اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

07112023

مُساهمة 

 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2  د. عبد المنعم الحفني

1059 - ( أسباب نزول آيات سورة محمد )

1 - في قوله تعالى :الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ( 1 ) : قيل : نزلت هذه الآية في اثنى عشر رجلا اشتهروا بالمكارم ، كصلة الأرحام ، وفكّ الأسارى ، وقرى الأضياف ، وحفظ الجوار ، ولكنهم كفروا باللّه ، وأنكروا الدعوة ، وحرضوا الناس على أن لا يؤمنوا ، فما أغنتهم مكارمهم عن اللّه شيئا . وهؤلاء كانوا : أبا جهل ، والحارث بن هشام ، وعتبة ، وشيبة ابني ربيعة ، وحكيم بن حزام ، ومنبّه ونبيه ابني الحجاج ، وأبا البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود ، والحارث بن عامر بن نوفل ، وأبىّ وأميّة ابني خلف .
2 - وفي قوله تعالى :وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ( 4 ) : قيل : نزلت الآية يوم أحد ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الشعب ، وقد فشت في المسلمين الجراحات والقتل ، ونادى المشركون : أعل هبل ، ونادى المسلمون : اللّه أعلى وأجلّ ، وقال المشركون : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال ، فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : قولوا لا سواء . قتلانا أحياء عند ربّهم يرزقون ، وقتلاكم في النار يعذّبون » ، فقال المشركون : إن لنا العزّى ولا عزّى لكم ، فقال المسلمون :  اللّه مولانا ولا مولى لكم !
3 - وفي قوله تعالى :ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ( 11 ) : قيل : نزلت يوم أحد ، إذ صاح المشركون : لنا العزى ولا عزّى لكم ، فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « قولوا اللّه مولانا ولا مولى لكم » .
4 - وفي قوله تعالى :وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ( 13 ) : قيل : لما خرج النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من مكة إلى الغار التفت إلى مكة وقال :
« اللهم أنت أحبّ البلاد إلى اللّه ، وأنت أحبّ البلاد إلىّ ، ولولا المشركون أهلك أخرجوني لما خرجت » فنزلت الآية .
5 - وفي قوله تعالى :وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ( 16 ) : قيل : الذين قالوا ذلك هم المنافقون : عبد اللّه بن أبىّ بن سلول ، ورفاعة بن التابوت ، وزيد بن الصلت ، والحارث بن عمرو ، ومالك بن دخشيم ، وكانوا يحضرون الخطبة يوم الجمعة ، فإذا سمعوا ذكر المنافقين فيها أعرضوا عنه ، فإذا خرجوا قالوا : ما ذا قال آنفا ؟ وكانوا يحضرون عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مع المؤمنين ، ويستمعون ما يقول ، حتى إذا خرجوا من عنده وقاموا من مجلسه قالوا ما ذا قال ؟ أو ما ذا فهمتم مما قال ؟ وما هو الجديد فيما قال ؟ !
6 - وفي قوله تعالى :وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ( 17 ) : قيل : نزلت هذه الآية فيمن آمن من أهل الكتاب .
7 - وفي قوله تعالى :فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ( 22 ) : قيل : نزلت في بنى أمية ، وبني هاشم ، قال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : هم هذا الحىّ من قريش ، أخذ اللّه عليهم إن ولوا الناس ألا يفسدوا في الأرض ولا يقطعوا أرحامهم .
8 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ( 33 ) : قيل : كانوا يرون أنه لا يضر مع الإسلام ذنب ، إلى أن أنزلت هذه الآية لهذا السبب ، فخافوا الكبائر أن تحبط الأعمال .

   * * *

1060 - ( أسباب نزول سورة الفتح )

1 - في قوله تعالى :إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً( 1 ) : قيل : لما نزلتوَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي . . .( 9 ) ( الأحقاف ) ، قال اليهود : كيف نتبع رجلا لا يدرى ما يفعل به ؟ فاشتد ذلك على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فأنزل اللّه :إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ( 1 ) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً( 2 ) ( الفتح ) . ونزلت سورة الفتح من أولها إلى آخرها ليلا بين مكة والمدينة في شأن الحديبية ، وقال عمر لما نزلت : أو فتح هو يا رسول اللّه ؟ قال : « نعم والذي نفسي بيده ، إنه لفتح » . والآية نزلت تدل على أن مكة فتحت عنوة .
2 - وفي قوله تعالى :لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً( 2 ) : قيل : نزلت لمّا أذنب يوم بدر حينما دعا : « اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض أبدا » أخرجه مسلم ، فهذا هو الذنب المتقدم ، لأنه أوحى إليه من بعده أن ربّه يقول له : من أين تعلم أنى لو أهلكت هذه العصابة لا أعبد أبدا ؟ ! وفي حنين لمّا انهزم الناس قبض النبىّ صلى اللّه عليه وسلم على حفنات من الحصباء وظل يرمى بها في وجوه المشركين ويقول : « شاهت الوجوه ، حم ، لا ينصرون » فامتلأت عيون المشركين بالرمل والحصباء ، فتقاعسوا وعاد المسلمون فقال لهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم : « لو لم أرمهم لم ينهزموا » ، فأنزل اللّه :وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( 17 ) ( الأنفال ) ، وأنزل في المرتين هذه الآية من سورة الفتح ليعلم أن قد غفر اللّه له الذنبين القديم والحديث .
3 - وفي قوله تعالى :هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً( 4 ) : قيل : لمّا بعث الرسول صلى اللّه عليه وسلم بشهادة أن لا إله إلا اللّه ، وصدّقوه بها ، زادهم الصلاة ، فلما صدّقوه ، زادهم الزكاة ، فلما صدّقوه زادهم الصيام ، فلما صدّقوه زادهم الحج ، وأنزلت هذه الآية إكمالا لدينهم فذلك قوله :لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ.
4 - وفي قوله تعالى :لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً( 5 ) : قيل : لمّا قرأ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم على أصحابه :لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ( الفتح 2 ) ، قالوا : هنيئا لك. فنزلت :لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ( الفتح 5 ) ؛ فلما قرأ :وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ( الفتح 2 ) ، قالوا : هنيئا لك . فقرأ عليهم من سورة المائدة :وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي( المائدة 3 ) ، فلما قرأ :وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً( 2 ) ( الفتح ) نزل في حق الأمة :وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً( 2 ) ( الفتح ) ؛ ولما قال :وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً( 3 ) ( الفتح ) ، قرأ كذلك الآيةوَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ( 47 ) ( الروم ) . وهو كقوله تعالى في رسوله صلى اللّه عليه وسلم :إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً( 56 ) ( الأحزاب ) ، فقال فيهم كذلك :هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ( الأحزاب 43 ) .
5 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ . . .( 10 ) : قيل : نزلت في الذين بايعوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بالحديبية . وهذه المبايعة هي بيعة الرضوان .
6 - وفي قوله تعالى :سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا . . ( 11 ) : قيل : نزلت في أعراب غفار ، ومزينة ، وجهينة ، وأسلم ، وأشجع ، والدّيل ، وهم الذين كانوا حول المدينة وتخلفوا عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم حين أراد السفر إلى مكة عام الفتح.
7 - وفي قوله تعالى :سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ . . .( 15 ) : قيل : نزلت فيمن أراد أن يتبع جيش النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من المخلفين طمعا في المغانم ، يريدون أن يحتالوا على كلام اللّه ، ووعده الذي وعده أهل الحديبية عندما جعل لهم غنائم خيبر عوضا عن فتح مكة .
8 - وفي قوله تعالى :قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً( 16 ) : قيل : نزلت في هوازن وغطفان يوم حنين ، وفي بنى حنيفة أصحاب مسيلمة ، وفي فارس والروم ، فهؤلاء هم القوم أولو البأس الشديد ، قالوا : كنا نقرأ هذه الآية :سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍفلا نعلم من هم ، حتى دعانا أبو بكر إلى قتال بنى حنيفة وغيرهم فعلمنا أنهم هم .
9 - وفي قوله تعالى :لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً( الفتح 17 ) : قيل : لما نزلت :وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً( 16 ) ( الفتح ) ، قال أهل الزمانة : كيف بنا يا رسول اللّه ؟ فنزلت الآية . وقوله :وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْنزلت فيما كان منهم عام الحديبية .
10 - وفي قوله تعالى :لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ . .( 18 ) : قيل : هي بيعة الرضوان تحت شجرة سمرة ، نزلت فيها هذه الآية لما بايعه المسلمون على ألا يفروا ولم يبايعوه على الموت . وذلك أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أقام منصرفه من غزوة بنى المصطلق في شوال ، وخرج في ذي القعدة معتمرا ، واستنفر الأعراب حول المدينة ، فأبطأ عنه أكثرهم ، وخرج النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بمن معه من المهاجرين والأنصار ، ومن اتّبعه من العرب ، وجميعهم ألف وأربعمائة ، وقيل وخمسمائة ، وقيل غير هذا .
11 - وفي قوله تعالى :وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً( 20 ) : قيل : نزلت في صلح الحديبية ، وقيل في خيبر ، فعجّل لهم صلح الحديبية ، وكفّ أيدي أهل مكة عنهم بالصلح ، وأيدي اليهود عن المدينة بعد خروج النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إلى الحديبية وخيبر ، وأيدي عيينة بن حصن الفزاري ، وعوف بن مالك النضري ، ومن كان معهما لمّا جاءوا لينصروا أهل خيبر في حصار النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لهم ، فألقى الرعب في قلوبهم وكفّهم عن المسلمين ، وفي هؤلاء جميعا نزلت الآية .
12 - وفي قوله تعالى :وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً( 24 ) : قيل : هبط عند صلاة الصبح ثمانون رجلا من أهل مكة على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من جبل التنعيم ، وهو أقرب مكان من الحل إلى الحرم ، وبه يحرم من يريد العمرة من أهل مكة والمقيمين بها ، نزلوا متسلحين يريدون غرّة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه في رجوعهم من الحديبية إلى مكة ، ويقصدون قتل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فأخذهم المسلمون أسرى ، فأنزل اللّه الآية . وقيل كانوا ثلاثين شابا عليهم السلاح . وقيل نحو سبعين أو ثمانين ، ففطن المسلمون لهم وأخذوهم أسرى .
13 - وفي قوله تعالى :وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ . . .( 25 ) : قيل : هم المستضعفون من المؤمنين في مكة وسط الكفار ، نزلت فيهم هذه الآية لعزوف المسلمين ، عن مهاجمة مكة مخافة أن يضروهم ، من أمثال : سلمة بن هشام ، وعيّاش بن أبي ربيعة ، وأبى جندل بن سهيل ، وأشباههم .
14 - وفي قوله تعالى :إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً( 26 ) : قيل : نزلت في سهيل بن عمرو لمّا قاضى الرسول صلى اللّه عليه وسلم على أن ينصرف المسلمون عامهم ذلك ، ولا يحضروا إلى مكة معتمرين إلا من قابل ، ويدخلوها بغير سلاح ، وأبى سهيل أن يكتب في صدر صحيفة الصلح : من محمد رسول اللّه ، وقال : لو صدّقناك بذلك ما دفعناك عما تريد ، فمن أجل هذه الأنفة الجاهلية نزلت الآية .
15 - وفي قوله تعالى :مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً . .( 29 ) : قيل : هذه الآية نزلت فيمن في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقد أصابته هذه الآية .
   * * *

1061 - ( أسباب نزول آيات سورة الحجرات )

1 - في قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( 1 ) : قيل : نزلت في أبى بكر وعمر ، اختلفا حول من يلقى ركب بنى تميم ، فاقترح أبو بكر القعقاع بن معبد ، واقترح عمر الأقرع بن ثابت ، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما ، فنزلت الآية حتى لا ينفردا بالرأي دون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومن غير الاحتكام إلى كتاب اللّه . وقيل : إن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أراد أن يستخلف على المدينة رجلا إذا مضى إلى خيبر ، فأشار عليه عمر برجل آخر ، وجادل عن اقتراحه ، فنزلت الآية حتى لا يقدّموا آراءهم على آراء الرسول صلى اللّه عليه وسلم . وقيل : أنه كان قد أرسل وفدا إلى بنى عامر ، فقتلوا منهم واحدا وعشرين ، وبقي ثلاثة هربوا ، فالتقوا رجلين من بنى سليم ، فسألوهما ممن يكونون ، فارتأى الرجلان أن يقولا إنهما من بنى عامر لأنهم أعز من بنى سليم ، فقام إليهم المسلمون الثلاثة وقتلوهم ، وجاء وفد من بنى سليم يطلب الدية ، فودّاهما الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وتجادل الرجال الثلاثة في حضرته ، فنزلت الآية تنهى عن أن يتكلموا بين يديه إلا إن أذن لهم ، وأن لا يفتاتوا على اللّه ورسوله حتى يقضى اللّه على لسان رسوله . وقيل :
الآية نزلت في قوم ذبحوا الأضحى قبل أن يصلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فأمرهم أن يعيدوا الذبح ، ونزلت الآية تنهى عن أن يسبقوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم . ولعل الآية نزلت دون سبب ، أو نزلت في تقديم الطاعات على أوقاتها ، لأن كل عبادة مؤقتة بميقات لا يجوز تقديمها عليه ، كالصلاة والصوم والحج ، أو أنها نزلت في ترك التعرّض لأقوال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ووجوب اتّباعه والاقتداء به .
2 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ( 2 ) : قيل : نزلت في أبى بكر وعمر ، وكان أبو بكر يريد النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يستعمل الأقرع بن حابس على قومه ، بينما عمر لم ير ذلك ، وارتفعت أصواتهما في حضرة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت الآية ، فكان عمر بعد نزولها إذا تكلم في حضرته لم يسمع كلامه حتى أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم يستفهمه . وبرواية علي بن أبي طالب : أن الآية نزلت فيه ، وفي جعفر وزيد بن حارثة ، لما تنازعوا ابنة حمزة ، لما جاء بها زيد من مكة ، فقضى بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لجعفر ، لأن خالتها عنده . وقيل : لما قدم وفد تميم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم طلبوا المفاخرة ، وقام خطيبهم وافتخر ، فقام ثابت بن قيس وخطب خطبة بليغة يردّ عليه فيها ، ثم قام شاعر بنى تميم الأقرع بن حابس فأنشد شعره ، وردّ عليه حسّان بن ثابت، وتجادلوا من يكون الأشعر والأبلغ، وارتفعت أصواتهم في حضرة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت الآية.
3 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ( 3 ) : قيل : لمّا نزلت :لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ( الحجرات 2 ) قال أبو بكر : واللّه لا أرفع صوتي إلا كأخى السرّار - أي الذي يسرّ الكلام أي يخفضه . وقيل : لما نزلت :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ( 2 ) ، كان عمر كلما تحدّث إلى النبىّ يخفض صوته حتى ليستفهمه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : مما يخفض صوته ؟
فنزلت :إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ( 3 ) . وقيل : إن ثابت بن قيس لما نزلت :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ . .دخل بيته وأغلق عليه ، ففقده النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فأرسل إليه يسأله ما خبره ؟ فقال : أنا رجل شديد الصوت ، وأخاف أن يكون عملي قد حبط ، فقال له النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير » . وقيل : لما نزلت هذه الآية ، قعد ثابت بن قيس في الطريق يبكى ، فمر به عاصم بن عدىّ بن العجلان ، فسأله ما يبكيك ؟
قال : هذه الآية ، فأنا أتخوف أن تكون نزلت فىّ ، وأنا صيّت ، رفيع الصوت ، فذكر عاصم ذلك للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فقال له : « أما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا ، وتدخل الجنة ؟ » قال : رضيت ولا أرفع صوتي أبدا على صوت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فأنزل اللّه :إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ . . .( 3 ) الآية .
4 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ( 4 ) :
قيل : نزلت في أعراب من تميم ، قدم وفد منهم على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فدخلوا المسجد ، ونادوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، من وراء حجرته : أن أخرج إلينا . وكانوا سبعين رجلا . وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قد نام للقائلة .
وقيل : إن الذي نادى الأقرع بن حابس . وقيل : قالوا لبعضهم البعض : 
انطلقوا بنا إلى هذا الرجل ، فإن يكن نبيا فنحن أسعد الناس باتباعه ، وإن يكن ملكا نعش في جنابه ، فأتوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فجعلوا ينادونه وهو في حجرته ، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية . وقيل : كانوا تسعة عشر ، ومنهم الأقرع بن حابس ، وعيينة بن حصن وهو الذي وصفه الرسول صلى اللّه عليه وسلم فقال فيه : « الأحمق المطاع » ، وكان من الجرّارين ، أي يجرّ خلفه أتباعا بلغوا عشرة آلاف ، واسمه الأصلي حذيفة ، وسمّى عيينة لشتر في عينيه وهو انقلاب في الجفنين ، ونزل فيه :وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً( 28 ) ( الكهف ) .
5 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ( 6 ) : قيل : نزلت هذه الآية في الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، بعثه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يجمع الزكاة من بنى المصطلق ، فلما أبصروه أقبلوا نحوه فخشى منهم فرجع ، وكانت بينه وبينهم إحن ، فذلك سبب خشيته منهم ، وقال للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم :
إنهم ارتدّوا ، فأرسل إليهم خالد بن الوليد في رهط ، وأمره أن يتثبت ولا يعجل ، وأتاهم خالد ليلا ، فبعث عيونه ، وجاءوه يخبرونه أنهم متمسكون بالإسلام ، وسمعوهم يؤذنون للصلاة وشاهدوهم يصلون ، فلما أصبح خالد أتاهم وتأكد من ذلك ، فعاد وأخبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية ، فكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يقول : « التأنّى من اللّه ، والعجلة من الشيطان » .
وقيل في رواية أخرى : أن بنى المصطلق لما سمعوا بمبعوث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرجوا يستقبلونه ويكرمونه ويؤدون إليه ما قبلوه من الزكاة ، فخاف وكرّ راجعا ، وقالوا : بلغنا أنه زعم أننا خرجنا لنقاتله ، واللّه ما خرجنا لذلك . فأنزل اللّه الآية ، وسمّى الوليد فاسقا ، أي كاذبا .
6 - وفي قوله تعالى :وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ( 9 ) : قيل : إن رجلا من الأنصار قال لعبد اللّه بن أبىّ :
واللّه للحمار أطيب ريحا منك ! فغضب لعبد اللّه رجل من قومه ، وغضب لكل واحد منهما أصحابه ، فكانت بينهم خناقة بالجريد والأيدي والنعال ، فأنزلت فيهم الآية . وقيل :
نزلت في الأوس والخزرج ، تقاتل حيّان منهما بالعصىّ والنعال . وقيل : تقاتلوا بالسعف والنعال ونحوه ، فنزلت الآية فيهم . وقيل : نزلت في رجلين من الأوس والخزرج كان بينهما موالاة ( أي خصومة ) في حقّ بينهما ، وتواقعا ، وتناول أنصارهما بعضهم بعضا بالأيدي والنعال والسيوف . وقيل : نزلت في حرب سمير وحاطب ، وكان سمير قد قتل حاطبا ، فاقتتل الأوس والخزرج حتى أتاهم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فنزلت الآية . وقيل : كانت امرأة من الأنصار يقال لها أم زيد تحت رجل من غير الأنصار ، فأرادت أن تزور قومها ، فحبسها زوجها وجعلها في علية ( يعنى حجرة عالية ) لا يدخل عليها أحد ، فبعثت إلى قومها ، فجاءوا فأنزلوها لينطلقوا بها ، فاستغاث الرجل بقومه ليحولوا بين المرأة وأهلها . فتدافعوا وتجالدوا بالنعال ، فنزلت الآية .
7 - وفي قوله تعالى :إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ( 10 ) : قيل : نزلت في أخوّة الدين والحرمة لا في أخوة النسب ، ولهذا قيل :
أخوة الدين أقوى من أخوة النسب ، فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين . وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب .
8 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ( 11 ) : قيل : نزلت في ثابت بن قيس بن شماس ، وكان في أذنه وقر ، فإذا سبقوه إلى مجلس النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، أوسعوا له إذا أتى حتى يجلس ليسمع ما يقول . فأقبل ذات يوم وقد فاتته من صلاة الفجر ركعة مع النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فلما انصرف النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، أخذ الصحابة مجالسهم منه ، فربض كل رجل منهم بمجلسه وعضّوا فيه ، فلا يكاد يوسع أحد لأحد ، حتى يظل الرجل لا يجد مجلسا فيظل قائما ، وجاء ثابت ليجلس وبلغ قرب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وطلب من يليه أن يتفسّح فقال له الرجل : قد وجدت مجلسا فاجلس ، فجلس ثابت من خلفه مبغضا ، ثم قال : من هذا ؟
فقالوا فلان : فقال ثابت : ابن فلانة ! يعيّره بها ، فاستحيا الرجل فنزلت الآية . وقيل :
نزلت في وفد بنى تميم لمّا استهزءوا بفقراء الصحابة ، مثل : عمّار ، وخبّاب ، وابن فهيرة ، وبلال ، وصهيب ، وسلمان ، وسالم مولى أبى حذيفة ، وغيرهم ، لما رأوا من رثاثة حالهم ، فنزلت في الذين آمنوا منهم . وقيل : نزلت في عكرمة بن أبي جهل حين قدم المدينة مسلما ، وكان المسلمون إذا رأوه قالوا : ابن فرعون هذه الأمة ؟ ! فشكا ذلك إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت الآية .
9 - وفي قوله تعالى :وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ . . .( 11 ) : قيل :
نزلت الآية في نساء النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، عيّرن أم سلمة بالقصر . وقيل : نزلت في عائشة أشارت بيدها إلى أم سلمة على معنى : إن أم سلمة قصيرة . فنزلت الآية . وقيل : إن صفية بنت حيىّ أتت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت : يا رسول اللّه ، إن النساء يعيّرننى ويقلن لي : يا يهودية بنت يهوديين! فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « هلّا قلت : إن أبى هارون ، وإن عمى موسى ، وأن زوجي محمد »، فأنزل اللّه هذه الآية.
10 - وفي قوله تعالى :وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ . . .( 11 ) : قيل : كان الرجل في الجاهلية يكون له الاسمان والثلاثة ، فيدعى ببعضها ، فعسى أن يكرهه ، فنزلت الآية .
وقيل : كانت الألقاب في الجاهلية ، فدعا الرسول صلى اللّه عليه وسلم رجلا منهم بلقبه ، فقيل له :
يا رسول اللّه ، إنه يكرهه ، فأنزل اللّه الآية . وقيل : نزلت الآية في بنى سلمة ، فلما قدم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، لم يكن فيهم الرجل إلا وله اسمان أو ثلاثة ، فكان إذا دعا أحدا منهم باسم من تلك الأسماء قالوا : يا رسول اللّه ، إنه يغضب من هذا فنزلت الآية . وقيل :
كان الرجل يعيّر بعد إسلامه بكفره يقال له : يا يهودي ، يا نصراني ، فنزلت .
11 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ( 12 ) : قيل : نزلت في رجلين من أصحاب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم اغتابا رفيقهما ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إذا سافر ضم الرجل المحتاج إلى رجلين موسرين فيخدمهما نظير طعامه ، فضم سلمان إلى رجلين ، فنام سلمان ولم يصنع طعاما لهما ، فجاءا وأرسلاه إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يستقضى لهما طعاما فلم يجد ، وذهب إلى أسامة خازن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فلم يجد ، فاغتابا سلمان وأسامة ، فرآهما النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فقال : « ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما ؟ » فقالا : يا نبىّ اللّه واللّه ما أكلنا في يومنا هذا لحما ولا غيره ، فقال : « ولكنكما ظللتما تأكلان لحم سلمان وأسامة » ، فنزلت الآية .
12 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ( 13 ) : قيل : يعنى من آدم وحواء ، والآية نزلت في أبى هند وكان يعمل حجّاما ، والناس يأبون لهذا أن يزوّجوه ، فطلب رسول اللّه من بنى بياضة أن يزوّجوه امرأة منهم ، فعابوا ذلك ، وقالوا : نزوّج بناتنا موالينا ؟
فأنزل اللّه تعالى الآية . وقيل كذلك : إن الآية نزلت في أبى هند خاصة . وقيل : نزلت في ثابت بن قيس بن شماس ، وكان قد دخل المسجد وطلب من أحد الجالسين أن يتفسّح له ، وناداه باسم أمه : ابن فلانة ، فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم « من الذاكر فلانة » ؟ فقال ثابت : أنا يا رسول اللّه ، فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « انظر في وجوه القوم » ، فنظر ثابت فسأله النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « ما رأيت ؟ » قال : رأيت أبيض وأسود وأحمر . فقال : « فإنك لا تفضلهم إلا بالتقوى » ، فنزلت الآية في ثابت . وقيل : إن بلالا يوم فتح مكة علا على ظهر الكعبة وأذّن ، فلم يعجب ذلك البعض ، ومنهم عتّاب بن أسيد بن أبي العيس ، فقال : الحمد للّه الذي قبض أبى حتى لا يرى هذا اليوم ! وقال الحارث بن هشام : ما وجد محمد غير هذا الغراب مؤذنا ؟ ! وقال سهيل بن عمرو : إن يرد اللّه شيئا يغيّره . وقال أبو سفيان : إني لا أقول شيئا ، أخاف أن يخبر به ربّ السماء ! فأتى جبريل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وأخبره بما قالوا ، فدعاهم وسألهم عمّا قالوا ، فأقرّوا ، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية ، يزجرهم عن التفاخر بالأنساب ، والتكاثر بالأموال ، والازدراء بالفقراء ، فإن المدار على التقوى وليس على الحسب والنسب والمال .
13 - وفي قوله تعالى :إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ . . .( 13 ) : قيل : نزلت في سؤالهم للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : من أكرم الناس ؟ فقال : « يوسف بن يعقوب » ، قالوا : ليس عن هذا نسألك ؟ قال : « فأكرمهم عند اللّه أتقاهم » ، فقالوا : ليس عن هذا نسألك ؟ فقال : « عن معادن العرب ؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا » ، فنزلت . الآية .
14 - وفي قوله تعالى :قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 14 ) :
قيل : نزلت الآية في أعراب بنى أسد بن خزيمة ، قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سنة مجدبة . وأظهروا الشهادتين ، ولم يكونوا مؤمنين في السرّ ، وأفسدوا طرق المدينة بالعذرات ، وأغلوا الأسعار ، وقالوا للرسول : لم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان ، فأعطنا من الصدقة ، وجعلوا يمنّون عليه ، فأنزل اللّه تعالى الآية .
وقيل : نزلت الآية في أعراب أرادوا أن يقال فيهم أنهم مهاجرون وليسوا أعرابا ، فأعلم اللّه أن اسمهم الأعراب وليس المهاجرين . وقيل : نزلت في أعراب سورة الفتح : مزينة ، وجهينة ، وأسلم ، وغفار ، والديل ، وأشجع ، قالوا آمنا ليأمنوا على أنفسهم وأموالهم ، فلما استنفروا إلى المدينة تخلفوا ، فنزلت الآية فيهم .

15 - وفي قوله تعالى :قُلْ أَ تُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ( 16 ) : قيل : لما نزلت آية الأعراب أنهم كذبوا إذ يقولون إنهم مؤمنون ، لأنهم في السرّ لم يكونوا كذلك ، فنزلت الآية فيهم ، تعلمهم أنه تعالى يعلم بحقيقة إيمانهم .
16 - وفي قوله تعالى :يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ( 17 ) : قيل : قدم عشرة من بنى أسد على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سنة تسع ، وفيهم طلحة بين خويلد ، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في المسجد مع أصحابه ، فسلّموا وقال متكلمهم : يا رسول اللّه ، إنا شهدنا ألّا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ، وأنك عبده ورسوله ، وجئناك يا رسول اللّه ولم تبعث إلينا بعثا ، ونحن لمن وراءنا سلّم ، فأنزل اللّهيَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا . .الآية .
   * * *

1062 - ( أسباب نزول سورة ق )

1 - في قوله تعالى :وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ( 38 ) : قيل : الآية نزلت في يهود المدينة ، زعموا أن اللّه تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، أولها يوم الأحد ، وآخرها يوم الجمعة ، واستراح يوم السبت ، فجعلوه راحة ، فأكذبهم اللّه ، فقال تعالى : إنه لم يتعب ، ولم يمسه إعياء ولا نصب .
2 - وفي قوله تعالى :وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ( 41 ) : قيل : نزلت في المنادى يوم القيامة . وقيل : المنادى هو جبريل ينادى بالحشر . وقيل : الآية نزلت لتخبر عن صيحة القيامة الثانية . وقيل : نزلت في إسرافيل وجبريل ، الأول ينفخ في الصور النفخة الثانية ، والثاني ينادى فيسمعه القريب والبعيد .
   * * *

1063 - ( أسباب نزول سورة الذاريات )

1 - في قوله تعالى :وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ( 7 ) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ( 8 ) : قيل :
نزلت في المقتسمين ؛ وقيل : نزلت فيمن اختلفوا في أمر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فمنهم من وصفه بأنه ساحر ، ومنهم من أكد أنه شاعر ، ومنهم من نسب إليه أنه افترى القرآن ، ومنهم من ذكر أنه مجنون ، بل هو كاهن ، بل القرآن أساطير الأولين ؛ وقيل : نزلت فيمن اختلفوا في أمر الحشر ، فجماعة نفت الحشر ، وجماعة شكّت فيه .
2 - وفي قوله تعالى :وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ( 19 ) : قيل : إن الرسول صلى اللّه عليه وسلم بعث سرية فأصابوا وغنموا ، فجاء نفر من المسلمين بعدهم ولحقوا بهم ولم يحضروا القسمة ، فنزلت الآية تأمرهم بأن يعطوا مما غنموا للسائل والمحروم .
3 - وفي قوله تعالى :فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ ( 54 ) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ( 55 ) : قيل : لما اشتد إنكار المشركين ، نزلت الآية فَتَوَلَّ عَنْهُمْ باعتبار النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قد بذل ما في وسعه لدعوتهم ، وحزن المسلمون لذلك ، فلو تولّى عنهم فما ذا يكون من أمر الدعوة ، فنزلت :وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ، يعنى إن كان سيعرض عن المشركين إلا أن الدعوة والوحي سيستمران لخدمة المؤمنين ، ففرحوا لذلك واطمأنوا .
   * * *

1064 - ( أسباب نزول آيات سورة الطور )

1 - في قوله تعالى :فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ ( 29 ) أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ( 30 ) : قيل : لمّا قال عقبة بن أبي معيط أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم مجنون ، وقال شيبة بن ربيعة أنه ساحر ، وقال غيرهما أنه كاهن ، نزلت الآية يكذّبهم اللّه ويردّ عليهم . والنعمة هي الرسالة ، والكاهن هو الذي يتقوّل الغيب ، والشاعر الذي يقول الكلام الموزون المقفّى ، والمجنون الذي زال عقله فهو يهذى ويخرّف .
   * * *

1065 - ( أسباب نزول سورة النجم )

1 - في قوله تعالى :ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى( 2 ) : قيل : نزلت الآية في النبىّ صلى اللّه عليه وسلم .
2 - وفي قوله تعالى :عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ( 5 ) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى ( 6 ) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ( 7 ) ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى ( 8 ) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى( 9 ) : قيل : نزلت في جبريل عليه السلام .

3 - وفي قوله تعالى :أَ فَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ( 19 ) وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى( 20 ) : قيل :
نزلت في الأصنام التي يتعبّدها العرب ، وكانت اللات لثقيف ، والعزّى لقريش وبنى كنانة ، ومناة لبنى هلال وهذيل وخزاعة . وقيل : اللات من لفظ اللّه ، والعزّى من العزيز ، ومناة من منى اللّه الشيء إذا قدّره .
4 - وفي قوله تعالى :الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ . .( 32 ) : قيل : هذه الآية نزلت في رجل كان يسمى نبهان التمّار ، وكان له حانوت يبيع فيه تمرا ، فجاءته امرأة تشترى منه ، فقال لها : إنّ داخل الدكان ما هو خير من هذا ، فلمّا دخلت راودها فأبت وانصرفت ، فندم نبهان ، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال له :
ما من شئ يصنعه الرجل إلا فعلته ، إلا الجماع ! فنزلت هذه الآية . واللمم هي الصغائر .
5 - وفي قوله تعالى :هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى( 32 ) : قيل : كانت جماعة من اليهود كلما مات منهم واحد يزكّونه ويقولون إنه في الجنة ، فنزلت الآية : إن اللّه أعلم بالناس ، وأنشأهم في الأرض ، وصنّفهم سعداء أو أشقياء في بطون أمهاتهم ، وهو الأعلم بمن اتّقى .
6 - وفي قوله تعالى :أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى ( 33 ) وَأَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى ( 34 ) أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى( 35 ) : قيل : نزلت الآية في الوليد بن المغيرة ، وكان قد اتّبع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على دينه ، فلمّا عيّره المشركون عاد إلى شركه ، وكان قد فعل بعض الخير بلسانه ثناء على الرسول صلى اللّه عليه وسلم والإسلام ، إلا أنه لم يستمر ، فنزلت الآية .
وقيل : نزلت في عثمان بن عفان ، وكان يتصدق وينفق في الخير ، فعاتبه أخوه من الرضاعة عبد اللّه بن أبي سرح ، مخافة أن لا يبقى له شئ من ماله ، فطاوعه لفترة ثم عاد كأحسن من الأول .
وقيل : 
نزلت في العاص بن وائل السهمي ، وكان يوافق النبىّ صلى اللّه عليه وسلم . وقيل نزلت في النضر بن الحارث أجزل العطاء لأحد المهاجرين ليرتد عن دينه ، وضمن له أن يتحمّل مأثم رجوعه .
والآية تصحّ على كل من يؤمن لبعض الوقت ، ويفعل الخير ثم يتوقف . وأكدى يعنى لم يتمم ، وتقال لكل من يطلب شيئا ولم يبلغ آخره ، ولمن يحفر بئرا ثم يبلغ إلى حجر لا يتهيأ له فيه حفر ، من الكدية وهي الحجر أو الصلب . ووَأَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى: أي قطع القليل ،
كقول الشاعر :
وأعطى قليلا ثم أكدى عطاءه * ومن يبذل المعروف في الناس يحمد.

7 - وفي قوله تعالى :وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى( 43 ) : قيل : قالت عائشة : مرّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم على قوم من أصحابه وهم يضحكون ، فقال : « لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ! » ، فنزل عليه جبريل صلى اللّه عليه وسلم فقال : يا محمد ، إن اللّه يقول لك :وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى( 43 ) أي قضى أسباب الضحك والبكاء ، يعنى أفرح وأحزن ، لأن الفرح يجلب الضحك ، والحزن يجلب البكاء .
   * * *
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الثلاثاء 7 نوفمبر 2023 - 10:38 من طرف عبدالله المسافربالله

 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1066 - ( أسباب نزول آيات سورة القمر )

1 - في قوله تعالى :اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ( 1 ) : قيل : إن أهل مكة سألوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم آية ، فانشق القمر بمكة مرتين ، فنزلت الآية ، والصحيح أن الشمس والقمر من آيات اللّه ، وليس بوسع أحد أن يشق القمر في الدنيا ، ولا يشق إلا يوم القيامة ، والتفسير الصحيح : أن الساعة اقتربت ، فإذا جاءت ينشق القمر بعد النفخة الثانية . أو أن انشقاق القمر يعنى انشقاق الظلمة عنه بطلوعه في أثنائها ، كما يسمى الصبح فلقا لانفلاق الظلمة عنه .
2 - وفي قوله تعالى :كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ( 9 ) :
قيل : لما أسلم عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه شقّ على قريش إسلامه ، فاجتمعوا إلى أبى طالب وقالوا : اقض بيننا وبين ابن أخيك ، فأرسل أبو طالب إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : يا ابن أخير ، هؤلاء قومك يسألونك السواء ( أي العدل ) ، فلا تمل كل الميل على قومك ! قال :
« وما ذا يسألونني » ؟ قالوا : ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا ، وندعك وإلهك . فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم :
« أتعطوننى كلمة واحدة وتملكون بها العرب ، وتدين لكم بها العجم » ؟ فقال أبو جهل : للّه أبوك ! لنعيطنكها وعشر أمثالها ! فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « قولوا لا إله إلا اللّه » ، فنفروا من ذلك وقاموا . فقالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا ؟ فكيف يسع الخلق كلهم إله واحد ؟ فأنزل فيهم هذه الآيات إلى قوله :كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ( 9 ) وازدجر من زجر اى منع من أن يدعو للنبوة .
3 - وفي قوله تعالى :أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ( 44 ) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ( 45 ) : قيل : إن الكفار قالوا يوم بدر :نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ، فنزلتسَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ. وقيل : ضرب أبو جهل فرسه يوم بدر فتقدم من الصفا وقال : نحن ننتصر اليوم من محمد وأصحابه ، فنزلت الآية . وقال سعد بن وقاص : كنت لا أدرى أىّ الجمع ينهزم لمّا نزل قوله تعالى :سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، فلما كان يوم بدر ، رأيت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يثب في الدرع ويقول : « اللهم إن قريشا جاءتك تحادّك وتحادّ رسولك ، بفخرها وخيلائها ، فأخنهم الغداة . ثم قال :سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، فعرفت تأويلها .
4 - وفي قوله تعالى :إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ( 49 ) : قيل : عن أبي هريرة قال : جاء مشركو قريش يخاصمون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في القدر ، فنزلت الآية .
وقيل : إن معناها أن اللّه تعالى خلق كل شئ مقدّرا ومكتوبا في اللوح المحفوظ من الأزل ، وأن القدر المقصود هو ما قالته القدرية وغيرهم من أن الأعمال إلينا والآجال بيد غيرنا . ونقل عن أبي ذر أن وفد نجران قدم على الرسول صلى اللّه عليه وسلم فقالوا : الأعمال إلينا والآجال بيد غيرنا ، فنزلت هذه الآية . فقالوا : يا محمد ، يكتب علينا الذنب ويعذّبنا ؟ فقال : أنتم خصماء اللّه يوم القيامة ! فهذا ما قيل ، فهل سياق الآيات يحتمل هذه المعاني ؟ ولا نرى إلا أن معنى الآية أن ذلك ما قضاه اللّه : أن الكفار مغلوبون وسيعاقبون ، فهكذا خلق اللّه الدنيا للامتحان ، والنار للعقاب ، والجنة للثواب ، وهذا هو القدر في القرآن وليس ما قاله القدرية ، ولا الأحاديث المروية فيهم ، لأنه في عهد الرسول صلى اللّه عليه وسلم لم يكن قد ظهرت بعد جماعة اسمهم القدرية ، وجميع الأحاديث في ذلك موضوعة .

   * * *

1067 - ( في أسباب نزول آيات سورة الرحمن )

1 - في قوله تعالى :الرَّحْمنُ ( 1 ) عَلَّمَ الْقُرْآنَ( 2 ) : قيل : سورة الرحمن من السور المدنية ، وترتيبها في التنزيل المدني الحادية عشرة ، وقبلها كانت ست وتسعون سورة ، ذكر في كثير منها الرحمن ، فلما ذا يثير المفسرون هذا السؤال في هذه السورة ؟ قيل : سألوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : ما الرحمن ؟ فنزلت هذه السورة جوابا لمن سأل هذا السؤال . وكانوا يقولون إن مسيلمة الكذّاب ، وشهرته في ذلك الوقت « رحمن اليمامة » ، هو الذي يعلّمه ويملى عليه : فنزلت الرَّحْمنُ ( 1 ) عَلَّمَ الْقُرْآنَ( 2 ) .
2 - وفي قوله تعالى :وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ( 46 ) : قيل : نزلت في أبى بكر ، شرب ذات يوما لبنا على ظمأ فأعجبه ، فسأل عن مصدره وهل هو من حل ، فقيل له إنه من غير حلّ ، فاستقاءه ورسول اللّه ينظر إليه ، فقال : « يرحمك اللّه ، لقد أنزلت فيه آية » ، وتلا عليه هذه الآية .
   * * *

1068 - ( في أسباب نزول آيات سورة الواقعة )

1 - وفي قوله تعالى :وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ( 10 ) : قيل : هؤلاء من أمة محمد ، وهما أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف ، وكانوا يسارعون في الخيرات . وقيل : هم السابقون إلى طاعة اللّه ورحمته ، وقيل : هم الأنبياء .
2 - وفي قوله تعالى :ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ( 13 ) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ( 14 ) ( الواقعة ) :
قيل :
هؤلاء هم الداخلون إلى الجنة ، ثلة ممن قد مضى قبل هذه الأمة ، ومن أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم ، وصفتهم الآية بأنهم قليلون بالإضافة إلى من كان قبلهم .
فلما نزلت الآية ، شقّ هذا على أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت :ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ( 39 ) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ( 40 ) ، يعنى أنهم صاروا مثلهم في العدد ، وقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، بل ثلث أهل الجنة ، بل نصف أهل الجنة وتقاسمونهم في النصف الثاني » ذكره أحمد .

3 - وفي قوله تعالى :وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ ( 27 ) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ( 28 ) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ( 29 ) ( الواقعة ) : قيل : نظر المسلمون إلى واد بالطائف فأعجبهم سدره وطلحه ، فقالوا : يا ليت لنا مثل هذا الوادي في الجنة ، فنزلت . والسدر : هو شجر النبق ؛ والمخضود الذي قطع شوكه ؛ والطلح : شجر الموز ؛ والمنضود أي المرصوص .
   * * *

1069 - ( في أسباب نزول آيات سورة الحديد )

1 - في قوله تعالى :لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا( الحديد 10 ) : قيل : نزلت في أبى بكر فقد كان أول من أسلم ، وأول من أظهر الإسلام بسيفه ، وأول من أنفق على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم .
2 - وفي قوله تعالى :أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ( 16 ) ( الحديد ) :
قيل : إن المزاح والضحك كثر في أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لمّا ترفّهوا بالمدينة ، فنزلت الآية .
وقيل : إن اللّه استبطأ المسلمين بالخشوع فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن .
وقيل : نزلت الآية في الذين آمنوا بالظاهر وأسرّوا الكفر وهم المنافقون .

3 - وفي قوله تعالى :وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ( 19 ) : قيل : الآية نزلت في جملة من صدّق بالرسل ، فالصدّيقون هم الذين يتلون الأنبياء ، والشهداء الذين يتلون الصدّيقين ، والصالحون يتلون الشهداء . وقيل : الشهداء هم الذين شهدوا للّه بالوحدانية كما أن الرسل يشهدون على أممهم بالتصديق والتكذيب . وقيل : الآية نزلت في ثمانية نفر : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلىّ ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وحمزة ، وهؤلاء آمنوا بمحمد صلى اللّه عليه وسلم ولم يكذّبوه طرفة عين ، مثل مؤمن آل فرعون ، وصاحب آل ياسين ، وأصحاب الأخدود .
4 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 28 ) : قيل : لما نزلت :أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا( القصص 54 ) ، افتخر مؤمنو أهل الكتاب على أصحاب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية . والكفل : النصيب كالمثل ، فجعل لمن اتّقى اللّه وآمن برسوله نصيبين من الرحمة ، نصيبا لتقوى اللّه ، ونصيبا لإيمانه برسوله .
5 - وفي قوله تعالى :لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ( 29 ) : قيل : إن اليهود قالوا يوشك أن يخرج منا نبىّ يقطع الأيدي والأرجل ، فلما خرج من العرب كفروا ، فنزلت .
   * * *

1070 - ( في أسباب نزول آيات سورة المجادلة )

1 - في قوله تعالى :قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ( 1 ) : قيل : نزلت في خولة بنت ثعلبة ، وقيل : بنت حكيم ، وقيل : بنت خويلد ، وقيل اسمها : جميلة ، وخولة أصحّ ، وزوجها : أوس بن الصامت ، أخو عبادة بن الصامت ، وكان امرأ به لمم ( حمق ) ، فقال لها : أنت علىّ كظهر أمي . وكان الإيلاء والظهار من الطلاق في الجاهلية ، فسألت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فقال لها :« حرمت عليه » ، فما زالت تراجعه ويراجعها حتى نزلت الآية .
وقالت : يا رسول اللّه ، قد نسخ اللّه سنن الجاهلية ، وإن زوجي ظاهر منى ، فقال لها النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « ما أوحى إلىّ في هذا شئ » ، فقالت : يا رسول اللّه ، أوحى إليك في كل شئ وطوى عنك هذا؟ فقال : « هو ما قلت لك »، فقالت : إلى اللّه اشكو لا إلى رسوله! فأنزل اللّه الآية.
وقيل إنها قالت :
ظاهر حين كبرت سنى ، ورقّ عظمى . فأنزل اللّه آية الظهار ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لزوجها : « أعتق رقبة » ، قال : ما لي بذلك يد . قال : « فصم شهرين متتابعين » ، قال : أما إني إذا أخطأت أن آكل في يوم ثلاث مرات يكلّ بصرى . قال : « فأطعم ستين مسكينا » ، قال : ما أجد إلا أن تعيننى منك بعون وصلة .
قيل : فأعانه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بخمسة عشر صاعا حتى جمع اللّه له ، واللّه غفور رحيم - وقيل : خولة بنت ثعلبة كانت أنصارية . وقيل : 
كانت أمة لعبد اللّه بن أبىّ ، وهي التي أنزل اللّه فيها :وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 33 ) لأنه كان يكرهها على الزنى .
وقيل : إن الآية نزلت في سلمة بن صخر البياضي ، ظاهر من امرأته وجاء إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم - القصة .

2 - وفي قوله تعالى :الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ( 2 ) : قيل : نزلت في الظهار ، وهو أن يقول الرجل لزوجته : أنت علىّ كظهر أمي ، ويسمّى مظاهرا ، وقد يقول لها : أنت على كظهر أختي أو ابنتي أو غير ذلك من ذوات المحارم .
3 - وفي قوله تعالى :أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ( 7 ) : قيل : نزلت في قوم من المنافقين ، فعلوا شيئا سرّا ، فأعلم اللّه أنه لا يخفى عليه ذلك . وقيل : نزلت في اليهود .
4 - وفي قوله تعالى :أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ . .( 8 ) : قيل : نزلت في اليهود والمنافقين ، وكانوا يتناجون فيما بينهم وينظرون للمؤمنين ويتغامزون بأعينهم ، فاشتكى المؤمنون ، فنهاهم صلى اللّه عليه وسلم عن النجوى فلم ينتهوا ، فنزلت . وقيل : كانت بين النبىّ صلى اللّه عليه وسلم واليهود موادعة ( هدنة ) ، فإذا مرّ بهم رجل من المؤمنين تناجوا بينهم حتى يظن المؤمن شرا فيعرج عن طريقه ، فنهاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فلم ينتهوا ، فنزلت . وقيل : كان الرجل يأتي النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فيسأله الحاجة ويناجيه ، والأرض يومئذ حرب ، فيتوهمون أنه يناجيه في حرب أو بلية أو أمر مهم ، فيفزعون لذلك ، فنزلت .
5 - وفي قوله تعالى :. . . وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ . . .( 8 ) : قيل : نزلت في اليهود ، وكانوا يأتون النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فيقولون : السام عليك ، يريدون بذلك السلام ظاهرا وهم يعنون الموت باطنا ، فيقول النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « عليكم » ، والسام هو الموت ، وبسبب ذلك نزلت الآية .
6 - وفي قوله تعالى :. . . وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ( 8 ) : قيل : المقصود اليهود ، قالوا : لو كان محمد نبيا لعذبنا اللّه بما نقول ، فهلّا يعذّبنا اللّه ؟ وقالوا : إنه يردّ علينا ويقول : وعليكم السام ، والسام الموت ، فلو كان نبيا لاستجيب له فينا ومتنا ؟
7 - وفي قوله تعالى :إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ( 10 ) : قيل : نزلت لما انتشر التناجى بين المنافقين ، فكانوا يتناجون دون المؤمنين . وقيل : هذا نزل في السفر حيث لا يأمن الرجل صاحبه ، وفيه مظنة الاغتيال وعدم المغيث . والصحيح أن التناجى كان في أول الإسلام ، وإنما لا موجب للخوف من النجوى الآن وقد صار المسلمون كثرة ، إلا إذا كان ذلك في بلاد المسلمون فيها أقلية .
8 - وفي قوله تعالى :. . . إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ( 11 ) : قيل : إن الرسول صلى اللّه عليه وسلم والصحابة كانوا في صلاة الجمعة ، والمكان ضيق ، وكان يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار ، فجاء أناس من أهل بدر وفيهم ثابت بن قيس بن شماس ، وقد سبقوا في المجلس ، فقاموا حيال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم على أرجلهم ينتظرون أن يوسع لهم ، فلم يفسحوا لهم ، فشقّ ذلك على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فقال لمن حوله من غير أهل بدر : « قم يا فلان ، وأنت يا فلان » بعدد القائمين من أهل بدر . فشقّ ذلك على من قاموا ، وعرف النبىّ صلى اللّه عليه وسلم الكراهة في وجهوهم ، وغمز المنافقون وقالوا : ما أنصف هؤلاء وقد أحبوا القرب من نبيّهم فسبقوا إلى المكان ؟ ! فأنزل اللّه هذه الآية . وقيل : إن ثابت بن قيس دخل المسجد وأراد الجلوس ولم يكن ثمة مكان ، فطلب من أحدهم أن يتفسّح له فأبى ، ونزلت الآية في هذا الذي أبى أن يتفسّح . وقيل : كان المسلمون يتنافسون في مجلس النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فيأمرون أن يفسح بعضهم لبعض فنزلت الآية . وقيل : الصحيح أن الآية عامة في كل مجلس يجتمع فيه المسلمون للخير والأجر ، فنزلت لذلك .
9 - وفي قوله تعالى :وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا . . .( 11 ) : قيل : هذا في بيت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وكان كل رجل منهم يحب أن يكون آخر عهده بالنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت الآية عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لينصرفوا ، لأن له حوائج يقضيها ، فلا أقل من أن يتركوه في بيته ليلبى حوائج نفسه وأهله .
10 - وفي قوله تعالى :. . . يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ( 11 ) : قيل : كان أهل الغنى يكرهون أن يزاحمهم الفقراء ، فيستبقون إلى مجلس النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت الآية فيهم . وقيل : إن الرسول صلى اللّه عليه وسلم رأى رجلا من الأغنياء يقبض ثوبه نفورا من بعض الفقراء أراد أن يجلس إليه ، فقال له : « يا فلان ، خشيت أن يتعدّى غناك إليه أو فقره إليك » ، فنزلت الآية تبين أن الرّفعة عند اللّه بالعلم والإيمان لا بالسبق إلى صدور المجالس . والعموم في أسباب النزول أوقع في المسألة وأولى بمعنى الآية ، فالمؤمن يرفع بإيمانه أولا ، ثم بعلمه ثانيا .
11 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 12 ) : قيل : نزلت لأن المنافقين واليهود كانوا يناجون النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ويقولون : إنه أذن ، يسمع كل ما قيل له ولا يمنع أحدا من مناجاته . فكان ذلك يشقّ على المسلمين ، فكانوا يتقوّلون أنهم ربما يحذرونه من جموع اجتمعت لقتاله ، فأنزل اللّه الآية :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ( المجادلة 9 ) ، فلم ينتهوا ، فأنزل اللّه هذه الآية إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ . . .. وقيل : الآية نزلت بسبب أن المسلمين كانوا يكثرون المسائل على الرسول صلى اللّه عليه وسلم حتى شقّوا عليه ، فأراد اللّه أن يخفف عن نبيّه ففرض صدقة للنجوى ، فعند ذلك كف كثير من الناس ، وانتهى أهل الباطل عن النجوى لأنهم لم يقدّموا بين يدي نجواهم صدقة ، وشقّ ذلك على أهل الإيمان وامتنعوا من النجوى لضعف مقدرة كثير منهم عن الصدقة ، فخفف اللّه عنهم بالآية نفسهافَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
12 - وفي قوله تعالى:أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ(13):
قيل : الآية نزلت فيمن لا يستطيع أن يقدّم عند مناجاة الرسول صلى اللّه عليه وسلم صدقة مالية ، فأسقطها عنه ، وجعل له أن يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة المفروضة ويطيع اللّه والرسول .
13 - وفي قوله تعالى :أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( 14 ) : قيل : هم المنافقون تولوا اليهود ، وادّعوا أنهم مع المسلمين ، وكانوا يحملون أخبار المسلمين إلى اليهود ، فنزلت الآية . وقيل : نزلت الآية في عبد اللّه بن أبىّ ، وعبد اللّه بن نبتل وكانا من المنافقين ، وكان ابن نبتل يجالس النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ويرفع حديثه إلى اليهود . فبينا النبىّ جالس قال : « يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبّار ، وينظر بعينىّ شيطان » ، فدخل ابن نبتل ، فقال له النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « علام تشتمني أنت وأصحابك ؟ » فحلف باللّه ما فعل ، فقال له النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « فعلت » ، فانطلق فجاء بأصحابه فحلفوا باللّه ما سبّوه ، فنزلت الآية .
14 - وفي قوله تعالى :يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ( 18 ) : قيل : كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يجلس في ظل شجرة قد كاد الظل يتقلص عنه ، إذ قال : « يجيئكم الساعة رجل أزرق ينظر إليكم نظر شيطان » ، ودخل رجل هذه صفاته ، فدعا به النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فقال : « علام تشتمني أنت وأصحابك » ،
قال : دعني أجيئك بهم ، فمرّ فجاء بهم ، فحلفوا جميعا أنه ما كان من ذلك شئ ، فأنزل اللّه الآيةيَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً . . *( 18 ) إلى قوله :اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ( 19 ) .
15 - وفي قوله تعالى :كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ( 21 ) : قيل : قال المؤمنون : لئن فتح اللّه لنا مكة والطائف وخيبر وما حولهن ، رجونا أن يظهرنا اللّه على فارس والروم ، فقال عبد اللّه بن أبىّ : أتظنون الروم وفارس مثل القرى التي غلبتم عليها ؟
واللّه إنهم لأكثر عددا ، وأشد بطشا من أن تظنوا فيهم ذلك ، فنزلت الآية .
16 - وفي قوله تعالى :لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ . . .( 22 ) : قيل : نزلت في عبد اللّه بن أبىّ ، جلس إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فشرب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم الماء ، فرجاه عبد اللّه أن يبقى له فضلة يسقى منها أباه ليشفى ، فلما ذهب بها إلى أبيه واستفسر عنها رفضها وقال : فهلا جئتني ببول أمك فإنه أطهر منها ، فغضب عبد اللّه وجاء إلى النبىّ يرجوه أن يأذن له في قتل أبيه ، فأمره النبىّ أن يترفق به ويحسن إليه .
وقيل : الآية نزلت في أبى بكر ، زعموا أن أباه سبّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فلطمه ابنه لطمة سقط بسببها على وجهه ، وذكر ذلك إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فقال له : « أو فعلته؟! لا تعد إليه » أي لا تعد لمثل ذلك، فقال أبو بكر : والذي بعثك نبيا لو كان معي ووقتذاك سيفا لقتلته! وكل ذلك كذب.
وقيل : الآية نزلت في عبيدة بن الجراح قتل أباه يوم بدر أو أحد ، فنزلت الآية ، وهذا كذب فقد توفى أبوه من قبل الإسلام .
وقيل : إن أبا بكر دعى ابنه عبد اللّه يوم بدر إلى البراز ، فنزلت الآية .
وقيل :
الآية نزلت في مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم بدر ، وقتل عمر بن الخطاب خاله العاص بن هشام بن المغيرة يوم بدر ، وعلىّ وحمزة قتلا عتبة وشيبة والوليد يوم بدر .
وقيل : الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة لمّا كتب إلى أهل مكة بمسير النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عام الفتح .
وقيل : نزلت الآية فيمن كان يصحب الحكام ، والصحيح أن الآية تنهى عن مصاحبة الأعداء وليس فيها من كل ما سبق شئ .

   * * *

1071 - ( في أسباب نزول آيات سورة الحشر )

1 - في قوله تعالى :هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ . . .( 2 ) : قيل : نزلت سورة الحشر في بنى النضير وبنى قينقاع . وعن عائشة : أن غزوة بنى النضير وهم طائفة من اليهود - كانت على رأس ستة أشهر من وقعة بدر ، وكانت منازلهم ونخلهم بناحية المدينة ، فحاصرهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم حتى نزلوا على الجلاء ولهم ما أقلت الإبل من الأمتعة والأموال إلا السلاح ، فأنزل اللّه الآية . وكانوا أول من حشر من أهل الكتاب وأخرج من دياره . والحشر يعنى الإخراج .
2 - وفي قوله تعالى :. . . ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ( 2 ) : قيل : نزلت الآية في حصونهم : الوطيح ، والنطاة ، والسّلالم ، والكتيبة . وما لم يحتسبوه هو مقتل رئيسهم كعب بن الأشرف ، قتله محمد بن مسلمة ، وأبو نائلة سلطان بن سلامة بن وقش - وكان أخا لكعب من الرضاعة ، وعبّاد بن بشر بن وقش ، والحارث بن أوس بن معاذ ، وأبو عبس بن جبر .
3 - وفي قوله تعالى :ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ( 5 ) : قيل : لمّا نزل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم على حصون بنى النضير المسماة البويرة ، حين نقضوا العهد وأعانوا قريش عليه يوم أحد ، حاصرهم وجرت مناوشات بينهم وبين المسلمين ولم يجر قتال ، ولجأ بعض المسلمين لإغاظتهم إلى نخيلهم يعقروها ، وعقروا ست نخلات فعلا فاستاء النضريون وأرسلوا إلى النبىّ يشكون ذلك ، وأنه ما كان يقطع زرعا أبدا ، وما كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم ولا عامة المسلمين يرضون بذلك ، ونزلت الآية بتصديق من نهى عن القطع ، وتحليل من قطع من الإثم ، وأخبرت أن قطعه وتركه بإذن اللّه ، كقوله تعالى :وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى( 17 ) ( الأحزاب ) .
4 - وفي قوله تعالى:وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(6):
قيل : لمّا حاصر الرسول صلى اللّه عليه وسلم حصون بنى النضير سلّموا له صلحا وأخذ أموالهم، فسأل المسلمون النبىّ أن يقسم لهم فنزلت الآية .

5 - وفي قوله تعالى :ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ . . .( 7 ) : قيل : نزلت الآية في فيء قريظة والنضير وهما بالمدينة ، وفدك ، وقرى عرينة ، وينبع ، وسميت فيئا لأنها كانت بلا قتال ، فقسمت الغنيمة على هذه الأصناف .
6 - وفي قوله تعالى :وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( 9 ) : قيل : نزلت في الأنصار فإنهم سلّموا فيء بنى النضير للمهاجرين ، حيّا وبلا حسد . والأنصار هم مواطنو المدينة وكانوا فيها قبل المهاجرين .
7 - وفي قوله تعالى :وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ . . .( 9 ) :
قيل :
قال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم للأنصار يوم بنى النضير : « إن شئتم قسمت للمهاجرين من دياركم وأموالكم وشاركتموهم في هذه الغنيمة ، وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم ولم نقسم لكم من الغنيمة شيئا » ، فقالت الأنصار : بل نقسم لإخواننا مع ديارنا وأموالنا ونؤثرهم بالغنيمة ، فنزلت الآية . وقيل : في ذلك روايات مختلقة عن رجل من الأنصار هو ثابت بن قيس ، بات عنده ضيفان ولم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه ، فأمر امرأته أن تطفئ السراج وتنيم العيال وتقرّب للضيف ما عندها ، فنزلت الآية ، والمناسبة الأولى هي الأصح .
8 - وفي قوله تعالى :وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ( 10 ) : قيل : نزلت في ثلاثة : المهاجرين ، والأنصار ، والذين جاءوا من بعد هؤلاء جميعا .
9 - وفي قوله تعالى :أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ( 11 ) : قيل : الآية نزلت في المنافقين واليهود ، ومن جملة المنافقين عبد اللّه بن أبىّ بن سلول ، وعبد اللّه بن نبتل ، ورفاعة بن يزيد ، وقيل : ورافعة بن تابوت ، وأوس بن قيظى ، وكانوا من الأنصار ولكنهم نافقوا ، وقالوا هذا الكلام ليهود قريظة والنضير ، وقيل : بل هو كلام بنى النضير لقريظة .
10 - وفي قوله تعالى :كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ( 15 ) : قيل : نزلت في يهود قينقاع ، أمكن اللّه المسلمين منهم قبل النضير ، وبنى النضير أمكن اللّه منهم قبل قريظة ، وكان بين النضير وقريظة سنتان ، وكانت وقعة بدر قبل النضير بستة أشهر .
   * * *

1072 - ( في أسباب نزول آيات سورة الممتحنة )

1 - نزلت لثلاثة أسباب : الأول : أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم تجهّز لفتح مكة ، فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يحذّرهم ويقول : إن محمدا يريد أن يغزوكم فخذوا حذركم ، وأرسل الكتاب مع ظعينة - أي امرأة مسافرة لم تكن على الإسلام ، وتعمل مغنية واسمها سارة ، وكما ترى من اسمها فقد كانت يهودية ، وكانت مولاة لأبى عمرو بن صيفي بن هشام بن عبد مناف ، وشك النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في رحيلها المفاجئ ، فأرسل وراءها من الفرسان عليا والزبير والمقداد ، فلحقوا بها عند موضع يقال له « روضة خاخ » ، فسلمت إليهم الكتاب بعد لأي ، وأخرجته من عقاصها - أي ضفائر شعرها ، وأقر بلتعة بالإثم ، وبرّره بأنه كان يريد أن يتملق أهل قريش لكي يحمى قرابته في مكة ، وأنه لم يفعله ارتدادا عن الإسلام وكفرا ، فنزلت الآيات من 1 إلى 7 من السورة .
والسبب الثاني : أن أبا بكر الصديق طلق امرأته قتيلة في الجاهلية ، وكانت أم ابنته أسماء ، فقدمت إليها في فترة المهادنة بين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكفار قريش ، ودخلت عليها بهدايا ، فكرهت أسماء أن تتلقى منها شيئا ولا أن تستضيفها إلا أن تستأذن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت الآية :لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ( 8 ) .
والسبب الثالث : أن الصلح بين النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وبين مشركي قريش كان من شروطه :
أن من أتاه من أهل مكة فيردّه إليهم ، فجاءت سعيدة بنت الحارث الأسلمية والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم بالحديبية ، فأقبل زوجها سيفي بن الراهب ، وقيل مسافر المخزومي ، وقال : أردد علىّ امرأتي فإنك شرطت ذلك ، وهذه طينة الكتب لم تجف بعد ! فأنزل اللّه الآية :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ . . .( 10 ) .
2 - وفي قوله تعالى :عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 7 ) : قيل : نزلت الآية فيمن أسلم بعد فتح مكة ، كأبى سفيان بن حرب ، والحارث بن هشام ، وسهيل بن عمرو ، وحكيم بن حزام . وقيل : انعقدت المودة لمّا تزوج النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان ، فلانت عند ذلك عريكة أبي سفيان واسترخت شكيمته في العداوة .
3 - وفي قوله تعالى :لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ( 8 ) : قيل : نزلت الآية في قتيلة أم أسماء بنت أبي بكر ، وكان قد طلقها في الجاهلية وظلت لم تسلم ، وجاءت لزيارة ابنتها في الهدنة بين المسلمين والمشركين ، وأحضرت معها هدايا لها ، فكرهت أسماء أن تستضيفها أو تقبل منها شيئا إلا أن تسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت الآية .
4 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ( 10 ) : قيل :
نزلت هذه الآية بأسفل الحديبية ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قد صالح الكفار على أن من أتاه ردّه إليهم ، فجاء نساء منهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، فخرج أخواها عمارة والوليد حتى قدما على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكلماه في أم كلثوم أن يردّها إليهم ، فنقض اللّه العهد بينه وبين المشركين ، خاصة في النساء ، ومنه أن يرددن إلى المشركين ، فأنزل اللّه آية الامتحان .
وقيل : إن التي قدمت من مكة هي أميمة بنت بشر امرأة أبى حسّان الدحداحة . وقيل هي امرأة تدعى سعيدة كانت تحت صيفي بن الراهب .
5 - وفي قوله تعالى :. . وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ( 10 ) : قيل : نزلت في النساء الكافرات المتزوجات من مسلمين ، فلا يعتد بهن زوجات لكفرهن . ولما نزلت الآية طلّق عمر امرأتين له بمكة مشركتين هما : قريبة بنت أبي أمية ، وأم كلثوم بنت عمرو الخزاعية ؛ وطلق طلحة بن عبيد اللّه امرأته أروى بنت ربيعة ، وفرق النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بين ابنته زينب وزوجها أبى العاص بن الربيع ، ولم تعد إليه إلا بعد إسلامه . والكوافر هن النساء من غير أهل الكتاب .
6 - وفي قوله تعالى :وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ( 11 ) : قيل : نزلت أولا :وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ . .، فقال المسلمون : رضينا بما حكم اللّه ، وكتبوا إلى المشركين ، فامتنعوا ، فنزلت :وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا . .. وفي رواية عن عائشة : قد حكم اللّه بيننا بأنه إن جاءتكم امرأة منا أن توجهوا إلينا بصداقها ، وإن جاءتنا امرأة منكم وجهنا إليكم بصداقها ، فكتبوا إليهم :
أما نحن فلا نعلم لكم عندنا شيئا ، فإن كان لنا عندكم شئ فوجهوا به ، فأنزل اللّه الآية . وقيل : الآية نزلت في أم الحكم بنت أبي سفيان ، ارتدت وتركت زوجها عياض بن غنم القرشي ، ولم ترتد امرأة من قريش غيرها ، ثم عادت إلى الإسلام . وقيل : هن ست نسوة رجعن عن الإسلام ولحقن بالمشركين من نساء المؤمنين المهاجرين : أم الحكم بنت أبي سفيان ، وكانت تحت عياض بن أبي شداد ، وفاطمة بنت أبي أمية بن المغيرة أخت أم سلمة ، وكانت تحت عمر بن الخطاب ، فلما هاجر عمر أبت وارتدت ، وبروع بنت عقبة وكانت تحت شماس بن عثمان ، وعبدة بنت عبد العزّى وكانت تحت هشام بن العاص ، وأم كلثوم بنت جرول وكانت تحت عمر بن الخطاب ، وشهبة بنت غيلان .
وأعطى الرسول صلى اللّه عليه وسلم أزواجهن مهورهن من الغنائم ، والآية تعنى : إن لحقت امرأة مؤمنة بكفار مكة ولها زوج مسلم ، فيعطى هذا الزوج مثل مهرها الذي دفعه لها من الغنيمة التي يغنمها المسلمون قبل أن تخمّس .

7 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 12 ) : قيل : الآية نزلت في هذه المناهى ، لأن النساء كن كثيرا ما يرتكبنها ولا يحجزهن عنها شرف النسب ، فخصّت بالذكر لهذا .

   * * *

1073 - ( في أسباب نزول آيات سورة الصف )

1 - في قوله تعالى :سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ( 1 ) :
قيل : قعد نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فتذاكروا ، فقالوا : لو نعلم أي الأعمال أحبّ إلى اللّه تعالى لعملنا ، فأنزل اللّه تعالى الآية .
2 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ ( 2 ) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ( 3 ) : قيل : كان جماعة من المؤمنين يقولون للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه :
إن خرجتم وقاتلتم خرجنا معكم وقاتلنا . فلما خرجوا نكصوا عنهم وتخلفوا ، فنزلت الآية . وقيل : نزلت الآية في رجل انتحل امرا كلّفه به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأدّاه عنه آخر ، فلما عرف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم ينكر ، فنزلت في المنتحل . وقيل : إن جماعة قالوا للرسول صلى اللّه عليه وسلم : لو نعلم أحب الأعمال إلى اللّه لسارعنا ، فنزلت :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ( 10 ) ( الصف ) ، فقالوا : لو نعلم ما هي هذه التجارة لاشتريناها بالأموال والأنفس والأهلين ؟ فدلّهم اللّه تعالى بقوله :تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ( 11 ) ( الصف ) .
فنكصوا وكرهوا ذلك ، فنزلت الآيةيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ( 2 ) ؟
وقيل : نزلت في قوم كانوا يقولون : نحن جاهدنا وأبلينا ولم يفعلوا . وقيل : نزلت في المنافقين ، كانوا يقولون للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه : إن خرجتم وقاتلتم ، خرجنا معكم وقاتلنا ، فلما خرجوا نكصوا عنهم وتخلفوا .
3 - وفي قوله تعالى :وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ( 5 ) : قيل : نزلت لمّا رمى موسى قومه بالأدرة ( تضخم الخصيتين ) ، فأراد اللّه أن يبرأه كما جاء في الآية :لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً( 69 ) ( الأحزاب ) فأخلاه يوما وحده ، وأوحى إليه أن يخلع ثيابه ليغتسل ، فلما فرغ أقبل على ثيابه فتبين له أن أحدهم أخذها ، فجعل يبحث إلى أن وجد نفسه في ملأ من بني إسرائيل ، فرأوه عريانا على أحسن ما خلق اللّه عز وجلّ .
4 - وفي قوله تعالى :يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ( 8 ) : قيل : سبب نزول هذه الآية أن الوحي أبطأ على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أربعين يوما ، فقال كعب بن الأشرف : يا معشر اليهود ، أبشروا ، فقد أطفأ اللّه نور محمد فيما كان ينزل عليه ، وما كان ليتم أمره ، فحزن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وأنزل اللّه تعالى هذه الآية واتصل الوحي بعدها .
5 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ( 10 ) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ( 11 ) : قيل : إن عثمان بن مظعون أراد أن يترهّب ، فنزلت فيه الآية الأولى كسؤال شديد ، وعندئذ قال ابن مظعون : واللّه لوددت يا نبىّ اللّه ! أىّ التجارات أحبّ إلى اللّه فأتّجر فيها ؟ فنزلت الآية الثانية . وقيل : إن عثمان بن مظعون استأذن يوما الرسول صلى اللّه عليه وسلم أن يطلّق خولة امرأته ، ويترهّب ، ويختصى ، ويحرّم اللحم على نفسه ، ولا ينام بليل ، ولا يفطر بنهار ، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « إن من سنتي النكاح ، ولا رهبانية في الإسلام ، إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل اللّه ، وخصاء أمتي الصوم ، ولا تحرّموا طيبات ما أحلّ اللّه لكم ، ومن سنتي أنام وأقوم ، وأفطر وأصوم ، فمن رغب عن سنتي فليس منى » .
6 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ( 14 ) : قيل : نزلت الآية في أبى بكر ، وعمر ، وعلىّ ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن مالك ، وأبى عبيدة ، وعثمان بن مظعون ، وحمزة بن عبد المطلب ، فهؤلاء أنصاره صلى اللّه عليه وسلم وحواريوه .
   * * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الثلاثاء 7 نوفمبر 2023 - 10:57 من طرف عبدالله المسافربالله

 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1073 - ( في أسباب نزول آيات سورة الجمعة )

1 - في قوله تعالى :هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ( 2 ) : قيل : الأميون : العرب ، وكان العرب أمة أمية ، لا يكتبون ولا يقرءون ، وكذلك كانت قريش ، فأرسل إليهم رسولا منهم - يعنى أميا مثلهم ، ونزلت هذه الآية امتنانا .
2 - وفي قوله تعالى :وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ( 3 ) : قيل : الآية نزلت في العجم فهم هؤلاء الآخرون ، وهم كل من لم يكن عربيا ودخل الإسلام بعد النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إلى يوم القيامة . وفي الحديث قال : « رأيتني اسقى غنما سودا ثم اتبعتها غنما عفرا » وطلب من أبى بكر أن يؤوّل الرؤيا ، قال : أما السود فالعرب ، وأما العفر فالعجم تتبعك بعد العرب .
3 - وفي قوله تعالى :وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ( 11 ) : قيل : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخطب قائما يوم الجمعة ، فجاءت عير من الشام ، فانصرف الناس إلها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا ، هم : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلىّ ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو عبيدة الجراح ، وسعيد بن الزبير ، وبلال ، وعبد اللّه بن مسعود ، فأنزلت هذه الآية . وقيل : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عير تحمل الطعام حتى نزلت بالبقيع ، فالتفت المصلون إليها وانفضوا عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم وتركوه ليس معه إلا عدد من الرجال ، فأنزل اللّه الآية . وقيل : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخطب وقد صلى الجمعة قبل الخطبة مثل العيدين ، فدخل رجل فقال : إن دحية بن خليفة الكلبي قدم بتجارة ، وكان دحية إذا قدم تلقّاه أهله بالدفاف ، فخرج الناس فلم يظنوا إلا أنه ليس في ترك الخطبة شئ ، فأنزل اللّه تعالى الآية .
   * * *

1074 - ( في أسباب نزول آيات سورة المنافقون )

1 - في قوله تعالى :إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ( 1 ) : قيل : نزلت في عبد اللّه بن أبىّ بن سلول ، رأس النفاق في المدينة ، أثناء غزوة بنى المصطلق ، فقال للأعراب يحرّضهم على المسلمين :
لا تنفقوا على من عند رسول اللّه حتى ينفضّوا ، وقال : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذل ، وفي رواية أخرى ، قال : واللّه ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال الأول : سمّن كلبك يأكلك . أما واللّه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل . وقال : كفّوا طعامكم عن هذا الرجل ، ولا تنفقوا على من عنده حتى ينفضّوا ويتركوه . فقال له زيد بن أرقم : أنت واللّه الذليل المنتقص من قومك ، ومحمد صلى اللّه عليه وسلم في عزّ من الرحمن ومودة من المسلمين . واللّه لا أحبك بعد كلامك هذا أبدا . فقال عبد اللّه : اسكت إنما كنت ألعب .
وقال زيد للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فأرسل إليه فحلف وجحد ، وصدّقه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت الآية بتصديق زيد وتكذيب ابن أبي . وقيل : أن أنصاريا في غزوة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدر الماء ، فوجد عليه أعرابيا سبقه إليه ، وكان يملأ الحوض ويحيطه بحجارة ، ويغطيه إلى أن يأتي أصحابه ، فأراد الأنصاري أن تشرب ناقته فمنعه الأعرابي ، فانتزع الأنصاري حجرا من الحوض فغاض الماء ، فأمسك الأعرابي خشبة وضرب بها رأس الأنصاري فشجّه ، فأتى عبد اللّه بن أبىّ رأس المنافقين ، فقيل له ، فغضب وقال : لا تنفقوا على من عند رسول اللّه حتى ينفضّوا من حوله - يعنى الأعراب ، وكانوا يحضرون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عند الطعام ، وقال عبد اللّه : إذا انفضّوا من عند محمد ، فأتوا محمدا بالطعام ، فليأكل هو ومن عنده . ثم قال لأصحابه : لئن رجعتم إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل . فلما حلف أنه لم يقل ذلك نزلت الآية .
2 - في قوله تعالى :اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ( 2 ) : قيل : نزلت في عبد اللّه بن أبىّ لمّا حلف أنه ما قال ، وحلف زيد بن أرقم أنه قال .
3 - وفي قوله تعالى :وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ( 4 ) :
قيل : نزلت في عبد اللّه بن أبي ، وجدّ بن قيس ، ومعتّب بن قشير ، وكانوا رأس النفاق ، وكانت بهم وسامة وجسامة وصحة وصباحة وذلاقة لسان ، وإذا قالوا سمعوا لهم ، فنزلت فيهم الآية .
4 - وفي قوله تعالى :وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ( 5 ) : قيل : نزلت سورة المنافقين في تصديق زيد بن أرقم وتكذيب عبد اللّه بن أبىّ . ولمّا قيل لعبد اللّه : قد نزلت فيك آيات شديدة ، فاذهب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم . ليستغفر لك ، فألوى برأسه ، فنزلت الآية .
5 - وفي قوله تعالى :سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ( 6 ) : قيل : لمّا مات عبد اللّه بن أبىّ بعد غزوة بنى المصطلق بأيام ، وكان المسلمون قد أوذوا منه أذى كبيرا ، سمع الرسول صلى اللّه عليه وسلم بموته فاستغفر له ، وطلب ابنه قميص النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يكفنه به ، فأعطاه قميصه ، فنزلت هذه الآية .
6 - وفي قوله تعالى :هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ( 7 ) : قيل : نزلت لما قال ابن أبىّ : لا تنفقوا على من عند محمد حتى ينفضّوا من عنده .
وقال لأصحابه : لئن رجعت إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذلّ . واللّه ما مثلنا ومثلهم إلا كما قيل : سمّن كلبك يأكلك .
كفّوا طعامكم عن هذا الرجل ولا تنفقوا على من عنده حتى ينفضوا ويتركوه .
7 - وفي قوله تعالى :يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ( 8 ) : قيل : القائل ابن أبىّ . قيل : لما قال ذلك ورجع إلى المدينة ، لم يلبث إلا أياما يسيرة حتى مات ، وقيل فاستغفر له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وألبسه قميصه ، فنزلت هذه الآية فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ *.
وروى أن عبد اللّه بن أبي بن سلول قال لأبيه : والذي لا إله إلا هو ، لا تدخل المدينة حتى تقول : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هو الأعز وأنا الأذل ، فقاله .

   * * *

1075 - ( في أسباب نزول آيات سورة التغابن )

1 - في قوله تعالى :زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ( 7 ) : قيل : نزلت في العاص بن وائل السهمي مع خبّاب ، مثلها مثل الآية :أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً ( 77 ) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ( 78 ) كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا ( 79 ) وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً( 80 ) وكان للخبّاب دين عند العاص ، فرفض أن يدفعه إلا في الآخرة استهزاء بإيمان خبّاب ، فنزلت هذه الآية .
2 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 14 ) : قيل : نزلت الآية في عوف بن مالك الأشجعي ، كان ذا أهل وولد ، وكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ورقّقوه فقالوا : إلى من تدعنا ؟ فيرق فيقيم ، فنزلت الآية . وقيل : نزلت الآية في رجال أسلموا من أهل مكة ، وأرادوا أن يأتوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فلما رأوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ورأوا الناس قد فقهوا في الدين ، فهمّوا أن يعاقبوا أزواجهم وأولادهم ، والعدو كما ترى ليس لذاته ، فهؤلاء أهلهم ، إلا أنهم فعلوا فعل العدو فصاروا عدوا ، ولا فعل أقبح من الحيلولة بين العبد وطاعة اللّه .
3 - وفي قوله تعالى :فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( 16 ) : قيل : هذه الآية نزلت بسبب قوم تأخروا عن الهجرة من دار الشرك إلى دار الإسلام بتثبيط أولادهم ، فيما جعل فتنة لهم من أموالهم وأولادهم أن تغلبهم الفتنة وتصدّهم عن الواجب للّه من الهجرة من أرض الكفر إلى أرض الإسلام . وقيل : الآية نزلت لتخفف عن المسلمين أثر الآية الأخرى :اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ( أل عمران 102 ) ، فقد اشتد على القوم ، وقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرّحت جباههم ، فأنزل اللّه تخفيفا عنهم :فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ . .   
* * *    

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1015 إلى 1017 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1026 إلى 1034 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1035 إلى 1044 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى