اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

03112023

مُساهمة 

 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2  د. عبد المنعم الحفني

1018 - في أسباب نزول آيات سورة الأنعام

1 - في قوله تعالى :قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ( 14 ) : قيل : الآية احتجاج على الكفار ، ونزلت لأنهم قالوا : علمنا أنه ما يحملك على ما تفعل إلا الحاجة ، فنحن نجمع لك من أموالنا حتى تصير أغنانا .
2 - وفي قوله تعالى :قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَ إِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ( 19 ) : قيل : نزلت لأن المشركين قالوا للنبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : من يشهد لك بأنك رسول اللّه ؟ فنزلت الآية .
وقيل : جاء النحام بن زيد ، وقروم بن كعب ، وبحرى بن عمر ، فقالوا : يا محمد ، ما نعلم مع اللّه إلها غيره ، فقال : « لا إله إلا اللّه ، بذلك بعثت وإلى ذلك أدعو » ، فأنزل اللّه الآية .

3 - وفي قوله تعالى :وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ( 26 ) : قيل : كان الكفار ينهون عن اتّباع النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، وخرج يوما إلى الكعبة يصلى ، فلما دخل في الصلاة ، قال أبو جهل : من يقوم إلى محمد فيفسد صلاته ؟ فقام ابن الزبعرى ، فأخذ فرثا ودما فلطخ به وجه النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ( الفرث البقايا في كرش الحيوان بعد ذبحه ) ، فانفتل النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم من صلاته ، وأتى أبا طالب عمّه يشكو له ، ورآه فوضع سيفه ومشى معه حتى أتى القوم ، فأخذ فرثا ودما فلطخ به وجوههم ، ولحاهم وثيابهم ، وأساء لهم القول ، فنزلت هذه الآية . وأنزل اللّه على رسوله :فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ( 35 ) ( الأحقاف ) ، فقال النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم لعمه : « قل لا إله إلا اللّه ، أشهد لك بها يوم القيامة » ، قال : « لولا تعيّرنى قريش ، يقولون إنما حمله على ذلك الجزع ، لأقررت بها عينك . فأنزل اللّه :إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ( 56 ) ( القصص ) . ولقد أسلم ابن الزبعرى يوم فتح مكة وحسن إسلامه واعتذر إلى الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم فقبل عذره .
4 - وفي قوله تعالى :قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ( 33 ) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ( 34 ) : قيل : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مرّ بأبى جهل ، فقال له أبو جهل : يا محمد ، واللّه نكذّبك وإنك عندنا لصادق ، ولكن نكذب ما جئت به ، فنزلت هذه الآية :فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ . ..
5 - وفي قوله تعالى :وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ( 52 ) :
قيل : نزلت في سلمان ، وصهيب ، وبلال ، وخبّاب ، طلبوا منه أن يطردهم عنه ، فأنزل اللّه الآية . وقال سعد بن أبي وقاص : كنا مع النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ستة نفر ، فقال المشركون للنبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : اطرد هؤلاء عنك لا يجترءون علينا . قال : وكنت أنا ، وابن مسعود ، ورجل من هذيل ، وبلال ، ورجلان لست أذكر اسميهما ، فوقع في نفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما شاء اللّه أن يقع ، فحدّث نفسه ، فأنزل اللّه الآية . وقيل : الذين نزلت فيهم الآية ستة هم : سعد بن أبي وقاص ، وابن مسعود ، وصهيب ، وعمّار ، والمقداد ، وبلال . قيل لمّا رأى الكفّار هؤلاء حول النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم حقّروهم واختلوا به وطلبوا أن يجعل لهم منه مجلسا تعرف لهم به العرب فضلهم ، فإن وفود العرب تأتيه فيستحون أن يروهم مع هذه الأعبد ، فإن جاءوه فليضمهم عنه ، فإذا فرغوا فليبقوا معهم إن شاء اللّه ، وطلبوا منه كتابا بذلك ، فدعا بصحيفة ودعا عليا ليكتب فنزل جبريل عليه بالآية . ونزلت :وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَ هؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ( 53 ) ( الأنعام ) ، ثم قال :وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 54 ) ( الأنعام ) .
6 - وفي قوله تعالى :وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ( 69 ) : قيل : لما نزلت الآية :وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ( 68 ) ( الأنعام ) ،
قال المسلمون : لا يمكننا دخول المسجد والطواف ، فنزلت هذه الآية ، ومعناها : 
ما عليكم شئ من حسابهم ، وإنما عليكم بتذكيرهم وزجرهم إذا اضطررتم إلى التواجد معهم في نفس المكان .
7 - وفي قوله تعالى :قُلْ أَ نَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ( 71 ) : قيل : نزلت في عبد الرحمن ابن أبي بكر ، وكان أبوه يدعوه إلى الإسلام ، وهو يدعو أباه إلى الكفر ، استهوته الشياطين واستغوته وزيّنت له ودعته إلى الكفر ، بينما أبوه وأصحابه يدعونه إلى الهدى ، وأن ينضم إليهم ويتابعهم عليه ، وهو حيران يتخبّطه الشيطان من المسّ فلا يهتدى لجهة ما .
وأنكرت عائشة ذلك تماما عن أخيها ، وأقسمت عليه ، وشيعة علىّ هم الذين أشاعوا عنه ذلك لأنه انضم لعائشة في الجمل ؛ وبنى أصحاب معاوية على الفرية ، لأنه رفض الإقرار ليزيد بالبيعة ، واشمأز أن تتحول الخلافة إلى هرقلية أو قيصرية يرثها الأبناء عن الآباء .

وعبد الرحمن من أفاضل الصحابة ، وممن رووا الحديث ، وصحب النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم في الحديبية ، وكان اسمه قبل الإسلام عبد الكعبة فسمّاه النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم عبد الرحمن ، وكان أسنّ ولد أبى بكر ، وشقيق عائشة ، ويقال : لم يدرك النبىّ أربعة ولاء ، أي أب وبنوه ، إلا أبا قحافة ، وابنه أبا بكر ، وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر ، وابنه أبا عتيق محمد بن عبد الرحمن :ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( 34 ) . ( أنظر أيضا أسباب النزول لآيةوَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما . . .( 17 ) ( الأحقاف ) .
8 - وفي قوله تعالى :وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ( 91 ) :
قيل :
الذي قال ذلك فنحاص اليهودي ، وقيل : هو مالك بن الصيف ، جاء يخاصم النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، فقال له النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : « أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى ، أما تجد في التوراة أن اللّه يبغض « الحبر السمين » ؟ وكان مالك هذا حبرا سمينا ، فغضب وقال : واللّه ما أنزل اللّه على بشر من شئ . فقال له أصحابه : ويحك ، ولا على موسى ؟ فقال :
واللّه ما أنزل على بشر من شئ ، فنزلت الآية .
9 - وفي قوله تعالى :وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ( 93 ) : قيل : نزلت في رحمان اليمامة ، والأسود العنسي ، وسجاح زوجة مسيلمة ، كلهم تنبّئوا ، وقيل : الآية نزلت في مسيلمة . ولمّا نزلت الآية التي في « المؤمنون » :وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ( 12 ) ، دعا النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عبد اللّه بن أبي سرح الذي كان يكتب الوحي له ، فأملاها عليه ، فلما انتهى إلى قوله :ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَعجب عبد اللّه في تفصيل خلق الإنسان ، فقال : « تبارك اللّه أحسن الخالقين » فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : « هكذا أنزلت علىّ » ، فشك عبد اللّه حينئذ ، وقال : لئن كان محمد صادقا ، لقد أوحى إلىّ كما أوحى إليه ، ولئن كان كاذبا ، لقد قلت كما قال . فارتدّ عن الإسلام ولحق بالمشركين ونزلت الآية . وأسلم ابن أبي سرح في فتح مكة فحسن إسلامه .
10 - وفي قوله تعالى :وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ( 100 ) : قيل : الآية نزلت في مشركي العرب ، ومعنى إشراكهم بالجن أنهم أطاعوهم ، وقيل : نزلت فيمن قال : الملائكة بنات اللّه . وقيل : نزلت في الزنادقة ، قالوا : اللّه وإبليس أخوان ، واللّه خالق الناس والدواب ، وإبليس خالق الجان ، ويقرب من هذا قول المجوس : للّه صانعان : قديم ومحدث . ومن ادعى أن للّه بنات هم الملائكة سموهم جنا لاجتنانهم ، أي لاستتارهم . والنصارى ادعت أن المسيح ابن اللّه ، واليهود عبدوا أنفسهم ، وقالوا نحن أبناء اللّه وأحباؤه ، فجعل كل هؤلاء للّه شركاء .
11 - وفي قوله تعالى :وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ( 109 ) : قيل : سبب هذه الآية أن قريشا قالت للنبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : تخبرنا أن موسى ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، وأن عيسى كان يحيى الموتى ، وأن ثمود كانت لهم ناقة ، فائتنا ببعض هذه الآيات حتى نصدّقك . وقالوا : اجعل لنا الصفا ذهبا ، فإن فعلته لنتبعنّك أجمعون . فقال لهم النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : « لئن أرسل اللّه آية ولم تصدّقوا عندها ليعذّبنكم » . وتركهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتى يتوب تائبهم ، فنزلت الآية .
12 - وفي قوله تعالى :وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ( 121 ) : قيل : جاءت اليهود إلى النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، وقالوا نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتل اللّه ؟ فنزلت الآية .
13 - وفي قوله تعالى :أَ وَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ( 122 ) : قيل : نزلت في حمزة بن عبد المطلب ، وأبى جهل ؛ وقيل : نزلت في عمر ابن الخطاب ، وأبى جهل ، فالذي أحياه اللّه وجعل له نورا : حمزة وعمر ؛ والذي في الظلمات : أبو جهل . والصحيح أن الآية عامة في كل مؤمن وكافر .
14 - وفي قوله تعالى :وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ( 123 ) : قيل : نزلت في « أربعة » كانوا يجلسون على كل عقبة ، ينفّرون الناس عن اتّباع الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم .
15 - وفي قوله تعالى :وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ( 124 ) : قيل : نزلت الآية في أمثال الوليد بن المغيرة الذي قال للنبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : لو كانت النبوة حقا ، لكنت أولى بها منك ، لأنى أكبر منك سنا ، وأكثر منك مالا ؛ وفي أمثال أبى جهل الذي قال : واللّه لا نرضى به ولا نتّبعه أبدا إلا أن يأتينا وحىّ كما يأتيه ، فنزلت الآية .
16 - وفي قوله تعالى :وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ( 136 ) : قيل : جعلوا لأصنامهم نصيبا من الحرث ، ولشركائهم نصيبا ، فإذا أنفقوا نصيب الأصنام عليها وعلى سدنتها أخذوا من النصيب الذي لشركائهم ، وما يجعلوه للأصنام لا ينفقونه عليها وإما على الضيفان ، فلا نصيب اللّه يصل إليه ، ولا نصيب شركائهم يصل إليهم ، فنزلت الآية .
17 - وفي قوله تعالى :وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ( 141 ) : قيل : نزلت في ثابت بن قيس بن شماس ، عمد إلى خمسمائة نخلة فجذّها ، ثم قسّمها في يوم واحد ولم يترك لأهله شيئا ؛ وقيل : نزلت في معاذ بن جبل ، جذّ نخلة فلم يزل يتصدّق حتى لم يبق من تمرها شئ .
18 - وفي قوله تعالى :وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهذا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ( 144 ) : قيل : نزلت الآية في مالك بن عوف وأصحابه ، حيث قالوا : ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرّم على أزواجنا ، فنبّه اللّه عزّ وجلّ نبيّه والمؤمنين بهذه الآية على ما أحلّه لهم ، لئلا يكونوا بمنزلة من حرّم ما أحلّه اللّه .
19 - وفي قوله تعالى :قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ( 164 ) :
قيل : إن الكفّار قالوا للنبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : ارجع يا محمد إلى ديننا ، وأعبد آلهتنا ، واترك ما أنت عليه ، ونحن نتكفل لك بكل تباعة ( أي ضرر ) تتوقعها في دنياك وآخرتك ، فنزلت الآية .
* * *

1019 - في أسباب نزول آيات سورة الأعراف

1 - وفي قوله تعالى :يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ( 31 ) : قيل : كانت المرأة تطوف بالبيت في الجاهلية وهي عريانة وعلى فرجها خرقة وهي تقول : اليوم يبدو بعضه أو كله ، وما بدا منه فلا أحلّه . وكان الرجال يطوفون عراة إلا ما أعطاهم الحمس من ثياب الإحرام ( انظر الحمس ضمن باب المصطلحات ) ، فنزلت :خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ . . .( 31 ) ، ونزلتقُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ . . .( 32 ) ( الأعراف ) ، وقيل : كان النساء يطفن بالبيت عرايا فنزلت هذه الآية .
وقيل : كان العرب يطوفون عراة إلا الحمس - وهم قريش ، وكانت قريش تعطى العرايا ما سترهم ، وأمّا من طاف بثيابه فكان يلقيها عنه بعد الطواف ، وتسمى ثيابه « اللّقى » ، يعنى الشيء المطروح ، فكانوا في تلك البدعة إلى أن نزلت الآية ، وإلى أن أذّن المؤذّن : لا يطوف بالبيت عريان .
2 - وفي قوله تعالى :قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ( 32 ) :
قيل : كانوا يطوفون في الجاهلية عراة ، وكان يفضلون الصيام وأن يكونوا كالزّهّاد ، فنزلت الآية لتبيّن أن اللباس الحسن وطيبات الطعام ليست حراما ، وليس كل ما تهواه النفس يذمّ ، وليس كل ما يتزين به الناس يكره ، والإنسان يجب أن يرى جميلا ، والطّيبات من الرزق :
هي ما حرّم أهل الجاهلية من البحائر والسوائب والأصائل والحوامى ، وترك الطيّبات ليس من القربات ، والفصل والترك يستوى في المباحات .
3 - وفي قوله تعالى :وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ( 175 ) : قيل : هذه الآية نزلت في بلعام بن باعور ، والعرب تسميه باعوراء ، وكان من المدينين ( يعنى من أهل مدين ) ، وكان صالحا ، ودعا على بني إسرائيل بسبب شرورهم ، فذبحوه بالسيف جزاء ، وقيل : هو المقصود بأن اللّه آتاه آياته فانسلخ منها واتّبع الشيطان ، وتنكر لما يعلم ، وصنّف كتابا موضوعه : « أنّ ليس للعالم صانع » ، والأقوال عنه من الإسرائيليات ، وبلعام يأتي عنه في سفر العدد 31 / 8 ، من أسفار العهد القديم . والتفسير الذي جعل مرجعية الآية لبلعام تفسير من ثقافة غير عربية ، ولا شأن للعرب أصلا ببلعام هذا ؛ وقيل : إن الآية نزلت في أمية بن الصلت الثقفي ، وكان قد قرأ الكتب ، فلما علم بالرسول صلّى اللّه عليه وسلّم وتلا عليه القرآن لم يؤمن . وكان أمية شاعرا .
وفي 
شعره الكثير من الإيمان ، فلما كفر بالإسلام قال فيه النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : « آمن شعره وكفر قلبه » .
وقال سعيد بن المسيب : نزلت الآية في أبى عامر بن صيفي ، وكان يلبس المسوح الجاهلية ، ولكنه سمع بالنبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، فدخل عليه وسأله : يا محمد ! ما هذا الذي جئت به ؟ قال :
« جئت بالحنيفية دين إبراهيم » ، قال : فإني عليها ، فقال النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : « لست عليها لأنك أدخلت فيها ما ليس منها » ، فقال عامر : أمات اللّه الكاذب منا طريدا وحيدا ! فقال النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : « نعم ، أمات اللّه الكاذب منا كذلك » . قال سعيد : « إنما قال هذا يعرّض برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حيث خرج من مكة . قال : وخرج أبو عامر إلى الشام ومر على قيصر ، وكتب إلى المنافقين : استعدوا ، فإني آتيكم من عند قيصر بجند لنخرج محمدا من المدينة . فمات بالشام وحيدا . وقيل نزل :وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ( 107 ) ( التوبة ) .
وقال ابن عباس : الآية نزلت في رجل من بني إسرائيل كانت له ثلاث دعوات ، فدعا أن تصبح امرأته أجمل امرأة ، فلما صارت كذلك هجرته ، فدعا أن تصبح أقبح امرأة ، فجاءه أولاده يطلبون تصحيح ذلك ، فدعا أن تكون كما كانت أولا ، فاستنفد الرجل دعواته فيها ، وقصته أشبه وأليق بالإسرائيليات والنصرانيات ، وابن عباس من المروّجين لهما . والآية عموما تنطبق على اليهود والنصارى ، قالوا بمجيء النبىّ المحمّد المحمود ، وأنهم في انتظاره ، فلما جاءهم كفروا به . والأصحّ أن الآية عامة في قريش ، آتاهم اللّه آياته التي أنزلها على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ، فلم يقبلوها ، وانسلخوا منها ومن معرفة اللّه ، أي نزع العلم منهم ، وفي الحديث : « العلم علمان ، علم في القلب فذلك العلم النافع ، وعلم على اللسان فذلك حجة اللّه على ابن آدم » .

4 - وفي قوله تعالى :وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ( 180 ) : قيل : نزلت الآية في رجل من المسلمين ، كان يقول في صلاته : « يا رحمن يا رحيم » ، فقال رجل من مشركي مكة :أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون ربّا واحدا؟ فما بال هذا يدعو ربّين اثنين !؟ فأنزل اللّه الآية.
5 - وفي قوله تعالى :وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ( 182 ) :
قيل : نزلت في المكذّبين ، وهم أهل مكة ، توعّدهم بالاستدراج - وهو الأخذ بالتدريج منزلة بعد منزلة ، فكلما جدّدوا للّه معصية جدّد لهم نعمة .
6 - وفي قوله تعالى :وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ( 183 ) : قيل : نزلت في المستهزئين من قريش ، أمهلهم اللّه تعالى مدة وقتلهم في ليلة واحدة .
7 - وفي قوله تعالى :أَ وَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ( 184 ) : قيل : الآية نزلت كردّ على قولهم :وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ( 6 ) ( الحجر ) . وقيل : نزلت بسبب أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قام ليلة على الصفا يدعو قريشا ، فخذا فخذا ، فيقول : « يا بنى فلان » ، يحذّرهم بأس اللّه وعقابه ، فقال قائلهم : إن صاحبهم هذا لمجنون ، بات يصوّت حتى الصباح .
8 - وفي قوله تعالى :يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ( 187 ) : قيل : جاء سموأل بن زيد ، وابن أبي قشير إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، يسألونه : أخبرنا متى الساعة إن كنت نبيا كما تقول فإنا نعلم ما هي ؟ فأنزل اللّه الآية .
9 - وفي قوله تعالى :وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( 200 ) :
قيل : لما نزل قوله تعالىخُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ( 199 ) ( الأعراف ) ، قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم : كيف يا ربّ ؟ والغضب ؟ » ، فنزلتوَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ . . *، والنزغ : الوسواس .
10 - وفي قوله تعالى :وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ( 204 ) :
قيل : هذا نزل في الصلاة ، فقد كان المشركون يأتون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا صلى ، ويكثرون اللغط والشغب تعنّتا وعنادا إذا قرئ القرآن ، وقد حكاه اللّه تعالى عنهم فقال :وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ( 26 ) ( فصّلت ) ، فأنزل اللّه عز وجلّ جوابا لهم ، ونزلت الآية تأمر المسلمين أن يكونوا خلاف الكافرين ، وأن يستمعوا وينصتوا .
وقيل : الآية نزلت في الخطبة ، وهذا ضعيف ، لأن الآية مكية ، ولم يكن بمكة خطبة ولا جمعة . وقيل : إن الآية عامة ، وهي في كل ما يجهر به الإمام من القرآن .
   * * *

1020 - في أسباب نزول آيات سورة الأنفال

1 - في قوله تعالى :يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ( 1 ) : قيل : نزلت في أصحاب بدر حين اختلفوا في النفل وساءت أخلاقهم ، فانتزعه اللّه من أيديهم وجعله إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، فقسمه بين المسلمين عن سواء . وقيل : لمّا هزم العدو في بدر ، انطلقت طائفة على آثارهم يقتلونهم ويأسرونهم ، وأقبلت طافة تحوز المغانم ويجمعونها ، وأحدقت طائفة برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لئلا يصيب العدو منه غرة ، فلما كان الليل وجمعت الغنائم ، استأثر بها الجماعة الدين جمعوها ، وقال الذين خرجوا وراء العدو : لستم بأحق بها منا . وقال الذين أحدقوا بالرسول صلّى اللّه عليه وسلّم : خفنا عليه أن يصيب منه العدو غرة فاشتغلنا به ، فنزلت :يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ . . .فقسمها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين المسلمين .
2 - وفي قوله تعالى :كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ( 5 ) : قيل : كان لأبى سفيان قافلة قادمة من الشام ، فخرج المسلمون للاستيلاء عليها ، وأراد النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم قتالهم ، فقالوا : ما لنا طاقة بقتالهم ، وإنما خرجنا للعير ، وقال المقداد لهم : لا تقولوا كما قال قوم موسى :فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ( 24 ) ( المائدة ) ، فأنزل اللّه الآية .
3 - وفي قوله تعالى :إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ( 9 ) : قيل : لما رأى النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم كثرة عدد قريش وكانوا نحو الألف ، وقلة عدد المسلمين وكانوا نحو ثلاثمائة وتسعة عشر ، استقبل القبلة ودعا ربّه : « اللهم انجز لي ما وعدتني ؛ اللهم آت ما وعدتني ؛ اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض » ، فأنزل اللّه الآية .
4 - وفي قوله تعالى :فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( 17 ) : قيل : نزلت يوم بدر ، فلما صدر أصحاب النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن بدر ، ذكر كل واحد منهم ما فعل يتفاخرون ، فنزلت الآية ، إعلاما بأن اللّه تعالى هو المميت والمقدّر لجميع الأشياء ، وأن العبد إنما يشارك بتكسّبه وقصده .
5 - وفي قوله تعالى :إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ( 19 ) : قيل : كان هذا القول منهم وقت خروجهم لنصرة العير . وقيل : الذي قال ذلك أبو جهل ، وقاله وقت القتال . وقال النضر بن الحارث : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم . وهو ممن قتل ببدر . والاستفتاح : هو طلب النصر .
6 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ( 20 ) : قيل : الخطاب للمؤمنين المصدّقين ، أفردهم دون المنافقين ، إجلالا لهم فنزلت الآية فيهم، فجدّد اللّه عليهم الأمر بطاعة اللّه ورسوله.
7 - وفي قوله تعالى :وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ( 21 )إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ( 22 ) : قيل : نزلت في اليهود . وقيل : نزلت في نفر من بنى عبد الدار .
8 - وفي قوله تعالى :وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ( 25 ) : قيل : نزلت هذه الآية في أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، لمّا أمر اللّه المؤمنين ألا يقروا المنكر فيما بينهم فيعمهم اللّه بالعذاب .
9 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ( 27 ) : قيل : نزلت هذه الآية في أبى لبابة بن عبد المنذر حين أشار إلى بني قريظة بالذبح . قال : واللّه ما زالت قدماي حتى علمت أنى قد خنت اللّه ورسوله . فنزلت هذه الآية ، فلما نزلت شدّ نفسه إلى سارية من سواري المسجد ، وقال : واللّه لا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت ، أو يتوب اللّه علىّ . وقيل : نزلت في أبى لبابة ، أشار إلى بني قريظة حين قالوا : ننزل على حكم سعد بن معاذ ، قال أبو لبابة ، لا تفعلوا فإنه الذبح ، وأشار إلى حلقه . وقيل : نزلت الآية في أنهم كانوا يسمعون الشيء من النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم فيلقونه إلى المشركين ويفشونه .
10 - وفي قوله تعالى :وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ( 28 ) : قيل : كان لأبى لبابة أموال وأولاد في بني قريظة ، وهذا ما حمله على ملاينتهم . والآية تنوّه بذلك .
11 - وفي قوله تعالى :وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ( 30 ) : قيل : نزلت في مكر المشركين بالنبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم في دار الندوة ، فاجتمع رأيهم على قتله ، فبيّتوه ، ورصدوه على باب منزله طول ليلتهم ليقتلوه إذا خرج ، فأمر النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم علىّ بن أبي طالب أن ينام على فراشه ، ودعا اللّه عز وجلّ أن يعمى عليهم أثره ، فطمس اللّه على أبصارهم ، فخرج وقد غشيهم النوم ، فوضع على رؤوسهم ترابا ونهض . فلما أصبحوا خرج عليهم علىّ فأخبرهم أن ليس في الدار أحد ، فعلموا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد فات ونجا .
12 - وفي قوله تعالى :وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ( 31 ) : قيل : نزلت في النضر بن الحارث ، كان قد خرج إلى الحيرة في التجارة ، فاشترى أحاديث كليلة ودمنة ، وكسرى وقيصر ، فلما قصّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخبار من مضى ، قال النضر : لو شئت لقلت مثل هذا ، قاله افتراء وكذبا واستهزاء ، وتوهم هو وغيره كثيرون أنهم يأتون بمثل القرآن ، وحاوله هو وغيره فعجزوا ، فقالوا عنادا : إن هذا إلا أساطير الأولين .
13 - وفي قوله تعالى :وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ( 32 ) : قيل : قاله النضر بن الحارث . وقيل : إنه أبو جهل . والصحيح أنهم قالوه لشبهة في صدورهم ، وعلى وجه العناد والإبهام على الناس أنهم على الحق ، فحلّ بهم يوم بدر ما سألوا ، ومزّقوا كلّ ممزق . وفي الرواية أن يهوديا سأل ابن عباس : ممن أنت ؟ قال : من قريش ، فقال : أنت من القوم الذين قالوا :اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَالآية ؟ فهلّا قالوا : إن كان هذا الحق من عندك فاهدنا له ؟ ! إن هؤلاء قوم يجهلون ! فقال له ابن عباس : وأنت يا إسرائيلي ! هل أنت من القوم الذين لم تجف أرجلهم من بلل البحر الذي أغرق فيه فرعون وقومه ، وأنجى موسى وقومه حتى قالوا :اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ( 138 ) ( الأعراف ) ، فقال لهم موسى :قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ( 138 ) ( الأعراف ) ؟ فأطرق اليهودي مفحما !
14 - وفي قوله تعالى :وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ( 35 ) : قيل : نزلت في كفار قريش ، كانوا يطوفون بالبيت عراة ، يصفّقون ويصفّرون ، فكان ذلك عبادة في ظنهم . والمكاء الصفير ، والتصدية التصفيق .
15 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ( 36 ) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ( 37 ) : قيل : نزلت الآية في أهل بدر ، ولكنها عامة وإن كان سبب نزولها خاصا ، فلما أصيبت قريش يوم بدر ورجعوا كلهم إلى مكة ، مشى عبد اللّه بن أبي ربيعة ، وعكرمة بن أبي جهل ، وصفوان بن أمية ، في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر ، فقالوا لهم : إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم ، فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا أن ندرك منه ثأرا بمن أصيب منا ؟ ففعلوا ، ففيهم نزلت الآية .
16 - وفي قوله تعالى :وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( 41 ) : قيل : إن عبد اللّه بن جحش ومعه رهط ثمانية أرسلهم النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ليتعرفوا أخبار قريش بين مكة والطائف ، مرّت بهم عير لقريش تحمل تجارة وفيها عمرو بن الحضرمي ، فتشاور المسلمون وقالوا نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام ، فإذا قاتلناهم هتكنا حرمة الشهر ، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم ، فهاجموا القافلة ، وقتلوا واحدا وأسروا اثنين ، وأفلت واحد ، وقال عبد اللّه لأصحابه : اعزلوا مما غنمنا الخمس لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، ففعلوا ، فكان أول خمس في الإسلام ، ونزلت الآية ، فأقرّ اللّه ورسوله فعل عبد اللّه ورضيه ، وسنّه للأمة إلى يوم القيامة ، وهي أول غنيمة غنمت في الإسلام ، وكان عبد اللّه أول أمير ، وعمرو بن الحضرمي أول قتيل من الكفار ، وعرفت تلك الخرجة ببدر الأولى ، وأنكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قتل ابن الحضرمي في الشهر الحرام ، وأنزل اللّه :يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ . . .( 217 ) ( البقرة ) .
17 - وفي قوله تعالى :وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ( 47 ) : قيل : الآية نزلت في أبى جهل وأصحابه الخارجين يوم بدر لنصرة العير ، فقد خرجوا بالقيان والمغنيات والمعازف ، فلما وردوا الجحفة ، بعث خفاف الكناني - وكان صديقا لأبى جهل ، بهدايا إليه من ابن له ، وقال : إن شئت أمددتك بالرجال ، وإن شئت أمددتك بنفسي مع من خفّ من قومي ، فقال أبو جهل : إن كنا نقاتل اللّه كما يزعم محمد ، فو اللّه ما لنا باللّه من طاقة ، وإن كنا نقاتل الناس ، فو اللّه إن بنا على الناس لقوة . واللّه لا نرجع عن قتال محمد حتى نرد بدرا فنشرب فيها الخمور ، وتعزف علينا القيان ، فإن بدرا موسم من مواسم العرب ، وسوق من أسواقهم ، حتى تسمع العرب بمخرجنا فتهابنا لآخر الأبد . فوردوا بدرا ، ولكن جرى ما جرى من هلاكهم ، وفي ذلك نزلت الآية .
18 - وفي قوله تعالى :وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ( 48 ) : قيل : نزلت الآية في سراقة بن مالك بن جعشم ، تمثّل لهم الشيطان يوم بدر في صورته ، وكانت قريش تخاف بنى بكر قبيلة سراقة لأنهم قتلوا رجلا منهم ، وجاء جبريل مع ألف من الملائكة ، وقال الشيطان لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ، وأخذ الرسول قبضة من تراب فألقى بها في وجوه الكفار فأصابهم في عيونهم وأنوفهم ، وظل يفعل ذلك ، فولّوا مدبرين ، وقال إبليس : أنى برئ منكم ، إني أرى ما لا ترون .
19 - وفي قوله تعالى :وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ ( 50 ) ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ( 51 ) :
قيل : نزلت فيمن بقي من بدر ولم يقتل ، أو فيمن قتل ، وكان بظهر أبى جهل مثل الشراك ، أي سير النعال ، وكان ذلك من ضرب الملائكة !
20 - وفي قوله تعالى :وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ( 58 ) : قيل : نزلت في بني قريظة وبنى النضير .
21 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ( 64 ) : قيل :
نزلت في إسلام عمر ، فإن النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان أسلم معه ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة ، فأسلم عمر وصاروا أربعين ، والآية مكية وكتبت بأمر رسول اللّه في سورة الأنفال المدنية ، والصحيح أن الآية مدنية .
22 - وفي قوله تعالى :الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ( 66 ) : قيل :
نزلت الآية تخفّف من الآية الأخرى :يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ( 65 ) ( الأنفال ) . وقيل : كان ذلك يوم بدر لمّا شقّ ذلك عليهم حين فرض عليهم ألا يفر واحد من عشرة ، فخفف عليهم العدد مع نقص الصبر ، فحطّ الفرض بثبوت الواحد للاثنين ، فخفف عنهم وكتب عليهم ألا يفر مائة من مائتين .
23 - وفي قوله تعالى :ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( 67 ) : قيل : هذه الآية نزلت يوم بدر، عتابا من اللّه لأصحاب نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
24 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 70 ) : قيل : الأسرى في هذه الآية عباس وأصحابه ، قالوا للنبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : آمنا بما جئت به ، ونشهد أنك رسول اللّه ، لننصحنّ لك على قومك ، فنزلت الآية .
   * * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 3 نوفمبر 2023 - 13:38 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الجمعة 3 نوفمبر 2023 - 13:23 من طرف عبدالله المسافربالله

 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1021 - ( في أسباب نزول آيات سورة التوبة )

1 - في قوله تعالى :بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ( 1 ) : قيل :
نزلت « سورة » براءة لكشف أسرار المنافقين ، وبنقض العهد الذي كان بين النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم والمشركين ، وذلك أن الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم صالح قريشا عام الحديبية على أن يضعوا الحرب عشر سنين ، يأمن فيها الناس ، فدخلت خزاعة في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، ودخل بنو بكر في عهد قريش ، فعدا بنو بكر على خزاعة ونقضوا عهدهم ، وأعانت قريش بنى بكر بالسلاح ، وقوم من قريش أعانوهم بأنفسهم ، فانهزمت خزاعة إلى الحرم ، فكان ذلك نقضا للصلح الواقع يوم الحديبية ، واستغاثت خزاعة بالنبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، فقال : « لا نصرت إن لم أنصر بنى كعب » ، وجاء أبو سفيان إلى المدينة ليستديم الصلح ورجع بغير حاجة ، وتجهّز رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى مكة ففتحها .
2 - وفي قوله تعالى :وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ( 12 ) : قيل : نزلت في صناديد قريش كأبى جهل ، وعتبة ، وشيبة ، وأمية بن خلف ، وهذا بعيد ، لأن سورة التوبة حين نزلت كانت شأفة قريش قد استؤصلت ، وإذن فالآية لم تنزل في هؤلاء ، وإنما نزلت في الموجودين وقتها ، وهم الذين كانوا يحاربون الإسلام والمسلمين ، فهؤلاء يكونون أصلا ورأسا في الكفر ، والأمثلة عليهم كثيرة في أيامنا في أقطاب روسيا وأمريكا وإسرائيل وصربيا ومقدونيا إلخ ، وفي بلاد الإسلام حكام كثيرون وصحف ومجلات ضد الإسلام صراحة .
3 - وفي قوله تعالى :قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ( 14 ) : قيل : نزلت في بنى خزاعة ، فإن قريشا أعانت بنى بكر عليهم ، وكانت خزاعة حلفاء النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، وحدث أن أنشد رجل من بنى بكر شعرا يهجو به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، فقال له رجل من خزاعة : لئن أعدته لأكسرن فمك ، وأعاده فكسر فاه ، وثار القتال بينهم ، وقتل أقوام من الخزاعيين ، فخرج عمرو بن سالم الخزاعي في نفر إلى النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم وأخبر به ، فقال النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : « لا نصرت إن لم أنصر بنى كعب » ، ثم أمر بالتجهّز والخروج إلى مكة ، فكان الفتح .
4 - وفي قوله تعالى :ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ( 17 ) : قيل : لمّا أسر العباس وعيّر بالكفر وقطيعة الرحم ، قال : تذكرون مساوئنا ، ولا تذكرون محاسننا . إنّا لنعمر المسجد الحرام ، ونحجب الكعبة ، ونسقى الحاج ، ونفك العاني ، فنزلت الآية ردّا عليه .
5 - وفي قوله تعالى :أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ( 19 ) : قيل : إن العباس حين أسر يوم بدر ، قال : إن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد ، فقد كنا نعمر المسجد الحرام ، ونسقى الحاج ونفك العاني ، فأنزل اللّه الآية . وقيل : افتخر العباس بالسقاية ، وشيبة بالعمارة ، وعلىّ بالإسلام والجهاد ، فصدق اللّه عليا وكذّبهما وأنزل الآية يخبر بأن العمارة لا تكون بالكفر ، وإنما تكون بالإيمان والعبادة وأداء الطاعات . وقيل : إن المشركين سألوا اليهود وقالوا : نحن سقاة الحاج ، وعمّار المسجد الحرام ، أفنحن أفضل أم محمد وأصحابه ؟ فقالت لهم اليهود عنادا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : أنتم أفضل . وفي صحيح مسلم عن النعمان بن بشير ، قال : كنت عند منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال رجل : ما أبالي ألا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقى الحاج . وقال آخر : ما أبالي ألا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام . وقال آخر : الجهاد في سبيل اللّه أفضل مما قلتم ، فزجرهم عمر وقال : أسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، فنزلت الآية .
6 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ( 23 ) : قيل : هذه الآية نزلت في الحضّ على الهجرة ورفض بلاد الكفرة ، وتخاطب المؤمنين بمكة وغيرها بألا يوالوا الآباء والإخوة فيكونوا لهم تبعا في سكنى بلاد الكفر .
7 - وفي قوله تعالى :قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ( 24 ) : قيل : لمّا أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالهجرة من مكة إلى المدينة جعل الرجل يقول لأبيه ، والأب لابنه ، والأخ لأخيه ، والرجل لزوجته : إنّا قد أمرنا بالهجرة . فمنهم من تسارع إلى ذلك ، ومنهم من أبى أن يهاجر ، فيقسم الرجل : واللّه لئن لم تخرجوا إلى دار الهجرة فلن أنفق عليكم ، ومنهم من تتعلق به امرأته وولده ويقولون نناشدك اللّه ألا تخرج فنضيع بعدك ، فمنهم من يرق فيدع الهجرة ويقيم معهم ، فنزلت الآية ، فإن اختاروا الإقامة بدار الكفر وتولوا بعد نزول الآية فأولئك هم الظالمون .
8 - وفي قوله تعالى :لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ( 25 ) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ ( 26 ) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 27 ) : قيل : نزلت في غزوة حنين ، فإن مالك بن عوف النّصرى من بنى نصر بن مالك ، لمّا سمع بفتح مكة ، جمع هوازن وانعقدت الرئاسة له ، وأعدّ جيشا من ثمانية آلاف ، وقيل أربعة آلاف ، من هوازن وثقيف ، وكان على هوازن مالك بن عوف ، وعلى ثقيف كنانة بن عبد ، فنزلوا بأوكاس ، وجعلوا أموالهم ونساءهم وأولادهم ومواشيهم معهم ، والتقى بهم الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم في وادى حنين ، وكان المسلمون اثنتي عشر ألفا ، وكانت هوازن قد كمنوا في جنبتي الوادي ، وفي غبش الصبح حملوا على المسلمين فانهزم المسلمون ، وثبت الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم ومن معه ، ونودي على من فرّ فعادوا ، وأخذ الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم حصيات فرمى بهن وحده الكفار ، وظل يفعل ذلك حتى عميت عيونهم وخافوا فولوا الأدبار ، وفي هذه الوقعة أنزل اللّه جنودا لم يروها وعذّب الذين كفروا ، وسبى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أربعة آلاف رأس ، واثنتي عشرة ألف ناقة سوى ما لا يعلم من الغنائم .
9 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ( 28 ) : قيل : الآية نزلت عامة في سائر المشركين وسائر المساجد ، وكان نزولها سنة تسع التي حجّ فيها أبو بكر ، وقيل سنة عشر ، فلما منع المسلمون المشركين من موسم الحج وكانوا يجلبون الأطعمة تجارة بها ، خاف أهل مكة من الفقر ، فنزلت الآية يعدهم اللّه أن يغنيهم من فضله ، فأخصبت أراضيهم ، وحمل الطعام والدهن والخير إلى مكة ، وأعطى الكفار الجزية ، وأسلم أهل نجد وصنعاء وغيرهم ، فزاد الحج والحجّاج .
10 - وفي قوله تعالى :قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ( 29 ) : قيل : لما حرّم اللّه تعالى على الكفّار أن يقربوا المسجد الحرام ، أحلّ الجزية يعوّض بها على المسلمين ما قطع عنهم من التجارة التي كان المشركون يوافون بها ، وكانت الجزية لم تؤخذ قبل ذلك ، وأمر بمقاتلة جميع الكفار - بما فيهم أهل الكتاب - بعد أن تأكدت عليهم الحجة وعظمت منهم الجريمة ، وجعل للقتال غاية هي إعطاء الجزية بدلا عن القتل .
11 - وفي قوله تعالى :وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ( 30 ) : قيل : إن الذي قال ذلك من اليهود : سلام بن مشكم ، ونعمان بن أبي أوفى ، وشاس بن قيس ، ومالك بن الصيف ، قالوه للنبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، فإن اليهود لما قتلوا الأنبياء ، عاقبهم اللّه بضياع التوراة ، ولكن « عزيز » ظل يجمع ما يسمع منها ، ويصوغه بعبارته ، ويضع فيها ما هو لصالح اليهود ، وما يستنهض هممهم ، ويستنفر نخوتهم ، ويشعرهم بأنهم أمة ، فكرّمه اليهود وقالوا لولا انه ابن اللّه وحبيبه وأثيره لما كان بوسعه أن يجمع التوراة ويؤلّفها . وقالت النصارى مثل اليهود : أن المسيح ابن اللّه ، بنوة نسل لا بنوة روح ، لأن المسيح شخص ، ولم يتهيأ هذا الشخص إلا ببنوة النسل . وقيل : إن بعضهم يعتقد بنوة المسيح بنوة حنو ورحمة ، وهذا المعنى أيضا لا يحلّ أن تطلق البنوة عليه - وفيه تجاوز ومن ثم فهو كفر ، ولذلك نزلت الآية تنفى ذلك كله .
12 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ( 34 ) : قيل : نزلت هذه الآية لمّا كان الأحبار والرهبان يأخذون من أموال أتباعهم ضرائب وفروضا باسم الكنائس والبيع وغير ذلك ، ويوهمونهم أن النفقة فيه من الشرع والتزلّف إلى اللّه ، ومن بعد كانت « صكوك الغفران » الشهيرة .
13 - وفي قوله تعالى :إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ( 37 ) : قيل : مناسبة هذه الآية أنهم كانوا يحرمون القتال في المحرم ، فإن احتاجوا أن يقاتلوا فيه ، حرّموا صفرا بدله وقاتلوا في المحرم . وسبب ذلك أنهم كانوا أصحاب حروب وغارات ، فكانوا ينسئون شهرا ، أي يؤخرون حرمة المحرم ، فيحل لهم المحرم ويكون صفر بدلا منه شهرا حراما ! ! ، فكانوا كذلك شهرا فشهرا ، حتى يستدير التحريم على السنة كلها ، فقام الإسلام بإرجاع المحرّم إلى موضعه ، وقال الرسول صلى اللّه عليه وسلم : « إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللّه السماوات والأرض » .
وقيل : كان المشركون يحجّون في كل شهر عامين بسبب النسيء ، فحجّوا في ذي الحجة عامين ، ثم في المحرم عامين ، ثم في صفر عامين ، وكذلك في الشهور كلها ، حتى وافقت حجة أبى بكر التي حجّها قبل حجة الوداع ذا القعدة من السنة التاسعة ، ثم حجّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في العام المقبل حجة الوداع فوافقت ذا الحجة ، فذلك قوله : « إن الزمان قد استدار . . . » .
14 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَ رَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ( 38 ) : قيل : نزلت عتابا على تخلّف من تخلّف عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزوة تبوك .
15 - وفي قوله تعالى :إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( 40 ) : قيل : هذه أول آية نزلت من سورة التوبة ، وكانت بعد غزوة تبوك ، وكان نزولها عتابا من اللّه للمؤمنين لتركهم نصرة نبيّه صلى اللّه عليه وسلم ، فذكّرهم أنه تكفّل به في الغار وبصاحبه ، وفي قوله :ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِدليل على أن الخليفة بعد النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أبو بكر ، فلو لا أنه استحق أن يقول اللّه فيه ثاني اثنين لما كان خليفته .
16 - وفي قوله تعالى :انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ( 41 ) : قيل : أول ما نزل من سورة التوبة :انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا . . .، ثم نزل أولها وآخرها .
17 - وفي قوله تعالى :عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ( 43 ) : قيل : نزلت الآية في إذنه صلى اللّه عليه وسلم للبعض من غير وحى نزل فيه . وقيل :ثنتان فعلهما النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ولم يؤمر بهما :
الأولى : إذنه لطائفة من المنافقين في التخلّف عنه ولم يكن له أن يمضى شيئا إلا بوحي ؛
والثانية : أخذه من الأسارى الفدية ، فعاتبه اللّه في المرتين .

18 - وفي قوله تعالى :إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ( 45 ) : قيل : نزلت بسبب الآية :لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ( 44 ) ( التوبة ) ، فكان الاستئذان في ذلك الوقت لغير عذر من علامات النفاق ، ولذلك نزلت الآية .
19 - وفي قوله تعالى :لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كارِهُونَ( 48 ) : قيل : الآية نزلت في اثنى عشر رجلا من المنافقين ، وقفوا على ثنية الوداع - وهو واد في مكة ، ليلة العقبة ، ليفتكوا بالنبىّ صلى اللّه عليه وسلم .
20 - وفي قوله تعالى :وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ( 49 ) : قيل : نزلت في جدّ بن قيس أخي بنى سلمة ، لما أراد الرسول صلى اللّه عليه وسلم الخروج إلى تبوك ، فقد اعتذر عن الخروج بدعوى أنه مغرم بالنساء ويخشى نساء بنى الأصفر أن لا يصبر عنهن ، فطلب الإذن بالقعود حتى لا يفتن ، وعوضا عن ذلك يعين النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بماله ، فأعرض عنه الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وقال له : « أذنت لك » ، فنزلت الآية .
21 - وفي قوله تعالى :إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ( 50 ) : قيل : نزلت في المنافقين الذي تخلّفوا عن تبوك ، يخبرون عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أخبار السوء ، ويقولون إن محمدا وأصحابه قد جهدوا في سفرهم وهلكوا ، فبلغهم تكذيب حديثهم ، وعافية النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه ، فساءهم ذلك ، ونزلت الآية .
22 - وفي قوله تعالى :قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ( 53 ) : قيل : نزلت في الجدّ بن قيس عندما قال : ائذن لي في القعود عن الخروج إلى تبوك ، وهذا مالي أعينك به .
23 - وفي قوله تعالى :وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ( 58 ) : قيل : الآية تصف قوما من المنافقين عابوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في تفريق الصدقات ، وزعموا أنهم فقراء ليعطيهم ، فبينما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقسم مالا إذ جاءه حرقوص بن زهير أصل الخوارج ، ويقال له ذو الخويصرة التميمي ، فقال : اعدل يا رسول اللّه ! فقال : « ويلك ، ومن يعدل إذا لم أعدل ؟ » فنزلت الآية .
24 - وفي قوله تعالى :وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ( 61 ) : قيل : هذه الآية نزلت في عتاب ابن قشير ، قال : إنما محمد أذن يقبل كل ما قيل له . وقيل : الذي قال ذلك هو نبتل بن الحارث .
25 - وفي قوله تعالى :يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ( 62 ) : قيل : نزلت في قوم من المنافقين ، منهم الجلاس بن سويد ، ووديعة بن ثابت ، وغلام من الأنصار يدعى عامر بن قيس ، اجتمعوا فجعلوا يتكلمون في النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وقالوا : إن كان ما يقول محمد حقا ، لنحن أشر من الحمير ! فغضب الغلام وقال : واللّه إن ما يقول حق وأنتم أشرّ من الحمير ! وأخبر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بقولهم ، فحلفوا أن عامرا كاذب ، وكذّبهم عامر وحلف على ذلك ، فنزلت الآية .
26 - وفي قوله تعالى :يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِؤُا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ( 64 ) : قيل : قال بعض المنافقين واللّه وددت لو أنى قدمت فجلدت مائة ولا ينزل فينا شئ فيفضحنا ! فنزلت الآية . وقيل : من أجل ذلك سمّيت سورة التوبة بالسورة الفاضحة ، والمثيرة ، والمبعثرة . وقيل : كان المسلمون يسمونها الحفّارة - لأنها حفرت ما في قلوب المنافقين فأظهرته .
27 - وفي قوله تعالى :وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَ بِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ( 65 ) : قيل : هذه الآية نزلت في غزوة تبوك ، فبينما النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، كان يسير ، وركب من المنافقين يسيرون بين يديه ، قالوا : انظروا - هذا يفتح قصور الشام ويأخذ حصون بنى الأصفر ؟ ! فأطلعه اللّه على ما في قلوبهم وما يتحدثون به ، فأوقف الركب ، وقال لهم : قلتم كذا وكذا ، فحلفوا : ما كنا إلا نخوض ونلعب ، يريدون كانوا غير جادين ، فنزلت الآية . وقيل : تعلق قائل ذلك وهو وديعة بن ثابت بحقب ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهي تسير ، والحجارة في الطريق تنكبه ، وهو يصرخ للرسول صلى اللّه عليه وسلم : إنما كنا نخوض ونلعب ، والرسول صلى اللّه عليه وسلم يردّ عليه :أَ بِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ؟ وقيل إن هذا المتعلّق كان عبد اللّه بن أبىّ بن سلول ، وهذا خطأ لأنه لم يشهد تبوك .
28 - وفي قوله تعالى :لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً بِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ( 66 ) ( التوبة ) : قيل : كانوا ثلاثة نفر ، هزئ اثنان وضحك واحد ، فالمعفو عنه هو الذي ضحك ولم يتكلم ، وقيل اسمه مخشىّ بن حميّر ، وقيل مات شهيدا في اليمامة ، وكان مسلما ولم يكن منافقا .
29 - وفي قوله تعالى :يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ( 74 ) :
قيل : روى أن هذه الآية نزلت في الجلاس بن سويد بن الصامت ، ووديعة بن ثابت ، وقعا في النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وقالا : واللّه لئن كان محمد صادقا على إخواننا الذين هم سادتنا وخيارنا لنحن أشرّ من الحمير ؟ فقال له عامر بن قيس : أجل ، واللّه إن محمدا لصادق مصدّق ، وإنك لشرّ من الحمار ، وأخبر عامر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فكذّبا عامرا ، وأقسما بذلك ، فدعا عامر اللّه أن ينزل قرآنا فنزلت الآية . وقيل : إن الجلاس لما قال له عامر سأخبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم بقولك ، همّ بقتله ثم لم يفعل ، وفي ذلك كانت الآية :وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا( التوبة 74 ) . وقيل : إن الآية نزلت في عبد اللّه بن أبىّ ، رأى رجلا من غفار يتقاتل مع رجل من جهينة ، وكانت جهينة حلفاء الأنصار ، فعلا الغفاري الجهني ، فاستنصر ابن أبىّ الأوس والخزرج وقال : واللّه ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل : « سمّن كلبك يأكلك » ، ولئن رجعنا المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذل ، فأخبر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بذلك ، فحلف ابن أبىّ أنه لم يقله ! وقيل : إن هذا كلام كل المنافقين ، وهو الصحيح ، لعموم القول ووجود المعنى فيهم ، وجملة اعتقادهم أنه ليس بنبىّ . وقيلوَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا( التوبة 74 ) : هم المنافقون همّوا أن يقتلوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ليلة العقبة في غزوة تبوك ، وكانوا اثنى عشر رجلا ، ونزلت الآية فيهم . وقوله :وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ، كانوا يطلبون دية فيقضى لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وكان القتيل مولى الجلاس ، فلما غنموا أغناهم اللّه من فضله فلم يشكروا . وقيل : إن قولهوَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ تساوى المثل المشهور : اتق شرّ من أحسنت إليه . وروى أن الجلاس لمّا نزلت الآية استغفر وتاب .
30 - وفي قوله تعالى :وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ( 75 ) فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ( 76 ) فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ( 77 ) : قيل : في الرواية أن المقصود رجل من الأنصار وعد إن رزقه اللّه ليؤدّين فيه حقّه وأخلف وعده . وقيل : هو ثعلبة بن حاطب الأنصاري ، سأل الرسول صلى اللّه عليه وسلم أن يدعو له ، ووعد إن رزقه اللّه ليؤدى شكره ، فاتخذ غنما فنمت حتى ضاقت عليه المدينة ، فنزل واديا ، وانشغل حتى كان يلي الظهر والعصر معا ، ثم زاد انشغاله حتى لم يعد يصلى إلا الجمعة ، ثم ترك الجمعة ، فقال الرسول صلى اللّه عليه وسلم : « يا ويح ثعلبة » ثلاثا ، ثم نزلت :خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها . . .( 103 ) ( التوبة ) ، فبعث الرسول صلى اللّه عليه وسلم برجلين إليه فقال ثعلبة : « الصدقة أخت الجزية » ، وقيل : إن ثعلبة هو الذي نزل فيهوَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ . . .الآية إذ منع الزكاة . وقيل : إن حاطبا كان قد أبطأ ماله بالشام ، فحلف إن سلم ذلك ليصدّقن به ، فلما تسلم بخل فنزلت الآية . وقيل : الآية نزلت في رجال من المنافقين : نبتل بن الحارث ، وجدّ ابن قيس ، ومعتّب بن قشير .
31 - وفي قوله تعالى :الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ( 79 ) : قيل : نزلت في عبد الرحمن بن عوف تصدّق بنصف ماله ، وكان ماله ثمانية آلاف ، فتصدّق بأربعة آلاف ، فقال قوم : ما أعظم رياءه ، فأنزل اللّه الآية . وقيل : تصدق الحجاب أبو عقيل بنصف صاع ، وجاء إنسان بأكثر منه فقال المنافقون : إن اللّه لغنى عن صدقة هذا ، وما فعل هذا الآخر إلا رياء ، فنزلت الآية .
32 - وفي قوله تعالى :فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ( 81 ) : قيل : كان هذا في غزوة تبوك ، فقال رجل من بنى سلمة : لا تنفروا في الحرّ فنزلت الآية .
33 - وفي قوله تعالى :وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ( 84 ) : قيل : نزلت في شأن عبد اللّه بن أبىّ ابن سلول ، وكان قد مات وتقدّم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ليصلى عليه ، لولا أن نزلت الآية تنهاه عن ذلك ، فانصرف ولم يصلّ عليه . وأما الرواية التي قيلت عن عمر ومحاولته أن يمنع الرسول صلى اللّه عليه وسلم عن الصلاة عليه ، وقوله له : أتصلّي عليه وقد نهاك اللّه أن تصلى عليه ! فهي ضعيفة ولا يوجد ما يثبتها ، ولا يوجد ما يثبت فهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم للآيةاسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً( التوبة 80 ) ، هذا الفهم الفج ، ولا يعقل أن يقول هذه العبارة : سأزيد على سبعين !
34 - وفي قوله تعالى :لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 91 ) : قيل :
نزلت في ابن أم مكتوم وكان أعمى ، وعمرو بن الجموح وكان أعرج ، وكان الرسول صلى اللّه عليه وسلم يملى على زيد بن ثابت سورة براءة عندما جاء الأعمى فنزلت :لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ . .الآية ، وجاء عصابة مع عبد اللّه بن معقل المزنى ترجوا أن يحملهم فقال : لا أجد ما أحملكم عليه ، فولّوا وهم يبكون ، وعزّ عليهم أن يحبسوا ولا يجدون نفقة ولا محملا للجهاد ، فأنزل اللّهوَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ . .فسمّوا « البكّائين » ، وهم سبعة من بطون شتى : سالم بن عمير ، وعلبة بن زيد ، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب ، وعمرو بن الحمام ، وعبد اللّه بن المغفل المزنى ، وهرمى بن عبد اللّه ، وعرباض بن سارية . وهناك أسماء أخرى بخلاف هؤلاء . وقيل : الآية نزلت في أبى موسى وأصحابه ، وقيل : في عبد اللّه بن المغفل المزنى ، وقيل : في عرباض بن سارية ، وقيل : في عائذ بن عمرو . وقيل : في بنى مقرّن - وهو الصحيح ، وكانوا سبعة إخوة ، كلهم صحبوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وليس في الصحابة سبعة إخوة غيرهم ، وهم : النعمان ، ومعقل ، وعقيل ، وسويد ، وسنان ، وسابع لم يسمّ .
35 - وفي قوله تعالى :وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 99 ) :
قيل : المراد بنو مقرّن من مزينة .
36 - وفي قوله تعالى :وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 102 ) : قيل : نزلت الآية في أبى لبابة الأنصاري في شأنه مع بني قريظة ، وذلك أنهم كلموه في النزول على حكم اللّه ورسوله ، فأشار إليهم ألا يفعلوا لأنهم إن فعلوا فهو الذبح ، فلما افتضح تاب وندم ، وربط نفسه في سارية من سواري المسجد ، وأقسم ألا يطعم ولا يشرب حتى يعفو اللّه عنه أو يموت ، فمكث كذلك حتى عفا اللّه عنه . وقيل : نزلت في عشرة تخلّفوا عن غزوة تبوك ، فربطوا أنفسهم مثل أبى لبابة في سواري المسجد ، وعرضوا ليعفو عنهم أن ينزلوا عن كل مالهم ، فنزلت الآيةخُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( 103 ) ( التوبة ) ، ورضى منهم بالثلث وكان كفّارة الذنوب التي أصابوها. والآية وإن كانت نزلت في الأعراب فهي عامة إلى يوم القيامة فيمن له أعمال صالحة وسيئة.
37 - وفي قوله تعالى :خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( 103 ) : قيل : نزلت الآية فيمن تخلّفوا عن غزوة تبوك فأخذ منهم ثلث أموالهم كفارة عما فعلوه من ذنوب .
38 - وفي قوله تعالى :وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ( 106 ) : قيل : نزلت في الثلاث الذين تاب اللّه عليهم : كعب بن مالك ، وهلال بن أمية من بنى وافق ، ومرارة بن الربيع ، وقيل ابن ربعي العمرى ، وكانوا قد تخلّفوا عن تبوك ، وكانوا مياسرة ، فكان أمرهم عند المؤمنين على الرجاء ، لأنه ليس للعباد إلا ذلك ولا أكثر . والمرجون من أرجأته أي أخّرته ، ومنه قيل المرجئة لأنهم أخّروا العمل .
39 - وفي قوله تعالى :وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ( 107 ) : قيل : نزلت فيما روى في أبى عامر الراهب ، وكان يعادى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم مع أنه والد حنظلة المشهور بحنظلة غسيل الملائكة من صحابة الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، والذي استشهد بأحد ، قتله أبو سفيان ، وقيل لما سمع النداء إلى الجهاد خرج وهو جنب واستشهد جنبا ، فأخبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم أن الملائكة غسّلته . وأبو عامر ناصر قريشا وألّبهم على الرسول صلى اللّه عليه وسلم في المدينة ، وانضم إليهم في أحد ، وحفر حفائر ليقع فيها الصف الأول من المحاربين المسلمين ومنهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فوقع في إحداها ، وارتج رأسه ، وجرح وجهه ، وكسرت رباعيته اليمنى السفلى ، ثم دارت الدوائر على قريش وحلفائهم ففرّ أبو عامر ، فلما زال يقاتل مع من يقاتل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إلى يوم حنين ، فلما انهزمت هوازن ، توجه إلى الشام وتنصّر ، ووعده النصارى أن يساعدوه ، فأرسل إلى المنافقين في المدينة يمنّيهم ، فبنى هؤلاء مسجدا إلى جوار مسجد قباء ، تمويها على المسلمين . وقيل إن بنى عمرو بن عوف بنوا مسجد قباء ، وأتاهم النبىّ فصلى فيه ، فحسدهم إخوانهم بنو غنم بن عوف ، وقالوا نبنى مسجدا ونبعث إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ليصلى فيه ، كما صلى في مسجد بنى عمرو ، فنكون وبنو عمرو على سواء ، فإذا حضر أبو عامر وجد مكانا يخطب فيه في الناس ويناقشهم ويحتج عليهم . ثم إنهم أتوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وهو يتجهّز إلى تبوك يدعونه للصلاة فيه ، فاعتذر بسفره إلى أن يعود فيصلى في مسجدهم ويدعو لهم بالبركة . وانصرف النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من تبوك وعاد ، وكانوا قد فرغوا من مسجدهم وصلوا فيه الجمعة والسبت والأحد ، وتجهّز النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ليأتيهم ، فنزل عليه القرآن بخبر مسجد الضرار ، فدعا مالك بن الدّخشم ، ومعن بن عدي ، وعامر بن السكن ، ووحشيا قاتل حمزة ، وأمرهم أن يذهبوا فيهدموا هذا المسجد الظالم أهله ويحرقوه ، واستحضر ابن الدخشم شعلة نار من بيته وانضم إلى زملائه ، وأحرقوا المسجد وهدموه . وكان الذين بنوه اثنى عشر رجلا : هم خذام بن خالد من بنى عبيد بن زيد أحد بنى عمرو بن عوف ، ومن داره أخرج المسجد الضرار ؛ ومعتب بن قشير ، وأبو حبيبة بن الأزعر ، وعبّاد بن حنيف أخو سهل بن حنيف من بنى عمرو بن عوف ، وجارية بن عامر ، وابناه مجمّع وزيد ، ونبتل بن الحارث ، وبحزج ، وبجاد بن عثمان ، ووديعة بن ثابت ، وثعلبة بن حاطب . وقيل سمى مسجد الضرار من ضرّ يضرّ ، وضرره انه بجوار مسجد قباء ، ولا يجوز أن يبنى مسجد إلى جانب مسجد آخر لئلا ينصرف أهل المسجد الأول إلى المسجد الثاني . وكل مسجد بنى على ضرار - أي ليضر بمسجد آخر ، أو بنى رياء وسمعه ، فهو في حكم مسجد الضرار ولا تجوز الصلاة فيه . ومن ذلك أن يكون قد بنى بلا اعتبار للمسجد الآخر واستهتارا به ، فذلك هو بناؤه كفرا . وأما بناؤه تفريقا للمسلمين فإنه سيستقطب جماعة منهم فيختلفون عن الصلاة مع النبىّ صلى اللّه عليه وسلم . وبناؤه إرصادا لمن حارب اللّه ورسوله يعنى ترقبا لوصول أبى عامر الراهب ، وكان يسمى الراهب لأنه وهب نفسه للعبادة والتماس العلم ، ومات كافرا بقنسرين بالشام بدعوة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يموت غريبا .
وجماعة عامر هذا لمّا واجههم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بما فعلوا حلفوا أنهم ما أرادوا إلا الحسنى وهم كاذبون ، وذلك دليل أن الأعمال تختلف بالمقصود والإرادات .
40 - وفي قوله تعالى :لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ( 108 ) : قيل : نزلت في مسجد قباء وفي أهله ، ولما نزلت هذه الآية سألهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « إن اللّه سبحانه قد أحسن عليكم الثناء في التطهر ، فما تصنعون ؟ » وكانوا يحبون أن يستنجوا بالماء .
41 - وفي قوله تعالى :إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ( 111 ) : قيل : نزلت في البيعة الثانية وهي بيعة العقبة الكبرى ، وهي التي أناف فيها رجال الأنصار على السبعين ، أصغرهم عقبة بن عمرو ، وكان اجتماعهم بالرسول صلى اللّه عليه وسلم عند العقبة ، فقال عبد اللّه بن رواحة للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : اشترط لربّك ولنفسك ما شئت . فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « أشترط لربّى أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا . واشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم » ، قالوا : فإذا فعلنا ذلك فما لنا ؟ قال : « الجنة » ، قالوا : ربح البيع ، لا نقبل ولا نستقبل . فنزلت الآية ، ثم إنها بعد ذلك عامة في كل مجاهد في سبيل اللّه من أمة محمد إلى يوم القيامة .
42 - وفي قوله تعالى :ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ( 113 ) : قيل : نزلت هذه الآية لمّا حضرت أبا طالب الوفاة ، فجاءة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فوجد عنده أبا جهل وعبد اللّه بن أبي أمية بن المغيرة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « يا عمّ ، قل لا إله إلا اللّه كلمة أشهد لك بها عند اللّه » ، فقال أبو جهل وعبد اللّه بن أبي أمية : يا أبا طالب ، أترغب عن ملة عبد المطلب ؟
ولم يزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعرضها عليه ويعيدها حتى ذكر أبو طالب كآخر ما كلمهم :
أنه على ملّة عبد المطلب . وأبى أن يقول لا إله إلا اللّه . فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « أما واللّه لأستغفر لك ما لم أنه عنك » ، فأنزل اللّه الآية في النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، يقول له في أبى طالب : إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ( 56 ) ( القصص ) - وكل ذلك غير صحيح : لأن السورة مدنية وهي آخر ما نزل من القرآن ، في حين أن أبا طالب مات في عنفوان الإسلام والنبي صلى اللّه عليه وسلم بمكة ! !
43 - وفي قوله تعالى :وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ( 114 ) : قيل : عن علىّ بن أبي طالب قال : سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان ، فقلت : أتستغفر لهما وهما مشركان ؟ فقال :
أو لم يستغفر إبراهيم عليه السلام لأبيه ؟ فأتيت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فنزلت :وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ( 114 ) ( التوبة ) ، أخرجه الترمذي
44 - وفي قوله تعالى :وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ( 115 ) : قيل : روى أنه لمّا نزل تحريم الخمر وشدّد فيها ، سألوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عمّن مات وهو يشربها ، فأنزل اللّه تعالى الآية . والمعنى أن اللّه تعالى ما كان ليحكم على قوم بأنهم قد ضلوا ، إلا إذا احتج عليهم بأنه قد أعلمهم وبيّن لهم ما يتقون ، فعندئذ يستحقون أن يقال فيهم أنهم قد ضلّوا .
45 - وفي قوله تعالى :لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ( 117 ) وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( 118 ) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ( 119 ) : قيل : نزلت هذه الآيات في كعب بن مالك ، ومرارة بن ربيعة العامري ، وهلال بن أمية الواقفي ، وهؤلاء تخلّفوا عن غزوة تبوك دون عذر ، ورووا للرسول صلى اللّه عليه وسلم سبب تخلفهم بصدق . وأما الذين تخلفوا وأبدوا أعذارا ، وقبلها منهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وتاب عليهم ، واللّه أعلم إن كانوا صادقين أم كاذبين في أعذارهم ، فكانوا بضعة وثمانين رجلا . ونهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المسلمين أن يكلموا الثلاثة الذين تخلّفوا بلا عذر ، حتى يأتي فيهم أمر اللّه ، واستلبث الوحي خمسين يوما ، واجتنبهم الناس وتغيّروا لهم ، فلما مضت أربعون يوما ، أمر الرسول صلى اللّه عليه وسلم أن يعتزل الثلاثة نساءهم ، ولما كملت الخمسون ، نزلت فيهم الآيات لتوبة اللّه عليهم ، وانخلع كعب بن مالك عن ماله إلا قليلا صدقة إلى اللّه ورسوله ، وعاهد اللّه أن لا يقول إلا الصدق بعد أن نجّاه الصدق ، وكانت توبته ألا يحدّث إلا الصدق ما بقي من عمره .
وقيل : نزلت الآيات في فريق من الذين 
اتبعوا الرسول صلى اللّه عليه وسلم من المهاجرين والأنصار في غزوة تبوك ، فلما عانوا العسرة في الظّهر ، وفي الزاد ، والماء ، كادوا أن يضلوا لولا أن تاب اللّه عليهم التوبة الأولى بأن تدارك قلوبهم حتى لم تزغ وعفا عنهم ، ثم كانت التوبة الثانية أن استنقذهم من شدة العسرة ونكاية العدو ، فكانت توبته عليهم ليتوبوا أن وفّقهم أولا للتوبة ليتوبوا ، ثم كانت التوبة الثانية ، فلم يعجّل عقابهم ليتوبوا ، فتاب عليهم ليثبتوا على التوبة ، ولولا أنهم سبق لهم في علمه أن قضى لهم بالتوبة ما تابوا . وكانت التوبة التي تابها اللّه على نبيّه صلى اللّه عليه وسلم إذنه للمنافقين في القعود .
   * * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 3 نوفمبر 2023 - 13:38 عدل 2 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الجمعة 3 نوفمبر 2023 - 13:24 من طرف عبدالله المسافربالله

 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1022 - ( في أسباب نزول آيات سورة يونس )

1 - في قوله تعالى :أَ كانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ( 2 ) : قيل : الآية نزلت لإزالة العجب من عقولهم والشك في نفوسهم ، وكان عجبهم أن يكون الرسول بشرا منهم ، وأن يكون له حق إنذار الناس وتبشيرهم ، ولما استمعوا له كان القرآن وهو يتلوه كالسحر المبين فوصفوه لذلك بأنه ساحر مبين .
2 - وفي قوله تعالى :وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ( 11 ) : قيل : الذي استعجل العقوبة كان النضر بن الحارث ، قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ! وقيل : نزلت الآية في الرجل يدعو على نفسه أو ماله أو ولده إذا غضب ، فلو استجيب ذلك منه كما يستجاب للخير ، لقضى إليهم أجلهم . والآية نزلت ذامّة الخلق الذميم الذي يحمل الناس أحيانا على الدعاء في الشرّ ، فلو عجّل لهم هلكوا .
3 - وفي قوله تعالى :وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ( 12 ) : قيل : نزلت في أبى حذيفة بن المغيرة ، وكانت تصيبه البأساء والشّدة والجهد ، فكان هذا هو حاله منها . وقيل : وهذه صفة الكثيرين ، والآية تعم الكافر وغيره ، وكما زيّن لهم الدعاء عند البلاء ، والإعراض عند الرخاء ، كذلك زين للمشركين أعمالهم من الكفر والمعاصي .
   * * *

1023 - ( في أسباب نزول آيات سورة هود )

1 - في قوله تعالى :أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ( 5 ) : قيل : نزلت في الأخنس بن شريق ، وكان يجالس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ويحلف أنه ليحبه ، ويضمر خلاف ما يظهر . وقيل : كان الأخنس رجلا حلو الكلام والمنطق ، يلقى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بما يحب ، وينطوى له بقلبه على ما يسوء . ومعنى « يثنون صدورهم » يطوونها على الكفر . قيل كان الأخنس إذا رأى الرسول صلى اللّه عليه وسلم ثنى صدره وظهره ، أو طأطأ رأسه ، وغطى وجهه ، لكيلا يراه فيدعوه إلى الإيمان . وقال المنافقون : إذا أغلقنا أبوابنا ، واستغشينا ثيابنا ، وثنينا صدورنا على عداوة محمد ، فمن يعلم بنا ؟ فنزلت الآية .
2 - وفي قوله تعالى :وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ( 8 ) : قيل : لما نزلت :إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( 4 ) ( هود ) قال ناس : إن الساعة اقتربت ، فتناهى قوم قليلا ، ثم عادوا إلى مكرهم مكر السوء ، فأنزل اللّه الآية .
3 - وفي قوله تعالى :فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ . . .( 12 ) :
قيل : كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم قبل أن تنزل الآية قد همّ أن يدع نقد آلهتهم ، ومعنى الآية : هل أنت تارك ما فيه نقد آلهتهم كما سألوك ؟ وذلك أنهم قالوا له : لو أتيتنا بكتاب ليس فيه نقد آلهتنا لاتّبعناك ، فهمّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يدع نقد آلهتهم ، فنزلت ، وهذا غير صحيح .
4 - وفي قوله :. . . أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ( 12 ) : قيل : قال ذلك عبد اللّه بن أمية بن المغيرة المخزومي .
5 - وفي قوله تعالى :إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ( 12 ) : قيل : لما همّ أن يدع نقد آلهتهم، نزلت الآية تقول: يا محمدإِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ.
6 - وفي قوله تعالى :وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ( 114 ) : قيل : نزلت في رجل من الأنصار هو أبو اليسر بن عمرو ، وقيل اسمه عبّاد ، خلا بامرأة فقبّلها وتلذذ بها فيما دون الفرج . وقيل : جاء إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فقال : إني عالجت امرأة في أقصى المدينة ، وإني أصبت منها دون أن أمسها ، فاقض فىّ ما شئت . فقال عمر : لقد سترك اللّه ، لو سترت على نفسك ! فلم يردّ عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم شيئا ، فانطلق الرجل ، فأتبعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلا فدعاه ، فتلا عليه الآية ، فسأل رجل من القوم : هذا له خاصة ؟ قال : « لا ، بل للناس كافة » .
وقيل : سأله الرجل : إلىّ هذه يا رسول اللّه ؟ فقال : « لك ولمن عمل بها من أمتي . . » وروى أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أعرض عنه ، وأقيمت صلاة العصر ، فلما فرغ منها نزلت الآية ، فقال له : « أشهدت معنا الصلاة » ؟ قال : نعم . قال : « أذهب فإنها كفّارة لما فعلت » . أو قال : « قم فصلّ أربع ركعات » .

   * * *

1024 - ( في أسباب نزول آيات سورة يوسف )

1 - قيل : إن أهل مكة سألوا الرسول صلى اللّه عليه وسلم عن قصة يوسف فنزلت السورة . وقال سعد بن أبي وقاص : إن الرسول صلى اللّه عليه وسلم كان يتلو عليهم القرآن كلما نزل ، فقال له الناس : لو قصصت علينا ؟ فنزل :نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ . . .( 3 ) ( يوسف ) ، وقالوا : لو حدثتنا ؟ فأنزل اللّه تعالىاللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ( 23 ) ( الزمر ) .
وقيل : نزلت سورة يوسف في مكة ردّا على من سأل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، قالوا : أخبرنا عن رجل من الأنبياء كان بالشام ، وأخرج ابنه إلى مصر ، فبكى عليه حتى عمى ؟ ولم يكن بمكة أحد من أهل الكتاب ، ولا يعرف خبر الأنبياء ، وإنما وجّه اليهود من المدينة هذا السؤال لأهل مكة يسألونه عن هذا ، فأنزل اللّه عز وجلّ سورة يوسف جملة واحدة فيها كل ما في التوراة من خبر وزيادة .

2 - وفي قوله تعالى :إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ( 2 ) : قيل : « أنزلناه » المقصود خبر يوسف ؛ ويروى أن اليهود قالوا : سلوه لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر ، وعن خبر يوسف ؟ فأنزل اللّه هذا بمكة موافقا للتوراة .
3 - وفي قوله تعالى :وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ( 106 ) : قيل : نزلت الآية في قوم أقرّوا باللّه خالقهم وخالق الأشياء كلها ، ومع ذلك ظلوا يعبدون الأوثان :وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ( 87 ) ( الزخرف ) . وقيل : الآية في أهل الكتاب الذين يؤمنون باللّه ويكفرون بمحمد صلى اللّه عليه وسلم . وقيل : نزلت الآية في تلبية مشركي العرب : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه ما ملك . وقيل : هم النصارى ، أو أنهم المشبّهة : آمنوا مجملا وأشركوا مفصّلا . وقيل : هم المنافقون يقولون آمنا باللسان وقلوبهم كافرة . وقيل : نزلت هذه الآية في قصة الدخان ، وذلك أن أهل مكة لمّا غشيهم الدخان في سنىّ القحط قالوا :رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ( 12 ) ( الدخان ) فذلك إيمانهم ، وأما شركهم فهو عودتهم إلى الكفر بعد كشف العذاب ، وبيان ذلك قوله :إِنَّكُمْ عائِدُونَ( 15 ) ( الدخان ) ، والعود يكون بعد ابتداء ، فيكون معنى :إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ( 106 ) ( يوسف ) ، أي وهم عائدون إلى الشرك .
   * * *    

1025 - ( في أسباب نزول آيات سورة الرعد )

1 - في قوله تعالى :المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ( 1 ) : قيل : نزلت حين قال المشركون للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : إنك تأتى بالقرآن من تلقاء نفسك .
2 - وفي قوله تعالى :وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ( 6 ) : قيل : كانوا يستعجلونه العذاب الذي يتوعّدهم به ، وطلبوا العقوبة قبل العافية . ومن التاريخ فإنهم يعرفون أن أمما كثيرة نزلت بها العقوبات ، فهي مسألة جدّ إذن وليست هزلا . وقيل إن أرجى آية في القرآن هي قوله تعالى :وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ، يعنى يغفر لهم إذا آمنوا وتابوا ، فإذا أصرّوا على الكفر فهو ذو عقاب .
3 - وفي قوله تعالى :وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ( 13 ) : قيل : نزلت الآية في يهودي قال للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : أخبرني من أي شئ ربّك ؟ أمن لؤلؤ ، أو من ياقوت ؟ فجاءت صاعقة فأحرقته . وقيل : نزلت في بعض كفّار العرب . وكان رجل من طواغيتهم قد بعث إليه النبي صلّى اللّه عليه وسلّم نفرا من أصحابه يدعونه إلى اللّه ورسوله والإسلام ، فقال لهم : أخبروني عن ربّ محمد ، ما هو ؟ وممّ هو مصنوع ؟ أفمن فضة ، أم من حديد ، أم من نحاس ؟
فاستعظم القوم مقالته ، فقال : أجيب محمدا إلى ربّ لا يعرفه ؟ ! فبعث النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إليه مرارا ، وهو يقول مثل هذا ، فبينما النفر ينازعونه ويدعونه ، إذ ارتفعت سحابة فكانت فوق رؤوسهم ، فرعدت وأبرقت ورمت بصاعقة ، فأحرقت الكافر وهم جلوس ، فرجعوا إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فاستقبلهم بعض أصحابه ، فقالوا : احترق صاحبكم . فقالوا : من أين علمتم ؟ قالوا : أوحى اللّه إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن اللّه تعالى شديد المحال أي شديد الانتقام .
وقيل : نزلت الآية في أربد بن ربيعة ، أخي لبيد بن ربيعة ، وفي عامر بن الطفيل ، فقد أقبل عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة العامريان يريدان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وهو في المسجد جالس في نفر من أصحابه ، فدخلا المسجد ، فاستشرف الناس لجمال عامر وكان أعور ومن أجمل الناس ، فقال واحد من أصحاب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : هذا يا رسول اللّه عامر بن الطفيل ، قد أقبل نحوك . فقال : « دعه ، فإن يرد اللّه به خيرا يهده » . فأقبل عامر حتى قام عليه ، فقال : يا محمد ، ما لي إن أسلمت ؟ قال : « لك ما للمسلمين ، وعليك ما على المسلمين » . قال أتجعل لي الأمر من بعدك ؟ قال : « ليس ذاك إلىّ ، إنما ذلك إلى اللّه يجعله حيث يشاء » ، قال : أفتجعلنى على الوبر وأنت على المدر ؟ ( والوبر البادية ، والمدر الحضر ) قال :

« لا » . قال : فما تجعل لي ؟ قال : « أجعل لك أعنّة الخيل تغزو عليها في سبيل اللّه ؟ » قال :
أوليس لي أعنة الخيل اليوم ؟ قم معي أكلمك . فقام معه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - وكان عامر أومأ إلى أربد : إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف . فجعل يخاصم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ويراجعه ، فاخترط أربد من سيفه شبرا ، ثم حبسه اللّه فلم يقدر على سلّه ، ويبست يده على سيفه ، وأرسل اللّه عليه الصاعقة فأحرقته ، وولى عامر هاربا ، وقال : يا محمد ، دعوت ربّك على أربد حتى قتلته ! واللّه لأملأنها عليك خيلا جردا ، وفتيانا مردا ! فقال صلى اللّه عليه وسلم : « يمنعك اللّه من ذلك وأبناء قيلة » - يقصد الأوس والخزرج .
4 - وفي قوله تعالى :أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ( 19 ) : قيل : نزلت الآية في حمزة بن عبد المطلب ، وأبى جهل ويضرب بهذا الأخير المثل في العمى .
5 - وفي قوله تعالى :وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ( 27 ) : قيل : قال ذلك أهل مكة ، سألوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : هلّا أنزلت عليك معجزة من ربّك مثل معجزة موسى في فلق البحر ، ومعجزة عيسى في إحياء الموتى ؟
6 - وفي قوله تعالى :وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ( 30 ) : قيل : نزلت هذه الآية في صلح الحديبية حين أرادوا أن يكتبوا الصلح ، فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لعلىّ : « أكتب : بسم اللّه الرحمن الرحيم » ، فقال سهيل بن عمرو والمشركون :
ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة - يعنون مسيلمة الكذّاب . قالوا : اكتب « باسمك اللهم » فهكذا كان أهل الجاهلية يبدءون كتاباتهم ، فنزلت الآية . وقيل : نزلت الآية في كفّار قريش حين قال لهم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « اسجدوا للرحمن » ، قالوا : ما الرحمن ؟ فنزلت الآية . وقيل : سمع أبو جهل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدعو في الحجر ويقول : « يا اللّه يا رحمن » ، فقال : كان محمد ينهانا عن عبادة الآلهة وهو يدعو إلهين - اللّه والرحمن ! فنزلت هذه الآية :قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى( 110 ) ( الإسراء ) .
7 - وفي قوله تعالى :وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَ فَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ( 31 ) : قيل : الآية متصلة بما قبلها :وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ( 27 ) ،
وذلك أن نفرا من مشركي مكة فيهم أبو جهل ، وعبد اللّه بن أمية المخزومي ، جلسوا خلف الكعبة ثم أرسلوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأتاهم ، فقال له عبد اللّه : إن سرّك أن نتبعك ، فسيّر لنا جبال مكة بالقرآن ، فأذهبها عنا حتى تنفسّح ، واجعل لنا فيها عيونا وأنهارا ، فلست كما زعمت ، بأهون على ربك من داود حين سخّر له الجبال تسير معه . وسخّر لنا الريح نركبها إلى الشام نقضي ميرتنا وحاجاتنا ثم نرجع من يومنا ، فقد كان سليمان سخّرت له الريح كما زعمت ، فلست أهون على ربّك من سليمان بن داود . وأحيى لنا قصيّا جدّك ، أو من شئت من موتانا لنسأله : أحقّ ما تقول أنت أم باطل ؟ فإن عيسى كان يحيى الموتى ، ولست أهون على اللّه منه . فأنزل اللّه تعالى الآية .

8 - وفي قوله تعالى :وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ( 36 ) : قيل : نزلت في أمثال عبد اللّه بن سلام ، وكان من أهل الكتاب ، وكان يفرح بنزول القرآن . وقيل كان من أهل الكتاب من يفرح بنزول القرآن لأنه يصدّق كتبهم . والأحزاب هم المتحزبون على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وكان فيهم من ينكر بعض ما في القرآن .
9 - وفي قوله تعالى :وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ( 38 ) : قيل : طالبوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يأتيهم بآية فنزلت :وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ . . .، أي لم يكن له أن يأتي قومه بعمل خارق إلا إذا أذن له اللّه تعالى .
10 - وفي قوله تعالى :وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ( 38 ) : قيل : عاب اليهود على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كثرة زواجه ، وقالوا : إن همّته في النساء والنكاح ، ولو كان نبيا لشغله أمر النبوة عن النساء ، فأنزل اللّه هذه الآية .
11 - وفي قوله تعالى :وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ( 43 ) : قيل : نزلت في عبد اللّه بن سلام ، وكان قد شهد على اليهود أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مذكور في التوراة ، وأنه نبىّ من عند اللّه . وقال عبد اللّه بن سلام : نزلت في آيات من كتاب اللّه . نزلت في :قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ( 10 ) ( الأحقاف ) ، ونزلت في :قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ( 43 ) ( الرعد ) .
   * * *    

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1015 إلى 1017 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1026 إلى 1034 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1035 إلى 1044 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى