اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

09112023

مُساهمة 

الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2 د. عبد المنعم الحفني

1221 - ( الجدل والجدال )

الجدل هو الفتل ، ومنه رجل مجدول الخلق ، ومنه الأجدل للصقر . وقيل الجدل من الجدالة وهي الأرض ، يريد كل من الخصمين أن يلقى صاحبه عليها ، تقول تركته مجدلا ، أي مطروحا على الجدالة . وفي قوله تعالى :وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ( الكهف 54 ) ، أي جدالا ومجادلة ، يعنى أن الجدال أكثر ما يميز الإنسان ، لدأبه أن يمارى في الحق .
والجدال بخلاف الجدل ، فالجدل في الحق ، والجدال في الباطل . والجدال على وزن فعال من المجادلة ، أي المصارعة كما قلنا ، فكأن كل واحد من الخصمين يقاوم صاحبه حتى يغلبه . والجدال فيه السباب والمماراة كقوله تعالى :فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ( البقرة 197 ) ، وقوله :قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا( هود 32 ) ، أي أكثرت خصومتنا وبالغت فيها بالباطل ، والجدال في لغة العرب : المبالغة في الخصومة .
والجدل في الدين ، وفي أي أمر محمود ، ولهذا جادل نوح والأنبياء أقوامهم حتى يظهر الحق .
والجدال مذموم لأنه لغير الحق ، ولإظهار الباطل في صورة الحق . وللجدل أصول كقوله :وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ( العنكبوت 46 ) ، وقيل : ومعنى « بالتي هي أحسن » أي بالمنطق والعقل والحجى ، كقوله :ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ 
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ( النحل 125 ) ، فالتي هي أحسن هي الموعظة الحسنة ، واستثنى من أهل الكتاب « الذين ظلموا » وهم أهل الحرب .
ومن الخطأ أن يقال أن آية « الجدل بالتي هي أحسن » نسختها « آية القتال » المسماة « آية السيف » أيضا التي تقول :قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ( التوبة 29 ) فالمقصود مقاتلة « هؤلاء الذين ظلموا » - يعنى أهل الحرب - وليس كل أهل الكتاب .
ومن علامات المجادل في الباطل أن يكون جداله :بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ( الحج 3 ) مثل النضر بن الحارث ، وأبى جهل بن هشام ، وكلاهما كان بلا علم يصدر عنه ، وما كان له نبىّ قد تلقّى عليه ، ولا كان يرجع فيما يقول إلى كتاب ينطق بالحق ، وكان ينقل عن شياطين الإنس يملون عليه ما يقول ، وشياطين الجن يوسوسون في قلبه الجدال بالباطل .
والنضر جادل في اللّه وقدرته على البعث ، وأبو جهل جادل في النبوة ، وعلى منوالهم جادل آخرون ، كقوله :الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ( غافر 56 ) والسلطان هو الحجة والبرهان .
والدافع إلى الجدال بلا حجة ولا برهان هو دافع نفسي في كل الأحوال وليس دافعا موضوعيا ، ويصدر عن الكبر وشعور متوهم بالعظمة ، فقد كانوا يزعمون أنهم محافظون وأصوليون إذا لم يتمسكوا بتراث الآباء فآثروا الكفر على الإيمان .
والكبر هو الذي يجعل الإنسان أكثر شئ جدلا ، وهو الذي يصرف المتورطين في الجدال عن الحق ، كقوله تعالى :أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ( غافر 69 ) أي كيف يصرف الكبر عقولهم وقلوبهم إلى الجدل فيضلّون ولا يهتدون .

   * * *

1222 - ( الحرية من مصطلحات القرآن )

قالت امرأة عمران :رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً( آل عمران 35 ) ، ومحرّرا من الحرية ضد العبودية ، ومن هذا تحرير الكتاب ، وهو تخليصه من الاضطراب والفساد .
وقيل : إن المحرّر الخالص للّه ، لا يشوبه شئ من أمر الدنيا . وفي اللغة يقال لكل ما خلص : حرّ ، ومحرّر بمعناه ، ويقال طين حرّ لا رمل فيه ، وفي القصاص فإن الآية :الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى( البقرة 178 ) فيها إجمال يبيّنه قوله تعالى :وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ( المائدة 45 ) ، وأوضحته السنّة لما قضى الرسول صلى اللّه عليه وسلم بقتل اليهودي بالمرأة ، فلا أحرار ولا عبيد في القصاص ، ولا ذكور ولا إناث ، والكل سواء ، ومن قتل نفسا عامدا يقتل بها ، فالحرّ يقتل بالعبد ، والمسلم يقتل بالذمّى ، ويتساوى الذمي والمسلم في حرمة الدم ، وكلاهما محقون الدم على التأبيد ، ويعاقب المسلم بسرقة مال الذمي ، ويتساوى مال المسلم ومال الذمّى كمساواتهما في الدم ، والمال يحرم بحرمة مالكه ، والنفس تكافئ النفس ، والطفل يكافئ الكبير ، وتكافئ المرأة الرجل ، والرجل المرأة ، وكذلك القصاص بينهما دون النفس ، والأب يقتل بابنه إذا تعمّد قتله ، والمؤمنون تتكافأ دماؤهم ، وتقتل الجماعة ولو مائة بالواحد ، وقضى عمر بقتل سبعة قتلوا رجلا من صنعاء ، وقال : لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به جميعا . أخرجه مالك ،
وفي فلسفة ذلك : أن الجماعة لو علموا أنهم إذا قتلوا الواحد لم يقتلوا به ، لتعاون الأعداء على قتل أعدائهم مشاركة بينهم فيضيع دم القتيل بينهم ، والأصح قوله تعالى :فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ( البقرة 178 ) ، والعفو هو الترك ، والقاتل إذا عفا عنه ولى المقتول فله الدية بالمعروف ، وتؤدّى إليه بإحسان ، وفي الحديث : « من قتل له قتيل ، فله أن يقتل ، أو يعفو ، أو بأخذ الدية » أخرجه الترمذي .

وعن حرية العقيدة يأتي في القرآن :لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ( البقرة 256 ) . ومن حرية القول : البلاغ كقوله :بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ( المائدة 67 ) والبلاغ يحتاج للإقناع ، ولا إقناع بلا حوار ، كحواره صلى اللّه عليه وسلم مثلا مع المجادلة ، وحوار أنصار المسيح معه ، والحوار جدل ، والجدل لا يكون جدلا إلا إذا قام على المنطق ، كقوله تعالى :وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ( النحل 25 ) قيل : الأحسن يعنى مقارعة الحجة بالحجة ، والبرهان بالبرهان ، والدليل بالدليل ، وهو المنطق .
وعن حرية الاجتماع : أن الجماعة تتألف بعضها البعض ، وتتداول فيما يخصّها ، وتتفق على الأمر الجامع لها ( النور 62 ) ، وللجماعة أن تكون لها أماكن عباداتها :صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ( 40 ) ( الحج ) ، وهذه هي حرية العبادة .

   * * *

1223 - ( الحسد شرّ )

الحسد : هو تمنّى زوال نعمة المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها :أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ( النساء 54 ) ، بينما المنافسة : هي تمنّى مثل نعمة الغير وإن لم تزل . فالحسد شرّ مذموم :وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ( الفلق 5 ) ، والمنافسة مباحة ، وهي الغبطة ، وفي الحديث : « المؤمن يغبط ، والمنافق يحسد » .
والحاسد مغموم ، وحسده لا يضر إلا إذا أظهره بفعل أو قول ، بأن يحمله حسده أن يوقع الأذى بالمحسود كفعل قابيل لهابيل ، وقول إبليس عن آدم ، وحينئذ يتتبع مساوئ المحسود ويطلب عثراته .
ونشدان الحاسد زوال نعمة المحسود لا يتحقق فعلا بأمره ، وإلا كان الاعتقاد بذلك من الشّرك الخفي ، وهو أن يكون الحاسد شريكا للّه في القضاء والقدر ، وإنما ضرر الحسد كما قلنا هو أن يظل الحاسد ينقب وراء المحسود ويتتبع عوراته ، ثم يشنّع عليه ، وبعض الشخصيات الاستهوائية - أي 
سريعة التأثر - يؤثر عليها قول الحاسد نفسيا ويصيبها منه التداعى ، والخور ، والإحباط ، والقلق ، والاكتئاب ، وثبوط الهمّة ، وهذه هي الحرب النفيسة للحاسد .
والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، وفي الأثر : ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد ، فهو دائما مكروب ، ويلازمه الحزن ، وعبراته لا تنفد .
والذي يحسد يعادى نعم اللّه ، ويحسد الناس على ما آتاهم ربّهم من فضله ، والحسود عدو نعمة اللّه ، ومتسخّط لقضائه ، وغير راض بقسمته ، والشاعر يقول :
ألا قل لمن ظل لي حاسدا * أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على اللّه في حكمه * إذا أنت لم ترض لي ما وهب
والحسد أول ذنب عصى به اللّه في السماء ، وأول ذنب عصى به في الأرض ، فأما في السماء فحسد إبليس لآدم ، وأما في الأرض فحسد قابيل لهابيل .
فإذا سرّك أن تسلم من الحسّاد فغمّ عليهم أمرك . وفي الحديث : « ثلاثة لا يستجاب دعاؤهم : آكل الحرام ، ومكثر الغيبة ، ومن كان في قلبه غلّ أو حسد » ، ولذا فقد أمر اللّه نبيّه صلى اللّه عليه وسلم والمسلمين أن يتعوّذوا من شرّ الحسد والحاسد .

   * * *
1224 - ( الحق )
يأتي عن الحقّ في القرآن مائتان وسبع وعشرون مرة ، والحقّ في اللغة : هو الثابت ، وهو مصدر يطلق على الوجود في الأعيان مطلقا ، وعلى الوجود الدائم ، وعلى مطابقة الحكم ، وما يشتمل على الحكم المطابق للواقع ، ومطابقة الواقع له .
وهو اسم فاعل وصفة مشبهة ، ويطلق على واجب الوجود لذاته ، يعنى اللّه ، وعلى كل موجود خارجي ، وهو مطابقة الواقع للاعتقاد ، ويقابله الباطل ، كما أن الصدق هو مطابقة الاعتقاد للواقع ، ويقابله الكذب .
ويستعمل الصدق والكذب في الخطأ ، والصواب في المجتهدات ، كما يستعمل الحق والباطل في المعتقدات ، وهو قوة قبل كل شئ ، وقوة باطنة أسمى من سائر القوى . والشعور بالحق دافع حيوى يدفع الإنسان إلى أن يفعل ما يجب عليه أن يفعله ، وهو فيض من الحياة يطلب أن يتحقق ، وأن يبذل ذاته .
والحق يعلو ولا يعلى عليه ، وهو من أسماء اللّه لحسنى ، وهو تعالى الملك الحق ، ودينه هو دين الحق ، ودعوته هي دعوة الحق ، وهو يهدى إلى الحق ، ويحق الحق بكلماته ، ويبطل الباطل ويمحوه ، ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ، وإذا جاء الحق فما يبدئ الباطل وما يعيد. وأكثر الناس يكرهون الحق، والحقّيون يفعلون الحق ويقضون به ، وقولهم حق ويشهدون به.

وحق اليقين : عبارة عن فناء العبد في الحق ، والبقاء به علما وشهودا وحالا .
وعلم اليقين : هو الشريعة ، وظاهر اليقين : الإخلاص فيها ، وحق اليقين : المشاهدة فيها .
وفي قوله تعالى :وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ( البقرة 42 ) يعنى لا تخلطوهما ، لأن اللبس هو الخلط ، وفي قول علىّ للحارث بن حوط : يا حارث ، إنه ملبوس عليك . إن الحق لا يعرف بالرجال . اعرف الحق تعرف أهله » .
وفي قوله تعالى :اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ( آل عمران 102 ) يعنى أطيعوه فلا يعصى ، فحقّ التقوى : أن لا ينسى اللّه ، وأن يشكر ولا يكفر ، فلما قالوا للرسول صلى اللّه عليه وسلم : ومن يقوى على هذا ، نزلت :فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ( التغابن 16 ) ، فصنف يمكنه أن يتّقيه حقّ تقاته ، وصنف لا يقوى إلا على ما يستطيع ، وفي الحالتين يبذل المتّقى جهده ، ويتوقف ما يبذله على مقدار معرفته باللّه ، وحقّ التقوى يكون لمن يقدّر اللّهحَقَّ قَدْرِهِ( الأنعام 19 ) ، أي لمن يعرفه تعالى حقّ المعرفة .
وقوله تعالى :حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ( الأعراف 105 ) ذهب مثلا ، ومعنى « حقيق علىّ » واجب علىّ .

ودِينَ الْحَقِّ( التوبة 29 ) هو الإيمان باللّه وربما جاء به النبيّون من ربّهم .
   * * *

1225 - ( الحكمة والحكيم )

تأتى الحكمة في القرآن : عشرين مرة ، والحكيم : إحدى وثمانين مرة ، واللّه تعالى :يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً( البقرة 269 ) ، والحكمة : هي الإصابة في القول والفعل وهي العقل ، والفهم ، والمعرفة ، والعلم بمقتضى الصالح ، والتقى ، والورع ، والخشية من اللّه .
وهي مصدر من الإحكام ، أي الاتقان في القول والفعل ، وأصلها ما يمتنع به من الحمق وفعل القبيح ، وهي علم ما يؤدى إلى الجميل ، وإلى الفقه في الدين ومطلوباته ، والعلم باللّه وبكتابه ، وفي الحديث : « من يرد اللّه به خيرا يفقهه في الدين » أخرجه البخاري .
والحكيم : هو الذي يعطى الحكمة ويعمل بمقتضاها ؛ وهو العارف بمقتضيات الكلام وعباراته من جوامع الكلم . وفي قوله تعالى :وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ( ص 20 ) : أن الحكمة هي العلم والعدل والفقه ، ومن مقتضاها فصل الخطاب ، أي القضاء ، والفصل بين الحق والباطل .
والحكمة منهج الدعوة :ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ( النحل 125 ) ، أي بالعقل والمنطق وضرب الأمثال ، والتذكير بوقائع الناس وبما فيه الزواجر .
ومن احتاج إلى المناظرة والجدال ، فليكن بالوجه الحسن ، وبالرفق واللين وحسن الخطاب ، كقوله تعالى :وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ 
( العنكبوت 46 ) ، أي بلين الجانب :فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى( 44 ) ( طه ) .
والحكيم أيضا هو المانع من الفساد ، ومنه سمّيت حكمة اللّجام ، لأنها تمنع الفرس من الجرى والذهاب إلى غير قصد . والسورة المحكمة : هي الممنوعة من التغيير والتبديل ، وأن يلحق بها ما يخرج عنها ، وأن يزاد عليها ما ليس لها ، والحكمة من هذا ، لأنها تمنع صاحبها من الجهل .
ويقال « أحكم الشيء » إذا أتقنه ومنعه من الخروج عما يريد ، فهو محكم وحكيم على التكثير . والحاكم ، والحكيم ، والحكم من أسمائه تعالى ، فهو الحكم المحكّم الحاكم الذي لا مردّ لحكمه ، يحكم ما يريد ، ويرجع إليه في الحكم ، ولا معقّب لحكمه ، لأنه تعالى الحكيم ، وأحكامه حكم :وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ( الأنفال 71 ) ،وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ( النحل 60 ) ،وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ( 1 ) ( سبأ ) ، وهوحَكِيمٍ حَمِيدٍ( فصلت 42 ) .
ذلكم هو اللّه ، لا يقع في وعده ريب ، ولا في فعله عيب :
إلهي ! حكيم أنت ، فاحكم مشاهدى * فؤادك عندي يا ودود تنزّلا
ويا حكم عدل لطيف بخلقه * خبير بما يخفى وما هو مجتلا
وأبرز أهل الحكمة في القرآن : « لقمان الحكيم » ، كقوله تعالى :وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ( لقمان 12 ) وحكمه أقوال مأثورة .
وكانت حكمة داود في سياسة الحكم ، وحكمة سليمان في سياسة الناس ، وحكمة إبراهيم في سياسة المواقف ، وحكمة المسيح في ضرب الأمثال ، وكانت السنّة حكمة نبيّنا محمد صلى اللّه عليه وسلم .

   * * *

1226 - ( الحمس )

الحمس جمع الأحمس ، وهم قريش ومن ولدت ، وسمّوا حمسا لأنهم تحمّسوا في دينهم ، وكان الناس يطوفون بالبيت عراة إلا أن تعطيهم الحمس ثيابا ، فيعطى الرجال الرجال ، والنساء النساء ، وكانوا يقولون : نحن أهل الحرم ، فلا ينبغي لأحد من العرب أن يطوف إلا في ثيابنا ، ولا يأكل إذا دخل أرضنا إلا من طعامنا ، فمن لم يكن له من العرب صديق بمكة يعيره ثياب إحرام ، ومن لم يكن على يسار وبوسعه أن يستأجرها ، كان إما يطوف بالبيت عريانا ، وإما في ثيابه ، وإما يأخذ ثيابا من الحمس ، فإذا فرغ من طوافه ألقى ثيابه عنه فلم يمسها أحد ، وكانت هذه الثياب تسمى اللّقى .
وظل هذا شأنهم إلى أن جاء الإسلام ونزل القرآن ، فنزلت الآية :يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ( الأعراف 31 ) وأذّن مؤذن الرسول صلى اللّه عليه وسلم : لا يطوف بالبيت عريان .

وقيل : الحمس : قريش ، وكنانة ، وخزاعة ، وثقيف ، وجشم ، وبنو عامر بن صعصعة ، وبنو نصر بن معاوية ، وسمّوا حمسا لتشديدهم في دينهم ، والحماسة هي الشدّة .
ولم يكن الحمس يقفون مع الناس بعرفات في الجاهلية ، وكان وقوفهم بالمزدلفة ، وكانوا يقولون : نحن قطين اللّه - جمع قاطن أي ساكن ، يقصدون أنهم سكان بيت اللّه وحرمه ، فينبغي لهم أن لا يعظموا إلا الحرم ، ولم يكونوا يخرجون لذلك من الحرم ، ويقفون بجمع ويفيضون منه ، بينما يقف الناس بعرفة ، فقيل لهم : أفيضوا كما أفاض إبراهيم وكما يفيض الناس .
   * * *

1227 - ( الخلّة والخليل )

الخليل في الآية :وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا( النساء : 125 ) على وزن فعيل ، بمعنى فاعل ، كالعليم بمعنى العالم ، أو بمعنى المفعول ، كالحبيب بمعنى المحبوب ، وإبراهيم الخليل أي المحتاج إلى اللّه ، الفقير إليه ، أو المصطفى منه تعالى الذي اختصه بمحبته لصفات فيه ، قيل كانت خلّة إبراهيم أنه يطعم الطعام .
والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم كان خليل اللّه ، وفي الحديث : « وقد اتخذ اللّه صاحبكم خليلا » ، لأن الخليل هو الذي يوالى في اللّه ، ويعادى في اللّه ، وهي صفة نبيّنا صلى اللّه عليه وسلم ، فلمّا اتخذه اللّه خليلا استحال عليه أن يشرك في نفسه مع اللّه أحدا فقال : « لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا » أخرجه مسلم .

والخلّة بين الآدميين هي الصداقة ، كقوله تعالى :وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا( الإسراء 73 ) مشتقة من تخلّل الأسرار بين المتخالين ، وقد يكونون من الأخيار أو من الأشرار ، وقيل :
هي من الخلل ، فكل واحد من الخليلين يسد خلة أو خلل صاحبه ، وفي الحديث : « الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل » رواه أحمد ، ويوم القيامة يستبان من كنا نخالل ، ويومها يقول الذي أساء اختيار الخليل :يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا( الفرقان 28 ) ، وفيه قال القائل :
من لم تكن في اللّه خلّته * فخليله منه على خطر
وقال :
إذا ما كنت متخذا خليلا * فلا تثقنّ بكل أخ إخاء
فإن خيّرت بينهم فالصق * بأهل العقل منهم والحياء
فإن العقل ليس له إذا ما * تفاضلت الفضائل من كفاء
وفي القرآن عن يوم القيامة :لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ( البقرة 254 ) .

   * * *

1228 - ( دار المتقين )

هي إما دار الدنيا ، يمتحن فيها المؤمنون ، ويختبر إيمانهم ، ويكشف عن خشيتهم من اللّه وتقواهم ، لأن دار الدنيا هي دار الأعمال ؛ وإما أن دار المتقين هي الدار الآخرة ، كقوله تعالى :وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ( النحل 30 ) ، فلما عملوا الخير في الدنيا ، نالوا عليه ثواب الآخرة ، فكانت لهم الجنة دارا . وقيل دار المتقين في الآخرة هيجَنَّاتُ عَدْنٍ( النحل 31 ) .
   * * *

1229 - ( الذرّ ( النظرية ) في القرآن )

هذه النظرية لم يسبق إليها علم من العلوم ، ولا كتاب من الكتب ، وتأتى بها الآية :وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ ( 172 ) أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَ فَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ( الأعراف ) ، ويوم الذرّ : هو اليوم الذي أخرج اللّه فيه الناس جميعا في هيئة ذرّ من ظهر آدم - أي في هيئة هباء ، وواحدته الذرّة ، والجمع ذرّات ، وهي الجزء المتناهى في الصغر ، ويعنى أن الناس كانوا في ظهر آدم بالإمكان ، كما تكون الشجرة مبادئها في البذرة بالإمكان - أي أن خلايا آدم كانت مبرمجة ومشفّرة على أنها تحتوى على إمكانات هذه الذرية أو هؤلاء الآدميين ، فكأن وجود البشرية هو وجود دائم ، ولكنه بالإمكان ، أي إمكان أن يوجد ، فإذا خلقنا وصوّرنا اللّه ، وصرنا أجنة وولدنا ، تحوّل الإمكان إلى أعيان ، وصار وجودنا وجود أعيان ، أي وجودا متحققا ، فقبل الشجرة تكون البذرة ، والبذور إمكانيات للأشجار ، وهكذا في الإنسان وفي كل شئ .
ويوم الذرّ من الأيام التي يقول بها القرآن ، وفيه أخذ اللّه العهد على بني آدم وهم ذر بعد .
وقيل : هذه الآية مشكلة ، وفيها كلام كثير ، وتحتاج إلى التأويل ، ويفهم منها : أن اللّه تعالى أخرج من ظهور بني آدم بعضهم من بعض ، وذلك هو التناسل ، والتكاثر بالنسل ، ويكون معنى :وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ( الأعراف 172 ) أنه دلّهم بخلقه على توحيده ، لأن كل بالغ صار يعلم ضرورة أن له ربّا واحدا ، فلما سألهم : ألست بربّكم ؟ شهدوا على أنفسهم ، وأقرّوا بذلك . وقد يفهم من الآية : أنه سبحانه أخرج الأرواح قبل خلق الأجساد ، وجعل فيها المعرفة ، وفي الحديث أنه تعالى : « أخرج الأشباح فيها الأرواح من ظهر آدم » ، وعن عمر في الحديث عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم : « أن اللّه تعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه ، فاستخرج منه ذرية ، فقال خلقت هؤلاء للجنة ، وبعمل أهل الجنة يعملون ؛ ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية ، فقال : خلقت هؤلاء للنار ، وبعمل أهل النار يعملون » ، والحديث يعنى أنه خلقهم في الإمكان ، فالناس صنفان : صنف لأعمال أهل الجنة ، وصنف لأعمال أهل النار .

وفي الحديث أيضا : « لمّا خلق اللّه آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة » .
وقال : « أخذوا من ظهره كما يؤخذ بالمشط من الرأس ، وجعل اللّه لهم عقولا كنملة سليمان ، وأخذ عليهم العهد بأنه ربّهم ، وأن لا إله غيره ، فأقرّوا بذلك والتزموه ، وأعلمهم أنه سيبعث إليهم الرسل ، فشهد بعضهم على بعض ، وأشهد عليهم السماوات السبع ، فليس من أحد يولد إلى يوم القيامة إلا وقد أخذ عليه العهد » .

وهذا هو معنى الذرّ ومقاصد النظرية فيه ، ومعنى التكليف حتى والإنسان لم يزل في الذرّ ، ومرامى المسؤولية المترتبة على هذا التكليف . وانفرد القرآن بعرض هذه النظرية التي لا مثيل لها سواء في اليهودية أو في النصرانية ، تلخص الخلق كله ، والفطرة التي عليها الإنسان ، والصراع فيه بين الإيمان والكفران ، والخير والشرّ ، والأخذ بمنهج الرحمن أو بمنهج الشيطان .
   * * *

1230 - ( صلاة المنافقين )

بيّنتها الآية :إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا( 142 ) ( النساء ) ، فمن صلّى كصلاتهم ، وذكر كذكرهم ، لحق بهم في عدم القبول ، وخرج عن مقتضى قوله تعالى :قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ( 1 ) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ( 2 ) ( المؤمنون ) .
   * * *

1231 - ( ذو الحجر )

ذو الحجر في الآية :هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ( 5 ) ( الفجر ) هو ذو العقل أو اللّب ، وذو الحلم ، وذو الستر ؛ والحجر بمعنى العقل ، وهو استخدام جديد ليس في اللغات اللاتينية والألمانية والإنجليزية والفرنسية والروسية والعبرية إلخ ، وعند ترجمته إلى أي منها يترجم بأنه العقل . وأصل الحجر هو المنع ، فيقال لمن يملك نفسه ويمنعها : إنه لذو حجر ؛ ومنه سمّى الحجر لامتناعه بصلابته ؛ ومنه قولنا : قضت المحكمة بالحجر على فلان ، أي منعه من التصرف في أمواله وأملاكه ؛ ومنه كذلك الحجرة لامتناع ما فيها بها .
وفي الآية :وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ( الأنعام 138 ) أنها أنعام محرّمة ، وحرث ممنوع ؛ وفي الآية :وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً( 22 ) ( الفرقان 22 ) أي حجر اللّه عليهم البشرى وحرّمها عليهم ، بمعنى أن الملائكة تقول لهم نعوذ باللّه منكم ، والعرب يقولون إنه لذو حجر ، إذا كان قاهرا لنفسه ضابطا لها ، كأنه حجر عليها ويمنعها .
فهل رأيت الآن كم 
هي عبقرية هذه اللغة العربية فلا تضاهيها أبدا لغة أخرى ! ولذلك كان القرآن بها ، وكان كتابا ضمن صفاته الأخرى ، أن له أسلوبه الفصيح ، ويحفل بوجوه البيان ، وبالمصطلحات والأسماء ، بما ليس في لغة من اللغات .
   * * *

1232 - ( الحور العين )

هن زوجات المؤمنين في الجنة :وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ( 54 ) ( الدخان ) ، والحور : هن النساء البيض ، جمع حوراء : وهي البيضاء صافية البياض كالمرآة ، من دقة الجلد وبضاضة البشرة ، كقوله :وَحُورٌ عِينٌ ( 22 ) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ( 23 ) ( الواقعة ) ، أي اللؤلؤ الذي لم تمسّه يد ، ولم يدنّسه قذر ، فحتّى التراب لم يلحقه منه شئ ، فهو أشد ما يكون صفاء وتلألؤا . والحور العين إذن : هن النساء الثاقبات البياض بحسن ؛ وسميت الحور حورا لأنهن يحار الطّرف في حسنهن وبياضهن وصفاء لونهن ، أو لحور عيونهن ، والحور : شدّة بياض العين مع شدّة سواد الحدقة ؛ والمرأة الحوراء هي البيّنة الحور .
والعين بالكسر جمع عيناء ، وهي الواسعة العظيمة العينين ، ويقال للنساء أنهن حور عين لأنهن يشبهن الظباء . وحسن الحور العين ليس الحسن المادي وحده ، ولكنه الحسن المعنوي أيضا ، كقوله تعالى :حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ( 72 ) ( الرحمن ) ، أي أنهم فضليات لا يشتهين أن يطالعهن الرجال ، فهن في « الخيام » ، يعنى مستورات الملابس أو مستورات البيوت ، ولسن بالطّوافات في الطرق ، ويقصرن أنفسهن على أزواجهن فهن مقصورات ، من معنى قصرت الشيء إذا لم تجاوز به غيره ، وامرأة مقصورة في البيت ، أو على زوجها ، أي لا تتركه . والحمد للّه ربّ العالمين .

   * * *

1233 - ( الزّور )

الزور : هو الباطل والكذب ، وقيل : كل باطل زوّر وزخرف ، وأعظمه الشّرك وتعظيم الأنداد للّه تعالى ، كقول النصارى : عيسى ابن اللّه ، وقول اليهود : نحن أحباب اللّه وأصفياؤه . وكان الزور في الجاهلية يسمى نفس الاسم ، والمعنى في الآية :وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ( الفرقان 72 ) من الشهادة لا من المشاهدة .
وفي قوله :وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ( 30 ) ( الحج 30 ) فقد ورد في الحديث : « عدلت شهادة الزور الشرك باللّه » ، وعدّها الرسول صلى اللّه عليه وسلم « من أكبر الكبائر » ، وكان عمر يجلد شاهد الزور أربعين جلدة ، ويسخّم وجهه ، ويحلق رأسه ، ويطاف به في السوق .
وعند أهل العلم لا تقبل لشاهد الزور شهادة أبدا ، فإن تاب وحسن عمله قبلت شهادته ، أي أعيدت له أهليته .

   * * *    

1234 - ( السابقون )

السابقون : من قولنا سبقه أي تقدّمه وخلّفه ، ومن المثل : سبق السيف العذل ؛ والسابق الذي يأخذ السبق ، والجمع سابقون وسبّاق ، وفي القرآن :أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ( 61 ) ( المؤمنون ) ، أي مسرعون . سبقت لهم من اللّه السعادة فسارعوا في الخيرات والصالحات .
وكل من تقدّم في شئ فهو سابق إليه . والسبق إلى الخيرات هو الإسراع إليها واستعجال إتيانها ، وقوله « يسارعون » على معنى يسابقون غيرهم .
وفي قوله تعالى :ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ( فاطر 32 ) : أن المصطفين للكتاب ثلاث فئات ، وهم الذين يعرض عليهم ما فيه ، فمن هؤلاء « الظالم لنفسه » يجهل ويظلم نفسه ، ويأتي الذنوب الصغيرة فلا يدرك أنها ذنوب لجهله ؛ والمقتصد : وهو المؤمن العاصي ؛ والسابق : وهو التقىّ على الإطلاق .
ويبين معنى السابق مقارنة بمعنى الظالم لنفسه والمقتصد : فالظالم لنفسه : قوّال غير فعّال ؛ والمقتصد : فعّال وليس قوّالا ؛ والسابق : قوّال وفعّال . والظالم لنفسه : يعبد اللّه على عادة وغفلة ؛ والمقتصد : يعبده على رغبة ورهبة ؛ والسابق : يعبده على الهيبة . والظالم لنفسه : يعطى فيمنع ؛ والمقتصد يعطى فيبذل ؛ والسابق : 
يمنع ومع ذلك يشكر ويؤثر .
والظالم لنفسه : يستغنى بماله ، والمقتصد : يستغنى بدينه ؛ والسابق : يستغنى بربّه . والظالم لنفسه : يتلو القرآن ولا يعمل به ؛ والمقتصد : يتلو القرآن ويعمل به ؛ والسابق : يقرأ القرآن وهو عالم فيه ويعمل به . والظالم لنفسه : يدخل المسجد وقد أقيمت الصلاة ؛ والمقتصد : يدخله وقد أذّن ؛ والسابق : يدخله قبل التأذين .
والظالم لنفسه : يغفل عن الصلاة حتى يفوت الوقت والجماعة ؛ والمقتصد : لا يفرّط في الوقت وإن فاتته الجماعة ؛ والسابق : يدرك الوقت والجماعة فيدرك الفضيلتين . والظالم لنفسه : يحبّ نفسه ؛ والمقتصد : يحبّ دينه ؛ والسابق : يحبّ ربّه .
والظالم لنفسه : ينتصف ولا ينصف ؛ والمقتصد : ينتصف وينصف ؛ والسابق : ينصف ولا ينتصف .
وقالت عائشة : الظالم لنفسه :
من لم يسلم إلا بالسيف ؛ والمقتصد : من أسلم بعد الهجرة ؛ والسابق : الذي أسلم قبل الهجرة .
   * * *

1235 - ( السابقون الأولون )

في الآية :وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ( التوبة 100 ) ، أن « السابقين الأولين » : هم السابقون إلى الهجرة ، صلّوا إلى القبلتين ، وشهدوا بيعة الرضوان - وهي بيعة الحديبية ، وهم أهل بدر .
وكل من هاجر قبل تحويل القبلة فهو من المهاجرين الأولين : 
وأفضل هؤلاء الخلفاء الأربعة ، ثم الستة الباقون إلى تمام العشرة ، ثم البدريون ، ثم أصحاب أحد ، ثم أهل بيعة الرضوان بالحديبية .
وأولهم : إسلاما : أبو بكر : من الرجال ؛ وعلىّ : من الصبيان ؛ ومن الموالى : زيد بن حارثة ؛ ومن النساء : خديجة ، سبقت إلى الإسلام .
وكان إسلام الزبير بعد أبي بكر ، وكان الرابع أو الخامس في الإسلام . والزبير أسلم وعمره ثماني سنين ، وعلىّ أسلم ابن سبع أو عشر سنين ، والسبق في الإسلام يكون بثلاثة أشياء : الصفة وهو الإيمان ، والزمان ، والمكان ، وأفضل هذه الوجوه سبق الصفات ، والدليل عليه قوله صلى اللّه عليه وسلم في الصحيح : « نحن الآخرون الأولون ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ، وأوتيناه من بعدهم ، فهذا يومهم - يقصد يوم الجمعة - الذي اختلفوا فيه ، فهدانا اللّه له ، فاليهود غدا ( السبت ) ، والنصارى بعد غد ( الأحد ) » ، فأخبر صلى اللّه عليه وسلم أن من سبقنا من الأمم بالزمان ، سبقناهم بالإيمان : وهو الامتثال لأمر اللّه تعالى ، والانقياد إليه ، والاستسلام لأمره ، والرضا بتكليفه ، والاحتمال لوظائفه ، لا نعترض عليه ، ولا نختار معه ، ولا نبدّل بالرأي شريعته كما فعل أهل الكتاب .

   * * *

1236 - ( السابقون السابقون )

يصنّف القرآن الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف ، يقول تعالى :وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً ( 7 ) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ( 8 ) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ( 9 ) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ( 10 ) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ( 11 ) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ( 12 ) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ( 13 ) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ( 14 ) ( الواقعة ) ، فأما أصحاب الميمنة فهم الذين يؤخذ بهم ناحية اليمين إلى الجنة ؛ وأما أصحاب المشأمة فهم الذين يؤخذ بهم إلى ناحية الشمال إلى النار ؛ وأما السابقون : فهم الذين يسبقون إلى الإيمان من كل أمة ، تكررت في الآية تأكيدا واستحسانا وترغيبا وإكراما ، فهم سبقوا أولا إلى الإيمان وطاعة اللّه ، وسبقوا ثانيا إلى رحمة اللّه ، وهم في أمة الإسلام الذين سبقوا إلى الهجرة ، وهؤلاء هم السابقون الأولون :وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ( التوبة 100 ) ، وهم على الصحيح المؤمنون بعامة ، والذين يعملون الصالحات :أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ( المؤمنون 61 ) ، قال لهم ربّهم :سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ( الحديد 21 ) فسبقوا ، فقرّبهم منه ، وأخبر عنهم أنهم ثلة - أي كثرة - من الأمم المتقدمة ، وقليل من أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم :ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ( 13 ) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ( 14 ) ( الواقعة ) ، وصفوا بأنهم قلّة بالإضافة إلى من كان قبلهم ، لأنه في السالف كثر الأنبياء فكثر السابقون إلى الإيمان ، فزادوا على عدد من سبق إلى التصديق من أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم .
وفي الحديث عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يخاطب أمته : « إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، بل ثلث أهل الجنة ، بل نصف أهل الجنة ، وتقاسمونها في النصف الثاني » .

   * * *    

1236 - ( السمع والأبصار والأفئدة )

هذه الجوارح الثلاث هي أهم الجوارح في الإنسان ، ورئيسها الفؤاد أو القلب ، وهو أشرف الثلاث ، والقلب موضع الفكر ، وقد يتأثر بالسمع والبصر لما بينها جميعا من ارتباط هو ارتباط الظاهر بالباطن ، فالقلب للباطن ، والسمع والبصر للظاهر . والسمع في الترتيب يأتي أولا ، لأننا نسمع أولا ، فإذا سمعنا توجهنا بالبصر إلى ما نسمع ، فإذا سمعنا وبصرنا عقلنا ، والعقل بالفؤاد ، قال تعالى :أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( النحل 78 ) ، فعند ما نولد لا ندرك ولا نعلم ، ثم يأتي الإدراك والعلم من بعد .
وفي السمع إثبات النطق ، لأن من لا يسمع لا يتكلم ، وإذا وجد السمع وجد النطق .
واستوجبت النّعم الثلاث الشكر على من يسمع ويبصر ويعقل ، فإذا لم يعقل ويشكر فإنما لفساد القلب ، وبالتالي فكأنه لم يسمع ولم يبصر :أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ( النحل 108 ) فتعطّل السمع والبصر نتيجة لتعطّل القلب ، وهذا هو معنى :طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ، كقوله :خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ( البقرة 7 ) ، فالختم يكون على القلوب وعلى السمع ، والغشاوة تكون على الأبصار ، ومعنى الختم على القلوب عدم الوعي بمخاطبات اللّه بالتفكير في آياته ؛ ومعنى الختم على السمع عدم فهم ما يتلى عليهم من آيات اللّه ، أو الدعوة إلى وحدانيته ؛ ومعنى الختم على الأبصار عدم هدايتها للنظر في مخلوقاته وعجائب مصنوعاته ، ولا أقل في هذه الحالة من أن يوظّف السمع والأبصار ، والحسىّ عموما ، لرصد ما يصنعه كل إنسان ، كقوله تعالى :حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ( فصلت 20 ) .
ويزعم المستشرقون : أن القرآن جعل الأبصار جمعا ولكنه وحدّ السمع ، وكان يجب أن يجمع الأسماع ؟ والجواب : إنما وحّده لأنه مصدر يقع للقليل والكثير ، وهو اسم للجارحة المسموع بها سمّيت بالمصدر .
ويأتي السمع مع الأبصار عشر مرات في القرآن ، ولم يأت السمع مع البصر إلا مرة ، كقوله :إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا( الإسراء 36 ) ، وفي المرات العشر فإن لكل قلب وبصر ما يشغله ، ولذا كان التعبير عنها بالجمع ، فإن كان السمع للجميع واحد ، نقول سمعا ولا نقول أسماعا .
وفي الحديث عن هذه الجوارح باعتبارها أعضاء أوردها مفردة ، فالفؤاد في الآية كجارحة يسأل عمّا افتكر فيه واعتقده ، والسمع والبصر عمّا رأى من ذلك وسمع ، وعبّر عن السمع والبصر والفؤاد « بأولئك » ، لأنها حواس مستقلة لها إدراك ، وجعلها في هذه الآية مسؤولة ، وجعل لها وللجلود - وهي من الحواس أيضا - شهادة .
ومجىء السمع 
في الترتيب قبل البصر دليل فضل السمع عليه ، فالسمع يدرك من الجهات الست ، وفي النور والظلمة ، ولا يدرك البصر إلا من الجهة المقابلة ، وبواسطة من ضياء وشعاع .
وفي أسماء اللّه الحسنى يأتي أنه « سميع بصير » إحدى عشرة مرة ، وأنه « سميع عليم » 32 مرة ، وأنه « سميع قريب » وذلك دليل أكيد على فضل السمع على البصر .

   * * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الخميس 9 نوفمبر 2023 - 21:31 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الخميس 9 نوفمبر 2023 - 21:24 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1237 - ( السحر )

السحر أصله التمويه بالحيل والتخاييل ، وهو أن يفعل الساحر أشياء ومعاني ، فيخيل للمسحور أنها بخلاف ما هي به ، كالذي يرى السراب من بعيد فيخيّل إليه أنه ماء ، وكراكب السفينة السائرة حثيثا أو القطار ، يخيل إليه أن ما يرى من أشجار وجبال تسير معه . والسحر يشتق من الفعل سحر أي خدع ، والسحر خداع ، والتسحير مثله ، وقوله تعالى :إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ( الشعراء 153 ) ، أي الذين وقعوا ضحية السحر حتى فسدت به عقولهم .
والسحر : هو الاستمالة ، فمن يسحرك يستميلك ، وقوله تعالى :نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ( الحجر 15 ) أي سحرنا فذهبت معارفنا وحلّت محلها تخيلاتنا . والسحر لا ينطلى إلا على أشخاص بأعينهم ، يتميزون بالاستهوائية والتجاوب السريع . ومن السحر ما يكون خفة يد كالشعوذة ، ومنه ما يحفظ كلاما كالرقى .
وسمى الرسول صلى اللّه عليه وسلم الفصاحة في الكلام واللسان سحرا فقال : « إن من البيان لسحرا » ، لأن السامع يضل بكلام المتكلم عن الحق فيظن الباطل حقا ، وهو قول يخرج مخرج الذمّ للبلاغة والفصاحة إذ يشبّهها بالسحر .

وقيل خرج مخرج المدح للبلاغة والتقليل للبيان ، والأول أصحّ ، بدليل قوله صلى اللّه عليه وسلم : « فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض » ، وقوله : « إن أبغضكم إلىّ الثرثارون المتفيقهون » ، والثرثرة هي كثرة الكلام ، والثرثار كثير الكلام ، والمتفيقه مثله .
ومن السحر ما يدّعون به تغيير صور الناس ، وقطع المسافات ، والطيران في الهواء ، وكان ذلك في الماضي لسذاجة الناس ، والآن قد يفعله العلماء بالتكنولوچيا وليس بالكلام .
وبعض أهل الدين يؤمنون بالسحر ويدّعون أن له حقيقة ، وأصحاب العقل وأولو النهى يرفضونه ويصفونه بالتمويه والتخييل ، وفي القرآن قال :يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى( طه 66 ) ، ولم يقل تسعى على الحقيقة وإنما قال : « يخيل إليه » ؛ وقال أيضا :سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ( الأعراف 116 ) .
ومن السحرة فنانون في سحرهم ، وفي القرآن صنفان :ساحِرٌ كَذَّابٌ( ص 4 ) ، وساحِرٍ عَلِيمٍ( الأعراف 112 ) ، والأول : هو النصّاب ، والثاني : هو هذا الفنان في سحره ، وهناك ثالث :إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ( يونس 2 ) يعنى سحره ليس كالشعوذة . والقرآن مع القول بأن السحر : هو فن التأثير على الناس بالقول وخفة اليد ، وليس بالواقع كقوله تعالى :وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ( يونس 77 ) .
وقيل : لو لم يكن السحر واقعا لما قال :يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ( البقرة 102 ) ، ولما وصف سحر سحرة فرعون فقال :سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ( الأعراف 116 ) ، ولما نزلت سورة الفلق التي كان سبب نزولها سحر لبيد بن الأعصم ، ولما قالت عائشة : « سحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يهودي من يهود زريق يقال له لبيد بن الأعصم » ، والحديث لم يقل إن سحر لبيد أثّر على الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، ولم تكن سورة الفلق إلا تعويذة بدلا من تعاويذ الجاهلية ، وليس معنى الاستعاذة باللّه من السحرة أن فعلهم يقع ، فلو آمنا بذلك لكان هذا هو الشّرك الخفي ، لأننا نجعل للّه شركاء يفعلون في الناس ما يريدون وكأنهم آلهة ؟ ! ومن الأكاذيب أن يقال أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم سحر ، فلو كان سحر فكيف نأتمنه على الرسالة ؟ وكيف يأمنه ربّه عليها ؟ ومن يقل ذلك ينتقص من النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ومن الإسلام كديانة .
ورواية عائشة عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : « إن اللّه شفاني » لم يقل بها سواها ، ولم يشهد على صحتها أحد ، ولا يوجد ما يثبت أن عائشة قالت ذلك عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم .
والحديث لا يثبت أنه صلى اللّه عليه وسلم كان ضحية السحر ، وقوله المزعوم « إن اللّه شفاني » إنما لأنه تعالى الشافي دائما ، والمعافى دوما ، وهو يشفى من كل علّة ، والسحر ليس مرضا حتى يشفى منه ، وإنما السحر تغيير في حالة الشخص ، والتغيير لا هو نفسي ولا عضوى ، فلا هو مرض نفسي ولا مرض عضوى ، فكيف يفهم أن شفاءه كان من السحر مع أن السحر ليس بمرض أصلا ؟ !

والسحر بخلاف المعجزة ، وآيات موسى من إنزال الجراد والقمل والضفادع إلخ معجزات وليست سحرا ، والسحر يوهم به الساحر ، ولكن المعجزة لا يوهم بها ولا يأتيها إلا اللّه ، وشرطها : دعوى النبىّ والتحدّي بها .
والسحر من استخراج الشياطين ، وفي القرآن نص اللّه تعالى أن ما يعلمه الملائكة لا سحر فيه ، وإنما السحر يعلّمه الشياطين ، كقوله :وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ( البقرة 102 ) ، فنفى أن يكون الملائكة يعلّمون السحر ، بل يعلمه هاروت وماروت بدلا من الشياطين ، فالسحر من استخراجهم ، يوهمون به الناس ، وأكثر ما يتعاطاه النساء وخاصة في أحوال طمثهن ، وفي ذلك يقول تعالى :وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ( الفلق 4 ) ، فجعل النفث صناعة السحر عند النساء ، وأعطى هؤلاء اسم النفّاثات ، والتعوّذ من شرّهن يعنى من نواياهن الخبيثة وليس أن نفثهن في العقد يفلح في تغيير المصائر والأحوال ، وإلا فلما ذا لا نسمع في عصر العلم بالسحرة والسحر ؟ فافهم يا أخي المسلم ، ويا أختي المسلمة .
   * * *

1238 - ( الشفاعة )

يأتي عن الشفاعة في القرآن ثلاثون مرة ، والشفاعة في الدنيا نوعان : حسنة وسيئة ، وحكمهما قوله تعالى :مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها( النساء 85 ) .
والشفاعة في اللغة : سؤال فعل الخير ، وسؤال ترك الضرر عن الغير ، على سبيل التضرّع . وفي الآخرة لا شفاعة إلا للّه :قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً( الزمر 42 ) ، ولا شفيع من دونه :لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ( الأنعام 51 ) ، ولا شفاعة أصلا إلا من بعد إذنه تعالى :ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ( يونس 3 ) ، وفي السنّة : أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من هؤلاء المأذون لهم بالشفاعة ، يسألها ربّه لأمته فيقول له : « يا محمد ، ارفع رأسك وقل يسمع ، واشفع تشفع » .
والشفاعة في الدنيا تقتضى حاكما مستبدا لا حاكما عادلا ، لأنها تقتضى منه أن يتخلى عن العدل من أجل الشفيع ، وأن يفسخ ما كان يتوجب عليه أن يتوجه إليه عزمه . والحاكم المستبد هو الذي يقبل أن يحكم بخلاف ما يعلم أنه الصواب والحق ، والشفاعة بهذا المعنى ظلم ومحال على اللّه ، لأنه تعالى يستحيل أن يغيّر إرادته ، ولا أن يحوّل عدله .
وإرادته تعالى بحسب علمه الأزلي لا تغيير فيها ولا تبديل . وعلى ذلك فما ورد في الشفاعة من الأحاديث هو من المتشابه ، والمسلمون في هذه الأحاديث على التفويض فيما لا يعلمون ، وينزّهون اللّه عن الشفاعة على شاكلة ما يرونه منها في الدنيا .
وكان ابن تيمية يرى في أحاديث الشفاعة أن ما ذكر فيها عن شفاعة الرسول ، أن الشفاعة المقصودة هي دعاؤه للمسلمين ، ولا تعنى أن المولى سيرجع بشفاعة الرسول صلى اللّه عليه وسلم أو شفاعة الملائكة والمؤمنين ، عن إرادته من أجل الشافع أو الشافعين . وما ورد في القرآن عن يوم الحساب قاطع حاسم بشأن الشفاعة ، ومن هذا اليوم تنقطع الأسباب ، وتبطل منفعة الأنساب :فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ( المؤمنون 101 ) ، ولا يدفع فيه بالفداء ، ولا بشفاعة الشافعين ، وتضمحل الوسائل ، إلا ما كان من إخلاص العمل قبل حلول الأجل .

وفي الشفاعة قال الإمام محمد عبده : إن الشفاعات في إفساد الحكومات والدول والشعوب أشد فتكا من الذئاب الضارية بالغنم . وفي الحكومات التي تروج فيها الشفاعات يعتمد الناس على الشفاعة في ظل ما يطلبون ، لا على الحق والعدل ، فتضيع فيها الحقوق ، ويحل الظلم محل العدل ، ويسرى ذلك من الحكومات إلى الناس فيكون الفساد عاما ، وهو حال بلادنا ، والاعتقاد الشائع فيها أن لا قضاء لمصلحة إلا بالشفاعة والرشوة .
وبهذا المعنى تستحيل الشفاعة على اللّه ، لأن ما يقضى به إنما هو تابع لحكمته وعلمه وعدله والحق الذي هو اسمه . وهذه الشفاعة التي يتعلق بها السفهاء قد نفاها اللّه يوم الحساب ، فقال :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ( البقرة 254 ) ، وفي ذلك نفى تام لأي نوع من الشفاعة ، بل هو القسط والميزان :وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ( 47 ) ( الأنبياء 47 ) .

وقد ذهب البعض إلى القول بالشفاعة للمسلم الذي ينطق بالشهادة وإن زنا أو سرق ، وينفى القرآن ذلك البتة في الآية :وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ( النساء 14 ) ، فالعاصى إذن في النار مخلدا ، وليس ما يقولون أنه يدخل لفترة ثم يقر في الجنة بعد أن ينال جزاءه ؛ وكذلك القاتل : لا يعذّب لبعض الوقت وإنما هو مخلّد في النار ولا شفاعة فيه ، كقوله :وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً( النساء 93 ) . والظالمون كذلك : لا شفاعة لهم ، وهم مخلّدون في النار :ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ( غافر 18 ) ؛ وكذلك المنافقون :وَعَدَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ( التوبة 68 ) .
وإذن فلا استثناء لأحد بدعوى الإسلام أو غيره ، وإنما الحساب والميزان :ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها( الكهف 49 ) ،وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ( يونس 61 ) ،فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ( 7 ) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ( 8 ) ( الزلزلة ) ، رفعت الأقلام وجفّت الصحف .

   * * *

1239 - ( الصابئة فرقة نصرانية يهودية )

وهم الصابئون أيضاSabeans، ويأتي ذكرهم في القرآن ثلاث مرات بصيغ مختلفة ضمن فرق أخرى ؛ في الأولى :إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ( البقرة 62 ) ، وتنبّه الآية إلى أن الاسم لا يهم ، وإنما المهم أن هؤلاء كانوا مؤمنين باللّه وباليوم الآخر ويعملون الصالحات ، وبناء عليه لهم ثوابهم عند اللّه ولا خوف عليهم ولا هم يصيبهم القلق على أنفسهم ؛ وفي الثانية :إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ( المائدة 5 ) فاختلفت الصياغة وقدّم الصابئون على النصارى ، وزعم المستشرقون أن القرآن قد أخطأ في النحو ورفع « الصابئون » ، وكان يجب النصب بأن ، أو أن كتبة القرآن أخطئوا ، والصحيح أنه لا خطأ هناك ، ورفع « الصابئون » محمول كما ذكرنا على تقديمها والنصارى ، وتقديره : إن الذين آمنوا والذين هادوا ، من آمن باللّه واليوم الآخر وعمل صالحا ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وكذلك الصابئون والنصارى » ، وبذلك ينحل الإشكال وتسقط دعوى أمثال المستشار العشماوى الذي يصرّ على تخطئة رفع « الصابئون » .
وفي الثالثة :إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ( الحج 17 ) يتأكد أن هذه الفرق الست منها فرقة ضالة وبقية الفرق كانت مؤمنة ، إلا أن اعتقاداتها اختلفت ، وزاد شقة الخلاف بينها مع الزمن ، وإنما كانت اعتقادات في أولها صحيحة ثم انحرفت وكانت على الضلال .
والقرآن في الآيات الثلاث اعتبرها وتحدّث عنها في أوائل ظهورها وليس بعد انحرافها عن الجادة ، ومن ثم فليس هناك خطأ فيما جاء بالآيات من ثناء عليها .
والصابئة من صبأ ، تقول صبأت النجوم - أي طلعت ؛ وصبأت ثنية الغلام إذا خرجت ؛ والصابئة على ذلك هم فرقة خرجت من فرقة أخرى ، وكانوا مندائيةMandaeans، وعقيدتهم غنوصية أي عرفانية ، والغنوص أو العرفانية قال بها اليهود وزاد فيها النصارى ، ومن ثم كان الصابئة - مثلما كان المندائية - من الفرق اليهودية المسيحيةJudaeco - christian، وهذا هو سبب تسميتهم صابئة ، أي الذين خرجوا من غيرهم من الفرق .
والغنوصgnosis، والغنوصيةgnosticismهما القول بمعارف غيبية ، وأن اللّه يستدل عليه بالحدس لا بالعقل ، وبالوجد لا بالاستدلال ، والصابئة والمندائية ذهبوا إلى ذلك ، وقالوا بإلهين للنور والظلام ، وقضى الإسلام على المندائية ، وما تزال في العراق بقايا من الصابئة .
وأخطأ المفسرون المسلمون الذين قالوا : إن الصابئة أهل كتاب ، لأنهم لم يكن لهم كتاب على الحقيقة ، وأخطأ المفسرون اليهود الذين ذكروا أن الصابئة أتباع يوحنا المعمدان ( النبىّ يحيى ) ، وأنهم هم فرقة المغتسلين أو المتطهّرين الذين مارسوا العماد ، ومنهم المسيح ، وقد عمّده يوحنا .
وكان المغتسلون أو المتطهّرون في زمن لوط واتّهمه قومه بأنه منهم . وأخطأ ماسينيون وتلميذه عبد الرحمن بدوي عندما أرجعا صحيح الاسم إلى كلمتي « ماس‌بوتا » يعنى تخمّر الماء وهي عملية من الشعائر المعمودية ، فما علاقة صابئة بماس‌بوتا ؟ ! والشهرستاني المؤرخ الإسلامي المشهور للفرق ، قال إن الصابئة هم عبدة النجوم ، واشتهر ذلك عنه ، وذكر أنهم كانوا يسمون أنفسهم « الروحانية » ، لأنهم اعتقدوا أن النجوم أرواح ، وأنها تؤثر في الكون وتنهض على تصريفه ، من أرزاق ومحاصيل ، وتجارة وحروب ، ومواليد ووفيات ، وزواج وطلاق ، وقيام دول وسقوطها إلخ .
واشتهر الصابئة لذلك بالتنجيم وقراءة الطوالع . وقال فيهم الإمام أبو حنيفة مقالة غريبة انحرف بها عن الصواب وجانب التاريخ ، وجعل تعظيمهم للنجوم كتعظيم المسلمين للكعبة ! فلا يقال إنهم عبدة نجوم ، كما لا يقال إن المسلمين يتعبّدون للكعبة ! ! وقال عن ديانة الصابئة أنها ديانة نبوية ، ويبدو أنه اقتنع بمن قال إن أنبياء الصابئة اثنان هما عاذيموس وإدريس ، أو أن عاذيموس هو نفسه إدريس بالعربية ، وقال عن ملّتهم إنها الفطرة وليس الاكتساب ، وذكر أن أتباع إدريس كانوا الصابئة الأولى .
وقال غيره : إن الصابئة يعبدون الملائكة ، ويصلّون إلى القبلة ، ويقرءون الزبور ، وقالوا إنهم يصلون الخمس ! ولا أدرى من أين جاءوا بهذا الكلام إلا أن يكونوا يقصدون أن الإسلام أخذ منهم الصلوات الخمس ! والغريب أنهم نسبوا إليهم أيضا أنهم موحّدون على دين نوح وإن اعتقدوا في النجوم ، وأن ديانتهم خليط من اليهودية والمجوسية ، وعلى هذا الأساس حللوا ذبائحهم ومناكحة نسائهم ؛ والبعض حرّموا ذلك ، ونسبوا إليهم أن قبلتهم نحو مهب الجنوب .
والغريب أيضا أن يسلّم الدكتور عبد الرحمن بدوي بقول المستشرقين : أن اسم الصابئة من الصيباوية التي ورد عنها في قاموس أصول الدين الكاثوليكى المنشور سنة 1814 م ، وهو يعلم أن غرض المستشرقين بيان أن محمدا أخذ قرآنه من أصول يهودية مسيحية ، وأن هناك افتئاتا واضحا في هذا الادعاء الذي لم يقدّم صاحبه دليلا واحدا عليه .
والقرآن هو الأصحّ ، وفي الكويت وبين طلبة الجامعة عرفت شخصيا طالبين عراقيين ، وطالبة عراقية ، ذكروا جميعا أنهم من الصابئة الذين ذكرهم القرآن ، وكان اعترافهم ضمن اعتذار عن الخوض في الإسلام والقرآن لجهلهم بهما ، وتبين لي من مناقشتهم أنهم مندائية ، وأن الصابئة هو اسم عقيدتهم بين إخوانهم ، ولم ينفوا وجود إله ، ولكنهم كانوا يعتقدون في النور والظلام ، والخير والشرّ كمبادئ للوجود .
والقرآن تحدّث عنهم كما كانوا في بداية ظهورهم كحديثه عن التوراة الأولى والإنجيل كما نزلا على موسى وعيسى ، بمعنى أقوال موسى وعيسى عن اللّه ، وكلام القرآن في التوراة والإنجيل لا يتصادم مع قوله إن اليهود والنصارى حرّفوا فيهما ، فالتحريف كان من بعد ، وكذلك حديث القرآن عن الحنيفية على عهد إبراهيم في حين أنها على زمن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كانت قد حرّفت ، ومن ثم كان قوله صلى اللّه عليه وسلم أنه جاء « بالحنيفية السمحاء » تصحيحا للحنيفية القائمة ، وإحياء للحنيفية الحقّة .
وكذلك قول القرآن في الفرق الدينية منذ نوح :فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ( 26 ) ( الحديد ) ، وفي النصارى :فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ( 27 ) ( الحديد ) وما ذكره القرآن عن الصابئة الأولى هو هذا الثناء الذي لم يعجب الدكتور بدوي ، حتى صرح في ختام مقاله ، بأن الصابئة مشكلة في القرآن يصعب معها تبرير هذا الثناء ، وأنه لا يجب أن نيأس بأن نجد لها حلا ، فأوهمنا بأنها مشكلة لا حلّ لها ! ! يا دكتور ! المشكلة فيك أنت وفي علمك المبتور بالقرآن ! ولو كان ما تقوله صحيحا لكانت هناك مشكلة في الموائمة بين امتداح القرآن للتوراة وبين جزمه بالتحريف فيه ، وبين ثنائه على الإنجيل وما جاء فيه أن عيسى ابن اللّه ! وما أنبّه إليه إخواني المسلمين أن كلام القرآن في التوراة والإنجيل ، يقصد به التوراة الأولى والإنجيل الأول ، وليس هذه التوراة الثانية وهذا الإنجيل الثاني ، وكلاهما محرّف ولا يقول الحقيقة ، وعلى ذلك ينبغي الحذر من أقوال عبد الرحمن بدوي في القرآن ، لأنها مستقاة عن المستشرقين وليس عن اعتقاد بالقرآن .
وعبد الرحمن وجودي ملحد أصلا كما أقر في كتابه الزمان الوجودي ، وكتابه عن رابعة العدوية ، وفي السيرة الذاتية ، وقد نبّه مؤلف هذه الموسوعة إلى ذلك كثيرا في كثير من مؤلفاته ، وفي كتابه موسوعة الفلسفة ، وكتابه عن رابعة ، وفي كتابه موسوعة الصوفية .

   * * *

1240 - ( الصّافون )

من صفّ أي انتظم في صفوف ، والصّافون : هم أهل الإسلام يصفّون لربّهم في الصلاة صفوفا ، تشبّها بالملائكة الصافين في قوله تعالى :وَالصَّافَّاتِ صَفًّا( الصافات 1 ) قيل : هم الملائكة يصفّون عند ربّهم في صلاتهم كصفوف أهل الدنيا في الأرض ، وفي الحديث : « ألا تصفّون كما تصف الملائكة عند ربّها » ؟ فسأله الصحابة : وكيف يصفّون ؟ قال : « يتمون الصفوف الأول ، ويتراصّون في الصف » أخرجه مسلم ، وكان عمر يقول إذا قام للصلاة : أقيموا صفوفكم واستووا ، إنما يريد اللّه بكم هدى الملائكة عند ربّها :وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ( الصافات 165 ) ، وكان الناس يصلون متبددين فأنزل اللّه :وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ( الصافات 165 ) ، فأمرهم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يصطفوا .
وقيل : يصطف الملائكة حول العرش ، وكذلك يفعل المؤمنون خلف إمامهم . وإقامة الصفوف من الإيمان ، ومن حسن الصلاة ، وتعنى التلاحم والتآزر والتساوي والتآخي ، وهذه صفات الصافّين الذين هم المؤمنون .
   * * *

1241 - ( الصدق والصادقون والصدّيقون )

الصدق ضد الكذب . والصدق في اللغة هو مطابقة الحكم للواقع ، والإبانة عما يخبر به على ما كان ، وقول الصدق في مواطن الهلاك التي قد لا ينجيك فيها إلا الكذب .
وعوارض الصدق في الصادق أن لا يكون في أحواله شين ، ولا في اعتقاده ريب ، ولا في أعماله عيب .
والصادقون : هم أهل الصدق . وعن مالك بن أنس قال : كلما كان الرجل صادقا لا يكذب ، إلّا متّع بعقله ، ولم يصبه ما يصيب غيره من الهرم والخرف .
وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ( 119 ) ( التوبة ) ، يعنى على مذهب الصادقين وسبيلهم ، وهم الأنبياء ، يكونون معهم بالأعمال الصالحة ؛ أو أنهم هم المرادون بقوله تعالى :لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا( البقرة 177 ) ، وقيل هم المهاجرون ، سمّاهم بالصادقين ( الحشر 8 ) ، وبالمفلحين ( الحشر 9 ) . والصادقون تستوى ظواهرهم مع بواطنهم ، فلا يكون متسع للنفاق في العقيدة أو الفعل ، ويقال لصاحب هذه الصفة أنه الصدّيق . والصدّيقون من الأنبياء في القرآن خمسة : إبراهيم ( مريم 41 ) ، ويوسف ( يوسف 46 ) ، وإدريس ( مريم 56 ) ، وإسماعيل ( مريم 54 ) ، وهارون ( القصص 34 ) .

وكانت مريم صدّيقة ( المائدة 75 ) . والصدّيقون في التعريف :الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ( الحديد 19 ) ، ولهم أعلى المراتب عند اللّه ( النساء 69 ) ، وكان أبو بكر صدّيقا ، وقيل : وعمر وعثمان .
والصادق والصدّيق كلاهما يلازم الصدق في الأقوال ، والإخلاص في الأعمال ، والصفاء في الأحوال ، إلا أن الصدّيق أعلى من الصادق . وفي الحديث : « عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البرّ ، وإن البرّ يهدى إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرّى الصدق حتى يكتب عند اللّه صديقا » .
والكذب على الضد من ذلك ، وفي الحديث : « إياكم والكذب ، فإن الكذب يهدى إلى الفجور ، وإن الفجور يهدى إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يكتب عند اللّه كذّابا » أخرجه مسلم ، فالكذب كفر ، وأهله لا شهادة لهم ، وقد ردّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شهادة رجل في كذبة كذبها .
والكذّاب لا يصلّى خلفه ، ولا يصلح منه جدّ ولا هزل ، ولا أن يعد ، ولا يقبل خبر الكاذب وإن صدق .
والصادقون يصدقون ما عاهدوا اللّه ( الأحزاب 23 ) ، ويقال : صدق اللّه ( آل عمران 95 ) ، وصدقه تعالى لأنه يجيء بالحقّ ، والحقّ اسمه ، كقوله :مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً( النساء 87 ) ، وقوله :وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا( النساء 122 ) .

وقدم الصدق ( يونس 2 ) : هو عمل المؤمنين الصالح عند ربّهم ، كقول القائل : « له قدم في الإسلام » يعنى له فضل ، وقول حسّان بن ثابت : « لنا القدم العليا » ، وقول ذي الرمة : « لكم قدم لا ينكر » .
ومبدأ الصدق » في قوله :بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ( يونس 93 ) هو منزل أو مقام الصدق . 

و « مدخل ومخرج صدق » ( الإسراء 80 ) هو أن يكون دخول العبد في مختلف الأمور وخروجه منها باللّه ، وللّه لا لغيره . ولسان الصدق في قوله :وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ( مريم 50 ) : وهو الذكر الحسن ، فما أحد يذكرهم إلا بالخير العميم .
و « مقعد الصدق » ( القمر 55 ) هو مجلس الصدق ، أي القربة والزلفة من الله تعالى .
وقوله :وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ( الأنعام 115 ) هو ما أخبر به من الحق لا مرية فيه ، صدقا فيما قال ، وعدلا فيما حكم ، ولا معقب على ما يقول ولا على ما يحكم .
وكما الصدق في الرجال فكذلك في النساء :الصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ( الأحزاب 35 ) .

   * * *

1242 - ( الصلاح كمقابل للفساد )

* الآيات في الصلاح ، والإصلاح ، والمصلحين ، والصالحات ، كثيرة ، وتزيد على الآيات عن الفساد ، والإفساد ، والمفسدين . وهناك 280 آية في الصلاح ، بينما لم تزد آيات الفساد عن 72 ، وقد تتناول الآيات الصلاح وحده ، أو الفساد وحده ، وقد تجمع بينهما ، كقوله تعالى :وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ ( 11 ) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ( البقرة ) .
والفساد ضد الصلاح ، وحقيقة الفساد العدول عن الاستقامة إلى ضدها ، تقول : فسد يفسد فسادا وفسودا ، وهو فاسد وفسيد ، والمعنى في الآية : لا تفسدوا في الأرض بالكفر وتأليب الناس على الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وكانت الأرض قبل أن يبعث يشيع فيها الفساد ، وتفعل فيها المعاصي ، فلما بعث ارتفع الفساد وصلحت الأرض ، فإذا عادوا للمعاصي بعد الإصلاح ، عاد الفساد وسيطر المفسدون .
وفي بلادنا عمّ الفساد ، وطمّ ، وحقّ فيها قوله تعالى :ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ( 41 ) ( الروم ) ، والفساد في مصر من نوع « الفساد الكبير » في الآية 73 من سورة الأنفال ، ومشكلة بلادنا هي الطبقة التي تبغى الفساد ( القصص 77 ) ، والتي تعمل على ظهوره ( غافر 26 ) ، وهي الطبقة المترفة الحاكمة التي قال فيها اللّه تعالى :الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ ( 11 ) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ( 12 ) ( الفجر ) ، وقال :وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ( 64 ) ( المائدة ) ، واللّه يعلم المفسد من المصلح ( البقرة 220 ) ، وجزاء هؤلاء كما قال :إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ( 33 ) ( المائدة ) ، إلا من تاب وعمل صالحا ، أو أراد الإصلاح في الأرض وبين الناس ( النساء 114 ) ، واللّه لا يضيع أجر المصلحين ( الأعراف 170 ) ، ووعد من يعمل صالحا أن يحييه حياة طيبة ( النحل 97 ) ، وأن يورّث الأرض عباده الصالحين ( الأنبياء 105 ) .

   * * *

1243 - ( الطاغوت والطاغية )

الطاغوت اصطلاح قرآني ، والكلمة مؤنثة ، من طغى يطغى ، ويطغو إذا جاوز الحدّ ، ووزنه طاغوت وفعلوت ، وقيل هو اسم مذكر مفرد يقع للقليل والكثير ، وهو مصدر لرهبوت وجبروت ، ويوصف به الواحد والجمع ، وأصله من الطغيان ، ولم أقرأ كتابا ضد الطغيان مثل القرآن ، ويأتي في القرآن عن الطغيان وما يتعلق به 39 مرة ، وعن الطاغوت وحده 8 مرات ، وفيها جميعا تقبيح للطغيان ، وقد يأتيه الفرد :اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى( طه 24 ) ، أو الجماعة :بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ( الذاريات 53 ) ، وقوله تعالى في الطاغين أن لهم :لَشَرَّ مَآبٍ( ص 55 ) ، وليس في أمم العالم من هو أطغى من اليهود :كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى( النجم 52 ) وفيهم الآية :وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً( الإسراء 60 ) .
والطاغوت هو الكاهن ، وهو الشيطان ، وهو الجبّار في الأرض ، والحاكم المستبد ، وطواغيت أمة الإسلام كثيرون ، ومن مصطلحات القرآن فيهم أنهم الجبّارون والفراعنة ، وكلمة فرعون تعنى الجبّار ، والفراعنة هم الجبارون ، وهذه لغة آشور ، فقد كان من يحكم أرض جاسان في مصر ( محافظة الشرقية ) هم هؤلاء الفراعنة ومعهم جرت قصص إبراهيم ويوسف وموسى ، وانتشر عن ملوك مصر أنهم الفراعنة وأن تاريخهم هو التاريخ الفرعونى ، وذلك نتيجة الغزو الفكري اليهودي لمصر وللثقافة المصرية ، ولم يذكر تاريخ مصر القديمة أي شئ عن اليهود ولا الفراعنة ، لأنهم كانوا جميعا من الأغراب وحكاياتهم وقعت بعيدا على أطراف حدود مصر الشرقية .
والجبروت كالطاغوت ، ومن يمارس الجبروت قد يكون فردا ، كقوله تعالى :كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ( هود 59 ) ، أو جماعة ، كقوله :قَوْماً جَبَّارِينَ( المائدة 22 ) .
وجمع الطاغوت الطواغيت ، والتحاكم إلى الطاغوت في الآية :يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا( النساء 6 ) هو التحاكم إلى قوانين يفصّلها أذناب الطواغيت تفصيلا ، ومن أقوال أحد رؤسائهم : « إن كل شئ في بلادنا بالقانون » ، غير أن القانون هو الذي تضعه زبانيته ، وهم الذين يوافقون عليه بإيعازه ، ثم يكون الخروج عليه جرما ، وفي الأول والآخر هو الطاغوت أو هو قانون الطاغية .

   * * *    

1244 - ( طور سيناء )

يتكرر اسم الطور في القرآن عشر مرات ، منها مرتان - واحدة بالإضافة إلى سيناء ، وواحدة بالإضافة إلى سينين . والطور اسم الجبل الذي كلم اللّه عليه موسى ، وأنزل عليه فيه التوراة ، كتبها ألواحا .
والطور في سيناء من أرض مصر ، وكانت سيناء منذ الأزل أرضا مصرية ، ولا بد أن اسم سيناء لذلك اسم مصرى ، فلما ذا يذهب المفسرون بعيدا ويزعمون أن الطور اسم سريانى وكذلك سيناء ؟ وفي التوراة أن جبل الطور اسمه حوريب ، ويتكرر اسم سيناء فيها 35 مرة ، وفي 17 مرة يسمى حوريب ، وبحسب التوراة - ولا شئ مما تقوله مثبوت تاريخيا - أن العبرانيين قضوا سنة على جبل الطور .
وقيل إن جبل الطور أو حوريب هو جبل سربال في وادى فيران ، وهذا كذب إذا قلنا إن العبرانيين كانوا من الكثرة فلا يمكن أن تستوعبهم برية جبل سربال لمدة سنة .
وقيل إنه جبل موسى ، إلا أن ذلك كذب أيضا ، لأن جبل موسى شديد الارتفاع ومن المستحيل تسلقه ، لأنه حاد الصخور وشديد الانحدار وشدّة الضوء فيه مؤلمة للعينين .
وأسفل جبل موسى يوجد وادى اشتهر باسم وادى الراحة ، باعتبار أن موسى وجماعته ارتاحوا فيه ، ولا يمكن أن يستوعبهم الجبل ولا الوادي بأعدادهم التي ذكرها التوراة - كان العدد ستمائة ألف وثلاثة آلاف وخمسمائة وخمسين ! يعنى نحو ستة ملايين نسمة ! وهذا العدد هو للذكور فقط من ابن عشرين سنة فصاعدا ، يعنى بدون الأطفال والنساء ، فيكون العدد الكلى نحو خمسة عشر مليونا ! ! فكيف باللّه تم الخروج بهؤلاء ، وكيف عاشوا على الجبل أو في الوادي الضيق ؟ ! ( بصرف النظر عن الخطأ في الجمع في التوراة ) ؛ .
وقيل إن طور سينين في الآية الثالثة من سورة التين ، أصلها سينيم التي ذكرها النبىّ إشعيا ، قال : يأتون من أرض سينيم ، يعنى البلاد البعيدة ، قيل إنها حيث برية سين ، إلا أنها ليست بلادا بعيدة ، وقيل هي أرض عيلام وكانوا يطلقون عليها أرض سينيم أي الأرض المرتفعة . وهناك أيضا أرض سين قرب عرفة عند سفح جبل لبنان .

ونقول للمستشرقين الذين زعموا أن محمدا هو مؤلف القرآن : أكان محمد يعرف كل هذه الاختلافات التي لم يحسمها اليهود فيما بينهم للآن ؟ وهل كان عنده العلم بالفرق بين سيناء ، وسينين ، وسين ؟ ! ! وكأني بمحمد عالم بالچيولوچيا والجغرافيا والتاريخ واللغات ؟ ألا يتّقى هؤلاء اللّه ؟ !
وقوله تعالى :وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ( البقرة 63 ) يعنى كظلّة ؛وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ( مريم 52 ) يعنى يمين موسى مقبلا ، لأن الجبال لا يمين لها ولا شمال ؛وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ( المؤمنون 20 ) هو الجبل الذي كلم اللّه عليه موسى وهو بأرض مصر كما سبق ، وذلك أن كثيرا من كتب التفسير تكتب أنه من أرض الشام ، وهذه الشجرة هي شجرة الزيتون وتميز أرض وجبال سيناء .
وفي سورة الطور يقسم اللّه تعالى بجبل موسى هذا فيقولوَالطُّورِ( 1 ) ، كما يقسم بالتين والزيتون كآيتين تميزان طور سيناء ، ويسميه أيضا طور سينين ، يقول :وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ( 1 ) وَطُورِ سِينِينَ( 2 ) ( التين ) .
والقسم بالجبال كالقسم بالبلاد والنجوم والكواكب من مناهج القرآن ، ويتكرر الجبل والجبال في القرآن تسع وثلاثون مرة ، تعظيما وتشريفا لها ، وحضّا على توقيرها ، وتعبّدا لخالقها ومبدعها سبحانه .

   * * *

1245 - ( الطيرة والزّجر وأثارة العلم والأزلام )

في القرآن :وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ( الأعراف 131 ) . والتطيّر : هو التشاؤم ، والأصل يطيّروا ، من الطّيرة وزجر الطّير ، ومن كثرة استعمال المصطلح صار عاما فاستعير للتشاؤم ، وكانت العرب تتيمن بالسّانح : وهو الذي يأتي من جهة اليمين ، وتتشاءم بالبارح : وهو الذي يأتي من جهة اليسار .
ويتطيّرون أيضا بصوت الغراب ويتأوّلونه إنذارا بالبيّن والفراق .
وكانوا يستدلون بمجاوبات الطيور بعضها بعضا ، وبأصواتها في غير أوقاتها . وكان العربي يقول : من لي بالسانح بعد البارح ، يعنى يتمنى الفأل الطيب بعد الفأل السيئ .
وفي التّطيّر قال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « أقرّوا الطير على وكناتها » يعنى دعوها في أعشاشها ، وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يأتون بالطيور من الأعشاش ثم ينفرونها لكي تطير ، فإما ناحية اليمين ، وإما ناحية اليسار .

واليمين هو السانح ، واليسار هو البارح .
ونهى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن التّطيّر وقال : « الطّيرة شرك » ، وقال : « من رجعته الطيرة عن حاجته فقد أشرك » . وقوله تعالى :طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ( الأعراف 131 ) أي ما قدّر لهم وعليهم .

والفأل : هو الاستدلال بما يسمع من الكلام على ما نريد من الأمر إذا كان حسنا ، فإذا سمعنا مكروها فهو تطيّر .
ومن ذلك أيضا « الاستقسام بالأزلام » ، كقوله تعالى :وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ( المائدة 3 ) ، وهو قداح الميسر ، واحدها زلم والجمع زلم ، وعددها ثلاثة ، على أحدها يكتبون افعل ، وعلى الثاني لا تفعل ، والثالث مهمل لا شئ عليه ، فإذا أراد أحدهم فعل شئ ، أدخل يده إلى جراب فيه القداح ، فيأتمر بأمر ما يخرجه منها .

و « استقسام الرزق » استدعاؤه . وهناك غير هذه « قداح النوازل » وهي سبعة ، و « قداح الحظوظ » وهي سبعة أيضا ، وكانوا يضربون بها مقامرة ، لهوا ولعبا . و « الاستقسام » هو طلب القسمة والنصيب .
ومثل ذلك « السهام على الطرقات » والفأل أو التطيّر بها ، ومنها « رقاع الفأل » .

وأما « أثارة العلم » في قوله :ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ( الأحقاف 4 ) ، فإن الأثارة هو خط كانت تخطه العرب في الأرض أو الرمل ، فمن وافق خطه فذاك ، وهو نوع من ضرب الرمل والودع ، فيخط الخط ثم يلقى الودع ، فإن جاء على يمين الخط فخير ، وإن جاء على يساره فشر ، ثم إن كل ودعة لشئ ، فواحدة معروفة بشكلها للحظ ، وثانية للمرض ، وثالثة للعدو ، وهكذا - ومثل ذلك « قراءة الفنجان » ، و « قراءة خطوط اليد » .

   * * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1190 إلى 1220 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1146 إلى 1278 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات الحادي عشر الذكر والتسبيح والدعاء من 1961 إلى 2001 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى