اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

اذهب الى الأسفل

19082020

مُساهمة 

حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا




حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )   

حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس على مدونة عبدالله المسافر بالله
[ حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس ]
بقية حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس في حديقة مجهولة ،
فوجد المحبوب نفسه في الحديقة فأخذ من فرحته يدعو للعسس
بالخير ويقول عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .

40 - كنا نقول أن ذلك الشخص أسرع « 2 » نحو الحديقة خوفا من العسس .
- كان تلك الجميلة في الحديقة ، تلك الجميلة التي كان من تعلقه بها في عناء طيلة ثمان سنوات .
- ولم يكن خلالها يمكنه رؤية ظلها . كان يستمع إلي وصفها وكأنها العنقاء .
- لم يكن ثم لقاء إلا اللقاء الأول الذي قضي به عليه ، ومن بعده سلبت منه القلب .
- ومهما كان يسعى بعد ذلك ، لم تكن تلك العنود تمنحه فرصته « اللقاء » .
 
45 - لم تكن له حيلة لا بالضراعة ولا بالمال ، وكانت تلك الهيفاء « 3 » شبعة العين لا طمع عندها .
..............................................................
( 1 ) المقصود الكتاب الثالث .
( 2 ) حرفيا : ساق الفرس .
( 3 ) حر : الغصن
 
« 47 »
 
- إن العاشق لكل عمل ولكل مجال ، يذيقه الله بعض متعته في بدايته .
- وعندما يبدأون في السعي مدفوعين بهذه ( المتعة ) ، يضع أمام أقدامهم عقبة كل يوم .
- وعندما ألقي بهم في « معمعة » البحث عن الأمر ، أغلق الباب بعدها قائلا : هاتوا المهر .
- وعلي ذلك الأمل « 1 » يمضون ويذهبون ، يتنازعهم اليأس والرجاء في كل لحظة
 
50 - إن لكل إنسان أملا في كسب ما ، ورجاء في أمر يفتح له باب الرزق .
- ثم يغلق الباب ، وذلك العابد للباب ، مقيم علي نفس ذلك الأمل كمن لسعت النار قدمه .
- وعندما دخل ذلك الشاب البستان سعيداً ، عثر قدمه فجأة في كنزه .
- لقد جعل الله العسس سببا ، حتى يسرع خوفاً منهم إلي البستان ليلا .
- فرأي محبوبته تلك وهي تمسك بمصباح ، وتبحث عن خاتم لها في جدول البستان .
 
55 - ومن فرط سعادته أخذ يقرن تلك اللحظة الدعاء للشرطة بالثناء علي الحق .
- يا إلهي : لقد جلبت الخسارة علي الشرطي بهربي . . . فصب عليه الذهب والفضة عشرين ضعفا .
- وخلصه يا إلهي من صنعة الشرطة التي يقوم بها ، وأسعده بقدر ما أنا سعيد .
..............................................................
( 1 ) حر : الرائحة .
 
« 48 »
 
- أسعده في الدنيا والآخرة . وخلصه يا إلهي من صنعة العسس ومن صفاته الكلبية .
- وبالرغم من العسس بطبعهم يا إلهي يطلبون البلاء للخلق علي الدوام .
 
60 - ولو علمو أن الملك قد فرض علي المسلمين غرما ، ينتفخون من السعادة .
- ولو علموا أن الملك أشفق علي المسلمين وأسقطه جوداً منه .
- فإن مأتما يصيب روحهم من جراء ذلك . . إن العسس يتصفون بمئات من أمثال هذا الشؤم .
- وهكذا أخذ يدعو للعسس . . فإن العسس هو الذين أو صلوه إلي مثل هذه المتعة .
- كان سما بالنسبة للناس جميعا وترياقا بالنسبة له . . كان ذلك الشرطي صلة لذلك المشتاق .
 
65 - ومن هنا ، فليس هناك شر مطلق في هذه الدنيا ، إعلم إذن أن الشر نسبي .
- ولا يكون أبداً سم وسكر في وقت واحد لا يكونان قوة لأحد وقيداً لآخر .
- فما يكون قوة لأحد يكون قيداً لآخر ، يكون سما بالنسبة لأحد ولآخر كأنه السكر .
- وسم الحية يكون حياة لتلك الحية ، لكنه بالنسبة للإنسان موت .
- والبحر بالنسبة لأحياء البحر كالحديقة ، لكنه لمخلوقات الأرض موت ومصيبة .
 
70 - وهكذا دواليك يا رجل العمل عد نسبة الأمر الواحد من شخص واحد إلي ألف .
 
« 49 »
 
- فزيد الذي يكون في رأي ذلك الشخص شيطانا ، يكون في رأي شخص آخر سلطانا .
- يقول ذاك : زيد صديق سني ، ويقول هذا : بل مجوسي جدير بالقتل .
- وزيد ذات واحدة لكنه كالجنان بالنسبة لإنسان ، وبالنسبة لآخر أذي مستمر وخسارة .
- فإذا أردت أن يكون بالنسبة لك كالسكر فانظر إليه بعين عشاقة .
 
75 - ولا تنظر إلي ذلك الجميل بعينيك ، بل انظر إلى المطلوب بعين الطالبين .
- وأغمض عينيك بالنسبة لهذا الجميل ، واستعر عينا من عشاقه .
- بل استعر منه عينا ونظرا ، وانظر بعينيه هو إلي وجهه .
- حتى تصير آمنا من الشبع « منه » والملال ، ومن هنا قال ذو الجلال « كان الله له » .
- أي أكون له عينا ويدا وقلبا ، حتى ينجو إقباله من « أنواع » الإدبار .
 
80 - وكل مكروه حبيب وخليل ما دام قد صار دليلا لك إلي محبوبك .
 
حكاية لك الواعظ الذي كان يقوم في بداية كل موعظة
بالدعاء للظلمة وقساة القلوب والملحدين .
 
- كان هناك أحد الوعاظ كلما كان يصعد المنبر . . كان يقوم بالدعاء لقطاع الطرق .
- وكان يرفع يديه قائلا : اللهم ارحم الأشرار والمفسدين والطغاة .
- وكل الساخرين من أهل الخير ، وكل الكفار وسكان الدير .
- لم يكن يدعو للأصفياء ، كان كل دعائه للخبثاء .
 
85 - فقيل له : إن هذا ليس بالأمر المعهود ، والدعاء ، لأهل الضلال ليس منك بالجود
  
« 50 » 
 
- فقال : لقد رأيت منهم الخير ، ولهذا السبب أدعو لهم .
- لقد ارتكبوا كثيراً من الخبائث والمظالم والجور ، بحيث ألجأوني من الشر إلي الخير
- وكلما كنت أنصرف إلي الدنيا . كنت أتلقي منهم الضربات والطعنات .
- فكنت اتنحي عن الطعنات إلي ذلك الجانب ، كان الذئاب هو الذين يعيدوننى إلي الجادة .
 
90 - ولما كانوا صناع السبب في صلاحي . . فالدعاء لهم واجب علي أيها الأريب .
- إن العبد يجأر بالشكوي إلي الحق من الألم ومن الوخز ، ويقدم مائة شكوي من الألم الذي يعانيه .
- فيقول الحق : إن التعب والألم في النهاية ، قد جعلاك متضرعا وقاما بتقويمك .
- فاشك من تلك النعمة التي تردك عن بابنا وتجعلك بعيداً ومطروداً .
- وفي الحقيقة فإن كل عدو هو دواء لك هو كيمياء ، بالنسبة لك ، نافع لك مواس لك .
 
95 - فإنك تنطلق هاربا منه نحو الخلوة . . وتطلب العون من اللطف الإلهي .
- والحقيقة أيضا أن أصدقاءك أعداء لك ، إنهم يبعدونك عن الحضرة ويشغلونك عنها .
- وهناك حيوان اسمه العزيراء ، إنه يزداد سمنة وضخامه عندما يضرب بالعصي .
- أنه يتحسن ما دمت تضربه بالعصي ، أنه يزداد سمنة بضربات العصي .
  
« 51 »
 
- ويقينا إن نفس المؤمن كالعزيراء ، إنها قوية سمينة بطعنات الألم .
 
100 - ولهذا السبب ، فمن بين كل خلق الدنيا ، يكون التعب والبلاء أكثر انصبابا علي الأنبياء .
- بحيث صارت أرواحهم أقوي من كل الأرواح ، فلم يبتل مثل هذا البلاء قوم آخرون .
- والجلد يتمدد من عقار البلاء ، ويصير لينا كأنه الأديم الطائفي .
- وإن لم يكن قد عولج بالمر والملح ، لتعفن ولصار سيئا نجسا .
- فاعلم أن للإنسان جلدا غير مدبوغ ، صار من الرطوبات قبيحا ثقيلا .
 
105 - فعالجة بشدة بالمر والملح ، حتى يصير طاهرا لطيفا ذا بهاء .
- وإن لم تستطع ، فارض أيها العيار ، ولو ابتلاك الله بلا اختيار .
- فإن البلاء من الحبيب تطهير لكم ، وعلمه أعلي من تدبيركم .
- فعندما ينظر إلي الصفاء يكون البلاء حلوا ، ويطيب الدواء عندما يكون المرء ناظرا إلي الصحة .
- إنه يري نفسه منتصرا في عين الهزيمة ، فيقول إذن أقتلوني يا ثقات .
 
110 - لقد كان هذا الشرطي نفعا بالنسبة لغيره ، لكنه بالنسبة لنفسه صار مردودا .
- لقد قطعت عنه رحمة الإيمان ، والتف حوله الحقد الشيطاني .
- فصار منبعا « 1 » للغضب والحقد ، وأعلم أن الحقد هو أصل الضلال والكفر .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : مصنع .
 
« 52 »
 
سؤال أحدهم عيسى عليه السلام :
ما هو أشد شئ من بين شدائد الحياة ؟
 
- قال أحد الأذكياء لعيسي عليه السلام : ما هو أشد شئ في الوجود ؟
- أجاب : أيها العزيز ، أن غضب الله هو أشد ما في الوجود ، إن الجحيم مثلنا تماما يرتعد منه .
 
115 - قال : فماذا يكون الأمان من غضب الله ؟ قال : ترك غضب النفس في التو واللحظة .
- ومن ثم فإن الشرطي الذي صار منبعاً « 1 » لهذا الغضب ، جاوز غضبة القبيح هذا السباع .
- فأي أمل له في الرحمة إلا أن يرجع ذلك الذي لا فضل له عن هذه الصفة .
- فبالرغم من أنه لابد للعالم من وجودهم ، فإن هذه الفكرة نفسها لجديرة بالإلقاء بهم في الضلال .
- فلابد للعالم أيضاً من وجود المراحيض ، لكن تلك المراحيض لا تكون ماء معينا .
 
هم العاشق بالخيانة وزجر المعشوق له
 
120 - عندما رآها ذلك الرجل الساذج وحيدة ، سرعان ما هم بتقبيلها ومعانقتها .
- فزجرته تلك الحسناء زجرا شديدا قائلة : لا تتقدم أيها الوقح واحفظ الأدب .
- قال : نحن في خلوة آخرا ولا وجود لأحد ، والماء موجود ، وأنت ظامئة مثلي .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : منجم .
 
« 53 »
 
- إن أحد لا يتحرك هنا ، ولا حركة إلا للريح ، من الذي يوجد ومن الذي يمنع هذا الانبساط ؟
- قالت : لقد كنت أبله ، أنت أبله ولم تسمع من العقلاء .
 
125 - إنك إن رأيت الريح تتحرك ، فأعلم أن هنا أيضا محركا للريح وسائقا للريح .
- إن مروحة التصريف وهي من صنع الله ، ساقها علي هذه الريح فهي تحركها .
- فإن جزء الرياح الذي هو في حكمنا . . لا يتحرك ما لم تحركه المروحة .
- وإن حركة هذه الرياح الجزئية أيها الساذج . . لا تحدث بدونك وبدون المروحة .
- وحركة ريح النفس الذي في الشفة ، تابع تصريف الروح والبدن .
 
130 - حينا تجعل النفس مدحاً ودعوة ، وحينا تجعل النفس هجاءً وشتما .
- إذن فاعلم أحول الرياح الأخري ، فإن أولي النهى يرون الكل عندما يرون الجزء .
- فالحق يجعل الريح حين ربيعا ، وهو يعريها من هذا اللطف في الشتاء « 1 » .
- ويجعل الرياح صرصرا علي قوم عاد ، ثم يجعلها معطرة على قوم هود .
- ويجعل من ريح السموم سما زعافا ، كما يجعل من رياح الصبا مباركة طيبة .
 
135 - ولقد جعل رياح النفس أساسا لك ، حتى تقيس عليها كل ريح .
..............................................................
( 1 ) حرفياً : شهر ديماه وهو يوافق ديسمبر ويناير .
 
« 54 »
 
- لا يتحول النفس إلى كلام دون لطف أو قهر ، فهو علي قوم شهد ، وعلى آخرين سم .
- وهو محرك المروحة من أجل الإنعام علي أحد ، لكنها تكون من أجل قهر كل بعوضة وذبابة .
- ولماذا لا تمتلئ مروحة التقدير الإلي من الامتحان والابتلاء .
- ما دامت الرياح الجزئية الموجودة في النفس ، لا تكون إلا في نفع أو ضر .
 
140 - وهذه الشمال وهذه الصبا وهذه الدبور ، كيف تكون بعيدة عن اللطف والانعام ؟
- فانظر من الأهراء إلي كف من القمح ، وأفهم أن كل القمح يكون علي نفس النسق .
- فكل الريح من برج الهواء السماوي ، فكيف تنطلق دون مروحة ذلك الذي يزجى السحاب ؟ !
- وعلي رأس البيدر عند التذرية ، ألا يطلب الفلاحون من الحق أن يزجي الرياح ؟
- وذلك من أجل أن يقوموا بفصل القمح عن التبن ، حتى ينقلوه إلي المخازن والأهراء .
 
145 - وعنما تتأخر هذه الرياح في هبوبها ، تراهم جميعا يضرعون إلي الله .
- وهكذا في الطلق وهو ريح الولادة ، إن لم تهب ، يرتفع صوت الأم بالاستغاثة .
- فإذا كانوا لا يعلمون أنه هو الذي يزجي الرياح ، فما تلك الضراعة منهم .
- وأولئك الذين يركبون السفين يطلبون الريح ، كلهم يطلبونها من رب العباد .
 
« 55 »
 
- وأيضا بالنسبة لآلام الأسنان الحادة ، تقوم بدفعه بالحرقة والاعتقاد .
 
150 - وأولئك الجنود أيضا متضرعون إلي الله ، قائلين : سق ريح الظفر يا ولي التوفيق !
- كما أنهم يطلبون رقعة بالتعويذ عند آلام الطلق عند المرأة من كل عزيز .
- ومن ثم فكل الناس عرفوا يقينا . . أن رب العالمين هو الذي يرسل الرياح .
- وتعلم عقل كل عالم علي سبيل اليقين . . إن كل متحرك لابد من محرك يكون معه .
- فإذا كنت لا تراه ظاهرا ، فافهم وجوده بظهور آثاره .
 
155 - إن الجسد يتحرك بالروح وأنت لا تري الروح ، لكن اعرف الروح من حركة الجسد .
- قال « العاشق » : إذا كنت أبله فيما يختص بالأدب ، فأنني ماهر وذكي في الوفاء والطلب .
- قالت : إن الأدب إذن هو ما شوهد منك ، أما الآخر فأنت تعلمه أيها المجادل «1» .
 
قصة ذلك الصوفي الذي ضبط زوجته مع غريب
 
- جاء أحد الصوفية إلي منزله نهاراً ، كان المنزل إذا باب واحد والزوجة مع إسكاف .
- لقد التحمت مع عاشقها تلك المرأة من وسواس الجسد ، وكان ذلك في تلك الحجرة .
..............................................................
( 1 ) يوجد بيتان بعد في نسخة يوسف بن أحمد المولوي :
هكذا كان أدبك وما خفي كان أفظع مما رأيناه علي وجه اليقين ، وكل ما ينضح من هذا الإناء فيما بعد ، سوف يكون علي هذا النمط بأجمعه « 4 / 38 »
كما يوجدان عند جعفري « 9 / 330 » .
  
« 56 »
 
160 - وعندما دق الصوفي الباب عند الضحي باصرار ، بقي كلاهما بلا حيلة ، ولا طريق « للفرار » .
- فلم يكن من المعهود أن يعود في ذلك الوقت « من النهار » من الدكان إلي الدار .
- فلا شك أنه عاد قاصداً ذلك اليوم ، ولعل شكا روعه ، فعاد إلى الدار .
- كان اعتماد المرأة علي أنه لم يعد من عمله إلي الدار في ذلك الوقت قط من قبل .
- ولم يصدق قياسها هذا من القضاء ، فبالرغم من أنه ستار إلا أنه يعطي الجزاء .
 
165 - فما دمت قد أسأت فخف ولا تكن آمنا . . ذلك أن « اساءتك » بذرة ينميها الإله .
- إنه يستر عدة مرات . . عل الندم يعتريك من هذا الذنب أو ( يحل بك ) الحياء .
- وفي عهد عمر رضي الله عنه ، سلم أمير المؤمنين لصا إلى الشرطة والجلاد .
- فصاح ذلك اللص : يا أمير الديار ، الأمان ! ! إن هذا أول جرم ارتكبه .
- فقال عمر « رضي الله عنه » : حاشا لله أن يقسو عليك في الجزاء وأنت في « فعلتك الأولى » .
 
170 - إنه يستر مرات من أجل إظهار الفضل ، ثم يأخذ من أجل إظهار العدل .
- وذلك حتى تظهر هاتان الصفتان ، تكون تلك بشيرة وهذه نذيرة .
- إن تلك المرأة كانت قد أتت الفاحشة مرات ، ومرت عليها هونا فكانت تبدو لها سهلة .
 
« 57 »
 
- لم تكن تعلم واهية العقل والقدم ، إنه ليس في كل مرة تسلم الجرة « 1 » .
- وعندما يريد أن يصيب المنافق بموت الفجاءة ، يقوم بتضييق القضاء عليه .
 
175 - فلا رفيق ولا طريق ولا أمان ، لقد مد ذلك الملاك يده نحو الروح .
- وهكذا ، فإن تلك المرأة وخدنها قد تيبسا من البلاء ، وهما في حجرة الجفاء تلك .
- فقال الصوفي لنفسه : سوف أنتقم منكما أيها الكافران ، لكن بصبر .
- لكن على أن أتظاهر بأنى لم الحظ شيئا هذه اللحظة ، حتى لا تصل الفضيحة إلى أسماع كل إنسان « 2 » .
- إنه ينتقم منكما خفية وبحق ، قليلا قليلا كما يكون مرض السل .
 
180 - فالمصاب بالسل ينقص في كل لحظة كأنه الثلج ، وهو يظن في كل لحظة أنه أفضل من اللحظة السابقة .
- إنه يكون كما الضبع يمسك به « الصيادون » ، وهو مخدوع بصياحهم : أين هذا الضبع ؟ !
- لم يكن هناك مخبأ لتلك المرأة ، لم يكن هناك دهليز أو سندرة أو طريق إلى السطح .
- لم يكن هناك فرن تختبئ فيه ، لم يكن هناك جوال يصلح أن يكون حجابا لها .
- كان « المكان » كأنه ساحة القيامة ، لا حفرة ولا تل ولا مهرب .
 
185 - لقد قال الله تعالى في وصف هذا المكان الحرج من أجل الحشر : لا ترى فيه عوجا ولا « أمتا » .
..............................................................
( 1 ) حر : ليس في كل مرة تعود الجرة سالمة من الجدول .
( 2 ) حر : حتى لا تسمع كل أذن هذا الجرس .
« 58 »
 
أخفاء المعشوق تحت الحجاب ، وتعلل المرأة بالحجج
مصداقا لقوله تعالي : إن كيدهن عظيم .
 
- لقد ألقت عليه حجابها السابغ سريعا ، وجعلت من الرجل امرأة وفتحت الباب .
- كان الرجل تحت الحجاب ظاهرا مفتضحا للعيان كأنه جمل على سلم « 1 » .
- قالت إنها سيدة من أكابر المدينة لها نصيب من المال والجاه .
- ولقد أغلقت الباب حتى لا يدخل غريب الدار في غفلة منا أو منه .
 
190 - قال الصوفي : أية خدمة لها هنا حتى أؤديها لها دون انتظار لشكر أو منة ! !
- قالت : إنها تطلب « القرب » والمصاهرة ، وهي سيدة طيبة والله أعلم بها .
- أرادت أن ترى ابنتا بحيث لا تراها هي ، واتفق أن البنت موجودة في « الكتاب » .
- ثم قالت لي : حتى وإن كانت دقيقا أو نخالة ، سوف أجعل منها عروسا بالروح والقلب .
- وإن لها ابنا ليس موجوداً في المدينة ، طيب وماهر وجلدٌ وحسن الكسب .
 
195 - قال الصوفي : نحن فقراء ومساكين وفي قلة « من الأهل » ، وأهل السيدة أغنياء محترمون .
..............................................................
( 1 ) في نسخة نيكلسون : جمل على سلم ، وفي نسخة المولوي : جمل على قناة والأول أصح لأنه مثل فارسي .
كما يوجد بعده بيت عند المولوي وجعفري وعند استعلامى :
قال الصوفي عجبا ما هذا أنني لم أر هذه قط فمن تكون ؟ ! مولوى : 4 / 32 . جعفري 9 / 350 . استعلامى 4 / 17 .
 
« 59 » 
 
 
- فمتى تكون هذه كفؤا لهم في الزواج ؟ ! أيكون مصراع باب من خشب وآخر من عاج ؟ ! !
- ينبغي أن يوجد التكافؤ بين الزوجين في النكاح ، وإلا ضاق بهما الحال ولما بقي ارتياح ! !
 
قول المرأة أنها لا تفكر في الجهاز بل مرادها الستر والصلاح
وجواب الصوفي على هذا الأمر كناية
 
- قالت : لقد أخبرتها بهذا العذر ، قالت : لست من هؤلاء اللاتي يبحثن عن الجهاز .
- نحن ملولون من الذهب والمال متخمون بهما ، ونحن لسنا كالعوام حريصين على الجمع والكنز .
 
200 - إن هدفنا هو الستر والطهر والصلاح ، فبهذه الأمور يكون الصلاح في الدارين .
- فكرر الصوفي اعتذارة بالفقر ، كرر هذه الأمر وزاد فيه حتى لا يبقى شئ خفيا .
- قالت المرأة : لقد كررت القول في هذا المجال ، وقررت ألا يكون هناك جهاز .
- لكن رغبتها أكثر رسوخا من الجبل . . بحيث أنها لا تهتم لو كنا أشد فقرا من هذا بكثير « 1 » .
- إنها تقول : إن العفة هي مرادي ، والمقصود فيكم هو الصدق والهمة .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : بمائة ضعف .
 
« 60 »
 
205 - قال الصوفي : لقد رأت هي نفسها « جهازنا » ومالنا . . وترى منا ما « بطن وما ظهر » .
- والمنزل ضيق يسع فرداً واحداً . . ولا تخفى فيه إبرة .
- أما عن الستر والطهر والزهد والصلاح . فهي أكثر معرفة بها منا بشكل واضح .
- إنها تعرف أحوال الستر أفضل منا ، وما يتصل بالستر من وراء وقدام ومن أسفل ومن أعلى .
- إنها في الظاهر بلا جهاز ولا خادم . . وهي عالمة بصلاحها وسترها .
 
210 - وليس بالمتبع تفصيل القول في هذا الستر من الأب ، لأنه واضح لها وضوح النهار .
- لقد قصصت لك هذه الحكاية ، حتى تقلل من ادعائك عندما اتضح الخطأ الذي بدر منك « 1 » .
- وهو لك أيضا يا من أنت تتزيد في الدعوى ، هكذا كان اجتهادك وإعتقادك .
- كنت خائنا كزوجة الصوفي ، ونصبت شباك مكرك من أجل الاحتيال علىّ .
- بحيث أصبحت تخجل من كل ثرثار لم يغسل وجهه « ولا تستحى » من إلهك .
 
الغرض من تسمية الله سبحانه وتعالي بالسميع والبصير
 
215 - من أجل هذا قال الحق عن نفسه أنه بصير ، لأن رؤيته إياك نذير لك في كل لحظة .
..............................................................
( 1 ) من هذا البيت يبدأ حوار المحبوبة مع عاشقها .
 
« 61 »
 
- ومن أجل هذا قال الحق عن نفسه أنه سميع ، حتى تغلق شفتيك عن القول الشنيع .
- ومن أجل هذا قال الحق عن نفسه أنه عليم ، حتى لا تفكر في الفساد خوفاً منه .
- وليست هذه بأسماء أعلام على الله ، فإن الأسود يتسمى بكافور .
- إن الاسم مشتق والأوصاف قديمة وليست سقيمة على مثال العلة الأولى .
 
220 - وإلا فمن قبيل السخرية والضحك والدهاء ، أن يسمى الأصم بسامع والضرير بضياء .
- أو أن يكون « حيى » علماً على وقح ، أو أن يسمى أسود قبيح ب - « صبيح » .
- أو أن يلقب طفيل وليد بالحاج ، أو أن تلقبه « بالغازى » من أجل أن يكون لك كنية « جيدة » .
- فإذا كانت هذه الألقاب تقال على سبيل المديح ، فما لم يتصف بها حاملها ويكون الأمر صحيحا ،
- تكون من قبيل السخرية أو الجنون ، وتعالى الحق عما يقوله الظالمون .
 
225 - لقد كنت أعرفك من قبل الوصال ، أنك حسن الوجة لكنك سئ الخصال .
- وكنت أعرفك قبل اللقاء إنك مجادل ومقيم على الشقاء .
- وعندما تحمر عيني عندما يصيبها داء أعرف ذلك من الألم دون أن أراها .
- وعندما رأيتني مثل حمل بلا راع ، ظننت أنه ليس هناك من يحرسني أو يحافظ علىّ .
- لقد أن العشاق الما من ذلك ، إنهم ألقوا أنظارهم إلى حيث لا يجب .
  
« 62 » 
 
230 - لقد اعتبروا ذلك الظبي بلا راع ، واعتبروا ذلك السبي لهم بالمجان .
- وعندئذ أصابه سهم حاد في الكبد ، قائلا لهم : أنني أنا الحارس فقلل النظر جزافاً .
- فمتى أكون أقل من حمل أو أقل من شاة بحيث لا يكون هناك حارس خلفي ؟ !
- إني لي حارسا جديرا بملكه ، ويعلم حتى الريح التي تهب علىّ .
- وإن ذلك العليم ليس غافلا عن هذه الريح باردة كانت أو حارة وليس غائبا عنها أيها السقيم .
 
235 - والنفس الشهوانية صماء عن الحق عمياء عنه ، وكنت أرى بالقلب عماك عن بعد .
- ومن هنا لم أسالك طيلة ثمان سنوات عن أي شئ ، فقد وجدتك مليئا بالجهل والأعوجاج .
- وأي سؤال لي ممن هو في المستوقد عن حالة ما دام منكسا فيه ؟ !
 
مثال الدنيا كالمستوقد والتقوي مثل الحمام
 
- إن شهوة الدنيا على مثال المستوقد ، يكون حمام التقوى مشتعلًا منه .
- لكن نصيب المتقى من ذلك المستوقد هو الصفاء ، فهو موجود في الحمام وفي النقاء .
 
240 - والأغنياء مثل حملة البعر والقمامة ، من أجل إشعال النار عند الحمامي .
- لقد وضع الله الحرص في نفوسهم ، حتى يبقى الحمام رائجا معمورا .
- فاترك هذا المستوقد وأسرع نحو الحمام ، واعتبر أن ترك المستوقد هو « الذهاب » إلى عين الحمام .
 
« 63 »
 
- وكل من هو في المستوقد يكون كالخادم لكل من هو صابر وحازم .
- وكل من صارت سيماه في الحمام ، فإنما يبدو ذلك على وجهه الجميل .
 
245 - ومن هم في المستوقد أيضاً سيماهم واضحة ، من ملابسهم ومن الدخان ومن الغبار .
- وإذا كنت لا تراه فاذهب وشمه ، فالرائحة بمثابة العصا بالنسبة لكل ضرير .
- وإذا كنت لا تشم فجره في الكلام ، وأعلم السر القديم من الحديث الجديد .
- فيقول الوقاد صاحب الذهب : لقد حملت عشرين سلة من القمامة حتى الليل .
- وحرصك كأنه النار في الدنيا ، كل شعلة منها قد فتحت مائة فم .
 
250 - وهذا الذهب أمام العقل سئ وقذر كالبعر ، بالرغم من أنه كالبعر وقود النار .
- والشمس التي تحاكى النيران ، تجعل البعر الطري صالحا للنار .
- كما أن الشمس قد جعلت هذا الحجر ذهباً ، حتى تستعر النيران في مستوقد الحرص .
- وذلك الذي يقول : لقد جمعت مالا كثيراً فإن الذي يعنيه هو : إنني حملت قمامة كثيرة .
- وهذا الكلام بالرغم من أنه يزيد الفضيحة ، إلا أنه مجال الفخر بين الوقادين .
 
255 - فهذا يقول : لقد حملت ست سلال حتى الليل ، وذاك يقول : وأنا حملت عشرين سلة دون أدنى تعب .


 
« 64 »
 
- ومن ولد في المستوقد ولم ير النظافة ، فإن رائحة المسك تسبب له ألما شديدا .
 
قصة ذلك الدباغ الذي أغمي عليه ومرض في سوق العطارين
من رائحة العطر والمسك
 
- فقد أحدهم الوعي وانهار على الأرض ، عندما وصل إلى سوق العطارين .
- لقد أدارت رائحة العطر عند العطارين الكبار رأسة وسقط في موضعه .
- وسقط كالميتة غافلا بلا حس ، في رابعة النهار على قارعة الطريق .
 
260 - فتجمع الناس حوله في التو واللحظة ، محوقلين معالجين .
- أخذ أحدهم يدلك له صدره ، وأخذ آخر يرش عليه ماء الورد .
- وهو لا يدرى ما حدث من واقعة إنما حدث من وجود ماء الورد في هذا السوق .
- أخذ أحدهم يدلك يده ويمسح على رأسه ، وثالث أخذ يحضر الطين الطري المخلوط بالتبن .
- وكان أحدهم يخلط بخور العود بالسكر ، بينما يقوم آخر بتخفيف ملابسه عنه .
 
265 - ورابع يجس نبضه وكيف يدق ، وخامس يشم فمه .
- ليرى هل شرب خمراً أو أكل حشيشاً ، لقد عجز الخلق عن « معرفة السبب » في فقدانه الوعي .
- وسرعان ما طيروا الخبر إلى أهلة قائلين : إن فلانا قد سقط عن ذلك الموضع مهدما تماما .
 
« 65 »
 
- ولا يعلم أحدا به ، هل أصابه صرع ؟ ! أو ماذا حدث له حتى افتضح أمره هكذا ؟ ! « 1 » .
- وكان لذلك الدباغ العظيم أخ ذكى وماهر ، حضر على الفور .
 
270 - كان في كمه قليل من بعر الكلاب ، فشق صفوف الخلق وجاء في حنين .
- وقال : أنني أعلم سبب تعبه . . وعندما يعرف السبب يكون العلاج واضحا .
- وعندما يصبح السبب معلوماً لا يبقى إشكال في دواء الوجع ولو كان فيه مائة محمل .
- وما دمت قد علمت السبب فقد صار سهلا معرفة الأسباب التي صارت دافعة للجهل .
- وقال لنفسه : إن وجوده أي عروقه ومخه ، طية بعد طية « وقرت فيها » رائحة هذا البعر ، وبعر الكلب .
 
275 - إنه بين القاذورات حتى وسطه إلى الليل ، غريف في الدباغة طلبا للرزق .
- ومن هنا قال جالينوس العظيم ، أعط المريض ما تعود عليه .
- فمن خلاف العادة يأتية التعب ، فابحث عن دواء ألمه بما اعتاد عليه .
- لقد صار كالجعل من حمله للبعر ، ومن ماء الورد يصاب الجعل بالإغماء .
- ومن بعر الكلب يكون دواؤه ، فهو معتاد عليه مطبوع به .
 
280 - فاقرأ الخبيثات للخبيثين ، وأعلم ثانية ما ظهر من هذا الكلام وما بطن .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : سقط طسته من فوق السطح .
  
« 66 » 
 
- إن الناصحين يعالجونه بالعنبر وماء الورد من أجل حل هذا الإشكال .
- والطيبات لا تتفق مع الخبيثين ، فهم ليسوا لائقين لها أو جديرين بها أيها الثقات .
- ولما كانوا منحرفين عن عطر الوحي ضالين عنه ، كانت صرختهم : أنا تطيرنا بكم .
- إن هذا المقال تعب ومرض بالنسبة لنا ، وليس وعظكم بطيب الفأل بالنسبة لنا .
 
285 - ولو أنكم بدأتم بالنصح علانية ، لرجمناكم في التو واللحظة .
- لقد سمنت أجسادنا على اللغو واللهو ، ولم نطبع أنفسنا على النصح والعظات .
- إن قوتنا هو الباطل والهذر واللهو ، ومن هذا البلاغ تصاب معداتنا بالهياج .
- إنكم تجعلون الألم مائة ضعف أو ما يزيد ، وتعالجون العقل « بإعطائه » الأفيون
 
معالجة أخ الدباغ للدباغ بالبعر خفية
 
- وأخذ ذلك الشاب يبعد الخلق عنه ، حتى لا يرى أولئك الأشخاص دواءه .
 
290 - وقرب رأسة في أذنه كأنه يفضى له بسر ، ثم وضع ذلك الشئ بين أنخريه .
- فقد كان في كفه مسحوق بعر الكلب ، كان قد رأى أنه علاج مخة الدنس .
- ومرت برهة وبدأ الميت في الحركة ، فقال الخلق : لقد كانت هذه تعويذة مدهشة .
 
« 67 »
  
- لقد قرأ هذا « الشاب » تعويذة ونفخ بها في أذنه ، وكان ميتا ، وأنقذته هذه التعويذة .
- إن حركة أهل الفساد تكون في تلك الناحية التي يكون فيها الزنا والغمز بالعيون وتحريك الحواجب .
 
295 - وكل من لا يجدى فيه مسك النصيحة ، لا جرم أنه جدير بالاعتياد على الرائحة الكريهة .
- ومن هنا فقد سمى الحق المشركين « نجسا » ، وذلك أنهم ولدوا في البعر فيما سبق .
- والدودة التي ولدت في بعر الأبد ، لا تتحول طبيعتها بالعنبر .
- ولما لم يسقط عليها من نثار « رش النور » فإنها كلها جسم بلا قلب كالقشور .
- ولو قسم لها الحق من رش النور ، لولدت كما يحدث في مصر طيرا من بين البعر .
 
300 - لكن ليس ذلك الطائر الخسيس المنزلى ، بل طير العلم والذكاء .
- وأنت « 1 » تشبهها إذ أنك فارغ من هذا النور وذلك لأنك تضع أنفك على الدنس .
.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الخميس 3 سبتمبر 2020 - 14:27 عدل 2 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الأربعاء 19 أغسطس 2020 - 20:56 من طرف عبدالله المسافربالله

حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )   

حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس على مدونة عبدالله المسافر بالله
[ حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس ]
بقية حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس في حديقة مجهولة ،
فوجد المحبوب نفسه في الحديقة فأخذ من فرحته يدعو للعسس
بالخير ويقول عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .
- لقد أصفر منك الوجه والوجنة من الفراق ، أنت ورقة صفراء وثمرة فجة .
- لقد صارت القدر سوداء من النار ملوثة بالدخان ، أما اللحم فقد بقي من صلابته فجّا على حالته .
..............................................................
( 1 ) الحديث من المحبوبة للعاشق .
  
« 68 » 
 
- لقد غليتك لثمان سنوات « فوق نار » الفراق ، ولم تنقص ذرة واحدة من فجاجتك ونفاقك .
 
305 - لقد تحجر حصرمك ومن السقام ، أصبح الحصرم كله زبيبا ولا زلت ساذجاً فجاً .
 
اعتذار ذلك العاشق عن ذنبه بالحيلة والكناية
وفهم المعشوق له أيضا
 
- قال العاشق : كنت اختبرك فلا تدققى . . كنت أريد أن أرى هل تتجاوبين معي أم أنك عفيفة ! !
- وكنت أعرفك بلا امتحان ، ولكن متى يكون الخبر كالعيان ؟ !
- إنك شمس ، اسمك مشهور ومنتشرة ، فأي ضرر سيحيق بك لو قمت باختيارك ؟ !
- أنت أنا . . وأنا أمتحن نفسي كل يوم في النفع والضر .
 
310 - ولقد امتحن الأنبياء أعداؤهم ، حتى ظهرت منهم المعجزات .
- ولقد امتحنت عيني بالنور ، ألا فلتبتعد عن عينيك عين السوء .
- إن هذه الدنيا كالخرابة وأنت كالكنز ، فلا يضيقن صدرك إن بحثت عن كنزك .
- ومن هنا فقد تجاوزت حدودي معك جزافاً ، حتى أثرثر مع الأعداء ( عن عفتك ) في كل آن .
- ولكي أقدم أدلة مما شاهدته العين ، عندما يذكر لساني اسمك .
 
315 - فإذا كنت قد أصبحت قاطع طريق في طريق الشرف ، فلقد جئت أيها القمر بالسيف والكفن .
 
« 69 »
 
- فلا تقطعى قدمي ورأسي إلا بيدك ، فأنا من هذه اليد ولست من يد أخرى .
- إنك تتحدثين ثانية عن الفراق ، إفعلى ما تشاءين إلا هذا .
- لقد ارتج على الآن في عمران الكلام ، ولم يعد إمكان الكلام . . فقد تأخر الوقت .
- لقد قلنا القشور أما اللب فظل دفينا ، لو بقينا فإنه لا يبقى هكذا « دفينا » .
 
رد المعشوقة على غدر العاشق ومواجهته بتلبيسه
 
320 - فأجابته تلك المحبوبة قائلة : إن الأمر بالنسبة لنا « واضح » كالنهار وبالنسبة لك « مستور » كالليل .
- فلماذا تقوم بالحيل المظلمة في تقييمك للأمور أمام المبصرين ؟ !
- فكل ما في قلبك من مكر والتواء ، هو عندنا واضح ولائح كأنه النهار .
- وإذا كنا قد سترنا عليه من اللطف بالعباد ، فلماذا تمضى في توقحك إلى ما لا حد ؟!
- وتعلم من الأب فإن آدم في ذنبه ، هبط برضا وتسليم نحو مستقره .
 
325 - وعندما تيقن آدم أنه عالم الأسرار ، وقف على قدمية مستغفرا .
- وحط على تراب الهموم ، ولم يقفز من موضوع إلى آخر متعللا « 1 » .
- لقد قال « ربنا إنا ظلمنا » فحسب ، عندما رأى ملائكة « العقاب » من قدامه ومن ورائه .
- ورأى ملائكة العقاب مختفين كأنهم الأرواح ، وكل منهم في يده مقمعه ممتدا إلى عنان السماء .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : يقفز من غصن إلى غصن 
 
« 70 »
 
- فهيا كن نملة أمام سليمان « عليه السلام » حتى لا تشطرك هذه المقامع .
 
330 - ولا تقف لحظة واحدة إلا في مقام الصدق . . فليس للأخرس « من معين » سوى العين .
- فالأعمى وإن تطهر من الموعظة ، فإنه يتلوث في كل لحظة .
- ويا أيها الإنسان ، لست أعمى البصر ، لكن إذا جاء القضاء عمى البصر .
- وينبغي أعمار لكي يحدث . وهذا أمر نادر - أن يسقط مبصر من قضاء الله في بئر .
- بينما يكون هذا القضاء رفيقا للأعمى ، فإن السقوط عنده طبع وجبلة .
 
335 - إنه يسقط في القذارة ولا يعلم مصدر الرائحة ولا يزال يتساءل : أهي منى أو من القذارة .
- ولو أن أحد رشه بالمسك ، فإنه يظن أنه من لدنه وليس من إحسان الصديق .
- ومن ثم فإن عينين مبصرتين يا صاحب النظر ، هما بالنسبة لك بمثابة مائة أم ومائة أب .
- خاصة عين القلب وهي سبعون ضعفا « من عين الحس » ، وعين الحس قاطفة بيدرها .
- وا اسفاه فإن قطاع الطرق قد كمنوا لي ، وعقدوا مائة عقدة تحت لسان .
 
340 - وكيف يسير مقيد القدم سريعا وخفيفا ، إن القيد شديد الثقل فاعذره .
- إن هذا الكلام يصدر متقطعا أيها القلب ، فهذا الكلام در في در والغيرة طاحون .
- والدر حتى إن كان صغيرا منكسرا يصبح توتيا للعين المتعبة .
 
« 71 »
 
- فيا أيها الدر لا تلطم رأسك من انكسارك ، فمن الانكسار يتولد الضياء .
- وكذلك الكلام غير المترابط ، فإن الحق يقوم بإصلاحة في النهاية فهو الغنى « الحميد » .
 
345 - والقمح إن تحطم وطحن ، أتى إلى الدكان ، فهذا هو الخبز الصحيح .
- وأنت أيها العاشق عندما افتضح جرمك ، اترك الحيلة والتعلل « 1 » وكن كسيرا .
- ذلك أن الخواص من أبناء آدم ، إنما يتحدثون بنفس « إنا ظلمنا » .
- فاعرض حاجتك ولا تقدم حجتك ، مثل ذلك الذي فعله إبليس اللعين الصفيق .
- فإذا كانت صفاقته قد نجحت في إخفاء عيوبه ، فاذهب وجاهد في الجدل والصفاقة .
 
350 - لقد طلب أبو جهل من الرسول صلى الله عليه وسلم معجزة ، مثل حاقد من الأتراك الغز .
- لكن ذلك الصديق الحق لم يطلب معجزة ، بل قال : حرى بهذا الوجه ألا يقول غير الصدق .
- فمتى يصل الحال بمن هو مثلك أن يقوم بامتحان حبيب مثلي .
 
قول ذلك اليهودي لعلي كرم الله وجهه : إذا كنت تعتمد على حفظ الحق ،
فألق بنفسك من فوق هذا القصر وجواب أمير المؤمنين عليه .
 
- قال أحد المعاندين ذات يوم للمرتضى ، ولم يكن ذلك المعاند على علم بتعظيم الله .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : الزيت والماء .
  
« 72 »
 
- كان على سطح قصر شديد العلو ، قال له : هل أنت متفهم لحفظ الحق أيها الأريب ؟ !
 
355 - قال : نعم ، إنه حفيظ وغنى ، « وحافظ » لوجودنا منذ أن كنا أطفالا ونطفا .
- فقال هل : هيا وألق بنفسك من فوق السطح ، واعتمد تماما على حفظ الحق ! !
- حتى يثبت لي يقينك ، واعتقادك الحسن « الثابت » بالبرهان .
- فقال له الأمير : امض واذهب عنى ، حتى لا تهلك روحك من هذه الجرأة .
- فمتى يبلغ بالعبد أن يمتحن الله « إن هذا الأمر » يكون محض ابتلاء .
 
360 - ومتى تكون للعبد الجرأة من فضوله ، أن يقوم بامتحان الحق أيها الأبلة المخدوع .
- بل خليق بالله سبحانه وتعالى أن يقوم في كل لحظة بامتحان عبيده « وابتلائهم » .
- حتى يبدي لنا في كل لحظة عيانا ، ماذا نسره في « بواطننا » من اعتقاد .
- ولم يقل إنسان قط لله ، إنني أمتحنك ، بهذا الجرم والخطأ ( الذي ارتكبه ) .
- حتى أرى غاية حلمك أيها المليك . . آه أي إنسان يكون له مجال هذا الفعل ؟ ! أي إنسان ؟ ! !
 
 365 - ومن كثرة الضلال في عقلك ، فإن عذرك أقبح من ذنبك .
 
« 73 » 
 
- ذلك الذي رفع السماء بغير عمد « 1 » كيف تستطيع أنت أن تمتحنه .
- ويا من لم تعرف الشر والخير ، امتحن نفسك أولا ثم أمتحن الغير .
- وعندما تقوم بامتحان نفسك يا فلان ، فإنك تفرغ من امتحان الآخرين .
- وعندما تعلم إنك مجرد ذرة من سكر ، تعلم أنك أهل إذن لمخزن السكر .
 
370 - وأعلم أذن أن الإله لن يرسلك إلى مكان غير لائق بك إن كنت سكرا .
- فاعلم هذا بلا امتحان من علم المليك ، إنك إن كنت رئيسا لن يرسلك إلى صف النعال ! !
- فهل قام عاقل قط بالقاء در ثمين في مرحاض ملئ بالفضلات ؟ !
- وإن الرجل الحكيم الواعي لا يرسل القمح أبدا إلى مخزن القش .
- والشيخ الذي هو دليل ومرشد ، إذا قام مريد بامتحانه فهذا المريد حمار .
 
375 - وإنك إذا امتحنته في طريق الدين ، فإنك تصير أيضا ممتحنا يا من أنت بلا يقين .
- تتعرى جراتك وجهلك ويفتضحان ، ومتى يصير « المرشد » عارياً من ذلك الافتضاح .
- فإذا جاءت ذرة لتزن الجبل ، فهي تحطم ميزانها بهذا الجبل أيها الفتى .
- وذلك الذي يضع رجل الحق في ميزانة ، فإنه يضع الميزان بقياسة هو .
- وإذا كان ميزان العقل لا يسعة ، فإنه يحطم ميزان العقل .
 
380 - فاعلم أن الامتحان هو أشبه بالسيطرة عليه ، ولا تطلب السيطرة على هذا المليك .
..............................................................
( 1 ) حر : الذي رفع سقف السماء .
 
 
« 74 »
  
- وأية محاولة من الصور للسيطرة على مثل هذا المصور امتحانا له ؟ ! !
- فإذا كانت قد عرفت ماذا يعنى الامتحان ، فإن الذي جعلها تعرفه هو المصور الذي صورها .
- وأي قدر لهذه الصور التي صورها . . إلى جوار الصور التي لا تزال موجودة في علمه ؟ ! !
- وعندما يوسوس لك الشيطان بهذا الامتحان ، فاعلم أن مآل السوء قد وقع عليك وقطع رقبتك .
 
385 - وعندما تشعر بهذا الوسواس ، فعد بأسرع ما يمكن إلى الله ، واسجد .
- واجعل سجودك مبللا بدمعك الجاري ، و « أدع » قائلا : يا الله خلصني من هذا الظن » .
- وفي ذلك الزمان الذي صار فيه الامتحان مطلبا لك ، فاعلم أن مسجد دينك قد صار ملآنا بالخروب .
 
[ حكاية المسجد الأقصى والخروب ]
قصة المسجد الأقصى والخروب وعزم داود عليه السلام على بناء ذلك
 المسجد قبل سليمان عليه السلام
 
- عندما صح عزم داود عليه السلام على أن يبنى المسجد الأقصى بالحجارة .
- أوحى إليه الحق قائلا : دعك من هذا الأمر ، فإن « بناء » هذا المكان لن يتم على يديك .
 
390 - وليس في تقديرنا أن يكو أنت هو الذي يبنى المسجد الأقصى أيها المختار .
- قال : فما هو جرمي يا عالما بالسر ، حتى تأمرني بألا أقوم ببناء المسجد .
 
« 75 » 
 
- قال : لقد لقد سفكت دماءً كثيرة دون ذنب جنت ، وحملت دماء المظلومين على عاتقك .
- ومن حلاوة صوتك أسلم خلق لا حصر لهم الروح ، لقد صاروا صيداً « لهذا الصوت الجميل » .
- لقد سفك دم كثير من جراء صوتك ، من جزاء صوتك الحلو السالب للروح .
 
395 - قال « داود » : لقد كنت مغلوبا لك ثملا بك ، كانت يداى مقيدتين بيدك .
- أليس كل مغلوب للمليك مرحوماً ؟ ! وأليس المغلوب كالمعدوم .
- قال سبحانه وتعالى : أين ذلك المعدوم المغلوب ؟ ! ، أيقنوا إنه ليس معدوما إلا بشكل نسبى .
- إن مثل هذا المعدوم الذي غاب عن وعيه ، هو أفضل الموجودات وأعظمها .
- إنه فان بالنسبة لصفات الحق ، وفي الحقيقة فإن البقاء له في « هذا » الفناء .
 
400 - وكل الأرواح في تدبيره . وكل الأشباح في مرمى سهمه .
- إن من هو مغلوب في لطفنا ، ليس مضطرا ( مجبورا ) بل هو مختار بالولاء ( والمحبة ) .
- ومنتهى الاختيار يصبح لمن يكون اختياره مفتقدا هنا .
- وليست هناك لذة عند المختار ، إنه لم يصر له محو الأنية في نهاية الأمر .
- وفي الدنيا إذا كانت هناك لقمة أو شرية ، فإن لذتها فرع اللذة الخالصة .
 
405 - وإن صار المرء بلا تأثر باللذات ( الدنيوية ) ، لصار لذة في حد ذاته وآخذا للذات .
 
« 76 »
 
شرح : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ، والعلماء كنفس واحدة ،
وبخاصة اتحاد داود وسليمان وسائر الأنبياء عليهم السلام بحيث إنك إن أنكرت واحدا لا يصح الإيمان بأي نبي  وهذه علامة الاتحاد بحيث إذا خربت منزلا من آلاف المنازل فكأنك خربتها جميعا ولا يقوم جدار واحد ومصداقا لقوله تعالى :لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ، والعاقل تكفيه الإشارة وهذا في حد ذاته جاوز الإشارة . « 1 »
 
- بالرغم من أنه لن يتأتى من جهدك وقوتك ، إلا أن هذا المسجد سوف يبنيه ابنك .
- وفعله هو مثلك أيها الحكيم ، فاعلم أن بين المؤمنين اتصالا من قديم .
- والمؤمنون متعددون والإيمان واحد ، أجسادهم متعددة لكن روحهم واحدة .
- وغير الفهم والروح الموجودين في الثور والحمار ، للإنسان عقل آخر وروح أخرى .
..............................................................
( 1 ) ج / 9 - 431 :
ثم خوطب داود من قبل الله تعالى يا أيها النبي المجتبى حسن اللقاء .
دع قلبك من التفكير من هذا الخبر ولا تجعل للحزن سبيلا إلى قلبك ولا تغتم لا تدع للهم سبيلا إلى قلبك أيها الطاهر ونظف مرآتك من أي غبار إذ قلنا لك دعك من هذا البناء فلا سباحة لك في هذا البحر هذا أمر القضاء . وحكم القضاء وليس في وسعك أمامه إلا الرضا فارض بقضاء الله وأسعد وسلم وانج من قيد الحزن أنه لن يتم بجهدك فدعك من هذا السعي وانصرف عنه .
 
« 77 » 
 
410 - وغير روح الإنسان وعقله ، هناك روح في ولى ذلك الزمان .
- وليس بين الأرواح الحيوانية اتحاد ، فلا تبحث أنت عن هذا الاتحاد من الهواء .
- فإذا أكل هذا الخبز لا يشبع منه ذاك ، وإن يحمل ذاك حملا لا يحس هذا بثقله .
- بل أنها تفرح عند موت « روح حيوانية » أخرى ، وتموت حسدا عندما ترى روحا ذات مئونة .
- وأرواح الذئاب والكلاب كل روح منها على حدة ، لكن أرواح أسد الله متحدة .
 
415 - لقد جمعت أرواحهم على سبيل اللفظ ، لكن الروح الواحدة منها تكون كمائة بالنسبة للجسم « 1 » .
- مثل ذلك النور الموجود في شمس السماء ، يكون مائة « نور » بالنسبة لأفنية الدور .
- لكن أنوارها كلها تكون واحدة ، عندما تقوم برفع الحواجز فيما بينها .
- وعندما لا تبقى هناك قواعد للدور ( الأجساد ) ، يكون المؤمنون مثل نفس واحدة .
- وهناك فروق واشكالات تتأتى من هذا المقال ، فذاك لا يكون مثل هذا . .
لكنه مثال .
 
420 - وهناك فروق بلا حد بين شخص الأسد وبين شخص الإنسان الشجاع .
- لكن عند ضرب المثل يا طيب النظر ، هناك اتحاد في التضحية بالروح والشجاعة فانظر .
..............................................................
( 1 ) عنوان في نسخة جعفري قبل الآبيات التالية . ( 9 / 445 ) .
 
« 78 »
  
- بحيث يكون ذلك الشجاع على مثال الأسد في النهاية ، لكنه ليس كالأسد في كل الأمور .
- وهذه الدار ليس فيها صورة متحددة ، حتى أضرب لك منها مثالا .
- بل حتى لكي أورد مثالا واحدا ناقصا . . حتى أخلص العقل من حيرته .
 
425 - إنهم يضعون ليلا في كل دار مصباحا ، حتى يتخلصوا بنوره من الظلمة .
- إن ذلك المصباح كالجسد ونوره كالروح ، وهو - أي النور - محتاج لفتيل ومواد أخرى .
- وذلك المصباح ذو الفتائل الستة من هذه الحواس ، كله ذو أساس واحد من الأكل والنوم .
- إنه لا يعيش نصف لحظة دون أكل أو نوم ، حتى مع الأكل والنوم لا يظل يعيش أيضا .
- وبلا فتيل ولا زيت ليس له بقاء ، ومع وجود الفتيل والزيت هو أيضا بلا وفاء .
 
430 - ذلك أن نوره لعلة باحث عن الموت، وكيف يعيش والنهار المضئ هو موته ؟!
- وكل أحاسيس البشر هي أيضا بلا بقاء ، وذلك أنها فانية أمام نور يوم الحشر .
- وأنوار أحاسيس آبائنا وأرواحهم ، ليست فانية بشكل كلى كالنبات .
- لكنها على مثال النجم وضوء القمر ، تمحى كلها إن سطع عليها ضوء القمر .
- هذا كما أن لدغة البرغوث وألمها تنمحى تماماً عندما تأتى الحية إليك .
 
« 79 » 
 
435 - كعار قفز في الماء ، حتى نجا من هذا الماء من وخز النحل .
- وهناك نحلة تطوف حول رأسه ، وكلما رفع رأسه لا تعفية ( من الوخز ) .
- إن هذا الماء هو ذكر الحق ( جل وعلا ) ، ووخز النحل في هذا الزمان هو ذكر « فلانة » وذكر « فلان » .
- فابق لحظة في ماء الذكر واصطبر ( عليه ) ، حتى تنجو من الفكر والوسواس القديم .
- وبعد ذلك تتخذ لنفسك طبع هذا الماء الصافي جملة ومن قمة الرأس إلى أخمص القدم .
 
440 - وأيضا فإن نحل الشر يهرب منك وأنت في الماء ويأخذ حذره منك .
- وإن أردت من بعد ذلك فابتعد عن الماء ، لأنك قد صرت شريكا في الأصل للطبع المائي .
- ومن ثم فأولئك الذين تجاوزوا الدنيا ، ليسوا بفانين بل استغرقوا في الصفات .
- ( فنيت ) كل صفاتهم في صفات الحق ، كالنجوم أمام تلك الشمس ، وأصبحت بلا أثر .
- وإذا كنت تريد دليلا منقولا من القرآن أيها الحرون ، فاقرأ : «وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ» .
 
445 - والمحضرون لا يكونون معدومين فانظر جيدا ، حتى تعلم بقاء الأرواح يقينا .
- والروح المحجوبة عن البقاء في عذاب شديد ، والروح الواصلة في البقاء متجردة من الحجاب .
  
« 80 »
  
- والمراد أنى قلت لك حذار ، لا تبحث عن الاتحاد مع مصباح هذا الحس الحيواني .
- وأوصل روحك على وجه السرعة يا فلان مع أرواح قدس السالكين .
- فإذا كان لك مائة مصباح ، سواء كانت هذه المصابيح مشتعلة أو مطفأة . . فهي منفصلة ، وليست ( مصباحا ) واحدا .
 
450 - ومن هنا فإن أصحابنا « إياهم » في قتال ، ولم يسمع أحد عن حرب وقعت بين الأنبياء .
- ذلك أن نور الأنبياء كان شمسا ، ونور حسنا مصباح وشمع ودخان .
- تموت واحدة من هذه الشموع ، وتبقى واحدة حتى الصباح ، تكون إحداها ذابلة والأخرى ذات ضياء .
- والروح الحيوانية التي تحيا من الغذاء ، تموت هي الأخرى بكل طيب وكل قبيح .
- فإذا مات هذا المصباح وطويت ( أيامه ) ، متى يصير منزل الجار مظلما ( من ذلك ) ؟ !
 
455 - وما دام نور هذا المنزل قائما بدونه . . فإن مصباح حس كل دار قائم على حدة .
- وهذا مثال عن الروح الحيوانية ، وليس مثالا عن الروح الربانية .
- ثم إن القمر عندما ولد من هندى الليل ، سقط النور من كل كوة .
- فاعتبر نور تلك المائة منزل نوراً واحداً ، إذ لا يبقى نور هذى الدار دون نور تلك الدار .
- وحين تطلع الشمس الساطعة من الأفق ، يكون نورها ضيقاً على كل دار .
  
« 81 »
  
460 - ثم عندما تأفل شمس الروح ، يزول النور عن كل الدور .
- وهذا هو مثال على النور وليس مثله ، أنه يكون هاديا لك قاطعا لطريق العدو .
- وذلك القبيح الطوية على مثال العنكبوت ، إنه ينسج حول نفسه حجبا متعفنة .
- لقد جعل من لعابه حجاباً على النور ، وأصاب بصيرة إدراكه بالعمى .
- وأن من يأخذ بعنق الجواد ينقاد له ، لكن من يأخذ بقدمه يتلقى الرفسات .
 
465 - فقلل ركوب جواد حرون بلا زمام ، واجعل العقل والدين إمامين لك والسلام .
- وفي هذا الاتجاه لا تنظر بوهن وخمول ، ففي هذا الطريق ينبغي الصبر وشق الأنفس .


بقية قصة بناء المسجد الأقصى
« 1 »
- عندما بدأ سليمان البناء ، طاهرا كالكعبة ذا إقبال كمنى .
- كان يرى في بنائه العظمة والشموخ ، لم يكن غثا ( دميما ) كالأبنية الأخرى .
- وعند ( البناء ) كان كل حجر يقطعونه من الجبل ، كان يصيح من البداية « سيروابى » .
 
470 - وكان النور يشع من قطع الآجر ، وكأنه من ماء جسد آدم وطينه .
- كان الحجر آتيا دون حمال ، وصارت تلك الأبواب والجدران ( مفعمة ) بالحياة .
..............................................................
( 1 ) ج / 9 - 455 :
عد تحدث عن قصة المسجد مع سليمان النبي حسن السجايا .
 
« 82 »
  
- ويقول الحق : إن جدران الجنة ، ليست كالجدران القبيحة الخالية من الروح .
- وعندما يكون باب الجسد وجدرانه على وعى ، تكون الدار حية لأنها منسوبة إلى المليك .
- وسواء الشجر والثمر والماء الزلال ، تكون مع ساكن الجنان في حديث ومقال .
 
475 - ذلك أن الجنة لم تصنع من مواد ، لكنها صنعت من الأعمال والنيات .
- وهذا البناء كان ميتا لأنه من الماء والطين ، وذلك البناء صار حيا لأنه من الطاعات .
- هذا من الأصل بقي مليئا بالحلل ، وذاك من أصله هو العلم والعمل .
- كذلك تكون السرر والقصر والتاج والثياب ، مع ساكن الجنة في سؤال وجواب .
- فالفرش يطوى دون أن يقوم بذلك فراش ، والدار تكنس دون كناس .
 
480 - فانظر إلى منزل القلب تغضن من الحزن ، وكنس دون كناس من التوبة .
- لقد صار سريرها ( أي الجنة ) سيارا بلا حمال ، وصارت الحلقة وصار الباب مطرباً وقوالا .
- فحياة دار الخلود موجودة في القلب ، وما فائدة القول إن كنت لا أستطيع التعبير عنها .
- وعندما كان سليمان يدخل المسجد كل صباح من أجل إرشاد العباد .
- كان يعظ حينا بالقول واللحن والموسيقى . . وحينا بالفعل أي بالركوع أو الصلاة .
  
« 83 » 
 
485 - إن الموعظة بالفعل أكثر جذبا للخلق ، إذ تصل إلى روح كل من له أذن وكل أصم .
- وفيها يقل وهم الإمارة ، وتأثيرها يكون قويا في الأتباع .
 
قصة بداية خلافة عثمان رضى الله تعالى عنه وخطبته في بيان
أن ناصحا فعالا بفعل أفضل من ناصح قوال بقول
 
- إنها قصة عثمان عندما صعد المنبر ، عندما ولى الخلافة أسرع قلقا .
- كان منبر العظيم ثلاث درجات ، وكان أبو بكر قد ذهب وجلس على الدرجة الثانية .
- وجلس عمر في نوبته على الدرجة الثالثة ، من أجل حرمة الإسلام والدين .
 
490 - وعندما حلت نوبة عثمان ، جاء وصعد أعلى المنبر وجلس ذلك المحمود البخت .
- وسأله أحد الفضوليين : إن هذين ( السابقين ) لم يجلسا في موضع الرسول .
- إذن كيف بحثت أنت عن علو عليهما . . ما دامت أقل منهما في المرتبة ؟ !
- قال : لو أنني جلست على الدرجة الثالثة ، لتوهم الناس أنني على مثال عمر .
- ولو أنني جلست على الدرجة الثانية ، لقيل : هو أبو بكر وهو مثله .
 
495 - وهذا هو مقام المصطفى ، وليس لو هم أن يمثلنى بهذا السلطان .
- ثم إن ذلك الودود جلس في موضع الخطبة حتى العصر صامت الشفة .
- ولم تكن عند أحد الجرأة أن يقول له : هيا قل ، أو أن يخرج من المسجد آنذاك .
  
« 84 »
  
- لقد حطت هيبة على الخاص والعام ، كان ذلك الصحن والسقف مليئين بنور الله .
- وكان كل مبصر ناظر النور ، وحتى الأعمى أحس بالحرارة من تلك الشمس .
 
500 - كانت عين الأعمى تفهم من الحرارة ، أن الشمس قد تصاعدت بلا فتور .
- وهذه الحرارة تقوم بفتح البصيرة ، حتى ترى العين كل مسموع .
- فمن حرارتها يكون ( للأعمى ) ضجر وحالة ( ضيق ) ، ومن حموها يكون للقلب انبساط وفسحة .
- وعندما صار الأعمى دافئا من نور القدم ، يقول من الفرح : لقد أصبحت مبصرا .
- إنك ثمل جدا ، لكن يا أبا الحسن ، هناك قدر من الطريق حتى الإبصار .
 
505 - وهذا يكون نصيب الأعمى من الشمس ، ومائة ضعف لهذا ، والله أعلم بالصواب .
- وذلك الذي يكون مبصرا بهذا النور ، متى يكون تفسير ( إبصاره هذا ) عمل أبى علي بن سينا ؟ ! !
- وحتى إذا كان وكان له لسان مائة ضعف كلسانه ، فماذا يكون حتى يحرك بكفه حجب العيان ؟ ! !
- فويل له إن لمس الحجاب ، فإن السيف الإلهى يبتر يده .
- وماذا تكون اليد ؟ ! بل يقطع رأسه نفسها ، تلك الرأس التي تفشى الأسرار من الجهل .
 
510 - ولو كان للخالة خصية لصارت خالا ، وهذا الأمر تقديرى لو أنها كانت هو ! !
 
« 85 »
 
- ومن اللسان حتى العين التي تكون خالية من الشك ، إذا قلت توجد مئات الألوف من السنين فهي قليلة .
- وهيا ، لا تكن قانطا ، عندما يشاء الحق ، يصل النور من السماء في لحظة واحدة .
- وهناك مائة أثر من الكواكب توصلها قدرته إلى المناجم في كل لحظة .
 
515 - إن كوكب الفلك ناسخ للظلم ، لكن كوكب الحق راسخ في صفاته .
- والفلك ذو الطريق الذي يستغرف خمسمائة عام أيها المستعين ، جاء في الأثر أنه اقترب من الأرض .
- وثلاث آلاف سنة وخمسمائة حتى زحل ، تقوم خاصيته لحظة بلحظة بالعمل .
- إنه يقلبه رأسا على عقب كالظل في الإياب ، وماذا يكون طول الظل أمام الشمس .
- ومن النفوس الطاهرة كأنها الفلك مدد يصل نحو كواكب الفلك .
 
520 - وفي الظاهر تكون هذه الأفلاك قوامة علينا ، لكن بواطننا ( في الحقيقة ) صارت قوامة على السماء .
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الخميس 3 سبتمبر 2020 - 14:28 عدل 3 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الخميس 20 أغسطس 2020 - 3:51 من طرف عبدالله المسافربالله

شرح حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )   

حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس على مدونة عبدالله المسافر بالله
شرح حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس  
( 40 - 51 ) : يبدأ مولانا في إكمال الحكاية التي وردت في نهاية الكتاب الثالث بداية من البيت 4807 ، لكنه كعادته ودأبه في القص ، يقدم من خلال الحكايات أفكارا عديدة ، وها هو يحدثنا عن حال عاشقه الذي وقع على معشوقته فجأة ، كان المعشوق بالنسبة له كالعنقاء ، لم يكن يسمع عنه إلا الاسم ، لم يكن قد شاهدها إلا مرة واحدة ثم نفذ سهم القضاء ، وهكذا كل شئ فيما يرى مولانا . . . يكفى أن يومض كالبرق في حياة الإنسان المظلمة شهاب من معشوق حي أو معشوق ميت ، ليس هذا فحسب بل إن حادثة ما قد تغير الإنسان تغيرا تاما ، وهذا واضح في سير الصوفية جميعا كما تقص . . حادثة فجائية تغير فهم الإنسان من النقيض إلى النقيض ، ليس هذا في الطريق الصوفي فحسب بل وفي كل أمور الدنيا ، ويظل الإنسان في أثر هذا الشهاب الذي ذاق حلاوته مرة



« 379 »
 
واحدة ، وينتقل مولانا من المطلق إلى المحدود ، ويقدم صورا محسوسة إن عاشق كل حرفة وكل شئ إنما يعشقها لأن الله تعالى قد أذاقه حلاوته منذ البداية ( انظر للذوق 1 / 255 - 277 ) وهكذا فعشق عمل ما إنما يمثل أساس هذا العمل ، ثم توضع العراقيل لأن كل لذة تنافس لذه القرب باطلة ، وكل شئ ما خلا الله باطل ، وإنما يضع الله سبحانه وتعالى العراقيل لكل يدفع الطالب مهر مطلوبه ، ويؤمله ويؤيسه في كل لحظة حتى لا يكف عن الطلب ، فالطلب في حد ذاته نوع من العشق هو عبادة قد يبطلها الوصول ، ولكل إنسان مطلوب يقف على بابه ، فانظر ما يكون مطلوبك ، فهو بقدر همتك ، والباب يفتح فيكون رجاء ثم يغلق فيكون يأس واضطراب وفي هذه البوتقة يصهر الإنسان .
 
( 52 - 64 ) : يعود مولانا جلال الدين إلى الحكاية ، فها هو العاشق الذي وجد محبوبه بينما كانت الشرطة تطارده يطلق لسانه يطلب الرحمة للشرطة لكن مولانا لا ينسى أن يحلل طبيعة الشرطة التي تكون أكثر فتكا من السلطة التي تقصد حمايتها ، فمن الواضح أن العاشق لم يكن قد ارتكب ذنبا ما ، لكن الشرطة كانت تطارده فحسب لكي تأخذ منه بعض الدراهم ( ! ! ) وها هو يدعو الله أن يعوضهم عما كانوا سيأخذون منه بأضعاف أضعافه ( ! ! ) وليس هذا فحسب بل يدعو أن يخلصه الله من طبيعة الشرطي فيه ، وما هي طبيعة الشرطي ؟ إنه لا يريد الخير للبشر ، إنه يفرح إذا قسا الملك على الرعية ، ويحزن إذا رحمها ، إنه يعتبر هذا العمل ابتلاء من الله سبحانه وتعالى ، بل إنه ليضلل الحاكم لكي تطلق يده في الرعية .
 
( 63 - 77 ) : لأن هذا الشرطي الذي لا يتأتى منه الخير ، قد يأتي منه الخير للعاشق ، وإن لم يكن هذا بإرادته ، يخلص مولانا إلى أنه لا يوجد شر مطلق
 
« 380 »
 
في هذا العالم . فما يكون شرا بالنسبة لأحد ، يكون خيرا بالنسبة لآخر ( انظر 1 / 2005 - 2008 ) وهذا نفى لكل مدارس الفسلفة التي تحدد المشكلة ( جعفري 9 / 295 وما بعدها ) والفكرة واردة عن سنائى في الحديقة « وفي ذلك الزمان الذي خلق الله فيه الآفاق لم يخلق شرا على الإطلاق » ( انظر الترجمة العربية للحديقة البيت 459 ) كما وردت في معارف بهاء لد ( 1 / 389 ) ،
وهكذا فقد كان مولانا جلال الدين شأنه في هذا شأن الصوفية يؤمن بأن الخير هو الأصل في العالم ، ويرى ملا هادي سبزوارى أن الحكماء الإلهيين كانوا يرون الخير بالنسبة للوجود بديهيا لأن هذا الأمر متعلق بأصل الأصول أي التوحيد ( سبزوارى 4 / 262 ) ،
ويروى الأنقروى حكاية عن محى الين بن عربى في هذا المجال إذا كان جالسا ذات يوم في جماعة من مريديه فمر أحدهم ذو رائحة كريهة ، فسأل مريديه عن سر هذه الرائحة الكريهة فقال بعضهم : للتواضع ، والمسكنة ، وقال بعضهم هضما لنفسه ، وقال بعضهم : سترا عن الناس لأسرار باطنه ، وقال الشيخ : لا بل الوجود خير محض وهو نظر إلى هذه الحبة فاحتملها لأجل الخيرية ( الأنقروى 4 / 24 )
أو كما قال ابن الفارض :فلا عبث والخلق لم يخلقوا سدى * وإن لم تكن أفعالهم بالسديدةوإلى مثل هذا المعنى ذهب حافظ الشيرازي بقوله :
قال شيخنا إن قلم الصنع لم يجر بخطأ قط ويستمر مولانا على هذا النسق في تفصيل هذه الفكرة ، فالسم قد يكون لهذا غذاء لكنه لذاك موت ، تماما كما ذكر سنائى في الحديقة إشارة إلى شرب
 
« 381 »
 
خالد بن الوليد السم الذي وجد في غنائم المدائن لم يصبه بأذى ( حديقة البيت 460 وشروحه ) وهكذا أمور الدنيا بأجمعها إلى ما لا نهاية . . ولماذا نبتعد ؟ انظر إلى شخص واحد ولنفرض أنه زيد مثلا . . فزيد هذا تتعدد الآراء فيه بتعدد الناس لكنه ذات واحدة في ظاهر الأمر ، فإذا كنت تريد أن يبدو لك طيبا فانظر إليه بعين عشاقه ، انظر إلى المطلوب بعيون طالبيه واستعر عيونا من طالبيه إذا لا يحمل عطاياه إلا مطاياه ، انظر إلى المجنون بعيون ليلى .
 
( 78 - 80 ) : وإذا كان الأمر هكذا بالنسبة لزيد فما بالك بمعدن الجمال وسره والحقيقة الخالدة ، فإذا كنت تريد أن تأمن الكسل والملال ، فاقرأ ( من كان لله كان الله له ) ، واقرأ أيضا : « ما يزال عبدي يتقرب إلىَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها » والنتيجة أن أي مكروه في سبيل الحبيب يكون محبوبا .
 
( 80 - 97 ) : لم ترد الحكاية التي تبدأ بهذه الأبيات في « مآخذ » فروزانفر ، وهي على كل حال قد تكون من مبتكرات مولانا جلال الدين نفسه ، وتدور في نفس السياق السابق ، فهذا الواعظ كان يرى في الشر نفسه خيرا ، وفي الأشرار فائدة للأطهار ، فكان دعاؤه كله وهو على المنبر للأشرار وقطاع الطريق والمشركين والمستهزئين بأهل الخير والدين ، وقد سئل كيف يدعو لأهل الضلالة ؟ فقال : لأدلهم علىَّ . . والحكاية في لبها أشبه بحكاية لقمان الذي سئل : ممن تعلمت الحكمة ؟ فقال : من الحمقى كلما فعلوا شيئاً تركته ، كما أشار عبد الباقي ( 25 / 4 ) إلى قول للإمام على قريب من هذا المعنى « كفاك أدبا لنفسك اجتناب ما تكرهه من غيرك » فحتى شر الأشرار قد يكون خيرا على
 
« 382 »
 
غيرهم ، فإنما يعلمون أن الشر المجسد يرغب أهل الخير في الخير ، وكلما اتجه إليهم من طبع على الخير ولقى من شرهم العنت والأذى ابتعد عنهم إلى جنب الله ، كما تعود الشاة الخائفة إلى القطيع ، وهكذا فالأشرار هم الذين يهيئون عن غير قصد وعمد للأخيار طريقهم ، فكم من عالم فذ حاربه أهل السوء وعصبة الضلال من المحيطين به عن كيد وحسد فكانت خلوته إلى كتبه وعلمه وأبحاثه سببا في خيره ، ويقص الأنقروى عن نفسه حكاية من هذا القبيل فليطلبها في موضعها ( 4 / 29 - 30 ) من يريدها بتفصيلاتها ، وهذا هو اللطف المخفى في ثياب القهر والذي يلجؤك إلى الله سبحانه وتعالى ، أليس أعداؤك في النهاية هم الذين يلجئونك إلى حلقة الذكر والفكر ؟ ! وكم يكون هناك من قهر مخفى في ثياب اللطف : أليس من أولاد المرء وأزواجه من يكون عدوا له . . ترى ماذا تكون هذه العداوة إلا الصرف عن الذكر ؟ ( عبد الباقي 25 / 4 ) ، أليس أصدقاؤك ومحبوك هم الذين يأخذونك من حلقة الذكر والفكر ؟ ! إن نفس المؤمن إنما تطيب بالبلاء ، ومن هنا كان « أشد الناس بلاء الأنبياء فالأولياء ثم الأمثل فالأمثل . » .
 
( 98 - 109 ) : يواصل مولانا الحديث عن البلاء وكيف يصقل الإنسان وينضجه ، فالإنسان دون تجربة وبلاء كالجلد غير المدبوغ لا قيمة له ، فالبلاء للإنسان كالملح والدباغة بالنسبة للجلد ، والطائفي منسوب إلى الطائف وهو جلد شهير بجودته ، وحتى إن لم تستطيع أن تأخذ أجر الصابر ، فخذ أجر الراضي ، فأنت مأجور في كلتا الحالتين ، « فإن الله إذا أحب عبدا إبتلاه وإن رضى اصطفاه » والصفاء بعد البلاء ، وعلمه فوق تدبيرك ، وكل ما قدر يكون ، ولا حيلة لك إلا التسليم والرضا ، حينئذ يكون البلاء حلوا ، وإن الله يجرب عبده بالبلاء كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار ( استعلامى 4 / 196 ) ، هكذا رأى الحسين بن منصور الحلاج نفسه حيا بالموت فصاح
 
« 383 »
 
اقتلونى اقتلونى يا ثقات * إن في قتلى حياة في حياة( انظر أول 3949 - 3950 ) .
 
( 110 - 119 ) - يعود مولانا فيعلق على نفسية الشرطي ، إنه مردود عن باب الله وإن كان يعتبر نفعا لغيره ، إنه لا يسعى لنفسه بالأعمال الصالحات وفي حديث قدسي قال الله تعالى لموسى أتخاف غيرى ؟ ! قال : بل أخاف من لا يخافك قال الله تعالى : حق لك أن تخاف من لا يخافنى ، وهكذا فإن الشفقة التي هي من الإيمان مقطوعة عن الشرطي ، ولا تنزع الرحمة إلا من شقى » بل هي القسوة والغضب المسيطران على الشرطي ويسوق مولانا مثلان هذا المجال ، وهو مستند على حديث نبوي ، أن رجلا سأل عيسى عليه السلام فقال : يا عيسى ما أشد الأشياء : قال غضب الرب فقال : وبم النجاة منه قال : إذا غضبت أن تترك غضبك ، كما قال الله تعالى في حديثه القدسي : يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب ، ( انقروى 4 / 34 ) ورد فروزانفر أصل الحكاية إلى حديث نبوي سئل النبي ما يبعد عن غضب الله عقابي ؟ قال أن لا تغضب وروى عن سيدنا على رضي الله عنه : يباعدك من غضب الله أن لا تغضب ، كما نقل عن الإمام موسى الكاظم : من كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضب يوم القيامة ( مآخذ 129 ) .
 
ويخلص مولانا من جواب سيدنا عيسى إلى أن الشرطي هو مصدر الغضب وقد جاوز الوحوش في الغضبية ولا أمل له في رحمة الله ، وإنما يسوقه في غيه وضلاله أن النظام في العالم لا غنى له عنه ، هذا هو ما يدريه ، إذ لا علاقة هناك بين من يقيم النظام وهو مقيم على سجيته وعلى غضبه ، ويسوق مولانا تشبيها
 
« 384 »
 
في هذا المجال على ما ورد في النص هذا بالرغم من أن الروايات كانت تروى عن احترام السلطة لجلال الدين - الخوف هنا عن الحساسية من السلطة المطلقة التي لا يرد عنها رادع .
 
( 120 - 154 ) : عودة إلى حكاية العاشق الذي وجد محبوبته في البستان وها هو يراودها عن نفسها ، فلا شاهد عليهما إلا النسيم ، وترد عليه زاجرة إياه : وأين محرك النسيم ؟ ! وينطلق مولانا جلال الدين في هذه الفكرة : إن هذه الرياح الجزئية التي هي طوع أمرنا لا تتحرك إلا إذا حركناها نحن بالمروحة وهذا النفس إنما هو متحرك بحركة الله سبحانه وتعالى « ولا متحرك إلا بمحرك » ( سبزوارى 4 / 274 ) بل الكلام الذي تجعله حينا مدحا وحينا ذما لابد له من محرك وهكذا دواليك حتى الرياح الكلية ، تستطيع أن تتعرف على طبائعها قياسا على هذه الرياح الجزئية التي تلمسها وتحس بها ، أحيانا تكون على الدنيا ربيعا وأحيانا تكون ريحا صرصرا كما كانت على قوم عاد ، وهناك ريح السموم وريح الصبا وفي الحديث النبوي « نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور » . وهكذا الكلام حينا لطف وحينا قهر ، وهو نفس رحماني في كلتا الحالين على فحوى « لا تسبوا الريح فإنه من الرحمن »
( مولوى 4 / 35 ) وإذا كانت المروحة حينا تكون للترويح ولكنها هلاك للبعوض ، فكيف تنكر هذا على الرياح الكلية أي الأبراج السماوية الهوائية الجوزاء والميزان والدلو ( سبزوارى 4 / 264 ) .
وكما يقدم مولانا فكرته على مستويات : ألا يطلب الفلاح الرياح لكي يذرى محصوله ؟ ! أليس طلق الولادة من قبل الرياح ؟ ! أليس ألم الأسنان نوعا من الرياح ؟ ! وهل تراك ترى كل هذا ؟ ! ألست تعرفها بآثارها ؟ ! .
 
« 385 »
 
( 156 - 160 ) : يقول العاشق أنه إذا كان قد جاوز حد الأدب فإنه يغفر له عند محبوبته سعيه وطلبه ، وكأنما كان يقول بلغة معاصرة : أن يسعى إلى غاية قبيحة بوسائل شريفة ( ! ! ) وترد المحبوبة ساخرة أن ما رأته فيه من حسن الأدب حقا ، وهذا هو ما يظهره فما بالك بما يبطنه فلا هو مستهلك في المعشوق ظاهراً أو باطنا ، وإنما تريد القول أن ظاهره يدل على باطنه فإن كل إناء ينضح بما فيه ( بيت أورده الأنقروى 4 / 41 والمولوي 4 / 28 ولم يرد في طبعة نيكلسون ) ، وتضرب مثلا بحكاية الصوفي الذي ضبط زوجته متلبسة بجرم الزنا مع اسكاف فألبسته ملابس النساء وادعت أنها زوجة أحد الأعيان جاءتها طلبا لابنتها ، والحكاية من الحكايات الكثيرة التي تجاهلها فروزانفر في مصادر حكايات المثنوى ولعله لم يجد لها أصلا ، وقال استعلامى إنها من المأثور الشعبي المشهور 4 / 198 .
 
( 161 - 171 ) : يسوق مولانا داخل الحكاية بعض الأفكار تعليقا على زوجة الصوفي إلى عودة زوجها في ذلك الوقت من النهار لكن الأمان من مكر الله لا يستقيم على طول الخط ، « والقياس » المذكور في 164 تأكيد من مولانا جلال الدين على عدم الاعتماد على القياس ( انظر أيضا الأبيات 82 من الكتاب الثاني و 3994 من الكتاب الثالث ) فإنه مهما كان ستَّارا إلا أنه يجازى ويعاقب ، والإثم أشبه بالبذرة ، ولا بد للبذرة من أن تنبت نباتا يظهر فوق الأرض وينبئ عنها ، ثم يضرب مثلا بحكاية أخرى ( تجاهلها أيضا فروزانفر ) وفحواها حكاية ذلك اللص الذي ضبط في عهد عمر بن الخطاب فسلمه إلى الجلاد ، وأخذ اللص يصيح بأنها أول مرة يفعلها ، فأجاب سيدنا عمر - رضي الله عنه - بأنه : حاشا لله أن يفضح مذنبا عند أول فعله للمذنب ، إنه يستر مرات من فضله لكنه يفضح من أجل العدل ، وذلك حتى تتجلى صفتاه : اللطف والقهر .
 
« 386 »
 
( 172 - 185 ) - لقد فعلت زوجة الصوفي هذا الفعل مرات ومرات ولكن ليس في مرة تسلم الجرة ، وهكذا يصاب المنافق بموت الفجاءة كي تفوته فرصة التوبة ، وها هو الصوفي يخاطب الزوجة الفاجرة ، أن الله يعلم لكن غضبه يفعل فعله بالتدريج كمرض السل ، يظن المريض أنه صحيح بينما يقضى عليه المرضى لحظة بلحظة ، وهكذا فقد وجدت المرأة نفسها كأنها في العرصات يوم الحشر ، حيث لا ترى عوجا ولا أمتا يستطيع المجرم أن يختبىء خلفه ( انظر طه / 102 ، 107 ) .
 
( 186 - 209 ) : أخفت المرأة خدنها في ملابس النساء ، إن الرجل مفتضح داخل ملابس النساء كأنه جمل على رأس سلم ، لكن المرأة تواصل حديثها ، ولكي تتم السخرية لا تجد موضوعا تتحدث فيه إلا الشرف ، فإنه هذه المرأة من نسوة الأعيان جاءت خاطبة ابنتها ، كيف ؟ ! وأول شروط الزواج الكفاءة ، لا يهم هي لا تريد لابنها سوى الشرف والأصل والمنبت الطيب . .
كم من الغارقين في الإثم لا يتحدثون إلا عن الشرف ؟ ! وهل صادفت في أي زمان ومكان متشدقا بالشرف والعفة إلا وهو غريق في الإثم حتى أذنيه ؟ ! إنه نوع من الازدواجية حيث يبدو في الظاهر ما يتوق الباطن إليه . . جزئية من جزئيات الحياة اليومية التقت إليها مولانا بعينه الناقدة الفاحصة . . أشبه بنظريات الإسقاط في علم النفس الحديث ، فقد كانت المرأة تستطيع أن تدخل أي موضوع إلا موضوعات الستر والعفة والأصل والمنبت الطيب .
 
( 210 - 224 ) : هذا هو المستفاد من الحكاية : تواصل المعشوقة حديثها إلى عاشقها : لقد رويت لك هذه الحكاية حتى تكف عن التشدق بالكلام من افتضاح أمرك . . إنك أشبه بزوجة الصوفي غريق في الخيانة والإثم ومتشدق بكلام لا
 
« 387 »
 
جدوى منه ، إنك تخجل منى ، لكنك لا تخجل من الله سبحانه وتعالى ويواصل مولانا جلال الدين ( المعشوقة في الظاهر ) حديث عن صفات الله وهي أولى المشكلات الكلامية التي يخوض فيها في هذا الكتاب الرابع لقد سمى الله سبحانه وتعالى نفسه سميعا لكي تكف عن قول الهزل ، وسمى نفسه عليما حتى لا تفكر في الفساد خوفا منه ، وليست هذه كلها أسماء أعلام بالنسبة لله تعالى ، فمن الممكن أن تسمى الأشياء بأضدادها ، والاسم جامد ومشتق لكن أسماء الله قديمة ، ويرى ملا هادي سبزوارى
 
( 4 / 266 ) أن مولانا جلال الدين يرد بهذا على مذهبين : المذهب الأول هو مذهب المعتزلة الذين قالوا بنفي الصفات عن الله تعالى بالنيابة بمعنى أن الآثار المترتبة على الصفات تترتب عنده سبحانه وتعالى على الذات ، وقالوا ليس له صفة قائمة به بل صفته هي وصف له ( انقروى 4 / 53 )
وهذا مثل أحكام الفعل وإتقانه وهو من آثار العلم ، أوخذ الغايات ودع المبادئ وهذا خطأ محض لأن الأثر غير ابتداء الأثر ، وهو في حد ذاته مبدأ الكمال ، ومستجمع للكمال كله بالوجوب ، كما نفى أيضا مذهب الأشاعرة الذين قالوا بزيادة الصفات على الذات ،
وهذا يعنى أن الصفة قائمة بغيرها بحيث يعنى هذا أنها لا محالة زائدة على الذات وهذا باطل ، فالصفات عين الذات ، وكما قال أمير المؤمنين ، رضي الله عنه : كمال الإخلاص نفى الصفات عند الشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة فمن وصفه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ،
وفي رأى العارفين المتألهين أنهم يقولون بالحقيقة النورية للوجود الصرف كوجوب محض دون تعينات الذات وكل حقيقة مأخوذة بتعين كمال يسمونها الصفة ويطلقون على مجموع الذات والصفة « اسما » ( سبزوارى 4 / 266 - 267 وانظر مذاهب الإسلاميين لعبد الرحمن بدوي ص 545 وما بعدها ) .
ولعل مولانا يقدم هنا رأيا جديدا ، وهو أن
 
« 388 »
 
الأسماء مشتقة من أوصاف قديمة ، والاشتقاق على نوعين اشتقاق انتزاعي بمعنى أن كون الله سميعا وبصيرا صفات منتزعة من صفاته القديمة بلا تأخر أو تقدم ، والمعنى الثاني الإشتقاق الفعلي أي أنها قديمة اشتقت منها الصفات له سبحانه وعالي من العالم المحدث ، كما يرد في البيت نفسه ( 219 ) أنه ليس سميعا على مثال العلة الأولى فقد سماه بعض الفلاسفة بالعلة الأولى أو علة العلل ( جعفري 9 / 363 - 365 ) .
 
ويواصل مولانا جلال الدين مناقشة القضية على طريقته ، فإنك إن فصلت الصفة عن الذات فكأنك تسمى الأصم سامعا والضرير ضياء أو تسمى الحيى وقحا ، والقبيح صبيحا والوليد حاجا ومن لم يغز غازيا فإذا كانت هذه الصفات موجودة في المسمى فهي مدح وإلا كانت من قبيل السخرية أو الجنون ، وتعالى الله سبحانه وتعالى عما يقوله الظالمون علوَّا كبيرا .
 
( 225 - 237 ) : وتعود المحبوبة لمخاطبة عاشقها أو مولانا لمريديه لا حاجة إلى لجاجك وعنادك ونقاشك ، لقد كنت أعرف قبل اللقاء أنك مجادل راسخ في الشقاء ، وليس مهما أن أراك ، فإن المرء يحسن بمرض عينيه مع أنه لا يراها وها هو الدليل من أول لقاء عندما رأيتني دون حارس ، ظننت أنه لا حارس لي ، بينما يبكى العاشقون حقيقة إذا نظروا حيث لا ينبغي النظر ، وهناك كثير من الروايات حول عاقبة النظر إلى ما لا يحل ( أنظر كشف المحجوب ص 396 - ص 398 ، وانظر حديقة الحقيقة الترجمة العربية ص 186 ) ،
إنما يصلهم العقاب الفورى من الحارس الذي لا ينام وحارسي هو الذي لا يغفل ولا ينام ، وهو الذي يعلم كنه الريح التي تهب علىَّ ، وهو ليس بغائب ، ترى كيف عرفتك من بعيد ؟ !
يكفى أن أعلم نفسك الشهوانية وهي تدل بعدها على كل شئ يتعلق بك ، وهي أي النفس الشهوانية عمياء عن الحق لا تراه ولا تسمعه ، أأسألك عن أي شئ يخصك . . وكيف أسأل من هو في مستوقد الحمام بين القمامة وأسباب الإحراق هل هو في نعمة أو في شقاء . . يكفى أن أنظر لحاله ؟
 
« 389 »
 
( 238 - 251 ) يقدم مولانا جلال الدين صورة للدنيا على أساس أنها كمستوقد الحمام ، إنه شديد القذارة ، لكن الحمام لا يقوم إلا به ، ولا يتم الطهر إلا إذا أوقد هذا الحمام واستقرت فيه النيران ، لكن بينما يكون للمتطهر المتقى الصفاء منه ، يكون أولئك الذين ينغمسون في هذا المستوقد في قذارة وشقاء ، فكأن الدنيا لا غنى لها عن هذا التكالب والتكاثر لكي يستقيم أمرها ، والأغنياء أو المهتمون بالمال عموما أشبه بمن ينقلون أنواع القمامات إلى مستوقد الحمام لكي يحتفظوا به مشتعلا ، إن حرصهم هو الذي يجعل هذا الحمام مشتعلا . . .
 
والحاصل أن عليك أن لا تكون من أهل المستوقد بل أن تكون من أهل الحمام ، إن مجرد ترك المستوقد يعنى أنك قد انتقلت إلى الحمام . أي أن مجرد الزهد في الدنيا يعنى أولى خطواتك نحو التطهر . ، وكل شخص من الفريقين ظاهر السمات والمتطهر يبدو ذلك من وجهه وهيئته ، كما أن المنغمس في ذلك الذي يبدو به كذلك .
وأنت إن لم تر وجه ذلك المتطهر فتنسم رائحته ، فالرائحة تعنى العصا لكل ضرير ، وإذا لم تكن تشم فاجعله يتحدث وفي حديثه إنباء به ،
نعم سوف نجد أولئك الذين يحملون القمامة إلى المستوقد يتفاخرون بعدد ما ينقلون إلى الحمام من سلال القمامة وكأنهم يتحدثون عن الذهب ، وهؤلاء لا أمل منهم فلا حياة لهم إلا في الدنس فيه حياتهم وفيه غاية همهم وفيه شقاؤهم أيضا .
 
( 257 - 275 ) : القصة التي تبدأ بهذا البيت يردها فروزانفر ( مآخذ / 129 ) إلى ما ورد في كيمياى سعادت لأبى حامد الغزالي « ومثله ( أي من لا يأنس إلى الحق ) مثل ذلك الكناس الذي ذهب إلى سوق العطارين فسقط مغشيا عليه من الروائح الطيبة وأخذ الناس يتقاطرون عليه يرشون عليه ماء الورد ويضمخونه
 
« 390 »
 
بالمسك بينما حاله يزداد سوءا ، حتى وصل أحد الكناسين إلى ذلك المكان وفهم حاله ، فأتى بقطعة من براز وجعلها لينة وحكها بأنفه فعاد إليه وعيه وقال يا لها من رائحة جميلة ، كما نظهما العطار في أسرار نامة ( ص ص 61 - 62 من تحقيق سيد صادق كوهرين )
وتشير الحكاية أن الذي يحيا في الدنس ويعتاد عليه ويكون قائما بالفساد لا حياة له إلا به ، تكون حياته في هذا الفساد إن ابتعد عنه مات ، ويكون الجو النظيف وبالا عليه ، وتصدق هذه الظاهرة على النظم أيضا فالنظام الذي يكون قائما على الفساد والنهب يظل بقاؤه ما دام الفساد والنهب قائما ، ومهما تشدق بالإصلاح فإنه أبعد ما يكون عن الإصلاح لأن في الإصلاح موته ونهايته ، فيتردى من فساد إلى فساد حتى يقتله نفس هذا الفساد .
 
( 276 - 288 ) : التعليق بالطبع من إفاضات مولانا جلال الدين ، فها هو يسوق على لسان أخ ذلك الدباغ الذي أغمي عليه في السوق أن هكذا أوصى جالينوس : « أعط المريض ما اعتاد عليه » لكن هذا القول ليس من أقوال جالينوس ، وهو منسوب إلى أبو قراط ونقله عنه ابن أبي أصيبعة « يتداوى كل عليل بعقاقير أرضه فإن الطبيعة تفزع إلى العادة » ( استعلامى 4 / 302 ) .
أو « داوها بالتي كانت هي الداء » ، فإن علاجه بخلاف عادته يزيد من مرضه ، وإن لم تكن تصدق هذا فاقرأ من القرآن الكريم « الخبيثات للخبيثين » واعلم ظهره وبطنه ، أي أعلم أنه وإن كان قد نزل في حالة خاصة هي حالة براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من حديث الإفك ، فإنما يقصد أن كل خبيث لخبيث وكل طيب لطيب ، وذلك مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام « اعملوا فكل ميسر لما خلق له » .
وكما قال في حديث قدسي : « خلقت الجنة وخلقت لها أهلا وخلقت النار وخلقت لها أهلا ( مولوى 4 / 43 ) » ولا يتواءم الخبيثون مع الطيبات ، أليسوا هم الذين لم يصل عطر الوحي إلى مشامهم ، فقالوا للأنبياء :
 
 
« 391 »
 
« إنا تطيرنا بكم » ( انظر الكتاب الثالث الأبيات : 2602 - 3094 وشروحها وانظر الكتاب الثاني حكاية ذي النون ) ، وكأنهم كانوا يقولون : لقد نشأنا على اللهو واللعب وسمنا به وتعودنا عليه ، إن قوتنا في هذا الهذر وفي هذا الفساد واللهو واللعب ولا حياة لنا إلا به ، إنكم تشبهون من يعالج العقل بالأفيون ، كأن مولانا كان تنبأ بمن سوف يقول « إن الدين أفيون الشعوب » ( جعفري ، 9 / 381 ) » .
 
( 289 - 295 ) : يواصل مولانا حكايته : ها هو الدباغ يصرف الخلق المتزاحمين حول أخيه المغمى عليه ليعالجه خفية بعلاجه الذي لا يزيد عن فضلات الكلاب ، ويفيق ، وها هم الخلق يظهرون عجبهم : يا لها من رقية عجيبة تلك التي تلاها في أذن المغمى عليه فأفاق للحظته ، غير واعين إلى أنه عالج فسادا بفساد ، وهكذا كل من الأدواء الفاسدة في كل العصور التي لا يزيد عن فضلات الكلاب يطرحها أولئك المحتالون على العقول الفاسدة ، فتدهش منها وتعجب ، كم من الأفكار المسمومة والفنون الهابطة تجد لها جماهير من المغيبين عقليا ، ويكون انتشارها دليلا على سحرها دون أن يكلف إنسان خاطره بأن يسأل عن كنهها ، وهكذا تكون حركة أهل الفساد ، حيث يكون الزنا والتلاعب بالحواجب ، وكلها مغيبات للوعى إلا أن أهل الفساد يرون فيها وعيهم وصحتهم ، وكل من لم يعتمد على الطهر تكون حياته بالفساد ، وكل من لم تشغله الكبائر شغلته الصغائر .
 
( 296 - 300 ) : ومن هنا قال الله تعالى : «إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا» ( التوبة : 28 ) وذلك لنجس باطنهم ( انظر نجس الباطن الكتاب الثالث ) والدود الذي تربى في البعر ، لا يتغير طبعه من
 
 
« 392 »
 
العنبر ، وأولئك الذين لم يصيبهم رش النور الذي ورد في الحديث النبوي الشريف « إن الله خلق الخلق في ظلمة ثم رش عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور فقد اهتدى ومن أخطأ فقد ضل » ( مولوى 4 / 45 ) أما من أصابه رش النور فإن بيضته تلد طائرا كما يحدث في مصر عندما توضع البيض في الزبل فتخرج منه فراريج ، إن رش النور الإلهى إذن يوجد اعتدالا طبيعيا ، يجعل الحياة تخرج من المزابل ، لا . . ليس المقصود هو ذلك الدجاج الهزيل بل دجاج العلم والمعرفة ، أولئك الدراويش المطعمين بالنور الإلهى الذين يعيشون في الخرابات ثم تفيض ألسنتهم بالحكمة الإلهية .
 
( 301 - 319 ) : عودة إلى حكاية المحبوبة وحبيبها في البستان إنك تبدو كمن حرم رش هذا النور ، فها أنت بعد ثماني سنوات من الفراق لم تنضجك التجربة ( يبدو أنها حكاية عاشق مدع في مقابل حكاية العاشق الناضج الواردة في حكاية وكيل صدر جهان في آخر الكتاب الثالث )
وها هو فراق ثماني سنوات لم يغير من عدم نضجك ومن تفاهتك ، وإن ثمان سنوات من الفراق تجعل من الحصوم زبديا لكنك لا زلت حصر ما متحجرا . .
ويرد العاشق ، والعاشق في الحقيقة لا يرد بل يتقبل كل ما يقوله المعشوق ، لكننا أمام عاشق مجادل يوقعه الجدل في الخطأ تلو الخطأ ويرده عن باب المعشوق ، ويزيده هجرا وفراقا ، وصرما لحبال الود ، وماذا كان رده ؟ !
إني أمتحنك لأرى إن كنت عفيفة أو غير عفيفة ، لكن متى يكون الخبر كالعيان ؟ !
إنك كالكنز في هذه الخرابة ( الدنيا ) والناس إنما يبحثون عن الكنوز إنما قمت بكل هذا حتى أتحدث مع أعدائك عن عفتك وصلاحك ( عن شرح الأنقروى ( 4 / 69 ) : الشيخ الذي هو إمام مرشد إذا امتحنه مريد فهو حمار )
 
« 393 »
 
وانظر إلى هذه الأجوبة الغثة مقارنا إياها مع هذا البحر الخضم في العشق في حكاية وكيل صدر بخارى في الكتاب الثالث إن العاشق يطمع أول ما يطمع في المشاهدة ولا يؤمن إلا بما يرى . . وإن كان قد تجاوز الحد فها هو يقدم روحه فداء على أن تسلب بيد المحبوبة ولا تحكم عليه بالفراق . . ، وهكذا عندما يصل الحديث إلى الفراق يفضل مولانا ألا يتحدث ( انظر هذا المعنى في الكتاب الثالث مقدمة حكاية وكيل صدر جهان ) .
 
( 320 - 338 ) : ترد المعشوقة كل ما تراه دفينا مستورا إنما هو نهار مضىء واضح أمامنا وضوح النهار وما فيك مستور ليل مظلم . . فإن كنت عاشقا صادقا كيف تأتى بهذه الحيل والألاعيب ؟ !
وإن صمتنا من رحمتنا بالعباد ، فلماذا تتجاوز الحد ؟ !
تعلم من أبيك الأول واستغفر لذنبك ولا تلج ، ولا تجادل ، فإنه لم ينتقل من غصن إلى غصن ، أي لم ينتقل من حديث إلى آخر لقد اكتفى بقوله : «رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ» ( الأعراف : 22 ) انظر التفسير في الكتاب الأول ) .
ليس عليك إلا أن تكون نملة أمام سليمان وإلا مزقتك تلك الهراوات في أيدي الزبانية ، وليس لك إلا مقام الصدق ، لست محروما من البصر لكن القدر قد ضرب على بصرك وإذا جاء القدر عمى البصر ، ( انظر مقدمة هذا الكتاب وانظر الكتاب الثالث وانظر الكتاب الأول أبيات ( 1241 - 1244 ) .
 
إذا جاءت التقادير سلبت التدابير وخاصة عن القلب الذي هو سبعون طية ( سبزوارى 4 / 269 ) والأعمى يقع على الدوام في النجاسة لكن من النادر أن يقع فيها المبصر ، ومن هنا فالعين البصيرة بنور الله سبحانه وتعالى أفضل من مائة أم وأب ، والعين هي عين القلب وهي سبعون ضعفا من عين الجسدية ( انظر الكتاب الثالث ) وفي هذا تكون العين الجسد من طفيلى مائدتها ( انظر الكتاب الثالث ) .
 
« 394 »
 
( 339 - 351 ) : هناك كلام كثير ينبغي أن يقال عن الفرق بين عين النظر وعين القلب ، لكنها لحظة توقف من الحظات جلال الدين ، إنه يخشى أولئك الذين يقفون عند ظواهر الأمور ، يخشى العذل والملام ويخشى أكثر ألا يفهم كما ينبغي ، وألا تكون هناك الأفهام القادرة على تلقى هذه الأفكار والفكر المستنيرة التي تخيلها ( انظر الكتاب الثالث ) كما يخشى أهم من ذلك كله الغيرة الإلهية على تلك الأسرار عن أن تفشى لغير أهلها ، وعلى هذا فإن تلك الكلمات والإفاضات والمواجيد تلقى على عواهنها من غير ترتيب فإنما هي كالدرر التي يطحنها طاحون الغيرة الإلهية وحتى وهي مطحونة هكذا فإن من الدر المطحون يكون علاج العين الرمداء ، فيتم الكمال للدر والشفاء للعين فكمال الشئ باستخدامه حتى ولو حطم ، فانظر إلى القمح أيتم كماله إلا إذا صار طحينا ؟ ! وهكذا أنت أيها العاشق ، إن كمالك في أن تصير بددا ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتسليم ، لا تكن كإبليس جدلا ، ولا كأبى جهل الذي طلب معجزة من الرسول ، كن كآدم وكالصديق . . فمتى تصل أيها العاشق إلى مرتبة امتحان المعشوق .
 
( 325 - 365 ) : الحكاية الواردة هنا ردها فروزانفر إلى حلية الأولياء لأبى نعيم الأصفهاني « لقى عيسى بن مريم إبليس فقال : أمام علمت أنه لا يصيبك إلا ما قدر لك قال : نعم ، قال إبليس : فارق إلى ذروة هذا الجبل فترد منه فانظر أتعيش أم لا ؟ قال عيسى : أما علمت أمر الله تعالى قال : لا يختبرنى عبدي فإني أفعل ما شئت ( حلية الأولياء 4 / 12 ) كما وردت في تلبيس إبليس لابن الجوزي ص 281 ( عن مآخذ ص 130 )
وردت أيضا في إنجيل متى الإصحاح الرابع ( عبد الباقي - ( 63 / 4 ) ويبدو أن الحكاية رويت عن أكثر من راو وبأكثر من صيغة ) والمراد بالحكاية كما هو واضح أن العبد لا يمتحن ربه ( العاشق لا يمتحن محبوبه ولا المريد يمتحن شيخه ) .
 
« 395 »
 
( 365 - 388 ) : الكلام على لسان المحبوبة ( وعلى لسان جلال الدين أيضا ) إن عذرك أقبح من ذنبك يا من تدعى العشق ، ثم يبين لنا مولانا جلال الدين : أنى لك امتحان ذلك الذي رفع السماء بغير عمد ، أولى بك أن تمتحن نفسك ، فأنت لا تعرف الخير من الشر ، وإذا شغلت بامتحانك لنفسك وشغلتك عيوبك فإنك لن تشغل بعدها بعيوب الآخرين .
إنك إن امتحنت نفسك باجتناب المعاصي وزينت نفسك تعلم فطرتك التي فطرت عليها هي مظهر للطف والعناية الإلهية ، وتعلم بلا امتحان أن الإله لم يرسل إليك لطفه في غير محله ، بل لأنك جدير بهذا اللطف ، وإلا فهل يرمى عاقل الدر الثمين في مجارى الفضلات ؟ !
وأي مريد هذا الذي يريد أن يمتحن شيخه ؟ ! إنه بهذا يدل على حماريته ، إنك إن فعلت هذا فسوف تقع أنت نفسك في الامتحان والبلاء ، وهكذا تدل سير المشايخ وحكايتهم عن مريدين عرضوا أنفسهم لهذا الامتحان ، فيتعرى جهلهم ، فكيف يمكن قياس الشيخ بميزان المريد ؟
إن الامتحان أشبه بمن يريد أن يتدخل في ملكه ، إنه أشبه بتمرد الصورة على المصور ، وأي قدر لصورتك هذه أمام المصور التي خلقها ، إن مجرد التفكير في هذا الامتحان هو وسوسة من الشيطان حلت بك ، وإن حلت بك هذه الوسوسة فعلاجها السجود والدمع حتى يخلصك الله من هذه الوساوس التي هي بمثابة إرهاص بخراب دينك كما كان ظهور نبات الخروب في المسجد الأقصى إيذانا بخراب المسجد .
 
( 389 - 405 ) : الرواية الموجودة هنا بشأن المسجد الأقصى موجودة في العهد القديم ، كما وردت في حلية الأولياء ج - 5
وأيضا رواية فصوص الحكم وفي تفسير أبى الفتوح الرازي ج - 4 ،
أما رواية الحلية وهي أقرب الروايات إلى مولانا « عن رافع بن عمير قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « قال الله تعالى لداود : « ابن لي بيتا في الأرض فبنى داود عليه السلام
 
« 396 »
 
بيتا لنفسه قبل البيت الذي أمر به فقال الله تبارك وتعالى : يا داود بنيت بيتك قبل بيتي قال : أي رب هكذا قلت فيما قضيت من ملك استأثر ثم أخذ في بناء المسجد فما تم السور سقط ثلثاه فشكى ذلك إلى الله تعالى فأوحى الله تعالى إليه إنه لا يصلح أن تبنى لي بيتا قال : أي رب ولِمَ ؟ قال : لما جرت عليك من الدماء ، قال : أي رب أوليس ذلك في هواك ومحبتك ، قال : بلى ولكنهم عبادي ، وأنا أرحمهم قال : فشق ذلك عليه فأوحى الله إليه أن لا تحزن فإني سأقضى ببنائه على يدي ابنك سليمان . فلما مات داود عليه السلام أخذ سليمان عليه السلام في بنيانه ( مآخذ 130 / 131 حلية الأولياء ج - 5 ص 246 - 247 ) ،
تجرى الحكاية التي وردت في الرواية السالفة إلا فيما يتعلق بالحوار الذي جرى بين داود عليه السلام والله تعالى ، وتفسير أن الدماء التي سفكت على يد داود عليه السلام إنما كانت دماء أولئك الذين أسلموا الروح بتأثير جمال صوته عند المواعظ واعتذار داود عليه السلام بأنه كان مغلوبا والمغلوب كالمعدوم ويرد على الله سبحانه وتعالى : بأن المغلوب ليس معدوما ، فمتى يكون الفاني في الله معدوما والفناء هو عين البقاء
( انظر مقدمة الكتاب الثالث ) ومثل هذا المعدوم التي غلبت عليه المحبة هو أعظم من كل الموجودات ، إنه ليس مضطرا ولكنه مختار إنه مختار من الولاء ، ومن ثم فكل الموجودات تحت سيطرته ، وكل الأرواح والأجساد في مرمى سهمه ، إن منتهى الاختيار أن يكون اختيار المرء تحت سيطرة اختياره هو سبحانه وتعالى والاختيار نفسه لا معنى له إلا إذا محيت منه الأنية محوا تاما ، تسليم المرء وجهه ووجهته وضميره وسره للَّه سبحانه وتعالى ،
وحين تنقطع اللذات الطبيعية أي حين يترك المرء لذائذ الدنيا تسفر له اللذة الباقية عن وجهها ، لذة تهون إلى جوارها كل اللذات ، أو كما يرى السبزواري : « منتهى الاختيار أن يذوب اختيار المحدود في اختيار الحق المطلق الموجود ( سبزوارى 4 / 270 ) ( انظر مقدمة الكتاب الخامس ) .
 
« 397 »
 
( 406 - 441 ) : أن يتم المسجد على يد سليمان دون داود ليس في هذا انقاص من قدر داود عليه السلام ، فالمؤمنون جميعاً نفس واحدة ( انظر الكتاب الثالث المقدمة الشعرية ) فالمؤمن مرآة المؤمن ، والمؤمن وحده جماعة سبزوارى 4 / 270 ) وما الذي يجمعهم ؟ !
إنه الإيمان ، فالرسالة واحدة والنبوة واحدة فكما أن الروح مشتركة بين الحيوان والإنسان إلا أن هناك فرقا بين روح الإنسان وروح الحيوان ، وهناك فرق أيضا في العقل والفهم ، وهذا التفاوت حاصل أيضا بين أرواح العوام وأرواح الأولياء ، والأرواح الحيوانية لا اتحاد بينها ، بل هناك تنافر وتصارع وتكاثر وتحاسد ، ويفسر السبزواري الروح الهواء بأنها الروح المحيطة بالبدن ، والبدن بمثابة الغلاف لها ،
 
وهي على ثلاثة أقسام :
الروح الدماغية بها الدماغ ومجراها الأعصاب والروح القلبية ومنبعها القلب ومجراها الشرايين والروح الكبدية ومجراها الأوردة ( 4 / 271 )
إنها لا تستحق الجمع إلا لفظا وإلا فهي أرواح شتى وإن تشابهت في البنية إلا أن أرواح أسد الله واحدة وإن تحدثنا عنها بأسلوب الجمع وهو ما يعبر عنه في كتب زيارة الأئمة بالعبارة « أنتم نور واحد » ( سبزوارى 4 / 271 )
يصور مولانا هذه الوحدة بأنها كنور الشمس واحدة لكنه متعدد في الأفنية وإن رفعت الجدران « الأجساد » عاد نورا واحدا ، وإلى مثل هذا ذهب ابن الفارض :
نسب أقرب في شرع الهوى ، بيننا من نسب أبوتى .
 
وقال في التائية :
وجل فنون الاتحاد ولا فخد إلى فئة في غيره العمر أفنت فكم واحد جمع غفير ومن عداه شرذمة حجبت بأبلغ حجة
 
.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الخميس 3 سبتمبر 2020 - 14:28 عدل 1 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الخميس 20 أغسطس 2020 - 3:52 من طرف عبدالله المسافربالله

شرح حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )   

حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس على مدونة عبدالله المسافر بالله
شرح حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس 
« 398 »
 
( أنقروى 4 / 86 ) إذا انتفت القواعد إذن ( أي الأبدان ) عاد النور متحدا ، وقد يورد هذا التشبيه إشكالات لأن هناك فرقا بين الإنسان والأسد لكن المثل يتضح عند التضحية بالروح ، لا تشبيهات إذن إلا عند القيام بالعمل ولا صورة متحدة في هذه الدار : بل تفرق بينها الأشكال والأجساد وإن اتحدت الصفات وإلا ضربت لك مثالا ، فكل جماعة مظهر من مظاهر الصفات فالملوك هم مظهر لملوكية الله ، والعارفون هم مظهر نعيم الله ( سبزوارى 4 / 272 ) .
 
ويقرب مولانا جلال الدين - كما قال - الصورة التي يراها محيرة ، فلا شئ في الدنيا يشبه ما يريد أن يعبر عنه ، إن الأجساد في الدنيا أشبه بالمصابيح التي توضع ليلا في البيوت ، تحتاج إلى فتيل وإلى زيت من هذا وذاك ، وفتيلها هو تلك الحواس الخمسة ، فهو لا يحيا بلا نوم أو طعام ولا بقاء له دون زيت أو فتيل ، وهي أيضا لا وفاء لها بالزيت والفتيل ، إن طلوع النهار إيذان بموتها ، وهكذا جملة أحاسيس البشر فانية يوم الحشر ، وهذه الأحاسيس وإن تكن معدومة ، لكن الأرواح تظل موجودة ، وحقائقنا وماهياتنا وأعياننا الثابتة ليست قابلة للعدم لكنها مثل النجوم ومثل ضوء القمر تكون ممحوة في نور الشمس ، وهكذا مثلما ينمحى أثر لدغ البرغوت أن سعت الحية إليك ، ومثلما يهرب عريان في الماء حتى ينجو من لدغ الزنبابير تطوف فوق رأسه فرحة تنتظره أن يرفع رأسه من الماء لتلدغه . . فما هو الماء ؟ !
إنه ذكر الحق ، وما هي الزنابير في هذا الزمان ؟ !
إنها ذكر هذا وذاك ، فظل في الماء وأصبر حتى تنجو من الوساوس القديمة ، وسوف تأخذ بعدها طبع الماء الصافي بحيث تهرب منك وساوس الدنيا إلى الماء بدلا من أن تهرب أنت منها ، وبعدها ابتعد عن الماء إن استطعت فقد وصلت إلى سر التوحيد ، وصار قرينا لك ، مصاحبا إياك ، ويشير الأنقروى إلى معنى مشابه في شعر محيي الدين ابن عربى :
  
« 399 »
 
لقد كنت دهرا قبل أن يكشف الغطا * إخالك أنى ذاكر لك شاكر
فلما أضاء الليل أصبحت شاهدا * بأنك مذكور وذكرك ذاكر( أنقروى 4 / 91 ) ( 442 - 466 ) : يواصل مولانا جلال الدين إفاضاته في هذا المجال إذن فالذين ذهبوا عن هذه الدنيا ليسوا بفانين أو معدومين وإنما هم في صفات الحق مغمورون ، وكل صفاتهم أمام صفات الحق فانية مختفية كأنها أنوار الكواكب أمام نور الشمس ، وإن جادلت في هذا فاستمع من القرآن الكريم «وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ» ( يس : 22 )
قال نجم الدين في تفسيره « ما هي إلا جذبة واحدة بالخروج من لدنهم والغيب عنهم فاليوم لا تظلم نفس من استحقاقاتها وما هي مستعدة لقوله ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون ، فمن عمل للدنيا يجز من الدنيا ، ومن عمل للآخرة يجز منها ، ومن عمل لله يجز من عواطف إحسانه ( مولوى 4 / 64 )
والمحضرون لا يكونون معدومين وحسبك هذا دليلا على بقاء الأرواح . . . وثمة عذاب آخر للأرواح مختلف عن عذاب الأجساد :
وهو أن تحجب الروح عن بقاء الحق وهذا هو عذابها ، أما أرواح الأنبياء والأولياء فتكون منتفية عن الحجاب ببقاء الله ،
وها أنا قد حذرتك وقلت لك : ألا تحجب من اتحاد من هذا المصباح الحسى الحيواني ، وصل روحك بأرواح السالكين القدسية ، فإن كان لك فإنه مصباح من قبيل مصابيح الحس فهي ليست متحدة ،
 ومن هنا فالحرب قائمة والخصومة مستمرة ، والجدل محتدم بين أصحاب المصابيح الحسية والأرواح الحيوانية ولم يسمع أحد أن حربا قد قامت بين الأنبياء فأرواحهم شموس ، وأنوارنا الحسية مصابيح وشموع ودخان يموت أحدها فيشتعل آخر حتى الصباح ( القيامة ) ،
لكن مصباح النبي إن مات أو طوى
 
« 400 »
 
فمتى يظلم بيت الجار من موته ، إن نوره باق ، لأنه مستمد من نور الله ، ونو الله لا ينطفي ، والأرواح الحيوانية موتها مؤقت بطلوع شمس الحقيقة ، والمصابيح المتفرقة بين الدور ، يقوم على كل منها نور كل بيت فحسب ، يظلم البيت بظلام مصباحه ، هذه هي الأرواح الحيوانية ، وهي مختلفة عن الروح الربانية التي هي أشبه بالقمر يسطع على كل البيوت فيأخذ كل بيت بقدر كوته ، وكلها نور واحد وهو بدوره باق ما بقي القمر ،
فإن سطعت الشمس فلا قمر ، وإن غابت الشمس فكل البيوت في ظلام .
ويعود مولانا جلال الدين فيذكرنا بأنها كلها أمثلة لمعان أكبر وأعظم لا تتأتى في بيان ، ومن هنا فإن المثل قد يهدى وقد يضل بقدر القابليات ، وويل لمن لا يفرق بين المثال والمثل وليس فيهما من المناسبة إلا شئ واحد وهو أن المحسوسات تتكشف بنور الشمس كما تتكشف المعقولات بالعقل ، وقد ضرب الله عز وجل بالمثل لنوره بقوله «اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ . . .إلى آخر الآية »
 
وأي مماثلة بين نوره ونور الزجاجة والمشكاة والشجر والزيت وكذلك ضرب الله المثل للحياة الدنيا بالماء النازل من السماء وضرب الرسول صلى الله عليه وسلم المثل للإسلام بالقبة وضرب المثل للعلم باللبن والقرآن بالحبل ،
فأي مناسبة بين هذه الأمور وبين الأشياء المضروبة لها الأمثال ؟ !
ولكن لما كان الحبل يمسك به للنجاة والقرآن مثلا يمسك به للنجاة مع التمثيل وقس على هذا ( مولوى 4 / 67
نقلا عن عبد الوهاب الشعراني من الموازين ) وذلك السىء الطوية هو مثل العنكبوت ينسج حول نفسه شباكا من لعابه النتن ،
وهو أوهن البيوت إنه ينسج حول نفسه ما يحجب النور عنه ، وكذا كل من في الحياة الدنيا ،
إنما يقيم حول نفسه من نفسه ما يحجب عنه الحقائق ويمنع عنه النور قانع به مقيم عليه ، يظن أنه قد وصل من حيث إنه قد فصل ،
 
« 401 »
 
وقد اهتدى من حيث إنه قد ضل ، وذلك أنه يمسك بقدم نفسه الحيوانية من حيث يظن إنه قد أمسك بعنقها وسيطر عليها ، في حين إنه بإمساكه بقدمها إنما يدفعها إلى العثار والرفس ، دون لجام أو زمام من العقل ، ودون دليل من العقل أو الدين ، وإياك أن تظن أن هنا الطريق هين سهل سلس فهو في حاجة إلى صبر ، وإلى شق أنفس ،
وإلى مثل هذا ارشاد مولانا نجم الدين إلى « أن الصفات الحيوانية إنما خلقت فيكم لتحمل أثقال أرواحكم إلى عالم الجبروت الذي لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس لحمل أعباء الأمانة التي أبت السماوات والأرض والجبال حملها وأشفقن منها وشق الأنفس نقصها بافنائها في عالم الجبروت » ( عن مولوى 4 / 68 ) .
 
( 467 - 483 ) : يقص مولانا جلال الدين كيفية بناء المسجد الأقصى الذي كان طاهرا كالكعبة وذا إقبال مكين . . إن الأبنية التي تبنى لله سبحانه وتعالى لا تشبه بقية الأبنية ، بل تتميز بالطهر والشموخ ، فليس كل ماء وطين يتميز بالكدر وليس كل فجر بالذي لا تضج فيه الحياة ، إن الأبنية الدينية تتمز بأن الله ييسر في بنائها بحيث تبعث الحياة في الحجارة فيختار الحجر المناسب نفسه ويطلب من البنائين أن يحملوه إلى مكانه ، وإذا لم يكن الأمر كذلك فلماذا ينبعث النور من قالب آدم مع أنه من ماء وطين ؟ !
بالطبع من النفخة الإلهية ، فإذا كانت المساجد هي بيوت الله على الأرض . . فلماذا لا ينبعث منها النور الإلهى ؟ !
وهكذا فإن كل ما اتصل به النفس الإلهى إنما يبعث فيه الحياة ، وهكذا تكون ثمار الجنة وأشجارها وأنهارها . .
تكون كلها في حديث وفي حوار ، وكل ما في الجنة عامر بالحياة . . إنما خلق الله من الطاعات ، فهذه الطاعات في الدنيا تترجم إلى ماديات من ماديات الجنة ( انظر الكتاب الثالث الأبيات 3459 - 3484 وشروحها )
وعن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :
 
« 402 »
 
« المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إذا اشتكى شئ منه وجد ألم ذلك في سائر جسده وأرواحها روح واحد فإن روح المؤمن أشد اتصالا بروح الله من اتصال الشمس بها ( جعفري 9 / 459 ) . ومن شروط هذا كله أن يطهر القلب بالتوبة « سبزوارى 273 - 274 » « وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون » فالنشأة الآخرة أساسها على الحضور والجمع بعكس النشأة الأولى وأساسها على الغيب والفرق ، وما الدنيا وما فيها إلا كحلم النائم ، ويرى بعض علماء الكلام أن الجنة والنار قد خلقتا بالفعل ، ويرى بعضهم أنهما لم تخلقا بعد ، وإنما تخلقان فيما بعد من الأعمال والملكات والنوايا ، وتجسم الأعمال الذي يترجم إلى صور عينية في الجنة والنار ورد مرارا في الحديث الشريف في مثل قوله صلى الله عليه وسلم « في الجنة قيعان غراسها سبحان الله » وقد مر الحديث عن هذه الفكرة بالتفصيل في الكتاب الثالث ويرى مولانا جلال الدين أنه لن يستطيع أن يصل في هذا المضمار إلى نتيجة على أساس أن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فيعود إلى قصة سليمان والمسجد الأقصى .
 
( 483 - 486 ) : ينبه مولانا إلى أن سليمان عليه السلام كان يعظ بالقول والفعل ، ويدق على هذه النقطة القائلة أنه لا يغنى قول عن فعل ، وقد دق الصوفية كثيرا على هذه النقطة ، وفي هذا المجال قال سنائى في الحديقة :
« لا تقل إني سوف أفعل ، بل قل دائما لقد فعلت » ( بيت رقم 3972 ) ،
ولا جدال أن القدوة تتحقق بالفعل لا بالقول وفي قول لأبى عبد الله رضي الله عنه « كونوا دعاة للناس بأعمالكم ولا تكونوا دعاة بألسنتكم » ( جعفري 9 / 465 ) ونستطيع أن ندرك أهمية هذا الأمر في الإسلام إذا نظرنا إلى كثير من
 
« 403 »
 
القوالين دون أفعال في زمننا الحالي وفي كل عصر وزمان أولئك الذين يؤيسون الخلق ويصيبونهم بالقنوط دائما ، فبين أقوالهم وأفعالهم بعد المشرقين .
 
( 487 - 496 ) : يضرب مولانا المثل بقصة شاعت في مصادر متأخرة عن عثمان رضي الله عنه - حينما صعد المنبر وقال كلمته التي اشتهرت في هذا المجال « حاكم فعال خير من حاكم قوال » ولما ولى عثمان صدور المنبر فقال :
رحمهما الله - يقصد أبا بكر وعمر - لو جلسا هذا المجلس ما كان بذلك من بأس ، فجلس على ذروة المنبر فرماه الناس بأبصارهم ، فقال : إِنَّ أول مركب صعب وإن مع اليوم أياما وما كنا خطباء وإن نعش لكم تأتكم الخطبة على وجهها إن شاء الله تعالى » . ( عيون الأخبار للدينوري ج 2 / ص 235 ، ماخذ 131 ) وقد فسر سنائى صمت سيدنا عثمان رضي الله عنه من الخطبة تفسيرا آخر إذ قال : إن الحياء قد عقد لسانه عن الخطبة ( حديقة البيت 214 وهكذا فسره الأنقروى 4 / 101 )
وهنا مغزى سياسي إسلامي شديد الأهمية والوضوح ، في تفسير مولانا على لسان عثمان رضي الله عنه لسبب تنسمه لذروة المنبر ،
 وهو أن أخذ السياسة والحكم عن الرسول مباشرة ، وما يعنيه هنا هو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أتمم الرسالة دنيا ودينا ، وإنما تختلف صورة التطبيق في بعض الأحيان لاختلاف بعض الأمزجة بين الشدة ولين الجانب ، وبين الأخذ بالعزائم والأخذ بالرخص . . إلى آخره
مما لم ينبه إليه المفسرون القدماء للمثنوى من ناحية ، وما لم ينبه إليه أيضا الباحثون في السياسة الإسلامية من المعاصرين .
 
( 497 - 511 ) : ينتقل مولانا جلال الدين إلى حديث عن الحقيقة فعندما تسطع شمس الحقيقة التي لا كسوف لها ولا غياب لأنها تشرق في القلب يرى
 
« 404 »
  
كل إنسان المسموع من الحقائق عيانا ، وهذا النور لا يحتاج إلى حديث ، لقد غمر المسجد النور دون أن يتفوه عثمان رضي الله عنه بكلمة واحدة ، بل إن الأعمى نفسه يدرك قبسا من هذه الشمس ، أليس الأعمى في النهاية يحس بسطوع الشمس على وجهه من حرارتها ، ومن تلك الضجة والحالة العامة التي تصاحب سطوعها ؟ إنك من مشاهدة قليلة يا فلان تصاب بالسكر . .
فلا تظنن أنك بطاعة قليلة قد وصلت إلى شمس الحقيقة ، إنها مجرد شعاع ، وإذا كان هذا هو نصيب الأعمى ( أي المحجوب ) من الشمس فتخيل أنت ما يمكن أن يصل إليه البصير ؟ ! !
إن من يكون مستنيرا بنور هذه الشمس لا يمكن أن يصل إلى كنهه عقل حي ولو كان من أقوى العقول كعقل أبى علي بن سيناء ولو جرد العقل وهتك أسرار المشاهدة وفضحها ومد يده ، في حرمها ، لقطع السيف الإلهى هذه اليد أي يد ؟ ! !
بل لقطع رأسه نفسها وما نبأ الحسين بن منصور الحلاج منك ببعيد .
 
( 512 - 520 ) : إن ما بين القيل والقال والادعاء والتفيهق وتحريك اللسان وبين العين البريئة من الشك بعد المشرقين ، لو قلت لك مئات الآلاف من السنين فهو قليل ، لكن إياك واليأس من وصول نور السماء إليك ، فعندما يشاء الله يصل هذا النور في لحظة من الزمان وإلا فإنه يوصل إلى المعادن من الكواكب رحمته وقدرته في كل لحظة فيتحول الحجر إلى معدن ثمين ،
وكواكب الرحمة غير تلك الكواكب التي في الفلك ، إن تلك الكواكب التي في الفلك يقضى عليها الظلام لكن كواكب الحق راسخة في صفاتها لا تجرى عليها ولا تخفيها شمس ، إن قدرته سبحانه وتعالى سيارة حتى زحل وبيننا وبينه مسيرة مئات آلاف
 
« 405 »
 
السنين وهذه القدرة مستمرة لحظة بلحظة ، وفي لحظة واحدة يقربها الله بيد القدرة الإلهية ، إنها كلها في يد القدرة الإلهية كالظل أمام الشمس ( لب لباب فلسفة جلال الدين . . . الأكوان كلها أمام الله سبحانه وتعالى كالظل أمام الشمس ) ، وهكذا فإن شمس الحقيقة تطوى آثار كل الكواكب كما يطوى الظل أمام الشمس ،
إن النور الحقيقي لا يصل من النجوم والكواكب إلينا ، بل يصل النور من النفوس النورانية للأنبياء والأولياء ( التي قبلت أكبر قدر ممكن من نور الله ) إلى الكواكب نفسها ومع أن الذي يبدو في الظاهر أن هذه الكواكب هي القوامة علينا . .
والتي تدبر أمورنا على أساسها . . لكن الإنسان ليس الإنسان المطلق بل الإنسان بباطنه هو القوام على الكون وهذا يشبه ما قاله ابن الفارض :
ولا فلك إلا ومن نور باطني . . . به ملك يهدى الهدى بمشيئتى .
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الهوامش والشروح 37 - 520 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية ذلك المداح الذي أخذ يثنى على ممدوحه على سبيل الفخر .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية ذلك الأمير الذي اتجه اليه الملك الحقيقي .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية ذلك الرجل الذي كان يتقاضى راتبا من محتسب تبريز .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى