اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

17112023

مُساهمة 

الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2 د. عبد المنعم الحفني

الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي
أولا المرأة في الإسلام

1598 - ( كذب من قال إن الإسلام يحط من شأن المرأة )

في الآية الكريمة :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً( النساء 19 ) إخبار عمّا كان عليه شأن المرأة في الجاهلية ، وبرواية البخاري وأبى داود والنسائي عن ابن عباس قال : كان أولياء الرجل إذا مات أحقّ بامرأته ، إن شاء بعضهم تزوجها ، وإن شاءوا زوّجوها ، وإن شاءوا لم يزوّجوها ، فهم أحقّ بها من أهلها ، فنزلت هذه الآية .
وعن زيد بن أسلم قال : كان أهل يثرب إذا مات الرجل منهم في الجاهلية ورث امرأته من يرث ماله ، وكان يعضلها حتى يرثها ، أو يزوّجها من أراد .
وكان الرجل من أهل تهامة يسيء صحبة المرأة حتى يطلقها ، ويشترط عليها أن لا تنكح إلّا من أراد حتى تفتدى منه ببعض ما أعطاها ، فنهى اللّه المؤمنين عن ذلك .
وعن ابن حنيف قال : لمّا توفى عنها أبو قيس بن الأسلت ، أراد ابنه أن يتزوج امرأته ، وكان لهم ذلك في الجاهلية ، فأنزل اللّه الآية .
وقال ابن جريج : نزلت في كبيشة بنت معن بن عاصم بن الأوس ، توفى عنها أبو قيس بن الأسلت فجنح عليها ابنه ، فجاءت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت : يا رسول اللّه : لا أنا ورثت زوجي ، ولا أنا تركت فأنكح .
فأنزل اللّه هذه الآية ، فالآية تعمّ ما كان يفعله أهل الجاهلية ، وتعمّ كل ما نحن فيه من نوع ذلك الآن في ريف خصوصا .

والإسلام رفع من شأن المرأة ، وأثبت لها الاستقلالية ، على عكس اليهودية ، فالأخ في اليهودية يرث زوجة أخيه المتوفى وتؤول إليه كميراث ( تثنية الاشتراع 25 / 5 ) ، وإن رفض أن يخلف أخاه عليها أوذى أذى كبيرا ( تثنية الاشتراع 25 / 9 - 10 ) فأيهما الصحيح إذن : أن يقال إن الإسلام يحط من شأن المرأة ، أم أن اليهودية هي التي تحط من شأنها ! ؟
وأيهما يحط من شأنها : الإسلام الذي يعطيها حق الطلاق ، أم النصرانية التي لا تبيح الطلاق بالكلية إلا للزنا ؟ !
   * * *

1599 - ( الإسلام يوصى بالنساء )

لم يوص موسى ولا عيسى عليهما السلام بالنساء ، وعن بولس الرسول ( وليس معنى الرسول أنه رسول من اللّه ! وإنما هو رسول الكنيسة ) في رسالته الأولى إلى أهل كورنشس قال : على النساء أن يخضعن كما يقول الناموس » ( 14 / 24 ) ، وأما في الإسلام فما ينصح به للنساء يبلغ حدّ الكمال ، فعن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « فاستوصوا بالنساء خيرا » ، رواه أبو هريرة .
والوصاية لغة هي الوصية ، وشرح ابن عمر سلوك المسلمين مع النساء بعد هذه الوصية ، قال : إنهم كانوا يتّقون الكلام والانبساط إلى نسائهم ، فلما كانت هذه الوصية صاروا يتكلمون معهم وينبسطون .
ومعنى « استوصوا بالنساء خيرا » أن يحسنوا معاشرتهن كقوله تعالى :وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ( النساء 19 ) ، وفي معنى ذلك قول النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « فاستمتع بها وفيها عوج » ، أي لا يكن من الرجال سوء عشرة مع اعوجاج أحوالهن أحيانا ، فعن سوء العشرة تنشأ المخالفة ، وبها يقع الشقاق .

   * * *

1600 - ( القرآن لا يحط من شأن المرأة )

المستشرقون على القول بأن القرآن فيه الكثير من الآيات التي تحطّ من شأن المرأة ، كقوله تعالى :أَ وَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ( 18 ) ( الزخرف ) ، غير أن لكل كلام سياقا ومفهوما عاما ، والآية وردت ضمن آيات أخرى تستنكر أقوالا وأفعالا تصدر من البعض رغم ادعائهم بأنهم يؤمنون باللّه ، وهي الآيات :وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ ( 15 )أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ ( 16 )وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ( 17 )أَ وَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ ( 18 )وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَ شَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ ( 19 )وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ( 20 ) ( الزخرف ) وهؤلاء الذين يجادلون في اللّه ، يقول في إيمانهم :وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ( العنكبوت 61 ) ، ويقول :وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ( العنكبوت 63 ) ، ويقول :وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ( 87 ) ( الزخرف ) ، فرغم أنهم يردّون الأمور للّه إلا أنهم يفهمونه بطريقتهم ، ويتصورونه تصورا ماديا بحسب معتقداتهم ، وعلى منوال بشريتهم ، وما يجعلونه للّه من أوصاف يأخذونها من أوصاف لهم عن أشخاص ظنّوهم أندادا للّه ، كقوله تعالى :أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً( فصلت 9 ) ، وقوله :إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً( سبأ 33 ) ، وقوله :وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ( إبراهيم 30 ) ، وقوله :فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ( 22 ) ( البقرة ) ، فكذلك جاءت آية :أَ وَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ( 18 ) ( الزخرف ) ضمن آيات مضمونها أنهم كفروا باللّه فجعلوا له أكفاء ، وخصّوه تعالى بالبنات فقالوا : إن الملائكة بنات اللّه ، فلما ذا اختاروا له البنات مع أنهم لو أنجبوا البنات اسودّت وجوههم غيظا وكمدا وغضبا ، كقوله :وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ( 58 ) يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَ يُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ( 59 ) ( النحل ) ، وفي آية أخرى قال :أَ لَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى ( 21 ) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى( 22 ) ( النجم ) ، أي أتؤثرون لكم الولدان ، وتجعلون للّه البنات ؟ !
وتختارون لأنفسكم الذكور وتختارون له الإناث ؟ ! فلو اقتسمتم أنتم ومخلوق مثلكم هذه القسمة لكانت قسمة ضيزى ، أي باطلة ، فكيف تقاسمون ربّكم هذه القسمة التي لو كانت بين مخلوقين لكانت جورا وسفها ! !
وفي الآية أَ وَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ( 18 ) ( الزخرف ) عود على منطق هؤلاء أن البنات منكورات منهم ، اعتدتم أن تربّوهن التربية الناعمة ، وأن تلبسوهن الحلى منذ طفولتهن الباكرة ، فينشأن عاجزات عيّيات عن أن يدفعن عن أنفسهن .
فهل الملائكة هكذا ؟ وهل الملائكة هم بنات اللّه حقا كما تقولون كذبا وافتراء ؟ ! والنظرة في الجاهلية للمرأة كانت متدنية ، بدعوى أن النساء ما كن يلبسن الحلى ويسرفن في الزينة ، إلّا عن شعور بالنقص طبعى وخلقىّ فيهن ، فكيف جعلوا ذلك نفسه هو تصوّرهم للملائكة ؟ ومن سوء هذه النظرة من أهل الجاهلية للنساء قول الشاعر في زينتهن وفي الحلى بخاصة :
وما الحلىّ إلّا زينة من نقيصة * يتمّم من حسن إذا الحسن قصّرا
وأما إذا كان الجمال موقّرا * كحسنك لم يحتج إلى أن يزوّرا
واعتقادهم في الملائكة أنهم إناث يحطّ من فكرتهم عن اللّه ، وكأنه سبحانه وتعالى لا يجمع حوله إلا الإناث ، ويحاجيهم اللّه تعالى فيقول :أَ شَهِدُوا خَلْقَهُمْ( 19 ) ( الزخرف ) أي هل شاهدوه وقد خلقهم إناثا ، ويجيب :سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ( 19 ) ( الزخرف ) أي يسألون يوم القيامة ، وقال :وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ( الزخرف 20 ) ، أي لو أراد لحال بيننا وبين عبادة الأصنام التي صغناها على هيئة ملائكة ، وجعلناها على شكل الإناث ، اعتقادا منا أن الملائكة إناث ، فأوقعوا أنفسهم في أخطاء ما يزال يفعلها النصارى حتى اليوم ، وقد أتاها مصورو عصر النهضة بتمثيلهم للملائكة على هيئة الإناث ، بل إنهم ليصورون المسيح على هيئة الأنثى ، فأخطئوا - كما جاء في هذه الآيات - بأن جعلوا للّه تعالى ولدا ، وادّعوا أنه اصطفى البنات على البنين ، وأنه لذلك جعل ملائكته إناثا ، وهم ليسوا إلا خلقا من خلق اللّه ، وعبدوا الملائكة وصورهم وأيقوناتهم وتماثيلهم وأصنامهم بلا دليل ولا برهان ، سوى الهوى وتقليد السلف والكبراء ، والخبط في الجاهلية القديمة والحديثة على السواء .

ويا أخي المسلم ، ويا أختي المسلمة ، الآية :أَ وَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ( 18 ) ( الزخرف ) ليست حكم الإسلام على المرأة ، وليست حطأ من شأن المرأة في الإسلام ، وإنما الآية تتحدث عن وضع النساء في الجاهلية - أىّ جاهلية ، سواء القديمة أو الحديثة ، والمستشرقون من اليهود والنصارى هم الذين يروّجون هذه الافتراءات عن الإسلام ، مع أن المرأة في اليهودية في حضيض الحضيض الفصل ( سفر الأحبار 12 / 2 ، 5 - والفصل 19 / 15 - 26 ) ، وفي النصرانية المرأة غير مباح لها التعلّم ، وإن أرادت أن تتعلم فلتفعل ذلك وهي ساكتة بكل خضوع ( رسالة بولس الأولى إلى تيموتاوس ، الفصل الثاني 11 - 12 ) .
وفي الإسلام غير ذلك تماما ، فالمرأة في السماكين ، وفي الذرى من رفعة الشأن ، وسمو القدر ، والنساء شقائق الرجال كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وفي القرآن :وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( 71 ) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ( 72 ) ( التوبة ) فالنساء مكلّفات بالبلاغ كالرجال ، ولا بلاغ بدون علم ، والبلاغ يستلزم أن يمهر المبلّغ ، وتمهر المبلغة ، في المنطق والجدل والحجاج ، وتكاليف الجميع واحدة ، وهم إخوة وأخوات متآزرون ومتآزرات ، ومتعاضدون ومتعاضدات ، وجزاؤهم واحد ، وموعدهم واحد ، ومساكنهم واحدة ، ورضا اللّه عليهم واحد .
فأي الأديان يعادى إذن النساء ويحط من شأنهن : الإسلام أم اليهودية والنصرانية ؟ ! تفكّر يا أخي ، وتفكرى يا أختي ، وتمعّنا الكلام وافهما .
ولتعظّما دينكما : الإسلام ، وليست أكاذيب المستشرقين وافتراءاتهم عليه ، وتخرّصاتهم عنه إلّا حسدا ، وهم يتحالفون على الإسلام ، ويضمّون إليهم العلمانيين في بلادنا ، ومن يطلقون على أنفسهم اسم التنويريين ، ليطعنوا الإسلام ، وتحالفهم يصنع منهم حزب الشيطان في مقابل حزب اللّه وهم جماعة الإسلام ، وفي هؤلاء المستشرقين والتنويريين يقول اللّه تعالى :الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ ( 67 ) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ( 68 ) ( التوبة ) ، فحسبنا اللّه !

   * * *

1601 - ( لما ذا الخطاب في القرآن للذكور فقط دون الإناث ؟ )

المستشرقون على الدعوى بأن القرآن كتاب أنزل للرجال دون الإناث ، والخطاب فيه للذكور ، يقول : « يا أيها الذين آمنوا » ، و « يا أيها الناس » ، و « يا أيها الملأ » ، و « يا أيها العزيز » ، و « يا أيها المرسلون » ، و « يا أيها الضالون » ، و « يا أيها الذين هادوا » . . . إلخ .
وليس العيب في القرآن ، أو في الخطاب القرآني ، وإنما كان هذا ما تمليه التكوينات الاجتماعية في ذلك الزمن وحتى الآن ، فالمجتمعات القديمة ذكورية يقوم عليها الذكور ، وفي الخطاب الحالي للمجتمعات المعاصرة في أكثر الدول تحضرا فإن التوجه يكون للذكور ، والحديث فيها للمواطنين بعامة ولقائل أن يقول : إنcitizenمثلا في لغة غير العربية تعنى المواطن والمواطنة على السواء ، ولا تخصّ الذكور دون الإناث ، وكذلك الضمائر مثلthey، يعنى « هم وهن أيضا » ، وyou، وتعنى أنت وأنت ، وأنتم ، وأنتن » ، وI، وتعنى « أنا » للمذكر والمؤنث على السواء ، وليس الأمر كذلك في العربية ، فهناك تمييز بين المؤنث والمذكر سواء في الضمائر أو في ملحقاتها ، ومع ذلك التباين بين العربية وغيرها ، فالعربية أكثر واقعية وأصدق حالا ، فإنه لا بد في أية لغة أن تبين هذه الفروق ، وإلا فهو قصور في اللغة لا ينبئ عن حقيقة الأمر ويضلل السامع أو القارئ .
وفي خطاب لكلينتون إلى الشعب الأمريكى سنة 2000 ترد مثلا العبارة الآتية :his committance، أي التزامه - يعنى التزام المواطن ، فلم يذكر النساء وإن فهم أن النص يخاطب المواطن من الذكور والإناث معا ، والحال إذن واحد ! وفي التوراة يتوجه الخطاب باستمرار للذكور مع أنه يتوجه ضمنا للإناث ، تماما كالعربية ، كقوله : « وإن ضربه بحجر فهو قاتل »murderer If he smites him he is a، ( سفر العدد 17 ) ، أو قوله : الابن يكرم أباه والعبد يكرم سيدهhonours his father , and a servant his master A son( ملاخى 1 / 6 ) ، واللّه أو يهوه مذكر دائما .
وفي الإنجيل يأتي : « هو أبوك الذي في السماءis in heavens Your Father which» ، فجعل اللّه مذكرا ، والخطاب في العبارة لمذكر .
وإذن فكل اللغات سواء في قائمة الكلام للذكور وإن كان ذلك يشمل الإناث ، وكانت كتابات الحكماء الأصول : بلوتارك ، وزينون ، وصولون ، وهوميروس ، وأبو قراط ، وديموقريطس ، وبطليموس ؛ والحكماء السبعة : طاليس ، وأنكساجوراس ، وأنكسيمانس ، وأنباذوقليس ، وفيثاغورس ، وسقراط ، وأفلاطون ، كلها تخاطب الذكور وليس الإناث وإن قصدوا بها الإناث أيضا ، وكذلك كانت مؤلفات كونفوشيوس ، ومينشيوس ، وأسفار البادجادفيتا ، والدامايادا ، وأيوب ، والأمثال ، والمزامير .
فلما ذا إذن التحامل على القرآن واتهامه بما لم يتّهم به أىّ من هذه الكتب ؟ ! ومع ذلك فالقرآن سبق إلى التنبيه إلى هذه الملحوظة من قبل أن يذكرها أىّ من المستشرقين ، ويروى الترمذي عن أم عمارة الأنصارية أنها أتت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فقالت : ما أرى كل شئ إلا للرجال ، 
وما أرى النساء يذكرن بشيء !
- يعنى كان فضل السبق لأم عمارة وليس للجمعيات النسائية التي تحفل بها مصر اليوم ، ولا لملاحظات الموتورين والمتخرّصين من العلمانيين ودعاة التبشير ، ويقول الترمذي : فلما قالت أم عمارة مقالتها نزلت الآية :إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً( 35 ) ( الأحزاب ) ، فألغت ذلك فورا ، ونبّهت إلى أن اللّه تعالى لم يقصد أن يفرّق بين الجنسين ، ولا عهد بشيء للذكور لم يعهد بمثله للإناث .
ونفس الملحوظة ذكرتها أم سلمة زوجة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وقالت برواية النسائي : يا نبىّ اللّه ! ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن ، والنساء لا يذكرن ؟ فأنزل اللّه « إن المسلمين والمسلمات » الآية .
وعن ابن عباس قال : 
قال النساء : ما له يذكر المؤمنين ولا يذكر المؤمنات ؟ ( يقصد القرآن ) فأنزل اللّه « إن المسلمين والمسلمات » الآية .
وهذه الآية وغيرها تساوى بين الرجال والنساء في كل شئ ، مع وضع الجنس في الاعتبار ، كأن تختلف التكاليف كمّا ووسعا باختلاف أعمار الناس وجنسهم ، فالصبى بخلاف الشيخ ، وكذلك المرأة متباينة عن الرجل ، ولكنهم جميعا على التساوي في الحقوق والواجبات ، فلا عسف ولا جور ولا تبذّل ولا امتهان ، ومن الإنصاف أن يكون لكل وسعه واستطاعته .
وفي الآية فإن الجميع ، إناثا وذكورا ، منهم المسلم والمسلمة ، والمؤمن والمؤمنة ، والايمان أخص من الاسلام ، ولذا لزمت التفرقة بين المسلم والمسلمة ، والمؤمن والمؤمنة ، والقنوت في قوله :وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ( 35 ) ( الأحزاب ) هو الطاعة تأتى بعد الإيمان ، وعندئذ يؤتى الصدق طواعية وعن رضى ؛ والصدق علامة الإيمان كما أن الكذب أمارة النفاق ؛ والصبر وقوف مع البلاء بحسن الأدب ، والغناء في البلوى بلا ظهور شكوى ، ويكون عند المؤمن والمؤمنة على السواء ؛ والخشوع مقام أهل الوقار والتواضع ومراقبة اللّه ؛ والصوم زكاة البدن ، وهو أغض للبصر وأحصن للفرج ، ولذا جاء بعد ذلك مباشرة :وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِأي عن المحارم والمآثم ، ومحك ذلك كله ذكر اللّه في قوله تعالى :وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ، والذكر تختم به الآية ، وفي الحديث عند أحمد : أن الذكر جهاد ، والذكر أكثر أجرا لصاحبه من الصلاة والزكاة والحج والصدقة ، حتى إن أبا بكر قال لعمر تعليقا : ذهب الذاكرون بكل خير !
فأمّن على ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وحسّن الذكر في الختام .
وكل ذلك للنساء والرجال على حد سواء ، 
والأجر العظيم والمغفرة تلحق الاثنين ولا اختلاف ، ولم تفرق الآية بين الذكر والأنثى إلا بحسب الوسع ، وبذلك تبطل دعوى المكذّبين بأن القرآن للذكور فقط دون الإناث .
   * * *

1602 - ( غيرة المسلم والمسلمة )

الغيرة أمر صحىّ مستحسن في الإسلام . والغيرة الفطرية الصحية هي الحمية والأنفة ، وقد تفرط فتصبح غيرة مرضية فيتعرض صاحبها أو صاحبتها للمشاكل ، ويستحق بها اللوم ، وعن جابر عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « إن من الغيرة ما يحب اللّه ، ومنها ما يبغض اللّه ، فأما الغيرة التي يحب اللّه فالغيرة في الريبة ، وأما الغيرة التي يبغض اللّه فالغيرة في غير ريبة » .
والأولى هي الغيرة لحق ، والثانية هي الغيرة لغير الحق .
وكان سعد بن عبادة شديد الغيرة على نسائه حتى ليمكن أن تؤدى به ، وأبدى عجبه من آية الاستشهاد بأربعة على الزاني والزانية ، فقال للرسول صلى اللّه عليه وسلم : أهكذا أنزلت ؟ فلو وجدت « لكاعا » متفخّذها رجل ، لم يكن لي أن أحركه ولا أهيّجه حتى آتى بأربعة شهداء ! ؟ فو اللّه لا آتى بأربعة شهداء حتى يقضى حاجته ! فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « يا معشر الأنصار ! ألا تسمعون ما يقول سيدكم » ؟
قالوا : 
يا رسول اللّه لا تلمه فإنه رجل غيور ! واللّه ما تزوج امرأة قط إلا عذراء ! ولا طلّق امرأة فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته » ! ولكاع هو اسم زوجة سعد .
وفي رواية أخرى عن المغيرة : أن سعد بن عبادة قال : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح عنه .
فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « تعجبون من غيرة سعد ؟ لأنا أغير منه ! واللّه أغير منى » ! وعن ابن مسعود أنه قال : « ما من أحد أغير من اللّه ، من أجل ذلك حرّم الفواحش » ، وعن عائشة أنها قالت : « يا أمّة محمد ! ما أحد أغير من اللّه أن يرى عبده أو أمته تزني » ! ، وعن أبي هريرة أنه قال : « إن اللّه يغار ، وغيرة اللّه أن يأتي المؤمن ما حرّم اللّه » . وغيرة سعد على امرأته هي الغيرة الحسنة ، وظواهرها إبداء الأنفة .
وغيرة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من أن تؤتى محارمه ، وكان صلى اللّه عليه وسلم من أشد الناس غيرة للّه ولدينه .
واشتهر بالغيرة الجنسية الزبير بن العوام ، وكانت زوجته أسماء بنت أبي بكر تشكو من شدّة غيرته ، واشتهر بها كذلك عمر بن الخطاب ، وعن أبي هريرة أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم حكى فقال : « بينما أنا نائم رأيتني في الجنة ، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر ، فقلت : لمن هذا ؟
قالوا : هذا لعمر . فذكرت غيرته فولّيت مدبرا » ، فبكى عمر ثم قال : أو عليك يا رسول اللّه أغار ؟ ! !

وفي حديث سعد بن عبادة كان يمكن أن يلجأ سعد إلى قتل من تزني معه امرأته ، والإسلام منع ذلك وشرّع الطلاق .
ولم يفهم سعد وقتها حكمة التشريع فنطق بما قال ، 
واستنصر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أصحابه عليه ، واعتذر سعد . وفي الحديث الآخر أن غيرة اللّه أن يغضب من اجتراء عبده أو أمته على الزنا أو ارتكاب الفواحش .
وكانت عائشة رضى اللّه عنها تغار على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وكانت جلّ غيرتها من خديجة مع أنها توفيت قبل زواج عائشة من النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، إلا أن غيرتها كانت من مجرد تذكّره لها ونطقه باسمها ! وكانت عائشة في غيرتها تغضب حتى لتهجر اسم محمد فلا تقول كما هي عادتها « وربّ محمد » ، وإنما تستبدل ذلك بقولها « وربّ إبراهيم » ، فدللت على أن العاقل يسلب بالغيرة اختياره وتمييزه وهدوء نفسه ورباطة جأشه ، وإن كانت محبته مع ذلك تظل باقية ، كما يقول الشاعر :
إني لأمنحك الصدود وإنني * قسما إليك مع الصدود أميل
ومراد عائشة أنها كانت تترك التسمية اللفظية للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ولا يترك قلبها التعلّق بذاته الشريفة وهو محبوبها ، مودة منها ومحبة ، وهذه هي الغيرة الحانية .

   * * *

1603 - ( معنى قوله صلى اللّه عليه وسلم : اتقوا النساء ؟ )

عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « اتّقوا الدنيا واتّقوا النساء ، فإنّ إبليس طلّاع رصّاد ، وما هو بشيء من فخوخه بأوثق لصيده في الأتقياء من النساء » رواه الديلمي بطريق معاذ ، وغاية الحديث التحذير من شهوات الدنيا ، وأشرّ شهوات الدنيا شهوة الجنس ، فما من غواية لإبليس يمكن أن تنجح مع التقىّ والتقيّة على السواء مثل غواية الجنس ، وقوله : « اتقوا النساء » كقوله : « اتقوا الدنيا » ، ولن نتّقيهما بأن ننفى أنفسنا من الدنيا وننتحر ، أو نعاف الجنس ونترهّب ، وإنما الاتقاء هو التحذير منهما ، ومن ارتياد ملاذهما ، والإقبال عليها ، والاستغراق فيها ، كما في قوله تعالى :زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا( آل عمران 14 ) ، والجنس من الشهوات ، وهو المشار إليه بالنساء ، وقد ثبت في الصحيح أنه صلى اللّه عليه وسلم قال : « ما تركت بعدى فتنة أضرّ على الرجال من النساء » ، يقصد بالنساء الجنس ، وإلا فالنساء هن أمهاتنا ، وعمّاتنا ، وخالاتنا ، وبناتنا ، وأخواتنا ، وهؤلاء لسن فتنة ، والمقصود أن لا نأتى الجنس إلّا إعفافا في الحلال ، فذاك هو المطلوب المرغوب فيه والمندوب إليه ، كما في الأحاديث التي ترغّب في الزواج ، وقد ورد عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم - مما أخرجه النسائي - قوله : « الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة : إن نظر إليها سرّته ، وإن أمرها أطاعته ، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله » ، وقوله في الحديث الآخر عن أبي هريرة : « خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرّتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في مالك ونفسها » والمقصود بالمرأة الزوجة وليس أية امرأة ، وفي الحديث عن أنس قال : « حبّب إلىّ من الدنيا النساء والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة » رواه النسائي ، ومعنى النساء أن المسلم لا يترهّب ، فذلك هو المحبوب عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .
   * * *

1604 - ( هل في طاعة النساء ندامة كما يقول الحديث ؟ )

الحديث المشهور عند ابن عدي والعقيلي وابن لآل والديلمي وابن عساكر عن عائشة مرفوعا ، عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : « طاعة النساء ندامة » ذهب كالأمثال ، ومع ذلك فهو لا يعتدّ به ، وقال عنه السيوطي إنه حديث باطل ولا أصل له ، وقال الألبانى : الحديث موضوع ، وأخرج العسكري في الأمثال عن عمر الحديث الآخر المشابه : « خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة » ، ومثله أيضا حديث أنس : « لا يفعلنّ أحدكم أمرا حتى يستشير ، فإن لم يجد من يستشير فليستشر امرأة ، ثم ليخالفها فإن في خلافها البركة » ، وفيه ضعف وانقطاع في سنده ، وفي معناه هذا الحديث : « شاوروهن وخالفوهن » ، وموضوع هذه الأحاديث جميعا الحطّ من شأن المرأة وليس هذا هو شأنها في الإسلام ، ولنا في سيرة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دليل على بطلان هذه الأحاديث ، فقد استشار النبىّ زوجته أم سلمة يوم الحديبية ، وعمل بمشورتها المباركة ، وبرأيها السديد ولم يخالفها .
والمرأة كالرجل قد تكون على هدى ، وعلى ضلال، واستشارة الناصح الأمين - سواء كان رجلا أو امرأة - أوجب وألزم وأنصح.
وكانت ملكة سبأ كما ورد الخبر عنها في القرآن غاية في الحكمة ، وكذلك كانت مريم واقتدى بها زكريا . وقد أوصى اللّه خيرا بالنساء ، فلا نمسكهن إلا بالمعروف ( البقرة 231 ) ، ولا نعضلهن ( البقرة 232 ) ، ووصفهن بعشر صفات هي نفسها أرقى صفات الرجال ( الأحزاب 35 ) فكيف تكون في مشاورتهن أو طاعتهن ندامة ؟ والصحيح في الحديث أن طاعة شرار النساء ندامة ، وذكر صاحب « تحفة العروس » عن الحسن البصري أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « ما أطاع رجل امرأة فيما تهواه إلّا كبّه اللّه في النار » ، والحديث محمول على طاعة المرأة فيما تهوى من السيئات لا فيما تهوى من المباحات ، والسيئات تجرّ إلى المنكرات .
ومن نوع ذلك هذا الحديث الآخر برواية أحمد بطريق القاسم بن محمد ، يخبر عن عائشة : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « لا خير في جماعة النساء إلّا في مسجد أو في جنازة قتيل » ، وفيه ضعف ، وقيل هو موضوع ، وربما الكلام فيه عن نوع معين من النساء وليس عن النساء على إطلاقهن .
وفي الاجتماع - كما يقول علماء النفس - يميل السلوك العام إلى أن يكون هو سلوك أدنى الناس في الجماعة ، والسلوك السيئ معد ، والسلوك من 
الأمور المكتسبة ويخضع لعادات الأمم والشعوب ، وهو من أمور الثقافة ، وحيثما كانت الجماعة قد وصلت إلى مستويات معينة من الحضارة فإنها تنبو عن السلوك المستهجن ، سواء كانت الجماعة هي جماعة رجال أم جماعة نساء . والكلام في الحديث عن الجماعات من عامة النساء .
ومن مثل هذه الأحاديث الحديث الآخر : « لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة » أخرجه الترمذي وابن أبي شيبة ، فكيف يكون الأمر كذلك واللّه تعالى قد أسند إلى المرأة إنجاب الأطفال والقيام على تربيتهم ؟ ! وحتى في المجتمعات الريفية فإن النساء تسند إليهن أعظم الأعمال أثرا في حياة الأسرة والمجتمع ، فكيف تكون الندامة في طاعة النساء ؟ - فاحذر يا أخي المسلم الأحاديث الموضوعة التي تناقض القرآن والسنّة الصحيحة ويستهجنها العقل الواعي المستنير .

   * * *

1605 - ( كذبوا فقالوا إن للذكر مثل حظ الأنثيين ) قاعدة مطلقة في الإسلام )

يسيء الناس فهم آية الميراث :لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ( النساء 11 ) اعتقادا بأن الفوارق في الميراث وضعت على أساس اعتبارات الذكورة والأنوثة ، وتفضيل الإسلام للذكر على الأنثى ، وكأن للذكر دائما نصيبا هو ضعف نصيب الأنثى ، وهذا الخطأ من الشيوع حتى ليتردّى فيه الإسلاميون كما يتردّى فيه المستشرقون والعلمانيون سواء بسواء ، وكثير من النساء المسلمات يعتقدنه ، والنساء الغربيات يحسبنه من الحقائق الأساسية في الإسلام ، وذلك غير صحيح ، لأن النصّ الوارد في هذا الشأن خاص بأولاد الرجل إذا توفى ، يقول :يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ( النساء 11 ) ، أي يأمركم بالعدل فيهم ، فإن أهل الجاهلية كانوا يجعلون جميع الميراث للذكور دون الإناث ، فأمر اللّه تعالى بالتسوية بينهم بحسب المسئوليات الاجتماعية لكل ، وأن يكون للذكور نصيب كما للنساء نصيب ، يقول :لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ( النساء 32 ) ، وتوضح ذلك أكثر الآية :لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً( 7 ) ( النساء ) ، والنصيب المفروض هو حق الرجل والمرأة في الميراث حقا يتناسب والوضع القانوني لكل ، كأصل من الأصول لا ينازع المرأة فيه منازع ، ولا يقتصر حقّها فيه على ما يتركه الأب ، وإنما يتعدّى ذلك إلى ما يتركه الأقارب ممن لهم بها وشائج قوية كالأخت ، مثلا ، وراعى الشرع أن يأتي حق الذكر من الأولاد ضعف حق الأنثى ، بالنظر إلى مسؤولية الابن عن أبويه وعن كلفتهما ، وعن أخواته البنات وتعليمهن وتزويجهن ، وإخوته الصبيان وتعهدهم بالتنشئة والتربية ، فالولد إذا مات أبوه أو هرم ، يصبح هو المكلّف شرعا باستمرار بيت أبيه مفتوحا ، واستمرار تجارته قائمة ، وفي ذلك نفقة وكلفة ومشاق يحتملها ، ومعاناة يتكبّدها في التجارة أو التكسّب ، ولا يناسب ذلك إلّا أن يعطى الولد ضعفي ما تأخذه البنت . وفي قوله تعالى : « يوصيكم » تعليم للآباء ، وإعلام للأبناء ، أنه تعالى أرحم بالجميع من أنفسهم .
وقال ابن عباس : « كان المال للولد ، وكانت الوصية للوالدين ، فنسخ اللّه من ذلك ما أحب ، فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين ، وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس والثلث ، وجعل للزوجة الثمن والربع ، وللزوج الشطر والربع » .
وقال ابن عباس : « لمّا نزلت الفرائض التي فرض اللّه فيها ما فرض للولد الذكر والأنثى والأبوين ، كرهها الناس أو بعضهم ، وقالوا : تعطى المرأة الربع أو الثمن ، وتعطى الابنة النصف ، ويعطى الغلام الصغير ، وليس من هؤلاء أحد يقاتل القوم ولا يحوز الغنيمة ! اسكتوا عن هذا الحديث لعل الرسول صلى اللّه عليه وسلم ينساه ، أو نقول له فيغيّره ! فقالوا : يا رسول اللّه تعطى الجارية نصف ما ترك أبوها وليست تركب الفرس ولا تقاتل القوم ؟ ويعطى الصبى الميراث وليس يغنى شيئا ؟ !
- وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية ، لا يعطون الميراث إلّا لمن قاتل القوم ، ويعطونه الأكبر فالأكبر ، فنزلت الآية » .
فالإسلام أصلح الأوضاع ، وراعى الحقوق ، وجعلها بقدر التكاليف ، وبحسب موضع الوارث من المورث ، وذلك وحده هو المعيار ، فلا اعتبار للذكورة والأنوثة ، ولا لأن هذا رجل وتلك امرأة ، وفي القرآن غير آية :يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ، ستّ وعشرون حالة ترث فيها المرأة نصيبها مماثلا للرجل ، أو تحصل على نصيب أكبر منه ، فمثلا : إذا ترك المتوفى أولادا وأبا وأما ، ورث كل من أبويه سدس التركة وتساويا في النصيب ، لا فرق بين ذكر وأنثى ؛ وإذا ترك المتوفى أخا لأمه وأختا لأمه ، فإن كلا من الأخ وأخته يرث السدس ، لا فرق بين ذكر وأنثى ! وإذا تركت المرأة المتوفاة زوجها وابنتها ، فإن الابنة ترث النصف ، ويرث والدها وهو زوج المتوفاة الربع ، أي أن الأنثى ترث ضعف نصيب الذكر ! وإذا ترك المتوفى زوجة وابنتين وشقيقا له ، فإن الزوجة ترث ثمن التركة ، وترث البنتان الثلثين ، وما يتبقى يكون من نصيب العمّ ، أي أن نصيب الأم ثلاثة أسهم من أربعة وعشرين سهما هي مقدار التركة ، ونصيب كل بنت ثمانية أسهم ، ونصيب العم خمسة ، فالبنت أكبر من عمها ! ونصيب الأنثى في هذه الحالة أكبر من نصيب الذكر ، ولا تتساوى البنت والأم وكلاهما أنثى ، فالأنوثة والذكورة غير معوّل عليها ، لا بين الذكور والإناث ، ولا بين الإناث والإناث ! وتغيّر الميراث في هذه الأمثلة بتغير المسؤولية القانونية للورثة ، وقد فرض اللّه للورثة أنصبة مختلفة باختلاف قرابتهم من المورث ، ولكنه ساوى بين الكل في أصل الميراث ، على خلاف ما كان الأمر عليه في الجاهلية ، وقال تعالى : 
آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ( النساء 11 ) ، أي إنما فرضنا للأبناء والآباء والأقارب هذه الفرائض لما كان لهم من نفع للمتوفى المورث في حياته ، أو نفع متوقع أو مرجو منهم له ولعائلته وأولاده وأهله وأقاربه ، لا تعلمونه ولكن اللّه يعلمه ، واللّه تعالى هو العليم ، وهو الحكيم ، يضع الأشياء في محالها ، ويعطى كلا ما يستحقه بحسب قربهم من الميت ، واحتياجهم إليه ، وفقدهم له عند عدمه ، ولم ينقص اللّه بعضهم ، ولا زاد بعضهم إلا عن استحقاق وجدارة .
   * * *

1606 - ( في الإسلام : هل يجوز للرجل والمرأة أن يختليا ببعضهما ؟ )

خلو الرجل بالمرأة لا يقدح في الدين عند أمن الفتنة ، وفي الحديث عن عقبة بن عامر : « إياكم والدخول على النساء » ، وعن جابر : « لا تدخلوا على المغيبات » ، وعن عبد اللّه بن عمرو : « لا يدخل رجل على مغيبة إلا معه رجل أو اثنان » ، وعن سعد بن مسعود : « إياكم ومحادثة النساء ، فإنه لا يخلو رجل بامرأة ليس لها محرم إلّا همّ بها » ، ولما سأله رجل من الأنصار : يا رسول اللّه ! أفرأيت الحمو ؟ قال : « الحمو الموت » كلها صحيحة عند حذر الفتنة .
والمغيبة : هي التي غاب عنها زوجها . والحمو : أخو الزوج وما أشبه من أقارب الزوج كابن العم ونحوه ، فهؤلاء يحذر أن تختلى بهم المرأة منفردين إذا عرف عنهم سوء الخلق ، وعند الطبراني عن عمرة ، عن عائشة ، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « لا تدخل بيتك إلّا تقيّا » .
وقوله : « الحمو الموت » كقول العرب الأسد الموت ، والحرب الموت ، أي لقاؤه فيه الموت ، والمعنى أن الخلوة بالحمو قد يكون فيها هلاك الدين إن وقعت المعصية ، وهلاك المرأة بفراق زوجها إذا حملته الغيرة على مفارقتها .
وفي أمريكا مثل ذلك ، وفي أوروبا ، وعند أصحاب الديانات كافة ، وفي الهند والصين واليابان ، وفي كوريا ، والروسيا ، فهو شئ عام إذا خشي الفسق مع الخلوة ، والإسلام ليس بدعة في ذلك .
والمرأة الجاهلة غير واعية ومحل آفة ، وأكثر ما يحذر عند عامة الناس أن يخلو رجل بامرأة ، فلا يؤمن سلوك أولاد السوقة والسفلة ، وحتى لو كان المختلى أخا للزوج ، أو ابن عم أو ابن خال . . . إلخ ، وفي صحفنا مئات من وقائع كهذه يقضى فيها في المحاكم ، وتنظر في أقسام الشرطة .
ولربما تكون خلوة المحرم بالمرأة أشد أثرا من خلوة غيره من الأجانب ، لميل المرأة أن تسمع له أكثر ، وقد تثقل على زوجها بما تسمع فتسوء العشرة . ومحرم المرأة هو من يحرم عليه نكاحها .

ودليلنا على إمكان الخلوة لو أمنت الفتنة ، الحديث عن أنس بن مالك قال : « جاءت امرأة من الأنصار إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فخلا بها » ، أي طلب أن يكون معها وحدهما ليسمع شكواها ، فذلك إذن جائز ، ومثله الخلوة في العمل ، وخلوة المحامية مع عميلها ، والمحامي مع عميلته ، وخلوة الضابط مع المتهمة يحقق معها ، وخلوة وكيلة النيابة الإدارية مع الموظف المسئ ، وخلوة الطبيب مع المريضة ، أو الطبيبة مع المريض . . . الخ .
وفي مدارس الولايات المتحدة ، وهي أكثر بلاد العالم ليبرالية وتحللا من الآداب ، ينبّه على البنات أن لا يخلون إلى البنين وحدهن ، ولا يقال عن ذلك أنه تخلّف أو رجعية ، فلما ذا إذن اتهام الإسلام بالرجعية دون سائر الديانات ، واتهام المسلمين بها دون سائر خلق اللّه ؟

   * * *

1607 - ( ما معنى قوله تعالى : وقرن في بيوتكن )

* الآية :وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى( الأحزاب 33 ) من الآداب التي أمر اللّه تعالى بها نساء النبىّ صلى اللّه عليه وسلم خاصة بقوله :يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ( الأحزاب 32 ) ، تمييزا لهن ، فإنهن لا يشبهن أحدا من النساء ، ولا يلحقهن أحد في الفضيلة والمنزلة ، فإنهن أمهات المسلمين ، وزوجات للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فوجب عليهن أن يقرن في بيوتهن ، أي يلزمنها فلا يخرجن لغير حاجة ، فإن خرجن فلا يتبرّجن مثلما كانت المرأة تفعل قبل الإسلام في الجاهلية ، فكانت تقصد إلى الخروج قصدا لتمشى بين يدىّ الرجال ، وفي ذلك قال قتادة : كانت للمرأة في الجاهلية مشية وتكسّر وتغنّج ، فذلك هو خروجها متبرّجة .
والآية رغم أنها نزلت في نساء النبىّ خاصة إلا أنها تعمّ نساء المؤمنين في التبرّج . والتبرّج منهىّ عنه في كل الأديان وتمنعه قوانين الآداب في مختلف البلاد حتى في أكثرها انحلالا كأمريكا . وما لم تلجئ الحاجة المرأة إلى الخروج بنيّة قضائها فالأحرى بها لزوم دارها ، والخروج لغير حاجة تسكعا واستهتارا وانحلالا يطلقون عليهsoliciting، وهو التبرّج عندنا في الإسلام ، وهو محرّم عندهم . وليس الإسلام بدعة إذن أن يطلب من المرأة القرور في البيت ما لم تكن هناك حاجة إلى الخروج .

   * * *

1608 - ( للمرأة المسلمة أن تخرج لقضاء حاجاتها )

للمرأة المسلمة أن تخرج لقضاء حاجاتها ، وفي الصحيح عن عائشة عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أنه قال للنساء : « قد أذن اللّه لكنّ أن تخرجن لحوائجكنّ » ، فكل ما يلزم المرأة ، أو يلزم بيتها أو أسرتها ، فلها أن تخرج من أجل قضائه ، استثناء من الآية :وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ( الأحزاب 33 ) ، إلّا أن يكون خروجها لإثم ، ويستحدث خروجها فتنة .
وفي الأخبار عن زوجات 
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنهن كن يخرجن إلى المساجد ، وإلى الغائط ، ويحججن ، ويطفن ، في عهد النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وبعده .
وأيّما امرأة خرجت في طلب العلم ، أو للعمل ، أو لزيارة تصل بها أرحامها ، أو تتودد بها لجاراتها وزميلاتها ، فذلك مشروع لها ولا حرمانية فيه ، والحاكم في ذلك كله أمن الفتنة ، وليس لزوجها أن يمنعها ، والساعية إلى العلم أو العمل كالساعية إلى المسجد ، وفي الصحيح عن سالم عن أبيه عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « إذا استأذنت المرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها » ، وطلب العلم عبادة ، والعمل عبادة .

   * * *

1609 - ( ما معنى الحديث : « خير للنساء أن لا يرين الرجال » ؟ )

ينسب الحديث : « خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال » للسيدة فاطمة بنت الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وأورده الحسن الطبرسي في « مكارم الأخلاق » ، ولم ترد صحته مسندا ، ومع ذلك ليس فيه ما يشير إلى حكم شرعي يحرّم على المرأة رؤية الرجال وأن لا يراها الرجال ، وإنما هو تحذير من عواقب الاختلاط وما يستتبعه من فساد في الأخلاق ، وإثارة للنوازع والغرائز ، والشاعر يقول :
نظرة فابتسامة فسلام * فكلام فموعد فلقاء !
وفي الحديث يقول صلى اللّه عليه وسلم : « النظرة الأولى لك والثانية عليك » ، ويقول : « النظر سهم من سهام إبليس » ، والوجودية من الفلسفات العصرية ولها كلام كثير في « النظرة » ، فيه خير وحكمة ، والنظرة المشروعة مطلوبة ، ومن النظر ما يكون انتهابا ، وكان تولستوى في فلسفته يستهجن النظرة الخلسة إلى النساء ، ويقول إنها مخاتلة ومسالبة .
وفاطمة بنت الرسول صلى اللّه عليه وسلم كانت ترى الرجال ويراها الرجال ، ولم تقصد إلى تحريم الرؤية وإنما يتوجه تحذيرها إلى ما يتولد عنها ، وتنشد أن تتسم العلاقة بين الجنسين بالطهارة الروحية ، وحديثها تقصد به إلى الكناية ، وأن يغضّ الرجال والنساء من أبصارهم كقوله تعالى :قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ( 30 ) ( النور ) ، وقوله :وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ( 31 ) ( النور ) .

والنظر إلى المرأة عند الخطبة مأذون به ، وعن جابر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « إذا خطب أحدكم المرأة ، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل » .
وقال جابر : 
فخطبت امرأة من بنى سلمة ، فكنت أختبئ لها حتى رأيت منها بعض ما دعاني إليها .
رواه أبو داود . وفي قوله : « كنت أختبئ لها » ، فيه أن اختلاس النظر بنيّة الزواج وفي غفلة من المرأة ، أمر مشروع .
وكان الأعمش يقول : كل تزويج يقع على غير نظر فآخره همّ وغمّ » .
والنظر هنا هو النظر الصريح وليس الخلسة ، فالمهم في النظر النيّة ، والناس بنياتّهم ، وطالما أن النظر بنيّة الزواج فهو مشروع ، ولم ينه الإسلام أبدا عن أن ينظر الجنسان إلى بعضهما البعض . كتقدمة للزواج .

   * * *    


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 17 نوفمبر 2023 - 21:43 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الجمعة 17 نوفمبر 2023 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1610 - ( غضّ البصر )

حرّم اللّه على المسلمة أن تنظر إلى غير زوجها بشهوة ، وثبت في الصحيح أن رسول صلى اللّه عليه وسلم ترك عائشة أم المؤمنين تنظر إلى الجند الأحباش يلعبون بحرابهم في المسجد يوم العيد ، وظلت تشاهدهم حتى ملّت ورجعت .
وغضّ البصر : هو منعه مما لا يحلّ له رؤيته ، وما لم يخش من الرؤية فتنة فهي جائزة ، كرؤية التلميذة لأستاذها ، ورؤية الموظفة لرئيسها .
والمهم أن تمارس المسلمة حياتها العامة بلا فتنة ، وتنظر وتطالع لتتعلم وتفهم وليزدد وعيّها ، ولتتناقش فيما يحلّ لها من غير أن يكون في ذلك تنظّر عن فجر أو دعوة لفسق .

وغضّ البصر للمرأة والرجل على السواء ، وفي الآية :قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ( 30 ) ( النور ) حضّ على عدم النظر إلا بما هو مباح النظر إليه ، وإغماض البصر لا يكون إلا عن المحارم . وفي الحديث عند الطبراني عن أم سلمة : « أنه يكره للنساء أن ينظرن إلى الرجال ، كما يكره للرجال أن ينظروا إلى النساء » يقصد النظر بشهوة .
وفي الحديث الذي رواه جرير بن عبد اللّه البجلي لمّا سأل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن نظرة الفجأة ، قال : « فأمرني أن أصرف بصرى » ، يعنى يصرفه عن المحارم ، إلا ما كان نظرا شرعيا .
وعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعلىّ : « يا علىّ ! لا تتبع النظرة النظرة ، فإن لك الأولى وليس لك الآخرة » أخرجه أبو داود والترمذي ، والنظرة المحرّمة : هي التي على غير مقتضاها ، والتي بها انتهاك لحرمات ، كالذي يفعله المتنطّعون على الطرقات ، ومن حقّ الطريق كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم « غضّ البصر » ، حيث النظر المحرّم ، سواء من الرجل أو المرأة ، داعية إلى فساد القلب ، ولذلك قال : « غضّوا الأبصار ، واهجروا الدعّار » ، والداعر هو الفاسد المفسد ، وهو الناظر المتنطّع ، والداخل على النساء لغير حاجة ، والمحادث عن تطفّل وسوء طوية ، وقرن اللّه تعالى غضّ البصر بحفظ الفرج فقال :قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ( 30 ) ( النور ) ، وقال :وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ( النور 31 ) فساوى بين الرجال والنساء في ذلك ، وهو أزكى للجميع ، وأطهر لقلوبهم ، وأنقى لدينهم ، والنظر المفحش كما قال الرسول صلى اللّه عليه وسلم برواية أحمد - « سهم من سهام إبليس مسموم » .
وأيّما امرأة أظهرت محاسنها لينظرها غير زوجها فدعوتها دعوة شيطان ، وفي الحديث عن أحمد « ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغضّ بصره إلا أخلف اللّه له عبادة يجد حلاوتها » ، والنظر إلى المحاسن هو النظر الخوّان ، واللّه يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ، وفي الحديث عند ابن أبي الدنيا : « كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا غضّت من محارم اللّه . . » ، ويتبيّن من ذلك أن غضّ البصر مقصود به كفّه عن المحارم ،
إلّا فالمسلم والمسلمة كلاهما كيّس فطن ، يرى بنور اللّه ، ولم يعطه اللّه البصر إلا ليتعلم ويفهم ويعى ويتقدم في الحياة من خلاله ، والبصر من أهم الحواس للإدراك ، والمسلم إن لم ينظر فلن يدرك ، والمطلوب هو النظر الحلال ، وبه يكون الإدراك السليم الذي ليست له غاية الفساد أو الإفساد .
   * * *

1611 - ( هل للمرأة أن يطالع عورتها رجل ؟ )

المسلم لا ينظر إلى عورة المسلم أو المسلمة ، وفي الحديث عن أبي سعيد عند أصحاب السنن : « لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة » تحريم نظر الرجل إلى عورة الرجل ، والمرأة إلى عورة المرأة ، وكذا الرجل إلى عورة المرأة ، والمرأة إلى عورة الرجل .
والعورة : هي كل أمر يستحيا منه ، وكل شئ يستره الإنسان من أعضائه أنفة وحياء . وسترها - أي العورة - من الفطرة ، فلمّا أكل آدم وحواء من الشجرة المحرّمة :بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ( الأعراف 22 ) ، استحياء من بعضهما ، فذلك موجب ستر العورة : أنه فطرة وشرع .

والتنظّر للعورات اضطراب نفسي : وهو أن يختلس الرجل أو المرأة مطالعة العورات بشهوة ، ويعاقب القانون على التنظّر ، ويستثنى من ذلك أن تكون المطالعة من زوجين لبعضهما البعض ، أو أن تكون المرأة في ولادة وتحتاج أن يراجعها طبيب أو طبيبة ، فمطالعة العورة في ذلك مما لا حرمة فيه عن ضرورة ، والنظر فيها يتمّ بلا شهوة ، وفيه إحياء للنفس .
وعلى عكس ذلك غشيان الشواطئ وحمامات السباحة للتنظّر للعورات ، ويخلّ هذا التنظّر بالآداب العامة ، ويمجّه الذوق ، وتحرّمه الشرائع ، وهو مدعاة لإثارة الشهوات وارتكاب المحرّمات ، وعلى من يغشى أماكن الاستحمام العامة أن يصون نظره عن عورة غيره ، وأن يصون عورته عن بصر غيره ، ويجب الإنكار على من يفعل ذلك لمن يقدر على الإنكار ، ولا يسقط الإنكار بظن عدم القبول إلا أن يخاف المنكر على نفسه أو على غيره الفتنة .
والاستئذان مطلوب لضمان عدم مطالعة عورات الناس ، كقوله تعالى :ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ( 58 ) ( النور ) : من قبل صلاة الفجر ، ووقت الظهيرة عند الراحة ، ومن بعد صلاة العشاء عند النوم .
وغضّ البصر ألزم لحفظ العورات ، سواء للرجال أو للنساء بقوله تعالى :قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ( 30 ) ( النور ) أي أطهر للدين وأبعد عن الدنس ، وهما الغاية من الآية ومن التحريم ، وفي ذلك ترسيخ للفطرة ، وإظهار لحقيقة الإسلام 
والمسلمين .
وفي اليهودية طالع اليهود عورة موسى فلعنهم ، وفي التوراة أن حام طالع سوأة أبيه نوح فاستحق اللعن ( التكوين 9 / 23 ) ، وتروى السيدة عائشة عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم أنها ما طالعت عورته ولا طالع عورتها . فذلك إذن ليس بدعة في الإسلام ، وقد حرّم تولستوى مطالعة العورات ، ونهى غاندي عن ذلك بتاتا !

   * * *

1612 - ( هل مطلق اللهو محرّم على المرأة في الإسلام ؟ )

للنساء أن يلهين لهوا بريئا ، ولا تثريب عليهن في ذلك ، وفي الصحيح عن عائشة قالت : « رأيت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يسترني بردائه ، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد ، حتى أكون أنا التي أسأم ، فأقدروا قدر الجارية الحديثة السن ، الحريصة على اللهو » . 
والحبشة كانوا جندا ، وكانت المناسبة أنهم يلعبون بالحراب والسيوف في المسجد في عيد من الأعياد ، وقد عاونها الرسول صلى اللّه عليه وسلم وهي تتفرج ، وأضفى عليها من حنانه ، إلى أن شبعت فرجة وزهدت ولم يقل لها كفى ، ولا تعجّلها .
وأيّما لهو ليس فيه فتنة ، ولا يخشى منه مغبة ، فهو حلال أن تراه أو تسمعه المرأة كرؤية الرجل سواء بسواء . وقولها : « أقدروا قدر الجارية حديثة السن الحريصة على اللهو » ، لأنها كانت في سن المراهقة ، وهو سن اللعب واللهو ، ولا مانع من ذلك طالما هو لعب مفيد ولهو برئ .
وفي قولها تنبيه إلى مراعاة حاجات السن التي هي من الأمور الفطرية في الإنسان ، غير أن الفطرة قد يساء ويحسن استخدامها ، والغرائز في حدّ ذاتها مفيدة إن حسن استخدامها ، وتصريف الغريزة يتوجه بالتربية إلى المشروعات ويتنكب المحرّمات ، فمن كان توجّهه إلى المشروعات فأيّما لهو أتاه ، أو لعب مارسه فهو حلال ، يستوى في ذلك الإناث والذكور .

   * * *

1613 - ( الزينة مطلوبة للمسلمة والمسلم )

الزينة هي اللباس من جيد الثياب ، وهي ليست محرّمة في الإسلام كقوله تعالى :قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ( الأعراف 32 ) ، ويشارك فيها المسلمون غيرهم في الدنيا ، وهي للمسلمين خاصة في الآخرة ، فالزينة إذن في الدنيا والآخرة ، وفي الإسلام فإن أكثر التزيّن عند الذهاب إلى المساجد ، كقوله :خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ( الأعراف 31 ) ، والتجمّل للصلاة خصوصا يوم الجمعة وأيام العيد ، والعطور وغسل الأسنان من السنّة ، ومن تمام التجمّل ، والألوان الفاتحة من خير ألوان الثياب .
وعن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قال : « ألبسوا من 
ثيابكم البيض » رواه أحمد ، وقال : « عليكم بالثياب البيض فالبسوها فإنها أطهر وأطيب » .
وحفّ الشوارب ، والحلق ، والقصر ، من زينة الرجال ؛ وكذلك نتف الإبط ، وحلق العانة ، والغسل ، والتعطّر ، وصبغ الرأس ، والتختّم - خاصة للنساء .
وكانت عائشة . تنهى المرأة ذات الزوج أن تدع ساقيها لا تجعل فيهما شيئا من ذهب ، وتنصح النساء بصبغ الرأس وتقول : 
إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يكره الرجلة - أي المرأة المسترجلة أو المتشبّهة بالرجال ، وكانت فاطمة بنت علىّ تضع في عنقها عقدا من خرز وتقول : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كره التعطّل للنساء - أي أن لا يتحلّين بشيء .
وكان يقول : « إن اللّه تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ، ويبغض البؤس والتباؤس » ، وكان يقول : « الشعر الحسن أحد الجمالين ، يكسوه اللّه المرء المسلم » ، فما بالك بالمسلمة !

   * * *

1614 - ( المسلمة لا تبدى زينتها إلا ما ظهر منها )

قيل : إن أسماء بنت مرثد كانت في محل لها في بنى حارثة ، فجعل النساء يدخلن عليها غير متّزرات ، فيبدو ما في أرجلهن من الخلاخل ، وتبدو صدورهن وذوائبهن ، فقالت أسماء : ما أقبح هذا ! فأنزل اللّه تعالى :وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( 31 ) ( النور ) .
والزينة - كما في الآية - غير محرّمة على النساء ، وإنما المحرّم الإسراف فيها ، وأن تأتيها المرأة عن مخيلة ، واللّه يحب أن يرى نعمته على عبده ، غير أن من السرف للمرأة أن تتزين بكل ما تشتهى ، وكذلك من التزمّت أن تسرف في التحريم ، كقوله تعالى :وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ( 31 ) ( الأعراف ) ، قوله :وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ( 87 ) ( المائدة ) ، والمعتدون : هم الذين يتجاوزون الحدّ في الحلال والحرام ، والمطلوب العدل بينهما .
ومراد الإسلام من زينة المرأة أن تتوجه بها لزوجها ، وأن تتزيّن ما وسعها في غير سرف ، لا تبتغى بالزينة غير زوجها ، وأن لا يظهر منها للغير إلّا ما لا يمكن إخفاؤه .
ومن حكم ابن مسعود : أن الزينة زينتان ، فزينة لا يراها إلا الزوج ، وزينة يراها الأجانب ، وهذه الأخيرة تبدو على الظاهر من الثياب ومن البدن . والزينة تكون في الثياب وفي غير الثياب من أجزاء البدن ، وتكون في الماديات 
الحسيّة وفي المجرّدات المعنوية كالأخلاق ، وكأساليب الكلام ، وآداب التعامل مع الناس على اختلاف طبقاتهم وتباين المناسبات .
ومطلوبات التزيّن للمسلمة في البدن : أن تحجب صدرها فلا تظهر ثدييها وترائبها كما تفعل الأمريكيات والأوروبيات ، وهن المتابعات للموضة ، يصممها خبثاء الموضة من المنحرفين والشواذ ؛ وأن تضرب الخمار على جيبها :

يعنى أن تغطّى النحر والصدر فلا يرى منهما شئ ؛ وأن تحتشم وتقتصد وتلتزم في تزيّنها - وإبداء الزينة لا يكون إلا للزوج وللمحارم ممن ذكرت الآية .
والمقصود بالاقتصاد الزينة - سواء ظهرت أو لم تظهر - أن لا يكون فيها تبرّج ، أي مبالغة . والمرأة إذا دخلها العجب بالزينة مقتها ربّها . وحدّد الرسول صلى اللّه عليه وسلم مقصود أي لباس عندما قال فيما رواه الطبراني :
« الحمد للّه الذي كساني ما أوارى به عورتي وأتجمّل به في حياتي » ، يعنى : الستر والتجمّل .
ومن خير ثياب الزينة للمسلمة « السراويل » كالتي تلبسها المسلمات الباكستانيات ، وقد حضّ الرسول صلى اللّه عليه وسلم على لباسها لأنها أستر أنواع الثياب وقال : « وحصّنوا بها نساءكم إذا خرجن » رواه البزار ، وقال : « اللهم ارحم المتسرولات » . والنساء لهن أن يتزيّن بالذهب ، وأن يلبسن الحرير ، ولباس الزينة المنهى عنه هو اللباس الفاسق ، وبتعبيره صلى اللّه عليه وسلم : « لباس من لا خلاق له » ، ومطلوب اللباس كما في الآية :وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ( الأعراف 26 ) : أي اللباس الذي يظهر لابسه أنه يخشى اللّه ، فكل ما يلفت الرجل في المرأة - كلما داراه اللباس - كان صدوره عن تقوى ، والسرائر تظهرها الزينة والألبسة ، وهي مظهر للنفوس ، وتفصح عن المكنونات والمقاصد ، وفي الحديث عن عثمان بن عفان : أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « والذي نفس محمد بيده ، ما أسرّ أحد سريرة إلّا ألبسه اللّه رداءها علانية ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر » رواه ابن جرير . فمن كانت غايتها من زينتها ولباسها زوجها فهذه هي المسلمة الذكية ، ومن كانت غايتها أن تبهر الناس وتنال الإعجاب ، فتلك هي المعجبة بنفسها والمستعرضة بجمالها ، والعجب والاستعراض كلاهما من أمراض النفس .
وفي الحديث : « الرافلة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها » أخرجه الترمذي .

والمشي في منتصف الطريق من التزيّن ، وكانت النساء في الجاهلية يلبسن الخلاخيل ، فإذا مشين ضربن بأرجلهن لينبّهن إلى زينتهن ، فنهى الإسلام عن ذلك ، لما في معنى الإلفات إلى المرأة من أن تنتهبها العيون ، والعين قد تزني ، وصاحبها زان ، والمرأة المنبّهة إلى زينتها زانية .
ومن كن على مثل تلك الخصال فهن في جاهلية ، والمسلمة الذكية هي التي تلبّى أمر ربّها في ثيابها ، كقوله تعالى :يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ( الأحزاب 59 ) ، ومناسبة الآية أن 
فسّاق أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل إلى الطرق حين يختلط الظلام ، فيعرضون للنساء ، فإذا رأوا المرأة عليها جلباب عرفوا أنها مسلمة فكفّوا عنها ، وإذا لم يكن عليها جلباب وثبوا عليها .
والجلباب في الحديث عن عمر برواية البزار - كان شبرا بعد الركبة ، فطلب النساء من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يطيله أكثر ، بدعوى أن ذلك يعتبر قصيرا ، فأطاله إلى ذراع بعد الركبة فلم يعجبهن أيضا وطلبن أكثر ، بحجة أن القدم ما تزال عارية ، فرفض أن يزيد عن ذلك .
وفي الحديث برواية ابن سعد اشترط الرسول صلى اللّه عليه وسلم في الجلباب أن لا يكون رقيقا كاشفا يصف العظام . وفي الحديث عن أسامة بن زيد قال : « مرها تجعل تحته - أي الجلباب - شيئا لئلا يصف » .
وبعض الفقهاء يفسّر الخطاب في الآية :قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ( 59 ) ( الأحزاب ) أن مضمونه زوجاته وبناته صلى اللّه عليه وسلم ، وحرائر النساء دون الإماء ، إلا أن معنى المؤمنين لا ينصرف إلى السادة دون العبيد ، والمؤمن يمكن أن يكون سيدا أو عبدا طالما هو في طاعة اللّه وتقواه ، ويلتزم أوامره ونواهيه ، فلما ذا إذن إخراج الإماء من مقصود الخطاب - وهن مؤمنات وأزواج لمؤمنين ؟ والتفسير إذن خاطئ ، وأخطأ سفيان الثوري عندما قال : لا بأس بالنظر إلى زينة نساء أهل الذمة ، وقال إن النهى عن النظر إليهن لخوف الفتنة لا لحرمتهن ! ! ! وهو خطأ شنيع في التفسير لأنه جعل دافع النظر إلى المسلمات كونهن مسلمات ، فإذا لم يكنّ كذلك ارتفع التحريم ! ! والدافع في الآية هو إثم النظر ومخافة الفتنة وليس من يقع به الإثم .
ومعيار الثوري في معنى التحريم مزدوج ، والإسلام لا يعرف المعايير المزدوجة ، فالحرمانية ارتباطها بالجرم نفسه وليس بالأشخاص ، وشبيه بذلك فعل عمر بن الخطاب مع الإماء ، فكان - كما تروى صفية بنت أبي عبيدة - إذا التقى بأمة مخمرة متجلية يأمرها أن لا تتخمّر ولا تتجلبب حتى لا تكون شبيهة بالمحصنة ! !

وكأن الأمة المسلمة لا يهمّ أن لا تكون محصنة ؟ وهو منطق غريب ! وعن أنس بن مالك قال : كان إماء عمر يخدمننا كاشفات عن شعورهن يضرب أثداءهن ! ! روى ذلك البيهقي .
وكأن المطلوب منا أن نصدق أن عمر الذي كان يرقّع ثيابه ولا يجد ما يطعمه كانت عنده إماء ! ؟
والحديث يصادم الإسلام بشدّة ، فالإسلام هو الدين الذي يساوى بين الجميع ، ويعارض الرقّ ويعمل على تصفيته . ثم إن ما وصفه أنس فيه قبح ولا أعتقد أن عمر كان ذلك مفهومه .
وأمثال هذه الأحاديث عند أنس وغيره متهافتة وضعيفة ، ولا يؤيدها المنطق ، وتجافى روح الإسلام ، فكونى ذكية أريبة أختي المسلمة ، واستفتى قلبك ولا تصدّقى كل ما يشاع عن دينك !

   * * *    

1615 - ( تبرّج النساء لم ينفرد الإسلام بالنّهى عنه ؟ )

يرد التبرّج في القرآن مرتين في قوله تعالى :وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى( الأحزاب 33 ) ، وقوله :الْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ( النور 60 ) . وفي التبرّج قال المفسرون : إن المرأة كانت تخرج تمشى بين يدىّ الرجال فذلك هو تبرّج الجاهلية ؛ وقيل :
كانت للنساء في الجاهلية مشية وتكسّر وتغنّج فنهى اللّه تعالى عن ذلك في الإسلام .
وقيل : 
التبرّج للمرأة هو أن تلقى الخمار على رأسها ولكنها لا تشدّه ليوارى قلائدها وقرطها وعنقها ، فيبدو ذلك كله منها ، فذلك هو التبرّج ، ثم إن الآية عمّت نساء المؤمنين في التبرّج .
والتبرّج على ذلك لا يليق بالمؤمنة التي تخشى اللّه ، لأنه من المفاسد في الأرض ، ودليل فحش في المرأة التي تفعله ، وأطباء النفس يطلقون على ذلك اسم الاستعراضيةexhibitionism: وهي أن تظهر المرأة مفاتنها لتغوى الرجال ، وإلّا فلأي غرض تتبرج إن لم يكن للفتنة ؟ ! والقواعد من النساء - في الآية - هن اللاتي انقطع حيضهن ، وكبرن في السن ، ولم يعدن محل مطمع من الرجال ، ولم تعد لديهن رغبة فيهم ، واضمحلّ جمالهن فلم يعدن يملن إلى الاستعراض ، فهؤلاء لهن أن ينكشفن على الرجال ، وإنما في غير تبرّح بزينة ، لأن التبرج منهن مستهجن ممجوج .
وعن أم الضياء أنها قالت : دخلت على عائشة فقلت : يا أم المؤمنين ! ما تقولين في : الخضاب ، والنفاض ، والصباغ ، والقرطين ، والخلخال ، وخاتم الذهب ، وثياب الرقاق ؟ فقالت : يا معشر النساء ! قصتكن كلها واحدة ! أحلّ اللّه لكنّ الزينة غير متبرّجات » ، أي لا يحلّ لكنّ أن يرى منكن محرّم .

والخضاب والنفاض والصباغ كلها من تلوين الثياب والشعر واليدين والقدمين للزينة .
والزينة في حدّ ذاتها غير محرّمة ، واللّه تعالى زيّن السماء للناظرين وقال :مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ( 32 ) ( الأعراف ) ، إلا أنه قال أيضا :إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا( 7 ) ( الكهف ) ، وحذّر من زينة الشهوات ( آل عمران 14 ) ، وزينة المال والبنين ( الكهف 46 ) ، وزينة الحياة الدنيا عموما ( الحديد 20 ) ، وحبّب لنا الإيمان وجعله زينة القلوب ( الحجرات 7 ) ، والتقوى زينة الرجال ، والعفة زينة النساء .
والمرأة لها أن تتزين لنفسها ، والمطلوب أن لا تبدى زينتها إلا لخاصة أهلها ولزوجها ( النور 31 ) ، والمعقول أن لا تبدى من الزينة إلا ما ظهر منها ( النور 31 ) وأن لا تنبّه إلى زينتها ليرى ذلك منها ( النور 31 ) ، فإن فعلت ذلك فهو التبرّج المقيت !

والنهى عن التبرّج في النصرانية كما هو في الإسلام ، ولا أدرى لم التحامل إذن على الإسلام ؟ ! فعن القديس بطرس يقول للنساء - كما في الإسلام : « فلا تكن زينتكن الزينة الظاهرة ، من تجعيد الشعر ، والتحلّى بالذهب ، ولبس الحلل » ( الرسالة الأولى 3 / 3 ) ، وكما في الإسلام يجعل الإيمان زينة القلوب يقول : « بل زينة إنسان القلب المستتر ، أي زكاء الروح الوديع الساكن الذي هو كثير الثمن أمام اللّه » ( الرسالة الأولى 3 / 4 ) .
وفي أحوال العجائز من النساء - وهن بالمصطلح الإسلامي القواعد من النساء ، يقول القديس بولس : « أن تكون العجائز في هيئة تليق بالقداسة ، غير ملقيات الفتنة ، ولا مستعبدات للإكثار من الخمر » ( الرسالة إلى تيطس 2 / 2 ) ؛ وفي النساء وما يحدثن من الفتن قال : « لتكن النساء عفيفات غير ملقيات للفتنة » ( الرسالة إلى تيموتاوس 3 / 11 ) .
فكما ترى أخي المسلم ويا أختي المسلمة ، لم يكن الإسلام سابقا إلى تحريم التبرّج ، فالنصرانية سبقته إلى ذلك بزمان ، فلما ذا التشنيع على الإسلام والمسلمين ؟ حسبنا اللّه .

   * * *

1616 - ( المرأة تجاهد كالرجال ولا فرق )

انخرطت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية في غزاة أحد ، وانضمت إلى صفوف المقاتلين تزود عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ولم يفرض الجهاد على النساء فرض عين ، وإنما هو فرض كفاية تقوم به من تقدر من النساء ، والرجال أفضل من النساء في حمل أمانة القتال ، والآية :كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ( البقرة 216 ) الخطاب فيها للجميع بلا استثناء ، نساء ورجالا ، ولمّا قاتلت أم عمارة لم ينهها الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، ولا ردّها إلى بيتها .
وفي الرواية أن أسماء بنت يزيد الأنصارية أتت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت :
بأبى أنت وأمي يا رسول اللّه ! أنا وافدة النساء إليك . إن اللّه عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة ، فآمنا بك وبإلهك . وإنّا معشر النساء محصورات ، قواعد بيوتكم ، وحاملات أولادكم ، وإنكم معشر الرجال فضّلتم علينا بالجمع والجماعات ، وشهود الجنائز ، والجهاد في سبيل اللّه عزّ وجلّ ، وإن أحدكم إذا خرج حاجا ، أو معتمرا ، أو مجاهدا ، حفظنا لكم أموالكم ، وغزلنا أثوابكم ، وربّينا أولادكم ، أفنشارككم هذا الأجر والخير ؟ فالتفت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله وقال : « هل سمعتم مسألة امرأة أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه ؟ » ، فقالوا : يا رسول اللّه ! ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا ! فالتفت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وقال : « افهمى أيتها المرأة ، واعلمى من خلفك من النساء : أنّ حسن تبعّل المرأة لزوجها ، وطلبها مرضاته ، واتّباعها ما يوافقه ، يعدل ذلك كله » ، فانصرفت وهي متهللة الوجه ، حتى وصلت إلى نساء قومها من العرب ، وعرضت عليهن ما قاله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ففرحن ، وآمنّ به جميعهن . غير أنه في الحديث لم يقل الرسول صلى اللّه عليه وسلم أن النساء ليس عليهن أن يفعلن مثل الرجال .
وتروى صفية بنت عبد المطلب عمة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، عن جهادها في الغزو : أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا خرج لقتال عدوه من المدينة ، يرفع أزواجه ونساءه في حصن حسّان بن ثابت ، فلما كان يوم الأحزاب ، صعدت صفية معهن ، وتخلّف عندهن حسّان ، فجاء يهودي فلصق بالحصن يتجسّس ، فقالت صفية لحسّان : انزل إليه فاقتله ! فتوانى حسّان ، فأخذت صفية عمودا ونزلت ، ففتحت الباب بهدوء وحملت على الجاسوس فقتلته .
وصعدت إلى حسّان تطلب منه وهو الرجل أن ينزل لسلب اليهودي ، ورفض حسّان بزعم أنه ما له بسلبه حاجة ، فنزلت صفية فسلبته . - فهذه مسلمة مجاهدة ، فهل كانت تقرّ في مكانها إلى أن يقتل اليهودي النساء والأطفال جميعا ؟ ! بينما كان حسّان وهو الرجل قد جبن وقبع في مكانه خائفا !
ويروى عن صفية أنها يوم أحد رأت المسلمين يتراجعون ، فتقدمت وبيدها رمح ، تضرب في وجوه الناس وتقول : انهزمتم عن رسول اللّه ! ولم تكفّ إلا بعد أن شاهدها النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فأشار إلى الزبير بن العوام أن يبعدها عن أخيها حمزة عمّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وكان حمزة قد بقرت بطنه ، فكره الرسول صلى اللّه عليه وسلم أن تراه ، فناداها الزبير أن تتنحّى ، فزجرته ، وأقبلت تحارب حتى وصلت إلى جثة أخيها وقالت فيه شعرا ترثيه يقطّع نياط القلب ، فكانت تجاهد بيديها وبلسانها على السواء ، وسلوكها هو ما يمليه عليها الدين والعقل وإن قال بعكس ذلك البعض .

وفي غزوة حنين حملت هوازن وثقيف على المسلمين حملة رجل واحد ، فانهزم جمهور المسلمين ، وثبت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر ، ومن أهل بيته : علىّ ، والعباس ، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وابنه جعفر ، وأسامة بن زيد ، وأيمن بن عبيد ابن أم أيمن ، وربيعة بن الحارث ، والفضل بن عباس ، وقثم بن العباس ، فهؤلاء تسعة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم عاشرهم .
وكانت المفاجأة : أم سليم الأنصارية ! فإنها كانت في المعركة ، وثبتت كالرجال ، وأفضل من الرجال ، وقد احتزمت بعيرا لأبى طلحة ، وفي يدها خنجر ! وهؤلاء النساء كن قليلا من كثير غيرهن ، بل كانت غالبية النساء المسلمات هكذا ، فهل بعد ذلك يقال إن المرأة لا نصيب لها في الجهاد ؟ وأن الإسلام جعلها من القواعد لا فائدة منها إلا أن يستمتع بها ؟ ! ! ! حسبنا اللّه !

   * * *    

1617 - ( هل المرأة في الإسلام شؤم )

في الحديث عن ابن عمر عند البخاري : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « الشؤم في المرأة والدار والفرس » ، وفي رواية أخرى قال : ذكروا الشؤم عند النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم :
« إن كان الشؤم في شئ ففي الدار والمرأة والفرس » . وفي الرواية عن سهل بن سعد قال :
« إن كان الشؤم في شئ ففي الفرس والمرأة والمسكن » . وعن أسامة بن زيد فيما رواه البخاري ، أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « ما تركت بعدى فتنة أضرّ على الرجال من النساء » .
وفي القرآن يقول اللّه تعالى :إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ( التغابن 14 ) .

وفي تفسير هذه الأحاديث قالت السيدة عائشة ، برواية أبى حسان فيما نقله أحمد والحاكم ، أن نبىّ اللّه لم يقل ذلك بالضبط ولكنه قال : « كان أهل الجاهلية يقولون الطّيرة في المرأة والدار والدابة » ، ثم قرأت عائشة قول اللّه عزّ وجلّ :ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ( الحديد 22 ) .
وفي رواية أخرى عند الطيالسي عن مكحول قالت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « قاتل اللّه اليهود ! يقولون إن الشؤم في الدار والمرأة والفرس » .
ورواية عائشة أصدق لموافقة قولها مع نهيه صلى اللّه عليه وسلم عن الطيرة نهيا عاما بقوله :

« يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب ، وهم الذين لا يكنزون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيّرون ، وعلى ربّهم يتوكلون » .
والعدد لضرب المثل فقط ، أن الجنة يدخلها كثيرون . وفي الحديث عن أبي هريرة قال : « لا طيرة وخيرها الفأل » ، وأصل التطيّر أنهم كانوا في الجاهلية يتفاءلون بالطّير تطير يمنة ، ويتشاءمون بها تطير يسرة .
وعن عائشة ، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « الطّيرة شرك » ، ومعنى أنها شرك أن الذي يعتقد في التطيّر إنما لما يجلبه من نفع أو يدفع من ضرّ ، فكأنهم أشركوا مع اللّه . والمقصود بهذه الأحاديث في المرأة والدار أو المسكن ، والدابة أو الفرس أو المركبة ، إنما هي المرأة السوء ، والمسكن السوء ، والمركبة السوء ، وفي رواية للحاكم شرح أكثر عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « المرأة تراها فتسوؤك ، وتحمل لسانها عليك ، والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك ، وإن تركتها لم تلحق أصحابك ؛ والدار تكون ضيقة قليلة المرافق » ؛ وللطبراني من حديث أسماء قال : « إن من شقاء المرء في الدنيا سوء الدار والمرأة والدابة » ، وفيه أن سوء الدار هو ضيق مساحتها وخبث جيرانها ؛ وسوء الدابة : منعها ظهرها وسوء طبعها ؛ وسوء المرأة : عقم رحمها وسوء خلقها .
وإذن فتخصيص الشؤم بالمرأة ، ونسبة الفتنة إليها ، إنما المقصود بهما من يحصل منها أو منه ذلك بالفعل ، يستوى في ذلك الرجال والنساء ، ومن الجهل أن يقال إن المرأة إطلاقا عدو للرجال ، وأنها سبب الفتنة ، وأنها شؤم . والشارع أطلق الكفر على من ينسب المطر إلى النّوى ، فكيف بمن 
ينسب ما يقع من الشرّ إلى المرأة مما ليس لها فيه مدخل ؟ !
وفي الحديث مع ذلك أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن ، وفي علم النفس والطب النفسي : أن فتنة الجنس هي أعظم الفتن ، ولا يعنى ذلك أن المرأة سبب فيها ، واللّه تعالى يقول :زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ( آل عمران 14 ) فلا دخل للمرأة إذن في ذلك ، وليست الفتنة هي فتنة المرأة ولكنها « فتنة الجنس » ، يستوى إزاءها الرجال والنساء ، ومن أمثال العامة : النساء شرّ كلهن ، وأشرّ ما فيهن عدم الاستغناء عنهن ! وهو قول غريب فيه الجهل المطبق ، فمن النساء من هن أمهاتنا وأخواتنا ، ومنهن عظيمات النساء ، كمريم ، وخديجة ، وعائشة في الدين ، وفي العلم مدام كورى ، واليهود يعظّمون استير ويهوديت ، وإن كان في النساء نقص في العقل والدين ، فإن الرجال أنقص عقلا ودينا إذ يفتنون بهن ، ويشغلون بهن عن الجاد من الأمور ، وعن الدين ، بالإيقاع بهن ، والتهالك على الدنيا إرضاء لهن ، ففساد الرجال أكبر ، فإذا وعظ الرسول صلى اللّه عليه وسلم المؤمنين والمؤمنات بقوله - برواية أبي سعيد فيما أخرجه مسلم : « واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت النساء » ، إنما معناه اتقوا الجنس ، يقول ذلك للنساء والرجال معا .

   * * *

1618 - ( هل شهادة المرأة في الإسلام نصف شهادة الرجل ؟ )

الذين يقولون بذلك يستدلون عليه بأن اللّه تعالى قال :وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى( البقرة 282 ) ، والآية تنصرف إلى الاستشهاد في « الأموال » لا غير ، وأقيمت المرأتان مقام الرجل بدعوى أنه إذا ضلت إحداهما أن تذكّرها الأخرى ، وفي سياق الآية معنى أن تضلّ : هو أن تنسى الشهادة ، وتذكير الواحدة للأخرى فيه أن المرأة على إطلاقها لا تنسى دائما ، فهذه واحدة قد تنسى بينما الأخرى لم تنس ! فالنسيان ليس شيمة المرأة وليس طبعها ، والنسيان في الرجل كما هو في المرأة ، وإلا ما طالبه المولى عزّ وجلّ أن يكتب المعاملات ، وأن يستشهد عليها ، وعلّل ذلك بأنه أقسط عند اللّه وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا ، أي أعدل وأثبت للاستشهاد به ، فإذا وضع خطّه ثم رآه تذكّر به الشهادة ، لاحتمال أنه لو لم يكتبه لنسيه كما هو الواقع غالبا ، والكتابة والشهادة عليها أقرب إلى عدم الريبة ، ويرجع إليهما عند التنازع فيفصل بين المتنازعين بلا ريبة ، فإن كانت آفة النساء النسيان ، ودرؤه بأن تظاهر المرأة امرأة أخرى وتعينها على التذكّر ، فإن آفة الرجال الريبة ، وإتيان الظلم ، وقول الزور .
والنسيان يكون في الشهادة الشفوية ولكنه لا يكون في الشهادة 
المكتوبة ، وفي المكتوبة لا تلزم الشهادة المرأة كما لا تلزم الرجل ، والآية تنصرف إلى الشهادة الشفوية ولا تنصرف إلى المكتوبة .
وفي زمن الرسول ما كان النساء في الأغلب والأعم يعرفن القراءة والكتابة ، فما كانت شهادتهن تتيسر لذلك إلا شفوية ، وشهادة المرأتين عن المرأة الواحدة تحرّز لذلك من نسيان إحداهما ، وهو حقّ وعدل ، ولا تثريب على المرأة في ذلك ولا يهينها ، وليس فيه حط من شأنها ، ولا من قدراتها الذهنية والنفسية .
وأكرر أن شهادتي المرأتين تحرّز من النسيان في الشهادة الشفوية في الأموال فقط . وقد أخذ الرسول صلى اللّه عليه وسلم بشهادة المرضعة ، وكان عقبة بن الحارث قد تزوّج امرأة ، فجاءته مرضعة وقالت له إنها أرضعتهما ، فذهب عقبة إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم يقصّ عليه الأمر ويكذّب المرضعة ، فأعرض عنه الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فلما ألحّ عقبة ردّ عليه بحسم وقال :

« كيف بها وقد زعمت أنها قد أرضعتكما » رواه البخاري ، وإذن فشهادة المرأة الواحدة تجوز .
   * * *

1619 - ( هل عامة أهل النار نساء ؟ )

في الصحيح عن عمران أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « اطّلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء » ؛ وفي الرواية لأسامة جاء : « وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء » ؛ وفي الرواية عن ابن عباس جاء عن النار : « أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء » قيل : لم يا رسول اللّه ؟ قال : بكفرهن » ، قيل : يكفرن باللّه ؟ قال : « يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان ! لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ، ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قطّ » .
وفي رواية عياض بن عبد اللّه قال للنساء : تصدّقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار » ، فقلن : « ولم يا رسول اللّه ؟ قال : تكثرن اللعن وتكفرن العشير » ، والمرأة تكفر عشيرها يعنى لا تقرّ بفضله ، والعشير الزوج ، قيل له عشير بمعنى معاشر ، مثل أكيل ومؤاكل .

وهذه الأحاديث صيغت للتحذير وليس على الحقيقة ، والكفر الذي من نصيب النساء لا يراد به الكفر المخرج عن الملّة ، ولكنه أراد أن يخوّف النساء أن يرتكبن هذا النهى المذكور ، ومن ثم يكنّ أكثر من يدخل النار ، والإكثار من اللعن وكفران العشير لا يختصّ بهما النساء دون الرجال ، وقوله : « لو أحسنت إلى إحداهن الدهر » إشارة إلى سبب التعذيب ، لأن المرأة التي تفعل ذلك إنما حالها كحال المصرّ على كفر النعمة ، والإصرار على المعصية من أسباب العذاب ؛ وكذلك قد يقول الرجل لعشيرته : ما رأيت منك خيرا قطّ ، وقد يكثر اللعن وهو الأغلب . والحديث لذلك ضعيف وغير متوازن ، وموضوع غالبا لإغاظة النساء .
   * * *    


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 17 نوفمبر 2023 - 21:37 عدل 1 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الجمعة 17 نوفمبر 2023 - 21:34 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1620 - ( هل النساء ناقصات عقل ودين ؟ )

يقول مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ، عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : « يا معشر النساء تصدّقن وأكثرن الاستغفار ، فإني رأيتكن أكثر أهل النار » ، فقالت امرأة منهن جزلة - أي ذات رأى : وما لنا يا رسول اللّه أكثر أهل النار ؟ قال : « تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير ، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن » . قالت : يا رسول اللّه ! ما نقصان العقل والدين ؟
قال : « أمّا نقصان عقلها فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل ، فهذا نقصان العقل ؛ وتمكث الليالي لا تصلّى ، وتفطر في رمضان ، فهذا نقصان الدين » . وفي رواية البخاري عن أبي سعيد الخدرىّ أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « يا معشر النساء تصدّقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار » ، فقلن : وبم يا رسول اللّه ؟ قال : « تكثرن اللعن وتكفرن العشير ! ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن » . قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول اللّه ؟ قال : « أليس شهادة المرأة نصف شهادة الرجل ؟ » ، قلن : بلى : قال : « فذلك من نقصان عقلها ! أليس إذا حاضت لم تصلّ ولم تصم ؟ » قلن : بلى ، قال : فذلك من نقصان دينها » .
ومعنى الحديث لا ينصرف إلى ما ينصرف إليه ذهن البعض من تقليل شأن المرأة في الإسلام ، فقوله صلى اللّه عليه وسلم : « تكثرن اللعن » فذلك من شأن بذيئة اللسان وحدها ، وبذاءة اللسان تستوي عند الرجال والنساء ؛ وقوله : « تكفرن العشير : » معناه تجحدن نعمة الزوج وتستقللن ما كان منه ، وذلك دأب بعض النساء دون الغالبية ، وكذلك هو دأب بعض الرجال دون الغالبية ؛ واللّب في الحديث : هو العقل ، واللبيب هو الرجل الحازم الضابط لأمره .
وليست المرأة على عمومها ناقصة عقل ودين ، والإسلام والقرآن قد ضربا المثل بملكة سبأ ، وكانت أرجح عقلا من قومها من الرجال بخاصة ، وكانت الأكثر منهم حنكة وكياسة في أمور السياسة والدين ، ومقالتها :إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً( النمل 34 ) جعلها القرآن من الحكم المأثورة ، وبها أوتيت ملكة سبأ جوامع الكلم ، وأتمّ اللّه تعالى الآية بالتأمين على حكمتها فقال :وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ( 35 ) ( النمل ) ، أي أن ما قالته عن الملوك هو الصحيح . وبلقيس أو ملكة سبأ فكّرت ودبّرت وانتهت إلى الرأي : فما كان أعقلها فيما ذهبت إليه ، وقد تحصّل لها العلم بأن الهدية تقع موقعا حسنا من الناس ، فسليمان إن قبل الهدية فهو ملك فتنصح بقتاله ، وهم أولو قوة وبأس وسيهزمونه حتما ، وإن لم يقبلها فهو نبىّ حقا وعليهم أن يتّبعوه ! فهل رأى الإسلام في ملكة سبأ أنها ناقصة العقل فيما استنّته لقومها من التريث وإعمال الذهن وتجربة الحيلة ، وفي طلبها المشورة حين قالت :يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ 
قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ( 32 ) ( النمل ) ؟ ولقد بيّن القرآن أن خاصة قومها ممن جمعتهم للمشورة قضوا بأنها الأحكم والأعقل ، وردّوا عليها قائلين :وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ( 33 ) ( النمل ) ، فلمّا تأكّد لبلقيس ظنّها في سليمان قالت :رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ( 44 ) ( النمل ) ، وواضح من النصّ القرآني أن الإسلام يعلى من قدر هذه المرأة ، وقد خلصت إلى ما خلصت إليه ، مما أعوز قومها ، وينبّه إلى كمال عقلها واكتمال دينها معا !
ومريم ابنة عمران قال فيها القرآن أجمل القول ، ووصفها أحسن الوصف ، فقال إنها كانت من القانتين ( التحريم 12 ) ، فاستحقت أن تحمل بكلمة اللّه تعالى ، وكان حملها آية ( المؤمنون 50 ) ، أي حجّة قاطعة على قدرته تعالى قدرة مطلقة ، فلقد خلق اللّه آدم من غير أب ولا أم ، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى ، وخلق المسيح من أنثى بلا ذكر ، وخلق بقية الناس من ذكر وأنثى ؛ ونبّهت الآيات في القرآن إلى ما يقال في مريم من بهتان عظيم ( النساء 156 ) ، وإلى أن اختيارها لمهمة الحمل في المسيح كان اصطفاء لها على العالمين ، ولولا أنها كانت أطهر العالمين ما اصطفاها لهذه المهمة ( آل عمران 42 ) . وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري ، عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، يجيء عن مريم : « كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام » . وهؤلاء جميعا كن ممن جاء فيهن وصف اللّه تعالى لفضليات النساء عموما :مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ( التحريم 5 ) فأين نقص العقل ونقص الدين في هؤلاء وأولئك وهن الكاملات ؟ ثم إن اللّه تعالى وقد ضرب المثل على الكمال في النساء بامرأة فرعون ، وبمريم ( التحريم 11 ) ، فقد ضرب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم المثل على الكمال في النساء المسلمات بخاصة - بخديجة ، أعظم امرأة عرفها التاريخ ، ظاهرت زوجها واحتملت معه عذابات الدعوة ، وبعائشة التي وصفها صحابة الرسول فقالوا : إنها كانت أعلم النساء ، ولو جمع علمها إلى علم نساء زمانها لكان علمها الأفضل ! بل كانت أفقه وأعلم وأحسن الناس رأيا ، وكانت الأعلم بالحلال والحرام ، وقال فيها المقداد بن الأسود : ما كان أحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أعلم بالفريضة من عائشة رضى اللّه عنها » ! وعن أبي موسى قال : ما كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يشكّون في شئ إلا سألوا عنه عائشة فيجدون عندها من ذلك علما » . وروى مسروق : أن مشيخة أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كانوا يسألونها » ، وكانت عائشة مدرسة وحدها ، فهل كانت ناقصة عقل ودين ؟ ! ! وإنما عنى الرسول صلى اللّه عليه وسلم بهذا الحديث صنف النساء اللاتي حذّر منهن ابن لقيط بن صبرة لمّا اشتكى له طول لسان زوجته وبذاءها فقال له : « طلّقها » فقال ابن لقيط : إنّ لي منها ولدا ! فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « فعظها ، فإن كان لك فيها خير فستفعل ، ولا تضرب ظعينتك كضربك أمتك » . رواه الحاكم . و « الناشز » من المصطلح الإسلامي ، ويقصد بها صنف المرأة التي عناها الحديث ، ونبّهت إليه الآية :وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا( النساء 34 ) .
والناشز في الرجال كما في النساء لا فرق ، كقوله تعالى :وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً( 128 ) ( النساء ) والخطاب في الآية لجماعة المؤمنين دون غيرهم وليس لسفلة الناس ، والمؤمن - من ناحية - لا يبغى ، ومن ناحية أخرى لا تصلح له الناشز ، كما أن المؤمنة لا يصلح لها الفاسق ولا الكافر ، والعظة والهجر والضرب وسيلة المؤمن لزجر الناشز وبذيئة اللسان المفحشة ، ولا تعامل هكذا طيبة اللسان عظيمة الخلق . وكان دعاء امرأة فرعون من نشوز وفسق زوجها :رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ( التحريم 11 ) ، فالنشوز والفسق كما قد يكون في المرأة ، قد يكون في الرجل ، ونقص الدين يترافق مع نقص العقل ، وكلاهما يمكن أن يتواجدا في الرجال تواجدهما في النساء ، ويحذر الرسول صلى اللّه عليه وسلم النساء والرجال معا منهما ، وإلّا فالنساء لا يمكن أن يكن ناقصات عقل بسبب أن شهادتهن نصف شهادة الرجل ! ! وموضوع الشهادة جاء في المعاملات المالية وحدها ، وفي الشهادة الشفوية دون الشهادة المكتوبة مخافة « أن تضل إحداهما » ( البقرة 282 ) ، أي أن تنسى ، والنسيان في الشهادة الشفوية ، وأما المكتوبة فلا نسيان فيها . والنسيان تتميز به المرأة خصوصا نتيجة عوامل القمع والكبت التي تتعرض لها ، وبسبب الضغوط النفسية الهائلة التي تعاني منها حتى في المجتمعات المتقدمة ؛ وكذلك فإن الحيض ، والإياس ، والحمل ، والرضاعة ، وحتى الجماع نفسه ، في كل ذلك الكثير من المعاناة بالنسبة للمرأة . وفي البحوث المشهورة لكينزى وچونسون وماسترز في أمريكا ثبت أن النسيان تتعرض له المرأة خصوصا في الفترة قبل الحيض ، وأثناء الحيض .
والحيض فترة مرض ، وما بعد الحيض فترة نقاهة يفسدها أن يمارس الرجل الجنس مع المرأة . ويلحقها من الجماع بعد الحيض ، وأثناء الحمل ، وبعد الولادة ، وأثناء الرضاعة - أذى بالغ ، ربما من ضخامة آلة الرجل ، أو من ثقل وزنه ، أو من تكرار ممارسته للجنس وإرهاقها به ، أو من الشذوذ الذي قد يأتي عليه جماعة بها . وفترة الحمل فترة مرض حقيقي وتستمر تسعة أشهر ، تتلوها الولادة والنفاس ، وتستمر الرضاعة لمدة سنتين ، ثم تكون فترة تنشئة الطفل اجتماعيا ، وإعداده نفسيا ، وموالاته تربويا وتعليميا ، والإشراف على شؤون البيت أثناء ذلك ، فإذا كان لدى أغلب النساء ثلاثة أطفال في المتوسط ، فمعنى ذلك أن المرأة تعيش في كبد أغلب عمرها ! فإذا بدأت تفيق من هذه الشواغل ، كانت مسائل زواج الأولاد ، والقلق على البنات ومستقبلهن ، ويتوج ذلك كله 
الإياس ، وهو مشكلة المشاكل بالنسبة للمرأة ، وأكبر المسببات للنسيان . والنسيان في الاصطلاح : هو ترك الشيء تهمله الذاكرة أو تغفله عن ذهول ، وهو طبيعي في الذكور والإناث ، إلا أنه أشد في الإناث ، وأسبابه عندهن عضوية غالبا ، وقد علمنا دوافع ذلك من الحيض والجماع والحمل والولادة والرضاع . . . إلخ ، إلا أن النسيان النفسي عند المرأة يكاد يميّزها عن الرجل ، والفرق بين نسيان المرأة العضوي والنسيان النفسي ، أنها في النسيان العضوي تتعطل قدرات الذاكرة عندها عن التسجيل والاحتفاظ والاستدعاء معا ، بينما تتعطل فقط قدرة الذاكرة عن استدعاء الخبرة في النسيان النفسي .
ولكل ما سبق فإن اللّه تعالى قد فرض في الشهادة الشفوية أن تكون لرجلين ، فإن لم يكونا رجلين فلرجل وامرأتين ، وجعل شهادة المرأة نصف شهادة الرجل ، والسبب علمي محض كما رأينا ، وليس فيه افتئات على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة ، وذلك مفهوم النقص العقلي في الحديث . ثم إنه بسبب الحيض والحمل والولادة والرضاعة أعفى اللّه تعالى المرأة من الصلاة والصيام ، وهذا تكريم ما بعده تكريم ، وهذا الإعفاء دوافعه علمية خالصة لا دخل فيه لاعتبارات تمس كرامة المرأة من بعيد أو قريب ، ومثل المرأة في ذلك مثل المريض الذي يسمح له بالصلاة نائما على ظهره أو جالسا ، أو مثل الذي يؤذن له بالتيمم دون الوضوء ، أو بالإفطار في رمضان ، ويستحب لكل هؤلاء أن يكثروا من التصدّق ، تعويضا عمّا انتقصهم مما تصلح به صلاتهم أو ينصلح به صيامهم ، فلذلك يعظ الرسول صلى اللّه عليه وسلم النساء بأن يكثرن من التصدّق تعويضا عما فاتهن من أجر الصلاة والصيام اللذين اضطررن إلى تركهما غصبا عنهن في قوله : « تصدّقن وأكثرن » ، وليس في الحديث - كما رأينا - أي انتقاص للمرأة من ناحية دينها ، ولا من ناحية ملكاتها الذهنية وذكائها وحقوقها كمواطنة تتساوى في ذلك مع الرجل عموما ، وساوى القرآن بينهما وقرن ذكر المؤمنين بذكر المؤمنات ، متعادلين في الحقوق والواجبات إحدى عشرة مرة ، فالمؤمنون أولياء للمؤمنات ، والمؤمنات وليّات المؤمنين ( التوبة 71 ) ، ووعد اللّه الجميع التوبة ، مؤمنات ومؤمنين ، سواء بسواء ( الأحزاب 73 ) ، وتوعّد من يجترئ عليهم أو عليهن ( الأحزاب 58 ) ، وقضى أن لا يصيبهم أو يصيبهن مكروه ، بل إنه تعالى قد ساوى في الأهمية والقيمة بين تسعة من المؤمنين واثنتين من المؤمنات ، وفي هؤلاء كما يقول جنيد بن سبيع - نزلت الآية :وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ( الفتح 25 ) ، وكان جزاء من فتنوا المؤمنات والمؤمنين من أصحاب الأخدود العذاب والتحريق ( البروج 10 ) ، وحرّض اللّه تعالى المؤمنين أن لا يرجعوا المؤمنات إلى الكفّار إذا هاجرن من دار الكفر إلى دار الإيمان ، وقال :لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ( الممتحنة 10 ) ، وأمر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يستغفر لهم ولهن فلا فرق ( محمد 19 ) ؛ وعند الحساب يدخل المؤمنات الجنة كالمؤمنين ولا اختلاف ( الفتح 5 ) ؛ وفي الجنة لكل نوره يسعى بين أيديهم وأيديهن بلا تمييز ( الحديد 12 ) ؛ وفي الدعاء لم يفرق نوح بين المؤمنين والمؤمنات ، وأوصى اللّه تعالى المؤمنين بغض البصر وحفظ الفرج كما أوصى المؤمنات ( النور 30 و 31 ) ، وغضّ البصر ليس انشغالا بالمسألة الجنسية كما يزعم العلمانيون وصبية العولمة الأمريكية ، ولكنه بتعبير اللّه تعالى « أزكى لهم » ( البقرة 232 ) ، أي أطهر لنفوسهم ، وأنقى لقلوبهم ، وأصفى لعقولهم ، ولعمري إنه لأقوى ما عرفت من تعبيرات العلم في مجال الطب النفسي وعلم النفس وعلم الاجتماع معا ، فالنظر وسيلة الشهوة كما بيّن فرويد والآخرون ، وأطلق اللّه تعالى على النظر بشهوة هذا التعبير الرائع « خائنة الأعين » ( غافر 19 ) ، والنظر يكون به الإدراك ، والإدراك يولّد النزوع ، ومن ثم يقع الفعل ، فإذا هدفنا إلى الوقاية فينبغي أن نلتزمها منذ البداية قبل أن يقع الإدراك ، وذلك هو غض البصر ، يفعله الرجال كالنساء سواء بسواء . وهذا الكلام في المساواة كلّه علم متقدّم وليس فيه من الأوامر غير المبررة شئ ، حتى استحق القرآن أن يكون كتابا في العلوم بسائر فروعها ، كما هو كتاب في الآداب ، وكتاب في الحقوق والواجبات ، وفي المساواة والعدل بين النساء والرجال ، ولعن اللّه العلمانية ودعواتها الفجّة ، وشعاراتها السمجة !
   * * *

1621 - ( ما مدى صحة الحديث : إن المرأة خلقت من ضلع أعوج ؟ )

في الحديث عن أبي هريرة أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع ، وإنّ أعوج شئ في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا » . ومن أقوال ابن عباس : « أن حواء خلقت من ضلع آدم الأقصر الأيسر وهو نائم » ، ومفاد حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن المرأة بطبيعتها عوجاء لأنها خلقت في الأصل من شئ أعوج ، وقوله : « أعوج شئ في الضلع أعلاه » فيه أن أعلى المرأة وهو رأسها ليس على سواء ، لأن فيه لسانها الذي يحصل منه الأذى . وفي قوله : « وإن ذهبت تقيمه كسرته » ، وفي رواية أخرى عند مسلم : « وإن ذهبت تقيمها كسرتها ، وكسرها طلاقها » . وفي رواية : « إن المرأة خلقت من ضلع أعوج ، وإنك إن ترد إقامة الضلع تكسره ، فدارها تعش بها » .
وفي رواية لأحمد : « المرأة كالضلع ، إن أقمتها كسرتها ، وهي يستمتع بها على عوج » ، وهذا التشبيه هو الأصح ، فهي لم تخلق من ضلع أعوج وإنما فيها ضعف أو عوج ، كأنما هي كالضلع الأعوج . ومدار كل ذلك الدعوة إلى التقويم برفق ، لا إفراط فيه ولا تفريط ، وأن لا تترك المرأة على اعوجاجها إذا تعدّت طبعها كأنثى ، إلى استخدام الأنوثة في تعاطى المعاصي ، بمباشرتها ، أو بترك الواجب ، وإنما المراد أن تترك المرأة على اعوجاجها في الأمور المباحة ، أي تكون على طبيعتها كامرأة ، وليس المطلوب منها أن تسلك كالرجال ، وإنما تكون فاضلة كفضليات النساء ، فالفضيلة مطلب الجنسين معا ، وهي محك ومعيار إنسانية الإنسان سواء كان رجلا أو امرأة . ومن سياسة الإسلام مع النساء العفو عنهن ، كقوله تعالى :وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ( 237 ) ( البقرة ) والصبر على عوجهن إن ظهر منهن العوج .
وحديث : « المرأة خلقت من ضلع أعوج » ورد عند عبد الرزاق بما ينفى أنه من أحاديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وكان أحدهم قد جاء إلى عمر بن الخطاب يشكو إليه خلق النساء ، فقال عمر : إنّا لنجد ذلك حتى أنى لأريد الحاجة ( يعنى أن يذهب إلى الغائط ) فتقول ( يقصد زوجته ) : ما تذهب إلا إلى فتيات بنى فلان تنظر إليهن ! فقال له عبد اللّه بن مسعود عند ذلك : أما بلغك أن إبراهيم شكا إلى اللّه رديء خلق سارة فقيل له : إنها خلقت من الضلع .
جالسها على ما فيها ما لم تر عليها خربة في دينها ! فقال له عمر : لقد حشا اللّه في أضلاعك علما كثيرا ! - وهذه الأحاديث - كما ترى - مفتراة ، فليس من خلق عمر ما تقوله عنه زوجته ! وليس من خلق زوجات عمر أن يتقولن عليه هكذا ! وواضح أنها جميعا أحاديث من الإسرائيليات . وفي حديث الضلع الأعوج مشابهة بالتوراة ، ففي الفصل الثاني من سفر التكوين ، يأتي بدءا من العبارة 18 : « وقال الربّ الإله لا يحسن أن يكون الإنسان وحده فأصنع له عونا بإزائه » ، يتحدث عن خلق المرأة وأنها ليسكن إليها الرجل في وحدته ، ولتعينه على معيشته ، ثم يجيء : « فأوقع الربّ الإله سباتا على آدم فنام ، فاستل إحدى أضلاعه وسدّ مكانها بلحم ، وبنى الربّ الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة ، فأتى بها آدم ، فقال آدم ها هذه المرّة عظم من عظامي ، ولحم من لحمي . هذه تسمى امرأة لأنها من امرئ أخذت ، ولذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته ، فيصيران جسدا واحدا » . فحديث الضلع الأعوج إذن إسرائيلي لا شك في ذلك .
وأما حقيقة خلق حواء في القرآن فمثلها مثل خلق آدم . وحواء مسؤولة كآدم ، على عكس التوراة فقد أسقطت عن آدم مسئوليته وقصرتها على حواء ، ففي الفصل الثالث من سفر التكوين يأكل آدم وحواء من شجرة المعرفة فتظهر لهما سوأتاهما ، فيخصفان عليهما من ورق الجنة ، وسألهما الربّ عن ذلك فقال آدم : « المرأة التي جعلتها معي أعطتني من الشجرة فأكلت » ، فجعل الغواية من المرأة ! وقالت المرأة : « الحيّة أغوتنى فأكلت » ، والحية هي الشيطان .
وهذه الحكاية بهذه التفاصيل لم ترد في القرآن ، ولم يرد فيه اتهام آدم لحواء ولا اتهام حواء للحيّة . وفي التوراة شمل التكليف بعدم الأكل من الشجرة آدم وحواء ، وكذلك القرآن ، فكان التكليف من نصيب الاثنين بلا فرق ، كقوله تعالى :وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ 
فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ( 35 ) ( البقرة ) ، وكانت الغواية لهما الاثنين معا :فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ ( 20 ) وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ( 21 ) ( الأعراف ) ، ومن ثم عثر آدم وحواء معا ، كقوله :فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها( البقرة 36 ) ، وأضلهما معا :فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ( الأعراف 22 ) ، واحتملا نتيجة المعصية معا ، وحاولا الإصلاح وسعهما معا :فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ( الأعراف 22 ) ، وتوجه لهما اللوم معا ، كقوله :وَناداهُما رَبُّهُما أَ لَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ( 22 ) ( الأعراف ) ، واعتذرا معا ، واستغفرا اللّه معا ، وتابا إليه معا ، كقوله :قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ( 23 ) ( الأعراف ) ، وطردا من الجنة معا ، كقوله :فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ( البقرة 36 ) ، يشقيان معا في الدنيا :بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ( البقرة ) ، وفي الدنيا يكون النسيان مرة أخرى للتكليف ، فينزل اللّه تعالى الرسل والنبيّين مذكّرا لهما معا ، ومحذّرا ومبشّرا ، كقوله :فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 38 ) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ( 39 ) ( البقرة ) فهذا هو الفرق بين الحكايتين في الكتابين ، والنقص في حواء ألصق بحكاية التوراة ، فأولى بحواء التوراة أن تكون الأقل دينا وعقلا ، وهو ما لا يوجد مثله في القرآن ! وفي حكاية القرآن مساواة تامة بين آدم وحواء ، والخطاب يتوجه إليهما معا ، وكلّ منهما كان حرا ومسؤولا مسؤولية كاملة ، وعقابه أو ثوابه يحتمله وحده ، وذلك منتهى العدل ، وغاية ما يبلغه التفكير السليم والمنطق القويم .
ولذلك فإن هذه الأحاديث عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم في اعوجاج المرأة ، وقلّة دينها وعقلها ، أقرب إلى التأثّر بما في التوراة ، وخاصة حديث ابن عباس ، وإن كان قد زاد على حكاية التوراة أن ضلع آدم الذي خلقت منه حواء كان الأقصر الأيسر . وابن عباس - كما نحذّر دائما - من مروّجى الإسرائيليات !

وأيضا جاءت التوراة ، في الفصل الثالث من سفر التكوين ، العبارة 15 : « وقال الربّ للمرأة : لأكثرنّ مشقّات حملك ، بالألم تلدين البنين ، وإلى بعلك تنقاد أشواقك ، وهو يسود عليك » ، والسيادة في التوراة يقابلها القوامة في القرآن ، في قوله تعالى :الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ( النساء 34 ) ، وفرق بين السيادة والقوامة ، في المنشأ ، وفي المعنى ، وفي التبعات . فالسيادة في التوراة كانت للرجل إطلاقا ، وتأكدت كعقاب للمرأة بغوايتها للرجل ، فكأنما سحبت منها ذاتيتها فصارت أمة للرجل ، تتبعه وتأتمر بأمره ، ويتسيّد عليها .
والقوامة في 
القرآن أسبابها تعدّدها الآية نفسها ، تقول :بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ( النساء 34 ) .
والقوامة : هي أن ينهض الرجل على أعباء المرأة ، ويتولى تكاليف معيشتها ، وأن يكون في تعامله معها على حالة رفيعة من الأدب ، وفي الحديث : « خيركم خيركم لأهله » ، فخير الرجال من كان أديبا مع زوجته . وقال اللّه في الحقوق والواجبات للنساء :وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ( البقرة 228 ) ، أي أنه تعالى يساوى بينهما في الحقوق والواجبات بحسب الزمان والمكان . والدرجة التي خصّ بها الرجال لا تدخل ضمن حقوق الرجال ولكنها فيما خصّ به اللّه الرجال من الخلق - أي « القوة » وما يستتبعها من القيام بالعمل ، والإنفاق على الأسرة ، وتعويض المرأة بحبسها عليه ، وله على ذلك الفضل من اللّه في الدنيا وفي الآخرة . وفي حديث معاوية بن حيدة ، عن أبيه ، عن جدّه ، أنه سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ما حقّ زوجة أحدنا ؟ قال : « أن تطعهما إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ، ولا تقبّح ، ولا تهجر إلا في البيت » . وعن جابر أنه صلى اللّه عليه وسلم قال في خطبته في حجة الوداع : « فاتقوا اللّه في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة اللّه ، واستحللتم فروجهن بكلمة اللّه ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف » . وذلك ما أوصى به النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وهو تفسيره لآية الضرب للنساء في القرآن .
وفي علم النفس ، وعلم الاجتماع ، وعلم الإجرام ، فإن من البديهي أن ينفعل الرجل وقد وطأ آخر امرأته ، أفلا يغار ويستشعر المهانة والعار ؟ ذلك أمر من معقولات العلم الحديث ، وتفسير الرسول صلى اللّه عليه وسلم للضرب بأنه غير مبرح وكأنما هو للتخفيف من غلواء الرجل الجريح في كرامته وشرفه ، فلا أقل من أن يعبّر عن غضبه بذلك الضرب الموصوف بأنه غير مبرح ، يعنى لا ضرر منه وإنما هو للتنفيس عن الثورة المحتدمة في نفس الرجل .
ولا ضرب إطلاقا فيما سوى ذلك ! ثم إن الضرب لا يكون إلا لبذيئة اللسان ، الناشز ، ولنا في القصاص حياة ! والثواب والعقاب جزاء كل أعمالنا ، في التربية ، وفي المرور ، وفي السلوك ، وفي الاجتماع . ولا تستقيم الحياة بدون ثواب وعقاب .
ثم انظر إلى الاختلاف بين شريعة التوراة وشريعة القرآن فيما هو من سنة المسلمين ، فعن ابن عباس رضى اللّه عنه قال : إني لأحب أن أتزيّن للمرأة كما أحب أن تتزيّن لي المرأة ، لأن اللّه يقول :وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ( البقرة 228 ) ، والقوامة إذن في القرآن تكليف وتشريف ، ومنهج وسلوك ، ومبدأ وتشريع ، وعلى عكس ذلك كانت في التوراة بلا مبرر ، فما أسرع ما تعلل آدم عند مساءلته عن خطيئته بأنها من فعل حواء وبغوايتها ، فألقى المسؤولية عليها دونه ! وهذا لعمري منتهى الظلم واللامعقول ! ونعود إلى 
الحديث عن النساء أنهن خلقن من ضلع أعوج ، فلم يرد في القرآن أن حواء خلقت من آدم ، وإلا لكان اللّه تعالى قارن خلق المسيح بخلق حواء ولما قارنه بخلق آدم ، كقوله تعالى :إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ( آل عمران 59 ) ، فكان الأولى أن يقول : إن مثل عيسى عند اللّه كمثل حواء ، فحواء جاءت من آدم ، والمسيح جاء من مريم ! والذي جاء في القرآن قوله تعالى :هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها( الأعراف 189 ) ، يعنى أنه في البدء خلق آدم ، ثم خلق حواء ، وقوله :وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ( الذاريات 49 ) يعنى أن كل المخلوقات من نباتات وحيوانات وإنسان أبدعها اللّه تعالى أزواجا ، فهذا قضاء اللّه وقدره منذ البداية :إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى( الحجرات 13 ) ، فلما خلق اللّه آدم جعل خلقه لحواء على نفس المنوال ، ثم كان خلقه للموجودات كلها أزواجا على نفس المنوال : السماء والأرض ، والليل والنهار ، والشمس والقمر ، والبرّ والبحر ، والضياء والظلام ، والإيمان والكفر ، والموت والحياة ، والشقاء والسعادة ، والجنة والنار ، فهذا منهج اللّه وفعله في الوجود ، ولم يأت أبدا أن حواء كان خلقها من ضلع لآدم ، وإنما جاء قوله :وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ( فاطر 11 ) ، وقوله :مِنْ طِينٍ( الأنعام 2 ) ، وقوله :مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ( 33 ) ( الحجر ) ، وهذه مراتب وما كان من الممكن أن يترك القرآن خبرا كهذا - خلق حواء من ضلع آدم - من غير أن يورده ! والغواية وقصة آدم وحواء من قصص التوراة ولا وجود لها في القرآن ، ومن يستحضرها فهو متأثر بالغزو الديني اليهودي .
وحتى اسم حواء لا وجود له في القرآن وهو اسم من التوراة . فيا أخي المسلم ويا أختي المسلمة احذرا ، فإلى هذا الحدّ كان الغزو الديني اليهودي متغلغلا في كتب تفسير القرآن عند المسلمين ! ولاحظا الفروق بين وضع المرأة المتردّى في التوراة ، بل ووضع الرجل أيضا ، وبين وضعهما الراقي والمتسامى في القرآن .
والدأب في القرآن أن الرجل والمرأة كلاهما على سواء ، وعن عائشة ، عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قال : « إنما النساء شقائق الرجال » ، ومعنى شقائق أنهن نظراؤهم وأمثالهم ، فلا تمايز ولا تباين إلا ما قد فرضه عليهن في الخلقة ، واستتبعه ما كان لهن من الجبلّة ، فتشابهت المنازع ، وتخالفت الدوافع ، وإلّا فلا سيادة ولا إمارة للرجال، إلا بقدر تفاضل البعض ، وبما عليهم من فروض وواجبات.

   * * *

1622 - ( معنى الحديث عن المرأة « فدارها تعش بها » ؟ )

في الحديث عن سمرة بن رافع عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « خلقت المرأة من ضلع ، فإن تقمها تكسرها ، فدارها تعش بها » أخرجه ابن حبان والحاكم والطبراني في الأوسط . ومعنى المداراة المجاملة والملاينة ، فالحديث إذن يعظ بمعاملة المرأة بالحسنى ، وليس من ذلك تقبيحها ، أو إهانتها ، أو ضربها ، وفيه الاعتذار عمّا قد يصدر عنها وفيه ما يخالف سياسة زوجها أو أبيها ، والحديث يحضّ على قبول المرأة على طبيعتها ، فليست الأنثى كالذكر ، ولكلّ تكوينه النفسي والبدني والفسيولوجي والوظيفى ، وعلى الرجال أن يأخذوا ذلك في اعتبارهم عند التعامل مع النساء . ومعنى : « إن تقمها تكسرها » هو المعنى نفسه الذي يقصد إليه علماء النفس والطب النفسي بمصطلح إبادة الشخصيةamputation of personality، فأن نحاول التغيير من طبيعة المرأة لنجعلها تسلك كالرجال فذلك هو التشويه للهوية ، وللدور الجنسي والنفسي والاجتماعي للمرأةgendre، فتدرج لذلك ضمن الشواذ . فهل نريد نساء من الشواذ ؟ ! سبحان اللّه !
* * *

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1623 إلى 1650 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1681 إلى 1721 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي رابعا الأولاد من 1734 إلى 1738 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي خامسا الأسرة من 1739 إلى 1743 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى