اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

اذهب الى الأسفل

11122023

مُساهمة 

توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Empty توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني




توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني 898 ه‍ - 973 ه‍ 

21 - [ توهّم “ لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن “ ] 

وممّا أجبت به من يتوهّم من قوله - تعالى - :وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها” 3 “ أنّ ذلك ممكن في حضرة التّقييد والإيمان ، ويقول “ 4 “ : لو أنّ اللّه - تعالى - “ 5 “ فعل كذا لكان أحسن : والجواب أنّ هذا جهل من قائله ، فإنّه يؤدّي إلى تغيير ما سبق به العلم الإلهيّ في الأزل ، وهو محال ، وإيضاح ذلك أنّ للحقّ - تعالى - حضرتين : حضرة إطلاق يفعل فيها ما يشاء ، وحضرة تقييد لا يخلف فيها الميعاد “ 6 “ ، ولا يغيّر ما كان ، فلا يجعل الكافر نبيّا ، ولا عكسه “ 7 “ ، بل جفّت فيها الأقلام ، وطويت الصّحف . 
ومن كلام أهل السّنّة والجماعة : ما كلّ “ 8 “ ممكن للقدرة الإلهيّة واقع ، وفي طرق الحديث القدسيّ السّابق : “ إنّ من عبادي من لا يصلح له إلّا الغنى ، ولو أفقرته لفسد حاله ، وإنّ من عبادي من لا يصلح له إلّا الفقر ، ولو أغنيته لفسد حاله ، وإنّ من عبادي من لا يصلح له إلّا السّقم ، ولو لم أسقمه لفسد حاله ، وإنّ من عبادي من لا يصلح له إلّا الصّحّة ، ولو أمرضته لفسد حاله “ “ 9 “ ، وعدّد - تعالى - أشياء “ 10 “ .
................................................................................
( 1 ) “ د “ : “ كما تقدم “ ليست فيها . 
( 2 ) هنا ينتهي كلام أبي طاهر المقتبس من “ سراج العقول “ ، 13 ب . 
( 3 ) ( السجدة ، الآية 13 ) . 
( 4 ) “ أ “ ، “ ب “ : “ وبقول “ ، ولعل “ يقول “ هو الأعلى . 
( 5 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 6 ) “ د “ : “ الميعاد “ ساقطة . 
( 7 ) “ د “ : العبارة : “ ولا عكسه إلا القضاء “ . 
( 8 ) “ أ “ ، “ ب “ : “ ما كان “ . 
( 9 ) تقدم تخريجه . 
( 10 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها .

“ 148 “
فإيّاك يا أخي ، ثمّ إيّاك والاعتراض على شيء من أفعال القدرة الإلهيّة إلّا إن شهدت لك قواعد الشّريعة ، فتنكّر بالشّرع نصرة للشّرع بوجهين مختلفين ، فتشهد أخذ الحقّ - تعالى - بناصية عبده إلى ذلك الفعل ، وتشهد وجه تكليفه العبد بعدم فعل ذلك الأمر ، فتنازع أقدار الحقّ - تعالى - بالحقّ للحقّ “ 1 “ كما قاله الشّيخ عبد القادر الجيليّ رضي اللّه عنه “ 2 “ ، وقال : الرّجل هو المنازع للقدر ؛ أي على حذف مضاف “ 3 “ إذا خالف الشّرع لا الموافق له ، انتهى . 
وسمعت سيّدي عليّا الخوّاص - رحمه اللّه تعالى - “ 4 “ يقول : بلغنا أنّ بعض الأكابر من أنبياء بني إسرائيل ابتلاه اللّه - تعالى - بالجوع والفقر والقمل عشر سنين ، وهو “ 5 “ يشكو حاله إلى اللّه عزّ وجلّ فلا يجيب دعاءه ، فقال : يا ربّ ، أما ترى حالي ،
................................................................................
( 1 ) “ ب “ : العبارة : “ فتنازع أقدار الحق تعالى بالحق “ . 
( 2 ) “ ب “ : “ رضي اللّه عنه “ ليست فيها . أما الجيلي فهو عبد القادر بن موسى بن يحيى الجيلاني الحنبلي ، وقيل : الكيلاني ، أو الجيلي ، من ذرية الحسن رضي اللّه عنه ، مؤسس الطريقة القادرية ، ولد في جيلان ، وراء طبرستان سنة ( 471 ه ) ، وقيل سنة ( 470 ه ) ، وانتقل إلى بغداد شابا ، فاتصل بشيوخ العلم والتصوف ، وسمع الحديث ، وتفقه ، وقرأ الأدب ، له من المصنفات “ الفتح الرباني “ ، قال عنه المناوي : “ أجمع على إمامته أهل الخلاف والوفاق ، وأقام أربعين سنة يصلي الصبح بوضوء العشاء ، ولما حضرته الوفاة كان رأسه تحت مخدة ، فقال : أنزلوا خدي عنها ، ضعوه على التراب ، لعل اللّه يرحمني ، ثم قال : هذا هو الحق الذي كنا عنه في حجاب ، من كلامه : دوام البلاء خاص بأهل الولاية الكبرى ، ليكونوا عاكفين على مناجاته ، وكذلك : إذا سألت ربك حاجة فتعام عن الجهات كلها ، ولا تنص على جهة معينة ، فإن ربك غيور ، فلا يفتح لك باب فضله وأنت محجوب عنه ، ناظرا إلى جهة أحد من عبيده . ألفت كتب في سيرته ، ومنها : “ قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر “ ، و “ بهجة الأسرار في مناقب سيدي عبد القادر “ ، توفي في بغداد سنة ( 561 ه ) . انظر ترجمته : الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، 12 / 242 ، وابن كثير ، البداية والنهاية ، 12 / 270 ، والشعراني ، الطبقات الكبرى ، 2 / 286 ، والمناوي ، الكواكب الدرية ، 2 / 253 ، وابن العماد ، شذرات الذهب ، 4 / 198 ، والكوهن الفاسي ، طبقات الشاذلية الكبرى ، 77 ، والنبهاني ، جامع كرامات الأولياء ، 2 / 196 ، والزركلي ، الأعلام ، 4 / 47 ، وبروكلمان ، تاريخ الأدب العربي ، 7 - 8 / 340 ، وعمر كحالة ، معجم المؤلفين ، 2 / 186 . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ حذف المضاف “ . 
( 4 ) “ ك “ : “ رحمه اللّه تعالى “ . 
( 5 ) “ ب “ : “ وهو “ ساقطة .

“ 149 “
ومرضي ، وفقري ، وجوعي ؟ فأوحى اللّه - عزّ وجلّ - “ 1 “ إليه : كم تشكو إليّ حالك ؟ هكذا كان بدء أمرك في أمّ الكتاب عندي قبل أن أخلق الدّنيا ، أفتريد أن أغيّر خلق الدّنيا كلّها من أجلك ، أم تريد أن أبدّل ما قدّرته عليك ، فيكون ما تحبّ فوق ما أحبّ ، ويكون ما تريد فوق ما أريد ؟ وعزّتي وجلالي ، لئن تلجلج هذا في صدرك مرّة أخرى ، لأمحونّ اسمك من ديوان النّبوّة “ 2 “ ، انتهى . وقد تقدّمت الإشارة إلى ذلك بعبارة أخرى ، وهذا من حضرة الإطلاق ، وإلّا فالنّبوّة وهب لا كسب ، وما كان وهبا من الحقّ - تعالى - فلا يقع فيه سلب كما قاله أهل الكشف ، واللّه أعلم .
وسمعت سيّدي عليّا الخوّاص - رحمه اللّه تعالى - “ 3 “ يقول : من كمال الوجود كونه متفاوتا في الذّوات والصّفات ؛ لأنّ ذلك من كمال القدرة الإلهيّة ، قال - تعالى - :بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ” 4 “ ، أي : لو أراد الخلق كلّهم أن يطيلوا “ 5 “ إصبعا خلقه اللّه ناقصا في الطّول عن أخيه لا يقدرون ، وقال - تعالى - :نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا” 6 “ ، ونحو ذلك من الآيات ، فكان من كمال الوجود أن يبرز من حضرة الغيب “ 7 “ على صورة ما سبق به العلم من عالم وجاهل ، وغنيّ وفقير ، ورئيس ومرؤوس ، وعالم وأعلم ، وصالح وأصلح ، وزاهد وأزهد ، وهكذا في جميع ما خرج من خزانة “ 8 “ الجود والفضل ، فعمّ جوده - سبحانه وتعالى - الأعلى والأدنى ، ولم يخصّ بجوده وفضله أحدا دون أحد ، فالملائكة يستمدّون من جوده ، والأنبياء يستمدّون من جوده ، وكذلك القول في خواصّ الأولياء ، وفي المؤمنين ، والكافرين ، كما أشار إليه قوله - تعالى - :كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً” 9 “ .
................................................................................
( 1 ) “ د “ : “ تعالى “ . 
( 2 ) “ ك “ : “ الأنبياء “ . 
( 3 ) “ ك “ : “ رحمه اللّه تعالى “ . 
( 4 ) ( القيامة ، الآية 4 ) . 
( 5 ) “ ب “ : “ أن الخلق كلهم أرادوا أن يطيلوا “ . 
( 6 ) ( الزخرف ، الآية 32 ) . 
( 7 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ الغيبة “ . 
( 8 ) “ ب“ : “ خزائن “، والعبارة في “ د “ : “في جميع ما خرج صورة من . . . “ . 
( 9 ) ( الإسراء ، الآية 20 ) .

“ 150 “
فإن قيل : قد جعلتم ملاذ الكافرين في الدّنيا استدراجا ، وجاء النّصّ بأنّهم يزادون “ 1 “ عذابا في الآخرة ، وأنّهم يردّون إلى أشدّ العذاب ، وأنّهم “ 2 “ لا يخفّف عنهم ما هم فيه ، وأنّ صفات الحقّ “ 3 “ لا تتناهى ، فأين رحمته للكفّار “ 4 “ حينئذ ؟ فالجواب أنّه - تعالى - يقدر على تعذيبهم بأشدّ من الأشدّ المهيّأ لهم ، المشار إليه بالألف واللّام ، انتهى “ 5 “ . 
وسمعته مرّة أخرى يقول : صدقة الحقّ - تعالى - غامرة سابغة على جميع العباد ، ولكن ، تارة يتصدّق على بعضهم بالجواهر ، وتارة بالذّهب ، وتارة بالفضّة ، وتارة بالفلوس الجدد ، وأعلى ما تصدّق به الحقّ “ 6 “ على عباده إيجاده “ 7 “ محمّدا صلّى اللّه عليه وسلّم ، ثمّ سائر الأنبياء على اختلاف طبقاتهم ، ثمّ الأتقياء على اختلاف طبقاتهم ، ثمّ “ 8 “ سائر الدّعاة إلى دين اللّه عزّ وجلّ ، فالأنبياء مثال “ 9 “ الجواهر النّفيسة على اختلاف أثمانها ، وخواصّ الأولياء مثال الذّهب ، والمؤمنون مثال الفضّة ، والفلوس والنّحاس مثال العصاة ، وتقدّمت الإشارة إلى نحو ذلك بعبارة أخرى عن سيّدي عليّ المرصفيّ رحمه اللّه تعالى “ 10 “ . 
فإن قيل : فما وجه صدقته - تعالى - على عباده بالكفّار ؟ 
فالجواب : وجهه كما تقدّم أنّه يدفع إلى كلّ مسلم يوم القيامة يهوديّ أو نصرانيّ ، فيقال له : هذا فداؤك من النّار “ 11 “ ، وربّما يقع ذلك في حقّ عصاة المؤمنين “ 12 “ من أهل جنّة الميراث ، فقد علمت كمال الوجود ، وأنّ جوده - تعالى - مطلق لا تحجير فيه لإنفاقه - تعالى - وتصدّقه على عباده بجميع ما أعطاه - تعالى - “ 13 “ لهم في خزائنه ، لا يدّخر عنهم شيئا ممّا فيها لهم ، فإيّاك يا أخي ، ثمّ إيّاك من الوقوع فيما فيه رائحة اعتراض على أفعال
................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ يزدادون “ . 
( 2 ) “ د “ : “ وأنه “ .  ( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ الحق تعالى “ . 
( 4 ) “ د “ : “ للكفار “ .  ( 5 ) انتهى كلام شيخه علي الخواص . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ الحقّ تعالى به “ . 
( 7 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ إيجاد محمد . . . “ . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ من “ . ولعل ما ورد في النسخ الأخرى هو الأعلى . 
( 9 ) “ د “ : “ مثل “ . 
( 10 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ رضي اللّه عنه “ . 
( 11 ) تقدم تخريجه . 
( 12 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ العصاة الموحدين “ . 
( 13 ) “ د “ : “ تعالى “ ساقطة . “ ك “ ، “ ز “ : “ ما أعدّه اللّه لهم “ .

“ 151 “
الحقّ تعالى “ 1 “ ، فربّما مسخ اللّه - تعالى - صورتك صورة خنزير كما وقع في زمن السّلطان محمّد بن قلاوون “ 2 “ ، فاعترض إنسان على ربّه ، وقال : لو أنّه فعل كذا لكان أفضل ، فمسخه - تعالى - في الحال على صورة خنزير ، ثمّ خرج من دمشق إلى البراري “ 3 “ ، فانقطع خبره ، واللّه يحفظ من يشاء كيف يشاء ، والحمد للّه ربّ العالمين .

22 - [ توهّم أنّ غضب الحقّ على وزان غضب الخلق] 
وممّا أجبت به من يتوهّم من غضب اللّه - تعالى - على من جعل له زوجة ويدا “ 4 “ ، وقال :يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ” 5 “ ، وإِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ” 6 “ ، أنّه على وزان “ 7 “ غضب الخلق على من خالف أمرهم ، وأساء الأدب معهم ، وذلك وهم باطل : والجواب أنّ الذي أجمع عليه أهل الحقّ أنّه - تعالى - ما أجرى على ألسنة بعض عباده كلمات الكفر باللّه “ 8 “ ، أو ما فيه سوء أدب معه - تعالى - إلّا تنبيها لعباده ليعلّمهم - تعالى –
................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ سبحانه وتعالى “ . 
( 2 ) هو الملك الناصر أبو الفتح محمد بن قلاوون ، ولد سنة ( 684 ه ) ، أقام في طفولته في دمشق ، وولي سلطنة مصر والشام سنة ( 693 ه ) ، وخلع منها لحداثة سنه ، وتولى الأمير بيبرس القيادة ، ولكنه اصطنع خطة لاسترداد السلطنة ، فزعم أنه قاصد بيت اللّه الحرام ، فنزل في قلعة الكرك سنة ، ثم وثب على دمشق ، فمصر ، فقاتل المظفر بيبرس وقتله بيده خنقا ، وشرد أنصاره ، كان ملكا مطاعا مهيبا محظوظا ذا دهاء وحزم ومكر ، طويل الصبر على ما يكره ، إذا حاول أمرا لا يسرع فيه بل يحتاط غاية الاحتياط ، له آثار عمرانية ضخمة ، كان مولعا بكرائم الخيل ، غاية في الكرم ، لم يضبط عليه أحد أنه أطلق لسانه بكلام فاحش في شدة غضبه ولا انبساطه ، وقد تسلطن من أولاده ثمانية ، توفي في القاهرة سنة ( 741 ه ) ، وصلى عليه عز الدين بن جماعة . انظر ترجمته : ابن حجر ، الدرر الكامنة ، 4 / 90 ، والزركلي ، الأعلام ، 7 / 11 . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ البوادي “ . 
( 4 ) “ أ “ ، “ د “ : “ وولدا “ ، ولعله تصحيف تدحضه الآية التي تليه . 
( 5 ) ( المائدة ، الآية 64 ) . 
( 6 ) ( آل عمران الآية ، 181 ) . 
( 7 ) الوزان : القبالة ، ولعل ما ورد في المتن هو الأليق بسياق الكلام ، فقد جاء في اللسان : “ ووزانه وبوزانه : أي قبالته “ . انظر : اللسان ، مادة “ وزن “ . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ باللّه تعالى “ .

“ 152 “
الحلم “ 1 “ على من خالف أمرهم ، فإنّ الرّبوبيّة لا تنتقم لنفسها لكونها خالقة لأفعال العباد وأقوالهم ، وإنّما تنتقم تأديبا للعصاة من العباد ، وزجرا لغيرهم أن يقعوا في مثل ما وقع فيه غيرهم ، وإذا كان سيّد المرسلين محمّد - صلّى اللّه عليه وسلّم - لم ينتقم لنفسه قط “ 2 “ تشريعا لأمّته ، وتعليما لهم ، ليحتملوا من آذاهم بقول أو فعل ، ولا يقابلونه بنظيره ، فكيف بربّ الأرباب ؟ وقد علمت بذلك يا أخي سوء أدب من قال حين وقع الخلق في عرضه ، وقابلهم بنظير ذلك إذا كان الحقّ - تعالى - لم يحتمل قول من قال فيه البهتان ، بل توعّده “ 3 “ بالنّار ، فكيف بمثلي ؟ انتهى . 

فإنّ مثل هذا لا يجوز فهمه في جانب الحقّ - تعالى - أبدا ، بل اللّائق أن يقول العبد : إنّما قضى اللّه - تعالى - “ 4 “ على بعض عبيد بسوء الأدب معه لأجلنا حتّى لا يقع أحدنا فيما وقعوا فيه ، ويكاد أحدنا يذوب من الخجل من اللّه تعالى ، وممّن وقعوا في سوء الأدب مع اللّه - تعالى - “ 5 “ لأجلنا لجعلهم عبرة لنا ، ولكونهم كانوا سببا في اجتنابنا ما وقعوا فيه من حيث الحكمة والتّقدير الإلهيان لا من حيث الحكم الشّرعيّ ، فافهم ، فإنّ هذا موضع تزل فيه الأقدام ، فإنّ كلّ من تأمّل وجد جميع من غضب اللّه عليهم لهم ؛ أي : 
لوجودهم الفضل على الذين كانوا سببا في تنفيره من الوقوع في نظير ما وقعوا فيه ، وإن لم يقصدوا هم شيئا من ذلك ، وهنا أسرار يذوقها أهل اللّه “ 6 “ لا تسطّر في كتاب لعلوّ مراقيها ، والحمد للّه ربّ العالمين .

23 - [ توهّم التّكليف بما هو فوق الطّاقة ] 
وممّا أجبت به من يتوهّم من قوله “ 7 “ - تعالى - “ 8 “ :رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ” 9 “ أنّ اللّه - تعالى - قد يكلّف عبده بما لا طاقة له به “ 10 “ بوجه من الوجوه 
................................................................................
( 1 ) “ ب “ : “ الحكم “ ، وهو تصحيف . 
( 2 ) “ ب “ : “ إلا تشريعا “ . 
( 3 ) “ د “ : “ يوعده “ . 
( 4 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 5 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها ، “ ز “ : “ بسوء الأدب معه . . . “ . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ . 
( 7 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ من نحو قوله “ . 
( 8 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 9 ) ( البقرة ، الآية 286 ) . 
( 10 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ به “ ساقطة .

“ 153 “
ولذلك شرع لنا سؤاله أنّه لا يكلّفنا بذلك : والجواب أنّ هذا توهّم باطل ، فإنّ أفعال الحقّ - تعالى - كلّها عين الحكمة لا بالحكمة كما مرّ ؛ لئلّا تكون الحكمة علّة لها ، وتعالت أفعال اللّه - تعالى - عن العلل ، والدّور ، والتّسلسل .
وسمعت سيّدي عليّا الخوّاص - رحمه اللّه تعالى - “ 1 “ يقول : لو صحّ أن يكلّف اللّه - تعالى - “ 2 “ عبدا بما فوق طاقته ما كان للّه الحجّة البالغة على عباده ، وقد قال “ 3 “ - تعالى - :قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ” 4 “ ، وقال “ 5 “ :لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها” 6 “ ، وقوله - تعالى - حقّ وصدق “ 7 “ لا شكّ فيه ، انتهى . 
فيجب على كلّ عبد الإيمان والتّصديق بما وعد اللّه عزّ وجلّ ، وبما أضافه إلى عباده “ 8 “ من الأفعال التي يؤاخذهم عليها إلى أن يكشف اللّه - تعالى - عنه الحجاب في الدّنيا ، أو في يوم القيامة ، ويعلم الأمر يقينا ، ويعرف وجه نسبة الفعل إلى اللّه “ 9 “ ، ووجه نسبته إلى العبد بطريق محقّق لا شبهة فيه ، ولولا خوف إثارة الفتن “ 10 “ من المحجوبين لأظهرنا ذلك لإخواننا ، وستأتي نبذة من ذلك في “ 11 “ الجواب الآتي بعده إن شاء اللّه تعالى ، فاللّه - تعالى - يمنّ عليهم بكشف الحجاب ، ويجعلهم ممّن يقيم الحجّة على نفسه دون ربّه باطنا وظاهرا ، آمين “ 12 “ . 
فعلم أنّ من توهّم في اللّه - تعالى - أن يحمّله من التّكاليف ما فوق طاقته فهو مسيء الأدب مع اللّه - تعالى - لما في ذلك من رائحة إقامة الحجّة على اللّه في سرّه ، ولا يليق بالعبد إلّا أن يفدي الحقّ - تعالى - بنفسه في كلّ ما فيه رائحة اعتراض على شيء من أفعال القدرة الإلهيّة ، فإنّ اللّه - تعالى - قد أضاف الفعل إلى العبد كما أضافه - تعالى - إلى نفسه ، وهو “ 13 “ صادق في كلتا الإضافتين “ 14 “ ، فلابدّ لذلك من محلّ ينكشف للعبد
................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ساقطة . 
( 2 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها .  ( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ . 
( 4 ) ( الأنعام ، الآية 149 ) .   ( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ وقال تعالى “ . 
( 6 ) ( البقرة ، الآية 286 ) . 
( 7 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ صدق وحق “ . 
( 8 ) “ ب “ : “ أضاف إليه عباده “ .  ( 9 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ . 
( 10 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ الفتنة “ . 
( 11 ) “ أ “ ، “ ب “ : “ في “ ساقطة . 
( 12 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ آمين ، اللهم آمين “ . 
( 13 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ وهو تعالى “ . 
( 14 ) في النسخ جميعها : “ كلا الإضافتين “ .

“ 154 “
المحجوب “ 1 “ فيه الأمر ، فجزى اللّه الأشياخ عن الأمّة خيرا في عملهم على كشف حجب المريدين حتّى يخرجوا عن النّفاق ، ويصير أحدهم لا يقول شيئا بلسانه إلّا وهو مصدّق به بقلبه ، أو مشاهد له ، وذلك في مقام الإحسان ، ومقام الإيقان ، وما دام العبد لم يدخل هذين المقامين فمن الواجب عليه الإيمان بما أخبر اللّه - تعالى - به لا أنزل من ذلك ، فما بعده إلّا الكفر باللّه ، واللّه عليم حكيم .

24 - [ توهّم الجبريّة ] 
وممّا أجبت من يتوهّم من نحو قوله - تعالى - :قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ” 2 “ ، أنّ المراد بها تعليمنا الأدب معه “ 3 “ لا تحقيق المناط “ 4 “ ؛ كما قالوا في المثل السّائر : “ يد لا تقدر على عضّها قبّلها “ “ 5 “ ، وربّما قال هذا المتوهّم أيضا ولو في نفسه : كيف يؤاخذني اللّه - تعالى - “ 6 “ على أمر قدّره “ 7 “ عليّ قبل أن أخلق مع علمه - تعالى - بعجزي عن ردّ أقداره النّافذة فيّ ، وربّما قال أيضا إنّ اللّه - تعالى - هو الخالق لذواتنا ولصفاتنا ولقوانا ، فلا نتحرّك إلّا إن حرّكتنا قدرته تعالى ، فأين وجه إضافة الأفعال إلينا ؟ ولكن ، قد أحسن من قال :ألقاه في اليمّ مكتوفا وقال له * إيّاك إيّاك أن تبتلّ بالماء ، انتهى “ 8 “ .والجواب عن هذا كلّه أنّه كلام ساقط لا يقع إلّا من جاهل باللّه - تعالى –
................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ المحجوب “ ساقطة . 
( 2 ) ( الأنعام ، الآية 149 ) . 
( 3 ) “ ك “ : “ تعليم الأدب معه تعالى “ . 
( 4 ) “ ز “ : “ لا بتحقيق المناط “ . 
( 5 ) هذا من الأمثال المتأخرة ، وقد ورد في كتاب الغزي العامري “ الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث “ ، ورقمه ( 636 ) ، 1 / 262 ، ونصه ثم : “ يد لا تقدر على قطعها فقبلها “ . 
( 6 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 7 ) “ د “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ قدره اللّه علي “ . 
( 8 ) الشعر من البسيط للحلاج ، وقبله :ما حيلة العبد والأقدار جارية * عليه في كل حال أيها الرائيانظر : سمير السعيدي ، الحسين بن منصور ، الحلاج : حياته وشعره ونثره ، 123 ، وقاسم عباس ، الحلاج : أعماله الكاملة ، 288 .

“ 155 “
وبأحكامه ، وقد قالت الرّسل - عليهم الصّلاة والسّلام - الذين هم أعلم الخلق باللّه - تعالى - “ 1 “ وبأحكامه :رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ” 2 “ ، وقال موسى - عليه الصّلاة والسّلام - “ 3 “ :رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي” 4 “ ، وقال يونس - عليه الصّلاة والسّلام - في الظّلمات :أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ( 87 ) “ 5 “ ، فأضافوا كلّهم “ 6 “ الظّلم إلى أنفسهم دون اللّه “ 7 “ إضافة محقّقة مفهومة لهم ، ولا شكّ أنّ الأنبياء - عليهم الصّلاة والسّلام - أعرف بمعاني كلام ربّهم من جميع العارفين من الأولياء فضلا عن غيرهم ، وقد أيّدهم اللّه - تعالى - وصدّقهم على إضافتهم الظّلم إلى العباد بقوله - تعالى - :وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” 8 “ ، وبقوله - تعالى - :إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ” 9 “ ، وبقوله - تعالى - :وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ( 76 ) “ 10 “ ، وبقوله - تعالى - :وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ” 11 “ ، وحاشا الحقّ - جلّ وعلا - وأنبيائه أن يخبروا إلّا بالواقع ، فأين إيمان هذا المتوهّم المذكور بأخبار اللّه - تعالى - وبأخبار أنبيائه ، ولعلّ غالب النّاس من العامّة واقعون في هذا التّوهّم .
فإن قال قائل : فلأيّ شيء قسّم الحقّ - تعالى - عبيده إلى شقيّ وإلى سعيد ؟ 
ولم لم “ 12 “ يجعل العالم كلّه سعيدا ؟ أو على ما قرّرتموه ، فالعبد هو الذي أشقى نفسه ، فكيف الحال ؟ 
فالجواب أنّ مثل ذلك من علم سرّ “ 13 “ القدر ، ويكفينا الإجماع أنّه لا فاعل في
................................................................................
( 1 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 2 ) ( الأعراف ، الآية 23 ) . 
( 3 ) “ أ “ ، “ د “ : “ عليه الصلاة والسلام “ ليست فيهما ، “ ز “ : “ عليه السلام “ . 
( 4 ) ( القصص ، الآية 16 ) . ( 5 ) ( الأنبياء الآية ، 87 ) . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ كلهم “ ساقطة ، والعبارة : “ فأضافوا الظلم “ . 
( 7 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ . 
( 8 ) ( النحل ، الآية 118 ) .   ( 9 ) ( الرعد ، الآية 11 ) . 
( 10 ) ( الزخرف ، الآية 76 ) . 
( 11 ) ( فصلت ، الآية 46 ) . 
( 12 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ لم “ ساقطة ، وبذا يقلب المعنى . 
( 13 ) “ ب “ : “ من علم القدرة “ .

“ 156 “
الوجود سواه ، ولا موجود بذاته إلّا إيّاه ،وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ( 96 ) “ 1 “ ،لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ( 23 ) “ 2 “ ،فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ” 3 “ ،وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ( 99 ) “ 4 “ ،وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ ( 118 ) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ” 5 “ ،وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ” 6 “ .
وأمّا قول هذا العبد “ 7 “ : كيف يؤاخذني اللّه - تعالى - على أمر قدّره اللّه “ 8 “ عليّ قبل أن أخلق مع علمه بعجزي عن ردّ أقداره النّافذة فيّ ؟ 
فالجواب أنّا نقول لهذا العبد : أما أنت “ 9 “ محلّ لجريان أقداره عليك أزلا في علمه كما هو مشاهد ؟ فلا يسعه إلّا أن يقول : نعم ، أنا محلّ لجريان أقداره فيّ ، فنقول له : قد أنصفت إذا ، وسقط اعتراضك حيث كنت ، كذلك في الافتتاح ، ولا يمكن تغيير ما سبق به العلم . 
وإن قال بقول المعتزلة “ 10 “ إنّه يخلق أفعال نفسه ، قلنا له : فإذا يقام عليك ميزان
................................................................................
( 1 ) ( الصافات ، الآية 96 ) . 
( 2 ) ( الأنبياء ، الآية 23 ) . 
( 3 ) ( الأنعام ، الآية 149 ) . 
( 4 ) ( يونس ، الآية 99 ) . 
( 5 ) ( هود ، الآيتان 118 ، 119 ) . 
( 6 ) ( هود ، الآية 119 ) . 
( 7 ) “ أ “ : “ هذا الضد “ . 
( 8 ) “ ب “ ، “ ز “ : “ اللّه “ ليست فيها ، والعبارة : “ قدره علي “ . 
( 9 ) “ ب “ : “ إنك أنت . . . “ . 
( 10 ) المعتزلة أصحاب العدل والتوحيد ، ويلقبون بالقدرية ، والذي يعمهم من الاعتقاد أن اللّه - تعالى - قديم ، والقدم أخص وصف لذاته ، ونفوا الصفات القديمة أصلا ، فقالوا هو عالم لذاته ، قادر لذاته ، حي لذاته ، لا بعلم وقدرة وحياة ، واتفقوا على أن كلامه محدث مخلوق في محل ، وهو حرف وصوت ، كتب أمثاله في المصاحف ، واتفقوا على رؤية اللّه بالأبصار في دار القرار ، ونفي التشبيه عنه من كل وجه مكانا وصورة وجسما وتحيزا وانتقالا وتغيرا وتأثيرا ، واتفقوا على أن العبد قادر خالق لأفعاله ، خيرها وشرها . انظر مقولاتهم : الشهرستاني ، الملل والنحل ، 1 / 8 ، والجرجاني ، التعريفات ، 338 .

“ 157 “
العدل في قوله - تعالى - :لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ” 1 “ ، فلم نفسك ، ولا تلم ربّك ، فإنّك ادّعيت “ 2 “ أنّك أنت الذي تخلق كلّ ما يقع على يديك من الأعمال ، والأقوال ، وقد سمع الشّيخ محيي الدّين ابن العربي - رضي اللّه تعالى عنه - “ 3 “ شخصا يقول :
كيف يؤاخذني الحقّ - تعالى - على فعل قدّره عليّ قبل أن أخلق ، وهو يعلم عجزي عن ردّ أقداره النّافذة فيّ ؟ فقال له الشّيخ : فهل تعلّق علمه - تعالى - بك إلّا على صورة ما أنت عليه في نفسك ، فقال : نعم ، لم يتعلّق علمه بي إلّا على صورة ما أنا عليه ، فقال له الشّيخ : 
فإذا لم نفسك ، ولا تلم الحقّ جلّ وعلا ، فإنّه ما نسج لك إلّا ما غزلته من رقيق، أو غليظ، أو نفيس، أو خسيس ، أو حرير ، أو مشاقة كتّان “ 4 “ ، انتهى . 
ومن فهم ذلك عرف صدق قوله - تعالى - :وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ” 5 “ ،وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” 6 “ ، ونحوها من الآيات ، وإنّ ذلك من باب تحقيق الأمر لا من باب تعليم الخلق الأدب مع ربّهم ، فإن قلت : فما وجه “ 7 “ إتيانه - تعالى - “ 8 “ بصيغة “ ظلّام “ دون “ ظالم “ ؟ فإنّه لمّا “ 9 “ انتفى الظّلم عن الحقّ - تعالى - مرّة واحدة ، انتفى عنه الظّلم مرّات من باب أولى ، فالجواب أنّه - تعالى - إنّما جمع بالنّظر لمجموع أفراد العالم ، فلا يظلم هذا ، ولا هذا ولا هذا “ 10 “ ، فما أتى بصيغة الجمع إلّا ردّا لما يتوهّمه كلّ عبد من المتوهّمين في زعمه في الباطن “ 11 “ ، ولا يقدر على التّلفّظ به ، فأفهم على أنّه لا يصحّ وصفه - تعالى - بالظّلم لعبد بوجه من الوجوه لأنّه مالكه ، وخالقه ، ولكن لمّا كانت هذه الدّار دار حجاب “ 12 “ ، فربّما خطر على بال العبد شيء من
................................................................................
( 1 ) ( البقرة ، الآية 286 ) . 
( 2 ) “ أ “ : “ ادعيت “ ساقطة . 
( 3 ) “ ك “ : “ رضي اللّه عنه “ . 
( 4 ) المشاقة من الكتان والقطن والشعر : ما خلص منه ، وقيل هو ما طار وسقط عن المشق ، وهو المشط . 
( 5 ) ( فصلت ، الآية 46 ) .    ( 6 ) ( النحل ، الآية 118 ) . 
( 7 ) “ أ “ : “ وجه “ ساقطة .   ( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ساقطة . 
( 9 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ فإنه إذا “ . 
( 10 ) “ ب “ ، “ ز “ : “ ولا هذا “ ساقطة . 
( 11 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ الباطل “ ، وهو تصحيف . 
( 12 ) “ ب “ : “ الدار حجاب “ .

“ 158 “
الاعتراض ، وتأمّل إذا كشف اللّه - تعالى - الحجاب عن الخلق ، وأمر “ 1 “ القيامة أن تقوم ، ويهلك الخلق كلّهم بالنّفخة ، كيف لا يخطر على بال أحد الاعتراض أبدا لانكشاف الحجاب عن الخلق كلّهم ؟ 

فإن قال قائل : فإذا كان كلّ شيء يقع في “ 2 “ العالم سبق به علم اللّه “ 3 “ القديم الذي لا افتتاح له ، فما معنى قوله - تعالى - :وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ” 4 “ ؟ 
فالجواب أنّه - تعالى - “ 5 “ يعلم أنّ المجاهدين قبل الجهاد مجاهدون بالقوّة ، وحين الجهاد بالفعل ، وقال بعض القوم إنّه - تعالى - ما قال ذلك إلّا دهليزا لإقامة الحجّة على العباد تنزّلا لعقولهم ؛ ليريهم - تعالى - بيان صدقهم في دعاويهم المحبّة له ، أو الرّضا بأقداره ، أو الصّبر تحت بلائه مع إجماع سائر الملل والنّحل أنّ اللّه - تعالى - عالم بجميع ما يقع من عباده في مستقبل الزّمان دنيا وأخرى ؛ لأنّه - تعالى - “ 6 “ خالقهم وخالق أفعالهم ، وقد قال - تعالى - :أَ لا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ( 14 ) “ 7 “ . 
ولكن ، لمّا كان كلّ أحد لا يقدر على دوام شهوده “ 8 “ لهذا العلم ابتلاهم اللّه تعالى ، ومعلوم عند كلّ عاقل أنّ الحجّج إنّما تقام عادة على المحجوبين عن حكمة أسرار أفعال اللّه - تعالى - “ 9 “ في العالم بخلاف من رفع حجابه ؛ كالأنبياء وأهل الكشف لا يقام عليهم حجّة لا في الدّنيا ولا في الآخرة لشهودهم الكمال في أفعال “ 10 “ اللّه تعالى ، ولإقامة الحجّة على نفوسهم ، فعلم ممّا قرّرناه أنّه يجب على العبد أن يعلم أنّه لا يجري عليه إلّا ما كان هو عليه في علم اللّه - عزّ وجلّ - القديم ، وما فوق إقامة الحجّة هو موضع لا
................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ فأمر “ . 
( 2 ) “ د “ ، “ ز “ : “ من “ . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ . 
( 4 ) ( محمد ، الآية 31 ) ، وفي “ أ “ : “ ولنبلونكم حتى نعلم “ . 
( 5 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ فالجواب أن اللّه تعالى “ . 
( 6 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 7 ) ( الملك ، الآية 14 ) . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ شهود “ . 
( 9 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 10 ) “ د “ : “ أقوال “ ، وهو تصحيف صوابه ما ورد في النسخ الأخرى .
 

“ 159 “
يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ( 23 ) “ 1 “ ، وإنّما كانوا يسألون دونه - تعالى - لأنّ الحقّ - تعالى - “ 2 “ إذا أطلعهم عند السّؤال على الحالة التي كانوا عليها في العلم الذي لا افتتاح له تحقّقوا أنّ علمه - تعالى - ما تعلّق بهم في الأزل إلّا بحسب ما هم عليه فيه ، وأنّه ما حكم عليهم إلّا ما كانوا عليه ، فإنّ وجودهم بأحوالهم في العلم الإلهيّ لا يقال فيه إنّه مخلوق ، وإنّما المخلوق خروجهم من مكنون علمه الأزليّ إلى فضاء عالم الشّهادة ، فهذا الذي يقال فيه مخلوق ، ومن هنا كان اعتقاد من يعتقد أنّه - تعالى - كان “ 3 “ خالقا بالاختيار والإرادة لا بالذّات ، فافهم ، وإيّاك والغلط ، واسمع يا أخي في تحصيل “ 4 “ مقام الاطّلاع على مذهب المشهد النّفيس لتصير تقيم الحجّة للّه - تعالى - على نفسك بحقّ وصدق ، ولا يكاد يخطر في بالك رائحة اعتراض على أحكام ربّك . 

وسمعت سيّدي عليّا الخوّاص - رحمه اللّه - يقول : كلّ من لم يطلعه اللّه - تعالى - على الحكمة في أفعاله - تعالى - فمن لازمه الاعتراض غالبا ، بخلاف من اطّلع على تلك الحكمة، فإنّه يصير يعترف “ 5 “ بالحجّة البالغة للّه عليه من ذات نفسه طائعا مختارا، كشفا ويقينا ، لا أدبا وتسليما من غير ذوق ، كما هو شأن العوامّ ، انتهى. 
وسمعته - رضي اللّه عنه - “ 6 “ مرارا يقول : لو كنت ذا سلطان لضربت عنق كلّ من رأيته ينشد قول القائل :ألقاه في اليمّ مكتوفا وقال له * إيّاك إيّاك أن تبتلّ بالماء “ 7 “لما في ذلك من رائحة إقامة الحجّة على اللّه “ 8 “ ، والمروق من تحت طاعته اختيارا ، انتهى . 
فعلم أنّ مثل هذا القول لا يصدر من عارف باللّه تعالى ؛ لأنّ العارف سداه
................................................................................
( 1 ) ( الأنبياء ، الآية 23 ) . 
( 2 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ كان “ ساقطة . ب “ : العبارة : “ أنه كان تعالى . . . “ . 
( 4 ) “ ب “ : “ في مقام “ . 
( 5 ) “ أ “ : “ يعترض “ ، وإخاله تصحيفا لا يستقيم به المعنى . 
( 6 ) “ ب “ : “ رضي اللّه عنه “ ليست فيها ، “ ك “ ، “ ز “ : “ رضي اللّه تعالى عنه “ . 
( 7 ) تقدم تخريجه . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ .

“ 160 “
ولحمته “ 1 “ أدب مع اللّه تعالى ، وأنّ حجّة اللّه “ 2 “ قائمة على كلّ مؤمن ، وعبارة الشّيخ محيي الدّين ابن العربي “ 3 “ في “ الفتوحات “ في معنى قوله - تعالى - :قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ” 4 “ : 

اعلم يا أخي أنّ أكثر النّاس لا يعلمون وجه هذه الحجّة ، وإنّما يأخذونها على وجه الإيمان بها والتّسليم ، ونحن وأمثالنا إنّما نأخذها عيانا ويقينا لعلمنا بموقعها ، ومن أين جاء الحقّ بها ، انتهى “ 5 “ . 
ثمّ إنّ من علامة من يأخذ حجّة اللّه “ 6 “ عليه على وجه الإيمان والتّسليم دون الذّوق والعيان ألّا يتخيّل الحجّة عليه على وجهها “ 7 “ حقيقة ، بل ربّما لسان حاله يقول : لو مكّنني الحقّ - تعالى - “ 8 “ من الاحتجاج حين يسألني عن ذلك لقلت له : يا ربّ ، أنت الذي فعلت ذلك حقيقة ، وقدّرته “ 9 “ عليّ في الأزل قبل أن أخلق ، فلا يصحّ منّي تركه بألّا يقع على يديّ ، ولكنّ الأدب منّا ألّا نسألك يا ربّ عمّا تفعل وتضيفه إلينا ، ومثل هذا القول لا يقع إلّا من جاهل بالأمر على ما هو عليه ، بل للّه الحجّة البالغة مطلقا “ 10 “ .
................................................................................
( 1 ) السّدى خلاف لحمة الثوب ، وقيل أسفله ، وقيل ما مدّ منه ، واحدته سداة ، ويقال : ما أنت بلحمة ولا سداة ولا ستاة ؛ يضرب لمن لا يضر ولا ينفع ، ولعل المتعين من عبارة الشعراني أن العارف كله أدب مع اللّه بشحمه ولحمه . انظر : اللسان ، مادة “ سدا “ . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ حجة اللّه تعالى “ . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رضي اللّه تعالى عنه “ . 
( 4 ) ( الأنعام ، الآية 149 ) . 
( 5 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 352 . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ . 
( 7 ) “ د “ : “ على وجه الإيمان “ ، “ ك “ : “ على وجهه “ . 
( 8 ) “ ب “ : “ اللّه تعالى “ . 
( 9 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ أو قدرته “ . 
( 10 ) “ د “ ، “ ك “ : “ بل الحجة البالغة للّه مطلقا “ . 
* * *
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 11 ديسمبر 2023 - 21:02 من طرف عبدالله المسافربالله

توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

25 - [ مذهب الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في قول الحقّ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ ] 

وقد قال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي “ 11 “ في الباب السّابع والخمسين وأربعمائة في قوله
................................................................................
( 11 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رضي اللّه عنه “ .

“ 161 “
- تعالى - “ 1 “ :فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ” 2 “ : اعلم أنّ الحجّة ما كانت بالغة علينا إلّا من جهة كون العلم تابعا “ 3 “ للمعلوم ، وما تميّز علم الحقّ - تعالى - عن المعلوم إلّا “ 4 “ من حيث كونه - تعالى - له رتبة الفاعليّة على العالم كلّه ؛ إذ العالم كلّه مفعوله ، فإذا قال المعلوم شيئا ، أو فعله ، كان للّه الحجّة البالغة عليه لو قال : كيف يؤاخذني اللّه “ 5 “ بأن يقول له - تعالى - : ما تعلّق علمي “ 6 “ بك إلّا على ما أنت عليه في حال عدمك ، وحال وجودك ، فما أبرزتك إلى الوجود إلّا على قدر ما أنت عليه في ذاتك ، وعلى قدر قبولك واستعدادك ، وحينئذ يعرف العبد أنّ ذلك هو الحقّ ، وتندحض حجّة الخلق كلّهم في موقف العرفان الإلهيّ الخاصّ بالأكابر “ 7 “ . 

وأمّا موقف العرفان في العموم فالأمر فيه قريب ، ويختلف الحكم فيه بحسب فهم الرّجال ، فما كلّ أحد تقام عليه حجّة هي عين ما تقام على عبد آخر أبدا ، بل لكلّ عبد حجّة عند اللّه “ 8 “ تقام عليه كما يليق بمقامه “ 9 “ ، وذلك ليظهر الحقّ - تعالى - لهم فضله عليهم ، أو يظهر لهم مقام كونه - تعالى - “ 10 “ هو القاهر فوق عباده ، فإنّه ما قهرهم إلّا بالحجّة البالغة عليهم ، وهو الحكيم الخبير ، فيظهر لكلّ عبد ما يقيم تعالى به “ 11 “ الحجّة
................................................................................
( 1 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة منازلة التكليف المطلق “ ، وقد افتتحه بقوله :
حكم التكاليف بين اللّه والناس * من عهد والدنا المنعوت بالناسي انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 104 . 

( 2 ) ( الأنعام ، الآية 149 ) . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ تابعا “ ساقطة . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ لا “ ، وهو تحريف يقلب المعنى . 
( 5 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ اللّه “ ليست فيها . 
( 6 ) “ ب “ : “ علمه “ . 
( 7 ) الكلام لمحيي الدين في الفتوحات المكية ، 7 / 105 . 
( 8 ) “ ك “ : “ اللّه تعالى “ . 
( 9 ) العبارة في الفتوحات : “ فما كل أحد تقام عليه حجة تقام على الآخر ، فلكل صنف حجة عند اللّه بها يظهر فوق عباده ، وهو القاهر بالحجة فوق عباده ، وهو الحكيم الخبير ، حيث يظهر على كل صنف بما تقوم به الحجة للّه عليه “ . انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 105 - 106 . 
( 10 ) “ ب “ : قوله : “ لهم فضله عليهم ، أو يظهر لهم مقام كونه تعالى “ ساقط . 
( 11 ) “ ك “ : “ ما يقيم به تعالى “ .

“ 162 “
عليه ، فلولا إطلاق التّكليف ما جعل نفسه - تعالى - “ 1 “ محاجّا لنا ، ولا عمل لنا معه مجلس حكم ، ولا ناظرنا تعالى ، وهذا من جملة إنصاف الحقّ - تعالى - عباده ليطلب منه النّصف ، انتهى “ 2 “ .
وقال في الباب السّابع والسّبعين والمائة في معنى قوله - تعالى - “ 3 “ :قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ” 4 “ : اعلم أنّ في هذه الآية “ 5 “ أعظم دليل على أنّه - تعالى - ما كلّف عباده إلّا ما يطيقونه عادة ، ولم يكلّفهم بنحو الصّعود إلى السّماء بلا سبب ، ولا بالجمع بين الضّدّين ، ولو أنّه - تعالى - كان كلّفهم بذلك لما كان يقول :فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ، بل كان يقول “ “ فللّه أن يفعل ما يريد “ ، كما قال :لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ” 6 “، في أصل القسمة “ 7 “ الأزليّة، فهذا موضع“ لا يسأل عمّا يفعل“. 
وقال في باب الأسرار “ 8 “ : من احتجّ عليك بما سبق في علمه “ 9 “ فقد حاجّك بالحقّ ، لكنّها حجّة لا تنفع صاحبها ، ولا تعصم جانيها “ 10 “ ، ومع كونها ما نفعت سمعت وقيل بها ، وإن عدل الشّرع عن مذهبها ، فإنّه - تعالى -لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ( 23 ) ، ولكنّ أكثر النّاس لا يشعرون ، وأطال في ذلك ، ثمّ قال : ومثل التّلفّظ في هذه المسألة لا يكون جهارا ، ولا ينبغي التّكلّم بها إلّا إشعارا ، مع أنّه لو جهر بها لكانت
................................................................................
( 1 ) “ ب “ : العبارة : “ ما جعل تعالى نفسه “ . 
( 2 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 105 . 
( 3 ) عنوان هذا الباب : “ في معرفة مقام المعرفة “ ، وقد افتتحه بقوله :
من ارتقى في درج المعرفة * رأى الذي في نفسه من صفه 
لأنها دلت على واحد * للفرق بين العلم والمعرفة انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 3 / 447 . 
( 4 ) ( الأنعام ، الآية 149 ) . 
( 5 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ اعلم أن هذه الآية أعظم “ . 
( 6 ) ( الأنبياء ، الآية 23 ) ، وفي “ د “ و “ ك “ و “ ز “ : “ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون “ . 
( 7 ) “ ب “ : “ القيامة “ ، وهو تصحيف لا يستقيم . 
( 8 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 8 / 117 . 
( 9 ) “ ك “ : “ علمه تعالى “ . 
( 10 ) عبارة الفتوحات : “ لا تنفع قائلها ، ولا تعصم حاملها “ . انظر : الفتوحات المكية ، باب الأسرار ، 8 / 117 .

“ 163 “
علما ، ونفحت فهما ، وأورثت في الفؤاد كلما دونه تخرّ القمم لما يؤدّي ذلك إليه من درس الطّريق الأمم الذي عليه جميع الأمم ، وإن كان كلّ دابّة هو آخذ بناصيتها ، فافهم “ 1 “ . 
وقال في الباب الخامس والثّلاثين وثلاثمائة في قوله - تعالى - :وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” 2 “ : من فهم مواقع خطاب اللّه - عزّ وجلّ - لم يتوقّف في شيء أضافه الحقّ - تعالى - إلى نفسه ، أو إلى عباده ، فإنّ قوله - تعالى - “ 3 “ :وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ لا بدّ لها من مصرّف ؛ لأنّه - تعالى - لا يقول إلّا الحقّ ، ومن مصارفها أن تكون هذه الآية “ 4 “ في حقّ الطّائفة الذين يقولون : نحن نخلق أفعال نفوسنا ، فيقال لهم : 
إذا أنتم الذين ظلمتم أنفسكم ، انتهى “ 5 “ . وقد أجمع أهل الملل والنّحل على أنّ اللّه - تعالى - “ 6 “ عالم بكلّ شيء ،أَ لا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ” 7 “ . 
وقال في الباب الرّابع والخمسين من “ الفتوحات “ “ 8 “ : “ اعلم أنّ الحقّ - تعالى - لا يعزب عن علمه شيء بإجماع أهل الملل والنّحل ؛ حتّى الذين قالوا ابتداء : إنّ علم الحقّ - تعالى - يتعلّق بالكلّيّات دون الجزئيّات ، فإنّهم لم يقصدوا بذلك نفي اعلم الحقّ - تعالى - بالجزئيّات ، وإنّما قصدوا أنّه - تعالى - يعلم الجزئيّات في ضمن علمه بالكلّيّات ، ولا
................................................................................
( 1 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، باب الأسرار ، 8 / 117 ، وقد تصرف الشعراني بعبارة الفتوحات ، والمعنى واحد . 
( 2 ) ( النحل ، الآية 118 ) . 
( 3 ) “ ب “ : قوله : “ وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون “ : من فهم مواقع خطاب اللّه عز وجل لم يتوقّف في شيء أضافه الحق تعالى إلى نفسه ، أو إلى عباده ، فإن قوله تعالى “ ساقط . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ الآية “ ساقطة . 
( 5 ) انتهى كلام محيي الدين ، ولم أعثر عليه في الباب الذي أشار إليه الشعراني إلا بلفظ عام ، وأحسب أن الشرح للشعراني . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 5 / 200 ، وله حديث طويل عن مفهوم هذه الآية في الباب الثاني عشر وأربعمائة ، 7 / 24 . 
( 6 ) “ ب “ : “ أنه تعالى “ .    ( 7 ) ( الملك ، الآية 14 ) . 
( 8 ) عنوان هذا الباب في الفتوحات : “ في معرفة الإشارات “ . وقد استفتحه بقوله :علم الإشارة تقريب وإبعاد * وسيرها فيك تأويب وإسآد 
تنبيه عصمة من قال الإله له * كن فاستوى كائنا والقوم أشهادانظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 1 / 420 .

“ 164 “
يتوقّف علمه بها على تفصيلها بالعدد كما يحتاج إليه خلقه ، فقصدوا التّنزيه للحقّ - تعالى - لفظا ، فأخطؤا في التّعبير بما يوهم خلاف المراد ، ولو أنّ من نصب الخلاف بيننا وبين الفلاسفة فهم ما ذكرناه ما كفّرهم بذلك ، وإن كانوا كفّارا من وجوه أخر “ 1 “ .
وقال في باب الأسرار : اعلم أنّه ليس في علم الحقّ “ 2 “ - تعالى - إجمال ؛ إذ الإجمال في المعاني محال ، وإنّما الإجمال في الأقوال والأفعال “ 3 “ . 
وقال في الباب الحادي عشر وأربعمائة من “ الفتوحات “ “ 4 “ : من المحال أن يتعلّق العلم الإلهيّ إلّا بما هو المعلوم عليه في نفسه ، فلو أنّ أحدا احتجّ على ربّه ، وقال : قد سبق علمك فيّ بأن أكون “ 5 “ على كذا وكذا ، فلم تؤاخذني ؟ لقال له الحقّ - جلّ وعلا - “ 6 “ : 
وهل تعلّق علمي بك إلّا على ما أنت عليه ، فلو كنت على غير ذلك لعلمتك ، فارجع إلى نفسك ، وأنصف في كلامك ، فإذا رجع العبد إلى نفسه ، وفهم ما ذكرناه ، علم أنّه محجوج ، وأنّ الحجّة البالغة عليه للّه تعالى ، بل يصير هو يقيم الحجّة للّه - تعالى - عليه أدبا حقيقيّا “ 7 “ ، وهناك يلوح له أنّ قول الحقّ - جلّ وعلا - :وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” 8 “ حقّ وصدق ، كشفا ويقينا ، ومعنى هذه الآية أنّ الحقّ - تعالى - يقول :وَما ظَلَمْناهُمْ؛ لأنّ علمنا ما تعلّق بهم في الأزل إلّا على صورة ما ظهروا به في الوجود من
................................................................................
( 1 ) العبارة في الفتوحات : “ فإن الذين قالوا : إن اللّه لا يعلم الجزئيات ما أرادوا نفي العلم عنه بها ، وإنما قصدوا بذلك أنه - تعالى - لا يتجدد له علم بشيء ، بل علمها مندرجة في علمه بالكليات ، فأثبتوا له العلم سبحانه مع كونهم غير مؤمنين ، وقصدوا تنزيهه سبحانه في ذلك ، وإن أخطؤوا في التعبير عن ذلك “ . انظر : الفتوحات المكية ، 1 / 422 . 
( 2 ) “ ب “ : “ في علم اللّه الحق “ . 
( 3 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 8 / 152 ، وتمام عبارته : “ فليس من نعوت الكمال أن يكون في علم اللّه إجمال ، والإجمال في المعاني محال ، ومحل الإجمال الألفاظ والأقوال “ . 
( 4 ) عنوان هذا الباب في الفتوحات : “ في معرفة منازلة “ فيسبق عليه الكتاب ، فيدخل النار من حضرة “ كاد لا يدخل النار “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 22 . 
( 5 ) “ ب “ : “ هناك أن أكون “ .  ( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ عز وجل “ . 
( 7 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ حقيقة “ .  ( 8 ) ( النحل ، الآية 118 ) .
  
“ 165 “
الأحوال ، ولا تبديل لخلق اللّه “ 1 “ .
وسمعت سيّدي عليّا الخوّاص - رحمه اللّه - “ 2 “ يقول : من فهم قوله - تعالى - :وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” 3 “ : لم يقل قطّ : اللهمّ احفظني من الوقوع في المعاصي ، فإنّك تعلم عجزي عن ردّ أقدارك النّافذة فيّ لما فيه من رائحة إقامة الحجّة على اللّه تعالى ، وذلك معدود من الجهل باللّه - تعالى - وسوء الأدب معه ، انتهى .
وكان سيّدي إبراهيم المتبوليّ - رحمة اللّه عليه - “ 4 “ يقول : طلبت مرّة من الحقّ - تعالى - أن يكشف لي عن أمر الخلق وأعمالهم ، فرأيت أنّه - تعالى - لمّا خلق الخلق ، وأوجدهم خلق لهم أعمالهم ، ثمّ خيّرهم فيها ، فاختار كلّ عبد منهم عملا معيّنا ، ثمّ إنّه - تعالى - طوى لهم “ 5 “ تلك الأعمال فيهم ، وطواهم في الغيب ، ثمّ لمّا أظهرهم إلى عالم الشّهادة حجبهم بالعقول ، وأجرى على كلّ عبد ما اختاره لنفسه ، فبذلك وقعت الحجّة عليهم ، ثمّ لم يكشف لهم عمّا قلناه اليوم ، فسينكشف لهم غدا ، انتهى .

26 - [ تعلّق علم الحقّ بالخلق قديما] 

فإن قيل : فإذا كان تعلّق علم الحقّ - تعالى - بالخلق قديما ، وهم معلوم علمه ، ومعلوم العلم لا يفارق العلم ، فبم تميّز الحقّ - تعالى - عن خلقه ؟ “ 6 “ ، فالجواب : قد تقدّم في هذه الأجوبة أنّ الحقّ - تعالى - تميّز عن خلقه بكونه خالقا ، والعالم كلّه مخلوقا ، فلولا إخراجه - تعالى - للعالم كلّه من مكنون علمه إلى هذا الوجود الخاصّ بنا لما قدر أحد من العالم أن يخرج نفسه من العدم .
................................................................................
( 1 ) انتهى كلام محيي الدين المنقول بتصرف ، انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 24 ، وفيها يختم مذهبه قائلا : “ فاعلم ما ذكرناه ، فإنه ينفعك ويقويك في باب التسليم والتفويض للقضاء والقدر الذي قضاء حالك ، ولو لم يكن في هذا الكتاب إلا هذه المسألة لكانت كافية لكل صاحب نظر سديد ، وعقل سليم “ . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رضي اللّه عنه “ . 
( 3 ) تقدم تخريجها . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رضي اللّه عنه “ . 
( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ لهم “ ساقطة . 
( 6 ) “ د “ : قوله : “ فبم تميز الحق تعالى عن خلقه “ ساقط .

“ 166 “
وقد ذكر الشّيخ محيي الدّين ابن العربي “ 1 “ هذه المسألة في الباب الحادي عشر وأربعمائة “ 2 “ ، وأطال في بيانها ، ثمّ قال : وهذا يدلّك على أنّ العلم تابع للمعلوم ، وما هو المعلوم تابع للعلم ، وهي مسألة دقيقة ما في علمي أنّ أحدا نبّه عليها من أهل اللّه - تعالى - إلّا إن كان ممّا وصل إلينا ، وما من أحد إذا تحقّقها يمكنه أن ينكرها ، وفرّق بين أن يكون الشّيء موجودا بعد تقدّم “ 3 “ العلم بوجوده ، وبين كونه على هذه الصّورة حال عدمه الأزليّ له ؛ إذ لا يعقل بين العلم والمعلوم بوزن زمانيّ ، وما ثم تمييز إلّا بالرّتبة فقط ، وهو أنّ العالم كلّه مفعول للّه تعالى ، واللّه - تعالى - هو الفاعل له ، قال : ولو لم يكن في كتاب “ الفتوحات “ إلّا هذه المسألة لكانت كافية لكلّ ذي نظر سديد ، وعقل سليم “ 4 “ . 
وأطال في ذلك ، ثمّ قال في حديث : “ إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة حتّى ما يكون بينه وبينها إلّا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النّار ، فيدخلها “ “ 5 “ : 
اعلم أنّ الحقّ - تعالى - ما كتب إلّا ما علم ، وما علم إلّا ما شهد من صور المعلومات على ما هي عليه في نفسها “ 6 “ ما يتغيّر منها وما لا يتغيّر ، فهو يشهدها كلّها في حال
................................................................................
( 1 ) “ ك “ : “ رضي اللّه عنه “ . 
( 2 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة منازلة “ فيسبق عليه الكتاب ، فيدخل النار . . . “ ، وقد تقدم حديث عنه ، انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 22 . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ فيقدم العلم بوجوده “ . 
( 4 ) انظر عبارة محيي الدين في الفتوحات المكية ، 7 / 24 ، وقد نقلها الشعراني بتصرف . 
( 5 ) تمام الحديث : “ . . . فوالذي لا إله غيره ، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، ثم يسبق عليه الكتاب ، فيختم له بعمل أهل النار ، فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، ثم يسبق عليه الكتاب ، فيختم له بعمل أهل الجنة ، فيدخلها “ . أخرجه الإمام أحمد في المسند ، 1 / 382 ، 414 ، والبخاري في الصحيح ، كتاب بدء الخلق ( الباب 883 / 1372 ) ، 4 / 553 ، ومسلم في الصحيح ، كتاب القدر ( 1 / 2643 ) ، شرح صحيح مسلم ، 16 / 429 ، وابن ماجة في السنن ، المقدمة ، كتاب السنة ( باب القدر ، 76 ) ، 1 / 75 ، والترمذي في السنن ، كتاب القدر ، ( 2144 ) ، 4 / 53 ، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، 2 / 640 ، والسيوطي ، الجامع الصغير ( 2179 ) ، 1 / 333 ، وجامع الأحاديث القدسية ، كتاب التوحيد والإيمان ( 74 )، 1 / 101، وانظر مذهب محيي الدين في هذا الحديث في الباب الأحد عشر وأربعمائة من الفتوحات المكية ، 7 / 22. 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ أنفسها “ .

“ 167 “
عدمها على تنوّعات “ 1 “ تغيّراتها “ 2 “ ، فلم يوجدها إلّا على صورة ما هي عليه في علمه القديم “ 3 “ ، فما ثمّ كتاب يسبق إلّا بإضافة الكتاب إلى ما يظهر به ذلك الكتاب الشّيء “ 4 “ ، فتكون الكتابة حاكية صفته التي هو عليها في الأزل لا غير ، فليلم العبد نفسه ، ولا يلم الكتاب الإلهيّ ، ويقول : كيف يؤاخذني اللّه - تعالى - على شيء كتبه عليّ في الأزل قبل أن أخلق كما يقع فيه بعض الجهلة ، ومن فهم ما ذكرناه علم علما يقينيّا صحّة وصف الحقّ - تعالى - “ 5 “ بأنّ له الحجّة البالغة لو نوزع تعالى “ 6 “ ، والحمد للّه ربّ العالمين .



27 - [ توهّم أنّ ظلم الخلق من غير إرادة الحقّ ] 

وممّا أجبت به من يتوهّم من قوله - تعالى - :وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ” 7 “ أنّ الظّلم الواقع في الوجود عن غير إرادة منه ، والجواب أنّ الإرادة لا تتوجّه إلّا على معدوم لتوجده ، وكلّ شيء في الوجود موجود في علم الحقّ تعالى ، فلا يتوجّه عليه الإرادة ، فلا يريده - تعالى - لأنّه عدم ، وما ثمّ إلّا ظلم نسبيّ للخلق دون الحقّ تعالى ، لأنّه عليم حكيم ، فافهم “ 8 “ .

28 - [ توهّم استفادة الحقّ علما من الخلق ] 
وممّا أجبت به من يتوهّم أنّ الحقّ - تعالى - له مرتبة يستفيد من خلقه علما لم
................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ تنويعات “ . 
( 2 ) العبارة في الفتوحات : “ على تنوعات تغييراتها إلى ما يتناهى “ . انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 23 . 
( 3 ) العبارة في الفتوحات : “ فلا يوجدها إلا كما هي عليه في نفسها “ ، انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 23 . 
( 4 ) “ ك “ : “ الشيء “ ساقطة ، “ ز “ : العبارة : “ إلى ما يظهر به ذلك الشيء “ . 
( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ وصف الحق تعالى نفسه “ . 
( 6 ) انظر عبارة محيي الدين في الفتوحات ، 7 / 23 - 24 ، وفيها يقول : “ هل علمتك إلا بما أنت عليه ، فلو كنت على غير ذلك لعلمتك على ما تكون عليه ، ولذلك قال : “ حتى نعلم “ ، فارجع إلى نفسك ، وأنصف في كلامك ، فإذا رجع العبد على نفسه ، ونظر في الأمر كما ذكرناه علم أنّه محجوج ، وأن الحجة للّه تعالى عليه “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 24 . 
( 7 ) ( غافر ، الآية 31 ) . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : قوله : “ لأنه عليم حكيم ، فافهم “ ليس فيهما .
 

“ 168 “
يكن عنده ، كما قد يقع “ 1 “ من أهل الفهم السّقيم ، من نحو قوله - تعالى - :وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ” 2 “ ، والجواب أنّ ذلك فهم لا يجوز اعتقاده ؛ لأنّ الحقّ - تعالى - لم يزل عالما بجميع الأشياء قبل وجودها في عالم الشّهادة ، ثمّ إنّه أوجدها في عالم “ 3 “ الشّهادة على حدّ ما علمها ، لم يتجدّد له علم بها عند تجدّد الأشياء كما تقدّم في العقيدة أوّل الباب ، ولم تزل الأمور كلّها معلومة للحقّ - تعالى - في مراتبها بتعداد صورها ، هكذا إدراكه - تعالى - للعالم كلّه حال عدمه ووجوده ، فتنوّعت الأعيان في خيال الممكنات ، لا في علمها ، ثمّ لمّا كشف لها عن نفسها وهي في العدم استفادت العلم بما لم يكن عندها حالة لم تكن عليها ، فإنّ اللّه - تعالى - ما أوجد الأعيان إلّا ليكشف لها عن أعيانها وأحوالها شيئا بعد شيء على التّتالي “ 4 “ والتّتابع . 
واعلم يا أخي أنّ العلماء قد اضطربت أفهامهم في قوله - تعالى - :وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ؛ وذلك لأنّ من أشكل العلوم إضافة العلم الإلهيّ إلى المعلومات ، والقدرة إلى المقدورات ، والإرادة إلى المرادات “ 5 “ ، وظاهر ما يقتضي ذلك كون الحقّ - تعالى - جعل نفسه يستفيد “ 6 “ العلم من المعلومات أشكل ، وأشكل عند أهل القصور من الفهم ، فما اضطربت أفهام العلماء إلّا في تأويل ذلك للقاصرين بما تقبله أفهامهم ؛ لأنّ من أعطاك العلم بنفسه ولا يعلم هو نفسه ، ولا ما يعطيك من العلم لا يكاد العقل يتعقّله على ظاهره أبدا ، فإنّ الحقّ - تعالى - لولا أنّه أعطى الموجودات العلم بنفسها ما كانت عرفت نفسها .


29 - [ مذهب الشّيخ محيي الدّين ابن العربي على قول الحقّ حَتَّى نَعْلَمَ ] 
وأطال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي “ 7 “ في الكلام على هذه الآية في الباب الرّابع وأربعمائة من “ الفتوحات “ “ 8 “ ، ثمّ قال : وسبب اضطراب عقول العلماء في فهم هذه الآية إنّما هو من
..................................................................................
( 1 ) “ ك “ : “ كما يقع “ . 
( 2 ) ( محمد ، الآية 31 ) . 
( 3 ) “ د “ : “ أوجدها لعالم “ . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ التوالي “ . 
( 5 ) العبارة لمحيي الدين في الباب الرابع وأربعمائة من الفتوحات المكية ، 7 / 8 . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ ليستفيد “ . 
( 7 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رضي اللّه عنه “ . 
( 8 ) عنوان هذا الباب : “ في معرفة منازلة : من شق على رعيته سعى في هلاك ملكه ، ومن رفق بهم بقي ملكا ، كل سيد قتل عبدا من عبيده فإنما قتل سيادة من سياداته ، إلا أنا فأنظره “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 8 .

“ 169 “
حيث حدوث التّعلّق ؛ أعني تعلّق كلّ صفة بمتعلّقها من حيث العالم ، والقادر ، والمريد مثلا ، فإنّ المعلومات والمقدورات والمرادات لا افتتاح لها في العلم الإلهيّ ؛ إذ هي معلوم علمه - تعالى - الذي لا افتتاح له ، كما تقدّم بسطه في هذه الأجوبة ، وأطال في ذلك ، ثمّ قال : ولمّا كان الأمر على ما أشرنا إليه ، وعثر على ذلك من عثر عليه من المتكلّمين “ 1 “ ، كابن الخطيب “ 2 “ قال بالاسترسال المعبّر عنه عند الأشعريّة بحدوث التعلّق ، فلذلك قال اللّه - تعالى - في هذا المقام :حَتَّى نَعْلَمَ؛ أي حتّى يظهر لكم علمنا بما علمناه “ 3 “ من أحوالكم قبل ابتلائكم ، فهو تنزّل للعقول كآيات الصّفات التي يعطي ظاهرها القرب من صفات التّشبيه ، واللّه أعلم “4“.
وقال في موضع آخر “ 5 “ : اعلم أنّه “ 6 “ ما اضطربت أفهام فحول العلماء في فهم قوله - تعالى - :حَتَّى نَعْلَمَ إلّا لاضطراب أفكارهم ، حتّى إنّ من بعض القدماء [ من ]

.................................................................................
( 1 ) “ أ “ : العبارة : “ وعثر على ذلك من عثر عليه المتكلمون “ ، ولعل ما ورد في “ ك “ و “ ز “ هو الأعلى والأليق . 
( 2 ) لم يرد لابن الخطيب ذكر في عبارة محيي الدين ، وأحسبها من إضافة الشعراني ، وقد ورد ذكره في هذه المسألة في الباب التاسع والتسعين ومائتين ، 4 / 480 ، وقد تحدث عن مفهوم الاسترسال . أما ابن الخطيب فهو عبد اللّه بن محمد الشّعبي العارف النجيب ، ذو الشأن الباهر الباهي ، والخطاب الإلهي ، أصله من “ أبين “ ، نشأ بها وقرأ القرآن ، وأخذ العلم عن إسماعيل بن محمد الحضرمي ، جد واجتهد ، واستغرق في التعبد ، جاور بالمدينة وهو شاب ، مات سنة ( 679 ه ) . انظر ترجمته : 
مرآة الجنان ، 4 / 356 ، والمناوي ، الكواكب الدرية ، 2 / 433 ، والنبهاني ، جامع كرامات الأولياء ، 2 / 115 . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ علمنا “ . 
( 4 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 9 . 
( 5 ) لم يقل ذلك محيي الدين في موضع آخر ، بل ورد هذا المذهب في الباب نفسه الذي نقل منه الشعراني كلامه ، وفيه يقول : “ واضطربت العقول فيه لاضطراب أفكارها ، ورفع الإشكال في هذه المسألة عندنا أهل الكشف والوجود والإلقاء الإلهي أن العلم نسبة بين العالم والمعلومات ، وما ثم إلا ذات الحق ، وهي عين وجوده ، وليس لوجوده مفتتح ولا منتهى ، فيكون له طرف ، والمعلومات متعلق وجوده ، فتعلق ما لا يتناهى وجودا بما لا يتناهى معلوما ومقدورا ومرادا ، فتفطن ، فإنه أمر دقيق “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 9 . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اعلم “ ساقطة .

“ 170 “
أنكر تعلّق العلم الإلهيّ بالتّفصيل ، وذلك لعدم التّناهي عنده في ذلك ، وغاب عنه أنّه “ 1 “ - تعالى - محيط بأنّ معلوماته لا تتناهى بعد تعلّق علمه بها ، كذلك قال الشيخ : وأمّا نحن فقد رفع الكشف عندنا الإشكال في هذه المسألة ، فألقى في قلوبنا أنّ العلم نسبة بين العالم والمعلومات ، وما ثمّ من له القدم وعدم الحدوث إلّا ذات الحقّ - تعالى - فقط ، وهي عين وجوده تعالى ، ووجوده - تعالى - ليس له افتتاح ولا انتهاء ؛ لأنّه نفى البدء والنّهاية من جملة درجاته التي تميّز بها عن خلقه . قال - تعالى - :رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ” 2 “ ، ثمّ لمّا كانت المعلومات متعلّق وجوده تعالى ، فتعلّق ما لا يتناهى وجودا بما لا يتناهى معلوما ومقدورا ومرادا وغير ذلك ، فتفطّنوا أيّها الإخوان لهذا الأمر الدّقيق ، ولعلّه ما طرق سمعكم قبل ذلك ، فعلم أنّ ذات الحقّ - تعالى - لا توصف “ 3 “ بالدّخول في الوجود المتناهي ؛ إذ كلّ ما دخل في الوجود المتناهي متناه ، والبارئ - جلّ وعلا - هو الوجود الحقيقيّ ، فما هو داخل في هذا الوجود المخلوق؛ لأنّ وجوده -تعالى- عين ماهيّته بخلاف وجود غيره ، وعلى هذا نأخذ المقدورات والمرادات وغيرها “4“. 

فإن قيل : هل وصل أحد من العلماء باللّه - تعالى - إلى معرفة سبب بدء العالم ؟ 
فالجواب : قد قال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في الباب الرّابع من “ الفتوحات“ ما نصّه “5 " 
اعلم أنّ أكثر العلماء باللّه - تعالى - ليس عندهم معرفة بسبب بدء العالم إلّا تعلّق العلم القديم “ 6 “ به لا غير ، فيكون - سبحانه وتعالى - علم من العالم ما علم أنّه سيكون “ 7 “ ، وهنا
.................................................................................
( 1 ) “ د “ ، “ ب “ : “ وغاب أنه “ . 
( 2 ) ( غافر ، الآية 15 ) .    ( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ تتصف “ . 
( 4 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 9 . 
( 5 ) عنوان هذا الباب “ في سبب بدء العالم ومراتب الأسماء الحسنى من العالم كله “ ، وفي مفتتحه يقول دالا على مضماره ومضمونه :في سبب البدء وأحكامه * وغاية الصنع وإحكامه 
والفرق ما بين رعاة العلى * في نشئه وبين حكامه 
دلائل دلت على صانع * قد قهر الكل بأحكامهانظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 1 / 153 . 
( 6 ) “ د “ ، “ ب “ : “ القديم “ ليست فيهما ، وهي في الفتوحات ، وعبارة محيي الدين : “ إلا تعلق العلم القديم بإيجاده “ . انظر : الفتوحات المكية ، 1 / 154 . 
( 7 ) عبارة الفتوحات : “ فكوّن ما علم أنه سيكوّنه “ . انظر : الفتوحات المكية ، 1 / 154 .

“ 171 “
انتهى علمهم ، وأمّا نحن فقد أطلعنا اللّه - تعالى - على ما فوق ذلك من طريق الوهب الإلهيّ ، وهو أنّ الأسماء الإلهيّة هي المدبّرة في أهل حضراتها من جميع العالم ، وهي المعبّر عنها بالمفاتح “ 1 “ الأول التي لا يعلمها إلّا هو ، ولا أدري أأعطى اللّه - تعالى - ذلك غيري من الأمّة ، أو خصّني به من بينهم ، وكلّ من تحقّق بعلم ذلك علم أنّ الحجّة البالغة للّه - تعالى - عليه ، فإنّ الأسماء ما دبّرت في العالم وجوده، وإنّما دبّرت خروجه من مكنون علم اللّه - تعالى - إلى هذا الوجود المشهود لنا لا غير ، انتهى “2“.
فإن قلت : فإذا حضرة العلم على التّحقيق هي حضرة المعلومات ، وهي نسبة بين العالم والمعلوم ، فالجواب : نعم ، وهو كذلك ، كما ذكره الشّيخ في الباب الثّامن والخمسين وخمسمائة من “ الفتوحات “ “ 3 “ ، فليس للعلم أثر في المعلوم لتأخّره عنه عقلا ، ونظير ذلك المحال ، فإنّ المحال لا أثر لك فيه من حيث علمك به ، فإنّه إذا أعطاك العلم بنفسه أعطاك العلم به أنّه محال ، ومن تحقّق بعلم ما قلناه علم أنّ جميع أعيان الممكنات صدرت عن القول الإلهيّ كشفا وشرعا ، كما صدر عن القدرة الإلهيّة كشفا وشرعا وعقلا “ 4 “ ، وأنّها لم تظهر عن العلم الإلهيّ ، وإنّما ظهر الممكن في عينه ، فتعلّق به عقلا علم الذّات العالمة به ظهورا لا إيجادا ، فلم يتعلّق به معدوما ما عندها أبدا “ 5 “ ، وكذلك من تحقّق بعلم ما ذكرناه فهو العالم بقوله - تعالى - :وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” 6 “، وليس فوق ما ذكرناه من العلم لمن سوانا من هذه الأمّة في اعتقادنا إلّا ما هو جهل ، فتأمّل. 
وسمعت سيّدي عليّا المرصفيّ - رحمه اللّه تعالى - يقول : ليس بين علم الحقّ
.................................................................................
( 1 ) الفتوحات : “ المفاتح “ . 
( 2 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 1 / 155 . 
( 3 ) عنوان هذا الباب هو “ في معرفة الأسماء الحسنى : حضرة العلم ، وهي للاسم العليم والعالم والعلام “ ، انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 327 ، وعبارته ثم : “ فالعلم متأخر عن المعلوم ؛ لأنه تابع له ، هذا تحقيقه ، فحضرة العلم على التحقيق هي المعلومات “ . 
( 4 ) لم ترد كلمة “ كشفا “ في الفتوحات ، والعبارة : “ وعن القدرة الإلهية عقلا وشرعا “ . انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 327 . 
( 5 ) هنا ينتهي كلام محيي الدين في الفتوحات ، 7 / 327 . 
( 6 ) ( النحل ، الآية 118 ) .

“ 172 “
- تعالى - وبين معلومه بون يعقل أبدا من الزّمان ، فلم يكن بينهما إلّا التّميّز بالرّتبة ، ولا يصحّ أن يكون الخلق في رتبة الحقّ أبدا ، كما لا يصحّ للمعلول أن يكون في رتبة العلّة من حيث ما هو معلول فيها ، إذ العلم الإلهيّ يطلب كون المعلوم بذاته ، ولا بدّ ، ولا يعقل بينهما زمان مقدّر، ولا يلزم، كما لا يلزم مساواة المعلول علّته في سائر المراتب ، وكيف يتصوّر علم بلا معلوم به ، انتهى.
وقد تقدّم الكلام على قوله - تعالى - :وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ” 1 “ ، ولا يصحّ من العالم الخبير - سبحانه وتعالى - أن يستفيد علما من المعلومات ، وجعل اللّه - تعالى - عن ظاهر ما يقتضيه قوله - تعالى -وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَم َمن أنّ معنى الْخَبِيرُ *هو من يحصّل العلم بعد الابتلاء لا قبله ، بل هو - تعالى - العالم بجميع ما يكون من العبيد قبل كونه “ 2 “ ؛ أي ظهوره ، ومن رحمة اللّه - تعالى - التّنزّل لعقول عباده كما يتنزّل لعقولهم في آية الاستواء ، والنّزول إلى سماء الدّنيا ، ونحو ذلك ، مع أنّ ظاهر ذلك كلّه ينافي صفات التّنزيه التي هو - تعالى - عليها. 
فإن قيل : فإذا يجب الإيمان بما أخبر به - تعالى - عن نفسه ، وإن لم يتعقّل ذلك. 
فالجواب : نعم ، يجب الإيمان بذلك ، ومن لم يؤمن به فاته من العلم باللّه - تعالى - حظّ وافر ، وهو على النّصف من مقام المعرفة باللّه تعالى ، فإنّه - تعالى - تعرّف إلينا بصفات التّنزيه وبصفات التّشبيه ، ولا سبيل لنا إلى ردّ “ 3 “ صفات التّشبيه لورودها في الكتاب والسّنّة.
.................................................................................
( 1 ) ( محمد ، الآية 31 ) . 
( 2 ) يناقش محيي الدين هذا المفهوم قائلا : “ وبهذا المقام انفرد الاسم “ الخبير “ ، وهو من أعجب أحكام الأسماء ؛ لأن الخبرة إنما جاءت لاستفادة علم المخبر المختبر ، وهذا في الجناب الإلهي العلم محقق بما يكون من هذا المختبر ( اسم مفعول ) ، فلا يستفيد علما المختبر ( اسم فاعل ) ، فيظهر أنه لا حكم لهذا الاسم ، . . . ، ولو كان كما زعموا لكان نقصا ، وإنما أوقعهم في ذلك قوله - تعالى -حَتَّى نَعْلَمَ، وهو حجة عليهم “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 4 / 479 . 
( 3 ) “ ك “ : “ رد “ ساقطة ، والمعنى غير مستقيم .

“ 173 “
وقد سئل الشّيخ محيي الدين “ 1 “ عن قوله - تعالى - :وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ” 2 “ ، وكان السّائل له ابن أبي الصيف اليمنيّ الشّافعيّ “ 3 “ في الحرم الشّريف المكيّ ، فقال له : من علم الشّيء قبل كونه فما علمه من حيث كونه كما علمه قبل كونه ، فإنّ العلم يتغيّر بتغيّر المعلوم ، ولا يتغيّر المعلوم بتغيّر العلم “ 4 “ ، فكيف الحكم ؟ وأطال في ذلك ، ثمّ قال : هذه مسألة حارت فيها العقول ، وما دلّ عليها منقول “ 5 “ ، ولكن ، قد يستفهم العالم تلميذه ليعرّفه مقام علمه وأدبه وإيمانه.
وقال في باب الأسرار من “ الفتوحات “ : من أعجب ما في الابتلاء من الفتن قوله - تعالى - :وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ” 6 “ ، وهو العالم بما يكون قبل أن يكون ، ولكن ، إن منّ اللّه - تعالى - عليك بفهم ذلك فاكتم ، وإن سئلت عنه فقل : لا أعلم ، فإنّ من علوم الحقيقة ما هو أحسن ما يعلم ، وأقبح ما يقال “ 7 “ ، انتهى “ 8 “.
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رضي اللّه عنه “ . 
( 2 ) ( محمد ، الآية 31 ) . 
( 3 ) هو محمد بن إسماعيل بن أبي الصيف المشهور بالعلم والصلاح ، والتصوف والفلاح ، أصله من زبيد ، ثم سكن مكة ، ونشر بها العلم ، له مؤلفات منها “ الميمون “ ، جمع فيه الأخبار الواردة في فضل اليمن وأهله ، وله في الحديث والرقائق وفضائل رجب وشعبان ورمضان ، من كلامه : “ إذا كانت الغايات لا تدرك ، فالقليل منها لا يترك ، وإذا كان الغالب في هذا الزمان ألا تنال درجة المتقدمين ، فلا سبيل إلى النزول إلى درجة الغافلين “ . اختلف في سنة وفاته ، فقيل سنة ( 606 ه ) ، وقيل سنة ( 609 ه ) وغير ذلك . انظر ترجمته : ابن الأثير ، الكامل ، 12 / 300 ، والمناوي ، الكواكب الدرية ، 2 / 546 ، والبغدادي ، هدية العارفين ، 6 / 108 ، والزركلي ، الأعلام ، 6 / 36 ، وعمر كحالة ، معجم المؤلفين ، 3 / 133 . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ ولا يتغير المعلوم إلا بالعلم “ . 
( 5 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، باب الأسرار ، 8 / 90 . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ ولنبلونكم “ . 
( 7 ) عبارة محيي الدين : “ ولنبلونكم حتى نعلم “ ، وهو العالم بما يكون منهم ، فأفهم من يعلم ، فإذا علمت فافهم ، وإذا فهمت فاكتم ، وإذا كتمت فالزم ، وتأخر ولا تتقدم ، وإذا قدمت فاحذر أن ترى في الحشر تندم ، وإذا سئلت فقل : لا أعلم ، “ إنك أنت علام الغيوب “ . . . “ . انظر : الفتوحات المكية ، 8 / 101 . 
( 8 ) “ ك “ : “ انتهى “ ساقطة .


“ 174 “
وقال في موضع آخر في هذا الباب “ 1 “ : لمّا أخبر اللّه - تعالى - “ 2 “ عن نفسه بانتقال العلم إليه من الكون ب “ حتّى نعلم “ ، سكت العارف باللّه - تعالى - وما تكلّم، وتأوّل عالم النّظر لهذا القول حذرا ممّا يتوهّم، ومرض قلب المشكّك وتألّم، وسرّ بذلك العالم باللّه ، ولكنّه يتكّتم ، وقال كقول الظّاهريّ : اللّه أعلم “3“، انتهى.
فعلم أنّه يجب على كلّ مؤمن الإيمان بذلك على علم اللّه فيه “ 4 “ ، وإن عاندت يا أخي في ذلك فتأمّل في قوله - تعالى - :حَتَّى نَعْلَمَ” 5 “ ، وبما حكم الحقّ - تعالى - على نفسه فأحكم “ 6 “ ، وللّه الحجّة البالغة على جميع خلقه حتّى إبليس الذي هو الواسطة في الوسوسة لجميع العصاة بالمعاصي ، فإنّه بلغنا أنّه قال : يا ربّ ، كيف تريد منّي السّجود لآدم ، لم يسبق ذلك “ 7 “ في علمك ، فقال له الحقّ - جلّ وعلا - : متى علمت أنّه لم يسبق في علمي “ 8 “ قبل الإباءة أو بعدها ، فقال : يا ربّ ، بل بعدها ، فقال له الحقّ - جلّ وعلا - : 
وبذلك أخذتك ، فتأمّل يا أخي في هذا المحلّ ، فإنّه يكتب بنور الأحداق ، والحمد للّه ربّ العالمين .
.................................................................................
( 1 ) هو الباب التاسع والخمسون وخمسمائة من الفتوحات ، وعنوانه : “ في معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 8 / 62 . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ الحق تعالى “ . 
( 3 ) نص عبارة محيي الدين : “ لما انتقل العلم إليه بقوله “ حتى نعلم “ سكت العارف لما سمع ذلك وما تكلم ، وتأول عالم النظر هذا القول حذرا من جاهل يتوهم ، ومرض قلب المشكك وتألم ، وسر به العالم باللّه ، لكنه ما تكلم ، بل تكتم ، وقال مثل ما قاله الظاهري : اللّه أعلم ، فإلهي علم ، والمحدث سلم ، فاحمد اللّه الذي علمك ما لم تكن تعلم “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، باب الأسرار ، 8 / 69 . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ . 
( 5 ) ( محمد ، الآية 31 ) . 
( 6 ) “ د “ : “ الظاهر به أعلم “ ، وهو لا يستقيم ، والعبارة لمحيي الدين ، وفيها يقول : “ فإن عاندت فافهم قوله - تعالى - : “ ولنبلونكم حتى نعلم “ ، وبما حكم به الحق على نفسه فأحكم ، ولا تنفرد بعقلك دون نقلك ، فإن التقليد في التقييد قيد الخليفة في النظر في عباده حين أهبطه إلى مهاده ، فقيده حين قلده : “ له مقاليد السماوات والأرض “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 8 / 70 . 
( 7 ) “ ك “ : “ ذلك “ ساقطة . 
( 8 ) “ ب “ ، “ ز “ : العبارة : “ في علمي السجود “ .
* * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الإثنين 11 ديسمبر 2023 - 21:17 عدل 1 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 11 ديسمبر 2023 - 21:15 من طرف عبدالله المسافربالله

توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

30 - [ توهّم أنّ نزول البلاء على أهل محلّة العاصي ليس بعدل ] 

وممّا أجبت به من يتوهّم ، أو يخطر بباله أنّ نزول البلاء على أهل محلّة العاصي “ 1 “ ليس هو بعدل ، ويقول : كان الأولى نزول البلاء على العاصي وحده ، أو على من رضي بذلك من أهل محلّته دون من كان من أشدّ المنكرين عليه ، كما يقع في ذلك بعض المتجرّئين على اللّه تعالى ، كابن الرّاونديّ ومن تبعه “ 2 “ ، فيورث عند العامّة رائحة اعتراض على اللّه تعالى ، فالجواب أنّ نزول البلاء على أهل محلّة العاصي ، أو أهل بلد ، من جملة رحمة اللّه - تعالى - بالعاصين “ 3 “ ، فإنّ العقوبة لو أنزلها اللّه - تعالى - على العاصي وحده ، لكان فيها هلاك لغالب الأمّة ، فما منهم من أحد إلّا وربّما وقع في معصية بحسب مقامه ، وقال - تعالى - :وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ” 4 “ ، فنرى الحقّ - تعالى - يوزّع ذلك البلاء النّازل بسبب المعصية على الألف من النّاس ، فيخصّ كلّ إنسان جزءا خفيفا بالنّسبة لما دفعه اللّه “ 5 “ عنه ، بل ربّما لا يكاد يحسّ به ، ولذلك قالوا : البلاء عامّ ، والرّحمة خاصّة ، فينزّل “ 6 “ اللّه - تعالى - على المطيع غالب
.................................................................................
( 1 ) “ د “ : “ محلة “ ساقطة . 
( 2 ) أبو الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق الرّاونديّ ، وقيل : الرّيوندي ، نسبة إلى “ راوند “ من قرى “ أصبهان “ ، فيلسوف مجاهر بالإلحاد ، من سكان بغداد ، صاحب تصانيف في الحط على الملة ، وقد وصم بالزندقة ، يلازم الرافضة والملاحدة ، كان أولا من متكلمي المعتزلة ، ثم تزندق ، فكان لا يستقر على مذهب ، ولا يثبت على حال ، طلبه السلطان فهرب ، ولجأ إلى ابن لاوي اليهودي بالأهواز ، وصنف في مقامه “ الدامغ للقرآن “ ، وقيل إنه صنف لليهود كتاب “ البصيرة “ ردا على الإسلام لأربعمائة درهم ، أخذها من يهود سامراء ، قيل إنه صنف مائة وأربعة عشر مصنفا ، وللعلماء على بعض مصنفاته ردود ، قيل إنه مات مصلوبا ، وهو ابن ثمانين سنة ( 298 ه ) ، وقد اختلف في سنة وفاته . انظر ترجمته : ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، 1 / 112 ، والذهبي ، سير أعلام النبلاء ، 9 / 34 ، والعباسي ، معاهد التنصيص ، 1 / 155 ، وابن العماد ، شذرات الذهب ، 2 / 235 ، والبغدادي ، هدية العارفين ، 5 / 55 ، والزركلي ، الأعلام ، 1 / 267 ، وبروكلمان ، تاريخ الأدب العربي ، 3 - 4 / 419 ، وعمر كحالة ، معجم المؤلفين ، 3 / 322 . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ المعاصي “ . 
( 4 ) ( فاطر ، الآية 45 ) . 
( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ . 
( 6 ) “ ك “ : “ فيقول “ ، وهو تصحيف لا يستقيم به المعنى .

“ 176 “
الرّحمة “ 1 “ ، لكونه فاعلا للطّاعة ، ولا ينال جيرانه منها إلّا اليسير ، وينزّل - تعالى - “ 2 “ على العاصي اليسير من العقوبة ، ويوزّع الباقي على أهل محلّته ، أو بلده ، أو إقليمه . 

وسمعت أخي أفضل الدّين - رحمه اللّه تعالى - يقول : لو نزل بلاء المعصية على صاحبها فقط لهلك غالب النّاس ، وتعطّلت حضرات الأسماء الإلهيّة الخاصّة بذلك الفعل ، كالمنتقم ، والمذلّ ، والصّبور ، والحليم ، ونحو ذلك ، فكان توزيع البلاء على العاصي وغيره أكمل ممّا يطلبه بعض المعترضين على أفعال القدرة الإلهيّة التي هي عين الحكمة لا بالحكمة ، وليتأمّل المعترض نفسه إذا وقع في شرب خمر مثلا ، ومسكه الوالي ، وساعده أهل حارته في الغرامة “ 3 “ ، أو قلّة الأذى بطيبة نفس ، كيف يصير يشكر اللّه - تعالى - على مساعدتهم له ، ويقول : الحمد للّه الذي لم يجعل تلك المغارم كلّها عليّ ، انتهى . 
وسمعت سيّدي عليّا المرصفيّ - رحمه اللّه تعالى - يقول في توزيع النّاس المغارم على بعضهم بعضا بسبب وقوع واحد “ 4 “ منهم في معصية عملا بحديث الطّبراني وغيره مرفوعا : “ من لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم “ “ 5 “ ، فلو نزل البلاء على العاصي وحده ، لربّما هلك ، وفات أهله وجيرانه وأصحابه الأجر الذي جعله اللّه في مقابلة مشاركتهم له في البلاء الذي رغب فيه الشّارع بقوله - صلّى اللّه عليه وسلّم - : “ مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له جميع الجسد بالحمّى والسّهر “ “ 6 “ . 
وسمعت سيّدي عليّا الخوّاص - رحمه اللّه - “ 7 “ يقول : من أطاع اللّه - تعالى – فقد
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ على المطيع الرحمة “ . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ .  ( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ المغارم “ . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ أحد “ . 
( 5 ) الحديث بتمامه : “ من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، ومن لم يصبح ويمس ناصحا للّه ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم “ . أخرجه الطبراني في الأوسط ( 471 ) ، 1 / 147 ، والهيثمي في مجمع الزوائد ، كتاب الإيمان ( 294 ) ، 1 / 114 . 
( 6 ) أخرجه البخاري في الصحيح ، كتاب الأدب ( الباب 549 / 894 ) ، 8 / 328 ، ومسلم في الصحيح ، كتاب البر ( 66 / 2585 ) ، شرح صحيح مسلم ، 16 / 376 ، والسيوطي في الجامع الصغير ( 8155 ) ، 2 / 532 . 
( 7 ) “ ك “ : “ رحمه اللّه تعالى “ ، “ ز “ : “ رحمه اللّه “ ليست فيها

“ 177 “
أحسن إلى جميع أهله ، وجيرانه ، وأهل بلده ، وإقليمه “ 1 “ ، بحسب مرتبة تلك الطّاعة ، وكثرة نفعها ، ومن عصى اللّه - تعالى - فقد أساء على جميع أهل بلده ، أو جيرانه ، أو أهله ، بحسب قبح تلك المعصية ، وكثرة ضررها في الوجود ، ومن فهم ما ذكرناه علم أنّ الرّحمة عامّة أيضا كالبلاء على حدّ سواء ، وفي ذلك سرّ خفيّ “ 2 “ ، وهو أنّ الحقّ - تعالى - أطلع الطّائع على كثرة ما نزل عليه من الإمداد ، ولم يطلع العاصي على كثرة ما نزل عليه من البلاء بتوزيعه على النّاس رحمة بكلّ منهما “ 3 “ ، وذلك ليقوى يقين المطيع ، فيزيد في الطّاعات ، وأمّا العاصي ، فلو أطلعه اللّه - تعالى - “ 4 “ على كثرة ما أنزل عليه من البلاء “5“ بسبب معصيته لربّما كان يموّت نفسه من المعاصي جملة ، فكان يبطل حكم القضاء والقدر في حقّه ، فذلك لا يصحّ ، انتهى .
فتأمّل في ذلك ، فإنّه نفيس ، والحمد للّه ربّ العالمين .


.................................................................................

( 1 ) “ د “ : “ أو إقليمه “ . 
( 2 ) “ د “ : “ وذلك سر خفي “ . 
( 3 ) “ ك “ : “ لكل “ . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 5 ) “ ك “ : “ كثرة ما ترك من البلاء “ ، “ ز “ : “ كثرة ما نزل . . . “ . 
* * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» توهّم أنّ سماع جبريل أو النّبيّ كلام اللّه كسماع الخلق بعضهم بعضا كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» توهّم صحّة الأنس باللّه كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» توهّم في معنى من عرف نفسه عرف ربّه كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» توهّم أنّ نفوذ الأقدار متوقّف على وجود الخلق كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى