اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

14112023

مُساهمة 

الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2  د. عبد المنعم الحفني

1436 - ( علم السيما )

السيما - مقصورة - : هي العلامة ، وقد تمدّ فيقال السيماء ؛ وتأتى في القرآن ست مرات ؛ والسيما في الآية :سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ( 29 ) ( الفتح ) هي سيما التديّن ، تكون علامة بالجبهة مما يعلق بها من الأرض عند السجود ، دليل كثرة الصلاة واللجوء إلى اللّه ، والشخصية التي لها هذه السيما من النمط المتدين ، ويوصف بأنه نمط غيبى ، وقيل : سيما التديّن حسن يكون بالوجه وضاءة ونورا ، ويعكس طمأنينة نفس صاحبه ؛ وقيل : هي الخشوع والتواضع اللذان يميزان الشخصية الدينية ؛ وقيل : سيما التدين هي علامة على توجّه صاحب السيما إلى اللّه ، وأن مرجعيته دوما ليست نفسه ولكنها كتاب اللّه ، بمعنى أنه « إنسان مرجعي » لا يفعل من نفسه ، ولكنه بحسب النّص الذي يستند إليه .
وفي الآية وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ( 30 ) ( محمد ) ، والسيما هنا من نوع آخر مناقض ، هي سيما النفاق ، وأصحابها هم المنافقون ، وأبرز سمات النفاق « لحن القول » ، كقوله تعالى :وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ( 30 ) ( محمد ) وهو أن نقول ما لا نفكر فيه ولا نشعر به ، وأن نتكلم بالشئ ونريد غيره .

وللمجرمين سمات هي تعلّق « علم النفس الإجرامى » ، والقرآن سابق في تحديد الصفات النفسية للمجرم قبل أن ينبّه إليها أمثال توبينارد ، وسيزار بيكاريا ، وچيريمى بنتام في القرن الثامن عشر والتاسع عشر ، ولعل أكبر العلماء في هذا الميدان سيزار لمبروزو ( المتوفى سنة 1909 ) ، زعيم المدرسة الوصفية ، وما يذكره القرآن عن سمات المجرمين ضمن المدرسة الوصفية ، وكنموذج للمجرمين كما يعدّدهم القرآن : فرعون موسى : وكان جبّارا عصيا ، متضخم الذات ، ومتمركز التفكير في نفسه ؛ وهامان : وكان من الإمّعات ، يوظّف علمه للأقوى ، ويقيم الصروح وفق طلب المستبدّين ؛ وقارون : وكان من ملوك المال ، ويظن بنفسه الألوهية . والمجرمون الذين يحفل القرآن بتوصيفهم كثيرون ، ومنهم الكفرة ، والمكذبين ، والمعاندين ، والمتآمرين ، ولصوص المال ، والمصابون بالشذوذ النفسي الجنسي كاللواط ، والزنا ، والنمامون والغمّازون . . . إلخ ، ولكل هؤلاء صفات بدنية ونفسية واجتماعية إجرامية .
والملائكة ، كما يرد عنهم من أهل الفراسة المتضلّعين في علم السيما ، وفي ذلك يأتي في القرآن :يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ( 41 ) ( الرحمن ) ، ومثل الملائكة : أصحاب الأعراف ، يقول فيهم ربّهم :وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ( 48 ) ( الأعراف ) ، فهؤلاء الذين على الأعراف يطالعون سيما الناس ويتعاملون معهم بحسبها .
وكما أن السيما في الدين والجريمة ، فهي في غير ذلك من النواحي الاجتماعية ، وفي مجال علم الاجتماع الاقتصادي مثلا تأتى هذه الآية :تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً( 273 ) ( البقرة ) ، وهؤلاء هم الفقراء ، أو صنف منهم ، يستحون أن يسألوا الناس ، ومن السهل اكتشافهم مع ذلك بالنظر إلى رقّة مظهرهم ، ونظرة الذلّ في عيونهم ، واستطالة وجوههم ، وصفرتها ، وارتعاش أصواتهم ، وتلعثمهم الكثير خشية الناس .

   * * *

1437 - ( الصراع بين الأفراد كما هو بين المجتمعات )

دليل ذلك الآية :يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها( 111 ) ( النحل ) أي تخاصم وتحاجّ عن نفسها ، وكل واحد في يوم البعث لا يقول إلا نفسي ! نفسي ! وكل أمة تشهد لنفسها ، وتتصارع الأمم من شدّة هول القيامة ، وما تزال الخصومة بالناس حتى أن الروح لتخاصم الجسد ، فالروح تلقى المسؤولية على الجسد ، والجسد يلقى المسؤولية على الروح ، والصحيح أنهما مسئولان معا ، كأعمى ومقعد في بستان ، يطلبان ثمرا على شجرة ، فالمقعد يستعين بالأعمى ليحمله ، فيقطف المقعد ويأكل ويعطى الأعمى ، فأيهما مسؤول ؟
هل هو الأعمى الذي حمل ، أم المقعد الذي قطف ؟ والصحيح أنهما معا مسئولان ، والعقاب لهما معا ، فكذلك الروح والجسد .
   * * *

1438 - ( الصراع مقدور على الناس إلا من رحم ربّه )

لما عصى آدم وغوى ، طرد من الجنّة وزوجته حواء وإبليس :قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ( 123 ) ( طه ) ، يعنى آدم وزوجته من ناحية ، وإبليس من ناحية ، وكلّ منهم سيكون له النسل ، وسيجتهد بنوهم الرأي ، وسيلجئون مثل آدم وإبليس إلى التأويل ، وراثة عنهما ، وسينشب بينهم النزاع ، وتتولد العداوة وتزيد البغضاء ، واستثنى اللّه تعالى فقال :فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى ( 123 ) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى( 124 ) ( طه ) ، والهدى : يعنى الرسل والكتب ، فكأن الصراع والحرب والعداء قد كتبوا على مخلوقات اللّه في الأرض ، فجميعها في تناحر ، وكلها في صراع ، والبقاء للأصلح ولكنه ليس الأصلح باعتبار الموائمة مع ظروف الحياة ، إنما الأصلح باعتبار الأخذ بناموس اللّه ، وأن يكون الإنسان عبدا صالحا حقا ، وخليفة اللّه في الكون صدقا ، جديرا بالخلافة ، وحقيقا بالإعمار .
والقول بالمعايشة بين الحضارات أو الثقافات وهم ، لأنه لا وجود للباطل مع الحق ، والباطل والحق لا يتماشيان ، وأصحاب الحق يريدون أن يسود الحق بالحوار والمحاجاة ، وأصحاب الباطل يريدون للباطل أن يسود بالقوة والجبر والطغيان .
واللّه تعالى جعل مع الحق التسليم والقناعة والتوكل عليه تعالى ، وصاحب الحق سمح النفس ، وعيشه سهل ورافع ( يعنى به سعة ) ، كما قال تعالىفَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً( 97 ) ( النحل ) ؛ والمعرض عن الحق مستول عليه الحرص الذي لا يزال يطمح به إلى الازدياد من الدنيا ، مسلّط عليه الشحّ الذي يجعله دائم الاعتراك مع الغير ، فعيشه ضنك ، وحاله مظلمة ، وستبقى الحروب ما دام هناك حق وباطل ، وما لم تكن الحرب السجال بينهما بالحوار لا بالقتال .

   * * *

1439 - ( القنوط من الكبائر )

القنوط عرض نفسىّ صنو الإحباط واليأس ، إلا أن القنوطDespondenceيأتي في البداية ، والإحباطFrustrationيكون في النهاية ، واليأسDespairهو محصلة الاثنين معا ، كقوله تعالى :وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ( 36 ) ( الروم ) ، والقنوط والبطر صفتا الكافر ، يقنط عند الشدّة ، ويبطر عند النعمة ، وقنوطه يصيبه منه اليأس أن تأتيه رحمة اللّه وفرجه ، والقانط قد يبلغ به حدّ اليأس أن ينسى الفرائض ولا يأتيها ، لاعتقاده فقد الأمل ، كقوله :فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ( 55 ) ( الحجر ) أي من الآيسين .
وقد يأتيه القنوط إذا كثرت ذنوبه ، وفي الخبر أن الآية :قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ( 53 ) ( الزمر ) نزلت في قوم أسرفوا على أنفسهم ، قيل نزلت في « وحشىّ » قاتل حمزة عمّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، سأل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : 
أشركت باللّه ، وقتلت النفس التي حرّم اللّه ، وزنيت ، هل يقبل اللّه منى ؟ فنزلت :وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً ( 68 ) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً ( 69 ) إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً( 70 ) ( الفرقان ) ، تبيّن أن التوبة تجبّ ما قبلها إذا عمل صاحبها صالحا ، وهنا قال وحشىّ : فلعلى لا أعمل صالحا ؟
فنزلت :إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ( 53 ) ( الزمر ) ، فدلّ على أن التائب تغفر له ذنوبه جميعا ، حتى « وإن لم يعمل صالحا » ، فيكفيه من الصلاح الامتناع عن الشرّ ، واستبشر أصحاب الذنوب الكثيرة بالآية ، ولذلك قال فيها علىّ بن أبي طالب : ما في القرآن آية أوسع من هذه الآية :قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ( 53 ) .
وقال عبد اللّه بن عمر : هذه أرجى آية في القرآن . ونعود إلى القنوط واليأس والفرق بينهما ، وفي الآية :وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ( 49 ) ( فصلت ) يأتي اليأس أولا ثم يترتب عليه القنوط ، وربما من السياق كله أن اليأس يكون من روح اللّه ، وأما القنوط فمن رحمته تعالى ، وأما في هذه الآية فإن اليأس يكون من زوال ما به المكروه ، بينما القنوط أن يظن أنه يدوم .

   * * *

1440 - ( المستضعفون والمستكبرون من أنماط الشخصية )

الناس صنفان في الحق : إما مستضعفون وإما مستكبرون ، ويوم القيامة يبرزون للّه جميعا ، يقول المستضعفون للمستكبرين :إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَ جَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ( 21 ) ( إبراهيم ) ، ذلك لأن علامة المستضعف أو الضعيف نفسيا واجتماعيا : أنه تابع يأتمر بأمر القوى أو المستقوى ، والمجتمعات فيها من الفئتين ، والمستقوون من دأبهم الاستكبار ، واستكبارهم يجعلهم في المقدمة ، وينحّى من أمامهم الضعفاء ، ولذلك تؤول الأمور في المجتمعات إلى المستقويين المستكبرين ، وهؤلاء خارجون على القوانين ، وهم ترزية القوانين ، والقوانين في مجتمعات المستقويين لتطبيقها على المستضعفين ؛ والمستضعفون يأتمرون بأمر المستقويين ، وكان قولهم لهم في الدنيا : افعلوا ونحن المسؤولون ، فلما كان الحساب في الآخرة ، سألوهم : هل ستتحملون عنا عذاب ما كنتم تأمروننا به ؟ وهذا تحذير للمستضعفين المؤتمرين بأمر المستقويين ، فلو كان هؤلاء ناجين من النار لأنجوهم معهم ، والإحباط هو الشعور السائد يومئذ ، ويدفع إلى الجزع ، والجزع هو المحبط اليائس ، وما كان يمكن أن يصبر ، فالمحبط الجزع لا يصبر وكلما فكر في العذاب زاد به الإحباط والجزع ، فلا مهرب ولا فكاك من العذاب ، وبقدر الجرم يكون العقاب ، وجرم المستقويين أكبر من جرم المستضعفين ، وجرم الاستقواء هو أبشع الجرم .
وفي الجزع يكون الصراخ ، وهو عكس الصمت في الصبر ، وسواء جزعوا أم صبروا لا محيص - أي لا منجى .
( انظر أيضا الكبر ليس من شيم الإسلام ضمن باب القرآن والفنون والصنائع والآداب واللباس ) .

   * * *

1441 - ( المخادع يخدع نفسه )

من أنماط الشخصية في القرآن نمط المخادع ، وأصل الخداع في كلام العرب الفساد ، والمخادع في الدين يخدع الرسول ، ويخدع اللّه والمؤمنين ، كقوله تعالى :وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ( 62 ) ( الأنفال ) ، وقوله :يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ( 9 ) ( البقرة ) ، وقوله :إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً( 145 ) ( النساء ) ، وخداعهم للّه ولرسوله وللمؤمنين بإظهار الإيمان خلاف ما أبطنوه من الكفر ، ليحقنوا دماءهم وأموالهم ، ويظنوا أنهم نجوا وخدعوا ، وهم في الحقيقة أفسدوا إيمانهم وأعمالهم بالرياء ، والمراءاة هي الإخفاء .
ومن الأمثال في الخداع قولهم : 
انخدع الضب في حجره ؛ وما تحل عاقبة الخداع إلا بصاحبه ؛ ومن كلام أهل الإسلام : من خدع من لا يخدع فإنما يخدع نفسه » ، وهذا صحيح ، لأن الخداع إنما يكون مع من لا يعرف البواطن ، وأما من عرف البواطن فمن دخل معه في الخداع فإنما يخدع نفسه ، ودلّ ذلك على أن المنافقين لم يعرفوا اللّه ، ولو عرفوه لعرفوا أنه لا يخدع ، وفي الحديث : « لا تخادع اللّه فإن من يخادع اللّه يخدعه اللّه ، ونفسه يخدع لا يشعر » ، قالوا : يا رسول اللّه كيف يخادع اللّه ؟ قال : « تعمل بما أمرك اللّه به وتطلب به غيره » . وليس القول اللّه يخدعهم ، أنه تعالى مخادع ، وإنما هذه هي عادة العرب إذا وضعوا لفظا بإزاء لفظ جوابا له وجزاء ، ذكروه بمثل لفظه وإن كان مخالفا له في معناه ، وعلى ذلك جاء قوله :وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ ( 194 ) ( البقرة ) ، والجزاء لا يكون سيئة ، والقصاص لا يكون اعتداء ، لأنه حقّ وجب ، ومثله ، وقوله :وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ( 54 ) ( آل عمران ) ، وقوله :اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ( 15 ) ( البقرة ) ، وليس منه تعالى مكر ، ولا هزء ، ولا كيد ، ولا خداع ، وإنما هو جزاء مكرهم واستهزائهم وخداعهم ، وكلها صفات غالبة على شخصية المنافق .
   * * *

1442 - ( الهمزة واللمزة )

الهمزة واللّمزة : نمطان من الأنماط النفسية للشخصية ، ينفرد بهما القرآن ضمن ما نسميه بعلم النفس الإسلامي ، يقول تعالىوَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ( 1 ) ( الهمزة ) ؛ والهمزة : الفتّان ؛ واللمزة ، العيّاب ؛ أو أن الهمزة : الذي يغتاب ويطعن الناس في وجوههم ، واللمزة : الذي يغتابهم من خلفهم ، كقوله تعالى :وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ( 58 ) ( التوبة ) .
وقيل إن الهمزة : الطعّان في الناس ، واللّمزة : الطعّان في أنسابهم . والهمزة والهامز أيضا : الذي يزغدنا باليد ، يعنى بالدفع ؛ واللّمزة : يزغد باللسان ، يعنى يسيء به .
وقيل : الهمّاز : باللسان ؛ واللمّاز : بالعينين ، أو بالعينين والحاجبين .

والهمزة اسم وضع للمبالغة ، كما يقال ضحكة للذي يضحك بالناس .
وأصل « الهمزة واللمزة » الضرب والدفع . ومثل « الهمزة اللمزة » : الوليد بن المغيرة ، الذي كان يغتاب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من ورائه ، ويقدح فيه في وجهه ، وكذلك أبىّ بن خلف ، وجميل بن عامر الثقفي .

   * * *

1443 - ( القرين في القرآن وعلم النفس )

القرينPeer: في علم النفس هو الصاحب أو الزميل ، وهو الذي يقرن به دوما للمشابهة بينهما . والقرين في « جماعة اللعب » بين الأطفال ، فهو الملازم لقرينه ، وفي « جماعة الأصحاب » توزّع الأدوار بين القرناء بحسب الوسع والقدرات والزعامة . والقرناء يكونون منذ الطفولة ، وتكون لهم تخيّلاتهم وطموحاتهم المتشابهة .
والقرين في اللغة : 
المقرون بآخر ، والمصاحب ، والعشير ، والزوج ، والنفس ؛ والمؤنث القرينة ، والجمع أقران وقرناء .
 والفرق بين القرين والصاحب ، أن القرين ألصق بالصفات النفسية المشتركة بين اثنين من الأقران ، بينما الصاحبCompanionهو المرافق ، يقال صحبه أي رافقه ، والصاحب لا ينافر صاحبه وهما لذلك يتلازمان . والرفيقComradeهو الصاحب أيضا ، ومن صفته أن يرفق بصاحبه فينفعه ويعينه ، والجمع رفقاء .
والقرين : مصطلح قرآني ، وينصرف إلى ثلاثة معان ، فقد يعنى الملك الموكل بالمرء كما في قوله تعالى :وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ ( 23 ) أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ( 24 ) ( ق ) ، وما لديه هو كتاب عمله ، وقوله ألقيا مثنّى ، لأن كل امرئ ليس له قرين واحد من الملائكة ولكنهما « قرينان » : السائل والحافظ .
والملك بالطبع يتجاوز مجالي الخير والشرّAmorality، ولا يحكم بهما على ما يفعل أو يقول .

وقد يعنى القرين « الصاحب من البشر » ، كقوله تعالىفَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ ( 50 ) قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ ( 51 ) يَقُولُ أَ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ( 52 ) أَ إِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَ إِنَّا لَمَدِينُونَ ( 53 ) قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ ( 54 ) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ ( 55 ) قالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ( 56 ) ( الصافات ) ، وكان قرينه هذا يوعز إليه بالكفر ، فلما كانت الآخرة سأل عنه ووجده في النار ، فقال مقالته فيه : أنه كاد يضله لولا ستر اللّه .
وقد يعنى القرين الشيطان ، كقوله تعالى :وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ( 36 ) ( الزخرف ) ، والعشا هو العمى الليلي ، وهو في الآية العمى إطلاقا ، والشيطان إذا قيّض كقرين يصاحب قرينه في الدنيا فيمنعه من الحلال ، ويبعثه على الحرام ، وينهاه عن الطاعة .
وفي الخبر أن الكافر يشفع بشيطان ، والمؤمن يشفع بملك ، فهما للكافر والمؤمن قرينان . والقرين إذن يمكن أن يكون قرين سوء أو قرين خير ، ويأتي في التنزيل ثماني مرات بمعنى قرين السوء :فَساءَ قَرِيناً( 38 ) ( النساء ) . وفي علم النفس كذلك يأتي القرين غالبا في مجال الشر ، والقرناء هم الشلّة أو العصابة ، والأمر بينهم على السواسية ، وهم جميعا على الآخرين عصبة .

   * * *

1444 - ( الإنسان بفطرته هلوع جزوع وللخير منوع )

من صفات الإنسان الدنيّة : الهلع ، والجزع ، ومنع الخير ، كقوله تعالى :إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً ( 19 ) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ( 20 ) وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً( 21 ) ( المعارج ) ، وهذه صفات مركوزة في النفس ، قال أهل التحليل النفسي : إنها من مخلّفات مراحل النمو النفسي الجنسي ؛ وقال أهل علم النفس الجيني : إنها صفات في الفطرة أو الجبلّة ؛ وقال أهل الطب النفسي إنها من آثار اللا شعور الجمعي والوراثة والبيئة .
والهلع في اللغة أشد الحرص ، وهو أسوأ الجزع وأفحشه ، ولا يصبر الهلوع على خير ولا على شر ؛ لأنه جزوع ، أو أنه يصيبه الجزع من الهلع ؛ والجزوع هو الضّجور وهو شديد الضجر ، والضجر القلق من الغمّ وضيق النفس ؛ والمنوع الذي يمنع الخير عن الناس وينازع عليه ويحرمهم منه .
وقيل الهلوع هو الذي إذا مسّه ما يكره انتابه الجزع الشديد ، وإذا ناله الخير بخل به ومنعه الناس ، وفي الحديث : « شرّ ما أعطى العبد شحّ هالع وجبن خالع » ، وهذه علامات غير سوية لنفس غير 
الحديث : « شرّ ما أعطى العبد شحّ هالع وجبن خالع » ، وهذه علامات غير سوية لنفس غير مطمئنة ، وقلقة ، تتوجس الشر ، وتبدأ به ، ونقيضها في القرآن ضمن بقية السورة : النفس السوية ، وعلاماتها تقوى اللّه ، ودوام الصلاة ، وإعطاء الزكاة ، والإيمان بالآخرة ، والالتزام بالأخلاق الحميدة ( المعارج 22 / 34 ) .
   * * *

1445 - ( البغض والكره والمقت )

البغض : نقيض الحب ؛ والبغيض : المكروه كراهية شديدة ؛ والبغضاء : شدّة الكراهية ، كقوله تعالى :فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ( 14 ) ( المائدة ) .
فالبغضاء وليدة العداوة ، والعداوة هي الخصومة والمباعدة ، فكلاهما متلازمان ، ولذا قال تعالى :فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُأي ألصقنا بهم ، مأخوذ من الغراء ، وهو ما يلصق الشيء بالشئ كالصمغ وشبهه ، يريد بذلك طوائف اليهود ، فكأن العداوة والبغضاء صفتان ملتصقتان بهم ، وكأنهما الطبع فيهم ، ومن يلازمه الشيء فكأنه قد التصق به ، مثل قوله تعالى :وَأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ( 64 ) ( المائدة ) ، فهم متخاصمون متباغضون ، كما قال :تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ( 14 ) ( الحشر ) ، وهم أبغض خلق اللّه إلى الناس :كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ( 64 ) ( المائدة ) ، فما من حرب إلا وراءها اليهود ، وما من فساد في الأرض إلا وكان المروّج له اليهود ، وما كانت رذيلة إلا واتصفوا بها ، وهم أساتذة النفاق ، وأستاذهم جميعا « السامري » في قصة موسى ، كقوله تعالى :وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ( 85 ) ( طه ) ، ثم « يهوذا الأسخريوطى » في قصة المسيح ، فكان السامري أول تلميذ يخون معلمه ، ويوقع بقومه
وكان الاسخريوطى أول تلميذ يسلم معلمه إلى أعدائه بثلاثين من الفضة ( يوحنا 6 / 15 ) .

والسامري عادى موسى وأبغضه ، وكذلك الاسخريوطى عادى المسيح وأبغضه ، وكانا في ذلك مثلا للبغض الذي أودى بصاحبه ، وكلاهما كان إذا تكلم بدت البغضاء في كلامه ، وكذلك كان اليهود كافة ، كلما تحدّثوا إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ظهر بغضهم ، وفيهم قال تعالى :قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ( 118 ) ( آل عمران ) ، وفي الآية أن خروج الكلام من الأفواه وليس بالألسنة ، إشارة إلى تشدّقهم وثرثرتهم في أقوالهم ، ومن هذا التشدّق أن يقول قائل اليهود في سلامه على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم « السام عليك » بدلا من أن يقول « السلام عليك » ، فإما أنه قالها عن عمد ، وإما أنها خرجت منه زلّة لسان ، وزلّات اللسان هي المعبر عن المشاعر المكبوتة ، وفي الحالتين أفصح اليهودي عن بغضه وبغض قومه للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وفي هذه الآية تنبيه إلى أن الصدور مكان المشاعر المكبوتة ، ولكنها لا تجد طريقها للتعبير من طريق اللسان ، فاللسان للمشاعر الظاهرة ، وأما المشاعر المكبوتة فتظهر فلتات من خلال الثرثرة والتشدق ، وعبّر القرآن عن ذلك بقصر التعبير عن البغضاء على الأفواه ، وهي حالة فوق حالة المتستر الذي تبدو البغضاء في عينيه ، ومن هذا المعنى نهيه صلى اللّه عليه وسلم أن يشتحي الرجل فاهه في عرض أخيه ، والاشتحاء هو أن يفتح فاهه ، يقال شحى الحمار أي فاه بالنهيق ، وجاءت الخيل شواح ، أي فاتحة أفواهها ، والشحو في الحديث إشارة إلى معنى التشدّق في الآية .
والكره ضد الحب ، وهو أقل من البغض ، فإذا اشتد الكره واستحكم تحوّل إلى بغض ، وإذا زاد البغض صار مقتا . والكره والكراهية من كره ، فهو كاره ، والشيء مكروه .
وتقول الكره بالفتح وتقصد ما تكره عليه ، كقوله تعالىأَ فَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ( 83 ) ( آل عمران ) أي رغبة أو اضطرارا ، والمسلم يؤمن طوعا ، وغير المسلم قد يظهر الإيمان اضطرارا وخوفا كالمنافقين ، والإيمان على المؤمنين غير ثقيل ، ولكنه على غيرهم مستثقل وله وطأة وشدّة ، لأن التزام التكليف مشقة ، فمن آمن تحمّلها إخلاصا ، ومن لم يؤمن اضطر أن يألفها ويمرن عليها ، وإسلام المؤمن لذلك إسلام عبادة ، بينما إسلام الآخر إسلام دلالة ، كقوله تعالى :فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ( 11 ) ( فصلت ) فإتيانهما بكره هو إتيانهما بتسخير ، كما قال :إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ( 40 ) ( النحل ) ، وأما الكره بالضم : فهو ما أكرهت نفسك عليه ، كقوله تعالى :وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً( 15 ) ( الأحقاف ) ، فالكره بالضمة المشقة ، وفي كل القرآن فإن لفظ الكره بالفتح ، إلا في آية الأحقاف ، والآية الأخرى في سورة البقرة ، وفيهما أن المشاعر في الكره بالضم هي مشاعر قهر وكبت وغضب ، فالكره بالضم للمخبر ، بينما الكره بالفتح للمظهر ، وكلاهما من الكراهية .
والكره بالضم للمشقة ، والكره بالفتح ما أكرهت عليه .
وفي الآية :كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ( 216 ) ( البقرة ) ، فإن القتال هو الجهاد ، فكان كرها لأن فيه إخراج المال ، ومفارقة الأوطان والأهل ، والتعرّض بالجسد للقتل والجراح وقطع الأطراف ، فكانت الكراهية له لذلك ، ومثله الذي يتألم ويخاف مع ذلك أن يخلع ضرسه ، أو يبتر الجزء من جسمه المسبب للألم والذي يخشى منه على حياته . فمعنى الكره إذن : أن تأتى الشيء عن اضطرار .
وربّ أمر نكرهه وفيه نجاتنا ، 
والإكراه : هو أن تحمل الناس على الشيء يكرهونه ، كقوله تعالىمَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ( 106 ) ( النحل ) ، ولا يؤاخذ المكره ، وفي الحديث : « يرفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه » ، ومن استكره على الشرك كان مرتدا في الظاهر ، وطلاق المكره لا يعتد به ، وكذلك بيع المكره ظلما أو قهرا لا يجوز ، ويبطل نكاح المكره والمكرهة .
وإذا استكرهت المرأة إلى الزنا فلا حدّ عليها ، ويمين المكره تسقط إذا كانت في معصية .
وفي الآية :لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ( 256 ) ( البقرة ) ، أي لا إجبار ، كقوله :إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ( 4 ) ( الشعراء ) ، أي أنه تعالى لم يشأ أن يجعل إيمانهم إجبارا ولكن عن طواعية ، ولم يرد لنفسه أعناقا خاضعة ولكن قلوبا خاشعة ، وإذا ذلت الرقاب ذلّوا ، والإخبار عن الرقاب إخبار عن أصحابها ، وقوله تعالى :لا إِكْراهَ فِي الدِّينِقطع بأن الأمر في العقائد موكول بأصحابها ، وكيف يصبح ما نكرهه وتخضع له الرقاب عقيدة تنشرح لها الصدور ، وتستنير بها العقول ؟ وهو تعالى القائل :وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ( 99 ) ( يونس ) فالدين اختيار ، والإنسان حرّ أن يؤمن أو يكفر ، وعلى ذلك تترتب المسؤولية ، وليس أشق على النفس من الانصياع لما نكره ، والإنسان الصحيح هو من يكره ما ينبغي أن يكره ، ويحب ما يتوجب عليه محبته .

والمقت : أشد البغض ، وكان زواج الابن من امرأة أبيه المتوفى ممقوتا ، وأطلقوا عليه زواج المقت ، لأنه بنى على الكراهية من المجتمع والناس ، ومن الابن الكاره أساسا لزوجة أبيه ، وألغى الإسلام هذا الزواج ونزلت فيه الآية :وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلًا( 22 ) ( النساء ) فذمه اللّه ذما بالغا متتابعا ، لقيامه على المصلحة الخالصة وعلى الكراهية غير المصرّح بها بين أفراد هذا النوع من الزواج ، واعتبره القرآن من الزنا ، وبغّض فيه المسلمين وحرّمه عليهم ، ووصفه بما يجعله من القبح في الغاية ، وكان العرب رغم إقرارهم به يكرهونه ويتأففون ممن يفعله ، وأطلقوا لذلك اسم « الضّيزن » على الابن الذي يتزوج امرأة أبيه ، ويوازى في المعنى اسم الزاني بامرأة أبيه ، وأعطوا الوليد من هذا الزواج اسم المقتىّ ، أي ولد الزنا بامرأة الأب .
ولأن المقت صفة نفسية ، فإن اللّه قد وصف به الأعمال النفسية التي تتنافى مع الآداب ، فقال تعالىلَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ( 10 ) ( غافر ) وهؤلاء المقصودون بالآية هم الذي يتّبعون هواهم ، فلما زال عنهم تأثير نفوسهم وعلموا أنها التي أبقتهم في المعاصي مقتوها ، ومقت النفوس أبشع المقت ، ويؤدى إلى اليأس والانتحار ، ومقت اللّه في الآية هو غضبه .الآية هو غضبه.
والنفس اللّوامة من كثرة لومها لنفسها تنتهى بأن تمقت نفسها ، « وكاره نفسه » نمط من أنماط الناس في الحياة ، ويقابل « نمط المحب لنفسه » الأنانى ، والمحب لغيره ، والفرق بين المحب لغيره وكاره نفسه ، أن الأول لا يعنى حبه لغيره أنه يكره نفسه ، وأما الثاني فبغضه للآخرين يتحوّل عنده حتما إلى بغض لنفسه ، ولا يوجد انسان يبغض نفسه ويحب غيره ، ونمط المنتحر من أنماط المبغض لنفسه ، ولولا أنه مبغض لنفسه ما حاول الانتحار ، أو ما انتحر فعلا ، وفي الاكتئاب - يبغض المصاب به - نفسه والناس جميعا .
ومقت اللّه له تصوير لتدنّى منزلته عند ربّه لمّا كفر به ، وللكافر الذي يمقت نفسه أن يتصوّر مقت اللّه له حينئذ .

والإكراه في الشرع من شروطه : أن يكون من قادر بسلطان ، كاللص المسلّح ونحوه ، وأن يغلب على المكره الظن أن وعيد الآخرة سينزل به حتما إن لم يجبه إليه طلبه ؛ وأن يكون ما يهدده به مما يلحق به الضرر لو تحقق ، كالضرب الشديد ، أو القتل . وأما الشتم والسبّ فليس بإكراه ، وكذلك أخذ المال اليسير .
وأما الضرب اليسير ، فإن كان في حق من لا يبالي به فليس بإكراه ، وإن كان من ذوى المروءات فهو كالضرب الكثير في حقّ غيره .

وإن أقرّ الرجل بحقّ ، ثمّ ادّعى أنه كان مكرها لم يقبل قوله إلا ببيّنة .
   * * *

1446 - ( من علامات المؤمن الطيّب من الأقوال )

المؤمن له سماته النفسية ، والقول من هذه السمات ، وهو كالفعل ، ومن سمات المؤمنين كما يقول اللّه تعالى :وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ( 24 ) ( الحج ) ، فلأنهم طيبون فكلامهم طيب ، وصراطهم هو الصراط المحمود ، أي الصراط الطيب ، فالطيبة سمة عامة لها مظاهرها في السلوك والكلام ، ولا يكون المرء طيبا إلا إذا عمر قلبه بالإيمان ، وإلا فالقلب الفارغ لا يكون طيبا ، ولكنه بالقطع سيكون خبيثا ، فحتى لو كان محايدا ، فالحياد تفكير وسلوك سلبيان ، وكل ما هو سلبى فهو خبيث .
   * * *

1447 - ( عمى القلب )

الأعمى من العمى ، ومنه العمى الوظيفى : وهو ذهاب البصر بالكلية ، ويقال له عمى العين ، كقوله تعالىأَنْ جاءَهُ الْأَعْمى( 2 ) ( عبس ) ، والمقصود به في الآية عبد اللّه بن أم مكتوم ، وفيه نزلت أكثر من آية ، وعاتب اللّه رسوله بسببه ، ومن ذلك قوله :لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ( 61 ) ( النور ) فجعل الأعمى من أهل الأعذار ، واعتذر عنه إن قصر عن درجة الأصحاء في الأكل أو في غيره ، وكانوا قبل الآية يتقذّرون الأعمى ويتجنّبون الأكل معه ، لجولان يده في الطعام ، وظاهر الآية يدل على أن الحرج مرفوع عنه في كل ما يضطره إليه العذر ، كالغزو ، وكل ما يتعلق بالتكليف الذي يشترط فيه البصر .
ومن العمى ما يسمى عمى القلب ، وهو عمى يتعلق بالإيمان ، وأعمى القلب يعمه في الضلالة ، كقوله :فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ( 46 ) ( الحج ) فأثبت للمكذّبين إبصار العيون ، ونفى عنهم أن يدركوا الحق والاعتبار ، وجعل البصر الناظر للمنفعة ، وأما بصر القلب فهو البصر النافع حقا ، وقيل : إن لكل إنسان أربع أعين : عينان في رأسه للدنيا ، وعينان في قلبه للآخرة ، فإن عميت عينا رأسه ، وأبصرت عينا قلبه ، لم يضرّه عماه شيئا ؛ وإن أبصرت عينا رأسه ، وعميت عينا قلبه لم ينفعه نظره شيئا ، ويروى أن ابن أم مكتوم سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : إن كان سيبعث يوم القيامة أعمى كما هو في الدنيا ، فنزلت الآية :وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلًا( 72 ) ( الإسراء ) ، و « هذه » المقصود بها الدنيا ، فمن يعمى عن الحق في الدنيا فهو في الآخرة أعمى ، كقوله :قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً ( 125 ) قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى( 126 ) ( طه ) ، فإنه لمّا اختار عمى القلب في الدنيا ، جعله اللّه تعالى أعمى البصر في الآخرة ، ومن يعمى عن دلالات اللّه في وحدانيته وقدرته في الدنيا ، يعاقب يوم القيامة بعمى البصروَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى( 127 ) ( طه ) ، وأما من آمن في الدنيا كحال ابن أم مكتوم - فهو بصير القلب فيها ، وبصير العينين والقلب في الآخرة .
وإمامة الأعمى جائزة ، وكذلك أذانه ، وكان ابن أم مكتوم يؤذّن ويؤم النّاس ، وولّاه النّبى صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه لغزوة من الغزوات ، والصلاة في المسجد واجبة على الأعمى ، وقد أوجبها الرسول صلى اللّه عليه وسلم على ابن أم مكتوم .
ويصحّ بيعه وشراؤه إن أمكنه معرفة المبيع بالذوق إن كان مطعوما ، أو بالشم إن كان مشموما ، وإن لم يمكنه ذلك جاز بيعه على أي الأحوال . 
ولا تجوز شهادته إلا إذا تيقن الصوت وعلم المشهود عليه يقينا ؛ فإن تحمل الشهادة على فعل ثم عمى ، جاز أن يشهد بما أبصر . ولا يجوز قتل الأعمى في الحرب ، إلا إذا كان حاملا لسلاح ويقاتل مع المقاتلين ، وكانوا قديما يسقطون عنه الجزية ، ولم يكن عليه أن يتحمل شيئا من الدية عن عصبته .

   * * *

1448 - ( من سمات الكافر )

يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ ( 8 ) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ( 9 ) ( الحج ) ، والآية في الذي يجادل في الحق اجتهادا من عند نفسه ، ويتّبع هواه ، ومن أوصافه هذه السمة البارزة : إنه إذا تكلم أو أصغى يلوى عنقه ويميل بجانبه صدّا واستكبارا ، كقوله تعالى :لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ( 5 ) ( المنافقون ) ، أو كأنه لم يسمع ، كقوله :وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها( 7 ) ( لقمان ) ، أو أنه يعرض وينأى كقوله :أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ( 83 ) ( الإسراء ) ، ثم إنه في النهاية ينصرف لحال سبيله وكأنه لم يحدث شئ ولم يقع أمر ، كقوله :ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى( 33 ) ( القيامة ) ، فهذه سماته غالبا ، وكل من ليس على الحق له طرقه في السلوك ، يسميها علماء النفس والطب النفسيmannerisms، لا خلاص له منها إلا بالخلاص أولا من داء المعاندة والمكابرة .
   * * *

1449 - ( قلوب الكفار لها عشرة أوصاف في القرآن )

وصفها تعالى : بالختم ، وبالطبع ، والضيق ، والمرض ، والرّين ، والموت ، والقساوة ، والانصراف ، والحمية ، والإنكار .
فهذه عشرة أوصاف ، ففي الإنكار :قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ( 22 ) ( النحل ) ؛ وفي الحمية :فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ( 26 ) ( الفتح ) ؛ وفي الانصراف :صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ( 127 ) ( التوبة ) ؛ وفي القساوة :فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ( 22 ) ( الزمر ) ؛ وفي الموت :أَ وَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ( 122 ) ( الأنعام ) يعنى ميت القلب ؛ وفي الرّين :رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ( 14 ) ( المطففين ) ؛ وفي المرض :فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ( 10 ) ( البقرة ) ؛ وفي الضيق :يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً( 125 ) ( الأنعام ) ؛ وفي الطبع :فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ( 3 ) ( المنافقون ) ؛ وفي الختم :خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ( 7 ) ( البقرة ) .

   * * *
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 18:27 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1450 - ( الشكّ مرض القلوب )

الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌمن اصطلاحات القرآن في علم النفس ، وتتكرر في القرآن عشر مرات ، ويأتي ترتيبهم بعد المنافقين ، يقول تعالى :إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ( 49 ) ( الأنفال ) ، ومرض القلوب هو الشك ، والمنافقون هم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ، وأما « الذين في قلوبهم مرض » فهم دون المنافقين ، وفي قوله :فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ( 10 ) ( البقرة ) نفهم أن الشك يورث الجحد والتكذيب ، والمرض عبارة مستعارة للفساد الذي في عقائدهم ، والمعنى الشك يورث الجحد والتكذيب ، والمرض عبارة مستعارة للفساد الذي في عقائدهم ، والمعنى أن قلوبهم مرضى لخلوها عن العصمة والتوفيق والرعاية والتأييد .
والمرض كل ما خرج به الإنسان عن حدّ الصحة ، وأخطر الأمراض ما كان نفسيا ، والقلب المريض لا يعنى أن مرضه عضوى ولكنه نفسي ، فإذا اعتلت النفس لم تر الأمور كما هي وارتابت فيها ، فيزيد مرضها ، ويزيد الشك بها ، وهو الذي يقعد بصاحبه عن أي عمل ، فيضعف عن الانتصار ، ويعجز عن القدرة ، ويكله اللّه إلى نفسه ، فيجمع عليه هموم الدنيا فلا يتفرغ إلى الاهتمام بدينه .
وعلل القلوب من اتّباع الهوى ، كما أن علل الجوارح من أمراض البدن .

   * * *

1451 - ( القلب وفضله على الجوارح )

تأتى مادة قلب في القرآن 132 مرة ، ويوصف بصفات فيقال : القلب الغليظ ، والسليم ، والمنيب ، والذاكر ، والمختوم عليه ، والمخاصم اللدود ، والآثم ، والمؤمن ، والمريض ، والمهدى ، والمربوط عليه ، والمطمئن ، والمطبوع ، والمرعوب ، والكافر ، والذي لا يفقه ، والزائغ ، والمعتدى ، والمجرم ، والتّقى ، والعاقل ، والأعمى ، والمتقلّب ، وغير العالم ، وبالغ الحنجرة ، والمشمئز ، والكاظم ، والمقفل ، والساكن ، والرائف الرحيم ، والصاغى ، والقاسى ، والمتألّف ، والممحّص ، والخيّر ، والمتعمّد ، والمطهّر ، والمزيّن له ، والأغلف ، والمغلول ، والمشرب العجل ، والمحسور ، وغير المؤمن ، والمغيظ ، والمنافق ، والمصروف ، والمشدود عليه ، والمنكر ، والمكنون ، واللاهي ، والوجل ، والمخبوت ، والمغمور ، والمفزوع ، والليّن ، والجاهل ، والخاشع ، والمشتّت ، والطاهر ، والمريّن .
فهذه ستون صفة للقلب ، وذلك دليل على فضل القلب على كل الجوارح . وهو للإنسان ولغير الإنسان ، وخالص كل شئ وأشرفه قلبه ، فهو موضع الفكر ، وأصله مصدر قلبت الشيء إذا رددته على بداءته ، ونقل اللفظ وسمى به العضو الذي هو أشرف الأعضاء ، لسرعة ما يرد إليه من الخواطر وترددها عليه ، كقول القائل :ما سمى القلب إلا من تقلّبه * فاحذر على القلب من قلب وتحويلوفي الحديث : « مثل القلب مثل ريشة تقلبها الرياح بفلاة » ، وفي الدعاء : « اللهم يا مثبّت القلوب ، ثبّت قلوبنا على طاعتك » ، وفي القرآن :وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ( 24 ) ( الأنفال ) .
ورغم أن الجوارح تابعة للقلب وهو رئيسها ، إلا أنه يتأثر بها للارتباط بين الظاهر والباطن ، وفي الحديث : « إن الرجل ليصدق فتنكت في قلبه نكتة بيضاء .
وإن الرجل ليكذب الكذبة فيسوّد قلبه » رواه الترمذي ، وسواد القلب هو الرّين في قوله :كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ( 14 ) ( المطففين ) ، وفي الحديث : « إن في الجسد مضغة ؛ إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب » أخرجه مسلم .

والقلب قد يعبّر عنه بالفؤاد ، وبالصدر ، كقوله :كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ( 32 ) ( الفرقان ) ، وقوله :أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ( 1 ) ( الشرح ) ؛ وقد يعبّر به عن العقل ، كقوله :إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ( 37 ) ( ق ) .
   * * *

1452 - ( القرآن واللواط )

اللواطSodomyهو فعل قوم لوط ، أخبرت بهم التوراة لأول مرة في سفر التكوين ، الفصل الثامن عشر ، العبارات من 20 حتى 33 ، ثم في الفصل التاسع عشر ، العبارات من 1 إلى 20 ، وجاء تحريم اللواط في سفر الأحبار ، الفصل الثاني عشر ، العبارة 22 :
« والذكر فلا تضاجعه مضاجعة النساء إنها رجاسة » ، ثم العبارة 29 : « لأن من ارتكب هذه الرجاسات تقطع تلك النفوس المرتكبة من بين شعبها . . . » يعنى حكمه العزل .
وكان اللواط كما تحكى التوراة في أهل سدوم وعمورة ، وتفشّى فيهم فأمطرهما اللّه كبريتا ونارا ، سماهما كما جاء في القرآن رجزا من السماء ، وأحرقت المدينتان وجميع سكانهما بما كانوا يفسقون ، وما تزال آثار مساكنهم باقية في فلسطين ، وحكى القرآن عن ذلك فقال :وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ ( 80 ) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ( 81 ) وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ ( 82 ) فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ ( 83 ) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ( 84 ) ( الأعراف ) ، وقال :وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ ( 77 ) وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَ لَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ( 78 ) قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ ( 79 ) قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ( 80 ) قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ( 81 ) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ( 82 ) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ( 83 ) ( هود ) .
وقيل : إن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قد أمر بقتل اللوطي والمأبون ، وفيما رواه ابن عباس أنه قال : « من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط ، فاقتلوا الفاعل والمفعول به » ، 
قالها ثلاثا .
غير أن ذلك لم يقل به القرآن حيث قال في جزاء اللواط في الذكور : أن يؤذى الفاعلان إلى أن يتركا هذه العادة الرذيلة ، وفي الإناث : أن تحبس النساء حتى يتزوجن أو ينتهى أجلهن ، قال :وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ( 15 ) وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً( 16 ) ( النساء ) .
ولوط في آيات اللواط أرّخ له فقال إن قومه كانوا أول من فعل ذلك من العالمين ، وعرّفه : أنه إتيان الرجال شهوة من دون النساء ، ووصف ذلك باسم الإسراف الأخلاقي ، ونقيضهم أن لوطا وأهل بيته كانوا متطهرين ، فالمتطهر في المصطلح القرآني كالسوى في المصطلح النفساني .

وشخّص لوط حالة المصابين باللواط بأنه ناتج عن اضطراب في الشخصية ، والرشد عنده في قولهأَ لَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ( 78 ) ( هود ) : هو سلامة الشخصية وخلوّها من الاضطرابات كأمثال اللواط .
وفي سورة الأنبياء صنّف اللّه تعالى اللواط ضمن الخبائث ، وسمّى الممارسين له فاسقين ( 74 ) ، وفي سورة النمل ردّ ذلك فيهم إلى الجهل ووصفهم بأنهم قوم يجهلون ( 55 ) ، وفي سورة العنكبوت أطلق على ناديهم الذي يجتمعون فيه ويأتون ما يأتون اسم « النادي المنكر » ( 29 ) .

واللواط في الطب النفسي يطلق عليه اسم الجنسية المثليةHomosexuality، وهو من اضطرابات الشخصية ، ومن الانحرافات الجنسية الشائعة ، وعقوبته في القرآن توردها الآية :وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً( 16 ) ( النساء ) ، والإيذاء على تفسير ابن عباس يكون بالشتم والضرب ، وقوله تعالى بعد الأذى :فَإِنْ تابا وَأَصْلَحاأي إن أقلع الفاعل والمفعول به ، ونزعا عمّا كانا عليه ، وصلحت أعمالهما وحسنت :فَأَعْرِضُوا عَنْهُماأي لا تعنفوهما بعد ذلك ، لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب لهإِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً، فلا يعيّرهما أحد بما كانا يصنعان قبل التوبة .
واللواط يكون بين الذكر والذكر ، كما يكون بين الأنثى والأنثىhomosexuality Female.
والإنسان منذ أن يكون جنينا اثنينى الجنسية ، أي يجمع في نفسه بين الميل إلى الذكور والميل إلى الإناث ، وبه عضوا الذكورة والأنوثة معا ؛ وله من الهرمونات ما هو ذكرى وما هو أنثوى بنسب تختلف من فرد لآخر ، فإذا اكتمل الجنين انفرقت فيه الجنسية الذكرية عن الجنسية الأنثوية ، وغلب عليه إما الطابع الذكرى أو الطابع الأنثوى ، وتكون له اتجاهات وتفكير هذا أو ذاك ، إلا أن كل جنس يظل به شوق إلى الآخر ، وأن يتحد أو يكتمل في وحدة اثنينية ، إلا اللوطي مثلىّ الجنسية ، فإنه يهفو إلى مثله وليس للجنس الآخر ، وينشأ ذلك الميل عن اضطرابات في شخصيته أو في تكوينه .
وبعض الممارسين للواط تكون ممارستهم له بحكم الظروف كما هو الشأن مع المساجين والرهبان ، وبعضهم يجمع بين ممارسته وممارسة الجنسية الغيريةheterosexualityوهي الجنسية السوية .
وبعضهم يكون به هذا الميل باعتباره فاعلا ، وبعضهم يأتيه باعتباره مفعولا به وهو المأبون . والجنسية عند الأول تسمى اللواطة ، وعند المأبون تسمى الإبانة .
وقد تكون اللواطة والإبانة كامنتين أو مستورتين لا يدرى بهما اللوطي أو المأبون ، وقد تكونا ظاهرتين ومفضوحتين .
وبعض المصابين بالجنسية المثلية يعانون من اضطرابات نفسية واضحة ، وبعضهم قد يبدو في أكمل صحة نفسية ، والجنسي المثلى في كل الأحوال إنسان مريض لا شك في مرضه ، سواء في توافقه أو في تقديره لنفسه ، أو في دفاعاته الشخصية .

ولبعض هؤلاء مظهر الإناث الضعيف ، وبعضهم قد يبدو على فحولة واضحة ، ولا دخل للمظاهر البدنية في الدور الجنسي الذي يفضله هذا أو ذاك ، ويذكر التاريخ من المشهورين من المصابين باللواط أصحاب الغزوات والفتوحات والجبروت والسلطان : نيرون ، ويوليوس قيصر ، والإسكندر الأكبر ، وفيليب المقدوني ، وإدوارد الثاني ملك إنجلترا الذي كانوا يلقبونه عن جدارة الملك اللوطي .
واللوطيsodomiteأوhomosexualأنانى ، ويكبت الكراهية للناس ، ويضمر لهم العداء ، ويشكو الاضطهاد ، وكثيرا ما تأتيه نوبات من الاكتئاب والقلق .
وكان ابتلاؤه بالجنسية المثلية منذ الطفولة نتيجة تعيّن فاشل بأحد الأبوين ، فبدلا من أن يتعين الولد بأبيه فإنه يتعيّن بأمه ، وبدلا من أن تتعين البنت بأمها فإنها تتعين بأبيها ، وينشأ على ذلك حتى النضوج فيسعى لإشباع الجنس فيه إلى شريك من جنسه ، فالرجل ينجذب إلى الرجال ، والمرأة تنجذب إلى النساء .
وللبيئة دور في تأمين التربية والتنشئة السليمة للطفل منذ ولادته ، وللوراثة دور في أن يكون إنجاب الطفل بلا عيوب خلقية أو خلقية.
وعلاج الجنسية المثلية المعروفة باسم اللواط تجاوزا لا يختلف عن العلاج الذي وصفه ربّ العزة له في سورة النساء الآيتين 15 و 16 ، وذلك شئ ينفرد به القرآن ، والأذى الموصوف في القرآن يقابله بلغة العصر عن أهل الطب النفسي ما يسمى بالعلاج بالتنفير ، بالإشراط المنفر ، لإطفاء الاستجابات الجنسية المثلية غير المرغوب فيها وإنشاء استجابات بديلة غيرية الجنسية وهي الاستجابات المطلوبة .
والعلاج القرآني يتوافق مع العلاج الحديث ولا يتعارض معه البتة ، والقرآن لا يتناقض والعلم أبدا ، وكل قضية علمية وردت في القرآن يثبتها العلم الحديث ويدلل عليها ، ونحن مطالبون بالأخذ بالعلم لما فيه من فوائد ومزايا ، ولأنه الدليل البرهاني على صدق قرآننا وأنه من لدن عزيز حكيم ، وللّه الحمد والمنة .

   * * *

1453 - ( القرآن واللواط الأنثوى )

اللواط الأنثوىFemale homosexualityلم تذكره التوراة ، ولا الإنجيل ، وانفرد القرآن بالتحذير منه ، ووصمه بالفحش ، فيقول :وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا( 15 ) ( النساء ) ، فجعل ممارسة هذه الفاحشة عند النساء جماعية لأنها في الغالب تتم جماعية ، بينما جعل اللواط الذكرى عند الذكور بين كل اثنين منهم فقال :وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ( النساء 16 ) .
واللواط الأنثوى من اضطرابات السلوك الشاذ ، وينبئ عن علّة نفسية في المرأتين اللتين تمارسانه ، وتقوم إحداهما بدور الذكر ، بينما الأخرى تقوم بدور الأنثى .
والمرأة الذكر لها مواصفات الذكورة ، وتمتاز ببسطة في الجسم ، وجرأة ، وفيها الكثير من العنف ، وصوتها كالرجال ، وتعلو المرأة الأخرى في الفعل الجنسي ، وتنفق عليها من مالها ، وتدرأ عنها العدوان من الآخرين ، وتغار عليها ، بينما الأخرى لها سمت الإناث المستدق ، وسلوكها أنثوى يتسم بالسلبية ، وتنشد من زميلتها الرعاية والحماية والمحبة ، وتتلقى عنها وتأتمر بأمرها ، وتغار عليها إذا انصرفت عنها إلى أخرى .
وفي اللواط الأنثوى تفرك المرأة عورتها في عورة الأخرى ، وتدعكها بها ، وتدعسها ، وتهيج بظرها ، وتداعبها أثناء ذلك ، باللعق والتقبيل والتحضين والتحنين حتى تمام بلوغ الهزة من كلتيهما .
وقد تعاود اللوطية الذكر الفعل كالرجال وتنهك اللوطية الأنثى . ويطلق الأخصائيون على ممارساتهما اسم السحاق ، من السحق وهو الدقّ الشديد في الفعل الجنسي .
وبلغة الطب النفسي هو اللزبيانيةLesbianism، نسبة إلى جزيرة لزبوس الإغريقية ، وكانت فيها النساء من أتباع الشاعرة سافوSaphoيمارسنه ، فيسمى السحاق أيضا باسم هذه الشاعرةSaphism.

وشرط القرآن في المساحقة أن يشهد على المرأتين أربعة ، أنهما كانتا تمارسانه مع بعضهما ، وعلاج القرآن لذلك هو العزل في البيوت ، وإبعاد المرأتين عن زميلات السوء ، والعزل أو الاستبعاد هو أقصى ما يقدمه القرآن منذ ألف وخمسمائة سنة ، واستنته التوراة كذلك ( الأحبار 18 / 29 ) .
ويوازى العزل الآن الإيداع في مستشفى للعلاج . ويستمر هذا الإيداع إلى ما شاء اللّه ، إلى أن تشفى المرأة مما بها ، ويتغير سلوكها ، وتقبل الزواج ممن يرضى بها .
والقرآن بالعزل يصادق على العلاج الطبى النفسي المعاصر ، ويؤيده ويسبقه ، وعلينا أن نبنى على هذه الآية بما نقترحه من أساليب العلاج ، وأن نطوّر هذه الأساليب باستمرار كلما منّ اللّه علينا بكشوف علمية ونظريات نفسية جديدة . واللّه المستعان ، وله الحمد والمنّة .

   * * *

1454 - ( إتيان المرأة في دبرها لواط )

نهى اللّه عن اللواط ( الأعراف 80 / 84 ) ، وفي التعريف فإن اللواط هو أن يأتي الذكران الذكران في الدّبر ، ومنه لواط آخر يأتي فيه الرجال النساء في الدبر ؛ وهذا اللواط كان جماعة من المهاجرين أيام الرسول صلى اللّه عليه وسلم يمارسونه ، ولم يكن يفعله الأنصار ، فقد كان اليهود يسكنون إلى جوارهم ، وفي التوراة اللواط بصنوفه حرام ، وكذلك في الإسلام وفي النصرانية ، واستهجن الأنصار لواط هذا النفر من المهاجرين ، قال ابن عباس فيما أخرج الحاكم والبيهقي وأبو داود : كان الأنصار يساكنون اليهود ويرون لهم فضلا عليهم في العلم ، ويقتدون بكثير من فعلهم ، وكان من أمر اليهود ألّا يأتوا النساء إلّا على حرف - يعنى على جنوبهن ، فكان الأنصار يفعلون مثلهم ، بينما كان المهاجرون يشرحون النساء شرحا منكرا ، ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات ، وحدث أن تزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار ، فذهب يصنع بها ذلك ، فأنكرته عليه وقالت : إنما كنا نؤتى على حرف ، فاصنع ذلك وإلا فاجتنبنى ، حتى شرى أمرها - أي عظم واشتد ، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فنزل قوله تعالى :نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ( البقرة 223 ) .
وقالت أم سلمة زوجة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيما أخرج أحمد والبيهقي : لمّا قدم المهاجرون المدينة على الأنصار تزوّجوا من نسائهم ، وكان المهاجرون يحبون نساءهم - من التحبية وهي أن تضع المرأة يديها على الأرض وتنكبّ على وجهها وتقوم على ركبتيها .
وكان الأنصار لا يحبون ، فأراد رجل من المهاجرين امرأته على ذلك ، فأبت عليه حتى تسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فأتته ، فاستحت أن تسأله ، فسألت أم سلمة ، فنزلت الآية :نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ، والحرث في قوله حَرْثٌ لَكُمْ هو موضع الولد ، وقوله فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ أي كيف شئتم مقبلة ، أو مدبرة ، في صمام واحد ، فعن جابر قال : كان اليهود تقول : إذا جامع الرجل امرأته من ورائها جاء الولد أحول ، فنزلت :نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ، وعن جابر أيضا : أن اليهود قالوا للمسلمين : من أتى امرأة وهي مدبرة ، جاء الولد أحول فأنزل اللّه الآية ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج » ، وعنه صلى اللّه عليه وسلم قال : « تأتيها على كل حال إذا كان في الفرج » .
وعن عبد اللّه بن سابط دخل على عمّته حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وسألها في استحياء عن إتيان النساء في أدبارهن فقال : حدثتني أم سلمة ان الأنصار كانوا يحبون النساء ، وكانت اليهود تقول : إنه من أحبى امرأته كان ولده أحول ، فلما قدم المهاجرون المدينة نكحوا نساء الأنصار ، فأحبوهن ، فأبت امرأة أن تطيع زوجها وقالت : لن تفعل ذلك حتى آتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فدخلت على أم سلمة فذكرت لها ذلك فقالت :
اجلسى حتى يأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .
فلما جاء استحت الأنصارية ، فخرجت ، فسألته أم سلمة ، فقال : ادعى الأنصارية ، فدعتها ، فتلا عليها هذه الآية :نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْوقال : « صماما واحدا » - يعنى في مكان واحد هو الفرج .
وعن ابن عباس أن رجلا جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال : يا رسول اللّه هلكت ! قال « « ما الذي أهلكك ؟ » قال : حوّلت رحلي البارحة - يعنى أنه لم يأت امرأته في قبلها ، فلم يردّ عليه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فأوحى اللّه إليه هذه الآية :نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ، وقال له : « أقبل وأدبر ، واتق الدبر والحيضة » رواه أحمد .
وعن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « استحوا إن اللّه لا يستحى من الحق : لا يحل أن تأتوا النساء في حشوشهن » ، وفي رواية أخرى قال : « لا تأتوا النساء في أعجازهن » ، وشرحه ابن عباس : يعنى والمرأة قائمة ، وقاعدة ، ومقبلة ومدبرة ، في قبلها - أو في أقبالهن - ولا تعدوا ذلك إلى غيره » .
وعن أبي جويرة قال : سأل رجل عليا عن إتيان المرأة في دبرها فقال : سفلت سفل اللّه بك ! ألم تسمع قول اللّه عز وجلّ :أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ( الأعراف 80 ) .
وسئل ابن عمر : ما تقول في الجواري : أيحمّض لهن ؟ قال : ما التحميض ؟ فذكر الدبر ، فقال : وهل يفعل ذلك أحد من المسلمين ؟ ! ! وهو قول حقّ أي أخي المسلم وأختي المسلمة ، ولمّا سئل مالك بن أنس : ما تقول في إتيان النساء من أدبارهن ؟ قال : ما أنتم إلا قوم عرب ! هل يكون الحرث إلا موضع الزرع ؟ ! لا تعدوا الفرج !

   * * *

1455 - ( القرآن يعزر المتشبّه والمتخنث بالإخراج والنفي )

التشبّه والتخنث : من الانحرافات الجنسية ، وشأنهما شأن اللواط والسحاق ، وفي الصحيح عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قال : « لعن اللّه المتشبّهين من الرجال بالنساء ، والمتشبّهات من النساء بالرجال » ، وعند أبي داود برواية أبي هريرة قال : « لعن اللّه الرجل يلبس لبسة المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل » ، وعن ابن عباس فيما أخرج البخاري قال : « لعن اللّه المخنّث من الرجال ، والمترجّلة من النساء » ، وعن ابن عمرو بإخراج أحمد قال : « ليس منا من تشبّه بالرجال من النساء ، ولا من تشبّه بالنساء من الرجال » .
والتشبّه : هو أن يتخذ الرجل هيئة النساء ، أو أن تتخذ المرأة هيئة الرجال ، ويغلب ذلك على اللباس . واللذة المتحصّلة للمتشبه أو المتشبهة تتأتّى عن توهّمه أنه من الجنس الآخر .
وقد يتخنّث المتشبّه إلا أن التشبّه بخلاف التخنّث ، وغالبا ما يتشبّه المتشبّه دون أن يتخنّث . ومعنى التخنّث : أن يتوهّم المخنث أنه من الجنس الآخر ، فيسلك على أنه كذلك ، ويتسمى باسم من الأسماء التي لأفراد الجنس الآخر ، ويطلب أن يتحوّل نهائيا إلى الجنس الآخر ، بالعقاقير أو بالجراحة ، أو بالاثنين معا .
وليس شرطا أن يرتدى المتخنّث ملابس الجنس الآخر ، وأما في التشبّه فالمتشبّه لا يفعل سوى أن يرتدى ملابس الجنس الآخر ، فإن كان ذكرا فإنه لا يستثار إلا إذا وضع على جسمه ثيابا تخصّ النساء ، فعندئذ يمكن أن ينتصب ويضاجع النساء ، ولذلك كان أكثر المتشبهين متزوجين .
والزوجة التي تقبل أن يفعل زوجها ذلك لا بد أن تكون لها ميول جنسية مثلية ، طالما أنها ترضى أن يكون المضاجع لها له هيئة النساء ، ويؤثر أن يأتيها بإحساس أنه امرأة وأنها ذكر .
ومن ناحية أخرى فقد تكون للمتشبّه طبيعة جنسية مزدوجة ، إذ يغلب عليه التشبّه في مرحلة المراهقة بالذات ، والمراهق المتشبه ربما يرضيه أن يمارس العادة السريّة فيكون ذكرا في الممارسة وأنثى في المشاركة في هذه الممارسة ، ويقوم بالدورين الذكرى والأنثوى معا ، وهو ما يسمى الازدواجية الجنسية .
ولا شك أن للتربية والتعيّن بأحد الوالدين من الجنس الآخر دورهما الكبير في الانحراف إلى التشبّه الذي لعنه الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، واللعن هو إبداء للسخط وعدم الرضا ، وهو نهىّ عن ذلك ، وتنبيه للآباء أن يكونوا أكثر حذرا في معاملاتهم مع أطفالهم .
والتشبه في المجتمعات الأوروبية ظاهرة واضحة ، وفي الإحصاءات أنه من بين كل مائة من الإناث هناك 26 متشبّهة ، ومن بين كل مائة من الذكور هناك 11 متشبها . 

ولا توجد إحصاءات من ذلك في بلاد الإسلام ، وإن كان الملاحظ أن التشبه أكثر بين الإناث منه بين الذكور ، ويكاد ينعدم عند الطبقات الفقيرة والتي تشكو الأمية ، ويكثر عند الطبقات المترفة ، وبين تلاميذ المدارس الأجنبية الذين يتلقون تربية أوروبية . وفي مصر لوحظ أن التشبه بالذكور أكثر بين البنات المسلمات في المدارس الأمريكية ، بينما التشبه بالإناث أكثر بين تلاميذ المدارس الفرنسية .
ويتمشى بروز ظاهرة التشبه في المدارس الأجنبية في مصر مع إهمال المسلمين للتربية الدينية ، وترك الآباء للفرائض ، وإقبالهم على تقليد الحضارة الغربية . وكلما زاد الغزو الحضارى الغربى للبلاد الإسلامية زاد ظهور أمراض وعلل هذه الحضارة في المجتمعات الموسرة للمسلمين ، وبين أولاد وبنات أصحاب السلطة والمتبوءين للمناصب العليا .
والمسلم الذكي هو الذي يأخذ من الحضارة الغربية ما يتفق وحاجات أمّته ، وينبذ ما سوى ذلك مما يلحق به وبأولاده وبناته الضرر وهم من شباب أمة الإسلام ، والمعوّل عليهم أكثر من غيرهم في إعادة بناء الدولة الإسلامية البناء الصحيح القائم على العلم الخالص وسلامة الاعتقاد .
وعن أم المؤمنين أم سلمة : أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم نهى عن دخول المتشبّهين بيوت المسلمين . وروى المستغفري عن ابن المنكدر أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « اشتد غضب اللّه على قوم رغبوا عن خلق اللّه وتشبّهوا بالنساء » ونحن بدورنا ننهى عن دخول المتشبهين مدارس المسلمين .

وخطورة دخول المتشبّه أو المتشبهة بيوت المسلمين أن يقلّده أو يقلّدها الأولاد والبنات ، وكانت المتشبهات والمتشبهون ممنوعين من دخول بيوت الرسول صلى اللّه عليه وسلم وبيوت أصحابه . وفي الحديث أيضا أن المخنثين كانوا ممنوعين ضمنا .
والمخنث أو المتخنث هو الذي يتكلف سلوك النساء ، ويشبه خلقه النساء في حركاته وكلامه وغير ذلك ، وأخرج أبو داود عن أبي هريرة أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أتى بمخنث قد خضّب يديه ورجليه ، فقيل له : 
يا رسول اللّه ! إن هذا يتشبّه بالنساء ، فنفاه إلى النقيع ، فقيل ألا تقتله ؟ فقال : « إني نهيت عن قتل المصلّين » ، ويستفاد من ذلك أن التشبه والتخنث لا عقوبة عليهما طالما لم تعرف عمّن يأتيها فاحشة ، ويتوجب إبعادهما عن مجتمعات المسلمين حتى لا يكونا مثلين يقتدى بهما الشباب .
   * * *

1456 - ( إتيان البهائم ليس زنا )

إتيان البهائمbestialityشذوذ جنسي لم يرد صراحة في القرآن ، لكن الفقهاء تناولوه ضمن ما تناولوه من شذوذ قوم لوط وهو المسمى اللواط ، وشذوذ التشبّه والتخنث وإتيان النساء في الدبر ، وإتيان الصبية ، وقالوا عن إتيان البهائم : إن الذي يأتي البهيمة مثلا ، أو التي تأتى ذكرا من البهائم ، يقتل والبهيمة ، وتعللوا بحديث وضعوه : « من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة معه » ، والأسخف قولهم إن البهيمة تقتل حتى لا تحمل وتلد مخلوقا مشوها ! وهذا مستحيل طبعا لأن كروموسومات الإنسان لا تجانس كروموسومات الحيوان فلا يمكن أن يتلاقحا .
والبعض ممن اعتبر غشيان البهائم زنا قال بالجلد مائة ، أحصن أو لم يحصن ، والصحيح أن هذا الفعل من الشذوذ لا عقاب بدني عليه ، فلا هو يقتل ولا يجلد ، ولا تقتل البهيمة ، لأنه وطء في غير محل الوطء ، ولا يتعلق به إحلال ، ولا إحصان ، ولا حدّ .

   * * *    

1457 - ( اللوم والنفس اللوامة )

هي نفس المؤمن الذي لا تراه إلا يلومها ويعاتبها ، وتلومه بدورها ، على ما فات ، وما ارتكب ، وتلوم نفسها على ما فعلت من شرّ ، وما لم يستكثر من الخير ، وتلوم غيرها على ما تلومه به نفسها .
واللوّامة إذن هي اللائمة ، وفي قوله تعالى :وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ( 2 ) ( القيامة ) : اللوّامة صفة مدح يستساغ القسم بها .
وقيل هي صفة ذم ، لأن التي لا يقسم بها هي نفس الكافر الدائم اللوم لنفسه ، يتحسّر في الآخرة على ما فرّط في جنب اللّه .
وقيل ليس من نفس محسنة أو مسيئة إلا وهي تلوم نفسها ، فالمحسن يلوم نفسه لو كان ازداد إحسانا ، والمسئ يلوم نفسه ألّا يكون ارعوى عن إساءاته . والنفس اللوامة تقابل في الطب النفسي الأنا الأعلىSuper ego.
واللوم دافع عدوانى قد يتجه نحو الآخرين أو نحو الذات ، وتكوين النفس اللوامة ، أو الأنا الأعلى ، أو الضمير ، يرجع إلى نوع التربية التي كان عليها الطفل منذ صغره .
ودور النفس اللوامة هو نفس دور الأب أو المربّى ، وتتشكل هذه النفس بحسب استدخالات واستدماجات الطفولة . وبعض الناس يشكون من شدة وقسوة النفس اللوامة معهم ، وعلاجها يكون بإجراء تعديلات في بنائها النفسي بحيث تتعلم التسامح والنظر إلى الأمور بواقعية .
وتجنب اللومavoidance Blameآلية نفسية للتقليل من لوم الشخص لنفسه وذلك بنقل اللوم إلى آخرين .

والخوف من اللوم قد ينكص بالشخص إلى سلوك لا يناسب عمره الزمنى ، وفي الآية :وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ( 54 ) ( المائدة ) فإن عدم الخوف من اللوم علامة ثقة نفسية .
ومليم في الآية :فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ( 142 ) ( الصافات ) تعنى ملوما ، والملوم مقابل الملام . والتلاوم هو تكلّف اللوم . واللائمة هي اللوم أيضا ولكنها مؤنثة ، تقول استحق اللائمة ، يعنى استحق أن يلام . واللوّام الكثير اللوم .
واللوم بخلاف العتاب : وهو الإنكار على بعض فعل الآخرين ؛ والفرق بين اللوم والعتاب ، أن اللوم اتهام للآخرين ، وأما العتاب فهو لوم بأدب وليس فيه عنف اللوم .
وفي الآية :فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً( 29 ) ( الإسراء ) ، والآية :فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً( 39 ) ( الإسراء ) أن اللوم يستحدث مشاعر حسرة واندحار في النفس ، فيها اتّهام للذات وتقليل من شأن النفس .

   * * *

1458 - ( نزغ الشيطان )

في قوله تعالى :وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( 200 ) ( الأعراف ) ، النزغ : هو الطعن ، يكون نفسيا ، تقول : نزغ الشيطان بينهم ، يعنى أغرى بعضهم ببعض ، ونزغه الشيطان إلى المعاصي ، يعنى حثّه ، فالنزغ نفسي ، وهو كالوسوسة ، والاستعاذة باللّه تنجى من النزغ أيا كان مصدره ، فلما كان نزغ النفس يقدر الإنسان عليه ، فإن نزغ الشيطان لا بد فيه من عون اللّه .
وفي الرواية أن السلف قال لتلميذه : ما تصنع بالشيطان إذا سوّل لك الخطايا ؟ قال : أجاهده . قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده.
قال : 
فإن عاد ؟ قال : أجاهده . قال : هذا يطول ! أرأيت لو مررت بغنم فنبحك كلبها ، ومنعك من العبور ، ما تصنع ؟ قال : أكابده وأردّه جهدي . قال : هذا يطول عليك ، ولكن استغث بصاحب الغنم يكفّه عنك - يعنى استعذ باللّه واستنجد به يعنك .
   * * *

1459 - ( الطائف من الشيطان يمسّ النفس )

الطائف في قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ( 201 ) ( الأعراف ) ، هو ما يتخيّل في القلب أو يرى في النوم ، والمعنى : أن الذين اتقوا المعاصي ، إذا لحقهم شئ تفكّروا في قدرة اللّه وفي إنعامه عليهم فتركوا المعصية .
والطيف والطائف بمعنى واحد ، قيل هو ، التخيّل ، وما تتخيله قد يظل في النفس ، أو تخرجه فيكون الشيطان ويسمى طائفا ، اسم فاعل من طاف يطيف ، فكأن الطائف الذي يطوف بالنفس إما أن يكون نفساني ويحبس داخلها ، أو يكون شيطانى ويخرج عن إطارها .
والطائف يكون أيضا ملاكا ، كقوله :فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ( 19 ) ( القلم ) ، مثلما نقول لمة النفس ، ولمة الشيطان ، ولمة الملك ، واللّمة : هي التي تلم بصاحبها .
والجنون ، والغضب ، والوسوسة ، جميعها تسمى طيفا ، لأنها لمة وتشبّه بلمّة الخيال .

   * * *

1460 - ( المس من الشيطان )

تذكر الآية في المرابين أنهم :الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ( 275 ) ( البقرة ) ، والشيطان لا يتخبّط أحدا من المس ، كقوله تعالى :إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ( 42 ) ( الحجر ) وإنما هو مثل مما يعرفه الناس ، ولا يعنى أن ذلك حقيقة علمية ، فالشيطان جنس ، والإنسان جنس آخر ، ولا تماس بينهما ، والممسوس في الطب الشعبي هو - علميا - المريض المصاب بالهستيريا ، ولكن العامة ترد ذلك إلى فعل الشيطان ، وكل إنسان له شيطان يوسوس إليه أن يحيد عن الصواب ، وذلك هو نزغ الشيطان ، ولكنه لا يجبر أحدا على شئ ، وليس بوسعه ذلك .
والأمراض أسبابها نفسية بدنية وليس من أسبابها مسّ الشيطان .
   * * *    

1461 - ( إخوان الشياطين )

يقول تعالى :وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ( 202 ) ( الأعراف ) ، والمقصود إخوان الشياطين ، كقوله تعالى :إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ( 27 ) ( الإسراء ) ، والتبذير غىّ ، والغىّ عموما هو الشرّ والضلال ، وإخوان الشياطين هم أولياؤهم كقوله :وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ( 121 ) ( الأنعام ) ، وقوله :أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ( 19 ) ( المجادلة ) . ومعنى « يمدّونهم في الغىّ » : يزيدونهم فيه ، ومعنى « ولا يقصرون » : لا يتوبون ولا يرجعون ، والمعنى : أن المؤمن إذا مسّه طيف من الشيطان تنبّه عن قرب ، فأما المشركون فيمدّهم الشيطان ولا يقصر عنهم ولا يرحمهم ، والإقصار : هو الانتهاء عن الشيء .
* * *
وينتهى بحمد اللّه ومنّته الباب الثالث عشر ويبدأ إن شاء اللّه الباب الرابع عشر بعنوان «القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق».
* * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى