اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

16112023

مُساهمة 

 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2  د. عبد المنعم الحفني

ثانيا : الأدب والأخلاق

1480 - ( النظرية الأخلاقية في القرآن )

في سورة الكهف ، وفي قصة الخضر مع موسى : أن المتعلّم تبع للعالم وإن تفاوتت المراتب ، وقد يشذّ عن الفاضل ما يعلمه المفضول ، والفضل في القصة لمن فضّله اللّه ، والخضر كان وليا ، وموسى أفضل منه لأنه نبىّ ، والنبي أفضل من الولي .
ولقد خرق الخضر السفينة وهو عمل باطل ، وقتل الغلام وهو جرم مستشنع ، وأقام الجدار في قرية رفض 
أهلها أن يطعموهما وليس ذلك من العقل ولا من الحكمة ، وكلها أعمال كانت في حاجة إلى تفسير ، وفي الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن علم موسى والخضر ، وعلم اللّه تعالى ، أن الخضر قال : « ما علمي وعلمك من علم اللّه إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر » ، يريد أن اللّه تعالى له علمه ، والخضر له علمه ، وموسى له علمه ، وعلمه تعالى هو مطلق العلم ، وبعلمه تعالى فطر الإنسان على الأخلاق ، فالأخلاق من عند اللّه ، والأخلاق هي لبّ كل العلوم ، والأخلاق تترجم عن قيم ، والقيم جميعها خلقها اللّه ووضع ناموسها ، وعلم الخضر بها هو العلم الذي يتجاوز الأخلاق الإنسانية إلى الأخلاق المطلقة ، ولذلك قتل الخضر الغلام ، وخرق السفينة ، ولم يعتبر أيا من ذلك عملا لا أخلاقيا ، واعتبره موسى من الأعمال اللاأخلاقية ، وعلم الخضر لذلك هو علم لدنّى ، أي من لدنّ اللّه ، أي علم يتجاوز العلم ، وهو الحكمة الإلهية ، بينما علم موسى هو العلم التكليفي الشرعي : افعل ولا تفعل ، واللّه تعالى قد كلف الناس أن لا يقتلوا ، وأن لا يسعوا في الأرض فسادا .
ونفهم من آيات سورة الكهف وغيرها من السور ، أن فلسفة القرآن ، أو فلسفة الإسلام ، فلسفة مثالية أخلاقية ، تفترض أن للإنسان ملكة أخلاقيةmoral faculty، له بها الحدس المباشر بالحقائق والصفات الأخلاقية التي تنبه إليها تكليفاته تعالى ، وبالتربية القرآنية يتقوّى النزوع الفطري الباطن في الإنسان نحو استحسان بعض الأفعال ، واستهجان البعض الآخر ، والقدرة على تقويم الأفعال ببواعثها ، وليس بنتائجها .
ومن مجمل سور القرآن : أن الفعل الأخلاقي هو الفعل الحرّ الذي يقوم على الإرادة الحرّة الإنسانية ، ومجال حرية الإنسان وجوهره كأعظم مخلوقات اللّه هي في ممارسة إرادته الحرة ، كما أن الطبيعة والكون كله هما مسرح الإرادة الحرّة للّه تعالى . والأفعال التي تصدر عن الإنسان إما أنها أفعال تلقائية لا إرادية فطره اللّه بها ، وأداؤها موكول إلى اللّه تعالى ، كالتنفّس ، وضربات القلب ، والنمو ، والحزن ، والفرح ، والرغبة ، والطموح ، وكل منها يدفع إليه دافع فطرى واحد ، إلا الأفعال الإرادية ، وهي النوع الثاني من الأفعال الصادرة عن البشر ، وشرطها أن يكون لها أكثر من باعث ، وتكون هناك مفاضلة حرة بين البواعث ، ويختار الإنسان من بينها ما يناسبه في حرية ، وهو مسؤول عن اختياره تماما ، والخير هو اختيار الباعث الأسمى نسبيا . وكذلك لم يكن هناك أدنى تثريب على ما فعل الخضر ، لأن ما فعله هو اختياره .
بناء على الباعث الأسمى بالنسبة له . والباعث الأسمى في سلّم الدوافع عند موسى ، وعند بنى البشر ، هو الباعث الأخلاقي ، ويتلو ذلك بواعث أخرى أقل أهمية فأقل .
ولما وصف القرآن فعل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال :وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ( 4 ) ( القلم ) ، والرسول صلى اللّه عليه وسلم أسوة وقدوة ، كقوله تعالى :لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ( 21 ) ( الأحزاب ) ، يعنى أنه هكذا ينبغي أن يكون خلق المسلم ، وقالت عائشة : « إن خلقه صلى اللّه عليه وسلم كان القرآن » ، وقال علىّ : « إن أدبه صلى اللّه عليه وسلم هو 
علىّ : « إن أدبه صلى اللّه عليه وسلم هو أدب القرآن » ، والخلق في القرآن هو أوامره تعالى ونواهيه ، وأدب القرآن هو السلوكيات التي دعا الناس أن يأتوها ، والتي بإتيانها يتشكّل طبع المسلم ، ويصبح ما كان خلقا مدعوا إليه ، طبعا متأصّلا فيه .
وحقيقة الخلق في اللغة : أنها ما يأخذ به الإنسان نفسه من الأدب ، فيصير باستمرار الأخذ به كالخلقة فيه .
والإنسان مجبول على حبّ الخير ، وخلقة الخير فيه هي ما نسميه الطبيعة أو السجية ، والسجية السيئة أو الطبيعة الشريرة هي خلق متكلّف ، كقوله تعالى :لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ( 4 ) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ( 5 ) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ( 6 ) ( التين ) ، أي أن خلقته كانت أحسن الخلق ، فلم يكن له تعالى خلق أحسن من الإنسان ، فخلقه تعالى عالما ، قادرا ، مريدا ، متكلما ، سميعا ، بصيرا ، مدبّرا ، حكيما ، وهذه صفات الربّ سبحانه ، ولذا جاء القول المشهور : « إن اللّه خلق آدم على صورته » ، يعنى على صفاته ، وفي رواية « على صورة الرحمن » ، وهو صورة معنوية وليست متشخّصة ، ومن أين تكون صورته تعالى متشخّصة ؟

وأنّى لنا أن نحيط علما بشيء كهذا ؟ فلم يبق إلا أن تكون هذه الصورة « معان » . والإنسان هو أحسن ما خلقه تعالى باطنا وظاهرا ، لجمال هيئته ، وبديع تركيبه ، فالرأس بما فيه ، والصدر بما جمعه ، والبطن بما حواه ، واليدان وما تصنعان ، والرّجلان وما تحتملان ، ولذلك قال الفلاسفة فيه : « الإنسان هو العالم الأصغر ، وهذا الكون جميعه هو العالم الأكبر .
فهذا ما نعنى به جبلّة الإنسان وسجيته وفطرته وطبيعته ، وأما شرّه ، وفساده ، وعصيانه وفسوقه ، وذنوبه وآثامه وخطاياه وضلاله ، فكل ذلك كان له خلقا متكلّفا ، لمّا هجر العقل الذي يعقله عن النقائص ، وتابع الهوى الذي يردى النفس ، وهو قوله تعالى :رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ( 5 ) ( التين ) ، فلما خرج عن الصراط ضلّ وأضلّ ، إلا من تاب وأناب إلى ربّه وعمل صالحا ، وهو قوله :إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ( 6 ) ( التين ) ، وفي ذلك المعنى الأخير قوله :إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ( 2 ) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ( 3 ) ( العصر ) ، فالعودة بالإنسان إلى خلقته الجبلّية لا بدّ فيها من العودة إلى اللّه ، وهذا مضمون الدعوة الإسلامية ، وما اشتملت عليه رسالة القرآن ، فقوام الحياة بالأخلاق ، وقوام الأخلاق بالدين ، ونظرية الأخلاق في القرآن نظرية في الدين .

   * * *

1481 - ( وصيته تعالى بالوالدين )

شدّد اللّه تعالى في التوصية بالوالدين في ثلاثة مواضع ، في الأول قال :وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ( 8 ) ( العنكبوت ) ؛ وفي الثاني قال :وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ( 14 ) وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ( 15 ) ( لقمان ) ، وفي الثالث قال :وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ( 15 ) ( الأحقاف ) .
وفي الآيات الثلاث الوصية بالوالدين عامة لكل الناس ، وكل آية لها مجالها وأسبابها للتوصية بهما .

والحسن في الآية الأولى نقيض القبح ؛ والإحسان في الآية الثالثة نقيض الإساءة ، وشرط معاملة الأبوين أن تجمع بين الحسن والإحسان ، وأسباب هذه التوصية يعدّدها اللّه تعالى في الآيتين الثانية والثالثة ، فالأم في الآية الثانية تحمل في طفلها - وهي أصلا ضعيفة البنيان ، وكلما كبر الجنين في بطنها زاد أخذه من غذائها فازداد ضعفها .
وفي الآية الثانية تحمله الأم كرها وغصبا ، وتقاسى المشقة من الوحم ، والتعب من الغثيان ، والكرب من الثقل ، وتضعه كرها عنها ، وفي مشقة ، وتعاني الطلق وآلام وعسر الولادة ، ويذكر الوهن في الآية الثانية مرتين ، والكره في الآية الثالثة مرتين ، تأكيدا على ما تقاسيه الأم ، فحقّت التوصية بها ؛ ثم إنها في الآيتين تتعهده بالرضاعة فلا يفطم عنها مدة عامين أو أقل من ذلك أو أكثر ، وتحمله وترضعه مدة ثلاثين شهرا ، فأي عناء تتحمل الأم ، وأي مشقة تبتلى بها !
وفي الآية الثالثة تنبيه إلى ما يسمى في علم النفس بالرضاع النفسي ، ولو اعتقدنا أن علاقة الإنسان بأمه هي علاقة حمل ورضاع ، وأنها إذا ولدته وقطع الحبل السرّى بينهما ، انقطعت صلة الأم بطفلها ، فإننا تخطئ أيّما خطأ ، فالحبل السّرى النفسي مستمر ، والعلاقة النفسية بين الأم وطفلها قائمة وعلى أشدّها وإن اختلفت نوعيتها ، ولا تضعف هذه العلاقة إلا وابنها قد بلغ الأربعين وأنجب الأولاد ، وعندئذ تلتفت الأم إلى أحفادها توليهم رعايتها كرعايتها لابنها طفلا .
والأب أثناء ذلك يشارك الأم في أعباء التنشئة والتربية ، ويتعهدها بالنفقة ، فهذا هو فضل الأبوين بعامة ، والأم بخاصة ، فاستحقا أن يوصى اللّه تعالى بهما .
ولا يدرك الإنسان هذا الفضل لهما وللّه تعالى إلا في سن تمام النضج - في الأربعين ، فيشكر لهما واللّه ، ويدعو لأولاده أن تكون لهم الرعاية التي كانت له من أبويه ومنه تعالى ، فكأن الإنسان يدرك ربّه ويدين له بالفضل ، لو أدرك دور أبويه وشكر لهما ، ومن لم يحمد لأبويه فلن يحمد لربّه ، إلا أن يجاهده الأبوان في إيمانه باللّه فعندئذ لا طاعة لهما ولا حمد ، وذلك ما تضمنته الآيتان الأولى والثانية دون الثالثة .
والآيات الثلاث فيها التنبيه لدور الأسرة باعتبارها وحدة المجتمع ونواته ، ويجعل لها مرجعية تعليم الطفل ، بأن له إله خالق يرعاه وأبويه ، وفي الآيات الثلاث تأكيد على دور الأبوين معا في التنشئة والتربية ، وأن يكونا على وفاق حتى ينمو الطفل عارفا بفضلهما وفضل ربّه ، ويتعين بدوريهما التعين 
النفسي والاجتماعي السليم .
وفي الآيتين الأولى والثانية تحذير للأبوين من الإفراط أو التفريط في دوريهما ، وتحذير للأبناء أن يقصّروا ، لأنه في النهاية مرجعنا إلى اللّه ، فيكون حسابنا على ما أسلفنا في حق كلّ .

ووصايا الآيات الثلاث ، من أعظم الوصايا ، ومن عيون الحكمة في مجال علوم النفس والتربية والاجتماع ، وطب الأطفال ، والفقه ، وفيها جماع تعاليم هذه العلوم وخلاصتها .
   * * *

1482 - ( الأم لا تعق أبدا )

في التوصية بالأم قوله تعالى :وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ( 14 ) ( لقمان ) فذكر ضعف الأم وحاجتها للرعاية دائما ، وسوّى بين الأم والأب في الوصاية، وخصّ الأم بالأمور الثلاثة : الحمل والولادة والرضاعة.
وفي قصة موسى كانت الأم هي القلقة على ابنها ، والمتألمة والملتاعة ، ولذا قال فيها :فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ( 13 ) ( القصص ) فلم يقل أن لا تحزن أخته ، أو أبوه ، أو جدّه ، أو خاله إلخ ، وإنما اختصّ أمه :حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً( 15 ) ( الأحقاف ) لأنه تكوّن من عظمها ولحمها ، وشقت في حمله أيما شقاء ، وتعبت في ولادته ورضاعته أيّما تعب ، ولذا قال صلى اللّه عليه وسلم عندما سئل : من أحق بحسن صحابتى ؟
قال : « أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أبوك ، ثم الأقرب فالأقرب » ، فكرر الأم ثلاثا ، وذكر الأب في الرابعة ، والمراد أن الأم تستحق من أولادها الحظ الأوفر من البرّ ، وحقّها في ذلك مقدّم على حق الأب عند المزاحمة .
وفي الرواية أنه صلى اللّه عليه وسلم بعد الأم والأب ، ذكر الأخت ثم الأخ ، وقدّم الجدّ على الأخ ، وتقدّم القرابة من ذوى الرحم ، ويقدّم منها المحارم على من ليس بمحرم ، ثم سائر العصبات ، ثم المصاهرة ، ثم الولاء ، ثم الجار .
ومن الأدب مع الأبوين : أن لا يخرج الولد مجاهدا ، أو يقبل التجنيد في الجيش إلا بإذنهما ، ومن وصاياه صلى اللّه عليه وسلم في ذلك قال : 
« ففيهما فجاهد » ، ومن الأدب أن لا يسبّ الرجل والديه ، وعقوقهما من الكبائر ، وفي الحديث : « إن اللّه حرّم عليكم عقوق الأمهات » ، والعقوق مشتق من العق وهو القطع ، والمراد به صدور ما يتأذّى به الوالدان من ولدهما من قول أو فعل ، ووجوب طاعتهما في المباحات ، فعلا وتركا ، واستحبابها في المندوبات وفروض الكفاية ، كما لو تعارض الأمران إذا دعته أمه ليمرّضها مثلا ، فتضيع عليه فضيلة الصلاة أول الوقت أو في الجماعة .
ولمّا استفتت أسماء بنت أبي بكر الرسول صلى اللّه عليه وسلم في أمها - وكانت مشركة ووفدت لتزور ابنتها ، أمرها أن تصلها ، ونزل القرآن يقول :لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ( 8 ) ( الممتحنة ) .
وفضل صلة الرحم عظيم ، لأنه من فضل صلة الأم ، وواصل الرحم يعيد 
الحبل السرّى إلى ما كان عليه وإنما نفسيا ، وقاطع الرحم هو قاطع لهذا الحبل وجزاؤه أن لا يدخل الجنة ، وفي الحديث : « إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع الرحم » ، وذلك أن الرحمة من الرحم ، فمن قطع الرحم قطع عن نفسه الرحمة ، وقوله : « لا تنزل على قوم » يقصد بالقوم من يساعدون قاطع الرحم على قطعها ولا ينكرون عليه .
والأرحام هم الأقارب من جهة الأم ، وخاصة الأخوات والإخوة ، وفي التنزيل :فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ( 22 ) ( محمد ) يقصد بها من يسعى في قطع الأرحام ، وفي الحديث : « ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها » ، والمكافئ يعنى الذي إذا زاره أقاربه زارهم ، واحدة بواحدة ، والوصل ليس أن تصل من وصلك ، ولكنه أن تصل من قطعك .
فهذا من أصول علم الاجتماع الإسلامي ، وهو بعض بركات الأم ، وأن يرتبط الناس بالحبال السرّية التي كانوا يرتبطون بها وهم في بطون أمهاتهم ، ومن الأحاديث العظيمة في صلة الأرحام الحديث : « بلّوا أرحامكم ولو بالسلام » وقوله « بلّوا » من « البلل » أي السقي ، شبّه الرحم بالأرض التي إذا وقع عليها الماء وسقاها ، أزهرت ورؤيت فيها النضارة ، فأثمرت المحبة والصفاء ، وإذا تركت بغير سقى يبست وبطلت منفعتها فلا تثمر إلا البغضاء والجفاء .

   * * *

1483 - ( الوصية بالأهل والجيران والأصحاب والزملاء والشغيلة )

أجمع أهل العلم على أن الآية :وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالًا فَخُوراً( 36 ) ( النساء ) من المحكم المتفق عليه ، وفيها الإعلان بانقضاء العبودية لغير اللّه ، والآية على ذلك أصل في خلوص الأعمال للّه ، ومنها الإحسان للوالدين : وفي الحديث : « رضى الربّ في رضى الوالدين ، وسخطه في سخط الوالدين » ؛ ولذي القربى : أي القربات بصلة أرحامهم ؛ ولليتامى : جمع يتيم ، ويقال عن الطفل عند فقد الأب أو الأم أو فقدهما معا ،
وفي الحديث : « كافل اليتيم ، له أو لغيره ، أنا وهو كهاتين في الجنة » وأشار بالسبابة والوسطى ؛ وللمساكين : وهم الذي أسكنتهم الحاجة وأذلّتهم ، وفي الحديث : « الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل اللّه أو القائم لا يفتر ، وكالصائم لا يفطر » ؛ وللجار ذي القربى والجار الجنب : والأول هو الجار القريب ، والثاني هو الجار الغريب أو البعيد ، وقيل الأول هو الجار المسلم ، والثاني هو الجار غير المسلم ، والإحسان إلى الجار مأمور بها ، ومندوب إليها ، مسلما كان أو غير مسلم ؛ بالمواساة ، وحسن العشرة ، وكفّ الأذى ، والمحاماة دونه ، وفي الحديث : « ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه » أخرجه البخاري ، وفي رواية : « حتى ظننت أنه يجعل 
له ميراثا » ، والتوريث فعلا لم يقع للجار ، إلا أن الميراث قسمان : حسّى ومعنوي ، والحسّى هو المشاركة في المال بفرض سهم ، ولم يفرضه اللّه للجار ؛ والمعنوي هو ميراث العلم ، ومن حق الجار على الجار أن يعلّمه إن احتاج إلى التعليم ، وأن يعلمه إن احتاج للإعلام .
والجيران مراتب ، فمنهم الفاسق والعابد ، والصديق والعدو ، والأجنبي والقريب ، والغريب وابن البلد ، والنافع والضار ، والأقرب دارا والأبعد ، ومنهم من تجتمع فيه صفات أكثر من الباقين ، والأجدى معهم أن يعطى كلّ حقه بحسب حاله .
وفي الحديث : « الجيران ثلاثة : 
جار له حق - وهو المشرك له حقّ الجوار ؛ وجار له حقّان - وهو المسلم له حقّ الجوار وحقّ الإسلام ؛ وجار له ثلاثة حقوق - وهو المسلم ذو القرابة - له حقّ الجوار ، وحقّ الإسلام ، وحقّ الرحم » .
والجار يطلق يراد به الداخل في الجوار ، ويطلق ويراد به المجاور في الدار وهو الأغلب . وحفظ الجار من كمال الإيمان ، وكان أهل الجاهلية يحفظون للجار حقّه ، وأنزل اللّه في هذا الحق الآيات ، وأوصى ورسوله صلى اللّه عليه وسلم بالإحسان إليه بحسب الطاقة ، كالهدية ، والسلام ، وطلاقة الوجه عند اللقاء ، وتفقّد الحال ، والمعاونة عند الحاجة ، وكفّ أسباب الأذى ، ونفى صلى اللّه عليه وسلم الإيمان عمّن لا يأمن جاره أذاه فقال ثلاث مرات : « واللّه لا يؤمن ، واللّه لا يؤمن ، واللّه لا يؤمن » ، فسئل : من يا رسول اللّه ؟ قال : « الذي لا يأمن جاره بوائقه » أخرجه البخاري .
وفي الحديث تأكيد لحق الجار ، لقسمه صلى اللّه عليه وسلم وتكرير اليمين ثلاث مرات ، ونفيه الإيمان عمّن يؤذى جاره بالقول أو الفعل .
ولمّا سألت عائشة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عمّن تبدأ به من جيرانها في الهدية ، أخبرها أن من قرب بابه فإنه أولى من غيره . وحدّ الجيرة الذي قال به الرسول صلى اللّه عليه وسلم أربعون دارا ، وفي الآية :ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا( 60 ) ( الأحزاب ) أن المدينة التي يسكن فيها المسلم كلها جوار ، غير أن الألصق هو الأولى ، ومن يصلى معك صلاة الصبح في المسجد فهو جار ، وفي الحديث : « يا نساء المسلمات : لا تحقّرن جارة لجارتها » ، أي لا تحقرن أن تهدى الجارة إلى جارتها شيئا ، وهو كناية عن التحابب والتوادد ، وخصّ النساء لأنهن موارد المودة والبغضاء ، وقال صلى اللّه عليه وسلم في حقوق الجار : « إن استقرضك أقرضته ، وإن استعانك أعنته ، وإن احتاج أعطيته ، وإن مرض عدته ، وإن مات تبعت جنازته ، وإن أصابه خير سرّك وهنّيته ، وإن أصابته مصيبة ساءتك وعزّيته ، ولا تؤذه بقتار قدرك ( رائحة الطبخ لطعامك ) إلا أن تغرف له منها ، ولا تستطل عليه بالبناء لتشرف عليه وتسدّ عليه الريح إلا بإذنه ، وإن اشتريت فاكهة فأهد له منها ، وإلا فأدخلها سرّا ، ولا يخرج ولدك بشيء منه يغيظون به ولده - هل تفقهون ما أقول لكم ؟ لن يؤدّى حقّ الجار إلا القليل ممن رحم اللّه ! » .
ويستوى في ذلك الصاحب بالجنب ، وهو زميل العمل ، ومثلهما ابن السبيل ، وما ملكت اليمين ، وهم الآن الشغّيلة والعمّال والخدم ، وفي الحديث : « هم إخوانكم جعلهم اللّه تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ، ولا تكلّفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم » يحضّ على 
عدالة الأجور وكفايتها ، وحسن المعاملة ، والتكليف بما في الوسع من العمل ، والمساعدة عليه ، وهذا درس آخر مستفاد من دروس الاشتراكية في الإسلام ، فمن يعمل بهذه الوصايا فهو المؤمن حقا ، ومن لا يعمل بها فإنما لصفات سيئة فيه أبرزها : الخيلاء والتفاخر ، والأولى تدفع إلى التكبّر عن الإحسان ، والثانية تجعله يتعاظم على الناس ويرى في الإحسان حطة له لا تليق به ، والصفتان لا يحبهما اللّه ولا يحب من كانت فيه .
   * * *

 1484 - ( السلوك مع اليتيم )

يأتي عن اليتيم واليتامى في القرآن 22 مرة ، كقوله تعالى :وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ( 152 ) ( الأنعام ) ، أي لا تستعملوه إلا بما فيه صلاحه ويكون به استثماره أحسن استثمار ، إلى أن يبلغ اليتيم رشده فيدفع إليه المال ، كقوله :وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ( 6 ) ( النساء ) ، والآية بيان لكيفية دفع أموال اليتامى إليهم باختبار نجابتهم ومعرفتهم بما فيه مصالحهم ، ويجب على الوصي تسليم اليتيم جميع ماله بارتفاع الولاية عنه ، إلا السفهاء لقوله تعالى :وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً( 5 ) ( النساء ).
وللوصي أن يصنع في مال اليتيم ما كان للأب أن يصنعه من تجارة وشراء وبيع بموافقة المجلس الحسبى ، وعليه أن يؤدى الزكاة من سائر أمواله.
ولمّا سئل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن اليتامى أتاه الجواب :قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ( 220 ) ( البقرة ) يعنى يجوز للكفيل أو الوصي التصرف في مال اليتيم بما فيه صلاحه ؛ ومخالطة اليتامى أن يكون لأحدهم مال ويشقّ على وصيّه أو كافله أن يفرد معيشته بمعزل عن عياله ، فيضمه إليهم ، فيأخذ من ماله ما يرى أنه كافيه ، ويجعله مع نفقة أهله .
وفي الأوصياء الذين يأكلون ما لم يبح لهم من مال اليتيم قال تعالى :إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً( 10 ) ( النساء ) ، وهؤلاء هم الذين دأبوا على أن لا يورثوا البنات ولا الصبيان ، وسمّى اللّه تعالى أخذهم لمال اليتامى بأنه « أكل » وخصّ البطون بالذكر لتبيين نقصهم والتشنيع عليهم ، وسمّى المأكول نارا بما يؤول إليه. والآية من آيات الوعيد .

وخصّ اللّه اليتامى بالإنفاق من مال الدولة حينما لا يكون لهم مال ، فجعلهم ضمن المصارف الاجتماعية لما تتحصله الدولة من ضرائب ، وفي الآية خصّهم بالخمس ، قال :فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ( 41 ) ( الأنفال ) وإلا كان المال دولة - أي وقفا - على الأغنياء دون الفقراء .
والضرائب مغانم للحكومة تعيد بها 
توزيع الثروة القومية في وجوه الإنفاق الاجتماعي المختلفة كالتعليم والصحة إلخ ، فهذه بحسب أوامره تعالى وفي إطار الفلسفة الاجتماعية للإسلام مصارف إجبارية على الدولة للفقراء والمحتاجين .
وحتى عند تقسيم ميراث أحد الأغنياء فإن للفقراء نصيبا فيه ، ومنهم اليتامى :وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ( 8 ) ( النساء ) .
ومن علامات الإيمان العناية بالأيتام وإطعامهم وخاصة ذوى القربى ، كقوله :أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ( 14 ) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ( 15 ) ( البلد ) .
وخصّ اللّه تعالى اليتيم بكل هذه العناية لأنه لا نصير له ، وكان الرسول صلى اللّه عليه وسلم يتيم الأبوين فآواه عمه أبو طالب وكفله ، ونزلت في ذلك الآية :أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى( 6 ) ( الضحى ) ، واللّه يأمر بالإحسان إلى اليتيم :فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ( 9 ) ( الضحى ) ومع أن الخطاب للرسول صلى اللّه عليه وسلم إلا أنه لعموم الأمّة ، وفي الأمثال : كن لليتيم كالأب الرحيم » ، ولمّا شكا أبو هريرة إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم قسوة قلبه قال له : « إن أردت أن يلين ، فامسح رأس اليتيم ، وأطعم المسكين » ، وقال : « أنا وكافل اليتيم كهاتين » وأشار بالسبابة والوسطى .

   * * *

1485 - ( من أدب المسلمين مع بعضهم البعض )

من السور المعنية بالأخلاق سورة الحجرات ، وفيها الكثير من أدب المسلمين مع النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وأدبهم مع بعضهم البعض ، والآيات :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ( 11 ) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ( 12 ) ( الحجرات ) فيها النهى عن السخرية من الآخرين ، ومن اللمز والتنابز بالألقاب ، والظن بالسوء ، والتجسّس والغيبة .
والسخرية : هي الاستهزاء ، وتخصيصها للنساء لأن السخرية منهن أكثر ؛ واللمز من السخرية ، ويكون بالعين والإشارة ، ومثله الهمز ويكون باللسان ، والمعنى نهىّ العيّاب عن ذكر الناس بما يكرهون ، فربما كانوا خيرا منه ، والمسلم لا يعيب ، وإذا أردت أن تنظر العيوب جمّة فتأمّل العيّاب ، فإنه إنما يعيب الناس بدافع ما فيه من العيب ، وعنه صلى اللّه عليه وسلم قال : « يبصر أحدكم القذاة ( الشظية ) في عين أخيه ويدع الجذع في عينه » .
والعاقل من اشتغل بعيوب نفسه عن عيوب غيره . وفي الآية : « النهى عن التنابز بألقاب السوء » ، يقال نبزه أي لقّبه بما يكره ، ولبئس أن تقول مثلا لأخيك : يا فاسق ، أو تصفه فتقول : إنه فاسق ، وفي الصحيح : « من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال ، وإلا رجعت عليه » أخرجه البخاري ، وفي الرواية أن أبا ذرّ تنازع ورجل فقال له : « يا ابن اليهودية » ! فقال النبىّ 
صلى اللّه عليه وسلم : « ما ترى هاهنا - أحمر وأسود ! ما أنت بأفضل منه » ! يعنى كما أنه لا أفضلية لأحمر على أسود ، ولا لأسود على أحمر ، فكذلك لا أفضلية لأحد على أحد إلا بالتقوى .
وقيل التنابز بالألقاب أن يكون الرجل قد عمل السيئات ثم تاب ، فنهى اللّه أن يعيّر بما سلف ، وفي الحديث : « من عيّر مؤمنا بذنب تاب منه كان حقا على اللّه أن يبتليه به ويفضحه فيه في الدنيا والآخرة » أخرجه الترمذي .
ومع ذلك يجوز أن يلقّب المرء بما يحب ، وقد لقب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عمر : بالفاروق ، وأبا بكر : بالصدّيق ، وعثمان : بذى النورين ، وخزيمة : بذى الشهادتين ، وأبا هريرة : بذى الشمالين ، وبذى اليدين ، وروى عنه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : « من حقّ المؤمن على المؤمن أن يسميه بأحب أسمائه إليه » ، ولهذا كانت التّكنية من السنّة والأدب الحسن ، وعن عمر قال : أشيعوا الكنى .

والظن في الآية هو التهمة ، ومحل التحذير والنهى أن تظن في إنسان ظنونا لا موجب لها ، وللظن حالتان : حالة يتوافر بها الدليل فيجوز الحكم بها ، وأكثر أحكام الشريعة مبنية على غلبة الظن ، كالقياس ؛ والحالة الثانية الظن فيها من غير دليل ، فهذا هو الشك ، فلا يجوز الحكم به ، وهو المنهىّ عنه ، والأول هو الظن المحمود ، والثاني هو الظن المذموم ، كقوله تعالى :ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً( 12 ) ( النور ) ؛ وقوله :وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ( 12 ) ( الفتح ) .
والظن المذموم هو المعنىّ بقوله تعالى : في الآية :إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ( الحجرات 12 ) . وأما التجسّس : فهو البحث عمّا يكتم عنك ، وهو بخلاف التحسّس : وهو طلب الأخبار والبحث عنها ؛ والجاسوس هو الذي يبحث عن الأمور المخبوءة فيكشفها .

والغيبة : هي أن تذكر الرجل بما فيه من عيوب ، فإن ذكرته بما ليس فيه فهو البهتان .
والغيبة ثلاثة أوجه هي : الغيبة ، والإفك ، والبهتان ؛ فأما الغيبة : فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه ؛ وأما الإفك : فأن تقول فيه ما بلغك عنه ؛ وأما البهتان : فأن تقول فيه ما ليس فيه .
وقد مثّل اللّه تعالى الغيبة بأكل الميتة فقال :أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ( الحجرات 12 ) ، لأن الميت لا يعلم بأكل لحمه ، كما أن الحىّ لا يعلم بغيبة من اغتابه ، فكما أكل لحم الميت حرام مستقذر ، وفكذلك الغيبة حرام وقبيحة ، وفي الحديث : « ما صام من ظل يأكل لحوم الناس » وليس من ذلك غيبة الفاسق المعلن به المجاهر ، وفي الخبر : « من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له » ، وقال صلى اللّه عليه وسلم : « اذكروا الفاجر بما فيه كي يحذره الناس » وقيل : لا حرمة لثلاثة : صاحب الهوى ، والفاسق المعلن ، والحاكم الجائر .

   * * *

1486 - ( المسلم أخو المسلم )

في التنزيل :فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ( 10 ) ( الحجرات ) ، وأخوّتهم في الدين والحرمة لا في النسب ، وأخوّة الدين أثبت من أخوة النسب ، وتنقطع أخوة النسب وما تنقطع أخوة الدين ، ولذا كان الصلح أوجب بينهم وأحرى بهم . وقوله :إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ( 10 ) ( الحجرات ) خبر عن الحالة التي شرّعت للمؤمنين ، فهو بمعنى الأمر أن يكونوا كالإخوة ، والذي يمنع الأخوّة رذائل حصرها الرسول صلى اللّه عليه وسلم فقال : « إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تجسّسوا ولا تحسّسوا ، ولا تناجشوا ( يزايد بعضكم على بعض ) ، وكونوا عباد اللّه إخوانا » ، أخرجه البخاري ،
وفي رواية قال : « ولا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بعض وكونوا عباد اللّه إخوانا » ، وقال : « المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره . التقوى هاهنا ( وأشار إلى صدره ثلاث مرات ) .

بحسب امرئ من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم . كل المسلم على المسلم حرام ، دمه ، وماله ، وعرضه » أخرجه مسلم ، وقال : « المؤمنون كجسد واحد ، إن اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى » .
   * * *

1487 - ( « المعروف » من مكارم الأخلاق )

المعروف : اسم لكل فعل يعرف حسنه بالشرع والعرف والعقل معا ، ويأتي ذكره في القرآن 39 مرة ، والأمر بالمعروف يلازمه النهى عن المنكر ، كقوله تعالى في صفة المؤمنين :تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ( 110 ) ( آل عمران ) وقوله نقيض ذلك في صفة العاصين :يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ( 67 ) ( التوبة ) ، وقوله :الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ( 112 ) ( التوبة ) ، وصف لأمة الإسلام ، ما أقاموا على ذلك واتصفوا به ، فإذا تركوا المعروف ، وتواطئوا على المنكر ، زالت عنهم هذه الصفة ولحقهم الذم .
وفي الحديث : « كل معروف صدقة » ، و « على كل مسلم صدقة » ، قالوا : فإن لم يجد يا رسول اللّه ؟ قال : « فيعمل بيديه ، فينفع نفسه ويتصدّق » ، وقالوا : فإن لم يستطع ؟ قال : « فيعين ذا الحاجة الملهوف » ، قالوا : فإن لم يستطع ؟ قال : « فليأمر بالمعروف » ، قالوا : فإن لم يستطع ؟

قال : « فليمسك عن الشرّ فإنه له صدقة » . والحديث من عيون الحكمة ، وأصل من أصول الخلق الإسلامي ، وفي الحديث أن الصدقة : هي الثواب ، ولا تنحصر في الأمر المحسوس ، ولا تختص بأهل اليسار ، وكل واحد بوسعه أن يفعلها في أكثر الأحوال ، وبغير مشقة .
وأصل الصدقة : ما يخرجه المسلم من ماله متطوعا به ، وقد تطلق على الواجب لأن صاحبه يتحرّى الصدق بفعله . والآية والحديث من جملة ما يعرف به المسلم ، فمن أراد أن يعرف ما هو الإسلام ، فليتأملهما ليدرك توا أن هذا الدين يدعو إلى العمل والتكسّب ، ليجد المرء ما ينفق به على نفسه ، وما يتصدّق به ، وما يغنيه عن ذلّ السؤال ؛ وأنه دين يحثّ على فعل الخير كلما أمكن ، وأن من قصد بابا من أبواب الخير فتعسّر عليه فلينتقل إلى غيره .
وكان المتكلمون يقولون : إن ترك فعل الشر ليس من العمل ، وفي الحديث أنه عمل ، كقوله صلى اللّه عليه وسلم : 
« من همّ بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة » ، وقوله : « إن الحسنة إنما تكتب لمن همّ بالسيئة فلم يعملها ، إذا قصد بتركها اللّه تعالى » ، وفي الحديث عن الكلمة أو الفعل الطيب قوله : « الكلمة الطيبة صدقة » ، وقوله : « اتقوا النار ولو بشقّ تمرة ، فإن لم يكن فبكلمة طيبة » ، وأصل الطيب ما تستلذه الحواس ، ويختلف باختلاف متعلقه ، وطيب الكلام من جليل عمل البرّ ، لقوله تعالى :ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ( 34 ) ( فصلت ) ، والدفع قد يكون بكلمة ، وقد يكون دفعا بالفعل والعمل .
   * * *

1488 - ( الدفع بالتي هي أحسن )

الدفع بالتي هي أحسن من مكارم أخلاق المسلم ، وفي التنزيل قوله :ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ( 96 ) ( المؤمنون ) ، وقوله :وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ( 34 ) ( فصلت ) ، والحسنة ضد السيئة؛ ومن الحسنات : المداراة ، والعفو ، والعلم ، والتحية ؛ ومن السيئات : الغلظة ، والانتصار ، والفحش ، والمخاصمة.
وفي الأثر قوله : « تصافحوا يذهب الغلّ » ، وقوله : « من تمام المحبة الأخذ باليدين » ؛ وفي الحديث : « ما من مسلمين يلتقيان فيأخذ أحدهما بيد صاحبه مودة بينهما ونصيحة ، إلا ألقيت ذنوبهما بينهما » ، والآية تأمر بالصبر عند الغضب ، والحلم عند الجهل ، والعفو عند الإساءة . والدفع قد يكون بالقول أو بالفعل .

   * * *

1489 - ( الشفاعة الحسنة والشفاعة السيئة )

الشفاعة من الخلق الإسلامي ، وأصل الشفاعة من الشفع ، وهو الزوج في العدد ، ضد الوتر ، ومنه الشفيع سمى كذلك لأنه يصير مع صاحب الحاجة شفعا ؛ والشفعة ضمّ ملك الشريك إلى ملك الآخر ، والشفاعة مثلها ، وهي ضمّ غيرك إلى جاهك ووسيلتك ، وفي التنزيل :مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها( 85 ) ( النساء ) ، والشفاعة الحسنة لا يفعلها إلا المتّقون ، والشفاعة السيئة لا يفعلها إلا الأشرار ، والأولى في البرّ والطاعة ، والثانية في المعاصي ، وكل من يشفع سواء بالحسنة أو بالسيئة له أجره أو وزره ، ومن الشفاعة الحسنة أن تدعو للناس ، ومن الشفاعة السيئة أن تدعو عليهم ، وكان اليهود يدعون على المسلمين .
والشافع يؤجر فيما يجوز وإن لم تتحقق شفاعته ، والشفاعة قد لا تنجز ، لأنه تعالى قال : « من يشفع » ولم يقل « ومن يشفّع » ، وفي الحديث : « اشفعوا تؤجروا وليقض اللّه على لسان رسوله ما شاء » ، والأجر على الخصوص وليس على العموم ، وهو في الشفاعة الحسنة ما تجوز فيه الشفاعة ، وضابطها ما أذن فيه الشرع دون ما لم يأذن فيه ، ومن شفع بالباطل كان له نصيب من وزره ، والرسول شفيع 
للمسلمين ، واللّه تعالى يقضى الحاجة بشفاعته إن شاء ، وكل الحاجات يشفع فيها إلا الحدود ، وما تجوز الشفاعة فيها ، ولمّا تشفّعوا في السارقة أنكر عليهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم أن يشفعوا في حدّ من حدود اللّه ، وما كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم يقبل شفاعة إلا ممن وقعت منهم الهفوة من أهل الستر والعفاف ، وأما المصرّون على فسادهم ، المشتهرون في باطلهم ، فلا يشفع فيهم ، ليزجروا عن ذلك .
وكان إذا جاءه السائلون أو طالبوا الحاجة أقبل عليهم بوجهه يقول : « اشفعوا » ، وفي الحديث : « إني أوتى فأسأل أو تطلب إلى الحاجة وأنتم عندي فاشفعوا » .

   * * *

1490 - ( الابتداء بالسلام سنّة )

إذا كان الابتداء بالسلام سنّة فإن ردّه فريضة ، كقوله تعالى :وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها( 86 ) ( النساء ) ، والتحية هي السلام ، وهي خلاف الردّ . والابتداء بالتحية تطوّع ، وردّها من الفروض المتعيّنة ، ويلزم كل إنسان بعينه ، غير أنه في الحديث : « يجزئ من الجماعة إذا مرّوا أن يسلّم أحدهم ، ويجزئ عن الجلوس أن يردّ أحدهم » أخرجه أبو داود ، يعنى الواحد يسلّم على الجماعة وينوب عن الباقين كفروض الكفاية .
وردّ السلام يكون بردّ المثل لا ردّ العين ، بقول : « وعليك » أو « وعليكم السلام » ؛ وحسن السلام بأن يقال : « وعليكم السلام ورحمة اللّه وبركاته » ، فزيدت ورحمة اللّه وبركاته .
والسلام مأمور به بقوله تعالى :فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ( 54 ) ( الأنعام ) ، وبقول الرسول صلى اللّه عليه وسلم : « أفشوا السلام تسلموا » ، وإفشاء السلام ابتداء يقتضى إفشاءه جوابا ، وقد يقال في الجواب « وعليكم » أو « السلام » فقط ، وقد يقال في السلام :سَلامٌ( يونس 10 ) ، أو « سلام عليكم ( الأنعام 54 ) ، وفي الردّ عليه :سَلامٌ عَلَيْكُمْ( هود 69 ) وأكثر ما يأتي في القرآن سواء في التحية أو في الردّ « سلام » أو « سلاما » ( هود 69 ) ، أو « سلام عليكم » ( الرعد 24 ) .
وكان المسلمون يدعون في الصلاة فيقولون : « السلام على اللّه قبل عباده ، والسلام على جبريل ، وعلى ميكائيل ، وعلى فلان وفلان » ، فعلّمهم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في التشهّد أن يقولوا : التحيات للّه والصلوات والطيبات .

السلام عليك أيها النبىّ ورحمة اللّه وبركاته . السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين » . وقال : « فإن اللّه هو السلام » ، وفي القرآن أن من أسمائه تعالى :السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ( 23 ) ( الحشر ) ، ومعنى السلام أنه السالم من النقائص . وفي الحديث عن السلام قال صلى اللّه عليه وسلم : « وضعه اللّه في الأرض ، فأفشوه بينكم » أخرجه الطبراني .
والسلام تحية أهل الجنة لبعضهم لبعض :تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ( 23 ) ( إبراهيم ) ، وتحية الملائكة لهم :سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ( الزمر 73 ) ، وتحيتهم للّه تعالى :تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ( 44 ) ( الأحزاب ) ، وتقرن أسماء النبيين بالسلام ، كقوله :سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ( 109 ) ( الصافات ) ، ووَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ( 181 ) 
طلب السلامة لهم ، كقوله تعالى :فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ( 91 ) ( الواقعة ) .
وفلسفة السلام وإفشائه في قوله صلى اللّه عليه وسلم : « أفشوا السلام » أن المسلم يعلم من يسلّم عليه أنه سالم منه ، ويدعو له بالسلامة .
وقيل في التحية في الآية :وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها( 86 ) ( النساء ) أن التحية هي تشميت العاطس والردّ على المشمّت ، وهذا قول بعيد . ولا يجزئ في السلام إلا الردّ بالسلام ، وليس بأن يقال « صبّحت بالخير » أو « بالسعادة » ونحو ذلك ، وفي الحديث : « لا تسلّموا تسليم اليهود » لأن اليهودي ضنين بقول السلام .

والتحية للنساء تجوز برفع اليد ، والرسول صلى اللّه عليه وسلم ألوى لهن بيده بالتسليم ، وما منعه من إزجاء السلام إلا بعدهن ، ولمّا جاء الولد يقول للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : إن أبى يقرئك السلام . قال :
« وعليك وعلى أبيك السلام » ، والسنّة في السلام : أن القليل يسلم على الكثير ، والصغير على الكبير ، والمار على القاعد ، والراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ، فإذا تساوى المتلاقيان فمن يبدأ بالسلام أفضل ، وأولى الناس باللّه من بدأ بالسلام . والفلسفة في السلام من تسليم القليل على الكثير ، أن حق الكثير أعظم ، ومن تسليم المار على الجالس ، لأن المار يشبه الداخل على أهل المنزل ، ومن تسليم الراكب ، لئلا يتكبّر بركوبه فيرجع إلى التواضع .
والجهر واجب في السلام والردّ ، لقوله صلى اللّه عليه وسلم : « إذا سلمتم فاسمعوا ، وإذا رددتم فاسمعوا » . ولا يسلّم على المصلّى ، ولا قارئ القرآن ، وأثناء خطبة الجمعة ، ولمن يشتغل بالدعاء ، أو بالأذان ، أو بالتلبية في الحج ، وبعد الفراغ من ذلك يمكن الردّ .
والسلام على النفس : لمن دخل مكانا ليس فيه أحد ، لقوله تعالى :فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ( 61 ) ( النور ) فيقول الداخل : السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين » .
ويكره إذا لقى المسلم جماعة أن يخص بعضهم بالتحية ، لأن القصد من التحية تحصيل الألفة ، وفي تخصيص التحية إيحاش ( أي تحريك الغل ) لمن أهمل أمره في التحية .
وفي الحديث : « وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف » ، فلما ذا لمن لم نعرف ؟ يقول صلى اللّه عليه وسلم : « إنه سيأتي على الناس زمان يكون السلام فيه للمعرفة » أي لمن نعرفهم فقط ونترك الباقين ، ويقول : « إن من أشراط الساعة السلام للمعرفة » .

   * * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الخميس 16 نوفمبر 2023 - 1:25 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الخميس 16 نوفمبر 2023 - 1:12 من طرف عبدالله المسافربالله

 الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1491 - ( دخول البيوت بالاستئذان والسلام على أهلها )

الاستئذان هو طلب الإذن في الدخول لمحل لا يملكه المستأذن ، وفي الآية :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ( 27 ) ( النور ) تأديب للمؤمنين بما يرجع إلى الستر عليهم لئلا يطّلع أحد على عورة لهم ؛ والاستئناس هو الاستئذان ، وهو أن يفعل الزائر أو يقول قدر ما يعلم أن أصحاب البيت قد شعروا به :فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً( 6 ) ( النساء ) فأدخلوا .
ولمّا سئل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن الاستئذان قال : « يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة وتحميدة ، وينحنح ويؤذن أهل البيت » أخرجه ابن ماجة . والسنّة في الاستئذان ثلاث مرات إلا لو علم المستأذن أنه لم يسمع ،
وفي الحديث : « إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع » أخرجه البخاري . والاستئذان ترك الناس العمل به لاتخاذهم الأبواب والأجراس وسمّاعات الصوت . وإذا سئلت : من بالباب ؟ فلا تقل أنا ، بل قل اسمك وحاجتك ، وابدأ بالسلام ، وفي الحديث : « من لم يبدأ بالسلام فلا تأذنوا له » .

   * * *

1492 - ( السلام عند دخول البيوت )

البيوت أنواع : فهناك بيوت اللّه ، والبيوت المسكونة من الغير ، والبيوت المسكونة بالأهل ، والبيوت غير المسكونة . ويقول اللّه تعالى :فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ( 61 ) ( النور ) . قيل : إذا دخلت المسجد فقل : السلام عليكم تحية مباركة طيبة من عند اللّه . السلام على رسول اللّه .
السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين . وإذا دخلت البيوت غير المسكونة يسلم المرء على نفسه بأن يقول : السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين . وإذا دخلت البيوت المسكونة فقل : السلام عليكم ، تحية من عند اللّه .
وإذا دخلت بيتك فقل : ما شاء اللّه لا قوة إلا باللّه . وهذا عام في دخول كل بيت . فإذا كان بالبيت ساكن مسلم فليقل : السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته . تحية من عند اللّه .
وإن كان في البيت غير مسلم فليقل : السلام على من اتبع الهدى ، أو : السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين .
وفي الحديث : « إذا دخلتم بيوتا فسلموا على أهلها ، واذكروا اسم اللّه ، فإن أحدكم إذا سلّم حين يدخل بيته وذكر اسم اللّه تعالى على طعامه يقول الشيطان لأصحابه : لا مبيت لكم هاهنا ولا عشاء .
وإذا لم يسلّم أحدكم إذا دخل ، ولم يذكر اسم اللّه على طعامه ، قال الشيطان لأصحابه : أدركتم المبيت والعشاء » . والكلام رمزى بطبيعة الحال .

   * * *

1493 - ( السلام كتحية لغير المسلمين )

السلام من أدب السلوك الإسلامي ، وكذلك من حسن السياسة . واليهود يسلمون فيقولون : شالوم أو سلام ، وليس ذلك السلوك من أدبيات التوراة ولكنه من تعليم الأحبار والسلام بمعنى التحية خصّت به أمة الإسلام ، فيجوز السلام على غير المسلم ، وفي القرآن سلم إبراهيم على أبيه آزر لمّا أعلنه آزر بالكفر وبادأه بالخصام والهجر ، فقال له إبراهيم :سَلامٌ عَلَيْكَ( 47 ) ( مريم ) ، وفي أدب ذلك قال تعالى في المؤمنين :وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً( 63 ) ( الفرقان ) ، وفي حكمته وفلسفته قال تعالى :لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ( 8 ) ( الممتحنة ) . وفي الحديث : « إن اللّه تعالى أعطى أمتي ثلاثا لم تعط أحدا قبلهم : السلام وهو تحية أهل الجنة » الحديث ، ذكره الترمذي .
وروى عن السلف أنهم كانوا يسلمون على أهل الكتاب ، وكانوا لا يمرون بمسلم ولا نصراني ، ولا صغير ولا كبير ، إلا سلّموا عليه ، فهكذا أمر المسلمون : أن يفشوا السلام .
والذين يسلّمون هم الصالحون ، وعن الحسن البصري قال : إذا مررت بمجلس وفيه مسلمون وكفّار فسلّم عليهم ، فهكذا كان يفعل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وفعله نبىّ اللّه إبراهيم ، واللّه يقول :قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ( 4 ) ( الممتحنة ) .

   * * *

1494 - ( لا حرج أن يأكل الناس من بيوت أقاربهم )

القرابة إذن للقريب أن يأكل من بيت قريبه ، ولا حرج على من يفعل ذلك :أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ( 61 ) ( النور ) ، والآية كلها في المطاعم ، وفي القرابة عطف تسمح النفوس به ، أن يأكل القريب من أشياء أقربائه إذا دعوه وكانوا به أحفياء ، فإذا كان الطعام مبذولا فلا حرج أن نأكل منه بلا استئذان ، فإذا كان محرزا لم يكن لنا أخذه ، وإذا دعينا فلا يجوز أن نزيد على ما نتناوله عادة من كميات ، وأن لا نحتفظ ببعضه ، أو تمتد أيدينا إلى ما لم يبذل لنا .
وبيت الابن من بيوت الأقارب ولو أنه لم يذكر في الآية ، وفي الحديث : « أنت ومالك لأبيك » ، ويباح للرجل إذا وكل آخر في ضيعته أن يأكل من ثمرها ، وهو معنىأَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ، ومالك المفتاح يسمى الخازن ، فلا بأس أن يطعم الشيء اليسير ، وله أن يأكل مما يخزن إذا لم تكن له أجرة ، فإذا كانت له أجرة حرم عليه الأكل .
وكذلك يباح الأكل عند الصديق ، وهو من يصدقك في مودته ، يشرط أن يجيزه الصديق ، وفي الحديث : 
« لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة نفس منه » أخرجه أحمد .
   * * *

1495 - ( رفع الحرج عن المعوق )

رفع اللّه الحرج عن الأعمى فيما يتعلق بالتكليف الذي يشترط فيه البصر ، وعن الأعرج فيما يشترط في التكليف به من المشي ، وما يتعذر من الأفعال مع وجود العرج ، وعن المريض فيما يؤثّر المرض في إسقاطه ، كالصوم ، والصلاة ، والجهاد ونحو ذلك ، قال :لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ( 61 ) ( النور ) .
والحرج عن هؤلاء وأمثالهم مرفوع في كل ما يضطرهم إليه العذر ، وتقتضى نيتهم فيه الإتيان بالأكمل ، فيقع منهم الأنقص . ويعذر أمثال الأعمى إذا جالت يده في الطعام ، والأعرج إذا انبسطت جلسته ، والمريض إذا كانت له رائحة ، وهؤلاء يعذرون عن درجة الأصحاء ، فنزلت الآية تبيح الأكل مع الأعمى والأعرج والمريض رغم عجز الأعمى عن الرؤية ، والأعرج عن المزاحمة ، والمريض لضعفه .

   * * *

1496 - ( دعاء الأكابر بالأدب )

كان المؤمنون يصيحون على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من بعيد : يا أبا القاسم ! فنزلت الآية :لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً( 63 ) ( النور ) يعنى عظّموه ، كقوله :إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ( 3 ) ( الحجرات ) أي الذين كانوا يرفعون أصواتهم في محضره . والدرس المستفاد أن يكون ذلك هو سلوك المسلمين مع كبرائهم وأعيانهم .
   * * *

1497 - ( النميمة من الكبائر )

النّم : إظهار الحديث بالوشاية ، وأصل النميمة الهمس والحركة ، وفي الاصطلاح : النّم هو نقل القول إلى المقول فيه ، وكشف ما يكره كشفه ، سواء كرهه المنقول عنه ، أو المنقول إليه ، أو غيرهما ، وسواء كان المنقول قولا أو فعلا ، والنّم بخلاف الغيبة ، ومع ذلك يتشابهان ، فبينهما عموم وخصوص ، لأن النميمة : هي نقل حال الشخص لغيره على جهة الإفساد ، وبغير رضاه ، سواء كان بعلمه أم بغير علمه ؛ والغيبة ذكره في غيبته بما لا يرضيه ، فامتازت النميمة بقصد الإفساد ، ولا يشترط ذلك في الغيبة . وامتازت الغيبة بكونها في غيبة المقول فيه ، واشتركت فيما عدا ذلك .
وكلاهما الغيبة والنميمة من الكبائر ، وفي التنزيل :وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ( 10 ) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ( 11 ) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ( 12 ) عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ( 13 ) ( القلم ) وجميع هذه الصفات وجوه لشخصية النّمام ، فمن كانت صفته النّم لن يعدم أن يكون كل ذلك ، فلأنه نمّام فهو إنسان حقير وواش مهين وضيع ، والنّم يكون همزا أي باغتياب الناس ، والنمام على ذلك همّاز وهمزة ، ومنّاع للخير يسعى للإفساد ، ومعتد أثيم ، لأن كل ما يقوله أو يفعله ظلم ومن الإثم ، وهو عتل فاجر في الخصومة ، وفاحش زنيم - أي دعىّ وابن زنا لا أصل له .
والآية أصل من أصول علم نفس السمات ، وتصف النّمام وصفا محيطا آية في الشمول ، وهي من الإعجاز العلمي في هذا المجال ، وفي الطب النفسي، وفي الأدب وما ينبغي أن ينأى عنه المسلم خلقيا. 

* * *

1498 - ( المسلم لا يحسد )

الحسد : تمنّى الشخص زوال النعمة عن مستحق لها وإن لم يصر للحاسد مثلها ؛ والمنافسة : تمنى الشخص مثل النعمة وإن لم تزل ؛ والحسد لذلك شرّ مذموم :وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ( 5 ) ( الفلق ) . والمنافسة مباحة وهي الغبطة ، وفي الحديث : « المؤمن يغبط ، والمنافق يحسد » ، واليهود والنصارى يحسدون المسلمين على نبيّهم صلى اللّه عليه وسلم ، وعلى كتابهم القرآن ، وعلى لغتهم العربية . والحسود عدو ينقم على اللّه ، ويسخط لقضائه ، ولا يرضى بقسمته .
والحسد أول ذنب عصى اللّه به في السماء ، وأول ذنب عصى به في الأرض ، فأما في السماء فحسد إبليس لآدم ، وأما في الأرض فحسد قابيل لهابيل .
والحاسد لا ينال في المجالس إلا الندامة ، ولا ينال من الناس إلا اللعنة والبغضاء ، ولا ينال عندما يخلو إلى نفسه إلا الجزع والغم ، ولا ينال في الآخرة إلا غضب اللّه وعقابه ، ولا ينال من اللّه إلا البعد والمقت ، وروى عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « ثلاثة لا يستجاب دعاؤهم : آكل الحرام ، ومكثر الغيبة ، ومن كان في قلبه غل أو حسد للمسلمين » ، وقال : « ثلاث لا يسلم منها أحد : الطّيرة ، والظن والحسد » ، قيل : فما المخرج منها يا رسول اللّه ؟ قال : « إذا تطيّرت فلا ترجع ، وإذا ظننت فلا تحقق ، وإذا حسدت فلا تبغ » ، ومضمون الحديث أنه ما من آدمي إلا وفيه الحسد ، إلا أن المسلم لا ينبغي أن يجاوز ذلك إلى البغى والظلم ، فحينئذ لا يضرّه إن اعتمل فيه حسد .

   * * *

1499 - ( اجتناب قول الزور )

من الأدب في الإسلام اجتناب قول الزور ، وفي الآية :فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ( 30 ) ( الحج ) قرنه اللّه تعالى بالشرك باللّه ، وقال اجتنبوا أي تحاشوا ، والنهى بالاجتناب أشد من النهى بعدم التعبّد للأوثان أو قول الزور ، لأن الاجتناب فيه الحظر من إتيان أي شئ يشتمّ فيه أنه من رجس الوثنية أو من رجس الزور ، ومثلما أن الوثنية رجس أي نجس ، فقول الزور أيضا رجس ، والرجس نجس حكما ، وليست النجاسة وصفا ذاتيا للأعيان ، وإنما هي وصف شرعي من أحكام الإيمان ، فلا تزال إلا بالإيمان ، كما لا تجوز الطهارة إلا بالماء ، فكذلك قول الزور ضد الحق ، وكل ما عدا الحق فهو كذب وباطل ، وفي الحديث : « عدلت شهادة الزور الشرك باللّه » ، والشرك أعظم الزور ، ولذا كان قول الزور ، وشهادة الزور ، من الكبائر ، وحدّها في الإسلام أربعون جلدة ، وليس في القرآن شئ من ذلك ، وقيل إن عمر بن الخطاب كان يأمر بأن يسخّم وجه قائل الزور ، وتحلق رأسه ، ويطاف به في الأسواق ! ولا تقبل شهادته إلا بعد إصلاح وصلاح .
   * * *  

1500 - ( إدهان ذي الوجهين )

المدهن هو المصانع ، كقوله تعالى :وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ( 9 ) ( القلم ) ، أي لو تصانع ، والمدهن ذو وجهين ، وظاهرة خلاف باطنه ، وفي الحديث : « من أشرّ الناس ذو الوجهين يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه » ، وهو المنافق المتملق بالباطل وبالكذب ، ومدخل الفساد بين الناس ، ومصانعته للأطراف المتضادة خصوصا ، يتحايل عليهما ليطّلع على أحوالهما ، والمداهنة محرّمة .
وقيل الادّهان أو المصانعة وأن يكون المرء بوجهين ، منه المحمود ومنه المذموم ؛ والمحمود : ما كان بهدف الإصلاح بين المتخاصمين أو المتعادين ، وشأنه كشأن الكذب الأبيض ؛ والمذموم : ما زيّن لكل طائفة عملها ، وقبّحه عند الأخرى ، وما ذمّ كل طائفة .
والعميل المزدوج : هو الجاسوس الذي يعمل للطرفين ، ويصانع الفريقين ، وله وجه مع كلّ ، وفي الحديث : « من كان له وجهان في الدنيا ، كان له في الآخرة لسانان من نار » .

   * * *

1501 - ( العدل والإحسان من أعظم الأخلاق )

العدل والإحسان من أدب الإسلام ، قال تعالى :إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ( 90 ) ( النحل ) ، وهذه الآية لمّا سمعها أبو طالب عمّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : اتّبعوه تفلحوا . واللّه إن اللّه أرسله - أي النبىّ صلى اللّه عليه وسلم - ليأمركم بمكارم الأخلاق . وقال : اتّبعوا ابن أخي ، فو اللّه إنه لا يأمر إلا بمحاسن الأخلاق . وقيل : هذه أجمع آية في القرآن لخير يمتثل ، ولشرّ يجتنب .
وقيل : ما في القرآن آية أجمع لحلال وحرام ، وأمر ونهىّ من هذه الآية » .
- والعدل في الآية إنزال العقاب بالجانى بما يستحق ، والإحسان ترك العقوبة . والعدل إنصاف ، والإحسان تفضّل .
والعدل ضربان : 
مطلق : يقتضى العقل حسنه ولا يوصف بالاعتداء بوجه ، نحو أن تحسن لمن أحسن إليك ، وتكفّ الأذى عمّن كفّ أذاه عنك ؛ وعدل يعرف بالشرع : ويوصف بالاعتداء مقابلة ، كالقصاص ، وأرش الجنايات ( أي الدية ) ، وأخذ مال المرتد ، كقوله تعالى فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ( 194 ) ( البقرة ) ، فالعدل : هو المساواة في المكافأة في الخير أو الشر ؛ بينما الإحسان : مقابلة الخير بأكثر منه ، والشر بالترك أو بأقل منه ، وفي الآية أن إيتاء ذي القربى إحسان ، وترك الفحشاء والمنكر والبغى عدل .
   * * *

1502 - ( من بغى فإنما يبغى على نفسه )

البغى من الرذائل ، وهو مجاوزة القصد في الشيء ، ومن سنّته تعالى في الكون تأنيسا لعباده أن جعل وبال البغى يعود على الباغي ، فقال :يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ ( 23 ) ( يونس ) ، ووعد من بغى عليه بالنصر فقال :ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ( 60 ) ( الحج ) ، فكان على من بغى عليه أن يشكره تعالى ويقابل ذلك بالعفو عمن بغى عليه ، كقوله :وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ( 43 ) ( الشورى ) ، واللّه تعالى :يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ( 90 ) ( النحل ) ، والعدل هو الإنصاف ، والإحسان هو التفضّل ، وفي نفس الآية أمر تعالى بالنهى عن البغى ، فجعل حدّ الإجزاء في البغى ضمن العدل ، وجعل التكميل الزائد على الإجزاء ضمن الإحسان .
والبغى مع ذلك منه ما يحمد ، ومنه ما يذمّ ، والبغى المحمود : ما جاوز العدل إلى الإحسان ، والبغى المذموم : ما جاوز العدل إلى الجور ، وما جاوز الحق إلى الباطل .
غير أن أكثر ما يطلق البغى على المذموم ، كقوله تعالى :إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ( 76 ) ( القصص ) ، وقوله :قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ( 22 ) ( ص ) ، وقوله :فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي( 9 ) ( الحجرات ) ، وإذا أطلق البغى وأريد به المحمود يزاد فيه غالبا التاء ، كقوله تعالى :فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ( 17 ) ( العنكبوت ) .

   * * *

1503 - ( الكبر ليس من شيم المسلم )

الكبر والتكبّر والاستكبار متقاربة المعنى ؛ فالكبر الحالة التي يختص بها الإنسان من إعجابه بنفسه ، وذلك أن يرى نفسه أكبر من غيره وأعظم ؛ والمتكبّر هو الذي يتصرّف باستكبار ؛ والتكبّر على وجهين ، أحدهما : أن تكون الأفعال حسنة زائدة على محاسن الغير ، ولذلك وصف اللّه تعالى نفسه بالمتكبّر فقال :السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ( 23 ) ( الحشر ) ، لأنه تكبّر بربوبيته فلا شئ مثله ، وهو المتكبّر عن كل سوء ، والمتعظّم عمّا لا يليق من صفات الحدث والذم .
وأصل الكبر والكبرياء الامتناع وقلة الانقياد . والكبرياء في الإنسان صفة ذم ، وفي اللّه صفة مدح ؛ والوجه الثاني : أن يكون المتكبّر متكلفا لذلك ، كقوله تعالى :كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ( 35 ) ( غافر ) ، والمستكبر مثله ، والمستكبرون في كل أمة هم المترفون أصحاب الجاه والسلطان يعتون ويستضعفون الناس ؛ والمستضعفون هم المقابل للمستكبرين ، كقوله تعالى :قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا( 75 ) ( الأعراف ) ، وقوله :فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا( 22 ) ( إبراهيم ) .
وقيل : إن الكبر إن ظهر على الجوارح فهو التكبّر ، وإلا قيل : في نفسه كبر ، والكبر في النفس هو أصل الكبر ، وهو الاسترواح إلى رؤية النفس .
والكبر يستدعى مستكبرا عليه يرى نفسه فوقه ، ومتكبّرا به ، وبه ينفصل الكبر عن العجب ، فمن يظن أنه ليس في الدنيا سواه يعجب بنفسه ولا يكون متكبّرا . والكبر يبدأ بالعجب .

ولذلك لم يكن الكبر من شيم المسلم . والمستكبرون لهم علامات ، كقوله :لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ( 5 ) ( المنافقون ) وقوله :قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ( 22 ) ( النحل ) ، وقوله :وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً( 21 ) ( الفرقان ) ، وكلها صفات مستهجنة تصف المستكبر ، وكان إبليس - أول مرتكب لأول رذيلة في الكون - وهي الكبر ؛ وكان رئيس المستكبرين في الدنيا فرعون موسى ، وفيه قال ربّ العالمين :وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ( 39 ) ( القصص ) ، وفي التنزيل أن أبرز صفات المتكبّر أنه :ثانِيَ عِطْفِهِ( 9 ) ( الحج ) ، والعطف هو الرقبة ، والمعنى أنه معرض من العظمة .
وفي الحديث عن الضعفاء قال صلى اللّه عليه وسلم : « ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضاعف لو أقسم على اللّه لأبرّه » ، وقال : « ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتلّ جوّاظ مستكبر » ، والعتلّ هو الجافي الغليظ ، والجوّاظ المختال في مشيه .
وفي الأحاديث عن الكبر والمتكبّرين قوله صلى اللّه عليه وسلم : « الكبر بطر الحق وغمط الناس » ، والغمط هو الازدراء والاحتقار .
وقوله : « الكبر السفه عن الحق وغمص الناس » ، والسفه عن الحق إنكاره ، وغمص الناس تحقيرهم . والتواضع نقيض الكبر.
وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم شديد التواضع ، ولمّا سئل في ذلك قال : « إن اللّه أوحى إلىّ أن تواضعوا حتى لا يبغى أحد على أحد » ، لأن القبر طريق البغى ، والأمر بالتواضع نهىّ عن الكبر ، وفي الحديث عنه صلى اللّه عليه وسلم : « من تواضع للّه درجة ، رفعه درجة ، حتى يجعله اللّه في علّيين ، ومن تكبّر على اللّه درجة وضعه اللّه درجة حتى يجعله في أسفل سافلين » أخرجه أحمد .

   * * *

1504 - ( المسلمون معافون إلا المجاهدين )

المسلم مأمور بالستر على نفسه ، وفي الحديث : « اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى اللّه عنها ، فمن ألمّ بشيء منها فليستتر بستر اللّه » . أخرجه الحاكم ، وفي التنزيل :لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ( 148 ) ( النساء ) ، ومنه الجهر بالمعاصي ، وهو الذي يفعلها العاصي جهارا ، أو يتحدث بها ويكشف عما ستره اللّه عليه منها ، ومن يجاهر بفسقه أو ببدعته يسمى مجاهرا .
وفي الحديث : « كل أمتي معافى إلا المجاهرين » ، وفي الجهر بالمعصية استخفاف .

والمعاصي تذل مرتكبها ، وتقيم الحدّ عليه إن كان فيها حدّ ، أو التعزير له إن لم توجب حدا . وإذا ستر اللّه الفاسق في الدنيا لم يفضحه في الآخرة ، والذي يجاهر يفوته عفو اللّه ورحمته . والمجاهرون بالمعاصي لا يعانون ولا يسترون .
والحال مع العصاة من المسلمين يوم القيامة على قسمين :
أحدهما من معصيته بينه وبين ربّه ، وهذا القسم على قسمين :
قسم معصيته مستورة في الدنيا فيسترها اللّه عليه يوم القيامة ؛
وقسم معصيته مجاهرة فيفضحه اللّه يوم القيامة ؛
والقسم الثاني : من تكون معصيته بينه وبين العباد فهم على قسمين أيضا :
قسم ترجح سيئاتهم على حسناتهم ، فهؤلاء يقعون في النار ثم يخرجون بالشفاعة ،
وقسم تتساوى سيئاتهم وحسناتهم فهؤلاء لا يدخلون الجنة حتى يقع بينهم التقاص .

   * * *    

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
»  الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
»  الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1623 إلى 1650 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى