اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

12112023

مُساهمة 

الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2  د. عبد المنعم الحفني

1375 - ( آية رجع السماء )

يصف القرآن السماء بأنها « ذات الرجع » يقول :وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ( 11 ) ( الطارق ) والرجع : يعنى أن من خواصها أن ترجّع الأشياء ، أي تردّها ، والسماء في القرآن هي ما حول الأرض ، وقوله تعالى :وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلًا( 27 ) ( ص ) المقصود به الغلاف الغازي بين السماء والأرض ؛ والسماء خلقها سبع سماوات يعنى سبع طبقات ، والجزء السفلى من الغلاف الغازي يسمى نطاق المناخ ، وسمكه لا يزيد عن 16 كيلومترا فوق مستوى سطح البحر عند خط الاستواء .
والمقصود بالسماء ذات الرجع : السماء الدنيا التي تحفل بالأجرام ، وهذه الأجرام تكونت من دخان السماء الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم ، وهو قوله تعالى :أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما( الأنبياء 30 ) ،
والرتق : 
أنهما كانت شيئا واحدا ففتقهما أي فصل بينهما ، وقوله :ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ ( 11 ) ( فصلت ) ، دليل أن الدخان هو الأصل إذن ، وكل ما في الكون يمر في دورات حياة تنتهى بالعودة إلى الأصل - وهو الدخان في السماء - في صور ما يسمى بالرجع ، أي بالعودة الدائمة ، وتتمثل هذه العودة أو ذلك الارتداد ، في ترجيعات متعددة ، فالسماء ترجّع الاهتزازات الصوتية فتتحرك في شكل أمواج في هواء الغلاف الغازي للأرض ، فالصوت لا ينتقل في فراغ ، والرجع الاهتزاز للهواء على هيئة الأصوات ، وصداها هو صورة من صور رجع السماء .
وأيضا فإن السماء ترجع الماء ، حيث يتبخر من الأرض من أسطح المحيطات والبحار وسطح اليابسة ، وتدفع السحب البخار وتحمله إلى الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض ، فيتكثف ويعود إلى الأرض مطرا .

وهذه الدورة للمياه حول الأرض هي من رجع السماء .
وهناك الرجع الحرارى ، فالغلاف الغازي يقى الأرض من حرارة الشمس أثناء النهار ، ويمسك على الأرض حرارتها أثناء الليل ؛ والرجع الغازي بأن يحمل الهواء الغازات والأبخرة والغبار إلى منطقة المناخ ، غير أن الضغط الجوى يضعف كلما زاد ارتفاع الهواء حتى إذا وصل إلى ارتفاع ألف كيلومتر فوق سطح البحر ، عاد كل ذلك إلى الأرض ، وأعيد توزيعه على يابستها ؛ ورجع الأشعة فوق البنفسجية بواسطة طبقة الأوزون ، بأن تردّ هذه الطبقة جزءا كبيرا منها إلى خارج نطاق الأرض ؛ ورجع الإشارات الراديوية بواسطة النطاق المتأيّن ؛ ورجع الأشعة الكونية بواسطة النطاق المغناطيسى للأرض وأحزمة الإشعاع ، فلا يصل منها إلى سطح الأرض شئ .
وذلك كله ، وربما أكثر منه ، هو معنى قسمه تعالى بالسماء ذات الرجع ، فهذه الخاصية - الرجع - آية كبرى من آياته تعالى نبّه إليها القرآن فدلّل على إعجازه العلمي ، وأنه صلى اللّه عليه وسلم هو رسوله الذي بلّغ عنه كتابه العظيم .

   * * *

1376 - ( آية تمدّد الكون )

التفكير في خلق الكون وما فيه من عجائب وآيات ، فريضة إسلامية ، والقرآن دائما وأبدا يذكّر بضرورة التفكير في خلق السماوات والأرض ، لأن التفكير فيهما عبادة من أجلّ العبادات ، والمعرفة باللّه لا تكون إلا بالإحاطة بأسبابه وقوانينه في الخلق والحياة ، وفي الإفناء والبعث .
ومن آيات القرآن المبهرات هذه الآية :وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ( 47 ) ( الذاريات ) التي اختلف المفسرون حولها ولم يفسّرها التفسير الصحيح إلا العلم الحديث ، فقد لاحظ علماء الفلك في القرن العشرين ، أن معظم المجرات تتباعد عنا وعن بعضها البعض بسرعات كبيرة ، واستنتجوا : أن الكون إذن يتمدد باستمرار ويتوسّع ، وأن 
المسافات بين الأجرام تمتلئ بالغازات والجسيمات الصلبة المتناهية في الصغر ، وتنتشر بالمجالات المغنطيسية بين كل أجرام السماء ، وتربط بينها في بناء محكم متماسك ، وهو تفسير قوله تعالى عن السماء : « بنيناها بأيد » ، يعنى بإحكام ودقة فلا تتصدع ولا تنهار .
ومعنى السماء في اللغة ما يعلو الأرض ، وفي الاصطلاح هي كل ما حول الأرض من أجرام ومادة وطاقة ، والعلم لم يدرك كل ذلك إلا بعد دراسة السماء الدنيا ، وقال عنها إنها الجزء المدرك من السماء بالمعنى الشامل ، وفي هذا الجزء المدرك تبيّن أن هناك مائتي بليون من المجرات ، وبعضها أكبر كثيرا من مجرتنا المسماة درب التبّانة أو اللبّانة ، وبعضها أصغر ، وأن أعداد النجوم في المجرات تتراوح بين المليون والعشرة ملايين الملايين ، وأن لها أعمارا ومراحل عمرية ، وتوابع وأقمارا ، وأن الكون لذلك شاسع لا يتصوره عقل ولا يحيط به ، وما يزال يتوسّع ، وما تزال تتخلّق فيه المواد بكثافات كانت متقاربة لتملأ المساحات الناتجة عن التوسع ، وأنه مثلما كان تخلّق الكون بعملية « انفجار عظيم » من نقطة واحدة ، فمن المؤكد أن الكون له بداية ، ولا بد أن تكون له نهاية ، وهذا كله تضمنته الآية التي سبق بها القرآن قبل أربعة عشر قرنا ، فلا بد أن هذا القرآن إذن من لدن الخالق للكون ، العالم به ، وأن هذا الرسول الذي بلّغ بالقرآن موحى إليه من عند اللّه ، ومكلّف بالرسالة ، فكما صدق العلم الآية ؛ فإنه يصدق أن القرآن كتاب اللّه ، وأن محمدا رسول اللّه لا شك في ذلك .
   * * *

1377 - ( الشهب ، وما ذكره القرآن فيها ، هل هو من العلم ؟ )

يأتي عن الشهب في القرآن ست مرات في سور الحجر والنمل والصافات والجن ، وهي من آيات قدرته تعالى ووحدانيته . والشهب والأشهب جمع شهاب ، وهو كل مضىء متولد من النار ، ومنه يقول موسى عليه السلام :سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ( 7 ) ( النمل ) ، و « الشهاب القبس » هو شعلة من النار التي رآها تضطرم وتتأجج ويمكن استخدامها للاستدفاء وأن تكون نورا .
والشهب من الظواهر الجوية ، وهي كما يصفها موسى « أقباس » من جسيمات صلبة صغيرة جدا لا يتجاوز قطرها المليمتر الواحد ، تجذبها الأرض فتخترق الغلاف الجوى بسرعة هائلة عبّر عنها القرآن بقوله :فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ( 18 ) ( الحجر ) ، وبقوله :شِهابٌ ثاقِبٌ( 10 ) ( الصافات ) ، وهو « مبين » لأن حركته السريعة المذهلة التي قد تتراوح بين 12 و 72 كيلومترا في الثانية الواحدة ، تتسبب في احتكاكه بذرات الغلاف الجوى فترفع من حرارتها لدرجة التوهج والاشتعال ، فترسم خطا لامعا في السماء ؛ وهو « ثاقب » لأنه بارتفاع درجة حرارة الهواء الذي يمر خلاله تتبخر معظم مكوناته 
قبل وصول الشهاب إلى الأرض بمسافة تتراوح من 70 إلى 100 كيلومتر ، فيحدث في الغلاف الجوى كما « الثقب » .
والشهاب الواحد يتألف من عدد من هذه الجسيمات الصلبة ، وخلال الأربع والعشرين ساعة التي تصنع اليوم ، يمكن رصد نحو 25 مليون شهاب في جميع الكرة الأرضة ، وكأنها بوصف القرآن « أرصاد ، » والواحد الرّصد ، يقالشِهاباً رَصَداً( 9 ) ( الجن ) ، يرصدها ، أي يرقب السماء ويحرسها أن تدنو منها الشياطين والجن ، فإذا فعلت أحرقها ، وتكون الشهب في مجموعات كبيرة تسمى « رخّات الشهبMeteor»showers، ومنها المئات في الدقيقة الواحدة ، وتحدث إذا مرت أجسام غريبة بالقرب من الشمس أو أعماق الفضاء الكوني أو عند مرور المذنبات ، وتطلق هذه المذنبات الآلاف من الجسيمات الصلبة الصغيرة التي تنفصل عنها وتتناثر محدثة تلك الرخّات عند اختراقها للغلاف الجوى أثناء مرور الأرض في مسار المذنب ، وكأن « السماء المحروسة » في سورة الجن هي السماء الدنيا .

   * * *

1378 - ( الحديد فيه بأس شديد )

في قوله تعالى :لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ( 25 ) ( الحديد ) فعند ما لا يتبع الناس الرسل فيما أخبروا به عن ربّهم ، ولا يطيعون فيما أمروا به ، فإن في الحديد رادع لمن يأبى الحق ويعانده بعد قيام الحجة عليه ، ولهذا ظل الرسول صلى اللّه عليه وسلم يدعو الناس بالحسنى في مكة ثلاث عشرة سنة ، وفي أثنائها كان يناقشهم ويجادلهم ، ويبيّن لهم ، وينبّه إلى الأدلة ، ويسوق البراهين ، حتى قامت الحجة على المخالفين ، ثم شرع القتال لمن ينتصر بعد ظلم ، والقتال أداته الحديد ، وبأسه أن السيوف والحراب والسنان وغيرها تصنع منه ، ومنافعه كثيرة بخلاف القتال ، فمنه تصنع الآلات والعدد التي يستعان بها في كل مناحى الحياة وأنواع النشاط الإنسانى ، في الزراعة والصناعة والصيد ، وفي البر والبحر والجو .
والجهاد مشروع في الحرب والسلم ، والجهاد يكون ببذل النفس ، أو مجاهدة الهوى ، أو السعي للرزق ، ولذا قال اللّه تعالى « إن اللّه قوى عزيز » ، يعنى يؤتى القوة رسله وعمّاله في الأرض ، ويعزّهم بكتبه كما يعزّهم بالحديد ، يريد به جنسه من المعادن ، « والقوة » في رسالات الرسل هي قوة القيم ، وفي « الحديد » هي قوة الآلة . وللحديد خواصه المتعددة ، في مقاومة الصدأ والبلى .
ولأن الأرض قد تكونت في البدء بانفصالها عن الشمس ، والحديد أحد العناصر الموجودة في الشمس بوفرة ، فإن 
قوله تعالى « أنزلنا » فيه إعجاز علمي لا شك فيه ، وتؤكد البحوث النووية أن الحديد هو العنصر المستقر الذي تنتهى عنده التفاعلات النووية الاندماجية في باطن النجوم ، ويعتبر لذلك المكوّن الرئيسي في رماد النجوم ، ولذا تتكون الشهب والنيازك من الحديد والنيكل .
كما أن جوف الأرض يحتوى على الحديد ، وتتكون طبقة اللّب فيها من الحديد والنيكل أساسا ، ولذلك كان لكوكب الأرض مجاله المغنطيسى ، ويمتد تأثيره إلى الفضاء الخارجي .
ويتألف كوكب عطارد الأقرب إلى الشمس في المجموعة الشمسية في الأغلب من الحديد ، ولذا يطلقون عليه اسم الكوكب الحديدى . . .
ويمثل الحديد نقطة تحوّل مهمة في دورة حياة النجوم منذ ولادتها ، وخاصة « النجوم العملاقة » التي يتألف لبّها من الحديد ، ويؤدى انفجارها إلى تكوين ما يسمى « المستسعر الأعظم » أو « السوبر نوفا » .

وللحديد منافع كثيرة بكافة الكائنات الحية سواء للنبات أو الحيوان أو الإنسان ، ويدخل في تركيب مادة الخلية الحية في النبات والحيوان ، ويتحد بالبروتين ويكون هيموجلوبين الدم ، وهبوط نسبة الحديد في دم الإنسان يصيبه بالاعتلال بما يسمى فقر الدم ، وهو من أخطر الأمراض .
وحتى الآن لم يكتشف العلم عنصرا من العناصر له مثل كل هذه الخصائص الفريدة التي تجعل الحديد ذا بأس شديد ومنافع للناس كما يذكر القرآن ، فتبارك اللّه ربّ العالمين ، والحمد للّه على نعمة القرآن والإسلام .

   * * *

1379 - ( إتيان السماء والأرض )

« الإتيان » في الآية :ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ( 11 ) ( فصلت ) هو التسخير، أي قال لهما اللّه تعالى كونا - فكانتا ، كقوله :إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ( 40 ) (النحل)،.
وفي الآية : « قالتا أتينا طائعين » لم يقل طائعين على اللفظ ، أو طائعات على المعنى ، حيث أن السماء سماوات والأرض أرضون ، وإنما قال « طائعين » بحسب ما فيهما من كل شئ ؛ و « استواؤه إلى السماء » صدوعها للأمر ؛ و « قضاؤه لهن سبع سماوات في يومين » يعنى أنه أكمل خلقها وفرغ منه ، وأوحى إلى كل سماء أمرها ، وخلق لها خلقها ونجومها وشموسها . ويصدق العلم الحديث الآية ، وكانوا يقولون قديما إن الكون ثابت لا يتغير ، وفي التوراة في سفر التكوين - أن الكون ثابت ! وثبت حديثا زيف هذا الزعم ، وأنه كما جاء في القرآن يتوسّع ويتمدّد ، وتتباعد مجراته بمعدلات تقترب أحيانا من سرعة الضوء المقدّرة بنحو ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية ، فإذا عدنا بهذا الاتساع الكوني إلى بدايته مع الزمن ، فلا بد أن تجتمع كل صور المادة والطاقة في الكون ، وتتكدّس على بعضها البعض في نقطة تتناهى في الصغر إلى ما يقرب من الصفر أو العدم ، وتنكمش في هذه النقطة أبعاد المكان والزمان ، حتى تتلاشى 
فلا يكون مكان ولا زمان ، ولا مادة ولا طاقة ، ولا شئ إلا العدم ، ويسمى القرآن ذلك « الرتق » ، كما في قوله تعالى :أَ وَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما( الأنبياء 30 ) ، والرتق : يعنى أن تكون كل الأشياء جسما واحدا ، وضده « الفتق » : وهو أن تنفصل الأشياء عن بعضها .
وفي مرحلة الرتق تكون المادة والطاقة وكل شئ مؤتلفة في شئ واحد ، أو جرم ابتدائي متناه في الكثافة والحرارة ، ففتقه اللّه تعالى ، والفتق يسمونه في العلم الحديث « الانفجار الكبيرThe Big Bang» ، وذلك أن تكدّس المادة والطاقة من شأنه أن يحدث تضاغطا هائلا فيكون الانفجار ، فيتحول كل شئ دخانا ، وما تزال لهذا الدخان الكوني الأول بقايا عالقة على أطراف الجزء المدرك من الكون ، وعلى أبعاد تصل إلى عشرة مليارات من السنين الضوئية ، لتثبت صدق القرآن ودقة مصطلح الدخان الذي استخدمه تعبيرا عن هذه الحالة .
وبانفجار هذه النقطة ، أو هذا الجرم الصغير المتناهى في الصغر لدرجة العدم ، تحول إلى كرة من الإشعاع والجسيمات الأولية أخذت تتمدد نتيجة الحرارة الشديدة ، ولكنها تبرد بسرعة هائلة أيضا ومن ثم تحولت إلى هذا الدخان الذي يتركب من فوتوناتPhotones، وإلكترونات ، ونيوترينواتNeutrinos، وأضداد لها مع بروتونات ونيوتروناتNeutrons، ولولا عملية تمدّد الكون وتوسّعه ، لأفنت الجسيمات الأولية وأضدادها بعضها بعضا وانتهى الكون ، ولكنه حفظ بحفظ اللّه ، واستمر في التمدّد ، وانخفاض درجة حرارته حتى ألف مليون درجة مطلقة ، فاتّحدت النيوترونات والبروتونات ، وكوّنت الإيدروجين والهليوم وعناصر أخرى ، ومع انخفاض درجة الحرارة إلى آلاف قليلة ، بدأت ذرات العناصر في التكوّن والتجمّع ، وتكدس الدخان الكوني على هيئة سدم كونية هائلة ، تكثّفت على ذاتها بفعل الجاذبية والدوران حول نفسها بسرعات متزايدة تدريجيا ، جعلت الغازات تتجمع في كتل وتتضاغط ، فتزيد حرارتها ، فبدأت الاندماجات النووية للإيدروجين والهيليوم ، فتكونت النجوم ، واستمرت الاندماجات النووية فيها فتخلّقت العناصر الأعلى في وزنها الذرّى ، مثل الكربون ، والأوكسجين وما يليهما ، إلى أن تحول لبّ بعض النجوم بالكامل إلى الحديد ، وتحوّل بعضها الآخر من نجوم مستعرة إلى فوق مستعرة ، انفجرت لتتكون مما تناثر منها من عناصر ثقيلة ، الكواكب والكويكبات ، وشمسنا هذه .

وعلى الرغم من الانفجارات في الكون وعدم التجانس فيه ، فإنه يبدو لنا من الأرض متجانسا ، وتحدّه خلفية إشعاعية متساوية ، ولم يصل التوسع به إلى الحدّ الحرج الذي يمكن أن يؤدى إلى انهياره على ذاته ، الأمر الذي يثبت أنه محكم البناء ، ومضبوط بقوانين بالغة الإحكام ، وهذا ما تقصد إليه الآية من قوله تعالى :فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ( 11 ) ( فصلت ) ، يعنى أنه تعالى خلق الكون في يسر ولم يعسر عليه شئ سبحانه ، وما كان يمكن لمحمد صلى اللّه عليه وسلم أن يعلم بهذا كله في زمنه ، وليس من ذلك شئ في كتاب الخلقGenesisفي التوراة مثلا ، وهو الذي كتبه عزرا الأمر ، الذي يثبت أن القرآن وقد صدقه العلم هو كتاب من عند اللّه ، وأن محمدا رسوله تعالى حقا ليبلّغه للناس .
وما علمنا بما نعلم به عن الكون إلا مؤخّرا ، وما علم به الأقدمون ، كقوله تعالى :ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ( 51 ) ( الكهف ) ، وسبحانه القادر العليم .

   * * *

1380 - ( لأهلة مواقيت للناس والحج )

سأل اليهود النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن الأهلّة ، واعترضوا بسؤالهم عليه : لما ذا يبدو الهلال دقيقا ثم يزيد حتى يستوى ويستدير ، ثم ينتقص حتى يعود كما كان ؟ فأنزل اللّه هذه الآية :يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ( البقرة ) ، والأهلة جمع هلال ، والمراد بالأهلة شهور السنة ، فقد يعبّر عن الهلال بالشهر لحلوله فيه .
والهلال غرّة القمر ، ويسمى « هلالا » لليلتين من أول الشهر ، أو إلى ثلاث أو إلى سبع ، ولليلتين من آخر الشهر ، أي ست وعشرين وسبع وعشرين ، وفي غير ذلك هو « القمر » .
وقيل إنما سمى هلالا لأن الناس يرفعون أصواتهم بالإخبار عنه ، وزيادة القمر ونقصانه للتذكير بالآجال والمعاملات ، ولبيان الأيمان ، والحج ، والعدد ، والصوم ، والفطر ، ومدة الحمل ، وغير ذلك من مصالح العباد ، عندما لم تكن هناك مثل ما لدينا الآن من وسائل الحساب . والهلال ظاهرة طبيعية سببها اختلاف موقع الأرض بين القمر والشمس . وإحصاء الأهلة أيسر من إحصاء الأيام ، ولذا كانت مواقيت للناس ، وخاصة للحج ، لأنه مما يحتاج فيه إلى معرفة الوقت ، ولا يجوز النسيء فيه عن وقته ، بينما كان العرب يحجّون بالعدد وتبدّل الشهور ، فأبطل اللّه قولهم وفعلهم .

   * * *

1381 - ( الشمس في القرآن وتوافق آياتها مع العلم )

الشمس أكبر كواكبنا ، وإليها تنسب مجموعة الكواكب التي منها الأرض فيقال المجموعة الشمسية ، وكانوا يعدّونها مركز الكونthe heliocentre، وقدّسوها وجعلوها إلها ، كان اسمهHeliosعند الإغريق ، وعند المصريين رعRe، وعند الشعوب الأوروبية الهنديةSun، يكتبونهاSunne، وعند التيوتونSunnon، وعند الفرسZend، وكان الإغريق يسمونه أحيانا أبوللوApollo، وفي سفر ملاخى أن اليهود ألّهوا الشمس .
ويأتي عن الشمس في القرآن 33 مرة ، وهي من آيات اللّه ، جعلها ضياء وسراجا ، والقمر نورا ( يونس 5 ، ونوح 16 ) ، وسخّرها بأمره دائبة ( الأعراف 54 ) ، وجعل لها اثنى عشر برجا في السماء ( البروج 1 ) ، تسير الشمس في كل برج منها شهرا ، وهي أبراج : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبل ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدى ، والدلو ، والحوت ( يونس 5 ) ، وأجراها لأجل مسمى ( الرعد 22 ) ، ولأجل لا تعدوه ( يس 38 ) ، وفي جريانها لا يدركها دارك ( يس 40 ) ، وجريانها بحسبان ( الرحمن 5 ) ، يعنى بحساب دقيق ، وبه تضبط ساعات النهار وأوقات الصلاة .
والشمس تمدّنا بالدفء والضوء ، وبسببها تتخالف الفصول ، وتنزل الأمطار ، ويكون الحر والبرد ، وينبت الزرع ، فكانت بلا منازع أهم الكواكب الأرضية ، وأقسم بها اللّه فقالوَالشَّمْسِ وَضُحاها( 1 ) ( الشمس ) لعظمها وعظم هيئتها ووظائفها ، فكتلتها تفوق كتلة الكواكب السيّارة جميعها التي تدور حولها ، وهي مثلا قدر كتلة الأرض 33 مرة ، وقوامها غازات ساخنة هائلة ، تكونت عن الدخان الذي كان ملء الكون ( فصلت 11 ) ، ويبلغ قطرها 109 مرات قدر قطر الأرض ، وكثافتها 4 ، 1 جرام لكل سنتيمتر مكعب ، وتدور حول نفسها حوال 26 مرة عند خط الوسط للشمس ، وتبلغ الطاقة التي تشعّها في الفضاء 9 ، 3 ألف مليون مليون مليون مليون أرج ، وهو ما يوازى 523 ألف مليون مليون مليون حصانا ميكانيكيا !
وهذه الطاقة الهائلة تنتج من اندماج الهيدروجين - وهو الغاز المكوّن الأساسي للكون وللشمس - نتيجة الاندماج النووي داخل بطن الشمس ، حيث تبلغ درجة حرارة مركز باطن الشمس 15 مليون درجة ، بالإضافة إلى الضغط والكثافة المرتفعين في باطنها ، وكأن باطن الشمس مفاعل نووى طبيعي أو ربّانى ، تنتج عنه أشعة جاما وأشعة إكس المهلكة ، إلا أن هذه الأشعة عند انتقالها من باطن الشمس حتى سطح الشمس تكون قد تحولت نتيجة لعمليات امتصاصها ثم إعادة بثها عبر طبقات الشمس المختلفة في شكل أشعة مرئية لها أطوال موجية يمكن الإحساس بها بالعين ، وهي المصدر الأساسي للطاقة الشمسية .

وتبلغ درجة حرارة سطح الشمس نحو ستة آلاف درجة ، وتوجد عند السطح دوّامات حمل لنقل الحرارة العالية من أسفل السطح إلى أعلى السطح ، وتنتج عنها فرقعة صوتية وفوق صوتية كفرقعات الصوت عند تجاوز الطائرات لحاجز الصوت وزيادة سرعتها على واحد ماخ فما أكثر ، وتسرى الفرقعات داخل الغلاف الجوى الشمسي كمجموعات صوتية لها طاقة ميكانيكية ، تتكسّر في طبقة إكليل الشمس ( الكوروناCorona) ، وتتحول طاقتها إلى طاقة حرارية ترفع درجة الإكليل إلى أكثر من مليون درجة ، ليصبح الإكليل مصدرا للأشعة الراديوية على الأطوال الموجية المختلفة ، ابتداء من الموجات المليمترية حتى الموجات الكيلومترية ، بما في ذلك أشعة الميكروويف .
وكذلك يصبح الإكليل مصدرا لأشعة إكس ، والأشعة فوق البنفسجية المهلكة والقاتلة ذات الطاقة العالية ، لولا أن اللّه تعالى خلق طبقة الأيونوسفير فوق سطح الأرض بنحو مائة كيلومتر لامتصاص أشعة إكس القادمة من الشمس ، وكذلك خلق طبقة الأوزونوسفير في طبقات الجو العليا ، والاستراسفوسفير ليقوم الأوزون بامتصاص الأشعة فوق البنفسجية ذات الطاقة العالية من النوعC، ولولا الأوزونوسفير لهلكت الأحياء على الأرض في دقائق .
فإذا قامت الساعة كوّرت الشمس ( التكوير 1 ) ، أي انكمشت وتضاءلت فيذهب ضوؤها ، وتزول حرارتها ، وتجمع والقمر فلا ضوء للشمس ولا نور للقمر ( القيامة 9 ) ، ويسقطان وينتهى أمرهما .

وفي الآية :أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ( 18 ) ( الحج ) ، تنصيص استلزمه أن الشمس كانت تعبد من دون اللّه ، فبيّن أنها مربوبة ومسخّرة للّه ، والإسلام أبطل عبادة الشمس بقوله تعالى :لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ( 37 ) ( فصلت ) ، وفي الحديث : « إن الشمس والقمر خلقان من خلق اللّه » أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة ، وعبادة الشمس كانت مع ذلك إقرارا بمخلوقيتها للّه ، كقوله :وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ( 61 ) ( العنكبوت ) ، فجعلوا الشمس دليلا على وجوده تعالى وكانت الشمس ربّ إبراهيم في مرحلته الأولى من البحث عن اللّه ، فهاله منها عظمها وإشراقها على الكون ( الأنعام 78 ) ، فلما آمن أنها لا تعدو أن تكون جرما ولا بد لها من خالق ، جعلها من أدلته على وجوده تعالى لمّا حاور « الذي كفر ، أي النمرود :قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ( 258 ) ( البقرة ) .
وكانت الشمس من شدة تبجيل الناس لها كآية من آياته تعالى رمزا من رموز لغة الأحلام ، وفي رؤيا يوسف رأى الشمس والقمر ساجدين له ( يوسف 4 ) ، والشمس رمز الأبوة ، وهذه الرمزية مفطور عليها الإنسان وكانت في عبادة القدماء لها ، وهي قوة من قوى اللّه وتقديسهم لها بهذا الاعتبار ، .
والثابت أن الشمس في الآخرة ينتهى أمرها تماما ، وفي الجنة لا شمس ولا زمهرير ( الإنسان 13 ) ، والزمهرير هو المقابل للشمس في الدفء . وكانت الشمس تزّاور عن أهل الكهف في مرقدهم حتى لا تفسد أجسامهم بحرارتها ( الكهف 17 ) . 

وفي قصة ذي القرنين كانت الشمس عذابا لأصحاب العين الحمئة لا ستر لهم دونها ( الكهف 90 ) . وفي قصة ملكة سبأ كانوا يسجدون للشمس من دون اللّه ( النمل 24 ) .
والشمس في الإسلام دليل على أوقات الصلاة ، والمسلمون يصلّون لدلوك الشمس أي زوالها ( الإسراء 78 ) ، ويسبحون بحمد ربّهم قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ( طه 130 ) .
فلكل ذلك أقسم اللّه تعالى بالشمس ، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم .
   * * *

1382 - ( الليل والنهار آيتان )

الليل والنهار آيتان على وجوده تعالى ووحدانيته وكمال علمه وقدرته ، والليل والنهار يقبلان ويدبران ، وينقص منهما ويزاد بحسب تقديره تعالى . وآية الليل هي القمر ، محاه اللّه تعالى - أي طمس ضوءه وترك نوره ، وجعل آية النهار - وهي الشمس - مبصرة أي مضيئة للأبصار ، لينام الناس في الليل فيجدّدوا نشاطهم ، ويشتغلوا بالنهار . وأفضل نوم للإنسان هو نومه في الليل ، وأفضل عمل هو عمله بالنهار . وبتوالي الليل والنهار يكون حساب الأيام ، والأسابيع ، والشهور ، والسنين ، ولولا هذا التوالي لرفلت الأرض في الظلام أو في النور دوما ، ولما كان اختلاف الحرارة والمناخ والرطوبة ، والنتح في النبات ، والتمثيل الضوئى ، ولما نزلت الأمطار ، وكان الصيف والشتاء ، والسحاب في السماء ، والمدّ والجزر ، والرياح ، وتفتيت الصخور والتربة ، كقوله تعالى :وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا( 12 ) ( الإسراء ) .
وقوله تعالى :وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ( 3 ) ( الفلق ) هي ظلمة الليل تأتى بالمجهول ، ويسفر الشرّ فيها عن نفسه ، وانكماش الطبقة الحامية من الغلاف الجوى يكون للأرض ليلا ، فيكون توقّع الدواهي ، وتنفذ الإشعاعات المهلكة ، فتقضى على من يتعرّض لها ، وهذه الطبقة الحامية هي التي تحمل سكان الأرض من الظواهر الضوئية ليلا فتصلح الأرض كسكن للإنسان .
وجعل الليل سكنا والنهار للسعى في الأرض ، كقوله تعالى :وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( 73 ) ( القصص ) فسبحانه هو القدير ، وهو الكبير المتعال .

ويذهب العلم الحديث إلى تفسير لآية اختلاف الليل والنهار ، جديد تماما ، فيما يسمى ظاهرة الفجر القطبي ، وكانت هذه الظاهرة مصدر حيرة للعلماء حتى تبين أمرها بعد رحلات الفضاء ، فإنه تعالى قد جعل للأرض غلافا غازيا عبارة عن حزامين لحماية الحياة فيها يسميان « حزاما الإشعاع » ، وهما يرقّان رقّة شديدة عند القطبين ، ويسمكان سمكا شديدا عند خط الاستواء ، وتبيّن للعلماء ، أن الوهج الذي يرى في ظلمة الليل هو نتيجة لارتطام الأشعة الكونية بالغلاف الغازي فيرى هذا الوهج عند القطبين وما جاورهما حيث يرقّ الغلاف ، ولا يرى في أجزاء الأرض لأن سمك حزامىّ الإشعاع فيها يردّ تلك الأشعة فلا يظهر لها الوهج الذي يرى عند القطبين ، والغالب أن هذين الحزامين تكوّنا للأرض على مرّ الزمن ، وقبل ذلك كانت الأرض تضاء ليلا بارتطام الأشعة الكونية بالغلاف الغازي ، وتضاء نهارا بالشمس ، ثم إن اللّه لمّا خلق الحياة على الأرض خلق معها حزامىّ الإشعاع لحماية الحياة فيها ، ويفسر ذلك الآية :فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً( 12 ) ( الإسراء ) .

* * *

1383 - ( الليل والنهار الآن وعند بداية الخلق )

قال تعالى ينبّه إلى ظاهرة الليل والنهار :قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَ فَلا تَسْمَعُونَ ( 71 ) قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَ فَلا تُبْصِرُونَ ( 72 ) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( 73 ) ( القصص ) ، وقال :وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً ( 10 ) وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً( 11 ) ( النبأ ) ، وهذه جميعها آيات تثبتها المشاهدة ، غير أنه في الآية :يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً( 54 ) ( الأعراف ) يلفت الانتباه إلى معنى جديد غير مشاهد ، كان يحتاج إلى العلم الحديث ، وهذا المعنى يرتبط بمراحل الخلق الأولى دون بقية المراحل ، ويصف الليل والنهار في هذه المراحل الأولى دون غيرها ، والسبب عبارة « يطلبه حثيثا » ، وتعنى سريعا ، وهذه السرعة تصف حالة تتابع الليل والنهار في الأزمان الغابرة ، وتصف بالتالي حركة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس ، وأنها كانت حركة سريعة بمعدلات أسرع منها الآن ،
واستوجبت لذلك وصفها بلفظة « حثيثا » ، ولولا أن سرعتها كانت أكبر لما غشى الليل النهار يطلبه حثيثا » وثبت أخيرا من دراسة هياكل الحيوانات وجذوع الأشجار المعمرة ، وما مرّ بها من ظروف معاشية ، وأعمارها ، ومقادير الأزمان في السنة والشهر واليوم في الأزمان الغابرة ، أن عدد الأيام في السنة كان يتزايد باستمرار مع تقادم عمر العينة المدروسة ، ومعنى ذلك أن سرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس كانت قديما أسرع منها الآن ، ويتضح بذلك المعنى الرائع والمعجزة الباهرة في التعبير القرآني « يطلبه حثيثا » ، وصفا للزمن في الماضي البعيد عند بداية الخلق ، ولقد اتضح من هذه الدراسات أن عدد أيام السنة في العصر الكمبرىCambrian، أي منذ حوالي 600 مليون سنة ، كان 425 يوما ، ثم أنه صار 415 يوما في منتصف العصر الأوردوفيشى 
Ordovicianأي منذ حوالي 450 مليون سنة ، وآل إلى 385 يوما بنهاية العصر التراياسىTriassic، أي منذ حوالي 200 مليون سنة ، وظل هذا التناقص في عدد أيام السنة يتزايد بالتدريج إلى أن وصل في زماننا إلى 365 يوما و 5 ساعات ، و 49 دقيقة ، و 12 ثانية ، أي صارت أيام السنة تقريبا 365 يوما وربعا ، ويعكس ذلك بالتالي التناقص التدريجي في سرعة دوران الأرض حول محورها ، أي أن الأرض تفقد من سرعة دورانها واحدا من الألف من الثانية في كل قرن منذ خلقها اللّه حتى الآن ، وأرجعوا السبب في ذلك إلى عمليتى المدّ والجزر ، وتأثير الرياح المعاكسة لاتجاه دوران الأرض ، بمعنى أنها تعمل عمل الفرامل لسرعة دوران الأرض .
ولو أننا طبّقنا هذا الكلام حتى فترة تيبّس القشرة الأرضية الخارجية عند بداية الخلق ، أي منذ حوالي 4600 مليون سنة مضت ، لوجدنا أن عدد الأيام في السنة كان وقتها 2200 يوما تقريبا ، وأن طول الليل والنهار معا كان حوالي أربع ساعات ، وهذا يفسر أن عمر نوح كان ألف سنة إلا خمسين ، مقدّرا بزمن ذلك الوقت ، فيكون عمره بتقدير الزمن الآن نحو 158 سنة ، وبذلك ينتهى وجه العجب في عمر نوح ، ونعرف أن الأرض كانت تدور في ذلك الزمن البعيد بسرعة تفوق سرعتها الآن ستة أضعاف ، فسبحان من قال منذ ألف وأربعمائة سنة :إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً( 54 ) ( الأعراف ) .

   * * *

1384 - ( في معنى الجبال رواسي وأوتاد )

أنّ القرآن معجز علميا ، حقيقة تثبتها آياته ، وحقائق القرآن ردّ على المتخرّصين الذين قالوا إن القرآن إفك افتراه محمد . ومن هذه الآيات قوله تعالى :أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ( 6 ) وَالْجِبالَ أَوْتاداً ( 7 ) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً ( 8 ) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً ( 9 ) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً ( 10 ) وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً ( 11 ) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً ( 12 ) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً ( 13 ) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ( 14 ) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً ( 15 ) وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً( 16 ) ( النبأ ) فهذه إحدى عشرة معجزة قد نبّه إليها القرآن ولم يسبق أن نبّه إليها التوراة ولا الأناجيل ، وفيها حتى الآن ملاحاة لأهل الكتاب والمستشرقين خاصة ، وكانوا في زمن الرسول صلى اللّه عليه وسلم ينكرون البعث ، وما يزالون حتى اليوم ، فوصفه تعالى بالنبإ العظيم - أي الخبر أو الأمر الجلل ، لأنهم جادلوا فيه وأكثروا الجدل ، وكانوا بين مصدّق مؤمن ، ومنكر كافر ، فهو قول بالنسبة لهم عظيم ، فذكر لهم أن من يأتي بهذه المعجزات قادر على أن يبعثهم يوم الدين ، ومن ذلك هذه الجبال الراسيات التي قد تبهرنا ولا ندري لها وظيفة ، فقال إنها أوتاد الأرض ، تقرّها وتثبّتها ، وقال :وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ( 3 ) ( الرعد ) ، وقال :وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ( 19 ) ( الحجر ) ، وقال :وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ( 31 ) ( الأنبياء ) ، وقال :وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً( 27 ) ( المرسلات ) ، يذكّر أن الأرض قد مدّها وبسطها ومهّدها ، وألقى فيها الجبال راسيات ، مستقرة عليها ، تحفظها أن تميد ، وكلما تذكر الجبال تذكر الأمطار ، لأنها مقرونة بها ، لأن الجبال تناطح السحاب ، وتتولد طاقة كهربية ، تنزل الأمطار وينحدر ماؤها فراتا إلى الأرض ، ينساب أنهارا ، ويتدفق ينابيع ، فيسقى الزرع والأنعام والناس ، وتذكر الجبال كراوسى تسع مرات ، وتذكر كأوتاد مرة واحدة ، وقولنا الجبل راس ، والجمع رواسي ، أي مستقرة ، وأما الأوتاد فهي جمع وتد ، وهو الشيء الصلب المغروس في العمق .
ويكشف العلم الحديث أن الظاهر من الجبال فوق سطح الأرض لا يمثل إلا جزءا بسيطا منها ، وأما بقية الجبل فهي تحت الأرض ، ولذلك كانت الجبال أوتاد الأرض ورواسيها ، ومن شأن وتد الخيمة مثلا أن يتوغل في الأرض فيحفظها أن تقع ، وكلما زاد توغله في الأرض كلما لم تقو الريح أن تعصف بالخيمة ، وأوتاد الجبال إذن كأنها الجذور المتعمقة ، تمتد داخل الأرض مسافات تتراوح بين ضعفي الجبل إلى ثلاثة أضعاف حجمه ، غير أن ما يظهر منه للعيان نحو الربع فقط ، أو الثلث .
ولولا أن الجبال راسية وثابتة لانهارت القشرة الأرضية وتآكلت في مواجهة المحيطات ، وحيثما كانت الجبال على الشواطئ كانت المحيطات خطرة على الأرض تلطمها بمياهها وتكاد تغرقها وتبتلعها ، فتظهر الجبال بأمر ربّها على نقاط التماس بين المحيطات وبين اليابسة ، لتحفظ الأرض من أن تتآكل ، مثلما تفعل جبال اليابان ، وجبال الأنذير ، فإذا لم تشكل المحيطات خطورة على اليابسة ، كما في إفريقيا الغربية ، لم تكن ثمة ضرورة للجبال بمناطقها فنفتقدها ، فتكون الأرض ممتدة منبسطة ممهدة لا جبال فيها ، وذلك من دلائل قدرته تعالى ، ومن دلائل أن القرآن من لدنّه تعالى ، وأن محمدا صلى اللّه عليه وسلم لم يفتره كما زعموا ، وما كان محمد صلى اللّه عليه وسلم عالما لينتحل العلم ، وإنما العلم من العالم وهو اللّه ، وما كان تذكيره تعالى بالجبال الرواسي إلا مثلا لعل المنكرين يتّعظون .

   * * *
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الأحد 12 نوفمبر 2023 - 22:48 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1385 - وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ ( 20 ) ( الذاريات )

في القرآن حقائق علمية عن الأرض لم تكن معروفة قبل هذه الثورة العلمية التي نعيشها ، ومنها حقائق لم يكتشفها أحد إلا مؤخرا ، وسبق القرآن إليها وطرحها وذكّر بها بأسلوب آية في البلاغة والدقة ، وهو جانب من الإعجاز العلمي يستوجب الالتفات إليه وتنبيه الناس ليتبينوه ، ولو فعلنا ذلك لكان منهجنا فيه من أنجح أساليب الدعوة إلى اللّه وإلى الإسلام في عصر العلم .
والأرض - كمثال - فيها آيات وعجائب يعددها القرآن ويأتي ذكرها فيه 461 مرة ، وجميعها حقائق أثبتها العلم ، ومنها آيات تشير إلى شكل وحركة الأرض ، وكرويتها ودورانها ، ومواقع النجوم منها ، واتساع الكون الذي يشملها ، وبدئه دخانا ، ثم تخلّقه جرما ، ثم انفجاره فكانت السماء والأرض ، وتطابقتا ، وانتشرت المادة بينهما وبين النجوم والمجرات ، ونزل الحديد في الأرض من السماء ، وتصدّعت الأرض ، وكانت ظلمات البحار والمحيطات فيها ، وتسجير القيعان ، وتمايز المياه ، وكانت الجبال أوتادا لتثبيتها ، ولاتزان دورانها حول محورها ، كما كانت أشكال الجبال وألوان صخورها ، وكان دورها في نزول الأمطار وتغذية الأنهار ؛ ونشوء الغلافين المائي والهوائي للأرض ، ودورة المياه حول الأرض وتخبرنا الآيات أن ذلك كله مصيره إلى الفناء بعملية معاكسة للخلق ، ويخلق اللّه من جديد أرضا غير الأرض ، وسماوات غير السماوات ، وسبحان من خلق الأرض والسماوات ، وأحكم كل ذلك وأتقنه ، وسبحان من خلق الأرض صالحة للحياة وللعمران ، وباعد بينها وبين الشمس بحوالي 150 مليونا من الكيلوات ، فأمّنها حرارة الشمس ولم يحرمها دفأها ولا نورها ، وأدارها حول الشمس في 365 يوما وربع تقريبا ، وحول نفسها في 24 ساعة تقريبا ، فكان الليل والنهار ، وكانت الفصول ، والدورات الزراعية ، وهبوب الرياح ، وهطول الأمطار ، وفيضان الأنهار ، وتمايز أشكال الناس ، وجميعها آيات تشهد لخالقها بطلاقة القدرة ، وإحكام الصنعة ، والتفرّد بالوحدانية .

وسبحان الذي أنزل هذه الآية الكريمة :وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ( 20 ) ( الذاريات 20 ) منذ ألف وأربعمائة سنة ! ليدل دلالة قاطعة على أن القرآن من عند اللّه ، وأن محمدا صلى اللّه عليه وسلم هو نبىّ مرسل لا شك في ذلك .
   * * *

1386 - ( القرآن يقول بكروية الأرض ودورانها حول نفسها )

تقول التوراة بثبات الأرض والسماء ولا تذكر شيئا بالمرة عن ظواهر الأرض الطبيعية وصفاتها ، على عكس القرآن الذي يحفل بالآيات العلمية والبراهين العقلية ، تأكيدا لما أثبته العلم وبيّنه بجلاء ، فلم يتعارض العلم مع القرآن ، ولا تناقض القرآن مع العلم ، وكانت عبارات القرآن في ذلك دقيقة غاية الدقة ، بالغة البيان ، تنبّه إلى أن الأرض كروية ، وأنها تدور حول نفسها أمام الشمس ، ودليل القرآن على ذلك اختلاف الليل والنهار ، وأنهما خلقة ، وأنه تعالى يقلّبهما ويولجهما الواحد في الآخر ، ويسلخهما من بعضهما البعض ، وأن الليل والنهار ، والشمس والقمر ، كلّ يسبح في فلكه ، أي كلّ يتحرك ويدور ، ومن دلائل هذا الدوران مرور الجبال مرّ السحاب ، يقول تعالى :إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ( 6 ) ( يونس ) ، ويقول :وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً( 62 ) ( الفرقان ) ويقول :يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ( 44 ) ( النور ) ويقول :يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ( 29 ) ( لقمان ) ويقول :وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ( 37 ) ( يس ) ، وفي كل ذلك إشارة إلى دوران الأرض حول محورها أمام الشمس .
و « الولوج » هو الدخول ، أي أن : 
نصف الأرض الذي يخيم عليه الظلام يحلّ بالتدريج محل النصف الذي يعمّه النهار ؛ كما أن نصف الأرض الذي يعمّه النهار يحلّ بالتدريج محل النصف الذي يخيّم عليه الظلام ، وهو برهان على أن الأرض كروية ، وأنها تدور حول محورها أمام الشمس .
ومعنى قوله « يسلخ النهار من الليل » : أنه تعالى ينزع نور النهار من أماكن الأرض التي يتغشّاها الليل بالتدريج ، كما ينزع جلد الذبيحة عن كامل بدنها عند سلخها ، ولا يكون ذلك إلا بدوران الأرض حول محورها أمام الشمس .
وجاء تشبيه انحسار طبقة النهار عن ظلمة الليل بسلخ جلد الذبيحة إشارة علمية لم نعرف معناها إلا مؤخرا ، وتنبّه إلى رقّة طبقة النهار في نصف الكرة المواجهة للشمس ، فثبت أن سمك طبقة النهار حول الأرض لا يزيد عن المائتى كيلومتر ، فإذا قارنا ذلك بالمسافة التي تفصل بيننا وبين الشمس وهي نحو مائة وخمسين مليونا من الكيلومترات ، لأدركنا ضآلة هذه الطبقة ، فهي لا تتجاوز ، بالنسبة لبعد الشمس ، الواحد إلى السبعمائة والخمسين ألفا تقريبا ، وبالنسبة لنصف قطر الجزء المدرك من الكون ، والمقدّر بأكثر من عشرة آلاف مليونا من السنين الضوئية 5 ، 9 مليون مليون كيلومتر ، فإنها تكون تافهة جدا والتعبير القرآني بأن النهار كأنما هو جلد ذبيحة ينسلخ عنها هو تعبير معجز غاية الإعجاز ، وفيه أن الظلمة هي أصل الكون ، وأن النهار لا يعدو ظاهرة عارضة متهافتة فيه ، ولا يظهر إلا في الطبقات الدنيا من الغلاف الجوى للأرض في نصفها المواجه للشمس .

وفي قوله :لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ( 40 ) ( يس ) ، وقوله :وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ( 88 ) ( النمل ) ، دليل أكيد على أن لكلّ مداراته ، وأن السحاب يمرّ مع الجبال في حركة الأرض ، لارتباط الجبال بالأرض ، وارتباط الغلاف الغازي الذي منه السحاب بالأرض برباط الجاذبية ، فتنضبط حركة السحاب بحركتها .
ونفس المعنى تؤكده آيات غشيان الليل والنهار ، كقوله تعالى :وَالشَّمْسِ وَضُحاها ( 1 ) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ( 2 ) وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها ( 3 ) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها 
( 4 ) ( الشمس ) ، وقوله تعالى :يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً( 54 ) ( الأعراف ) ، ومعنى « يغشى » يغطّى ، فالنهار يغطيه الليل بالظلمة بالتدريج ، فيحلّ الليل ، ثم يغطّى نور النهار ظلمة الليل بالتدريج فيحلّ النهار ، وهذا دليل على كروية الأرض ودورانها حول محورها أمام الشمس دورة كاملة في كل يوم مدته 24 ساعة ، يتقاسمها الليل والنهار بتفاوت قليل ، وفي تعاقب تدريجي ينطق بطلاقة قدرة اللّه ، ولو لم تكن الأرض كروية ما استطاعت الدوران حول محورها أمام الشمس ، وما تبادل الليل والنهار ، فسبحان اللّه الذي أطلعنا على ذلك في كتابه ، ثم أمكن أهل العلم من اكتشافه ، لتثبت صحة كتابه ، وأنه الكتاب المنزّل على محمد صلى اللّه عليه وسلم من لدن عليم خبير قدير ، منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة ، فلم يختلف ما فيه من حقائق عمّا أثبته العلم منها .
   * * *

1387 - ( معجزة تنبيه القرآن إلى أن الأرض تنقص من أطرافها )

« سورة الرعد » من السور التي تحفل بالظواهر الكونية ، وهي الوحيدة التي تحمل اسم ظاهرة جوية : الرعد ، ومن آياتها قوله تعالى :أَ وَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها( 41 ) ( الرعد ) ، وإنقاص الأرض من أطرافها ظاهرة فريدة وعجيبة ينبّه إليها القرآن ، ويتكرر ذكر القرآن لها في الآية :أَ فَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها( 44 ) ( الأنبياء ) ، ولم يكن التنبّه إلى هذه الظاهرة إلا مؤخرا ، ويأتي ذكرها في القرآن كدليل مادي على أن اللّه تعالى هو الغالب ، وأن من يكفرون به مهما طالت أعمارهم فإنهم في النهاية إلى الموت ثم البعث ، ونقص أعمارهم دليل مادي على صدقه في قوله تعالى إن الأرض تنقض في أطرافها ، ومن ثم في عمرها ، فالكون كله محكوم بأمره تعالى ، والقيامة على ذلك حق ، فما معنى أن تنقص الأرض من أطرافها ؟
يقول أهل العلم :
إن الأرض تنكمش على نفسها باستمرار ، ويتناقص من ثمّ حجمها ، وثبت أنها كانت في بداية الخلق مائة ضعف حجمها الحالي على الأقل ، ثم تكونت منها « الأرض الابتدائية » التي تمايزت إلى « سبع أرضين » ، هي : لبّ الأرض الصلب من الحديد والنيكل وغير ذلك من العناصر ، ويبلغ قطره حاليا 2402 كيلومتر ؛ ونطاق اللّب من العناصر المنصهرة السائلة ، ويقدّر سمكه بحوالي 2275 كيلومتر ؛ وبين اللّب ونطاق اللب منطقة شبه منصهرة يبلغ سمكها 450 كيلومتر ؛ ثم « وشاح الأرض » ، وهو ثلاثة أجزاء : الجزء السفلى : وهو صلب ، ويحيط بلب الأرض السائل ، وسمكه نحو 2215 كيلومتر ؛ والجزء الأوسط : وهو صلب ، ويبلغ سمكه 270 كيلومتر ، ثم الجزء الأعلى : وهو لدن شبه منصهر ، ويسمى نطاق الضعف الأرضي ، ويتراوح سمكه بين 335 كيلومتر إلى 380 كيلومتر .
والمعتقد أن وشاح الأرض بأجزائه الثلاثة كان في البداية منصهرا ، ثم أخذ في التصلب بالتدريج . ثم بعد ذلك يأتي النطاق السفلى من الغلاف الصخرى للأرض : وسمكه من 40 إلى 60 كيلومتر ، فالنطاق العلوي : وهو قشرة الأرض ، وسمكها من 60 إلى 80 كيلومتر .
وهذا التمايز في التركيب تسبب في تفاوت في التفاعلات ، نشأ عن تمزق في الغلاف الصخرى للأرض ، وترتب عليه ظهور البراكين والزلازل ، وبروز الجبال ، ودحو الأرض في مناطق دون مناطق .
ومن شأن ذلك أن يحدث انكماش في حجم الأرض ، وكان لا بدّ منه طالما الشمس أيضا تنكمش ، وبانكماش الأرض تظل العلاقة النسبية بين كتلتى الأرض والشمس ثابتة ، وتظل المسافة بينهما ثابتة ، وكذلك كمية الطاقة الشمسية الواصلة إلينا ، ولو لم تكن هذه العلاقة النسبية ثابتة لانجذبت الأرض أكثر إلى الشمس فاحترق كل شئ فيها ، واحترقت كل الأحياء ، أو لابتعدت الأرض عن الشمس ، فتتوه في الكون ، ويموت كل الأحياء فيها أيضا .
والأرض تنقص أيضا بما يخرج منها من أفواه البراكين من غازات وأبخرة وهباءات ، يضل بعضها ويفلت من جاذبية الأرض وينطلق إلى السماء .
وتلعب النيازك والشهب دورا أساسيا في تعويض الأرض عما تفقده ، والمحافظة على العلاقة بين كتلتى الأرض والشمس .
وأيضا فإن من أسباب نقصان الأرض من أطرافها : تأثرها بالقوة الطاردة المركزية لحركة الأرض حول محورها ، وتزداد هذه القوة حتى الذروة عند خط الاستواء ، وتقل إلى أدنى مستوى عند القطبين ، فيحدث انبعاج للأرض عند خط الاستواء وتتفلطح عند القطبين .
ونتيجة اختلاف القوة الطاردة عند القطبين ، يكون القطب الجنوبي أكثر تفلطحا من القطب الشمالي ، ومعنى ذلك أن الأرض تنقص حقيقة من أطرافها .
وأيضا فإن قيعان المحيطات والبحار بسبب تصدّعها الكثير ، تتّسع وترتفع فيها المياه بسبب زيادة الصهارة الصخرية ، وتندفع المياه يمنه ويسره فتغرق أجزاء من الشواطئ عدة سينتميترات كل سنة ، وهي صورة من صور إنقاص الأرض من أطرافها .
وأيضا فإن إنقاص الأرض من أطرافها تستحدثه عوامل التعرية المختلفة ، فتنبرى الصخور في المرتفعات ، ويلقى بها في المنخفضات ، وتحتّ مياه الأنهار في الصخور ، ويتحوّل التحات بعد ذلك إلى نحر ، وتتكون من ثمّ السهول أو السهوب ، ثم تبدأ الدورة من جديد ، ودورة تكوين السهوب هذه صورة من صور إنقاص الأرض من أطرافها ، ولهذا تنخفض القارة الأمريكية مثلا بمعدل يصل إلى 03 ، ملليمتر في السنة .
ومن أسباب هذا النقص في أطراف الأرض : ظاهرة طغيان مياه البحار والمحيطات على اليابسة ، ومن ذلك مثلا تكوين البحر الأحمر ، وخليج 
كاليفورنيا .
والثابت أن غالبية الماء العذب على الأرض مجمّد على هيئة جبال جليد في القطبين الشمالي والجنوبي ، وارتفاع درجة حرارة الأرض يتسبب في انصهار هذا الجليد بمعدلات أكبر ، فيرتفع منسوب المياه في المحيطات والبحار ، ومع استمرار هذا الوضع ستغرق معظم مساحات اليابسة ذات التضاريس المنبسطة مثل دلتا نهر النيل ، وهي صورة من صور إنقاص الأرض من أطرافها . وكذلك فإن من ظواهر هذا الإنقاص زحف الصحراء على المناطق الزراعية ، وهي الظاهرة المسماة بالتصحّر .
وهذا جميعه معنى الآية أن الأرض تنقص من أطرافها ، صاغها القرآن صياغة بلاغية وعلمية كانت معجزة في دقتها وشمولها وكمالها .

   * * *

1388 - ( الإعجاز العلمي في آية : وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ( 12 ) ( الطارق )

يخبر القرآن منذ ما يزيد على الألف والأربعمائة عام أن الأرض ذات صدع كما في الآية ، ويقسم بها اللّه تعالى بصفتها هذه ، وهو دليل أهمية هذه الظاهرة . ومعنى « الصدع » أنها مشقوقة ، وتكثر بها الصدوع ، وأثبت العلم مؤخرا أن الأرض محاطة بصدوع عملاقة إحاطة كاملة ، تمتد لآلاف الكيلومترات في جميع الاتجاهات ، وبأعماق تتراوح بين 65 و 70 كيلومترا تحت قيعان كل محيطات الأرض وعدد من بحارها ، وبين 100 إلى 150 كيلومترا تحت القارات ، وينصدع بها الغلاف الصخرى للأرض إلى عدد من الألواح التي تطفو فوق نطاق الضعف الأرضي ، وهو شبه منصهر ، عالي الكثافة ، وتندفع فيه تيارات الحمل من أسفل إلى أعلى ، فتباعد بين الألواح وتصادمها ببعضها البعض ، وبذلك تتسع قيعان البحار والمحيطات ، وتتجدد صخورها ، وتتكون الجزر البركانية وسط المحيطات ، وتعلوها سلاسل الجبال ، ويصاحب ذلك هزات أرضية وطفوح بركانية ، وتزحف القارات أو تجتمع ، وقد تنقسم قارة ببحر طولى مثل البحر الأحمر ، أو تصطدم كتلة أرضية من المحيط بقارة ، مكونة أعلى سلاسل الجبال مثل الهملايا .
وتعمل الصدوع العملاقة المحيطة بالأرض كمراكز تتحرك عبرها ألواح الغلاف الصخرى ، وتندفع ملايين الأطنان من الصهارة البركانية على هيئة طفوح بركانية تثرى سطح الأرض بالصخور والمعادن ، وتجدّد شباب التربة الزراعية ، وتنطلق الغازات والأبخرة التي تكوّن غلاف الأرض المائي والغازي ، وبمقدار ما تفقد الشمس من كتلتها بالاحتراق ، تفقد الأرض من كتلتها كذلك فتتناسب مع ما تفقده الشمس ، وبذلك تظل المسافة بينهما ثابتة ، فلا تنقص فتحرقنا أشعة الشمس بحرارتها التي تصل إلى 15 مليون درجة مئوية ، أو تبتلعنا بجاذبيتها ، ولا تزيد المسافة 
بابتعاد الأرض فتتجمد ، وتتجمد عليها كل مظاهر الحياة ، أو أنها تنفلت من عقال جاذبية الشمس فتضيع في فضاء الكون .
ومن فوائد انصداع الأرض : أن تتكون التربة من حبيبات تتشرب ماء المطر فتنتفش وترقّ وتنشقّ ، وبذلك ينفسح المجال لجذر النبات أن يشقّ طريقه إلى أسفل ، ولساقه أن يشقّ طريقه إلى أعلى ، وللماء أن يجد لنفسه مكانا تتكون به الخزانات الجوفية والمجارى المائية .
ولولا انصداع التربة لما نبت النبات ، ولا كان الحبّ والثمر ، ولا اختزن الماء للاستعمال عند الحاجة ، ولهذا كان قسمه تعالى بالأرض ذات الصدع، كآية كبرى من آياته تعالى ، تثبت قدرته وعلمه ووحدانيته.
ثم إن التربة تتعرض لعمليات التعرية ، فتنزاح كميات من الصخور عن السطح ، ويخفّ الضغط على الصخور أسفلها ، فتستجيب بالتمدد ، فتنشق وتتصدّع ، فتندفع الصهارة الصخرية من باطن الأرض كطفوح بركانية ، تتعرض للتبريد عند سطح التربة وتتشقق ، ويتكون بها المزيد من التربة ، ومن خلال هذه الشقوق تكون تجوية الصخور تحت التربة وتعريتها ، وتكوين الرسوبيات .

والتربة لازمة للزراعة ؛ والصخور الرسوبية لازمة لتكوين النفط ، والغاز الطبيعي ، والفحم ، والفوسفات إلخ ، وتتحدد بها ركازات الذهب ، والفضة والنحاس ، والرصاص ، والقصدير إلخ ، وتتكون مجارى الأنهار وبعض الكهوف .
والقرآن سبق إلى التنبيه إلى هذه الصدوع وأقسم بها اللّه تعالى ، وذلك دليل على أنه كتاب من لدن اللّه ، وأنّ من بشّر به وبلّغ آياته هو نبىّ حقا أرسله اللّه تعالى بالحق .

   * * *

1389 - ( إعجاز آيات خلق السماوات والأرض في ستة أيام )

ينبّه القرآن إلى خلق السماوات والأرض في ستة أيام في ثماني آيات من القرآن ، كقوله تعالى :الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ( 7 ) ( هود ) ، وقوله :وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ ( 10 ) ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ( 11 ) فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ( 12 ) ( فصلت ) .
وهذه الأيام المشار إليها في الآيتين ليست من « أيام الأرض » ، لأن الأرض لم تكن قد خلقت بعد .
واليوم نسبى في كل كوكب من الكواكب التي خلقها اللّه ، فيوم الأرض الشمسي مثلا هو الفترة التي تتم فيها للأرض دورة كاملة حول محورها أمام الشمس ، وتقدّر حاليا بأربع وعشرين ساعة .
وأما يوم الأرض النجمى فيقدر بالفترة بين رؤية أحد النجوم الثابتة من فوق نقطة محددة من الأرض ، ثم رؤيته من جديد بعد دوران الأرض 
حول محورها ، وهذه المدة تزيد عن يوم الأرض الشمسي بثلاث دقائق وستة وخمسين ثانية .
ولما كان لكل جرم من أجرام الكون سرعته ودورته المحورية الكاملة ، فإنه يترتب على ذلك اختلاف طول اليوم في كل منها ، واختلاف مدة السنة ، فيوم عطارد مثلا : 88 يوما أرضيا ؛ ويوم المريخ : 9 ساعات و 53 دقيقة ؛ ويوم المشترى : 10 ساعات و 14 دقيقة و 24 ثانية ؛ ويوم زحل : 10 ساعات و 48 دقيقة ؛ ويوم يورانوس : 15 ساعة و 40 دقيقة .
والسنة في الزهرة : 7 ، 224 يوما أرضيا ، وفي المريخ : 98 ، 686 يوما أرضيا ، وفي المشترى : 86 ، 11 يوما أرضيا ؛ وفي يورانوس : 07 ، 84 يوما أرضيا ، وفي الشمس : 225 مليون سنة من سنى الأرض .

وكل ذلك ضمن المجموعة الشمسية ، وهي جزء ضئيل من مجرة درب التبّانة ، التي تشكل بدورها جزءا ضئيلا من التجمّع المجرّى الأعظم ، وصدق اللّه العظيم عندما قال :وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ( 47 ) ( الحج ) ، وقال :تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ( 4 ) ( المعارج ) .
وفي النظرية النسبية : أن كل زمن في الجزء المدرك من الكون هو زمن نسبى ، يعتمد على سرعة تحرّك الجسم ، وكلما زادت سرعته بالنسبة إلى جسم آخر قلّ إحساسه بالزمن ، فإذا وصلت سرعته إلى سرعة الضوء تصبح السنة بالنسبة لهذا الجسم تعادل مائة سنة من سنى الأرض ، ومعنى ذلك أننا إذا حوّلنا معلومات السور الكونية في اليوم والسنة والسرعة ، إلى معادلات رياضية ، لثبت لنا أن القرآن سبق إلى سرعة الضوء كما أكدها العلم .
وتشير الآيات من سورتي هود وفصلت إلى أنه تعالى بدأ بخلق الأرض ثم السماوات ، واستغرق ذلك يومين ، واستكمل الأرض في أربعة أيام ، فيصير المجموع ستة أيام : يومان في خلق السماوات السبع وتخليق الأرض وباقي أجرام السماء ، وأربعة أيام في دحو الأرض وخلق الحياة عليها .
وكان خلق السماء والكون بحسب تقدير علماء الفلك والفيزياء الفلكية منذ عشر إلى خمس عشرة بليون سنة ، بينما خلقت الأرض منذ نحو 6 ، 4 بليون سنة ، وهذا كله قال به العلم الحديث مؤخرا وأثبته ، وسبق إليه القرآن بألف وأربعمائة سنة ونبّه إليه ، وفي ذلك إثبات أن القرآن من لدن اللّه ، وأن محمدا صلى اللّه عليه وسلم هو رسول اللّه ، وإلا لكان القرآن متناقضا مع العلم ومخالفا له .

   * * *

1390 - ( البحر المسجور )

من آيات القرآن المبهرة في أوصاف البحار والمحيطات قوله تعالى :وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ( 6 ) ( الطور ) يقسم به لعباده ؛ والمسجور في اللغة هو الذي أوقد عليه حتى حمى ، وكان أهل التفسير والبيان قد حاروا في معنى المسجور ، وكيف يكون البحر مسجورا ، وكيف يجتمع الماء والنار ؟
ولم يحلّ هذا الطلسم إلا علماء البحار في القرن العشرين ، فقالوا إن جميع المحيطات والعديد من البحار قيعانها مسجّرة بالنيران ، وهي الحقيقة التي ذكرها القرآن منذ أكثر من 1400 سنة ! وقوله تعالى :وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ( 6 ) ( التكوير ) قسم آخر يبيّن أن البحار يوم القيامة تسجّر ، أي تزداد نيرانها ، وتغلى حتى لتفيض على بعضها البعض فتصير بحرا واحدا ، فيرتفع الحاجز الذي ذكره اللّه يفصل بين البحار بعضها البعض ، وبينها وبين المحيطات والأنهار ، فهذا عذب ، وذاك مالح ، وذاك أكثر ملوحة ، فالبحر الأسود مثلا من أقل البحار ملوحة ، والبحر المتوسط أشد ملوحة ، ويوم القيامة تختلط الأمور إذا سجّرت القيعان وغلت المياه وفارت .
ولفظ « سجّرت » من قولنا : « سجرت التنور » أي أحميته ، إذا سلط عليه الإيقاد ، فتجفّ رطوبته ، وهكذا البحار ، تجف رطوبتها وتشتعل نيرانا ، وهو ما نعرفه الآن عن قيعانها ، فسبحانه ما أقدره ! ولولا العلم الحديث ما عرفنا ما بهذه الآيات من علم كثير ، وذلك دليل على أن القرآن من عند اللّه ، وأن محمدا صلى اللّه عليه وسلم رسوله حقا . والحمد للّه على نعمة القرآن ، ونعمة الإيمان .

   * * *

1391 - ( حواجز البحار )

من الإعجاز العلمي للقرآن قوله تعالى :وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً( 61 ) ( النمل ) ، والمفسرون أوّلوا الحاجز بأن الأنهار عندما تصب في البحار فإن ماء النهر العذب لا يختلط به ماء البحر الأجاج ، وهذه ظاهرة نجدها عند مصبات الأنهار ، ولكن العلم الحديث ذهب مذهبا آخر ، فبيّن أنه في البحر الواحد تكون عدة بحار بعدة ألوان ، وظهر ذلك من تصوير البحار من الجو ، وحلّل العلماء تلك المياه فوجدوا أنها قطع مياه متجاورة منعزلة عن بعضها البعض ، وبرغم تجاورها ، إلا أن كل بقعة منها لها من الصفات الطبيعية والكيميائية والبيولوجية ما يجعلها تشكّل وسطا منفصلا من المياه ، وتبين أن ذلك يصدق على المياه في المستويين الأفقى والرأسى ، وسبب ذلك أن أملاح البحار توجد متأيّنة ، فتتكون عند حدود كل ماء شحنات متنافرة ، من شأنها أن تكون فاصلا بين هذه المياه ، فتتغير بذلك البيئات البحرية ، فتصلح أحوالها لأنماط مختلفة من الحياة في الوسط المائي الواحد ، فسبحان ربّ العرش العظيم ! وهذه الحقيقة العلمية أثبتها القرآن قبل الكشوف العلمية بألف وأربعمائة سنة ، وهو دليل على أن القرآن كتاب اللّه ، وأن محمدا صلى اللّه عليه وسلم نبىّ اللّه حقا وصدقا .
   * * *

1392 - ( يوم اللّه مقداره ألف سنة بحسابنا )

في الآيتين :وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ( 47 ) ( الحج ) ،ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ( 5 ) ( السجدة ) ، أن اليوم الواحد عند اللّه بألف سنة قمرية ، لأن الحساب الفلكي عند العرب هو حساب قمري ، فلم يكونوا يعرفون السنة الشمسية ، وإذا تساوى قدران من الزمان غير متكافئين فإن ذلك يدل على اختلاف السرعة في أحدهما ، والسنة القمرية اثنا عشر شهرا قمريا ، وطول الشهر القمرى هو مدار القمر حول الأرض ، وهو مسافة 4 ، 2 مليون كيلومتر ، فإذا ضربنا هذا الرقم في اثنى عشر شهرا وهي السنة القمرية ، ثم ضربنا الناتج في ألف سنة قمرية ، ثم قسمنا ذلك على 24 ساعة * 60 دقيقة * 60 ثانية ، فإننا نصل إلى السرعة التي ينبغي أن تكون عليها الرحلة في يوم اللّه ، وهي أعلى من سرعة الضوء ، وهذه حقيقة جديدة ، وتفسير علمي محض لآية من آيات القرآن لم يكن معروفا تفسيرها من قبل ، وسبحان اللّه الخالق العليم ! والآية دليل آخر على أن القرآن كتاب اللّه ، وأن محمدا الذي بلّغه هو نبىّ اللّه ، وإلا ما كان يمكن أن يسبق إلى هذه الحقائق المذهلة والمعجزة .
   * * *

1393 - ( آية الرياح والمطر والسحاب )

السحاب جمع سحب ، والواحدة سحابة ، وهي الغيم ، ويقال سحب ، وانسحب ، وسحّب أي تسلل وانقشع في خفّه ؛ والسّحبة فضلة الماء ؛ والمطر هو ماء السحاب .
والآية :أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ( 43 ) ( النور ) من الإعجاز العلمي في كيفية تكوين السحاب ليكون منه المطر ، وهي حجة من حججه تعالى على وحدانيته وكمال قدرته ، و « الرؤية » في الآية هي الرؤية بالفهم ، و « إزجاء السحاب » يعنى سوقه إلى حيث يشاء ، والسحاب يتكون من بخار الماء المتصاعد من الأرض ، فتدفعه الرياح ، وتجمعه ، وتؤلف بينه :حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ( 57 ) ( الأعراف ) ، وبتراكمه يصطدم ببعضه فتتواصل شحناته من الطاقة ، فيخرج منها البرق ، وينزل المطر مدرارا أو ودقا ، يفرغ ما في السحاب من البخار ، وبعضه يكون بردا كالجبال ، تسوقه الرياح كسوقها للسحاب ، فإذا صادف الطبقة المحيطة بالأرض وهي أعلى حرارة تحوّل إلى ماء .
والريح هي الهواء ، والجمع أرياح ، وهي أربع : الجنوب وهي القبلية ، والشمال وهي الشمالية ، والصبا وهي الشرقية ، والدبور وهي الغربية ؛ ومنها الريح الطيبة وهي الرخاء المطيرة ، وضدها الريح القاصف العاصف الصرصر العقيم ، وعلم ذلك هو علم تصريف الرياح :وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ( 164 ) ( البقرة ) ؛ وريح النشور : التي تنشر السحاب المثقل بالماء فتمطره على مختلف البلاد ، 
والسحاب آلة لإنزال الماء . 
ونزول المطر من السحاب من المعجزات الكبرى ، والأرض بما ينزل عليها من الماء أغنى كواكب المجموعة الشمسية به ، وماء المطر :ماءً طَهُوراً( الفرقان ) وفيه قال ربّ العزة :وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ( الأنبياء 30 ) ، وخلق منه البشر ( الفرقان 54 ) ، وخلق كل دابة ( النور 45 ) ، وكانت المراعى ( النازعات 31 ) ، وسلكه ينابيع في الأرض وأنهارا ( الزمر 21 ) . وتقدّر كمية الماء في الأرض : بحوالي 1360 إلى 1385 مليون مليون كيلومتر مكعب ، أغلبه في البحار والمحيطات : 2 ، 97 % ، وأقلّه ماء عذب : من 052 ، 2 إلى 15 ، 2 % على هيئة جليد فوق القطبين وعلى قمم الجبال ، والباقي مختزن في الصخور : 27 ، 0 % ، وفي البحيرات : 33 ، 0 % ، وعلى هيئة رطوبة في التربة : 18 ، 0 % ، وفي الغلاف الغازي للأرض : 36 ، 0 % ، وأقل الماء في الأنهار والجداول : 0047 ، 0 % .
وهذا الماء الأرضي يخرج منها بالبراكين ، ويتوزع بحكمة بين الأرض والغلاف الغازي ، ولولا دورة مياه المطر والسحاب والرياح لفسد ماء الأرض ، لوجود البلايين من الكائنات الحيّة فيه ، وكل ذلك يتم بقدر منضبط ، كقوله :وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ( 11 ) ( الزخرف ) يفي بمتطلبات الأرض والناس والدواب ، ويحفظ التوازن الحرارى على سطح الأرض في مختلف الأماكن والفصول ، ولو زاد قليلا لغمر الماء الأرض وغطّى سطحها ، ولو قلّ لقصر دون متطلبات الحياة .
ويتصاعد بخار الماء من أسطح البحار والأنهار والبرك وجليد الجبال ، ومن تنفّس الإنسان والحيوان ، ونتح النبات ، إلى الغلاف الغازي للأرض ، فتتناقص فيه الحرارة ، ويقل الضغط فيتكثّف البخار الصاعد على نوى الغبار العالق بالهواء ، ويتكون منه السحاب ، ثم يتكون المطر ، وهكذا يعود الماء إلى الأرض بعد أن يكون قد تطهّر وتصفّى .
ويتبخّر من ماء الأرض 380 ألف كيلومتر مكعب في كل سنة ، أغلبها - قيل 320 ألف كيلومتر مكعب - من أسطح البحار والمحيطات ، وأقلّها - قيل 60 ألف كيلومتر مكعب - من أسطح اليابسة ، ثم تعود هذه الكمية إلى الأرض بمعدلات مختلفة ، قيل 284 ألف كيلومتر مكعب تتنزل على البحار والمحيطات ، و 96 ألف كيلومتر مكعب على اليابسة ، والفارق بين ما يتبخّر من الأرض وما يعود إليها - وهو 36 ألف كيلومتر مكعب - يفيض منها إلى البحار والمحيطات .
وقيل إن معظم المطر لا يأتي من السحاب ، إذ أن نسبة الماء في السحاب لا تتعدى 2 % من الماء الموجود في الغلاف الجوى للأرض ( النطاق المناخى ) ، وأن كمية الماء في هذا الغلاف تقدّر بنحو 15 ألف كيلومتر مكعب ، ويوجد على شكل قطرات صغيرة أكبر من واحد ميكرون ، وتلتصق بالهواء للزوجتها ، ولا تسقط مطرا إلا بعد تلقيحها بامتزاج سحابتين ، إحداهما ساخنة والأخرى 
باردة ، أو أن إحداهما تحمل شحنة كهربية موجبة والأخرى سالبة ، أو أن ما تحمله الريح من جسيمات عالقة تتداخل في السحب فتعين على تكثف بخار الماء ، فينزل المطر بقطرات دقيقة أو كبيرة قد يزيد قطرها أحيانا حتى يبلغ من 4 إلى 8 ملليمتر ، وسبب هذه الضخامة أن الماء يعلق بالجسيمات السابحة وينمو بالتدريج عليها حتى يصل إلى تلك الأحجام .
   * * *

1394 - ( كل شئ حىّ من الماء )

الماء ضرورة من ضرورات الحياة ، وهذه حقيقة معروفة قبل نزول القرآن وبعده ، فلو لا الماء لما كانت الأحياء . والماء جعله الفلاسفة الأولون عنصرا من العناصر الأربعة التي هي أصل الحياة ، لكن الغريب أن التوراة لم تشر إلى ذلك ، ولم يذكره المسيح ، ولا أوردت شيئا الأناجيل عنه ، إلا القرآن فإنه نوّه بالماء ثلاثا وستين مرة ، وأثبت أن السماء هي مصدر الماء ، إشارة إلى المطر ، وأن اللّه تعالى هو منزّل المطر بما هيأ له من الأسباب ، وفي القرآن عن الإحياء بالماء ، والإنبات به والإثمار ، والاغتسال ، قوله :فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها( البقرة 164 ) ، وقوله :فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ( 99 ) ( الأنعام ) ، وقوله :فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ( 22 ) ( البقرة ) ، وقوله :وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ( 11 ) ( الأنفال ) ، وقوله :هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ( 10 ) ( النحل ) إشارة إلى الري والسقيا ؛ ومن الماء المني الذي به التناسل ، كقوله :وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ( 45 ) ( النور ) ، وقوله :وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً( 54 ) ( الفرقان ) ؛ وقال :أَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً( 22 ) ( الحجر ) إشارة إلى دورة الماء بين السماء والأرض وتحوّله إلى سحاب تدفعه الرياح ، كقوله :أَ وَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ( 27 ) ( السجدة ) ، وقوله :فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ( 21 ) ( الزمر ) ، وقوله :وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ( 11 ) ( الزخرف ) إشارة إلى تفاوت كمية الأمطار والأرزاق تبعا لذلك ، بحسب تقدير اللّه تعالى .
ويأتي وصف الماء بأوصاف عدة : فهو الماء المنهمر ( القمر 11 ) يعنى الذي ينزل مطرا بكثرة ؛ والماء المسكوب ( الواقعة 31 ) أي المصبوب ؛ والماء الغور ( الملك 30 ) أي الذاهب في الأرض ؛ والماء الغدق ( الجن 16 ) كثير القطر ؛ والماء المهين ( المرسلات 20 ) أي الضعيف وهو النطفة ؛ والماء الفرات ( المرسلات 20 ) أي العذب ؛ والماء الثجّاج ( النبأ 14 ) وهو الضباب المتتابع ؛ والماء الدافق ( الطارق 6 ) أي المتدفق بشدة .

وكما ترى أن الماء معجزة بيّنها القرآن خير بيان ، ويحتوى جنين الإنسان على 97 % من وزنه ماء ، وتقل هذه النسبة إلى 91 % في جسد الطفل الوليد ، ثم إلى 66 % في جسد الفرد البالغ ، وتختلف نسبة الماء في كل عضو من أعضاء جسم الإنسان باختلاف وظيفته ، وهي في الرئتين 90 % ، وفي الدم 82 % ، وفي خلايا الدماغ 70 % ، فإلى هذا الحد تبلغ أهمية الماء للإنسان ، وبالمثل للحيوان والزروع ، ويستطيع الإنسان أن يعيش أسابيع عديدة بدون طعام ولكنه لا يستطيع العيش بدون ماء إلا بضعة أيام ، لأن الماء يدخل في كل عملياته الحيوية : في الهضم ، والإخراج ، والتنفّس ، وتجديد الدم ؛ ولا يفيد النبات من عناصر التربة بامتصاصها بدون عملية نتح وتنفّس ، أي بدون ماء .
ولذا كانت هذه الآية المعجزة علميا والتي تلخص كل ذلك :وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ( الأنبياء 30 ) .
والماء سائل عجيب يوجد صلبا وسائلا وغازيا ، وله قدرة على إذابة الكثير من العناصر ، وعلى التماسك بسرعة ، والتكوّر على هيئة قطرات ، وعلى تسلق جدران الأوعية ، وهي الخاصية المعروفة باسم الخاصة الشعرية ، وبدونها ما كانت العصارات تصل إلى أعلى الأشجار ، ولا الدماء تصل إلى الرأس . وحرارة الماء النوعية عشرة أضعاف الحرارة النوعية للحديد ، وخمسة أضعاف الحرارة النوعية لرمال الشاطئ ، وله منحنى كثافة فريد ، فإذا ارتفعت درجة حرارته إلى أربع درجات مئوية يصل إلى أقل حجم له وأعلى كثافة ، وإذا انخفضت حرارته دون ذلك يتمدّد الحجم وتقل الكثافة ، ويفسّر هذا طفو الجليد على سطح المحيطات والبحار ، فيمنع تجمد الماء أسفله ، فتستطيع الكائنات البحرية أن تعيش في الأعماق دون أن تتجمد .
فهذا هو الماء الذي تنبّه إليه الآيات ، وخاصة الآية الجامعة :وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ( الأنبياء 30 ) ، وما كنا نعرف قدر ما في هذه الآية من إعجاز لولا العلم الحديث ، وسبحان اللّه الخالق العليم .

   * * *

1395 - ( لإعجاز العلمي في قسمه تعالى بالهواء )

يقسم اللّه تعالى بآياته المعجزة في الكون ، ومن ذلك قوله :وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ( 18 ) ( التكوير ) ، والتنفّس هو : إدخال الهواء إلى الرئتين وإخراجه منهما ، والنفس : الهواء يدخل ويخرج من فم الحىّ في الإنسان والحيوان ، وكذلك يتنفس النبات وكل شئ في الوجود ، فليس هناك شئ إلا ويتنفس الهواء ، فحتى الجماد له عملية تنفس وإذا انبلج الصبح يقال إنه تنفّس ، فينقشع الظلام وينشق عن النور ؛ ويتنفس البحر فيزيد في المدّ ، وينقص في الجزر .
والهواء غاز خفيف ، وفي الآية :وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ( 43 ) ( إبراهيم ) لأن الهواء لا ثقل له ، وهو معروف وشائع ، فضرب به المثل دليلا على تفاهة تفكيرهم .
والهواء نعمة كبرى 
من نعم اللّه ، ومثله مثل الماء ، فهو من الضرورات ، بل إنه أشد ضرورة من الماء ، فالماء أهم من الطعام ، لأننا يمكن أن نستغني طويلا عن الطعام ولا نستغني عن الماء إلا أياما ، والهواء أهم من الماء ، لأننا لا نستغني عن الهواء إلا لبضع دقائق لا غير ، وكذلك يمكن أن نستغني عن كل شئ في الوجود إلا الهواء والماء ، ومثل الماء فإن الهواء يغلب في تركيبه الأكسجين وثاني أكسيد الكربون ، ولأنه أهم شئ بمعايير الحياة فقد استكثر منه اللّه عن الماء ، وجعله مجانا للجميع ، ويقدّر وزنه على سطح الأرض بنحو خمسة ملايين بليون طن ، ويستهلك منها الإنسان أكثر مما يتناوله من طعام وشراب ، والإنسان العادي يستهلك نحو ثلاثة كيلوجرامات من الطعام والشراب ، إلا أنه يستنشق من الهواء نحو تسعة كيلوجرامات ، أي ثلاثة وثلاثين ألف لتر يوميا ؛ أو ما يزيد على 3295 كيلوجرامات سنويا ، أي أكثر من اثنى عشر مليون لتر سنويا !
ويرتبط الهواء بالأرض بالجاذبية ، وتتخلله جسيمات متناهية في الصغر من المواد الصلبة والسائلة ، وليس له طعم ولا لون ولا رائحة ، ونعرف حركته إذا كان رياحا أو إعصارا ، ولولا الهواء لما استطاع الإنسان أن يطير ، ولما فارق بخار الماء سطح البحار ، ولما تكونت السحب وهطل المطر ، وبدونه يستحيل أن تتحرك السحب إلى بلاد دون بلاد ، وهو الذي يعوق النيازك وتحترق فيه ، ولو لاه لكان لنزولها على الأرض دوىّ ، ولاحترق كل شئ .
وبالهواء تتحدد الزراعات والمحاصيل ، وتتأثر أحوال العمل ، وتنشط الأمراض أو تمتنع ، وتتفشى الجراثيم ، وتتوطن الأوبئة ، وتتأثر طبائع الناس وأخلاقهم ، ويشكل الهواء في الغلاف الجوى تأثيرا أساسيا على الغطاء النباتى ، وتقلّبات الطقس والمناخ ، وعلى زيادة الأمطار أو قلّتها ، وسرعة الرياح ، وارتفاع الرطوبة والحرارة ، فليس عجيبا إذن أن يقسم اللّه تعالى بالهواء ، وأن ينبّه إليه كمعجزة إلهية ، ما نبّهنا إليها كتاب آخر كالتوراة والإنجيل ، وهذه هي عظمة القرآن !
   * * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات أولا الوضوء والاغتسال من 1794 إلى 1825 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى