اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

14112023

مُساهمة 

الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2  د. عبد المنعم الحفني

ثانيا : علم النفس في القرآن

1419 - ( التربية ودورها في التنشئة )

* الآيات كثيرة في التنبيه إلى دور التربية في التنشئة ، فكل نبت يخرج منه شبيهه ، ولمّا عادت مريم تحمل ابنها عيسى قال لها أهلها :يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ( 28 ) ( مريم ) يعنى كان المتوقع أنه تكون كأبويها ، وهي من بيت هارون ، أي من أرومة طيبة ، فكيف خالفت الموروث العائلى ؟ والنعمة التي قصدها يعقوب في دعائه ليوسف :وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ( 6 ) ( يوسف ) هي الصلاح الذي كان عليه آباؤه وتوارثه عنهم . واتّباع الآباء في قوله تعالى :بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا( 170 ) ( البقرة ) هو ما يسميه علماء النفس والطب النفسي « اللا شعور الجمعي » ، وهو الذي يشكّل السلوك ويطبع الإنسان بطابع أهله .
والضلال والهدى يورثان :إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ ( 69 ) فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ( 70 ) ( الصافات ) ، يعنى يفعلون فعلهم بدافع غريزي داخلي يدفعهم إلى تقليدهم ، ومعنى يهرعون يسرعون ، والإهراع هو الإسراع ، والمهرع هو المستحثّ . والسلوك الغريزي سلوك مستحثّ ، الأداء فيه طبعى سريع .

   * * *

1420 - ( عقوق الوالدين في علم النفس التربوي الإسلامي )

في القرآن يقرن اللّه حقّ الوالدين على الأبناء بالتوحيد ، لأن النشأة الأولى من عند اللّه ، ثم تكون النشأة الثانية أو التنشئة أو التربية من جهة الوالدين ، فجعل الإحسان للوالدين ميثاقا ، مثلما جعل عبادته تعالى ميثاقا ، وربط بينهما ، وجعلهما ميثاقا واحدا ، فقال :وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً( 83 ) ( البقرة ) ، وقرن الشّكر لهما بشكره تعالى ، فقال :أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ( 14 ) ( لقمان ) ، وجعل « عقوق الوالدين » من المحرّمات فقال :قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً( 151 ) ( الأنعام ) ، وجعل البرّ بالوالدين من الإيمان ، فجاء في وصف تقوى النبىّ يحيى :وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ( 14 ) ( مريم ) ، وفي وصف الرحمة عند النبىّ عيسى قال :وَبَرًّا بِوالِدَتِي( 32 ) ( مريم ) ، فالبرّ بالوالدين من التقوى ، ومن الرحمة .
والتوصية بالوالدين في قوله تعالى :وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما( 8 ) ( العنكبوت ) هي توصية بأحسن المعاملة ، وأخلص الطاعة ، وأوفى الخدمة ، في حدود عدم مخالفة اللّه ، وعدم الشك به ، فإن جاهداه على الشرك ، واختلفا معه عليه ، فلا يطعهما ولو بلغ خلافهما حدّ المنازعة .
والفرق بين معاملة الوالدين بالإحسان 
ومعاملتهما بالحسن ، أن المعاملة بالإحسان هي المعاملة بالفضل ، والإحسان ضد الإساءة ، وأما المعاملة بالحسن ، فالحسن ضد القبح ، ومعاملة الحسن هي التي توصف بأنها المعاملة الكريمة .
وفي قوله :وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ( 15 ) ( الأحقاف ) أن هذه المعاملة ليست مجرد وصية ، وإنما هي مترتبات على كرم الوالدين مع ابنهما ، فالأم حملته قسرا عنها ، ووضعته برغمها ، ونما في بطنها وعانت ثقله وإطعامه ، وانزعج نومها به واضطرب ، وشكت أوجاعا بسببه لم تعرفها من قبل ، وانشقّت نفسها نفسين في ولادته ، وانفصل عنها جسما مستقلا عن جسمها ، ثم تعهدته ، وأرضعته ، ونظّفته ، وعلّمته الكلام ، وحمته من الأغيار ، ومن الظروف حولها ، والآية تسمّى ذلك حملا وفصالا ، والفصال هو الانفصال ، وإنما رعاية الأم لا تتوقف أبدا ، وحماية الوالد لابنهما لا تنتهى ، فإذا نضج الابن وبلغ أشدّه ، أي رشده ، لم تنقطع رعايتهما مع ذلك ، وينضج عقليا وانفعاليا فيبلغ الأربعين وما يزال يحتاج إليهما ، فلا عجب أن يسأله اللّه أن يظل يشكر نعمه تعالى عليه ، وعلى والديه ، أن مكّنهما من تربيته ، وأن يسأله الصلاح الذي يرضاه ، وهو أن يرحم والديه في شيخوختيهما ، كما رحماه صغيرا ، ولقد رأى كيف يكون الأبوان معه ، وهو الآن أب مثلهما ، فيسأل ربّه أن ينبت أولاده صالحين برعايته ، كما أنبته صالحا برعاية والديه .
ولعل أمثل وأكمل الآيات في معاملة الوالدين هي الآيات :وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً ( 23 ) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً( 25 ) (الإسراء).
والقضاء في السورة ليس قضاء حكم ، ولكنه قضاء أمر ، وقضى بمعنى وصىّ ، والوصية واجبة ، وفي الحديث عندما سأله أحدهم : أىّ العمل أحبّ إلى اللّه عز وجلّ ؟ قال « الصلاة على وقتها » ، فسأله : ثم أىّ ؟

قال : « ثم برّ الوالدين » فسأله : ثم أي ؟ قال : « الجهاد في سبيل اللّه » أخرجه البخاري ، فجعل برّ الوالدين بعد الصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام ، وقبل الجهاد الذي هو أعظم مدافعة عن الإسلام ، وجعل بين ذلك « ثم » التي تعطى الترتيب والمهلة ، فبرّ الوالدين عبادة مستمرة كالصلاة ، وهو أيضا جهاد موقوت كالجهاد ، ونقيض البرّ العقوق ، أي المخالفة ، وإذن فالبرّ هو الموافقة ، ومن برّهما ألّا تتعرّض لسبّهما ، فذلك من الكبائر ، ففي الحديث في صحيح مسلم : « إن من الكبائر شتم الرجل ( أو المرأة ) والديه » ، ومن ذلك : « أن يسبّ الرجل ( أو المرأة ) أبا الرجل ، فيسبّ أباه ، ويسبّ أمه فيسبّ أمه » .
وفي الحديث ، لمّا سأل الرجل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : من أحقّ الناس بحسن صحابتى ؟ قال : « أمّك » قال : ثم من ؟ قال : « ثم أمك » ؟ ، قال : ثم من ؟ قال : « ثم أمّك » ، قال : ثم من ؟ قال : « ثم أبوك » ، وهذا دليل على أن المحبة للأم ، والشفقة عليها ، ينبغي أن تكون ثلاثة أمثال محبة الأب ، لأنه صلى اللّه عليه وسلم ذكرها ثلاث مرات ، وذكر الأب مرة واحدة ، فكأن جهد الأم في تنشئة ابنها ثلاث مرات جهد الأب ، فهي التي حملت تسعة أشهر ، وعانت مشقة الوضع ، ومشقة الرضاع ، ومشقة التربية ، فهذه ثلاثة أمور تنفرد بها الأم دون الأب ، ثم بعد ذلك تتشارك والأب ، وعلماء النفس على القول بأن للأم ثلاثة أرباع البرّ ، وللأب الربع .
ومن الإحسان إليهما ألا يجاهد الابن إلا بإذنهما ، وفي قوانين التجنيد في مصر يعفى الابن الوحيد لرعاية أبويه المسنين .
ولمّا سأل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، أن يصحبه للجهاد ، قال له النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « أحييّ والداك ؟ » قال : نعم .

قال : « ففيهما فجاهد » ، قال : لقد تركتهما يبكيان ! قال : « اذهب فأضحكهما كما أبكيتهما » ، وفي رواية قال : « نومك مع أبويك على فراشهما ، يضاحكانك ويلاعبانك ، أفضل لك من الجهاد معي » ، وفي الحديث : « من أبرّ البرّ : صلة الرجل أهل ودّ أبيه بعد أن يولّى » وسأله أحدهم : هل بقي من برّ الوالدين بعد موتهما شئ أبرّهما به ؟ قال : « نعم ، الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحمن التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهذا الذي بقي عليك».
وخصّ اللّه تعالى حالة الكبر في قوله :إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ( الإسراء 24 ) ، لأنها الحالة التي يحتاجان فيها إلى برّه ، لتغيّر الحال عليهما بالضعف ، فألزم هذه الحالة بالمراعاة أكثر مما ألزمه من قبل .
وفي الكبر يكون الوالدان كلّا على ابنهما ، فيحتاجان أن يلي منهما في الكبر ما كان يحتاجه في الصغر ، وأمره أن يقول لهما ما فيه الإكرام بهما ، فقال :فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً( الإسراء 23 ) وسمع النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يقول : « رغم أنفه ، رغم أنفه ، رغم أنفه » ، فقيل له : من يا رسول اللّه ؟ قال : « من أدرك والديه عند الكبر ، أحدهما أو كليهما ، ثم لم يدخل الجنة . » ومعنىفَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ( الإسراء 23 ) لا تظهر لهما أدنى تبرّم ، والأفّ الكلام القذر الردىء ، فلو رأى منهما في حال المشيخ الغائط والبول اللذين رأياهما منه في الصغر ، فلا يقذّرهما ويقل أفّ .
والأف والتّفّ : كلاهما الشيء المستقذر ، ولو علم اللّه شيئا أردأ من « أف » لذكره ، وصارت قولة : « أفّ » بمعنى الشيء الأردأ ، لأن فيها كفر النعمة التي أنعم اللّه عليه وعليهما بها ، وهي نعمة البنوة 
والأبوة ، وفيها جحد التربية التي اختصّاه بها ، وكذلك ردّ الوصية كما أنزلها اللّه تعالى في كتابه .
وأفّ كلمة مقولة لكل شئ مرفوض ، ولذلك قالها إبراهيم لقومه :أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ( 67 ) ( الأنبياء ) .
وقوله تعالى :وَلا تَنْهَرْهُما( الإسراء 23 ) ، النّهر هو الزجر ؛وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً( الإسراء 23 ) أي ليّنا ، مثل أبتاه ، وأمّاه ؛وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ( الإسراء 24 ) : استعارة في الشفقة والرحمة ، شبّه الرحمة بخفض جناح الطائر حين ينتصب به لولده ؛ والذل : الانكسار ، والانقياد ، والتواضع ، والرقة ، وكأنك الخادم مع السيد ، أو الرعية مع الأمير ، وفي الحديث : « لا يجزى ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه » ؛ وقوله :كَما رَبَّيانِي( الإسراء 23 ) ، خصّ التربية ليتذكر الولد مشقة الوالدين وتعبهما في التربية ، فيزداد إشفاقا لهما ، وحنانا عليهما ؛ « وقل ربّ ارحمهما » ، هو دعاء لهما ، وفي الحديث : « ومن أمسى وأصبح مرضيا لوالديه ، أمسى وأصبح وله بابان مفتوحان إلى الجنة ، وإن واحدا فواحدا ؛ ومن أمسى وأصبح مسخطا لوالديه ، أمسى وأصبح وله بابان مفتوحان إلى النار ، وإن واحدا فواحدا » ، فقال رجل : يا رسول اللّه ، وإن ظلماه ؟ قال : « وإن ظلماه ، وإن ظلماه ، وإن ظلماه » . أخرجه الدارقطني .
ولمّا اشتكى الابن أباه أنه يأخذ ماله ، أحضره النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وسأله لما ذا يشكوه ابنه ؟ ولما ذا يأخذ ماله ؟
فقال الأب أبياتا من الشعر منها :
فلمّا بلغت السن والغاية التي * إليها مدى ما كنت فيك أؤمّل
جعلت جزائي غلظة وفظاظة * كأنك أنت المنعم المتفضّل
فليتك إذ لم ترع حقّ أبوّتى * فعلت كما الجار المصاقب يفعل
فأوليتنى حقّ الجوار ولم تكن * علىّ بمال دون مالك تبخل
فحينئذ أخذ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بتلابيب ابنه : وقال : « أنت ومالك لأبيك » .
وأما قوله تعالى :رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ( الإسراء 25 ) ، أي من اعتقاد الرحمة بهما والحنو عليهما ، أو من غير ذلك من العقوق ، أو من جعل ظاهر برّهما رياء ، كقوله تعالى :إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً( 25 ) ( الإسراء ) يعنى إن صدقتم في نية البرّ بالوالدين فإن اللّه يغفر البادرة ، ووعد بالغفران مع شرط الصلاح والأوبة .

فهذه من الوصايا التربوية للقرآن في معاملة الابن لوالديه ، ولا عقوبة على الابن العاق ؛ وفي اليهودية لا نصائح ، ولا وعظ ، ولا وصايا بخصوص ذلك ، وإنما تعنى شريعتهم بالأحكام ، وفي سفر تثنيه الاشتراع يأتي عن ذلك : إذا كان لرجل ابن عاق مارد لا يطيع أمر أبيه ولا أمر أمه وهما يؤدّبانه فلا يسمع لهما ، فليقبض عليه أبوه وأمه ويخرجاه إلى شيوخ مدينته ، ويقولا للشيوخ : إن ابننا هذا عاق مارد لا يطيع أمرنا ، وهو أكول شريب ، فيرجمه جميع رجال مدينته بالحجارة حتى يموت ، وحتى ينقلع الشرّ من بين إسرائيل فيسمعوا ويخافوا » ( الفصل 21 / 18 - 21 ) ! ! فالعقوق إذن في اليهودية جزاؤه الرجم ! ! فشتّان بين التربية الإسلامية التي عمادها إعادة التعليم والتأثير بالقدوة ، والتربية اليهودية القائمة على الردع العنيف والتخويف والترهيب !
   * * *

1421 - ( التربية الجنسية والإسلام )

في القرآن والسنّة الكثير من التربية الجنسية ، وفي أسفار اليهود الكثير من الحكايات عن الجنس ، وفي نشيد الإنشاد يكثر التغنّي به ، ومن مشاهد الجنس في القرآن مشهد الغواية في سورة يوسف ، ورفض الخوارج اعتبار السورة من سور القرآن بسبب هذا المشهد ، ومع ذلك فالمشهد موظّف في القرآن للتربية الجنسية ، وجمالية المشهد مما به من دعوات أخلاقية ، وليس كذلك الأدب الفاضح ، فمشاهد الجنس فيه لترويجه تجاريا ، ولاسترضاء الجمهور من أقوى غرائزه وهي غريزة الجنس .
والتربية الجنسية في القرآن : لتعليم الأطفال في البلوغ ، ولتوعية الفتيان والفتيات في المراهقة ، ولتدريب الأزواج في علاقاتهم ببعضهم البعض ، ولترشيد الشيوخ عندما تتغير بهم الأحوال ويبلغون سن الإياس .
ومن سور القرآن في ذلك سورة النور ، وفي الحديث عن عائشة : أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال في تعليم النساء : « علّموهن سورة النور » ، ومن التربية فيها : استئذان الذين لم يبلغوا الحلم ثلاث مرات على والديهم ، وقد تظهر في هذه المرات عورة الوالدين ( النور 60 ) .
وعن ابن عباس أن رجلين سألاه عن الاستئذان في العورات الثلاث التي أمر اللّه بها في القرآن؟ فقال : إن اللّه ستّير يحب الستر.
كان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم ، ولا حجال ( أي ستر أو حجاب ) في بيوتهم ، فربما فاجأ الرجل خادمه أو ولده ، أو يتيمه في حجره ، وهو على أهله ، فأمرهم اللّه أن يستأذنوا في تلك العورات التي سمّى اللّه .
ثم جاء اللّه بعد بالستور ، فبسط اللّه عليهم الرزق ، فاتخذوا الستور ، واتخذوا الحجال ، فرأى الناس أن ذلك قد كفاهم من الاستئذان الذي أمروا به » .

وفي قوله تعالى :وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ( 59 ) ( النور ) أنه إذا بلغ الأطفال الذين كانوا يستأذنون في العورات الثلاث - إذا بلغو الحلم ، وجب عليهم أن يستأذنوا على كل حال وإن لم يكن في الأحوال الثلاث . فالتربية الجنسية الإسلامية تعليم عال ، وتدريب سام ، من شأن الأخذ بها تهذيب الجنس عند المرأة والرجل على السواء .
وهناك الكثير من الدروس في الدين تعطى للأطفال في المدارس ، وتتناول بالشرح آيات القرآن التي لها علاقة بالمسائل الجنسية ، كالحيض ، والغسل ، والجنابة ، والتفريق بين الجنسين في المضاجع ، واحتلام الصبية .
والأحاديث التي تخوض في هذه الأمور كثيرة ، ينفرد بها الإسلام عن اليهودية والنصرانية ، وجميع ذلك يتاح للأولاد في السن التي تقارب البلوغ .
غير أنه تتبقى مسائل حيوية ليس في المناهج ما يمسّها عن قريب أو بعيد ، فبينما يحرص التعليم في البلاد الصناعية على أن يضم في برامجه بعضا من الدروس المتّسمة بالجرأة ، فإن التعليم في مدارسنا الإسلامية يخلو من ذلك ، وما أحرانا أن ننهج نهج نبيّنا صلى اللّه عليه وسلم ، فلا نخجل مما يتصل بالجنس بسبب ، وعن عائشة فيما يرويه مسلم أن أحدهم جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فسأله عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل ( أي يضعف عن الإنزال ) - هل عليهما الغسل ؟ وعائشة جالسة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « إني لأفعل ذلك أنا وهذه ( أي عائشة ) ، ثم نغتسل » .
وكما ترى لا حياء في العلم وفي الدين ، وما من شك أن الدروس في التربية الجنسية تعمل على التوعية الصحيحة بمضار الاستمناء عند المراهقين ، وتقلل من حوادث الإجهاض بين البنات ، وتحول دون ارتكاب الفحشاء ، وتخلق الشباب المسلم الواعي الذي يعرف عن الانحرافات الجنسية وإتيان الخطيئة ويمتنع عنها عن علم وبصيرة ، وليس عن خوف من عقاب .
وتؤكد التربية الجنسية الإسلامية على تصحيح المسار الجنسي لكي يؤتى داخل إطار الزواج وليس خارجه .
ومن أهداف التعليم الجنسي الذي اضطلع به الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، واضطلعت به أمهات المؤمنين كعائشة ، وأم سلمة من بعده ، تزويد الناس بالمعلومات الجنسية التي تناسب كلا بحسب ثقافته وعمره ، وتساعد على تطوير نضجه الذهني والنفسي ، بالإحاطة بكل ما يهم حياته من مسائل الجنس الحيوية ، وعملياته الجسمية وغير الجسمية .
ومن هذه الأهداف التقليل من الخوف من الجنس ، ومطامنة قلق الشباب إزاء المستحدث من التطورات والتغيرات الجسمية ، وأن تتنامى بهم الاتجاهات الجنسية السليمة والفهم العلمي للموضوعات الجنسية ، فتكون لهم البصيرة بطبيعة العلاقات بين الجنسين ، والفهم للواجبات والمسئوليات التي لكل من الجنسين إزاء بعضهم البعض ، والتذوق لمزايا السلوك الجنسي الصحيح ، والوعي بأهدافه وغاياته ومراميه ، والمردود الطيب الذي يمكن أن يعود على البيت والأسرة ، وعلى المدرسة والمصنع والشارع ، باحترام كل جنس للآخر .
ومن أهداف التربية الجنسية الإسلامية تعميم القيم المرتبطة بالجنس ، وأن يعى الشباب أن الفضيلة أساس كل تعامل صحيح ، وبدون الوعي بالفضيلة والقيم الأخلاقية لن يستطيع المسلم أن تكون له بالناس علاقات بنّاءة 
صحيحة .
وتقوم التربية الجنسية في الإسلام على كثير من الحوارات الدينية بين النبىّ صلى اللّه عليه وسلم والشباب المسلم ، ثقيفا لهم ولإعطائهم الفكرة الملائمة عن الانحرافات الجنسية ومضارها ، ومعنى « سوء الاستخدام الجنسي » ، فيكونون قادرين على حماية أنفسهم من التردّى في الرذيلة ، وأن يتّقوا مزالق الأذى الذي يمكن أن يلحق بصحتهم نتيجة الممارسات الخاطئة .

   * * *

1422 - ( الزواج في علم النفس الإسلامي )

في القرآن يقول اللّه تعالى :وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ( 20 )وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( 21 ) ( الروم ) ، فالزواج في الإسلام آية من آيات اللّه ، وأصل من أصول الخلق ، ومبدأ من المبادئ الأولية التي ترتكز عليها الحياة والاجتماع .
وآية الزواج دلالتها عظمة اللّه وكمال قدرته ، فكل إنسان يهوى من جنسه الموافق له ، والذي يسكن إليه ، وتتوفر له معه راحة البال ، وتكون له به طمأنينة النفس . والتوافق في الزواج علاقة موائمة وتكيّف بين الزوجين .
وعدم التوافق قد يدفع إلى الانتحار ، وسوء التوافق هو المسؤول عن انهيار الأسرة ، واضطراب سلوك أفرادها ، ومن التوافق بين الأزواج أن يتعين الواحد منهما بالآخر ، وبأهدافه وتقاليده وأعرافه ، والزواج الناجح يقوم على الفهم المتبادل ، والإخفاق في الفهم يؤدى إلى اللجوء إلى وسائل تعويضية لإنجاح الزواج ، والطلاق وسيلة متطرفة ضد الإخفاق في التعويض عن التوافق ، وقد يلجأ الزوج سيّئ التوافق إلى سلوكيات يغالى في إتيانها ويظهر بها أنه متوتر وعصبى ، وقد يؤدى سوء التوافق إلى أن تتحول وسائل الزوج أو الزوجة الدفاعية إلى دفاعات ذهانية ، فيشك في زوجته ، أو يتهمها بالخيانة .
والزوجة إن لم تجد الحب والفهم قد يصيبها الإنهاك النفسي . وإذن تكون السكينة مطلبا أساسيا في الزواج ، وهي قوامه ، ولا تتأتى إلا على المودة وهي الآصرة التي تجمع بين الأزواج في شبابهم ، وقد يقع المرض لأحد الزوجين ، أو قد تلحقهما الشيخوخة ، وعندئذ فقد تذهب المودة فتبقى الرحمة ، كقوله تعالى :وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً( 21 ) ( الروم ) فعند ما يولىّ الحب فالرحمة تتكفل بأن يحنو الزوج على زوجته ، أو الزوجة على زوجها ، والمودة والرحمة على ذلك من آيات اللّه التي توجب على الناس التفكير في الخالق وتدبيره وحكمته ، وقوله تعالى :الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها( 1 ) ( النساء ) له معنى الحديث : « النساء شقائق الرجال » ، وكل واحد له من يهوى ، والهوى يكون مع الشبيه ، وكأن الزوجين المتوافقين نواة قد انفلقت نصفين ، واللّه تعالى يقول :هُنَّ 
لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ( 187 ) ( البقرة ) فالزوجان متكاملان ، وكلاهما ناقص حتى يكمله شريكه .
والأمر ليس كذلك في اليهودية ، فالرجل يشترى المرأة بالمهر ، ومهر الزوجة ليس لها وإنما لأبيها ( الخروج 22 / 17 ) ، والمرأة الحائض والمستحاضة نجس لا يقربها زوجها ولا الناس ( الأحبار 15 / 19 ) .
وفي الإسلام المهر عطية للمرأة كقوله تعالى :وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً( 4 ) ( النساء ) ، وهو هبة ورمز للمحبة ، ويأتي في عقد الزواج تعبير « الزواج « على مهر » لا « بمهر » ، لأن الباء تعطى معنى العوضية ، والمهر ليس عوضا وإنما شرط ضمن العقد ، وفي الحديث : « شؤم المرأة غلاء مهرها » .
ولو كانت الأوضاع المادية هي التي تحدد الزواج في الإسلام كما في اليهودية ، لما كان قوله تعالى :وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ( 221 ) ( البقرة ) ، وقوله :وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ( 221 ) ( البقرة ) .

وعن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « لا تنكحوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ، ولا تنكحوهن على أموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن ، وانكحوهن على الدين ، فلأمة سوداء جرداء ذات دين أفضل » .
والنساء في المحيض لا يقربن حتى يطهرن ولكنهن لسن بنجس ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يؤاكل عائشة ويشاربها ويشاركها الضجاع ويقبّلها وهي حائض ، وكان يصنع كل شئ معها وهي حائض إلا النكاح ، وكانت تغسل رأسه وهي حائض ، ويتّكئ في حجرها ويقرأ القرآن . 

وفي النصرانية المرأة كالأمة عليها الخضوع ( بولس رسالته الأولى إلى أهل كورنتس 14 / 24 ) .
وفارق بين الطاعة والخضوع ، فالطاعة للزوج في غير معصية ، وهي علاقة حميمة بين ندّين أو توأمين ، ولكن الخضوع علاقة متدنية بين سيد ومسود ، وفي رسالة بولس إلى أهل أفسس يأتي : « لتخضع النساء لرجالهن كما للربّ » ( 5 / 22 ) ، ويأتي أيضا بأن المرأة جسد وعلى الرجل أن يحبها كجسده - ولا يقول بولس كروحه ( 5 / 28 ) .

وكلها تعاليم فجّة وشتّان بينها وبين ما يدعو إليه الإسلام ، وفيه حكمة وتسام وعلم وحضارة .
   * * *

1423 - ( الرّشد والرشاد والراشدون )

يقال رشد : أي اهتدى واستقام ، كقوله تعالى :فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ( 186 ) ( البقرة ) ، والرّشد : هو الهدى والاستقامة ، كقوله تعالى :قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ( البقرة ) ، فالغىّ نقيض الرّشد ، والغىّ هو الضلال ، كقوله تعالى :وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا( الأعراف ) . 
ويقال سبيل الرشد ، وسبيل الرشاد أيضا ، كقوله تعالى :اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ( 38 ) ( غافر ) .
والرشد 
بخلاف البلوغ ، وسن الرشدadulthoodهو الحادية والعشرون ، بينما سن البلوغ أو الحلمpubertyهو الثانية عشرة ، وقيل حتى سن الخامسة عشرة ، وهي السن التي يبلغ فيها الصبى مبلغ الرجال ، ويحتلم ويمنى ويمكن أن ينجب مثله . والرّشد في الآية :فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ( 6 ) ( النساء ) ليس مجرد العقل ولكنه صلاح العقل ، وشرط الحادية والعشرين إذن من تعريفات الرشد كمصطلح قانوني ، وإنما المصطلح الشرعي ينصرف إلى صلاح العقل .
والآية خاصة باليتامى ومعناها إن بلغوا هذه السن أي الحادية والعشرين ، وكان بهم صلاح في العقل وحفظ للمال ، فادفعوا إليهم أموالهم .
وفي الإسلام لا يدفع إلى اليتيم ماله وإن بلغ مائة سنة ، حتى يعلم عنه صلاح عقله .
والرشد إذن كمصطلح نفساني ، لا يتحقق للفتى أو الفتاة بالبلوغ ، فإذا لم يرشد بعد بلوغ الحلم، وإن شاخ، لا يزول الحجر عنه.
وقيل إن الرسول صلى اللّه عليه وسلم لم يحجر على حبّان بن منقذ ، وكان به ضعف في العقل ، غير أن حبّان لم يكن ضعفه غبنا في تصرفاته ، والأمر في الإسلام أن السفيه يحجر عليه ، ولم يكن حبّان سفيها .
وشرطا الرشد والبلوغ هما إذن شرطا أن يكون للفرد المسلم كيانه القانوني المستقل . وأبو حنيفة جعل بلوغ الخامسة والعشرين شرط هذه السن .
والأولى إذن في القوانين الوضعية أن لا يحكم ببلوغ المرء الرشد إلا باختباره ، وأن يمهل لفترة يفوّض فيها التصرفات التي يتصرّف فيها أمثاله ، فإن كان من أولاد التجار ، فوّض إليه البيع والشراء ، فإذا تكرر منه فلم يغبن أي يخدع ، ولم يضيّع ما في يديه ، فهو رشيد .
وإن كان من أولاد الكبراء رفعت إليه نفقة لينفقها لمدة في مصالحه ، فإن كان قيّما بذلك ، وصرفها في مواقعها ، فهو رشيد . ويفوّض إلى المرأة بالمثل فإن كانت ربّه بيت ، وكانت ضابطة لما في يديها ، فهي رشيدة .
ولا يتم هذا الاختبار إلا بعد بلوغ السن القانونية ، فيأذن له وليّه بهذا التصرّف إلى حين . وتسقط الحضانة عن الرشيد ، فيصحّ له أن يقيم عند من يشاء من أبويه ، وله أن ينفرد بمعيشته .
على أن ذلك لا يمنع أن تظهر مخايل الرشد على المراهق قبل هذه السن ، كقوله تعالى في إبراهيم :وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ( 51 ) ( الأنبياء ) ، فقد عرف بصلاح العقل في سن مبكرة - قيل كان فتى في السادسة عشرة ، وكذلك عرف « يحيى » بصلاح الحكم كما قال تعالى فيه :وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا( 12 ) ( مريم ) - فإذا بلغ المرء رشده سقطت عنه الحضانة ، وصار له أن يقيم عند أىّ من الأبوين إن كانا مطلّقين ، أو تكون له معيشته المستقلة إن أراد . والرشيد : في الآية :أَ لَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ( 78 ) ( هود ) هو الراشد أي الصالح ، وهو المرشد أي المصلح ، والرجل الرشيد : هو العاقل غير المضيّع للدين ، وهو الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وجاء قوله تعالى في وصف 
شعيب :لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ( 87 ) ( هود ) ، فقرن الرشد بالحلم وهو ضد الطيش والجهل والسفه .
وفي الآية :وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً( 17 ) ( الكهف ) فقرن الولاية بالإرشاد ، وقال في الولىّ ، وهو الصديق ، والنصير ، والحليف ، أنه المرشد ، أي من يدلّ على الطريق الصحيح ، وينصح بالحق ، وفي الدعاء يقال : « اللّه وليّك » يعنى مرشدك وناصرك .
والراشد مثل ذلك ، وهو العاقل والمرشد إلى الخير ، وفي تعريف الراشدين يقول تعالى :وَلكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ( 7 ) ( الحجرات ) ، أي أنهم من وفّقهم اللّه فحبب إليهم الإيمان ، وكرّه إليهم الكفر ، وهو معنى المصطلح « الخلفاء الراشدون » ؛ « والرّشد هو الالتزام بطريق الحقّ والتصلّب فيه ، من الرّشاد وهي الصخرة .

   * * *

1424 - ( الفطرة من فلسفة القرآن )

الفطرة نزل عنها في سورة الروم وهي مكية :فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ( 30 ) ، والحنيفية هي هذا الدين القيم ، أضاف الدين إلى القيمة ، ومعنى الحنيفية : الميل عن كل ما ليس حق ، والتوجه بالاعتدال وبمقصد قويم وقوة على الجدّ إلى عبادة اللّه ، والعبادة معرفة ، والمعرفة لم تتولد كزعم التوراة نتيجة أن آدم عصى اللّه وأكل من شجرة المعرفة ، فعرف نفسه وشاهد عريه ، فصارت لديه الرغبة أن يعرف كل شئ ، وأن يحصّل المعرفة أنّى كانت ! ! وإنما في القرآن أن اللّه خلق الإنسان ليعرف ، وهو المخلوق الوحيد العارف ، فإذا عرف انتهى إلى ربّه وذلك مقصود العبادة أي تحصيل المعرفة ، أو مقصود العيش عموما والوجود : أن يعرف اللّه ، فيعبد .
والمعرفة وتحصيلها فطرة في الإنسان ، فهكذا هو مجبول .
والقول بالفطرة من فلسفة القرآن ، والعودة إلى الفطرة من تربية القرآن ، فليس صحيحا إذن أن چان چاك روسو سبق إلى القول بالفطرة أو بتربية الفطرة ، ولا أن المدرسة الاسكتلندية في الفلسفة سبقت إلى القول بالإدراك الفطريCommon sense، وإنما القرآن كان الأسبق ، وسمى الدين « فطرة » ، و « الفطرة » دينا : وهي أن يعود الإنسان إلى طبيعته التي خلقه اللّه عليها ، كقوله :أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ( 4 ) ( التين ) .
والفطرة باعتبار القرآن هي « ملكة الفهم » التي يتم بها الإدراك العادي ، أو هي « ملكة الحقائق الأولية » ، وهي الحقائق التي تحظى بالموافقة الضمنية العامة .
والاعتقاد في اللّه مغروسinnateفي فطرة الإنسان ، وهو حقيقة أولية في إدراكه ، وإنكار الدين ضد الفطرة ، وليس استمرار الأديان من بداية التاريخ إلا من باب ما يسمى « البرهان الفطري في 
إثبات وجود اللّه » .
وفي القرآن أنه تعالى الفاطر ، والفاطر من أسمائه الحسنى ، فطر الناس وكل شئ ، والسماوات والأرض ، وفي القرآن سورة « باسم فاطر » هي السورة الخامسة والثلاثون .
وكان الفيلسوف توماس ريد مؤسس مدرسة الفطرة الاسكتلندية ( توفى 1796 م ) ، وعرّفها وليام هاملتون ( 1856 م ) بأنها الفطرة النافذة ، وعلى ذلك يصبح أرسطو أول الفطريين ، لأنه القائل بأن الأفكار الفطرية هي الأفكار الناقدة الأكثر تسلطا ، وقال عنها برتراند رسل : إنها أساس الأفكار العلمية ، ونقطة الانطلاق التي يبدأ منها العلم .
فهذه هي الفطرة في الحكمة المغربية ، فلنتعرف إليها في الحكمة المشرقية الإسلامية : ففي الحديث عن أبي هريرة : « ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، أبواه يهوّدانه ، أو ينصّرانه ، أو يمجّسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ( أي سليمة ) ، هل تحسّون فيها من جدعاء ؟ » ، أو قال : « حتى تكونوا أنتم تجدعونها » وقال : « واقرءا إن شئتم :فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ( الروم 30 ) .
ومعنى « تجدعونها » أن تفسدوا هذه الفطرة بتعليم ومعتقدات وأفكار خاطئة أو مضلة أو منحرفة ، ويسمى علماء الطب النفسي وعلم النفس ما يجرى من الإفساد للفطرة بأنه بمثابة البتر للشخصيةamputation of personality، أي الإفساد لها والانحراف بها .
وفي القرآن أن الفطرة هي البداءة ، وهي الخلقة ، ويروى ابن عباس أنه لم يكن يعرف معنى « فاطر السماوات والأرض » كما في سورة الأنعام ، الآية 14 مثلا ، إلى أن اختصم إليه أعرابيان في بئر ، يدّعى كلّ ملكيته ، فقال كل واحد : أنا الذي فطرته - يعنى بدأته ، فعرف ابن عباس معنى أن اللّه هو الفاطر ، أي أنه المبدئ ، ومن كان مبدئا فهو أيضا المعيد ، فذلك من براهين البعث .

واحتجت فرقة من فرق الفلاسفة على القول : بأنه تعالى قد فطر الناس على الدين ، فلو كانوا كذلك فلم يجحدون وينكرون ويختلفون ؟ ولم لم يكونوا جميعا على الإسلام ؟
والجواب : أن الفطرة هي خميرة الاعتقاد ، والميل إليه ، فالإنسان مفطور بالتفكير في خالق لهذا الكون ، وحتى وهو يجحد ، فإن الجحود نوع من التفكير في خالق الكون .
ومن قال إن الفطرة هي الخلقة ، قصد إلى أن اللّه خلق كل مولود وبه جهاز للاعتقاد يعرف به ربّه ، قال فرويد إنه الضمير ، أو الأنا الأعلى ، وقال كنط إنه الآمر الخلقي ، والمعنى في القرآن أن اللّه قد ميّز البشر عن البهائم بإرادة للاعتقاد هي فطرة فطر عليها الإنسان دون البهائم :وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي( 22 ) ( يس ) ، يعنى الذي خلقني .
والفطرة استعداد للإيمان وليست الإيمان نفسه ، والأطفال يولدون ليس بهم كفر ولا إيمان ، كالبهائم تولد سليمة ، ثم يحدث لها « الجدع » من بعد ، يعنى يحدث الإفساد للفطرة السليمة .
ومثل الفطرة مثل الأبجدية الجينيةG . C . A . Tفي الخلية البشرية ، فكل الخلايا فيها هذه الأبجدية ، ولكن 
التآليف من هذه الحروف تختلف بحسب كل شخصية ، ويدخل في ذلك الوراثة والبيئة .
والطفل حين يولد يستحيل أن يعى الكفر والإيمان كما في الحديث ، وإنما الكفر والإيمان يحدثان من بعد ، كقوله تعالى :وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً( 78 ) ( النحل ) ، ومن لا يعلم يستحيل منه كفر أو إيمان ، ولا يتأتى منه موافقة أو إنكار ، ولا حساب له أو جزاء ، كقوله تعالى :إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ( 16 ) ( الطور ) ، وقوله :كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ( 38 ) ( المدثر ) ، فمن لم يبلغ وقت العمل لم يرتهن بشيء ، كقوله :وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا( 15 ) ( الإسراء ) .
والإيمان قول باللسان ، واعتقاد بالقلب ، وعمل بالجوارح ، وهذا معدوم في الطفل . وفي الحديث : « إن اللّه خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ، وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم » ، والمعنى أن قسمة الإيمان والكفران فطرة ، وبهذا الاعتبار فلا بد أن تكون جنة ونار ، طالما سيكون هناك مؤمنون وكافرون .
وفي الحديث : « . . . هذا كتاب من ربّ العالمين فيه أسماء أهل النار ، وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا . . . » تثبيت للمعنى السابق : وهو سبق العلم للّهforeknowledge.
وفي الحديث : 
« ألا إن بني آدم خلقوا طبقات شتى ، فمنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا ، ومنهم من يولد كافرا ، ويحيا كافرا ويموت كافرا ، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت كافرا ، ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت مؤمنا ، ومنهم حسن القضاء حسن الطلب » فصنّف الناس طبقات بحسب الاعتقاد ، كما هم طبقات بحسب الفهم والذكاء والرزق والعلم والوضع الاجتماعي . وقوله « يولد مؤمنا » يعنى يولد ليكون مؤمنا ، أو يولد ليكون كافرا بحسب العوامل الوراثية فيه ، والعوامل الاجتماعية المهيئة للإيمان أو للكفر ، وبحسب مجاهداته الشخصية ، وكل ذلك يجرى بسابق علم اللّه في خلقه ، وليس قوله في الحديث : « خلقت هؤلاء للجنة وخلقت هؤلاء للنار » إلا للتنويه بالمحصّلة النهائية : أن البعض للجنة والبعض للنار ، وليس أنه قد خلقهم من البداية باستحقاق النار أو باستحقاق الجنة ، أو أن الكفر والإيمان مما يخلق به الإنسان ، كخلقة سائر أعضائه ، فالقرآن على القول بأن الإنسان حرّ ومخيّر ، ومن ثم هو مكلّف ومسؤول .
   * * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 9:52 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 9:30 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1425 - ( الحلم في علم النفس الإسلامي )

يفرّق في علم النفس الإسلامي بين الرؤيا والحلم ( بضم الحاء وإسكان اللام ) ، ومذهب المسلمين أن اللّه تعالى جعل من آليات النفس الإنسانية للإنسان النائم أن ترى صورا يتحصّل لها بها علم عن أمور أخر قد مضت من حياة صاحبها وتتعلق بأحداث من حاضره يهتم بها أو يخشى عواقبها ، واللّه تعالى قد اختص الحلم بلغة كاللغات ، فيها التشبيهات والاستعارات ، ومنها ما يبيّن ويكشف ، ومنها ما يغمض ويلغز . ولغة الحلم إشارية ، فإذا رأى الحالم الغيم مثلا فلربما يشير ذلك إلى ما يراه من كدورات في واقعه ، أو ما يتوقعه منها في مستقبله ، ولربما يكون الغيم علما على المطر ، أو سابقة لانفراج وشيك ، وإنما التفسير تحدده بقية الحلم ، والحالة المزاجية للحالم ، وشخصيته ، وما يعاني في حياته أو يطمح إليه في لاحق أيامه . واللّه تعالى قد جعل من صفات النفس الإنسانية أن ترى تهاويم الحياة في المنام واليقظة ، وأن تراها كما تحب ، وذلك ما يسميه الإسلاميون الرؤيا ، أو تراها كما تكره وهو ما يطلقون عليه اسم الحلم ، فالرؤيا اسم للمحبوب ، والحلم اسم للمكروه ، والمحبوب والمكروه كلاهما من صنع اللّه ، ومما اختص به تعالى الإنسان .
وفي الحديث مما رواه أبو قتادة عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قال : « الرؤيا من اللّه ، والحلم من الشيطان » أخرجه مسلم ، وإضافة الرؤيا إلى اللّه إضافة تشريف ، بخلاف المكروهة فإن إضافتها إلى الشيطان مجازا ، فلا فعل للشيطان فيها على الحقيقة ، فإنما الأحلام مصدرها اللا شعور ، وهو مخزون الرغبات الشريرة ، والحاجات اللامعقولة ، والأماني والآمال المستحوذة ، وكل ذلك علم على الشيطان ، وفي الإسلام ، بل وفي كل الأديان فإن اللّه موجود في الإنسان ويمثله الضمير أو وازع الخير ، وفي المصطلح العلمي هو الأنا الأعلى أو الأنا الأخلاقي ؛ وكذلك الشيطان مكانه في الإنسان وازع الشر ، وله وسوسات ، وفي المصطلح العلمي هو اللا شعور ، سمى كذلك لأنه يفعل فعله في الإنسان دون وعى منه ، متسترا بصور شتى .

وفي الحديث عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في رواية أخرى : « الرؤيا الصالحة من اللّه ، والرؤيا السوء من الشيطان » ، وإضافة الصلاح والسوء للرؤيا يراد بها حسن ظاهرها أو سوء هذا الظاهر ، وقد ينصرف المعنى إلى حسن تأويلها أو سوء هذا التأويل .
وفي الحديث عن أبي هريرة ، عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب ، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة .
والرؤيا ثلاثة : فرؤيا صالحة بشرى من اللّه ، ورؤيا تحزين من الشيطان ، ورؤيا مما يحدّث المرء نفسه ، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصلّ ، ولا يحدّث بها الناس » أخرجه أبو داود . ومعنى « إذا اقترب الزمان » أي إذا أوغل وساءت الأحوال ، فالإيمان يكشف المستور ، ويرفع الحجاب عن الغيب ، فيرى المؤمن بنور الإيمان ، ويتوقع ما لا يكذبه قابل الأيام .
وقوله : « أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا » هو كما يقول علم الأحلام : أن الإنسان الصادق في حديثه ، ومع نفسه والناس ، صادق كذلك في رؤياه ، فالإنسان في الرؤيا كما هو في الواقع ، والكاذب في الواقع يتطرق الخلل في شخصيته إلى رؤياه ، وإلى سرده للرؤيا وتأويله لها جميعا .
ولربما يكون المعنى أن صدق الرؤيا لا يتحقق للناس إلا في آخر الزمان عند انقطاع العلم ، وموت العلماء والصالحين ومن يستضاء بأقوالهم وأعمالهم ، فيجعل اللّه تعالى للمؤمن جابرا وعوضا ومنبّها له وهو الرؤيا . وقوله « ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة » ، وفي رواية : « جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة » ، وفي رواية : « رؤيا الرجل الصالح جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة ، وفي رواية : « الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة » ، وفي رواية : « من أربعين جزءا » ، وفي رواية : « من تسعة وأربعين » وقيل خمسين ، وستة وعشرين ، وأربعة وأربعين ، وهذا الاختلاف مقصود ، فهو اختلاف بحسب حال الرائي من الإيمان والصلاح .
والرسول صلى اللّه عليه وسلم ظل يوحى إليه ثلاثا وعشرين سنة ، منها عشر سنين بالمدينة ، وثلاث عشرة بمكة ، وكان قبل ذلك ولمدة ستة أشهر يرى الوحي في المنام .
وربما المراد أن ذلك ما كان معه صلى اللّه عليه وسلم خصيصا ، فكانت مناماته شبيهة بما كان يحصل له وحيا ، والفرق بين الرؤيا والوحي ، أن الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من الوحي .
غير أنه من ناحية أخرى لم يثبت أن أمد الرؤيا قبل الوحي أو النبوة كان ستة أشهر ، وثبت أنه رأى بعد النبوة أو المبعث منامات كثيرة ، ولهذا تغيرت النسبة . 

وقيل هذا استنتاج باطل ، لأن كل مناماته صلى اللّه عليه وسلم إنما كان يوحى بها . والمراد برؤى النبوة أنها منامات فيها إخبار بالغيب ، وهو إحدى ثمرات النبوة ، ولكنه ليس في حدّ النبوة ، فليس شرطا أن يبعث اللّه نبيّا ويخبره بالغيب ، ولا يقدح ذلك في نبوته ولا يؤثر في مقصودها . 
وهذا الجزء من النبوة وهو الإخبار بالغيب إذا وقع لا يكون إلّا صدقا ، وبذلك يكون مضمون الحديث مقصورا على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وفيه وصف لأحواله من النبوة والغيب والأحلام ، وبذلك يفرد اسم « الرؤيا » لأحلام الأنبياء دون غيرهم ، وكان وصفها بأنها « جزء من النبوة » فيما يتعلق بأحلام الأنبياء دون غيرهم ، والأنبياء بلا استثناء هذا دأبهم : يوحى إليهم في منامهم كما يوحى إليهم في يقظتهم ، وقال البعض لذلك أن الإسراء والمعراج كانا رؤيا ، والرؤيا تأتى على موافقة النبوة ، أي مقيّدة بها وفي حدودها ، وهي لذلك جزء من النبوة . 
وفي رواية لأبى هريرة أدرجت في الحديث : « . . . فيعجبنى القيد وأكره الغلّ ، والقيد ثبات في الدين » أو قال :
« وأحب القيد ، وأكره الغلّ » ، وحبّه للقيد في الأحلام لأن القيد يكون في الأرجل يكفّها عن المعاصي والشرور ، بينما الغلّ موضعه العنق ، وهو صفة أهل النار ، واللّه تعالى يقول :إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا( 8 ) ( يس ) ، وقال :إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ( 71 ) ( غافر ) .
وتأويل الحلم في علم النفس الإسلامي يقال له أحيانا « علم تعبير الرؤيا » ، و « أهل العبارة أو التعبير » يأوّلون لفظتي القيد والغل تأويلات شتّى ، فيقولون : إذا رأى القيد في رجليه وهو في مشهد خير كالمسجد مثلا ، أو على حال حسنة عموما ، فهو دليل ثباته على هذه الحال الحسنة .

ولو رآه مريض ، أو مسجون ، أو مسافر ، أو مكروب ، كان دليلا على ثباته على حال المرض ، أو السجن ، أو السفر ، أو الكرب إلخ .
وقالوا : ولو قارن القيد مكروه ، بأن يكون مع القيد غلّ ، غلب المكروه ، لأن الغلّ أداة تعذيب يختص به المعذّبون . والغلّ مذموم إذا كان في العنق ، فإذا كان في اليدين فهو كفّهما عن الشرّ وهو حسن . وهكذا في كل رموز الأحلام .
وفي القرآن عن يوسف عليه السلام :إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ( 4 ) ( يوسف ) ، والكواكب والشمس والقمر في الحلم رموز ، والرمزية في حلم يوسف هي لغة بسيطة وعالمية ، وهي لغة الفطرة ، واللغة التي تناسب العقل الباطن ، وهو العقل البدائي أو الفطري في الإنسان .
ومدارس التفسير للأحلام مدرستان ، واحدة تقول بالتفسير المادي للرمز ، فالرمز له معنى ثابت كرمز الثعبان مثلا للتشابه بين الثعبان والشرير ، فنرى الشرير في الحلم في شكل ثعبان ؛ ومدرسة تقول بالتفسير الوظيفى للحلم ، بأن لا نرى مشابهة بين الشمس والأب ، والقمر والأم كما في حلم يوسف ، ولكن الشمس والقمر والكواكب في الحلم لمعنى وظيفى ، فالأب وظيفته التنوير ، كما أن الشمس وظيفتها التنوير ، والمشابهة بين الأم والقمر ربما في الجمال ، وربما لملازمة القمر للشمس واعتماده عليها كاعتماد الأم على الأب في الحياة .
والقرآن في أحلام يوسف التزم التفسير الوظيفى ، وعلم التأويل أو تعبير الرؤيا الإسلامي هو علم يؤسس للمدرسة الوظيفية للأحلام ، ورمز القمر في حلم يوسف يجمع في نفسه عددا من الصور عن المرموز ، فالقمر مثلا ينتظم به للمرأة الطمث والحمل والولادة ، ودورة الحيض والولادة دورة قمرية تحسب بالشهور القمرية .
والمرأة إذا اكتمل حملها نعرفه باستدارة بطنها كالقمر إذا اكتمل . والقمر كالمرأة أوهن من الشمس كالرجل ، والشمس تصور الذكورة من حيث قوتها وعنفها وثبات عواطفها ورسوخها ، بينما القمر قد تصور به عواطف الأنثى من حيث سرعة تغييرها .

والقمر يبدأ وليدا ضعيفا كالحب ، ويكبر إلى أن يصبح بدرا ، وكل ذلك في الشهر يعود بعده إلى الأفول ، وما أسرع ما تتقلب المرأة في عواطفها وكأنها القمر ، بل ما أسرع ما يتغير جمالها كالقمر فيصيبه الأفول والاضمحلال إلخ . 
ونلاحظ أن حلم يوسف كان ويوسف طفلا بعد ، والأطفال يحلمون كما يحلم الكبار ، وينفّس الأطفال عن أنفسهم ما يعانون ويكابدون ، ويصبّون في الأحلام آمالهم ومخاوفهم ، وتعكس الأحلام إحباطاتهم وفشلهم وعداواتهم ، غير أنه للفارق بين التركيب النفسي للطفل والتركيب النفسي للبالغ ، فإن أحلام الأطفال تتسم بالمباشرة والبساطة والوضوح . 
وفي القصص اليهودي أن يوسف حلم وهو في الرابعة من عمره ، وكان نائما في حجر أحد إخوته . 
وكان ليوسف في الواقع - كإخوته - قضيب أو عصى صغيرة مثله ، يتوكأ عليها ويهش بها على الغنم ، ومن عادة الرعاة عندما يداهمهم النوم يغرسون العصى في الأرض إلى جانبهم وينامون ، ويوسف فعل مثلهم ونام ، فحلم أن عصاه غرسها إلى جانب عصىّ إخوته الأكبر منه ، فما لبثت عصاه أن استطالت ونمت حتى بلغ طولها أطوال عصى إخوته ، وتثبّتت في الأرض وصارت لها جذور تشعبت ، وغلظت حتى أزاحت عصى إخوته ، وانتصبت قائمة في شموخ ، فلما استيقظ ذكر لإخوته حلمه ، فقالوا : يوشك ابن راحيل أن يقول أنتم عبيدي وأنا سيدكم ! والحلم كما ترى رمزى ، ومضمونه التنافس بين الإخوة ، وخاصة أنهم إخوة غير أشقاء . 
وهو تعبير عن عجز يوسف وهو طفل وانعكاس لتصور يوسف العالي عن ذاته ، فهو يرى أنه سيتفوق على إخوته . والحلم من أحلام الطموح ، ويعبر عن رغبة في التفوق ، ورموز الحلم كلها من البيئة ، وتصور حقيقة العلاقة بين يوسف وإخوته ، ومردوده سرعان ما نجده في قصة إلقائهم له في البئر .
وكذلك كان حلمه بالشمس والقمر والكواكب تسجد له ، فهو حلم لطفل تحتدم به الرغبات الطموحة ، وكأن ما يستشعره يوسف ولا يستطيع أن يفصح به لسانه مباشرة يجد التعبير عنه تعبيرا غير مباشر في الحلم الذي تفسيره ما قاله إخوته في الحلم الآخر « يوشك ابن راحيل أن يستعبدنا » . والحلمان معا من أحلام القدرة المطلقة .
وقد صدق الحلمان لأن يوسف من الصدّيقين ، وفي الحديث عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم برواية أبي هريرة وأخرجه البخاري قال : « فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا » ، والجاهلية قد تكون ما نعرف مما كان قبل الإسلام ، وقد تعنى أيضا الطفولة ، فخير الناس في طفولته هو أيضا خيرهم في رجولته . 

ويوسف كان من أتقى الناس ، ولذا قال فيه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم « فأكرم الناس يوسف نبىّ اللّه ، ابن نبىّ اللّه ، ابن خليل اللّه » أخرجه البخاري .
ولمّا قصّ يوسف حلمه على أبيه قال له :لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً( 5 ) ( يوسف ) ، ولذا قال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « إذا رأى أحدكم ما يجب فلا يحدّث به ، وإذا رأى ما يكره فليتحول إلى جنبه الآخر ، وليتفل عن يساره ثلاثا ، وليستعذ باللّه من شرّها ، ولا يحدّث بها أحدا فإنها لا تضرّه » ، وهو نفس المعنى في الحديث الآخر : « استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها ، فإن كل ذي نعمة محسود » ، والحديث : « الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبّر ، فإن عبّرت وقعت » ، ولهذا جاء في الحديث : « لا يحدثن أحدكم بتلعّب الشيطان به في منامه » رواه مسلم ، فلم يكن الرسول صلى اللّه عليه وسلم يميل إلى تأويل أضغاث الأحلام ، ومذهبه في ذلك دلالة الحلم ذاته، ويرى أن أمثال هذه الأحلام من نوع أحلام التحزين. 

وفي الحديث عن أبي هريرة قال : « من رآني في المنام فقد رآني » ، وفي رواية أخرى : « من رآني في المنام فقد رأى الحق » ، يعنى أن الرؤيا ليست أضغاث أحلام ، وصحيحة ، والمراد من رآه فقد أدرك الحقّ ، ولا تعنى رؤيته أنه يراه عيانا ، فالرؤية في الأحلام تكون للصفات المتخيلة لا المرئية ، والرؤيا هي رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة . 
ورؤية اللّه تعالى في المنام جائزة رغم أنه لا يجوز التجسيم على الله ، وتأويلها أنها خواطر في القلب ، ودلالات على أمور مما كان أو يكون . والعلم بالأحلام يقوم على أن الأحلام تأتى على شخصية الحالم ، والذي يحلم بالنبىّ صلى اللّه عليه وسلم أو باللّه تعالى إنما لاشتغاله بالتقوى ، وخوفه من العقاب ، أو رجائه في الثواب ، أو طلبا للعون ، وكلها من الأمور التي تعنّ للشخص المتديّن ولا تأتى غير المتدين .
وقد حثّنا الرسول صلى اللّه عليه وسلم على التزوّد من علم الرؤيا ، والسؤال فيها ، وتأويلها فقال : « من رأى منكم رؤيا فليقصّها أعبّرها له » رواه مسلم ، والحديث محمول على أنه صلى اللّه عليه وسلم يعلمهم تأويل الأحلام ، وفضيلة التأويل بالخير ، واشتمال الأحلام على ما شاء اللّه من الإخبار بالغيب .

والتعجيل بسرد الرؤيا أو تسجيلها من أصول علم التأويل . 
وعن سمرة بن جندب قال : كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه فقال : « هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا » ؟ فالمبادرة إلى تأويل الرؤيا مستحب ، وتعجيلها في أول النهار بعد اليقظة مباشرة ، لصفاء الذهن من الاشتغال بمسائل اليوم إلا منها ، ولأن عهد الرائي بالحلم قريب لم يطرأ عليه ما يهوّشه عليه ، ولأنه قد يكون في الحلم ما يستحب تعجيله كالحثّ على الخير ، أو التحذير من معصية .
ومن الأحلام المهددة الحلمان اللذان رآهما صاحبا يوسف في السجن :قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ( 36 ) ( يوسف ) ، وأوّلهما يوسف قال :يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ( 41 ) ( يوسف ) ، ومعنى « قضى الأمر » أنه قد فرغ من التأويل وهو واقع لا محالة ، لأن الرؤيا كما سبق في حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « على رجل طائر ما لم تعبّر ، فإذا عبّرت وقعت .
ومن شروط تأويل الحلم اعتبار مكانة الحالم الاجتماعية ، ومعنى الرمز محليا ، والحالم الأول كان ساقى خمر الملك وسجن لسبب ما ، ومن الطبيعي أن يفرج عنه طالما أنه برئ ، ويوسف علم بسبب سجن الحالمين ، ويعرف جيدا أن الأول برئ مما روى له من حكايته . والحالم من اشتغاله بأمر نفسه حلم انه يعصر الخمر ، فبديهى أن يعنى ذلك أنه يعود إلى عمله الأول .
وأما الثاني فمصيبته أكبر لأنه رأى أنه يحمل الخبز فوق رأسه تأكله الطير ، وحلمه من نوع ما يسمونه في علم التأويل بالأحلام المكشوفة ، وهي التي تفسّر نفسها، ولم يكن هناك من تفسير للحلم إلا أنه سيدان ويصلب ويترك في العراء لتأكل الطير من رأسه.
وأما حلم فرعون كما يرويه الملك :إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ( 43 ) ( يوسف ) ، فهو من الأحلام الكاشفة ، أي التي تكشف عن المستقبل ، ولقد صدقت فكانت رؤيا صادقة ، والصدق المستقبلى دليل على صحة التفسير ، والإنباء طريقة من طرق التحقق من صدق التفسير ، وهذا الحلم تجتمع فيه كل حيل الأحلام من التكثيف ، والإبدال ، والقلب ، والنكوص ، والترميز ، والإخراج الدرامي .
ولو حلم بهذا الحلم فلاح أو عامي لكان تفسيره تفسيرا آخر ، ولكن الذي حلم به هو الملك نفسه ، فما شأن الملك بالبقر وبالسنابل إلا أن يكون مشغولا بأمر الزراعة في مصر كلها من حصاد وتربية ماشية إلخ . . .

ومصر بلد ترتبط الزراعة فيها بالنيل ، والنيل قد يفيض وقد لا يفيض ، وعهد المصريين به أن يفيض سبع سنوات متتاليات ، ثم لا يفيض سبع سنوات أخرى عجافا .
ولا يمكن تفسير الحلم إلا بما فسّره به يوسف :قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ ( 47 ) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ ( 48 ) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ( 49 ) ( يوسف ) .
وشبيه بهذا الحلم حلم فرعون موسى الذي تقصّه التوراة ، فقد رأى حلما فظع به وهاله : كأن نارا خرجت من الشام ثم أقبلت حتى انتهت إلى مصر فلم تدع شيئا إلّا أحرقته ، وأحرقت بيوت مصر كلها ومدائنها وحصونها .
- فاستيقظ الفرعون من نومه فزعا فجمع لها ملأ عظيما من قومه فقصّها عليهم ، فقالوا له : لئن صدقت رؤياك ليخرجن من الشام رجل من ولد يعقوب يكون هلاك مصر وهلاك أهلها على يديه ، وهلاكك أيها الملك . 

وتقول الميثولوجيا اليهودية : فعند ذلك أمر فرعون بذبح الصبيان حتى أظهر اللّه تأويل رؤياه ، ولم تغن عنه حيلته شيئا ، وربّى موسى في حجره ، ثم أهلكه على يديه .
- والحلم واضح أنه من وضع الأحبار ، أو أنهم قد زادوا فيه ، لأن حكاية أن محدث الفتنة من ولد يعقوب ، وعلى يديه يكون هلاك مصر ، ملفقة ولا تأتى في تفاصيل الحلم.
وموسى ولد بمصر ، وعاش بها قومه مدة ربما تزيد على الأربعمائة سنة أو تقل عن ذلك ، حتى اندثرت قوميتهم ، وصارت لهم عادات ولغة المصريين.
ويقول فرويد - وهو يهودي - في كتابه « موسى والتوحيد » : ( ترجمة الدكتور الحفنى ) أن العىّ بلسان موسى كان عجزه عن التحدّث بالعبرانية ، وأن الختان اليهودي هو عادة مصرية لها ما يبررها عند المصريين وليس لها ما يبررها عند اليهود ، وأن تحريم لحم الخنزير لأن المصريين حرّموه على أنفسهم ، فقد كان شكل الخنزير من الصور التي اتخذها الإله ست في عراكه مع أخيه أوزيريس ، فكان الخنزير نجسا عند المصريين لهذا السبب ، وحرّمه اليهود عندهم بلا سبب .
وتحريم اليهود للتماثيل كان لأن المصريين تعبّدوا التماثيل ، فكأن الديانة اليهودية مصرية المنشأ والطابع ، وليس في الحلم ثمة ما ينبئ بأن الفتنة أو الغزو يمكن أن يرتبط بقوم موسى من نسل يعقوب .

والحلم يصور على العكس هموم الملك بمشاكل بلده ، وكان يخاف من الغزو من ناحية الشام ، فرأى النار تأتى من هذه الناحية . والحلم هو رأى الملك الشخصي فيما يشهد من غزو فكرى قد اجتاح بلده ومصدره الشام ، وكان ذلك وقت أن غزا الهكسوس وليس اليهود أرض مصر واستولوا على إقليم جاسان.
والحلم بالنار من الأحلام النمطية ، والنار رمز للحرب ، وللفتنة ، والوباء ينتشر انتشار النار في الهشيم ، والنار من دلالات الهدى فقد اهتدى بها موسى ، وهذا الذي أوردناه عن بعض الأحلام من القرآن هو قليل من كثير ، وعلم الأحلام الإسلامي علم متفرّد أساسه الشخصية الحالمة ، فطالما هي شخصية مؤمنة فإنها لصدقها تصدق أحلامها ، وإلا كانت كوابيس وأضغاث أحلام . والمؤمن في القرآن أحلامه رؤى وليست أحلاما عادية ، وهو ما ننبّه إليه كمقولة مهمة من مقولات الحلم في علم النفس الإسلامي.

   * * *

1426 - ( ضرب الرّمل )

في القرآن اسمه :أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ( الأحقاف 4 ) ، وكان العرب يخطون خطوطا في الرمل ويقرءونها ، وهو نوع مما كانوا يسمونه علوم الغيب ، أو الباراسيكولوجياParapsychologyالآن ، ومنها الطّيرة ، والزجر ، والفأل ، والرؤيا ، وكل ذلك ممنوع تربويا بالنصّ القرآني ، وينبغي أن يربّى المسلم وينشّأ على الأخذ بالأسباب ، وبالاستدلال ، والنظر إلى الأمور بواقعية وموضوعية ، وهو ما يدأب القرآن على الدعوة إليه .
   * * *

1427 - ( النفاق : مرض نفسي )

يقول اللّه تعالى :أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ( 29 ) ( محمد ) وهؤلاء هم أدنى المنافقين ؛ والنفاق يكون في القلوب ، يعنى يظهر على المشاعر ؛ والناس فيه على مراتب ، فمنهم من يكون أشد نفاقا ( التوبة 97 ) ، ومنهم من يمرد على النفاق ( التوبة 101 ) ، يعنى يتمرّس به حتى ليعدّونه من خبرائهم فيه ، كقوله تعالى :الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ( 67 ) ( التوبة ) . وقيل الفرق بين المنافق الذي يمكن أن يتسمّى منافقا وبين :الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ *أن الأخيرين عهدهم حديث بالنفاق ، وخبرتهم فيه بسيطة ، وفيهم ضعف نيّة .
وأما المنافقون فهم الذين يوصفون في القرآن بأنهم فاسقون ( التوبة 67 ) ، وكاذبون ( المنافقون 1 ) .
وفي القرآن المقصود بهم عبد اللّه بن أبىّ وأصحابه ، وأمثالهم .

   * * *

1428 - ( النفاق والمنافقون )

ثلاث فرق كانت معادية للرسول صلى اللّه عليه وسلم وللإسلام :
الأولى : مشركو مكة ،
والثانية يهود المدينة ،
والثالثة المنافقون ،

وتناولت النفاق والمنافقين اثنتا عشرة سورة من القرآن ، وكانت سورتا « المنافقون » ، و « التوبة » أكثرها خوضا في موضوع النفاق ، وصفات المنافقين ، ومن كان منهم يعادى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وما هم عليه من أخلاق وصفات ، أظهرها الكذب والخداع ، وأن يقولوا ما لا يفعلون ، وما لا تعتقده قلوبهم .
ولمّا فضحتهما السورتان قيل فيهما إنهما السورتان الفاضحتان ، فقد نبهتا إلى تخاذل المنافقين وتعلّلهم بالعلل السقيمة ؛ وتآمرهم على المسلمين ، وصدّهم عن الإسلام ، وتوهينهم للروح المعنوية للمجاهدين .

والمنافق لا أمان له ولا إيمان ولا عهد ، ويقول بلسانه ما يرضى ظاهره ، وهو المنتقض للدين والمستخف به بباطنه ، أو المعرّض له ظاهرا ،
وأمثالهم حاليا في مصر كتبة الروايات المشهورة الأربع التي أصدرتها قصور الثقافة وكلها سبّ في الدين ، وسرد للفحش ، وتوصيف للعهر ، ومن يتولهم فهو منهم ، وآية النفاق فيهم أن :الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ( 67 ) ( التوبة ) ، أي هم متشابهون في الشرّ ، ولا يؤدّون الحق ، ويتركون ما أمر اللّه ، ويحلفون أنهم مؤمنون وهم ليسوا على الإيمان ، والأمر معهم كما قال تعالى :جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ( 73 ) ( التوبة ) ، ومجاهدتهم لسانا بلسان ، وإن اشتد زجرهم فليشتد زجر المؤمنين لهم ، وليغلظوا لهم القول .
وفي أيامنا لا أقل من مقاطعة أمثالهم وعزلهم ، والعبوس في وجوههم ، وإقامة الحجّة عليهم باللسان ، مع ملاحظة أن العاصي ليس منافقا ، وإنما المنافق بما يكون في قلبه من النفاق كامنا ، لا بما تتلبس به الجوارح ظاهرا. 

وما أيسر على المنافق أن يتبرأ مما يقول ، أو يسحبه ، أو يؤوّله ، وما أكثر ما يلجأ إلى التآمر ، ولقد تآمر المنافقون على قتله صلى اللّه عليه وسلم ليلة العقبة في غزوة تبوك ، وكانوا اثنى عشر رجلا ، وصفهم القرآن فقال :وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ( 74 ) ( التوبة ) ، أي أغنى المؤمنين.
والمنافق به شحّ يتعلل بأنه لا مال له ، ويتعهد إن أفاء اللّه عليه من فضله ليتصدقن ويكونن من الصالحين ، فإذا أتاه اللّه من فضله بخل به وتولى وأعرض ، فاللّه يعقبه نفاقا في قلبه إلى يوم يلقاه.

وفي القرآن فإن النفاق إذا كان في القلب فهو كفر ، وإذا كان في الأعمال فهو معصية ، وفي الحديث : « أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خصلة منهم ، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا ائتمن خان ، وإذا حدّث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر » ،
وفي رواية : « وإذا وعد أخلف » ، وشرحه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال : « المنافق إذا حدّث وهو يحدّث نفسه أنه يكذب ، وإذا وعد وهو يحدّث نفسه أنه يخلف ، وإذا ائتمن وهو يحدث نفسه أنه يخون » .
ولمّا رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الحيرة في وجوه أصحابه وتخوّفهم أن تكون بهم خصال من المنافقين ، قال : « ما لكم ولهن ؟ إنما خصصت بهن المنافقين كما خصّهم اللّه في كتابه .
أما قولي « إذا حدث كذب » فذلك قوله عزّ وجلّ :إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ( 1 ) ( المنافقون ) ، قال : « أفأنتم كذلك » ؟ قالوا : لا . 
قال : « لا عليكم ! أنتم من ذلك برآء . 
وأما قولي « إذا وعد أخلف » فذلك فيما أنزل اللّه علىّ :وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ( 75 ) فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ( 76 ) فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ( 77 ) ( التوبة ) ، قال : « أفأنتم كذلك » ؟ قالوا : لا . قال : « لا عليكم ! أنتم من ذلك برآء . وأما قولي « وإذا ائتمن خان » ، فذلك فيما أنزل اللّه علىّ :إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا( 72 ) ( الأحزاب ) .
وقال : « فكل إنسان مؤتمن على دينه ، فالمؤمن يغتسل من الجنابة في السرّ والعلانية ، والمنافق لا يفعل ذلك إلا في العلانية . . أفأنتم كذلك » ؟ قالوا : لا . قال : « لا عليكم ! أنتم من ذلك برآء » .
ونتبين أن النفاق نفاقان : أحدهما نفاق الكذب ، وهذا أخف أنواع النفاق وطأة وضررا ، كالآية :اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً( 2 ) ( المنافقون ) ، وجنّة يعنى سترة ، كمن يقول أقسم باللّه ، وأشهد باللّه ، أو أحلف باللّه ، أو أقسمت باللّه ، أو كما في الآيةيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا( 74 ) ( التوبة ) .
والنفاق الثاني نفاق العمل : وهو أخطرهما وأكثرهما أذى وشرا ، لأنه لا يكون مجرد كذبة وتنتهى ، وإنما تترتب عليه أعمال ، ويجر إلى مشاكل ومصائب وربما حروب . وكما ترى فإن نفاق البعض من المفكرين والصحفيين والسياسيين في أيامنا من نوع نفاق العمل ، وينطلى على الكثير من سواد الناس ، ويخدمهم أنهم من أصحاب السلطان أو الجاه ، ولهم حول وطول ، وهؤلاء هم المعنيون بالآية :وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ( 4 ) ( المنافقون ) ، فوصفهم بجمال الصورة والسمت والهيئة ، وحسن الإبانة ، إلا أنهم أجساد بلا أرواح ولا أحلام ، يعيشون في قلق وشك وريبة ، ويظنون أنهم انكشفوا ، وتعرّت أسرارهم ، وافتضح نفاقهم ، وأن الناس يتناجون فيهم ويتآمرون عليهم ، ولذلك كانت خطورتهم ، فقد يلجئون إلى وسائل أعنف ، فاحذروهم لأنهم العدو .
والآية نزلت في عبد اللّه بن أبىّ رأس المنافقين ، وفي وجدّ بن قيس ، ومصعب بن قشير ، فلما قالت لهم عشائرهم توبوا ، لووا رؤوسهم استهزاء وإباء ، فوصفتهم الآية التالية وصفا أدق فقالت :وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ( 5 ) ( المنافقون ) ،
وقال عبد اللّه بن أبىّ لمّا لوى رأسه : 
أمرتمونى أن أو من فقد آمنت ، وأن أعطى زكاة فقد أعطيت ، فما بقي إلا أن أسجد لمحمد ! ولعمري إنه لسيد المنافقين عن حق!
   * * *

1429 - ( علامات النفاق )

علامات النفاق كما ينبّه إليها القرآن ، تدلّ عليها الآيات :وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ( 8 ) يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ ( 9 ) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ( 10 ) ( البقرة ) ، فالتمويه على الناس من أولى العلامات : وهو أن يضمروا خلاف ما يظهرون ، وأن يسلكوا كمؤمنين خلاف ما يبطنون ككافرين ، يريدون أن يحفظوا أنفسهم من أن ينزل بهم عقاب ، وليحقنوا دماءهم ، ويصونوا أموالهم . والإيمان من أعمال اللّه ، والتمويه بالإيمان فيه مخادعة للّه ، وأصل الخداع الإفساد ، وهم يفسدون اعتبارهم عند اللّه والناس بالرياء ، وما تحل عاقبة الخداع إلا بهم ، وفي المأثورات : من خدع من لا يخدع فإنما يخدع نفسه .
وخداع اللّه هو أن يعملوا ما يأمر به ويطلبوا به غيره ، ولا تنطلي حيلتهم عليه تعالى ، ويصدقون بها أنفسهم ولا يفطنون لغفلتهم وغبائهم وجهلهم ، ولا يفكرون في وبال خداعهم .
والنفاق بهم مرض في القلوب ، يخلف فسادا في العقيدة ، وشكا وجحدا وتكذيبا ، فكان أن زادهم اللّه مرضا على مرضهم ، كقوله :وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ( 125 ) ( التوبة ) .
وعلل القلوب من اتباع الهوى ، والنفاق هوى .

   * * *

1430 - ( من سمات المنافق )

النفاق : إظهار خلاف الباطن ، والمنافقون لهم سماتهم ، يقول تعالى :وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ( 11 ) ( الحج ) ، فالمنافق لا إيمان له ولا دين ولا معتقد ، وإن أظهر شيئا من ذلك فلغرض ، ودليلنا إليه أنه شكّاك ، وضعيف في اعتقاده ، كضعف القائم على حرف مضطرب فيه ، وحرف كل شئ طرفه وشفيره وحده ، ومنه حرف الجبل وهو أعلاه ، والتزامه بمعتقده طالما فيه منفعة له ، ففي الدين هو يعبد اللّه في السرّاء دون الضرّاء ، ولو عبد اللّه على الشكر في السرّاء ، والصبر في الضرّاء لما كانت عبادته له على حرف .
وقيل : المنافق يعبد اللّه على حرف ، يعنى بشرط ، وكان شيبة بن ربيعة يسأل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم الدعوة له ليرزقه اللّه المال والولد ليؤمن به ، وليعدل إلى دينه ، فدعا له فآمن ، ثم أراد اللّه أن يفتنه فأخذ منه ما رزقه ، فارتد عن الإسلام ، فذلك إذن الذي يؤمن على حرف ، وتلك علامته .

   * * *

1431 - ( ومن الناس من يعجبك قوله )

قيل في الآية :وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ( 204 ) ( البقرة ) أن من عباد اللّه قوما ألسنتهم أحلى من العسل ، وقلوبهم أمرّ من الصبر ، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ، ويشترون الدنيا بالدين ، ويغترّون باللّه ، ويجترئون عليه .
ويعلمنا علم النفس الإسلامي الاحتياط في أمور الدين والدنيا ، واستبراء الناس إلا أن يكونوا من نوع هؤلاء الذين تحذّر منهم الآية ، ولهؤلاء سيكولوجية خاصة ينبغي العلم بها ، والحصيف من لا يأخذ بظاهر أحوال الناس ، وما يبدون من الإيمان والصلاح ، إلى أن يبحث عن بواطنهم ، والآية وغيرها تحذّر من هذا النمط من أنماط النفاق ؛ وهو النمط الذي يظهر الأقوال الجميلة وهو ينوى الأفعال القبيحة وفي قلبه ألد الخصام ، وفي الحديث : « إن أبغض الرجال إلى اللّه الألد الخصم » .

   * * *

1432 - ( المنافق تأخذه العزة بالإثم )

المنافق لا يسمع لنصح ، وآية نفاقه الكبر والزهو ، كقوله تعالى :وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ( 206 ) ( البقرة ) ، وكفى بالمرء إثما أن يقول له أخوه : اتّق اللّه ، فيقول : عليك بنفسك ، مثلك يوصيني ! واعتزازه بنفسه يوقعه في الإثم .
   * * *

1433 - ( رأس النفاق عبد اللّه بن أبىّ بن سلول : دراسة في شخصية المنافق )

هو عبد اللّه بن أبىّ بن مالك بن الحارث بن عبيد الخزرجي ، وكنيته أبو الحباب ، وشهرته ابن سلول ، وسلول هي جدته لأبيه ، وكان سيد الخزرج في آخر جاهليتهم ، ورأس المنافقين عبد المنعم الحفني
في المدينة زمن الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وأظهر الإسلام بعد بدر ، ولكن إسلامه كان تقية ، ولما تهيأ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لأحد ، انخذل عنه ومعه ثلاثمائة رجل ، وعاد إلى المدينة ، ثم كرر فعلته يوم تبوك ، وكلما حلّت بالمسلمين نازلة أبدى الشماتة فيهم ، وإذا سمع سيئة تروى عنهم أو تنسب إليهم أذاعها ونشرها ، وله في ذلك أخبار ، ومنها حديث الإفك المشهور ، وما روّجوا على عائشة أم المؤمنين حتى اتهموها في صفوان بن المعطل ، وكان عبد اللّه بن أبىّ رأس المنافقين المروّجين للإفك ، ولذا وصفه القرآن فقال :وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ( 11 ) ( النور ) ، ولقد قيل إن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم حدّه ثمانين جلدة ، والصحيح أنه لم يحدّ ، لا هو ولا أي من أصحاب الإفك ، لأن الحدود لا تقام إلا بالإقرار أو البينة ، ولم يكن هناك إقرار ولا بينة ، والرسول صلى اللّه عليه وسلم لم يتعبّده اللّه أن يقيم الحدود بإخباره عنها ، كما لم يتعبّده بقتل المنافقين وقد أخبره بكفرهم كما جاء في سورة التوبة ، يقول :يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ( 74 ) ( التوبة ) ، قيل نزلت في عبد اللّه بن أبىّ ، قال : ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال قائل : تسمّن كلبك يأكلك ! ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ ! »
وفي رواية أخرى : أن عبد اللّه أبىّ قال : لا تنفقوا على من عند رسول اللّه حتى ينفضّوا ؛ وقال : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذلّ ، فلمّا واجههم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أنكر وجحد وأقسم أنه ما قاله ، فنزلت الآية :لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا( 7 ) ( المنافقون ) ،
والآية :يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ( 8 ) ( المنافقون ) ، وفضحت سورتا « التوبة » ، و « المنافقون » عبد اللّه بن أبي ومن ذهب مذهبه في النفاق .
و « كلمة الكفر » في الآية هي قول عبد اللّه بن أبي :يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ( 8 ) ؛ وقوله تعالى : « كفروا بعد إسلامهم » أي ارتدوا ، فدلّ على أن المنافق كافر ، والكفر يكون بكل ما يناقض التصديق والمعرفة ، بالمقارنة إلى الإيمان الذي لا يكون إلا بلا إله إلا اللّه دون غيره من الأقوال والأفعال ،
وقوله تعالى :وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا( التوبة 74 ) يعنى المنافقين وكبيرهم عبد اللّه بن أبىّ ، فقد دبّروا لقتل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ليلة العقبة - في غزوة تبوك ، وكانوا اثنى عشر رجلا سمّاهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم بأسمائهم ، ولمّا سأله حذيفة : ألا تبعث إليهم لتقتلهم ؟ قال : « أكره أن تقول العرب لمّا ظفر محمد بأصحابه أقبل يقتلهم » .
وقال :
« بل يكفيهم للّه بالدّبيلة » ، سأله : ما الدبيلة ؟ قال : « شهاب من جهنم يجعله على نياط فؤاد أحدهم حتى تزهق نفسه » أخرجه مسلم ، يعنى : أنه ترك عقاب نفاقهم إلى اللّه :فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ( التوبة 77 ) ،
يعنى زادهم نفاقا وثبّتهم عليه إلى يوم مماتهم ، فلما مات عبد اللّه بن أبىّ جاء ابنه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وسأله قميصه ليكفنّ فيه أباه تبركا ، فأعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قميصه ، قيل إكراما للابن وتطييبا لقلبه ، وقيل لأن عبد اللّه في حياته أعطى قميصه للعباس عمّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يوم بدر ، لمّا أسر العباس وأتى به وسلبوا ثوبه ، ورآه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بلا قميص ولا ثوب ، فأشفق عليه وطلب له قميصا ؛ فلم يجدوا له ما يقدر عليه إلا قميص عبد اللّه بن أبىّ ، فكساه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إياه ، فلذلك نزع النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قميصه ليكفّن فيه عبد اللّه ، فبذلك يرفع اليد التي كانت لعبد اللّه عنده ، فلا يكون له شئ عليه يوم القيامة .
والصحيح أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أعطى القميص عن طواعية ، يفعل به خيرا ، فذلك هو مطلوب دينه ، وقال لعمر حين عاتبه : « إن قميصى لا يغنى عنه من اللّه شيئا ، وإني لأرجو أن يسلم بفعلى هذا ألف رجل من قومه » ، ويبدو أنه بسبب ذلك فعلا تاب وأسلم ألف رجل من الخزرج . ثم إن ابن عبد اللّه بن أبىّ أراد أن يصلى النبىّ على أبيه ، فقام رسول اللّه يصلى عليه ، فنزلت الآية :وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ( 84 ) ( التوبة ) ، وقيل إنه استغفر لعبد اللّه بن أبىّ أو كان بسبيله إلى أن يستغفر له ، فنزلت :اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ( 80 ) ( التوبة ) وقيل لما عاتبه عمر ، قال : « إنما خيّرنى اللّه تعالى فقال :اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً( 80 ) ( التوبة ) » .
وقال : « سأزيد على سبعين » . وقيل : إنما استغفر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم على عبد اللّه بن أبىّ وصلى عليه بناء على الظاهر من لفظ إسلامه . وقيل إن عمر بن الخطاب لمّا عاتبه لم تكن هذه الآية قد نزلت بعد ، وإنما كان في باله الآية الأخرى التي نزلت في مكة عند موت أبى طالب ، تقول :ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ( 113 ) ( التوبة ) ، ففهم منها النهى عن الاستغفار لمن مات كافرا ، وعبد اللّه بن أبىّ باعتباره منافقا كان من الكافرين . وقيل الفرق بين استغفار النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لعمّه أبى طالب ، واستغفاره لعبد اللّه بن أبىّ ، أن الأول كان استغفارا مرجو الإجابة ، يعنى من القلب ، بينما استغفاره لابن أبىّ كان استغفارا باللسان وليس من القلب ، فذلك هو نوع الاستغفار للمنافقين الذي أملته مصلحة الدعوة والإسلام على الرسول صلى اللّه عليه وسلم بشأن عبد اللّه بن أبىّ بن سلول رأس المنافقين في المدينة وكبيرهم ، وكانت رئاسته للمنافقين عن جدارة ، وفيه قال ابن عباس ، كان وسيما صبيحا جسيما صحيحا ذلق اللسان ، فإذا قال سمع النبىّ صلى اللّه عليه وسلم مقالته ، ووصفه اللّه بتمام الصورة وحسن الإبانة فقال :وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ( 4 ) ( المنافقون ) ، فرغم هيئته ومنظره وذلاقة لسانه ، إلا أنه كان كالخشبة المسندة ، أي كان جسما بلا روح ولا عقل ، وأحمق يظن كل كلام هو المعنىّ به ، ويرتاب في كل الناس ويعاديهم من ثم بلا سبب ، ومثله يحذر منه - قاتله اللّه - أي لعنه ، طالما عدل عن الحق وصرف عن الرشد .

   * * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 9:51 عدل 2 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 9:39 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1434 - ( النفاق والادّهان )

من المصطلحات الجديدة الخاصة بالقرآن مصطلح « الادّهان » ، وهو نوع من النفاق يشمل ظاهر المرء وكلامه ، والفرق بينه وبين النفاق : أن النفاق يختص بالباطن وهو مشتق من نافقاء اليربوع ، أي جحره ، لأن صاحبه يخفى خلاف ما يظهر ؛ وأما الادّهان : فهو أن يظهر خلاف ما يبطن ، ويزيّن كلامه ، تقول دهنه أي خدعه وختله وأظهر له خلاف ما يبطن .
يأتي ذلك في القرآن مرتين ،
الأولى : في قوله تعالى :فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ ( 8 ) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ( 9 ) ( القلم ) ، والادّهان : التليين لمن لا ينبغي له التليين لمن لا ينبغي له التليين ، ودّوا لو تصانعهم في دينك فيصانعونك في دينهم ، وأن تنافق وترائى فينافقون ويراءون .
والادّهان : هو اللين والمصانعة ، ومجاملة العدو وممايلته ، والمقاربة في الكلام والتليين في القول .
يقال : أدهن في دينه ، وداهن أمره ، أي خان فيه وأظهر خلاف ما يضمر .
وداهنت بمعنى واريت ، وأدهنت بمعنى غششت ؛
وفي قوله :أَ فَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ( 81 ) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ( 82 ) ( الواقعة ) ، والمدهن هو الكاذب الذي ظاهره خلاف باطنه ، كأنه شبّه بالدّهن في سهولة ظاهره وعسر باطنه.
والمدهن : المنافق أو الكافر الذي يلين جانبه ليخفى كفره .

والادّهان والمداهنة : النفاق والتكذيب والكفر ، وأصله اللين ، وأن يسرّ خلاف ما يظهر ، ويغشّ ، ويعرض ، ويمالئ الكفّار على الكفر ؛ والمدهن : الذي لا يعقل ما حقّ اللّه عليه ويدفعه بالعلل ، ولذلك قال :تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ( الواقعة 82 ) ، يعنى بدلا من الشكر للّه على ما أنعم ورزق ، فأنتم تكذّبون أنه أنعم ورزق .
   * * *
1435 - ( الصمم والبكم والعمى النفسي )
الصمّ والبكم والعمى : هؤلاء ثلاثة أنماط من أنماط الشخصية في القرآن ، والأصم : هو الذي انسدت خروق مسامعه ؛ والأبكم : الأخرس بيّن الخرس والبكم ، والأعمى هو ذاهب البصر ؛ وفي الآية :صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ( 18 ) ( البقرة ) : أن صمم هؤلاء وبكمهم وعماهم هو : صمم نفسي ، وبكم نفسي ، وعمى نفسي ، وفي الاصطلاح يقال صمم نفسي المنشأpsychogenic deafness، أي أنه ظاهرة مرضية نفسية وليست عضوية ، والمرضى بالأمراض نفسية المنشأ يتداعون بها لعجز عن احتمال مواقفهم ، أو لهوى في نفوسهم فلا يريدون أن يروا الحق أو يسمعوا به ، فيفقدون أسماعهم وأبصارهم وقدراتهم على الكلام ، وفي الخبر أن حكيما انتهت به حكمته إلى أن « لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم » بما يعرف ، فتحول واقعا أو مجازا فصار قردا .
وفي القرآن يأتي عن ذلك اثنتي عشرة مرة ، وفي الآية لم تنف الإدراكات عن حواسهم جملة وإنما الغرض نفيها عن رؤية أو سماع أو التحدّث بالحق ؛ وقوله « لا يرجعون » يعنى إلى الحق ، وفي الآية :صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ( 171 ) ( البقرة ) لأن من أصمّ أذنيه ، وأعمى عينيه ، وأبكم فمه ، لن يعقل من أي أمر شيئا ،
ويصفهم القرآن يقول :إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ( 22 ) ( الأنفال ) ، فجعلهم كالدواب ، أي الحيوانات ، وزاد فقال فيهم إنهم من شرّ الدواب ، وفي آية أخرى حدّد شرّ الدواب فقال :إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ( الأنفال 55 ) ويوم القيامة يحشرون كما كانوا في الدنياعُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا( 97 ) ( الإسراء ) .

* * * 

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى