اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب

اذهب الى الأسفل

19102018

مُساهمة 

مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب Empty مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب




مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم من كلام الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب

شرح أ. محمود محمود الغراب 1405 هـ على كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي رضي الله عنه

مقدمة الكتاب على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الإهداء
إلى الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربى قدس الله سره العزيز،
الرجل الذي ملأ الدنيا وشغلها منذ أكثر من ثمانية قرون، وما احتلت الناس في أحد به النبوات مثل ما اختلفوا فيه، وكان هو في نفسه مرآة محمدية في غاية الصفاء والإستقامة ، فما رأى أحد فيه إلا نفسه , وما تكلم فیه تی متكلم إلا بما هو عليه المتكلم.
محمود محمود الغراب
دمشق
غرة جمادى الثاني  1405هـ
الموافق العشرين من شباط 1985 م

العلم بالله دینی إذ أدین به    ….. والجهل بالعین ایمانی وتوحيدي
                               محيي الدين ابن العربي
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله مؤتي الحكم ، سابغ النعم ، دافع النقم ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المؤتی جوامع الكلم ، والهادي إلى الطريق الأمم ، وعلى آله وأصحابه وسلم ، أما بعد، فانه بعد صدور السلسلة الأولى من كتبنا التسعة عن الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي رضي الله عنه ، وهي :
الفقه عند الشيخ الأكبر .
الإنسان الكامل .
القطب الغوث الفرد .
شرح كلمات الصوفية .
الرد على ابن تيمية .
ترجمة حياة الشيخ الأكبر.
الحب والمحبة الإلهية .
الخيال عالم البرزخ والمثال .
الرؤيا والمبشرات .
والتي تعتبر مدخلا لقراءة كتب الشيخ، وتوجد بعض ما جاء من مفاهيم وعلومه ، في أبواب يسهل على القارىء استيعابها .
فإني أتقدم واسأل الله العون والتوفيق لشرح كتاب فصوص الحكم ، الذي أثار كثيرا من اعتراض بعض الأئمة وأهل العلم على الشيخ الأكبر قدس الله سره العزيز ، مثبتا في هذا الشرح ما صح نسبته إلى الشيخ ، ومحققا ما جاء في هذا الكتاب مما يخالف آراء الشيخ في كتبه الأخرى .
فأقول : الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
هو أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد العربي ، ولد عام 560 هـ بمدينة مرسية بشرق الأندلس ، خرج حاجا من الأندلس عام 489  هـ ثم استقر به المقام في دمشق بعد رحلة مذكورة في ترجمة حياته ، غرق أهل العلم في شرح و تفسير إشاراته ، فغابوا عن علو مقام الشيخ الفقهي وانه امام صاحب مذهب مستقل من مذاهب أهل السنة
والجماعة ، واختلف فيه أهل الظاهر بين قادح ومادح ، واعتبره فلاسفة الغرب والشرق من أكبر فلاسفة الإسلام، ولقبه الأولياء واهل العرفان بسلطان العارفين وشيخ المحققين، له من المؤلفات ما ينيف عن ستمائة مؤقف بين رسالة وكتاب ، فقد جلها ، ولم يبق بخط يده إلا اليسير منها أهمها الفتوحات المكية ، توفي عام 638 هـ بمدينة دمشق .

فصوص الحكم
سمي هذا الكتاب موضوع البحث بـ " فصوص الحكم " إشارة إلى أن الحكم الواردة فيه كاملة النشأة ، محكمة لا يفضل منها شيء فلا زيادة فيها ولا نقصان ، فيقدح ذلك في كونها حكمة.
فإن الفص من الخاتم لا يفضل عنه شيء ، بل يكون على قدر محله وشكله ، فإن محله من الخاتم يكون مثله لاغير.
فهو مثال لوضع الحكمة في محلها الذي تثبت فيه فلا تضيع ، إشارة إلى إتيان الدعية أهلية ، فلا تظلم ولا يظلمون .
لم يرد ذكر أسم هذا الكتاب في أي من كتب الشيخ رضي الله عنه ، إلا أنه جاء ذكره في إجازة الشيخ للملك أبي بكر بن أيوب ، ضمن ما أجازه من قراءة كتبه المذكورة في الإجازة ، وذاك في مدينة 632 هـ ، وفي ديوانه وإذا اعتبرنا ذلك دليلا على نسبة هذا الكتاب إلى الشيخ ، فيكون بذلك من أواخر الكتب التي ألفها ، حيث ذكر أنه الغه عام 627 هـ .
ولذلك نجد أنه قد أتى علی ذكر كتب التنزلات الموصلية والفتوحات المكية والتجليات في هذا الكتاب .
واشار : الرجوع إليها ، ولكن ما يجب أن يعلمه القارئ هو أن هذا الكتاب وإن كان من أواخر ما ألف الشيخ، إلا أنه ليس بآخرها كتابة .
فإنه ثابت أنه استمر في كتابة الفتوحات المكية حتى عام 935 هـ ، أي بعد ضمان سنوات من كتابة فصوص الحكم ، كما أن للشيخ على نسخة الفتوحات المكية المكتوبة بخط يده واحدة وخمسين سماعا من عام 633 هـ إلى عام 637 هـ ، وأقدم نسخة الفصوص هي المنسوبة إلى صدر الدين القونوي .
يوجد من الكتب المخطوطة بيد الشيخ رضي الله عنه في تركيا وبغداد ثمان وعشرون كتابا هي : الفتوحات المكية ، كتاب الأحدية ، كتاب الأزل ، كتاب ايام الشأن ، دیوان الشيخ الأكبر ، كتاب الجلالة ، كتاب حلية الأبدال ، كتاب مقام القربة ، كتاب التدبيرات الإلهية ، كتاب التراجم ، كتاب التجليات ، كتاب التنزلات الموصلية ، كتاب الياء ، كتاب جواب سؤال ابن سودكين ، كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل ، كتاب العظمة كتاب الحقائق الإلهية ، كتاب بحر الشكر ، كتاب الرد على اليهود ، كتاب الجواب المستقيم عما سأل عنه الترمذي الحكيم ، كتاب انخراق الجلود ، كتاب المحجة البيضاء في الأحكام الشرعية ، كتاب منازل المنازل الفهوانية ، رسالة القرار في نزول الأخبار ، كتاب نثر البياض في روضة الرياض ، كتاب شواهد الحق في القلب ، كتاب الوسائل في الأجوبة عن عيون المسائل ، تفسير جزئين من سورة البقرة من تفسيره إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن ، طبع من هذه الكتب الخمسة عشر كتابا الأولى ، ولا يوجد في هذه الكتب كلها أي تعارض مع ما هو موجود في كتابه الفتوحات المكية .
الذي يعتبر بحق أما لجميع كتب الشيخ ، نعم يوجد في الفتوحات المكية تعارض في بعض المسائل ، ولكن نجد ذلك عند شرح مدلول لفظة من الفاظ الأضداد تحتاج إلى تخريج المعنى مع ما يناسب كلا من الضدين .
او نجد رأيين متعارضين عندما يقرر الشيخ راي علماء الكلام أو النظر او الفلك.
أو الطبيعة مع اختلاف آرائهم في نفس الموضوع ، ولكن لا يوجد أي تعارض عندما يتكلم الشيخ عن الحقائق ، فإن الحقائق لا تتبدل ، ولا يصح تعارض فيما يأتي به الكشف إن كان الكشف محققا ولم يدخله التأويل ولا النظر .
ولما كان هذا الكتاب « فصوص الحكم » مبنية على الحقائق وعلوم الإلهيات ، فإنه لا يتصور فيه تناقض مع ما ثبت عن الشيخ في كتبه الأخرى.
ولكن عند تحقيق ما ورد في هذا الكتاب ، نجد أن فيه كثيرا من المخالفات والعبارات التي تناقض تماما مذهب الشيخ وأسلوبه .
ولا يوجد وجه جامع يجمع بين هذه المتناقضات ، لذلك نجد أنه من الصعب التسليم بصحة نسبة كل ما جاء في هذا الكتاب الذي بين أيدينا إلى الشيخ.
و خصوصا عندما نرى تدنية في أسلوب الكتابة والتعبير المعهودين عن الشيخ ، وكذا ضعف الاستدلال بالشواهد في هذا الكتاب مع قوة الشواهد في نفس المسائل ووضوحها في الفتوحات المكية والكتب الأخرى المكتوبة قبل هذا الكتاب .
كما إننا لا نجد أي ذكر او إشارة إلى هذا التعارض في كتاب نقش الفصوص الذي كتبه إسماعيل بن سودكين التلميذ المقرب إلى الشيخ رضي الله عنه .
لذلك فإنني أنحو في شرحي لهذا الكتاب طريق التحقيق العلمي المستند إلى المراجع التي صحت نسبتها إلى الشيخ الأكبر رضي الله عنه.
فأوضح ما أبهم في هذا الكتاب بنص كلام الشيخ كما إنني اثبت ما جاء مخالفة لما في هذا الكتاب مما لا يصح نسبته إلى الشيخ دون أن أتكلف تأويله كما سبق ممن تعرض لشرح هذا الكتاب.
وسيرى القارئ مدى تجني منتقدي الشيخ على هذه المسائل دون أن يحققوا نسبتها إليه ، في أمور لا تصح نسبتها إلى الشيخ ، وفي أمور قصروا عن إدراك معانيها ويوضحها الشيخ في كتب أخرى .
وعند تحقیق ودراسة هذا الكتاب نجد أن جميع العلوم الأساسية فيه لم يتناولها أي تحريف أو تصرف، ولذلك يعتبر من هذه الناحية مختصرة مكثفا لبعض علوم الشيخ الرئيسة .
ونجد أن هذا الكتاب من جهة حقائقه العلمية يقوم على الفردية ، كما أن الوجود الحادث مبني على الفردية .
فالثلاث علوم الرئيسة فيه :
أولها وحدة الوجود من حيث أنه سبحانه هو الظاهر في المظاهر ، وأقرب مثال له هو الظهور في المرايا .
معبرة عن فهم الشيخ في قوله تعالى « كل شيء هالك إلا وجهه » وقوله : كان الله ولا شيء معه .
والثاني كون العلم تابعا للمعلوم وهو إشارة إلى قوله تعالى « فلله الحجة البالغة »
والثالث شمول الرحمة وعدم سرمدة العذابوذلك بالنظر إلى قوله تعالی « الرحمن على العرش استوى » .
وقوله تعالى « ورحمتي وسعت كل شيء » وسيجد القاريء جدولا مفصلا يبين تكرار هذه العلوم في أكثر فصوص هذا الكتاب .
وما عدا ذلك من العلوم فهو من العلوم الفرعية ، كما نجد أن الشيخ يضمن الفصوص الأخيرة من هذا الكتاب رأيه في العقائد وعلوم التوحيد، وما يتعلق بها من التنزيه المطلق والتشبيه: لطلق، ويوضح مذهبه في الجمع بين التنزيه والتشبيه القائم على النصوص الشرعية والجمالية في قوله تعالى " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ".
ثم يشرح تجلي الحق في صور المعتقدات مستندا إلى قوله صلى الله عليه وسلم  في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه من تحول الحق في الصور يوم القيامة .
ويلاحظ في هذا الكتاب أن الشيخ يتكلم فيه عن الحقائق والعلوم الذوقية دون لغز او رمز مما لا يصعب فهمه او يعسر حله إلا في فص واحد هو فص الحكمة النوحية
ولهذا أحال الشيخ رضي الله عنه القارىء على التنزلات الموصلية ، فإنها مبنية على اللغز والرمز والأسرار المختصة بأهلها ، فمن فهمها هناك فهمها في ذلك الفص ، وقد اشرت بعلامة (0) إلى كل موضوع وقع فيه خلاف بين ما هو مذكور في فصوص الحكم وبين ما هو ثابت عن الشيخ في كتبه الأخرى .
ليتضح للقارىء مدى إصابة أو خطأ كل من تعرض لشرح هذا الكتاب ، ولذلك فإني أثبت في شرحي المراجع والمصادر في أماكنها ليرجع إليها من طلب تحقیق المسألة
وأما عن نسبة كل حكمة إلى نبي من الأنبياء ، فإني أقدم لها بما فتح الله تعالی على ، موضحا المناسبة والوجه الجامع بين الحكمة وبين النبي المسند إليه هذه الحكمة ما المسه من الشيخ في مراعانه علم المناسبة وإن دقت او بعدت ، فأرجو الله تعالی التوفيق لإصابة المقصود من الشيخ رضي الله عنه .

شرح فصوص الحكم لهذا الكتاب
عدة شروح تربو على المائة منها ستة شروح مطبوعة ، اناقش مسألتين فقط جاءنا في فصوص الحكم في ثلاث من أهم هذه الشروح وهي شرح الملا عبد الرحمن الجامي المتوفي عام 898 هـ ، وشرح خليفة الصوفية بالي أفندي المتوفي عام 960 هـ، وشرح الشيخ العارف بالله عبد الغني النابلسي المتوفى عام 1143 هـ ، ومن مناقشة هاتين المسألتين مع النصوص
الثابتة عن الشيخ الأكبر رضي الله عنه يتضح للقارىء مدى إصابة كل من تصدى لشرح الفصوص قصد الشيخ ام خطؤه ، وهاتان المسألتان نموذج أقدمه وما عداهما فهو متروك للقارىء يقف عليه بنفسه عند قراءة هذا الشرح.
أما نقد وتعليق المرحوم الدكتور أبو العلا عفيفي ، فإني لا أتعرض له حيث انه تناول بالنظر الفكري عن طريق الفلسفة نقد ما كتب عن طريق الكشف والذوق، فخالف شرط المؤلف الثابت في نفس الكتاب حيث يقول الشيخ الأكبر في الفص رقم (۱)
"هذا الفن من الادراك لا يكون إلا عن كشف إلهي منه" وينص بصريح عبارته « أن الأمر موقوف علمه على المشاهدة بعيدة عن نتائج الأفكار » .
فكيف تناقش بالدليل والبرهان ما جاء بالذوق والوجدان ؟!
وقد أوضحت في كتابي شرح كلمات الصوفية ص 375
كیف شرح المرحوم الدكتور أبو العلا عفيفي في كتابه « التصوف الثورة الروحية في الإسلام»
قول الشيخ الأكبر :
وحق الهوى إن الهوى سبب الهوی  …. ولولا الهوى في القلب ما عبد الهوى
فأفسد المعنى المقصود للشيخ بشعره ، وجانب جملة وتفصيلا ما نص عليه صاحب هذا البيت .
ولننظر إلى ما ذهب إليه هؤلاء الشراح الثلاثة في هاتين المسالتين .

مسالة استفادة خاتم الأنبياء العلم من خاتم الأولياء
اولا مسالة خاتم الأولياء :
وهي قوله في الحكمة الشيثية: « فالمرسلون من كونهم أولياء لا يرون ما ذكرناه إلا من مشكاة خاتم الأولياء ، فكيف من دونهم من الأولياء ، وإن كان خاتم الأولية تابعة للحكم ما جاء به خاتم الرسل من التشريع ، فذلك لا يقدح في مقامه ، ولا يناقض ما ذهبنا إليه ، فإنه من وجه يكون أنزل ، كما أنه من وجه يكون أعلا » .
الملا جامي :
يقول الشيخ الملا عبد الرحمن جامي ما يلي :
خاتم الاولياء مظهر احذية جمعه صلى الله عليه وسلم و لحقائق ولايته الباطنة ، فالاستمداد من مشكاة خاتم الأولياء بالحقيقة هو استمداد من مشكاة خاتم الأنبياء ، فإن مشكاته بعض من مشكاته ، فلا استمداد في الحقيقة إلا من مشكاة خاتم الأنبياء ، وإنما أضيف الاستمداد إلى خاتم الأولياء باعتبار حقيقته التي هي بعض من حقيقة خاتم الأنبياء ، ومعنى استمداد خاتم الأنبياء منه بحسب ولايته استعداده بحسب النشاة العنصرية من حقيقة هي بعض من حقيقته .
وذلك الولي الخاتم مظهره، فهلا بالحقيقة استمداد من نفسه لا من غيره . والله أعلم بالحقائق.

بالي أفندي :
لاينبغي أن يتوهم افضلية خاتم الأولياء على خاتم الرسل وغيره في ذلك الوجه الخاص وهو كونه متبوعا لخاتم الرسل في رتبة علم التجلي الذاتي .
لأن قوله « من وجه يكون اعلى » لا يدل إلا على تقدمه في ذلك العلم ولا يلزم منه الأفضلية في تلك المرتبة ۰۰۰
فكان المراد من قوله « من وجه يكون أعلى » بیان لزيادة مرتبة خاتم الأولياء من الوجه المذكور ، ولا يلزم منه الأفضلية من هذا الوجه عند الله .

الشيخ عبد الغني النابلسي :
« فالمرسلون من كونهم أولياء لا يرون ما ذكرناه إلا من مشكاة خاتم الأولياء " من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام كما مر ، فإن ختم الولاية في زمان المرسلين الماضين عليهم
السلام لم يكن إلا في ولاية النبوة، كولاية الخضر عليه السلام وولاية الرسالة فقط، وأما ولاية الإيمان فحقها في هذه الأمة في كل زمان إلى يوم القيامة ، ومعلوم أن المرسلين ليسوا في هذه الأمة « فكيف من دونهم من الأولياء » ولاية نبوة أو ولاية إيمان .
فإنهم لا يرون ذلك المسلم إلا من مشكاة خاتم الولاية بالطريق الأولى ، فأصحاب الولاية النبوية لا يرونه إلا من خاتم الولاية النبوية ، و أصحاب الولاية الإيمانية يرونه من خاتم الولاية الإيمانية « وإن كان خاتم الأولياء » سواء كان ولاية نبوة او ولاية رسالة أو ولاية إيمان « تابعا في الحكم » العملي « لما جاء به » من عند الله تعالی « خاتم الرسل » في كل زمان من الأزمنة الماضية بالنسبة إلى الأنبياء والمرسلين.
والمستقبلة بالنسبة إلى أولياء الإيمان « من التشريع » أي البيان الإلهي ۰۰۰ والحاصل إن الرسالة والنبوة اللتين انقطعتا الآن ، لهما ولايتان ، ولكل ولاية منهما خاتم في كل زمان من تلك الأزمنة الماضية .
وكذلك ولاية الإيمان الباقية إلى يوم القيامة ، لها خاتم في كل زمان ، وهذا العلم مخصوص بخاتم الولاية من المرسلين أو الأنبياء أو المؤمنين ، ولا يراه أحد من المرسلين أو الأنبياء في زمن وجودهم إلا من مشكاة خاتم ولايتهم .
فكذلك لا يراه أحد من أولياء المؤمنين إلى يوم القيامة إلا من مشكاة خاتم ولايتهم  « فذلك » اي كون خاتم الأولياء من المرسلين او الأنبياء أو المؤمنين تابعا لخاتم الرسل في التشريع «لا يقدح في مقامه » الذي هو ختم الولاية.
فإنه مقام عال بالنسبة إلى من لم يكن خاتما من نوعه ، ذلك لحصوله على ذلك العلم بطريق الأصالة وغيره بالتبعية له.
« ولا يناقض ما ذهبنا إليه » من كون من لم يكن خانما لا يرى ذلك إلا من مشكاة الخاتم بطريق التبعية له في نوقه ذلك «فإنه» اي خاتم الأولياء المذكور «من وجه يكون أنزل» أي أدنى منزلة من تابعه « كما انه » اي خاتم الولاية « من وجه » آخر « يكون أعلى» من غيره .
نجد في هذه الشروح الثلاثة تكلف الشارح في تخريج معنى صريح اللفظ ، فيذهب منلا جامي إلى أنه استمداد لرسول الله صلى الله عليه من نفسه ، وهو تأويل يصعب على القارىء قبوله .
ونجد أن بالي افندی انبت الاختصاص الإلهي للشيخ بهذا العلم وأن هذا لا يعني أفضليته على خاتم الرسل .
فكان أقرب الثلاثة وضوحا مع ظاهر اللفظ ، أما الشيخ عبد الغني فقد تعني في التكلف في شرح المسالة واخرجها كلية عن المعنى الظاهر ، وجانب بهذا التكلف مفهوم ختم الولاية كما جاء في كتب الشيخ بأسلوب واضح سهل لا غموض فيه ولا يحتاج إلى تأويل .
فتكلف الشراح الثلاثة شرح ما لم يصح نسبته إلى الشيخ من ثابت كلامه ، كما سيراه القارئ في محله في فص الحكمة

مسألة إدريس والياس علیهما السلام وأنهما واحد
يقول كل من الملا جامي
كان الحكم بالاتحاد بينهما بناء على مشاهدته الأنبياء عليهم السلام في مشاهداته ۰۰۰
او مستفاد من روحانيته ، فإن هذا الكتاب بلا زيادة ولا نقصان مأخوذ منه صلى الله عليه وسلم ، كما صرح به في صدر الكتاب .
فما وقع به في بعض كتبه رضي الله عنه أن الموجود من الأنبياء بابدانهم العنصرية اربعة :
إثنان في السماء إدريس وعيسى عليهما السلام.
واثنان في الأرض الخضر وإلياس ، على ما اشتهر من اثنينيتهما ، وما وقع في هذا الكتاب بناء على ما استقر كشفه علیه آخرا ، فإن هذا الكتاب خاتم مصنفاتهم ، أو نقول الحكم بالإثنينية باعتبار البدنين السماوي والأرضي ، والحكم بالاتحاد باعتبار الروحانية .
بالي أفندي :
وكون إلياس هو إدريس عليه السلام معلوم له من الكشف الإلهي وما ذكر في كتب التفاسير من قصة إدريس وإلياس ، وإن دل على تغاير الأحوال ، لكن لا يقل قطعا على تغايرهما في المسمى.
الشيخ عبد الغني النابلسي
نقل الشيخ عبد الغني رضي الله عنه تعارض الأقوال واختلاف المفسرين في هذه المسألة فمن قائل إن إلياس غير إدريس ومن قائل إن إلياس هو إدريس وأورد عن الشيخ العز بن عبد السلام قوله عن إلياس عليه السلام " وقيل إنه إدريس» ونقل من صحيح البخاري في كتاب الأنبياء عليهم السلام قول البخاري « ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم أن إلياس هو إدريس ».
ثم رجع الشيخ عبد الغني القول بان إدريس عليه السلام هو إلياس بقوله « وابن عباس رضي الله عنهما ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم  وهو ترجمان القرآن ، وقد دعا له ابن عمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل أي تأويل القرآن ، فهو أدرى بالقرآن من غيره ، فقوله بإن إلياس هو إدريس عليه السلام أصح الأقوال ، خصوصا وقد وافقه ابن مسعود خادم رسول الله وغيره أيضا .
وجاء الكشف الصحيح المؤيد بالكتاب والسنة بذلك من حضرة المصنف قدس الله سره » اهـ
نجد أن الشراح الثلاثة قد نحوا إلى أن إلياس هو إدريس عليهما السلام .
واثبتوا ذلك ونسبوه إلى الشيخ كشفا ، غير أن الملا الجامي ، قد أثبت أن للشيخ رأيه مخالفا في كتبه.
ولكن ما جاء به في الفصوص هو ما استقر علیه كشفه .
كما نجد أن كلا من بالي افندي والشيخ عبد الغني لم يذكره راي الشيخ المخالف ولا أتيا عليه ، وما نحب أن نذكره هنا في هذه المسألة أن الراي المخالف لما في الفصوص من كون إلياس هو إدريس  عليهما السلام .
مذكور في الفتوحات المكية التي يقول عنها الشيخ ما هذا نصه (( هذا الكتاب مبني على الشرع وعلى ما يعطيه الكشف والشهود ، فإن العقول تقصر عن إدراك الأمر على ما يشهد به الشرع في حقه » ا هـ .
إلى غير ذلك مما تجده في كتابنا ترجمة حياة الشيخ ، فإذا اعتبرنا الشيخ قد اخطأ في كشفه الأول في الفتوحات المكية .
فلا يبعد أن يخطىء في كشفه الثاني في الفصوص ، وهذا هدم لكل ما جاء به الشيخ في مؤلفاته من علوم.
مع ثبوت الحقول المعارض بخط يد الشيخ في الفتوحات ، والقول الذي تكلف الشراح إثباته من النصوص منسوب إلى الشيخ غير محقق ، ويؤخذ على الشيخ عبد الغني في هذه المسالة ، ذهابه إلى ترجيح القول في الفصوص اعتمادا على ما جاء في صحيح البخاري غير مسند ولا مرفوع بكلمة « يذكر » وما جاء عن العز بن عبد السلام « قیل » ومعلوم لدى أهل العلم ضعف يذكر وقيل ، أما الترجيح بنسبة القول إلى ابن عباس وابن مسعود على ما جاء به الشيخ عبد الغني ، فكم من قول ثابت صحیح عنهما لم يأخذ به الفقهاء في ظاهر الشريعة .
ناهيك عن قول غير ثابت عنهما ، فإن قلت :
ما حمل هؤلاء السادة الأفاضل على
التكلف في شرح فصوص الحكم ؟
قلنا هو ما توهموه من صحة نسبة كل ما جاء في الفصوص إلى الشيخ ، والتسليم المطلق بذلك .
فإنه لم يكن يتوفر في ذلك الزمان التحقيق العلمي الذي يثبت كثرة النسخ التي تناولها التحريف والتصحيف .
أما مذهبنا في هذا الشرح فهو الاعتماد على ما يثبت بخط يد الشيخ رضي الله عنه في كتبه .
ورد كل ما سواه ، وإثبات ما صحت نسبته إلى الشيخ ولا شك أن كل من تعرض لشرح الفصوص أو نقدها قد اعتمد على صحة نسبة نسخة الصدر القونوي إلى الشيخ وهذا ما ننتقل لبحثه .
الصدر القونوي
هو محمد بن إسحاق بن محمد القونوي المتوفى عام 672 هـ لم يأت ذكر اسم الصدر القونوي المتوفى عام 672 هـ في أي من مؤلفات الشيخ رضي الله عنه على كثرتها ووفرتها.
كما أتي على ذكر خواص تلاميذه وأصحابه مثل بدر الحبشي المتوفى عام 625 ك وإسماعيل بن سودكين المتوفي عام 646 هـ ، ويلاحظ أن الفتوحات الملكية التي بخط يد الشيخ رضي الله عنه ، عليها سبع وخمسون سماعة عام 623 هـ في دمشق مسجلة داخل الفتوحات في الأجزاء والأبواب المختلفة ، حضر ولداه محمد سعد الدين ومحمد عماد الدين خمسة وعشرين سماعا عام 633 هـ ، وحضر ولده محمد سعد الدين سماعا واحدا عام 636 هـ ، وحضر تلميذه إسماعيل بن سودكين اثنا عشر سماعة عام 623 ك .
ولم يحضر الصدر القونوي إلا سماعا واحدا كتبه بخط يده لم يحدد فيه تاريخ السماع ولا الفقرة التي اسمعت.
وقد استمر الشيخ رضي الله عنه في إسماع فقرات من الفتوحات منذ عام 633 هـ حتى عام 637 هـ أي قبل وفاته بعام واحد .
وبعد ذلك سجل على الفتوحات بعد وفاة الشيخ اربعة عشر سماعا في حلب عامي 639 هـ و 640 هـ ، 
كان المسمع فيها إما إسماعيل بن سودكين أو صدر الدین القونوي ، ولم يدون الصدر أي مخالفة منها على نسخته من الفصوص ،ولا على هامش الفتوحات.
أما نسخة الفصوص المنسوبة الى الصدر القونوي فعليها سماع واحد مجهول المكان والفترة ، بل كتب على الغلاف ، كما لا يوجد سامعون ، فكان المسمع الشيخ رضي الله عنه و القارىء صدر الدين القونوي ، وذلك عام 630 هـ ، ومعلوم أن الشيخ كان في ذلك الوقت بدمشق .
وعدم وجود سامعين أثناء تلاوة مثل هذا الكتاب أمر يدعو إلى التوقف والتأمل مع كثرة السامعين المذكورين في الفتوحات من نساء ورجال .
كما أنه لا يعتمد السماع بوجوده على الغلاف دون تحديد الفقرة او الباب التي تلي في السماع ، فإذا أضفنا الى ان النسخة ليست بخط يد المؤلف مع اهميتها وأن ما كتبه بخط يده يعارض ما جاء فيها.
كان الأخذ بما جاء بخطة مقدما و أوثق مما جاء في الفصوص نقلا وعقلا وتحقيقا .

مخطوطات مكتبة الصدر القونوي
نسخة الفصوص الموجودة في متحف الأوقاف باستنبول نسخة خطية تحمل رقم 1933 ت وعليها سماع على الغلاف بتاریخ 630 هـ .
ولا يمكن استبعاد تزویر الكتب ونسبتها إلى المؤلفين في الزمان الغابر .
اما اذا صحت نسبة النسخة الى الصدر القونوي ، فلابد أن يكون قد كتبها من ذاكرته وليس إملاء من الشيخ أو نقلا عن نسخة الشيخ الخطية .
فإننا نجد ما أملاه الشيخ ابن العربي على تلميذه إسماعيل بن سودكين في كتابه المسمى « النجاة من حجب الاشتباه » في شرح كتابي الإسراء والمشاهد ، نجد اسلوب الشيخ واضحة متماسكا كما هو المعهود به ، ولا نجد في هذا الإملاء أي تناقض ما جاء في الكتب الأخرى.
في حين أننا نجد في نسخة الفصوص المنسوبة إلى الصدر القونوي كثرة المخالفات لأراء الشيخ واستشهاداته مما يدل على أنه قد وقع التصرف في أمور فرعية كثيرة من الكتاب وستجد ذلك في شرحنا للفصوص بعلامة (۰)۰
و لإثبات عدم الثقة بالمخطوطات المنسوبة إلى مكتبة الصدر القونوي اقدم القارىء هذا المثال عن كتاب « الخلوة المطلقة » وقد ذكره الشيخ فيما ذكر من كتبه مثل الفصوص ، وتوجد منه نسخة خطية للصدر القونوي بمكتبة فيانيدين بتركيا تحت رقم 1686 / 6 ب - 10 ب - وقد حصلنا على نسخة مكتبة برلين فوجدناها مطابقة تماما النسخة المكتبة الظاهرية بدمشق ، و اذا كانت النسختان متطابقتين للنسختين الموجودتين بتركيا ، فللننظر فيما يلي .
ذكر الشيخ هذا الكتاب في الفتوحات المكية الجزء الأول ص 391 ويقول عنه :
« وقد افردنا لهذه الطريقة خلوة مطلقة غير مقيدة في جزء ، يعمل عليها المؤمن فيزيد إيمانا ، ويعمل بها وعليها غير المؤمن من كافر ومعطل ومشرك ومنافق ، فإذا وفي العمل عليها وبها كما شرطناه وقررناه .
فإنه يحصل له العلم بما هو الأمر عليه في نفسه ، ويكون ذلك سبب إيمانه بوجود الله إن كان معطلا ، وبتوحيد الله إن كان مشركا ، وبحصول إيمانه إن كان كافرا ، و بإخلاصه إن كان منافقا أو مرتابا .
فمن دخل تلك الخلوة وعمل بتلك الشرائط كما قررنا اثمرت له ما ذكرنا ، وما سبقني إليها أحد في علمي إلا إن كان وما وصل إلي .
فإن الله لا تحجير عليه يؤتي الحكمة من يشاء ، فإني أعلم أن أحدا من أهل الطريق ما يجهلها إن كان صاحب كشف تام ، ولكن ما ذكروها ولا رأيت أحدا منهم نبه عليه ، إلا الخلوات المقيدة.
ولولا ما سالني فيها اخونا وولينا أبو العباس أحمد بن علي بن ميمون بن آب التوزري ثم المصري المعروف بالقسطلاني ، المجاور الآن بمكة ، ما خطر لنا الإبانة عنها ، فربما اتفق لمن تقدمنا مثل هذا فلم ينبهوا عليها لعدم السائل » اهـ.
فكيف تثبت مخطوطة مكتبة الصدر القونوي ونسبتها إلى الشيخ وهي في الخلوة المقيدة .
ويقول فيها « الأساس كله على التوجه الى الله تعالى بالتوحيد المطلق الذي لا يشوبه شرك خفي ولا جلي . ونحفظ من الشك والشرك والتعطيل » اهـ .
ويذكر فيها « إن الخيال لا حقيقة له في نفسه لأنه ليس بعالم مستقل » وكل كتب الشيخ من الفتوحات المكية و الإسراء والتنزلات الموصلية ، والتجليات إلى غير ذلك من الكتب تقوم على إثبات عالم الخيال ؟!!
(انظر كتابنا الخيال عالم البرزخ والمثال) وهل يوجد مثل ما جاء في هذا الكتاب من تناقض في كتب الشيخ رضي الله عنه حيث نجد في هذه النسخة قول الكاتب « ولو لم يكن له ( أي لصاحب الخلوة ) سوی ثوبین يتصدق بأحدهما ، أو ثوب واحد يمكن أن يباع بثوبين يستبدله بغيره ويتصدق بالفضل » اهـ .
ثم نجده يقول بعد ذلك « وتستعد ثيابا لطهرك تستبدلها في أكثر الأوقات » اهـ .
وهل يتصور عاقل له أدنى إلمام بكلام الشيخ وأسلوبه العلمي انه يقول لصاحب خلوة « وتستعمل في غذائك قلوب الهدهد تسحقها و تسفها سفا ، فإنك ترى عجایب ؟؟ » اهـ .
ولذلك تجد كل ما في هذا الكتاب « كتاب الخلوة » يناقض تماما ما جاء في كتاب مواقع النجوم الثابت للشيخ والذي يقول عنه في الفتوحات المكية ج4 ص 169 « هو كتاب شریف يقوم الطالب مقام الشيخ يأخذ بيده كلما عثر المريد ويهديه إلى المعرفة انا هو ضل وتاه » في ج4 ص 263 « وهو كتاب شريف يغني عن الشيخ في تربية المريد » اهـ .
هذا المثال اقدمه لكل طالب علم او محقق واجب عليه التحفظ من كل ما ينسب الى الشيخ الأكبر رضي الله عنه من كتب ولو دون عليها سماع أو نسبة الى احد تلاميذه حتى يرجع الى الأصل الذي كتبه الشيخ بخط يده ويكون صاحب إلمام بأسلوب الشيخ ونهجه في الكتابة والتأليف .

دمشق
غرة جمادى الثاني  1405هـ
الموافق العشرين من شباط 1985 م

محمود محمود الغراب
.
تعقيب الجامع على الشيخ أ.محمود محمود الغراب رحمه الله :
من هو الشيخ أبو المعالي صدر الدين القونوي ؟
(606 هـ ,1209م - 672 هـ /1274م)
صوفي تركي، وأحد تلاميذ الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي , له مؤلفات كثيرة أغلبها عن الشيخ محيي الدين ابن العربي وقد بقيت معظم مؤلفاته مازالت مخطوطات، من مؤلفاته:
تبصرة المبتدئ وتذكرة المنتهي، شرح الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ,فكوك النصوص في مستندات حكم الفصوص للشيخ الأكبر،
التجليات ، النفحات الإلهية وغيرها
نشأته :
هو محمد صدر الدين أبو المعالي بن إسحاق بن محمد بن يوسف بن على، الشهير بالقونوي، وكان أبوه اسحاق من أشراف السلاجقة، ولد القونوي في محافظة ملاطية في آناضول سنة 606 هـ - 1209م.
نشأ صدر الدين في أسرة غنية تبدو عليه آثار الثراء،وكانت وفاته 672 هـ 1274م.
وأوصى أن يدفن في الحارة الصالحية بجانب الشيخ محيي الدين ابن العربي في دمشق، ولكن لم يتمكن ذلك.

علاقته بالشيخ الأكبر ابن العربي
عندما توفي أبوه حوالى 615 هـ وهو صغير، تزوجت أمه بأستاذه الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي على ما يروى، وكان عمر القونوي يتراوح بين الحادية أو الثانية عشر حينما تتلمذ عليه وذهب معه إلى دمشق ولم يفارقه إلى أن توفى ابن العربي.
ظل القونوي بعده في دمشق وشكل حلقة تدريسية لفترة ثم انتقل منها إلى حلب سنة 640 هـ / 1242م، ومنها خرج مسافراً إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، ثم ذهب إلى مصر وظل بها مدة، والتقى بمصر بابن سبعين الذي كان يقول بوحدة الوجود.
وكان أبو المعالي صدر الدين القنوي أستاذا لكل من الشيخ مؤيد الدين الجندي والشيخ عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني من كبار شراح فصوص الحكم .
فحياة الشيخ صدر الدين القونوي ونشأته الفكرية في كنف أستاذه الشيخ الأكبر ابن العربی، وكذلك مشاركته شيوخ عصره في مجلس الشيخ الأكبر والأخذ عنه، ثم الدروس التي ألقاها عن مصنفات شيخه بعد وفاته ,وكذلك جلسات السماع على كتب شيخة بعد انتقاله ، وكذلك المصنفات التي عني بتصنيفها والتي بلورت أبعاد نظريته في الوحدة الوجودية التامة.
علاقته يمولانا جلال الدين الرومي  :
كانت تربطه بجلال الدين الرومي رابطة قوية، وأوصى الرومي بأن يصلى القونوي على جنازته بعد وفاته من بين علماء قونية.
لمحة من أهمية وقدر الشيخ أبو المعالي صدر الدين القنوي :
أبو المعالي صدر الدين القونوی وفلسفته الصوفية كان محل دراسة عشرات الآلآف الدرسات والحصول على الماجيستير والدكتوراة على مر القرون فى الغرب والشرق لمكانته ولكونه  مفتاح لفهم كلام الشيخ الأكبر ، وهو موضوع على درجة كبيرة من الأهمية إذ أن شخصية القونوي من الشخصيات التي لم يلق على حياتها أو مذهبها ضوء كان مع أهميتها في مجال التصوف "الفلسفي" طبقا للتصنيف الأكاديمي الغربي ودارسي الأدب والعلمانيين .
وهو أول من وضع كتاب فى فك أسرار فصوص الحكم وسماه "الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص". وهو إحدي كتب الموسوعة .
يضاف إلى ذلك أن هذا الصوفي تلميذ الشيخ الأكبر ابن العربی، تعمق في فهم مذهبه ، ومن ثم أصبحت شروحه على مصنفات أستاذه مفتاحا لفهم شيخه واستاذه ابن العربی ومذهبه في وحدة الوجود. ومن هنا كان تأثير القونوي على شارحی مصنفات ابن العربی بالغا.
لأنه ربيب الشيخ الأكبر، وتلميذه النابغة الذي لازمه إبتداء من عام 612 هـ. وحتى عام 638 هـ.
وهي فترة تمتد منذ طفولة القونوي وحتى وفاة ابن عربي في السنة المذكورة.
وعلى الرغم من المكانة التي تمنع بها القونوي بين اخوانه ومريديه وشيوخ عصره، إلا أن مذهبه ظل مجهولا أو شبه مجهول، وظلت مصنفاته بعيدة عن الضوء لإنغلاق أسلوبها، أو لأنها متفرقة هنا وهناك بين مكتبات الشرق والغرب.
ونظرا للأهمية البالغة لأفكار هذا الصوفي الشهير ولأنه يعد حلقة أساسية في تاريخ المذاهب الروحية في الإسلام، فقد نبه أستاذنا
الأستاذ الدكتور أبو الوفا التفتازاني إلى ضرورة دراسته، والعناية بمصنفاته لما لأفكاره من خطورة وتأثير على الحياتين العقلية والروحية في الإسلام.
ولقد عنى أستاذنا د أبو الوفا التفتازاني بتجديد الدعوة إلى دراسة هذا الصوفي المتفلسف في كتابه «المدخل إلى التصوف الإسلامي"، وكذلك في بحثه عن الطريقة الأكبرية، في الذكرى المئوية الثامنة لوفاة ابن العربی.
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد 28 يوليو 2019 - 21:06 عدل 7 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مقدمة كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الجمعة 19 أكتوبر 2018 - 23:27 من طرف عبدالله المسافربالله

خطبة كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ رضي الله عنه : (الحمد لله منزل الحكم على قلوب الكلم, بأحدية الطريق الأمم من المقام الأقدم وإن اختلفت النحل والملل لاختلاف الأمم.
وصلى الله على ممد الهمم، من خزائن الجود والكرم، وبالقيل الأقوم، محمد وعلى آله وسلم. أما بعد:
فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مبشرة أريتها في العشر الآخر من محرم سنة سبع وعشرون وستمائة بمحروسة دمشق، وبيده صلى الله عليه وآله وسلم كتاب.
فقال لي: هذا «كتاب فصوص الحكم» خذه واخرج به إلى الناس ينتفعون به.
فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولي الأمر منا كما أمرنا. فحققت الأمنية و أخلصت النية و جردت القصد و الهمة إلى إبراز هذا الكتاب كما حده لي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من غير زيادة و لا نقصان، و سألت الله تعالى أن يجعلني فيه و في جميع أحوالي من عباده الذين ليس للشيطان عليهم سلطان، و أن يخصني في جميع ما يرقمه بناني و ينطق به لساني و ينطوي عليه جناني بالإلقاء السبوحي و النفث الروحي في الروع النفسي بالتأييد الاعتصامي، حتى أكون مترجما لا متحكما، ليتحقق من يقف عليه من أهل الله أصحاب القلوب أنه من مقام التقديس المنزه عن الأغراض النفسية التي يدخلها التلبيس.
وأرجو أن يكون الحق لما سمع دعائي قد أجاب ندائي، فما ألقي إلا ما يلقي إلي، ولا أنزل في هذا المسطور إلا ما ينزل به علي.
ولست بنبي رسول ولكني وارث ولآخرتي حارث.
فمن الله فاسمعوا ... وإلى الله فارجعوا
فإذا ما سمعتم ما ... أتيت به فعوا
ثم بالفهم فصلوا ... مجمل القول وأجمعوا
ثم منوا به على ... طالبيه لا تمنعوا
هذه الرحمة التي ... وسعتكم فوسعوا
و من الله أرجو أن أكون ممن أيد فتأيد و قيد بالشرع المحمدي المطهر فتقيد و قيد، وحشرنا في زمرته كما جعلنا من أمته.
فأول ما ألقاه المالك على العبد من ذلك : )
.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الثلاثاء 13 أغسطس 2019 - 10:00 من طرف عبدالله المسافربالله

نقد تحقيق محمود محمود الغراب لفصوص الحكم د.محمد حاج يوسف

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وشفيع المذنبين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين...
لقد تصدى الأستاذ محمود غراب لتحقيق عدد من كتب الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي وبذل في سبيل ذلك جهوداً كبيرة، في محاولة منه للدفاع عن سيدنا الشيخ الأكبر، عن طريق نقض ما يرد في هذه الكتب، مما ينتقده بسببها أعداؤه على أنه يخالف فيها الشريعة الإسلامية.
إن هذا الأسلوب الذي يسلكه بعض أحباب الشيخ أخطر في رأيي من انتقادات من أساء فهم كتبه من أعدائه الذين يعتقدون أيضاً أنهم يدافعون عن الإسلام.
ومع أننا ندعو ونرجو من حضرة الله سبحانه وتعالى أن يجازي الطرفين على حسن نواياهم، ونعتقد أن ذلك تقديرٌ إلهي ولطف خفي بعباده المسلمين حين هيأ لهم من يصدهم عن التصدي لعلوم الشيخ الأكبر، التي لا يمكن لأغلب الناس أن يخوضوا في رحابها ويغوصوا في أعماقها، وذلك سواء لمن عادى الشيخ الأكبر وخطّأه أو كفّره، أو لمن اعتقد بنزاهته ولكنه لمّا يملك بعد لوازم دراسة جميع كتبه وفهم الكثير من مقاصده التي لا يمكن أن تجانب الحقيقة أو تخالف الشريعة.
من أجل ذلك رأيت أنه من الواجب علينا أن نظهر الأخطاء التي وقع بها الأستاذ محمود فأساء للشيخ الأكبر في الوقت الذي يظن أنه يدافع عنه، كما أخطأ أعداء الشيخ الأكبر في تكفيره في الوقت الذي يظنون فيه أنهم يدافعون عن الشريعة الإسلامية والعقيدة السماوية.
 (كتب هذا الكلام على النسخة القديمة من هذا الموقع، منذ أكثر من عشر سنوات، أي قبل 2010، وأعيد نشره الآن للفائدة)
لقد أرسل الأستاذ محمود تحقيقاته لفصوص الحكم، وكذلك للفهرس والإجازة، إلى شيخنا فضيلة الشيخ رمضان صبحي ديب الدمشقي لكي يفتيه فيها.
والشيخ رمضان من كبار الأولياء وهو معروف لأهل الشام وعلى مستوى العالم. ومع أن أغلب الناس يعرفونه من خلال دروسه العامة التي يلقيها صباح مساء على أيام الأسبوع في جوامع دمشق وضواحيها، ويعرفونه من خلال أفضاله التي لا تحصى وبركاته وكراماته التي لا تخفى، إذ إنّ همه وشغله الشاغل على مدى حياته -التي بلغت أكثر من تسعة عقود، أطال الله في عمره وبارك لنا في حياته- هو خدمة الناس ودعوتهم وهدايتهم إلى سبيل الله.
ولكن القليل من الناس يعرف مقدار تحققه في علوم الذوق، وخاصة فيما يخص الشيخ الأكبر، غير أنه لا يظهر ذلك للعامة خشية افتتان الناس بهذه العلوم التي قد لا تنفعهم كثيراً.
ويكفي للتدليل على ذلك أن الأستاذ علي عبد الله شودكيفيز، وهو شيخ الشيوخ بالنسبة للباحثين في مجال الشيخ الأكبر على مستوى العالم كأمثال وليام شيتيك وجيمس موريس وستيفن هرتنشتاين الذين تفرغوا لعشرات السنين لدراسة ابن العربي ولهم عشرات المؤلفات في هذا المجال على مستوى العالم، فأقول يكفي أن نعرف أن الشيخ علي عبد الله شودكيفيز يدعو فضيلة الشيخ رمضان في جميع مراسلاته معه بـ"شيخي ومرشدي"، وذلك منذ أكثر من أربعين عاماً ولا يزال حتى الآن كذلك!
----
لقد أذن لي شيخي ومرشدي فضيلة الشيخ رمضان، رضي الله عنه وأطال عمره وبارك لنا بحياته، بالرد على تحقيق الأستاذ محمود غراب لفصوص الحكم، فقمت، بعد نقاش مطول معه في هذا الخصوص، بكتابة بعض التعليقات على هذا التحقيق الذي نشر على هذا الموقع من قبل محمد أسامة (ويبدو أنه من تلاميذ الشيخ محمود غراب).
وقد وضعت هذه التعليقات في النص أدناه باللون الأحمر والأزرق على النص الأصلي باللون الأسود.
ومع أنني أقدر جهود الأستاذ محمود في تحقيق هذا الكتاب وغيره من الكتب وكذلك الكتب الكثيرة التي طبعها منذ سنوات طوال، غير أنني لم أر أية حقيقة في هذا التحقيق موضع النقاش (وكذلك في تحقيقه للفهرس والإجازة اللتان تثبتان صحة نسبة هذا الكتاب لابن العربي).
ولذلك وجب عليَّ أن أنتقده بشدة، حتى لا ينخدع به الكثير من طلاب الشيخ الأكبر فيعرضون عن قراءته ويفوتهم بذلك خير كثير.
وأرجو من حضرة الله سبحانه وتعالى أن يهدينا إلى صراطه الخاص بتوفيق وعناية ورفق... فهو الموفق لا رب غيره.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
الدكتور محمد حاج يوسف
فيما يلي كلام الشيخ محمود غراب كما نشرها على هذا الموقع السيد محمد أسامة، وتعليقاتي عليه باللون الأحمر والأزرق  .


كتب أ.محمود محمود الغراب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
تحقيق في كتاب فصوص الحكم
د.محمد حاج يوسف : (هذا التحقيق يشكك بنسبة كتاب فصوص الحكم للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي، وذلك من خلال إثارة بعض النقاط التي يظن الكاتب أنها تخالف المنطق أو تخالف ما ثبت من كتب الشيخ وخاصة كتاب الفتوحات المكية، فيستنتج أن هذا الكتاب مدسوس عليه وليس من جملة كتبه. إن هذه النتيجة غير صحيحة لأن جميع النقاط التي أثارها الكاتب ليست صحيحة ويمكن دحضها بسهولة.)

د.محمد حاج يوسف : (إن التشكيك بفصوص الحكم يعني التشكيك بمئات العلماء الكبار الذين شرحوه واقتبسوا منه، فله أكثر من مئة وخمسين شرحاً وترجمة، من علماء كبار أمثال: صدر الدين القونوي في كتاب "الفكوك على الفصوص".
وداود القيصري في كتاب "مطلع خصوص الكلم في شرح فصوص الحكم".
وعبد الرحمن جامي في "نقد النصوص في شرح نقش الفصوص".
وكذلك الشيخ عبد الغني النابلسي في "جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص".)
(وفيما يلي محاولة سريعة لنقض بعض النقاط التي أثارها الكاتب، بخط أحمر ضمن النص الأصلي. والله سبحانه وتعالى أعلم وهو علام الغيوب)
محمود محمود الغراب :  لم يرد ذكر كتاب "فصوص الحكم"في أي من الكتب التي ذكرها الشيخ لنفسه والبالغ عددها أربعة وسبعون كتاباً تقريباً، منها الفتوحات المكية التي استمر في كتابتها حتى عام 636هـ
د.محمد حاج يوسف : (إن الفتوحات المكية بشكل عام كتبت قبل فصوص الحكم، وصحيح أن الشيخ أعاد كتابتها مرة أخرى ما بين 632-636 ولكن هذه النسخة الثانية هي تكرار للنسخة الأولى وحتى وإن أقرّ الشيخ أنه حذف وأضاف وعدّل على النسخة الأولى غير أن ذلك كان على بعض العبارات وليس على المحتوى الكلي، فليس هناك من داع لذكر الفصوص وقد تمت معظم مواضيع الفتوحات قبل تأليفه.
أما النسخة الأولى من الفتوحات المكية فقد بدأها الشيخ سنة 598 وانتهى منها سنة 629، بعد تأليف الفصوص بسنتين، ولكن ذلك أيضاً لا يستلزم ذكر الفصوص فيها إذ لا شكّ أن معظم الكتاب كتب قبل 629 بل قبل 627 بكثير، وإنما أنهي سنة 629 حيث جمع وظهر نسخة كاملة)
محمود محمود الغراب :

والتي جاء بها ذكر حوالي سـتة وخمسين كتاباً من كتبه (التي كتبها قبل ذلك)، وورد ذكر الباقي في بعض هذه الكتب التي ورد ذكرها في كتاب الفتوحات المكية. وقد ورد ذكر كتاب "فصوص الحكم"في الفهرس الذي يقال أنه كتب للصدر القونوي عام 627هـ، كما أنه ورد في الإجازة المنسوبة إلى الشيخ الأكبر - مع اختلاف اسم المجاز من نسخة لأخرى (راجع تحقيق الإجازة) - والتي يقال أنها كتبت عام 632هـ، وقد ثبت بالبحث العلمي عدم صحة نسبة أي من الفهرس أو الإجازة إلى الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي، وإنما هما مزورتان عليه (راجع تحقيق الفهرس، وتحقيق الإجازة في كتابنا شرح فصوص الحكم)، فلا يصح الاستدلال بهما على وجود كتاب "فصوص الحكم".
توجد نسخة "الفصوص"في متحف الأوقاف باستنبول وهي من مخطوطات مكتبة الصدرالقونوي تحمل رقم 1933 ت، وهي ليست بخط يد المؤلف، وعليها سماع على الغلاف بتاريخ 630هـ، فكان المسمع الشيخ رضي الله عنه والقارئ صدر الدين القونوي، ولا يوجد سامعون، وبالتحقيق لا يصح اعتماد سماع وجد على الغلاف دون تحديد الفقرة أو الباب الذي تلي في السماع فهذا لا يستبعد تزويره، كما أنه لا يوجد سامعون في حين يوجد الكثير من السامعين المذكورين في سماعات الفتوحات المكية.
لهذا لا تصح نسبة هذا الكتاب إلى الشيخ الأكبر
د.محمد حاج يوسف : (ما ذكر أعلاه من الأدلة وإن صحت فلا تكفي لنفي نسبة الكتاب، لأن عدم ذكر الفصوص في الفتوحات أو غيرها ليس سبباً كافياً لنفي نسبة كتاب موجود منسوب للشيخ وقد شرح هذا الكتاب الكثير من أساطين العلماء في هذا المجال وأكثرهم من أهل الذوق)،
محمود محمود الغراب :  وكذلك لما يرد 

(وكله مدحوض في مكانه):
محمود محمود الغراب :

1-أسلوب الكتابة في "الفصوص" غير مترابط، مهوش، وبعيد عن طابع وأسلوب كتابة الشيخ في كتبه الثابتة النسبة إليه في نفس المسائل فهو في كتابته متماسك العبارة، جزيل اللفظ، متين الأسلوب، صريح البيان على عكس أسلوب عرض هذه المسائل في "الفصوص" .
د.محمد حاج يوسف : (هذا الكلام لا يختلف أديبان، مهما كان تخصصهما، على أنه افتراء لا يمت إلى الحقيقة بوجه من الوجوه، فالقارئ الذي يجد أن الفصوص غير مترابط عليه أن ينظر أين هو من أدب اللغة وفقهها، بل إن فصوص الحكم يكاد أن يكون من جوامع الكلم!).
محمود محمود الغراب :

2-ضعف الشواهد في المسائل الثابتة عن الشيخ الواردة في "الفصوص" مقارنة مع قوتها في كتب الشيخ الأخرى، في حين أن المفروض أن تكون الشواهد أقوى وأعظم دلالة حيث يُزعم أن "الفصوص" من آخر ما ألفه الشيخ، مثال ذلك شاهد حديث إبار النخل وقوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (أنتم أعلم بأمور دنياكم)، راجع فص 25، وهامش 32 ص 406 من كتابنا شرح فصوص الحكم.
د.محمد حاج يوسف : (لقد جاء الفصوص مختصراً موجزاً، وعلى القارئ أن يبحث عن وجوه دلالات الكلمات والإضافات بما في ذلك الشواهد والأمثلة؛ فمن لا يجد في ذلك دقة وبلاغة عليه أن يعيد القراءة مرات عديدة، ومن الواضح أن الكاتب الناقد هنا لم يحسن استنتاج الكثير من أوجه الدلالة فانتقدها بأقرب تأويل، كما سنرى أدناه.)
محمود محمود الغراب :

3-استخدام ألفاظ معربة في كتاب الفصوص مثل كلمة "ساذج"
د.محمد حاج يوسف : (وردت هذه الكلمة في الفتوحات المكية على الأقل أربع مرات) وكلمة "برنامج" (وهذه وردت في الفتوحات على الأقل ثلاث مرات)،
محمود محمود الغراب : في موطن يفسد المقصود ولا يدل على المعنى
د.محمد حاج يوسف : (كيف تقرر ذلك وقد استخدمها الشيخ بنفس الأسلوب في الفتوحات التي تقر بها، ففي الفصوص يقول: "ولذلك قال في خلق آدم الذي هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهية التي هي الذات"
وفي الفتوحات يقول: "ليس من المحال أن يمنع الإنسان عن العلم بالطبيعة مانع، وهو للعالم برنامج جامع" ومعلوم أن الإنسان على الصورة الإلهية، والعالم على الصورة الإنسانية.
وبالنسبة لكلمة ساذج يقول الشيخ في الفصوص: "فقلوبهم ساذجة من النظر العقلي لعلمهم بقصور العقل من حيث نظره الفكري".
وفي الفتوحات يقول: "وذلك لأن العقل خلق ساذجاً ليس عنده من العلوم النظرية شيء" "وإن سعد صاحب النظر العقلي فإنه لا يكون أبداً في مرتبة الساذج الذي لم يكن عنده علم بالله إلا من حيث إيمانه وتقواه وهذا هو وارث الأنبياء"، فهذا في الحقيقة يؤكد بدل من أن ينفي نسبة الكتاب لابن العربي).
محمود محمود الغراب :

مع استخدام الشيخ في التعبير عن ذلك ألفاظاً عربية محكمة في غاية الدقة في كتبه الأخرى، ومعلوم أن الشيخ، وبشهادة أعدائه، واحد من آحاد أعلام اللغة العربية، فيستحيل عليه استخدام هذه الألفاظ أو الوقوع في مثل هذا الخطأ.
4-كيف يعقل أن تصح الرؤيا المذكورة في مقدمة "الفصوص" وفيها أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وأعطاه الكتاب وقال له: "اخرج به إلى الناس ينتفعون به" فعمّ بقوله "الناس"، في حين أنه من الكتب المبنية على الرمز، والرمز يستخدمه الشيخ لخلاصة خاصة الخاصة وليس لخاصة الخاصة أو الخاصة فضلاً عن العامة، فكيف يمكن أن يكون هذا الكتاب موجه للناس لينتفعوا به في حين أن فهمه استعصى على أئمة علماء المسلمين، بل أدى إلى وقوعهم في الشيخ الأكبر والإنكار عليه، واتهامه بما اتهموه به من الكفر، والإلحاد، والقول بالحلول والإتحاد إلى غير ذلك مما هو معروف
د.محمد حاج يوسف : (كل من يقرأ الفصوص يصل إلى علم يناسب مستواه العلمي والإيماني).
محمود محمود الغراب :

5-التناقض بين مسائل وردت في الفصوص ومسائل ثابتة عن الشيخ جاءت في كتبه الأخرى كالفتوحات المكية والتي نسختها موجودة بخط يده، والتي استمر في كتابتها حتى عام 636هـ، وعليها سماعات حتى عام 637هـ، ولا يمكن الجمع بوجه بين ما هو مذكور فيها وما جاء في كتاب الفصوص، وقد جمعت حوالي مائة مسألة مذكورة في الفصوص وتخالف ما ثبت عن الشيخ، (راجع كتابنا شرح فصوص الحكم - المسائل التي أشير لها بعلامة: ●).
د.محمد حاج يوسف : (لننظر في بعض هذه المسائل)
محمود محمود الغراب :

· وأذكر من هذه المسائل مسألتين هامتين:
§ المسألة الأولى:
جاء في الفص الثاني (حكمة نفثية في كلمة شيثية) في أن العلم تابع للمعلوم ما نصه: ". . .حتى أن الرسل لا يرونه - متى رأوه - إلا من مشكاة خاتم الأولياء . . ."، هذا يخالف ما ورد عن الشيخ الأكبر رضي الله عنه عن الأنبياء والرسل حيث يقول في كتاب الفتوحات المكية ج2ص24: "إن شرط أهل الطريق فيما يخبرون عنه من المقامات والأحوال أن يكون عن ذوق، ولا ذوق لنا ولا لغيرنا ولا لمن ليس بنبي صاحب شريعة في نبوة التشريع ولا في الرسالة، فكيف نتكلم في مقام لم نصل إليه، وعلى حال لم نذقه لا أنا ولا غيري ممن ليس بنبي ذي شريعة من الله ولا رسول، حرام علينا الكلام فيه فما نتكلم إلا فيما لنا فيه ذوق، فما عدا هذين المقامين فلنا الكلام فيه عن ذوق لأن الله ما حجّره".وفي ف.ج2ص51، 84، 85: "لا ذوق لأحد في ذوق الرسل"، "إني لست بنبي فذوق الأنبياء لا يعلمه سواهم".وفي ف.ج4ص75: "لا ذوق لنا في مقامات الرسل عليهم السلام".
د.محمد حاج يوسف : (الكاتب -محمود غراب- يغفل هنا عن حقيقة أن خاتم الأولياء هو نبي ورسول وهو عيسى عليه السلام، أما خاتم الأولياء المحمديين فهو محي الدين ابن العربي كما هو معروف لدارسيه.
[راجع كتاب شمس المغرب: ص271] والشيخ الأكبر في النص المنقول أعلاه، حين ننقله بكمال العبارة (مع تعليقي عليها بين قوسين لتوضيح المعاني الغامضة): "...وليس هذا العلم إِلا لخاتم الرسل (وهو محمد صلى الله عليه وسلم) وخاتم الأولياء (وهو عيسى عليه السلام)، وما يراه أحد من الأنبياء والرسل إِلا من مشكاة الرسول الخاتم (محمد صلى الله عليه وسلم)، ولا يراه أحد من الأولياء إِلا من مشكاة الولي الخاتم (وهو عيسى عليه السلام)، حتى أن الرسل (من كونهم أولياء) لا يرونه- متى رأوه- إِلا من مشكاة خاتم الأولياء (وهو الرسول عيسى عليه السلام): فإِن الرسالة والنبوة- أعني نبوة التشريع، ورسالته- تنقطعان، والولاية لا تنقطع أبداً.فالمرسلون، من كونهم أولياء، لا يرون ما ذكرناه إِلا من مشكاة خاتم الأولياء، فكيف من دونهم من الأولياء؟ وإِن كان خاتم الأولياء (الذي هو عيسى عليه السلام) تابعاً في الحكم لما جاء به خاتم الرسل (الذي هو محمد صلى الله عليه وسلم) من التشريع، فذلك لا يقدح في مقامه ولا يناقض ما ذهبنا إِليه، فإِنه من وجه يكون أنزل كما أنه من وجه يكون أعلى." ... يقرر أن الرسل والأنبياء، من كونهم رسل وأنبياء، يستمدون من خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، في حين إن الأولياء بما فيهم الرسل والأنبياء، من كونهم أولياء، يستمدون من خاتم الأولياء عيسى عليه السلام، فلم يعد في هذا الكلام أي تناقض!)
محمود محمود الغراب : · ويقول عن خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم:
- في ف.ج1ص151: "أما القطب الواحد فهو روح محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الممد لجميع الأنبياء والرسل سلام الله عليهم أجمعين والأقطاب من حين النشء الإنساني إلى يوم القيامة".
- وفي ف.ج1ص143: "جاء الله سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم بعلوم ما نالها أحد سواه"
- وفي ف.ج1ص144: "قوله صلى الله عليه وسلم: (علمت علم الأولين) وهم الذين تقدموه، (والآخرين) وهو علم ما لم يكن عند المتقدمين، وهو ما تعلمه أمته من بعده إلى يوم القيامة".
- وفي ف.ج1ص214: "دخل في هذا العلم علم الأولين والآخرين كل معلوم معقول ومحسوس مما يدركه المخلوق".
- وفي ف.ج1ص696: "تقرر أنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بالله، والعلم بالله لا يحصل إلا من التجلي . . . محمد صلى الله عليه وسلم هو أكمل العلماء بالله".
- وفي ف.ج2ص171: "كان صلى الله عليه وسلم أعظم مجلى إلهي علم به علم الأولين والآخرين، ومن الأولين علم آدم بالأسماء، وأوتي محمد صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، وكلمات الله لا تنفد".
- وفي ف.ج3ص142: "وأما منزله (محمد صلى الله عليه وسلم) في العلم فالإحاطة بعلم كل عالم بالله من العلماء به تعالى متقدميهم ومتأخريهم فلا فلك أوسع من فلك محمد صلى الله عليه وسلم فإن له الإحاطة، وهي لمن خصه الله بها من أمته بحكم التبعية".
- وفي ف.ج3ص143: "أعطي هذا السيد منزلة الاختصاص بإعطائه مفاتيح الخزائن، والخصلة الثانية أوتي جوامع الكلم، والكلم جمع كلمة، وكلمات الله لا تنفد، فأعطي علم ما لا يتناهى، فعلم ما يتناهى بما حصره الوجود، وعلم ما لم يدخل في الوجود وهو غير متناه، فأحاط علماً بحقائق المعلومات وهي صفة إلهية لم تكن لغيره.
- وفي ف.ج3ص456: "كل شرع ظهر وكل علم إنما هو ميراث محمدي في كل زمان ورسول ونبي من آدم إلى يوم القيامة ولهذا أوتي جوامع الكلم ومنها علـَّم الله آدم الأسماء كلها.
- ويقول الشيخ رضي الله عنه في الفتوحات ج3ص496 في تقسيم الرحمة الإلهية: "ما أدري لماذا ترك التعبير عنه أصحابنا، مع ظني بأن الله قد كشف لهم عن هذا، وأما النبوات فقد علمت أنهم وقفوا على ذلك وقوف عين، ومن نور مشكاتهم عرفناه".
فهل يصح نسبة ما جاء هنا في هذا الفص إلى الشيخ مع وضوح النصوص بكلمة "الإحاطة بعلم كل عالم بالله"، و"كل علم إنما هو ميراث محمدي"وهو نص في الاستغراق، وقول: "ومن نور مشكاتهم عرفناه"؟!!
- ويقول في ف.ج2ص613: "اعلم أن جميع ما يحويه هذا المنزل من العلوم لا يوصل إليها إلا بالتعريف الإلهي بوساطة روحانية الأنبياء لهذا المكاشف، وتلك الأرواح لا تعلمها من الله إلا بوسائط لغموضها ودقتها".
فأين إمداد روحانية خاتم الولاية المحمدية (لكن الشيخ محي الدين لم يكن يتكلم عن خاتم الولاية المحمدية، بل عن خاتم الأولياء على الإطلاق وهو عيسى عليه السلام وهو رسول ونبي وولي، ومن لا يستطيع أن يميز بينهما لا ينبغي عليه أن يقرأ كتب الشيخ إلا على سبيل التعلم لا التعليم!)هنا للأولياء فضلاً عن الأنبياء؟! ولو شاء الشيخ رضي الله عنه لنص على ذلك في مثل هذا الموطن، (راجع كتابنا الرد على ابن تيمية صفحة 77 حتى 84).


§ المسألة الثانية:
جاء في الفص 22: (فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية): "إلياس هو إدريس كان نبياً قبل نوح، ورفعه الله مكاناً علياً"،
هذا يخالف ما جاء عن الشيخ الأكبر في كتبه الثابتة حيث يقول:
- في ف.ج2ص5: "أبقى الله تعالى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرسل الأحياء بأجسامهم في هذه الدار الدنيا ثلاثة وهم: إدريس بقي حياً بجسده وأسكنه الله السماء الرابعة، وأبقى في الأرض أيضاً إلياس وعيسى (من حيث أن عيسى عليه السلام سينزل إلى الأرض في آخر الزمان) وكلاهما من المرسلين، وهما قائمان بالدين الحنيف الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء ثلاثة من الرسل المجمع عليهم أنهم رسل، وأما الخضر وهو الرابع فهو من المختلف فيه عند غيرنا لا عندنا، فهؤلاء باقون بأجسامهم في الدار الدنيا، فكلهم الأوتاد، وإثنان منهم الإمامان، وواحد منهم القطب الذي هو موضع نظر الحق من العالم، والواحد من هؤلاء الأربعة الذين هم: عيسى وإلياس وإدريس وخضر هو القطب، وإثنان منهم هما الإمامان وأربعتهم هم الأوتاد، والقطب من هؤلاء لا يموت أبداً أي لا يصعق.
- وفي ف.ج1ص254: "ممن حصّل علوم الوهب مما ليس بشرع جماعة من الأولياء منهم الخضر على التعيين فإنه قال: "من لدنه"، والذي عرفناه من الأنبياء عليهم السلام آدم وإلياس وزكريا ويحيى وعيسى وإدريس وإسماعيل، وإن كان قد حصله جميع الأنبياء عليهم السلام، ولكن ما ذكرنا منهم إلا من حصل لنا التعريف به وسموا لنا من الوجه الذي نأخذ عن الله تعالى منه، فلهذا سمينا هؤلاء ولم نذكر غيرهم".
- وفي ف. ج3ص39: "أما اليوم فإلياس والخضر (الموجودان الآن في الأرض حتى نزول عيسى عليه السلام) على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، إما بحكم الوفاق أو بحكم الاتباع، وعلى كل حال فلا يكون لهما ذلك إلا على طريق التعريف لا على طريق النبوة".
- وفي ف.ج3ص514: "الخضر وإلياس وعيسى (بعد نزوله) من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الظاهرة".
- وفي ف.ج3ص230: "يتميز على سائر الأنبياء من أدرك شريعة محمد صلى الله عليه وسلم الظاهرة، كعيسى (عند نزوله) وإلياس (الموجود الآن على قيد الحياة على الأرض) فهذان قد كمل لهم المقام المحمدي".
- وفي ف.ج3ص50: "إدريس عليه السلام كان نبياً، ولم يجئ له نص في القرآن برسالته، بل قيل فيه صديقاً نبياً، فكان عليه السلام من الأنبياء الذين بعثوا قبل نوح عليه السلام الذي هو أول رسول أرسل".
- وفي ف.ج2ص445: "اعلم أن الاسم النور توجه على إيجاد السماء الرابعة وهي قلب العالم وقلب السماوات، فأظهر عينها يوم الأحد، وأسكن فيها قطب الأرواح الإنسانية وهو إدريس عليه السلام، وسمى الله هذه السماء مكاناً علياً، لكونه قلباً، فإن الذي فوقها أعلى منها، فأراد علو مكانة المكان، فلهذا المكان من المكانة رتبة العلو".
- وفي ف.ج2ص455: "(السماء الرابعة) وأسكنها إدريس عليه السلام وهو القطب الذي لم يمت إلى الآن، والأقطاب فينا نوابه".
هذا هو الثابت عن الشيخ بخط يده، فلا يصح ما جاء في هذا الفص من أن إلياس هو إدريس عليهما السلام.
د.محمد حاج يوسف : (بالنسبة لإدريس وإلياس عليهما السلام، فهذا خلاف مشهور بين العلماء هل هما شخص واحد أم اثنان مختلفان، وتذهب بعض الآراء إلى أن إدريس هو إلياس ولكنه رجع في وقت آخر بعد أن رفعه الله تعالى مكاناً علياً، فهما شخص واحد بمسميين.
وذلك أن إلياس هو في العهد القديم إيليا وهو النبي المنتظر رجوعه، ولذلك نجد الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي يفرق بينهما أثناء الحديث عن المقامات في الفتوحات المكية في المواضع التي نقلها الكاتب مثلاً، في حين إنه يعدهما واحداً في الفصوص المتخصص في الحديث عن خصائص أعيان الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وهذا الكلام يؤكده ابن العربي نفسه في هذا الفص تحديداً حين يقول: "إلياس هو إدريس‏، كان نبياً قبل نوح، ورفعه الله مكاناً علياً، فهو في قلب الأفلاك ساكن وهو فلك الشمس.ثم بُعث إلى قرية بعلبك (أي بُعث من جديد).)
محمود محمود الغراب : · وأما المسألة الهامة التي خالف فيها كتاب الفصوص ما هو ثابت عند الشيخ وإجماع أئمة المسلمين هو ما ورد في خلق عيسى عليه السلام، وهذه المسألة لم ترد في كتابنا "شرح فصوص الحكم":
§ جاء في الفص العيسوي ما هذا نصه:
"لما قال (جبريل) لها (أي لمريم) "إنما أنا رسول ربك"جئت "لأهب لك غلاماً زكياً"انبسطت عن ذلك القبض(يعني قولها "أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً")وانشرح صدرها، فنفخ فيها في ذلك الحين عيسى، فكان جبريل ناقل كلمة الله إلى مريم كما ينقل الرسول كلام الله لأمته، وهو قوله تعالى "وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه"فسرت الشهوة في مريم، فخلق جسم عيسى عليه السلام من ماء محقق من مريم ومن ماء متوهم من جبريل".اهـ !!
ما جاء هنا يخالف النص القرآني، فإن مريم عليها السلام لما قال لها جبريل عليه السلام: "إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً"لم تنبسط من القبض ولا انشرح صدرها، بل قالت مستنكرة: "أنـّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغياً"فقال لها جبريل عليه السلام: "كذلك قال ربك هو عليّ هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً"، "فحملته ... الآية " فالفاء في قوله فسرت الشهوة إن كانت للتعقيب
د.محمد حاج يوسف : (وماذا إن لم تكن الفاء للتعقيب؟)
محمود محمود الغراب :  بعد قول جبريل عليه السلام: "إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً"كما جاء في الفص (فنفخ فيها في ذلك الحين عيسى) لا يصح، فإن الشهوة لا تسري مع الإنكار، بل كان النفخ عند قول جبريل عليه السلام: "وكان أمراً مقضياً" "فحملته ..."فلا مجال لسريان الشهوة
د.محمد حاج يوسف : (بل عكس ذلك دليله في نفس النص الذي ينقله الكاتب بعد قليل من الفتوحات ج2ص689، والذي يتطابق تماماً مع وصف ابن العربي في الفصوص الذي يعترض عليه هنا: "وأما خلق عيسى عليه السلام ... فتمثل لها بشرا سويا لما أراد الله، فسرت اللذة بالنظر إليه، بعدما استعاذت منه، وعرفها أنه رسول الحق ليهب لها غلاماً زكيا، فتأهبت لقبول الولد، فسرت فيها لذة النكاح بمجرد النظر، فنزل الماء منها إلى الرحم، فتكوّن جسم عيسى من ذلك الماء المتولد عن النفخ الموجب للذة فيها...").
محمود محمود الغراب :  ولكن سريان الشهوة يكون مجالها المناسب مثل ما جاء في نسوة يوسف: "فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن"، فإذا قيل أنه قد سرت فيهن الشهوة حينئذ فهو أمر مقبول وهناك مناسبة. هذا من مناقشة منطوق الفص ومخالفته.
أمـّا عن قوله (فسرت الشهوة في مريم) فهو كلام يعارض ما هو ثابت عن الشيخ في كتبه، حيث يقول الشيخ في تعريف الشهوة كما جاء في الفتوحات المكية ج2ص189، 191.
يقول: "الشهوة إرادة الالتذاذ بما ينبغي أن يلتذ به، فالشهوة هي إرادة الملذوذات، فهي لذة والتذاذ بملذوذ عندالمشتهي"اهـ. ولما كان هذا المفهوم لا يجوز نسبته إلى مريم عليها السلام ولا يتفق مع شرفها وإحصانها وتبتلها
د.محمد حاج يوسف : (هذا قصور فهم وإساءة تأويل، فالشهوة طبيعة خلقها الله في الإنسان، ولكن صرفها في غير مكانها هو الذي يناقض الشرف والإحصان والتبتل، وعلى كل حال فقد ذكر ابن العربي ذلك في الفصوص والفتوحات سواء، كما ورد في النص المنقول أعلاه والذي نقله الكاتب نفسه بعد قليل، غير أنه استشهد به في سياق آخر: "...فسرت اللذةبالنظر إليه، بعدما استعاذت منه، وعرفها أنه رسول الحق ليهب لها غلاماً زكيا، فتأهبت لقبول الولد، فسرت فيها لذة النكاح بمجرد النظر، فنزل الماء منها إلى الرحم..."الفتوحات: ج2ص689).

محمود محمود الغراب : نجد أن الشيخ ينفي عنها الشهوة كما جاء في كتاب الإسراء في الإشارات العيسوية عندما سأل في عروجه الروحي: لم أيد عيسى بالروح؟
فأجاب: ما رقمه قلم في لوح، فقذف في الرحم من غير شهوة
د.محمد حاج يوسف : (يقصد من غير شهوة من جهة من قذفه في الرحم فكلمة "فقذف في الرحم" مبنية للمجهول، وهو هنا النافخ الذي هو جبريل عليه السلام الذي تمثل لمريم بشراً سوياً)
محمود محمود الغراب : فلم يكن له عن طرح الأكوان سلوة.
ويؤكد ذلك في كتابه "ذخائر الأعلاق"فيقول: "اعلم أنه لما وجد عيسى من غير شهوة طبيعية
د.محمد حاج يوسف : (نفس الملاحظة السابقة).
محمود محمود الغراب :  فإنه كان من باب التمثيل في صورة البشر
د.محمد حاج يوسف : (وهذا يؤكد الملاحظة السابقة).
محمود محمود الغراب : فكان غالباً على الطبيعة".يفسر ذلك ما جاء في تفسير القرآن "إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن"حيث يقول الشيخ رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى "وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس"يقول: "فيه وجهان: الواحد أنـّا خلقناه مطهراً عن الشهوة الطبيعية التي تكون عن النكاح، فإنه لم يكن عن نكاح فليس للطبيعة فيه أثر".أين هذه النصوص مما جاء في هذا الفص (فسرت الشهوة في مريم) ؟!!
د.محمد حاج يوسف : (ولكن ورد نفس الكلام في الفتوحات كما نوهنا أعلاه!!!)
محمود محمود الغراب : · خلق عيسى عليه السلام:
ما جاء في هذا الفص من قوله (فخلق جسمه عليه السلام من ماء محقق من مريم ومن ماء متوهم من جبريل، سرى في رطوبة ذلك النفخ من الجسم الحيواني رطب لما فيه من ركن الماء، فتكوّن جسم عيسى من ماء متوهم وماء محقق، وخرج على صورة البشر من أجل أمه ومن أجل تمثل جبريل في صورة البشر حتى لا يقع التكوين في هذا النوع الإنساني إلا على الحكم المعتاد).اهـ،
يعارض كلياً ما قاله الشيخ رضي الله عنه في كتبه الثابتة، فنجد هنا النص على أن عيسى خلق من ماءين تكرر مرتين على طريق التأكيد، وهذا فيه من السوء ما فيه لصاحب الوهم أو الخيال الضعيف .
د.محمد حاج يوسف : (صحيح!).
.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الثلاثاء 13 أغسطس 2019 - 10:10 عدل 1 مرات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الثلاثاء 13 أغسطس 2019 - 10:09 من طرف عبدالله المسافربالله

نقد تحقيق محمود محمود الغراب لفصوص الحكم د.محمد حاج يوسف

الجزء الثاني
محمود محمود الغراب :  وينص على أن التكوين لا يقع في هذا النوع الإنساني إلا على الحكم المعتاد وهو اجتماع ماءين، نجد أن هذا الكلام يناقض تماماً ما نص عليه الشيخ في الفتوحات المكية ج1ص124 حيث يقول :
"الجسوم الإنسانية أربعة أنواع: جسم آدم، وجسم حواء، وجسم عيسى، وأجسام بني آدم، وكل جسم من هذه الأربعة نشؤه يخالف نشء الآخر في السببية، مع الاجتماع في الصورة الجسمانية والروحانية، وإنما نبهنا على هذا لئلا يتوهم ضعيف العقل أن القدرة الإلهية، أو أن الحقائق لا تعطي أن تكون هذه النشأة الإنسانية إلا عن سبب واحد يعطي بذاته هذا النشء
د.محمد حاج يوسف : (وهو ماجاء في هذا الفص بكلمة الحكم المعتاد)
محمود محمود الغراب : فردّ الله هذه الشبهة بأن أظهر هذا النشء الإنساني في آدم بطريق لم يظهر به جسم حواء، وأظهر جسم حواء بطريق لم يظهر به جسم ولد آدم، وأظهر أولاد آدم بطريق لم يظهر به جسم عيسى عليه السلام، وينطبق على كل واحد من هؤلاء اسم الإنسان بالحد والحقيقة، ذلك ليعلم أن الله بكل شيء عليم، وأنه على كل شيء قدير، فجمع الله هذه الأربعة الأنواع في الخلق في آية من القرآن فقال: "يا أيها الناس إنا خلقناكم"يريد آدم، "من ذكر"يريد حواء، فهي منفعلة عن آدم عليه السلام، "وأنثى"يريد عيسى عليه السلام، وهو منفعل عن مريم في مقابلة حواء من آدم
د.محمد حاج يوسف : (يهمل الكاتب هنا وفيما يلي أن الماء الثاني الذي يذكره ابن العربي في الفصوص هو ماء متوهم، وهذا هو الفارق).
محمود محمود الغراب : وبالمجموع: "من ذكر وأنثى"يريد بني آدم باقي الذرية بطريق النكاح والتوالد، فهذه الآية جامعة لخلق الناس، ومن جوامع الكلم وفصل الخطاب، وتبين أن الغرض: الإعلام بأن الأجسام الإنسانية وإن كانت واحدة في الحد والحقيقة والصورة الحسية والمعنوية، فإن أسباب تأليفها مختلفة، لئلا يتخيل بأن ذلك لذات السبب، تعالى الله"اهـ. وهو قوله تعالى: "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون"، آل عمران - آية 59، وقوله تعالى: ". . .وكلمته ألقاها إلى مريم . . ."، النساء - آية 171.
أما التعارض الثاني فهو:أن الشيخ يقول في موضوع خلق عيسى في معرض إنكاره على قول الطبيعيين أن ماء المرأة لا يخلق منه شيء، فيؤكد ما جاء في الفقرة السابقة بفرض أن خلق عيسى كان من ماء من مريم (وهو لا يقول به.
د.محمد حاج يوسف : (بل يقول بذلك، على أن الماء الثاني وهمي).
محمود محمود الغراب :  فيقول في الفتوحات المكية ج1ص125: "لما قال أهل الطبيعة أن ماء المرأة لا يتكون منه شيء وأن الجنين الكائن في الرحم إنما هو من ماء الرجل، لذلك جعلنا تكوين جسم عيسى تكويناً آخر، وإن كان تدبيره في الرحم تدبير أجسام البنين، فإن كان عن ماء المرأة إذ تمثل لها الروح بشراً سوياً أو كان عن نفخ بغير ماء، فعلى كل وجه هو جسم رابع مغاير في النشء غيره من أجسام النوع"اهـ. ويؤكد إنكاره على الطبيعيين بفرضية أنه خلق من ماء مريم في ف ج2ص689: "فتمثل لها بشراً سوياً"لما أراد الله فسرت اللذة بالنظر إليه بعدما استعاذت منه وعرّفها أنه رسول الحق ليهب لها غلاماً زكياً، فتأهبت لقبول الولد، فسرت فيها لذة النكاح لمجرد النظر.
د.محمد حاج يوسف : (يلاحظ هنا اتفاق هذا الكلام المنقول من الفتوحات التي يقر بها الكاتب مع ما يحاول الكاتب نقضه في كل هذه السفسطة السابقة التي ينفي فيها وجود الشهوة التي هي اللذة).
محمود محمود الغراب :  فنزل الماء منها إلى الرحم فتكون جسم عيسى من ذلك الماء المتولد عن النفخ الموجب للذة فيها فهو من ماء أمه وينكر ذلك الطبيعيون ويقولون أنه لا يتكون من ماء المرأة شيء وذلك ليس بصحيح".اهـ، أين هذا الكلام الصريح مما جاء في الفص العيسوي من أن عيسى خلق من ماءين (ماء محقق من مريم وماء متوهم من جبريل)؟
د.محمد حاج يوسف : (لا تنس أن الماء الثاني متوهم!!!)

محمود محمود الغراب : ومحاولة تعليل نسبة الماء إلى جبريل عليه السلام بقوله إنه الرطوبة السارية في النفخ، أين هذا الكلام من الاحتمال الذي أتى به الشيخ من أن خلق عيسى كان عن نفخ بغير ماء لا من مريم ولا من غيرها؟!
أما ما جاء في هذا الفص من أن الشيخ يقول أن عيسى خلق من "ماء محقق من مريم ومن ماء متوهم من جبريل"فنسبة الماء إلى جبريل وكونه متوهماً يستحيل صدوره عن الشيخ ابن العربي.
د.محمد حاج يوسف : (لماذا؟).
محمود محمود الغراب :  الذي لم يكتب مثله أحد في التمثل والتجسد في عالم الخيال المتصل والمنفصل (راجع كتابنا الخيال عند ابن العربي)، ولو أراد الشيخ أن عيسى خلق من ماءين لقال: من ماء تجسد
د.محمد حاج يوسف : (المتجسد يكون له حقيقة روحانية، ويظهر في صورة جسمانية، والأمر ليس كذلك)
محمود محمود الغراب : عن نفخ جبريل، أو لقال من ماء محقق من مريم ومن ماء متخيل أو متمثل عن نفخ جبريل، فإن قول أن الماء متوهم لا يخلق منه شيء وإنما يخلق من ماء متمثل أو متجسد
د.محمد حاج يوسف : (كيف يقول مثل هذا الكلام من له مؤلف تحت اسم "الخيال عند ابن العربي"؟
بل إن كلام ابن العربي في الفصوص هو في غاية الدقة والإحكام، وهو يعني تماما أن هذا الماء لم يكن له وجود في الخارج، وإنما كان وجوده من الوهم في خيال مريم والذي حدث لها من خلال رؤيتها صورة جبريل عليه السلام إذ تمثّل لها في صورة بشرية، ولو تابع الكاتب كلام ابن العربي بعد ذلك لوجد معنى كلامه السابق حيث يقول إن جبريل عليه السلام لو تمثل لمريم في صورة غير بشرية سواء حيوانية أو نورانية .
لما استطاع عيسى عليه السلام أن يحيي الموتى حتى يتمثل في مثل هذه الصورة، فلما تمثل جبريل عليه السلام لمريم في صورة البشر التي توهم وجود الماء الذي هو ماء الرجل المقابل لماء الأنثى وخلق عيسى عليه السلام من ذينك الماءين، عندئذ فقط أصبح عيسى عليه السلام يحيي وهو في صورته البشرية لما فيه من الروح الإلهي الذي تمثل لأمه بشراً سوياً، كما ظهرت فيه أيضاً صفات أمه كما فصلها ابن العربي في هذا الفص....
وأما الأمثلة التي يسوقها الكاتب فيما يلي فلا دلالة لها في هذا الموضوع والسياق)
محمود محمود الغراب : مثال ذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه، فكان يأكل أكلاً متخيلاً لا متوهماً .
(بل يغذيه ربه غذاء حقيقياً بالعلم والمشاهدة، إذ من يبيت عند ربه لا يبيت بجسمه الذي يحتاج الطعام المعتاد).
محمود محمود الغراب : وعندما همّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقطف قطفاً من الجنة التي تمثلت له في عرض الحائط، لخرج به قطفاً متمثلاً لا متوهماً .
د.محمد حاج يوسف : (ولكن التوهم في النص موضع النقاش هو للماء وليس لصورة جبريل التي تمثلت لمريم، فتمثلت صورة بشرية لها أوهمتها وجود الماء...).
محمود محمود الغراب : ومثال آخر: الناظر إلى السراب، فقد رأى ماءً متوهماً ولذلك إذا جاءه لم يجده شيئاً
د.محمد حاج يوسف : (كلام صحيح).
ولو كان ما رآه ماءً متخيل لوجده ماءً
د.محمد حاج يوسف : (كيف يكون هذا؟ بل إن جاز أن يكون هناك ماء متخيل، فهو شيء ما تخيل في الصورة الماء، فلو جاءه لوجده كما هو في الأصل، لا في الصورة، كما أن جبريل عليه السلام تمثل (أو تخيل) لمريم هنا في صورة بشرية، ولكن لو جاءت إلى هذه الصورة البشرية لوجدت أنها في الحقيقة صورة نورانية هي صورة جبريل عليه السلام).
محمود محمود الغراب : فنسبة الماء إلى جبريل تعبير خطير لا يصدر عن الشيخ
د.محمد حاج يوسف : (ولو أردنا أن نتماشى مع الكاتب هنا ونقول أن ابن العربي كان أولى أن يقول "ماء متمثلاً" أو "متخيلاً" وأن هذا سيكون له حقيقة بعكس "الماء المتوهم" الذي ليس له حقيقة: عندئذ فقط نكون قد نسبنا الماء لجبريل عليه السلام، وهذا هو الأمر الخطير، ولكن قول ابن العربي أن الماء متوهما يعني أن لا وجود له في الخارج، بل فقط في خيال من توهمت وجوده وهي مريم عليها السلام، وهذا ليس).
محمود محمود الغراب : مخالف للحقيقة ويؤدي إلى شكوك وتأويلات فاسدة.
وهل يتصور أن يقول الشيخ الأكبر في إحياء عيسى للموتى: "فكان إحياء عيسى للأموات إحياءً محققاً من حيث ما ظهر عن نفخه"
د.محمد حاج يوسف : (لقد أسقط الكاتب هنا بقية النص، قبل ما اقتبسه وبعده، وتمام النص هو: "فخرج عيسى يُحْيِي الموتى لأنه روح إلهي، وكان الإحياء للَّه والنفخ لعيسى، كما كان النفخ لجبريل والكلمة للَّه.فكان إحياء عيسى للأموات إحياء محققاً من حيثما ظهر عن نفخه، كما ظهر هو عن صورة أُمه.وكان إحياؤه أيضاً متوهماً أنه منه وإنما كان للَّه."، فتسقط جميع النتائج التالية...).
محمود محمود الغراب : وهو الذي يقول في الفتوحات ج1ص727: "فالأفعال من المخلوقين مقدرة من الله ووجود أسبابها كلها بالأصالة من الله، وليس للعبد ولا لمخلوق فيها بالأصالة مدخل إلا من حيث هو مظهر لها"اهـ، ويقول في الفتوحات ج3ص386: "وكل خلق أضيف إلى خلقفمجاز وصورة حجابية ليعلم العالِم من الجاهل"اهـ، ويقول في الفتوحات ج4ص20: "وقد أخبر (أي الله تعالى) أن العمل الذي يظهر من الإنسان المضاف إليه أنه له خلق".فهل يعقل أن يقول الشيخ الأكبر: "فكان إحياء عيسى للأموات إحياء محققاً"وقد أخبر الله تعالى عن عيسى أنه قال في كتابه العزيز (آل عمران - آية 49): ". . .وأحيي الموتى بإذن الله . . ."ولم يقل: أحيي الموتى، فيتطرق إليه الاحتمال، فأين الإحياء المحقق؟!وهو عمل معجز لا عمل تكليفي الذي يقول فيه الشيخ الأكبر في الفتوحات ج4ص485:
"جعلت فيّ الذي جعلت *** وقلت لي أنت قد عملت
وأنت تدري بأن كوني *** ما فيه غير الذي جعلت
فـكـل فعـل تـراه مـنـي *** أنت إلهي الـذي فعلـتا"
هذا في التحقيق في أعمال التكليف المتعلق بها الثواب والعقاب، من ناحية التوحيد المطلق، وتـُحمل هذه الأبيات على الأفعال الصالحة من أدب اللفظ المأمور به شرعاً، راجع أيضاً قول الشيخ الأكبر في الفتوحات وجميع كتبه عن نسبة الأفعال، فلا تجد مثل هذه اللفظة الواردة في هذا الفص.
ألا يكفي هذا لنقض كل ما جاء في كتاب الفصوص، وفي نسبته إلى الشيخ رضي عنه؟!!
د.محمد حاج يوسف : (تسقط جميع هذه النتائج لما ذكر أعلاه).
محمود محمود الغراب : · مسألة أخرى مخالفة وردت في كتاب الفصوص وغير موجودة في كتابنا شرح فصوص الحكم هي استخدام كلمة "الوهم" بشكل لا يمكن أن يستخدمه به الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي:
§ جاء في فص الحكمة الإلياسية ما هذا نصه:
"هذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، وحكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها، ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطاناً في هذه النشأة من العقول، لأن العاقل –ولو بلغ في عقله ما بلغ–لم يخل من حكم الوهم عليه والتصور فيما عقل، فالوهم هو السلطان الأعظم في هذه الصورة الكاملة الإنسانية، وبه جاءت الشرائع المنزلة، فشبهت ونزهت، شبهت في التنزيه بالوهم ونزهت في التشبيه بالعقل".اهـ ، إلى أن يقول: ثم قال (تعالى): "سبحان ربك رب العزة عما يصفون"وما يصفونه إلا بما تعطيه عقولهم، فنزّه نفسه عن تنزيههم إذ حددوه بذلك التنزيه، وذلك لقصور العقول عن إدراك مثل هذا، ثم جاءت الشرائع كلها بما تحكم به الأوهام (من تشبيه) فلم تخل الحق عن صفة يظهر فيها."اهـ.
د.محمد حاج يوسف : (هذا كلام جميل ليس فيه ما يناقض ما ينقله الكاتب من كتب ابن العربي أدناه).



محمود محمود الغراب : فلننظر فيما قاله الشيخ رضي الله عنه عن الوهم في كتبه الثابتة وبعض الكتب التي يصح نسبتها إليه، ونقارنه بما جاء في هذا الفص من أن الأوهام حكمت بالمعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع، وأن الشرائع كلها جاءت بما تحكم به الأوهام:
· يقول في الكتب الثابت نسبتها إليه عن الوهم:
- ف ج1ص275
الجزع في الإنسان أقوى منه في الحيوانات، إلا الصرصر، تقول العرب: أجبن من صرصر، وسبب قوته في الإنسان العقل والفكر الذي ميزه الله بهما على سائرالحيوان، وما يشجع الإنسان إلا القوة الوهمية، كما أنه أيضاً بهذه القوة يزيد جبناً وجزعاً في مواضع مخصوصة، فإن الوهم سلطان قوي ...فللوجود لذة وحلاوة، وهو الخير، ولتوهم العدم العيني ألم شديد عظيم في النفوس، لا يعرف قدر ذلك إلا العلماء، ولكن كل نفس تجزع من العدم أن تلحق به كما هو حالها فمهما رأت أمراً تتوهم فيه أنه يلحقها بعدم عينها، أو بما يقاربه، هربت منه وارتاعت وخافت.
- ف ج1ص415
يقول العبد في تكبيرة الإحرام في الصلاة: الله أكبر أن يقيد ربي حال من الأحوال، بل هو في كل الأحوال، لا بل هو كل الأحوال، بل الأحوال كلها بيده، لم يخرج عنه حال من الأحوال، فكبـَّّره عن مثل هذا لحكم الوهم لا لحكم العقل، فإن للوهم حكماً في الإنسان، كما للعقل حكماً فيه (ألا يخرج هذا الكلام، وكذلك الكلام الذي قبله، من نفس مشكاة النص موضع النقاش والمنقول من الفصوص أعلاه!... بل إن جميع النصوص الدقيقة التي يأتي بها الكاتب أدناه من غير التدليل على موضع الخلاف بينها وبين النص الذي يناقشه، ليس فيها أي تعارض معه، بل وبعضها ليس له علاقة فيه! بل وأحدها يسوقه الكاتب من كتاب هو نفسه يعده مزورا (وهو كتاب الإسفار)!).
- ف ج1ص711-712
وتميّز الحق بالحل أنه غير محجور عليه، فهو يفعل ما يريد، لما يتوهمه الوهم بدليل العقل أن الحق يحكم على الفعل منه علمه به، فما يبدل، وهذا نقيض الاختيار، فأشبه المحجور عليه، فيحصل له (للعبد) في عرفة في الحل – يعني في الحج – معرفة إزالة هذا التحجير الذي أثبته الوهم بدليل العقل، فإنه في هذا الموطن من العلم بالله ساوى الوهم العقل (في هذا الموطن)،فحجرا على الله وجعلاه تحت حكم علمه في الشيء، في مذهب من يرى أن العلم صفة زائدة على ذاته، قائمة به، تحكم على ذاته بحسب ما تعلقت به.
- ف ج1ص741
كان الإنسان من أكثر الحيوان غيرة لأن سلطان الشح والوهم فيه أقوى مما في سواه، والعقل ليس بينه وبين الغيرة مناسبة في الحقيقة (فماذا؟).
- ف ج2ص4
ما لا ينقسم لا يكون له جهتان مختلفتان في حكم العقل، وإن كان الوهم يتخيل ذلك (فماذا؟).
- ف ج2ص326
اتفق في الوجود أمر غريب، وذلك أن ثم أموراً يتحقق بها العقل ويثبت عليها ولا يتزلزل، وتتفلت من الوهم ولا يقدر يبقى على ضبطها مثل هذه المسألة (وهي أن الله ما أحب إلا نفسه في تجليه في الخلق) يثبتها العقل ولا يقدر يزول عنها، وتتفلت من الوهم ولا يقدر على ضبطها، وثم أمور أخر بالعكس، تتفلت من العقل وتثبت في الوهم، ويحكم عليها ويؤثر فيها، كمن يعطيه العقل بدليله أن رزقه لا بدّ أن يأتيه، سعى إليه أو لم يسع، فيتفلت هذا العلم عن العقل، ويحكم عليه الوهم بسلطانه.
د.محمد حاج يوسف : (أين هو التناقض مع ما نسخت من الفصوص؟).
محمود محمود الغراب : أنك إن لم تسع في طلبه تموت، فيغلب عليه، فيقوم يتعمل في تحصيله، فحقه من جهة عقله زائل، وباطله من جهة وهمه ثابت لا يتزلزل.
وكمن يرى حية أو أسداَ على صورة لا يتمكن فيما يعطيه العقل أن يصل ضرره إليه، فيغيب عن ذلك الدليل ويتوهم ضرره، فينفر منه ويتغير وجهه وباطنه بحكم الوهم وسلطانه، وهذا موجود، فللوهم سلطان في مواطن وللعقل سلطان في مواطن.
- ف ج3ص364-365
جعل الله في الخيال قوة مصورة تحت حكم العقل والوهم، يتصرف فيها العقل بالأمر، وكذلك الوهم أيضاً يتصرف فيها بالأمر، وقوّى في هذه النشأة سلطان الوهم على العقل فلم يجعل في قوة العقل أن يدرك أمراً من الأمور التي ليس من شأنها أن تكون عين مواد أو تكون لا تعقل من جهة ما إلا في غير مادة، كالصفات المنسوبة إلى الله المنزه عن أن يكون مادة أو في مادة، فعلمه المنسوب إليه ماهو مادة ولا ينسب إلى مادة، فلم يكن في قوة العقل مع علمه بهذا - إذا خاض فيه –أن يقبله إلا بتصور، وهذا التصور من حكم الوهم عليه لا من حكمه، فالحس يرفع إلى الخيال ما يدركه، وتركب القوة المصورة في الخيال ما شاءته مما لا وجود له في الحس من حيث جملته، لكن من حيث أجزاء تلك الجملة، فإن كانت القوة المصورة قد صورت ذلك عن أمر العقل بقوة الفكر فذلك لطلبه العلم بأمر ما، والعلم مقيد بلا شك، وإن كان ما صورته المصورة عن أمر الوهم لا من حيث ما تصرف به العقل من حكم الوهم بل من الوهم نفسه، فإن تلك الصورة لا تبقى، فإن الوهم سريع الزوال لإطلاقه، بخلاف العقل فإنه مقيد محبوس بما استفاده، ولما كان الغالب على الخلق حكم الأوهام لسلطنة الوهم على العقل، فإنه أثر فيه أنه لا يقبل معنى يعلم قطعاً أنه ليس بمادة ولا في مادة إلا بتصور، وذلك التصور ليس غير الصورة التي لا يحكم بها إلا الوهم، فصار العقل مقيداً بالوهم بلا شك فيما هو به عالم بالنظر، وأما علمه الضروري فليس للوهم عليه سلطان، وبه يعلم أن ثم معاني ليست بمواد ولا في أعيان مواد وإن لم يقبلها بالنظر إلا في مواد من خلف حجاب رقيق يعطيه الوهم.
- ف ج4ص210
الأمر الإلهي يساوق الخلق الإيجادي في الوجود، فعين قول كن عين قبول الكائن للتكوين فيكون، فالفاء في قوله "فيكون" (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) جواب أمره "كن"وهي فاء التعقيب، وليس الجواب والتعقيب إلا في المرتبة، كما يتوهم في الحق أنه لا يقول للشيء "كن"إلا إذا أراده، ورأيت الموجودات يتأخر وجود بعضها عن بعض، وكل موجود منها لا بد أن يكون مراداً بالوجود ولا يتكون إلا بالقول الإلهي على جهة الأمر، فيتوهم الإنسان أو ذو القوة الوهمية أوامر كثيرة لكل شيء كائن أمر إلهي لم يقله الحق إلا عند إرادته تكوين ذلك الشيء، فبهذا الوهم عينه يتقدم الأمر الإيجاد أي الوجود، لأن الخطاب الإلهي على لسان الرسول اقتضى ذلك، فلا بد من تصوره وإن كان الدليل العقلي لا يتصوره ولا يقول به، ولكن الوهم يحضره ويصوره كما يصور المحال ويتوهمه صورة وجودية وإن كانت لا تقع في الوجود الحسي أبداً، ولكن لها وقوع في الوهم ([1])
- ف ج4ص259
كل ما وقع به الرضى فقد علمت حكمته، فإنه يراها الراضي موافقة لغرضه، وإنما يقع النزاع والجهل فيما لا يوافق الغرض ولا الترتيب الوهمي، فإن العقل لا يعطي صاحبه في الواقع إلا الوقوف، فإنه يدري ممن صدر، وإنما الوهم الذي هو على صورة العقل له ذلك النظر المرجح، وحاشا العقل أن يرجح على الله مالم يرجحه الله، وما رجح الله إلا الواقع، فأوقع ما أوقع حكمة منه، وأمسك ما أمسك حكمة منه.
- ف ج4ص409
أثر الأوهام في النفوس البشرية أظهر وأقوى من أثر العقول، إلا من شاء الله.
- كتاب الإسفار عن نتائج الأسفار ص18
قرن سبحانه التسبيح بهذا السفر الذي هو الإسراء، ينفي بذلك عن قلب صاحب الوهم، ومن تحكم عليه خياله من أهل التشبيه والتجسيم ما يتخيله في حق الحق من الجهة والحد والمكان. (كيف تستشهد بكتاب تقول في مكان آخر إنه مزور)
- كتاب الإسراء ص22
تولعت بالتبليغ لما تبينت *** أمور ترقيني عنالوهم واللبس
- كتاب الأنوار ص5
فإن كان وهمك حاكماً عليك فلا سبيل إلى الخلوة إلا على يدي شيخ مميز عارف، وإن كان وهمك تحت سلطانك فخذ الخلوة ولا تبالي.
- ذخائر الأعلاق ص168
إن سرت في الضمير يجرحه ذلك الوهم كيف بالبصر
المعنى في نسبة الجرح إليها عند سريانها في الضمير هو ما يتخيله الوهم في الجناب الأعز من التصور، فذلك جرح فيه، والوهم ألطف من الإدراك الحسي فهي منزهة عن إدراك الألطف، فكيف بالبصر الذي هو أكثف، ولهذا يقال في العقائد في جناب الحق "كل ما خطر في سرك أو تلجلج في صدرك أوحصره وهمك، فالله بخلاف ذلك".
- التدبيرات الإلهية ص160
تحفظ من الوهم فإن الوهم موجود، يبرز للنفس على صورة العقل، فقد يلتبس عليك، وهو وزير مطاع، له في الإنسان تأثير عظيم وهو المستولي على الناس، والباعث على الأفكار الرديئة، وهو يورث الوسوسة، فتحفظ منه.
د.محمد حاج يوسف : (أين هي وجوه الخلاف بين هذه النصوص الكثيرة والنص موضع النقاش!)
محمود محمود الغراب : · وورد في كتب تنسب إلى الشيخ عن الوهم:
- كتاب الشاهد ص12
الحق سبحانه لا يدخل تحت سلطان الوهم والخيال
د.محمد حاج يوسف : (صحيح، ولكن معرفتنا به سبحانه وتعالى لا تخرج عن سلطان الوهم والخيال، وليس للعقل حكم في معرفة الله إلا من حيث النفي: فحد العقل أن يعرف أنه سبحانه فوق ما يعلم وخلاف لما يتوهم).
محمود محمود الغراب : - رسالة ابن سودكين ص8
اعلم أن الله تعالى أن يحيط به بصر أو عقل، ولكن الوهم السخيف يقدره ويحده، والخيال الضعيف يمثله ويصوره.
أما عن الشرائع التي جاء في هذا الفص أنها جاءت كلها بما تحكم به الأوهام، فلننظر ما يقوله الشيخ في ذلك:
ما يقوله عن الشريعة وما جاءت به من الأحكام الخمسة (الفرض والمحظور والمندوب والمكروه والمباح)، يقول في الفتوحات ج3ص409: ما شرع (الله) لهم (للناس) من الأحكام إلا ما كانوا عليه، فمازادهم في ذلك إلا كونها من عند الله فيحكمون بها على طريق القربة إلى الله لتورثهم السعادة .
د.محمد حاج يوسف : (الشيخ في واد والكاتب في واد غيره: فالشيخ يتكلم في الفصوص، في النص المقتبس أعلاه، عن مجاراة الشريعة لما تحكم به الأوهام بطبيعتها من تشبيه على الحضرة الإلهية، فوصف الله سبحانه وتعالى نفسه بالنزول والضحك واليد واليدين وغير ذلك... والكاتب هنا يستشهد بنص من الفتوحات ليس له علاقة بما سبق).
محمود محمود الغراب : · أما عن العقائد والتنزيه والتشبيه فنراه يقول:
لما اقتضت الحكمة وبما يصلح الكون أن لا يكون آحاد العالم على مزاج واحد، فاختلفت الأمزجة، فكان في العالـَم العالـِمُ والأعلم، والفاضل والأفضل، فمنهم من عرف الله مطلقاً من غير تقييد، ومنهم من لا يقدر على تحصيل العلم بالله حتى يقيده بالصفات التي لا توهم الحدوث، وتقتضي كمال الموصوف، ومنهم من لا يقدر على العلم بالله حتى يقيده بصفات الحدوث فيدخله تحت حكم ظرفية الزمان وظرفية المكان والحد والمقدار، ولما كان الأمر في العلم بالله في العالم في أصل خلقه وعلى هذا المزاج الطبيعي المذكور أنزل الله الشرائع على هذه المراتب حتى يعم الفضل الإلهي جميع الخلق كله، فأنزل "ليس كمثله شيء"وهو لأهل العلم بالله مطلقاً من غير تقييد، وأنزل قوله تعالى "أحاط بكل شيء علماً"وهذا كله في حق من قيده بصفات الكمال، وأنزل تعالى من الشرائع قوله "الرحمن على العرش استوى" ...في حق من قيده بصفات الحدوث، فعمت الشرائع ما تطلبه أمزجة العالم ولا يخلو المعتقد من أحد هذه الأقسام، (فتوحات مكية ج2ص219).
- أين ما جاء في هذه النصوص من وصف الشيخ للوهم بإثبات الباطل، وبالسخف، وبأنه يزيد الإنسان جبناً وجزعاً، وبأنه يصور المحال ويتوهمه صورة وجودية، وكيف يقرن الشيخ الوهم مع اللبس ويحذر منه ويجعله الباعث على الأفكار الرديئة والوسوسة، أين كل هذا مما جاء في هذا الفص بأن الأوهام حكمت بالمعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع؟!!. 

د.محمد حاج يوسف : (ألا ترى من كلام الشيخ سواء في الفصوص أو في الفتوحات أن الوهم حامل للمتناقضات)
محمود محمود الغراب : - وكيف يصح نسبة ما جاء في هذا الفص إلى الشيخ من انتقاص قدر العقل مهما بلغ وقصوره عن الإدراك في هذه النشأة الإنسانية لقوة سلطان الوهم على العقل، مع استثناء الشيخ من شاء الله (وهم الخاصة من الرسل والأنبياء وكمل الأولياء) من أثر الوهم على نفوسهم، ف.ج4ص409.
- وكيف يصح أن ينسب إلى الشيخ أنه يقول في العقائد أن الشرائع جاءت كلها بما تحكم به الأوهام مع الثابت عنه بأن الشرائع عمت ما تطلبه أمزجة العالم لا الأوهام، ف.ج2ص219.
- وأين ما جاء في هذا من خلف الكلام "شبهت في التنزيه" و "نزهت في التشبيه"، كلام لا معنى له .
د.محمد حاج يوسف : (والفتوحات المكية تعج بمثل هذه العبارات، وهي أساس رؤية ابن العربي للأسماء والصفات!).
محمود محمود الغراب : يخالف ما نص عليه الشيخ في مراتب الناس فيما أخبر الله تعالى به عن نفسه،
د.محمد حاج يوسف : (راجع ف ج1ص89، ج4ص7).
محمود محمود الغراب : · مسائل أخرى مخالفة وردت في كتاب الفصوص وغير موجودة في كتابنا شرح فصوص الحكم:
· جاء في فص "حكمة إلهية في كلمة آدمية" قبل نهاية الفص وفي داخل الفص: "قال رضي الله عنه ..."، هذا يدل على أن كاتب الفصوص غير الشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي، وإن كان هذا من الناسخ فكان لا بدّ أن يثبتها في أول الفصوص وليس داخل الفص.
د.محمد حاج يوسف : (مثل هذه الإضافة، التي قد تكون من الناسخ، كثيرة التكرار في كتب الشيخ محي الدين!)
محمود محمود الغراب : · كما جاء في هذا الفص "حكمة إلهية في كلمة آدمية" عند ذكر الوجود الحادث: "...الوجوب الذاتي فإن ذلك لا يصح للحادث وإن كان واجب الوجود ولكن وجوبه بغيره لا بنفسه"، لا يوجد هذا الكلام في كتب الشيخ الثابتة، ولا في تعريفه للواجب والممكن والمحال، وهي المعلومات الثلاث التي لا رابع لها، فإن كلمة "واجب الوجود" لا تطلق إلا على الله تعالى .
د.محمد حاج يوسف : (بل تُطلق كذلك على العنصر الأعظم وهو المقصود هنا، وهو حادث مخلوق ولكنه واجب الوجود بالله، وأما الله سبحانه وتعالى فهو واجب الوجود بنفسه لنفسه، وهذا الكلام تبنى عليه رؤية ابن العربي للخلق وعلاقته بالخالق، فمن لا يفهمه لا يفهم شيئاً من خصوصيات كتب ابن العربي أبداً، إلا على المستوى العام).
محمود محمود الغراب : وأما قوله: "وإن كان واجب الوجود ولكن وجوبه بغيره لا بنفسه" يعني أن الله واجبٌ عليه خلقُ الخلق 
د.محمد حاج يوسف : (هذا فهم سقيم!) . 
محمود محمود الغراب : أي الوجود الحادث، ولا يقول بهذا أحد أبداً فإن الواجب على الله هو ما أوجبه الله على نفسه بالنص، مثل: [كتب ربكم على نفسه الرحمة]، وقوله في الحديث القدسي: (حرمت الظلم على نفسي).
· ويقول في فص "حكمة حقيّة في كلمة إسحاقية" في حق بقي بن مخلد ورؤياه: "فاستقاء فقاء لبناً . . . فحرمه الله علماً كثيراً على قدر ماشرب"، هل يعقل أن الشيخ يخطئ مثل هذا الخطأ فيكتب "على قدر ماشرب" بدل من "على قدر ما استقاء".
د.محمد حاج يوسف : (يبدو أن الكاتب يقرأ الكتاب وليس له هدف سوى البحث عن المعاني المخالفة لما وصل إليه من العلم، فيضيع بذلك إمكانية فهم النص الذي يعرف الجميع أنه من أعقد النصوص وأدقها. والشاهد هنا في هذا الفص يدور على "تصديق الرؤيا"، فتصديق الرؤيا عكس تعبيرها، فلما صدقها تقي واستقاء فقاء لبناً، فما شربه كان لبناً وما قاءه كان لبناً، وهذا ما كسبه، ما كسب غير اللبن. وأما لو عبرها بالعلم كما يجب، وما استقاء، لكان كسب قدر ذلك من العلم. وما أدق ابن العربي هنا في التعبير: فلو قال "على قدر ما قاء"، لبقي الذي في بطنه علماً! ولكنه لما علم أن ما شربه من اللبن خرج لبناً حين استقاء، فقاء إما بعضه أو كله، خسر قدر جميع ما شرب وليس فقط قدر ما قاء، لأنه حين قاءه لبناً بطل تأويله بالعلم....ملاحظة: ولو كان الكاتب دقيقا في انتقاده، لوجب أن يقول "على قدر ما قاء"لا "على قدر ما استقاء"، ولكن من الواضح أنه يتصدى لأمور شديدة الدقة في المعنى واللغة وهو لا يملك ذلك المعيار من الدقة.)
محمود محمود الغراب : · جاء في نسخة الفهرس المنسوب للشيخ الأكبر الموجودة في المكتبة الآصفية بحيدر آباد تحت رقم 140، وتاريخها 689هـ، والتي كتبها إبراهيم بن محمد بن مظهر الشيخي نقل عن نسخة أصلية كتبها الشيخ الأكبر سنة 632هـ، وهذا الفهرس فيه ما فيه، وهو يذكر 251 كتاباً جاء في القسم الثالث من هذه الكتب وهو الذي فيه ذكر الكتب التي أمره الحق بتأليفها ولم يأمره إلى الآن (632هـ) بإخراجها إلى الناس وبثها في الخلق، جاء تحت رقم (190) ذكر اسم كتاب "الفصوص"، المؤلف عام 627هـ، والذي جاء في مقدمته أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمره بالخروج به إلى الناس ينتفعون به؟؟!!، كما أن نسخة الفصوص المنسوبة إلى الصدر القونوي عليها سماع 630هـ، فكيف يكون حتى عام 632هـ لم يؤمر بالخروج به إلى الناس؟؟!! 
د.محمد حاج يوسف : (الفهرس كتب سنة 627 في نفس السنة التي كتب فيها الفصوص، وليس سنة 632، كما يقول الكاتب، ولكن يبدو أن ذلك سقط منه سهواً، لأنه يعرف هذه الحقيقة في تحقيقه للفهرس وللإجازة المؤرخة بسنة 632، فهو هنا يخلط بينهما!)
محمود محمود الغراب : من هذا التحقيق يتضح أن كتاب فصوص الحكم لا تصح نسبته إلى الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي لا من حيث الاسم، ولا من حيث الأقوال الواردة فيه، وما جاء فيه يخالف ويناقض الثابت عن الشيخ في كتبه الصحيحة، وهي أقوال مدسوسة على الشيخ رضي الله عنه.
د.محمد حاج يوسف : (هذه النتيجة الخاطئة مبنية على أسس فاسدة، وإن من يقرأ المسوغات الواهية التي يأتي بها هنا الأستاذ محمود غراب لنفي صحة نسبة كتاب فصوص الحكم لابن العربي، بالإسم والمضمون، يجد آلاف الأعذار لشيخ الإسلام ابن تيمية ومن نهج منهاجه من المسلمين الذين يغارون على الإسلام ولكن ليس لهم قدم في العلوم الذوقية. فكيف يصدر مثل هذا الكلام من شخص ينتقد ابن تيمية [مثلاً في كتابه: الرد على ابن تيمية] لعدم فهمه ابن العربي في الوقت الذي يسلك هو نفسه منهاج ابن تيمية في قراءته لابن العربي، وينتقد كذلك بعض الباحثين الكبار من أمثال عثمان يحيى وعلي عبد الله شودكيفيز!)
محمود محمود الغراب : والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

والحمد لله رب العالمين

محمود محمود الغراب


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الثلاثاء 13 أغسطس 2019 - 10:23 عدل 1 مرات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الثلاثاء 13 أغسطس 2019 - 10:21 من طرف عبدالله المسافربالله


نسبة كتاب فصوص الحكم (بقلم محمد بن علي حاج يوسف)
إنَّ الإقرار بوجود الأخطاء الناتجة عن النسخ والتداول لكتب الشيخ يدفعنا إلى ضرورة دراسة المخطوطات المختلفة لهذه الكتب وتحقيقها تحقيقاً علمياً دقيقاً، ولا ينبغي أبداً أن يكون ذلك سبباً لرفض نسبة هذه الكتب إليه، طالما أنَّ الوثائق التاريخية والمخطوطات تثبت نسبتها. إن المنتقدين للشيخ محي الدين يجدون في العبارات المشكلة غايتهم ويتخذونها سبباً لنقده وربما تكفيره، دون بذل جهد كبير في محاولة فهمها وتأويلها، بل ربما يؤوِّلونها على أبعد الوجوه لكي يصلوا إلى غاياتهم ويُثبتوا وجهات نظرهم. لكن حينما نجد شيخاً ممن ينتمي لمدرسة الشيخ محي الدين، من الذين قضوا الكثير من سنوات عمرهم في دراسة كتبه وكتابة علومه وتدريسها، ثم نجده بعد ذلك ينتقد بعض كتبه المعروفة ويرفضها، يمكننا حينئذٍ أن نجد كلَّ الأعذار لمن لم يسلك طريق الشيخ ولم ينهل من معين مشاهداته ومكاشفاته ولم يقتنع أصلاً بذوقه ومشربه، ويمكننا أن ندرك السبب الذي منع الشيخ من إخراج الكثير من كتبه إلى مرحلة متأخرة من حياته.
لقد تصدى الأستاذ محمود غراب لتحقيق عدد من كتب الشيخ محي الدين وبذل في سبيل ذلك جهوداً كبيرة، ولكنه أخطأ حينما حاول نقض صحة نسبة بعض هذه الكتب إليه بسبب ما يرد فيها مما ينتقده بسببها بعض العلماء على أنه يخالف فيها الشريعة الإسلامية، وهو يعتقد في ذلك أنه يدافع عنه. ولكنَّ هذا يؤدي إلى نتائج قد تكون أسوأ من انتقادات من أساء فهم كتب الشيخ محي الدين فرفضوه وكفَّروه، وهم يعتقدون أيضاً أنهم يدافعون عن الإسلام. ولكن لعلَّ ذلك تقديرٌ إلهيٌّ ولطف خفيٌّ بالمسلمين حين هيَّأ الله لهم من يصدُّهم عن التصدي لعلوم الشيخ الأكبر، التي لا يمكن لأغلب الناس أن يخوضوا في رحابها ويغوصوا في أعماقها، وذلك سواء لمن عادى الشيخ وخطّأه أو كفّره، أو لمن اعتقد بنزاهته ولكنه لمّا يملك بعد لوازم دراسة جميع كتبه وفهم الكثير من مقاصده التي لا يمكن أن تجانب الحقيقة أو تخالف الشريعة.
إنَّ رفض بعض كتب الشيخ بسبب وجود بعض العبارات التي يصعب تلقيها وفق حدود الأسس العامة للعقل، وحدود مفهوماتنا الضيقة للشريعة، يؤدي إلى تشويه الصورة التي أراد هو أن يوصلها لنا، والتي ستزداد وضوحاً وتكاملاً كلّما أعدنا النظر وتمعَّنّا في هذه العبارات المشكلة، حتى تنفتح لنا أبواب جديدة من الفهم تدخلنا في فضاءات واسعة من المعارف لم نكن نعلم بوجودها. لذلك سنحاول فيما يلي شرح بعض الأخطاء التي وقع بها الأستاذ محمود غراب في نقده لكتاب فصوص الحكم (عي 150) في محاولته نفي صحة نسبته إلى الشيخ محي الدين.
لقد أرسل الأستاذ محمود بعض تعليقاته على فصوص الحكم، وكذلك الفهرس والإجازة،[1] إلى شيخنا فضيلة الشيخ رمضان صبحي ديب الدمشقي لكي يفتيه فيها. 
والشيخ رمضان من كبار الأولياء وهو معروف لأهل الشام وعلى مستوى العالم. ومع أن أغلب الناس يعرفونه من خلال دروسه العامة التي يلقيها صباح مساء على أيام الأسبوع في جوامع دمشق وضواحيها، ويعرفونه من خلال أفضاله التي لا تحصى وبركاته وكراماته التي لا تخفى، إذ إنّ همه وشغله الشاغل على مدى حياته -التي بلغت تسعة عقود، أطال الله في عمره وبارك لنا في حياته- هو خدمة الناس ودعوتهم وهدايتهم إلى سبيل الله. ولكن القليل من الناس يعرف مقدار تحققه في علوم الذوق، وخاصة فيما يخص الشيخ الأكبر، غير أنه لا يُظهر ذلك للعامة خشية افتتان الناس بهذه العلوم التي قد لا تنفعهم كثيراً. ويكفي للتدليل على ذلك أن الأستاذ علي عبد الله شودكيفيز، وهو شيخ الشيوخ بالنسبة للباحثين على مستوى العالم في مجال الشيخ الأكبر من الذين تفرغوا لعشرات السنين لدراسة كتبه ولهم عشرات المؤلفات في هذا المجال، فأقول يكفي أن نعرف أن الشيخ علي عبد الله شودكيفيز يدعو فضيلة الشيخ رمضان في جميع مراسلاته معه بـ"شيخي ومرشدي"، وذلك منذ أكثر من أربعين عاماً.[2] ولقد أذن لي شيخي ومرشدي فضيلة الشيخ رمضان، رضي الله عنه وأطال عمره وبارك لنا بحياته، بالرد على ما كتبه الأستاذ محمود فقمت بكتابة بعض التعليقات على هذا التحقيق ونُشرت على موقع (ibnalarabi.comمن قبل ونحن نعيدها نشرها الآن بمزيد من التفصيل لما لها من فائدة في سبيل ما نحن بصدد في هذا الكتاب من دراسة مؤلفات الشيخ محي الدين.
فالشيخ محمود غراب ينفي صحة نسبة فصوص الحكم للشيخ محي الدين، وينفي كذلك صحة نسبة فهرس المصنفات الذي كتبه الشيخ لتلميذه صدر الدين القونوي والإجازة اللتي كتبها للملك المظفر شهاب الدين غازي الأيوبي، وهما اللتان تنصان صراحة على صحة نسبة هذا الكتاب إليه، وسوف نؤجل نقاشهما للملحقات حيث نذكرهما بالتفصيل. ولكن التشكيك بكتاب فصوص الحكم يعني التشكيك بمئات العلماء الكبار الذين شرحوه واقتبسوا منه، فله أكثر من مئة وخمسين شرحاً وترجمة، من علماء كبار من الذين كانوا معاصرين له أو ممن أتوا بعده، من أمثال: إسماعيل بن سودكين (المتوفى سنة 646 هـ / 1248 م) في شرحه للفص الإدريسي، والشيخ صدر الدين القونوي (المتوفى سنة 672‍ هـ / 1274 م) في الفكوك، والشيخ عفيف الدين سليمان بن عبد اللّه التلمساني (المتوفى سنة 690 هـ / 1291 م)، والشيخ عبد الرزاق الكاشاني (المتوفى سنة 730 هـ / 1330 م)، والشيخ داود بن محمود القيصري (المتوفى سنة751 هـ / 1350 م) في مطلع خصوص الكلم، والشيخ حيدر بن علي الحسيني الآملي (المتوفى نحو سنة 786 هـ) في نص النصوص، والشيخ عبد الكريم الجيلي (المتوفى سنة 820 هـ / 1417 م)، والشيخ عبد الرحمن بن أحمد الجامي (المتوفى سنة 898‍ هـ / 1492 م)، والشيخ ابن كمال باشا (المتوفى سنة 940 هـ / 1533 م)، والشيخ عبد اللّه البسنوي (المتوفى سنة1054 هـ / 1644 م) في تجليات عرائس النصوص، والشيخ عبد الغنى النابلسى (المتوفى سنة1143 هـ / 1730 م) في جواهر النصوص، والشيخ خواجة محمد بارسا (المتوفى سنة822 ه‍). وغيرهم الكثير.
لا أحد من الشيوخ والعلماء والباحثين المهتمين بالشيخ محي الدين يشك أبداً بنسبة هذا الكتاب، لا شكلاً ولا مضموناً. وفي الحقيقة إنَّ الشيخ محمود غراب أوقع نفسه في مواجهة كبيرة مع الوقائع البديهية مما اضطرَّه في النهاية لطرح فرضيات بعيدة جداً عن الواقع. فهو بداية يسمي كتابه: "شرح فصوص الحكم" ثم يضيف تحت العنوان عبارة: "من كلام الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي" كما اعتاد أن يفعل في أغلب كتبه. ثم يضيف تحت العنوان واصفاً عمله على الكتاب بأنه "تحقيق وجمع وتأليف محمود محمود غراب". فهذا يعني بالضرورة أنه يقرُّ بنسبة الكتاب للشيخ محي الدين وهو إنما يريد مقابلة المخطوطات لاستخلاص النصِّ الصحيح واستبعاد الأخطاء الناتجة عن النسخ، لكننا لا نرى داخل الكتاب أيَّ نوع من التحقيق ولا مقابلة بين مخطوطات. ثم نراه تارة يشكك ببعض محتويات الكتاب ويحاول مناقضتها بما ثبت من كلام الشيخ محي الدين، وتارة يشكك بصحة نسبة الكتاب كلِّه. فإذا كان يقرُّ بنسبة الكتاب للشيخ محي الدين يمكنه أن يحققه ويثبت عدم صحة بعض عباراته، وهو لم يفعل هذا. وأما إذا كان ينفي صحة نسبة الكتاب للشيخ محي الدين، فما الداعي لكتابة كتاب اسمه "شرح فصوص الحكم من كلام الشيخ محي الدين ابن العربي"!
على كل حال؛ يثير الشيخ محمود غراب بعض النقاط التي يظن أنها تخالف المنطق أو تخالف ما ثبت من كتب الشيخ محي الدين، وخاصة كتاب الفتوحات المكية، فيستنتج أن هذا الكتاب مدسوس عليه وليس من جملة كتبه. ومع أنَّ جميع هذه النقاط يمكن دحضها، ولكنها في الحقيقة من بعض الإشكاليات الكثيرة الموجودة بالفعل في كتب الشيخ، وخاصة في الفصوص؛ ولعلَّ دراستها هنا تكون أنموذجاً لما يمكن أن يُثار حول بعض العبارات أو المفاهيم الموجودة في الفتوحات المكية:
لماذا لم يذكر الشيخ هذا الكتاب
يبدأ الشيخ محمود نقده بالقول أنّ الشيخ محي الدين لم يذكر كتاب فصوص الحكم في أي من الكتب التي ذكرها لنفسه، والبالغ عددها أربعة وسبعون كتاباً تقريباً، منها الفتوحات المكية التي استمرَّ في كتابتها حتى عام 636 هـ؟
والجواب هو أنَّ الكتب التي ثبت تاريخ تأليفها بعد الفصوص هي سبعة كتب، وهي:
رسالة الفهرس (عي 142) التي صنّفت بدمشق سنة 627 هـ، وقد ذكر فيها الفصوص. وكتاب الوصايا (عي 818) الذي صنّف بدمشق سنة 629 هـ، وهو الباب الأخير من الفتوحات المكية.
ونظم الفتح المكي (عي 542) الذي صنّف سنة 630 هـ، وهو يتضمن الأشعار التي في الفتوحات. وكتاب المعشرات (عي 484) الذي صنّف بدمشق قبل سنة 630 هـ، وهو ديوان شعري. ورسالة نسب الخرقة (عي 530) التي صنّفت بدمشق سنة 633 هـ. ورسالة الإجازة للملك المظفر (عي 269) التي صنّفت بدمشق سنة 632 هـ، وقد ذكر فيها الفصوص. والديوان الكبير (عي 102) الذي فرغ الشيخ من تصنيفه بدمشق سنة 634 هـ، وقد ذكر فيه الفصوص أيضاً.
فقد ذكر الشيخ كتاب الفصوص في الفهرس (فه 187) وفي الإجازة (جز 194) وفي الديوان (ص ؟؟؟). وأما نظم الفتح المكي فليس كتاباً جديداً، وإنما هو جمع لقصائد الفتوحات المكتوبة من قبل. وأما الوصايا فموضوعه بعيد تماماً عن موضوع الفصوص، وكذلك كتاب الخلوة.
فإذا كان الأستاذ محمود بنكر الفهرس والإجازة لأنهما يذكران الفصوص، فهل ينكر الديوان أيضاً، حيث يقول الشيخ:



صادَني مَنْ كان فِكري صَادَهُ
***
مَا لَهُ وَالله عَنْهُ مِنْ مَحِيصِ
صابِراً في كُلِّ سُوءٍ وَأَذَى
***
في كَيَانٍ مِنْ عُمُومٍ وَخُصُوصِ
صُرَّة ٌ أَوْدَعْتُ قَلْبي عِلْمَهَا
***
في كِتَابٍ وَسَمتْهُ بِالفُصُوصِ

وأما بالنسبة للفتوحات المكية فهي بشكل عام كتبت قبل فصوص الحكم، وصحيح أن الشيخ أعاد كتابتها مرة أخرى ما بين سنة 632 هـ إلى سنة 636 ه، ولكن هذه النسخة الثانية هي تكرار للنسخة الأولى، وحتى وإن أقرّ الشيخ أنه حذف وأضاف وعدّل على النسخة الأولى، غير أن ذلك كان على بعض العبارات وليس على المحتوى الكلي، فليس هناك من داع لذكر الفصوص في الفتوحات وقد تمت معظم موضوعاتها قبل تأليفه. أما النسخة الأولى من الفتوحات المكية فقد بدأها الشيخ سنة 598 هـ وانتهى منها سنة 629 ه، بعد تأليف الفصوص بسنتين، ولكن ذلك أيضاً لا يستلزم ذكر الفصوص فيها إذ لا شكّ أن معظم موضوعات الكتاب كُتبت قبل سنة 627 هـ بكثير لأن الربع الأخير منه تقريباً هما البابان الطويلان جداً؛ الباب التَّاسع والخمسون وخمسمائة وهو باب تلخيص أسرار أبواب الفتوحات، ويتضمن إشارات خاطفة لما ورد في الأبواب السابقة، والباب الستُّون وخمسمائة وهو باب الوصايا الذي يتضمن وصايا حكمية عامة موضوعها بعيد تماماً عن ما ورد في الفصوص.
يُضاف إلى ذلك كلِّه تصريح الشيخ في الفهرس الذي كتبه سنة 627 هـ بأن فصوص الحكم من بين الكتب التي لم يحن وقت إخراجها للناس بعد، في ذلك الوقت، فكيف يذكره في الفتوحات أو غيره وهو لم يخرجه بعد! ولا ندري حقيقة متى أخرجه للناس بعد تأليفه سنة 627 ه؛ فذكره في الفهرس الذي صنَّفه في نفس السنة لا يعني أنه كان قد أُخرج للناس لأنَّ الفهرس كتب لصدر الدين القونوي خاصة، ولو كان الفصوص منشوراً في ذلك الوقت ما كان سرده الشيخ ضمن الكتب التي لم يحن وقت إخراجها. غير أنه على الأغلب أُخرج قبل سنة 632 هـ لأنه في الإجازة يذكره مع غيره دون أن يقول إنه لم يحن وقت إخراجه.
وأما في الفصوص نفسه فيذكر الشيخ محي الدين بعض كتبه الأخرى على الأقل في ستة مواضع: كتاب التنزلات الموصلية (ج1: ص74 من طبعة عفيفي) وكتاب التجليات (ج1: ص125 من طبعة عفيفي) وكتاب الفتوحات (ج1: ص62، 177، 221، 224 من طبعة عفيفي).
مخطوطات الفصوص
هناك أكثر من مئة وعشرين مخطوطة لكتاب الفصوص في مكتبات العالم، منسوخة بتواريخ مختلفة، وأقدمها النسخة المحفوظة في متحف الأوقاف باستانبول، وهي من مخطوطات مكتبة صدر الدين القونوي وعليها سماع مسجل على الغلاف بتاريخ 630 هـ ومصدَّق عليه من الشيخ محي الدين وكان هو المسمع والقارئ والسامع هو صدر الدين القونوي. ولكن الشيخ محمود يشكك بهذه المخطوطة وهذا السماع ولا يستبعد تزويره لعدم وجود مستمعين آخرين كما هو الحال في سماعات الفتوحات المكية (انظر الفصل الخامس والفصل السابع من هذا الكتاب).
إنَّ فرضية التزوير هنا هي ادِّعاء واهٍ بحاجة إلى إثبات؛ فالشيخ محمود قد وقع كتابه "شرح فصوص الحكم" ونشر هذا الكتاب عدة مرات من قبل دور نشر مختلفة وهو الآن قيد التداول منذ ثلاثين سنة، وهناك أناس يعرفون مؤلفه ويتداولون كتابه ويتناقشون حوله ويعلقون عليه، فهل يمكنني أن أنكر نسبة هذا الكتاب إليه لأنني لم أراه يوقعه، وربما كان هذا التوقيع مزوراً! الجواب: نعم يمكنني أن أشكك بأي شيء، لكن أين الدليل؟
أسلوب الفصوص
يقول الشيخ محمود إنّ "أسلوب الكتابة في الفصوص غير مترابط، مهوش، وبعيد عن طابع وأسلوب كتابة الشيخ في كتبه الثابتة النسبة إليه في نفس المسائل، فهو في كتابته متماسك العبارة، جزيل اللفظ، متين الأسلوب، صريح البيان على عكس أسلوب عرض هذه المسائل في الفصوص".
فهذا الكلام بعيد عن الحقيقة كلَّ البعد، بل إن فصوص الحكم يكاد أن يكون من جوامع الكلم! بدليل وجود أكثر من مئة شرح عليه من قبل كبار أساطين العلماء، وهم لا يزالون يقلِّبون وجوه عباراته ويستخرجون دررها ومكنوناتها، ولم يشر أي واحد منهم إلى وجود أي خلل في الأسلوب أو في التعبير، كما يدعي الشيخ محمود!
ضعف الشواهد
ثم يتحدث الشيخ محمود عن ضعف الشواهد في المسائل الثابتة عن الشيخ الواردة في الفصوص مقارنة مع قوتها في كتب الشيخ الأخرى.
والحقيقة أن الفصوص جاء مختصراً وموجزاً، وعلى القارئ أن يبحث عن وجوه دلالات الكلمات والإضافات والعبارات وكلما أعاد القراءة عدة مرات سيكتشف مدى الدقة والبلاغة في التعبير. ولذلك كما قلنا لا زالت تكتب شروح كثيرة على هذا الكتاب البديع.
استخدام ألفاظ معربة
ثم يستشهد الأستاذ محمود باستخدام ألفاظ معربة في كتاب الفصوص مثل كلمة "ساذج" وكلمة "برنامج".
كلمة ساذج :

الباب الثاني  في معرفة مراتب الحروف والحركات
أوجدني الحق قطعة نور حوائي ساذجة وجعلني للكليات ممازجة.
الباب الثامن في معرفة الأرض التي خلقت من بقية خميرة طينة آدم عليه السلام
وذلك لأن العقل خلق ساذجا ليس عنده من العلوم النظرية شيء
الباب التاسع والستون وثلاثمائة في معرفة منزل مفاتيح خزائن الجود
وإن سعد صاحب النظر العقلي فإنه لا يكون أبدا في مرتبة الساذج الذي لم يكن عنده علم بالله إلا من حيث إيمانه

كلمة برنامج :
الباب السادس والأربعون وأربعمائة في معرفة منازلة في تعمير نواشئ الليل فوائد الخيرات
فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً فإنه المجموع الأتم والبرنامج الأكمل ولهذا قال في ناشئة الليل

الباب الأحد والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله وتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى واتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ
هي التي اشتراها من النفوس الناطقة المكلفة بالإيمان وأَمْوالَهُمْ وهو شري البرنامج فالمشتري بالخيار عند حضور البضائع فإن وافقت ما في البرنامج مضى
الباب التاسع والخمسون وخمسمائة في معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة
أن يمنع الإنسان عن العلم بالطبيعة مانع وهو للعالم برنامج جامع كيف يجهل الشيء نفسه ويزعم أنه يعرف أصل
والحقيقة أنّ الشيخ قد استخدم هذه الكلمات في الفتوحات المكية كثيراً (ج1: ص21، 126، ج3: ص402، ج4: ص61، 163، 339)، وبأسلوب مشابه تماماً لما ورد في الفصوص (ج1: ص133، 199 من طبعة عفيفي)، فهذا في الحقيقة يؤكد بدلاً من أن ينفي نسبة الكتاب للشيخ محي الدين.
مسألة الرؤيا في المقدمة
ثم يقول الشيخ محمود: "كيف يعقل أن تصح الرؤيا المذكورة في مقدمة الفصوص وفيها أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وأعطاه الكتاب وقال له: اخرج به إلى الناس ينتفعون به، فعمّ بقوله الناس، في حين أنه من الكتب المبنية على الرمز، والرمز يستخدمه الشيخ لخلاصة خاصة الخاصة، وليس لخاصة الخاصة، أو الخاصة، فضلاً عن العامة، فكيف يمكن أن يكون هذا الكتاب موجه للناس لينتفعوا به في حين أن فهمه استعصى على أئمة علماء المسلمين، بل أدى إلى وقوعهم في الشيخ الأكبر والإنكار عليه، واتهامه بما اتهموه به من الكفر، والإلحاد، والقول بالحلول والإتحاد إلى غير ذلك مما هو معروف."[v]
فالجواب: هل يُعقل أن يخرج الكتاب إلى فئة معينة دون بقية الناس، وإلا فكيف وصل إلينا بعد ثمانية قرون!
ولكنَّ كلَّ من يقرأ الفصوص يصل إلى علم يناسب وعيه العلمي والإيماني.
فالله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بلغة العرب، في زمن البلاغة والفصاحة، وفيه من الإعجاز ما فيه؛ فأنكره بعضهم ورقت له قلوب أناس آخرين كانت قلوبهم كالحجارة قبل أن يسمعوه، كما كان حال سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه.
تناقضه مع كتب أخرى
ثم يبدأ الشيخ محمود بطرح مسائل يقول إنها تتعارض مع ما ثبت عن الشيخ محي الدين جاءت في كتبه الأخرى كالفتوحات المكية، ويقول إنه لا يمكن الجمع بوجه من الوجوه بين ما هو مذكور فيها وما جاء في كتاب الفصوص.
ويقول إنه قد جمع حوالي مائة مسألة وذكرها في كتابه شرح فصوص الحكم، وقد اختار بعض هذه المسائل وأرسلها لفضيلة الشيخ رمضان صبحي ديب الدمشقي، وسوف نناقش هنا أهمها:
خاتم الرسل وخاتم الأولياء
يقول إن هناك تعارض بين قول الشيخ محي الدين في الفص الثاني، حكمة نفثية في كلمة شيثية، حيث يقول: "... حتى أن الرسل لا يرونه - متى رأوه - إلا من مشكاة خاتم الأولياء ..."، وبين ما يقول في الفتوحات مثلاً: "ولا ذوق لنا في مقامات الرسل عليهم السلام" (ج4: ص75) وأمثالها كثير في كلام الشيخ.
فاعتراضه هنا هو كيف يستمد الرسول من مشكاة خاتم الأولياء في حين لا ذوق لأحد في مقامات الرسل والأنبياء.
ولكنه بكل بساطة يغفل عن حقيقة أنَّ خاتم الأولياء هو نبيٌّ ورسول، وهو عيسى عليه السلام، أما خاتم الأولياء المحمديين فهو محي الدين ابن العربي كما هو معروف لدارسيه،[3] كما أنَّ الرسول لا يكون رسولاً إلا أن يكون ولياً، فهو ولي ثم رسول، وكذلك النبي هو ولي ثم نبي، فيكون كلام الشيخ في الفصوص كما يلي:
"... وليس هذا العِلم إِلا لخاتم الرسل (وهو محمد صلى الله عليه وسلم) وخاتم الأولياء (وهو عيسى عليه السلام)، وما يراه أحد من الأنبياء والرسل إِلا من مشكاة الرسول الخاتم (محمد صلى الله عليه وسلم)، ولا يراه أحد من الأولياء إِلا من مشكاة الولي الخاتم (وهو عيسى عليه السلام)، حتى أن الرسل (من كونهم أولياء) لا يرونه- متى رأوه- إِلا من مشكاة خاتم الأولياء (وهو الرسول عيسى عليه السلام): فإِن الرسالة والنبوة - أعني نبوة التشريع، ورسالته - تنقطعان، والولاية لا تنقطع أبداً. 
فالمرسلون، من كونهم أولياء، لا يرون ما ذكرناه إِلا من مشكاة خاتم الأولياء، فكيف من دونهم من الأولياء (الذين هم ليسوا أنبياء ولا رسل)؟ 
وإِن كان خاتم الأولياء (الذي هو عيسى عليه السلام) تابعاً في الحكم لما جاء به خاتم الرسل (الذي هو محمد صلى الله عليه وسلم) من التشريع.

فذلك لا يقدح في مقامه ولا يناقض ما ذهبنا إِليه، فإِنه من وجه يكون أنزل، كما أنه من وجه يكون أعلى." (ج1: ص62 من طبعة عفيفي) .
فالشيخ هنا في الفصوص يقرر أن الرسل والأنبياء، من كونهم رسل وأنبياء، يستمدون من خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، في حين إن الأولياء بما فيهم الرسل والأنبياء، من كونهم أولياء، يستمدون من خاتم الأولياء عيسى عليه السلام (وهو نبي ورسول وولي)، فلم يعد في هذا الكلام أي تناقض!
لكن الشيخ محمود غراب يخلط هنا بين مفهوم خاتم الولاية ومفهوم خاتم الولاية المحمدية، فالأول هو عيسى عليه السلام والثاني هو الشيخ محي الدين، و الشيخ محي الدين لم يكن يتكلم، في النص المنقول أعلاه من الفصوص، عن خاتم الولاية المحمدية، بل عن خاتم الأولياء على الإطلاق وهو عيسى عليه السلام وهو رسول ونبي وولي.
إدريس وإلياس عليهما السلام
ويثير الشيخ محمود قضية الخلاف على إدريس وإلياس عليهما السلام، هل هما شخصان أو شخص واحد؟ ففي الفصوص يقول الشيخ محي الدين في الفص الثاني والعشرين، فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية، أن "إلياس هو إدريس كان نبياً قبل نوح، ورفعه الله مكاناً علياً"، فيعدُّهما شخصاً واحداً، في حين يقول في الفتوحات: "أبقى الله تعالى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرسل الأحياء بأجسامهم في هذه الدار الدنيا ثلاثة وهم: إدريس بقي حياً بجسده وأسكنه الله السماء الرابعة، وأبقى في الأرض أيضاً إلياس وعيسى وكلاهما من المرسلين" (ج2: ص5)، فيعدهما شخصان، وكذلك في (ج1: ص254، ج2: ص445، ج2ص455، ج3: ص39، ج3: ص50، ج3: ص230، ج3: ص514).
والجواب هو أن الخلاف على إدريس وإلياس عليهما السلام خلاف مشهور بين العلماء؛ هل هما شخص واحد أم اثنان، وتذهب بعض الآراء إلى أن إدريس هو إلياس ولكنه رجع في وقت آخر بعد أن رفعه الله تعالى مكاناً علياً، فهما شخص واحد بمسميين، وذلك أن إلياس هو في العهد القديم إيليا وهو النبي المنتظر رجوعه، ولذلك نجد الشيخ يفرق بينهما أثناء الحديث عن المقامات في الفتوحات المكية في المواضع التي نقلها الكاتب مثلاً، في حين إنه يعدهما واحداً في الفصوص المتخصص في الحديث عن خصائص أعيان الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وهذا الكلام يؤكده ابن العربي نفسه في هذا الفص تحديداً حين يقول: "إلياس هو إدريس‏، كان نبياً قبل نوح، ورفعه الله مكاناً علياً، فهو في قلب الأفلاك ساكن وهو فلك الشمس. ثم بُعث إلى قرية بعلبك (أي بُعث من جديد)". فانظر إلى دقة كلامه حيث جمع بين القولين، فقال أنه هو هو ثم قال أنه كان نبياً ثم رفع ثم بعث باسم إلياس.
إحياء عيسى للموتى
ثم ينقل الشيخ محمود عبارة من الفصوص: "فكان إحياء عيسى للأموات إحياءً محققاً من حيثما ظهر عن نفخه"، ويقول: هل يُتصور أن يقول الشيخ الأكبر في إحياء عيسى للموتى أنه إحياء محقق من حيث ما ظهر عن نفخه؟
فإذا نقلنا العبارة كاملة: "فخرج عيسى يُحْيِي الموتى لأنه روح إلهي، وكان الإحياء للَّه والنفخ لعيسى، كما كان النفخ لجبريل والكلمة للَّه. فكان إحياء عيسى للأموات إحياءً محققاً من حيثما ظهر عن نفخه، كما ظهر هو عن صورة أُمه. وكان إحياؤه أيضاً متوهماً أنه منه وإنما كان للَّه." (ج1: ص139)، فليس هناك أي شيء غريب في هذا الكلام، وهو نفسه ما يقوله في الفتوحات: "فالأفعال من المخلوقين مقدرة من الله ووجود أسبابها كلها بالأصالة من الله، وليس للعبد ولا لمخلوق فيها بالأصالة مدخل إلا من حيث هو مظهر لها" (ج1: ص727)، وأمثال هذه العبارات.
تناقضه مع نفسه
ثم يدعي الأستاذ محمود وجود تناقض داخل الفصوص، فينقل من فص حكمة حقيّة في كلمة إسحاقية كلام الشيخ محي الدين في حق بقي بن مخلد[4] الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسقاه النبي في هذه الرؤيا لبناً، فصدّق بقيُّ بن مخلد رؤياه "فاستقاء فقاء لبناً ... فحرمه الله علماً كثيراً على قدر ما شرب" (ج1: 86). فيقول الأستاذ محمود: هل يعقل أن الشيخ يخطئ مثل هذا الخطأ فيكتب "على قدر ما شرب" بدلا من "على قدر ما استقاء".
وهذا أفضل مثال رأيته مما يمنع الناس من فهم كتب الصوفية، وهو هنا من شخص ينتمي لمدرسة الشيخ محي الدين، ولكنه يقرأ الكتاب وليس له هدف سوى البحث عن المعاني المخالفة لما وصل إليه من العلم، فيضيع بذلك إمكانية فهم النص الذي يعرف الجميع أنه من أعقد النصوص وأدقها.
والشاهد هنا في هذا الفص يدور على "تصديق الرؤيا"، فتصديق الرؤيا عكس تعبيرها، فلما صدقها بقي واستقاء فقاء لبناً، فما شربه كان لبناً وما قاءه كان لبناً، وهذا ما كسبه، ما وجد غير اللبن.
وأما لو عبَّرها بالعلم كما يجب، وما استقاء، لكان كسب قدْرَ ذلك من العلم.
وكما يشرح الشيخ في نفس هذا الفص، لما رأى سيدنا إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه، فصدَّق الرؤيا قال الله سبحانه وتعالى في سورة الصافات: (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ [104] قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [105] وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ [107])، فأخذ بظاهر الرؤيا ولم يعبِّرها فأراد أن يذبح ابنه، ففداه الله بذبح عظيم. فلو عبَّر بقي اللبن بالعلم لحصل على العلم، ولكنه لما صدَّقها وأخذها على ظاهرها بطلت الرؤيا كلها وخسر من العلم "على قدر ما شرب".
فما أدق الشيخ محي الدين في التعبير هنا: فلو قال "على قدر ما قاء"، لبقي الذي في بطنه عِلماً! ولكنه لما علم أن ما شربه من اللبن خرج لبناً حين استقاء، فقاء إما بعضه أو كله، خسر قدر جميع ما شرب وليس فقط قدر ما قاء، لأنه حين قاءه لبناً بطل تأويله بالعلم.
__________________________
[1] وهي أيضاً منشورة في كتابه: شرح فصوص الحكم من كلام الشيخ محي الدين ابن العربي، تحقيق وجمع وتأليف محمود محمود غراب، مطبعة زيد بن ثابت – دمشق، 1985.
[2] للمزيد عن هذا الموضوع راجع سيرة فضيلة الشيخ رمضان صبحي ديب الدمشقي في كتاب إيجاز البيان في سيرة فضيلة الشيخ رمضان، جمع وإعداد محمد علي حاج يوسف، دار طيبة الغراء – دمشق، 2012.
[3] راجع كتاب شمس المغرب: ص271.
[4] هو عبد الرحمن بقي بن مخلد القرطبي (201 هـ / 276 ه)، فقيه وإمام ومفسر أندلسي له تفسير للقرآن وكتاب في الحديث رتبه على أسماء الصحابة، وكتاب عن فتاوي الصحابة والتابعين.
.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» 09 - فص حكمة نورية في كلمة يوسفية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ. محمود محمود الغراب
» 03 - فص حكمة سبوحية في كلمة نوحية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ. محمود محمود الغراب
» 05 - فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ. محمود محمود الغراب
» 04 - فص حكمة قدوسية في كلمة إدريسية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب
» 08 - فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى