اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

12112023

مُساهمة 

الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2  د. عبد المنعم الحفني

الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا : العلم في القرآن

1343 - ( الخروج في طلب العلم )

المسلمون على هذا النهج : أن من يطلب العلم يلزم الكثير ليحصّله ، وأن يرحل في سبيله ليعلم ما عند غيره منه ، وكانوا في عصور الإسلام الزاهية يرحلون الأيام والليالي في طلبه ، وفي الرواية أن رجلا جاء إلى موسى يسأله : أتعلم أحدا أعلم منك ؟
قال : لا . 
فأوحى اللّه إليه : بلى ، عبدنا الخضر ، وهو نفسه « عبد اللّه » في سورة الكهف ، فسأل موسى السبيل ليلقاه ، وفي الحديث : « من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل اللّه به طريقا إلى الجنة » .
ونفى موسى لوجود من هو أعلم منه غير مستحب منه ، ومن المكروهات للعالم إذا سئل : أي الناس أعلم ؟ أن يجهل أن فوق كل ذي علم عليما . ولو علم موسى حقّ العلم لعرف أن اللّه تعالى علّمه ما لم يعلّم الخضر ، وعلّم الخضر ما لم يعلّم موسى . ولا ينتقص في النبىّ أن يأخذ العلم ممن يساويه منزلة فيه ، وأحرى بالعالم إذا لم يكن يعلم أن يقال عن سؤال يسأله ويجهل الجواب عليه : « لا أعلم » ، أو « لا أدرى » .
   * * *

1344 - ( فضل الذين أوتوا العلم )

في الصحيح أن عمر بن الخطاب كان يقدم عبد اللّه بن عباس على الصحابة ، وكان عبد اللّه عالما ، والصحابة منهم الشيوخ الكبار ، فآثره بالمنزلة العالية لعلمه ، كقوله تعالى :يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ( 11 ) ( المجادلة ) ، قيل : يرفع المؤمن العالم على المؤمن غير العالم ، وقيل : يرفعه في الثواب في الآخرة ، وفي الكرامة في الدنيا ، فيرفع المؤمن على من ليس بمؤمن ، والعالم على من ليس بعالم ، ورفعة الدرجة تدل على الفضل ، ومنها الرفعة المعنوية ، بعلو المنزلة وحسن الصيت ، والرفعة الحسيّة في الآخرة ، بعلو المنزلة في الجنة . وفي هذه الآية فإن الرفعة عند اللّه تعالى بالعلم والإيمان ، فيرفع المؤمن بإيمانه أولا ثم بعلمه ثانيا . وفي الرواية أن نافع بن عبد الحارث أحد عمّال عمر على مكة ، لمّا غادرها إلى عمر في المدينة سأله عمر : ومن استخلفت في مكة ؟ قال : ابن أبزى ؟ وسأله : ومن ابن أبزى ؟ قال : مولى من موالينا ، قال : فاستخلفت على الناس مولى ؟ قال : إنه قارئ لكتاب اللّه ، وإنه عالم بالفرائض . قال عمر : أما إن نبيّكم صلى اللّه عليه وسلم قد قال : « إن اللّه يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين » .
وفي الحديث : « بين العالم والعابد 
مائة درجة ، و « فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب » ، و « يشفع يوم القيامة ثلاثة : الأنبياء ، ثم العلماء ، ثم الشهداء » ، فتلك هي منزلة العالم إذن تتوسط بين النبوة والشهادة ، فأعظم بها منزلة ! وفي الخبر أن سليمان خيّر بين العلم والمال والملك ، فاختار العلم ، فأعطى المال والملك معه . وعلّم ربّنا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يدعو :رَبِّ زِدْنِي عِلْماً( 114 ) ( طه ) ، وهذا نصّ صريح في فضل العلم ، لأن اللّه تعالى لم يأمر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بطلب الازدياد من شئ إلا من العلم . وفي الحديث : « من التمس طريقا يلتمس فيه علما سهّل اللّه له طريقا إلى الجنّة . ولو قارنت بين القرآن والتوراة والإنجيل لوجدت عجبا ، فلا ذكر للعلم والعلماء في هذين الكتابين الأخيرين ، في حين يأتي العلم في القرآن 745 مرة !
   * * *

1345 - ( العلم قبل القول والعمل )

قال تعالى :فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ( 19 ) ( محمد ) فبدأ بالعلم ، ثم أمره بالعمل . والخطاب وإن كان للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم إلا أنه عام لأمّته ، والأحاديث في العلم كثيرة ، منها : « العلماء هم ورثة الأنبياء » ، وشاهده في القرآن :ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا( 32 ) ( فاطر ) ، وميراث الأنبياء هو العلم ؛ ومنها : « من سلك طريقا يطلب به علما سهّل اللّه له طريقا إلى الجنة » ؛ ومنها : « من يرد اللّه به خيرا يفقهه » - والفقه عام لكل شئ ؛ ومنها : « إنما العلم بالتعلّم » . وفي القرآن :كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ( 79 ) ( آل عمران ) ، والربّانى : الذي يربّى الناس بصغار العلم قبل كباره . واللّه يتوعّد من كتم علما يعلمه ، وتبليغه واجب في كل حال ، ولا ينتهى المسلم عنه أبدا . والعلماء هم أصحاب الأفهام والعقول ، كقوله :وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ( 43 ) ( العنكبوت ) ، والعلم والجهل لا يتعادلان ، كقوله :هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ( 9 ) ( الزمر ) .
   * * *

1346 - ( ليبلغ العلم الشاهد الغائب )

هذا كلام ابن عباس عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، قال : ليبلّغ العلم الشاهد الغائب » ، يعنى من يشهد علما سمعا أو مشاهدة عين ، فلينقله إلى غائب لم يعاينه ، وحذّر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يكذب المبلّغ فيما بلّغه ، وأن يكذب وينسب إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم ما لم يقله ، والكذب أعدى أعداء العالم ، وعن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « لا تكذبوا علىّ » ، ومن كذب من أهل العلم أثم إثما كبيرا ، وقد اغتر البعض فنسبوا أقوالا للرسول صلى اللّه عليه وسلم وادعوا فقالوا : نحن لم نكذب عليه وإنما فعلنا ذلك لتأييد شريعته ، وجوّزوا وضع الكذب لتثبيت ما ورد في القرآن والسنّة ، واحتجّوا بأنه كذب له لا عليه ! وقالوا : في الحديث : « من كذب علىّ ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار » ، وفي القرآن :فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ( 144 ) ( الأنعام ) .
وهم كذبوا حقا وإنما ليهدوا لا ليضلّوا ، وهذا هو عذرهم ، والعذر أقبح من الذنب ، فمن يضمن أنهم سيكذبون ليهدوا ؟ وما هو فهمهم للهداية ؟ ويهدون إلى ما ذا ؟

   * * *

1347 - ( ربّ مبلّغ أوعى من سامع )

المسلم مبلّغ ومبلّغ ، ولا يستنكف مسلم أن يبلّغ ما يسمع من العلم ، ولا يتقاعس عن أن يأخذ عن المبلّغين ، وأن يكون مبلّغا ، كقوله تعالى :يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ( 67 ) ( المائدة ) ، والخطاب للرسول صلى اللّه عليه وسلم ، ومن بعده لكل مسلم قد خلفه ، كقوله :إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ( 23 ) ( الأحقاف ) ، وكل علم هو رسالة من اللّه تعالى واجبة التبليغ .
وفي الحديث : « ربّ مبلّغ أوعى من السامع وليبلّغ الشاهد الغائب » أي ربّ مبلّغ عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم أفهم لما يقول من سامع قد سمع منه شخصيا ؛ وفي المعنى العام أن المبلّغ بالعلم من غير عالم ، والغائب الذي يسمع بالعلم من آخر شهد أهل العلم واستمع لهم ، قد يدرك به تطبيقات ومجالات من الفهم أوسع وأكثر ممن سمعه منهم مباشرة .
وليست العبرة بما نسمع ونشهد ونقرأ ، ولكن العبرة بما يتخلّف من القراءة والسماع والرؤية ، والناس في الفهم متباينون ، فهناك من يسمع ويرى ولا يجدى معه ما يسمع وما يرى ، كالأرض الصلبة ينزل عليها المطر فيسيل عنها ولا يبقى منه شئ لها تفيد منه ؛ وهناك من يسمع ولا يفيد إلا القليل ، كالأرض السبخة يرويها المطر ولكنها لا تتقبل الزرع بها إلا قليلا ، وأما الأرض الجيدة فهي التي ينمو فيها الزرع ويصحّ ، فكذلك الناس ، فمنهم الواعي الذي يعقل ما يسمع ، والأوعى منه وهو الذي ينفعل به ويدعو إليه لأنه ينفع الناس ، فهكذا المسلم العالم الداعية المبلّغ .

   * * *

1348 - ( العالم يعلم ويعلم )

العلماء ثلاثة : العالم العامل المعلّم : كالأرض الطيبة شربت الماء فانتفعت به في نفسها وأنبتت فنفعت غيرها ؛ والعالم الجامع للعلم : المستغرق فيه لزمانه ، غير أنه لم يعمل به ، ولم يتفقه فيما جمع ، ولكنه أدّاه لغيره ، فهو بمنزلة الأرض التي يستقر فيها الماء فينتفع الناس به ، وهو المشار إليه بقول الرسول صلى اللّه عليه وسلم : « نضّر اللّه امرأ سمع مقالتي فأدّاها كما سمعها » ؛ والثالث : هو العالم السامع للعلم فلا يحفظه ، ولا يعمل به ، ولا ينقله لغيره ، فهو كالأرض السبخة لا تقبل الماء ، وتفسده على غيرها . وأولى الناس بعلم العالم أهله ، وتعليم العالم لأهله من أحسن الأعمال .
ومن مناهج العلم في الإسلام التناوب في العلم ، وكان عمر بن الخطاب يفعل ذلك ، فإذا غاب كلف صاحبا له ليحضر مجلس العلم عند الرسول صلى اللّه عليه وسلم وينقل إليه ما علم . ومن وصايا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لأهل العلم : « ارجعوا إلى أهليكم فعلّموهم » ؛ ومن وصايا أهل العلم لبعضهم البعض : لا ينبغي لأحد عنده شئ من العلم أن يضيّع نفسه فالعلم ينجى . وفي الحديث : « إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل » ، ولا يرفع العلم انتزاعا ينتزعه اللّه من أهل العلم ، وإنما كما في الحديث : « ويقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالم ، اتخذ الناس رءوسا جهّالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلوا » ، وقد نصح النبىّ صلى اللّه عليه وسلم المسلمين فقال : « خذوا العلم قبل أن يقبض أو يرفع » . ولمّا دعا لابن عباس قال : « اللهم علّمه الحكمة وتأويل الكتاب » ، فلم يدع له بالمال والسلطان وإنما بالعلم .
وفي رواية أنه ضمّه وقال : « اللّهم علّمه الكتاب » ، وكان ابن عباس في الرابعة أو الخامسة ويتلقى عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ولا يدع مجلس علم إلا يحضره ؛ ومثله ابن الزبير وكان في الثالثة أو الرابعة ، وكان الصبيان يحضرون مجالس العلم ، وليس تحديد الخمس سنوات أو الأربع شرطا للحضور ، ولكنها مظنة ، وكانوا يرسلون أبناءهم للشيوخ في سن الثالثة إذا كانوا قد فهموا . ولا يهمّ كثيرا في دعوة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لابن عباس أنه - أي ابن عباس - كان من أكبر مروّجى الإسرائيليات من بعد !

   * * *

1349 - ( علم الإنسان ما لم يعلم )

يولد الإنسان على الفطرة ، قيل : يولد صفحة بيضاءtabula rasa، لم ينقش بها شئ ، وقيل : بل الفطرة تعنى أن كل خبرات النوع والجنس مسطورة في شفرته الجينية ، وهو تعليمه تعالى للإنسان ، كقوله تعالى :سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا( 32 ) ( البقرة ) ، وقوله :عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ( 5 ) ( العلق ) ، والعلم مشاع ويختص اللّه به من يصطفى ، كقوله :وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً( 65 ) ( الكهف ) ، وقوله :وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ( 251 ) ( البقرة ) ،وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ( يوسف 68 ) ، إلا أن العلم يتنزّل من اللّه قليلا ، وكلما أراد ، بحسب استعداد الإنسان وظروف العصر والمصر :وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ( 21 ) (الحجر).
   * * *    

1350 - ( لا يتعلم العلم مستح ولا مستكبر )

الاستحياء من الحياء ، كقوله :إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ( الأحزاب 53 ) وقوله :إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها( البقرة 26 ) ، والاستحياء الانقباض عن الشيء والامتناع عنه خوفا من مواقعة القبيح ، وهذا محال عن اللّه . غير أن الحياء من الإيمان ، ومنه الشرعي الذي يكون عن إجلال واحترام للأكابر ، والمذموم الذي يكون سببا لترك أمر شرعي ، وهو ليس حياء في الحقيقة ولكنه ضعف ومهانة . والمتعلّم عليه أن يترك العجز والتكبّر . وقد امتدحت عائشة نساء الأنصار لما سألت أم سليم إذا كان على المرأة أن تغتسل إذا احتملت ؟
فقالت : نعم نساء الأنصار ! لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن ! وكانت عائشة تظن بداية أن أم سليم فضحت النساء بسؤالها ، ثم صححت نفسها وأبدت إعجابها .
وقد يستحى أحدهم فيطلب من غيره أن يسأل بدلا عنه وذلك جائز ، على أنه لاحياء في العلم والدين .

   * * *

1351 - ( أول العلم الاستماع ثم الإنصات )

يقول تعالى :فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا( الأعراف ) ، فتحصيل العلم بالاستماع والإنصات لأهل العلم ، فأما « الاستماع » فيكون مع السكون ، أو مع النطق بكلام يمنع المتكلم من الاشتغال بالاستماع للعلم ، وأما « الإنصات » فهو السكون ، ويحصل ممن يستمع وممن لا يستمع على السؤال ، كأن يفكر في أمر آخر يصرفه عن الاستماع وإن كان ساكنا .
وفي الأثر : « أول العلم الاستماع ، ثم الإنصات ، ثم الحفظ ، ثم العمل ، ثم النشر » . وقيل إن المرء ليستمع أولا ، ثم ينصت ، والاستماع بالأذنين ، وأما الإنصات فهو بالعينين ، فأنت إذا حدّثت رجلا فلم ينظر إليك بعينيه اعتبرته غير منصت .

   * * *

1352 - ( من سمع شيئا فراجع حتى يعرفه )

لم يكن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ينهى عن المراجعة في العلم ، وهكذا يجب على كل عالم ، والمناظرة أجازها اللّه تعالى : قال :وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ( 125 ) ( النحل ) وعند المسلمين يجوز مقابلة السنّة بالكتاب ، والسؤال عن مثل هذا لم يدخل فيما نهى الصحابة عنه في قوله تعالى :لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ( المائدة ) .
وفي الحديث عن حفصة أنها لمّا سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول : « لا يدخل النار أحد ممن شهد بدرا والحديبية » ، قالت : أليس اللّه يقول :وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها( 71 ) ( مريم ) ؟ فردّ عليها النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وقال عن ربّه :ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ 
اتَّقَوْا( 72 ) ( مريم ) ! وسأل الصحابة لمّا نزلت :الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ( 82 ) ( الأنعام ) : أيّنا لم يظلم نفسه ؟ فأجابهم : « إن المراد بالظلم الشرك » . .
وكانت عائشة لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه ، فلمّا قال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « من حوسب عذّب » ، قالت عائشة : أوليس يقول اللّه تعالى :فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً( 8 ) ( الانشقاق ) ؟

فردّ عليها : « إنما ذلك العرض ، ولكن من نوقش الحساب يهلك » . وفارق بين من يسأل ليراجع في ما استشكل عليه ولم يفهمه ، ومن يسأل تعنّتا كما قال تعالى :فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ( 7 ) ( آل عمران ) .
   * * *

1353 - ( لا تكتموا العلم )

تعليم العلم وإذاعته تؤكده الآية :إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ( 159 ) ( البقرة ) ، وهي عامة في كل من كتم علما ، وفي الحديث : « من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجمه اللّه يوم القيامة بلجام من نارا » أخرجه ابن ماجة ، ويعارضه الحديث برواية ابن مسعود : « ما أنت بمحدّث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة » ، وقال صلى اللّه عليه وسلم : « حدّث الناس بما يفهمون » ، وهذا الكلام محمول على بعض العلوم ، كعلوم الحكمة ، وعلم الكلام ، أو أي علم من العلوم التخصّصية كالطب والهندسة إلخ ، مما لا تستوى في فهمه العوام ، فحكم العالم أن يعلّم ما يفهمه الناس ، وأن يتولى الشرح لهم ، وأن يكون مقاله بحسب المقام ، وأن ينزل الناس منازلهم بحسب استعداداتهم واحتياجاتهم ورغبتهم في تحصيل العلم .
وهذه الآية استشهد بها العالم الكبير أبو هريرة لمّا لاموه أنه كثير الحديث عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : لولا آية في كتاب اللّه ما حدثتكم حديثا ، - والآية التي يقصدها هي آية كتمان العلم السابقة ، وبها استدل العلماء على وجوب تبليغ العلم الحق ، وتبيانه على الجملة .
وتحقيق هذه الآية : أن العالم إذا قصد كتمان العلم كما يفعل علماء الغرب - عصى اللّه ، والإسلام يحضّ أهل العلم إذا سئلوا العلم أن يبلّغوه ، وفي الحديث : « لا تمنعوا الحكمة أهلها فتظلموهم ، ولا تضعوها في غير أهلها فتظلموها » ، ونسبوا إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم حديثا لم يقله ولكنه من أمثال عيسى عليه السلام ، فقيل إنه قال : « لا تعلّقوا الدرّ في أعناق الخنازير » ، وأصله في إنجيل متّى : « لا تعطوا القدس للكلاب ولا تلقوا جواهركم قدّام الخنازير » ( متّى 6 ) .

   * * *

1354 - ( من لم يخشى اللّه فليس بعالم )

العلم علمان : علم عقيم ، وعلماؤه يكتفون بالعلم ولا يسألون : وما ذا بعد أن علمنا ؟ وعلم منتج ، حيث العالم يخلص بما علم إلى نتائج لم يكن يبلغها لو لم يعلم . والعلم يجيب عن الكيف والكم ، ولكنه لا يجيب عن : لما ذا ؟ إلا طبقة من العلماء العابدين ، عرفوا اللّه بالعلم ، ولم يتوقفوا عند مجرد الإحاطة بالكيف والكم ، وهؤلاء تقصدهم الآية :إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ( 28 ) ( فاطر ) ، فلأنهم عرفوا ، أقدروا اللّه حقّ قدره ، وخافوا قدرته ، ومن علم أن الكون له صاحب وهو خالقه ومبدعة ، وأنه عالم ولكن ليس كالعلماء ، فأهل العلم يختصون بالجزئيات ، واللّه عالم محيط بكل شئ ، فإنهم يجلّونه ويقدّسونه ، ومعنى خشيتهم له معرفتهم به ، ومن لم يعرف اللّه فليس بعالم ، وهي قضية تماثل قولنا : من لم يخش اللّه فليس بعالم : فالعالم هو من يعرف اللّه فيخشاه ، وكفى بخشية اللّه علما ، وبالاغترار جهلا .
وأفقه العلماء هو أتقاهم لربّه ، ولا خير في علم لا عبادة فيه ، ولا خير في عبادة لا علم فيها ولا قراءة ولا تدبّر ، وفي الحديث : « إن اللّه وملائكته وأهل سماواته وأهل أرضه ، والنون ( أي الأسماك ) في البحار ، يصلّون على الذين يعلّمون الناس الخير » ، ولا بارك اللّه في علم يتعلم علماؤه لغير العبادة ، ويطلبون به الدنيا .
وأن يستعمروا ويستولوا ، ويضطهدوا ، ويستعلوا في الأرض . وليحذر علماء المسلمين أن يكونوا مثل هؤلاء ، ولا تزال أمة الإسلام بخير طالما كان علماؤها يخشون اللّه ، ومن خشي اللّه زاده علما ، والعلم لا يكون اكتسابا فقط ولكنه لمن يفتح اللّه عليه به ، والذي يفتح اللّه به ليس هو العلم العقيم . وأفضل العلماء الذي يعلّم ، ويعمل بما يعلّم ، ويعلّم ما يعلم ، والعلماء أصناف كما في الحديث : « مثل ما بعثني اللّه به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا ، فكان منها نقية قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير ؛ وكانت منها أحادب أمسكت الماء فنفع اللّه بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ؛ وأصابت منها طائفة أخرى ، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين اللّه ونفعه ما بعثني اللّه به فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى اللّه الذي أرسلت به » ، فكما أن الغيث يحيى البلد فكذا العلم يستنهض العقول الراكدة ، ويحيى القلوب الميتة .

والآخذون بالعلم المقبلون عليه - كما قلنا - كالأرض المختلفة في تلقّيها للماء ، فمنهم العالم العامل المعلّم ، فهو بمنزلة الأرض الطيبة شربت فانتفعت في نفسها ، وأنبتت ونفعت غيرها ، وهذا الذي يخشى اللّه ويعلم ، ويعمل ، ويعلّم ، يقصد بذل نوال رضاه . ومنهم الجامع للعلم الذي لا يعمل به ، ولا يخلص له ، ولا يخدّم به اللّه ، ولم ينفع به نفسه ولكنه يؤدّيه للناس كما علمه ، ويعلّمه غيره ، فهو بمنزلة الأرض التي يستقر فيها الماء فينتفع الناس به .
ومنهم من يسمع العلم فلا يحفظه ، ولا يعمل به ، ولا ينقله لغيره ، فهو كالأرض المستوية الملساء التي لا تقبل الماء وقد تفسده على غيرها .
   * * *    

1355 - ( من يرد اللّه به خيرا يفقهه في العلم )

هذا القول المشهور من حديث النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ويثبت الخير لمن ينفقه في العلم ، ولا يكون العلم بالاكتساب فقط ، بل لمن يفتح اللّه عليه به . وفي الحديث : « لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه اللّه مالا فسلّط على هلكته في الحق ، ورجل آتاه اللّه الحكمة فهو يتّقى بها ويعلّمها » .
والحسد تمنّى زوال النعمة ، ولكن الحسد في الحديث هو الغبطة ، وأطلق عليها الحسد مجازا ، وهي أن يتمنى الحاسد أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن تزول عنه النعمة ، والحرص على هذا منافسة ، فإن كانت في الطاعة فهي محمودة ، كقوله :فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ( 26 ) ( المطففين ) وإن كانت في المعصية فهي مذمومة ، ومنها قول النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « لا تنافسوا » ، وإن كانت في الجائزات فهي مباحة .

   * * *

1356 - ( كتابة العلم )

العلم للتوثيق ، وكتابة العلم من أولى واجبات أهل العلم ، ولا يبعد وجوبه على من يخشى عليه النسيان ، والكتابة لا تكون إلا بالعدل ، أي بالحق ، كقوله :وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ( 282 ) ( البقرة ) ، ويستوى في ذلك أن يكون الكاتبون من البشر أو من الملائكة أيضا :وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ ( 10 ) كِراماً كاتِبِينَ( 11 ) ( الانفطار ) ، واللّه تعالى أحرص على أن ينزل وصاياه في كتاب كقوله فيه :كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ( 1 ) ( هود ) ، وأطلق على الكتاب المرجع اسم « أم الكتاب » ، كقوله :يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ( 39 ) ( الرعد ) .
وفي الإسلام لم يكن هناك من هو أكثر اشتغالا بالتعليم - من الرجال - من « أبي هريرة » ، ومن النساء من عائشة بنت أبي بكر ، وكانا يتصديان للفتوى والتعليم إلى أن ماتا ، ويظهر هذا من كثرة ما روى عنهما .
وكان من العلماء الكاتبين عبد اللّه بن عمرو ، وقد استأذن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يكتب بيده ما يسمع منه فأذن له ، وقال عبد اللّه : كنت أكتب كل شئ سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ومما قاله له النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : اكتب ، فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا الحق » .
وقد كره جماعة من الصحابة والتابعين كتابة العلم ، واستحبوا أن يؤخذ عنهم حفظا كما اخذوه حفظا ، لكن لمّا قصرت الهمم ، وخشي العلماء ضياع العلم دوّنوه .

وقيل إن أول من دوّن العلم من العلماء : ابن شهاب الزهري على رأس المائة ، بأمر عمر بن عبد العزيز ، ثم كثر تدوين العلم بعد ذلك ، ثم التصنيف ، فحصل الخير الكثير .
   * * *    

1357 - ( العلم لينتفع به )

في الحديث : « يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار . . فيجتمع إليه أهل النار ، فيقولون : يا فلان ، مالك ؟ « ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، فيقول : بلى ، قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه ، وأنهى عن المنكر وآتيه » . وفي القرآن في هذا المعنى :أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ( 44 ) ( البقرة ) والآية تنكر على الناس أن يخالفوا حقائق المعاني ، وتوبّخهم بسبب ترك البرّ وهم يعلمونه من كتبهم ، وهؤلاء هم أهل العلم يقولون ما لا يفعلون .
والبرّ هو العمل الصالح . والعلم والعمل متقارنان . ولم يقل في الآية وأنتم تقرءون الكتاب وإنما قال وأنتم تتلونه ، والتلاوة أشدّ لأنها تعنى الاتّباع ، ولأن الكلام يتبع بعضه بعضا ليأتي على نسقه .

   * * *

1358 - ( الوحي : هل هو حقيقة علمية ؟ )

الوحي من الحقائق العلوية ، وصارت المدارس المتشبهة في برامجها بالبرامج الأوروبية لا تعتمد فيما تقدم من دراسات إلا ما يخدم الفهم العقلي ويقوّى في التلاميذ المنهج الوضعي التجريبى ، ولذا فقد ينكر خريجو هذه المدارس الوحي ويتأبّون على الموافقة عليه ويذهبون في تفسيره مذاهب مادية .
ولكي نفهم الوحي كما تنزّل على الرسول صلى اللّه عليه وسلم وكما وردت الآيات في القرآن ، علينا أولا أن نبدأ بالتعريف به ، وهو في الشرع : كلام خفىّ من اللّه لمن يصطفى ، وقد يكون إلهاما ، كما في الآية :وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ( 68 ) ( النحل ) ، والآية :وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها( 12 ) ( فصلت ) ؛ أو يكون كالرؤيا كما وقع لإبراهيم ، يقول :يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ( 102 ) ( الصافات ) ؛ أو يكون بواسطة ملك في هيئة رجل كما في قوله :فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا( 17 ) ( مريم ) أي في صورة آدمية ؛ أو رآه على صورته الملكية ، كقوله :أَ فَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى ( 12 ) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى( 13 ) ( النجم ) ، قالت عائشة : رآه أي رأى جبريل ، ولم يره في صورته إلا مرتين ، مرة عند سدرة المنتهى ومرة في أجياد ، وله ستمائة جناح قد سدّ الأفق » أخرجه الترمذي ، أي رآه في صورته الحقيقة كما خلقه اللّه .
ومن الوحي ما يكون بالقلب ويسمونه الوحي الجلىّ كما في قوله :إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى( 38 ) ( طه ) فهو يتنزّل على القلب بالعلم الضروري ، فلا يملك الموحى إليه دفعا له . وفي التوراة ، في سفر العدد ، يأتي : « كان على بلعام أن ينطق بما وضعه اللّه في فمه » ( 24 / 3 و 13 و 15 و 16 ) ؛ وفي سفر إرميا يأتي : ومدّ الربّ يده ولمس فمي ( 1 / 9 ) ، وكان بولس يرى أنه يتكلم من روح اللّه وقال : إنه يقدم 
للكنيسة وصايا الربّ » ( كولوسى 2 ) ،
والوحي في الأناجيل يعنى أن أشخاصه لا يتكلمون باسمهم ، والفرق بين الوحي في التوراة والأناجيل والوحي في الإسلام : أنه في الإسلام له خصوصية لم تكن له في أي من الديانتين السابقتين ، فالعلاقة بين جبريل والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم لم يكن لها مثيل في هاتين الديانتين ، وفي القرآن يأتي قوله :فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ( 4 ) ( التحريم ) ،
وقوله :قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ( 97 ) ( البقرة ) ، وفي الأثر أن اليهود سألوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن اسم صاحبه الذي ينزل عليه بالوحي ، فقال : « جبريل » ، قالوا : فإنه عدو لنا ولا يأتي إلا بالحرب والشدّة والسنة ( أي القحط ) والقتال ، فنزلت :قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَالآية : وجبريل من الجبر والتجبّر ، وتتضح المؤامرة على الإسلام منذ ذلك الحين في هذا التفسير ، فأن يكون ملك محمد ، يعنى بالنسبة لهم أن محمدا قد أتى بالسيف ! فهذه هي الفرية التي روّجوا لها من زمنه صلى اللّه عليه وسلم .
ومن الإسرائيليات في الحديث عن وقعة خيبر ، أن جبريل بعد الخندق جاء إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم مغبّرا فقال له : أوضعت سلاحك ؟ إن الملائكة لم تضع سلاحها ! وأمره أن يتجه إلى يهود خيبر ! وكأن خيبر كانت بأمر جبريل وليست بسبب نقض اليهود للعهد ؟ ! وأما القرآن فيصحّح هذه الفكرة عند اليهود عن جبريل وميكال فيقول :مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ( 98 ) ( البقرة ) .
واليهود كانوا يريدون أن يكون ملكه ميكائيل ، وهو بالعبرية يعنى الذي يأتي بالرحمة والمطر والنبات والرزق . ونسأل : ألم يأت المسيح بذلك فلم يتقبلوه ؟ - ونعود إلى الوحي والوحي أشدّ من الإلهام ، وفي التنزيل :فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها( 8 ) ( الشمس ) أي جعل في النفس الخير والشرّ ، وأن يميّز بينهما فيختار في حرية أيهما شاء ، ويسأل عمّا اختار وفعل .
والدليل العلمي على صحة الوحي أننا قد نوحى لبعضنا البعض ونقبل على فعل الشيء أو نعزف عنه . وعلماء التحليل النفسي استخدموا الوحي في التنويم المغناطيسى ، ومن هذا النوع التجريبى من الوحي ما يتم بعد اليقظةWaking suggestion، وما يتم بعد التنويمhypnotic suggestion post -، ومنه الوحي المباشر وغير المباشر ، والسالب - لمحو سلوك معين مثلا أو منعه ، والموجب ، والجمعي أو الجماهيرى ، والذاتيauto suggestionالصادر عن الشخص نفسه ، والغيريhetero - suggestion، الصادر من كلمات أو اتجاهات أو أفعال الآخرين ، والاجتماعي من الشخص لآخر .
وفي الطب النفسي يعالجون الناس بالوحي ، ومن أئمة العلاج به كوويه الفرنسي ، وكان يوحى إلى المريض أنه في تحسّن مستمر ، ويدفعه إلى أن يوحى إلى نفسه بأنه يتحسّن باستمرار . وتترتب على الوحي عند 
الأنبياء ظهور المعجزات وهي الأفعال الخارقة . وقيل الآيات للّه ، والمعجزات للأنبياء ، والكرامات للأولياء وأخيار الناس ، وكل ذلك مصدره الوحي أو الإلهام .
والفرق في ذلك أن المعجزة للنبىّ مأمور أن يظهرها بينما الواجب على الولىّ أن يستر كراماته ويخفيها .

والنبىّ يحتج بمعجزته ويثبت بها أنه يوحى إليه ، وكرامة الولىّ يحتج بها على نفسه لتطمئن وتوقن ولا تضطرب ، والقرآن دليل المعجزة بالنسبة لمحمد صلى اللّه عليه وسلم ؛ ودليلها عند مريم ، ولم تكن نبيّة ، أن قيل لها :وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ( 25 ) ( مريم ) ، فالوحي إذن حقيقة علمية ، وليس في القول به في الإسلام وعند غير المسلمين أيما تثريب .
وكذلك الإلهام الذي ورد في سورة الشمس لا تمارى حقيقته ، وليس في القرآن شئ من الوحي أو الإلهام يمكن أن يمارى فيه العلم ، أو يصادم نظرياته . واكتشاف فليمنج للبنسلين كان بالإلهام ولم يكن بالتدبير ، وكذلك خوارق الأطفال المعجزين .
ويأتي الإلهام كالتنوير ، مثلما كان عند نيوتن ، عندما صاح فجأة « وجدتها » . وكان اكتشاف ديكارت للهندسة التحليلية ، وكيكول لفكرة الشكل الحلقى لجزىء البنزين ، وهنرى بوانكاريه لحساب التفاضيل والتكامل بتأثير الإلهام . وبعض الملاحدة الذين لا يؤمنون باللّه لا يدرون من أين يأتيهم الإلهام ، وقال موتسار إنه - أي الإلهام - كالوحى .
وأهل العلم يعرّفونه بأنه تفكير حدسى ، والمؤمنون ينسبونه إلى اللّه وهذا هو الفرق .

   * * *

1359 - ( لأنه خلق كل شئ لزم أن يعبده كل شئ )

الناس في أيامنا جعلوا للّه شركاء ، بدعوى أنهم صاروا يخلقون كما يخلق اللّه - كهؤلاء العلماء الملاحدة الذين اشتركوا في ميلاد النعجة « دوللى » ، والدين لا يتعارض مع العلم ، وللعلم أن يبلغ مداه في مجاله ، ولكن القول بأنهم يخلقون مثل اللّه ، وأن الإنسان خالق ، مسألة تتجاوز العلم إلى الفلسفة ، وهنا يكون الجدال وليس الجدل ، والجدال فيه سفسطة ، ولكن الجدل قوامه المنطق والحق ، والقضية التبست على هؤلاء ، وتشابه الخلق عليهم ، فاللّه يخلق من عدم وبلا مثال ، وهؤلاء يخلقون بخلق اللّه ، فقوانين الخلق ، ومداد الخلق ، والعقول المفكّرة في الخلق ، جميعها للّه ، وفيهم يقول تعالى :قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ( 16 ) ( الرعد ) ، و « لأنه خلق كل شئ فلزم أن يعبده كل شئ » ، والآية ردّ على هؤلاء القدرية الذين يزعمون أن بقدرة الإنسان أن يخلق كل شئ ، وهذا كذب وافتراء ، فاللّه غالب لكل شئ ، ويغلب في مراده كل مريد ، وهو واحد - كان قبل كل شئ . ولو خلق هؤلاء النعجة دوللى ، فهل بوسعهم أن يخلقوا سماء كالسماء ، أو أرضا كالأرض ؟
وإنما الخلق الحق للّه إلزاما للحجة ، إن لم يقولوا ذلك وجهلوا من هو اللّه ، 
فبمنطقهم - طالما أن لكل شئ خالقا ، فالخالق هو من خلق كل ذلك ، واللّه هو ذلك الخالق ، فيلزم أن نخلص له العبادة ، وهو إلزام صحيح .
   * * *

1360 - ( لما ذا تكثر في القرآن القضايا العلمية الكونية : هل القرآن كتاب علمي ؟ )

الجواب : أن القرآن بما أنه كتاب من عند اللّه فلا يمكن أن تأتى به عبارة واحدة تخالف الواقع العلمي للكون ، وما ورد في القرآن من ذلك كثير ، ولو كان من عند محمد لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ، ولارتاب المبطلون ، وإنما كان القرآن آيات بيّنات في صدور الذين أوتوا العلم ، من هؤلاء العالم الجليل الدكتور زغلول النجار ، وهو بحر من العلم ، سواء في علوم القرآن أو علوم الكون ، وانظر مثلا إلى قضية تولّد المطر من السحاب ، وتصادمه في شحنات سالبة وموجبة ينتج عنها البرق ، ويتخلّق بها الماء ، فهذه قضية لم يعرفها العلم إلا مؤخرا ، وبعد بحوث مستفيضة ومتقدمة ، ونبّه إليها القرآن وأوجزها في الآيات :أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ( 43 ) ( النور ) !
وقضية أخرى منطقية ثبتت بالدليل العلمي المتقدّم جدا ، أن بصمة كل إنسان تختلف عند الواحد عن الآخر ، فلا تتشابه البصمات ، فاللّه تعالى جعل لكل إنسان فردية خاصة ، ولم نكتشف ذلك إلا مؤخرا ، فاستعنا بالبصمة على التعرّف إلى الشخصية وتعيين الهوية : فأن ينفرد القرآن بذلك سواء من ناحية المنطق أو بالعلم ، في الآية :أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ ( 3 ) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ( 4 ) ( القيامة ) فذلك إعجاز علمي لا يمارى ، وبرهان منطقي لا جدال فيه .
ومع ذلك فالقرآن ليس كتابا في العلوم ، ولا في المنطق ، والفلسفة ، والحكمة ، ولم يتنزّل لينتصر لنظريات على نظريات ، وإنما هو كتاب في الدعوة إلى اللّه ، وهو يستعين لإظهار دعوته بالآيات الكونية ، ويصوغ عنها عبارات معجزة الكلمات ، ويستنفر المسلم الذي يؤمن به أن لا يمر على آيات الكون دون أن يدرك أسرارها ، ويعى عنها ، ويفهم أسبابها ، ويفيد بها ، كقوله :قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ( 20 ) ( العنكبوت ) ،
وقوله :قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ( 101 ) ( يونس ) ، وقوله :أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها( 46 ) ( الحج ) ، وقوله :وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( 13 ) ( الجاثية ) ، فمن الدعوة إلى اللّه أن يكون الإنسان المستخلف للّه في الأرض على علم بأسباب اللّه ، وأن يعمر الأرض بالعلم كما قضى بذلك اللّه ، ولأن يكون مسلما قويا واعيا فاعلا ، خير من أن يكون مسلما ضعيفا مسكينا مستعبدا ، والعلم الذي هو أداته في الوجود الفاعل هو ميراثه عن اللّه تعالى ، ليخرجه به من الظلمات إلى النور ، ومنهجه لتحقيق 
ذلك يلخّصه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فيقول : « المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف ، وفي كلّ خير .
احرص على ما ينفعك ، واستعن باللّه ولا تعجز ، وإن أصابك شئ فلا تقل : لو أنى فعلت كذا كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدّر اللّه وما شاء فعل ، فإنّ « لو » تفتح عمل الشيطان » . رواه مسلم عن أبي هريرة .
وهي دعوته إلى تطبيق العلم الصراح . ومادة « علم » تأتى في القرآن 745 مرة ، ولا شئ من ذلك إطلاقا في التوراة ولا في الأناجيل . والقرآن يحضّ على استخدام العقل ، ويستحث على التعقّل ، وتأتى مادة « عقل » فيه 49 مرة ، ويأتي قوله « لعلكم تعقلون » ثماني مرات ، ولا شئ من ذلك البتة في كتب التوراة أو العهد القديم ، ولا في كتب الأناجيل أو العهد الجديد . فكيف إذن قول اليهود والنصارى : أن الإسلام ضد العلم أو ضد العقل ؟
إن يتّبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ، وما عقلوا القرآن ولا الإسلام ، ويحسبون أنهم على شئ وهم كاذبون ، ومن أظلم ممن افترى الكذب ، وكذّب بالحقّ ، ليضلّ الناس بغير علم .

   * * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد 12 نوفمبر 2023 - 13:43 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الأحد 12 نوفمبر 2023 - 13:01 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1361 - ( الدلالة العلمية للآيات الكونية )

القرآن ليس كتابا في العلوم ، ولكنه مع ذلك لا يتصادم مع العلم ، والآيات العلمية في القرآن تنتصر للعلم المكتسب وليس العكس ، لأن العلم المكتسب يقوم على التنظير في القضايا التي لا تخضع لحسّ الإنسان وإدراكه الحسّى ، كقضايا الخلق والإفناء وإعادة الخلق ، وتكثر النظريات في ذلك ، وأكثرها يدفع إليها الإلحاد ، إلا أن نتائجها الإيمانية توافق آيات القرآن ، وذلك دليل على صحة هذه النتائج ، وعلى أن من ذهبوا إليها كانوا على الطريق الصحيح في الكشف والاستنتاج وإن كانوا قد بدءوا منكرين للألوهية ، وبعد أن كانوا يقولون مثلا أن الكون ثابت ، وأنه أزلي ولا نهائي ، ينفون بذلك الخلق والآخرة والمعاد ، اضطروا بما أجروا من تجارب إلى القول بأن الكون كانت له بداية ، وأنه يسير حتما إلى نهاية ، وأنه كما بدأ فإنه يعود ، والقرآن نبّه إلى ذلك منذ ألف وأربعمائة سنة ، فقال :أَ وَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ( 30 ) ( الأنبياء ) ، يؤكد أن هذا الكون الذي نحيا فيه هو كون مخلوق ، وأنه تعالى خلقه من جرم ابتدائي واحد عالي الكثافة كانت فيه السماء غير متمايزة عن الأرض ، وهو ما عبّرت عنه الآية بالرتق ، ثم كان الفتق - وهو الانفجار ، ويسميه أهل الفلك « الانفجار الكبيرThe Big Bang» ، فتحوّل هذا الجرم إلى دخان ، وتأدّت الحرارة الشديدة المصاحبة لذلك إلى تفاعلات نووية ، تكونت بها عناصر أولية كالإيدروجين والهيليوم . والرتق في اللغة هو الضم والالتحام ، ونقيضه الفتق وهو الفصل والانشقاق والانشطار .
وفي الرتق كما قلنا 
يزيد الضغط والحرارة فتؤدى زيادتهما المستمرة إلى الفتق ، ومع تكوّن العناصر تكونت الأرض والسماء ، مصداقا للآية :ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ( 11 ) فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ( 12 ) ( فصّلت ) .
ومع الانفجار الكبير تمدد الكون وتضخّم بسرعة فائقة تضاءلت مع الزمن إلى معدلاتها الحالية ، ولكن هذا التمدّد لن يستمر للأبد ، فالكون ليس كونا منفتحا آليا كما يقول الملحدون ، وتؤكد حسابات الكتل المفقودة بأن الكون مصيره إلى الانغلاق ، وأنه على ذلك كون مغلق ، أي له نهاية ، وأن التمدّى سيتوقف عند لحظة في المستقبل ، يعود بعدها إلى الانكماش والتكدّس والانطواء والتقارب والالتحام ، وهي مرحلة الرتق الثانية ، فيعود سيرته الأولى ، بحسب غلبة قوى الجذب فيه على قوى الدفع إلى الخارج ، وينطوى الكون على نفسه ، ليعود إلى حالة الكثافة اللانهائية الأولى التي بدأ بها ، وهو المعبّر عنه في الآية :يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ( 104 ) ( الأنبياء ) ، والآية :يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ( 48 ) ( إبراهيم ) ، وذلك ما يسميه الفلكيون « الانسحاق الكوني العظيمThe Big Crunch» .

وهذه الدلالات العلمية للآيات الكونية لم يتبينها الإنسان إلا بعد نزول القرآن بألف وأربعمائة سنة كما ذكرنا ، أو أن القرآن قال بها منذ ذلك الوقت البعيد يوم كانت البشرية في عماء علمي كامل ، ومن ذلك في سفر الخروج من التوراة ، في الفصلين الأول والثاني ، أن الكون ساكن ثابت في مكانه ، لا يتغير ، وأن النجوم ثابتة في السماء التي تدور بها حول الأرض ، وأن الكون كله مركب من عناصر أربعة هي الماء والهواء والتراب والنار ، وبذلك تختلف الصورة العلمية في القرآن للكون عن مثيلتها في التوراة ، مما يدل على أن كلام القرآن هو كلام الخالق وليس كلام بشر ، وأن محمدا الذي تنزّل عليه القرآن وبلّغه ، هو رسول من عند اللّه تعالى يوحى إليه .
وقد شهد العلم بصدق القرآن في كل ما ورد فيه من قضايا علمية ، وبأن آياته قد صيغت بحيث يفهم منها كل عصر ما يتناسب مع مستواه العلمي ، وهذه معجزة أخرى للقرآن ، وما تزال عجائب القرآن ومعجزاته تتضح الحين بعد الحين ، كلما اتسعت دائرة المعارف الإنسانية .

   * * *

1362 - ( من الآيات الكونية الدالة على وجود اللّه ووحدانيته )

الإعجاز العلمي في القرآن ، وكذلك الإعجاز العلمي في الأحاديث النبوية ، يحتاجان إلى مجلدات ، وفي هذا الباب « القرآن والعلم » نحاول أن نلفت النظر إلى بعض الآيات المتضمنة للإعجاز دون الآيات كلها ، ونبيّن ما فيها ، وما تشير إليه ، وما تتضمنه .
ومن الآيات التي تتضمن إشارات إلى الإعجاز العلمي للقرآن ، ومن ثم تشتمل على الدليل على وجود اللّه وعلى وحدانيته ، الآية :فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ( 125 ) ( الأنعام ) ، وفيها يقابل اللّه تعالى بين ضيق صدر الكافرين بالهداية ، وضيق صدر الذي يصعّد في السماء بغير وسائل واقية ، فمن أين يتسنّى للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يعرف هذه الحقيقة العلمية ، والعلوم في وقته لا ذكر فيها لذلك ، إلا أن يكون مبدع القرآن هو اللّه الذي خلق هذا الكون ، وهو أعرف بما فيه ؟
وفي علوم الفلك : أن للأرض غلافا غازيا يمتد ثلاثة كيلومترات فوق سطح الأرض ويمكن للإنسان أن يتواجد فيه ، فإذا ارتفع عن ذلك 16 كيلومترا فإن هذا الجزء حتى نصفه يمكن للإنسان أن يعيش فيه بصعوبة ، فتعترى خلاياه الاضطرابات نتيجة نقص الأوكسيجين وانخفاض الضغط الجوى ، ويعاني صعوبة في التنفس ، فإذا ارتفع عن ذلك كان لا بد له أن يرتدى حلة كحلل رواد الفضاء لتحميه ، وإلا بدأ صدره يضيق حرجا كما تقول الآية ، وتبدأ كل وظائف الجسم في التوقف ، وتتمدد الغازات في الجسم وأنسجته وتنفصل عنه ، وتتسبب في آلام مبرحة ، وفي صدمة عصبية ، وزرقة في الجسم ، وشلل جزئي ، ويتوقف القلب والرئتين ، وهذه حقائق تضمنتها الآية وأشارت إليها ولم يبينها إلا العلم الحديث ، فنعلم بذلك عظمة القرآن ، وأنه كتاب لا يمكن أن يكون قد ألّفه بشر ، وندرك عظمة خالقه سبحانه ، وأنه عالم قادر لا مثيل له ، ولا ند ، ولا شبيه .

   * * *

1363 - ( السماء في القرآن والعلم )

تتكرر لفظة السماء في القرآن 120 مرة ، وجمعها السماوات ويتكرر لفظه 190 مرة ، وقال تعالى عن السماء :الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً( 22 ) ( البقرة ) ، وبناء السماء كما يقول العلم ، كما لو كانت السماء سقفا للأرض :وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً( 32 ) ( الأنبياء ) ، وتشمل السماء كل ما فوق منطقة المناخ من الأرض ، وهي المنطقة التي توجد فيها السحب وتأتى منها الأمطار ، وتلحق بالأرض ، وأما ما بعدها فهو من السماء ، أو بالأحرى من السماوات ، جعلهن اللّه سبعا طباقا ( نوح 15 ) ، يعنى طبقات فوق بعضها البعض ، ولا تقوم على عمد وإنما تجمعها القدرة ، وتشدّها بعضها إلى بعض الجاذبية ، ولها أقطار ( الرحمن 29 ) ، ويقع قطر السماوات عند نهاية قطر الأرض وبعد منطقة المناخ ، وجميع السماوات تتطابق حول مركز واحد ، وهي مجموعات فلكية ، منها مجموعتنا الشمسية ، وتدخل ضمن مجموعات أكبر هي المجرات وكأنها الحشود ، والشمس أكبر كواكب هذا البناء ضمن المجموعة الشمسية ، وهي من الخارج عبارة عن كتلة غازية ملتهبة ومشتعلة ومضيئة بذاتها ، سمكها ثلثا نصف قطر الشمس ، وتدور حول مركز الشمس في نحو 24 يوما ، بينما قلب الشمس يدور كجسم صلب ، وتستغرق دورته 365 يوما ، وتقدر درجة حرارتها بنحو 5800 درجة مطلقة ، ودرجة حرارة اللّب نحو 15 مليون درجة ، ودرجة حرارة الهالة أو الإكليل بنحو 2 مليون درجة ، وتتكون من غاز الإيدروجين ( 70 % ) والهيليوم ( 28 % ) وعناصر أخرى ( 2 % ) وتجرى الشمس - تجرّ معها مجموعتها - نحو نقطة محددة في كوكبة هرقل ( كوكبة الجاثى ) بالقرب من النسر الواقعVega، بسرعة تقدر بنحو 195 كيلومتر في الثانية ، وتجرى حول مركز مجرتنا بسرعة 250 كيلومترا في الثانية لتتم دورتها في نحو 25 مليون سنة . والمجموعة الشمسية بحسب قربها من الشمس تتكون من عطارد ، والزهرة ، والأرض ، والمريخ ، وهذه كواكب صخرية ، والمشترى ، وزحل ، ويورانوس ، ونبتيون ، وبلوتو - وهي كواكب غازية ، وبالإضافة إلى عدد من مدارات المذنبات والأقمار التوابع وآلاف الكويكبات .
وهذه الكواكب جميعها تدور حول الشمس في اتجاه واحد ، وفي مستوى واحد ما عدا بلوتو ، وفي مدارات إهليلجية . والمسافة بين الأرض والشمس نحو 150 مليون كيلومترا . وتكوّن المجموعة الشمسية بالإضافة إلى حشد من النجوم يقدّر بنحو التريليون ( مليون مليون ) ، ما يسمى باسم مجرة الدرب اللّبنى أو درب اللبّانة ، وتشد الجاذبية هذه الكوكبة فتتحرك كجسم واحد .
وبمجرة درب اللبانة نحو عشرين مجرة ، بعضها حلزونى ، وبعضها بيضانى ، وهناك مجرات أكبر مثل مجرات برج العذراء ، وتكوّن تجمعا أكبر يقال له الحشد المجرّى المحلى الأعظم ، ويضم نحو المائة من الحشود المجريّة ، وتبدو كروية .
وفي النجوم تصنّع مختلف صور المادة ، وتعتبر هذه النجوم لذلك أفران الصهر الكونية .
وهناك غير ذلك السدمNebulae، والمادة بين النجوم ، والمادة الغامقة ، ويقدر الجزء المدرك من السماء الدنيا بمائة ضعف كتلة المادة والطاقة والأجرام المرئية والمحسوسة فيه ، والمقدّر أننا لا ندرك إلا أقل من عشرة في المائة من الجزء الذي وصل إليه علمنا من السماء الدنيا ، وذلك قوله تعالى :وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا( 85 ) ( الإسراء ) ، وقوله :لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ( 57 ) ( غافر ) . سبحانه !

   * * *    

1364 - ( السماوات السبع والأرضين السبع )

من معجزات القرآن تحديده للسماء بأنها سبع سماوات ، وللأرض بأنها سبع أرضين ، فقال تعالى :فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ( 12 ) ( فصّلت ) ، وقال :الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ( 12 ) ( الطلاق ) ، وقال :خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً( 3 ) ( الملك ) ، وقال :وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً( 12 ) ( النبأ ) ، وقال :وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ( 17 ) ( المؤمنون ) ، ومن هذه الآيات عرفنا أن السماوات سبع تأكيدا ، وهي متطابقة حول مركز واحد ، يغلف الخارج منها الداخل . ويصف القرآن الحركة في السماء بالعروج ، أي الانحناء ، وثبت علميا أن حركة الأجسام في الجزء المدرك من الكون ليست في خطوط مستقيمة ، بتأثير الجاذبية والمجالات المغناطيسية ، كقوله :وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ( 14 ) ( الحجر ) ، وقوله :يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ( 5 ) ( السجدة ) ، فلو أن الإنسان - فرضا - تحرك حول الجزء المدرك من السماء الدنيا - وهذا مستحيل في حدود إمكاناته .
فإنه لا بد أن يعود إلى النقطة نفسها التي بدأ منها ، مما يثبت كروية السماء الدنيا ، وكروية السماوات السبع التي تطابقها .
والسرعة المطلوبة للإنسان ليفعل ذلك لا يطيقها إلا بأمر اللّه ، وأما بالنسبة للملائكة والجن ، فذلك ممكن ، لأنها مخلوقات ليست مادية من طين كالإنسان ، وكذلك الروح إذا خرجت من البدن فتزيد سرعتها كما قال تعالى :مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ ( 3 ) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ( 4 ) ( المعارج ) . ويتضح من ذلك تحدّب المكان والزمان ، وأن السماوات يغلف الخارج منها الداخل ، وأننا لا نرى من ذلك سوى الجزء المدرك وهو محدود ، ولذا فليس لنا سوى أن نصدّق القرآن والحديث لأنهما الوحيدان اللذان أخبرانا عن ذلك في حدود العلم ؛ وكذلك الأرض فإنها سبع أرضين .
والأرض من كواكب المجموعة الشمسية التسعة ، وهي الثالثة بعدا عن الشمس ، ومتوسط قطرها 12742 كيلومتر ، ومتوسط محيطها 40042 كيلومتر ، ومساحة سطحها 510 ميليون كيلومتر ، وأقصى ما استطاع الإنسان أن يصل إليه من عمق الأرض لم يتجاوز 12 كيلومتر ، وما توصل إليه هو بضع استنتاجات ، منها : أن للأرض نواة صلبة مصمتة من الحديد وبعض النيكل وعناصر من الكبريت والفوسفور أو السليكون ، ويبلغ قطر هذه النواة 2400 كيلومتر تقريبا ، وتعرف باسم « اللّب الصّلب للأرض » ، ويليها إلى الخارج نطاق من نفس التركيب ولكنه منصهر ، ويسمى « لبّ الأرض السائل » ، ويبلغ سمكه نحو ألفي كيلومتر ، وبين اللّبّين منطقة انتقالية سمكها 450 كيلومتر ؛ ويلي ذلك ما يعرف باسم « وشاح الأرض » ، ويبلغ 
سمكه نحو 2765 كيلومتر ، ويقع تحت سطح الأرض من عمق 120 كيلومتر إلى 2885 كيلومتر ، وهو عبارة عن ثلاثة نطق ، تقسم الوشاح إلى وشاح سفلى ، ومتوسط ، وعلوي ، والنطاقان الأخيران يكونان ما يعرف باسم « نطاق الضّعف الأرضي » ؛ ويلي الوشاح إلى الخارج « الغلاف الصخرى للأرض » ، ويصل سمكه من 65 كيلومتر تحت قيعان المحيطات ، إلى 120 كيلومتر تحت القارات ، ويقسمه خط الانقطاع الاهتزازى المسمى « الموهو » إلى نطاقين ، الخارجي يشكل « قشرة الأرض » ، ويتراوح سمكها بين 805 كيلومتر تحت قيعان المحيطات ، وبين 20 إلى 80 كيلومتر تحت القارات بمتوسط 35 كيلومتر .
وهذه النطاق عددها سبعة ، هي : لب الأرضي الصلب ، ولب الأرض السائل ، ووشاح الأرض ، ونطاقا الضعف الأرضي ، ثم نطاقا الغلاف الصخرى ، وهذه النطق السبعة هي المقصودة بالأرضين السبع ، فسبحان خالق السماوات الأرض ، وجاعلهن سبعا سبعا !
وسبحان منزّل القرآن وفيه الخبر عمّا لا يعرف الإنسان ، تأكيدا أن هذا الكتاب من لدنّ اللّه ، نزّله على عبده فلم يكتم منه شيئا ، فكان ما جاء به القرآن عن آيات الكون مصدقا لكشوفنا فيه ، وهو لذلك مصدّق كذلك لكل ما حوى القرآن من أوامر ونواه ، وأخبار عن الجنة والنار والحساب والبعث ، فهي حقّ مطلق لا ريب فيه .

   * * *

1365 - ( الإعجاز في الآية : أَ فَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ ( 6 ) ( ق ) )

ينبّه القرآن إلى أن السماء بناء محكم ، لا نقص فيه ولا خلل ، ورغم ارتفاعاتها المذهلة فإنها بلا عمد تحملها ، بينما الكواكب والنجوم تزينها وقد ترابطت معا في اتساق . وأي بناء يمكن أن يأتيه النقص أو تقع له الفروج والتصدّعات ، إلا السماء لأنها خلق اللّه .
ولمّا اكتشف العلماء منذ عدة سنوات أن بالسماء المنظورة مناطق مظلمة تماما تخلو من النجوم وتجمّعاتها ، سمّوها مجازا بالفراغات أو الفجوات ، فظن البعض أن القرآن قد أخطأ ، وأن الآية : « ومالها من فروج » ليست من العلم في شئ ، إلا أن الدراسات الفلكية الحديثة أثبتت صواب القرآن ، وأنه كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأنه « لا فراغات في الكون » ، وأن ما حسبوه فراغات أو فجوات ، تمتلئ بالدخان الكوني والأشعة الكونية ، قد يكون بها من صور المادة والأجرام الخفية ما يفوق كتل المجرات المحيطة بها ، وذهب العلماء إلى أن هذه المناطق المظلمة تتكون أساسا من المواد الداكنة الباردة ، وتحتوى على نجوم خانسة ذات كثافات فائقة ، وهي التي تسمى « الثقوب السوداء » ، وأنها تنتشر في الكون ، 
ومن أساسيات نظامه وتماسك بنائه .
والحق أن الكون طالما يتمدّد ويتّسع باستمرار نتيجة تباعد المجرات عنا ، وعن بعضها البعض ، فإن المادة والطاقة يتولدان باستمرار لملء هذا الاتساع ، فمع تواجد المكان يتواجد الزمان ، وإذا تواجد المكان والزمان تخلّقت المادة والطاقة . وتنفى المادة الموجودة في الكون إمكان أن توجد به فراغات ، وليس صحيحا أن أجرام السماء تسبح في فراغ تام ، وأثبتت الدراسات الحديثة أن المسافة بين النجوم وتجمعاتها تنتشر فيها الأشعة الكونية والجسيمات الأولية والدخان الكوني وما يحمله من هباءات الرمال ، بالإضافة إلى ما يعرف بالمادة الداكنة ، وتتركب من جسيمات ثقيلة تمثل نوعا من الخيوط الكونية التي تربط بين الأجرام ، وتحمل الأوامر الكونية كما تحملها لبنات الشفرة الوراثية في أجساد الكائنات الحية.
وعلى ذلك فلا وجود لفراغات مدّعاة في الكون ، ولا لفروج في السماء ، وسبحان من قال ممتنّا على عباده :الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ( 3 ) ( الملك ) ، يعنى أنها لا فوت فيها فيقع الخلل بسببه ، ولا فطور بها ، أي فروق ، فيحدث التشقق والتصدّع ، وسبحان من أنزل القرآن بهذه الحقائق منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة وكان الناس في جهل شديد ، ولم تتضمن التوراة والأناجيل شيئا من ذلك .

   * * *

 1366 - وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ ( 13 ) ( الجاثية )

تسخير السماوات في عهد النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لم يكن شيئا ، ولا يوجد مثل هذا التعبير في الأناجيل ولا في التوراة ؛ والتسخير : تكليف بالعمل في خدمة هدف بدون أجر ، والمقصود بتسخير السماوات هو استخدامات الفضاء كما في صناعات الطيران ومركبات الفضاء ، والبث عبر الأقمار الاصطناعية ، ومن فوائد هذا التسخير ثورة المعلومات ، وسهولة انتقالها ، والتجسس بواسطة الأقمار الاصطناعية في الحروب ، والتنبؤ بالأحوال الجوية ، وفوائدها للزراعة والمواصلات البحرية والجوية ، واستخدامات الإنترنت في الطب والصناعة والتجارة والتعليم والدعاية ، واستخدامات الطاقة الشمسية في الزراعة وتنقية المياه والتدفئة ، ولولا العلم الحديث ما عرفنا معنى التسخير ، فالعلم الحديث كاشف لمعاني القرآن وإعجاز آياته ، وما كان لمحمد أن يحيط علما بهذا التسخير منذ ألف وأربعمائة سنة ، وذلك دليل على صدق القرآن ، وأنه من لدن عليم خبير ، وعلى صدق النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وأنه من رسل اللّه تعالى .
   * * *    

1367 - رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ( 2 ) ( الرعد )

* الآية حجة كونية مرئية على وجود اللّه ، فالسماء نراها مرفوعة ، ووصفها اللّه تعالى فقال : « بغير عمد ترونها » ، ولم يقل : « ترونها بغير عمد » ، والأولى إثبات للعمد ترفع السماء دون أن يراها الإنسان ، والثانية إثبات بأن السماء مرفوعة كما يراها الإنسان بغير عمد ، وفارق بين المعنيين ، والآية القرآنية أثبتها العلم الحديث ، وأكد أن السماء ترتفع بالجاذبية ، وأن الجاذبية تمسكها أن تقع ، وأن ينهدم بناؤها الشاسع ، كقوله :وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ( 65 ) ( الحج ) ، والأولون قالوا : إن العمد هي الضرورة ، وهي غاية علمهم ؛ والمحدثون قالوا : إنها « الجاذبية العظمى » ، وتتألف من قوى ، منها القوى النووية الشديدة : التي تربط جزئيات المادة ، وتدمج وتلحم نوى الذرات مع بعضها البعض ، والقوى النووية التي تتحكم في فناء العناصر حيث أن لكل عنصر أجلا مسمى ؛ والقوى الكهر ومغناطيسية التي تربط الذرات ببعضها البعض داخل جزئيات المادة ، وأخيرا قوة الجاذبية ، وهي القوة العظمى ، وتمسك بكافة أجزاء السماء بمختلف تجمعاتها ، وتنتشر موجاتها في أرجاء الكون كله بسرعة الضوء دون أن ترى . وهذه القوى هي العمد التي ترفع السماء وتمسكها أن تقع ولا نراها .
وترتبط الجاذبية بكتل الأجرام ومواقعها ، وكلما تقاربت زادت كتلها ، وزادت قوة الجذب بينها ، فالأكبر منها يمسك بالأصغر بواسطة قوى الجاذبية ، ومع دورانها حول نفسها تنشأ القوة الطاردة المركزية ، وتدفع الأجرام الصغيرة بعيدا عن الكبيرة ، إلى أن تتساوى القوتان المتضادتان - قوة الجذب إلى الداخل ، وقوة الطرد إلى الخارج - فتتحدد بذلك مدارات النجوم كافة دون اصطدام .
وهذه القوى الأربع هي القوى الخفية التي يقوم بها بناء السماوات ، وتتوحّد جميعها في قوة جاذبية عظمى تنتشر في كافة أرجاء الكون ، وتظهر في صورة الطاقة ، والطاقة هي الوحدة الأساسية في الكون ، والمادة مظهر من مظاهرها ، والكون عبارة عن المادة والطاقة ، وبدون الجاذبية فلا وجود للكون ، وهي التي تربط أجزاءه ببعضها البعض ، وتمسكها أن تنفرط وأن تقع ، وتكوّر كافة النجوم والأرض ، وتحكم دوران الأجرام وتخلّقها ، وتمنعها أن تصطدم في مداراتها ، وتحدّب الكون وتجعل لمسارات الطاقة والمادة خطوطا متعرجة ، وتمسك بالأغلفة الغازية والمائية ، فهذه هي العمد التي ترفع السماء ولا نراها ، وأخبرنا بها ربّنا في القرآن ، وهي دليل صدق أن القرآن لا يتصادم مع العلم ، وأنه كتاب منزل من عند اللّه ، وأن محمدا صلى اللّه عليه وسلم الذي تنزّل عليه وبلّغه للناس ، هو فعلا رسول من عنده تعالى .

   * * *    

1368 - وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ( 7 ) ( الذاريات )

هذا الوصف للسماء يأتي في القرآن مرة واحدة ، وكلمة الحبك لم تتكرر فيه ، وأكثر استخدامنا لها في اللغة بمعنى الثبات ، ونقول ثوب محبوك أي لابس على صاحبه فلا زيادات فيه ، والخياط حبك الثواب أي فصّله على الجسم حسنا ، والقصّاص حبك القصة أي أجادها وأحكمها . وقيل في السماء ذات الحبك : أنها أحسنت صنعتها ، وأحكمت أطرافها ، واحتبكت ما فيها ، أي احتوته واستوعبته ، وفي الحديث أن عائشة كانت تحتبك تحت الدرع في الصلاة ، أي تشدّ الإزار وتحكمه ، وعلى ذلك فالسماء ذات الحبك هي المشدودة الأطراف على نفسها . والحباك هو الطريقة في الرمل إذا أصابته الريح فيكون جعدا ، وجمع الحباك حبك ، وجمع الحبيكة حبائك ، وقرئ والسماء ذات الحبك ، والحبك . وقيل ذات الحبك :
المراد ذات الزينة ، أو ذات النجوم ، أو ذات الطرائق . والطّرق هي المجرات التي في السماء ، سميت بذلك لأنها كأثر الجرّ ، وقد أقسم بها لأنها قد خلقت على هيئة عظيمة ، والعلم أثبت لها هذه العظمة ، فهذه السماء مصنوعة بشكل محكم دقيق ، والجزء الذي ندركه منها ونستطيع أن نتحدث عنه يتكون من مائتي بليون مجرة على الأقل ! وما خفى كان أعظم ! وتختلف أشكال مجراتها وأحجامها وكتلتها وسرعتها ، ومنها مجرات عملاقة يصل طول قطرها 000 ، 750 سنة ضوئية ، وتتجمع في مجموعات محلية ، ثم في مجموعات مجرية أكبر ، ثم في مجموعات أعظم وأضخم ، « والتجمّع الأعظم » الذي تنتسب إليه مجرتنا به مائة من التجمعات المجرية على هيئة قرص ، قطره نحو مائة مليون سنة ضوئية ، وتشكل هذه التجمعات ما يسمى « الحائط الأعظم » ، وتحيط بمركز الانفجار العظيم نطق ، منها « نطاق الانفجار العظيم » أو « نطاق كرة النار » ، وقطره حوالي بليون سنة ضوئية ، و « نطاق السحب البيضاء » حول الانفجار العظيم ، وسمكه نحو بليونى سنة ضوئية ، ونطاق سحابى آخر سمكه نحو الثلاثة بلايين من السنين الضوئية ، « ونطاق أشباه النجوم السحيقة » وسمكه نحو خمسة بلايين سنة ضوئية ، « ونطاق أشباه النجوم القديمة » ، وسمكه حوالي سبعة بلايين سنة ضوئية ، و « نطاق المجرات » وسمكه نحو أربعة بلايين سنة ضوئية ، وبذلك يبلغ قطر هذا الجزء المدرك من السماء نحو 23 بليون سنة ضوئية ! فكأن مجرّتنا - مجرة درب اللبّانة - وسط هذه المتاهة من السماء التي ندركها لا تعتبر شيئا مذكورا ، وكأنها ذرة وسط هذا الاتساع الهائل والمجرات العظمى ، ومع ذلك فإنها تضم نحو تريليون نجم تتباين أعمارها ! ومنها « الشمس » ، وما يسمى « العماليق الحمر » ، « والعماليق الكبار » ، و « النجوم الزرقاء » ، « والأقزام البيض » ، و « النجوم النيوترونية » ، و « النجوم الخانسة » التي هي « الثقوب السوداء » إلخ . ويبلغ طول قطر قرص مجرتنا نحو مائة ألف سنة ضوئية ، وسمكها عشرة آلاف سنة ضوئية ، ولها توابع من الكواكب والأقمار والمذنبات ، لها أقطارها المهولة ، ولها توابعها هي الأخرى إلخ . وتبلغ كتلة مجرتنا قدر كتلة الأرض بحوالي 000 ، 333 مرة ، ودورانها حول مركزها يستغرق 250 مليون سنة من سنينا ، وهي بالنسبة لها كاليوم بالنسبة لنا ! فهذا وغيره هو صورة السماء التي ندركها ، وهو بناؤها المحكم المشدود المتين المقصود بقوله تعالى :وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ( 7 ) ، وما يمسك هذا النظام ، وهذا الملك الكبير الضخم إلا اللّه ؛ وما يقدره ويحفظه إلا هو ، سبحانه ، كقوله :وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ( 65 ) ( الحج ) .
   * * *

1370 - وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ( 1 ) ( البروج )

يقسم اللّه تعالى بالسماوات ذات البروج ، والبروج هي منازل الكواكب والشمس والقمر ، وهي اثنا عشر برجا ، وسير القمر في كل برج يومين وثلث يوم ، فذلك ثمانية وعشرون يوما ، ثم يستسر لليلتين ؛ وتسير الشمس في كل برج منها شهرا ، وهي : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والعذراء ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدى ، والدلو ، والحوت .
والعرب ببركة القرآن وتنبيهاته المستمرة لعظمة السماء وما فيها هم الذين أبطلوا خرافات علم الفلك وجعلوه علما استقرائيا يعتمد على المقايس والحسابات الرياضية والهندسية ، وعرفوا منازل الشمس بالنسبة للبروج ، وقسموها إلى أربعة منازل تمثل فصول السنة : الربيع ، والصيف ، والخريف ، والشتاء ، وخصّصوا لكل منزل ثلاثة بروج : الحمل والثور والجوزاء للربيع ؛ والسرطان والأسد والعذراء للصيف ؛ والميزان والعقرب والقوس للخريف ؛ والجدى والدلو والحوت للشتاء ، والقرآن هو أول كتاب سماوي ينبّه إلى أهمية البروج ، فيقول تعالى :وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ( 16 ) ( الحجر ) ، فهي لعمارة السماء ، وبرزت فيها الناحية الجمالية ، ومن ثم ارتبط فن العمارة بفن الجمال .

والبروج نجوم رتبت في مجموعات من الكواكب ، وبها تتحدد الاتجاهات الأربع الأصلية كقوله تعالى :وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ( 97 ) ( الأنعام ) ، ومن ذلك النجم القطبي ، وهو نجم ثلاثي ، وألمع نجم في كوكبه الدّبّ الأصغر ، ويبعد عنا مسافة 650 سنة ضوئية ، وبالنظر إلى دوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق ، فإن القبة السماوية تبدو وكأنها تتحرك من الشرق إلى الغرب في حركة ظاهرية بكافها نجومها ، إلا النجم القطبي الذي مكانه الامتداد الشمالي لمحور دوران الأرض ، فيبدو لنا ساكنا ، ويحدد بموقعه اتجاه الشمال الحقيقي ، ولهذا يعين على تحديد الجهات الأصلية ، ويساعد الناس في ظلمات البرّ والبحر ، وفي تحديد القبلة إلخ ، ولولا ذلك ما استطاع الإنسان أن يحدد مكانه في ظلمات البر والبحر .
والبروج مصابيح ، تنير السماء وإلا لكان ليل الأرض شديد السواد ، وتحفظها من تسمّع الشياطين بالشهب ترصدهم كقوله :وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً( 12 ) ( فصلت ) وقوله :وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ( 5 ) ( الملك ) وتصنع الشهب من مادة البروج .
والبروج مصدر الرزق للأرض ، كقوله :وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ( 22 ) ( الذاريات ) ، فكل العناصر الأرضية منها وأنزلت على الأرض .

ومن ذلك نرى أهمية البروج ، ولما ذا أقسم اللّه تعالى بها : فقال :وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ( 1 ) ( البروج ) . سبحانه !
   * * *

1371 - ( وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ ( 12 ) ( النحل ) )

النجوم آية من آياته تعالى تدل على عظمة الخالق وأنه واحد لا شريك له ، وعالم قادر ، ولم يرد في التوراة والأناجيل أي قسم بالنجوم ، وليس فيهما من آيات الكون شئ ، إلا القرآن فيحفل بالآيات الكونية ، ومنها النجوم ، ولم تعرف عظمة النجوم إلا مؤخرا ، وبعد أن نبّه إليها القرآن بأربعة عشر قرنا ، فقيل إنها أجرام سماوية تنتشر بالسماء الدنيا ، وشكلها كروى ، أو شبه كروى ، وهي غازية وملتهبة ومضيئة بذاتها ، ومتماسكة بقوة الجاذبية على رغم بنائها الغازي ، وكتلتها هائلة ، وتشع أضواء مرئية وغير مرئية بجميع الموجات ، ويهتدى بأضوائها ، وفي ذلك قال تعالى :وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ( الأنعام 97 ) ، وسخّرها كما سخّر الشمس والقمر ، كقوله تعالى :وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ( 54 ) ( الأعراف ) .
ومن أضواء النجوم عرف العلماء صفاتها الطبيعية والكيميائية ، ودرجة لمعانها ، وشدة إضاءاتها ، ودرجات حراراتها ، وأحجامها ، وكتلتها ، ومواقعها ، وسرعة دورانها حول محورها وفي مداراتها ، وتفاعلاتها النووية . والنجوم بحسب درجة حرارة أسطحها تنقسم إلى « نجوم حمراء » وهي أقل النجوم حرارة - ودرجة حرارتها 3200 ، « ونجوم برتقالية » ، وصفراء ، وبيضاء تميل إلى الصفرة ، وبيضاء تميل إلى الزرقة - وهي أشدها حرارة - 000 ، 30 درجة .
والشمس من النجوم الصفراء متوسطة الحرارة - 6000 درجة . وبعض النجوم عادية ، وبعضها في مرحلة الطمس أو الانفجار والتلاشى . وتمر النجوم بمراحل من الميلاد والشباب والشيخوخة قبل أن 
تنفجر ، وتتولد من الدخان الكوني ، وتصبح نجوما ابتدائية ، ثم عادية ، ثم تنتفخ وتصبح من « العماليق الحمر » ، فإذا فقدت هالاتها الغازية تحولت إلى سدم كوكبية ، ثم تنكمش إلى ما يعرف باسم « الأقزام البيض » ، وقد يصبح النجم عملاقا أحمر ، ثم قزما أبيض ، ومع تكرار ذلك قد ينفجر وتتولد منه النجوم النيوترونية النابضة ، وغير النابضة ، أو الثقوب السوداء ، أو النجوم الخانسة ، أو بعض النجوم العادية المفردة ، ومنها الشمس ، وبعضها مزدوج ، وبعضها متعدد ، وأغلبها مزدوج ومتعدد .
والنجوم أفران كونية بفعل التفاعلات النووية ، وتصبح بها نجوما مستعرة أو عمالقة حمرا ، ويتحول قلب النجم إلى حديد يستهلك طاقة النجم ، فتتوقف عملية الاندماج النووي وينفجر النجم إلى قزم أبيض ، أو إلى نجم نيوترونى ، أو ثقب أسود ، بحسب كتلته .

وأقرب النجوم إلينا بعد الشمس : القنطورى - 420 سنة ضوئية ، ثم النجم القطبي - 400 سنة ضوئية ، ثم منكب الجوزاء - 1600 سنة ضوئية . وتحتوى مجرتنا - درب اللبانة - على مليون مليون نجم ، وبالجزء المدرك من السماء الدنيا 000 ، 200 مليون مجرة ، تسبح في ركن من هذه السماء الدنيا ، ويقدّر قطره بأكثر من عشرين ألف مليون سنة ضوئية .
والمجرات تجمّعات للنجوم ، وهناك أشباه نجوم وهي أجسام ضعيفة الإضاءة كالمصابيح وزينة ، كقوله تعالى :وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ( 5 ) ( الملك ) ، وقوله :أَ فَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها( 6 ) ( ق ) ، فسبحان الخالق المبدع ولا إله إلا هو .
   * * *

1372 - ( آية مواقع النجوم )

لا يقسم اللّه تعالى بشيء إلا تعظيما لأمر هذا الشيء المقسوم به ، وإظهارا لآية خلقه ، وبديع صنعه . ولقد أقسم تعالى بمواقع النجوم ، وهي مواقعها في السماء أثناء دورانها ، إظهارا لعظمة الخالق سبحانه ، قال :فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ( 75 ) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ( 76 ) ( الواقعة ) ، وكانت الآية القرآنية سبقا علميا يدل على إعجاز القرآن ، ويثبت أن هذا الكتاب من عند اللّه ، وأن الرسول صلى اللّه عليه وسلم مبلّغ عنه تعالى .
والإنسان على الأرض لا يتسنّى له في الواقع أن يرى النجوم ، وإنما هو يرى « مواقع النجوم » ، لأنها مواقع متغيّرة وغير ثابتة ، وكلها نسبية وليست مطلقة ، وثبت علميا أن هناك نجوما اندرست وخبت وتلاشت من قديم الزمان ، إلا أن الضوء الذي صدر عنها في عدد من المواقع التي كانت لها ، لا يزال يصلنا عبر السنين ، ولا يزال يتلألأ في السماء في ظلمة الليل ، بالإضافة إلى 
حقيقة ظاهرة انحناء الضوء في السماء ، ومن ثم تبدو لنا النجوم في مواقع غير مواقعها الحقيقية ، وذلك دليل على أن ما نراه في السماء ليس النجوم على الحقيقة وإنما هو مواقع النجوم كما يقول القرآن ، ولذلك كان هذا القسم العظيم بمواقع النجوم لأنها من آيات إعجاز اللّه تعالى في كتابه القرآن .
   * * *

1373 - ( آية النجم الطارق )

في الآية :وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ( 1 )وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ ( 2 ) النَّجْمُ الثَّاقِبُ( 3 ) ( الطارق ) : الطارق اسم فاعل من الطّرق بمعنى الضرب بشدّة ، وهو الدّق ، والمطرقة التي يطرق بها ، والنجم الطارق من مجموعة النجوم النابضة أو « النوابضPulsating stars» ، وتتميز بكثافتها وجاذبيتها الشديدة وحجمها الصغير ، فتدور حول محورها بسرعات يقال لها النوابض الراديويةRadio Pulsars، لأنها ترسل نبضات منتظمة من الأشعة الراديوية في كل جزء من الثانية بحسب سرعة دورانها حول محورها وحجمها ، وكذلك تطلق بعض « أشباه النجومQuasars» موجات راديوية تطرق السماء وتثقب صمتها بنبضاتها السريعة وموجاتها الخاطفة ، وتميّزها في مرحلة من مراحل احتضارها وانكدارها التي تسبق مراحل طمسها وخنسها كما في قوله :وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ( 2 ) ( التكوير ) ، وقوله :فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ( 8 ) ( المرسلات ) ، وقوله :فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ( 15 ) الْجَوارِ الْكُنَّسِ( 16 ) ( التكوير ) وهو معنى القسم بالطارق النجم الثاقب ، من آيات اللّه تعالى الكبرى.
   * * *

1374 - ( آية النجوم الخنّس )

لا يقسم اللّه تعالى في القرآن إلا للتنبيه إلى عظمة المقسوم به وأهميته في حركة الكون ، ويشهد العلم الحديث بصدق القرآن ودقة التعبير العلمي فيه ، ومن ذلك وصفه تعالى للنجوم بالخنّس الجواري الكنّس ، يقول :فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ( 15 ) الْجَوارِ الْكُنَّسِ( 16 ) ( التكوير ) وكان التفسير السائد هو التفسير اللغوي ، والخنّس في اللغة من خنس بمعنى استتر وخفى ، ووصفه تعالى للشيطان بأنه خنّاس ، لأنه يخنس ، أي يختفى إذا ذكر اسم الله ؛ والجواري تعنى الجاريات في أفلاكها ، والكنّس من كناس الظبي الذي يختفى فيه ، فيكون القسم في الآيات :فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ( 15 ) الْجَوارِ الْكُنَّسِ( 16 ) هو قسم مؤكد بالنجوم المضيئة التي تختفى بالنهار وتظهر في الليل ، والتي تجرى في أفلاكها لتختفى وتستتر وقت غروبها كما تستتر الظباء في كناسها .
غير أن التفسير العلمي الذي قيل به مؤخرا هو الأصدق ، وهو الذي يوضح بجلاء الإعجاز العلمي في الآية ، فالخنس الجواري الكنس : هي النجوم التي اكتشفت مؤخرا وأطلق عليها العلماء اسم « الثقوب السوداءHoles The Black» ، وهي أجرام سماوية لها كثافتها الكبيرة وجاذبيتها الشديدة ، فلا تفلت منها أي مادة كونية ، ولا أي من صور الطاقة ، ومنها الضوء ، فإنها تجذبها إليها وتبتلعها فلا تستطيع أن تخرج منها ، ولا أن ترسل أية إشارات عنها ، فهي كالثقوب أو كالهاوية ، ووصفت بأنها سوداء لشدة عتمتها ، لعدم قدرة الضوء على الإفلات من مجال جاذبيتها ، وقيل فيها إنها نجوم نيوترونية في مرحلة الشيخوخة ، وهي المرحلة التي تسبق انفجارها وتحوّل مادتها إلى دخان ، وليس هناك أبلغ من وصف القرآن لها ، بأنها خنس وجوار كنس ، فأما أنها خنّس فلأنها معتمة وحالكة السواد ، وأما أنها جارية : فلأن لها أفلاكها المحددة التي تجرى فيها ، وأما أنها كنّس : فلأنها تبلع كل شئ وتكنسه كنسا ، حتى أن العلماء قالوا عنها فعلا أنها أشبه في عملها بالمكانس العملاقة التي تشفط كل ما يمر بها من المادة المنتشرة بين النجوم .
وهذه الحقائق عنها قال بها القرآن منذ حوالي ألف وأربعمائة سنة ، في حين أن اكتشافها حديثا لم يتحقق إلا في القرن العشرين ، فكيف تسنى لنبىّ أمّى ، في أمة غالبيتها من الأميّين ، أن ينبّه إليها ويشيد بها ، ويقسم بصدقها ، لو لم يكن ما ذكر فيها علما موحى به ليبلّغه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ففهم الناس منها ما فهموه لغويا ، كما هو ، إلى أن تغيّر الزمن وحان وقت التفسير العلمي الصحيح للآية ، وصدق اللّه تعالى ، وصدق القرآن ، وصدق النبىّ صلى اللّه عليه وسلم .

   * * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات أولا الوضوء والاغتسال من 1794 إلى 1825 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى