اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

16112023

مُساهمة 

 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2  د. عبد المنعم الحفني

الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب  
السلم والحرب والجهاد والشهادة والهجرة والفيء في القرآن 

1519 - ( القرآن يحضّ على السلم وأمّة الإسلام أمة سلام )

يأتي في القرآن عن الحرب : ست مرات؛ وعن السّلم ( بكسر السين وفتحها وسكون اللام وفتحها ) والسلام : تسع وأربعون مرة.
وموضوعات مادة الحرب : تتناول الحضّ على قتال المعتدين أعداء اللّه والخير والإنسانية ، والذين يسعون في الأرض فسادا ، واتّباع السياسات التي من شأنها تقوية المسلمين ، وحماية بلادهم ، وتطوير عدة الحرب وأساليبها ، وتوحيد أمة الإسلام وتقوية الجبهة الداخلية ، وردّ الشائعات ، وتحديد أعداء الأمة ، ومن الآيات عن الحرب آية تخصّ اليهود وتصفهم بأنهم أهل فتنة يؤلبون الشعوب على بعضهم البعض ، ويوقدون بينهم نار الحروب ، واللّه يطفؤها .

وموضوعات مادة السلم : الدعوة إلى أن تكون مجتمعات المسلمين مجتمعات سلام ، فإذا مال أعداؤهم للسلم فليجنح المسلمون لها ، وأن لا تنطلي على المسلمين دعوة الأعداء للسلم كلما بدا أن عدوهم سينهزم ، فالأولى أن يستمروا في القتال حينئذ وإلا كان ذلك تخاذلا منهم وتفريطا ، فإذا أبدوا الاستسلام وانصاعوا وتركوا القتال ، فليتركوهم لحال سبيلهم ، وإن لم يجنحوا للسلم فليستمروا في قتالهم ، ولتحتر المعركة حتى النصر .
والإسلام من السلم والسلام ، والجنة هي دار السلام ، وتحية أهلها السلام ، ولا يسمعون فيها إلا السلام ، وأمة الإسلام أمة السلام.
   * * *

1520 - ( الأمر بالدخول كافة في السلم )

المسلمون مأمورون بالدخول في السلم إذا جنح عدوهم له كقوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً( 208 ) ( البقرة )، والسّلم والسّلم بمعنى واحد ، وقيل السلم هو الإسلام ، فمن كان إسلامه بلسانه فليدخله بقلبه . وقيل السلم هو المسالمة والصّلح.
   * * *

1521 - ( الردّ على من يجادل تعنتا )

* الآية :وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ( 68 ) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ( 69 ) ( الحج ) من الأدب الحسن يعلّمه اللّه عباده في الردّ على من يجادل تعنتا ومراء ، ألا يجيبوا ولا يناظروا ، وأن يدفعوا بهذا القول الذي علّمه اللّه لنبيّه صلى اللّه عليه وسلم : وقيل إن هذه الآية منسوخة بآية السيف ، وهو قول ضعيف فلا يوجد تعارض بين هذه الآية وآية السيف التي تقول :فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ( 5 ) ( التوبة ) ، حيث الآية الأولى في آداب الجدال ، والآية الثانية في القتال والحرب .
   * * *

1522 - ( الحرب ومشروعيتها : نظرية الإسلام وفلسفته )

الحرب : هي المقاتلة والمنازلة بالسلاح أو بغيره ، والسلم : نقيض الحرب : وهو المصالحة والموادعة ، والحرب المشروعة في الإسلام تبيّنها آية القتال ، قيل هي أول آية نزلت بهذا الشأن في المدينة ، يقول تعالى :وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ( 190 ) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ ( 191 ) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 192 ) وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ( 193 ) ( البقرة ) فكان الرسول صلى اللّه عليه وسلم يقاتل من يقاتله ، ويكفّ عمن كفّ عنه ، والآية ملزمة لكل مسلم ، وقوله : « الذين يقاتلونكم » من باب التحديد لمن يقاتله المسلمون ، وفيها تهييج وإغراء بالأعداء الذين همّتهم قتال الإسلام وأهله ، وقوله : « وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة » : معناها أنهم كما يقاتلونكم جميعا فقاتلوهم جميعا ، ولهذا قال :وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْوفي ذلك حثّ للهمة على قتالهم ، كانبعاث همّتهم على قتال المسلمين ، وليكن الغرض من قتالهم هو إخراجهم من بلاد الإسلام التي أخرجوا المسلمين منها .
وكان الإسلام أسبق من الاتفاقات الدولية على حظر الأعمال العدوانية غير الإنسانية في حالة الحرب في قوله تعالى :وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ( 190 ) ( البقرة ) ، والمسلمون بهذه الآية منهيون عن المثلة ( العقوبة والتنكيل ) ، وعن الغلول ( الغدر ) ، وقتل النساء والصبيان والشيوخ ، وقتل أصحاب الصوامع ، وعن تحريق الأشجار ، وقتل الحيوان لغير مصلحة ، وفي الحديث : « اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ( يعنى تجدعوا وتنكّلوا ) ، ولا تقتلوا الوليد ، ولا أصحاب الصوامع » ( أي الرهبان في الأديرة ) ، وفي رواية أخرى : « لا تعتدوا ، ولا تغلوا ، ولا تمثّلوا ، ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع . رواه أحمد .
وعن ابن عمر كما جاء في الصحيحين قال : لما وجدت امرأة في بعض المغازي مقتولة أنكر 
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .
وقوله تعالى « الفتنة أشد من القتل » : أن الفتنة مطلقا هي الظلم ، فأن يظلموكم لجرم أشد من جرم القتل ، ومع ذلك فأنتم لا تقتلونهم عدوانا ، وإنما منعا لعدوانهم ، وحتى في المساجد والأماكن المقدسة ، لو بدءوكم بالقتال فقاتلوهم دفعا للمفاسد ، والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم بايعه أصحابه على القتال يوم الحديبية تحت الشجرة دفعا لشرّ الحروب التي شنّها المشركون واليهود عليه ، فلمّا كفّوا كفّ عنهم :وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ( 24 ) ( الفتح ) ، فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ، يعنى أن قتال المسلمين هو عن حق مغتصب ، أو لردّ عدوان سافر ، والمسلم لا يقاتل إلا من يقاتله ، كقوله تعالى :فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ( 194 ) ( البقرة ) ، وقوله :وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها( 40 ) ( الشورى ) ، وقوله :وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ( 126 ) ( النحل ) .
وفرق بين من يقاتل حتى لا تكون فتنة كما في الآية ، وبين الذي يقاتل لتكون فتنة !

والخلاصة : أن الحرب المشروعة في الإسلام - كما ورد عنها في القرآن - هي الحرب الدفاعية ضد المعتدى ، وتعريف المعتدى أنه : الذي يخرج المسلمين من ديارهم وأرضهم ، أو يمنعهم من إقامة شعائر اللّه ، أو يعتدى على أعراضهم وأموالهم ، أو يشنّع عليهم ويكيد لهم ويوقع بينهم وبين غيرهم الخصومات والفتن والعداوات ، فهذه كلها أعمال عدوانية تستوجب الردّ عليها بمثلها ، وليس أفضل من السياسة أولا لتفريق شمل العدو ، وكسر وحدتهم ، وتشتيت كلمتهم ، وتوهين عزمهم ، ودفعهم إلى أن يحارب بعضهم البعض ، واللّه يقول :وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ( 251 ) ( البقرة ) ، ويقول :وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ( 40 ) ( الحج ) ، والدفع والدفاع واحد ، واللّه يقيّض الفاجر ليحدّ من غلواء الفاجر ، ويوعز للباغى أن يبغى على الباغي مثله ، وهذا هو دفعه تعالى الناس ليخلصوا الأبرار من الفجار ، وفي الحديث : « إن للّه ملائكة ( يعنى قوى ) تنادى كل يوم : لولا عباد ركّع ، وأطفال رضّع ، وبهائم رتّع لصبّ عليكم العذاب صبّا » ، وفي رواية أخرى : « لولا فيكم رجال خشّع ، وبهائم رتّع ، وصبيان رضّع ، لصبّ العذاب على المؤمنين صبّا » ، وأخذ بعضهم هذا المعنى فقال :لولا عباد للإله ركّع * وصبية من اليتامى رضّع
ومهملات في الصلاة رتّع * صبّ عليكم العذاب الأوجع
ولما أوذى المسلمون نزلت الآية :إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ( 38 ) ( الحج ) فكانت وعدا من اللّه بالمدافعة عن المسلمين ، وتضمّنت أفصح النهى عن 
أن يرتكبوا في الحرب أية خيانة أو غدر ، وفي الحديث : « ينصب للغادر لواء بقدر غدرته » ، يعنى يفتضح أمره .
ودفاعه تعالى عن المسلمين بأن يسلّط الفجّار على الفاجر ، والبغاة والطغاة على المعتدى ، ويسلّط عليهم من أنفسهم ، ثم إنه تعالى ينصف المسلمين ليتمكن الإيمان من القلوب ، لو اشتد العدو في إلحاق الظلم بهم كما يحدث الآن من اليهود والأمريكان ، فإن اللّه يعصم المسلمين حتى لا يرتدّوا بقلوبهم ، أو أنه تعالى يدفع عن المؤمنين بأن يقبضهم إلى رحمته .
وقد أذن اللّه لكل المسلمين إن قوتلوا أن يقاتلوا فقال :أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ( 39 ) ( الحج ) ، وقيل إن هذه الآية هي أول آية نزلت في القتال للتشريع للحرب الدفاعية ، فأن يقاتل الباغي من الشرع .
لأن معنى « أذن » أبيح . وفي الآية :الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ( 40 ) ( الحج ) فلأننا مسلمون ، يخرجوننا من فلسطين ، والشيشان ، وكوسوفا ، والبوسنة والهرسك ، وجنوب السودان ، ولولا إسلامنا ربما ما كانوا أخرجونا .

وقبل بيعة العقبة لم يكن المسلمون مأذونين بردّ القتال ، وإنما أمروا بالدعاء إلى اللّه ، والصبر على الأذى ، والصفح عن الجاهل ، وظل ذلك مدة عشرة أعوام طويلة ؛ فقامت على المعتدين حجة اللّه ، فلما عتوا أذن بالقتال والامتناع والانتصار من الظلمة . وقولهوَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ *هو هذا القتال ، أي لولا القتال والجهاد لصارت الغلبة للظلم في كل أمّة وفي العالم قاطبة .
ويكذب المستشرقون عندما يتهمون الإسلام بأنه دين قتال ، ويستبشعون الجهاد كركن من أركان الإسلام ، ودعواهم تتنافى مع تواريخهم ، وتناقض مذاهبهم في الاستعلاء العنصري والحضارى ، ولولا أن اللّه شرّع الحرب الدفاعية والثورات الأممية ، والانتفاضات الاجتماعية ، لهدّمت المعابد والكنائس من قديم الأزمان ، ولما كانت يهودية ولا نصرانية ، ولا كانت أمم وشعوب أصلا ، ولولا أنه دفع قوما بقوم لساد الظلم وعمّ الفساد ، وهو تعالى يدفع ظلم الظلمة بعدل هيئات كالهيئات الدولية ، وبالتوجّهات الحضارية لأهل الحكمة وأولى النهى والألباب ، وكفاح الصالحين في كل الأمم ، والآية تتضمن مدفوعا من الناس ، ومدفوعا عنه ، والظلمة هم الأولون ، بينما المضطهدون ، والمستعمرون ، والمسحوقون ، والفقراء - هم الآخرون .
ونفهم من الآية : أن المسلمين ممنوعون من هدم الكنائس والبيع والصوامع ، وحتى بيوت الأوثان عند البوذيين والهندوس ، على عكس ما يفعل هؤلاء بنا في كل مكان ، ولم يحدث أن نقض المسلمون بيتا من بيوت العبادة لهم ، وإنما جرت مجرى بيوتهم وأموالهم التي عاهدوا عليها في الصيانة . وفي الآية قدّمت بيوت اللّه لغير المسلمين على مساجد المسلمين .

فهذه إذن هي الحرب التي قالوا فيها إن الإسلام انتشر بسبب عدوانيته ، وأنه دين يقوم على السيف .
وقد نزلت الآيات تعتب على المسلمين تخلّفهم عن الحرب :ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَ رَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ( 38 ) ( التوبة ) ، فما كانوا يسعون حثيثا إذا دعوا إلى الجهاد ، وكانوا يتكاسلون ويميلون إلى المقام في الدعة والخفض ، فأنذرهم :إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ( 39 ) ( التوبة ) ، فلم يكن المسلمون من أهل العدوان ، ونبّه القرآن لذلك فقال :كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ( البقرة 216 ) .
وحبّ المسلمين للسلام من أركان دينهم بقوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً( البقرة 208 ) ، وكانوا كلما أوقدت نار الحرب ، يستحبون أن يتمثّلوا بهذه الأبيات لعمرو بن معديكرب :

الحرب أول ما تكون فتيّة * تسعى بزينتها لكل جهول 
حتى إذا اشتعلت وشبّ ضرامها * ولّت عجوزا غير ذات حليل 
شمطاء ينكر لونها وتغيّرت * مكروهة للشّمّ والتقبيل 
والمعنى أن الحرب في أول أحوالها ووقت وقوعها ، فتيّة ، تزيّن لمن لم يجربها ، حتى يدخل فيها فتهلكه ، ويصعب الخروج منها ولا تنتهى إلا بعد لأي ، فتكون كالعجوز الشمطاء بعد أن كانت في أولها فتية أو صبية .
وقوله « ينكر لونها » أي يبدّل حسنها بقبح ؛ وفي قوله « شمطاء ينكر لونها ، ومكروهة للشم والتقبيل » : يصف فاها بالنتن مبالغة في التنفير منها .

والمراد بهذه الأبيات التمثّل بها استحضارا لما يشاهده المسلمون ويسمعون به من أحوال الحروب ، فإنهم بإنشادها كانوا يتذاكرون أهوالها فيصدّهم تذاكرها عن الدخول فيها ، فلا يغتروا بظاهر أمرها أولا .
   * * *

1523 - ( الجهاد لا يكون إلا في سبيل اللّه )

« في سبيل اللّه » مصطلح قرآني يتكرر نحو 67 مرة ، كقوله تعالى :فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ( آل عمران 13 ) . والناس في التصنيف القرآني إما مؤمنون وإما كافرون ، والمؤمنون قتالهم في سبيل اللّه ، والكافرون قتالهم في سبيل الطاغوت ، فنقيض « في سبيل اللّه » ، هو « في سبيل الطاغوت » ، كقوله تعالى :وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ( النساء 76 ) . والسبيل في اللغة هو الطريق أو ما وضح منها ، و « في سبيل اللّه » :هو كل ما أمر به اللّه تعالى من الخير ، كالجهاد ، والغزو ، وطلب العلم ، والإنفاق في وجوه الخير إلخ ، يفعله المؤمن طلبا لرضا اللّه تعالى ومن أجل ثوابه ، كقوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ( 72 ) ( الأنفال ) فهؤلاء جميعا إخوة يناصرون بعضهم البعض ، وهم المؤمنون حقا ، كقوله تعالى :وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا( 74 ) ( الأنفال ) ، وسبيل هؤلاء في المصطلح القرآني هو « سبيل المؤمنين » ، كقوله :وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى( النساء 115 ) ، والمؤمنون أعظم درجة عند اللّه ، وهم الفائزون ، كقوله تعالى :الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ( 20 ) ( التوبة ) ، والجهاد في سبيل اللّه بالنفس والمال من أعظم الدرجات .
ويعطى الغزاة والمرابطون من الزكاة حتى لو كانوا أغنياء ، كما يعطى الحجّاج والعمّار ، والحج والعمرة في سبيل اللّه ، وأفضل الزكاة ما كان لهؤلاء ، لأنهم وفد الرحمن جاءوا في سبيل اللّه .
ويعطى المغازي من الصدقة ، في السلاح ، وما يحتاج إليه من آلة الحرب ، وكفّ العدو عن الحوزة ، لأنه جميعه في سبيل اللّه وإعلاء كلمة اللّه .
وقيل تحلّ الصدقة لغاز في سبيل اللّه قد احتاج في غزوته وغاب عنه غناؤه ووفره ، كقوله تعالى :إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ( 60 ) ( التوبة ) .
والنّفر كذلك كالغزو - لا يكون إلا في سبيل اللّه ، ولا يكون لغير اللّه ، وهو في اللغة : التنقّل بسرعة من مكان إلى مكان لحادث جلل ، فيقال نفر إلى الأمر ، وقوم نفور ، وفي الاصطلاح النّفر : تلبية داعى الجهاد بالنفس والمال كقوله تعالى :إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً( 39 ) ( التوبة ) ، والعذاب الأليم هو استيلاء العدو على أرض الوطن وطردهم منها ، والنفير فرض كفاية ، كقوله :وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً( 122 ) ( التوبة ) ، والمراد بالآية : وجوب النفير على وجه « الاستدعاء » في سبيل اللّه ، عند الحاجة وظهور الأعداء واشتداد شوكتهم .
وكانت الآية :وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ( 190 ) ( البقرة ) : أول ما نزل في الأمر بالقتال في سبيل اللّه ، كما كانت الآية :وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ( 195 ) ( البقرة ) : أول ما نزل في الإنفاق في سبيل اللّه في الجهاد ، وأن لا يتركوا ذلك أبدا ، وفي ترك الجهاد والإنفاق عليه هلاك وأي هلاك ، ويسميه اللّه تعالى : « الإلقاء باليد إلى التهلكة » ، والآية نزلت تحضّ على هذا الإنفاق ، وفي الحديث : « الجهاد رهبانية الإسلام » ، ورهبان الإسلام إذن : هم الذين أوقفوا أنفسهم على البذل في سبيل اللّه ، والجهاد بالنفس والمال ، والاصطلاح القرآني لذلك هو : « الإحصار في سبيل اللّه » ، كقوله تعالى :الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ( 273 ) ( البقرة ) : وهو أن يحبس المؤمن 
نفسه على هذه الرسالة ويكرّس لها حياته .
و « الإصابة في سبيل اللّه » كقوله تعالى :فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ( 146 ) ( آل عمران ) ، هي أن يلحق المؤمن الأذى من جرّاء إيمانه وجهاده ، فيهن ويضعف ، ومن أخطر ما يصاب به المؤمن في الجهاد « الوهن النفسي » أو ما يسمى اصطلاحا « وهن المعركة » ، والوهن هو الضعف ، وانكسار الحماس بالخوف ؛ والاستكانة : هي الذلّ والخضوع ، وهي حال ضعيفى الإيمان ، وأما الصادق الإيمان فلا يستكين ، فالمؤمن الحق دائما في رباط ، وصابر لا يضعف لعدو ، ولا يذلّ ، ولا يوهنه جهاد ، وكان شعار بعض الفلاسفة : « أنا أفكر فأنا موجود » ، وشعار المؤمن حقا : « أنا أجاهد فأنا موجود » ، والجهاد الحقّ لا يكون إلا في سبيل اللّه ، والمجاهدون لهم درجة الإحسان وهي أعلى الدرجات ، وكل ما يصيبهم مجازون عليه ، كقوله تعالى :ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ( 120 ) وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ( 121 ) ( التوبة ) .

   * * *

1524 - ( القتال مما امتحن به المسلمون )

القتال : هو الجهاد ، تقول قتله أي أماته ، وهي كلمة نستعملها يوميا ، والقتال مكروه لأن الإنسان فيه إما قاتل وإما مقتول وكلاهما شرّ ، وأمّا الجهاد فهو مصطلح قرآني ، من جهد مجاهدة وجهادا ، أي قاتل في سبيل اللّه دفاعا عن الدين ، يفعله المرء طواعية وعن رضا ، وفي الآية :كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ( 216 ) ( البقرة ) ، ذكر القتال ولم يذكر الجهاد ، لأن تخوّفنا من القتل وليس من الجهاد .
والقتال مما امتحن به المسلمون ، والمراد قتال الأعداء المعتدين ، ولم يؤذن للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القتال مدة إقامته في مكة ، فلما هاجر واستمر أذى أعداء الإسلام للمسلمين ، رغم تركهم مكة ، أذن لهم في قتال من يقاتلهم ، فقال تعالى :أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا( 39 ) ( الحج ) ، فلما تبيّنوا أن العدوان يأتيهم دوما من المشركين وأهل الكتاب دون غيرهم ، وبصرف النظر عن أي سبب ، أذن لهم في قتالهم عموما دون انتظار أن يهاجمهم هؤلاء أو أولئك .
والقتال في الطوارئ وأثناء الحرب فرض عين على كل مسلم ، وفي أوقات السلم فإن الانضمام للجيش وقضاء فترة التدريب ، يكونان على الكفاية ، إلا أن ينزل العدو ببلاد الإسلام فهو حينئذ فرض عين .
ويذهب 
البعض إلى أن الجهاد تطوع في السلم ، وأما في الحرب فهو فرض . والقتال مكروه لأن فيه مشقة ، وإخراج مال ، ومفارقة وطن وأهل ، والتعرّض للأذى ، وأن تقطّع الأطراف ، وتذهب النفس ، فكانت الكراهية له لهذا السبب ، ووصفه تعالى فقال : « وهو كره لكم » لأننا نكره عليه .
والمسلمون في أول الأمر كرهوه ، لأن امتثاله فيه مشقة ، فلمّا عرفوا الثواب فيه هان في جنبه مقاساة المشقات فأحبوه وطلبوه . ومثاله في الدنيا إزالة ما يؤلم الإنسان ، فيخاف حتى من خلع الضرس ، إلا أنه يرضخ ابتغاء للعافية ودواما للصحة ، وعسى أن يكره الجهاد لمشقته وهو خير وبركة ، لأن المجاهدين إذا غلبوا ظفروا وغنموا وأجروا ، ومن مات منهم مات شهيدا ، وإيثار الدعة في النفرة ، وترك القتال عند داعى الحرب ، هما شرّ مستطير ، لأن تارك النفرة والقتال يغلب ويذلّ ويذهب أمره ، والأندلس مثال ، فلما ترك المسلمون في الأندلس الجهاد ، وجبنوا عن القتال ، وأكثروا من الفرار ، استولى العدو على البلاد ، وأسر وقتل وسبى واسترق ، وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، فذلك بما قدّمت أيدينا .
وعموما فالملمات عندما تقع ، فلا يجب أن نبتئس لها ، فلربّ أمر نكرهه وفيه نجاتنا ، ولربّ أمر نحبه وفيه عطبنا .

   * * *

1525 - ( لولا القتال لاندحر الحق في كل أمة )

شرّع اللّه تعالى للمؤمنين والأنبياء أن يقاتلوا أعداءهم فقال :وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ( 40 ) ( الحج ) ، فلو لم يشرّع القتال للمؤمنين ، لاستولى أهل الشرك على بيوت اللّه ، وأزالوا مواضع العبادات ، وهو تعالى قد دفع بأن أوجب القتال ليتفرّغ أهل الدين للعبادة ، فالجهاد أمر متقدم في الأمم ، وبه صلحت الشرائع ، واجتمعت المتعبّدات ، فكأنه تعالى قال : أذن بالقتال ، فليقاتل المؤمنون ، ثم قوّى هذا الأمر فيهم فقال : « لولا دفع اللّه الناس » الآية ، أي لولا القتال والجهاد لاندحر الحقّ في كل أمّة ، ولما بقي الدين ، ولهدّمت كنائس وبيع وصلوات ؛ والكنائس والبيع للنصارى ، والبيع ( بكسر الباء ) هي المعابد ، مفردها بيعة ، وأما الصلوات فهي لليهود ، وهي معابدهم ، والصوامع جمع صومعة ، وهي أعلى الجبل أو المكان المرتفع يسكنه الراهب بقصد العزلة والانفراد ، وصوامع الرهبان هي صياصيهم ، والمساجد هي مواضع السجود ، والمقصود بها مساجد المسلمين أو جوامعهم ، وقدّمت كنائس وبيع أهل الذمة على المساجد لأنها الأقدم بناء .
   * * *    

1526 - ( النّفر )

يقال نفر ينفر - بكسر الفاء - نفيرا ؛ ونفرت الدابة تنفر - بضم الفاء - نفورا ؛ والنفير : اسم للقوم الذين ينفرون ، وأصله من النفار ؛ والنفور هو الفزع . والنفير : هو النّفر أيضا . ويوم النّفر هو يوم ينفر الناس عن منى .
وفي القرآن يأتي عن النفر تسع مرات ، يقول تعالى :إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ( 39 ) ( التوبة ) ، وهذا تهديد شديد ، ووعيد مؤكد في ترك النفير .
والنفير هو النفير للجهاد ، والخروج لمقاتلة المعتدين على المسلمين ، لإعلاء كلمة اللّه ، وفي الآية :وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً( 122 ) ( التوبة ) أن فرض النفر للجهاد هو فرض كفاية ، وأن الجهاد ليس على الأعيان . وظاهر الآيتين أن النفور يكون على وجه الاستدعاء ، فإذا الدولة عيّنت المستدعين للجهاد يصير التعيين فرضا على من عيّن . وفي الآية اعتراض المخلّفين على النفر في الحرّ ، قالوا :لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ( 81 ) ( التوبة ) ، مع أن النفير ليس له وقت دون وقت ، بل بحسب الضرورة ، وللتكتيك الإسلامي فيه طريقتان ؛
الأولى : الوحدات الصغيرة للهجوم المباغت المتكرر ،
والثانية : 
الجيش بأكمله ، أو ما يسمى بالهجوم العام والحرب الشاملة ، كقوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً( 71 ) ( النساء ) ، وأخذ الحذر يسمى الخداع الاستراتيجي ، ويكون قبل القتال بالتمويه على العدو والهجوم على الجيوب من خلال سرايا مفردة ، وهو معنى الثبات ، أي الجماعات المتفرقة .
وأصل النفر : عدة رجال من ثلاثة إلى عشرة ، ويصلح ذلك للتجسس ، ويقابله النفر الجماعي ، أي بالجيش الكثيف . والتثاقل عن النفر ضد الدين والإيمان بقوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَ رَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ( 38 ) ( التوبة ) ، والآية نزلت فيمن تخلّف عن غزوة تبوك سنة تسع من الهجرة بعد الفتح بعام . ومن تكتيكات النفر : التنقل بسرعة من مكان إلى مكان لأمر يحدث ، ولذا يناقضه التثاقل . وفي الحديث لعائشة « أجرك على قدر نصبك » أخرجه البخاري .
ويقول تعالى :انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا( 41 ) ( التوبة ) ، قيل قديما : الخفيف الشاب ، والثقيل الشيخ ، أو أن الخفيف الفقير ، والثقيل الغنى ، وقيل حديثا : 
أن الخفيف جندي المشاة ، والثقيل جندي الفرسان ، أو أن الخفيف طليعة الجيش ، والثقيل الجيش بأسره ، والمعنى العام أن النفر ليس للكافة ولكنه لجميع القادرين ، كقوله :وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً( 122 ) ( التوبة ) ، أي أن الجهاد على الأعيان ، أي القادرين ، وأنه فرض كفاية ، إلا في حالة الاحتلال فيكون النفر عاما ، وعلى الجميع خفاقا وثقالا ، شبابا وشيوخا ، نساء ورجالا .
وفي هذا المعنى عن الخفة والثقل سأل ابن أم مكتوم الرسول صلى اللّه عليه وسلم : أعليّ أن 
أنفر ؟ قال : « نعم » ، فأنزل اللّه الآية :لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ( النور 61 ) ، والآية :لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ( التوبة 91 ) فكانتا أصلا في سقوط التكليف عن العاجز ، فتارة يقوم العجزة بعمل مدنى خلف خطوط القتال ، وذلك فعل بدل فعل ، وتارة يدفعون بدلا ماليا ، ولا فرق بين العجز من جهة القوة وبين العجز من جهة المال ، ونظيرهما قوله تعالى :لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها( البقرة 286 ) ، فلا يعفى إذن من النفير إلا المعذّرون ، وهم الذين يعرف عذرهم ، كأرباب الزمانة والهرم والعمى والعرج إلخ .
وقد فهم المسلمون الأوائل ذلك فلم يكونوا يتخلفون عن الجهاد ، وفي الحديث : « وإذا استنفرتم فانفروا » ، فإذا تعيّن الجهاد بغلبة العدو على قطر من أقطار الإسلام ، وجب على كل الدول الإسلامية أن تنفر وتخرج للمساعدة ، وإذا عجز قطر إسلامي عن ردّ عدو غاز ، فعلى الأقطار المجاورة استنفار أهلها للمدافعة عن المهزوم ، فكما أن احتلال مدينة يستوجب استنفار شعب القطر كله ، فكذلك سقوط قطر في يد العدو يستوجب استنفار أقطار المسلمين جميعها ، فالمسلمون كلهم يد على من سواهم ، حتى إذا قامت بدفع العدو شعوب الأقطار الإسلامية المجاورة ، سقط الفرض عن شعوب أخرى إسلامية في أقطار أبعد .
ولو قارب العدو دارا من دور الإسلام ، وهدد دولة من دوله ، وإن لم يدخل الدار ولا أعلن الحرب على الدولة ، لزم أيضا على الجميع الخروج إليه ، لتحفظ الحوزة ، وتصان بيضة الإسلام ، ويخزى العدو ، وذلك من أصول الفكر الإسلامي ، ومن المبادئ الثابتة في سياسة الدولة الإسلامية .

ومن النفر ما هو نافلة ، وهو أن يخرج المسلمون جماعة بعد جماعة ، ومن نفير الثبات كما في الآية : إعداد المخابرات ، وإيفاد البعوث والوفود إلى بلاد العدو ، لرصد دفاعاته ومواطن قوته وضعفه ؛ والتبرع للقوات المسلحة زمن الحرب منصرف للزكاة له الأولوية ، والعاجز عن الجهاد بنفسه بوسعه أن يجاهد بماله ، بتجهيز الجيش ، ومن يجهّز مجاهدا فقد جاهد ، والجهاد يكون بالمال كما يكون بالنفس ، وفي الحديث : « جاهدوا بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم » ، والجهاد باللسان يعنى بالكلمة ؛ وتوظيف الأقلام والإذاعات المسموعة والمرئية ، والسينما ، والمسرح ، والمدرسة ، والجامع ، في خدمة التعبئة - من الجهاد ، وهذا وصف لأكمل ما يكون النفير والجهاد ؛ والجهاد بالمال واللسان صنو الجهاد بالنفس ، وفي الحديث : « من جهّز غازيا فقد غزا ، ومن خلفه في أهله فقد غزا » ، يعنى من انفق على المقاتلين فهو مقاتل ، ومن أعال أهل المجاهدين فقد جاهد .
والجهاد باللسان كالجهاد بالقلم ، والمقصود به الجهاد الإعلامى .

   * * *    

1527 - ( حرب المؤمنين وحرب الكافرين )

المؤمنون إذا دخلوا حربا تفرض عليهم ؛ والكافرون يشنون الحروب ، ويؤلّبون الناس على بعضهم البعض ، ويوقعون بين الدول . والمؤمنون يسعون في الخير ؛ والكافرون سعيهم في الشر . وقضية المؤمنين يكسبونها في مناخ السلم ؛ وقضية الكافرين يخسرونها في السلم ويكسبونها بالحرب الضروس ، وفي القرآن عن الاختلاف بين الفئتين في الحرب :الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً( 76 ) ( النساء ) ، والطاغوت : هو النقيض للحق والعدل والخير والجمال ، وهو صنو الباطل والشرّ والقبح ، والقرآن يستنصر المؤمنين أن يقاتلوا الكافرين إذا فرض عليهم القتال ، ويسمى الأفراد والمجتمعات والدول الباغية المعتدية أولياء الشيطان ، وهذا هو الاسم الذي أطلقه الخومينى أبو الثورة الإسلامية الإيرانية رحمة اللّه عليه ، على الأمريكيين وحلفائهم ، وكان يقول : أمريكا هي الشيطان .
وقانون اللّه وكلمته هما الحق : أن كيد الشيطان ضعيف ، وكيد أمريكا - مهما كانت - هو الضعيف ، ولذلك قيل في أمريكا : إنها من ورق ! فلا يخشى المؤمنون أولياء الشيطان - ولا الشيطان نفسه - أمريكا !

   * * *

1528 - ( لن يرضى اليهود ولا النصارى عن الإسلام )

في الآية :وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا( 217 ) ( البقرة ) ، والآية :وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ( 120 ) ( البقرة ) ، تحذير دائم للمؤمنين من نوايا أعداء الإسلام ، فطالما هناك إسلام فلا يزال اليهود والنصارى يبذلون جهودهم لإدخال المسلمين في معامع ، وينصبون لهم الشراك ، ويوقعون بين بعضهم البعض ، وبينهم وبين غيرهم ، حتى يحيلوا حياة المسلمين إلى جحيم ، فيتمنون لو هجروا الإسلام ، وهذه هي غايتهم إن استطاعوا ؛ فالمستهدف هو الدين ، وشهادة المسلمين « لا إله إلا اللّه » ، كقوله تعالى :يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ( 32 ) ( التوبة ) ، فهي إذن « حرب دائمة » وإن لم تكن معلنة ، و « حرب شاملة » وإن بدت على فترات وفي بلاد دون بلاد !
   * * *

1529 - ( أول آية في القتال )

هي الآية :وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ( 190 ) ( البقرة ) ، وكانت أول آية تنزل في القتال بالمدينة ، فلما نزلت كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقاتل من يقاتله ويكفّ عمّن كفّ عنه .
والمسلم أصلا لا يعتدى ، ولكن إذا قوتل وأخرج من دياره وحورب في دينه ومنع من القيام به ، فله أن يقاتل ، وقوله « الّذين يقاتلونكم » هو تهييج وإغراء بالأعداء الذين همّتهم قتال الإسلام وأهله ، أي كما يقاتلونكم فقاتلوهم كقوله تعالى :فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ( 191 ) ( البقرة ) ، وقوله :اقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ( 191 ) ( البقرة ) ، يعنى إلى أن يخرجوا مما استولوا عليه من دوركم وأراضيكم .
ولا خلاف أن القتال كان محظورا قبل الهجرة بقوله :ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ( 34 ) ( فصلت ) ، وقوله :فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ( 13 ) ( المائدة ) ، وقوله :وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا( 10 ) ( المزمل ) ، وقوله :لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ( 22 ) ( الغاشية ) ، فلما هاجر المسلمون إلى المدينة إخراجا من ديارهم ، أمروا بالقتال لأول مرة .
وروى عن أبي بكر الصدّيق : أن أول آية نزلت في القتال قوله تعالى :أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا( 39 ) ( الحج ) ، والأصحّ أن أول آية في القتال هي الآية :وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ( 190 ) ( البقرة ) .

   * * *

1530 - ( آية السيف المزعومة في القرآن )

قيل هي الآية :فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 5 ) ( التوبة ) ، أطلقوا عليها هذا الاسم ، وقالوا : إنها نسخت كل عهد بين النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وبين أحد من المشركين ، وكل عقد ، وكل مدة ، وقال ابن عباس في هذه الآية : أمره اللّه تعالى أن يضع السيف فيمن عاهد إن لم يدخلوا في الإسلام ، وأن ينقض ما كان سمّى لهم من العهد والميثاق .
والمفسرون على اختلاف في هذه الآية التي قالوا فيها إنها آية السيف ، فأولا الآية ليست مطلقة فيقتل المسلمون كل سكان العالم من غير المسلمين ، فهذا جنون لو أخذنا بهذا التفسير ، وإنما الآية نزلت في أهل مكة الذين نقضوا العهد ومالئوا بنى بكر حلفاءهم ، على خزاعة أحلاف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقتلوهم في الحرم ، فعندئذ غزاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في رمضان سنة ثمان ، ففتح مكة ومكّنه من نواصيهم ، فأطلق من أسلم منهم بعد القهر والغلبة عليهم ، فسمّوا الطلقاء ، وكانوا قريبا من ألفين ، ومن استمر على كفره وفرّ ، بعث إليه بالأمان والإذن بالتسيير لأربعة أشهر يذهب فيها حيث يشاء ، ومنهم صفوان بن أمية ، وعكرمة بن أبي جهل ، وغيرهما .
ولم يصدر الأمر بالقتل اعتباطا وإنما لأنهم قوم لا أمان 
لهم ، كقوله تعالى :وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ( 8 ) ( التوبة ) ، وقال فيهم :وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ( 10 ) ( التوبة ) ، واشترط لقتالهم شرطين :وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ( 12 ) ( التوبة ) ، فقصر القتال أولا مع الأئمة منهم ، أي الزعماء الكبار ، كأبى جهل ، وعتبة ، وشيبة ، وأمية بن خلف وأضرابهم .
وعدّد مبررات قتالهم فقال :أَ لا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ( 13 ) ( التوبة ) فهذه ثلاث مبررات مادية ، ثم هناك المبررات المعنوية :قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ( 14 ) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ( 15 ) ( التوبة ) ، وفي حالة مشركي مكة فإن هناك المبرر القوى لقتالهم وهو تخليص المسجد الحرام من أيديهم ، لأنهم كقوله تعالى :نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا( 28 ) ( التوبة ) فهذه هي آية السيف إذن ، وهي خاصة بأحداث معينة ، والملاحظ أنه بعد نزول هذه الآية ما استحرّ قتال ، وكان دخول المسلمين مكة بلا قتال ونودي بالعفو عن أهلها .
ولم يكن الإسلام دين عدوانى ، وهو الذي يدعو بالموعظة ، واسمه الإسلام من السلام ، ولو شاء اللّه ورسوله أن يكرهوا الناس على الإسلام لأنزل اللّه من السماء آية :فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ( 4 ) ( الشعراء ) ، غير أن إيمان المكره لا نفع فيه ، كقوله :فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا( 58 ) ( غافر ) ، وقوله :لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ( 158 ) ( الأنعام ) ، وفي القرآن قد يكره المؤمن على الكفر ، كقوله :إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ( 107 ) ( النحل ) ، فما ذا لو حدث العكس وأكره الكافر على الإسلام وقلبه مطمئن بالكفر ؟

والناس قد تنطق الشهادتين نجاة بأنفسهم ، وتؤمن باللسان وتوافق المسلمين لفظا ، وقلوبهم تأبى ما يقولون ، وهم مطمئنون بالكفر ، فهل ذلك مطلب الإسلام : أن يكون هناك مسلمون اسما ؟ والأصل في طبقة المنافقين - سواء في اليهودية أو في النصرانية أو الإسلام - هو هؤلاء الذين يتهوّدون أن يتنصّرون أو يسلمون رياء .
والقرآن بنصّه وروحه ضد الإقرار بالإسلام بلا إيمان ، والإيمان ما وقر في القلب وصدقه اللسان . والحق أن الذي ارتبطت دعوته بالسيف هو موسى ، ويشوع ، وطالوت ، وداود ، وسليمان ؛ وللمسيح قول صريح في الدعوة بالسيف ، قال : « لا تظنوا أنى جئت لألقى على الأرض سلاما . لم آت لألقى على الأرض سلاما ولكن سيفا » ( متى 10 / 34 ) .

   * * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الخميس 16 نوفمبر 2023 - 20:07 عدل 2 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الخميس 16 نوفمبر 2023 - 18:25 من طرف عبدالله المسافربالله

 الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1531 - ( الإذن في القتال )

تبيّن الآية :أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ( 39 ) ( الحج ) الآية الأخرى :إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا( 38 ) ( الحج ) ، أي يدفع عنهم غوائل الأعداء ، بأن أباح لهم القتال ، ووعدهم بالنصر .
والآية فيها إضمار ، أي أذن للذين يصلحون للقتال في القتال، فالصلاحية واللياقة للجندية تكليف من اللّه ، ثم يأتي النصر بإذن اللّه.

   * * *

1532 - ( لمن الإذن بالقتال ) ؟

الإخراج من الديار ومن الأوطان بغير حق هو أحد المظالم التي يؤذن القتال بسببها للمسلمين ، في قوله تعالى :الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ( 40 ) ( الحج ) ، وهذا هو ما يحدث الآن في فلسطين ، وفي السودان ، وإندونيسيا وشيشانيا ، والعراق ، فعمليات الإخراج مستمرة ، والترويع بقصد الدفع إلى ترك البلاد على قدم وساق ، وذنب المسلمين أنهم يقولون « ربّنا اللّه » ، وأنه « واحد لا شريك له ، لم يتخذ له ولدا ، ولا صاحبة » ولأنهم متمسكون بالقيم ، ويأخذون بأخلاق الصفوة . ولم يؤذن للمسلمين بالقتال قبل بيعة العقبة ، وإنما كان الأمر لنبىّ الإسلام صلى اللّه عليه وسلم أن يدعو إلى اللّه ، ويصبر على الأذى ، ويصفح عن الجاهل ، وظل ذلك مدة عشرة أعوام ، لإقامة حجة اللّه على الناس ، ووفاء بوعده الذي امتنّ بفضله في قوله :وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا( 15 ) ( الإسراء ) .
ولما شرع العقاب وجعل من جنس العمل ، وكان إخراج الكفار للمسلمين هو أهم جرائمهم ضد الإسلام ، أذن لهم بالقتال . والدليل أن الذين أخرجوهم هم الكفار ، أنه تعالى نسب الإخراج إليهم ، قال :إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا( 40 ) ( التوبة ) أي أخرجوا النبىّ والذين معه ، والإذن بالقتال لهؤلاء وحدهم الذين يخرجون من ديارهم .

   * * *

1533 - ( الأشهر الحرم أربعة )

في قوله تعالى :إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ( 36 ) ( التوبة ) ، يعنى أنه منذ خلق اللّه السماوات والأرض وعدة الشهور اثنا عشر شهرا ، هكذا استنّ منذ النشأة الأولى ، ولم يزل حكمها باقيا ، والمقصود اتباع أمر اللّه فيها ، ومنها أربعة أشهر حرم هي : رجب ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرّم ؛ ثلاثة سرد أي متتابعة ، وهي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرّم ، وواحد فرد هو رجب ؛ والقتال فيها محرّم ما لم يقاتلوا ولا تستحلّ للغارة ، ولا تستبدل وكانوا يستبدلونها في الجاهلية ، والاستبدال استحلال ، وكانوا يفعلون ذلك في النسيء - أي يؤخّرونه .
   * * *    

1534 - ( المسلم لا يقاتل المسلم )

عموم القتل محرّم في الإسلام بقوله تعالى :مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً( 32 ) ( المائدة ) . ولا تفرق الآية بين نفس ونفس ، وقتل الواحد كقتل الكل ، وإحياء الواحد كإحياء للكل ، وهذا القول من أعظم الأقوال ، ويعظّم تعاطى القتل ، والأحب أن نحيى الأنفس لا أن نقتلها ، ولذا يجيء :وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ( 151 ) ( الأنعام ) ، فنهى عن القتل تأكيدا ، ومن ذلك أن يقتل المسلم مسلما ، أو يقتل كتابيا فالأمر سواء ، والحق الذي يجوّز القتل هو أن يرتكب ما يستحق عليه أن يقتل ، كأن يهمّ هو نفسه بالقتل فيدفع الآخر عن نفسه فيقتله ، وفي الآية :وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً( 92 ) ( النساء ) يفيد أنه لا يقتل المؤمن أخاه المؤمن بوجه من الوجوه إلا خطئا ، وفي الحديث عند البخاري : « من قتل معاهدا له ذمة اللّه ورسوله فقد أخفر بذمة اللّه » .
ويحفل القرآن والحديث بالنهى عن القتل ، وللقتل العمد أحكام في الإسلام في الدنيا والآخرة ، سواء كان المقتول مسلما أو ذميا . وقد يحدث في بلاد الإسلام أن يرفع المسلم السلاح على المسلم ، كما في الاضطرابات السياسية ، وعند الغضب أو الثأر ، وفي الحديث : « إذا التقى المسلمان حمل أحدهما على صاحبه السلاح فهما على جرف جهنم ، فإذا قتله وقعا فيها جميعا » أخرجه الطيالسي ، فهل إذا وقع الشر من أحدهما ، أن يستسلم الآخر ولا يدفع عن نفسه ؟ وهل إذا أراد أحدهم ولو كان مسلما أن يقتلني ، أفلا أقاوم ذلك ؟ والجواب أن هذا الحديث وأمثاله ورد على من يضعف عن القتال ، وفي الفتن قد يقصر نظرنا عن معرفة صاحب الحق لننضم إليه ونطالب له بحقه بالقوة ، أو نعجز أن ندفع عنه ولو بالسلاح .
ولو كان الواجب في كل اختلاف يقع بين مسلم باغ عات ، وبين مسلم لا حول له ولا قوة ، أو بين دولة إسلامية معتدية وبين دولة إسلامية تجنح للسلم ، أن نهرب من المواجهة وأن نلزم المنازل ، ونكسر السلاح ، لما أقيم حدّ ، ولا أبطل باطل ، ولوجد أهل البغى من غير المسلمين أو الدول غير الإسلامية ، وكذلك أهل الفسوق من المسلمين ، سبيلا إلى الطغيان والعدوان ، وارتكاب المحرّمات ، من أخذ الأموال ، وسفك الدماء ، واغتصاب الحريم .
ولو كفّ المسلمون أيديهم عن الظلمة والسفّاحين ، بدعوى أنهم لو قاوموهم لكانت فتنة ، وبدعوى أن الإسلام ينهانا عن القتال في الفتن ، لكان في ذلك مخالفة للأمر بالأخذ على أيدي السفهاء سواء ادّعوا الإسلام أو كانوا من غير المسلمين . وهذا الحديث وأمثاله للنهي عن اقتتال المسلمين على الدنيا ، وإنذار القاتل والمقتول أنهما جميعا في النار .
وفي مثل ذلك كان الحديث : « لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس 
زمان لا يدرى القاتل فيما قتل ، ولا المقتول فيما قتل » فقيل : كيف يكون ذلك ؟ قال : « الهرج .
القاتل والمقتول في النار » ، والهرج : هو الاختلاط والفتنة والقتل ، والحديث يعنى أن القتال يندلع بين المسلمين عن جهل وطلب للدنيا ، واتباع للهوى ، فذلك معنى أن يكون القاتل والمقتول في النار ، فالأول لأنه معتد أثيم ، والثاني لأنه كان ينوى هو الآخر قتله .
وأي قتال لا يجيزه الإسلام إن لم يكن عن تقوى اللّه ، وفي الحديث : « من قاتل تحت راية عمية ، يغضب لعصبة ، أو يدعو إلى عصبة ، أو ينصر عصبة ، فقتل ، فقتلته جاهلية » ، والراية العمية : هي أن يقاتل لضلالة ، أو يقاتل للقتال ولا يعرف لما ذا يقاتل ، فحاله حال الإمّعة .

   * * *

1535 - ( القوة لازمة للدولة الإسلامية )

* الآية :وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ( 60 ) ( الأنفال ) جامعة فاذة تحث على الإعداد الحربي ، والاستعداد للجهاد ، وملاقاة أعداء يبدءون المسلمين بالقتال ، ويظهرون لهم البغضاء ، وهؤلاء هم الظاهرون ، وغيرهم مستترون ، يعادون المسلمين في الخفاء لا يعلمهم إلا اللّه . واستخدام الجيوش لا يكون إلا لردّ العدوان وليس لأن يستأثر الطغاة بها ضد شعوب الإسلام ، أو للفخر والرياء والنواء ، فإن كانت لهذا الغرض فهي وزر على أصحابها .
وفي الآية أن المسلمين مهما أنفقوا في الجهاد فإنه يوفّى إليهم بالتمام والكمال ، والجنية يضاعف ثوابه في سبيل اللّه إلى سبعمائة ضعف . وكل ما تعدّه الدول والحكومات والشعوب الإسلامية من جيوش فهو خير للأصدقاء وشرّ للأعداء ، ويدخل ضمن اصطلاح الإعداد في الآية .
والقوة هنا هي القوة الحربية والاقتصادية ، وتماسك الجبهة الداخلية ، وارتفاع مستوى الخدمات التعليمية والصحية ، وأن يجد كل فرد في الأمة ما يناسبه من التعليم وما يلائمه من السكن ، وما يكفيه من الدخل ، وأن يستشعر الأمن والمساواة والعدل ، وأن يكفل له المعاش عند الشيخوخة ، ويختلف معنى القوة من جيل إلى جيل ، ومن عصر إلى عصر ، وكانت القوة في الماضي هي الرمي ، ورباط الخيل ، واليوم القوة في السلاح النووي والجوى والبحري ، وفي الصواريخ والمدفعية والدبابات ، وأوصى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أمة الإسلام : أن تحرص على القوة ، وأن تعلى من قيمة الجندية ، ومن أحاديثه صلى اللّه عليه وسلم قال : « يا بنى إسماعيل ، ارموا فإن أباكم كان راميا » يعنى كان جنديا ومقاتلا .
والجندية فرض كفاية في السلم ، وفرض عين في الحرب ، على المرأة والرجل على السواء ، والجهاد يشرع للمرأة كالرجل حسب وسع كل منهما ، وفي الحديث : « كل شئ يلهو به الرجل باطل إلا رميه بقوسه ، وتأديبه فرسه ، وملاعبته أهله ، فإنه من 
الحق » ، يعنى أن كل ما يتلهى به المسلم والمسلمة مما لا يفيدهما في العاجل ولا في الآجل فهو باطل والإعراض عنه أولى .
والزواج واجب للإنجاب وإكثار الأمة وليس للتلهى ، وبالأولاد تعمر الدولة بالأفراد ، والرياضة البدنية إن كانت للهو فهي باطل ، وإن كانت من نوع رياضيات القوة الدفاعية كالكاراتية فهي حقّ .
ولو كانت الآية اقتصرت على قوله :وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍكان يكفى ، ولكنها خصّت الرمي ورباط الخيل لأنهما كانا أصل الحروب وأوزارها ، ويقابلهما الآن معاني للقوة ورباط الخيل مختلفة في زمن الحرب فيه إلكترونية .
ويظل الجندي المدرّب هو أقوى القوة وأشد العدّة ، ويظل إعداد هذا الجندي بالعقيدة هو أفضل الإعداد .
وفي الآية فإن الوقف على رباط الخيل جائز ، وكذلك الوقف الآن على إعداد الجيوش ، وتقوية الجبهة الداخلية ، والإنفاق على البحوث ، وإنشاء الجامعات المدنية والعسكرية ، وكل مال ينتفع به في تقوية الدولة فجائز أن يوقف ، كالأرض الزراعية ، والعمارات السكنية ، واستثمارات الأموال في الشركات والمصارف وغيرها .

   * * *

1536 - ( الرباط )

في قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( 200 ) ( آل عمران ) جمع اللّه تعالى ثلاث وصايا لا غنى عنها في الحرب ، فحضّ على الصبر على مكاره الحرب ، وأمر بمصابرة الأعداء ، وبالمرابطة بالعدة والعتاد ، ونظيره قوله تعالى :وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ( الأنفال ) .
ورباط الخيل هو كل ما من شأنه تسهيل وتسريع وتفعيل الرمي ، وفي الحديث : « ألا إن القوة الرمي » ، وسلاح المدرّعات ، والطيران ، والسلاح البحري ، وسلاح الدبابات ، والمدفعية ، كل ذلك حلّ محل الخيل ، والمرابطة بهذا العتاد من الدين . والمرابطة أصلا هي ملازمة المواقع العسكرية على أهبة استعداد لخوض المعركة ، ومنها الرباط المعنوي ، برفع الروح المعنوية ونشر التوعية . والمرابط في سبيل اللّه : هو المدافع عن وطنه وعقيدته .
وجاء في فضل الرباط : « رباط يوم في سبيل اللّه خير من الدنيا وما فيها » ، والرباط هو الجندية ، والمرابطة هي الخدمة العسكرية ، والرباط هو أفضل الأعمال التي يبقى ثوابها بعد الموت ، ويضاعف أجره إلى يوم القيامة ، وكذلك انتظار الصلاة بعد الصلاة فإنه رباط، والمسلمون لم يؤمروا بالجهاد من غير تقوى ، والرباط أساس كل تقوى وفلاح وبقاء.

   * * *    

1537 - ( الجهاد )

الجهاد : في اللغة بذل الوسع من القول والفعل ، كقوله تعالى :وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي( العنكبوت 8 ) ؛ وفي الشرع فإن الجهاد هو بذل الوسع في سبيل اللّه وخدمة الدين والزود عن حياض الأمة والدعوة إلى الإسلام ، ويقال جهاد في سبيل اللّه ، وفي الإسلام يتوجه الجهاد إلى الكفار والمنافقين وأعداء اللّه والمسلمين ، كقوله تعالى :جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ( التوبة 73 ) ، ويأتي الجهاد في المرتبة بعد الإيمانتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ( 11 ) ( الصف ) .
والهجرة والجهاد علامتان للإيمان ، كقوله :وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ( 218 ) ( البقرة ) .
ويأتي عن الجهاد والمجاهدين في القرآن تسعا وعشرين مرة ، وحقيقة من يجاهد للّه إنه يجاهد لخلاص نفسه ونجاتها ، كقوله :وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ( 6 ) ( العنكبوت ) ، والإخلاص شرط الجهاد ، ومن الجهاد ما هو صغير وما هو كبير ، والجهاد الشرعي هو الجهاد الكبير ، كقوله :فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً( 52 ) ( الفرقان ) ، والمجاهد نقيضه القاعد عن الجهاد ، كقوله :لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ( 95 ) ( النساء ) .

والجهاد جهادان : جهاد عرفى وهو الجهاد في الحياة ، وجهاد عام في دين اللّه وطلب مرضاته ، والردّ على الظالمين ، وأعظمه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، ومنه مجاهدة النفس في طاعة اللّه وهو الجهاد الأكبر .
   * * *

1538 - ( الحضّ على الجهاد )

الجهاد فرض ، والحض عليه وتحريض المسلمين ليجاهدوا من أولى مهام الداعية ، واللّه تعالى يقول :وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً( 75 ) ( النساء ) .
وفي هذه الآية يتوجه الجهاد ضد الدولة الظالمة كالدولة اليهودية التي تظلم الفلسطينيين ، والدولة الروسية التي يعيش فيها المسلمون مضطهدين ، والدولة الهندية التي يفزّع فيها المسلمون ويقتلون ، وتهدم مساجدهم .
ومن البلاد الإسلامية من يضطهد المسلمين ويغلق مساجدهم قسرا ويصادر ملكيتها ، ويمنع دراسة الدين ، ويحكم بالطاغوت . والجهاد في الآية بغرض تخليص المستضعفين ، أوجبه تعالى لإعلاء كلمة اللّه وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده ، وإن كان في الجهاد تلف للنفوس .
وإنقاذ المسلمين من أحوالهم المتردّية ، ومظالم الدولة الجائرة والحاكم الظالم ، واجب على جماعة 
المسلمين ، إما بالقتال ، وإما بالأموال - وذلك أوجب لكونها دون النفوس ، إذ هي أهون ، في الحديث : « فكّوا العاني » ، وهو الذي يعاني الظلم والاضطهاد ويحرم من حقوق المواطنة وحقوق الإنسان .
   * * *

1539 - ( الجهاد وحق الجهاد )

تقول صوفية المسلمين : إن الجهاد في سبيل اللّه هو « الجهاد الأصغر » ، وعندهم « الجهاد الأكبر » وهو مجاهدة النفس الأمّارة بالسوء ، والحق أن الجهاد بالمال والنفس في سبيل اللّه هو أعلى الجهاد ، وهو « حق الجهاد » ، والجهاد لا يكون جهادا إلا إذا كان جهادا بحق ، كقوله تعالى :وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ( 78 ) ( الحج ) ، ومعنى « حقّ جهاده » أن يمتثل المجاهد جميع ما أمر اللّه ، وأن ينتهى عن كل ما نهى عنه ، ويجاهد نفسه على طاعته تعالى ، ويردّها عن هواها ، ويجاهد الشيطان ويردّ وسوسته ، ويجاهد الظلمة ويردّ ظلمهم ، ويجاهد الكافرين ويردّ كفرهم ، كقوله تعالى :فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ( 16 ) ( التغابن ) ، وفي الحديث « خير دينكم أيسره » ، والأيسر هو الوسع ، فكأن حق الجهاد هو بذل ما في الوسع والاستطاعة ، وفي الحديث أيضا : « المجاهد من جاهد نفسه للّه عزّ وجلّ » أخرجه الترمذي ، أي جعلها في طاعته ، ولما سئل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : أي الجهاد أفضل ؟ قال : « كلمة عدل عند سلطان جائر » أخرجه ابن ماجة ، والحديث عن الجهاد في دولة الظلم ، ويبقى دائما أن أفضل الجهاد هو الجهاد بالمال والنفس .
   * * *

1540 - ( فضل الجهاد )

لا عمل يفضل الجهاد أبدا ، لقوله تعالى :أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ( التوبة 19 ) ، فأي عمل مدنى لا يساوى الجهاد عن إيمان ، وقوله :الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ( 20 ) ( التوبة ) ، وليس أعظم درجة عنده تعالى ممن هاجر مجاهدا وضحّى بنفسه وماله في سبيل اللّه ، وفي الحديث : « من ترك الجهاد ألبسه اللّه ذلا وفقرا في معيشته ، ومحقّا في دينه » .
والجهاد عزّ الإسلام ، وباب من أبواب الجنة ، وهو لباس التقوى ، ودرع اللّه الحصينة ، وجنته الوثيقة ، ومن تركه يشمله البلاء ، وضرب على قلبه ، وأديل الحق عنه ، وسيم الخسف ، ومنع النّصف .
والرباط من الجهاد ، وهو انتظار العدو ، وأن يكون مستعدا دائما للقتال حذر المفاجآت ، كقوله تعالى :اصْبِرُوا 
وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ( آل عمران 200 ) . والرباط حراسة ، وفي الحديث : « عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية اللّه ، وعين باتت تحرس في سبيل اللّه » رواه الترمذي .
   * * *

1541 - ( من يجب عليه الجهاد ؟ )

من اجتمعت فيه ست شرائط وجب عليه الجهاد : الإسلام : فلا استعانة بغير مسلم في القتال ، وقد يستأجر غير المسلم للخدمة لا غير ؛ والبلوغ : فلا يكون صبيا غير مميز ؛ والعقل : فلا يكون مجنونا ؛ والحرية : فلا يكون مسجونا أو متّهما في شرفه ؛ والسلامة : فلا يكون ضريرا ، أو به عرج شديد ، أو مريضا بمرض مزمن أو شديد ، ومع ذلك فيمكن للضرير والأعرج المشاركة في التعبئة المدنية .
ولا يهم في الجهاد إن كان المجاهد ذكرا أو أنثى ، فلكل مجاله الذي يجاهد فيه ، ويمكن للنساء القيام بكافة الأعمال خلف خطوط القتال .

   * * * 

1542 - ( زمان الجهاد ومكانه )

القتال جائز في زمان دون زمان ، وفي مكان دون مكان ؛ فأمّا المكان الذي لا يجوز فيه القتال فهو المسجد الحرام ، إلا إذا ابتدأ المعتدى بالقتال ، كقوله تعالى :وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ( البقرة 191 ) ، و « عند » تفيد المكان والبلد ، وفي الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم فتح مكة « إن هذا البلد حرّمه اللّه يوم خلق السماوات والأرض ، فهو حرام بحرمة اللّه تعالى إلى يوم القيامة » أخرجه مسلم ، ومكة حرام تعظيما للمسجد الحرام ، والقتال عنده حرام ، وقتال المسلم عنده لردّ العدوان ، وهو قتال دفاعى .
ويتعيّن على المسلم الجهاد في ثلاثة مواضع : الأول : التقاء الجيوش ، فلا يهرب من القتال ، كقوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ ( 15 ) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ( 16 ) ( الأنفال ) ، والأمر بعدم الإدبار مقيّد بالشريطة المنصوصة في مثلي المؤمنين ، فإذا لقيت فئة من المؤمنين فئة هي ضعف المؤمنين من الأعداء ، فالفرض ألا يفروا أمامهم ، فمن فرّ من اثنين فهو فار من الزحف ، ومن فرّ من ثلاثة فليس بفار من الزحف ، ولا يتوجّه عليه الوعيد .
و « التحرّف » في القتال هو الانحراف من جانب إلى جانب ، وسرعة نقل القوات ، لمكايد الحرب ، وكذلك « التحيّز » وهو أن يأمر القائد قواته بالتوجه إلى نقاط الضعف لنصرة جماعة المسلمين المحاصرة ؛ والثاني : إذا نزل العدو ببلد تعيّن على 
أهله قتالهم ودفعهم ، كقوله تعالى :وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ( البقرة 191 ) ؛ والثالث : إذا استنفر المسلمون لزمهم النفير ، كقوله تعالى :كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ( البقرة 216 ) ، وقوله :ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ( التوبة 38 ) . والمكان : الذي يجوز القتال فيه ابتداء للدعوة إلى الإسلام هو أي مكان ما عدا المسجد الحرام .
وأما الزمان : الذي لا يجوز القتال فيه ، فهو الأشهر الحرم ، وعددها أربعة : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرّم ، ورجب ، إلا إذا ابتدأ المعتدى بالقتال فيها ، فيجوز الدفع حينئذ ، كقوله تعالى :فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ( التوبة 5 ) ، وقوله :الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ( البقرة 194 ) ، فمن استحلّ قتال المسلمين في الشهر الحرام استحلّوا أيضا قتاله فيه ، قصاصا على اعتدائه .

   * * * 

1543 - ( درجات المجاهدين في سبيل الله )

المجاهدون درجات ومنازل عند اللّه تعالى ، كقوله :وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا( 19 ) ( الأحقاف ) ، وقوله :فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى( 75 ) ( طه ) ، وفي الحديث : « إن في الجنة مائة درجة أعدّها اللّه للمجاهدين في سبيل اللّه » ، وفي قوله تعالى :فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ( 23 ) ( الأحزاب ) ، فالأولون هم الشهداء ، والثانون هم المرابطون .
وفي الرواية أن أحدهم قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : الرجل يقاتل للمغنم ، والرجل يقاتل للذكر ، والرجل يقاتل ليرى مكانه ، فمن في سبيل اللّه ؟ قال : « من قاتل لتكن كلمة اللّه هي العليا فهو في سبيل اللّه » ، وذلك أعلى درجات الجهاد وأسمى درجات المجاهدين .

   * * *

1544 - ( الحرب إثخان )

الجهاد من شريعة الإسلام ، وجهاد الكفر واجب على كل مسلم ، بالحوار دائما وبالقتال لو اقتضت الظروف . والحرب تفرض على المسلم ولا يسعى لها ، وحربه دفاعية ، فما ذا تكون عليه طريقة الحرب كما ينصح بها القرآن ؟ وتحدد الآية :فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها( 4 ) ( محمد ) من يكون عدو المسلمين ؟ وكيف تكون مجاهدته ؟ والطريقة التي يحسن اتباعها معه . فأما العدو فهو الكافر الذي يخالف الإسلام ، ويظهر له العداء ، ويكيد للمسلمين ، وهذا لا عهد له ولا ذمة .
والمعتدون على دولة مسلمة ، كالشيشان ، 
وفلسطين ، وأفغانستان ، وإيران ، والعراق ، وليبيا ، والسودان ، أو على شعب مسلم كشعب فلسطين ، بلادهم بلاد حرب ، وطريقة القتال معهم أساسها « الضرب في المليان » حتى الإثخان ، وضرب الرقاب : خصّ به الرقاب بالذكر ، لأن القتل أكثر ما يكون بالرقاب ، وفي الآية لم يقل اقتلوا العدو ، لأن في عبارة « ضرب الرقاب » تغليظا وشدة ليسا في لفظ القتل ، وتصويرا للقتل بأشنع صورة ، وهو حزّ العنق وإطارة العضو الذي هو رأس البدن ؛ والإثخان : هو الإكثار من القتل ؛ وشدّ الوثاق : هو الأسر وربط الأسير بالأغلال فلا يفر ؛ فإذا وضعت الحرب أوزارها ، كان للهيئة الحاكمة التي لها سلطة القرار السياسي أن تختار بين الفدية : وهي إطلاق الأسير لقاء فائدة تعود على المسلمين ، كأن تكون تبادل الأسرى ، أو إعادة الممتلكات والأموال ، أو الجلاء عن الأرض إلخ ؛ وبين المن : وهو إطلاق الأسير دون مقابل ، لأنه من الجرحى أو المعوقين ، أو الزمنى ، أو المرضى ، أو المدنيين الذي لا يحسنون القتال ، وبين العفو عن فئة المستضعفين الذين لا يخشى أن يحملوا السلاح وينبذوا إلى القتال لو عادت جماعتهم لقتال المسلمين .
   * * *

1545 - ( الحرب مقدّرة بقدرها )

الحرب في النظرية الإسلامية ضرورة ، كتبها اللّه على المؤمنين وهو يعلم أنهم يكرهونها :كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ( 216 ) ( البقرة ) ، ولذلك فقد جعلها مقدّرة بقدرها فقال :فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ( 191 ) ( البقرة ) ، وقال :إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ( 9 ) ( الممتحنة ) ، وقال :وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا( 190 ) ( البقرة ) ، فقصر القتال على المقاتلين ، وأما من تجنّب الحرب فلا يحلّ قتالهم ولا قتلهم ، ولا التعرّض لهم بأي سوء ، ولذلك حرّم الإسلام قتل النساء ، والأطفال ، والمرضى ، والشيوخ ، والرهبان ، والأجراء ، طالما لم يحاربوا ، وحرّم المثلة : وهي أن يمثّل بالقتلى أو بالأحياء ، وحرّم قتل الحيوانات ، واقتلاع الزروع ، وحرث الأرض ، وحرق المحاصيل ، وتلويث الآبار ، وهدم البيوت ، مما يفعله اليهود في فلسطين ، والأمريكان في أفغانستان ، وحرّم الإجهاز على الجرحى .
وكان الرسول صلى اللّه عليه وسلم يوصى جنود الإسلام أن يتّقوا اللّه ، ويقول لهم : « اغزوا باسم اللّه في سبيل اللّه . قاتلوا من كفر باللّه .
اغزوا ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثّلوا ، ولا تقتلوا وليدا » ، ومرّ في إحدى الغزوات فعثر على امرأة مقتولة فاستنكر ذلك وقال : « ما كانت هذه لتقاتل » ، ثم نظر إلى وجوه أصحابه واختار أحدهم وقال له : « الحق بخالد بن 
الوليد : فلا يقتلنّ ذرية ، ولا عسيفا - أي أجيرا - ولا امرأة » ، ونهى عن النّهبى والمثلة - من النهب وهو الاستيلاء عنوة وقهرا ، والمثلة هي التنكيل .
وفي وصية أبى بكر لأسامة قال : 
« لا تخونوا ، ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثّلوا ، ولا تقتلوا طفلا صغيرا ، ولا شيخا كبيرا ، ولا امرأة ، ولا تعقروا نخلا ، ولا تحرّقوه ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاة ، ولا بقرة ، ولا بعيرا ، إلا لمأكلة ، وسوف تمرون بأقوام قد فرّغوا أنفسهم في الصوامع ( أي الرهبان ) فدعوهم لما فرّغوا أنفسهم له » .
وأصدر عمر أوامره على نفس المنوال ، قال : « لا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تقتلوا وليدا ، واتّقوا اللّه في الفلاحين » ، وقال : « ولا تقتلوا هرما ، ولا امرأة ، ولا وليدا ، وتوقّوا قتلهم إذا التقى الزحفان ، وعند شن الغارات » .

وبعد ، فهذه هي تعاليم القرآن ، ومبادئ السنّة المشتقة من القرآن ، والتي تمثّلها المسلمون ، وكانت دائما القاعدة السلوكية لهم في الحرب لا يشذّون عنها ، وهذه هي إملاءات حضارة الإسلام ، فأين منها ما يفعل الآن بالمسلمين باسم صراع الحضارات ؟ وأين هذه السلوكيات الراقية من دعواهم في المسلمين بأنهم برابرة بينما هم المتحضرون ؟ !
   * * *

1546 - ( الحرب خدعة )

الحديث للرسول صلى اللّه عليه وسلم قال : « الحرب خدعة » ، بضم الخاء أو فتحها ، والأصح بالفتحة ، واللّه قد أمر بخداع أعداء الإسلام ، فلأنهم يلجئون للخداع ، فعلينا أن نخدعهم ، وخداعهم باطل ، وخداعنا حق ، واللّه تعالى ، وهو الحق يخادعهم ، يقول :يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ( 142 ) ( النساء ) ، ويقول :وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ( 9 ) ( البقرة ) ، ويقول :وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ( 62 ) ( الأنفال ) ، والخداع في الحرب : هو استعمال الحيلة ، وما أمر المسلمون باللجوء للخداع إلا لأن العدو في طبيعته الخداع ، والحروب أصلا قوامها الخداع ، والخداع إن كان من المسلمين فالآيات والحديث تحضّ عليه ، وإن كان من أعداء الإسلام فكأنه يحذرهم من مكرهم ، فلا ينبغي التهاون بهم ، لأن التهاون مفسدة ولو قلّ .
وخداع العدو في الحرب جائز كيف أمكن ، إلا أن يكون فيه نقض عهد أو أمان فلا يجوز .
وفي الآيات والحديث إشارة إلى استعمال الرأي في الحرب ، فلأنها خدعة وجبت فيها المشورة ، والاحتياج للرأي آكد في الحرب من الشجاعة ، والمخادعة أفضل في نتائجها من المواجهة ، لخطر المواجهة وحصول الظفر مع المخادعة ، بشرط أن لا تكون مخادعة ساذجة وإنما جيدة لصاحبها ، كاملة في مقصودها .

   * * *    

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
»  الباب الخامس عشر الإسلام والحرب من 1547 إلى 1597 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1681 إلى 1721 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1623 إلى 1650 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى