اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

25112023

مُساهمة 

الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2  د. عبد المنعم الحفني

الاثنى عشر - الصيام والفطر والطعام والشراب
أولا : الصيام والفطر

2002 - ( هل الصوم في الإسلام مأخوذ عن اليهودية ؟ )

ذلك افتراء المبشّرين النصارى والمستشرقين اليهود ، وجولدتسيهر ألدّهم عداوة للإسلام ، وأكثرهم تجنّيا على الرسول صلى اللّه عليه وسلم .
ولو قارنا بين الصيام عندنا وعندهم لتبين كذب كل هؤلاء ، ولاتضحت المغالطات التي ساقوها برهانا على افتراءاتهم .
والصيام في اللغتين العبرية والعربية قد يعنى الإمساك عن الطعام ، أو عن الكلام ، أو عن الوطء ، أو عن ذلك كله ، ولكنه شرعا لم يفرض كشريعة في اليهودية ، ولم يرد لفظ الصوم في أسفار موسى الخمسة التي يطلق عليها اسم التوراة ، وإنما هناك يوم واحد اصطلح اليهود على الصوم فيه وهو يوم الكفّارة ، اعتمادا على أنه قد ورد في سفر الأحبار أو اللاويين : « في اليوم العاشر من الشهر السابع تذلّلون نفوسكم ولا تعملون » ( 16 / 29 ) ، و « فتذللون نفوسكم في التاسع من الشهر من العشاء إلى العشاء » ( 23 / 27 ) ،
وفي سفر العدد : «وفي اليوم العاشر من الشهر السابع هذا محفل مقدس يكون لكم تقمعون فيه نفوسكم وعمل خدمة لا تعملوا»

( 29 / 7 ) ، وكما ترى فإنه لا توجد لفظة صيام ضمن هذه النصوص ، إلا أن بعض المفسرين - وليسوا جميعا - قالوا إن « تذليل النفس » لا يكون إلا بالصيام ، وعلى ذلك جعلوا يوم الكفارة هو يوم صيام ، أي امتناع عن الطعام والملذات ، من العشاء حتى العشاء ، وهذا هو الصيام الوحيد المفروض ، وهو عبارة عن يوم واحد ولم يكن هناك سواه إلا الصيام التطوعى ، فقد ورد أن داود صام للّه علّه يبقى له ولده ، فلما مات لم يجد مبررا لصيامه فقال : « لمّا كان الصبى حيّا صمت وبكيت ، لأنى قلت من يعلم ، لعل اللّه يرحمني ويحيا الصبى ، وأما الآن فقد مات ، فلما ذا أصوم ؟ » ( الملوك الثاني 12 / 22 - 23 ) .
ولعله لهذا قد يكون الحديث النبوي عن صيام داود حديثا موضوعا لا أصل له ، أو تكون قصة التوراة عن داود ملفقة ولا أساس لها ، وتتصادم بشدة مع مزامير داود ، وفيها تظهر شدة تقواه وخوفه من اللّه . وكلام داود السابق في سفر الملوك لا ينبئ عن تقوى ولا حتى إيمان باللّه .
والصيام كان اليهود ينادون به أحيانا في الشدائد لعلها تنفرج - كما فعل عزرا ( 8 / 21 ) ، وقد تفعل الجماعة الصوم معا - الصوم الجماعي - كصيام بني إسرائيل في سفر نحميا ( 9 / 1 )، فكلما استشعرت الجماعة الخطأ لجأت إلى الصيام تكفيرا.
ولم يكن مجرد الإمساك عن الطعام ، وإنما العزوف عن الملذات طلبا للرحمة ( إشعيا 58 / 3 ) ، وقد صام الناس في عهد زكريا الشهور : الرابع ، والخامس ، والسابع ، والعاشر ، تذكارا لحصار أورشليم ، وكانوا يفترشون المسح والرماد ولا يغتسلون ، ويصرخون ويتضرعون ويبكون ( أشعياء 22 / 12 ) ؛ وكانت حنّة النبيّة تتعبّد دوما بالصوم والصلاة ؛ وصام الفريسيون يومى الاثنين والخميس من كل أسبوع ( لوقا 18 / 12 ) ، وكانوا في صيامهم يراءون ( متى 6 / 16 - 18 ) . ولم يكن اليهود يصومون السبت ، ولا الأهلّة ، ولا الأعياد .
ولما جاء المسيح - وهو يهودي أصلا - وأمه مريم يهودية ، لم يصم - لا هو ولا تلاميذه في حياته ، إلا أن المسيحيين من بعده صاموا في مناسبات خاصة ( أعمال الرسل 13 / 1 و 23 / 14 / ) ، وذلك هو كل الصيام عند اليهود والنصارى . وجاء في التوراة عن موسى أنه على طور سيناء : « أقام أربعين يوما وليلة لم يأكل خبزا ولم يشرب ماء وكان يكتب كلام العهد على اللوحين » ( الخروج 34 / 28 ) ، فلم يذكر صراحة أنه صيام بالمعنى الاصطلاحي ، ولم يكن إمساكه أو عزوفه عن تكليف ولكنه طوعى . وفي القرآن عن ذلك :وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ( البقرة 51 ) ، فلو كان إمساكه عن الطعام والشراب صياما ، لذكره صراحة .
وفي سفر الملوك الأول ، أن إيليا أمره الملك أن يأكل ويشرب استعدادا للطريق الطويل أمامه : « فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين يوما وأربعين ليلة إلى جبل حوريب » ( 19 / 8 ) ، وذلك ليس صياما بالمعنى الاصطلاحي ، لأنه كصيام موسى يخلو من النية ، وليس كذلك الصيام في الإسلام ، لأنه 
فريضة ، وله زمن محدد شهر رمضان ، وله مواصفات خاصة وشروط ، وهو ركن من أركان الدين ، كقوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( 183 ) أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ( 184 ) ( البقرة ) .
وتبرير كتابته أو تقريره على المسلمين أنه خير ، لأن فيه تزكية للنفس وطهارتها ، والسيطرة عليها والتحكّم فيها ، وتنقيتها من الأخلاط الدنيئة والصفات الرذيلة ، ثم إن اللّه قد أوجبه على المسلمين لأنه أوجبه على الأمم السابقة ، فهو فطرة ، ولنا فيهم أسوة ، ولتجتهد كل أمة في أداء هذا الفرض على أكمل وجه كما قال تعالى :فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ( البقرة 148 ) .
وينبّه الرسول صلى اللّه عليه وسلم إلى مزايا الصيام فيقول في حديث الحضّ على الزواج : « ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء » ، و « الصوم الوجاء » هو الذي ينجو بصاحبه من التردّى في مسالك الشيطان .
ومعنى أن الصيام أيام معدودات ، لأنه أول ما فرض في ابتداء الإسلام والناس لم تعتده ، فكان لثلاثة أيام من كل شهر ، ثم صار التكليف بصيام شهر رمضان كله ، كقوله :شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( 185 ) ( البقرة ) ، وعلى ذلك كان الصيام شهرا بالإضافة إلى الأيام المعدودات من بقية الشهور . واختيار رمضان للصيام لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن العظيم :إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ( 1 ) ( القدر ) ، وإِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ( الدخان 3 ) ، وليلة القدر كانت في رمضان . وللصيام أكبر المنزلة في الإسلام ، فعن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن ربّه عزّ وجلّ : « كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به » ، وعنه قال : « الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة.
يقول الصيام أي ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفّعنى به ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفّعنى فيه - فيشفّعان » رواه أحمد.
والشهوات هي التي يتضمنها حديثه صلى اللّه عليه وسلم : « فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ( يعنى يفحش ) ، ولا يصخب ( يعنى يتصايح ويسخط في الناس بعصبية بسبب الامتناع عن الطعام ) ، ولا يجهل ( يعنى يسفه ) ، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم » . والصوم عند المسلمين على ذلك أكبر وأهم وأشمل مما عند اليهود والنصارى ، ولا ينبغي أن يقارن ما عندنا بما عندهم ، فالصوم عندنا فرض وتطوع ، ويشمل صوم رمضان ، وصوم الكفّارات ، وصوم النذر .
وأركان الصوم : إمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، ولا يكون الإمساك إلا بنية الصوم ، فعن الرسول صلى اللّه عليه وسلم : « من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له » رواه أحمد . وتجزئ نية صيام التطوع 
من النهار . والصيام واجب على كل مسلم عاقل بالغ ، ولا صيام على مجنون ، ولا صبي ، ولا حائض ، ولا نفساء .
والشيخ الكبير ، والمرأة العجوز ، والمسافر ، والمريض : يرخّص لهم الفطر إذا كان الصيام يجهدهم . وكذلك الحبلى والمرضع إذا خافتا على نفسيهما التلف وأن يتأثر الجنين أو الرضيع .
وعلى الشيخ والعجوز الفداء ، وعلى الحبلى والمرضع : الفداء والقضاء إن خافتا على الولد ، وعليهما القضاء فقط إن خافتا على نفسيهما أو على نفسيهما والولد .
والحائض والنفساء : عليهما القضاء . والمسلم منهىّ عن الصوم : يومى العيد ، وأيام التشريق ، ويوم الجمعة منفردا ، ويوم السبت منفردا .
ويكره التعجيل بصيام يوم قبل دخول رمضان مخافة أن يكون رمضان قد حان قبل بدايته بيوم .
ونهى عن صيام الدهر ، وصيام الوصال ؛ ورغّب في صيام التطوع : ستة أيام من شوال ، وعشر ذي الحجة .

ولما سئل الرسول صلى اللّه عليه وسلم عن أفضل الصيام بعد رمضان قال : « شهر اللّه الذي تدعونه المحرم » رواه أحمد . وأوصى صلى اللّه عليه وسلم بصيام يوم عاشوراء ، واليوم التاسع ، والحادي عشر . وكان يصوم أكثر شعبان .
ومن المستحبات : الإكثار من الصيام في الأشهر الحرم : ذي القعدة ، وذي الحجة ، والمحرم ، ورجب ، ويومى الاثنين والخميس من كل أسبوع ، وصيام يوم وفطر يوم .

ومن آداب الصيام : السحور ، والتعجيل بالفطر عند الغروب ، والدعاء عند الفطر وأثناء الصيام ، ونظافة الفم ، والتصدّق ، ومدارسة القرآن ، والاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان .
وللصيام مباحات : كتعاطى قطرة العين ، والحقنة للتداوي . ويبطل الصيام الأكل والشّرب العمد . ومن مات وعليه صوم فإن وليّه يطعم عنه . ويستحب قيام ليلة القدر من رمضان والدعاء فيها .
وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يعتكف في رمضان عشرة أيام ، وكذلك يفعل المسلمون . والاعتكاف مسنون ، ومنه الواجب بالنذر.

فهذا هو صيام المسلمين ، فأي شئ من ذلك عند اليهود أو النصارى ؟ ولما ذا هذا الحقد حتى ليتّهمنا اليهود بأننا أخذنا عنهم كل ديننا ، وبالأمس ادّعوا بأن الأهرام هم بناتها وليس المصريون ! وهي خصلة رديئة فيهم ، لاحظها أهل الفكر من أمم أوروبا ونوّهوا بها : أن اليهود دائمو السطو على ثقافات ومنجزات غيرهم !
   * * *

2003 - ( شهر رمضان )

أهل التاريخ على القول بأن كل الشعوب عندها صيام ، وأول من استن الصيام كان نوح . وكان اسم رمضان في الجاهلية « ناتق » ، وجمع رمضان رمضانات وأرمضاء .
وعنه صلى اللّه عليه وسلم قال : « إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة ، وغلّقت أبواب النار ، وصفّدت الشياطين » ، وقال : « أتاكم رمضان ، شهر مبارك ، فرض اللّه عزّ وجلّ صيامه ، تفتح فيه أبواب 
السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغلّ فيه مردة الشياطين ، للّه فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم » ، وقال : « إذا كان رمضان فاعتمرى ، فإن عمرة فيه تعدل حجّة » ، وقال : « إن اللّه تعالى فرض صيام رمضان عليكم ، وسننت لكم قيامه ، فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ».
والشهر : مشتق من الإشهار ، لأنه مشتهر لا يتعذّر علمه ، ومنه يقال شهرت السيف إذا سللته . ورمضان مأخوذ من رمض الصائم يرمض ، إذا حرّ جوفه من شدة العطش .
والرمضاء شدة الحر ، ومنه الحديث : « صلاة الأوّابين إذا رمضت الفصال » ، ورمض الفصال : أن تحرق الرمضاء أخفافها ، فتبرك من شدّة حرّها . والفصيل صغار النوق .
وقيل إن أول ما فرض رمضان على العرب في الجاهلية وافق شدّة الحر ، فسمّوا الشهر رمضان من الرمضاء .
ولم يكن اسمه رمضان وإنما كان اسمه « ناتق » ، والعرب أخذوا « الشهر » ميراثا عن اللغة السامية الأم ، وسمّوا الشهور عندهم بالأزمنة التي وافقتها ، فوافق شهر رمضان شدة الحرّ فسمى بذلك ، أو أنه سمى رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها ، من الإرماض وهو الإحراق .
وقيل : لأن القلوب ترمض فيه من شدة الموعظة والتفكير في أمر الآخرة كما يرمض الرمل والحجارة من حرّ الشمس . والرمضاء الحجارة المحماة . وقيل : 
هو من رمضت النصل أرمضه رمضا ، إذا سويته ليرق ، ومنه نصل رميض ، ومرموض ، وسمى الشهر به لأنهم كانوا يرمضون أسلحتهم في رمضان ، ليحاربوا بها في شوّال قبل دخول الأشهر الحرم . وينسب رمضان إلى الشهر ، وفي الحديث : « لا تقولوا رمضان بل انسبوه كما نسبه اللّه في القرآن فقال : « شهر رمضان » . ويجوز إطلاقه من غير إضافة شهر .
ويعنى صيام شهر رمضان مدة هلاله ، وبه سمى الشهر كما في الحديث : « فإن غمى عليكم الشهر » ، أي الهلال ، وفرض علينا عند غمّة الهلال إكمال عدّة شعبان ثلاثين يوما ، وإكمال رمضان ثلاثين يوما ، وفي الحديث : « صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غمّ عليكم فأكملوا العدة » أو قال : « فإن غمى عليكم الشهر فعدّوا ثلاثين » .
ويثبت الهلال بشهادة اثنين ، والأسلم الآن التعويل على المناظير الفلكية ووسائل الإعلام . وقال بعضهم لو صام أهل بلد تسعة وعشرين يوما فالواجب قضاء يوم ، لقوله تعالى :وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ( البقرة 195 ) طالما أنه قد ثبت برؤية أهل بلد أن العدة ثلاثون يوما فيجب إكمالها على من أنقصوها .

والبعض يحتجّون بالحديث : « صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته » وهذا يوجب اعتبار عادة كل قوم في بلدهم .
   * * *

2004 - ( أول ما فرض صيام عاشوراء )

كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يصوم عاشوراء وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان ترك فلا فرض إلا رمضان ، وفيه حصر الفرض . وكانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية ، ولم يأمر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بصيامه إلا بعد هجرته إلى المدينة في ربيع الأول ، وأمر بصيامه في أول السنة الثانية ، وفيها فرض شهر رمضان ، وعلى ذلك لم يقع الأمر بصيام عاشوراء إلا في سنة واحدة .
فلما فرض رمضان قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « من شاء فليصمه ، ومن شاء أفطره ، وأنا صائم » ، يعنى أنه في صومه آثر التطوع . وأما صيام قريش لعاشوراء فلعلهم تلقوه من الشرع السالف ، ولهذا كانوا يعظّمونه بكسوة الكعبة فيه .
وصامه المسلمون لأنهم رأوا نبيّهم صلى اللّه عليه وسلم يصومه ، حتى قال ابن عباس : ما رأيت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يتحرّى صيام يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم : يوم عاشوراء ، وهذا الشهر : شهر رمضان .

واسم عاشوراء معدول عن عاشرة للمبالغة والتعظيم ، وهو في الأصل صفة لليلة العاشرة ، لأنه مأخوذ من العشر الذي هو اسم العقد ، فإذا قيل يوم عاشوراء فكأنه يوم الليلة العاشرة، وعلى ذلك فيوم عاشوراء هو العاشر ، وهو مقتضى الاشتقاق والتسمية.
وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصوم العاشر وهمّ بصوم التاسع معه ، قيل : ليخالف اليهود في صومهم لهذا اليوم ، وقال : « صوموا يوما قبله أو يوما بعده » ، وكانت اليهود تصومه بدعوى أن اللّه نجّى بني إسرائيل من عدوهم في ذلك اليوم ، وصامه موسى ، فلما قيل ذلك للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم أول قدومه المدينة قال : « أنا أحق بموسى منكم » ، فصامه وأمر بصيامه .
والصحيح أن هذا التبرير من تلفيقات الإسرائيليات ، لأن التقويم الهجري لا يوافق التقويم العبري ، وعاشوراء عند المسلمين في العاشر من محرّم لا توافق عيد اليهود هذا المنوّه عنه ، وقد نبّه إلى ذلك زيد بن ثابت فقال : ليس يوم عاشوراء باليوم الذي يقول الناس : إنما كان يوم تستر فيه الكعبة ، وكان يدور في السنة ، فالعرب كانت تحتفل بيوم غسل الكعبة وسترها بالسترة الجديدة ، فكانت تصوم ، فشنّع اليهود هذه التشنيعة : أن عاشوراء يوم نجىّ اللّه موسى ليظهروا هيمنة اليهودية على الإسلام ، وعاشوراء العربية لا يمكن أن توافق عيد اليهود هذا حتى ينسب للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يقول : أنا أولى بصيام هذا اليوم منهم ! ! !

   * * *

2005 - ( كتب الصيام على المسلمين كما كتب على غيرهم )

في القرآن :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ( البقرة 183 ) ، ومعنى « كتب » أي تقرر عليهم الصيام وألزمهم إياه وأوجبه عليهم بالفطرة إلا في الإسلام فكان بالتكليف ، وفي الحديث : « بنى الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا اللّه ، وأن محمدا رسول اللّه ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، والحج » أخرجه البخاري ، وكل الشعوب بطريقة أو بأخرى - تصوم ، ولا يوجد دين ولا عقيدة إلا وفيه الصوم ، ومن معانيه الصمت ، والإمساك عن الطعام ، واجتناب المحظورات ، وعدم الوقوع في المحرّمات .
ومن أفضال الصوم في الإسلام أن أضافه اللّه إليه ، وفي الحديث : « يقول اللّه تبارك وتعالى : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي ، وأنا أجزى به » ، وإنما خصّ الصوم لأنه سرّ بين العبد وبين ربّه لا يظهر إلا له ، فلربما يصوم الصائم رياء لا يعلمه إلا اللّه .

   * * *

2006 - ( الصوم لله )

في الحديث : « الصيام لي وأنا أجزى به ، والحسنة بعشر أمثالها » ، أن الأعمال كلها للّه ، وفيها جميعا يقع الرياء ، إلا الصوم ، لأنه شئ في القلب ، والأعمال كلها لا تكون إلا بالحركات إلا الصوم فإنه بالنية التي تخفى عن الناس . والأعمال كلها معلومة الأجر والثواب ، إلا عمل لا يعلم ثواب عامله إلا اللّه ، وهو الصيام . وكل الصوم كفّارة ، ومن ذلك الحديث عن صيام عرفة ، وصيام عاشوراء ، قال : « صيام عرفة يكفّر سنتين ، وصيام عاشوراء يكفّر سنة » .
   * * *

2007 - ( في الجنة باب اسمه الريان يدخل منه الصائمون )

هذا حديث لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، والجنة أبواب ، فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصيام دعى من باب الرّيّان ، ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة ، واسم الرّيّان ضد العطشان ، مشتق من الرّىّ وهو التزوّد بالماء ، وهو مناسب لحال الصائمين ، فهو اسم مما وقعت المناسبة بين لفظه ومعناه .
   * * *

2008 - ( صوموا تصحّوا )

في الحديث : « صوموا تصحّوا » ، وفي الآية :وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ( 184 ) ( البقرة ) : أن فضل الصوم عظيم ، وثوابه جسيم ، ولذلك خصّه اللّه تعالى بالإضافة إليه كما في الحديث : « يقول اللّه تبارك وتعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به » أخرجه البخاري ، فالصوم للّه تعالى ، وإن كانت كل العبادات له ، لأمرين باين الصوم بهما سائر العبادات ، 
أحدهما : أن الصوم يمنع من ملاذ النفس وشهواتها ما لا تمنع منه سائر العبادات ؛ 
والثاني : أن الصوم سرّ بين العبد وبين ربّه لا يظهر إلا له ، فاختصّ به ، وأما ما سواه من العبادات فظاهر للناس ، فربما فعلها المرء تصنّعا ورياء . 
وتأكد بالعلم الحديث أن « الصوم » أفضل ما كتب اللّه على الإنسان من العبادات ، وأظهرت الدراسات أن الأداء البدني للصائم من طلوع الفجر الصادق إلى الغروب ، أفضل من أداء غير الصائم ، فإن السبب في ذلك أن تحمّل بدن الصائم للمجهودات العضلية يزيد ، ويتحسن عنده أداء القلب وبقية الجهاز الدوري ، والجهاز الهضمى ، والجهاز التنفسى ، وكل ما عداها من أجهزة الجسم ، فلا يكاد يشعر الصائم بالإجهاد طوال اليوم ، فإذا امتد الصوم إلى ما بعد المغرب وتجاوز متوسط مدة الصوم التي شرعها اللّه ، وهي من إحدى عشرة إلى أربع عشرة ساعة في المتوسط ، يبدأ الأداء في التأثر ، ويبدأ الشعور بالإعياء . والصيام يسبب انصهار الدهون في الجسم ، فتزيد الأحماض الدهنية الحرة في الدم لتصبح المصدر الرئيسي لطاقة الصائم بدلا من سكر الجلوكوز عند المفطر ، ويقل بذلك استهلاك الجليكوجين في العضلات وفي الكبد كلما قام الصائم بعمل مجهد ، وكذلك ينضبط مستوى سكر الجلوكوز في الدم ، فلا يشعر الصائم بالإعياء ، على عكس المفطر الذي يتوقف ما يبذله من جهد على مستوى هذا السكر ، فإن انخفض عن مستواه أضناه الجهد بسرعة . وأيضا فإن الحالة النفسية للصائم أفضل من مثيلتها عند المفطر ، لشعور الصائم أنه يتعبّد للّه بصومه ، وأن صومه قربات من اللّه ، وهذا الشعور بالرضا النفسي يزيد عنده إفراز العديد من الهرمونات النافعة ، مثل الأندروفين ، التي من شأنها تحسين الأداء البدني وقلة الشعور بالإعياء .
ويوقف الصيام سيطرة العادة اليومية في تناول الوجبات الثلاث ، فلا يصبح الإنسان عبدا لما اعتاده ، ولا لبطنه يتحكم فيه الجوع ويوجه سلوكه ، ويعلّم الصيام صاحبه أن يسيطر على نفسه ويملك زمام أمره لمدة شهر كامل ، فضلا عن أن توقّفه عن تناول الوجبات اليومية بانتظام يريحه مما تراكم فيه على مدار السنة من دهون وشحوم وفضلات وسموم ، وفيروسات وطفيليات ، وغيرها ، ولذلك شرع اللّه الصيام وجعله شهرا ، وشرع نبيّه صوم التطوع ، وصوم الكفّارات ، وصوم النذر على مدار السنة ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من المواظبين على صوم التطوع ، وأوصى به أمّته ،
وقال قولته المشهورة : « صوموا تصحّوا » ، وحذّر من النّهم ، والتّخمة ، والجشع ، والإسراف ، سواء في الطعام والشراب أو غير ذلك من وجوه الإسراف ، وكان ذلك قبل ألف وأربعمائة سنة من الآن ، وأكدت صدقه الكشوف العلمية ، وهذا إعجاز علمي فيه الدليل الثابت على أن القرآن من عند اللّه تعالى ، وأنه منزّل على محمد وحيا وصدقا ، وكان علمه صلى اللّه عليه وسلم الذي ما صادرت الكشوف على مقولة واحدة منه ، وحيا من اللّه تعالى لنبيّه .

   * * *

2009 - ( ليل رمضان ظرف للأكل والشرب والجماع )

جعل اللّه الليل في رمضان ظرفا للأكل والشرب والجماع في الآية :ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ( البقرة 187 ) ، كما جعل النهار ظرفا للصيام ، فبيّن أحكام الزمانين وغاير بينهما ، فلا يجوز في النهار شئ مما أباحه بالليل ، إلا لمسافر أو مريض ، فمن أفطر في رمضان من غير هذين ، عامدا بأكل أو بشرب أو بجماع ، فعليه القضاء والكفّارة . وأما من شرب أو أكل ناسيا فعليه إتمام اليوم ولا قضاء عليه ، وصومه تام .
وقال الرسول صلى اللّه عليه وسلم لمن أكل أو شرب ناسيا : « يتمّ صومه » . والجماع من محظورات الصيام ، وتكره القبلة والجسّة وغيرهما لمن لا يأمن على نفسه ولا يملكها .
والنظر إن قصد به الاستمتاع كان كالقبلة ، ولا تجب الكفّارة إلا على من قصد الفطر وانتهاك حرمة الصوم ، ولا تفسده الجنابة لمن يصبح جنبا من جماع غير احتلام في الليل ، وكذلك الحائض التي ينقطع حيضها قبل الفجر ولم تطهر بعد فعليها الصوم.
وإتمام الصيام إلى الليل أمر يقتضى الوجوب ، ومن تمام الصوم استصحاب النية ، فإذا تبيّن الليل سنّ الفطر شرعا ، أكل أم لم يأكل ، والاعتماد على الرؤية يجبّه العلم بأوقات الغروب والشروق من طريق الساعة أو الراديو أو التلفزيون ، وخاصة في بلاد كبلاد الشمال الأوروبى والآسيوى حيث تكون الأيام أغلبها غيم .
وقوله تعالى :إِلَى اللَّيْلِفيه نهىّ عن الوصال ، إذ الليل غاية الصيام ، والليل ليس بزمان صوم شرعي ، وكان ابن الزبير يواصل سبعا ، وقد نهى الرسول عن الوصال فقال : « إياكم والوصال وإياكم والوصال » ، والتكرار تأكيدا للمنع ، لأن فيه ضعف القوى وإنهاك الأبدان ، وفي الحديث : « إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السّحر » .

والوصال يعنى أن يتصل صيام اليوم بصيام اليوم الذي يليه دون طعام أو شراب ، وكان هو يفعله لأنه ليس مثلهم ، وما أراد لهم أن يحاكوه فيه ويتكلّفوه فيضعفوا عن الجهاد ، وأما هو فكان يلتزم أعلى مقامات الطاعات ، فلما رسخ الإسلام في القلوب وعمرت بالإيمان صار لهم أن يواصلوا مثله . ويستحب للصائم أن يفطر على رطبات أو تمرات ، وإذا لم يوجد ذلك يشرب حسوات من الماء ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إذا أفطر قال : « لك صمنا ، وعلى رزقك أفطرنا ، فتقبّل منا إنك أنت السميع العليم » ، أو يقول : « ذهب الظمأ ، وابتلّت العروق ، وثبت الأجر إن شاء اللّه » ، وإذا دعى للإفطار عند أحدهم دعا له بعد الطعام فقال : « أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار ، وصلّت عليكم الملائكة » ، وفي الحديث : « إن للصائم عند فطره لدعوة ما تردّ » .
والبعض يستحب أن يصوم بعد رمضان ستة أيام من شوال ، وفي الحديث : « من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان له كصيام الدهر » ، وكره ذلك بعضهم مخافة أن يلحق أهل الجهالة برمضان ما ليس منه .

   * * *

2010 - ( الإمساك يجب بتبيين الفجر )

يتوجب الإمساك عن الطعام في رمضان إذا تبيّن الفجر في الطّرق وعلى رؤوس المرتفعات ؛ والفجر فجران :
الأول : المعترض الوقتى ،
والثاني : المستعرض المستطير ، أي المنتشر ، وفيه تحلّ الصلاة ويحرم الطعام .
وفي القرآن :وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ( البقرة 187 ) ، ومجرد التبيّن لا يصح ، وإنما ينبغي أن يمضى لطلوع الفجر قدر حتى يكون ذلك مؤكدا ، وفي عهد الرسول صلى اللّه عليه وسلم كانوا يعدّون الفجر المقصود هو الذي يملأ البيوت إلا أن الشمس فيه لم تطلع .
وبطلوع الشمس يبدأ النهار ، والصوم زمنه النهار ، والنهار من طلوع الشمس ، وآخره غروبها ، وفسّر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الآية بقوله : « إنما هو سواد الليل وبياض النهار » ، وهذا هو جوابنا على جارودى الفرنسي في معضلة تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر في البلاد الأوروبية ، وخاصة بلاد الشمال ، حيث الشمس نادرا ما تطلع ، فطالما هناك الليل فهو إفطار ، ويبدأ الإمساك عن الطعام مع طلوع النهار ، وحتى في الشمال هناك نهار يغلب أو ليل يغلب ، ويستمر الصيام إلى أفول النهار وبداية الليل ، وكان الناس في أول الإسلام يربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود ، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبيّن له التمييز بينهما ، فأنزل اللّه « من الفجر » فعلموا أنه إنما يعنى بذلك بياض النهار لا بياض الخيط . والخيط في كلامهم هو اللون .

   * * *

2011 - ( مفطرات الصيام )

الصائم هو الذي يصوم - أي يمتنع - عن أشياء ، كالأكل والشّرب والجماع ، في أوقات مخصوصة ، تبدأ بطلوع الفجر وتنتهى بالغروب ، بنية التقرّب إلى اللّه وطاعته وامتثال أمره .
والصوم منه الواجب : كصوم رمضان وقضائه ؛ والصوم المحرّم : كصوم يومىّ العيدين ؛ والصوم المندوب : كصوم الأيام البيض من كل شهر ، وهي 13 و 14 و 15 ؛ والصوم المكروه : كصوم يوم الجمعة مفردا ، وصوم أيام أعياد الأغيار ، وكل ما يتناوله الصائم عامدا من مأكل أو مشرب فهو من المفطرات ، وكل ما يدخل جوفه منه ، وما ينفذ إلى معدته باختياره وكان يمكن التحرز منه ، سواء وصل من الفم على العادة كالدواء يؤخذ من الفم ، أو الأنف ، أو الأذن ، أو العين ، أو الدّبر ، أو الجروح .
وقليل الدواء في الأذن لا يفطر ، وقطرة العين إن وجد طعمها في حلقه ، تفطره ، والكحل تكتحل به النساء إن وجدن طعمه في حلوقهن أفطرن ، وإن اكتفين منه بالقليل لم يفطرن .
والريق لا يفطر ، ومثله غبار الطريق ، والدقيق ، وإذا اجتمع الريق في الفم فابتلعه لم يفطره ، فإن خرج ريقه إلى شفتيه فعاد فابتلعه أفطر ، وكذلك النخامة ، والقئ ، والدم يسيل من فمه فيبلعه ، وإن كان القئ قد غلب عليه بغير اختياره فلا قضاء عليه ، ولا فرق أن يكون القئ طعاما أو بلغما .
ولا يفطر الصائم بالمضمضة ، والاستنشاق في الطهارة ، وإن دخل الماء في الغسل 
المشروع في أذنيه ، فحكمه حكم الماء الداخل إلى الحلق في المضمضة والاستنشاق ، إذ زاد عن الحدّ فإنه يفطر ، ولا يفطر منه اليسير .
والعلك الذي يتحلل في الفم بمضغة يحرم ، فإن كان مما لا يتحلل فهذا يكره مضغه ولا يحرم ، وإن مضغ منه ولم يكن له طعم في حلقه لم يفطر .
ويكره ذوق الطعام إلا لحاجة ، فإن وجد طعمه في حلقه أفطر ، ولا تفطر المرأة تمضغ الخبز لولدها ، وتزق الفرخ . ويكره السواك الرطب للصائم ، وإن كان طعام كثير يتخلل الأسنان فلفظه ، فليس شئ عليه ، وإن ابتلعه أفطر .
والقبلة والمسّ فيهما أن يقبّل زوجته ولا ينزل ، فصيامه مقبول ؛ وأن يقبّل فيمنى فهذا مفطر بلا خلاف ؛ وأن يقبّل فيمذي فيفطر .
ولا تحل القبلة لمن كان ذا شهوة ، وتحل للشيخ الهرم ممن لا تحرك القبلة شهوته . ولا يكره اللمس لغير شهوة ، كلمس الطبيب للمريضة . والاستمناء باليد يفطر ، ولا تفطره ملامسته لعورته .
وإذا أنزل لغير شهوة ، كأن يكون ذلك من مرض ، فلا شئ عليه . وتكرار النظر ، لمن يباح له النظر إليهن ، مكروه لمن يحرك النظر شهوته ، فإن أنزل بسبب ذلك أفطر ، ولا يفطر إن فكّر فأنزل ، أو خطرت له خواطر .
والمفسد للصوم من هذا كله ما كان عن عمد وقصد ، ومن يكره على شئ منه لا يفطر ، ولا يفطره الأكل عن نسيان .
ومن يرتد عن الإسلام وهو صائم يفسد صومه ، وإذا نوى الصائم الإفطار فقد أفطر . وإذا الصائم نافلة ، نوى الفطر ثم لم ينو الصوم بعد ذلك ، لم يصحّ صومه ، فإن عاد ونوى الصوم صحّ .
ومتى أفطر لأي من الأسباب السابقة عليه القضاء دون الكفارة ، وتجب الكفّارة على من أنزل بلمس أو قبلة أو تكرار النظر.

والمفطرات الموجبة للكفّارة : أولها الجماع في الفرج في رمضان عامدا ، أنزل أو لم ينزل ، وأما الجماع في قضاء الصوم فلا كفارة عليه.
والجماع في رمضان دون الفرج فيه روايتان ، وإن ساحق المجبوب فأنزل ، فحكمه حكم من جامع دون الفرج فأنزل ، وإذا جامع الصائم ناسيا أو مكرها فلا قضاء ولا كفّارة ، ولا فرق في وجوب الكفارة بين الوطء في القبل أو في الدبر ، وبين وطء الصغيرة أو الصبي ، ووطء البهيمة .
وإن أكرهت المرأة على الجماع فلا كفارة عليها ، وعليها القضاء ، وكذلك إذا وطئت نائمة . والناسية للصوم كالنائمة . وإن تساحقت امرأتان فأنزلتا فسد صومهما ، وإن لم ينزلا فلا شئ عليهما .

وكذلك إذا أكره الرجل على الجماع فسد صومه ، وفي وجوب الكفارة عليه روايتان . وإذا طلع عليه الفجر وهو يجامع واستمر في الجماع فعليه القضاء والكفارة ، ومن ظن أن الفجر لم يطلع وجامع ، ثم تبين أنه طلع ، فعليه القضاء والكفارة .
وقيل : إن تعمّد الكذب يفسد الصوم ويوجب الكفارة ، وقيل : الكذب ينقض الصوم والوضوء ، ويفسد الصيام بالجماع أول الليل وعدم الاغتسال حتى يطلع النهار عامدا ، فإن نوى الاغتسال في الفجر ونام حتى 
الصباح لا يفسد صيامه لأنه لم يتعمد عدم الاغتسال من الجنابة .
والحائض والنفساء إذا انقطع عنهما الدم في أول الليل في شهر رمضان ، وتركا الاغتسال عامدتين أفطرتا ووجب عليهما القضاء كالجنب ، وإن نامتا على نية الاغتسال والصيام ولم تنتبها حتى الصباح ، فلا شئ عليهما .
والجاهل المقصّر عليه القضاء والكفارة إن تناول شيئا من المفطرات جاهلا أنها تفسد الصوم . ومن استمنى بيده فقد ارتكب محرما وأفسد صيامه ويقتضى القضاء .

   * * *

2012 - ( الأيام المستحب صومها ( صيام التطوع ) )

يستحب صيام : ستة أيام من شوال متتابعة أو متفرقة ، في أول الشهر أو من آخره ؛ واليوم التاسع والعشر من المحرم ؛ ويوم عرفة لغير الواقف فيها ، فأما الواقف فيها فيستحب له الفطر ؛ وثلاثة أيام من كل شهر قمري ، ويستحب أن يجعلها الأيام البيض ، وهي أيام 13 و 14 و 15 من كل شهر ، وسميت البيض لابيضاض ليلها كله بالقمر ؛ وكذلك الأيام الستة من شوال يستحب فيها الصوم لقوله صلى اللّه عليه وسلم : « من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان له كصيام الدهر » رواه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجة ، وقوله : « جعل اللّه الحسنة بعشر أمثالها ، فشهر رمضان بعشرة أشهر ، وستة أيام بعد الفطر تمام السنة » رواه النسائي.
وكره مالك هذه الأيام الستة مخافة أن يلحقها أهل الجهالة برمضان وهي ليست منه ، واستحب صيامها الشافعي ، والناس في بعض البلاد يعاملونها فعلا معاملة رمضان ويقومون لسحورها على عادتهم فيه .
وأفضل صيام التطوع : أن يصوم المرء يوما ويفطر يوما .

   * * *

2013 - ( الأيام المكروه صومها )

يكره صوم الأيام التالية : إفراد يوم الجمعة بالصوم إلا أن يوافق عادة له ، كمن اعتاد صيام أول كل شهر فكان يوم الجمعة أول الشهر ، فإن وصله بيوم قبله أو بعده فلا كراهة ؛ وأيام أعياد غير المسلمين ، فيكره صيام يوم السبت منفردا لأنه يوم اليهود ، أو يوم الأحد منفردا لأنه يوم النصارى ، فإن صام معه غيره أو صادف هذا اليوم أول الشهر مثلا وكانت عادته صوم أول الشهر فلا كراهة .
   * * *

2014 - ( الأيام التي يحرم صيامها )

يحرم صيام الأيام التالية : يوم الشك ، وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كانت السماء صافية ولم ير الهلال ، إلا أن يكون يوم الثلاثين من الأيام المعتاد صيامها ، أو أن يصل هذا اليوم بيوم قبله أو يوم بعده ؛ ويوما العيدين يحرم صيامهما في التطوع والنذر والقضاء والكفّارة ؛ وأيام التشريق لا يحل صيامها تطوعا ، وأما صومهما تطوعا ففيه روايتان .
   * * *

2015 - ( صيام النذر )

من نذر صوم الدهر ، أو صوم السنة ، لزمه ، ولا يدخل في نذره رمضان ، ولا أيام العيد والتشريق ، فإن أفطر لعذر أو غيره لم يقضه وتلزمه الكفّارة ، وإن لزمه قضاء من رمضان أو كفارة قدّمه على النذر ؛ وإن مات وعليه صيام نذر فيستحب أن يصوم عنه وليّه .
ومن نذر صيام شهر من يوم قدوم فلان فصادف قدومه رمضان ، فإن صيامه الشهر يجزئه عن صيام النذر وصيام رمضان ، وإذا وافق نذره بعض رمضان وبعض شهر آخر ، لزمه صوم ما خرج عن رمضان ، وإذا نذر صياما مطلقا فأقل ذلك صيام يوم ؛ ومن نذر الصيام عن الكلام لم يلزمه الوفاء به ، لأنه ليس من شريعة الإسلام ؛ ومن نذر صوم شهر بعينه وشرط التتابع ، فأفطر منه يوما لغير عذر ، فإنه ينقطع صومه ويلزمه استئنافه ، وإن لم يشترط التتابع يكفّر عن فطره ويقضى يوما مكانه بعد إتمام صومه .
وإذا أفطر لعذر وقد اشترط التتابع فمرض ، فإنه إذا عوفي يصوم من جديد ولا كفارة عليه ، أو يبنى على ما سبق ويكفّر كفارة يمين ، وكذلك المرأة إذا حاضت ؛ ومن نذر صوم يوم معين أبدا ، كأن يكون يوم الخميس ، لزمه ذلك .

   * * *

2016 - ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا )

في الحديث : « من قام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه » ، ومعنى إيمانا واحتسابا : أن يكون مؤمنا محتسبا ، والإيمان : هو الاعتقاد بفرضية الصيام ، والاحتساب : هو طلب الثواب من اللّه ، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه ، وقيام رمضان : صلاة التراويح ، فيحصل بها المطلوب من القيام .
   * * *

2017 - ( صلاة التراويح )

التراويح جمع ترويحة : وهي المرة الواحدة من الراحة ، كتسليمة من السلام ، وسميت الصلاة في الجماعة في ليالي رمضان التراويح ، لأنهم أول ما اجتمعوا عليها كانوا يستريحون بين كل تسليمتين .
وفي قيام رمضان - أي الصلاة فيه - قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : 
« من قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه » ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يصلّى في رمضان في المسجد والناس يصطفون خلفه ويزداد عددهم ، حتى لم يعد المسجد يتّسع لهم ، فصلّى بهم أبىّ بن كعب ، ولم يكن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قد جمعهم لذلك ، فلما رآهم يصلون ناحية المسجد ، قال : ما هذا ؟ فقيل : ناس يصلّى بهم أبىّ بن كعب ، فقال : « أصابوا ونعم ما صنعوا » ، ولكنه امتنع عن مشاركتهم مخافة أن يقال أنها فرضت عليهم .
واستمر الناس في كل رمضان حتى خلافة عمر يصلّون جماعات ، كل جماعة وحدها ، فجمعهم عمر على أبىّ بن كعب ، فقام بهم في رمضان ، فكان ذلك أول اجتماع الناس على قارئ واحد في رمضان ، واستنّ عمر ذلك عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وسميت هذه الصلوات بالتراويح .
وقراءة أبىّ للناس ، تعنى أنه كان يؤمّهم عملا بقوله صلى اللّه عليه وسلم : « يؤمّهم أقرؤهم لكتاب اللّه » ، وكان أبى يصلّى بالرجال ، وتميم الداري يصلّى بالنساء ، وقيل : سليمان بن أبي حثمة .
ولمّا شاهد عمر الناس يصلّون كما أمر ، سرّ لذلك ، وقال : نعم البدعة هذه ! والبدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق ، وتطلق في الشرع في مقابل السنّة فتكون مذمومة ، وأما البدعة المستحسنة فهي التي توافق الشرع .

   * * *

2018 - ( عدد ركعات التراويح )

روى أن الناس في عهد عمر كانوا يصلون التراويح إحدى عشرة ركعة ، وكانوا يقرءون بالمائتين ، ويقومون على العصى من طول القيام .
وقيل : كانوا يصلون ثلاث عشرة ؛ وقيل : 
إحدى وعشرين ، أو عشرين غير الوتر ، والوتر ثلاث ركعات ، فيصير المجموع ثلاث وعشرين ، وهذا الاختلاف بحسب التطويل في القراءة وتخفيفها ، فحينما تطول القراءة تقل الركعات وبالعكس .
وفي عهد عمر بن عبد العزيز صلّى الناس ستا وثلاثين ركعة في المدينة ، وأوتروا بثلاث ركعات ، وفي مكة صلوا ثلاثا وعشرين ركعة ، يطيلون القيام ويقلّون السجود ، أو يكثرون السجود ويخفّون القراءة ، وأكثر ما قيل أنها كانت تصلّى إحدى وأربعين ركعة بالوتر ، وقيل : أربعين ركعة والوتر سبع ركعات ، وقيل : ثمان وثلاثين بانضمام ثلاث للوتر ، أو ثمان وثلاثين والوتر ركعة ، فتصير تسعا وثلاثين ، أو أنها تسع وثلاثون يوترون منها بثلاث ، وقد يصلّون أربعا وثلاثين والوتر ركعة ، وقيل : ست عشرة غير الوتر ، وأحسن ما قيل : كانت التراويح في زمن عمر ثلاث عشرة ، وهذا هو الأثبت ، وعن ابن عباس : أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم صلّى في رمضان عشرين ركعة والوتر ، وأصدق قول هو قول عائشة : أنه كان لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ، يصلى أربعا ، ثم أربعا ، ثم ثلاثا ، بخلاف الوتر .

   * * *    


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في السبت 25 نوفمبر 2023 - 1:08 عدل 3 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 25 نوفمبر 2023 - 0:33 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب السابع عشر الاثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني


2019 - ( الصيام جنة )

في الحديث : « الصيام جنّة فلا يرفث ولا يجهل ، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم » ، والجنّة : الحصن يقى صاحبه الشهوات ، وهو جنّة من النار ، والرفث : الجماع ومقدماته ، وقوله : لا يجهل ، أي لا يفعل شيئا من أفعال الجهل كالسفه والسبّ ، وفي رواية : « فلا يرفث ولا يجادل » ، وإن سابّه أحد فليقل : إني صائم .
   * * *

2020 - ( شهر رمضان أيام معدودات )

في قوله تعالى :أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ( البقرة 184 ) تعلّقها بالصوم ، أي كتب الصوم على المؤمنين في أيام ، والأيام المعدودات هي شهر رمضان .
   * * *

2021 - ( خلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك )

هذا حديث لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، والخلوف رائحة فم الصائم ، وقوله إنه عند اللّه أطيب من ريح المسك مجاز ، لأنه جرت العادة بتقريب الروائح الطيبة ، فاستعير ذلك للصوم ، والمعنى أنه أطيب عند اللّه من ريح المسك عندكم ، أي يقرب إليه أكثر من تقريب المسك إليكم .
   * * *

2022 - ( الحائض تترك الصوم والصلاة )

الحائض تقضى الصيام ولا تقضى الصلاة ، والصلاة تتكرر فيشق قضاؤها ، بخلاف الصوم الذي لا يقع في السنة إلا مرة .
   * * *

2023 - ( الصوم والمرض والسفر )

في قوله تعالى :فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ( البقرة 184 ) ، أن المريض قد تكون حالته بحيث ينصح له بالفطر ، فيكون الفطر عليه واجبا ، أو أن يقدر رغم مرضه على الصوم بضرر ومشقة ، فيستحب له الفطر ، فإذا صام دلّ ذلك على أنه جاهل .
وكل حال تحصل للإنسان يستحق بها اسم المرض ويخشى عليه التلف من الصيام يصحّ له بها الفطر ، قياسا على المسافر لعلّة السفر ، ومن خشي على نفسه وهو صائم إن لم يفطر أن يزداد وجعه أو تزداد الحمى به شدة ، فعليه أن يفطر .
والمسافر يفطر طالما لم يقصد أن ينتهك حرمة الصوم . ويقضي المفطر في المرض أو في السفر ، ويستوفى عدد أيام ما أفطر فيه ، وفي الحديث : « ليس من البرّ الصيام في السفر » أخرجه البخاري .
والصوم في 
السفر أفضل لمن قوى عليه ، كقوله تعالى :يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ( البقرة 185 ) .
ويصوم رمضان متتابعا من أفطره متتابعا من مرض أو سفر ، وإن فرّقه أجزأه ، وفي الآية : « فعدة من أيام أخر » لم يخصّ متفرقة من متتابعة ، ويجزيه أن يصومها متفرقة ، وإنما وجب التتابع في الشهر لكونه معينا . ومع ذلك فالقضاء واجب من غير تعيين لزمان ، لأن اللفظ مسترسل على الأزمان لا يختص ببعضها دون بعض ، ويستحب تعجيل القضاء خوف المنيّة ، وغاية زمان القضاء شهر شعبان ، ومن فرّط في قضاء رمضان حتى أدركه رمضان آخر يصوم هذا مع الناس ، ويصوم الذي فرّط فيه ، ويطعم لكل يوم مسكينا ، فإن تمادى به المرض فلم يصحّ حتى جاء رمضان آخر فإنه يطعم كل يوم مسكينا ثم ليس عليه قضاء . ومن أفطر في القضاء فعليه قضاء ما أفطر .
ومن أفطر في رمضان لعلّة ، فمات من علّته ، أو سافر فمات في سفره ، فلا شئ عليه ، ولا يصوم عنه أحد ، لأنه لا يصوم أحد عن أحد ، لقوله تعالى :وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى( الزمر ) ، وعن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « لا يصلّى أحد عن أحد ، ولا يصوم أحد عن أحد ، ولكن يطعم عنه مكان كل يوم مدّا من حنطة » ، ويبدو أنه لا يصوم أحد عن أحد فيما يخص رمضان ، فأما صوم النذر فيجوز . والصوم إطلاقا عبادة بدنية لا مدخل للمال فيه ، فلا يصام عمّن وجب عليه ، كالصلاة ، ولا ينقض هذا بالحج ، لأن الحج للمال فيه مدخل ، ويجوز أن يحج أحد عن أحد .
والخلاصة : أن صوم رمضان في السفر جائز ، وثبت أن من صحب الرسول صلى اللّه عليه وسلم في السفر وصام لم يعبه ، كما لم يعب المفطر ، ومن غزا معه صام بعضهم وأفطر بعضهم ، فلم يعب الصائم على المفطر ، ولا المفطر على الصائم .

   * * *

2024 - ( النهى عن الوصال )

الوصال هو أن يترك الصائم ما يفطر عند الإفطار ويظل صائما بالليل ويمسك عن الطعام . وليس في الليل صيام لقوله تعالى :ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ( البقرة ) ، واللّه لم يكتب الصيام بالليل ، فمن صام فقد تعنّى ولا أجر له ، ونهى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن هذا ، وقال :
« صوموا كما أمركم اللّه تعالى ، وأتموا الصيام إلى الليل ، فإذا كان الليل فأفطروا » . وقالت عائشة :
نهى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم وإبقاء عليهم ، وقال : « اكلفوا ما تطيقون » . وإذا كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قد واصل فالوصال من خصائصه كنبىّ، على أن غيره ممنوع منه.
والإمساك إلى السحر ليس وصالا ، ولكن الوصال أن يمسك الليل جميعه والنهار .
ورخّص رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الوصال حتى السحر ، ولما قالوا له : إنك تواصل ؟ قال :
« لست كهيئتكم . إني أبيت ، لي مطعم يطعمني ويسقيني » .
   * * *    

2025 - ( صيام الدهر وصيام النبىّ داود )

لما بلغ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص يسرد الصوم ( أي يتابعه ) ويصلّى الليل ، قال له : « صم وأفطر ، وقم ونم ، فإن لجسدك عليك حقا ، وإن لعينيك عليك حقا ، وإن لزوجك عليك حقا ، وإن لزورك ( أي زوارك وضيوفك ) عليك حقا ، وبحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام ، فإن لك بكل حسنة عشرة أمثالها ، فإذن ذلك صيام الدهر كله ( يعنى كأنك صمت الدهر كله ) » . والحديث له عدة روايات ، ففي رواية قال له : « فصم من كل جمعة ثلاثة أيام » ، وفي رواية : « فصم يوما وأفطر يومين » ، وفي رواية : « يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام » فقال له : يا رسول اللّه ! قال : « خمسة » ، قال : يا رسول اللّه ! قال : « سبعة » قال : يا رسول اللّه ! قال : « تسعة » ، قال : يا رسول اللّه ! قال : « أحد عشر » .
وفي رواية قال : « صم يوما من كل عشرة أيام ولك أجر ما بقي » . قال : إني أطيق أكثر من ذلك ! قال : « صم يومين ولك أجر ما بقي » ، قال : إني أطيق أكثر من ذلك ! قال : « صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي » ، قال : إني أطيق أكثر من ذلك ! قال : « صم أربعة أيام ولك أجر ما بقي » ، قال : إني أطيق أكثر من ذلك . قال : « صم صيام داود » . يقول : عبد اللّه : فلم يزل يناقصنى وأناقصه . وفي رواية قال : « صم الاثنين والخميس من كل جمعة » ، وفي رواية قال : « صم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر تلك التسعة » ، ثم قال : « صم من كل تسعة أيام يوما ولك أجر تلك الثمانية » ، ثم قال : « من كل ثمانية أيام يوما ولك أجر السبعة » ، فلم يزل حتى قال : « صم يوما وأفطر يوما » .
وفي رواية أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لمّا سمع أن عبد اللّه بن عمر يقول : واللّه لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت ! قال له : « فإنك لا تستطيع ذلك ، فصم وأفطر ، وقم ونم ، وصم من الشهر ثلاثة أيام ، فإن الحسنة بعشرة أمثالها ، وذلك مثل صيام الدهر » ، فقال عبد اللّه : إني أطيق أفضل من ذلك ! قال : « فصم يوما وأفطر يومين » ، قال : فإنما أطيق أفضل من ذلك ! قال : 
« فصم يوما وأفطر يوما ، فذلك صيام داود عليه السلام ، وهو أفضل الصيام » ، قال : إني أطيق أفضل من ذلك ! فقال النبىّ : « لا أفضل من ذلك » .
وقوله : « مثل صيام الدهر » فإن المثلية لا تستلزم التساوي من كل جهة ، لأن المراد هنا هو التضعيف الحاصل من الفعل ، فيصدق على فاعل ذلك أن صيامه كصيام الدهر مجازا . وفي قوله : « لا أفضل من ذلك » ، في رواية : « أحبّ الصيام إلى اللّه صيام داود » ، وفي رواية : « أفضل الصيام صيام داود » .
وفي رواية : « فصم صيام داود عليه السلام ، كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفرد إذا لاقى » . وقال : « لا صام من صام الأبد » ، فاستدلّ بهذا على كراهية صوم الدهر . وقوله : « لا صام » كقوله تعالى :فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى( 31 ) ( القيامة ) .

وفي الرواية أن عمر بن الخطاب بلغه أن رجلا يصوم الدهر ، فأتاه فعلاه بالدرّة ( أي بالسّوط ) ، وجعل يقول : كل يا دهري ! - وفي الحديث : « من صام الدهر ضيّقت عليه جهنم - وعقد بيده » أخرجه أحمد والنسائي وابن حبان ، وظاهره أنها تضيق عليه حصرا لتشديده على نفسه ورغبته عن سنة نبيّه صلى اللّه عليه وسلم ، واعتقاده أن غير سنّته أفضل ، فيكون حراما .
وقوله : « لا صام من صام الأبد » دعاء من النبىّ صلى اللّه عليه وسلم على من يفعل ذلك ، ويا ويل من أصابه دعاؤه ؛ أو هو خبر ، فيا ويل من أخبر عنه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وشهد عليه أنه لم يصم ؛ أو أن معناه أنه لم يصم شرعا ، ولم يكتب له الثواب لأنه نفى عنه الصوم .
ولا يعنى الحديث : « من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر » أن صيام الدهر أمر مطلوب وهو الأفضل ، فالمراد حصول الثواب على تقدير مشروعية صيام السنة كلها ، والمكلّف لا يجوز له صيام السنة .

وبقيت كلمة عن صيام داود ، فإنه في كل أسفار اليهود لم يكن داود يصوم يوما ويفطر يوما ، والصيام الوحيد الذي صامه لما مات ابنه من الحيثية - وكان ولد سفاح ، وظل صائما طوال فترة مرض الولد ( الملوك الثاني 12 / 16 ) ولم يفطر إلا بعد أن أخبروه أنه مات ، فلم يجد فائدة للصيام ولا جدوى . وعلى أىّ فصورة داود في الإسلام بخلافها تماما في أسفار اليهود ، وذلك هو الشأن مع كل أنبياء بني إسرائيل في القرآن وفي الأسفار ، فالقرآن ينزّه الأنبياء ويعلى من أقدارهم ، والأسفار تحط من قدرهم وتسخّفهم وتخطّئهم ، والأولياء في الأسفار أعلى من الأنبياء قدرا وأفضل أفعالا .
   * * *

2026 - ( صيام الثلاثة أيام البيض )

هي بيض لأنها الأيام ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة ، وهي التي يكون فيها القمر من أول الليل إلى آخره ، فالليل يكون كالنهار ، واليوم بطوله كالنهار ، وليس في الشهر يوم أبيض كله إلا هذه الأيام ، لأن ليلها أبيض ونهارها أبيض ، فصحّ قول « الأيام البيض » على الوصف . وأعطاها النبىّ صلى اللّه عليه وسلم اسم « الغرّ » ، فكان يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر .
وقال في صيامها إنها « كهيئة الدهر » ، وقال : « صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر : الأيام البيض صبيحة الثالث عشر » ؛ وقيل : كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام : الاثنين والخميس ، ثم الاثنين من الجمعة التالية ؛ وقيل : كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ما يبالي من أي الشهر صام ، وكان ينوّع أيام صيامه ليبيّن للناس جواز ذلك ، وكل ذلك في حقّه أفضل ، غير أن البيض تترجّح بكونها وسط الشهر ، ووسط الشيء أعدله ؛ ورجّح بعضهم صيام الثلاثة أيام في أول الشهر ، لأن المرء لا يدرى ما يعرض له من الموانع ، أو صيام يوم 
من أول كل عشرة أيام ؛ أو صيام يوم السبت ، والأحد ، والاثنين من كل شهر ، ثم من الشهر التالي : الثلاثاء ، والأربعاء ، والخميس ، ليستوعب غالب أيام الأسبوع كل شهرين .
واختار بعضهم الصيام ثلاثة أيام من آخر الشهر ، لتكون كفارة لما مضى . واختار النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في تسمية الأيام البيض اسم سرر الشهر ، جمع سرّة فقال : « أما صمت سرر الشهر ؟ والسرّة وسط الشهر ، وسؤاله صلى اللّه عليه وسلم يؤيد الندب لصيام الأيام البيض وهي وسط الشهر .

   * * *

2027 - ( النهى عن صيام يوم الجمعة )

يوم الجمعة يوم عيد المسلمين ، والصيام فيه محرّم إلا من صام يوما قبله أو بعده .
وثبت النهى عن صوم يوم الجمعة ، كما ثبت النهى عن صوم يوم العيد ، والفرق بين العيد والجمعة : أن الإجماع منعقد على تحريم صوم يوم العيد ، ولو صام قبله أو بعده ، بخلاف يوم الجمعة ، فالإجماع منعقد على جواز صومه لمن صام قبله أو بعده .
ولو جاز صوم الجمعة لتضاعف تعظيمه ، ولكان عيدا للمسلمين ويوم صيام ، فيفتتن به الناس كما افتتن اليهود بالسبت ، فلو صام المسلمون الجمعة لكانوا يقلدونهم ، والمفروض ترك موافقتهم ، وفي الحديث : « لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده » ، وفي رواية : نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن صيام يوم الجمعة مفردا ؛ وفي رواية : نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يفرد يوم الجمعة بالصيام .
وفي الحديث : « لا تخصّوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ، ولا تخصّوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام ، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم » ، وفي رواية : « لا يصوم أحدكم يوم الجمعة وحده إلا في أيام معه » ، وفي رواية : « لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها » .

   * * *

2028 - ( صوم يوم الشك )

النيّة شرط لصحة الصيام ، فمتى قام في نفس الإنسان في الليل أن غدا من رمضان ، وأنه صائم ، فقد صحّت نيّته ، وإن شكّ في أنه من رمضان ، ولم يكن له أصل يبنى عليه ، مثل أن يكون ليلة الثلاثين من شعبان ، ولم يحل دون مطلع الهلال غيم أو نحوه ، فعزم أن يصوم غدا من رمضان لم تصحّ النيّة ، ولا يحسب له ذلك صياما عن رمضان ، بخلاف ليلة الثلاثين من رمضان فتصحّ نيّته فيها وإن احتمل أن يكون من شوال .
   * * *

2029 - ( صيام الصغير والصغيرة )

لا يجب صيامهما حتى يبلغ الصبى وتحيض البنت ، وقيل يجب الصيام على الصبى المطيق إذا بلغ عشر سنين ، ولا قضاء عليهما قبل البلوغ والحيض . ولا صيام على المجنون .
   * * *    

2030 - ( الصوم للحائض والجنب والمستحاضة والحامل والنفساء )

يحرم الصيام على الحائض ، وإذا انقطع حيضها في الليل فلها أن تنوى الصيام وتؤخر غسلها للصباح ، وكذلك الجنب ، تنوى الصيام وتؤخر غسلها للصباح . والحامل تصوم إذا استطاعت ، وإذا رأت الدم فقد يكون دم فاسد - يعنى نزيفا بسبب مرض - فتستمر في الصيام ، وإن كان من علامات الوضع تركت الصوم . والمرأة الحائض متى رأت الطهر تغتسل وتلزمها الصلاة والصيام ، وإن كان الدم دم استحاضة تتوضأ لكل صلاة أو تغتسل لها وتصوم ، وعليها أن تراجع طبيبا لعلاج استحاضتها . والنفساء والحائض لا يجب عليهما الصيام ، وعليهما أن يقضيا ، ومتى وجد الحيض في جزء من النهار فسد صوم ذلك اليوم .
   * * *

2031 - ( من مات وعليه صوم صام عنه وليّه )

قال بعضهم الصيام عن الميت جائز ، وقال آخرون لا يصام عن الميت ، وقيل : إن دين اللّه أحقّ أن يقضى ، فينبغي أن يطعم عن رمضان بالنسبة لميّت عليه صيام ، أو يتخير الولىّ بين الصيام عن الميت أو الإطعام ، وقالت عائشة : لا تصوموا عن موتاكم وأطعموا عنهم - واختلفوا فيمن يكون الولي ، وقيل : هو الوارث خاصة ، وقيل : عصبته .
   * * *

2032 - ( الفدية على من لا يطيقون الصوم )

الصيام فريضة على من يطيقه ، ومن يفطر فعليه فدية ، كقوله تعالى :وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ( 184 ) ( البقرة ) ، ومن الناس من يطيقون الصيام ويفطرون ، وهؤلاء عليهم فدية طعام مسكين عن كل يوم يفطرونه - إذا كانوا يطيقون الفداء .
وقد يقدر المريض والحامل والمرضع على الصيام لكن بمشقة تلحقهم في أنفسهم ، وهؤلاء إن صاموا أجزأهم ، وإن افتدوا فلهم ذلك ، والآية رخصة لهؤلاء ، وخاصة للشيخ الكبير ، والمرأة الكبيرة وهما يطيقان الصوم ، ولهما أن يفطرا بشرط أن يطعما مكان كل يوم مسكينا ، ولا قضاء عليهما ، وكذلك الحبلى والمرضع .
وروى أن هؤلاء عليهم الجزاء ولا عليهم القضاء ؛ وروى أن الحامل والمرضع بمنزلة المريض الذي يفطر ويقضى ؛ وقيل : إن الشيخ الكبير والعجوز يفطران لعذر موجود فيهما وهو الشيخوخة والكبر ، فلا يلزمهما إطعام ، كالمسافر والمريض .
والتطوع في الآية هو الإطعام مع القضاء ، وخير من ذلك كله الصيام وعدم الإفطار ، سواء في السفر أو المرض ، أو الشيخوخة والكبر ، أو بالنسبة للحبلى والمرضع .

   * * *    

2033 - ( الرفث في رمضان كان محرّما )

لمّا نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء خلال رمضان كله ، وكان البعض يخونون أنفسهم ، فأنزل اللّه تعالى :أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ( البقرة 187 ) ، والرفث هو المباشرة ، وخان وأختان بمعنى واحد ، من الخيانة ، أي تخونون أنفسكم بالمباشرة في ليالي الصوم ، فصرّح اللّه تعالى بالرفث للرجال والنساء ، وهو كلمة جامعة لكل ما يريد الرجل من امرأته ، وهو هنا بمعنى الجماع خاصة ، فقد كانوا يفعلون ذلك وهم يعلمون بإثم ما يفعلون ، فخفف اللّه عنهم . والرفث مسموح به في غير نهار الصوم ، وليس في الديانات الأخرى مثل ذلك ، وإباحته في وقت الإفطار خصيصة إسلامية ، وعبّر عن ذلك تعبيرا جميلا بتشبيه الزوج والزوجة باللباس في الثياب ، وامتزاج كل واحد منهما بصاحبه سمّاه لباسا ، لانضمام الجسد وتلازمهما تشبيها بالثوب ، ولأن كل واحد منهما ستر لصاحبه فيما يكون بينهما من الجماع .
   * * *

2034 - ( ليلة القدر من رمضان )

قال تعالى :شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ( البقرة 185 ) ، وقال :إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ( 1 ) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ( 2 ) ( القدر ) أي أنزل القرآن ، وكان نزوله في رمضان في ليلة القدر ، ونزوله في زمان معين يقتضى فضل ذلك الزمان ، وسميت ليلة القدر بهذا الاسم لأنها ذات قدر بنزول القرآن ، وتتنزّل الملائكة فيها ، ولما يتنزل فيها من البركات والرحمات والمغفرات ، أو أنها ليلة القدر لأن الذي يحييها ذو قدر ، وقيل القدر هو التضييق ، كقوله :وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ( الطلاق 7 ) ، فهي الليلة التي يضيّق اللّه فيها العلم بتعيينها ويخفيه ، وقيل : القدر بمعنى القدر المؤاخى للقضاء ، والمعنى المشهور أنه يقدّر فيها أحكام تلك السنة ، لقوله تعالى :فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ( 4 ) ( الدخان ) . وقوله :وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِمن أساليب القرآن ، قيل : فكلما جاءت « وما أدراك » في الخطاب للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم فقد أخبره به ربّه ، وأما إن جاء « وما يدريك » فإنه عن شئ لم يخبره به ، وقيل : وهذا دليل على أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كان يعرف تعيين ليلة القدر ، وهذا غير صحيح لأن موعدها من الغيب ولا يعرفه إلا اللّه ، ومثلها مثل « الساعة » ، و « الأجل » .
وفي الحديث : 
« من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه » أخرجه البخاري ، فاجتمع لليلة القدر فضلان : فضل رمضان ، وفضل أنها ليلة القرآن ، فمن أقامها ، أي قضاها في الصلاة والذكر والدعاء ، تصديقا بوعد اللّه ووعد
رسوله صلى اللّه عليه وسلم ، واحتسابا للأجر لا لقصد آخر من رياء أو غيره ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، وجعلها تعادل في ذلك رمضان كله .
   * * *

2035 - ( الكفّارة )

الكفّارة : هي ما يغطّى به الإثم ، ويقال : كفّر اللّه ذنبه : أي محاه ، وكفّر عن يمينه أو إثمه : أي أعطى الكفّارة من صدقة أو صوم أو نحوهما .
والكفّارة في حق الناس جميعا ، يستوى فيها الرجل والمرأة ، وتجب في الصيام على كل مفطر كان يجب عليه الإمساك عن المفطرات من الفجر حتى المغرب فأفسد هذا الإمساك ، وقد تكون الكفارة مع قضاء كما في الإمناء ، كالذي يعبث بأهله في نهار رمضان ، ويقبّل ويتحسّس فيمنى ويفسد صيامه ، فعليه القضاء والكفارة ، مثل الذي يجامع في نهار رمضان ، وقد تكون الكفّارة بدون قضاء كما عند الشيخ أو الشيخة حينما يعجزان عن الصيام ، كما في قوله تعالى :وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ( البقرة 184 ) ، فعليه إطعام مسكين عن كل يوم يفطره ، وكذلك الحبلى والمرضع ، فإنهما من الذين لا يطيقون الصيام ، وعليهما الجزاء ولا عليهما القضاء ، وهو معنى « الفداء » .

وقد يكتفى بالكفّارة دون القضاء ، كما في كفّارة الظهار ، في قوله تعالى :وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ( 3 ) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً( المجادلة ) . وكفّارة الوطء في رمضان : هي التصدّق بما يوازى عتق رقبة ، فإن عجز عن العتق فصيام شهرين متتابعين ، فإن عجز فإطعام ستين مسكينا .
وإن جامع مرة ولم يكفّر ، وعاد إلى الجماع مرة أخرى في نفس اليوم فعليه كفارة واحدة ، وإن جامع في يوم ثان فعليه كفّارتان ، فإن لم يكن قد كفّر أولا واجتمعت عليه الكفّارتان فتكفى كفّارة واحدة عنهما معا . وكل من جامع في نهار رمضان ، سواء في الفرج أو دونه ، وسواء أنزل أو لم ينزل ، عليه كفّارة ، لأنه قد تعمّد الجماع في رمضان ولم يعتبر حرمة الصيام ، وكذلك كل من جامع وهو معتكف في غير رمضان فعليه كفّارة كالذي يفطر يوما من شهر رمضان متعمدا ، فإن جامعها نهارا في رمضان وهو معتكف ، فعليه كفارتان ، واحدة للاعتكاف ، وواحدة للإفطار في شهر رمضان .
وحكم المجبوب الذي يساحق وينزل هو نفس حكم من يجامع دون الفرج فينزل . وتسقط الكفّارة مع الإكراه والنسيان ، سواء كان المكره أو الناسي رجلا أو امرأة . ولا كفّارة على المرأة يطؤها زوجها وهي نائمة .
وإن تساحقت امرأتان فأنزلتا ، أو لم تنزلا ، فسد صومهما ووجبت عليهما الكفّارة ، لتعمدهما هذا العمل الشنيع 
بشهوة في رمضان .
ومن يجامع فيطلع عليه الفجر فيستمر في الجماع وجبت عليه الكفارة ، وكذلك من ظنّ أن الفجر لم يطلع ، ثم يتبين له أنه طلع وهو يجامع ، لأنه أهوج ، وغير حريص على دينه ، وكان عليه أن يتحرّز ، فمثله عليه القضاء والكفّارة .
ولا فرق في وجوب الكفارة على من يطأ في القبل أو في الدبر ، وسواء كان الموطوء ذكرا أو أنثى ، أو كانت الموطوءة امرأته أو أجنبية ، كبيرة أو صغيرة ، بهيمة أو إنسانة .

ومن وطئ الحائض في الفرج في أي من أوقات السنة أو في ليل رمضان ، فعليه كفارة توازى دينارا لو كان الدم أحمر ، ونصف دينار لو كان أصفر .
ولا كفّارة على من وطئ الحائض بعد طهرها وقبل أن تغتسل . والحائض التي تطاوع زوجها عليها كفّارة ، إلا أن تكره أو تجهل . والنفساء كالحائض . ولا كفّارة على وطء المستحاضة .

والجاهل الذي يتناول شيئا من المفطرات جاهلا بأنها تفسد الصوم ، فعليه القضاء والكفّارة ، وتصدق عليه أدلة المقصّر .
وقيل : إن الجاهل معذور دائما ولا عليه إن فعل محرّما غير قاصد وعن جهالة حقيقية ، ومثل ذلك الذي يسهو ، والذي يخاف عليه التلف من العطش والجوع ، فإن أفطر فعن سهو أو اضطرار ، وعلى المضطر أن يقضى مثل المريض والمكره ، ولا كفّارة عليه .

والنية شرط في صحة الكفّارة . ويكفّر المحجور عليه بالصيام لا غير . ويعطى صاحب الكفّارة أقاربه منها ممن يجوز إعطاؤهم من زكاة ماله، وتجزئ الكفارة لو وضعت في يد غنى على الظن بأنه مسكين.
والأصل في كفّارة اليمين قوله تعالى :لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ( المائدة 89 ) ، و « اليمين المنعقدة » هي التي يكفّر عنها ، وهي يمين عهد على صاحبها ، وأما « يمين الغموس » فهي يمين مكر وخديعة وكذب ولا كفّارة فيها ، ومثلها مثل « اليمين اللغو » ، كقوله تعالى :لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ( البقرة 225 ) . ولا تجزئ في كفارة اليمين كسوة أقل من عشرة أشخاص .
وكفارة النذر كفارة يمين . والمولى إذا فاء من إيلائه وراجع امرأته بالوطء ، لزمته الكفارة عن يمينه ، ولم تذكر الآية :لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 226 ) ( البقرة ) الكفارة على المولى ، وقيل : إنه لذلك لا كفارة عليه إذا فاء ، غير أن أغلب أهل العلم قالوا عليه كفارة ، لقوله صلى اللّه عليه وسلم : « من حلف على يمين فرأى غيرها منها ، فليأت الذي هو خير وليكفّر عن يمينه » ، فإذا كفّر سقط عنه الإيلاء 
والكفّارة عن الجماع في الحج بدنة ، وعلى الموطوءة بدنة مثلها إن كانت مطاوعة ، وقد يجزئها هدى واحد ، ولا هدى على المكرهة ، وليس لرجلها أن يهدى عنها ، والنائمة كالمكرهة ، وإذا تكرر الجماع فإن كفّر عن الأول فعليه للثاني كفّارة ثانية ، وإن لم يكن كفّر عن الأول ، فكفّارة واحدة تكفى عن المرتين ، وروى لكل كفّارة .
ومن وطئ قبل التحلل من العمرة فسدت عمرته وعليه شاة مع القضاء . ويكفّر عن الوطء بعد رمى جمرة العقبة بشاة .
ووطء المحرم فيما دون الفرج مع عدم الإنزال عليه شاة ، وإن أنزل عليه بدنة .

والمرأة كالرجل في هذا . وصوم المتمتع إن لم يستطع تقديم الهدى في موضعه ، وجبت عليه كفّارة بصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع بلا خلاف .
وفي الصيد في الحج كفّارة ، لقوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً( المائدة 95 ) ، والمراد بالمماثلة المماثلة في الخلقة ، ففي طائر مثل النعامة تكون الكفّارة بدنة - أي ناقة ، وبقرة في حمار الوحش وشبهه ، وشاة في الظبي أو الأرنب . والاستظلال وتغطية الرأس عليه كفّارة .
وقطع الشجر والحشائش والنبات عموما ، وعلى الشجرة الكبيرة بقرة ، والشجرة الصغيرة شاة ، وفي أبعاضها قيمته . والكذب في الحج ، والجدال ، عليه كفارة شاة . وفي القتل الخطأ كفّارة ، كقوله تعالى :وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ( النساء 92 ) ، والآية من أمهات الأحكام ، وعلى القاتل أن يكفّر عن خطئه سواء كان المقتول ذكرا أو أنثى ، صغيرا أو كبيرا ، وسواء باشر هو القتل ، أو تسبب في قتله بسبب يضمن به النفس ، كأن يكون قد حفر بئرا فتسبب له في القتل ، أو شهد عليه زورا فتسبب في الحكم عليه بالإعدام ؛ وتلزم الشاهدين الكفّارة ، سواء قالا أخطأنا أو تعمّدنا .
ومن قتل في دار الحرب مسلما يعتقده كافرا فعليه كفارة . ولا كفّارة في القتل المباح ، كقتل الحربي ، والباغي ؛ ومن قتل نفسه خطأ لم تجب على أهله الكفّارة عنه في ماله ؛ ومن ضرب امرأة فأجهضها عليه كفّارة ؛ ومن تجهض نفسها عليها كفّارة ؛ ولا كفارة في قتل العمد ، وتجب في شبه العمد .
ويكفّر القاتل بثمن رقبة مؤمنة ، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع فبإطعام ستين مسكينا ، فإن عجز عن كل ذلك تثبت الكفّارة في ذمته .
والصبي ، والمجنون ، والكافر ، إذا قتلوا ، وجبت الكفّارة في أموالهم . وتجب الكفّارة على من يشارك في القتل .

   * * *    

2036 - ( الكفّارة على الحانث في الحلف بالقرآن )

الحالف بحق القرآن تلزمه بكل آية كفّارة يمين ، فإن عجز عن ذلك أجزأته كفّارة واحدة .
   * * *

2037 - ( كفّارة القتل الخطأ صيام شهرين متتابعين )

الكفّارة بالصيام لمن لم يجد مالا يتسع للدية أو غيرها ، كقوله تعالى :وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ( النساء 92 ) ، والصيام للفقير ، وشرطه التتابع ، إلا ما كان لمرض أو غيره ، وصيام الشهرين يجزئ عن الدية وغيرها لمن لم يجد ، وليس لأحد وجب عليه صيام شهرين متتابعين في كتاب اللّه أن يفطر إلا من عذر أو مرض ، أو حيض إذا كانت امرأة ، ويقضى بعد المرض أو الحيض أو السفر ، وقيل لا يسافر ، وإذا قطع عليه الصيام شهر رمضان فإنه يبنى بعد الشهر ، والتتابع فرض لا يسقط إلا لعذر غالب ، والصيام لكفّارة تخفيف من اللّه كقوله :عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ( البقرة 187 ) ، أي خفف عليكم .
   * * *

2038 - ( كفّارة الظهار صيام شهرين متتابعين )

الظهار أن يقول الرجل لامرأته : « أنت علىّ كظهر أمي » ، فذكر اللّه الظهر كناية عن البطن وسترا ، والمعنى أنت علىّ كأمي لا أقربك جماعا ، وهو منكر وزور ، ومن كفّارته الصيام لمن لم يجد ، كقوله تعالى :وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ( 3 ) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً( المجادلة ) .
والتتابع شرط في الصيام ، فإن أفطر في أثناء الشهرين بغير عذر استأنفهما ، وإن أفطر بعذر من سفر أو مرض بنى ولا يطأ امرأته أثناء ذلك ، وإذا وطئها قبل انقضائهما فليس هو الصيام المأمور به فلزمه استئنافه .

   * * *

2039 - ( الصيام كفّارة المحرم يقتل الصيد عمدا )

المحرم يحرم عليه كل فعل من شأنه أن يقتل روحا بأي وسيلة كانت ، وقتل الصيد من محظورات الإحرام ، ومن كفّارته على غير القادر الصوم ؛ كقوله تعالى :لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ( المائدة 95 ) ، والعدل والعدل هما المثل ، وهو الكفّارة لمن لا يقدر على غيرها ، وهو أن يصوم أياما ، يعادل فيها ما تحصّل من الطعام من الصيد ، فيعرف كم رجل شبع من هذا الصيد ، وكم من الطعام يشبع هذا العدد ، ويصوم بقدر هذا العدد ، وأهل العلم لا يرون أن يتجاوز في صيام الجزاء شهرين ، قالوا : لأنها أعلى الكفّارات .
   * * *

2040 - ( الصيام كفّارة الأيمان )

الكفّارة في اليمين المنعقدة ، ومنها صيام ثلاثة أيام لمن لم يجد غير ذلك ، كقوله تعالى :لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ( المائدة 89 ) ، ويمكن أن يكون صيام الأيام الثلاثة متتابعة أو مفرّقة ، لأنه لم ينصّ على تتابعها ، والفقير ليس عليه غير الصوم .
واليمين : في اللغة اليد ، وأطلقت على الحلف ، لأنهم كانوا إذا تحالفوا أخذ كلّ بيمين صاحبه ، واليد اليمنى شأنها حفظ الشيء ، فسمى الحلف بها ، وسمى المحلوف عليه يمينا لتلبسه بها .
والنذور : جمع نذر ، وأصله الإنذار بمعنى التخويف .

   * * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في السبت 25 نوفمبر 2023 - 1:06 عدل 1 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 25 نوفمبر 2023 - 0:40 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب السابع عشر الاثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

2041 - ( الاعتكاف في رمضان )

الاعتكاف في اللغة هو الإقامة على الشيء بالمكان ؛ ولزوم الشيء وحبس النّفس عليه برّا كان أو غيره ، يقال عكف فلان مكان كذا إذا أقام فيه ولم يخرج منه ، كقوله تعالى :ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ( 52 ) ( الأنبياء ) ، أي مقيمون على عبادتها ؛ وقوله :وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً( طه 97 ) ، أي ملازما ؛ وقوله :لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ( طه 91 ) ، أي لا نزال مقيمين على عبادته ؛ وقوله :وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً( الفتح 25 ) ، أي محبوسا موقوفا ، ومنه الاعتكاف في المسجد وهو الاحتباس .
والاعتكاف في الشرع هو الإقامة في المسجد على صفة مخصوصة ، ودليل مشروعيته في القرآن قوله تعالى :طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ( 125 ) ( البقرة ) ، والعاكفون هم « المجاورون » للحرم ، يلازمون فيه العمل بطاعة اللّه مدة اعتكافهم ، ولذا لزمهم الاسم ، واعتكافهم إنما بملازمة طاعة مخصوصة ، وفي وقت مخصوص ، وعلى شرط مخصوص ، وفي موضع مخصوص .
والإجماع على أن الاعتكاف ليس بواجب ، وهو قربة من القرب ، ونافلة من النوافل ، عمل بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه وأزواجه ، 
وقد اعتكف في شهر رمضان في العشرة الأولى ، ثم اعتكف في العشرة الثانية أي الوسطى ، ثم اعتكف في الثالثة في العشرة الأخيرة ، ثم لم يزل يعتكف في هذه الأخيرة .
ومن شروط الاعتكاف : الإيمان ، والعقل ، ونيّة التقرّب إلى اللّه ، لأن الاعتكاف عبادة ، ولا تصحّ العبادة إلا بهذه الأوصاف ، وأن يكون في رمضان ، لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يكن يعتكف إلا فيه ، وعن عائشة أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « لا اعتكاف إلا بصيام » ، والدليل على أنه « بصيام » قوله تعالى :وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ( البقرة 187 ) فذكر اللّه تعالى « الاعتكاف مع الصيام » ، غير أنه ليس من شرطه أن يكون في رمضان ، فالاعتكاف يصحّ لنذر ، ولغيره ، وقيل لذلك إن الاعتكاف ينقسم إلى واجب ومندوب ، و « الاعتكاف الواجب » ما وجب بنذر ، أو عهد ، أو يمين ؛ و « الاعتكاف المندوب » ما يتطوع به بدافع العبادة المقرّبة من اللّه تعالى ؛ والواجب : إذا تعيّن بزمان - كمن ينذر أن يعتكف الأيام البيض من شعبان - فمتى باشر الاعتكاف لا يجوز له العدول عنه ، لا في اليوم الأول ولا الذي يليه ؛ وأما المندوب وهو للتطوّع : فله أن يعدل عنه قبل انقضاء اليومين الأول والثاني ، فإذا انقضيا وجب الثالث حتما. وفي كل الأحوال يجب عليه الصيام.
وفي اعتكاف العشر الأواخر من رمضان : يبدأ المعتكف قبل غروب الشمس من ليلة الحادي والعشرين ، ويصحّ بعد صلاة الصبح من اليوم نفسه ، ويستحب أن يبيت ليلة العيد في معتكفه .
وإن نذر اعتكاف يوم لزمه الدخول فيه قبل فجره ، ولا يخرج إلا بعد غروب شمسه ، ولا يصح الاعتكاف ليلة مفردة ولا بعض ليلة أو بعض يوم ، لأن الصيام شرط في الاعتكاف ، ولا صيام لأقل من يوم .
وإن نذر الاعتكاف شهرا لزمه شهر بالأهلّة ، أو ثلاثون يوما ، ولا يتعيّن المسجد بنذر المعتكف ، إلا أن يكون التعيّن لأحد المساجد الثلاثة : 
المسجد الحرام ، والمسجد النبوي بالمدينة ، والمسجد الأقصى ، وأفضل الثلاثة المسجد الحرام ، ثم المسجد النبوي ، ثم المسجد الأقصى .
ولا يجوز الاعتكاف عموما إلا في مسجد لقوله تعالى :فِي الْمَساجِدِ( البقرة 187 ) ، وقيل المقصود بها أن يكون الاعتكاف في مسجد جامع تجمع فيه الجمعة ، وقيل بل أي مسجد جائز ، لأن الآية تحمل على عمومها على أي مسجد له إمام ومؤذن ، وفي الحديث عن حذيفة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « كل مسجد له مؤذن وإمام فالاعتكاف فيه يصلح » .
وليس للمعتكف أن يخرج من معتكفه إلا لما لا بدّ منه ، ودليل ذلك من السنّة أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كان يدنى رأسه إلى عائشة لترجّله ولا يخرج من المسجد لهذا السبب ، ولا يتركه إلى البيت إلا لحاجة التبرز أو التبول ، والمعتكف إذا فعل ذلك فعليه العودة من فوره بعد زوال الضرورة ، ويبنى على ما مضى من اعتكافه . والمرض البيّن من الضرورة ، وكذلك الحيض عند المرأة .
وقيل في الاعتكاف الواجب : أن المعتكف لا يعود المرضى ، ولا يشهد الجنائز ؛ وقيل في الاعتكاف المندوب أو التطوعى أن يشترط المعتكف وهو ينوى الاعتكاف أن يحضر الجنائز إذا وجبت ، وأن يعود المرضى إذا استلزم الأمر ، والجماعة على القول بأنه لا يكون شرط في الاعتكاف ، وأن المعتكف لا يخرج من اعتكافه إلا لما لا بد منه ، وهو نفسه الذي كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يخرج له .
وإذا كان الاعتكاف في مسجد لا تقام فيه الجمعة ، فعلى المعتكف أن يخرج ليؤديها في المسجد الجامع ويرجع مكانه . وإذا أتى كبيرة فسد اعتكافه ، لأن الكبيرة ضد العبادة ، وترك ما حرّم اللّه أعلى منازل الاعتكاف في العبادة ، وتحرم مباشرة النساء في المساجد ليلا ونهارا ، وحتى اللمس والتقبيل شهوة ، ومن وطأ امرأته ليلا وهو معتكف فعليه كفّارة ، وإن وطأها نهارا فعليه كفّارتان : واحدة للإفطار في شهر رمضان ، والثانية للاعتكاف ، والكفّارة فيها التصدّق بالمال بما يوازى عتق رقبة ( نحو ستمائة جنيها )، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكينا (أو التصدّق بثمن ذلك وأقلّه ستمائة جنيه ).
واعتكاف المرأة جائز في أي مسجد ، وليس لها الاعتكاف في بيتها ، وعليها أن تستأذن أهل بيتها ، وتتحيّض المعتكفة في بيتها ، فإذا طهرت رجعت فأتمت وقضت ما فاتها .
ولا تمنع المستحاضة من الاعتكاف المسجد ، وعليها أن تتحفظ كما ينبغي لئلا تلوّث المسجد ، فإن لم يمكنها خرجت منه .
والمتوفى عنها زوجها وهي معتكفة تخرج لقضاء العدة ، فإذا انقضت عدّتها رجعت وأكملت .

ويحرم على المعتكف الاستمناء ، والبيع والشراء ، والمماراة - أي الجدل والمنازعة ، ولأن الصوم شرط الاعتكاف ، فكل ما يفسد الصوم يفسد الاعتكاف ، فإن كان الاعتكاف واجبا فلا بد من إعادته بنية القضاء إن كان وقته معينا ، وبنية الأداء إن لم يمض الوقت .
   * * *

2042 - ( الاعتكاف في رمضان في المساجد )

الاعتكاف : كما سبق - هو الملازمة ، تقول عكف على الشيء إذا لازمه مقبلا عليه ، والمعتكف في رمضان يلازم العمل بطاعة اللّه مدة اعتكافه ، فلزمه الاسم ؛ وفي الآية :وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ( البقرة 187 ) أن الجماع - كما أسلفنا - وإن كان في الليل يفسد الاعتكاف ، ولا تثريب على المعتكف أن يلامس امرأته الملامسة العادية .
ولا يكون الاعتكاف لذلك إلا في المساجد حتى لا يحدث من ذلك شئ ، وفي الحديث : « كل مسجد له مؤذن وإمام فالاعتكاف فيه يصلح » ، ولا اعتكاف إلا بصيام ، وليس للمعتكف أن يخرج من معتكفه إلا لما لا بدّ منه كالغائط والبول ، ثم يرجع من فوره بعد زوال الضرورة . ومن الضرورة المرض البيّن والحيض .
والاعتكاف ليس بواجب ولكنه سنّة ، وللمعتكف أن يخرج لصلاة الجمعة ، وإذا أتى كبيرة فسد اعتكافه ، لأن الكبيرة ضد العبادة ، كما أن الحدث ضد الطهارة والصلاة ، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه .
والاعتكاف نذر ، وقد ينذر أن يعتكف ولو ساعة ، وقد ينذر أن يعتكف شهرا ، واعتكاف رمضان للعشرة الأواخر ، ويستحب للمعتكف أن يبيت ليلة الفطر في المسجد حتى يغدو منه إلى المصلى .
وظل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يعتكف كل رمضان حتى توفّاه اللّه ، ثم اعتكف أزواجه من بعده ، وقيل كان يعتكف العشر الأواخر ، واعتكف العشر الأواسط ، ونصح بالاعتكاف في العشر الأواخر لالتماس ليلة القدر ، وقال : « فالتمسوها في العشر الأواخر ، والتمسوها في كل وتر » .
وقيل : للمرأة أن تعتكف في بيتها في مصلاها ، غير أن الآية تنصّ على أن الاعتكاف للجنسين في المساجد ، كما في قوله :وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ( البقرة 187 ) ، وأقل الاعتكاف ما يطلق عليه اسم « اللّبث » ، وهو المكث والإقامة ، غير أن اللبث أو المكث أقل من الإقامة ولا يزيد عن عشرة أيام ، تقول : « ما لبث أن فعل كذا » أي ما تأخّر ولا أبطأ وإنما فعله بسرعة . ولا يشترط للاعتكاف القعود في المسجد وملازمته طوال العمر .
وللزوجة أن ترجّل رأس المعتكف ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يصغى رأسه إلى عائشة وهو مجاور في المسجد فترجله مع أنها حائض .
وقيل لا يشترط الصيام للمعتكف ، ولا يشترط للاعتكاف شهر رمضان ، لأن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لمّا لم يعتكف في رمضان ، اعتكف في العشر الأول من شوال ، وأول شوال هو يوم فطر كما هو معروف وصومه حرام ، فكيف اعتكف في شوال ؟ وآية الاعتكاف ( البقرة 187 ) تقصره على رمضان ، والأحاديث تقول إنه لم يعتكف إلا في رمضان .
وللنساء أن يزرن أزواجهن وهم معتكفون ، وزارت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم صفية بنت حيىّ وتحدثت معه ساعة ثم أوصلها إلى باب المسجد . وللمستحاضة أن تعتكف في المسجد مع زوجها ، واعتكفت أم سلمة مع النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وهي مستحاضة ، وله أن يدرأ عن نفسه بالقول ويلحق به الفعل .

   * * *

2043 - ( قضاء الصوم والحج والاعتكاف )

يتوجب القضاء عن كل يوم نفطره من رمضان ، فإن اضطررنا لمرض أو غيره أن نفطر الشهر كله جاز قضاؤه متفرقا ، وأفضل من ذلك قضاؤه متتابعا .
ويجوز قضاء الصوم في أيام عشر ذي الحجة ، ويمكن تأخير القضاء ما لم يدخل رمضان آخر ، أو رمضانات ولم نقض ، فليس أمامنا إلا القضاء ، وإن كان الإفطار لغير عذر يتوجب مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم ؛ ومن دخل في صيام تطوع استحب له إتمامه ، فإن خرج منه فلا قضاء عليه وإنما 
يستحب له القضاء ؛ والمسلم الجاهل الذي لا يدري وجوب الصيام ، إن علم من بعد ، كان عليه قضاء ما فاته ؛ وكذلك من يعلن إسلامه ولم يصم ، فعليه القضاء من بعد إسلامه ، وشأنهما شأن من ترك الصلاة جاهلا بوجوبها . ولا يجب القضاء على من لا يقدر على الصوم لمرض مزمن ، أو شيخوخة .
ويجب القضاء بلا كفّارة على من أكل وشرب ليلة الصيام دون أن يبحث وينظر هل طلع الفجر ، ثم تبين له أنه قد طلع فعلا ؛ ومن ذلك أن يخبره مخبر بدخول الليل فيأكل ويشرب اعتمادا على خبره ثم يتبين له بقاء الليل ؛ وإذا تمضمض لغير الوضوء فسبقه الماء إلى جوفه ؛ وإذا تعمّد القيء ؛ وإذا كان مسافرا وأفطر بدون مراعاة شروط الإفطار في السفر .
وأما من مات وعليه صوم من رمضان أو صيام نذر لم يقضه ، فقد ذكروا أن وليّه يصوم عنه ، للحديث : « من مات وعليه صيام صام عنه وليّه » ، وقال صلى اللّه عليه وسلم لامرأة سألته إن كانت تصوم عن أمها التي ماتت وعليها صوم نذر ؟ فقال : 
« فصومي عن أمك » ، وقيل : لا يصوم أحد عن أحد لقوله تعالى :وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى( الزمر 7 ) ، وقوله :وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى( 39 ) ( النجم ) ، وقوله :وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها( الأنعام 164 ).
وفي الحديث من ذلك : « لا يصلى أحد عن أحد ، ولا يصوم أحد عن أحد ، ولكن يطعم عنه مكان كل يوم مدّا من حنطة » ، والمدّ قدر وجبة من طعام .
وفي قضاء الحجّ عن الميت ، قال صلى اللّه عليه وسلم للمرأة التي سألته إن كانت تحجّ عن أمها ؟ :
« حجّى عنها » . والحجّ الفاسد فيه القضاء .
وقيل ربما قوله : « لا يصوم أحد عن أحد » المقصود به رمضان ، ولكن صوم النذر يجوز قضاؤه عن الميت .
والحامل والمرضع تفطران في رمضان ولا إطعام عليهما ولكنهما تقضيان ، بمنزلة المريض يفطر ويقضي ، وقيل الحامل والمرضع تطعمان وتقضيان . والمعتكف : إذا أفسد اعتكافه وكان تطوعا فلا قضاء عليه ، فإن كان اعتكافه نذرا ، لزمه النذر ، فإن فسد فعليه القضاء ، وإن خرج لعذر وزال العذر ، فعليه أن يستأنف ، وإذا أتى كبيرة فسد اعتكافه وعليه القضاء والكفّارة ، والمباشرة لأهله في الاعتكاف تبطل اعتكافه ، وعليه ما على المواقع أهله في رمضان : القضاء والكفّارة .
والمرأة التي تحيض وهي معتكفة يمكنها أن تتحيض في بيتها ، فإذا طهرت رجعت وأتمت وقضت ما فاتها ولا كفّارة عليها .

   * * *

2044 - ( صيام شعبان )

قيل : كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلا . وقيل : كان يصوم شعبان كله ويصله برمضان ، وقيل : كان تارة يصوم شعبان كله ، وتارة يصوم معظمه لئلا يتوهمون أنه واجب كرمضان . وقيل : كان يصوم من أوله تارة ، ومن آخره أخرى .
وقيل : كان يصوم ثلاثة أيام 
من كل شهر ، فأحيانا ينشغل في السفر فلا يصومها فيقضيها في شعبان . وشعبان عنده أفضل شهر بعد رمضان .
وذلك كله من سماحة الدين وتيسيره على الناس ، فعلى أي وجه أردت الصوم في شعبان فصم .

   * * *

2045 - ( لا صوم يوم عرفة في عرفة )

كان صوم يوم عرفة معروفا عند العرب ومعتادا لهم في الحضر قبل الإسلام ، ومن جزم منهم في الإسلام بأنه صائم استند إلى ما ألفه من العبادة ، والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم لم يصم يوم عرفة ، وقال بعضهم : إن السبب أنه كان في سفر ، وقد عرف نهى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن صوم الفرض في السفر فضلا عن النفل .
وقيل : إن الفطر يوم عرفة يكون بعرفة ، وأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة ، ويستحب فطره ليتقوّى به الحاج على الذكر ولا يضعف عن الدعاء المطلوبين يوم عرفة .
وقيل : إنما أفطر لموافقته يوم جمعة وقد نهى عن إفراده بالصوم .
وقيل : إنما كره صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف لاجتماعهم فيه ، ثم إن يوم عرفة ، ويوم النحر ، وأيام منى من أعياد أهل الإسلام .

   * * *

2046 - ( لا صوم يومى الفطر والنحر )

نهى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن صوم يومى الفطر والنحر ، والعلّة في وجوب فطر يوم الفطر هو فصله عن الصوم ، وإظهار تمامه وحدّه بفطر ما بعد الصوم .
وأما يوم النحر فعلّة فطره النّسك المتقرّب بذبحه ليؤكل منه ، فلو شرع صومه لم يكن لمشروعية الذبح فيه معنى ، فعبّر عن علّة التحريم بالأكل من النسك ، لأنه يستلزم النحر والمراد بالنسك الذبيحة المتقرّب بها ، ولمثل ذلك تعيّن السلام للفصل ختاما للصلاة ، فكذلك الفطر تعيّن للفصل من الصوم .
وفي كل الأحوال يحرّم صوم يومي العيد هذين : الفطر والنحر ، سواء للنذر ، أو للكفارة ، أو للتطوع ، أو للتمتع ، أو للقضاء . وقيل : لا صوم في يومين : الفطر ، والأضحى ( يوم النحر ) .

   * * *

2047 - ( الفطر يوم عيد )

المسلمون على الصيام لرؤية هلال رمضان ، والإفطار لرؤية هلال شوال ، فإذا رأوه آخر يوم من رمضان غدوا إلى مصلاهم ، ولا تصلّى صلاة العيد في غير يوم العيد ، ولا تقضى ، وفي الآية :وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ( البقرة 185 ) ، يكبّرونه ليلة الفطر ويحمّدونه ، وشبهها ليلة النحر ، وحقّ على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبّروا لرؤيته إلى انقضاء الخطبة ، ثم يعودون وقت خروج الإمام ويكبّرون بتكبيره ، فإذا انقضت الصلاة انقضى العيد ، وإن خرجوا قبل طلوع الشمس فلا يكبّرون في طريقهم ولا جلوسهم حتى تطلع الشمس ، وإن غدوا بعد الطلوع فليكبّروا في طريقهم إلى المصلّى ، وإذا جلسوا حتى يخرج الإمام .
وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يكبّر يوم الفطر أشد منه في الأضحى ، وكان يكبّر يوم الفطر في حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى ، والناس يكبرون جماعات وفرادى ، ولا يزالون يكبرون ويظهرون التكبير حتى يغدوا إلى المصلى ، وحين يخرج الإمام إلى الصلاة .
ولفظ التكبير : اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر ، ثلاثا ، وقد يكبرون ويهللون ويسبّحون أثناء التكبير ، وقد يقولون : اللّه أكبر كبيرا ، والحمد للّه كثيرا ، وسبحان اللّه بكرة وأصيلا .
وقال بعضهم : اللّه أكبر اللّه أكبر ، لا إله إلا اللّه ، واللّه أكبر وللّه الحمد ، اللّه أكبر على ما هدانا .

   * * *

2048 - ( صيام أيام التشريق )

رخّص رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم للمتمتّع إذا لم يجد الهدى أن يصوم أيام التشريق ، كقوله تعالى :فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ( البقرة 196 ) ، وقوله تعالى « في الحج » : يعمّ ما قبل يوم النحر وما بعده فتدخل أيام التشريق ، واستدل من الآية على أنها ثلاثة أيام غير يوم الأضحى .
* * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب ثانيا الطعام والشراب من 2049 إلى 2083 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات أولا الوضوء والاغتسال من 1794 إلى 1825 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى