اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

24112023

مُساهمة 

الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2  د. عبد المنعم الحفني

عاشرا - السجود والمساجد والقبلة 

1921 - ( سجود الصلاة وسجود التعظيم )

السجود من شعائر الصلاة ، وسجود الملائكة لآدم هو سجود تعظيم كقوله تعالى :فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ( 29 ) ( الحجر ) ، وفي الوقوع توضيع الواقع ، وتشريف لمن وقع له ، ولقد سجد الملائكة :إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ( 11 ) ( الأعراف ) ، لأنه استكبر وتنازعته الغيرة والحسد ، ولم يكن ذلك حال الملائكة كما جاء في وصفهم :إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ( 206 ) ( الأعراف ) ، وقوله يسبحونه : أي يعظّمونه وينزّهونه عن كل سوء ، وله يسجدون : يعنى يصلون ويذلّون طاعة وولاء ، وفي القرآن من ذلك النوع من السجود للتعظيم نحو من خمس عشرة سجدة ، أولها خاتمة الأعراف السابقة ، وآخرها خاتمة العلق ، وقد يزاد عليها سجدة سورة الحجر :وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ( 98 ) ، فيكون عدد السجدات ست عشرة ، وهي في سور : الأعراف ، والرعد ، والنحل ، والحجر ، والإسراء وبني إسرائيل ، ومريم ، والحج ، والفرقان ، والنمل ، والسجدة ، وص ، وحم تنزيل ، والنجم ، والعلق .
وسجود التلاوة ليس بواجب ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يحافظ عليه ، ومواظبته تدل على الاستحباب ، ويحتاج إلى ما تحتاج إليه الصلاة من طهارة حدث ونجس ، ونية ، واستقبال قبلة ، ووقت .
وقيل كان عمر يسجد على غير طهارة ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إذا سجد كبّر ، وإذا رفع كبّر ، ولا سلام لسجود التلاوة أو سجود التعظيم ، والتكبير في أوله للإحرام للسجود فحسب .

والسجود من هذا النوع في سائر الأوقات مطلقا ، لأنها صلاة لسبب ، وإذا سجد يقول : « اللهم احفظ عنى بها وزرا ، واكتب لي بها أجرا ، واجعلها لي عندك ذخرا » .
وإذا قرأها في صلاة نافلة سجد إن كان منفردا ، أو في جماعة يأمن التخليط فيها ، فإن لم يأمن ذلك في جماعة قيل لا يسجد .
وفي الفريضة سواء كانت صلاة سرّ أو جهر ، ولا يمنع منها الفرادى ولا الجماعة طالما يؤمن فيها التخليط . وفي السجود في الحضر يستقبل المصلى القبلة ، فإن كان راكبا فلا عليه حيثما كان وجهه .

   * * *

1922 - ( ما خلق اللّه من شئ إلا ويسجد لله )

سجود الأشياء : هو انقيادها ، وفي الآية :أَ وَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ( 48 ) ( النحل ) ، أن كل ما له ظل يسجد له تعالى ؛ وقوله عن اليمين والشمائل أن ظله يتحرك مع حركة الشمس ، ودوران الشمس نفسها هو سجودها ، وكل سجود للّه من الأشياء يعنى انصياعها ، وأن تكون في عملها على أسبابه تعالى لا تخرج عنها .
   * * *    

1923 - ( السجود على سبعة أعظم )

شرط السجود في الصلاة : أن يكون على سبعة أعظم : اليدين ، والرجلين ، والركبتين ، والجبهة .
* * * 

1924 - ( السجود للّه طوعا وكرها )

السجود للّه يكون طوعا ، فما شأن السجود كرها ؟ يقول تعالى :وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ( 15 ) ( الرعد ) ، ولا أحد يكره كافرا على السجود للّه تعالى ؛ والإسلام لا يدخله المؤمن إلا رغبة ، وأما السجود رهبة السيف فليس إيمانا ؛ غير أن بعض من يؤمن باللّه قد يكون من العصاة الذين يكسلون عن الصلاة ، أو لا يرونها ضرورية ، فإذا قاموا إليها قاموا رياء الناس ، وهؤلاء سجودهم كرها ، لأن التزام التكليف مشقة ، والآية إذن مخصوص بها هذان النوعان من المؤمنين ؛ غير أن الآية يمكن أن تكون كذلك على التعميم ، فكلا المؤمن والكافر يسجد من حيث أنه مخلوق ، ويسجد دلالة وحاجة إلى الصانع ، فتصدق عليهما الآية :وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ( 44 ) ( الإسراء ) ، وهو تسبيح دلالة لا تسبيح عبادة . وحتى ظلالهم تسجد مع سجودهم كلما سجدوا من أول النهار حتى آخره ، كقوله تعالى :أَ وَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ( 48 ) ( النحل ) .
وسجود الظلال هو ميلها من جانب إلى جانب مع ميل أصحاب الظلال .

   * * *

1925 - ( سجود الصلاة )

جاء عن السجود في القرآن 63 مرة ، وهو فرض وسنة ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إذا سجد مكّن جبهته وأنفه من الأرض ، ونحّى يديه عن جنبيه ، ووضع كفّيه حذو منكبيه ، وفي الحديث : « اعتدلوا في السجود ، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب » ، وقال : « إذا سجدت فضع كفّيك وارفع مرفقيك » .
وعن ميمونة زوجة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالت : كان رسول اللّه إذا سجد خوّى بيديه - يعنى جنح حتى يرى وضح إبطيه من ورائه ، والصحيح أن تقول :

خوّى بين يديه ، وقالت : وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى . أخرجه مسلم . ويجزئ السجود على الجبهة دون الأنف ، والصحيح وضع الجبهة والأنف .
   * * *

1926 - ( سجود النجم والشجر )

في الآية :وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ( 6 ) ( الرحمن ) ، قيل : النجم ليس ما نعرف من النجوم ، ولكنه فصيلة نباتية ليست لها سوق ، وعلى ذلك يكون السجود للنبات والشجر ؛ أو أن النجم هو ما نعرف مما يكون في السماء يزيّنها ؛ وقيل : سجود الشجر : انبساط ظله ، وسجود النجم : انطفاؤه وأفوله ؛ وقيل : سجود الشجر : أن يتيسر قطف ثمارها ؛ وسجود الإنسان أو الجان بالاختيار ، بينما سجود الأشياء بالتسخير ، كقوله تعالى :وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً( 15 ) ( الرعد ) ، وقوله :وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ( 49 ) ( النحل ) ، والفرق بين الآيتين أن الأولى فيها « من » وهي لكل ما هو عاقل كالإنس والجن والملائكة ، والثانية فيها « ما » لكل ما هو ليس بعاقل كالجماد والنبات والطير والحيوان ؛ والسجود لمن يعقل عمل اختياري ، ولمن لا يعقل سخرة ، وهي مسخّرة ، وسجودها هو أن تفعل المنوط بها ، وأن تأتى ما هي مخلوقة له ، وبلغة العصر فإنها « مبرمجة » كما في الغرائز ، فكيف يطير العصفور ، أو تلد القطة ؟
فهي لا تفعل ما تفعل إلا لأنها مبرمجة ، وبلغة القرآن هو التسخير ، وسجود النجم والشجر من ذلك ، وإن من شئ في الأرض ولا في السماء إلا وبحسبان وغاية ، وهو يفعل هذه الغاية بتلقائية وعفوية وغريزية ، وهذا هو سجوده .

   * * *

1927 - ( سورة النجم أول آية فيها سجدة التلاوة )

في الآية :فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا( 62 ) ( النجم ) المراد بالسجود سجود تلاوة القرآن ، وقد سجد النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في هذه الآية وسجد معه المشركون . وكان ابن عمر لا يراها من عزائم السجود .
وقيل سجود التلاوة في عشرة مواضع ، وهي متوالية ، إلا ثانية الحج ، والانشقاق ، وص ، وما في المفصّل ؛ وقيل الجميع مشروع ولكن العزائم هي : الأعراف ، وسبحان ، وثلاث المفصّل ؛ وقيل : ألم تنزيل ، وحم تنزيل ، والنجم ، واقرأ ؛ وقيل : يشرع السجود عند كل لفظ وقع فيه الأمر بالسجود أو الحث عليه والثناء على فاعله ، أو سيق مساق المدح ، وهذا يبلغ عددا كثيرا . وقيل : سجد أهل مكة في النجم إلا رجلين من قريش أرادا بذلك الشهرة .
وسورة النجم أول سورة أنزلت فيها سجدة ، واستشكل بأن :اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ( سورة العلق ) أول السور نزولا ، وفيها أيضا سجدة ، في قوله :كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ( العلق 19 ) فهي سابقة على النجم ، وأجيب بأن السجدة وردت في أواخرها ، والنجم أول سورة استعلن بها رسول اللّه السجود في التلاوة .
وفي سورة ص قال تعالى :وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ( 24 ) ( ص ) ، والركوع ينوب عن السجود ، فهذه سجدة أخرى ؛ وسجدة الانشقاق في قوله تعالى :إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ( 1 ) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ( 2 ) ( الانشقاق ) وسجد عندها النبىّ صلى اللّه عليه وسلم . والسجدة على من استمعها ، ولا يسجد إلا أن 
ويستقبل القبلة إلا إن كان راكبا ، وكانوا لا يسجدون لسجود القاص ، ولم يسجد عمر ، ولا إثم على من لم يسجد .
   * * *

1928 - ( سجود الشكر )

يستحب سجود الشكر عند تجدد النّقم وزوال النّعم ، ويشترط له الطهارتان من الحدث والنجس ، وستر العورة ، واستقبال القبلة ، والنيّة . ولا يسجد للشكر في الصلاة .
   * * *

1929 - ( سجود السهو )

لا يشرع السجود للمصلى لشئ تركه عامدا ، والسجود كله قبل السلام ، إلا إذا سلّم من نقص في صلاته ، أو تحرّى الإمام فبنى على غالب ظنه ، وما عداهما يسجد له قبل السلام ، مثل المنفرد إذا شك في صلاته في موضع جلوس ، أو جلس في موضع قيام ، أو جهر في موضع تخافت ، أو خافت في موضع جهر ، أو صلى خمسا .
ومن ترك ركنا ثم ذكره ولم يعلم موضعه بنى الأمر على أسوأ الأحوال ، كأن ينسى سجدة فلا يعلم أمن الركعة الرابعة أو التي قبلها ، فإن جعلها من الركعة الثالثة فتلزمه الركعة كلها ، وإن جعلها من الرابعة أجزأته سجدة واحدة ، وإن لم يعلم إن كان ما نسيه من الركوع أو من السجود جعله ركوعا ليلزمه الإتيان به وبما بعده ، ولو ترك سجدة من الأول فذكرها في التشهّد الأخير أتى بركعة وأجزأته ، وإذا سلّم وقد بقي عليه شئ من صلاته سجد سجدتي السهو ثم تشهّد وسلّم ، ومن سجد للسهو فإنه يكبّر للسجود والرفع منه ، وإن شكّ في ترك ركن فحكمه حكم من لم يأت به ، وإن شكّ في زيادة فلا سجود عليه ، وإن سها سهوين في الصلاة الواحدة فيكفيه سجدتان ، وينبّه الإمام إذا سها بالتسبيح إن كان المأمومون رجالا ، فإن كانوا نساء صفّقن ببطن الكف على ظهر اليد الأخرى ؛ وعلى الإمام أن يستجيب للتنبيه ، ويقال في سجود السهو ما يقال في سجود الصلاة عموما .

   * * *

1930 - ( سجود التلاوة )

سجود التلاوة : سنّة مؤكدة ، ويكون السجود لتالى القرآن وللذي يسمعه قصدا ، ولا يستحب لمن يسمعه غير قاصد أن يسجد ، ويشترط فيمن يتلو القرآن أن يكون ممن يصلح له إماما ، فإن كان طبيبا أو امرأة فلا يسجد ، وإن قرأ الأمّى سجدة فعلى المستمع المنصت أن يسجد معه ، فإن كان التالي في صلاة والمستمع في غير صلاة ، سجد معه ، فإن كان في صلاة أخرى لم يسجد معه ، ولا ينبغي له أن يستمع بل يشتغل بصلاته ، ولا يسجد إذا فرغ من الصلاة ؛ ويشترط لسجود التلاوة : الطهارة من الحدث والنجس ، وستر العورة ، واستقبال القبلة ، والنيّة ؛ وإن سمع السجدة وهو غير طاهر لم يلزمه السجود ، ولا أن يتيمم أو يتوضأ .
ومواضع السجود في المشهور أربع عشرة سجدة ، أو خمس عشرة ، منها : 
سجدة سورة ص ، عند قوله تعالى :وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ( 24 ) ؛ وسجدة سورة الرعد عند قوله تعالى :وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ( 15 ) ؛ وسجدة سورة النحل عند قوله تعالى :وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ( 49 ) ؛ وسجدة سورة الإسراء عند قوله تعالى :قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً ( 107 ) وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا ( 108 ) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً( 109 ) ؛ وسجدة سورة مريم عند قوله تعالى :إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا( 58 ) ؛ وسجدة سورة الحج عند قوله تعالى :أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ( 18 ) ، وعند قوله :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( 77 ) ؛ وسجدة سورة الفرقان عند قوله تعالى :وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَ نَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً( 60 ) ؛ وسجدة سورة النمل عند قوله تعالى :أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ( 25 ) ، وسجدة سورة السجدة عند قوله تعالى :إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ( 15 ) ؛ وسجدة سورة فصّلت عند قوله تعالى :وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ( 37 ) ؛ وسجدة سورة النجم عند قوله تعالى :فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا( 62 ) ؛ وسجدة سورة الانشقاق عند قوله تعالى :وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ( 21 ) ؛ وسجدة سورة العلق عند قوله تعالى :كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ( 19 ) .
ومن سجد للتلاوة فعليه التكبير للسجود والرفع ، سواء كان في صلاة أو في غيرها ، ويقول في سجوده « سبحان ربّى الأعلى » ،و «سجد وجهي للذي خلقه وصوّره، وشقّ سمعه وبصره بحوله وقوته » كما كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يقول برواية عائشة.
وإن كان في سفر جاز أن يومئ بالسجود حيثما كان وجهه كصلاة النافلة ، وإن كان ماشيا يومئ أو يسجد على الأرض .

   * * *    

1931 - ( المسجد )

المسجد : هو كل موضع يمكن أن يعبد اللّه فيه ويسجد له ، والجمع مساجد ، ويقابله عند اليهود : الكنيس ، وعند النصارى : الكنيسة ، وهما كنوشتا في الآرامية ، ومعناها مكان الاجتماع والمجمع ، والجمع كنائس .
وفي الإسلام فإن البقعة إذا عينت للصلاة بالقول خرجت عن جملة الأملاك المختصة بصاحبها وصارت عامة لجميع المسلمين ، وحكمها حكم سائر المساجد العامة وتخرج عن اختصاص الأملاك .
وفي الحديث : « جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا » ، يعنى كل الأرض مسجد يصلّى فيها طالما هي طاهرة .
والمسجد تتكرر في القرآن 22 مرة ، والجمع مساجد وتتكرر 6 مرات .

   * * *

1932 - ( الإذن ببناء المساجد )

في قوله تعالى :فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ( 36 ) ( النور ) ، الإذن : هو الأمر والقضاء ، وحقيقته العلم والتمكين والإنفاذ ؛ والرفع : هو البناء والعلو والتعظيم ؛ والبيوت : هي المساجد ، وفي الحديث قوله صلى اللّه عليه وسلم : « من بنى مسجدا من ماله بنى اللّه له بيتا في الجنة » ، وقوله : « من أحب القرآن فليحبّ المساجد فإنها أفنية اللّه ، وأبنيته أذن اللّه في رفعها وبارك فيها ؛ ميمونة ميمون أهلها ، محفوظة محفوظ أهلها ، هم في صلاتهم واللّه عزّ وجلّ في حوائجهم ، وهم في مساجدهم واللّه من ورائهم » .
وكل المساجد سواء ، وتصان عن البيع والشراء ، والأصل ألا يعمل فيها غير الصلوات والأذكار وقراءة القرآن ، وفي الحديث : « إنما بنيت المساجد لما بنيت له » ، وفيه أيضا « إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين » .

   * * *

1933 - ( مسجد الضرار ومسجد التقوى )

في الآية :وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً( التوبة 107 ) ، أي يكون به الضرر لأهل المسجد . وكان « مسجد الضرار » هذا مجاورا لمسجد قباء في المدينة زمن الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، بناه اثنا عشر من بنى غنم بن عوف ، كفرا منهم بسبب نفاقهم ، وإضرارا بالمسلمين لأنهم به يحققون مأرب أبى عامر الراهب : أن يحارب الدعوة والرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وأن يفرّق المسلمين ويشتتهم بين الصلاة فيه ، وبين الصلاة في « مسجد قباء » و « مسجد المدينة » .
وكان بناء هذا المسجد انتظارا لمجيء ابن عامر هذا ليصلى فيه ، فيدلّس على المسلمين ويخدعهم عن حقيقته كنصرانى عتيد ، غير مؤمن بالإسلام ، مع أن ابنه حنظلة كان مؤمنا واستشهد في 
أحد لمّا دعا الداعي إلى الجهاد ، وكان قد خرج جنبا ، فأخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن الملائكة غسّلته ، فاشتهر باسم « حنظلة غسيل الملائكة » .
وفي الحديث عن الضرر والضرار : « لا ضرر ولا ضرار . من ضار ضار اللّه به ، ومن شاقّ شاقّ اللّه عليه » أخرجه الدارقطني .
والفرق بين الضرر والضرار : هو أن الضرر : الذي لك به منفعة وعلى جارك فيه مضرة ؛ والضرار : الذي ليس لك فيه منفعة وعلى جارك فيه المضرة .
وفي مسجد الضرار يقول اللّه تعالى :وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً( التوبة ) ، يعنى يقصد به المضرّة وغير اللّه ، فلا تقام فيه صلاة في وقت من الأوقات ، ولا في حين من الأحيان ، ونقيضه « مسجد التقوى » ، أي المؤسس على التقوى منذ البداية ، وهو الأحق أن يصلّى فيه المطهّرون ، ومثله « مسجد قباء » ، وهو أسبق زمنا من « مسجد الرسول » صلى اللّه عليه وسلم ، لأنه أسس في المدينة منذ اليوم الأول لوصول النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إليها .
وفي ذلك قال أبو هريرة : نزلت في مسجد أهل قباء هذه الآية :فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ( 108 ) ( التوبة ) ، كانوا يتوضئون للصلاة ، ويغتسلون من الجنابة ، وإذا خرجوا من الغائط يستنجون بالماء ، فذلك هو التطهّر من القذارات والنجاسات المادية ، على أن هناك مستقذرات روحية أو نفسية كانوا يتطهّرون منها ولا يأتونها : كالكذب والنميمة والشحّ ، والبغض ، والتحاسد ، وسلاطة اللسان إلخ ، وذلك التطهّر هو ما أحبه اللّه فيهم . ونقيض ذلك أهل « مسجد الضرار » أو « مسجد النفاق » ، يقول تعالى مقارنا بينهما :أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( 109 ) لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ( 110 ) ( التوبة ) ، والمقارنة استفهام إنكاري على سبيل التشبيه ، والمعنى ، أن التأسيس على التقوى ليس كالتأسيس على الجرف المصدّع ، فينهار في نار جهنم .
والتمثيل لعمل أهل الإخلاص وعمل أهل النفاق ، والأخيرون لا يزال بنيانهم ريبة في قلوبهم ، يحسبون أنهم كانوا على الحق ، وأن مسجدهم هدم وحرق ظلما ، فلا يبارحهم الغيظ والحنق إلا أن تتصدع قلوبهم فيموتوا .
وقيل : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لمّا نزلت هذه الآيات ، كان لا يمر بالطريق التي فيها بقايا المسجد ، وأنه أمر أن تتخذ مكانه كناسة ، أي مقلب زبالة ، تلقى فيها الجيف والأقذار والقمامات .

   * * *

1934 - ( أربعة مساجد لم يبنهن إلا نبىّ )

عن عبد اللّه بن بريدة في قوله تعالى :فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ( 36 ) ( النور ) قال : إنما هي أربعة مساجد لم يبنهن إلا نبىّ : الكعبة - بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ؛ وبيت المقدس - بناه داود وسليمان عليهما السلام ؛ ومسجد المدينة ، ومسجد قباء - أسّسا على التقوى ، وبناهما الرسول صلى اللّه عليه وسلم .
وفي الحديث : « لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاث مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، والمسجد الأقصى » ، والمراد النهى عن السفر إلى غيرها .
والمسجد الأقصى سمّى كذلك لبعده عن المسجد الحرام في المسافة ، وقيل في الزمان ؛ وقيل : هو أقصى لأنه بعيد عن مسجد المدينة .
وفي الحديث : 
« صلاة في مسجدى هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام » ، والاستثناء أنه مساو لمسجد المدينة ، أو فاضلا ، أو مفضولا ، والأخير أصحّ ، فلا شئ يفضل المسجد الحرام .
ومسجد قباء في عوالي المدينة ، وسمى باسم بئر هناك ، وهو مسجد بنى عمرو بن عوف ( وهؤلاء غير بنى غنم بن عوف الذين بنوا مسجد الضرار ) ، وكان أول مسجد أسّسه الرسول صلى اللّه عليه وسلم .
   * * *

1935 - ( هل يقال مسجد فلان ؟ )

يجوز إضافة المساجد إلى بانيها ، ويلتحق به جواز إضافة أعمال البرّ إلى أربابها ، وكان بالمدينة مسجد يقال له مسجد بنى زريق بناه بنو زريق ، ولا تعارض بين ذلك والآية :وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً( 18 ) ( الجن ) ، لأن الآية تعنى أن المساجد سواء نسبت لهذا أو لذاك ، هي أولا وأخيرا للّه وللدعوة إليه ، وكان المسجد الذي بناه الرسول صلى اللّه عليه وسلم ينسب إليه ، كقوله : « صلاة في مسجدى هذا خير من ألف صلاة فيما سواه » ، ونسبة المسجد له صلى اللّه عليه وسلم أو لغيره تعريفا ، ونسبتها للّه تعالى ملكا وتشريفا .
   * * *

1936 - ( من بنى مسجدا للّه )

كان بناء عثمان للمسجد النبوي سنة ثلاثين تقريبا ، وقيل في آخر سنة من خلافته ؛ وفي الحديث : « من بنى مسجدا يبتغى به وجه اللّه ، بنى اللّه له مثله في الجنة » أخرجه البخاري .
ويقال « مسجد » لكل موضع بنى محاطا إلى جهة القبلة مهما صغر ، ولو كان كمفحص قطاة ، والقطاة طائر كالحمام إذا أرادت أن تبيض حفرت حفرة فهذا هو المفحص .
وعثمان لم يبن المسجد إنشاء ولكنه وسّعه وحسّنه ، وكانوا لا يريدون منه ذلك ، وأحبوا أن يدعوه على هيئته ، وبناه عثمان بالحجارة المنقوشة وزخرفه . وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قد استعمل النجّارين والصنّاع في بناء هذا المسجد ، وعمل له غلام النجّار منبرا ، وكان الصحابة يحملون الطوب اللبن مع عمّار لإتمام البناء .
وأمر عمر بترميم المسجد بحيث يصون الناس من المطر ، ونهى عن الزخرفة ، وأن يتباهى الناس ببناء المساجد ثم لا يعمرونها ، ومثل ذلك 
فعله النبىّ صلى اللّه عليه وسلم مع الثوب الذي أهداه له أبو جهم من أجل الخطوط الزخرفية فيه ، فخشى أن تلهيه زخارفها عن الصلاة فأعاد الثوب لصاحبه ؛ وكذلك عمر خشي أن تلهى الزخارف في المسجد المسلمين عن الصلاة .
وللرسول صلى اللّه عليه وسلم حديث يقول : « يأتي على أمتي زمان يتباهون بالمساجد ثم لا يعمرونها إلا قليلا » أخرجه أبو داود ، والعمارة : المراد بها الصلاة وذكر اللّه ، وليس البنيان .
وفي شرح ابن عباس قال : لتزخرفنّها كما زخرفت اليهود والنصارى » ، والزخرفة الزينة ، وأصل الزخرف الذهب ، ولم تزخرف اليهود والنصارى معابدهم إلا حين حرّفوا كتبهم وبدّلوها ، فتركوا المعاني واهتموا بالمبانى .
وكان المسجد على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مبنيا باللبن ، وسقفه الجريد ، وعمده خشب النخل .

   * * *

1937 - ( الأرض مسجد المسلمين )

في الصحيح عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا » ؛ وقال : « جعلت لي الأرض مسجدا وترابها طهورا ، أينما أدركتني الصلاة صلّيت » .
وفي الآية :وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ( 18 ) ( الجن ) أراد بالمساجد كل البقاع ، والأرض عموما ، فكلها جعلت مسجدا للمسلمين . وشرط مكان المصلّى : أن لا يكون نجسا ، وغير مغصوب . ويجوز الصلاة في البيع والكنائس .
وللمرأة أن تصلى في المسجد بحذاء الرجل من محارمها أو خلف الرجال .
وتجوز الصلاة في المسجد وفي غير المسجد على سجادة ، وأي شئ يجوز السجود عليه طالما كان طاهرا .

   * * *

1938 - ( المساجد في البيوت )

كان للبراء بن عازب مسجد في داره ، وكثيرون غيره كانت لهم مساجدهم في دورهم ، وقد طلب عتبان بن مالك - وكان ضعيف البصر ويخشى المطر - من الرسول صلى اللّه عليه وسلم : أن يصلى في داره تبركا ، لتكون داره - حيث صلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم - مسجدا .
وكان أول مسجد يقام في الدور هو مسجد أبى بكر الصدّيق في مكة .
 * * * 

1939 - ( لا تتخذوا قبور الأولياء مساجد )

الحديث : « قاتل اللّه اليهود ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » - ويشمل ذلك قبور الأولياء ، فيه ذمّ من يفعل فعل اليهود ، ويحذّر الحديث مما صنعوا .
وفي مصر يعظّم يهود إسرائيل قبر أبى حصيرة في دمتيوة ، ويزورونه تبركا كل عام ، وكان أبو حصيرة من أوليائهم ، والغريب أن الحكومة والأهالي لم يمنعا ذلك ولم يزيلا القبر ! وإنا لندعو اللّه أن يفصل 
أولوا الأمر في مصر بين قبور أهل البيت والأولياء وبين المساجد المسماة باسمهم فصلا تاما ، وحسبنا اللّه .
   * * *

1940 - ( صلاة تحية المسجد )

في الحديث : « إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس » ، وركعتا المسجد يقال لهما صلاة تحية المسجد ، ويمكن أن تتأدى بأقل من ركعتين ، والأمر للندب .
ولمّا دخل أحدهم المسجد ورآه الرسول صلى اللّه عليه وسلم لم يركعهما ، سأله : « أركعت ركعتين » ؟ قال : لا .

قال : « قم فاركعهما » ، فسنّ الرسول صلى اللّه عليه وسلم لمن يدخل المسجد أن لا يجلس حتى يصلّى هاتين الركعتين قبل جلوسه ، فإذا جلس قبل الصلاة سنّ له أن يقوم فيصلّى .
   * * *

1941 - ( البيت مثابة للناس وأمن )

بيت المقدس والبيت الحرام مسجدان ، إلا أن البيت الحرام يحج إليه ، وبيت المقدس لا يحج إليه ، والمكان الوحيد الذي يتوجه إليه الناس في صلواتهم أينما كانوا في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب من العالم هو المسجد الحرام ، كقوله تعالى :فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ( 144 ) ( البقرة ) .
وفي قوله :وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً( 97 ) ( البقرة ) تأكيد للأمر باستقبال الكعبة ، فمن استعاذ بالحرم أمن وثاب ، كقوله :وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً( 97 ) ( آل عمران ) ، والمثابة : هي المعاودة إليه المرة تلو الأخرى ، أو أن المثابة من الثواب ، أي يثابون بالصلاة فيه ؛ والأمن فيه : أن لا يلحق من يدخله ضرر أو مظلمة ، كقوله :جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرامَ( 97 ) ( المائدة ) ،
وجعلها : أي خلقها ؛ وقياما للناس : أي صلاحا ومعاشا ، لأمن الناس بها ، فعظّم اللّه في قلوبهم البيت الحرام ، وأوقع في نفوسهم هيبته ، وعظّم حرمته ، فمن يلجأ إليه يعصم به ، ومن يضطهد كان به محميا ، كقوله :أَ وَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ( 76 ) ( العنكبوت ) ،
فلما كان البيت قد لا يدركه كل مظلوم ، ولا يدركه كل خائف ، جعل الشهر الحرام ملجأ آخر .

   * * *

1942 - ( حكم المساجد كلها هو حكم البيت الحرام )

الأمر للمؤمنين أن يطهّروا مساجدهم ، كقوله تعالى :وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ( 125 ) ( البقرة ) ، والطائفون : الذين يطوفون بالبيت ؛ والعاكفون : الملازمون للبيت ؛ والركّع السجود : المصلّون يفعلون الركوع والسجود .
وتطهير البيت فيه معنى تطهير كل بيوت تتّخذ مصلّى ، وحكمها حكمه في التطهير والنظافة ، وإنما خصّ الكعبة بالذكر لأنه لم يكن غيرها ، ولكونها الأكثر حرمة : 
وفي الحديث : « إن المسجد لينزوى من النجاسة كما ينزوى الجلد من النار » ، وقال صلى اللّه عليه وسلم : « من أخرج أذى من المسجد بنى اللّه له بيتا في الجنة » .
وعن عائشة قالت : أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن نتخذ المساجد في الدور ، وأن تطهّر من كل قذر ووسخ ، وتنزّه عن الروائح الكريهة ، وتطيّب ، ويمنع فيها كلام الناس . وفي القياس : أن كل من يتأذّى منه جيرانه في المسجد ، كأن يكون سفيها أو ذا رائحة قبيحة لسوء صناعته ، أو لعاهة مؤذية ، وكذلك كل من يتأذّى به المصلون في المسجد ، فلهم إخراجه من سكنه أو محله ؛ ومثله من يعرف عنه الكذب والتقوّل بالباطل ، فإن ذلك يؤذى ، ويكره منه لذلك التردد على المساجد ، لأنه لن يتحدث أو ينقل عنها إلا العورات والمعايب . والسؤال الآن : فهل تزيّن المساجد وتنقش ؟

والجواب : أن عمر بن العزيز نقش المسجد النبوي وبالغ في عمارته وتزيينه ، وأن الوليد بن عبد الملك أنفق في عمارة مسجد دمشق وتزيينه مثل خراج الشام ثلاث مرات . وكذلك فعل النبىّ سليمان عندما بنى بيت المقدس ، وقد فطر الناس على حبّ الجمال وطلبه .
   * * *

1943 - ( التزيّن للصلاة في المساجد )

لم يكن الناس في الجاهلية يتزينون للطواف ، وكانوا على البدعة فطوافهم إما عرايا ، أو في غير ثيابهم ، أو في ثياب مهنتهم ، فنزلت الآية :يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ( 31 ) ( الأعراف ) ، والخطاب فيها عام ، ولجميع العالم ، وإن كان كما قيل قد قصد به العرب الذين كانوا يطوفون بالبيت عرايا ، لكن العبرة للعموم لا للسبب ، والطواف لا يكون إلا في بيت واحد هو البيت الحرام ، لكن الآية تتحدث عن مسجد ، والذي يعم كل مسجد هو الصلاة ، وعن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « خذوا زينة الصلاة » ، فالمسألة في الصلاة في المساجد ليست مجرد ما يستر العورة كما قيل ، ولكنها أحسن الثياب ، وأحسن سمت ثياب ينبغي أن يكون عليه المسلم ، وفي ذلك قال عمر : إذا وسّع اللّه عليكم فأوسعوا على أنفسكم . يعنى البسوا وتزيّنوا .
   * * *

1944 - ( لكل نبىّ قبلة )

في الآية :وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ( 148 ) ( البقرة ) .
الوجهة هي القبلة حدّدها اللّه لكل صاحب ملّة وولّاه إياها ، والمسجد الحرام هو قبلة المسلمين ، واستباقهم إليه 
بالخيرات ، وقيامهم فيه أو إليه في القبلة ، وهي عرفا ما يصلّى نحوها من الأرض أينما كانت إلى السماء مما يحاذى الكعبة .
و « أهل القبلة » هم أهل مكة ، والكعبة قبلتهم ، ثم قبلة أهل الحرم ، والحرم قبلة العالم كله أو الآفاق ، توسعة على الناس ، وفي الاصطلاح يقال المغرب قبلة أهل المشرق ، وبالعكس ، والجنوب قبلة لأهل الشمال وبالعكس .
وقوله تعالى :وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً( يونس 87 ) ، القبلة هي المساجد ، فاجعلوها كالمساجد ووجهوا الصلاة فيها إلى القبلة ، وذلك إذا أخافهم الحاكم الظالم أو المحتلّ لبلادهم ، فأذن لهم أن يصلوا في البيوت ما داموا فيها سيكونون على أمن ، وفي الحديث : « جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا » أي ليس البيوت فقط يمكن الصلاة فيها بدلا من المساجد ، وإنما الأرض كلها مسجد للمسلمين ، فحيثما أدركتم الصلاة صلّوا ، وصلاة النافلة في البيوت أفضل منها في المساجد ، ولما أتى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم مسجد بنى الأشهل صلى فيه المغرب ، فلما قضوا الصلاة رآهم يصلون بعدها ، فقال لهم : « هذه صلاة البيوت » .
وسواء كانت الصلاة في المسجد أو البيت أو الخلاء فالتوجّه للقبلة اجتهادا .

   * * *

1945 - ( المسجد الحرام قبلة ترضى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم )

القبلة التي يرضاها النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في الآية :فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ( 144 ) ( البقرة ) هي الكعبة ، وهي المسجد الحرام ؛ والشطر هو الناحية ، يعنى أن ما يرضيه صلى اللّه عليه وسلم هو أن يولّى وجهه ناحية المسجد الحرام ، وقد ولّاه اللّه تعالى ذلك وأمر المسلمين به حيثما كانوا ، فهم يتوجهون كلّ حسب موقع بلاده ، فموقع أهل المدينة بالنسبة للمسجد الحرام يجعل قبلتهم إلى المشرق ، وقبلة هؤلاء بخلاف قبلة أهل المغرب العربي مثلا ، وبخلاف قبلة أهل تركستان وكازاخستان ومسلمى الصين والهند إلخ .
وفي الحديث : « البيت كله قبلة لأهل المسجد ، والمسجد قبلة لأهل الحرم ، والحرم قبلة لأهل الأرض في مشارقها ومغاربها من أمّتى » .
وقوله تعالى :قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ( 142 ) ( البقرة ) لأن المسجد الحرام بالنسبة إلى بعض الناس يكون في اتجاه المشرق ، ولبعضهم في اتجاه المغرب بحسب مواقع بلادهم .
ولا خلاف أن الكعبة قبلة في كل أفق ، ويفرض على من يشاهدها ويعاينها أن يستقبلها ، ومن يغب عنها فعليه أن يستقبل ناحيتها وشطرها وتلقاءها وجهتها .
واستخلص من ذلك مالك : أن المصلّى حكمه أن ينظر أمامه - شطر - لا إلى موضع سجوده .

   * * *    

1946 - ( قبلة المسلمين عربية )

القبلة : هي الجهة ؛ وقبلة المصلّى : هي الجهة التي يصلّى نحوها ، والجمع في التكبير قبل ، وفي التسليم قبلات ، وقبلات ، وقبلات . وفي الآية :قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ( 144 ) ( البقرة ) ، قيل : إن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ظل يصلى في مكة وقبلته إلى الكعبة كما كان يصلى إبراهيم وإسماعيل ، فلما قدم المدينة صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر ، أراد أن يستألف اليهود فتوجه إلى قبلتهم ليكون ذلك أدعى لهم ، ولم يكن اللّه تعالى قد أمره بشيء بعد بهذا الخصوص ، وكان قلبه مع القبلة في مكة ، فلما استيقن عناد اليهود وأيس منهم ، كان كلما صلّى يرفع رأسه إلى السماء ينظر ما يؤمر به ، وكان يحب أن يوجّه إلى الكعبة ، فكان ما تمنّى وأنزل اللّه :قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ.
وكانت الكعبة قبلة إبراهيم ولم تكن كذلك بيت المقدس ، وما صلى إسماعيل وإسحاق ويعقوب إلى بيت المقدس ، وكان توجه الجميع إلى « المشرق » في صلاتهم وما يزال ، واليهود والنصارى هذا توجههم . والكعبة عربية وأولى بالعرب في دينهم الإسلام ، وفي التوجه إليها مخالفة لليهود .
وقيل كان سليمان يصلى إلى صخرة الهيكل وتوجهه إلى المشرق - يعنى إلى الكعبة ، والكعبة بوضعها كانت قبلة كل الأنبياء ، وقال المستشرق فينسنك : إن الساميين جميعهم يصلّون إلى المشرق .
وميزة الكعبة أنها عربية ، وتوجّه اليهود إلى المشرق كان كأنما يتوجهون إلى الكعبة ، وكأن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وهو في المدينة ، في توجهه إلى بيت المقدس كان ما يزال يتوجه إلى الكعبة في مكة .
وكانت بعض المساجد في المدينة تجعل قبلتها إلى الكعبة كمسجد صالح . والفرق بين التوجه إلى الكعبة . أو إلى بيت المقدس طفيف للغاية وقد يفوت على كثيرين .
والمهم : أن القبلة صارت رسميا إلى الكعبة العربية بنزول هذه الآية ، فكأن هذه الآية كانت تعريبا صريحا للقبلة .

   * * *

1947 - ( تحويل القبلة كبر على المتشككين )

لمّا نزل الأمر بالقبلة ، وكانت هذه هي التحويلة أو التولية الثانية ، تشكك البعض من أهل النفاق ، وحنق اليهود ، وسرّ المشركون ، وكانوا جميعا على قول واحد :ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها( 142 ) ( البقرة ) ، فنزلت :وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ( 143 ) ( البقرة ) ، وذلك دليل على أن البعض فعلا ترك الإسلام بسبب ذلك ، ولم يثبت إلا المؤمنون الذين هدى اللّه وصدّقوا الرسول ، ومن تشكك كانت حجته أن الأمر في الإسلام غير مستقر ، فتارة مكة هي القبلة ، وتارة بيت المقدس ، وتارة يأتي الأمر بالعودة إلى الكعبة ، فأنزل اللّه :قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ( 142 ) ( البقرة ) ، أي أيّما اتجاه يأمركم به اللّه فهو قبلتكم ، وأينما تولوا وجوهكم فثمة وجه اللّه ، وله الأمر جميعا ، فإن شاء أمر بالكعبة أو ببيت المقدس أو بالكعبة ثانية ، وما الإيمان إلا الامتثال لأمره تعالى ، وبالطاعة أو العصيان يتميز المؤمن من الكافر ، وتحويل القبلة قد يعظم عند البعض ، وهؤلاء يدفعهم المرض في قلوبهم إلى ما يقولون ، كمثل قوله تعالى :وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ( 124 ) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ( 125 ) ( التوبة ) ، وقوله :قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى( 44 ) ( فصلت ) ، وقوله :وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً( 82 ) ( الإسراء ) .
   * * *
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الجمعة 24 نوفمبر 2023 - 22:35 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1948 - ( القبلة نسختها السنة مرة والقرآن مرة )

في الآية :سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ( 142 ) ( البقرة ) أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة كان موضع تساؤل السفهاء ، جمع سفيه وهو الخفيف العقل البهّات الكذّاب ، والظلوم الجهول ، والمراد بالسفهاء يهود المدينة : قالوا : محمد قد التبس عليه أمره وتحيّر ؛ والمنافقون قالوا : محمد اشتاق إلى مولده ، وعن قريب يرجع إلى دينكم .
فما ذا كانت قبلة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في مكة ، ثم في المدينة ؟ قيل : في مكة كانت قبلته إلى الكعبة ، ثم صارت إلى بيت المقدس في المدينة ستة عشر أو سبعة عشر شهرا ، ثم صرف إلى الكعبة .
وقيل : أول ما افترضت الصلاة عليه ، توجّه في صلاته إلى الكعبة ، وكان يصلى في الكعبة نفسها ، ولم يزل يصلى إليها طوال مقامه بمكة ، ولم يكن قد فرض عليه أن يولّى وجهه في الصلاة نحو الكعبة أو غيرها ، ولكنه فعل ذلك اجتهادا بحكم العادة وما كان يفعله أهل مكة ، فلما قدم إلى المدينة ، صلى إلى بيت المقدس إلى أن صرف عنها إلى الكعبة ، ولم يكن قد صدر إليه أمر بذلك ، ولكنه فعل ذلك اجتهادا منه ، وكما كان يفعل الناس في المدينة ، يقلّدون اليهود ، فكأن توجّهه في مكة إلى الكعبة كان من السنّة - أي من عنده - ثم توجّهه في المدينة إلى بيت المقدس كان من السنّة أيضا ، أي من عنده ، فكأن السنّة بشأن القبلة نسختها السنة مرة ، لما حوّلت القبلة من الكعبة إلى بيت المقدس ، ثم نسخ القرآن النسخ مرة أخرى عندما حوّل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة فدلّ ذلك على أن القرآن ينسخ السنة .
وكان 
النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أول ما صلى ، صلّى إلى بيت المقدس وليس في ذلك قرآن ، فلم يكن الحكم إلا من جهة السنة ، ثم نسخ ذلك بالقرآن .
   * * *

1949 - ( لما ذا اختيار بيت المقدس قبلة بدلا من الكعبة )

قيل : القبلة في المدينة ظلت طوال ستة عشر شهرا أو سبعة عشر إلى بيت المقدس ، عن رأى واجتهاد من النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وكان له الخيار بين بيت المقدس وبين الكعبة ، فاختار القدس طمعا في إيمان اليهود واستمالتهم ، وامتحانا لقريش ، لأنهم ألفوا الكعبة فأراد أن يمتحنهم بغير ما ألفوه ، لينكشف من يتبعه ممن لا يتبعه ، ثم نسخ اللّه اجتهاده وأمره بالصلاة إلى الكعبة ، كقوله :وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ( 143 ) ( البقرة ) ، والمعنى كما قيل : ليميز اللّه أهل اليقين من أهل الشك .
وعلمه تعالى علم معاينة يوجب الجزاء ، وإلا فهو سبحانه عالم الغيب والشهادة ، ويعلم ما يكون قبل أن يكون ، مثل قوله تعالى :وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ( آل عمران 140 ) ، وقوله :وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ( 31 ) ( محمد ) .

   * * *

1950 - ( بيت المقدس لم يبنه إبراهيم ولا صلّى إليه )

في التوراة : أن إبراهيم لمّا هاجر من أور الكلدانيين إلى أرض كنعان ، اجتاز إلى موضع شكيم وإلى بلوطة مورة ، وتجلّى له الربّ هناك ، فبنى مذبحا للربّ ، ثم بنى مذبحا غربى بيت إيل وشرقي العاى ( التكوين 12 / 6 - 8 ) ، وبنى مذبحا آخر في بلوط ممرا بنابلس ( تكوين 13 / 18 ) .
ولما أمر بذبح ابنه كان ذلك في أرض مورية بالقرب من بئر سبع . وأما إسحاق فإن الربّ تجلّى له في بئر سبع وهناك بنى مذبحا ( التكوين 26 / 25 ) ، وفي لوز أقام يعقوب نصبا وأطلق على المكان بيت إيل ( تكوين 28 / 19 ) ، وأقام مذبحا في شكيم مدينة أهل شكيم أي نابلس ( تكوين 23 / 20 ) ، وآخر في بيت إيل ( تكوين 35 / 7 ) عبارة عن نصب من حجر .
وأما موسى فبنى مذبحا أسفل جبل سيناء ( الخروج 30 / 1 ) ، وبنى بلعام سبعة مذابح في بعل ( العدد 23 / 1 ) .
والذي فكر في بناء البيت في القدس هو داود ، وأعدّ له العدّة والمكان فوق جبل مورية ، وأكمله سليمان ( 1 أحبار 17 / 12 ) حوالي سنة 968 ق . م ، وهدمه البابليون سنة 587 ق . م ، ثم بناه زربابل سنة 538 ق . م ، ورمّمه هيرودس سنة 20 ق . م ، وتم الترميم في عهد أغريباس الثاني سنة 64 م . وبيت المقدس - ولا أي بيت للّه يهودي - لم يأمر به اللّه كما رأينا ، ولكنه كان اجتهادا من كل منهم فلا تثريب على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إذن أن يتمنى لو يصرف عن بيت المقدس إلى الكعبة ، لأن الكعبة هي ميراث إبراهيم وليس بيت المقدس ، كقوله :وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ( 127 ) 
( البقرة ) .
والدليل على صدق رواية القرآن أنه يصادق على ما ورد في التوراة عن إبراهيم ، حيث كان دأبه أن يقيم المذابح والأنصاب للّه ، والآية تقول بالضبط ما كان يفعله في كل ما كان يبنيه أو يقيمه بالحجارة ويرفع قواعده ، وفي هذه المرة لم يقم مذبحا ولا نصبا وإنما بنى بيتا حقيقيا بقواعد .
وهذا البيت نفسه هو الذي كان يتمناه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم للمسلمين ، لأنه فعلا بيت للّه بكامل معنى البيت .

   * * *

1951 - ( هوى اليهود أن يكون بيت المقدس قبلة المسلمين )

قبلة بيت المقدس كانت إلى المشرق ، وقبلة الكعبة كانت إلى المشرق ، وفي مكة كانت قبلة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم مكة ، وفي المدينة توجه إلى بيت المقدس لعل اليهود يؤيدون الإسلام ، فيمكن من بعد توجيههم إلى الكعبة ، ولكنهم عادوه وهزءوا من الإسلام ، فنزلت الآية :وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ( 145 ) ( البقرة ) ، لأن أهل الكتاب ما آمنوا بأية آية أتى بها لإقناعهم ، وقوله :ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَدليل على أن الكعبة كانت قبلته صلى اللّه عليه وسلم ، وإن بدا أنه يتوجه إلى بيت المقدس ، فكما قلنا إن بيت المقدس والكعبة كلاهما يتوجه إلى المشرق ، فلا تدرى هل المصلى يصلى إلى الكعبة أم إلى بيت المقدس ، والفرق في التوجه ضعيف .
وقوله :وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ فيه نفى أنه كان يتبع قبلتهم على الحقيقة ، أو أنه منذ الآن لن يتبع قبلتهم .
وقوله :وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ دليل على أن إجماع اليهود لم يكن ينعقد على بيت المقدس قبلة ، ولكن قبلتهم كانت المشرق ، وكان يهود السامرة يجعلون قبلتهم إلى جبل جرزيم حيث اعتقادهم أن الهيكل بنى هناك ، وقوله :وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَدليل على أن هوى اليهود كان أن يتخذ المسلمون بيت المقدس قبلة لهم ، ففي ذلك إقرار بتبعية الإسلام لليهودية ؛ والعلم : هو ما أعلمه به اللّه : أن تكون الكعبة هي قبلته . والحمد للّه ربّ العالمين !

   * * *

1952 - ( الحقّ الذي يعرفه اليهود كأبنائهم )

لم يفرض على اليهود في كتبهم التوجه في الصلاة إلى بيت المقدس ، فهذا شئ جديد لم يعرفوه إلا في حكم داود وسليمان ، وكانوا قبل ذلك يصلون حيثما يوجّه تابوت العهد أو خيمة الشهادة ، أو أنهم كانوا يتوجهون في صلاتهم ناحية المشرق كما فعل إبراهيم وإسحاق ويعقوب عندما كانوا يقيمون الأنصاب للّه ويصلون إليها ، وفي الآية :وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ( البقرة ) ، إخبار بأنهم يعلمون ذلك ، وأن الحق ليس معهم في مماراتهم للمسلمين حول تحويل القبلة عن بيت المقدس ، بنزول الأمر للمسلمين بالانصراف عن استقبال بيت المقدس إلى الكعبة ، فبيت المقدس كقبلة لم يكن فرضا على اليهود ، ولا على النصارى ، وإنما كان اليهود إذا صلوا يصلون فرادى أو جماعات إلى أي اتجاه ، وغالبا ناحية المشرق ، وإذا كانت هناك خيمة شهادة أو تابوت الشهادة استقبلوهما كما قلنا سابقا ، وصلاتهم دعاء ، إلا ما علّم المسيح النصارى فيما يسمونه الصلاة الربّانية والتي يبدءونها بالدعاء : « أبانا الذي في السماوات » ، فهذا هو ما يعلمه اليهود والنصارى أنه الحق من ربّهم : « أن التوجه لبيت المقدس ليس فرضا » .
فإذا كان الأمر كذلك ، فلما ذا ينتقدون المسلمين لمّا نزل عليهم تحويل القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة ؟ وكانوا يعلمون أن اللّه لم يقرر بيت المقدس كقبلة للمسلمين ، وأن محمدا صلى اللّه عليه وسلم قرره على المسلمين باجتهاده ولم يكن راضيا رغم ذلك ، وكان يرفع رأسه إلى اللّه يدعوه ويبتهل له أن يلزم المسلمين بقبلة تخصّهم ، وأن يأتي الأمر منه تعالى بذلك ، وهذا كله كان يعرفه أهل الكتاب ، ويعلمون أنه الحق من ربّهم ، لا انتحال فيه ولا اعتذار .
وهذا الأمر من اللّه بالقبلة حدث لأول مرة في تاريخ الديانات ، ولم تسبق إليه ديانة قبل الإسلام ، ونبّه إلى ذلك الرسول صلى اللّه عليه وسلم فقال : 
« حسدتكم اليهود على القبلة » ، ونزل به القرآن فقال :الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( 146 ) ( البقرة ) ، فهذا الذي يعرفونه كأبنائهم هو أن بيت المقدس لم تكن قبلة بمعنى القبلة ، وأن القبلة بالمعنى الإسلامي شئ جديد تماما ، ولكن اليهود كدأبهم ظلوا يمارون ويجحدون ويجادلون بالباطل ، وكتموا الحق وهم يعلمون أنهم يكتمون الحق ، ومثل ذلك حدث معهم لما أنكروا الرجم في التوراة ، فشهد عليهم بالكذب عبد اللّه بن سلام ، وكان يهوديا وأسلم ، وفي ذلك نزل القرآن :وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ( 10 ) ( الأحقاف ) .
   * * *

1953 - ( استقبال الكعبة هو الحق لا مراء فيه )

يقول تعالى مخاطبا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وإنما حقيقة الخطاب لأمة محمد ، يطمئنهم أن الكعبة كقبلة هي الحق من عند اللّه وليس بيت المقدس :الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ( 147 ) ( البقرة ) ، والامترار في الشيء هو الشك فيه ، وكذا التمارى ، والممترون هم الشاكون ، والمرية هي الشك . وفي الآية أن الامتراء يمكن أن يحدث بإصرار اليهود بادعائهم العلم وتلبيسهم على من يستمع إليهم .
   * * *    

1954 - ( اليهود يحسدوننا على القبلة )

لمّا جاء الأمر بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ، حصل لبعض الناس من أهل النفاق والريب ، ارتياب وزيغ عن الهدى ، وتخبيط وشك ، وقال اليهود :ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها . . .( 142 ) ( البقرة ) ، كأنهم يقولون : ما لهؤلاء تارة يستقبلون كذا ، وتارة يستقبلون كذا ؟ فكان الجواب عليهم منه تعالى ، قال :قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ( 142 ) ( البقرة ) أي له الحكم والتصرف ، وقال :فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ( 115 ) ( البقرة ) ، فحيثما يوجهنا نتوجه ، والطاعة له في امتثال أوامره ، ولو وجهنا في كل يوم مرات إلى جهات متعددة لفعلنا .
وقال :قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ( 142 ) ( البقرة ) ، وفي ذلك الحديث عن عائشة في أهل الكتاب قوله صلى اللّه عليه وسلم : « إنهم لا يحسدوننا على شئ كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا اللّه لها وضلّوا عنها ، وعلى القبلة التي هدانا اللّه لها وضلّوا عنها ، وعلى قولنا خلف الإمام آمين » .

   * * *

1955 - ( حقيقة نسخ القول بأن القبلة إلى أي اتجاه )

إذا كان استقبال الكعبة أمرا من اللّه تعالى ، كقوله :فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ( 144 ) ( البقرة ) ، فلما ذا كان قوله تعالى :وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ( 115 ) ( البقرة ) ؟
والجواب : أن البعض قال إن آية :فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ، نزلت كردّ على اليهود لما تساءلوا مستهزئين :ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها( 142 ) ( البقرة ) ، ونزلت :وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ( 115 ) ( البقرة ) ، تعنى قبلة اللّه أينما تتوجهون شرقا أو غربا ، فما من ناحية تتوجهون إليها بصلواتكم إلا كان اللّه تعالى في ذلك الوجه وتلك الناحية ، لأنه تعالى له المشارق والمغارب ولا يخلو منه مكان ، كما قال :وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا( 7 ) ( المجادلة ) .
وقيل : ثم نسخ ذلك بالفرض الذي فرضه تعالى بالتوجه إلى المسجد الحرام . ولا نرى أن الآية قد نسخت ، لأنها نزلت في شئ آخر وهو صلاة السفر ، فيمكن للمسافر أن يصلى في السفر لأي اتجاه ، وروى عن ابن عمر أنه كان يصلى وهو راكب راحلته ، إلى أي اتجاه تكون عليه ناقته ، فكذلك المسافر بالسيارة والقطار ، وبالمركب والطائرة ، والجندي داخل الدبابة ، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يفعل ذلك ويتأوّل هذه الآية .
وكذلك من تعمى عليه القبلة فلا يعرف شطرها ، فله أن يصلى في أي اتجاه ، وصلاته ماضية . وكذلك من يصلى في الغيم ، أو في الظلام ، أو في الخوف الشديد ، وفي المرض ، فصلاته جائزة لغير 
القبلة .
وكذلك في غير السفر على الدابة أو في السيارة يومئ إيماء ، وكان أنس بن مالك يصلى على حمار في أروقة المدينة ويومئ إيماء ، ويجوز لكل راكب وماش ، سواء في الحضر أو في السفر ، أن يصلى إيماء في وسيلة المواصلات التي يتخذها أو وهو ماش على رجليه .

   * * *

1956 - ( في الأسفار لا يلزم استقبال القبلة )

في قوله تعالى :وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ( 149 ) ( البقرة ) وجوب استقبال المسجد الحرام في السفر ، وعن أنس : أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إذا كان في سفر فأراد أن يصلى على راحلته استقبل القبلة وكبّر ثم صلّى حيث توجهت به .
وقيل : لا يلزمه الاستقبال ، وعن ابن عمر : أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كان يصلى وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته ، وقال : وفيه نزل :فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ( 115 ) ( البقرة ) .

   * * *

1957 - ( وقت تحويل القبلة )

عن ابن عمر قال : كان أهل قباء يصلون الصبح فجاءهم من يبلغهم أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أوحى إليه أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها ، فكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة .
وعن البراء ، قال : صلّى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر ، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وصلّى أول صلاة صلاها إلى الكعبة في المدينة : صلاة العصر.
وعن آخرين قالوا : إن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كان يصلى الظهر في مسجد بنى سلمة ، فنزل عليه بعد ركعتين منها ، فتحوّل في الصلاة ، فسمىّ ذلك المسجد : مسجد القبلتين .
وأكثر الروايات على أن الآية نزلت في غير صلاة .
وقيل : إن أول صلاة في المدينة إلى الكعبة كانت العصر ، وروى أن أول من صلى إلى الكعبة حين صرفت القبلة عن بيت المقدس : أبو سعيد بن المعلّى ، سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلن الناس بتحويل القبلة ، فأسرع وصلى ركعتين قبل أن ينتهى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من خطبته ، فلما انتهى صلى بالناس الظهر.

وقيل : إن تحويل القبلة كان في رجب من سنة اثنتين ، وقيل : صلى في المدينة إلى بيت المقدس سبعة عشر شهرا وثلاثة أيام سواء ، لأن قدومه إلى المدينة كان يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، وأمره اللّه تعالى باستقبال الكعبة يوم الثلاثاء للنصف من شعبان .
   * * *    

1958 - ( طريق المعرفة إلى القبلة )

معنى الآية :فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ( البقرة 144 ) : أن الصلاة تكون إلى المسجد الحرام لو كان مرئيا ، وإن كان محجوبا فبالدلائل والأعلام ، أو أن يصلى المسلم باجتهاد ، وطالما أنه مكلّف وملزم بالصلاة إلى المسجد الحرام ، فعليه أن يبحث ويتحرّى ليحصل له العلم بالقبلة ، ومن يترك البحث والفحص فكأنه ترك واجبا ، وإن عجز أخذ بالظن حيث لا طريق إلى العلم ، وإن عجز عن تحصيل الظن قلّد سواه ، وإن لم يجد من يقلّده ، عمل بالاحتياط على قدر إمكانه ، ويجب عليه إن أراد أن يصلى ، أو يعمل عملا يتطلب استقبال القبلة ، كالذبح أو الصلاة على الميت ودفنه ، أن يحصّل العلم بوجهته إلى القبلة بأية طريقة كانت ، سواء بالمعاينة أو أية قرينة من القرائن .
ويجزى التحرّى أبدا إن لم يعلم وجه القبلة . ويسقط الاستقبال شرعا مع العجز عنه ، أو مع عدم الاستقرار ، كالصلاة في الطائرة تحلق في السماء ، أو المركب تمخر البحر ، فحيثما كانتا كانت قبلته ، وأما في حال الاستقرار فشرط القبلة شئ آخر .

   * * *

1959 - ( عشرة ماتوا بعد فرض الصلاة وقبل تحويل القبلة )

الذين ماتوا بعد فرض الصلاة وقبل تحويل القبلة من المسلمين عشرة أنفس ، فبمكة من قريش : عبد اللّه بن شهاب ، والمطّلب بن أزهر ، والسكران بن عمرو العامري ، فهؤلاء ثلاثة ؛ والذين ماتوا بأرض الحبشة : حطّاب بن الحارث الجمحي ، وعمرو بن أمية الأسدي ، وعبد اللّه بن الحارث السهمي ، وعروة بن عبد العزّى ، وعدىّ بن نضلة ، فهؤلاء خمسة ؛ ومن الأنصار بالمدينة : البراء بن معرور ، وأسعد بن زرارة ، فهؤلاء عشرة .
ومات أيضا إياس بن معاذ الأشهلى ولكنه مختلف في إسلامه . 

وهؤلاء جميعا ماتوا ولم يقتلوا ، لأنه لم يقتل أحد من المسلمين قبل تحويل القبلة ، إلا سويد بن الصامت ، فهذا التقى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، واستمع إليه ، واستحسن قوله ، ولكنا لم نعرف أنه أسلم ، وأنصرف إلى المدينة بعد لقائه بالنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وفيها قتل في وقعة بعاث ، وكانت قبل الهجرة ، ولأسباب بعيدة عن الإسلام ، وأكد أهله من بعد أنه قتل وهو مسلم .
ومن المستضعفين مات بمكة من التعذيب والدا عمّار ، ولكنا لا نعرف هل ماتا قبل الإسراء أم بعده ؟

   * * *

1960 - ( مقام إبراهيم )

المقام : من قام يقوم ، وهو مقام من أقام ، ويكون مصدرا واسما للموضع . ومقام إبراهيم : هو الحجر الذي يصلون عنده ركعتي طواف القدوم في الكعبة .
وعند مسلم من 
حديث جابر : أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لمّا رأى البيت ، استلم الركن ، فرمل ثلاثا ، ومشى أربعا ، ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ :وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى( 125 ) ( البقرة ) ، فصلّى ركعتين قرأ فيهما : «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ، و «قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» .
وفي البخاري أن مقام إبراهيم :
هو الحجر الذي ارتفع عليه إبراهيم حين ضعف عن رفع الحجارة التي كان إسماعيل يناولها إياه في بناء البيت الحرام .
واتخاذ المقام مصلّى عند البعض مدعى يدعى فيه ؛ وعند البعض موضع صلاة يصلّى عنده .
وقيل المقام : قبلة يقف الإمام عندها .

* * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب السابع عشر العبادات ثامنا الصلاة من 1826 إلى 1902 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات تاسعا صلاة الجمعة من 1903 إلى 1920 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات أولا الوضوء والاغتسال من 1794 إلى 1825 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات الحادي عشر الذكر والتسبيح والدعاء من 1961 إلى 2001 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى