أحرم بالحج ؛ وفي « الإفراد » يهلّ بالحج منفردا ؛ وفي « القران » يحرم بالعمرة ثم يدخل عليها الحج قبل الطواف ؛
( 2 ) - التلبية : وصيغتها : لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك .
إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ؛ وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يلبّى بها ؛ ويبتدأ الحاج بالتلبية الرباعية هذه عند الإحرام ، ويستمر بها إلى رمى جمرة العقبة ، ويقطعها إذا شاهد مكة .
وقيل توجب 
الإحرام ثلاثة أشياء : التلبية ، والإشعار للإبل ، والتقليد لغيرها من الهدى ؛
( 3 ) - اللباس : 
وهو للمحرم ثوبان ، يأتزر بأحدهما ويستتر به من سرّته إلى ركبته ، ويرتدى الآخر على ظهره وصدره وكتفيه . ويشترط في اللباس الطهارة ، وأن لا يكون من الحرير أو الجلد ، ولا يجوز للمحرم أن يغطى رأسه ووجهه ، على عكس المرأة فلها أن تغطي رأسها وأن تكشف وجهها ، وعليها ألّا تلبس القفاز ، ولها أن تلبس المخيط ، والحرير ، والخمر ، والخفاف ، ويكره لها لبس الأساور وغيرها من الحلى .
   * * *

2093 - ( متروكات الإحرام )

يجب على المحرم أن يترك الأشياء التالية :
( 1 ) - صيد البر ، لقوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ( 95 ) ( المائدة ) ، وقوله :وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً( 96 ) ( المائدة ) . ولا يحل الصيد ، في الحلّ ولا في الحرم .
ويجوز للمحرم أن يقتل المؤذيات : كالحية ، والعقرب ، والفأرة ، والذئب ، والكلب العقور إلخ ، وكذلك الهوام كالقمل ، والبق ، والبراغيث ولا فدية عليه .
ومن اصطاد شيئا فعليه الفداء أو الكفّارة ، لقوله تعالى :وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً( 95 ) ( المائدة ) ؛
( 2 ) - النكاح : فلا ينكح المحرم ، ولا ينكح ، ولا يخطب ، ولا يشهد النكاح ، وإن نكح فنكاحه باطل ، ويجوز له أن يطلّق . وإن جامع المحرم زوجته - فإن كان جاهلا فلا شئ عليه ، وإن لم يكن جاهلا فعليه بدنة ، ويفرّق بينهما حتى يقضيا المناسك ، وعليهما قضاء الحج من قابل . وإن قبّل ولامس إلى أن أنزل وهو محرم فعليهما الكفّارة مثل ما على الذي يجامع ، ومن قبّل امرأته على شهوة وهو محرم فعليه شاة ، وإن أمنى فعليه جزور ويستغفر ربّه ؛
( 3 ) - التطيّب والخضاب وغيرهما : فلا يجوز للمحرم أن يتطيّب ، فإن فعل فعليه فدية . والخضاب ، والاكتحال مكروهان ، وإن قلّم أظافره متعمدا ، أو أزال شعره ، أو نتف ، فعليه فدية ؛
( 4 ) - قلع الأشجار : فلا يجوز له أن يقلع شجرا أو نباتا أو خضرة ، وكفارة الشجرة الكبيرة بقرة ، والصغيرة شاة ؛
( 5 ) - النظر في المرآة وخلافه : فلا يجوز له أن ينظر في المرآة ، ولا أن يلبس الخاتم ، ولا يحمل السلاح ، ولا يجادل ، لقوله تعالى :فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ( 198 ) ( البقرة ) .

   * * *

2094 - ( الشروع في الحجّ بالنية )

في قوله تعالى :فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ( 197 ) ( البقرة ) ، أي في أشهر الحج ، والفرض : هو أن يلزم المسلم نفسه بالشروع في الحج بالنية قصدا باطنا ، وبالإحرام فعلا ظاهرا ، وبالتلبية نطقا مسموعا .
   * * *

2095 - ( الحجّ والعمرة للّه )

قولنا : الحجّ والعمرة للّه : يعنى أنهما ليسا لشخص أو اعتقاد غير اللّه ، والإيمان به : واحدا ، أحدا ، لا شريك له . والنية في الحج والعمرة هي إظهار العبادة للّه تعالى لا لغيره ، وذلك معنى :وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ( 196 ) ( البقرة ) ، أي لا تكون التلبية إلا له تعالى ، نقول : « لبيك اللهم لبيك ، لبيك بحج وعمرة » .
   * * *

2096 - ( منافع الحج )

للحج منافع بقوله تعالى :لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ( 28 ) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ( 29 ) ( الحج ) ، ومنافع الحجّ : هي كل ما يرضى اللّه من أمور الدنيا والآخرة ؛ فمن أمور الدنيا : التجارة ، ومن أمور الآخرة : المناسك ، كعرفات ، والمشعر الحرام ، وطلب المغفرة .
ودليل التجارة قوله تعالى :لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ( 198 ) ( البقرة ) ، والفضل هو التجارة .
ومن منافع المناسك : ذكر اسم اللّه ، عند التسمية ، بقولنا : « بسم اللّه ، واللّه أكبر » ، وقولنا : « اللهم منك ولك » ، وشكره على ما رزقنا من الأنعام والمطاعم .
ومن المنافع : الوفاء بالنذور إن كان دما أو هديا أو غيره ، وإطعام البائس الفقير ، والطواف بالبيت العتيق ، وقضاء التفث : أي التمكين من أداء ما بقي من المناسك ، من الرمي ، والحلق ، والتقصير ، وقصّ الأظافر والشارب والإبط .

   * * *

2097 - ( التقوى خير الزاد في الحج )

كان بعض الناس يخرجون للحج دون مال ، ويقولون : نحن المتوكلون ، فإذا قدموا مكة افترشوا الحرم ، وسألوا الناس ، فنزلت الآية :وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى( 197 ) ( البقرة ) ، أي تزوّدوا واتقوا أذى الناس بسؤالكم إياهم والإثم في ذلك .
والتوكل لا يكون مع السؤال ، وإنما التوكل المحمود أن لا يستعين المتوكل بأحد في شئ ؛ وهو قطع النظر عن الأسباب بعد تهيئة الأسباب ، وفي الحديث : « اعقلها وتوكل » .
ولا يلزم الحج لو بذل غيره المال ، ومن يعمل في الحج ليكسب ما يعينه عليه استحب له الحج ، وتكلفة الحج شرطها أن تكون مما يفضل عمّا يحتاج إليه لنفسه ولنفقة عياله أثناء غيابه ، وما يفضل عن قضاء دينه سواء كان الدين للناس أو للّه لزكاة في ذمته .

   * * *    

2098 - ( لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج )

الرفث : هو الجماع ، أو هو الإفحاش بذكر النساء ، أو ما يقال بحضرتهن ونهى اللّه تعالى عن إتيانه وإتيان مثله - الفسوق والجدل ، فقال :فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ( 197 ) ( البقرة ) ، فهذه ثلاثة نواه غير مأذون بها في الحجّ .
والرفث : كلمة جامعة لما يريده الرجل من أهله ، وهو أيضا اللّغو في الكلام ؛ والفسوق : هو جميع المعاصي ؛ وفي الحديث : « من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه » أخرجه البخاري ؛ والجدال : 
من المجادلة ، وهي المماراة والسباب والاختلاف.
وظاهر الآية أن الحج يغفر الصغائر والتبعات .
   * * *

2099 - ( شعائر الله هي الدين كله )

الشعائر جمع شعيرة ، على وزن فعيلة ، ويقال للواحدة شعارة أيضا ، والشعائر : هي كل شئ أشعر به فأعلم عنه ، ومن ذلك قولنا : شعار القوم في الحرب ، أي علامتهم ؛ ومنه شعار البدنة ، وهو الطعن في جانبها الأيمن حتى يسيل الدم فيكون علامة ، فتسمى البدنة : شعيرة ، بمعنى المشعورة .
وشعائر اللّه : هي أعلام دينه ، وفي الآية :وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ( 32 ) ( الحج ) ، وتعظيمها بتقديرها وإعطائها حقّها من التبجيل والاهتمام ، فالبدن مثلا تسمّى للذبح ويغالى في الاعتناء بها .
وفي الآية :إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ( 158 ) ( البقرة ) أي من المناسك ، وعن عائشة قالت : سنّ رسول الله صلى اللّه عليه وسلم الطواف بين الصفا والمروة ، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما » .
والشعائر المتعبّدات ، أشعرها اللّه وجعلها أعلاما للناس ، كالموقف ، والسعي ، والنحر :وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ( 36 ) ( الحج ) ، والبدن واحدتها بدنة ، مأخوذة من البدانة وهي الضخامة تكون في الإبل وفي البقر . 

والبدنة تهدى ، وإشعارها أن يجزّ السنام إذا كانت من الإبل حتى يسيل منه الدم فيعلم أنها هدى .
والإشعار هو الإعلام من طريق الإحساس ، يقال أشعر هديه ، أي جعل له علامة ليعرف أنه هدى ، ومنه المشاعر أي المعالم ، واحدها مشعر ، كقوله تعالى :فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ( 198 ) ( البقرة ) ، وهو « المشعر » لأنه يشعر بالحج ، وعنده يصلون ويدعون ، ويسمى أيضا « الجمع » ، لأنه يجمع فيه بين المغرب والعشاء ، وهو « المزدلفة » لأن العبد فيه يزدلف إلى اللّه ، أي يتقرّب إليه ، ووصف بالحرام لحرمته ، ومن ذلك « شعائر اللّه » ، كقوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ( 2 ) ( المائدة ) ، والخطاب للمؤمنين ، يأمرهم أن لا يتعدوا حدوده ، والحدود هي جميع مناسك الحج : الصفا والمروة ، والهدى والبدن ، وكلها من الشعائر ، وقيل : « شعائر اللّه » هي كل أوامره تعالى ونواهيه ، وهي الدين كله ، وهذا هو القول الراجح .

   * * *    

2100 - ( مناسك الحج عند كل الأمم )

مناسك الحج : وهي التي يتردد الناس إليها كالوقوف بعرفة ورمى الجمار والسعي ، كقوله تعالى :وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً( 34 ) ( الحج ) ، أي مذهبا في طاعة الله ، يقال نسك نسك قومه إذا سلك مذهبهم . والمنسك التضحية ، كقوله :لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ( 34 ) ( الحج ) أي على ذبح الأضحية ، فأمر تعالى عند الذبح بذكره ، وأن يكون الذبح له ، لأنه رازق ذلك ، فذلك هو المنسك ، وقال :فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا( 34 ) ( الحج ) ، يعنى مثلما أنه إله واحد للجميع ، فكذلك الذبح عند كل الأمم للّه وحده ، ولوجهه وإنعامه يكون إسلامهم جميعا ، فذلك قوله إن مناسك الحج عند كل الأمم ، وهي عندهم جميعا للّه وحده وإن انحرف البعض بها .
   * * *

2101 - ( مواقيت الحج ولباس المحرم )

وقّت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لأهل المدينة « ذا الحليفة » ، ولأهل الشام « الجحفة » ، ولأهل نجد « قرن المنازل » ، ولأهل اليمن « يلملم » ، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ ، حتى أهل مكة .
وهذه الأسماء السابقة هي مواقيت الحج ، والمواضع التي يكون منها الإحرام بالنسبة لمختلف الأقوام ، والتوقيت والتأقيت : أي يجعل له وقتا يختص به ، ويوقّت الشيء : يبيّن مدّته ، ثم اتسع المعنى فقيل للموضع ميقات : ويكون الإحرام من الميقات ، ويستحب للمحرم أن يغتسل قبله ، رجلا كان أو امرأة ، وله أن يتنظّف ، ويقصّ الشارب ، ويقلّم الأظافر ، ويحلق العانة ، وينتف الإبط ، ويخلع الثياب المخيطة ، ويلبس إزارا ورداء أبيضين نظيفين ، ويتطيّب في بدنه ، ويحرم عقب صلاة مفروضة .
ويلبس نعلين ، والخفّ للمرأة ، ولا يغطى رأسه ، ولا تلبس المحرمة القفازين والسراويل ، ولا تتبرقع ، ولا تلثّم ، وتلبس ما شاءت من الثياب ، من خزّها وبزّها ، وأصباغها وحليها ، وتلبس المخيط كله ، ولها أن تغطي رأسها وتستر شعرها إلا وجهها ، ولا تخمّره ، ولها أن تسدل ثوبها سدلا خفيفا على وجهها تستتر به عن نظر الرجال .

   * * *

2102 - ( الإهلال والتلبية )

التلبية : هي رفع الصوت بالتهليل ، ومن يفعله فهو مهلّ ، من الهلال ، وكانوا يهلّونه ، أي يحيونه لدى رؤيته . وإهلال المحرم : بالحجّ والعمرة ؛ والتلبية : إجابة لقوله تعالى :وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ( 27 ) ( الحج ) ، وكانت تلبية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « لبّيك اللّهم لبّيك .
لبّيك لا شريك لك لبّيك . إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك » .
وقوله « لبّيك » : يعنى اتجاهى وقصدي إليك ، مأخوذ من قولهم : دارى تلبّ دارك - أي تواجهها ؛ أو أن المعنى 
محبتي لك ، مأخوذ من قولهم : امرأة لبّة ، أي محبّة ؛ أو أن المعنى إخلاصي لك ، من قولهم حبّ لباب ، أي خالص ؛ أو معناه الإقامة على الطاعة ، من قولهم : لبّ الرجل بالمكان إذا أقام فيه ؛ أو معناه قربا منك ، من الإلباب وهو القرب .
ومن دعى فقال « لبيك » فقد استجاب .
وكان عمر يهلّ بتلبية الرسول صلى اللّه عليه وسلم ويزيد : « لبيك اللهم لبيك وسعديك » ، والخير في يديك ، والرغباء إليك والعمل » ، ويقول : « لبيك مرغوبا ومرهوبا إليك ذا النعماء والفضل الحسن » .
ويستحب استدامة التلبية والإكثار منها ، وإذا فرغ المحرم من التلبية يصلى على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ويدعو بما يحب من خير الدنيا والآخرة . ولا بأس أن يلبّى غير المحرم .

   * * *

2103 - ( الإفراد والتمتع والقران في الحج )

الإفراد ، والتمتّع ، والقران في الحجّ ، كل ذلك جائز بالإجماع وباركه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ولم ينكره على أحد من أصحابه ، وأجازه لهم ، فإذا كان قد اختار لنفسه « الإفراد » ، فلأن الإفراد أفضل من القران ، والقران أفضل من التمتّع . وفي الحديث عن عائشة أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قال : « من أراد منكم أن يهلّ بحج وعمرة فليفعل ، ومن أراد أن يهل بحج فليهل ، ومن أراد أن يهلّ بعمرة فليهل » وأهلّ الرسول صلى اللّه عليه وسلم بحجّ ، وأهلّ ناس بالعمرة والحج ، وأهلّ ناس بالعمرة .
وأهلّت عائشة بالعمرة ، وقال الرسول صلى اللّه عليه وسلم : « وأما أنا فأهلّ بالحج » ، والحديث حجّة من قال بفضل الإفراد .
واحتج من فضّل التمتع بآية متعة الحج ، تقول :فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ( 196 ) ( البقرة ) ، ولم تنسخها آية أخرى ، ولم ينه عنها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى مات ، ومع ذلك نهى عمر وعثمان عن التمتّع لينتجع البيت مرتين - أي ليأتيه الزوار مرتين في السنة ، ولأنهما رأيا الناس مالوا إلى التمتّع ليسارته وخفّته ، فخشيا أن يضيع الإفراد والقران .
وفضّلت جماعة القران ، لأن فيه الفرضين ، وقالوا إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرن ولبىّ بعمرة ، وبعمرة وحجة ؛ وقيل إنه كذلك أفرد ، لأن الإفراد أكثر عملا ، وفيه عمرة وحجّ ، والاثنان طاعة والأكثر طاعة هو الأفضل ، والمفرد أكثر تعبا من المتمتّع ، لإقامته على الإحرام ، وذلك أعظم لثوابه .
والخلاصة : أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم رآه بعضهم تمتّع ، ثم أهل بحجة ، ورآه آخرون أفرد ثم قال « لبيك بحجة وعمرة » ، ومن ثم اتّفقت الأحاديث ، وربما أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم جمع في هذه الحجة بالحج والعمرة لأنه علم أنه ليس بحاج بعدها . وإنما كل ذلك جائز بالإجماع .

   * * *

2104 - ( المتمتع بالعمرة إلى الحجّ )

في الآية :فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ( 196 ) ( البقرة ) : أن التمتّع بالعمرة يكون إلى الحج ، وله ثمانية شروط :
1 - أن يحرم الرجل بعمرة في أشهر الحج ؛
2 - وأن يكون من غير أهل مكة ؛
3 - وأن يقدم مكة فيفرغ من العمرة ثم يقيم بها حلالا - أي غير محرم ، إلى أن يأتي موعد الحج في عامه ؛
4 - وأن يؤدّى الحج فيكون قد أدّى العمرة والحج ؛
5 - وأن يكون ذلك في سفر واحد ؛
6 - وفي عام واحد ؛
7 - وفي أشهر الحج ؛ وألا يمزجهما - أي الحج والعمرة - بل يكون إحرام الحج بعد الفراغ من العمرة ؛
8 - وأن تكون العمرة والحج عن شخص واحد .
   * * *

2105 - ( القران في الحج )

هو أن يجمع المقرن بين العمرة والحج في إحرام واحد ، فيهلّ بهما جميعا في أشهر الحج أو في غيرها ، يقول : « لبّيك اللهم بحجة وعمرة معا » ، فإذا قدم مكة طاف لحجته وعمرته طوافا واحدا ، وسعى سعيا واحدا ، وفي حديث عائشة تقول : وأما الذين جمعوا بين الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا ؛ وفي حديث الرسول صلى اللّه عليه وسلم لها يوم النفر - أي الانصراف من منى : « يسعك طوافك لحجك وعمرتك » ، أو قال : « يجزئ عنك طوافك بالصفا والمروة عن حجّك وعمرتك » .
والقران على ذلك من باب التمتع ، لأن القارن يتمتع بترك النّصب في السفر إلى العمرة مرة ، وإلى الحج مرة أخرى ، ويتمتع بجمعهما ، ولم يحرم لكل واحدة من ميقاته ، وضمّ الحج إلى العمرة ، فدخل تحت قول اللّه تعالى :فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ( 196 ) ( البقرة ) ، وهذا وجه من التمتّع لا خلاف فيه ، ولذلك كان القران لغير أهل مكة ممن يسمّون في المصطلح الإسلامي : أهل الآفاق ، كقوله تعالى :ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ( البقرة 196 ) ، وقيل إنه لم يوجد مكّى قرن ، ولا يجوز للمقرن الجمع بين العمرة والحج إلا بسياق الهدى .

   * * *

2106 - ( متعة الحج )

هي النوع الثالث من الحجّ ، حيث الأول « الإفراد » ، والثاني « القران » ، والثالث « التمتّع » : وهو أن يحرم الرجل بالحج حتى إذا دخل مكة فسخ حجّه في عمرة ، ثم حلّ وأقام حلالا حتى يهلّ بالحج يوم التروية - أي اليوم الثامن من ذي الحجة . وقد أمر الرسول صلى اللّه عليه وسلم أصحابه ممن لم يكن معه هدى ، ولم يسقه ، وقد كان أحرم بالحج ، أن يجعلها عمرة .
وقد أعمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عائشة في ذي الحجة ليقطع أمر أهل الشرك الذين كانوا يحرّمون العمرة حتى ينسلخ ذو الحجة ، وبذلك نقض قولهم ، وأراهم أن العمرة في أشهر الحج لا بأس بها . ولم يكن ذلك لأصحاب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ولا لعائشة خصوصا لعامهم ذاك ، ولكنه للناس ، ولأبد الأبد .

   * * *    

2107 - ( من قلّد الهدى ونوى الإحرام صار محرما )

هذا صحيح ، فإنّ من يقلّد الهدى وينوى الإحرام يصير محرما ، بدليل الآية :لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ( 2 ) ( المائدة ) ، فهذه الأحكام معطوف بعضها على بعض وتوجب إتمام أمور المناسك ، ولهذا قالوا : من دخل في الحج ثم أفسده ، فعليه أن يعيد جميع أفعال الحج ولا يجوز أن يترك منها شيئا .
   * * *

2108 - ( لا قتل للصيد في الإحرام )

القتل : هو كل فعل تزهق به روح ، وهو أنواع ، منه الذبح ، والنحر ، والخنق ، والرضخ وأشباه ذلك ، كقوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ( 95 ) ( المائدة ) ، والخطاب في الآية لكل مسلم ومسلمة ، فلا يجوز في الإسلام ذبح المحرم للصيد ، لنهيه تعالى المحرم عن قتله ، فقال :
« لا تقتلوا الصيد » ، فلا يحلّ له أكله ، ولفظ الصيد عام في كل صيد برّى وبحرى ، حتى جاء قوله تعالى :وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً( 96 ) ( المائدة ) ، فأباح صيد البحر إباحة مطلقة بقوله :أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ( 96 ) ( المائدة ) .
وفي الحديث : « خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح : الغراب ، والحدأة ، والعقرب ، والفأرة ، والكلب العقور » ، أي أن هذه لأنها مؤذية لا يحرم قتلها للمحرم ، وأما غير ذلك فهو حرام .

والجزاء على الصيد يجب بقتله ، والصيد نوعان : دواب وطير ، ويجزى من الدواب نظيره في الخلقة والصورة ، ففي النعامة بدنة ، وفي حمار الوحش وبقرة الوحش بقرة ، وفي الظبي شاة ، وفي الحمام كله قيمته ، إلا حمام مكة ففي الحمامة شاة ، وكذلك حمام الحرم ، ويقوّم الصيد مالا في المكان الذي قتل فيه ، فإن كان لا يباع الصيد في ذلك الموضع فيشترى بالقيمة هديا إن شاء ، أو طعاما للمساكين :فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً( المائدة 95 ) ، ويلزم لتقدير القيمة حكمان ذوا عدل ، وتكون على الجماعة المشتركة في قتل صيد واحد كفّارة واحدة يشتركون فيها ، كأن يكون هديا ، أو كفارة طعام لمن لم يجد الهدى ، وإن لم يجد فيصوم عدل ذلك بحيث لا يتجاوز الجزاء الشهرين .
   * * *

2109 - ( البيت الحرام هو الكعبة )

يأتي ذلك في الآية :جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ( 97 ) ( المائدة ) ، والبيت حرام لأنه لا يقتل فيه ، ولا يستبى ، ولا يغار عليه ، ولا تقام فيه الحدود . والبيت الحرام : هو ما حول الكعبة من الحرم ؛ وقيل : هو مكة كلها . ومعنى : قيام البيت ، أنه أقيم ليخشع الناس لرؤيته ، وتعظم في نفوسهم وقلوبهم هيبته ، فيكون لهم أمنا وأمانا ، ولأنه يقوم بحياتهم ومماتهم ، ويلجئون إليه فيعصمهم ربّه ، كقوله تعالى :أَ وَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ( 67 ) ( العنكبوت ) ، يقارن بين الأمن في الحرم والأمن خارجه ، ويقول :وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى( 125 ) ( البقرة ) ، والمثابة هي رجوع الناس إلى زيارة البيت المرة تلو الأخرى ، ويعرفون أنهم به آمنوا ، وأنه مكان صلواتهم ؛ وقوله :وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ( 125 ) ( البقرة ) ، لأنهما استنّا تطهيره ، يعنى أن يمتنع فيه الرجس والرفث ، وظل قائما مطهّرا إلى أن أدخلت الأصنام فيه حتى زحمته ، وقبل ذلك ناسبت طهارته منذ عهد إبراهيم وإسماعيل ، الطائفين الأغراب ، والعاكفين المقيمين ، والمصلّين من الركّع السجود ، وصار التقليد بعد إبراهيم أن يطهّر البيت من حين لآخر ، وفعل ذلك النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وكان من بناة البيت مثل إبراهيم وإسماعيل .
والقول بأن الملائكة هي التي بنت البيت ، أو الذي بناه هو آدم أو شيث ، هو قول غريب لا يعتدّ به ، وروّج له أهل الكتاب فيما يسمى بالإسرائيليات .
وفي عهد إبراهيم وإسماعيل صار البيت مثابة للناس وأمنا ، وهذه ميزة للبيت الحرام على بيت المقدس ، فكل من استعاذ بالبيت الحرام وتعوّذ به ، أي التجأ إليه واعتصم ، أعاذه اللّه ، فهو آمن ، وأهله - أي سكان مكة ، آمنون به ومرزوقون ، وهو معنى دعاء إبراهيم :رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ( 126 ) ( البقرة ) .

وإبراهيم وإسماعيل هما اللذان رفعا قواعد البيت ، أي أظهراه وأطالا جدرانه ، كقوله :وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ( 127 ) ( البقرة ) ، والقواعد هي الأساس ، وبناؤهما للبيت من الأساس من أعمالهما الصالحة ، وسألا اللّه أن يتقبّله منهما ، وكان قبلهما لا يوجد بيت ، بل مجرد ربوة ( تلة ) حمراء مدرة ( طينية ) ، بواد غير ذي زرع . ولمّا حدّدته قريش بعد إبراهيم اقتصرت على قواعد إبراهيم ، ولولا أن قريشا كانت حديثة العهد بالإسلام - وربما ترفض الإنفاق على تجديد البيت - لأعاد الرسول صلى اللّه عليه وسلم بناءه ، ولردّه إلى قواعد إبراهيم وأدخل به الحجر .
وكان صلى اللّه عليه وسلم في الخامسة والثلاثين عندما جدّدت قريش البيت أول مرة قبل الإسلام ، وتجزّأت العمل في البناء قبائل : عبد مناف ، وزهرة ، وبنو مخزوم ، وبنو جمح ، وسهم ، وبنو عبد الدار ؛ وبنو أسد ، وبنو عدىّ بن كعب . وبدأ عملية الهدم « الوليد بن المغيرة » ، وكان الناس يهابون أن يشتركوا معه لقداسة البيت ، فلما رأوا الوليد سليما بعد يوم من الهدم تابعوه عليه ، إلى أن انتهوا إلى أساس إبراهيم ، ثم شرعوا في البناء إلى أن بلغوا موضع الركن - أي الحجر الأسود ، وعندئذ اختصموا ، فكانت كل قبيلة تريد أن يكون لها دون غيرها رفع الحجر إلى موضعه ، وتحالف بنو عبد الدار وبنو عدىّ بن كعب ، وقرّبوا جفنة مملوءة دما ، أدخلوا أيديهم فيها ، فسمّوا « لعقة الدم » ، وأقسموا أن يحظوا لأنفسهم بهذا الشرف ، واحتدم الخلاف لمدة أربعة أو خمسة أيام ، ثم اجتمعت القبائل كلها في الحرم يتشاورون ، واتفقوا أن أول من يدخل من باب البيت الحرام يقضى بينهم ، فكان ذلك الداخل هو النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فاقترح عليهم ثوبا ، فأخذ الحجر الأسود فوضعه فيه بيده ، ثم قال : لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا .
ففعلوا ، حتى إذا بلغوا موضعه ، وضعه بيده ثم بنى عليه . وفي الآية :إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ( 96 ) ( آل عمران ) ، و « بكة » اسم سريانى بمعنى المدينة ، ومن ذلك « بعلبك » في لبنان وهي « مدينة بعل » ، والعرب تجعل بكة من أسماء مكة ، ومعنى الاسم كما قالوا .
أنها تبكّ أعناق الظلمة والجبابرة ، يعنى أنهم يذلّون بها ويخضعون ؛ أو أنها بكة لأن الناس تبكّ فيها ، أي تزدحم في موسم الحج . وقيل بكة هي موضع البيت ، وما سوى ذلك مكة ، وللبيت أسماء عدة ، منها « البيت المعمور » ( الطور 4 ) ، « والبيت الحرام » ( المائدة 97 ) ، « والبيت المحرّم » ( إبراهيم 37 ) ، والأول : قيل بيت في السماء تعمره الملائكة ، غير أن سياق السورة لا يوحى بذلك ، فقبل ذلك يأتي عن « جبل الطور » الذي كلّم اللّه عنده موسى ، وعن « الكتاب المسطور والمنشور في الرّق » ، وهو « كتاب القرآن » ، أي « المصحف » ، والطور والمصحف من العينيات التي مكانها الأرض وليس السماء ، ومن ثم كان « البيت المعمور » هو أيضا اسم من أسماء البيت الحرام الذي نعرفه ونعاينه على الأرض ، وهو « معمور » بالناس يحجّون إليه من كل مكان ، والمقصود به الكعبة ؛ وهو أيضا « المسجد المحرّم » ، و « المسجد الحرام » ، حرّم اللّه فيه ارتكاب المعاصي ، سواء للعاكف ، يعنى من أهل مكة ، أو البادى ، أي من غير أهل مكة ، ومن يرد فيه بإلحاد بظلم يذيقه اللّه أشدّ العذاب ( الحج 25 ) ، بمجرد أن يهمّ فيه بارتكاب المعصية عن قصد أو عن شرك ، أو أن تستحل فيه الحرمات .

وقوله :وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ( 2 ) ( المائدة ) ، الآمّون هم المتّجهون إلى بيت اللّه الحرام الذي من دخله كان آمنا ، وكذلك من قصده طالبا فضل اللّه وراغبا في رضوانه ، فلا يمنع ولا يصدّ .
وفي البيت الحرام لا يؤتى الظلم ، ولا القتل ، ولا يلحد فيه ، ولا ينكر اللّه . وهذا البيت المقدور له أن يكون معمورا أبد الآبدين ، أرشد اللّه إليه إبراهيم .
وقوله تعالى بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ( الحج ) استدل بها البعض على أن « إبراهيم أول من بنى البيت » . ومن أسمائه أنهالْبَيْتِ الْعَتِيقِ( الحج 33 ) ، أي القديم الموغل في القدم ، قيل : إنه أول بيت بنى للّه في العالم أجمع .
وفي قوله :لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ( 26 ) ( الحج ) قرن الطواف بالصلاة في البيت ولا يقترنان إلا فيه .

   * * *    
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 25 نوفمبر 2023 - 22:55 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

2110 - ( كانت كسوة الكعبة في عاشوراء )

في حديث لعائشة قالت : « كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان ، وكان يوما تستر فيه الكعبة » أخرجه البخاري ، ويستفاد من الحديث أن الكعبة كانت تكسى في الجاهلية من كل سنة يوم عاشوراء ( اليوم العاشر من شهر المحرم ) ، ثم صارت تكسى في الإسلام يوم النحر في ذي القعدة ، فيعلقون كسوتها إلى نحو نصفها ، ثم صاروا يقطّعون الكسوة كهيئة المحرم ، فإذا حلّ الناس يوم النحر كسوها الكسوة الجديدة ، وقيل : أول ما كسيت الكعبة كان بالوصائل ، جمع وصيلة ، وهي ما يوصل بها الشيء ، وهي أقمشة حبرة خضراء مخططة يمانية ، والذي كساها هو أسعد ، وهو نفسه تبّع ؛ وقيل : هو إسماعيل بن إبراهيم ؛ وقيل : عدنان بن أد أول من كساها ووضع أنصاب الحرم ، ثم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كساها الثياب اليمانية ، ثم عمر وعثمان كسياها القباطي ، ثم الحجّاج بأمر عبد الملك كساها الديباج .
وقيل : أول من كساها الديباج عبد اللّه بن الزبير ، وقيل : يزيد بن معاوية ؛ وقيل : نتيلة بنت جناب والدة العباس بن عبد المطلب ؛ وقيل : معاوية بن أبي سفيان ؛ وقيل : 
كانت تكسى بالديباج يوم عاشوراء ، وبالقباطى في آخر رمضان ؛ وقيل : أول من كساها خالد بن الوليد ؛ وقيل المأمون بن الرشيد ؛ وكسيت أيام الفاطميين الأبيض إلخ .
   * * *

2111 - ( الكعبة قيام للناس )

في الآية :جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ( 97 ) ( المائدة ) ، كأنه يقول : إن الكعبة ما دامت موجودة فالدين قائم . وفي الحديث : « لا تقوم الساعة حتى لا يحجّ البيت » أخرجه البخاري وأحمد والحاكم ، يعنى : أن من أشراط الساعة أن البيت يتوقف الناس عن الحج إليه . ( أنظر عن الكعبة في باب الإيمان ضمن أحاديث الزمان ) .
   * * *

2112 - ( البيت العتيق )

البيت العتيق هو البيت الحرام بمكة ، كقوله تعالى :وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ( 29 ) ( الحج ) ، والعتيق هو القديم ، تقول عتق السيف أي قدم ، وفي الحديث : « إنه أول مسجد وضع في الأرض » أخرجه مسلم ، وهذا هو الصحيح .
وقيل : هو عتيق ، لأن اللّه أعتقه أن يتسلط عليه جبّار من النصارى أو اليهود ؛ وأما الزعم بأن الحجّاج بن يوسف الثقفي نصب المنجنيق على الكعبة حتى كسرها ، فإن الحجّاج كان مسلما ، والمسلم منهىّ أن يلحق الأذى بالبيت أو يظهر فيه الفساد ، ومع ذلك فإن النهى والوعيد بإزاء المسلم لم يتجاوزهما اللّه إلى الصرف عن البيت بالإلجاء والاضطرار ، وموعد الحجّاج هو الساعة ، والساعة أدهى وأمرّ ؛ وأما النصارى واليهود فهؤلاء صرفوا عن البيت قسرا .
وقيل : سمى عتيقا لأنه لم يملكه أحد لنفسه قطّ ، وقيل هو عتيق بمعنى كريم ، والعتق هو الكرم . وقيل : هو عتيق لأن طوفان نوح لم يلحقه .

   * * *

2113 - ( أول بيت وضع للناس للذي ببكة )

سأل أبو ذرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن : أول مسجد وضع في الأرض ؟ قال : « المسجد الحرام » ، قال : ثم أي ؟ قال : « المسجد الأقصى » قال : كم بينهما ؟ قال : « أربعون عاما ، ثم الأرض لك مسجد فحيثما أدركتك الصلاة فصلّ » أخرجه مسلم . غير أن سليمان الذي بنى المسجد الأقصى ، حكم بين سنتي 691 و 620 ق . م ، بينما إبراهيم الذي بنى المسجد الحرام كان في بداية الألفية الثانية قبل الميلاد ، يعنى أنه بين إبراهيم وسليمان أكثر من ألف سنة .
والحديث من الإسرائيليات ، وكأن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لا يعرف سلسلة ذرية إبراهيم ، وأنه لا يمكن أن يكون بين إبراهيم وسليمان أربعون سنة ! ! وفي الآية :إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ ( 96 ) فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً( 97 ) ( آل عمران ) ، يعنى أنه قبل المسجد الحرام لم يوضع قبله بيت للعبادة . وكان اليهود والمسلمون قد تفاخروا ، فقالت اليهود : بيت المقدس أفضل وأعظم من الكعبة ، لأنه مهاجر الأنبياء ، وفي الأرض المقدسة . وقال المسلمون : بل الكعبة أفضل . فأنزل اللّه هذه الآية .
وقيل : إن فكرة بيت المقدس لم تكن فكرة داود ، وأنه إنما أراد أن يحقق فكرة موسى ويشوع ، وأما سليمان فقد جدّد ما كان أسّسه داود وأكمله . وأما المسجد الحرام فقد أسسه وبناه إبراهيم وإسماعيل كأمر اللّه .
وروى أن أول من بناه آدم ، فيجوز أن يكون من ولده من وضع أيضا أساس بيت المقدس بعده بأربعين عاما كما في الحديث ! وبكة في الآية هي موضع البيت ، ومكة سائر البلد . وأيضا فإن بكة هي مكة وإنما بالسريانية ، وفي بلاد الشام مدينة بعلبك ( بعل وبك ) أي مدينة البعل ، فمعنى بكة أو مكة هو المدينة ، ولذلك أطلق النبىّ على يثرب الاسم العربي « المدينة » المضاهى للاسم السرياني بكة أو مكة . وقيل مكة تصحيف عربى لبكة .
وقيل إن اسم بكة مشتق من البك وهو الازدحام ، وسميت بذلك لازدحام الناس فيها في الطواف .
وقيل هي تبكّ المخ من العظم مما ينال قاصدها من المشقة ، أو تبكّ من ظلم فيها ، أي تهلكه . وآيات المسجد البيّنات هي : مقام إبراهيم ، والحجر الأسود ، والحطيم ، وزمزم ، والمشاعر كلها . ومن يدخل الحرم يأمن ، وذلك من آياته ، لأن الناس كانوا يتخطّفون من حوله ، وقد فعل اللّه ما فعل بأصحاب الفيل من أجل الحرم ، وفيه لا رفث ولا فسوق ولا جدال .

   * * *    

2114 - ( إبراهيم وإسماعيل رفعا قواعد البيت )

البيت هو البيت الحرام ، وقواعده أساسه ، وهي الجدر ، وفي الحديث : « إن البيت لمّا هدم أخرجت منه حجارة عظام » ، وهذه هي القواعد التي رفعها إبراهيم ، وكانت قد اندرست ، وكان إبراهيم قد تبيّنها وجوّدها .
يقول تعالى :وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ( 26 ) ( الحج ) أي عرّفناه مكانه وأين يقيمه ، وأطلعناه عليه ؛ ويقول :وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ( 127 ) ( البقرة ) ، فرفع إبراهيم وإسماعيل البيت حتى انتهيا إلى موضع الركن .
وقيل : بنى إبراهيم البيت أولا بالطين والحجارة ، ثم إن قريشا هدمت ما بناه إبراهيم وبنوا الكعبة بالحجارة ، وقيل إنهم لما بلغوا الركن اختلفوا فيمن يحمله ، فجاء النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فحكّموه ، فأمر بالركن فوضع في ثوب ، ثم أمر كل سيد قبيلة أن يمسك بطرف من الثوب ، ثم ارتقى هو ورفع إليه الركن ووضعه .
وكان باب الكعبة على عهد إبراهيم بالأرض حتى بنته قريش . والجدر - أي أصل الجدار من البيت ، لم تدخله قريش ، لأن النفقة قصرت بهم ، وجعلوا الباب مرتفعا ليدخلوا ويمنعوا من شاءوا ، ولولا أن يتقوّل العرب لنقض النّبى صلى اللّه عليه وسلم الكعبة وجعلها على أساس إبراهيم ، ولجعل لها خلفا ( بابا من الخلف ) أو خلفين . ثم إن ابن الزبير هدم الكعبة وبناها على ما أخبرته عائشة ، وزاد في الحجر خمسة أذرع ، حتى أبدى أسا نظر الناس إليه فبنى عليه البناء .
وكان طول الكعبة ثمانية عشر ذراعا ، فزاده عشرة أذرع ، وجعل بابين أحدهما يدخل منه ، والآخر يخرج منه . ولما أحضر ابن الزبير العمال ليهدموا ، خافوا ، فصعد بنفسه وهدم ، ورأوا أنه لم يصب بشيء فتجرّءوا .
وأقرّ عبد الملك بن مروان ما فعله ابن الزبير في الطول ، ولكنه ردّ الحجر إلى بنائه ، وسدّ الباب الذي فتحه .
وقيل : نهى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن سبّ أسعد الحميري - أي تبّع : وهو أول من كسا البيت ؛ وكانت الكعبة تكسى القباطي ، ثم كسيت البرد ، وكان الحجّاج : أول من كساها الديباج .

   * * *
2115 - ( مقام إبراهيم من البيت )
المقام في اللغة موضع القدمين ، من قام يقوم ، والمقام اسم للموضع ، من أقام . ومقام إبراهيم هو الحجر الذي يصلى الناس عنده في الكعبة ركعتي طواف القدوم .
وعن جابر أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لما رأى البيت ، استلم الركن فرمل ثلاثا ، ومشى أربعا ، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم فقرأ :وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى( 125 ) ( البقرة ) فجعل المقام بينه وبين البيت فصلى ركعتين ، قرأ منهما :قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ( 1 ) ، وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ( 1 ) ، ومفاد ذلك أن مقام إبراهيم هو الحجر الذي ارتفع عليه إبراهيم حين ضعف عن رفع الحجارة التي كان إسماعيل يناولها له ليضعها بيده فيرتفع الجدار ، فكلما كملت ناحية انتقل إلى الأخرى ، يطوف حول الكعبة وهو واقف عليه ، وكلما فرغ من جدار ، نقله إلى الناحية التي تليها حتى تمت جدران الكعبة ، وكان يترك أثر قدميه على الحجر ، وهذا غريب ، فقيل فيه :وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة * على قدميه حافيا غير ناعلوهذا المقام كان ملصقا بجدار الكعبة قديما ، ومكانه اليوم إلى جانب الباب مما يلي الحجر يمنة الداخل من الباب ، وكان إبراهيم لمّا فرغ من بناء البيت وضعه إلى جدار الكعبة ، أو أنه انتهى عند البناء فتركه هناك ، ولهذا أمر بالصلاة هناك عند الفراغ من الطواف .
وناسب أن يكون الحجر عند مقام إبراهيم حيث انتهى بناء الكعبة فيه ، وأخّره عمر عن الجدار ، وكان زمن أبى بكر ملتصقا بالبيت . وقوله :وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى( 125 ) ( البقرة ) ، قيل : اتخذوه مثابة تثوبون إليه ، وكان عمر يقول : أنه وافق ربّه في ثلاث ، منها قوله لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى ؟ فنزلت الآية :وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى( 125 ) .
وقيل : إن عمر قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : يا رسول اللّه ، لو صلّينا خلف المقام ؟ فأنزل :وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى( 125 ) ، فكان المقام عند البيت ، فحوّله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى موضعه الحالي ، فكأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هو الذي أخّره ، والصحيح أن الذي أخّره عن الجدار هو عمر في خلافته .
وقيل : معنى اتخذوا المقام مصلّى ، اتّخذوه يدعى فيه ، والدليل على ذلك ما قاله جابر : أن رجلا توقّف بين الركن أو الباب والمقام يدعو لصاحب له ، يقول : اللهم اغفر لفلان ، فقال له النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « قد غفر لصاحبك » ؛ أو أن المقام مصلّى ، أي موضع للصلاة يصلّى عنده ، فيصبح الحجر قبلة يقف الإمام عندها .
وفي الآية :فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ( 97 ) ( آل عمران ) : أن مقام إبراهيم هو من آيات البيت . ولما كان معنى مقام إبراهيم هو موضع إقامة إبراهيم وهو يبنى البيت ، فالبيت كله يصبح مقامه ، فحيثما أقام فهو المقام ، وصلاته لذلك كانت في كل البيت ، لأنه صلى في كل مكان فيه ، والمقام على ذلك هو : الركن ، وعند الحجر الأسود ، وفي الحطيم ، وعند زمزم ، والمشاعر ، أي كل مكان في البيت .

   * * *

2116 - ( آداب رؤية الكعبة )

يستحب رفع اليدين عند رؤية الكعبة والدعاء .
   * * *

2117 - ( صلاة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في الكعبة )

كانت صلاته صلى اللّه عليه وسلم في الكعبة في عام الفتح ، وقال لعثمان : « ائتنا بمفتاح الكعبة » ، ودخلها وصلّى بين العمودين اليمانيين ، وليس على أحد بأس أن يصلى في أي نواحي
البيت شاء ، غير أن الصلاة بين العمودين مستحبة . وفي عام الفتح أمر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بإزالة كل الصور من الكعبة ، وعند دخولها يستحسن التكبير في نواحيها .

   * * *

2118 - ( الطواف )

يقال : طاف بالمكان وحوله ، أي دار حوله . والطواف في الحج : هو الدوران حول الكعبة ، كقوله تعالى :وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ( 29 ) ( الحج ) والبيت العتيق هو الكعبة .
وللحج ثلاثة أطواف : طواف القدوم ، وطواف الإفاضة ، وطواف الوداع . والطواف في هذه الآية المقصود به طواف الإفاضة ؛ وأما طواف القدوم فسنّة ، ويسقط عن المكّى ، وعن كل من يحرم بالحج من مكة . والطواف الواجب الذي لا يسقط هو طواف الإفاضة الذي يكون بعد عرفة ، وهو المفترض في القرآن ، وبه يحل الحاج من إحرامه كله .
والطوافان واجبان ، والسعي أيضا واجب ، وكذلك طواف الصّدر المسمى بطواف الوداع . وليس لأحد أن يترك الطواف بين الصفا والمروة ، كقوله تعالى :إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ( 158 ) ( البقرة ) ، فالصفا والمروة من المتعبّدات التي أشعرها اللّه ، مثلهما مثل الحجر الأسود ، والكعبة والطواف حولها ، والموقف ، والنحر ، فهاتان مثل ذلك ومن علامات الحج .

   * * *

2119 - ( مستحبات الطواف ومكروهاته )

من مستحبات الطواف إذا دنوت من الحجر الأسود : أن ترفع يديك ، وتحمد اللّه ، وتثنى عليه ، وتصلّى على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وتدعو ، ثم تستلم الحجر وتقبّله ، فإن لم تستطع فاستلمه بيدك ، فإن لم تستطع فأشر إليه بيدك .
ومن مكروهات الطواف : كراهية الكلام بغير ذكر اللّه ، ومدافعة الأخبثين : البول والغائط ، والأكل والشّرب ، وكل ما يمكن أن يفسد الصلاة .
   * * *

2120 - ( موالاة الطواف والسعي )

تشترط الموالاة بين أشواط الطواف ، فإن ترك الحاج الموالاة لمدة طويلة بلا عذر ، لم يعتبر ما مضى من الطواف ، ويبدأ من جديد ، وإن تركه لمدة قصيرة بنى على ما تقدّم ، وإن أعيا في الطواف فله أن يستريح .
ولا تشترط الموالاة في السعي بين الصفا والمروة . فإن أقيمت صلاة أو حضرت جنازة وهو يطوف أو يسعى ، صلّى مع الجماعة ، فإذا انتهى عاد إلى طوافه أو سعيه وبنى على ما تقدم .

   * * *    

2121 - ( استحباب الاضطباع )

الاضطباع مستحب في طواف القدوم ، وهو أن تجعل وسط ردائك تحت كتفك الأيمن ، وتردّ طرفيه على كتفك الأيسر ، وتبقى كتفك الأيمن مكشوفا ، فإذا فرغت من الطواف سوّيت رداءك .
   * * *

2122 - ( الطواف لمن دخل المسجد الحرام )

يستحب لمن يدخل المسجد الحرام أن لا يبدأ بشيء قبل الطواف بالبيت لأن التحية للمسجد الحرام ، وإن شاء أن يصلى صلّى بعد ذلك . وإذا دخل فذكر فريضة أو فائتة ، أو أقيمت الصلاة المفروضة ، قدّمها على الطواف .
ويشترط للطواف الطهارة وستر العورة ، وإن تذكّر أنه كان على غير طهارة - سواء في طواف الحج أو طواف العمرة - لزمه إعادة الطواف ، ويستحب له الدنو من الكعبة أثناء الطواف ، فإذا فرغ من الطواف يسنّ للطائف أن يصلى ركعتين ويكررهما بعد كل طواف ، وصلاة الفريضة تجزئ عن ركعتي الطواف ، أو أنه يصليهما بعد المكتوبة خلف المقام .

   * * *

2123 - ( الرمل في الطواف والسعي )

الرّمل : هو إسراع المشي مع مقاربة الخطو من غير وثب ، ولا يسنّ في غير الأشواط الثلاثة الأول من طواف القدوم أو طواف العمرة ، فإن تركه لم يقضه بعد ذلك ، ويبتدئ الحاج بالرمل من الحجر الأسود إلى أن يعود إليه ، دون أن يمشى أثناء ذلك ؛ وإن ترك الرمل في شوط من الثلاثة الأول أتى به في الاثنين الباقيين ، وإن تركه في الاثنين أتى به في الثالث .
ومن ترك الرمل نسيانا أو عمدا فلا إعادة عليه ، ولا يسن الرمل لأهل مكة ولا لمن يحرم من مكة ، ولا للنساء .

ولما قدم الرسول صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه مكة عام الفتح ، كان منهم من قد وهنتهم حمّى يثرب ، فأمرهم أن يرملوا الأشواط الثلاثة الأول ، وأن يمشوا بين الركنين الأشواط الأربعة الباقية ، ولم يمنعه أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم .
وقد استلم الرسول صلى اللّه عليه وسلم الركن الأسود في أول طوافه ، يخب ثلاثة أطواف من السبع . والخبب هو العدو السريع .

وقال عمر في تبرير الرمل : إنما كنا راءينا به المشركين .
وقال : هو شئ صنعه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فلا نحب أن نتركه .

   * * *

2124 - ( الحجر الأسود والركن اليماني )

يشترط أن يبتدئ الحاج الطواف بالحجر الأسود ، وعليه أن يحاذيه بجميع بدنه ، ويستحب أن يستلمه - أي يمسحه بيده ، ويقبّله ، فإن لم يمكنه تقبيله استلمه وقبّل يده ، وإن كان في يده شئ كالعصا مثلا ، فيمكن أن يستلم الحجر به ، فإن لم يمكنه استلامه وتقبيله ، قام بحذائه واستقبله بوجهه فكبّر وهلل ، ويقول عند استلامه : باسم اللّه ، واللّه أكبر ، إيمانا بك ، وتصديقا بكتابك ، ووفاء بعهدك ، واتّباعا لسنّة نبيّك محمد صلى اللّه عليه وسلم » .
ولا يستحب للمرأة مزاحمة الرجال لاستلام الحجر الأسود ، وإنما تشير بيدها إليه . ويستلم الحاج الركنين الأسود واليماني في كل طوافه ، ولا يستلم من الأركان غيرهما ، وعليه أن يكبّر كلما أتى الحجر أو حاذاه ، ويدعو بين الركنين اليماني والأسود .
والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم استلم الركن ، من الاستلام أي التحية ، وكان الصحابة إذا استلموا الحجر الأسود قبّلوا أيديهم ، وإن لم يستلموه بأيديهم أومئوا إليه بعصيّهم حتى يصيبوه . وقيل : كانوا يستلمون كل الأركان فليس شئ من البيت مهجورا .
وفي البيت أربعة أركان ،
الأول : على قواعد إبراهيم وفيه الحجر الأسود ؛
والثاني : على قواعد إبراهيم ؛
والثالث والرابع ليس فيهما شئ من ذلك ، ولذلك يقبّل الأول ، ويستلم الثاني ، ولا يقبّل الآخران ولا يستلمان .

   * * *

2125 - ( الرسول صلى اللّه عليه وسلم قبّل الحجر الأسود )

تقبيل الحجر الأسود للحاج سنّة ، والصحابة قبّلوه لمّا قبّله النبىّ صلى اللّه عليه وسلم واستلمه ، وقال ابن عمر : أنه رأى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قد وضع شفتيه عليه طويلا ، ولم ير ابن عمر أن الزحام عذر لترك الاستلام ، وكان يزاحم على الركن حتى يدمى ، وكان يقول : هوت الأفئدة إليه ، فأريد أن يكون فؤادي معهم ، وفي رواية أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم طاف بالبيت على بعير ، فكلما أتى على الركن أشار إليه وكبّر ، ولم يطف سبوعا قط ( أي سبعة أشواط ) إلا صلى ركعتين .
ولمّا استلم عمر بن الخطاب الركن قال : أما واللّه إني لأعلم أنك حجر لا تضرّ ولا تنفع ، ولولا أنى رأيت رسول اللّه عليه السلام استلمك ما استلمتك » ، وقال ذلك مخافة أن يقال أنه أثر من آثار عبادة الأصنام لم يتخلص منه الإسلام ، كما قالوا ذلك أيضا عن الطواف بالكعبة ، والسعي بين الصفا والمروة ، والحجّ عموما ، مع أن ذلك كله إحياء للماضى ، ولديانة إبراهيم ، وربطها بالحاضر .
والحجر الأسود : يربط بين السماء والأرض ، وبين الزمن الدنيوي والزمن الأخروى .
وعناصر الحجر الأسود فيها من عناصر النجوم ، وقد أقسم اللّه بالنجوم ومواقعها ، وتسخيرها ، وانكدارها وطمسها ، وسجودها ، وأقسم بالنجم الثاقب ، وجميع ذلك من آياته الكبرى ، وأصل الحجر الأسود من النجوم ، وتقبيله إقرار بعظمة اللّه تعالى ، ثم إن تقبيل الحجر اختبار لطاعة العباد كاختبار طاعة إبليس بالسجود لآدم ، فبالعقل لا فائدة من هذا السجود ، وكذلك لا فائدة من تقبيل الحجر الأسود ، وإنما هو مظهر من مظاهر الإيمان : فإنهما - أي السجود لآدم ، وتقبيل الحجر - من الطاعات ، والطاعات الحكم فيها ليس للعقل .
وكل ما ورد قديما من نقد للحج وشعائره ، وأنه من بقايا الوثنية ، هو نفسه ما يردده المستشرقون ، سواء منهم اليهود والنصارى ، أو من يقال عنهم مسلمون علمانيون ، أو عرب أو مسلمون مستشرقون .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : لم لم يقل إن تابوت العهد أثر من عبادة اليهود للأوثان؟ وتقبيل الصليب أثر ثان من عبادة الأوثان؟

والجواب : أن العنصرية والانحياز هما شيمة هؤلاء اليهود والنصارى .
والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم فيما فعل كان يلتزم آثار ديانة إبراهيم ، ويتّبعها ، وتقبيل الحجر من ذلك ، ومثله شرب ماء زمزم ، وهو أيضا اتّباع ، والتواصل بين الأديان هو أصل من أصول الإسلام ، كقوله تعالى :آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ( البقرة 285 ) ، وقوله :قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ( 136 ) ( البقرة ) . والحمد للّه ربّ العالمين ! .

   * * *

2126 - ( السعي بين الصفا والمروة )

السعي ركن ، وقيل سنّة ، وقيل واجب . والسعي يتبع الطواف ، ولا تستحب الموالاة بين السعي والطواف ، ويؤخّر الحاج السعي إلى أن يستريح ، فإذا طاف وصلّى ركعتين ، واستلم الحجر الأسود ، عندئذ يستحب له أن يخرج إلى الصفا ، فيرقى عليها ، ويستقبلها ، ويكبّر اللّه ويهلله ، ويدعو ما يحب ، ثم يسعى إلى المروة ، ولا يسنّ للمرأة أن ترقى حتى لا تزاحم الرجال ، فإذا انحدر من الصفا مشى إلى أن يحاذى العلم ، فإذا كان بالقرب منه سعى سعيا شديدا حتى يحاذى العلم الآخر ، ثم يترك السعي ويمشى حتى يأتي المروة ، فيستقبل القبلة ويدعو ، ثم يكرر ذلك في كل شوط ، حتى يكمل سبعة أشواط ، والذهاب شوط ، والرجوع شوط . وسعى النساء مشي كله .
   * * *

2127 - ( الصفا والمروة من شعائر اللّه )

الطواف بالصفا والمروة من شعائر الجاهلية ، فلما كان الإسلام أمسك المسلمون عنهما ، فأنزل اللّه :إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ( 158 ) ( البقرة ) فجعل الطواف بهما تطوّعا ، إلا أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم طاف بهما ، وكذلك طاف المسلمون ، وقالت عائشة في الآية : لو كان الأمر تطوعا لكانت الآية بشكل مختلف ، هكذا : « فلا جناح عليه ألّا يطوف بهما » ، يعنى كانت الآية تنهى عن الطواف بهما ، ولكن الآية كما هي :فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِماتنفى أن يكون على المطوّف إثم كما ظن أهل الجاهلية .
وقالت عائشة : وقد سنّ الرسول صلى اللّه عليه وسلم الطواف بينهما ، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما .

والصفا : في اللغة هو الحجر الأملس ، وهو جبل بمكة ؛ وكذلك المروة .
وقيل سمى الصفا ، لأن آدم المصطفى وقف عليه ، ووقفت حواء على المروة ، فسمّى جبل المروة باسم امرأة وأنّث .
وقيل : كان على الصفا صنم يقال له إساف ، وعلى المروة صنم يدعى نائلة .

وما كان من كراهية عند المسلمين الأوائل للطواف بينهما إنما لهذا السبب ، فلما نزلت الآية رفع الحرج .
وقيل : إن إسافا ونائلة كانا رجلا وامرأة ، وزنيا بالكعبة ، فمسخهما اللّه حجرين ، ووضعهما العرب على الصفا والمروة ، ثم نزل القرآن يجعلهما من شعائر اللّه ، أي من معالم الحج ، ومواضع العبادة فيه ! والشعائر جمع شعيرة ، وهي المتعبّدات التي جعلها اللّه أعلاما للحج ، كالمواقف ، والسعي ، والنّحر .
والحجّ في اللغة : هو القصد ، والعمرة : هي الزيارة . والسعي بين الصفا والمروة إذن من أركان الحج والعمرة .
وفي الحديث : « اسعوا فإن اللّه كتب عليكم السعي » أخرجه الدارقطني ، ولا يكون السعي إلا متصلا بالطواف ، سواء كان في حجّ أو في عمرة ، وهو ما أورثتنا إياه أمّنا : أم إسماعيل .

   * * *

2128 - ( الشرب من زمزم )

يستحب أن يأتي الحاج زمزم فيكثر الشرب من مائه على نية ما يحب ، ويقول : « بسم اللّه ، اللهم اجعلها لنا علما نافعا ، ورزقا واسعا ، وريا وشبعا ، وشفاء من كل داء ، واغسل به قلبي واملأه من حكمتك » .
ولا بأس بالشرب في الطواف . ولا يكره الوضوء والغسل بماء زمزم على الصحيح . والاسم زمزم من زمّ الماء أي اجتمع وتدفق ، ويقال : زمّ القربة أي ملأها ماء ، والزمزم الماء المجتمع ، ويقال للماء زمزم إذا كان بين الملح والعذب ، وهو صفة ماء بئر زمزم .
وكما قلنا : فالشّرب من زمزم ليس مجلبة لنفع وإنما هو اتّباع للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وتواصل بالديانات ، وإحياء لملّة إبراهيم .

   * * *

2129 - ( الخروج إلى منى )

المستحب خروج الحاج محرما من مكة يوم التروية فيصلى الظهر بمنى ، ثم يقيم حتى يصلى بها الصلوات الخمس ويبيت بها . فإذا صادف يوم التروية يوم جمعة فلا يخرج من مكة حتى يصلى الجمعة .
* * *

2130 - ( يوم التروية )

هو اليوم الثاني من ذي الحجة .
   * * *

2131 - ( عرفات هي الحج )

عرفات علم على مؤنث ، وهو في الأصل جمع كمسلمات ومؤمنات ، سمّيت به بقعة معينة ، لأن الناس يتعارفون بها . وفي القرآن يأتي ذكر عرفات مرة واحدة :فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ( 198 ) ( البقرة ) ، والخطاب للجمع ، لأن الناس كانوا يجتمعون بعرفات يوم عرفة ، وقد أتوا من أماكن بعيدة وبعد مشقة أسفار ، فيتعارفون وهم الأغراب ، فسمى يوم اجتماعهم « عرفة » ، وسمّى الموضع « عرفات » .
والصحيح أن الاسم مرتجل من زمن الجاهلية ؛ وعند المسلمين عرفات من العرف وهو الطيب ( بكسر الطاء ) ، كقوله تعالى :عَرَّفَها لَهُمْ( 6 ) ( محمد ) أي طيّبها ، فهي مطيّبة ، بخلاف منى التي فيها الفروث والدماء ( بقايا الذبح ) ، فذلك سبب تسميتها « عرفات » ، وتسمية يوم الوقوف « يوم عرفة » .

وقيل : إن أصل الاسمين من الصبر ، يقال رجل عارف أي صابر خاشع ، وفي المثل : النّفس عروف ، أي صبور ، وما حمّلتها تتحمل ، فسمى المكان بهذا الاسم لأن الناس فيه يخضعون ويتذللون ويصبرون على الدعاء والبلاء ، ويحتملون الشدائد من أجل أن يقيموا الشعائر .
والحج هو هذه الإفاضة من عرفات ، يستوى فيها أن تفيض ليلا أو نهارا ، وفي الحديث : « من صلّى معنا ( أي مع المسلمين ) صلاة الغداة بجمع ، وقد أتى عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا ، فقد قضى تفثه وتمّ حجّه » أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي ، وفي الحديث : « الحج عرفات » - قالها ثلاثا - « فمن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك » .
والوقوف بعرفة ركن لا يتم الحج إلا به ، والمستحب أن يقف فيها عند الصخرات وجبل الرحمة . ويستقبل القبلة ، كما يستحب أن يغتسل الحاج للوقوف .
ووقت الوقوف : من الزوال يوم عرفة إلى طلوع الفجر الثاني من يوم النحر ، لأن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وقف في حجة الوداع بعد أن صلى الظهر إلى أن غربت الشمس ، وقال : « لتأخذوا عنى مناسككم » .
وتكون الإفاضة على مهل ، لأن في استعجال السير إلى المزدلفة استعجال الصلاة بها ، ولا يصلّى المغرب تلك الليلة إلا مع العشاء بالمزدلفة .
والمستحب للحاج أن يخرج إلى الموقف من منى إذا طلعت الشمس يوم عرفة ، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة ، فيقيم بنمرة - وهو اسم الموضع الذي عليه أنصاب الحرم بعرفات ، وفيه الآن المسجد المعروف ، وإن شاء يقيم بعرفة حتى تزول الشمس . وفي الحديث : « عرفة كلها موقف » .
وكانوا في الماضي يفضلون الوقوف بها راكبين لا قائمين ، ولا بأس الآن أن يستريح من وقف قائما ، وقيل : الواقف أفضل من الراكب .
ويستحب له يوم عرفة الإكثار من ذكر اللّه ، والدعاء بما يحب أو بالمأثور ، كأن يقول : « لا إله إلا اللّه وحده ، لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيى ويميت ، وهو على كل شئ قدير » .
ويجب عليه الوقوف إلى غروب الشمس . ووقت الغروب - كما سبق - من طلوع فجر يوم عرفة أو من الزوال ، إلى طلوع الفجر يوم النحر .
فمن أدرك عرفة في شئ من هذا الوقت - وهو عاقل - فقد تمّ حجّه . وقيل : أول وقته تأكيدا زوال الشمس من يوم عرفة ، ولو وقف بعرفة نهارا وجب عليه البقاء إلى الغروب ، فإن خرج قبل الغروب ولم يعد حتى غربت الشمس فعليه دم وحجّه صحيح ، ومن لم يدرك جزءا من النهار ولا جاء عرفة حتى غربت الشمس فحجّه تام ولا شئ عليه .
ومن لم يدرك الوقوف بعرفة حتى طلوع فجر ليلة النحر فات حجّه بلا خلاف ، ويتحلل بطواف وسعى وحلق على الصحيح ، ويمضى في حجّه الفاسد ، ويجعل إحرامه إحراما بعمرة ، ويلزمه القضاء في العام التالي سواء كان الفائت واجبا أم تطوعا ، ويلزمه هدى على الأصح ، والهدى ما استيسر ، وإن فات القارن الحج حلّ ، ويلزمه هديان - هدى للقرآن ، وهدى للفوات .

والاجتماع في الأمصار في المساجد يوم عرفة ، بغير عرفة ، سنّة طيبة ، ويخطب الإمام ويجتمع الناس إليه ، وكان التابعون يشهدون المساجد يوم عرفة .
وفي الحديث عن فضل هذا اليوم : « صوم يوم عرفة يكفّر السنة الماضية والباقية » . والصوم المقصود هو ما كان خارج عرفة ، وأما في عرفة ، فعن ابن عباس : أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أفطر بعرفة ، ويستحب للواقف بعرفة الفطر ليتقوّى على الدعاء ، كما يستحب الدعاء في الأمصار يوم عرفة ، فادعوا عباد اللّه للمسلمين لتزول عنهم هذه الغمّة التي هي اضطهاد الغربيين للإسلام والمسلمين ، وإرهاب الدولة الذي يمارسونه علينا ، وفي الحديث : « أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له » .

   * * *

2132 - ( يوم النفر )

أي يوم الانصراف من منى .
   * * *

2133 - ( أيام منى )

هي أيام التشريق الثلاثة التي تلا يوم النحر . وسميت منى أو منى بهذا الاسم لما يمنى فيها من الدماء ، أي يراق . والمنى جمع منية ومنية وهي البغية .
وقيل : سميت كذلك لأن جبريل قال لآدم فيها : تمنّ . قال : أتمنى الجنة ، فسميت منى ، والأصحّ ما ذكرناه أولا ؛ وسميت « جمعا » لأنه اجتمع بها حواء وآدم عليهما السلام ، والأصح لأن الحجيج يكون اجتماعهم فيها . والجمع أيضا هو المزدلفة ، وهو المشعر الحرام .

   * * *

2134 - ( المزدلفة يزدلف فيها الحجّاج إلى اللّه تعالى )

المزدلفة : هي الجمع لأنه فيها يجمع المغرب إلى العشاء في الصلاة ، ولا صلاة في المزدلفة قبل أن يغيب الشفق ، لقوله صلى اللّه عليه وسلم : « الصلاة أمامك » ، ثم صلّاها بالمزدلفة بعد
مغيب الشفق . وهي المزدلفة : لأن المسلمين فيها منذ آدم يزدلفون إلى اللّه بالصلاة ، أي يتقرّبون .
والثابت أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم صلّى المغرب والعشاء بالمزدلفة بأذان واحد وإقامتين .

وقيل يصليان بأذانين وإقامتين ، وكذلك الظهر والعصر بعرفة ، والصحيح أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم سنّ في الصلاتين بالمزدلفة أن الوقت لهما جميعا وقت واحد ، فتصلى الأولى بأذان وإقامة ، وتصلى الثانية بلا أذان ولا إقامة ، وإنما أمر عمر بالتأذين الثاني لأن الناس تفرّقوا لعشائهم فأذّن ليجمعهم ، وإذا أذّن أقام .
وقال ابن عمر . جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين المغرب والعشاء بجمع ، وصلى المغرب ثلاثا ، والعشاء ركعتين بإقامة واحدة . والأقوال مختلفة في ذلك .
وليس المبيت في المزدلفة ركنا من الحج ، غير أنه سنّة مؤكدة ، وكذلك الوقوف فيها . والمستحب للحاج أن يقف بعرفة حتى يدفع الإمام ، ثم يسير نحو المزدلفة في سكينة ووقار ، ويكبّر في الطريق ، ويذكر اللّه ويلبّى .
ومن بات بالمزدلفة لم يجز له الدفع قبل نصف الليل ، فإن دفع بعده فلا شئ عليه ، والمستحب له المبيت إلى أن يصبح ، فإذا كان الصبح دفع ، ويستحب تقديم الضعفة والنساء ، ثم يسير بسكينة إلى منى قبل طلوع الشمس ، ثم يسرع عند وادى محسر ، ويلبّى في الطريق ، ولا يقف حتى يأتي منى - وهي بين وادى محسر وجمرة العقبة .

   * * *

2135 - ( المشعر الحرام هو المزدلفة )

المشعر الحرام من مصطلحات الحج ، وهو الجمع ، لأنه فيه يجمع المغرب والعشاء ، وهو المزدلفة أيضا لأن آدم ازدلف فيه إلى اللّه ، وكذلك يفعل المؤمنون ، يعنى يتقرّبون بالوقوف في هذا المكان .
والمشعر من الشّعار وهو العلامة ، فهو معلم للحج والصلاة والمبيت به ، والدعاء عنده ، وكلها من شعائر الحج ، ووصف بالحرام لحرمته .

   * * *

2136 - ( حصى الجمار )

يستحب للحاج أن يجمع حصى الجمار من طريقه إلى منى ، أو من المزدلفة ، ويجزئ أخذها من أي مكان شاء ، والتقاط الحصى أولى من تكسيره ، والمستحب أن تكون الحصاة صغيرة تمسك بطرفى الإبهام والسبابة ، وقيل الحصى أكبر من الحمّص ودون البندق .
والجمار أو حصى الجمار : هو الحصى التي يرمى بها الحجّاج في مناسك الحج .
وعدد الحصى سبعون حصاة ، يرمى منها سبعا يوم النحر ، وسائرهن في أيام منى .

   * * *

2137 - ( رمى جمرة العقبة ) 

يرمى الحاج جمرة العقبة بسبع حصيات يكبّر مع كل حصاة ، ويدعو : « اللهم اجعله حجا مبرورا ، وذنبا مغفورا ، وعملا مشكورا » . ويستبطن الوادي ، ويستقبل القبلة ، ثم ينصرف ولا يقف ، ولا يجزئه الرمي إلا أن تقع الحصاة التي رماها في المرمى ، ولا يجزئه أن يرمى الحصيات كلها مرة واحدة .
ويكون الرمي في وقت فضيلة بعد طلوع الشمس ، أو وقت جواز ، وأوله منتصف الليل من ليلة النحر ، وإن أخّر الرمي إلى آخر النهار جاز ، وإن أخّره إلى الليل لم يرمها حتى تزول الشمس من الغد ، ولا تلبية عند رمى أول حصاة من جمرة العقبة .

وجمرة العقبة : هي الجمرة الكبرى ، وليست من منى ، بل هي حدّ منى من جهة مكة ، وهي التي بايع النبىّ صلى اللّه عليه وسلم الأنصار عندها على الهجرة .
والجمرة : اسم لمجتمع الحصى ، وسميت بذلك لاجتماع الناس بها ، ويقال تجمّر بنو فلان إذا اجتمعوا ، وتسمى العرب الحصى الصغير جمارا . وقيل : إن آدم أو إبراهيم لمّا التقى إبليس حصبه ، فجمر إبليس - أي أسرع ، فسمّى الحصى جمارا لأنه تسبب في إسراعه .

   * * *

2138 - ( رمى الجمرات أيام التشريق )

ترمى الجمرة الأولى في اليوم الأول من أيام التشريق بعد زوال الشمس . والجمرة الأولى : أبعد الجمرات عن مكة ، وتلا مسجد الخيف ، فيجعلها عن يساره ويستقبل القبلة ويرميها بسبع حصيات ويرفع يديه ويدعو .
ثم يتقدم إلى الجمرة الوسطى فيفعل نفس الشيء ، إلا أنه يجعلها عن يمينه ، ثم يرمى جمرة العقبة كذلك ، ويستبطن الوادي ، ويستقبل القبلة ، ثم يسير ولا يقف ، ويفعل نفس الشيء في اليوم الثاني ، فإن أحب التعجيل بالرمي في يومين فله ذلك على أن يخرج من منى قبل الغروب .
فإن غربت الشمس قبل خروجه من منى لم يجز له الخروج حتى يرمى في اليوم التالي بعد الزوال كما رمى بالأمس .
والترتيب في الرمي واجب . ووقت الرمي أيام التشريق بعد الزوال ، فإن رمى قبل الزوال أعاد ، وآخر وقت الرمي هو آخر أيام التشريق ، فإن مضى الوقت ولم يرم فعليه فدية .
وإن ترك الرمي أو واحدة منها من غير عذر فعليه دم ، والأولى ألا ينقص في الرمي عن سبع حصيات .
ويترك السنّة من يؤخّر الرمي ، وعليه أن يرمى اليوم الأول ، ثم الثاني ثم الثالث ، ومن كان لديه عذر جاز أن يستنيب من يرمى عنه .

   * * *

2139 - ( أيام التشريق والأيام المعدودات وحكم الجمار )

الأيام المعدودات في الآية :وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى وَاتَّقُوا اللَّهَ( 203 ) ( البقرة ) للقليل والكثير ، وتقال لأيام منى من أيام الحجّ ، وهي « أيام التشريق » ، و « أيام رمى الجمار » ، وهي أيام ثلاثة يتعجّل الحاج منها في يومين بعد « يوم النحر » .
وقيل : « الأيام المعدودات » هي أيام التشريق ، بينما « الأيام المعلومات » ( الحج 28 ) : هي « الأيام العشر » ( البقرة 196 ) .
وفي الحديث : « أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر للّه » ، يعنى لا صيام فيها . وعن عائشة قالت : نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن صوم أيام التشريق ، قيل : هي ثلاثة : يوم النحر ، ويومان بعده ، يذبح الحاج في أيهن يشاء ، وأفضلها أولها ، والأصح ما دلّ عليه ظاهر الآية وهو ثلاثة أيام بعد النحر ، وفي أيها يمكن التضحية .
ووقت الذكر فيها من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق وهو آخر النّفر الآخر .
وفي الحديث : « الحج عرفة ، فمن جاء ليلة جمع ( وهي المزدلفة ) قبل طلوع الفجر ، فقد أدرك أيام منى ثلاثة ، فمن تعجّل فلا إثم عليه » ، أخرجه الترمذي ، أي من تعجّل من يومين من أيام منى صار مقامه بمنى ثلاثة أيام بيوم النحر ، ويصير جميع رميه بتسع وأربعين حصاة ، ويسقط عنه رمى اليوم الثالث ، ومن لم ينفر من منى إلا في آخر اليوم الثالث حصل له بمنى مقام أربعة أيام بما فيها يوم النحر ، واستوفى العدد من الرمي .
وأيام الرمي على ذلك هي الأيام المعدودات ، وأما الأيام المعلومات فهي أيام النحر . وقيل إن الأيام المعدودات والمعلومات يجمعها أربعة أيام ، هي : يوم النحر ، وثلاثة أيام بعده ، فيوم النحر معلوم ولكنه غير معدود ، واليومان بعده معلومان معدودان ، واليوم الرابع معدود وليس معلوما .
وقيل : إن النحر في اليوم الأول وهو الأضحى ، وفي الثاني والثالث ، وليس في الرابع نحر ، فكأن الرابع لا يدخل في الأيام المعلومات ، لأنه لا ينحر فيه وإنما يرمى فيه ، فصار معدودا لأجل الرمي ، وغير معلوم لعدم النحر فيه : والإجماع على أن وقت رمى الجمرات في أيام التشريق يوم النحر بعد الزوال إلى الغروب . فإذا مضت أيام الرمي فلا رمى .
وقيل وقت الرمي من طلوع الشمس إلى زوالها . ولا تكون البيتوته بمكة أو بغيرها أيام التشريق إلا في منى ، إلا لمن يؤدون الخدمات ، ومن ترك المبيت ليلة من ليالي منى من غير هؤلاء فعليه الفدية .
وأيام التشريق أيام رمى كلها ، ويرمون يوم النحر - يعنى جمرة العقبة ، ثم لا يرمون من الغد ، وهو الثاني من أيام التشريق الذي يتعجّل فيه النفر من يريد التعجيل أو من يجوز له التعجيل كقوله :فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ( 203 ) ( البقرة ) ، فيرمى اليومين لذلك اليوم ولليوم الذي قبله ، لأنه يقضى ما كان عليه .
وثبت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رمى جمرة العقبة يوم النحر على راحلته . ويرمى الحاج في كل يوم من الثلاثة إحدى وعشرين حصاة ، ويكبّر مع كل حصاة ، ويوجه وجهه في حال الرمي إلى الكعبة ، ويرتب الجمرات ، ويبدأ بالجمرة الأولى فيرميها بسبع حصيات ، واحدة واحدة ، فإذا فرغ منها تقدّم أمامها فوقف يدعو ، ثم يرمى الثانية - وهي الوسطى - وينصرف عنها ذات الشمال ويدعو ، ثم يرمى الثالثة من أسفلها ولا يقف عندها ، ويكبّر في ذلك كله مع كل حصاة يرميها ، وسنّة الذكر في رمى الجمار : التكبير ، ويرميها ماشيا بخلاف جمرة يوم النحر .
وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا رمى الجمرة الأولى يرميها بسبع حصيات ، يكبّر كلما رمى بحصاة ، ثم يتقدم أمامها فيقف مستقبلا القبلة ، رافعا يديه بالدعاء ، وكان يطيل الوقوف ، ثم يأتي الجمرة الثانية فيرميها بسبع حصيات ، يكبّر كلما رمى حصاة ، ثم ينحدر ذات اليسار فيقف مستقبلا القبلة رافعا يديه ثم يدعو .
ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة فيرميها بسبع حصيات ، يكبّر كلما رمى بحصاة ، ثم ينصرف ولا يقف عندها . وحكم الجمار أن تكون طاهرة غير نجسة ولا مما رمى به ، وتؤخذ استحبابا من المزدلفة من حصى المسجد ، ولا يغسل ، ولا يجزئ في الجمار غير الحجر أو الطين اليابس ، وكل شئ من الأرض فهو يجزئ .
والحصى أصغر من الأنملة طولا وعرضا ، ويجوز الرمي بأي حجم طالما اسمه حصاة ، والغلو في الدين منهىّ عنه . ويرمى عن المريض والصبى اللذين لا يطيقان الرمي .
ومن أراد من النفر الأول الخروج من منى شاخصا ، إلى بلده ، خارجا عن الحرم ، أن ينفر بعد زوال الشمس إذا رمى في اليوم الذي يلي يوم النحر قبل أن يمسى ، فلينفر في النهار ولا إثم عليه .

   * * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 25 نوفمبر 2023 - 23:59 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

2140 - ( الأيام المعلومات في الحج )

الأيام المعلومات في قوله تعالى :لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ( 28 ) ( الحج ) ، هي الأيام العشر من أول من ذي الحجة ، وآخرها يوم النحر . وفي الحديث : « ما من أيام أعظم عند اللّه ولا أحبّ إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد » . والمراد بالتكبير الحجّاج وغيرهم وخصوصا في أوقات الصلوات ، فيكبّر عند انقضاء كل صلاة ، سواء كان المصلى وحده أو في جماعة ، تكبيرا ظاهرا في هذه الأيام ، ويكبّر النساء كذلك دبر كل صلاة ، وصيغة التكبير : « لا إله إلا اللّه ، واللّه أكبر ، وللّه الحمد » . وقيل هي : « اللّه أكبر اللّه أكبر ، لا إله إلا اللّه ، واللّه أكبر وللّه الحمد » .
وكان رسول اللّه يصوم الأيام المعلومات ، ومنها : يوم عرفة فكان يصومه في غير عرفة ، ويوم النحر الذي هو يوم الحج الأكبر . وقيل إن الأيام المعلومات هي أفضل أيام السنة . وأما الليالي العشر فهي الأيام العشرة الأخيرة من رمضان التي يكون فيها الاعتكاف ، ومنها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر .
وفضل الأيام العشر أن فيها الحج ، وفضل الليالي العشر أن فيها رمضان شهر الصوم . وعن ابن عمر : الأيام المعلومات هي يوم النحر ويومان بعده - يعنى هي ثلاثة أيام . وعن ابن عباس : هي يوم النحر - وثلاثة أيام بعده - يعنى هي أربعة أيام .
وقيل : الأيام المعلومات : عشر ذي الحجة وأيام التشريق - يعنى اليوم الثاني والثالث 
والرابع من أيام عيد الأضحى ، فأما اليوم الأول فهو يوم النحر . وسميت أيام التشريق : لأن الناس فيها يشرقون لحوم الأضاحي شرائح يجففونها .
   * * *

2141 - ( الليالي العشر هي أيام الحج )

قيل الأيام العشر : من أول يوم ذي الحجة إلى عشرة منه وهو يوم النحر ، وهي أيام الحج المشار إليها بالأيام المعلومات كقوله تعالى :وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ( 28 ) ( الحج ) ، وأما الليالي العشر في الآية :وَالْفَجْرِ ( 1 ) وَلَيالٍ عَشْرٍ ( 2 ) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ( 3 ) ( الفجر ) فالمقصود بها ليالي رمضان العشر الأخيرة التي فيها الاعتكاف ، ومنها ليلة القدر خير من ألف شهر . وقيل أيضا إن الليالي العشر هي ليالي ذي الحج من أوله إلى اليوم العاشر وفيه النحر ؛ وقيل هي الأضحى ، لأن ليلة النحر داخلة فيها ؛ وقيل هي العشر التي ذكرها اللّه في قصة موسى :وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ( 142 ) ( الأعراف ) ؛ وقيل هي العشر الأولى من المحرّم ؛ وقيل إنها عشر ذي الحجة لأنه تعالى في الآية قبلها اقسم بالفجر ، وهو فجر يوم النحر خاصة ، وهو خاتمة الليالي العشر ، ويقصد بالفجر صلاة الفجر ، وأقسم لذلك بعدها بالشفع والوتر ، والوتر يوم عرفة لكونه التاسع ، والشفع يوم النحر أو ليلة الأضحى لكونه العاشر .
   * * *

2142 - ( الحج الأكبر والحج الأصغر )

يأتي هذا المصطلح - الحجّ الأكبر - مرة واحدة في الآية :وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ( 3 ) ( التوبة ) ؛ وقيل هو يوم عرفة ، وفي الحديث : « يوم الحج هو يوم عرفة » ، وقيل هي أيام منى كلها ؛ وقيل : يوم الحج الأكبر يوم النحر ، فقد سأل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم :
« أي يوم هذا » ؟ فقالوا : يوم النحر . فقال : «هذا يوم الحج الأكبر» أخرجه أبو داود والبخاري.
وقيل إنه « الأكبر » من أجل قول الناس : « الحج الأصغر » ، وفيه - أي في يوم الحج الأكبر - يهراق الدم ، ويوضع الشّعر ، ويلقى فيه التّفث ( أي الوسخ ) ، وتحلّ فيه الحرم ، وفي هذا اليوم - يوم النحر - الحج كله ، لأن : الوقوف في ليلته ، والرمي ، والنحر ، والحلق ؛ والطواف في صبيحته . وقيل الحج الأكبر : الذي فيه الوقوف بعرفة ، والحج الأصغر : هو العمرة .
وقيل إنما هذا اليوم من السنة قبل حجة الوداع ، أذن فيه للمشركين لآخر مرة أن يطوفوا بالبيت عراة ، وسمّى يوم الحج الأكبر ، لأن المسلمين والمشركين حجّوا فيه معا ، وفيه اتفقت يومئذ أعياد الملل : اليهود ، والنصارى ، والمجوس ، والمسلمين ؛ وقيل : إنه الأكبر لأنه نبذت فيه العهود مع المشركين والكفّار ؛ وقيل : سمّى الأكبر لأنه كان في العام الذي حجّ فيه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم حجة الوداع ، وحجّت معه فيه الأمم .

   * * *    

2143 - ( الهدى وما يجوز منه ومتى ينحره )

الهدى : ما يهدى من بهيمة الأنعام ، وأفضلها الإبل ، ثم البقر ، ثم الغنم ، والضأن أفضل من المعز ، والشاة الواحدة أفضل من اشتراكه مع غيره في بدنة بسبعها ، والذكر والأنثى في الهدى سواء . ويحصل الإيجاب للهدى بقول المهدى : « هذا هديى » ، أو تقليده ناويا به الهدى ، ويسنّ تقليد الهدى بأن يجعل في أعناقها النعال أو أي علّاقة . والسنّة إشعار الإبل والبقر ، أي أن يشق صفحة السنام الأيمن للإبل حتى يدميها ، ولا يسن إشعار الغنم . وينحر الهدى متى فرغ الحاج من رمى جمرة العقبة يوم النحر ، والسنّة النحر بمنى ، ويجزئه حيث نحر من الحرم ، ويستحب للمهدى أن يشهد النحر ، ويجوز أن يشترك السبعة في البدنة والبقرة . وإن عجز المتمتع عن الهدى يصوم ثلاثة أيام في الحج بعد إحرامه آخرها يوم عرفة ، وسبعة إذا رجع إلى بلده ، وله أن يصوم العشرة أيام جميعها بين أهله وفي بلده .
   * * *

2144 - ( الفداء والفدية )

من فدى ، تقول : فدى الرجل من الأسر ، أي استنقذه بمال أو سواه ، كقوله تعالى :وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ( 85 ) ( البقرة ) ، يعنى تقبلون الفدية في الأسرى ، والفدية : هي ما يعطى عوض المفدى . والفدية والفداء والفدى بمعنى واحد ؛ وفاديت نفسي إذا أطلقتها بعد أن دفعت شيئا كقوله تعالى :لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ( 18 ) ( الرعد ) ، ومنه قول العباس للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : فاديت نفسي وفديت عقيلا ؛ والعرب تقول : جعلت فداك .
ومن نذر ذبح ابنه يفديه بكبش كما فدّى إبراهيم ابنه ، كقوله تعالى :وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ( 107 ) ( الصافات ) ، وقيل : ينحر مائة من الإبل كما فدى عبد المطلب ابنه ! وفي الأحوال الشخصية يقال : فدت المرأة نفسها من زوجها : أي أعطته مالا حتى تخلصت منه بالطلاق ، كقوله تعالى :فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ( 229 ) ( البقرة ) ، وفي الآية جواز أن يخلع الزوج زوجته نظير أن تعطيه ما أنفقه عليها ، وقيل : يجوز أن تفتدى منه بما يتراضيان عليه سواء كان أقل مما أعطاها أو أكثر منه ، وكان الناس فيه لا يأخذون من النساء أكثر مما يعطونهن ، وقد رفض النبىّ صلى اللّه عليه وسلم الزيادة فقال : « أما الزيادة فلا ولكن حديقته » ، والحديقة هي ما دفعه لها فافتدت بها المرأة نفسها ، وقيل : الفداء في العيني لا في المال .
وقد تكون الفدية الطعام عن الإفطار في رمضان ، كقوله تعالى :وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ( 184 ) ( البقرة ) ، والآية نزلت رخصة للشيوخ والعجزة خاصة ، والمرضى والحوامل والمرضعات ، إذا أفطروا لعدم قدرتهم على الصوم ، ولقدرتهم على أن يطعموا إذا أفطروا ، أن يطعم كل منهم عن نفسه مسكينا عن كل يوم .

والفداء في الحج كقوله تعالى :فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ( 196 ) ( البقرة ) وذلك لمن أراد أن يحلق ، فلا يفتدى حتى يحلق ، وشعر الرأس وغيره في وجوب الفدية سواء ، وإذا حلق المحرم رأسه ثم حلقه ثانية فعليه فدية واحدة ؛ وجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فدية الأذى : أن يفدّى ستة مساكين ويعشّيهم ، أو يهدى شاة أو يصوم ثلاثة أيام . والنسك هي الذبيحة ينسكها العبد للّه تعالى .
وقصّ المحرم أظفاره كالحلق ، فيه الفدية عن كل ظفر ، والمرأة إذا لبست القفاز . والفدية في الحج الفاسد بالجماع حال الإحرام بدنة - أي ناقة أو بقرة مسمّنة ، على كل من الواطئ والموطوءة .
والدم فدية لبس المخيط عامدا ، والقميص يستديم لبسه ، والمنطقة ، والقباء ، وكذلك الذي يتطيّب ثم ينزع ثوبه ثم يلبسه . ولا يتقيد صيام الفدية بالحرم . وجزاء ما كان من الصيد ولو كان طيرا ، نظيره من المال يفديه به ، وإذا أتلف جزءا من الصيد وجب ضمانه ، وحتى بيض الصيد وفراخه يفتدى . ولا فدية على قتل الحيوان المؤذى والأهلى .

   * * *

2145 - ( أعمال النحر )

في قوله تعالى :لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ( 28 ) ( الحج ) ، أن ذكر اسم اللّه هو التسمية عند الذبح والنحر ، كقولك :إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ( 162 ) ( الأنعام ) ، فكل ما نؤدّيه كعبادة ، للّه وباسم اللّه . وفي الجاهلية كان الناس يذبحون على أسماء أصنامهم ، فبيّنت الآية أن الذبح لا يكون إلا على اسم اللّه ، لأنه الذي يرزق بهيمة الأنعام . ووقت الذبح هو انصراف الإمام ، وفي عهد النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لم يكن ينحر إلا بعد نحر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وفي الحديث : « من ذبح بعد الصلاة فقد تمّ نسكه وأصاب سنة المسلمين » أخرجه مسلم . وأيام النحر ثلاثة أو أربعة : يوم النحر ويومان بعده ، أو ثلاثة أيام بعده .
ويوم النحر هو العاشر من ذي الحجة . والنحر في الأمصار يوم واحد ، وفي منى ثلاثة أيام .
والأيام المعلومات هي هذه الأيام الثلاثة . ويوم النحر لا يرمى فيه غير جمرة العقبة ، لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يرم من الجمرات غيرها يوم النحر . وأعمال يوم النحر أربعة أعمال :
الرمي ، ثم النحر ، ثم الحلق ، ثم الطواف . والسنّة ترتيبها هكذا ، وإن أخلّ الحاج بالترتيب فلا شئ عليه .
   * * *

2146 - ( الأضحية وتوزيع لحمها )

المرخّص بذبحه في الحج هي الأنعام كقوله تعالى :وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ( 28 ) ( الحج ) ، وهي : الإبل ، والبقر ، والغنم . ويستحب لمن يذبح أن يقوم بذلك بنفسه ، وأن يأكل من هديه وأضحيته ، ويدّخر منها ويتصدّق بالأكثر ، وفي الحديث : « فكلوا وادّخروا وتصدّقوا » ، والأكل في الذبائح لا يحلّ في أربع : الكفّارات ، والصيد ، والنذر ، وفدية الأذى . وفي الجاهلية كانوا يحرّمون الأكل من لحوم الضحايا ؛ وفي الإسلام أمرنا بالأكل منها :فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا( الحج 28 ) ، وفي الحديث : « من ضحّى فليأكل من أضحيته » .
ويستحب التصدّق بالثلث ، وإطعام الثلث ، وإهداء الأهل من الثلث ؛ وقيل يأكل النصف ويدّخر منه ، ويتصدّق بالنصف ، لقوله :فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ( 28 ) ( الحج ) ، وقوله :فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ( 36 ) ( الحج ) والفقير يوصف بالبؤس من شدّة الفقر ؛ والقانع هو السائل ، ويقنع يعنى يسأل ؛ والمعتر الذي يتعرض لمن يذبح يسأله منه ، من اعتراه وعراه ، يعنى يطيف بصاحب الأضحية وقد يسأله ، وقد يظل ساكتا . والسنّة في النحر أن تنحر الإبل قياما مقيدة ، وتنحر البدن قياما ، ولا يعطى الجزّار أجره من الهدى ، وقد يعطى من الهدى صدقة أو هدية أو زيادة على حق . ولا يباع لحم الهدى ولا جلودها ولا جلالها - أي كسوتها ، ويتصدّق بها .

   * * *

2147 - ( البدن من شعائر اللّه )

البدن هي الإبل ، ومفردها بدنة ، مأخوذة من البدانة وهي الضخامة ، وقيل البدانة في الإبل والبقر ، وقيل البقر لا يقال عليها بدنا ، وقيل البدن تهدى إلى الكعبة ، والهدى في الإبل والبقر والغنم ، وفيها قوله تعالى :وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ( 36 ) ( الحج ) .
والخير في البدن هو منافعها ، ونحرها لا يكون إلا على اسم اللّه ؛ وصواف أي تصفّ قوائمها ، والبعير إذا أرادوا نحره تعقل إحدى يديه ، فإذا وجبت جنوبها ، أي سقطت بعد نحرها ، فعندئذ يستحب أن يأكل الإنسان من هديه ، وفيه أجر وامتثال ، وأن يطعم القانع وهو السائل ، والمعتر الذي يطيف بالضحية ولا يسأل .

   * * *

2148 - ( النحر عام الحديبية )

نحر المسلمون مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام الحديبية سنة ست هجرية في ذي القعدة :
البدنة عن سبعة ، والبقرة عن سبعة ، واشتركوا معه صلى اللّه عليه وسلم في الحج والعمرة كل سبعة في بدنة ، ونحروا يومئذ سبعين بدنة ، ونحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بدنة ، وحلق رأسه . وقيل إن الذي حلق رأسه يومئذ خراشى بن أمية بن أبي العيص الخزاعي ، وأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المسلمين أن ينحروا ويحلّوا ، ففعلوا بعد توقّف أغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقالت له أم سلمة : لو نحرت لنحروا ، فنحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هديه ، ونحروا بنحره ، وحلق رأسه ودعا للمحلقين ثلاثا ، وللمقصّرين مرة . 
* * *

2149 - ( نحر الهدى حيث حلّ صاحبه )

عن الهدى في الآية :حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ( 196 ) ( البقرة ) أن التحلل من الإحرام حتى ينحر الهدى - وهذا في أحوال السلم والظروف العادية ؛ والمحل : الموضع الذي يحلّ فيه الذبح ، فإذا كان هناك حصر من العدو أو من مرض يقعد بصاحبه ، فالمحل حيث موضع الحصر ، اقتداء برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم زمن الحديبية ، كقوله تعالى :وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ( الفتح 25 ) ، والمعكوف هو المحبوس في حالة الحصر ، ممنوعا من الوصول إلى البيت الحرام ، وقوله :ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ( 33 ) ( الحج ) ، والمخاطب بكل ذلك : الآمن الذي يجد الوصول إلى البيت ، بدليل أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لما أحصر وأصحابه نحر الهدى بالحديبية وليست من الحرم .
   * * *

2150 - ( المنحر منى ومكة )

المنحر للحاج : منى ، والمنحر للمعتمر : مكة ، وإذا نحر الحاج بمكة ، والمعتمر بمنى لم يحرج واحد منهما - أي لم يأثم .
   * * *

2151 - ( الإحصار في الحج )

الإحصار : هو المنع من الوجه الذي تقصده بالعوائق بأي عذر كان ، كأن يكون الحصر بالعدو ، أو بالمرض ، أو بالفقر ، أو بمنع السفر إلى الحج من حكومة جائرة ، وفي حالة العدو نقول حصر بالعدو كما في حالة فلسطين ومنع اليهود للمسلمين من الحج ، وفي حالة المرض أو الفقر نقول أحصر بالمرض أو بالفقر ، ويصح أن نقول : أحصر بالعدو ، وحصر بالفقر أو المرض ، والغالب أنه في العدو نقول : حصر ، وفي المرض أو الفقر نقول أحصر . والمحصر الذي نيته الحج ولا يستطيعه للأسباب السابقة ، فعليه الهدى ، كقوله :فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ( 196 ) ( البقرة ) ، ويحلّ المحصر حيث أحصر ، وينحر هديه في مكانه إن كان ثمّ هدى ، ويحلق رأسه ، أو يبعث بهديه إن أمكن ، وليس على الفقير هدى . وكل من منع من الوصول إلى البيت الحرام ، سواء بعدو يحاصر بلاده ، أو بعدو يحتل أرضه ويتحكم فيه ، أو بمرض يمنعه من السفر ، أو بالفقر يعوقه عن الحج والوفاء بالتزاماته ، أو يكون قد فقد ماله في بداية السفر ، فإنه يقف مكانه على إحرامه ، ويبعث بثمن هديه إن كان معه مال ، وحينئذ يستطيع أن يحل في وقت الحل ، وأن يشترط في تلبيته فيقول : لبيك اللهم لبيك ، ومحلى حيث حبستني من الأرض ، كما قال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بنت عمّ النبىّ ، وكانت زوجة للمقداد بن الأسود ، حين أتته تقول : يا رسول اللّه ، إني أردت الحج ، أشترط ؟
قال : « نعم » . قالت : فكيف أقول ؟ قال : « قولي لبيك اللهم لبيك ، ومحلى من الأرض حيث حبستني » أخرجه أبو داود والدارقطني وغيرهما . وهذه بشرى للفقراء والمرضى حيثما كانوا ، فما عليهم إلا أن ينووا الحج للّه ويتابعوا شعائره في وسائل الإعلام ، ويلبّوا مع الملبين وإنما حيث حبسهم اللّه ، وهو تعالى ذو الفضل ، وله الحمد والمنّة .
وكانت ضباعة سمينة ولا تستطيع أن تسافر للحج ، وجاءت إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كما يقول ابن عباس وقالت له : إني امرأة ثقيلة وإني أريد أن أحج ، فكيف تأمرني أن أهلّ ؟ قال : « أهلّى واشترطى أن محلى حيث حبستني » .

وعذر ضباعة قائم ولن يتغير ، وقول القائلين أنه يتوجب على من أحصر قضاء الحج أو العمرة ، ولا قضاء في مثل ذلك إلا إذا تغيرت الأحوال ، كأن يجلو العدو ، أو يشفى من المرض ، أو تتغير أحواله المالية ، فحينئذ يتوجب القضاء ، وفي الحديث : « من عرج أو كسر فقد حلّ وعليه حجة أخرى » أخرجه الدارقطني ، فذلك شأن من يصاب بمرض مفاجئ أو حادث طارئ . وفي عام الحديبية حلّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم والمسلمون حيث هم ، ثم قضوا في العام المقبل ، ولذلك قيل لعمرة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من العام التالي لعام الحديبية : « عمرة القضاء » أو « عمرة القضية » ، وإنما لم يأمر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أحدا من أصحابه أن يقضوا شيئا ، ولا حفظ ذلك عنه ، ولا قال في العام المقبل : إن عمرتي هذه قضاء عن العمرة التي حصرت فيها ، ولم ينقل ذلك عنه ، والصحيح أن اسم « عمرة القضاء » أو « القضية » لم يكن لأنها تقضى عن العمرة السابقة التي لم تتم ، وإنما لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قاضى قريشا وصالحهم في ذلك العام على الرجوع عن البيت على أن يقصده من قابل، فسميت بذلك عمرة القضية».
والخلاصة : أن من أحصر يحلّ بالنية ويفعل ما يتحلل به ، ولا قضاء عليه ، واللّه أعلم .
   * * *

2152 - ( حلق الشّعر والتقصير )

الحلق والتحليق والتقصير جميعا للرجال ، ولذلك يغلب المذكر على المؤنث في الآية :لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ( 27 ) ( الفتح ) . والحلق أفضل ، وليس للنساء إلا التقصير . وفي الصحيح أن معاوية أخذ من شعر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم على المروة وهذا كان في العمرة لا في الحج ، لأن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم حلق في حجته .
   * * *

2153 - ( الحلق بعد النحر )

لقوله تعالى :وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ( 196 ) ( البقرة ) ، فعلى المحرم أن لا يحل قبل أن ينحر هديه ، وكذلك المحصر ؛ والموسر ينحر ، والمعسر ينحر عنه ؛ وأقل الهدى شاة ؛ والمحصر بمرض أو بعدو ينحر مكانه ؛ وإن لم يجد هديا فعليه الإطعام أو الصيام ، وإن لم يجد لا الهدى ، ولا الإطعام ، ولم يستطع الصيام ، فلا شئ عليه ؛ وليس عليه أن يحلق لأنه قد ذهب عنه النّسك ، فلمّا سقطت عنه بالإحصار جميع المناسك كالطواف والسعي ، سقط عنه سائر ما يحل به المحرم من أجل أنه محصر ، وليس عليه تقصير ولا حلاق ، وإن حلق فلا شئ أيضا ، والحلق أفضل لأنه من النسك الذي يقدر عليه ، فإن لم يقدر عليه من مرض أو ضعف أو غيره فلا شئ .
والحلاق أحسن من التقصير ، لأن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم دعا ثلاثا للمحلّقين ، ودعا مرة واحدة للمقصّرين ، وفي ذلك دليل على أن الحلق في الحج والعمرة أفضل من التقصير ، وهو مقتضى قوله تعالى :وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ( 196 ) ( البقرة ) الآية ، فلم يقل تقصّروا .
ولا تدخل النساء في الحلق ، والتقصير للنساء سنّة ، وفي الحديث : « ليس على النساء حلق إنما عليهن التقصير » أخرجه أبو داود .

وتقصّر المرأة من كل ضفيرة مثل الأنملة ، أو ثلاثة أصابع مقبوضة ، أو الثلث أو الربع ، والشابة خلاف القاعدة .
   * * *

2154 - ( فما ذا لو أضطر أن يحلق وهو في الحلّ ؟ )

الحلاق بعد نحر الهدى ، فمن يضطر أن يحلق أو يأتي بشيء من الحل قبل الهدى ، فعليه فدية :فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ( 196 ) ( البقرة ) ، ولما رأى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كعب بن عجرة وقد تفشّى القمل في رأسه أثناء الإحرام ، وقمله يتساقط على وجهه ، أمره أن يحلق وهو في الحديبية قبل أن ينحر الهدى ، وأنزل اللّه الفدية ، فأمره أن يطعم ستة مساكين ، أو يهدى شاة ، أو يصوم ثلاثة أيام ، والموجب للفدية الحلق للأذى والمرض . وفي الرواية أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال لكعب : « أحلق واهد هديا » فقال : ما أجد هديا .
قال : « فأطعم ستة مساكين » ، فقال : ما أجد .
قال : 
« صم ثلاثة أيام » . وظاهر الحديث الترتيب ، أي الاختيار أولا فأولا ، وأن المحرم ممنوع من حلق رأسه أو جزّه أو إتلافه بحلق أو نورة أو غير ذلك إلا في حالة العلّة ، وعليه الفدية حينئذ ، ومثل ذلك من لبس المخيط ، أو غطى رأسه أو بعضه ، أو لبس الخفّين ، أو قلّم الأظافر ، أو مسّ الطيب ، أو حلق شعر جسده ، أو اطّلى ، أو حلق مواضع المحاجم ، والمرأة مثل الرجل ، وعلى الرجل الفدية ، وعلى المرأة مثل ذلك في الحلق - وإن لم يكن فيه طيب ، وعلى المرأة الفدية إذا غطّت وجهها أو لبست القفازين ، وأكثر أهل العلم يساوون في الفدية بين العامد والناسي ، إلا الشافعي فلا يجعل فدية على الناسي ، وفي الحديث أن الناسي معفى فلا شئ عليه . والفدية تكون في أي مكان ، وما يذبح كفدية سمّاه القرآن نسكا ولم يسمه هديا ، فلا يقاس على الهدى ، ولا يعتبر هديا ، ولما أمر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كعبا بالفدية لم يكن بالحرم . والنّسك : جمع نسيكة وهي الذبيحة ينسكها العبد للّه تعالى ، ويجمع أيضا على نسائك . والنّسك : العبادة في الأصل ، ومنه قوله تعالى :وَأَرِنا مَناسِكَنا( 128 ) ( البقرة ) أي متعبّداتنا .
   * * *

2155 - ( استحباب تقليم الأظافر )

من حلق أو قصّر يستحب له تقليم أظافره ، والأخذ من شاربه .
   * * *

2156 - ( طواف الزيارة )

طواف الزيارة من أركان الحج ، كطواف القدوم ، سوى أنه ينوى به طواف الزيارة ، ويسمى أيضا طواف الإفاضة ، لأنه يأتي بعد الإفاضة من منى .
ولا رمل فيه ولا اضطباع ، ووقته المفضّل يوم النحر بعد الرمي والنحر والحلق ، ووقته الجوازي منتصف ليلة النحر ، ولا حدّ لآخره . والمفرد أو القارن ، إذا رمى ونحر وحلق ، أفاض من منى إلى مكة فطاف طواف الزيارة ، ولا يحل من إحرامه حتى يفعله .
والمتمتّع يطوف بالبيت سبعا ، وهو طواف القدوم لأنه لم يطفه قبلا ، وإنما طاف وسعى للعمرة ، ويسعى بين الصفا والمروة سبعا كما فعل في العمرة ، ثم يعود فيطوف بالبيت طوافا آخر ينوى به الزيارة .

   * * *

2157 - ( خطبة الإمام ووصية النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إلى أمته )

خطبة منى يوم النحر ، يسنّ أن تكون لتعليم الناس مناسكهم من النحر والإفاضة والرمي . وخطبة اليوم الثاني من أيام التشريق ، يستحب أن تكون لتعليم الناس حكم التعجيل بالخروج من منى وتوديع الكعبة بالطواف . وعن ابن عباس أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم خطب الناس يوم النحر - أي خطبة منى ، فقال : « يا أيها الناس ، أي يوم هذا » ؟ قالوا : يوم حرام . قال : « فأىّ بلد هذا » ؟ قالوا : بلد حرام . قال : « فأي شهر هذا ؟ » قالوا : شهر حرام . قال : « فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا » .
فأعادها مرارا ، ثم رفع رأسه فقال : « اللهم هل بلّغت ؟ فليبلغ الشاهد الغائب . لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض » . قال ابن عباس : فو الذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمّته .
وفي رواية أخرى قال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، إلى يوم تلقون ربّكم . ألا هل بلّغت ؟ اللهم أشهد ، فليبلّغ الشاهد الغائب ، فربّ مبلّغ أوعى من سامع ، فلا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض » وقيل : لمّا سمع الناس خطبته صلى اللّه عليه وسلم قالوا : هذه خطبة الوداع ، وهذه حجّة الوداع .

   * * *    

2158 - ( الصلاة في مسجد الخيف )

يستحب الصلاة فيه بمنى مع الإمام ، أو مع رفقة .
   * * *

2159 - ( الحج عن الغير )

قيل : يجوز الاستئجار على الحج ، ولا يجوز الحج أو العمرة فرضا أو تطوعا عن إنسان حىّ إلّا بإذنه ، وليس للزوج منع امرأته من الحج ، وإن لم يأذن لها خرجت بغير إذنه ، ولا تخرج المعتدّة إلى الحج في عدّة الوفاة ، ولها أن تخرج في عدّة الطلاق ، وإن كان الصبى مميزا وأحرم بإذن وليّه صحّ حجه . ولا يجوز للمحرم أن يتزوج أو يكون وكيلا ولا وليا فيه عن غيره طالما هو محرم ، ولا يجوز تزويج المحرمة ، وتكره الخطبة للمحرم والمحرمة ، وأن يشهد على زواج . وله أن يتّجر ويصنع الصنائع .
   * * *

2160 - ( التحلّل من الإحرام )

إذا فرغ المتمتع الذي أحرم بالعمرة من الميقات ، من الطواف والسعي ، قصّر أو حلق شعره ، فيحل من عمرته إن لم يكن معه هدى ، فإن كان معه هدى فليس له أن يتحلل ، ويقيم على إحرامه ، ويدخل الحج على العمرة ، ثم لا يحل إلا إذا أحل منهما جميعا .
ويقصر المتمتع عند حله من عمرته ليبقى الحلق للحج ، وإن أحرم بالحج قبل التقصير فقد أدخل الحج على العمرة فيصير قارنا . وأما المعتمر غير المتمتع فإنه يحل سواء كان معه هدى أو لم يكن ، وسواء كان في أشهر الحج أو في غيرها ، وإذا كان معه هدى له أن ينحره حيثما كان .
والمفرد أو القارن ، إن كان معه هدى فليس له أن يحل من إحرام الحج ، وإن لم يكن معه هدى يستحب له إذا طاف وسعى أن يفسخ نيته بالحج وينوى عمرة مفردة ، فيقصر ويحلّ من إحرامه ليصير متمتعا إن لم يكن وقف بعرفة . والتحلل من الإحرام لا يقع إلا بإتمام الحج ، أو التحلل عند الحصر ، أو العذر .

   * * *

2161 - ( الصلاة بالأبطح )

يستحب عند النفر من منى إلى مكة إذا أتى الحاج المحصب وهو الأبطح ، فيصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ثم يستريح ، ويتوجه إلى مكة .
   * * *

2162 - ( دخول الكعبة بعد الحج )

يستحب لمن حجّ أن يدخل الكعبة فيكبّر في نواحيها ، ويصلى ركعتين ، ويدعو اللّه ، ولا يدخلها بنعليه ، وللحجر حكم ذلك لأنه من البيت .
   * * *    

2163 - ( طواف الوداع )

سمّى أيضا الصّدر ، أي الرجوع ، ومنه الصادر أي العائد ، ويقابله الوارد أي القادم .
وهو يجب على الحاج الذي يريد الخروج من مكة ، فليس له أن يخرج حتى يودّع الكعبة بالطواف سبعة أشواط ، ويصلى ركعتين ، ووقت هذا الطواف بعد تمام فراغه من كل أموره ، إلا من كان منزله بالحرم فليس عليه طواف وداع ، وإن خرج من مكة ثم دخل إليها لحاجة فيستحب ألا يدخل إلا محرما . وإذا حاضت المرأة قبل طواف الوداع فلا وداع عليها ولا فدية .
   * * *

2164 - ( حجّ النساء )

المرأة تسافر وحدها للحج أو لأي سبب آخر إذا كان الطريق آمنا ، وكذلك في الضرورة ، وسفر الضرورة لا يقاس عليه الاختيار ، وكذلك السفر الذي يدفع ضررا متيقنا بتحمل ضرر متوهم ، وفي زمن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كان لا بدّ من المحرم مع المرأة ، ولذا قال :
« لا تحجّنّ امرأة إلا ومعها محرم » ، أو يكون معها زوج أو نسوة ثقات فيسافرن صحبة ، وتكفى امرأة واحدة ثقة . والمرأة عموما لها أن تسافر في غير الفرض إذا تواجدت في دار حرب فلها أن تخرج ، أو إذا أخذوها أسيرة ، أو معتقلة ، فلها أن تتخلّص ، وإذا انقطعت من الرفقة .
والآية :وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى( 33 ) ( الأحزاب ) تنهى المرأة عن خروج التبرّج وليس الخروج مطلقا ، والرسول صلى اللّه عليه وسلم أمر النساء أن يخرجن لقضاء حوائجهن ، ولم يمنعهن المساجد ، فقال : « لا تمنعوا إماء اللّه مساجد اللّه » ، وهو قول عام في المساجد ، ومنه المسجد الحرام ، وليس للزوج منع امرأته من حجّ الفرض ، وقال ابن حزم بجواز سفر المرأة بغير زوج ولا محرم لكونه صلى اللّه عليه وسلم لم يأمر بردّها ولا عاب سفرها .

   * * *

2165 - ( التجارة في موسم الحج )

التجارة في الحج حلال ، وكانت ذو المجاز ، وعكاظ ، ومجنة ، متاجر للناس في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك ، حتى نزلت الآية :لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ( 198 ) ( البقرة ) عن البيع والشراء في موسم الحج ، والموسم سمى بذلك لأنه معلم يجتمع إليه الناس ، مشتق من السمة وهي العلامة . وهذه الأسواق كانت بناحية عرفة إلى جانبها ، أو كانت بمنى ، وقيل : كانت عكاظ وراء قرن المنازل ، وقيل بين نخلة والطائف في بلد يقال له الفتق . وقيل : مجنة كانت بمر الظهران ، أو بأسفل مكة غربى البيضاء . وهذه الأسواق هي التي كانت تقام في مواسم الحج ، وفي غير ذلك كان هناك أسواق أخرى كسوق حباشة على طريق مكة اليمن ، وتقام في شهر رجب ، وظلت أسواق مواسم الحج في الإسلام إلى أن زالت سوق عكاظ في زمن الخوارج سنة 129 هـ ، وكانت أعظم هذه الأسواق جميعها ، وتقام صبح هلال ذي القعدة إلى أن يمضى عشرون يوما ، ثم يقام سوق مجنة عشرة أيام ، إلى هلال ذي الحجة ، ثم يقام سوق ذي المجاز ثمانية أيام ، ثم يتوجهون إلى منى للحج ، وقد ظل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عشر سنين يتبع الناس في مواسم الحج ، في أسواق مجنة وعكاظ ، يبلّغ رسالات ربّه . والتجارة التي أمر بها المسلمون في هذه المواسم لم تكن بمنى ، ولكن إذا أفاضوا من عرفات .
وكان المنع في الأول بدعوى أن أيام الحج أيام ذكر ، ولا يرون أن يدخلوا التجارة في حجّهم ، إلى أن نزلت الآية .

   * * *

2166 - ( ما يقوله الحاج إذا رجع )

يستحب لمن حجّ وعاد أن يكبّر عند وصوله إلى بلده ويقول : لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شئ قدير . آئبون تائبون عابدون ، لربّنا حامدون ، صدق اللّه وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده .
   * * *

2167 - ( باب الزكاة )

( انظر الزكاة ضمن الإسلام الاقتصادي من المعاملات في الباب الثامن عشر )
* * *
وينتهى باب الحج والعمرة ، وبانتهائه ينتهى باب العبادات ، وهو الباب السابع عشر ، ويبدأ الباب الثامن عشر عن القرآن والمعاملات ، ونسأل اللّه التوفيق .
* * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى