اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

06112023

مُساهمة 

 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2 د. عبد المنعم الحفني

1045 - ( في أسباب نزول آيات سورة الأحزاب )

1 - في قوله تعالى :يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً( 1 ) : قيل : لما هاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المدينة وكان يحب إسلام اليهود :
قريظة ، والنضير ، وبنى قينقاع ، فكان يلين لهم جانبه ، ويكرم صغيرهم وكبيرهم ، وإذا أتى منهم قبيح تجاوز عنه ، وكان يسمع منهم ، فنزلت الآية . وقيل : نزلت في أبي سفيان بن حرب ، وعكرمة بن أبي جهل ، وأبى الأعور عمرو بن سفيان ، نزلوا المدينة وطلبوا من النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يرفض ذكر آلهتهم اللات والعزى ومناة ، وأن يقول إن لها شفاعة ومنعة لمن عبدها ، فإذا فعل تركوه وشأنه ، فشقّ على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ما قالوا ، وأمر أن يخرجوا من المدينة ، وبسبب ذلك نزلت الآية . وقيل : أن أهل مكة دعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يرجع عن دينه ويعطوه شطر أموالهم ، ويزوّجه شيبة بن ربيعة ابنتيه ، فنزلت الآية ، والآية الأخرى :وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا *( 3 ) ( الأحزاب ) ، أي كافيا لك ما تخافه منهم .
2 - وفي قوله تعالى :ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ( 4 ) : قيل : نزلت في رجل من قريش كان يدعى « ذا القلبين » من دهائه . وقيل : نزلت في جميل بن معمر الفهري وكان حافظا ، فقالوا : ما يحفظ هذه الأشياء إلا وله قلبان . وقيل : نزلت في رجل من بنى فهم ، قال : إن في جوفي لقلبين أعقل بكل واحد منهما أعقل من عقل محمد ! وقيل : إن محمدا له قلبان ، فربما يكون في الشيء فينزع في غيره . وقيل : نزلت الآية تمثيلا في زيد بن حارثة لما تبنّاه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم .
3 - وفي قوله تعالى :ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً( 5 ) : قيل : نزلت في زيد بن حارثة وكان يدعى زيد بن محمد لمّا تبنّاه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وهو بعد صغير ، فنزلت الآية تحظر أن ينسب المتبنّى إلا لأبيه ، فإن لم يكن له أب معروف ينسب إلى ولائه ، فإن لم يكن له ولاء معروف أطلقوا عليه الأخ فلان ، ونادوه يا أخي ، يعنى في الدين ، لقوله تعالى :إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ( 10 ) ( الحجرات ) ، ولا يجرى هذا المجرى على من غلب عليه اسم التبنّي كالمقداد بن عمرو ، فلم يكن يعرف إلا باسمه المقداد بن الأسود ، وكان الأسود عبد يغوث قد تبنّاه في الجاهلية وعرف به .
4 - وفي قوله تعالى :النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً( 6 ) : قيل : لمّا قال اللّه تعالى :النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ . .( الأحزاب ) ، نزلت الآيةوَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ . .ليكتمل الكلام في بيت النبوة كله بالتمام ، فالنبىّ صلى اللّه عليه وسلم هو أبو المؤمنين ، وزوجاته أمهاتهم : أمهات النساء والرجال لا فرق ، والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم هو أبو النساء والرجال لا فرق .
5 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً( 9 ) : قيل : كان ذلك في وقعة الخندق سنة أربع ، وجرت وبنو قريظة في يوم واحد ، ومضت بين بني قريظة وبنى النضير أربع سنوات .
6 - وفي قوله تعالى :إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا( 10 ) : قيل : الذي جاء من أعلى من قبل المشرق :
عوف بن مالك في بنى نصر ، وعيينة بن حصن في أهل نجد ، وطليحة بن خويلد الأسدي في بنى أسد ، ومن بطن الوادي من قبل المغرب : أبو سفيان بن حرب على أهل مكة ، ويزيد بن جحش على قريش ، وأبو الأعور السلمى ومعه حيىّ بن أخطب اليهودي في يهود بني قريظة ، مع عامر بن الطفيل من الناحية المقابلة للخندق .
7 - وفي قوله تعالى :وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً( 12 ) : قيل : إن طعمة بن أبيرق ، ومعتب بن قشير ، وجماعة نحو من سبعين رجلا ، قالوا يوم الخندق : كيف يعدنا كنوز كسرى وقيصر ولا يستطيع أحدنا أن يتبرّز ؟
فأنزل اللّه تعالى هذه الآية ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قد وعد المؤمنين قصور الحيرة ومدائن كسرى ، وقصور الحمر من أرض الروم ، وقصور صنعاء ، فقال المنافقون : ألا تعجبون ، يحدّثكم ويمنّيكم ويعدكم الباطل ، ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى ، وأنها تفتح لكم ، وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفرق لا تستطيعون أن تتبرّزوا ، فنزل القرآن :وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ( 12 ) : وقيل : نزلت هذه الآية في معتب بن قشير الأنصاري وهو صاحب هذه المقالة .
وقيل : إن أوس بن قيظى طلب الإذن أن يرجع قومه إلى نسائهم وأبنائهم بدعوى أن بيوتهم عورة وخارج المدينة ، فنزلت الآية :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها.
8 - وفي قوله تعالى :وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً( 13 ) : قيل : إن الطائفة كانت اليهود ، قالوا لعبد اللّه بن أبىّ بن سلول وأصحابه من المنافقين : ما الذي يحملكم على قتل أنفسكم بيد أبي سفيان وأصحابه ؟ ! فارجعوا إلى المدينة فإننا مع القوم فأنتم آمنون .
9 - وفي قوله تعالى :. . وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً( 13 ) : قيل : هذه الآية نزلت في قبيلتين من الأنصار : بنى حارثة ، وبنى سلمة ، همّوا أن يتركوا مراكزهم يوم الخندق ، وفيهم أنزل اللّه تعالى :إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا( آل عمران 122 ) ، فلما نزلت هذه الآية قالوا : واللّه ما ساءنا ما كنا هممنا به ، إن اللّه وليّنا . وقيل : الذي استأذنه منهم رجلان من الأنصار من بنى حارثة ، أحدهما أبو عرابة بن أوس ، والآخر أوس بن قيظى ، وقيل : ورجع ثمانون رجلا بغير إذنه . وقيل الذي قال :بُيُوتَنا عَوْرَةٌ . .هو أوس بين قيظى نيابة عن ملأ من قومه .
10 - وفي قوله تعالى :وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلًا( 15 ) : قيل : هم بنو حارثة ، همّوا يوم أحد أن ينسحبوا مع بنى سلمة ، فلما نزل فيهم ما نزل ، عاهدوا اللّه ألا يعودوا لمثلها . وقيل : هم سبعون رجلا بايعوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ليلة العقبة .
11 - وفي قوله تعالى :قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا( 18 ) : قيل : هم المنافقون أصحاب عبد اللّه بن أبىّ واليهود من بني قريظة ، وكانوا يستخفّون بالنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وقالوا : هو هالك ومن معه !
12 - وفي قوله تعالى :وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً( 22 ) : قيل : لما رأى المسلمون الأحزاب يوم الخندق قالوا : هذا ما وعدنا اللّه ورسوله » فنزلت مقالتهم آية .
13 - وفي قوله تعالى :مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا( 23 ) : قيل : بعد بدر تمنى الكثيرون ممن لم يحضروها لو كانوا يحضرون قتالا من أجل الإسلام ، فلما كان يوم أحد وانهزم من انهزم ، تجلّدت فئة حتى قتلوا ، ومنهم أنس بن النضر ، عم أنس بن مالك ، فلما انكشف المسلمون قال : اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء - يقصد المشركين ، وباشر القتال وقال : إيها إنها ريح الجنة ! إني لأجدها ! ومضى حتى استشهد ، قال أنس : فما عرفناه إلا ببنانه ، ووجدنا فيه بضعا وثمانين جراحة ، وفيه وفي أمثاله نزلت :رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ . . .والآية عتاب في حقّ من انهزم .
14 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا ( 28 ) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً( 29 ) : قيل : إن نساء النبىّ صلى اللّه عليه وسلم تظاهرن ، وجاء عمر بن الخطاب يتحرّى الأمر ، فقال له النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « هن حولى كما ترى يسألننى النفقة » ، فقام أبو بكر إلى عائشة يحاسبها ، وقام عمر إلى حفصة ، وكلاهما يقول : تسألن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما ليس عنده ؟ ! فقلن : واللّه لا نسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شيئا أبدا ليس عنده . ثم اعتزلهن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم شهرا أو تسعة وعشرين يوما ، ثم نزلت هذه الآية .
15 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً( 35 ) : قيل : روى الترمذي عن أم عمارة الأنصارية : أنها أتت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فقالت : ما أرى كل شئ إلا للرجال ، وما أرى النساء يذكرن بشيء ، فنزلت هذه الآية .
16 - وفي قوله تعالى :وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً( 36 ) : قيل : سبب نزول الآية : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خطب زينب بنت جحش ، وكان بنت عمته ، فظنت أن الخطبة لنفسه ، فلما تبين أنه يريدها لزيد بن حارثة ، كرهت وأبت وامتنعت ، فنزلت الآية . وقيل :
الآية نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، وكانت قد وهبت نفسها للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فزوّجها من زيد بن حارثة ، فكرهت ذلك هي وأخوها ، وقالا : إنما أردنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فزوّجنا غيره ، فنزلت الآية بسبب ذلك .
17 - وفي قوله تعالى :وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا( 37 ) : قيل : نزلت في زينب بنت جحش وزيد بن حارثة ، فقد جاء زيد يشكو إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من زينب ، فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « أمسك عليك أهلك » ، فنزلت :وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ.
18 - وفي قوله تعالى :ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً( 40 ) : قيل : لمّا تزوّج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم زينب بنت جحش قال الناس : تزوج امرأة ابنه، فنزلت الآية.
19 - وفي قوله تعالى :هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً( 43 ) : قيل : لمّا نزلت الآيةإِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ( الأحزاب 56 ) ، قال أبو بكر : يا رسول اللّه ، ما أنزل اللّه عليك خبرا إلا أشركتا فيه ؟
فنزلت الآية :هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ( الأحزاب 43 ) .
20 - وفي قوله تعالى :وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً( 47 ) : قيل : لمّا نزلتلِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ( الفتح 2 ) قال رجال من المؤمنين : هنيئا لك يا رسول اللّه ! قد علمنا ما يفعل بك ، فما ذا يفعل بنا ؟ فأنزل اللّه :لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ( الفتح 5 ) ، وأنزل في سورة الأحزاب :وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً( 47 ) ( الأحزاب ) . وقيل : لما نزلت :وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ( الأحقاف 9 ) نزل بعدها لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ( الفتح 2 ) ، فقالوا : يا رسول اللّه قد علمنا ما يفعل بك ، فما يفعل بنا ؟ فنزل :وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً( 47 ) ( الأحزاب ) . وهذا كلام ملفّق وغير صحيح ، لأن سورة الأحزاب سابقة على سورة الفتح ، على عكس ما يروى في الرواية هنا .
21 - وفي قوله تعالى :. . . وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ . . .( 50 ) : قيل : إن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم خطب أم هانئ بنت أبي طالب ، فاعتذرت إليه لكثرة عيالها ، ولأن حقّ الزوج عظيم فخشيت أن تضيعه ، فعذرها ، ثم أنزل اللّه تعالى الآية ، فلم تكن تحلّ له رغم قرابتهما ، لأنها لم تهاجر ، وكانت من الطلقاء .
أي الذي أطلق الرسول صلى اللّه عليه وسلم سراحهم يوم فتح مكة بقوله : « اذهبوا فأنتم الطلقاء » ، والصحيح أنه لم يخطب أم هانئ إطلاقا ، لأنها كانت من سكان مكة طوال عمرها ، وكانت أكبر سنا لا تصلح أصلا للزواج ، ولو كانت تصلح للزواج لتزوجت منه أو من غيره ولكنها لم تفعل ولم يتقدم للزواج منها أحد .
22 - وفي قوله تعالى :. . . وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً( 50 ) : قيل : نزلت في اللاتي وهبن أنفسهن له ، وقال المرجفون : كان عنده أربع منهن : ميمونة بنت الحارث ، وزينب بنت خزيمة - أم المساكين الأنصارية ، وأم شريك بنت جابر ، وخولة بنت حكيم . وقيل : بل واحدة فقط هي ميمونة ، وقيل بل زينب بنت خزيمة ، وقيل بل أم شريك ، وقيل بل أم حكيم . وقيل : الآية نزلت في واهبة أباحتها له ولكنه لم يقبلها ، وهي أم شريك واسمها غزية أو غزيلة ؛ وقيل :
هي ليلى بنت حكيم ، أو ميمونة بنت الحارثة، ولم يثبت أنه تزوجها. والثابت أنه لم يكن عند النبىّ امرأة موهوبة قط!
23 - وفي قوله تعالى :تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً( 51 ) : قيل : كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم قد همّ بطلاق بعض نسائه فقلن له اقسم لنا ما شئت . فكان ممن أوى عائشة ، وحفصة ، وأم سلمة ، وزينب ، فكانت قسمتهن من نفسه وماله سواء بينهم ؛ وكان ممن أرجى : سودة ، وجويرية ، وأم حبيبة ، وميمونة ، وصفية ، فكان يقسم لهن ما شاء ، ونزلت الآية في ذلك . ومسألة « همّ بطلاق بعض نسائه » كذب وبهتان ، ونساؤه في الحقيقة أربع فقط لا غير ، هن : عائشة ، وحفصة ، وأم سلمة ، وزينب . وأما سودة فلم يكن يقربها ، وأما الباقيات فلم يتزوجهن كهيئة الزواج ، بل كانت لهن حكايات مختلفة ، وكل واحدة لها ظروفها ، وكان يأويهن إليه لظروفهن . وأما من كن يرجئهن فهؤلاء هن الواهبات ، ولم يحدث أن كانت في بيته امرأة وهبت نفسها له . ومن اللاتي عزلهن مريم القبطية وكانت سريّة ، ومع ذلك فالآية بلا تحديد أسماء فيها توسعة على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، لأنه كما قيل كانت القسمة بينهن واجبة عليه ، فلما كبر في السن ما عاد يستطيع القسمة ، فأباح له ربّه تركها ، ونزلت الآية بذلك ، إلا أنه يقسم لهن من تلقاء نفسه بقدر وسعه . ولا يعنى المبيت عند إحداهن مسائل جنسية كما قد يتبادر إلى الذهن ، وإنما هي المعايشة والملاطفة والإحسان وتقوى اللّه .
24 - وفي قوله تعالى :لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً( 52 ) : قيل : خيّر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أزواجه ، فاخترن اللّه ورسوله ، فأنزل اللّه :لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ . .. وقيل :
لما نزلت :وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً . .( 53 ) ، حرّم عليه أن يتزوج غيرهن .
غير أن هذا الرأي غير سليم ، لأن تحريم زواجه من أخريات في الآية 52 ، وتحريم زواجهن بعده في الآية 53 ، يعنى أنه كان لاحقا وليس سابقا ، على عكس الرأي السالف .
25 - وفي قوله تعالى :وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ . . .( 52 ) : قيل : نزلت الآية بسبب أسماء بنت عميس ، فقد أعجب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حسنها حين مات عنها زوجها جعفر بن أبي طالب ، فأراد أن يتزوجها ، فنزلت الآية ، والحديث ضعيف ومتهافت .
26 - وفي قوله تعالى :وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ . .( 52 ) : قيل : كان البدل في الجاهلية بأن ينزل الرجل عن امرأته لآخر وينزل الآخر عن امرأته له ، فأنزل اللّه عز وجل الآية . وقيل : إن عيينة بن حصن الفزّارى دخل على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بلا استئذان وعنده عائشة ، فعاتبه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وقال : يا عيينة فأين الاستئذان ؟ فسأله عيينة : عمّن تكون التي جواره ؟
وهل يقبل أن يبادلها معه بأخرى من أحسن الخلق ؟ فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « يا عيينة ، إن اللّه قد حرّم ذلك » والحادثة برمتها مختلفة ، ومن أراجيف المرجفين والمنافقين والرافضة .
27 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً( 53 ) : قيل : الآية نزلت لتعليم المسلمين آداب الدعوة إلى الطعام والجلوس مع النبىّ صلى اللّه عليه وسلم . وسبب نزولها أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم لما تزوج زينب بنت جحش أولم عليها ، ودعا الناس ، فلما طعموا ولم يبارحوا ، ثقلوا على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، إلى أن انصرفوا أخيرا . فألقى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم سترا على زوجته ونزلت الآية . وقيل لذلك هذه الآية نزلت في الثقلاء .
28 - وفي قوله تعالى :فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ . . .( 53 ) : قيل : نزلت هذه الآية - آية الحجاب - لمّا تزوج النبىّ صلى اللّه عليه وسلم زينب بنت جحش ، أو لم ودعا الناس ، فلما طعموا ، جلس جماعة يتحدثون في البيت ، وزوجته تجلس وقد ولّت وجهها إلى الحائط ، فثقلوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فلما ذهبوا ألقى الستر على باب حجرته ، ونزلت الآية . وقيل :
سببها أن عمر قال للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : يا رسول اللّه ، إن نساءك يدخل عليهن البرّ والفاجر ، فلو أمرتهن أن يحتجبن ؟ فنزلت الآية . وقيل : إن عمر بن الخطاب أمر نساء النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بالحجاب ، فقالت زينب بنت جحش : يا ابن الخطاب ، أنك تغار علينا ، والوحي ينزل في بيوتنا ؟ ! فأنزل اللّه تعالى :وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ . . .( 53 ) ( الأحزاب ) . وقيل : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يطعم ومعه بعض أصحابه ، فأصابت يد رجل منهم يد عائشة ، فكره ذلك النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت آية الحجاب . وقيل : إن الذي حدث معه ذلك هو عمر بن الخطاب .
29 - وفي قوله تعالى :وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً( 53 ) : قيل : نزلت في رجل قال : لو قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، تزوجت عائشة ، فأنزل اللّه الآية ، وكذلك الآية :وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ . .( 6 ) ( الأحزاب ) ، أي أمهات المؤمنين فلا يجوز أن يتزوجوا منهن وهن أمهاتهم . وقيل : أن طلحة بن عبيد اللّه هو الذي قال ذلك وندم على ما قال وكفّر . وروى أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، أبلغ بما قال فتأذّى به . وهذا من الإسرائيليات ، ومن تشنيعات المنافقين والمرجفين الجهّال . ومن ذلك ما رووه في سبب نزول الآية : أن رجلا من المنافقين قال حين تزوّج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أم سلمة بعد أبي سلمة ، وحفصة بعد خنيس بن حذافة : ما بال محمد يتزوج نساءنا كلما مات منا واحد ؟ واللّه لو قد مات ، لأجلنا السهام على نسائه ؛ فنزلت الآية في هذا .
30 - في قوله تعالى :لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ وَلا إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَلا نِسائِهِنَّ وَلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً( 55 ) : قيل : لما نزلت آية الحجاب في زوجات النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، قال الآباء والأبناء والأقارب لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ونحن أيضا نكلمهن من وراء حجاب ؟ فنزلت الآية .
31 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً( 57 ) : قيل : قال ابن عباس : نزلت الآية في المنافقين الذي طعنوا على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم حين اتخذ صفية بنت حيىّ . وقيل : نزلت الآية في عبد اللّه بن أبىّ وناس معه ، قذفوا عائشة في حديث الإفك ، فخطب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وقال : « من يعذرني من رجل يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني ؟ » ، فنزلت الآية .
32 - وفي قوله تعالى :وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً( 58 ) : قيل : نزلت في عمر بن الخطاب ، رأى جارية من الأنصار ، كره منها ما رأى من زينتها ، فضربها ، فخرج أهلها ، فآذوا عمر باللسان ، فأنزل اللّه هذه الآية وقوله تعالى :بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوافيه أن عمر لم يضرب الجارية ، وما ضرب عمر ولا أبو بكر امرأة قطّ لأي سبب من الأسباب .
33 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً( 59 ) : قيل : كانت عادة العربيات التبذّل ، وكن يلبسن ويسلكن ما يجعلهن مطمع الطامعين ، فنزلت الآية تأمر زوجات النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وبناته ونساء المؤمنين أن يرخين عليهن جلابيبهن إذا أردن الخروج لحاجة ، فكن بعد ذلك يعرفن فلا يؤذين .
34 - وفي قوله تعالى :لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا( 60 ) : قيل : نزلت هذه الآية في « المنافقين وأصحاب الفواحش والمرجفين » . وهم شئ واحد عبّر عنهم بثلاثة ألفاظ ، « والذين في قلوبهم مرض » ، يعنى الذين يضمرون الزنا ، و « المرجفون » هم المروّجون للأكاذيب والشائعات .
   * * *

1046 - ( في أسباب نزول آيات سورة سبأ )

1 - في قوله تعالى :وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ . .( 3 ) :
قيل : نزلت هذه الآية لأن أبا سفيان كان يقول لكفّار مكة : واللات والعزى لا تأتينا الساعة أبدا ولا نبعث ، فأنزل اللّه إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم :قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ . ..
2 - وفي قوله تعالى :لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ( 15 ) : قيل : أتى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم رجل من غطيف من سبأ ، يقول : يا رسول اللّه ، إن سبأ قوم كان لهم في الجاهلية عزّ ، وإني أخشى أن يعادوا الإسلام ، أو أن يسلموا ثم يرتدوا . ألا أقاتل من أدبر من منهم بمن أقبل ؟ فأذن لي في قتالهم ، وأمرني ، فلما خرج من عنده سأل عنه : « ما فعل الغطيفى ؟ » فأخبر أنه قد سار . فأرسل في أثره فردّ ، وأتاه وهو في نفر من أصحابه فقال : « ادع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه ، ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدّث إليك ». فأنزل في سبأ ما أنزل.
3 - وفي قوله تعالى :وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ . . .( 31 ) : قيل : نزلت في أبى جهل بن هشام فهو الذي قال ذلك . وقيل : إن أهل الكتاب قالوا للمشركين : أن صفة محمد في كتابنا ، فسلوه ، فلما سألوه ، وافق على ما قال أهل الكتاب ، فقال المشركون : لن نؤمن بهذا الكتاب ولا بالذي أنزل قبله ، بل نكفر بالجميع .
4 - وفي قوله تعالى :وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ( 34 ) : قيل : إن شريكين خرج أحدهما إلى الشام وبقي الآخر ، فلما بعث النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، كتب إلى صاحبه يخبره بما كان ، فقال فيما كتب : لم يتبعه أحد من قريش إلا أراذلة الناس ومساكينهم . ولما عاد الشريك توجه إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يسأله : إلام تدعو ؟
واستمع له ثم قال : أشهد أنك رسول اللّه ، فسأله : وما علّمك ذلك ؟ قال : لم يبعث نبىّ إلا اتبعه أراذلة الناس ومساكينهم ، فنزلت الآية ، فأرسل اليه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « إن اللّه قد أنزل تصديق ما قلت » . وكذلك في المذاهب الاجتماعية فإن علامة صدق المذهب أن يعتنقه البسطاء والضعفاء والمضطهدون كما في حالة المذهب الاشتراكى .
   * * *

1047 - ( في أسباب نزول آيات سورة فاطر )

1 - في قوله تعالى :أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ( 8 ) : قيل : نزلت في العاص بن وائل السهمي ، والأسود بن المطلب ، أو أنها نزلت في أبى جهل بن هشام ، أو فيهم جميعا وفي كفار قريش واليهود والنصارى . وقيل : أنزلت هذه الآية حيث قال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم :
« اللهم أعزّ دينك بعمر بن الخطاب أو بأبى جهل بن هشام » ، فهدى اللّه عمر وأضلّ أبا جهل ، فالذي زيّن له سوء عمله أبو جهل .
2 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ( 29 ) : قيل عن ابن عباس : إن حصين بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي ، نزلت فيه الآية ؛ والصحيح أن الآية عامة .
3 - وفي قوله تعالى :الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ( 35 ) : قيل : إن رجلا سأل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : إن النوم مما يقرّ اللّه به أعيننا في الدنيا ، فهل في الجنة نوم ؟ قال : « لا ، إن النوم شريك الموت ، وليس في الجنة موت » ، قال :
فما راحتهم ؟ قال : « ليس فيها لغوب كل أمرهم راحة»، فنزلت :لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ(35).
4 - وفي قوله تعالى :وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً( 42 ) ( فاطر ) : قيل : هؤلاء هم قريش ، أقسموا قبل أن يبعث اللّه رسوله صلى اللّه عليه وسلم أن لا يكونوا مثل من كذّبوا رسلهم من مختلف الأقوام ، وأن يؤمنوا لو جاءهم نذير ، ليكونوا أهدى الأمم ، فلما جاءهم ما تمنوا نفروا ولم يؤمنوا .
   * * *

1048 - ( في أسباب نزول آيات سورة يس )

1 - في قوله تعالى :إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ( 8 ) : قيل : أن أبى جهل بن هشام ، كان قد حلف لئن رأى محمدا يصلى ليرضخن رأسه بحجر ، وحاول ذلك فما استطاع ، وكذلك حاول صاحبه الوليد بن المغيرة ، وآخر معهما ، فكأنما غلّت أيديهم ، فنزلت الآية . والإقماح : أن ترتفع الرأس كما الدابة إذا جذب لجامها ، ويقال أقمحه الغل إذا ترك رأسه مرفوعا من شدّة ضيقه . والآية مثل ضربه اللّه تعالى لهم في امتناعهم من الهدى ، كامتناع المغلول . وربما هي مثل لما يفعل بالغافلين المعرضين غدا في النار من وضع الأغلال في أعناقهم والسلاسل :إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ( 71 ) ( غافر ) .
2 - وفي قوله تعالى :إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ( 12 ) : قيل : نزلت في بنى سلمة من الأنصار حين أرادوا أن يتركوا ديارهم وينتقلوا إلى جوار مسجد الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « إن آثاركم تكتب » فلم ينتقلوا . والآثار هي الخطا من الديار إلى المسجد ، فكلما بعدت الديار زاد الثواب ، وأراد لهم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم زيادة الثواب .
3 - وفي قوله تعالى :أَ وَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ( 77 ) :
قيل : نزلت في عبد اللّه بن أبىّ ، أو العاص بن وائل السهمي ، أو أبىّ بن خلف الجمحي ، وهو الذي تشير الآية إليه بكلمةالْإِنْسانُ. قيل : إنه أتى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بعظم حائل - يعنى متآكل ، فقال : يا محمد ، أترى أن اللّه يحيى هذا بعد ما رمّ ؟ فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « نعم ، ويبعثك اللّه ويدخلك النار » ، فنزلت الآية . وكذلك نزلت الآيتان بعدهاوَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ( 78 ) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ( 79 ) ( يس ) .
   * * *

1049 - ( في أسباب نزول آيات سورة الصافات )

1 - في قوله تعالى :إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ( 4 ) : قيل : قال كفار مكة : أجعل محمد الآلهة إلها واحدا ؟ ! وكيف يسع هذا الخلق فرد إله ؟ ! فنزلت الآية تأكيدا لوحدانيته تعالى .
2 - وفي قوله تعالى :إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ( 64 ) : قيل : إن أبا جهل لما سمع في القرآن أن في الجحيم شجرة اسمها الزقوم ، قال جهلا منه : وكيف تقوم شجرة وسط النار ؟ فأنزل اللّه الآية عقوبة له ولأصحابه ، لأن من خلق النار لا يستبعد أن يخلق شجرة من جنسها لا تقوى النار عليها ، وتلك هي شجرة الزقوم التي تزقم الأنوف والحلوق برائحتها الكريهة وطعمها المنتن .
3 - وفي قوله تعالى :وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ( 158 ) : قيل : الذي جعل له ذلك كنانة وخزاعة ، قالوا : إن اللّه خطب إلى سادات الجن فزوّجوه من سروات بناتهم ، فالملائكة بنات اللّه من سروات بنات الجن !
4 - وفي قوله تعالى :وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ( 164 ) : قيل : الآيات الثلاث :وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ ( 164 ) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ( 165 ) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ( 166 ) نزلت ورسول اللّه عند سدرة المنتهى ، فتأخر جبريل ، فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « أهنا تفارقني ؟ » فقال : « ما أستطيع أن أتقدم عن مكاني » ، وأنزل اللّه الآيات الثلاث . وقيل : كان الرجال والنساء يصلّون جميعا ، فلما نزلت :وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ( 164 ) تقدّم الرجال وتأخر النساء . والآية فيها ردّ على النساء المطالبات بأن يعامل النساء في المجتمع معاملة الرجال ، وأن يمتهنوا مهنهم .
5 - وفي قوله تعالى :وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ( 165 ) : قيل : كان الناس يصلّون متبددين ، فأنزل اللّه الآية فأمرهم أن يصفّوا ، وقال لهم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربّها ، يتمّون الصف الأول ويتراصّون في الصف » . والصلاة صفوفا من مزايا الإسلام ويحسدنا عليها الآخرون .
6 - وفي قوله تعالى :أَ فَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ *( 176 ) : قيل : كانوا يقولون من فرط تكذيبهم : متى هذا العذاب ، فنزلت الآية - أي لا تستعجلوه فإنه واقع بكم .
   * * *

1050 - ( في أسباب نزول آيات سورة ص )

1 - في قوله تعالى :ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ( 1 ) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ ( 2 ) كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ ( 3 ) وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ ( 4 ) أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ ( 5 ) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ ( 6 ) ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ( 7 ) : قيل : إن أبا طالب مرض فجاءت قريش ، وجاء النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وكان هناك مكان للجلوس شاغرا عند رأس أبى طالب ، فتوجه إليه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ليجلس ، فقام أبو جهل يمنعه . قيل : وشكوه إلى أبى طالب أنه يسبّ آلهتهم ، فقال أبو طالب : يا ابن أخي ، ما تريد من قومك ؟ فقال : « يا عمّ ، إنما أريد منهم كلمة تذلّ لهم بها العرب ، وتدين لهم بها العجم » ، فقال : وما هي ؟ قال : « لا إله إلا اللّه » . قال : فقالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا ؟
قال : فنزلت فيهم هذه الآيات . وقوله : تذلّ بها العرب تضعف الحديث ، لأن العرب بها شرّفوا وكرّموا .
وليس هذا هو أسلوب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ولا فهمه للإسلام والقرآن .

2 - وفي قوله تعالى :أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ( 5 ) : قيل : أن أبا جهل بن هشام ، وشيبة وعتبة ابني ربيعة بن عبد شمس ، وأمية بن خلف ، والعاص بن وائل ، وأبا معيط ، مشوا إلى أبى طالب في مرضه ، فقالوا : أنت سيدنا ، فأنصفنا في أنفسنا ، واكفنا أمر ابن أخيك وسفهاء معه ، فقد تركوا آلهتنا ، وطعنوا في ديننا ! فأرسل أبو طالب إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فقال له : إن قومك يدعونك إلى السواء والنصفة . فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « إنما أدعوهم إلى كلمة واحدة » ، فقال أبو جهل : وعشرا - أي وعشر كلمات وليس كلمة واحدة . فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « تقولون لا إله إلا اللّه » ، فقاموا وقالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا ؟ ! إن هذا لشئ عجاب ! 
- والعجاب هو الذي تجاوز حدّ العجب . والعجاب حقا أن تتعدّد الآلهة لا أن تتوحّد !
* * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الإثنين 6 نوفمبر 2023 - 20:22 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 6 نوفمبر 2023 - 20:19 من طرف عبدالله المسافربالله

 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1051 - ( في أسباب نزول آيات سورة الزمر )

1 - في قوله تعالى :أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى . . .( 3 ) : قيل : هؤلاء هم كفار قريش ، كانوا إذا قيل لهم : من ربّكم وخالقكم ؟ ومن خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء ؟ قالوا اللّه ، فيقال لهم : وما معنى عبادتكم الأصنام ؟ يقولون : ليقرّبونا إلى اللّه زلفى ويشفعوا لنا عنده ، وقيل : الآية نزلت في ثلاثة أحياء : عامر ، وكنانة ، وبنى سلمة .
2 - وفي قوله تعالى :أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ( 9 ) : قيل : الآية نزلت في عثمان بن عفان ؛ وقيل نزلت في أبى بكر وعمر ؛ وقيل : إن القانت في الآية هو عمّار بن ياسر ؛ وقيل : نزلت الآية في صهيب وأبى ذرّ ، وابن مسعود ، وسالم مولى أبى حذيفة .
3 - وفي قوله تعالى :وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ( 17 ) : قيل : نزلت في عثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد ، وسعيد ، وطلحة ، والزبير ، فأخبرهم أبو بكر بإيمانه ، فآمنوا . وقيل : نزلت في زيد ابن عمرو بن نفيل ، وأبى ذرّ الغفاري ، وسلمان الفارسي . فهؤلاء لم يعبدوا الأوثان في جاهليتهم ، واتّبعوا أحسن ما صار القول إليهم ، فأولئك الذين هداهم اللّه .
4 - وفي قوله تعالى :أَ فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَ فَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ( 19 ) : قيل : نزلت الآية لمّا كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يحرص على إيمان قوم ويدعوهم باستمرار وهم لا يستجيبون . وقيل : المراد بالآية هو أبو لهب وولده ، ومن تخلّف من عشيرة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن الإيمان . والمعنى : أفأنت تنقذ من حقّت عليه كلمة العذاب ؟
5 - وفي قوله تعالى :أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ( 22 ) : قيل : الآية نزلت في علىّ وحمزة . وقيل : نزلت في عمر بن الخطاب . وقيل : نزلت في عمّار بن ياسر . وقيل : نزلت في الرسول صلى اللّه عليه وسلم . وقيل : الآية عامة فيمن شرح اللّه صدره للإيمان .
6 - وفي قوله تعالى :اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ( 23 ) : قيل : إن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سألوه أن يحدّثهم ، فأنزل اللّه عز وجل :اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ . . .، فقالوا : لو قصصت علينا ؟
فأنزل :نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ( 3 ) ( يوسف ) ، فقالوا : لو ذكّرتنا ؟ فنزل :أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ( 16 ) ( الحديد ) .
7 - وفي قوله تعالى :ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ( 31 ) : قيل عن الزبير أنه قال : لقد عشنا برهة من دهرنا ونحن نرى هذه الآية نزلت فينا ، فقلنا : وكيف نختصم ونبينا واحد ، وديننا واحد ؟ إلى أن رأينا بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف ، فعرفنا أن الآية فينا نزلت . وقال : لقد عرفنا أن الآية نزلت فينا لمّا قتل عثمان واندلعت الفتنة بين المسلمين .
8 - وفي قوله تعالى :وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ( 33 ) : قيل :
الآية نزلت في النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وفي أبى بكر الصديق ؛ فالنبىّ صلى اللّه عليه وسلم هو الذي جاء بالصدق ، وأبو بكر الصدّيق هو الذي صدّق به ؛ أو هم المؤمنون ، بدليل قوله تعالى :هُمُ الْمُتَّقُونَ.
9 - وفي قوله تعالى :أَ لَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ( 36 ) : قيل : إن قريشا حذّرت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لئن لم ينته عن شتم آلهتهم ، فإنه سيصيبه منها الخبل أو الجنون . وقيل : قالت قريش : لئن لم ينته محمد عن سبّ آلهتنا وتعييبها لنسلطنّها عليه ، فتصيبه بخبل وتعتريه بسوء .
10 - وفي قوله تعالى :وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ( 45 ) : قيل : نزلت في قراءة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم سورة النجم عند الكعبة ، وقيل إن الشيطان ألقى في أمنيته عند القراءة : « تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهم ترتجى » . فإذا هم يستبشرون - أي يفرحون وهذا هراء وسخف ، لأن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم معصوم ، وإلا فكيف يؤتمن على الرسالة ؟ !
11 - وفي قوله تعالى :قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ( 53 ) :
قيل : عن عمر بن الخطاب أنه قال : 
لمّا اجتمعت على الهجرة ، اتّعدت ( اتفقت ) أنا ، وهشام بن العاص بن وائل السهمي ، وعيّاش بن أبي ربيعة بن عتبة ، فقلت : الموعد أضاة بنى غفار ( يعنى آبار بنى غفار ) .
وقلت : من تأخر منا فقد حبس فليمض صاحبه . فأصبحت أنا وعياش بن عتبة ، وحبس عنا هشام ، وإذا به قد فتن ، فكنا نقول بالمدينة : هؤلاء قد عرفوا اللّه ورسوله ، ثم افتتنوا لبلاء لحقهم لا نرى لهم توبة ، وكانوا هم أيضا يقولون هذا في أنفسهم ، فأنزل اللّه هذه الآية . وعن ابن عباس قال : كان قوم من المشركين ، قتلوا فأكثروا ، وزنوا فأكثروا ، فبعثوا للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : إن ما تدعو إليه لحسن، أو تخبرنا أن لنا توبة؟ فأنزل اللّه هذه الآية. 
وعن ابن عباس قال : نزلت الآية في أهل مكة ، قالوا : يزعم محمد ، أن من عبد الأوثان ، وقتل النفس التي حرّم اللّه لم يغفر له ، فكيف نهاجر ونسلم وقد عبدنا مع اللّه إلها آخر ، وقتلنا النفس التي حرّم اللّه ؟ ! فنزلت الآية . وقال ابن عباس أيضا : نزلت الآية في وحشى قاتل حمزة ، لأنه ظن أن اللّه لا يقبل إسلامه . قال : أتى وحشى إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : يا محمد ، أتيتك مستجيرا ، فأجرنى حتى أسمع كلام اللّه . قال : فإني أشركت باللّه وقتلت النفس التي حرّم اللّه ، وزنيت . هل يقبل اللّه منى توبة ؟ فصمت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى نزلت الآية :وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً( 68 ) ( الفرقان ) ، فتلاها عليه ، فقال : أرى شرطا ، فلعلى لا أعمل صالحا ؟ أنا في جوارك حتى أسمع كلام اللّه . فنزلت :إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً( 48 ) ( النساء ) فدعا به ، فتلا عليه ، قال : فلعلى ممن لا يشاء ؟ أنا في جوارك حتى أسمع كلام اللّه . فنزلت الآية :قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ( 53 ) ( الزمر ) ، فقال : نعم ، الآن لا أرى شرطا ! فأسلم .
12 - وفي قوله تعالى :قُلْ أَ فَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ( 64 ) : قيل : الآية نزلت في المشركين - الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، والأسود بن المطلب ، وأمية بن خلف ، قالوا للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : هلم يا محمد ، فلتعبد آلهتنا ، ولنعبد ما تعبد ، فنزلت الآية .
13 - وفي قوله تعالى :وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ( 67 ) : قيل : سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن يوم القيامة ، ونظر المشركون فيما قال عما يؤول إليه أمر الكون ، وتعجبوا ، فأنزل اللّه الآية . وقيل : تكلموا في صفة الربّ ، وقالوا بما لم يعلموا ولم يروا ، فأنزل اللّه الآية .
وقيل : لمّا نزلت :وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ( البقرة 255 ) قالوا : يا رسول اللّه ، هذا الكرسي هكذا ، فكيف العرش ؟ فأنزل اللّه :وَما قَدَرُوا اللَّهَ *الآية . وهذا غلط ، لأن سورة الزمر مكية ، والبقرة مدنية ، فلا يمكن أن تتنزل آية البقرة قبل آية الزمر .

   * * *

1052 - ( في أسباب نزول آيات سورة غافر )

1 - في قوله تعالى :ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ( 4 ) : قيل : نزلت في الحارث بن قيس السهمي ، وكان كثير السفر بين البلاد ، والجدل في آيات القرآن ، فسجل اللّه تعالى عليه كفره .
2 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ( 56 ) : قيل : الآية مدنية بينما السورة مكية ، ونزلت الآية في جماعة من اليهود أتوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يجادلان في الدجّال ، وأنه يأتي في آخر الزمان ، وهو يهودي منهم ، وعظّموا أمره ، وقالوا يفعل كذا وكذا ، فأنزل اللّه فيهم الآية ، وأمر نبيه أن يتعوّذ من فتنة الدجال . والصحيح أن الروايات في الدجّال جميعها من الإسرائيليات . ومما قيل فيه : إنه يهودي واسمه صاف ، ويكنّى أبا يوسف . وقال اليهود :
الدجّال يخرج ويردّ الملك إليهم ، وهو آية من آيات اللّه . والمفسرون الذين لم يروا إنكار الدجّال قالوا إنه كل من يكفر بالنبىّ صلى اللّه عليه وسلم .
3 - وفي قوله تعالى :قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ( 66 ) : قيل : نزلت في الوليد بن المغيرة ، وشيبة بن ربيعة ، قالا : يا محمد ، ارجع عمّا تقول ، وعليك بدين آبائك وأجدادك . فأنزل اللّه الآية .
4 - وفي قوله تعالى :أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ( 69 ) :
قيل : نزلت في المشركين ، وقيل : نزلت في القدرية . وقال ابن سيرين : إن لم تكن هذه الآية نزلت في القدرية ، فلا أدرى فيمن نزلت . وقيل في حديث موضوع عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « نزلت هذه الآية في القدرية » ولم يكن القدرية في عهد النبىّ صلى اللّه عليه وسلم !
   * * *

1053 - ( في أسباب نزول آيات سورة فصلت )

1 - في قوله تعالى :وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ( 22 ) : قيل : اختصم ثلاثة نفر - قرشيان وثقفى أو العكس ، عند البيت ، فقال أحدهم : أترون اللّه يسمع ما نقول ؟ فقال الآخر : يسمع إن جهرنا ، ولا يسمع أن أخفينا . وقال الآخر : إن كان يسمع لنا جهرنا ، فهو يسمع إذا أخفينا . فأنزل اللّه الآية .
2 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ( 30 ) : قيل : نزلت هذه الآية في أبى بكر فقد آمن باللّه وحده لا شريك له وظل على إيمانه ، فذلك معنى الآية . وقيل : من قول النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لسفيان بن عبد اللّه الثقفي لمّا سأله قولا في الإسلام لا يسأل عنه أحدا بعده ، وفي رواية - لا أسأل عنه أحدا غيرك ، قال : « قل آمنت باللّه ثم استقم » أخرجه مسلم ، فنزلت الآية .
3 - وفي قوله تعالى :وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ( 33 ) : قيل : نزلت الآية في المؤذنين ، وقيل : هي عامة في كل من دعا إلى اللّه . وقيل : نزلت في كل مؤمن أدّى الفرائض واجتنب المحارم وأكثر المندوب .
4 - وفي قوله تعالى :ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ( 34 ) : قيل : نزلت في أبي سفيان بن حرب ، وكان مؤذيا للرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فصار له وليا بعد أن كان عدوا ، بالمصاهرة التي وقعت بينهما ، ثم أسلم فصار وليا في المسلمين ، حميما بالقرابة . والحق أن إيمانه مشكوك فيه ، وكذلك كل بنى أمية ، وخاصة معاوية ابنه ! وقيل :
نزلت الآية في أبى جهل بن هشام ، وكان يؤذى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فأمر اللّه تعالى بالصبر عليه ، والصفح عنه ، وقيل : الآية عامة ، كسلوك عام للمسلم في كل وقت .
5 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَ فَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ( 40 ) : قيل : الآية نزلت في أبى جهل فهو الذي يلقى في النار ، وأما الذي يأتي آمنا يوم القيامة فهو النبىّ صلى اللّه عليه وسلم . وقيل هو عثمان . وقيل : عمّار بن ياسر . وقيل حمزة . وقيل : أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي .
وقيل : المؤمنون . وقيل : الآية نزلت في العموم ، وهذا هو الصحيح ، فالذي يلقى في النار الكافر ، والذي يأتي آمنا يوم القيامة المؤمن .
6 - وفي قوله تعالى :وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ( 44 ) : قيل : قالت قريش لولا أنزل القرآن أعجميا وعربيا ، فتكون بعض آياته أعجمية ، وبعضها عربية ، فنزلت الآية .
   * * *

1054 - ( في أسباب نزول آيات سورة الشورى )

1 - في قوله تعالى :وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ( 16 ) : قيل : نزلت في كفار قريش ، فلما دخل الناس في الإسلام وكثر المسلمون ، قالوا لهم : لقد دخلتم في الإسلام وكثر عددكم فعلام تقيمون بين أظهرنا ؟ فنزلت الآية . وقيل : الآية مدنية ونزلت في الذين يحاجّون في اللّه من اليهود والنصارى ، ومحاجتهم قالوا : نبينا قبل نبيكم ، وكتابنا قبل كتابكم ، ونحن خير منكم ، فكانوا يرون لأنفسهم الفضيلة بأنهم أهل كتاب وأولاد أنبياء ، وكان المشركون يقولون :وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا( 73 ) ، فنزلت الآية .
2 - وفي قوله تعالى :ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ( 23 ) : قيل : الآية مدنية ، فلما قدم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم المدينة كانت تنوبه نوائب وحقوق لا يسعها ما في يديه ، فقالت الأنصار : إن هذا الرجل هداكم اللّه به ، وهو ابن أخيكم ، وتنوبه نوائب وحقوق لا يسعها ما في يديه ، فنجمع له ، ففعلوا ، ثم أتوه به ، فنزلت الآية . وقيل : نزلت حين تفاخرت الأنصار والمهاجرون ، فقالت الأنصار نحن فعلنا ، وفخر المهاجرون بقرابتهم من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فلمّا سمع الرسول صلى اللّه عليه وسلم خطب في الأنصار فقال : « ألم تكونوا أذلاء فأعزكم اللّه بي ؟ ! ألم تكونوا ضلالا فهداكم اللّه بي ؟ ألم تكونوا خائفين فآمنكم اللّه بي ؟ ألا تردون علىّ ؟ » فقالوا : بم نجيبك ؟ قال : « تقولون ألم يطردك قومك فأويناك ؟ ألم يكذبك قومك فصدقناك ؟ » . . . فعدّد عليهم ، فجثوا على ركبهم فقالوا : أنفسنا وأموالنا لك ، فنزلت الآية .
3 - وفي قوله تعالى :وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ( 27 ) : قيل : نزلت هذه الآية في قوم من أهل الصّفّة تمنّوا سعة الرزق . وقال خبّاب بن الأرتّ : فينا نزلت . نظرنا إلى أموال بنى النضير وقريظة وبنى قينقاع فتمنيناها ، فنزلت .
4 - وفي قوله تعالى :فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ( 36 ) : قيل : قال علىّ : اجتمع لأبى بكر مرة مال فتصدّق به كله في سبيل الخير ، فلامه المسلمون وخطّأه الكافرون ، فنزلت الآية .
5 - وفي قوله تعالى :وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ( 37 ) : قيل : نزلت في عمر حين شتم بمكة . وقيل : في أبى بكر حين لامه الناس على إنفاق ماله كله ، وحين شتم فحلم .
5 - وفي قوله تعالى :وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ( 43 ) : قيل : نزلت هذه الآية في أبى بكر الصدّيق مع خمس آيات قبلها :وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ( 38 ) وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ( 39 ) وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ( 40 ) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ( 41 ) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ( 42 ) ، وكان قد شتمه بعض الأنصار فردّ عليه ثم أمسك .
والسورة مكية إلا هذه الآيات فهي مدنية ، والصحيح أن الآيات مكية . وقيل : هذه الآيات في المشركين ، وهذا هو الأصحّ ، وكان هذا في ابتداء الإسلام قبل الأمر بالردّ على العدوان ، ثم نسختها آية القتال ، والصحيح أنه لا نسخ هناك ، وهذه الآيات شئ وآية القتال شئ آخر ، وقيل المقصود بقوله تعالى :وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ( 41 ) ، يعنى كل من ظلم من المهاجرين ، فأولئك لا سبيل عليهم لو انتصروا لأنفسهم ، أي لا تثريب عليهم :إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ( 42 ) .
6 - وفي قوله تعالى :وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ( 51 ) : قيل : إن اليهود قالوا للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : ألا تكلم اللّه وتنظر إليه إن كنت نبيا كما كلمه موسى ونظر اليه ، فإنّا لن نؤمن لك حتى تفعل ذلك ؟ فنزلت الآية :وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً . . ..
   * * *

1055 - ( في أسباب نزول آيات سورة الزخرف )

1 - في قوله تعالى :أَ وَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ( 18 ) : قيل : قالوا الملائكة بنات اللّه فنزلت الآية ، ومعناها : أيضاف إلى اللّه من ينشأ في الترف والذهب والحرير ، فإذا خاصم لا يستطيع أن ينتصر لنفسه ؟ قيل : النساء تكون لهن الحجة فما أن تتكلم بها إلا وتجعلها على نفسها ، أو أنها لا تستطيع الدفاع عن نفسها وتركن إلى السكون أو البكاء .
2 - وفي قوله تعالى :وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَ شَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ( 19 ) : قيل : الآية نزلت لفضح كذب المشركين لمّا قالوا الملائكة بنات اللّه ، فكيف حكموا بأنهم إناث من غير دليل ؟ أشهدوا خلقهم ؟ !
3 - وفي قوله تعالى :سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ( 19 ) : قيل : لمّا سألهم : هل أشهدكم خلق الملائكة فعرفتم بالدليل أنهم بنات ؟ قالوا : سمعنا بذلك من آبائنا ، ونحن نؤمن بدورنا أنهم إناث ، فنزلت الآية ، وسؤالهم يكون يوم القيامة .
4 - وفي قوله تعالى :بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ( 22 ) : قيل : الآية نزلت في الوليد بن المغيرة ، وأبي سفيان ، وأبى جهل ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة من قريش ، وهؤلاء هم الذين قالوا هذه المقالة ؛ والأمة : المذهب أو الطريقة .

5 - وفي قوله تعالى :وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ( 23 ) : قيل : نزلت الآية في المترفين ، وهم المنعّمون ، والمراد بهم السادة والكبراء ، وكما قال هؤلاء ، قال من قبلهم أمثالهم في أمم أخرى ، ونظير الآية قوله تعالى :ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ( 43 ) ( فصلت ) .
6 - وفي قوله تعالى :وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ( 31 ) :
قيل : نزلت في الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم عمّ أبى جهل ، وكان يدعى ريحانة قريش . ونزلت في رجل آخر من أهل الطائف هو : أبو مسعود عروة ابن مسعود الثقفي ، وقيل : هو عمير بن عبد يا ليل الثقفي ، وقيل هو : حبيب بن عمرو الثقفي ، وقيل هو كنانة بن عبد بن عمرو . وكان الوليد يقول لأهل مكة : لو كان ما يقوله محمد حقا ، لنزل علىّ أو على أبى مسعود . فنزلت الآية ونزل معها :أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ( 32 ) ( الزخرف ) .
7 - وفي قوله تعالى :وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ( 36 ) :
قيل : الآية نزلت في الخبر : أن الكافر باللّه يشفع بشيطان لا يزال معه حتى يدخلا النار ، والمؤمن يشفع بملك حتى يقضى اللّه بين خلقه ، والقرين هو الملازم والمصاحب . وقيل : كانت قريش تقيّض لكل مؤمن قرينا من الكفار يدعوه إلى عبادة اللات والعزى . وقيل : إذا بعث الكافر زوّج بقرينه من الشياطين فلا يفارقه في الآخرة مثلما لم يفارقه في الدنيا ، حتى يصير به إلى النار . ويناظر القرين الخليل في البشر ، ويمكن أن يكون مؤمنا أو شيطانا من الإنس ، وكان أمية بن خلف الجمحي خليل أو قرين عقبة بن أبي معيط يوحى له بالكفر ، وقتلا يوم بدر .
8 - وفي قوله تعالى :وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ( 57 ) : قيل :
إن قريشا قالت إن محمدا يريد أن نعبده كما عبد قوم عيسى عيسى ، فصدّوا من المثل لهذا السبب ، ونزلت الآية تنفى هذا المعنى .
9 - وفي قوله تعالى :الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ( 67 ) : قيل :
نزلت الآية في أمية بن خلف الجمحي ، وعقبة بن أبي معيط ، كانا خليلين ، وكان عقبة يجالس النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فقالت قريش : قد صبأ عقبة بن أبي معيط ، فقال له أمية خليله :
وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمدا ، ولم تتفل في وجهه . فقتل يوم بدر صبرا ، وقتل أمية في المعركة ، وفيهما نزلت هذه الآية ، وهي عامة .
10 - وفي قوله تعالى :أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ( 80 ) : قيل : بينا ثلاثة بين الكعبة وأستارها ، قريشيان وثقفى ، أو ثقفيان وقرشي ، فقال واحد منهم : ترون اللّه يسمع كلامنا ؟ فقال آخر : إذا جهرتم يسمع ، وإذا أسررتم لم يسمع . فأنزلت الآية . ( انظر أيضا أسباب نزول الآية 22 من سورة فصلت ) .
11 - وفي قوله تعالى :وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( 86 ) : قيل : نزلت بسبب أن النضر بن الحارث ونفرا من قريش قالوا : إن كان ما يقول محمد حقا فنحن نتولى الملائكة وهم أحق بالشفاعة لنا منه ، فنزلت الآية .
   * * *

1056 - ( في أسباب نزول آيات سورة الدخان )

1 - في قوله تعالى :فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ( 10 ) : قيل : إن قريشا استعصوا على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فدعا عليهم بسنين كسنيّ يوسف ، فأصابهم قحط حتى أكلوا العظام ، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد ، فأنزل اللّه هذه الآية ، والآية الأخرى :إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ( 15 ) ( الدخان ) ، فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم فأنزل اللّه :يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ( 16 ) ( الدخان ) . وقيل : إن يوم البطشة الكبرى كان يوم بدر . والصحيح أن هذه الآيات عامة في الناس جميعا ، وهذه العلامات من إرهاصات يوم القيامة ، والبطشة الكبرى هي قيام الساعة لأنها خاتمة بطشاته تعالى في الدنيا .
2 - وفي قوله تعالى :إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ( 15 ) : قيل : لما دعوا اللّه :رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ( 12 ) : ردّ عليهم :إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ( 15 ) ، أشار بهذا إلى أنهم سيعودون إلى كفرهم بعد أن يرفع الغمة عنهم .
3 - وفي قوله تعالى :إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ ( 34 ) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ ( 35 ) فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ( 36 ) : قيل : قائل هذا الكلام من كفار قريش هو أبو جهل ، قال : يا محمد ، إن كنت صادقا في قولك ، فابعث لنا رجلين من آبائنا ، أحدهما قصىّ بن كلاب ، فإنه كان رجلا صادقا ، لنسأله عمّا يكون بعد الموت .
4 - وفي قوله تعالى :إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ ( 43 ) طَعامُ الْأَثِيمِ( 44 ) : قيل : إن أبا جهل كان يأتي بالتمر والزبد فيقول : تزقّموا فهذا الزقوم الذي يعدكم به محمد ، فنزلت الآية .
5 - وفي قوله تعالى :ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ( 49 ) : قيل : نزلت في أبى جهل ، وكان يقول عن نفسه : ما في مكة أعزّ منى ولا أكرم ، فلذلك قيل له :ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ( 49 ) . وقيل : التقى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وأبو جهل ، فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « إن اللّه أمرني أن أقول لك :أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ( 34 ) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى( 35 ) ( القيامة ) ، فقال أبو جهل :

بأي شئ تهددني ؟ ! واللّه ، ما تستطيع أنت ولا ربّك أن تفعلا بي شيئا ! إني لمن أعز هذا الوادي وأكرمه على قومه ! قيل : فقتله اللّه يوم بدر وأذلّه ونزلت هذه الآية . وقيل : إن أبا جهل أخذ نبىّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمجامع ثيابه فقال له النبىّ صلى اللّه عليه وسلم :أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ( 34 ) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى( 35 ) ، فقال أبو جهل : تتوعدنى يا محمد ؟ واللّه لا تستطيع أنت ولا ربّك شيئا ، وإني لأعزّ من مشى بين جبليها. يقصد جبلي مكة.
   * * *

1057 - ( في أسباب نزول آيات سورة الجاثية )

1 - في قوله تعالى :وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ( 7 ) : قيل : نزلت في النضر بن الحارث ؛ وقيل : في الحارث بن كلدة ، وقيل : في أبى جهل وأصحابه ، قيل فيه :يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ( 8 ) .
2 - وفي قوله تعالى :قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ( 14 ) : قيل : نزلت الآية بسبب أن رجلا من قريش شتم عمر بن الخطاب ، فهمّ - عمر أن يبطش به . وقيل : نزلت في عمر مع عبد اللّه بن أبىّ في غزوة بنى المصطلق ، فإنهم نزلوا على بئر يقال لها المريسيع ، فأرسل عبد اللّه غلامه ليستقى وأبطأ ، ولما عاد تعلل بأن غلاما لعمر بن الخطاب قعد على فم البئر فما يترك لأحد أن يستقى حتى ملأ قرب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وقرب أبى بكر وعمر ، فقال عبد اللّه : ما مثلنا ومثل هؤلاء إلا كما قيل : سمّن كلبك يأكلك ! - فبلغ ذلك عمر ، فاشتمل سيفه يريد عبد اللّه فأنزل اللّه الآية . وقيل : لمّا نزلت :مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ( 245 ) ، قال يهودي بالمدينة اسمه فنحاص : احتاج ربّ محمد ! فلما سمع عمر بذلك ، اشتمل سيفه وخرج في طلبه ، فنزلت الآية على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فبعث في طلب عمر ، فلما جاء أمره أن يضع سيفه وقرأ عليه الآية ، فقال عمر :
لا جرم ، والذي بعثك بالحق لا ترى الغضب في وجهي .
3 - وفي قوله تعالى :أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ( 21 ) : قيل : نزلت في عتبة وشيبة ابني ربيعة ، والوليد بن عتبة ، فهم الذين اجترحوا السيئات ، والذين آمنوا هم علىّ وحمزة وعبيدة بن الحارث ، حين برزوا إليهم يوم بدر . وقيل : نزلت في قوم من المشركين ، قالوا : إنهم يعطون في الآخرة خيرا مما يعطاه المؤمن .
4 - وفي قوله تعالى :أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ( 23 ) : قيل : ذلك الكافر اتخذ دينه ما يهواه ، نزلت في الحارث بن قيس السهمي أحد المستهزئين ، لأنه كان يعبد ما تهواه نفسه . وقيل : نزلت في الحارث بن نوفل بن عبد مناف . وقيل : نزلت في أبى جهل .
وكان يطوف بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة ، فتحدثا في شأن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فقال أبو جهل : اللّه ! إني لأعلم أنه لصادق ! كنا نسميه في صباه الصادق الأمين ، فلما تم عقله وكمل رشده نسميه الكذّاب الخائن ؟ ! قال له الوليد : فما يمنعك أن تصدقه وتؤمن به ؟
قال : تتحدث عنى قريش أنى اتبعت يتيم أبى طالب ! واللات والعزى لا أتّبعنه أبدا ! فنزلتوَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ . . ..
5 - وفي قوله تعالى :وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ( 24 ) : قيل : نزلت عامة في أهل الجاهلية ، وكانوا يقولون : الدهر هو الذي يهلكنا ، وهو الذي يحيينا ويميتنا ، فنزلت هذه الآية .
   * * *

1058 - ( أسباب نزول سورة الأحقاف )

1 - في قوله تعالى :قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ( 10 ) : قيل : نزلت في عبد اللّه بن سلام ، وكان يهوديا وأسلم ، وشهد مع النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في خلافه مع اليهود في مسألة الزنا وعقوبته ، هل الرجم في التوراة أم لا ؟ ثم إنه فتح التوراة وأشار إلى الآية ، وبسبب ذلك أسلم ابن سلام لمّا رأى لجاجة اليهود وميلهم عن الحق .
2 - وفي قوله تعالى :وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ( 11 ) : قيل : إن أبا ذر الغفاري دعاه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إلى الإسلام بمكة فأجاب ، واستجار به قومه فأتاه زعيمهم فأسلم ، ثم دعاهم الزعيم فأسلموا ، فبلغ ذلك قريشا فقالوا : غفار الحلفاء ! لو كان هذا خيرا ما سبقونا إليه ! - يعنى كنا نحن نسبقهم ولم يسبقونا ، فنزلت الآية . وقيل : إن زنيرة ، وكانت مولاة لبنى عبد الدار ، وأسلمت ، وكانت أحد سبعة كانوا يعذبون في اللّه ، فاشتراهم أبو بكر وأعتقهم . فلمّا أسلمت عميت ، فقال المشركون : أعمتها اللات والعزّى ! فردّ اللّه عليها بصرها ، فقالت قريش : لو كان ما جاء به محمد خيرا ما سبقتنا إليه زنيرة ، فأنزل اللّه هذه الآية . وقيل : إن الذين كفروا هم بنو عامر ، وغطفان ، وتميم ، وأسد ، وحنظلة ، وأشجع . وقالوا لمن أسلم من غفار ، وجهينة ، ومزينة ، وخزاعة : لو كان ما جاء به محمد خيرا ما سبقتنا إليه رعاة البهم ، إذ نحن أعز منهم ! فنزلت الآية . وقيل : إن الذين كفروا من اليهود قالوا للذين آمنوا منهم - يعنى عبد اللّه بن سلام : لو كان دين محمد حقا ، ما سبقونا إليه ! وهذه المعارضة منهم من أكبر المعارضات لأنها انقلبت على أصحابها ، فقال لهم المسلمون : لو كان ما أنتم عليه خيرا ما عدلنا عنه ، ولو كان تكذيبكم للرسول خيرا ما سبقتمونا إليه !
3 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ( 13 ) : قيل : نزلت في أبى بكر .
4 - وفي قوله تعالى :وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ( 15 ) : قيل : نزلت في سعد بن أبي وقاص . وقيل : نزلت في أبى بكر الصدّيق :
أسلم أبواه جميعا ، ولم يجتمع لأحد من المهاجرين أن أسلم أبواه غيره ، فأوصاه اللّه بهما ، فكان يدعو لهما . ووالده هو أبو قحافة ، وأمه : أم الخير . واستجاب اللّه له فيهما ، فكان يشكر اللّه ، وأعتق في مناسبة نزول هذه الآية تسعة من المؤمنين يعذّبون في اللّه ، منهم : بلال ، وعامر بن فهيرة . ولم يدع شيئا من الخير إلا أعانه اللّه عليه . ولم يكن أحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أسلم هو وأبواه وأولاده وبناته كلهم إلا أبو بكر ، فذلك قوله :قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ *، ودعاؤه لنفسه ولذريته بالصلاح ، وإعلانه المرة تلو المرة توبته وأنه من المسلمين .
5 - وفي قوله تعالى :وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَ تَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ( 17 ) : قيل : نزلت في عبد اللّه بن أبي بكر ، مع أن عبد اللّه أسلم قديما وكان يحمل الطعام وأخبار قريش إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وأبى بكر إذ هما في الغار ، وشهد فتح مكة ، وحنينا ، والطائف ، وأصيب يوم الطائف بسهم لم يؤذه في حينه ، ولكنه انتقض عليه فتوفى بعلّته ، فكان لهذا مسلما طول حياته تقريبا . وقيل : نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر ، وكان أبواه يدعوانه إلى الإسلام ، ويعدانه بالبعث ، فيجيبهما بما أخبر اللّه عز وجل ، وذلك قبل أن يسلم ، وهو غير صحيح ، والذي روّج لهذه الفرية هم الشيعة من أصحاب علىّ ، ينقمون على أبى بكر ، لمكانة أبى بكر من النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وخلافته بعده ، وإصراره على أن الأنبياء لا يورثون ، وأنه لا ميراث لفاطمة ولا لعلىّ بعد وفاة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم . وكذلك نقموا على عبد الرحمن اشتراكه مع أخته عائشة في وقعة الجمل ودفاعه عنها ، ولما ولى معاوية وأراد أخذ البيعة لابنه يزيد ، وكان عبد الرحمن حاضرا ، أبدى غضبه واستياءه ، وقال مقالته المشهورة : « أهرقلية » ؟ ( نسبة إلى هرقل ) ، فكلما مات قيصر كان قيصر مكانه ؟ لا نفعل واللّه أبدا ! ومن أجل ذلك أذاع عنه الشيعة ومعاوية أنه موضوع هذه الآية . ونفت الصادقة المبرّأة من فوق سبع سماوات ، عائشة أم المؤمنين ، أن تكون الآية نزلت في عبد الرحمن ، وكيف تقصد هذه الآية عبد الرحمن ، والآية التي بعدها مباشرة تقول :أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ( 18 ) ( الأحقاف ) ، يعنى أن المقصود بالآية الأولى هم الذين تتحدث عنهم الآية الثانية ، وهذا العذاب الذي يتوعدهم به اللّه من ضرورته عدم الإيمان ، وعبد الرحمن بن أبي بكر كان من أفاضل المؤمنين . وكما في علم سيكولوجية الإشاعة ، فإن تتبع الإشاعة من أصول هذا العلم .
وفي الخبر أن معاوية كتب لمروان بن الحكم والى المدينة حتى يبايع الناس ليزيد ، فأجاب عبد الرحمن : لقد جئتم بها هرقلية ! ( نسبة إلى هرقل ملك الروم ، والمراد أن المبايعة لأولاد الملوك كان سنة ملوك دولة الروم ، فهل سيكون المسلمون مثلهم ؟ ) وقال عبد الرحمن : أتبايعون لأبنائكم ؟ ! فقال مروان تسخيفا له واستهزاء به وتشنيعا عليه : وهو ( يشير إلى عبد الرحمن ) الذي يقول فيه :وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما( الأحقاف ) ، فردّت عليه عائشة : واللّه (لاحظ أنها أقسمت) ما هو به! ولو شئت لسميت! ولكن اللّه لعن أباك وأنت في صلبه ، فأنت فضض !! ( يعنى قطعة من لعنة اللّه ).
فلنحذر يا أخي أمثال مروان بن الحكم الذين قال اللّه فيهم محذرا :إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ( 19 ) ( النور ) ، وهدف هؤلاء الطعن في رموز الإسلام ، وعبد الرحمن بن أبي بكر كان من الرموز ، وكان من رواة الحديث .

6 - وفي قوله تعالى :وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ( 29 ) : قيل : قال ابن مسعود : إن الجن هبطوا على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة ، فلما سمعوه قالوا : أنصتوا ، ونزلت الآية إلى قوله :وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ( 32 ) ( الأحقاف ) .
   * * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1015 إلى 1017 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1026 إلى 1034 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1035 إلى 1044 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى