اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

15112023

مُساهمة 

 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2  د. عبد المنعم الحفني

أولا : الآداب والفنون والصنائع
1461 - ( نحو نظرية للجمال في القرآن )
قال تعالى :الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ( 7 ) ( السجدة ) ، يعنى أنه تعالى أحكم خلق كل شئ ، وجاء به وفق إرادته لم يحد عنها ، فكان خلقه حسنا ، ويدل على الخالق الذي هو اللّه ، وأنه بالهيئة التي خلقه عليها كان على أحسن ما يكون ، وهو أحسن من جهة ما هو لمقاصده التي أريد لها ، لأنه متناسب مع بعضه البعض شكلا كما تقول نظريات الجمال الشكلى ، باعتبار أن الجمال هو ميزة الشيء الجميل ككل ، وهو خاصة صورية كما وصفها أرسطو ، وقال إنها الوحدة التي يتبدّى عليها الشيء الجميل على كثرة ما يحتويه من تفاصيل وعناصر ، فرغم أنها وحدة إلا أنها تجمع في داخلها كل ضروب التنوّع والاختلاف ، ألّفت بينها هذه الوحدة في كلّ منسجم ، والجمال إذن هو هذا الانسجام الحاصل والمتبدّى في وحدتها ككل .
وأما نظرية الجمال عند أفلاطون فإنها تقول بأن خاصة الجمال ليست خاصة صورية ولكنها ما وهبه اللّه للمخلوقات ونفخ فيها من روحه ، ومن ثم فالشىء الجميل هو الذي يشعّ بالحياة ، والوجه الحىّ يكون مشرقا ، والوجه الميت يكون منطفئا ، ونحن نصف المشرق بالجمال وأما الميت فلا نصفه بشيء .
وأما نظرية الجمال في القرآن فإنها تدخل القبح كنقيض للجمال ضمن التذوق الجمالى ، والجميل هو المعبّر وإن كان قبيحا ، طالما أنه قد أحسن التعبير عما قصد إليه ، والقبح قيمة جمالية ، وإن كانت سالبة مثلما الجمال قيمة جمالية موجبة . والجمال والقبح قطبا قيمة واحدة ، كالصواب والخطأ في الأخلاق ، والحق والباطل في المعرفة .
وفي النظرية اليهودية ومن ثم المسيحية ، فإن القبح في الوجود نقص في الشكل عن الشكل الواجب للنوع ككل . وليس كذلك الأمر في القرآن ، فالجميل له موضعه ، والقبيح له أيضا موضعه ، وكلاهما مطلوبان .
فالقرد مثلا ليس حسن المنظر ، ولكنه متقن محكم . ولو أننا تصورنا أن للفيل مثل رأس الجمل ، وأن للأرنب مثل رأس الأسد ، وأن للإنسان مثل رأس الحمار ، فبحسب نظريات أرسطو وأفلاطون ، والنظرية اليهودية أو اليهودية النصرانية ، يكون ذلك تشويها في خلقة أىّ من هذه المخلوقات ، ولا ينسجم معها ، ولا يناسبها .
وأما بحسب القرآن ، فإن طول عنق 
الجمل ، والشق في شفته ، إنما ليسهلا عليه تناول الكلأ أثناء السير ، وكذلك الفيل ، فلو لا خرطومه الطويل لما استطاع أن يبرك بجسمه الكبير كي يتمكن أن يتناول طعامه ، فالخرطوم يقوم له بذلك دون أن يبرك ، وذلك هو صنع اللّه ومن أحسن من اللّه صنعا ، ومن أتقن منه وهو يصنع ويخلق ويبدع ؟ وعندما نتأمل الثعبان وهو يزحف ، ويثير قشعريرة الخوف في الإنسان والحيوان ، فإننا دون الحيوان لا يسعنا مع شدة الخوف إلا أن نعجب لإحكام خلق اللّه له ، وهذا الإحكام هو ما اصطلح عليه المسلمون بأنه الجمال ، وهو الذي يثيرنا أن نهتف حال مشاهدته وإدراك عظمته :فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ( 14 ) ( المؤمنون ) ، وما يبدعه أحسن من الحسن ، وهو الأجمل ، وهو تعالى خالق الجمال . وفي الآية :وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ( 6 ) ( النحل ) : أن الجمال ما يتجمّل به ويتزيّن ، فهو النافع اقتصاديا ، وله أيضا وظيفة التزيّن والتجمّل ؛ تقول جمل الرجل جمالا فهو جميل ، والمرأة جميلة ، وجملاء أيضا .
والجمال في الأنعام ، كما هو في الطير والحيوان والشجر والزروع والجماد والطبيعة ، وهو في الصورة وتركيب الخلقة ، ويكون في الأخلاق الباطنة وفي الأفعال . فأما جمال الخلقة : فيدركه البصر ويلقيه إلى القلب متلائما ، فتتعلق به النفس من غير معرفة .

وأما جمال الأخلاق ؛ فكونها على الصفات المحمودة من العلم ، والحكمة ، والعدل ، والعفة ، وكظم الغيظ ، وإرادة الخير .
وجمال الأفعال هو وجودها ملائمة لمصالح الخلق ، وقاضية لجلب المنافع فيهم ، وصرف الشرّ عنهم .
والجمال في الصياغة عموما ، وفي نسب الألوان ، واتساق الأشكال والخطوط ، وانسجام الإيقاعات والأنغام إلى بعضها البعض ، وتنظر بالعين ، وينصت إليها بالأذن ، وتلمس باليد ، وتوافق الحسّ والطبع والفهم .

   * * *

1462 - ( اللّه جميل يحب الجمال )

في الحديث : « إنّ اللّه جميل يحب الجمال » ، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتحرّى الجمال في كل شئ : في القول الحسن ، والعبارة البديعة ، والشّعر الداعي للخلق ، والمشية المهذبة ، والنظرة الوقور ، والأفعال الحميدة . وحسن الهيئة عنده من حسن المخبر .
والمسلمون على التجمّل بالمعنويات كتجمّلهم بالماديات ، وتجمّلهم أكثر في الأعياد وأيام الجمع ، وفي الزيارات ولقاء الناس ، ومن أقوال أبى العالية : كان المسلمون إذا تزاوروا تجمّلوا .
وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يسافر بالمشط ، والمرآة ، وزيت الشعر ، والسواك ، وما يصلح عينيه كالكحل ، وعن أنس أنه صلى اللّه عليه وسلم كان يضع زيت الشعر على رأسه ويسرّح لحيته بالماء ، وكانت له مكحلة يكتحل بها عند النوم ثلاثا في كل عين .
والجمال مطلوب حتى في البهيمة ، وفي الأسماء ، وفي كل منتج من صنعة ، وفي كل شئ .

   * * *    

1463 - ( لا سرف ولا مخيلة )

يلخّص الحديث : « كلوا واشربوا والبسوا وتصّدقوا في غير إسراف ولا مخيلة ، فإن اللّه يحب أن يرى أثر نعمته على عبده » فلسفة الإسلام في الزينة واللباس والطعام والشراب ، والإسراف : مجاوزة الحد في كل فعل وقول ، كقوله تعالى :قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ( 53 ) ( الزمر ) ، على أن الإسراف في الإنفاق أشهر .
والمخيلة : هي الخيلاء والتكبّر ، والإسراف قد يستلزم المخيلة . والحديث جامع لفضائل تدبير الإنسان لنفسه ، وتدبير مصالح النفس والجسد في الدنيا والآخرة ، فإن السرف في كل شئ يضر بالجسد ، ويضر بالمعيشة ، فيؤدى إلى الإتلاف ، ويضر بالنفس إذا كانت تابعة للجسد في أكثر الأحوال والمخيلة تضر بالنفس فتكسبها العجب وهو إثم ، والمقت من الناس .
وفي الحديث : « كل ما شئت ، واشرب ما شئت ، ما أخطأتك اثنتان : سرف أو مخيلة » . ومجمل الإسلام في أمور الطعام والشراب واللباس والزينة : التنعّم بطيّبات اللّه .
ومن قصد بالملبوس الحسن إظهار نعمة اللّه عليه ، يستحضرها ، ويشكر عليها ، ولا يحتقر من ليس له مثلها ، لا يضره ما لبس وشرب وتزيّن من المباحات .
ولمّا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في ذلك : « لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر » ، قال أحدهم : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة ؟ فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « إن اللّه جميل يحب الجمال . الكبر بطر الحق ، وغمط الناس » ، وغمطهم يعنى احتقارهم .
ولمّا رأى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أحدهم رثّ الثياب قال له : « إذا آتاك اللّه مالا فلير أثره عليك » ، أي يلبس ثيابا تليق ، مع مراعاة القصد وترك الإسراف .

   * * *

1464 - ( جماليات الزينة والتزيّن )

الزينة : على قسمين ، خلقية ومكتسبة ، فالخلقية : ما كانت في الفطرة والخلقة ، فريش الطاوس زينة وهو مخلوق به ، وكذلك عرف الديك ، ولبدة الأسد ، والمكتسبة : كتزيّن المرأة والرجل ليكونا على صورة أبهى وأجمل ، كما في قوله تعالى :فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ( القصص 79 ) ، وقوله :حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ( 24 ) ( يونس ) وزخرف الأرض وزينتها مكتسبتان بما يهيئه الإنسان لها من هندسة معمارية ، وإصلاحات وتحسينات ، وما يضفيه عليها من زخارف وزينات .
والزينة هي الأبهة تصنعها الأموال ، كقوله تعالى :إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالًا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا( 88 ) ( يونس ) ، وقوله :أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ( الحديد ) .
ومن الزينة الملبس الحسن والثياب الرفيعة ، كقوله تعالى :يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ( 31 ) ( الأعراف ) ، أي تزيّنوا وارتدوا 
أحسن ما عندكم من ثياب ، ومشّطوا رءوسكم ، والبسوا النعال ، وليكن المؤمن في أبهى صورة ، وليكن شامة بين الناس ، كقوله تعالى :قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ( 32 ) ( الأعراف ) . وكان اليهود والنصارى يحرّمون ما لم يحرّم اللّه ، فقال عمر : « إذا وسّع اللّه عليكم فأوسعوا » .
وطيبات الرزق : هي أطايب الأطعمة ، وهي زينة وجمال ، وكان علىّ بن الحسين بن علىّ بن أبي طالب يلبس الكساء الغالي في الصيف ، فيجىء الشتاء فيتصدّق به ، وكان يقول :قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ( 32 ) ( الأعراف ) ، ومعنى الزينة عند ابن حنبل لا ينصرف إلى الغالي من الثياب ، فالرخيص يمكن أيضا أن يكون زينة :وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ( 26 ) ( الأعراف ) ، وقيل : 
ولما ذا لا يكون معنى لباس التقوى هو هذا اللباس الجميل ، فالمهم الإنسان داخل اللباس ، فإذا كان جميلا في خلقه وخلقه ، فلما ذا لا يجعل ثيابه جميلة مثله ، والخطاب يعرف بعنوانه ، وتجويد اللباس أمرنا به ، وأمرنا أن تكون أفعالنا للّه وللخلق ، وكل إنسان يجب أن يرى جميلا ، ولا يلام عليه إن فعل ، فهذّب شعره ، ونظر في المرآة ، وسوّى هندامه ، ولمّع حذاءه ، وغسل وجهه ، وطامن من مشيته وكلامه ، ورآه الناس جميلا .
والتزيّن ليس فيه ما يكره أو يذم . والمرأة زينتها مكتسبة منذ بداية التاريخ ، وفي فطرتها أن تتزين وتتجمّل ، وتختلف زينتها باختلاف العصور والثقافات والأمصار والقدرات المالية ، وعموما فإنه منذ القدم فالقرط عند المرأة الفقيرة والغنية مكانه الأذنان ، والعقد مكانه الصدر ، والخلخال مكانه الساقان .
وتهتم النساء كثيرا بملابسهن ، غير أنهن يملن إلى تعرية أطرافهن والاستعراض بأجسامهن .
ومن زينة المرأة الكحل والخضاب . ومن الزينة ظاهر وباطن ، وما ظهر مباح لكل الناس من المحارم والأجانب إلا أن تظهر المرأة ما هو باطن ، فما بطن لا يحل إبداؤه ، وليس من الحكمة إبداؤه ، ولم تزدد حوادث الاغتصاب إلا بسبب إبداء ما هو باطن . والسوار من الزينة الظاهرة لأنها في اليدين .
والزينة في الرجال لا تقل عنها في النساء ، وعن عائشة : أن نفرا كانوا ينتظرون النبىّ صلى اللّه عليه وسلم على الباب ، فخرج يريدهم ، وكانت في الدار ركوة فيها ماء ، فجعل ينظر في الماء ويسوى لحيته وشعره ، فسألته : أأنت تفعل هذا ؟ قال : « نعم ، إذا خرج الرجل إلى إخوانه فليهيّئ من نفسه فإن اللّه جميل يحب الجمال » .
والخيل والبغال والحمير زينة عند الركوب ، وكذلك المنازل والأثاث ، وعرفت الزينة خطوط الكتابة ، وزخارف المساجد ، وفن الأرابيسك من مآثر فلسفة القرآن في الجمال .

   * * *

1465 - ( الشّعر وحلقه ونتفه ووصله )

الشعر زينة لم يحرّمها اللّه تعالى ، قال :وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ( 80 ) ( النحل ) والزينة أمر بها اللّه تعالى عند المساجد فقال :يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ( 31 ) ( الأعراف ) ، وزينة الشعر عند المساجد وغيرها توفيره وترجيله وإكرامه . وكانت عائشة ترجّل شعره صلى اللّه عليه وسلم ، وكان يضع عليه الدهن . وشعر المرأة من آيات حسنها ، وأمرت ألا تظهره إلا لزوجها ، وجعل له الخمار في قوله تعالى :وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ( 31 ) ( النور ) ، والخمار جمع خمر ، وهو ما تغطي بها النساء شعورهن .
وفي الغسل يفيض الرجل على شعره ثلاثا ، وتنفض المرأة شعرها لتروى أصوله، ويستحب نقضه من الحيض والجنابة على السواء.
ولا يجوز لها وصله بشعر آخر تدليسا ، إلا أن يكون لمصلحة تحسين شكلها لزوجها من غير مضرة . وقد لعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الواصلة والمستوصلة . ويكره حلق شعر المرأة ، وتقصيره للرجل أفضل ، ويكره حفّ الوجه ونتف شعره للرجال والنساء تزيّنا لا تجمّلا ، وقد لعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم النامصة والمتنمّصة ، وهي التي تنتف شعر وجهها للتبرّج ، أو التي عملها نتف الشعر للنساء وتحفيفهن ، إلا أن يكون ذلك لصالح أن يراها زوجها أجمل .
ويكره للرجال القزع مثلما الموضة ، وهو أن يحلق الصبى بعض الرأس ويترك البعض تشبّها وتخنّثا ؛ ويكره نتف الشيب للرجال بقصد التصابى .
ومن السنة والصحة معا نتف شعر الإبط ، لأنه من الفطرة ، ويفحش بتركه ، ويجوز إزالته بالحلق أو بالنورة . ويستحب حلق شعر العانة ، وهو المسمى بالاستحداد ، من حدّ ، أي شحذ أداة حلق الشعر .
ويمنع المحرم من حلق شعر رأسه أو لحيته أو شعر جسده إلا لعذر ، كي لا يلتفت إلا لطقوس العبادة ، وعليه فدية إن حلقه عقابا له حتى لا يفعل ذلك : صيام ثلاثة أيام ، أو إطعام ستة مساكين ، أو ذبح شاة .
ويستوى في ذلك شعر الرأس والجسد ، وإن حلق الاثنين فعليه بدنة . ويستحب صحيا دفن ما أزيل من الشعر أو التخلص منه بطريقة صحية ، ويجوز خضاب الشعر للزينة والتجمّل . ولا تزول طهارة شعر الآدمي والحيوان الطاهر بالموت ، ولا يحلق أىّ من شعر الميت عند تغسيله .

ويجب الدية - أي التعويض - في الشعر إذا زال ولم يرج عوده .
   * * *

1466 - ( الحلية زينة وحق )

الحلية نحلة اللّه تعالى للبشر ، ومن حقّ كل إنسان أن يتحلّى ، وفي التنزيل عن البحر :وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها( 14 ) ( النحل ) ، يشير به إلى اللؤلؤ والمرجان والأصداف ، وأنه تعالى لم يحرّم على الإنسان أن يتحلّى ، وأن يلبس الحلية ، وكل حلية تلبس بحسبها ، فالخاتم في الإصبع ، والسوار في الذراع ، والقلادة في العنق ، والخلخال في الرّجل . وفي التنزيل :وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ( 17 ) ( الرعد ) أن الحلية هي حلية الذهب والفضة وسائر المعادن ، تلبس ويستمتع بها ، وفيها إبداعات الإنسان بالصياغة بالرسوم والزخارف ، ولذا كان الوعد بها في الآخرة ، فقال :وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ( 21 ) ( الإنسان ) ، وقال :يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ( 23 ) ( الحج ) فلم يفرّق بين الأنثى والذكر في لبس الذهب واللؤلؤ والحرير ، غير أنه من أصول التربية أن الذكور لا يصلح لهم أن يبالغوا في استعمال الملذ وذات لكون ذلك من صفات الإناث ، وفي القرآن :أَ وَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ( 18 ) ( الزخرف ) يقصد الإناث ، فهن يربين من صغرهن على لبس الأقراط والحلى ، ولذا قيل إن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أحلّ الذهب والحرير للإناث دون الذكور ، إلا أنه كان مع ذلك يمنع أهله الحرير والحلىّ لأنهم قدوة .
والإسلام مع التوسط في كل شئ إلا في الأزمات الاقتصادية ، وحديثه صلى اللّه عليه وسلم في ذلك : « وتمعددوا واخشوشنوا واخلولقوا » بمعنى واحد وهو الدعوة للتقشف ، وفي الخبر أن عمر أرسل إلى واليه لما رآه يلبس الحرير ، يسأله : أيشبع المسلمون من هذا ؟
- يعنى سأله هل الناس جميعا سواء ويلبسون الذهب والحرير كما تفعل ؟ فما لم يكن الناس في نعمة من العيش ، فلا يكون بينهم هذا التفاوت الكبير في المظاهر ، بين من يلبس الحرير ويتحلّى بالذهب والفضة ، أو يركب المطهّم من السيارات ، ويسكن الفاخر المترف من المنازل ، وبين من لا يجد قوت يومه ، ولا ما يردّ به عن نفسه غائلة البرد ! وهذه هي اشتراكية الإسلام ، وهي اشتراكية تعاونية تكافلية .
والتزيّن الشديد مكروه ومثله الترف ، وهو ليس من الجماليات ، وأقرب إلى القبح ، وليس من العقل ولا الدين أن يلبس الناس كبرا وخيلاء ! وأبيح الحرير عند اللزوم كما في حالة عبد الرحمن بن عوف ، فقد كانت به حساسية لأنواع اللباس من الصوف ، وفهم عبد الرحمن من إذن الرسول صلى اللّه عليه وسلم له في لبس الحرير نسخ التحريم ، ولم ير تقييد الإباحة . غير أن الذهب والفضة واللؤلؤ والماس والحرائر وإن كانت زينة ، واللّه لم يحرّم الزينة ، إلا أنها من الرفاهية ، وللمترفين خاصة ، ولم يحرّم اللّه الترف ، إلا أنه كان سبيلا إلى غلظ القلب ، وسوء القصد ، وفساد العقل والذوق ، والترف ذكر في القرآن ثماني مرات ، وفيها جميعا يتوعد اللّه تعالى المترفين ، كقوله :حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ( 64 ) ( المؤمنون ) .
ويتأتى فساد الحكم في بلد ما من استغراق أصحاب الحلّ والعقد والصفوة من أبنائه في الترف ، كقوله تعالى :وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً( 16 ) ( الإسراء ) .
ولباس الحرير والتحلّى بالفضة والذهب وغيرهما يليق بالنساء دون شهامة 
الرجال ، لأن النساء قليلات الصبر عن التزين ، فلطف بهن في إباحته ، ولأن تزينهن غالبا للأزواج ، وفي الحديث : « حسن التبعّل من الإيمان » .
والنهى عن لبس الحرير والتحلّى بالذهب وغيره ليس لنجاسة بعين أىّ منها ، بل لأن ذلك ليس من لباس المتقين ، كقوله :وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ( 26 ) ( الأعراف ) ، وأما عين هذه الأشياء فهي طاهرة ، وعلى ذلك يجوز مسّها وبيعها والانتفاع بثمنها ، وقد ثبت لبس الخز عن جماعة من الصحابة ، ولبسه منهم أكثر من عشرين نفسا ، واتخذ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم خاتما من ذهب عليه « محمد رسول اللّه » ، فمحمد على سطر ، ورسول على سطر ، واللّه على سطر ، نقش هكذا حتى لا يستطيل ، وكان يختم به مراسلاته ، ووضعه في إصبع الخنصر من يده اليمنى ، واستمر ذلك ثلاثة أيام ، ثم ألقى به واتخذ خاتما من فضة لنفس الغرض ، وكان يجعل فصّه ناحية كفّه حتى لا يبدو أنه للزينة ، ونهى عن تختيم الذهب إلا للنساء ، واتخذ كل من أبى بكر ، وعمر ، وعثمان خواتم ، أو أنهم استعملوا نفس خاتم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لختم الأوراق به . وقيل كان خاتم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من حديد ملويا عليه فضة .
والتمس لمن أراد أن يزوّجه التي وهبت نفسها خاتما ولو من حديد يمهر به المرأة . وفي بعض الروايات أنه صلى اللّه عليه وسلم لبس الخاتم في يده اليسرى ، والأرجح أنه كان يلبسه في اليمين ، لأن اليسار آلة الاستنجاء فيصان الخاتم إن كان في اليمين . وكانت النساء يتختمن بالذهب ويلبسن المعصفر ، ويتحلين بالقلائد ، يفوح منها الطيب والسك ، ويطلق عليها السّخاب جمع سخب ( وهي القلائد ليس فيها لؤلؤ ولا جوهر ، والسّك نوع من الطيب ) ، وكن يلبسن الخرص وهي الحلقان الصغيرة من الذهب أو الفضة .

   * * *

1467 - ( لباس المسلم في الحياة والصلاة )

يقال لبس الثوب أي استتر به ، وألبسه الثوب بمعنى جعله يلبسه ، وفي القرآن :يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ( 26 ) ( الأعراف ) ، أي جعل لكم لباسا ، فأنزل المطر الذي ينبت القطن والكتان ومنها تصنع ألبسة عظيمة ، والمطر يقيت البهائم التي منها الأصواف والأوبار والأشعار ، ويقيت الطير التي منها الريش ، ومن ذلك كله تصنع الرياش - أي المترف الفاخر من الأثاث واللباس ، وكل ذلك مادي ، ولباس التقوى معنوي وهو العمل الصالح ، وبدونه لا يبقى الإنسان إنسانا ، كقول القائل :إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى * تقلّب عريانا وإن كان كاسياوخير لباس المرء طاعة ربّه * ولا خير فيمن كان للّه عاصيا والصوفية يجعلون لباس تقواهم الصوف الخشن من الثياب ، يتواضعون به للّه ، ويتعبدون به خيرا من غيره ، ولباس تقواهم خشية اللّه .
وفي الآية :يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ( 27 ) ( الأعراف ) أن اللباس هو لباس التقوى ، ومن لا يتقى اللّه فهو الكاسى العاري ، والعرى البدني مظهر للعرى الخلقي ، والشيطان وقبيله يرى غير المؤمن عاريا ، لأنه ينفذ إلى أعماقه :يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ( 5 ) ( الناس ) ، وفي الحديث : « وللشيطان لمّة » ( أي بالقلب ) ، : « وأما لمّة الشيطان فإبعاد بالشرّ وتكذيب بالحق » .
والمؤمن بعكس الشيطان ، فهو لباس لأخيه المؤمن ، كقوله تعالى عن الأزواج والزوجات :هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ( البقرة 187 ) ، فسمّى اللّه تعالى امتزاج كل واحد من الزوجين بصاحبه لباسا ، لانضمام جسديهما ، وامتزاج نفسيهما ، وتلازم عقليهما وحاجاتهما ، تشبيها بالثوب يلاصق البدن ، وكل ما يستر فهو لباس ، والزوجات والأزواج ستر لبعضهما البعض عما لا يحلّ ، ويقال للمرأة : هي لباسك وإزارك .
وفي الآية :فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ( 112 ) ( النحل ) سمّى الجوع والخوف لباسا ، لأن من يصاب بهما يظهر عليه من الهزال والشحوب وسوء الحال ما هو كاللباس ، ومن ذلك قوله :وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً( 10 ) ( النبأ ) ، واللباس ما يكون به الستر وسكينة النفس ، والليل بظلمته ستّار .
واللبوس في الآية :وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ( الأنبياء 80 ) هو كل ما يلبس ، فالثياب لبوس ، والدروع لبوس كذلك . وفي الآية :وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها(النحل 14) : أن الحلىّ المستخرجة من البحر - كاللؤلؤ والمرجان والأصداف هي ألبسة للزينة.
واللباس من حلىّ وثياب ، كقوله :مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ( 33 ) ( فاطر ) ، وقوله :وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ( الكهف 31 ) ، ونعلم أن اللون المفضل في الثياب في الجنة هو الأخضر ، وأن خير الألبسة ما كان من الحرير السّندسى - أي الرقيق ، والإستبرق هو الديباج ، وخصّ اللّه تعالى اللون الأخضر لأنه اللون الموافق للبصر ، لأن البياض يبدّد النظر ويؤلم العين ، والسواد مذموم ، والخضرة على عكس البياض والسواد ، تجمع الشعاع ولا تبدده ، فتظهر الصورة وتزهو .
ولما سألوا الرسول صلى اللّه عليه وسلم عن ثياب الجنة : 
أهي تخلق أم تنسج ؟ قال : « لا ، بل تشقّق عنها ثمر الجنة » .
ومن أجل ذلك حرّم الحرير والذهب في الدنيا على الرجال ليكونا لباسهما في الجنة ، وتحرّم الصلاة بهما ، ويحرّم الافتراش على الحرير والديباج ، وأجاز النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف لبس الحرير على جسده لحكة به أو مرض على الصحيح ، وعموما فالحرير مباح عند الحاجة ، وكذلك الأعلام من الحرير ، ولا بأس بلبس الخزّ ، وهو الحرير يخالطه الصوف ، فهو ليس حريرا خالصا ، ولا يجوز لولى الصبى أن يلبسه الحرير .
ويباح للنساء من الحلى ما جرت عادتهن بلبسه ، وقليلها وكثيرها لهن سواء ، ولا يباح للرجال إلا الخاتم من الفضة ، واليسير من الذهب مطلقا ، وتكره الثياب التي عليها تصاوير أو صليب .
ويجزئ من الثياب في الصلاة ما يستر العورة عن نفس صاحبها وعن غيره ؛ ويجزئ المرأة ما يسترها الستر الواجب ، ولها أن تكشف وجهها وكفّيها ، وعليها أن تخمّر رأسها .
ويكره للرجل إسبال ملابسه خيلاء ، والتلثّم بلا سبب ، وأن يكون ثوبه بألوان زاهية . ولا تستحب الزينة للمرأة في الحداد .

   * * *

1468 - ( الإنسان في أحسن صورة )

خلق اللّه تعالى الإنسان في أحسن صورة ، فقال :وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ( 3 ) ( التغابن ) والتصوير هو التشكيل ، واللّه صوّر الإنسان والحيوان ، والإنسان من جنس الحيوان ، وقد جعله اللّه أحسن الحيوانات كلها ، وأبهاها صورة ، ولا يتمنى إنسان أن يكون على شكل حيوان من الحيوانات ، ومن حسن صورته أنه خلق منتصبا كما قال :لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ( 4 ) ( التين ) ، أي لم يخلقه منكبا على وجهه ، وجعله مستويا ، وزيّنه بالعقل والحكمة ، ووهبه اللسان الذلق ، واليد والأصابع التي يقبض بها ، وخصّه مهديا بالتمييز ، مديد القامة ، حيا ، عالما ، قادرا ، مريدا ، متكلما ، سميعا بصيرا ، مدبّرا ، وهذه صفات الربّ ، ولذا كان هذا الحديث المنسوب للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « إن اللّه خلق آدم على صورته » أي على صفاته تعالى لا على هيئة اللّه سبحانه ، فالصورة هنا هي المعاني ، والإنسان أحسن خلق اللّه باطنا وظاهرا ، بجمال الهيئة ، وبديع التركيب ، فالرأس بما فيه ، والصدر بما جمعه ، والبطن بما حواه ، والرجلان وما احتملتاه ، فالإنسان هو العالم الأصغر ، وكل المخلوقات مجتمعة فيه ، ولذلك فإن من يشوّه خلقة اللّه ، ويفسد صورة الإنسان بالقذارة والثياب الرثة ، واللفظ القبيح ، فإنه يرتكب أكبر الجرم في حقّ نفسه وحقّ ربّه ، والإنسان لكي يحافظ على هذه الصورة عليه أن يتعهد نفسه بالنظافة والتجميل ، وهما فطرة في الإنسان ، وطرق المحافظة عليها فطرة فيه ، وفي الحديث : « الفطرة خمس : الختان ، والاستحداد ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظافر ، وقصّ الشارب » ، وبعضهم جعل هذه الخصال ثلاثين ، وبعضهم روى أنها عشر ، ومنها بخلاف ما سبق : إعفاء اللحية ، والسواك ، والمضمضة ، والاستنشاق ، وغسل البراجم والرواجب ، والاستنجاء ، والانتضاح ، والحياء ، والتعطّر ، والنكاح ، والحلم ، وغسل الجمعة ، والحجامة .
والختان : هو قطع جلدة الذكر التي تغطي الحشفة لتنكشف الحشفة ، وعند النساء قطع الجلدة التي تكون في أعلى الفرج فوق مدخل الذكر كالنواة أو كعرف الديك ، والأصل أن لا تنهك المرأة ، أي لا تزيد الخاتنة في القطع ، ويسمى ختان الذكر أعذارا ، وختان الأنثى خفضا ، ويختلف حول ختان الإناث .

والقصّ المقصود به قطع الشعر النابت في الرأس ، وعلى الشفة العليا ؛ وقصّ الظفر أخذه من أعلاه . والبراجم والرواجب هي مفاصل الأصابع كلها . وتغسل اليدان عقب كل طعام وفي الوضوء ، لإزالة الوسخ العالق بها ، ويلحق بها إزالة ما يجتمع من وسخ في معاطف الأذن وقعر الصماخ .
والانتضاح : أن يأخذ قليلا من الماء فينضح به مذاكيره ، وهو أيضا الاستنجاء . وهذه الخصال مما فرضه اللّه على أنبيائه ، وهي من موروث إبراهيم ، وفي التنزيل :وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ( 124 ) ( البقرة ) ، قيل : ابتلاه بالطهارة ، وهي خمس في الرأس ، وخمس في الجسد .
وهذه الخصال تتعلق بها مصالح دينية ودنيوية ، منها تحسين الهيئة ، وتنظيم البدن جملة وتفصيلا ، والاحتياط للطهارتين ، والإحسان إلى المخالطين ، وكفّ ما يمكن أن يتأذّى به الناس من روائح كريهة ، ومخالفة لقذر الكفار والمشركين ، وامتثال أمر الشارع ، والمحافظة على ما أشار إليه قوله تعالى :وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ *( 3 ) ( التغابن ) ، وكأنه يقال : حسّنوا صوركم فلا تشوّهوها بما يقبّحها ، فاللّه قد خلقكم على هيئة جميلة وصورة كريمة ، والإنسان إذا نظر في المرآة فرأى نفسه جميلا ، وإذا لمس ذلك في نظرة الآخرين إليه ، أدرك على الفور ما امتنّه اللّه على الإنسان عندما قال إنه صوّره في أحسن صورة ، والإنسان إذا بدا في الهيئة الجميلة كان ادعى للانبساط ، فالجمال له فوائد نفسية كما له فوائد اجتماعية وبدنية ودينية .
والفطرة التي فطر اللّه الناس عليها هي خلقة اللّه التي خلقه بها وقت أن كان في رحم أمه ، فكان على أحسن حال ، وهذه الخصال هي التي بها يكون إقامة الفطرة ، أو العودة إلى الفطرة .
ومن الفطرة الحياء ، وبالحياء كان اختيار لفظ « الاستحداد » لعملية حلق العانة ، وهي مشتقة من الحديد وهي الموسى . ومثل الاستحداد : النتف ، والقصّ ، والتنوّر أي معالجة العانة . وغسل الأرفاغ من خصال الفطرة ، وهي مغابن الجسم ، كالإبط ، وما بين الخصيتين ، والفخذين ، وكل موضع يجتمع فيه الوسخ، وكل ذلك من باب إتمام الجمال في الشكل والهيئة والسمت والمظهر.
والخضاب يتغيّر به الشيب ، وكان أبو بكر وعمر يختضبان ، وتركه علىّ ، وأبىّ بن كعب ، وأنس ، وجماعة .

فهذه هي جماليات الشكل في المسلم فأين منها ذلك في التوراة أو الإنجيل ؟ وأين منها التقذّر الذي عليه الغربيون واليهود خاصة ؟ وبعد ذلك يقول بيرلسكونى رئيس وزراء إيطاليا : إن المسلمين برابرة ! ويوافقه تونىبلير رئيس وزراء بريطانيا ، والرئيس الألماني شرويدر ، ويؤمّن على كلامه شارون رئيس وزراء إسرائيل ، مع أن هذا الأخير ينضح عرقا منتنا بشهادة كل من التقوه من الصحفيين !
   * * *

1469 - ( فلسفة الألوان في القرآن )

في قوله تعالى في أهل الجنة :وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ( 31 ) ( الكهف ) خصّ الأخضر بالذكر لأنه الموافق للبصر ، لأن البياض يبدد النظر ويؤلم العين ، والسواد مذموم مكروه ، والخضرة بين البياض والسواد فتجمع الشعاع . واللّه تعالى جعل اللونين الأخضر والأبيض من الفطرة الجميلة في الإنسان ، ولذا غلبت الخضرة على النبات ، فتمتد الأراضي بها مبسوطة تسرّ الناظرين ، وأنزل المطر منة منه تعالى :فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً( الحج 63 ) .
والأخضر اللون المفضل في الجنة ، وهو لون لباس المؤمنين وفرشهم ، كقوله :مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ( الرحمن 76 ) ، والرفرف فضول الفرش والبسط والزرابى ، وحواشي الثياب ، وجوانب الدروع .
وأما الأبيض فنقيضه الأسود ، ويوم القيامة ، كقوله تعالى :يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ( آل عمران 106 ) ، والوجوه المبيضة وجوه المؤمنين ، وعكسها وجوه الكافرين . والسواد صنو الحزن ، وعلامة أهل الزيغ والأهواء والبدع .
وفي الطب النفسي فإن السواد يستحدث الاكتئاب ، ويقال للشخصية المكتئبة « السوداوية » ؛ والبياض فيه سعة للنفس ، وفرحة وبهجة ، واختاره الرسول صلى اللّه عليه وسلم لون ثياب المسلمين ، ولون أكفانهم ، وكانت خمر الجنة :بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ( 46 ) ( الصافات ) ، وأعلى الخمور وأبهجها البيضاء ؛ وأجمل البنات البيض ؛ والعامة تجعل البياض مثلا للصلاح ، والسواد مثلا للفساد ؛ والخيط الأبيض في آية الصيام يكنّى به عن الفجر ؛ والبيض من الليالي هي المقمرة ؛ والأيام البيض أيامها ؛ والأبيضان : الماء واللبن ؛ والبيضاء النعمة ، ومن ذلك ترى أن البياض صنو كل ما هو جميل .

   * * *

1470 - ( هل الإسلام ضد الشعر ؟ أو ضد أىّ من فروع الأدب أو الفن ؟ )

الشعر كلام موزون مقفّى ، قصد إلى وزنه وتقفيته ، والمتكلم به هو الشاعر ، ومع ذلك فإن من يصدر عنه كلام موزون مقفّى لم يقصد أن يكون شعرا فهو ليس بشاعر ، وكلامه ليس شعرا ، وفي القرآن كثير من الآيات الموزونة المقفّاة ، كقوله تعالى :لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ( 92 ) ( آل عمران ) وقوله تعالى :الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ( 3 ) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ( 4 ) ( الشرح ) ، ولكنها ليست بشعر ، لأن الإتيان بها موزونا ليس على سبيل القصد ، يعنى أن اللّه تعالى لم يكن مقصوده أن يكون هذا الكلام شعرا بحسب اصطلاح الشعراء ، ولذا قال عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلموَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ( 41 ) ( الحاقة ) ، وقال :وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ( 69 ) ( يس ) ، فأخبر أن الشعر ليس من طبعه ، ولا يحسنه ، ولم يتعلمه عن اللّه وإنما تعلم عنه القرآن العظيم ، وفي ذلك قيل : « ما ولد عبد المطلب ذكرا ولا أنثى إلّا يقول الشعر ، إلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم » ، ومع ذلك فلم يكن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يكره الشعر ، وكان يستحسنه إن كان فيه الخير ، ويذكر الحسن البصري : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان كثيرا ما يتمثّل بهذا البيت ويخطئ فيه : « كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا » ، فكان أبو بكر يصلحه له ويقول : يا رسول اللّه : « كفى بالشيب والإسلام للمرء ناهيا » ، ثم يقول : أشهد أنك رسول اللّه ، وصفك فقال :وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ؛ فلم تكن سجيته تقبل صناعة الشعر طبعا وشرعا .
والشاعر الحق هو الذي يكون المعنى منه تابعا للفظ ، لأنه لا يقصد إلا إلى الألفاظ التي يصحّ بها وزن الشعر وقافيته ، فيحتاج من ثم إلى التخيّل للمعاني يأتي بها من أجل اللفظ ، وليس كذلك قول اللّه تعالى ، ولا قول نبيّه ، فالمعانى في القرآن تسبق اللفظ ، وكذلك تجىء الألفاظ في كلام الرسول صلى اللّه عليه وسلم تبعا للمعاني .
ومن كلامه صلى اللّه عليه وسلم الذي يبدو كالشعر ، أنه لمّا أصيبت إصبعه وجرحت ، وكان يقوم بعمل من أعمال الجهاد ، قال تحسرا وحزنا : « هل أنت إلا إصبع دميت ، وفي سبيل اللّه ما لقيت ؟ » ، وهو كلام كالشعر ولكنه ليس شعرا ، لأنه لم يقصد إلى أن يقول شعرا ؛ وقيل هو رجز ، والرجز شعر يكون كل مصراع منه مفردا ، ويبدو أنه لم يجر على لسان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من ضروب الرجز إلا ضربان : المنهوك ، والمشطور ، كقوله هذا السابق « هل أنت إلا إصبع » .
واللّه تعالى قد نفى الشعر عن القرآن ، ونفى وصف الشاعر عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بقوله :إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ( 40 ) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ( 41 ) ( الحاقة ) ، وقوله :وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ( يس ) .
وقيل إن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بعد نزول آية :وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُلم يقدر على قراءة الشعر موزونا . ونفى اللّه تعالى أن تكون آياته تخييلات شاعر ، ونفى عنه جنون الشعر في قولهم :أَ إِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ( 36 ) ( الصافات ) ، وردّ عليهم الردّ المفحم فقال :بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ( 37 ) ( الصافات ) ، فلم يكن ما جاء به إلا ما أرسل به المرسلون من قبله كموسى وعيسى ، ولفته إلى اتهاماتهم وفحواها فقال :ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ( 43 ) ( فصلت ) ، وتمنوا له الردى خلاصا منه كشاعر :يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ( 30 ) ( الطور ) .
وإذن فلم تكن الآيات التي 
ورد بها عن الشعر إلا ردودا استوجبها ما قالوه عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وعن القرآن . ولمّا نزل قوله :وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ( 224 ) ( الشعراء ) ، وقوله :أَ لَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ ( 225 ) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ ( 226 ) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا( 27 ) ( الشعراء ) ، قال ابن عباس : المقصود « بالشعراء يتبعهم الغاوون » هؤلاء النفر من الشعراء الضالين يتبعهم من الناس ضالون مثلهم ، وكان على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجلان أحدهما من الأنصار والآخر من قوم آخرين ، وأنهما تهاجيا ، فكان مع كل واحد منهما غواة من قومه وهم السفهاء ».
وقيل : كان الشاعران في الجاهلية يتناجيان ، فينتصر لهذا فئام من الناس ، وينتصر لهذا فئام من الناس.
وقيل : بينما كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم يسير مع أصحابه بالعرج ، إذ عرض شاعر ينشد ، فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : 
« أمسكوا الشيطان ! لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا » رواه البخاري .
وفي قوله تعالى : « ألم ترى أنهم في كل واد يهيمون » قال الحسن البصري : قد واللّه رأينا أوديتهم التي يخوضون فيها مرة في شتيمة فلان ، ومرة في مديحة فلان ! وقال قتادة : الشاعر يمدح قوما بباطل ، ويذم قوما بباطل » .
وقال علىّ بن أبي طلحة عن ابن عباس : 
أكثر قولهم يكذبون فيه ، فإن الشعراء يتبجّحون بأقوال وأفعال لم تصدر منهم ، ولا عنهم ، فيتكثّرون بما ليس لهم ، ولهذا جاء الحديث « لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا » .
وكان المراد بهذا الطعن نوعا من الشعر استهجنه كل من سمعه أو يسمعه ، ونفى ابن عباس أن يكون النبىّ صلى اللّه عليه وسلم شاعرا ، فحاله مناف لحال الشعراء .
وكان حسّان بن ثابت وعبد اللّه بن رواحة ، وكعب بن مالك ، من الشعراء ، ولمّا نزلت هذه الآيات القادحة في الشعر والشعراء ، جاءوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يبكون ، وقالوا : قد علم اللّه حين أنزل هذه الآية أنّا شعراء ، فتلا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم :إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ( الشعراء 227 ) وأشار إليهم وقال : « أنتم » رواه ابن أبي حاتم ، ثم قرأوَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً(الشعراء 227) وأشار إليهم وقال: «أنتم»، وقرأوَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا(الشعراء 227) وأشار إليهم وقال: «أنتم».
وقيل : لمّا نزلت :وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ( 224 ) ( الشعراء ) إلى قوله :وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ( 226 ) ( الشعراء ) ، قال عبد اللّه بن رواحة : يا رسول اللّه ! قد علم اللّه أنى منهم .
فأنزل اللّه :إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً( 227 ) ( الشعراء ) ، ومعنى « ذكروا اللّه كثيرا » ، ذكروه كشعراء في شعرهم .
وقيل عن قوله تعالى : وانتصروا من بعد ما ظلموا » ، يردّون على الكفار الذين كانوا يهجون بشعرهم المؤمنين .
وإذن فالمقصود بالآيات نقد نوع من الشعر وليس الشعر نفسه . وقد ثبت في

يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأربعاء 15 نوفمبر 2023 - 11:17 عدل 2 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الأربعاء 15 نوفمبر 2023 - 10:56 من طرف عبدالله المسافربالله

 الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1470 - تابع ( هل الإسلام ضد الشعر ؟ أو ضد أىّ من فروع الأدب أو الفن ؟ )

الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لحسّان : « أهجهم » - أو « هاجهم وجبريل معك » . وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، أنه قال للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : إن اللّه عز وجلّ قد أنزل في الشعراء ما أنزل . فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه.
والذي نفسي بيده ، لكأن ما ترمونهم به نضح النبل » ، يقصد به الشعر يستخدمه المسلمون في ردّ هجاء أعدائهم . وروى : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جعل يمشى بين القتلى يوم بدر وهو يقول : « نفلّق هاما » ، فيقول الصدّيق رضى اللّه عنه متمما للبيت :. . . من رجال أعزّة * علينا وهم كانوا أعقّ وأظلماوعن عائشة رضى اللّه عنها قالت : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا استراب الخبر تمثّل فيه ببيت طرفة : « ويأتيك بالأخبار من لم تزود » أخرجه أحمد والنسائي والترمذي ،
وهو من شعر طرفة بن العبد في معلقته المشهورة :
ستبدى لك الأيام ما كنت جاهلا * ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
وثبت في الصحيح أنه صلى اللّه عليه وسلم تمثّل يوم حفر الخندق بأبيات عبد اللّه بن رواحة ، فكان أصحابه صلى اللّه عليه وسلم يرتجزون وهم يحفرون ويقولون :
والله ، لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدّقنا ولا صلّينا
فأنزلنّ سكينة علينا * وثبّت الأقدام إن لاقينا
إن أولاء قد بغوا علينا * إذا أرادوا فتنة أبينا
فكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يرفع صوته ويردد خلفهم قولهم : « أبينا » ويمدّها . وروى هذا بزحاف في الصحيحين أيضا . وكذا ثبت أنه صلى اللّه عليه وسلم قال يوم حنين ، وهو راكب البغلة يقدم بها في نحور العدو :أنا النبىّ لا كذب * أنا ابن عبد المطلبوإذن فالشعر ليس كله مرفوضا ، بل إن فيه الحكم ، والمواعظ والآداب ، ومن الشعراء الذين أجادوا في ذلك أمية بن الصلت ، وهو الذي قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « آمن شعره ، وكفر قلبه » .
وقال : « إن كاد ليسلم » ، أو قال : « فلقد كاد يسلم في شعره » .

وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يطلب أن يسمع شعر أمية من أصحابه - أصحاب النبىّ ، وروى مسلم بطريق عمرو بن الشريد عن أمه قال : ردفت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوما فقال : « هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيئا » ؟
قلت : نعم ، قال : « هيه » فأنشدته بيتا فقال : « هيه » ، ثم أنشدته بيتا فقال :« هيه » ، حتى أنشدته مائة بيت » .
ولذا كان يقول عن الشعر : « إن من البيان سحرا ، وإن من الشعر حكما » أخرجه أبو داود .
وفيما أخرجه مسلم بطريق أبي هريرة عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد : ألا كل شئ ما خلا اللّه باطل » ، وفي رواية قال : « وأصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد ألا كل شئ ما خلا اللّه باطل » . ولبيد هو لبيد بن ربيعة ، وكان صحابيا ، والحديث فيه منقبة له باعتباره شاعرا .
والإسلام على هذا ليس ضد الشعر ، وإنما ضد إساءة استخدامه ، ومثل الشعر في ذلك كمثل فروع الأدب الأخرى ، كالرواية ، والقصة ، والمسرحية ، وفروع الفنون كالتصوير ، والبالية ، والأوبرا ، والموسيقى والغناء ، ولقد رأينا أن النبىّ والصحابة كانوا يقولون الشعر ويتغنون به ، ويكافئون الشعراء مثل حسّان بن ثابت .
   * * *

1471 - ( هل الإسلام ضد الغناء أو الموسيقى ؟ )

القرآن ضد اللهو لأنه مفسدة وضياع وقت ، كقوله تعالى :وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً( 6 ) ( لقمان ) ، ولهو الحديث : هو ما يتلهى به من الأحاديث كما في مجالس السمّار ، واللهو أصلا هو ما يلهى من الباطل ويشغل صاحبه به ، يقال فلان لهوّ عن الخير أي كثير اللها عنه ؛ والإلهية ما يتلاهى به ؛ والملهى اللهو ، أو موضع اللهو ، والمفسرون للآية قالوا : إن لهو الحديث هو الغناء ، وهذا غير صحيح لأن من الغناء ما يعدّ من لهو الحديث ، ولكنه ليس كل لهو الحديث ، ومن الغناء ما لا يكون لهوا ولا هزلا ، وقوله : « من يشترى لهو الحديث » ، يعنى يدفع فيه الأجر ، ولذلك أصرّ هؤلاء على أنه الغناء لأنه الحديث الوحيد الذي يدفع أجر للاستماع إليه ، والذي يشترى هذا اللهو ذو لهو أو ذات لهو ، واستدل هؤلاء بهذه الآية ضمن ثلاث آيات على كراهة الغناء والمنع منه .
والآية الثانية : هي قوله تعالى :وَأَنْتُمْ سامِدُونَ( 61 ) ( النجم ) ، تقول للمغنية : اسمدى لنا أي غنىّ لنا . والسمود هو الغناء ، وتقول : سمّده أي ألهاه .
والآية الثالثة : هي قوله تعالى :وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ( 64 ) ( الإسراء ) ، والاستفزاز هو الاستخفاف ، فإذا كان بالصوت فهو الغناء الآدمي ، أو العزف بالمزامير ، أو هو لهو الحديث عموما - والكلام لإبليس يفعل ذلك لإلهاء المؤمنين ، ومن ثم فقد حرّموا الغناء ، واللهو ، والمزمار لهذا السبب ، لأنّها من عمل الشيطان ، ومن الواضح أن السياق في هذا التفسير ، يحمّل الآيات ما لا تحتمل ، ومن ذلك أنهم وضعوا حديثا يناسب هذا التفسير ، يقول : « لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلّموهن ، ولا خير في تجارة فيهن ، وثمنهن حرام » .
والحديث مضعّف وغريب ، ونسبوا إلى ابن مسعود وابن عمر وآخرين أن لهو الحديث هو الغناء ، أو الاستماع إلى الغناء ، وأن الغناء باطل ، والباطل في 
النار ، وترجم البخاري ذلك فقال : كل لهو باطل إذا شغل عن طاعة اللّه . وهذا حسن من البخاري ، لأنه شرط البطلان بأن يشغل الغناء عن طاعة اللّه ، ولكن الغناء مطلقا ليس باطلا .
ورأى آخر قال : إن هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث ، لأنه اشترى قصص الأعاجم ، وكان يجلس بمكة ويحدّث بأحاديث ملوك الفرس ، ويقول : قصصى أحسن من قصص محمد ! واشترى القينات ، وكان يرسل مستمعيه إليهن ، يؤاكلنهم ويغنين لهم ، ويسقونهم ، وكان يقول : هذا خير مما يدعوكم إليه محمد من الصلاة والصيام وأن تقاتل بين يديه ! والصحيح أن الآية نزلت في أحاديث قريش التي كانت تلهيهم عن تحرّى صدق الإسلام ، وكانوا بها يخوضون في الباطل ، فهؤلاء بتضييع وقتهم والاستماع للباطل اشتروا الكفر بالإيمان .
ولهو الحديث هو استحبابه ، ولعله لا ينفق فيه المال ، ولكن سماعه كشرائه ، لأنه مضيعة للوقت ، والوقت مال . والأحاديث كقوله : « ما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث اللّه عليه شيطانين . . . » ، وقوله : « صوتان ملعونان فاجران أنهى عنهما : صوت مزمار ورنّة شيطان عند نعمة ، وعند مصيبة لطم خدود وشق جيوب » ، وقوله : « بعثت بكسر المزامير » ، وقوله : « بعثت بهدم المزامير والطبل » ، وقوله : « إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلّ بها البلاء . . . » فذكر منها : « إذا اتّخذت القينات والمعازف » ، وقوله : « من مات وعنده جارية مغنية فلا تصلّوا عليه » إلخ ، وكلها مردودة ، فالدين والعقل والتربية والعلم ضد الغناء العابث ، ولا يقرّه عاقل ولا سياسي ، ولا حزب من الأحزاب أو حاكم من الحكّام ، ولكن الأناشيد العسكرية ، وطبول الحرب ، وأصوات الآلات النحاسية مما يحمّس الجنود ويرفع روحهم المعنوية ، والأغانى الحماسية وقت الحروب والأزمات ، والأغانى التي تدعو إلى مكارم الأخلاق وفيها الحكمة ، والأغانى والأناشيد الدينية ، وأغانى أم كلثوم مثلا التي تحضّ على حبّ الحياة والأوطان ، والحب الشريف العفيف ، من أمثال قصائد شوقى ، ونهج البردة - فكل ذلك مستحسن ومطلوب في التربية السياسية والوطنية والاجتماعية ، وكذلك الموسيقى الخالصة كالسوناتات والسمفونيات ، وكذلك الأوبرات ، وكلها من الفنون الراقية والسامية ، والإسلام يدعو إلى الرقى والسمو ، ويحرّم الإسفاف والمجون ، ونحن مع الإسلام ، ومع العلم والعقل ، ومع ما تعلّم الجامعات والمدارس ، وما تنصح به أفراد العائلات ، وما يدعو إليه المجتمع المدني . والآلات الموسيقية لا شئ فيها محرّم ، وإنما المستحسن والمستهجن هو ما يمكن أن توظّف فيه .
ولقد ضربت المغنيات بالدف بين يدىّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يوم دخل المدينة ، فهم أبو بكر أن يزجرهن فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « دعهن يا أبا بكر حتى تعلم اليهود أن ديننا فسيح » ، فكنّ يضربن ويقلن : نحن بنات النجّار ، حبذا محمد من جار ! - ورقص الأحباش 
في المسجد رقصا إيقاعيا ، ومكّن الرسول صلى اللّه عليه وسلم عائشة أن تشهدهم حتى ملّت ؛ وكانت عندها جاريتان تغنيان في العيد ، وأمر أبا بكر أن يتركهما لأن لكل أمة عيدا وهذا عيدنا . وطلب من عائشة أن تغنى النسوة في فرح إحدى بنات الأنصار .
والخلاصة : أن المباح من الغناء والموسيقى هو ما كانت له أهداف نبيلة وأغراض متسامية . وأما غير ذلك فإن فقهاء كمالك بن أنس ، وأبي حنيفة ، وابن حنبل ، والشافعي قصدوا بتحريم الغناء هذا الضرب الفاسق والموسيقى الداعرة ، ولذا سمّوا الممتهنين لهذين الفنين « الفسّاق » . والعلم يقول نفس الشيء ، وكذلك العقل ، وهو ما تقضى به الحكمة .
وفي الحديث : « عليكم بالسواد الأعظم ، ومن فارق الجماعة مات ميتة الجاهلية » ، والسواد الأعظم مع الغناء لأنه من الفطرة ، وكل أمة الإسلام ، وطبقات الناس فيها ، وأعيانها وعقلاؤها ضد الإسفاف في أي مجال من مجالات الفنون والآداب . والإسلام مع الحضارة والرقى دائما .

   * * *

1472 - ( فن القصّ في القرآن )

القصص من مصطلحات القرآن ، وأصله القصّ وهو تتبّع الأثر ، تقول قصّ ، وتقصّص ، واقتصّ أثره ، والقصة والأقصوصة هي الرواية والحديث ، والقاص من يأتي بالقصة ، ومنه قوله تعالى :وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ( 11 ) ( القصص ) أي تتبعي أثره ، فالقاصّ يتبع الآثار فيخبر بها . وقوله تعالى :نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ( 3 ) ( يوسف ) فإن الحسن هو حسن القصّ وهو فن الرواية ، فيقال فلان حسن الاقتصاص للحديث ، أي جيد السياقة له . وجمال القصة في جمال وحبكة صياغتها وسردها .
وقيل : القصص تعنى الأخبار ، كقوله تعالى :فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ( 25 ) ( القصص ) ، فأحسن القصص : أحسن الأخبار ، وأحسنها ما كان عن حق وبعلم . والقصة حكاية من الماضي ، كقوله :كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ( 99 ) ( طه ) والقصّاص نوعان ، فنوع نفّاج كذّاب ،
ونوع يقصّ بالحق ، كقصص القرآن ، كقوله تعالى :نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ( 13 ) ( الكهف ) ، وقوله :إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ( 57 ) ( الأنعام ) ، والحق لا يعلمه إلا عليم ، كقوله :فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ( 7 ) (الأعراف) ، وعلّة القصص في القرآن العبرة والعظة ، كقوله :لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ( 111 ) ( يوسف ).
والقصص القرآني تحكى عن الأنبياء ، ومجاهداتهم ، ومعاناتهم ، وصبرهم ، وعن مصارع الجبابرة ، ومهالك الأمم الظالمة ، ودمار الدول الغاشمة ، وفي القصص القرآني عن الإنس والجن ، والملائكة والشياطين ، والجنة والنار ، والحيوان والطير ، وغرائب المخلوقات ، وأساطين الجبروت ، وأماثل الصالحين والمتّقين 
والمؤمنين ، وسير الملوك والممالك ، وجهابذة التجار والعلماء ، وأسافل الجهّال ، وأكابر الرجال والنساء ، والبنات والولدان ، وفيها عن الأسوياء من الناس والشذّاذ ، من الأفاقين والممروضين ، وحيل هؤلاء وهؤلاء ، ومكايد الأشرار ، وأحاييل قطّاع الطرق والسرّاق ، ومخازى الزناة ، وفيها ذكر التوحيد ، والفقه ، وتعبير الأحلام ، والسياسة ، والاقتصاد ، والمال ، وتدبير الأمم والمعاشات ، والحروب وأوضارها ، وقادتها وضحاياها وخسائرها ، والسلم وفوائده ، والسلام ونعمه ، والصلح وجناه ، والزهد في الدنيا والإقبال عليها ، والعزوف عنها والسعي إليها ، وعن الزواج والطلاق وعشق العشاق ، ومحبة المحبين ، وبغض المبغضين .
وسورة يوسف هي بلا شك أحسن القصص القرآني ، لتجاوز يوسف عن إخوته ، وصبره على أذاهم ، وعفوه عنهم ، وكرمه معهم حتى قال :لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ( 92 ) ( يوسف ) ، فالدرس الذي تعلّمه عظيم ، وعائدها عميم .

   * * *

1473 - ( الأخلاقية في القصص القرآني )

للقصص القرآني وظيفة أخلاقية ، كما في قوله تعالى :ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ ( 100 ) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ( 101 ) ( هود ) ، ومن شأن القصص أن تعيد إلى الذاكرة ما قد نسيته ، وتبيّن عواقب الأحداث ، وهذه القصص في القرآن عن أشياء وقعت ، بعضها ما تزال آثاره تشهد على وقوعه ، وبعضها درس وصار أطلالا لا تكاد تبين ، كحصيد الزرع لا يتبقى منه إلا الجذور العالقة بالتربة .
وفائدة هذه القصص ليعرف الناس أن اللّه لم يظلم السابقين ، ولكنهم الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعاصي ، فما أغنت عنهم عقائدهم الباطلة ومذاهبهم الفاسدة لمّا كفروا وعصوا وجاء أمر اللّه ، فالحق حقّ والباطل باطل ، واللّه يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ، وهذه هي رسالة القصص القرآني ، فللأدب دوره في تشكيل الشخصية القرآنية ، وفي الجدل القرآني ، ولم يكن القصص في القرآن إلا لإعلاء الحق وإبطال الباطل ، ورسالته لذلك فلسفية أخلاقية ، وليس من فراغ أن يسمّى الأدب في العربية « أدبا » ، والأدب هو الأخلاق ، وتنفرد بهذه الخصيصة قصص القرآن ، كما ينفرد بهذا المعنى الأدب القرآني والإسلامي بعامة ، دون بقية الكتب الدينية عند اليهود والنصارى ، ودون الثقافات الأجنبية عموما ، والقصص في اللغة العربية هو الذي يتتبع آثار الشيء ليصل إلى الحقيقة والحق ، والأديب صنوه المؤدّب ، وكلاهما يعلّم الفضيلة ويعلى الحقّ .

   * * *    

1474 - ( الكتاب والكتابة )

مصطلح « الكتاب » يأتي في القرآن 230 مرة ، والكتاب في اللغة وريقات تتناول موضوعا وتخطه حروفا وكلمات وعبارات ومعان مجتمعة ، وتسمى كتابا ، لأنها مكتوبة ، كقوله :كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا( 3 ) ( فصلت ) ، يعنى الآيات جمعت فيه بشكل مفصّل وفي لغة هي لغة العرب ؛ وقوله : في كتاب موسى :وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ( الإسراء 2 ) فإن الكتاب هو التوراة ، وهي مجموعة الشرائع مكتوبة ، وما زاد عن ذلك فهو ليس من التوراة ؛ وفي قوله :آتانِيَ الْكِتابَ( 30 ) ( مريم ) ، أن الكتاب هو الإنجيل آتاه اللّه عيسى ، وهو مجموع الأمثال كما أوحى اللّه بها إلى عيسى ، وما زاد عليها فهو ليس من الإنجيل .
وقد يكون الكتاب إشارة إلى اللوح المحفوظ ، كقوله :أُمُّ الْكِتابِ( 39 ) ( الرعد ) ، وهو القدر والأحكام ، كقوله :وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا( 145 ) ( آل عمران ) ؛ أو هو الحساب ، كقوله :اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً( 14 ) ( الإسراء ) ؛ أو هو المكتوب ، كقوله :اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ( 28 ) ( النمل ) .
و « أهل الكتاب » هم اليهود والنصارى ، كقوله :يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ( 153 ) ( النساء ) ، سمّوا كذلك لأنهم :أُوتُوا الْكِتابَ( 4 ) ( البينة ) ، والكتاب هو التوراة لليهود ، والإنجيل للنصارى ، والمسلمون بالقرآن صاروا « أهل كتاب » ، والمقابل لهؤلاء هم « الأميّون » ، أي من ليس لهم كتاب .
ويوصف كتاب اللّه بأنه « كتاب عزيز » ( فصلت 41 ) ، و « كتاب مبين » ( الزخرف 2 ) ، و « كتاب مستبين » ( الصافات 117 ) ، و « كتاب منير » ( آل عمران 184 ) ، وهو « الكتاب » أي الحاوي لكل شئ بين دفتيه ، كقوله :وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ( 89 ) ( النحل ) ، وهو النور والهدى للناس ( الأنعام 81 ) ، والبشرى ( النحل 89 ) ، كقوله :نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ( 91 ) ( الأنعام ) ، ويوصف بأنه الهدى والرحمة ( النحل 89 ) ، والإمام والرحمة ( هود 17 ) ، والكتاب المعلوم ( الحجر 4 ) . وعند اليهود يقال لمعلم الكتاب « الربّانى » ( آل عمران 79 ) .

والقرآن ككتاب كان مخطوطا على الرقاع - أي قطع الجلد ، والأكتاف - أي قطع العظم العريضة من هياكل الحيوانات ، والعسب - أي جريد النخل .
وأصل الكتابة كانت في القراطيس ، ولكن لقلتها استعيض عنها بهذه الأشياء . وكان المصريون يكتبون على أوراق البردى ، وكتب اليهود كتابهم على اللفائفScrolls، وأطلقوا عليها اسم المخطوطاتcodices، والأسفارSephersجمع سفر وهو المكتوب يسفر عن مهارات الكاتب أو يسافر بها إلى المعنىّ من الناس .

والكتابة مصدر كتب يكتب ، وهي من جملة البيان ، والبيان اختص به الإنسان ، كقوله تعالى :خَلَقَ الْإِنْسانَ ( 3 ) عَلَّمَهُ الْبَيانَ( 4 ) ( الرحمن ) .
ولم يكن للعرب كتاب ، وقيل كانوا أقل الخلق معرفة بالكتاب ، وأقل العرب معرفة به كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وفي ذلك قوله 
تعالى :وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ( 48 ) ( العنكبوت ) ، فصرفه اللّه عن العلم بكتب اليهود والنصارى ليكون ذلك أثبت لمعجزته ، وأقوى في حجته .
ومن الأحاديث الموضوعة : « لا تعلموا نساءكم الكتابة » باعتبار تعليم الكتابة قد يكون سببا للفتنة ، إلا أن الحضّ على تعلّم الكتابة من أدبيات الإسلام ، وبذلك أمر اللّه تعالى في خمسة وأربعين موضعا من القرآن ، يستوى في ذلك أن يكون الكاتب من النساء أو الرجال ، والكتابة كما يروى عنها القرآن عين من العيون ، وبها يبصر الشاهد الغائب ، والكتابة خط هو آثار يد الكاتب ، فكأن الإنسان يصبح حاضرا رغم أنه بالفعل غائب ، والكتابة تعبير عن ضمير الكتبة بما لا ينطق به اللسان أو يخشى عليه من النسيان ، ومنه القرآن ، فالكتابة على ذلك أبلغ من اللسان .

   * * *

1475 - ( الكتابة قديمة في العرب قبل التاريخ اليهودي والنصراني )

المفسرون يصرّون على تفسير الأميين في الآية :هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ( 2 ) ( الجمعة ) بأنهم الذين لا يعرفون الكتابة ولا الخط ، ونحن نقول إن « أميين » نقيض « أهل الكتاب » ، ومعنى ذلك أن العرب لم يكن لهم كتاب كما كان لليهود وللنصارى ، فاستحق هؤلاء أن يقال لهم « أهل كتاب » بينما العرب « أميون » لا كتاب لهم ، وساعد على ذلك أن اصطلاح « أميين » كان يهوديا ، فكل من لم يكن يهوديا فهو « أمي » - أي من « الأغراب » ، وهؤلاء أحط وأدنى ، لأنهم لا يطالعون التوراة ، ومعنى أميون : أنهم على حال البداوة والفطرة كما ولدتهم أمّهاتهم .
وكان كل الرسل من العبرانيين ، بينما النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ليس منهم ، وبعث لغير العبرانيين أو للأميين ، لينقلهم نقلة حضارية ، بأن يجعل لهم كتابا مثل اليهود والنصارى ، فيكونوا بدورهم « أهل كتاب » .
وأما « الكتابة » نفسها فالعرب تعرفها من قديم ، وهم يؤرخون أخذهم بالكتابة على يد حرب بن أمية بن عبد شمس ، وقالوا إن حربا تعلّمها من عبد اللّه بن جدعان ، وهذا تعلّمها من أهل الأنبار ، وهؤلاء تعلموها من أهل اليمن من كندة ، وهؤلاء تعلموها من كاتب كان للنبىّ هود ، وهود كان من أنبياء العرب . فالكتابة إذن قديمة عند العرب أقدم من الكتابة العبرية .
وقيل : إن حربا تعلمها من بشر بن عبد الملك ، وكان الخط العربي جزما - أي قطعا ، من الخط المسمى بالمسند وهو خط حمير ، وأول من كتب به ثلاثة هم : مرامر بن مرة ، وأسلم بن سدرة ، وعامر بن جدرة ، وهم من عرب طىّ ، وتعلموها على كاتب النبىّ هود ، ثم علّموها أهل الأنبار ، ومنهم انتشرت الكتابة بالعراق ، وكانت الآرامية ، نسبة لأرام ، قيل هو النبىّ هود .
وتعلّمها حرب من بشر ، ثم ارتحل معه بشر فتزوج الصهباء بنت حرب 
أخت أبي سفيان ، وعلّمها عرب مكة . ويجوز أن يكون مؤلفو هذه الرواية هم الأمويون ، لأسباب سياسية ، وليرجعوا الفضل إليهم .
وإلا فإذا كان فضل تعليم الكتابة لأهل مكة يعود إليهم ، فمن علّم أهل المدينة ؟ قيل : اليهود ! فهل اليهود كانوا يعلّمون الكتابة العربية للعرب ؟ ! والصحيح أن كل أمة فيها من يكتب ، ولم توجد أمة لا تكتب أبدا ، حتى في الأدغال وقمم الجبال ، فمثل ما يتكلم الإنسان بطريقة ما ، وبألفاظ مفهومة من الآخرين ، فهو أيضا يكتب برسوم ونقوش يعرف رموزها الآخرون .
والمهم أنه في عصر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كان هناك كثيرون يكتبون ويقرءون - حتى من بين العبيد ، وكذلك كان من النساء من يكتب ويقرأ مثل عائشة .
وفي المدينة اشتهر من الكتّاب : المنذر بن عمرو ، وأبىّ بن وهب ، وعمرو بن سعيد ، وزيد بن ثابت . وجعل الإسلام للكتابة والقراءة شأنا وأي شأن ، وإلا فكيف سيقرأ القرآن ؟ وما كان اسمه « القرآن » إلا ليقرأ .
ونزلت أول آية :اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ( 1 ) ( العلق ) تحضّ على القراءة والكتابة ، والآية دليل على أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ ويكتب ، ولم يكن أميا بمعنى « أمية القراءة والكتابة » ، ولكنه « أمي » بمعنى أنه من « الأمم » وليس عبرانيا ، وليس من « أهل الكتاب » ، وليس قوله تعالى :وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ( 48 ) ( العنكبوت ) أنه كان يجهل الكتابة والقراءة ، وإنما الآية تنفى عنه أنه كان يقرأ الكتب أو يخطها وخاصة كتابىّ التوراة والإنجيل ، وما كان قد ترجما إلى العربية ليقرأهما .
غير أن تقديره للكتابة والقراءة كان عاليا ، ففرض على الأسرى في غزوة بدر - كفداء لهم - أن يعلّم كل واحد منهم عشرة من المسلمين ممن يجهلون القراءة والكتابة .
وفي صلح الحديبية لما رفض علىّ أن يكتب ما أملاه عليهم المشرك ، أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الكتاب فكتب - وإن كان خطه ليس حسنا.
وروى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أنه ليلة أسرى به رأى مكتوبا على باب الجنة : الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر - يعنى أنه كان يقرأ ! وقوله صلى اللّه عليه وسلم : « إنّا أمّة أمية ، لا نكتب ولا نحسب » كان كلاما عن العرب إجمالا وليس عن نفسه.
وكان أعظم اختبار للكتابة عند العرب كتابتهم للقرآن ، وجمعهم لآياته وسوره في كتاب القرآن ، وبالقرآن ككتاب صار العرب « أهل كتاب » ، وارتقوا حتى أصبحوا أعلاما للحضارة ، وآلت إليهم سيادة الفكر في العالم ، وأصبحت الثقافة العربية أعظم الثقافات ، وتألّفت حول القرآن علوم لم تسبق إليها أمة من الأمم ، لا قديما ولا حديثا .

   * * *

1476 - ( الحضّ على تقييد العلم بالكتابة )

تدوين العلوم وكتابتها ضرورة وواجب ، والحفظ الشفهى قد تعتريه الآفات من الغلط والنسيان ، وقد لا يحفظ الإنسان ما يسمع ، فالأولى به أن يقيّده لئلا يذهب عنه . ولما سئل أحدهم : أنكتب ما نسمع من أئمتنا ؟ قال : وما يمنعك أن تكتب وقد أخبرك اللّه تعالى : عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى( 52 ) ( طه ) .
وعن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « لمّا قضى اللّه الخلق كتب في كتابه على نفسه - فهو موضوع عنده : إن رحمتي تغلب غضبى » أخرجه مسلم .
وشكا أنصارىّ أنه يستمع الحديث فيعجبه ولا يستطيع أن يحفظه ، فقال له : « استعن بيمينك » وأومأ إلى الخط .
وأمر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بكتابة خطبته في الحج ، وعهد ذلك إلى أبى شاه اليمنى ، وقال : « قيّدوا العلم بالكتابة » فصار هذا الحديث شعارا إسلاميا .

وفي الأمثال : من لم يكتب العلم لم يعدّ علمه علما . ولم يتخوّف العرب من كتابة أي علم إلا الحديث ، لئلا يختلط بالقرآن ، أو حتى لا يجعل قرآنا ، ولذا كان بعضهم يؤثر الحفظ الشفهى ، وكان بعضهم يكتب الحديث إلى أن يحفظه ، فإذا حفظه محاه ، وبعضهم قال ما كتبت إلا حديث الأعماق ثم محوته ، وحديث الأعماق أخرجه مسلم قال : « لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق » ، وكتب بعضهم وحفظ في نفس الوقت .
وعن الكتابة جاء في القرآن قوله تعالى :وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ( 145 ) ( الأعراف ) ، وقوله :وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ( 105 ) ( الأنبياء ) ، وقوله :وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً( 156 ) ( الأعراف ) ، إلى غير ذلك من الآيات . ولا يضبط العلم إلا بكتابته : ومن طريقها تتيسر المقابلة بين العلوم ، وتسهل المدارسة ، ويكون التعهّد والحفظ والمذاكرة ، والسؤال والفحص عن الناقلين والكاتبين والقائلين . وتقييد العلم بالكتابة أولى وأكمل ، ووجوبه أقوى .
وعندما قال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « لا تكتبوا عنى ومن كتب غير القرآن فليمحه » ، كان المقصود الحديث ، وكان ذلك في بداية الدعوة ، فلما كثرت الأحاديث وكثر القرآن ، كان لا بد من كتابة كل شئ .
وفي المجال الديني كانت الكتابة ضرورة لئلا يخلط بالقرآن ما ليس منه ، وميّز الحديث عن القرآن ، فكان الحديث يكتب بالسواد أو المداد الأسود ، والسواد أصبغ الألوان ، والحبر أبقاها .
والقلم آلة ذوى العلم في الكتابة ، وهو عدّة أهل المعرفة . وقيل في الحبر وقتها هو سواد في الأبصار ، وبياض في البصائر ، وحبر الكاتب على يديه وثوبه مثل الطيب في ثوب العروس ، كقول القائل :
مداد المحابر طيب الرجال * وطيب النساء من الزعفران

   * * *

1477 - ( القلم والكتابة )

القلم والأقلام يأتيان في القرآن أربع مرات ، والقلم اسم سورة هي سورة القلم ، وترتيبها في المصحف 68 ، وهي مكية إلا من الآية 17 إلى الآية 33 ، ومن الآية 48 إلى الآية 50 فمدنية ، وآياتها 52 آية ، وكان نزولها بعد العلق .
وفي قوله :ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ( 1 ) ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ( 2 ) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ ( 3 ) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ( 4 ) ( القلم ) فإن « ن » هي الدواة ، وفي الحديث : « أول ما خلق اللّه القلم ، ثم خلق النون 
وهي الدواة ، ثم قال له ( أي للقلم ) اكتب ، قال : ما أكتب ؟ قال : ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، من عمل ، أو أجل ، أو رزق ، أو أثر ، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة » .
قال : 
« ثم ختم فم القلم فلم ينطق ولا ينطق إلى يوم القيامة . . » رواه ابن كثير وابن عساكر ، وهو حديث رمزى ، وفي الغالب موضوع ، لأسباب سنذكرها لاحقا . والحديث في رواية أخرى قال : « إن أول ما خلق اللّه القلم ، فقال له اكتب ، فقال : يا ربّ ، وما أكتب ؟ فقال : اكتب القدر ، فجرى القلم في تلك الساعة بما كان وما هو كائن إلى الأبد » . فالقلم نعمة من اللّه ، وهو في السورة يقسم به لما فيه من البيان ، كما في اللسان من بيان ، والقلم المعنىّ هو أي قلم ، سواء كان ربّانيا أو إنسيا .
والقلم للكتابة : وفي قوله « وما يسطرون » أي ما يكتبون ويصطلحون عليه من لغات وخطوط ، فيسجل القلم الأحداث والحاجات والمخابرات والمعلومات ، ويرصد العلوم والآداب والمفاهيم والصنائع والفنون .
والقلم للاقتراع : كقوله :وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ( 44 ) ( آل عمران ) ، والأقلام هي القداح والسهام ، وكانوا يلقونها في الماء ، فمن لم يجرف الماء قلمه كان هو حاضن مريم .
ومن ثم فإن الأقلام تكون ثلاثة : القلم الأول ، الذي خلقه اللّه بيده وأمره - كما قيل - أن يكتب ما هو كائن وسيكون ؛ والقلم الثاني هو قلم الملائكة يسجلون به أعمال الناس ؛ والقلم الثالث ، أقلام الناس يكتبون بها كلامهم ، ويصلون بها مآربهم .

وفي آية القلم فإن وجه القسم بالقلم النفي أن يكون محمد صلى اللّه عليه وسلم مجنونا كما يشيعون ، فالمجنون لا يعى ما يقول الوحي ، ولا يحفظ منه شيئا ، ولا يهمه إن حفظ أو ضاع ، ولا يعنيه أن يسجله ويكتبه في الدفاتر ويمليه على الأصحاب يحفظونه في الصدور ، ومحمد صلى اللّه عليه وسلم وقد فعل كل ذلك يستحق الثناء والثواب ، وما فعله ينبئ عن صفات أخلاقية عالية ، وأنه أعقل العقلاء .
والدرس المستفاد من الآية : أن أصحاب الأقلام مطلوب منهم أن يكونوا القدوة في الأخلاق ، وأن يكون لنا فيهم أسوة حسنة ، وحقيقة الخلق أن يأخذ الإنسان نفسه بالأدب ، ونظرية الإسلام في الأدب أساسها هذه المقولة القرآنية : أن القلم أشرف الأدوات ، وأنه مخلوق ربّانى ، وأن العالم في بدايته استلزمه كأول شئ من أدواته ، وأن صاحب القلم هو صاحب خلق عظيم ، وأن الأدب - أي هذا الفرع من المعرفة ، فيه من الأدب الذي هو علم السلوك ، فلا أدبliteratureبدون أدبgood conduct.
والحديث السابق في القلم أنه كتب كل ما هو كائن إلى يوم القيامة ، يتعارض مع الآية :لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( 27 ) ( لقمان ) وورود هذه الآية في سورة لقمان دليل على أنها من مصاف الحكم ، فقدرة اللّه تعالى ليست لها حدود ، وإبداعه وخلقه لا يتوقفان وليست لهما نهاية ، ولو كانت الأقلام التي يمكن استخراجها من كل أشجار الأرض ، 
ماضيها وحاضرها ومستقبلها ، تتفرغ لكتابة ما هو كائن من مخلوقات ومصنوعات اللّه ، وما سيكون ، والبحر كمداد تمدّه سبعة أبحر ، لعجزت الأقلام والبحار أن تستوفى ما يخلقه تعالى ، لأن صنعه تعالى أبدى ، ومفتوح على الأبدية ، وهو المعبّر عنه بكلماته ، حيث الأشياء أسماء يقول للاسم منها كن فيكون شيئا ، وناسب أن يسمّى اللّه تعالى مخلوقاته ومصنوعاته « كلمات » لمناسبة الكلمات للأقلام والمداد والكتابة ، ولأن الكلمات يتكلم بها في أقواله للأشياء أن تكون فتكون .
والقلم في القرآن هو الأليق والألصق بمحمد صلى اللّه عليه وسلم ، وفي سورة العلق أن اللّه خلق الإنسان من علقة مهينة وتعهّده إلى أن صار بشرا سويا عاقلا ومميزا ، فحينئذ قال له « اقرأ » ، واختص نبيّه محمدا بالأمر أن يقرأ ، ولم لا وقد صار لديه كتاب كأهل الكتاب ؟
والأمر مع ذلك للعموم ، ومعنى :اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ( 3 ) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ( 4 ) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ( 5 ) ( العلق ) ، أن الإنسان عليه أن يتعلم القراءة والكتابة ، وسيكرمه اللّه ويعينه ، والقراءة تسبق الكتابة ، فإذا تعلم القراءة فعليه أن يثنّيها بتعلّم الكتابة وهي فعل التعلم ، والكتابة والقراءة هما باب الإحاطة بالعلوم ، واللّه تعالى هو المعلّم الأول ، علّم آدم أسماء الأنبياء وعرّفه بهم فصار عالما وعارفا ، والمقصود بآدم الإنسان بالمعنى العام ، والقلم ألزم أدوات الحضارة للإنسان دون سائر المخلوقات ، وهو أساس القراءة والكتابة ، والتعلّم وتحصيل العلوم والمعارف ، وبدون القلم لا علوم ، ولا آداب ، ولا معارف ، ولا حضارة.
فذلك إذن قدر القلم في القرآن أو في الإسلام ، وقدر القراءة والكتابة والتعلّم.
فإذا سألتم : فلما ذا تخلّف المسلمون ؟ لكان الجواب : لأنهم نسوا تعاليم القرآن ولم يأخذوا بما أوصى ، فتفشّت الأمية وانتشرت ، بحسب مخططات الحكام والاستعمار ، لأن الشعوب الأمية أسلس قيادة وأسهل في الإقناع ، فإذا قرروا الدّين كمادة للتعليم ، كانت دروسهم فيه في الصبر والمثابرة ، وانتظار أن تأتى العدالة من السماء ، والرضا بالمقسوم ، وليس في واجبات الحكّام والأفراد و ( الدولة ) وفي ضرورة التغيير ، وإصلاح المفاسد ، والترقّى بنشر العلم ، واللّه تعالى لا يرضى بالظلم الاجتماعي ، وصدق من قال : « الدين أفيون الشعوب » ، لأنه بالدين ترضخ وتستسلم ، وفي بلادنا العربية والإسلامية ، وخاصة مصر ، يخصصون للدين أكبر أبواب الميزانية ، دون عائد اجتماعي سوى تدجين الناس لما يخطّط له الحكام . وحسبنا اللّه .

   * * *

1478 - ( الكتابة أمانة والكاتب مؤتمن )

مهنة الكتابة أمانة ، والكاتب مؤتمن ، وأمانة الكاتب أن يكتب بالعدل ، كقوله تعالى :وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ( 282 ) ( البقرة ) ، ومن كتّاب الإسلام زيد بن ثابت ، وصفه أبو بكر فقال : « شاب عاقل ، لا نتهمك » ، فوصفه بالعقل لثبوت أمانته وكفايته وعقله لما كان يكتبه ، وليت كل صحيفة ومجلة تصدّر بالآية الكريمة ، وليت كل كاتب يتحلّى بما كان يتحلى به أمثال زيد بن ثابت ، وعبد اللّه بن الأرقم ، وجعفر بن أبي طالب ، وهؤلاء كانوا كتّابا لقومهم فلم يعرف أنهم باعوا أقلامهم ، واتّهموا في ضمائرهم ، أو خانوا عهودهم .
وليتنا نذكر باستمرار أن أكبر كاتب محرّف كان عزيز أو عزرا الذي كتب التوراة ، فأضاع أمته ، وتسبب في الفتن والخراب والدمار بين الشعوب بما رسّخ من العنصرية ووجوه الاستعلاء العنصري ، والاستكبار ، وشارك عزرا آخرون ، قيل بلغوا الأربعين ، واستمروا يعملون في تحريف كتابة التوراة ألفا وستمائة سنة ! ! !
ثم وأصل النصارى التحريف والتزوير في كتابهم الإنجيل حتى تجاوز ما كتبوه منه الثلاثين كتابا ، لم تقر الكنيسة إلا بأربعة منها فقط ! ! وهذه الأربعة توفر عليها متّى ، ومرقس ، ولوقا ، ويوحنا ، فكانوا أساتذة في التحريف والتزوير !

   * * *

1479 - ( المترجم شاهد )

الترجمة كالكتابة أمانة ، والمترجم أو الترجمان شاهد ومؤتمن ، والرسول حثّ على تعلّم اللغات والترجمة منها وإليها ، وقال لزيد بن ثابت : « تعلّم لغة اليهود » ، فتعلّمها زيد في خمس عشرة ليلة ، وفي رواية أمره أن يتعلم السريانية ، وقال في تبرير تعلّم اللغات : « إني أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا علىّ وينقصوا » ، والألسنة كثيرة وتحتاج إلى تكثير المترجمين ، ومن تعلّم لغة قوم أمن شرّهم .
وعند الأمم كان المترجم أو الترجمان يجرى مجرى الخبر لا مجرى الشهادة ، ووضع الإسلام أساس أن يكون المترجم للنصّ اثنين وليس واحدا ، لترقى ترجمتهما لمستوى الشهادة ، وليس حكم الواحد كحكم الاثنين ، والواحد لا يصنع بيّنة كاملة ، ولا يحتج بأن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كان له مترجم واحد ، لأن ما كان يغيب عنه بسوء الترجمة أو نقصها يكمله الوحي ، وإنما الأمر مختلف مع الحكام والمحافل العلمية والأدبية ، فلا ينبغي أن يعوّل إلا على اثنين من المترجمين ، كما جرى العرف بذلك في الإسلام ، ولا يكتفى بالواحد .

* * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
»  الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
»  الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى