اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني

اذهب الى الأسفل

14092020

مُساهمة 

المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني Empty المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني




المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني

اليواقيت والجواهر وبالحاشية الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للإمام الرباني العارف باللّه الشيخ عبد الوهاب الشعراني  

المبحث الحادي والثلاثون : في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من كل حركة أو سكون أو قول أو فعل ينقص مقامهم الأكمل
وذلك لدوام عكوفهم في حضرة اللّه تعالى الخاصة ، فتارة يشهدونه سبحانه وتعالى ، وتارة يشهدون أنه يراهم ولا يرونه ولا يخرجون أبدا عن شهود هذين الأمرين ، ومن كان مقامه كذلك لا يتصور في حقه مخالفة قط حقيقية ، وإنما هي مخالفة صورية كما سيأتي بيانه إن شاء اللّه تعالى ، وتسمى هذه حضرة الإحسان ومنها عصمة الأنبياء وحفظ الأولياء ، فالأولياء يدخلون ويخرجون ، والأنبياء مقيمون فيها ، ومن أقام فيها من الأولياء كسهل بن عبد اللّه التستري وسيدي إبراهيم المتبولي فإنما ذلك بحكم الإرث والتبعية للأنبياء استمدادا من مقامهم لا بحكم الاستقلال فافهم .
إذا علمت ذلك فلنذكر لك نقول المتكلمين في مبحث العصمة ثم نقول الصوفية فنقول وباللّه التوفيق :
قال أئمة الأصول : الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كلهم معصومون لا يصدر عنهم ذنب ، ولو صغيرة سهوا ، ولا يجوز عليهم الخطأ في دين اللّه قطعا وفاقا للأستاذ أبي إسحاق الإسفرايني وأبي الفتح الشهرستاني والقاضي عياض والشيخ تقي الدين السبكي وغيرهم ، 
وقال جماعة : لا ينبغي إجراء الخلاف في الأنبياء والمرسلين أبدا وإنما الخلاف في الأنبياء الذين لم يرسلوا ، وهو كلام محشو أدبا وذلك لتوقف حجية الرسل على القول بالعصمة . 
وأيضا فإن الرسول مشرع لنا بجميع أقواله وأفعاله وتقريراته فلو أنه صدق عليه الوقوع في معصية ما لصدق عليه تشريع المعاصي ولا قائل بذلك أبدا ، وعبارة الشيخ محيي الدين في « الفتوحات » :
ويشترط في حق الرسول العصمة في جميع ما يبلغه عن اللّه عزّ وجلّ فإن عصم في غير ما يبلغه
.......................................................
العارفين مع ربهم أن لا يحكموا عليه بتقييد كأنه يقول : إن كان الحق تعالى قدر عليهم في سابق علمه بشيء فلا بد من وقوعه وإذا وقع فلا بد لهم من حجاب أدناه التأويل والتزيين ، فاعلم ذلك .
[الباب الثامن ومائتان في حال الانزعاج ]
وقال في الباب الثامن ومائتين من مكر اللّه الخفي بإبليس اشتغاله بالعارفين ليوقعهم في المخالفات وهو تعالى قد حفظهم من مطاوعته في ذلك فهو يعمل دائما في غير معمل فكلما وسوس لولي في شيء خالفه ذلك الولي فيرقى بتلك المخالفة من حيث لا يشعر إبليس فهو لعنه اللّه ساع في تنقيصهم ليلا ونهارا ، وذلك عين رفع درجاتهم ولو أنه شعر بذلك لرجع عنهم فافهم .
[ الباب التاسع ومائتان في المشاهدة]
وقال في الباب التاسع ومائتين : إنما أحال الحق تعالى موسى على الجبل
 
"306"
فمن مقام آخر كأن يخاطب بالتأسي به فيصير ذلك التأسي أصلا لا يجوز عليه فيه فعل حرام قطعا ولا فعل مكروه إلا لبيان الجواز انتهى . 
وكان إمام الحرمين رحمه اللّه يقول : من جوز وقوع الصغيرة من الأنبياء سهوا قيدها بغير الدالة على الخسة كسرقة لقمة والتطفيف في الكيل والوزن بتمرة مثلا ثم لا بد أن ينبهوا عليها على الفور ، وأما استغفاره صلى اللّه عليه وسلم أكثر من سبعين مرة .
كما ورد فكان لأجل الترقي في المقامات فكان يستغفر من كل مقام ترقى عنه وثم مقام رفيع وأرفع وكان الإمام الجنيد يقول في حديث : إنه ليغان على قلبي فأستغفر اللّه تعالى في اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة . 
إن المراد أنه ليغان على قلبي مما اطلعت عليه مما يقع لأمتي بعدي من المخالفات فأستغفر اللّه لهم أكثر من سبعين مرة انتهى . 
وقال جماعة من علماء الأصول : الأنبياء الذين لم يرسلوا معصومون قطعا من غير خلاف ومن قال فيهم غير ذلك فعليه الخروج من عهدته بين يدي اللّه عزّ وجلّ وبين يديهم فإن بداية النبوة تؤخذ من بعد انتهاء الولاية فمن أين يتعقل الواحد منا اسم ذنوب الأنبياء وقد قالوا حسنات الأبرار سيئات المقربين فافهم والزم الأدب وأجب عن الأنبياء عليهم السلام جهدك كل من كان في حجاب عن مقامهم وأي فائدة لتجريح من عدله اللّه تعالى هل يثاب أحد على ذلك . لا واللّه بل ذلك إلى الإثم أقرب . 
وقال الشيخ أبو طاهر القزويني في الباب الخامس والثلاثين من كتاب « سراج العقول » :
يجب تنزيه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عن كل ما يتبادر إلى أفهامنا من ذكر خطاياهم فإن خطاياهم لا ذوق لنا فيها وإن اللّه تعالى لما اصطفى الأنبياء في سابق علمه للنبوة وأداء الرسالة رشحهم لذلك في مبادئ أمورهم وحماهم من مكايد الشيطان وصفى سرائرهم من الكدورات وشرح صدورهم بنوره وزينهم بالأخلاق الجميلة وطهرهم عن الرجس والرذائل كما روي في الصحيح أن جبريل أتى إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وهو يلعب مع الصبيان فأخذه وصرعه وشق عن قلبه فاستخرج منه شبه علقة وقال : هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب من ماء زمزم ثم لأمه وعاد كما كان في مكانه . 
قال : وصورة الشق ليست مثل شق الذبح بالسكين وإنما المراد به كشف باطنه بيد جبريل من غير ألم يصيبه أو دم يصيبه وحاشاه صلى اللّه عليه وسلم ، من ذلك .
قال : وهذا قريب من إخراج اللّه الذرية من ظهر آدم عليه السلام ، بمسح اليد كما يليق بجلاله
......................................................................................
حين سأل رؤية ربه لأن من صفات الجبل الثبوت . 
أي : فإن ثبت الجبل إذا تجليت له فإنك ستراني من حيث ما في ذاتك من ثبوت الجبال يقال فلان جبل من الجبال إذا كان يثبت عند الشدائد والأمور العظام ، وإيضاح ذلك أن الجبل ليس هو أكرم على اللّه تعالى من موسى ، وإنما هو لكون خلق الأرض التي الجبل منها أكبر من خلق موسى الذي هو من الناس كما قال تعالى لخلق السماوات والأرض : أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ [ غافر : 57 ] . 
أي : فإذا كان الجبل الذي هو الأقوى صار دكا عند التجلي فكيف يكون موسى من حيث جبليته الصغيرة يثبت لرؤيتي وأطال في ذلك .
[الباب العاشر ومائتان في المكاشفة ]
وقال في الباب العاشر ومائتين : من أراد أن يعرف بغض الحق أو
 
"307"
وسبب توقف العقول الضعيفة ووقوع الاشتباه في مثل ذلك تعذر الخروج عن المألوفات وذلك قوله تعالى : أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ( 1 ) [ الشرح : 1 ] فلم يكن فيه بعد ذلك للهوى منفذ ولا للشيطان عليه سبيل وأطال في ذلك 
وقال الشيخ : العارف باللّه تعالى الجامع بين الطريقين سيدي عبد العزيز الدريني رضي اللّه عنه : لا يجوز قطعا نسبة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلى الذنوب على حد ما نتعقله نحن وإنما سماها اللّه تعالى في حقهم معصية وخطيئة وذلك لأن مقامهم الأرفع لا ذوق لولي فيه ولو ارتفعت درجته فضلا عن غيره من أمثالنا وذلك لأنهم معصومون من الوقوع في ذنوبنا وغاية خطاياهم إنما هو مثل نظره إلى مباح أو لفظة رائحتها رعونة ومكروه وباطنها علم وصلاح مثل قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، في معرض إقامة الحجة على قومه بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ [ الأنبياء : 63 ] 
وكما وقع له من قوله إِنِّي سَقِيمٌ [ الصافات : 89 ] حتى لا يخرج مع قومه إلى ما دعوه إليه من اللهو واللعب أي مآلي إلى السقم ونحو ذلك انتهى .
وقال الشيخ في الباب الثاني والسبعين وثلاثمائة من « الفتوحات المكية » : يجب قطعا تنزيه الأنبياء مما نسبه إليهم بعض المفسرين من الطامات الكبرى مما لا يجيء في كتاب ولا سنة صحيحة وهم يزعمون أنهم قد فسروا قصصهم التي قصها اللّه تعالى علينا وكذبوا اللّه في ذلك وجاءوا فيه بأكبر الكبائر وذلك كمسألة إبراهيم الخليل عليه السلام وما نسبوه إليه من وقوع الشك بحسب ما يتبادر إلى الأذهان وما نظروا في قوله صلى اللّه عليه وسلم : « نحن أولى بالشك من إبراهيم » وذلك أن إبراهيم عليه السلام لم يشك في إحياء اللّه الموتى معاذ اللّه أن يشك نبي في مثل ذلك وإنما كان يعلم أن لإحياء اللّه الموتى طرقا ووجوها متعددة لم يدر بأي وجه منها يكون إحياء اللّه تعالى للموتى وهو مجبول على طلب الزيادة من العلم فعين اللّه تعالى له وجها من تلك الوجوه فسكن ما كان عنده وعلم حينئذ كيف يحيي اللّه الموتى فما كان السؤال إلّا عن معرفة الكيف لا غير وكذلك القول في قصة سليمان وما نسبوه إلى الملكين ببابل هاروت وماروت كل ذلك لم يرد في كتاب ولا سنة وإنما ذلك نقل عن اليهود فاستحلوا أعراض الأنبياء والملائكة بما ذكروا لهم من تجريحهم أنبياء اللّه تعالى وملأوا تفاسيرهم للقرآن
...................................................................
محبته له فلينظر إلى حاله الذي هو عليه من اتباع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وأصحابه والأئمة المهتدين بعده فإن وجد نفسه على هديهم وأخلاقهم من الزهد ، والورع ، وقيام الليل على الدوام وفعل جميع المأمورات الشرعية وترك جميع المنهيات كذلك حتى صار يفرح بالبلايا والمحن وضيق العيش وينشرح لتحويل الدنيا ومناصبها وشهواتها عنه ، فليعلم أن اللّه تعالى يحبه وإلا فليحكم بأن اللّه يبغضه والإنسان على نفسه بصيرة
[الباب الحادي عشر ومائتان في اللوائح ]
وقال في الباب الحادي عشر ومائتين في قوله تعالى : لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ [ الأنعام : 103 ] . 
ويحتمل ذلك وجهين : 
( أحدهما ) : أنه نفى أن تدركه الأبصار على طريق التنبيه على الحقائق أي : على معنى أن المدرك له تعالى ليس هو الأبصار وإنما يدركه المبصرون بالأبصار . 
( والوجه الثاني ) : لا تدركه الأبصار المقيدة بالجارحة لضعفها عن مقابلة النور الإلهي ولذلك قال صلى اللّه عليه وسلم : « نور أنّى أراه » لمن سأله هل رأيت ربك ؟ 
يعني :
 
"308"
من ذلك فاللّه تعالى يحفظنا وإخواننا من غلطات الأفكار والأفعال والأقوال آمين انتهى . 
وقال أيضا في الباب الرابع والخمسين ومائة : ينبغي للواعظ أن يراقب اللّه تعالى في أنبيائه وملائكته ويستحي من اللّه عزّ وجلّ ويجتنب الطامات في وعظه كالقول في ذات اللّه بالفكر والكلام على مقامات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، من غير أن يكون وارثا لهم فلا يتكلم قط على زلاتهم بحسب ما يتبادر إلى أذهان الناس بالقياس على غيرهم فإن اللّه تعالى قد أثنى على الأنبياء أحسن الثناء بعد أن اصطفاهم من جميع خلقه فكيف يستحل أعراضهم بما ذكره المؤرخون عن اليهود قال : ثم إن الداهية العظمى جعلهم ذلك تفسيرا لكلام اللّه تعالى ويقولون في تفسيرهم :
قال المفسرون في قصة داود إنه نظر إلى امرأة أوريا فأعجبته فأرسله في غزاة ليموت فيأخذها وكقولهم في قصة يوسف عليه السلام ، إنه همّ بالمعصية وأن الأنبياء لم يعصموا عن مثل ذلك وكقولهم في قصة قوم لوط : لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ [ هود : 80 ] العجز والتحري ونحو ذلك ويعتمدون على تأويلات فاسدة وأحاديث واهية . نقلت عن قوم قالوا في اللّه ما قالوا من البهتان والزور ، فمن أورد مثل ذلك في مجلسه من الوعاظ مقته اللّه والملائكة لكونه جعل دهليزا ومهادا لمن في قلبه زيغ يدخل منه إلى ارتكاب المعاصي ويحتج بما سمعه منه في حق الأنبياء ويقول : إذا كان الأنبياء وقعوا في مثل ذلك فمن أكون أنا وحاشا الأنبياء كلهم عن ذلك الذي فهمه هذا الواعظ فواللّه لقد أفسد هذا الواعظ الأمة وعليه وزر كل من كان سببا لاستهانته بما وقع فيه من المعاصي ولكن قد ورد أنه لا تقوم الساعة حتى يصعد الشيطان على كرسي الوعظ ويعظ الناس وهؤلاء من جنوده الذين يتقدمون . انتهى .
( فإن قلت ) : فما الفرق بين العصمة والحفظ ؟
( فالجواب ) : الفرق بينهما أن الأنبياء معصومون من المباح لهوى أنفسهم بخلاف الأولياء فإذا فعل الأنبياء المباح لا يفعلونه لهوى أنفسهم كغيرهم وإنما يفعلونه على جهة التشريع أنه مباح فهو واجب عليهم حينئذ يعني : فعل المباح إذ التبليغ واجب عليهم . 
ذكره الشيخ محيي الدين في آخر باب سجود التلاوة من « الفتوحات المكية » . وقد حبب لي أن أذكر لك بعض
...........................................................................
بالبصر المقيد بالجارحة فعلم أن الأبصار إذا لم تتقيد بالجارحة أدركته تعالى بنوره الذي وقع فيه التشبيه بالمصباح لا بنورها المقيد الذي يقبل التشبيه وأطال في ذلك .
[ الباب الثالث عشر ومائتان في حال الغيرة]
وقال في الباب الثالث عشر ومائتين : ما ذكر اللّه تعالى قط ، أحد عن غفلة بجوارحه كلها لأن اللسان الذي هو المترجم قد ذكر وإنما الغفلة عن شعور الذاكر بأنه ذاكر فللذاكر باللسان أجر ذكر اللسان فهو أفضل من ترك الذكر جملة
[ الباب السادس عشر ومائتان في معرفة الفتوح وأسراره]
وقال في الباب السادس عشر ومائتين : من ارتفع حجابه رأى من ورائه كما يرى من أمامه بحكم الإرث لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : وقد ذقنا هذا المقام وللّه الحمد .
[ الباب التاسع عشر ومائتان في معرفة البسط وأسراره ]
وقال في الباب التاسع عشر ومائتين في قوله تعالى : أَ فَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ ( 58 ) أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ ( 59 ) [ الواقعة : 58 - 59 ] . إنما قال سبحانه وتعالى : أأنتم تخلقونه ولم يقل : أأنتم
 
 
"309"
أجوبة عن بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، مبتدئا بآدم عليه السلام خاتما بمحمد صلى اللّه عليه وسلم فتحا لباب الأجوبة عن باقيهم فأقول وباللّه التوفيق :
اعلم أن آدم عليه الصلاة والسلام ، أول فاتح لباب التوبة حين وقع على يديه ما وقع من أكل الشجرة بعد النهي عنها ، فكانت معصية صورية ليعرف بنيه كيف يفعلون إذا وقعوا في المنهي عنه ، لأنه عليه السلام هو فاتح القبضة ولو لم يقع ذلك على يديه لوقع على يد غيره .
وقد قال الشيخ محيي الدين في الباب التاسع والثلاثين من « الفتوحات » : كانت معصية آدم عليه السلام من عين نعمة اللّه تعالى عليه لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، لا ينقلون قط من حال إلا لأعلى منها فإن اللّه تعالى اجتباهم واصطفاهم بسابق العناية فلا يمكر الحق تعالى بهم أبدا .
قال : ومن هنا يعلم أن هبوط آدم عليه السلام ، وحواء إلى الأرض لم يكن عقوبة لهما وإنما كان عقوبة لإبليس وحده فإن آدم عليه السلام أهبط بصدق الوعد السابق بأن يكون خليفة في الأرض من بعد ما تاب اللّه عليه واجتباه وبعد ما تلقى الكلمات من ربه بالاعتراف فكان اعترافه عليه الصلاة والسلام ، في مقابلة قول إبليس : أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ [ الأعراف : 12 ] الخ . فعرفنا الحق تعالى مقام الاعتراف عند اللّه تعالى وما ينتجه من السعادة لنتخذ ذلك طريقا إذا خالفنا أوامر ربنا فكان ما وقع من آدم كالتعليم لبنيه إذا وقعوا في مخالفة كيف يكون خلاصهم وتنصلهم منها كما مرّ وأما إبليس فعرفنا الحق تعالى بدعواه الخيرية أن كل من اتبعه في هذه الدعوى طرد عن حضرة اللّه ولعن ورجم لنحذر من أن نقول : نحن خير من فلان فلذلك كان هبوط إبليس إلى الأرض عقوبة له دون آدم فما هبط إبليس إلى الأرض إلا لاكتساب الأوزار بخلاف آدم عليه السلام فإنه أهبط للخلافة والترقي في الدرجات فإن جميع حسنات بنيه في صحائفه وليس عليه من أوزارهم شيء .
( فإن قلت ) : إن معصية إبليس لا تقتضي تأبيد الشقاء لأنه لم يشرك باللّه شيئا وإنما افتخر على آدم عليه السلام ، بما جبله اللّه عليه من الطبيعة التي هي النار لكونها أقرب إلى اسمه تعالى النور لما فيها من الإضاءة بخلاف الطين .
...................................................................
تخلقون منه أو فيه . لأنه تعالى أراد عين إيجاده منا خاصة والاسم المصور هو الذي يتولى فتح الصورة فيه أية صورة شاء من الجنس أو غيره ، وهو قوله تعالى : فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ ( 8 ) [ الأنفطار : 8 ] . يعني : شاء الاسم المصور .
[ الباب الخامس والعشرون ومائتان في معرفة الزوائد ]
وقال في الباب الخامس والعشرين ومائتين في قول اللّه عزّ وجلّ حكاية عن إبراهيم عليه السلام : رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي [ البقرة : 260 ] . 
أي : بل آمنت ولكن لوجود الإحياء وجوه كثيرة كما كان وجود الخلق فمن الخلق من أوجدته يا رب عن كن ومنهم من أوجدته بيدك ، ومنهم من أوجدته بيديك ، ومنهم من أوجدته ابتداء ، ومنهم من وجدته عن خلق آخر . 
فطلبت العلم بكيفية الأمر فإن كان واحدا فأي واحد من هذه الأمور والأنواع ، فإذا أعلمتني به اطمأن قلبي ،
 
"310"
( فالجواب ) : إنما جاء الشقاء الأبدي من اعتراضه على اللّه ونسبة أفعاله إلى غير الحكمة مع إضماره في نفسه أنه لو بقي أبد الآبدين لوسوس للناس بالضلالة فجوزي بنظير فعله ونيته ورجع عليه وزر كل مشرك على وجه الأرض وقد قال الشيخ أبو مدين : إنما خلد أهل الجنة والنار بالنيات وإلا فكان العدل أن يعذب الكفار بقدر مدة عصيانهم .
( فإن قلت ) : فهل قوله : حين تبرأ من الذين كفروا بقوله : إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ [ الحشر : 16 ] . توحيد يسعد به أم لا ؟
( فالجواب ) : ليس هو بتوحيد لأنه لا يقدر يوسوس لأحد بالشرك حتى يتصوره في نفسه على الصورة التي إذا حصلت في نفس المشرك زالت عنه صورة التوحيد فإذا تصورها في نفسه كهذه الصورة فقد خرج عن التوحيد ضرورة فلم يسعد به فكان إبليس مشركا في نفسه بلا شك ولا ريب ثم لو قدر أن صفة الشرك ذهبت من نفسه لم يجد المشرك في نفسه من يحدثه بالشرك . فاعلم أن إبليس أول مشرك باللّه وأول من سنّ الشرك فهو أشقى العالمين .
( فإن قلت ) : فما الحكمة في قوله تعالى في آدم عليه السلام وَعَصى [ طه : 121 ] وفي إبليس أَبى [ البقرة : 34 ] ؟
( فالجواب ) : ما قاله الشيخ في الباب السابع والستين وثلاثمائة : أن ذلك من علوم الأسرار ولا يذكر إلا مشافهة لأهله .
( فإن قلت ) : فهل إبليس يجهل شيئا من شرائع الأنبياء عليهم السلام ؟
( فالجواب ) : هو عالم بها كلها على الكمال وذلك ليوسوس للناس بضد ما أمرت الأنبياء به ، ولولا علمه بها ، لربما التبس عليه الأمر فأمر الناس بما أمرت به الرسل وذلك لا يصح منه . وقد ذكر الشيخ في باب الحج من « الفتوحات » أن من أغرب الأمور أن إبليس يقف كل سنة مع الناس ولكن لا يقف في عرفة وإنما يقف في عرفة بفتح الراء وهي من عرفات فيقف يبكي على ما فاته من طاعة اللّه عزّ وجلّ ويحزن على ما فاته ولما يراه يحصل لأهل الموقف من المغفرة العامة فيقف بعرفة لعلمه أنها من عرفة ، رجاء أن تصيبه الرحمة من باب الامتنان لا
..................................................................
وسكن بحصول ذلك الوجه والزيادة من العلم مما أمرتنا به فأحال سبحانه وتعالى إبراهيم على الكيفية بالطيور الأربعة التي هي مثال الطبائع الأربعة إخبارا بأن وجود الآخرة طبيعي يعني :
فتحشر الأجسام الطبيعية إذ كان ثم من يقول : لا تحشر الأجسام وإنما الحشر حشر النفوس بالموت إلى النفس الكلية مجردة عن الهياكل الطبيعية فأخبر اللّه تعالى إبراهيم أن الأمر ليس هو كما زعم هؤلاء فأحاله على أمر موجود عنده تصرف فيه إعلاما بأن الطبائع لو لم تكن معلومة مشهودة متميزة عند اللّه لم تتميز فما أوجد العالم الطبيعي إلا من شيء معلوم عنده مشهود له نافذ التصرف فيه فجمع بعضه إلى بعض فظهر الجسم على هذا الشكل الخاص وبان لإبراهيم
 
"311"
من باب الأعمال الصالحة ، قال : وإنما لم تطرده الملائكة عن عرفة لعلمهم بأن عنده معرفة اللّه عزّ وجلّ ودخول المشركين المساجد جائز في الجملة انتهى .
( فإن قلت ) : فما الحكمة في وقوع آدم عليه السلام في أكله من الشجرة ثم نزوله بعد ذلك إلى الأرض التي هي دون الحضرة التي كان فيها ؟
( فالجواب ) : كما قاله الشيخ في الباب التاسع والثلاثين : أن الحكمة في ذلك كله تأنيس العلماء والأولياء إذا وقعوا في زلة فانحطوا عن مقامهم العلي وظنوا أنهم نقصوا بذلك عند اللّه تعالى فيعلمون بقصة آدم عليه السلام ، أن ذلك الانحطاط الذي أحسوا به في نفوسهم لا يقضي بشقائهم ولا بد فربما يكون هبوطهم كهبوط آدم للتكريم والحق تعالى لا يتحيز والوجود العلوي والسفلي كله حضرته فليست السماء التي أهبط منها أقرب إلى الحق من الأرض وإذا كان الأمر على هذا الحد فعين هبوط الولي في عين الناس بعد الزلة وزله وانكساره بسببها هو عين الترقي ، فقد انتقل بالزلة إلى مقام أعلى عما كان فيه لأن علو الولي إنما يكون بزيادة المعرفة والحال وقد زاد هذا الولي بحصول الذلة والانكسار من العلم باللّه تعالى ما لم يكن عنده قبل الزلة وهذا هو عين الترقي فعلم أن من فقد هذه الحالة في زلته ولم يندم ولم ينكسر ولا ذل ، ولا خاف ، مقام ربه ، فهو في أسفل سافلين ونحن ما نتكلم إلا على زلات أهل اللّه عز وجل إذا وقعت منهم قال تعالى : وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا [ آل عمران : 135 ] . الآية. 
وقال صلى اللّه عليه وسلم : « الندم توبة » وقيل لأبي يزيد البسطامي أيعصي العارف ؟ فقال : وكان أمر اللّه قدرا مقدورا . 
فلم يقل : لا يعصي ولا أنه يعصي أدبا مع اللّه تعالى ، ومعنى : وكان أمر اللّه قدرا مقدورا أي : أن معصية أهل اللّه تعالى بحكم القدر النافذ فيهم لا غير ولا يصح في حقهم أن يقعوا في المعاصي قط بشهوتها كما يقع فيها غيرهم لأن في ذلك انتهاكا لحرمات اللّه تعالى وأهل اللّه تعالى محفوظون من شهوة المعاصي والتلذذ بها فإن الإيمان المكتوب في قلوبهم يمنعهم من ذلك .
قال سيدي علي الخواص رحمه اللّه تعالى : « ومن حكمة وقوع العبد في المخالفة للأوامر وقوعه في مقام الإذلال بالطاعات وعجبه بها » . 
فإن توالي الطاعات الصرف ليلا ونهارا تورث غالب الناس الزهو والعجب وشهود أنهم خير من كثير من الناس ، وهذا غاية البعد من حضرة
........................................................................
بإحالته على الأطيار الأربعة وجود الأمر الذي فعله الحق تعالى في إيجاد الأجسام الطبيعية والعنصرية فأجسام أهل السعادة طبيعية وأجسام أهل النار عنصرية ، ولذلك لا تفتح لهم أبواب السماء إذ لو فتحت لخرجوا عن العناصر بالترقي فافهم هداك اللّه تعالى .
[ الباب الأحد والثلاثون ومائتان في المكر ]
وقال في الباب الحادي والثلاثين ومائتين : من أعظم المكر بالعبد أن يرزق العلم الذي يطلب العمل ويحرم العمل به أو يرزق العمل ويحرم الإخلاص فيه فإذا رأيت يا أخي هذا من نفسك أو علمته عن غيرك فاعلم أن المتصف به ممكور به .
[ الباب الرابع والثلاثون ومائتان في الرهبة]
وقال في الباب الرابع والثلاثين ومائتين : من النكت الجليلة التي ينبغي التنبيه عليها : أن تعلم يا أخي أن المؤمن لا يأتي قط معصية توعد اللّه عليها
 
"312"
اللّه عزّ وجلّ ، وما جعل اللّه تعالى التكاليف إلا ليذل بها النفوس بين يديه ولا يرى بها المكلف شرف نفسه على أحد من خلق اللّه تعالى فإن ذلك ذنب إبليس الذي أخرج به من حضرة اللّه عز وجل وكل من ادّعى مقام القرب مع عدم الإذلال فهو كاذب انتهى .
( فإن قلت ) : قد ورد أن آدم عليه السلام ، لما أكل من الشجرة اسود جسده وقد يتبادر إلى الأذهان أن ذلك يؤذن بأن آدم عليه السلام ، أثرت فيه المعصية نقصا ما .
( فالجواب ) : ليس اسوداد بدنه علامة على نقصه بل هو علامة على حصول سيادته كما ذكره الشيخ في الباب الثاني والسبعين في الكلام على حديث : « نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم » . قال : وكذلك القول في اسوداد جسد آدم عليه السلام ، لما أكل من الشجرة يدل على سيادته لأن ذلك أورثه الاجتباء والاصطفاء ولولا أكله من الشجرة لما ظهرت سيادته وكذلك الحجر الأسود لما خرج من الجنة وهو أبيض ، فلا بد من أثر يظهر عليه تعرف به سيادته في دار الدنيا إذا رجع إلى الجنة ويتميز به عن أقرانه ويظهر به عليه خلعة التقريب الإلهي في جعله يمين اللّه في الأرض ولم يكن من الأكوان ما يدل على السيادة إلا اللون الأسود فكساه اللّه تعالى لون السواد إعلاما لنا بأنه صار سيدا بخروجه من الجنة إلى الدنيا .
( قلت ) : ولعل من هذا القبيل جعل ستر الكعبة أسود ، وكذلك عمائم خلفاء بني العباس وغيرهم ولعل ذلك هو سر لبسه صلى اللّه عليه وسلم ، العمامة السوداء يوم فتح مكة إظهارا لسيادته على الخلق من باب التحدث بالنعمة . فعلم أن معنى قوله في الحديث فسودته خطايا بني آدم . أي : جعلته سيدا بتقبيلهم إياه وكذلك القول في اسوداد جلد آدم هو يدل على سيادته لأن هبوطه الأرض هبوط خلافة له للتناسل والترقي .
( فإن قلت ) : فما الوجه الجامع بين سواد الحجر وجلد آدم وبنيه ؟
( قلنا ) : وجهه الاجتباء والسيادة فكان تقبيل الحجر يشبه الاجتباء والاصطفاء لآدم عليه السلام ، وبنيه بسبب خطاياهم .
....................................................................
بالعقوبة إلا ويجد في نفسه عند الفراغ منها الندم وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « الندم توبة » ، وقد قام به الندم فهو تائب فإذا قبله الحق سقطت عنه العقوبة فإنه لا بد للمؤمن أن يكره المخالفة ولا يرضى بها في حال عملها فهو من كونه كارها لها ومؤمنا بأنها معصية ونادما عليها ذو عمل صالح وهو من كونه فاعلا لها ذو عمل سئ فهو من الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى اللّه أن يتوب عليهم وعسى من اللّه واجبة الوقوع فلا بد له من التوبة وحاصل الأمر أنه ذو عمل صالح من ثلاثة وجوه وذو عمل سيىء من وجه واحد كما مر وقال في قوله تعالى : فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ( 7 ) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ( 8 ) [ الزلزلة : 7 - 8 ] . 
لم يتعرض سبحانه في هذه الآية للمؤاخذة به ولكن لا بد من رؤيته لكل ما عمله فإن كان
 
"313"
( فإن قلت ) : فلم أمر الناس بالسجود على هذا الحجر وتقبيله والتبرك به ؟
( فالجواب ) : إنما أمروا بذلك ليكون كفارة لهم من خطاياهم فظهرت سيادته بذلك وحصل به تمييز القائم بآداب العبودية والمخل بالقيام بها ، فإن بني آدم ربما زهوا بالصورة التي خلقوا عليها وبالكمالات التي خلعها الحق عليهم على ما سواهم فأمرهم الحق تعالى بالسجود إلى جهة الجماد الذي هو الكعبة مع أنه أنقص رتبة منهم ، فمنهم من أطاع فرضي اللّه تعالى عنه ، ومنهم من عصى فسخط اللّه عليه .
( فإن قلت ) : قال القوم : إن حصول معرفة اللّه عز وجل للعبد تمنعه من الوقوع في معصية اللّه وآدم عليه الصلاة والسلام ، من رؤوس العارفين باللّه عز وجل فكيف وقع في أكله من الشجرة .
( فالجواب ) : كما قاله الشيخ في الباب السابع ومائتين : أن المعرفة تمنع العارف بلا شك . ولكن إذا أراد اللّه تعالى أن يوقع أحدا من الأكابر فيما قدره عليه لحكمة سبق بها علمه فلا بد أن يزين اللّه تعالى له الوقوع في ذلك بتأويل يقع له فيه وجه الحق ولا يقصد بذلك العمل انتهاك الحرمة كما وقع لآدم عليه السلام ، ثم إذا وقع ذلك المقرب في المعصية بذلك التأويل أظهر اللّه له فساده فإذا تحقق بعد الوقوع أنه أخطأ علم أنه عصى فعند ذلك يحكم عليه لسان الشريعة بأنه عصى ويشهد على نفسه عند نفسه أنها عصت وأما في حال وقوع الفعل منه فلا لأجل شبهة التأويل فهو كالمجتهد في زمان فتواه بأمر ما اعتقادا منه أن ذلك عين الحكم المشروع في المسألة ، وفي ثاني الحال يظهر له بالدليل أنه أخطأ فيكون لسان الظاهر يحكم عليه أنه أخطأ في زمان ظهور الدليل لا قبل ذلك .
( فإن قلت ) : فهل تكون عقوبة العارفين على الذنب أشد أم عقوبة الجاهلين ؟
( فالجواب ) : أن عقوبة العارفين باللّه تعالى أشد لشدة اعتناء الحق تعالى بهم وربما كانت زلة العارف ترجح على سبعين زلة من زلات الجاهل ولو لم يكن من عقوبة العارف إلا ما يحصل عنده من الاستحياء والخجل لكان ذلك كفاية بل ربما كان ذلك الخجل أشد على
.........................................................................
ممن غفر له فإنه يرى عظيم ما جنى وعظيم نعمة اللّه عليه بالمغفرة والكريم إذا ما توعد تجاوز ، وعفا ، واللّه أولى بهذه الصفة من الكرام من عبيده وأطال في ذلك ، واللّه أعلم .
[ الباب الخامس والثلاثون ومائتان في التواجد وهو استدعاء الوجد ]
وقال في الباب الخامس والثلاثين ومائتين : لا يجوز لأحد التواجد إلا بإشارة شيخ مرشد عارف بأمراض الباطن .
[ الباب السادس والثلاثون ومائتان في الوجد]
( قلت ) : قال في الباب السادس والثلاثين ومائتين : من شرط أهل اللّه في السماع أن يكونوا على قلب رجل واحد ، وأن لا يكون فيهم من ليس من جنسهم أو غير مؤمن بطريقهم لأن حضور مثل هؤلاء يشوش .
[ الباب السابع والثلاثون ومائتان في الوجود ]
وقال في الباب السابع والأربعين ومائتين : استغفار الأنبياء لا
 
 
"314"
العارف من العقوبة الظاهرة ، كما أن المغفرة أشد عليهم من العقوبة وذلك لأن العقوبة جزاء فيجد العبد الراحة عند الاستيفاء منه فهو بمنزلة من أوفى دينه والغفران ليس كذلك فلا يزال العارف ملازم الخجل والحياء مدة طويلة وذلك أشد من العقوبة الشديدة في يوم وتنقضي . كما قال تعالى : وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [ البقرة : 191 ] . 
ولهذا المعنى الذي ذكرناه كان الحق تعالى إذا اعتنى بعبده وغفر له ذنبه أحال بينه وبين تذكره وأنساه إياه لأنه لو تذكر لاستحى ولا عذاب على النفوس الشريفة أعظم من أن ينعم عليها من هي مسيئة في حقه حتى إن صاحب الحياء يود أنه لم يكن شيئا مذكورا كما قالت الكاملة : يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا [ مريم : 23 ] مع أن حياءها إنما كان من المخلوقين حين نسبوا إليها ما لا يليق بها ولا بأبيها وأمها ، 
كما أشار إليه قوله تعالى : ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا [ مريم : 28 ] فبرأها اللّه تعالى مما نسب إليها لأجل ما نالها من عذاب الحياء من قومها فكيف بالحياء من رب العالمين فيما يحققه العبد من تعدي حدود ومجاهرته بالمعاصي .
( فإن قلت ) : فهل يلزم من كون الحق تعالى ينسى عنده سيئاته أن تكون بدلت بحسنات كما أشار إليه في قوله تعالى : فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ [ الفرقان : 70 ] .
( فالجواب ) : لا يلزم ذلك ، ولكن قال بعض العارفين : إن في نسيان العبد ذنوبه بالكلية بشرى عظيمة من اللّه بأنه بدل سيئاته حسنات فإن من علامة التبديل نسيان الذنب ، وذلك أن الذنب إذا بدله اللّه بحسنات لم يبق للذنب صورة وجود من الوجودات الأربعة . 
ويؤيد ذلك قول بعض العارفين : كل ذنب لم يذهب من ذهن الإنسان فليحدث له توبة جديدة فإنه إلى الآن لم يبدل وليكثر من الاستغفار طول عمره فواللّه ما خلقنا إلا لأمر عظيم . وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه اللّه تعالى يقول : « إنما أنسى اللّه تعالى خواص أوليائه ذنوبهم رحمة بهم لأن العبد كلما تذكر ذنبه فكأنه يجعل بينه وبين اللّه تعالى صورة قبيحة تؤذن بالبعد » . 
ولهذا قالوا : ذكر الجفاء في وقت الصفاء جفاء انتهى . وسمعت أخي أفضل الدين رحمه اللّه تعالى يقول : لما أنزل اللّه تعالى على محمد صلى اللّه عليه وسلم ، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ [ الفتح : 2 ] 
كان ذكر الذنب عليه أشد من الذنب لصفاء الحضرة التي كان فيها على أن تلك الذنوب لا يتعقلها مثلنا كما مر . 
لأنها ذنوب بالنظر إلى مقامه الشريف من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين ،
...............................................................
يكون عن ذنب حقيقة كذنوبنا وإنما هو عن أمور تدق عن عقولنا لأنه لا ذوق لنا في مقامهم فلا يجوز حمل ذنوبهم على ما نتعقله نحن من الذنب .
( قلت ) : ويصح حمل قوله تعالى : لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ [ الفتح : 2 ] .
على نسبة الذنب إليه من حيث أن شريعته هي التي حكمت بأنه ذنب فلو لا أوحى به إليه ما كان ذنبا فجميع ذنوب أمته تضاف إليه وإلى شريعته بهذا التقدير وكذلك ذنب كل نبي ذكره اللّه وقد قالوا : لم يعص آدم وإنما عصى بنوه الذين كانوا في ظهره فما كان قوله تعالى : لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما
 
"315"
كما بلغنا أن شخصا من العارفين مر على جدار فانتحب عنده بالبكاء فقيل له : ما سبب هذا البكاء ؟ فقال : وقع لي أنني تيممت من تراب بغير إذن صاحبه وهذا الذنب لا يكاد يبكي عليه أحد ولو من صالحي زماننا فضلا عن غيرهم . 
وقال الشيخ محيي الدين في الباب السابع ومائتين من « الفتوحات » من حين نزل قوله تعالى : لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ [ الفتح : 2 ] . 
وتألم النبي صلى اللّه عليه وسلم ، من ذكر الذنب فما نزل عليه جبريل قط إلا في صورة دحية ، وكان قبل نزول هذه الآية ينزل عليه في أي صورة شاء وكان دحية أجمل أهل زمانه فكأن الحق تعالى يقول لمحمد صلى اللّه عليه وسلم بلسان الحال : « ما بيني وبينك إلا صورة الجمال والحسن لأنك أعظم حبيب » . 
وفي آداب الملوك أنه ينبغي للوزراء أن لا يكون في أحد منهم عاهة من برص أو جذام أو تشويه خلقة وأن لا يحضر بين يديهم قط أحد في بدنه عاهة بل يقضون حاجته من غير أن يقفوه بين يدي السلطان فافهم . 
وكان من كمال دحية أنه ما رأته حامل دخل المدينة إلا ألقت ما في بطنها لما أدركها في نفسها من شهود ذلك الجمال وإنما لم تلق الحوامل ما في بطنها عند رؤية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، مع أنه أجمل من دحية بما لا يتقارب لأنه مشرع والناس مأمورون برؤيته فستر اللّه تعالى جماله عن غالب الناس رحمة بهم بخلاف دحية لم يؤمر أحد برؤيته .
( فإن قلت ) : ما صورة تبديل السيئات بالحسنات هل تصير نفس المعصية التي وقعت حسنة في صحيفة العبد أم يصير العبد يطيع اللّه تعالى بعد أن كان يعصيه ؟
( فالجواب ) : كما قاله بعض أهل الكشف : إن صور التبديل أن يبدل اسم السيئة في الصحيفة ويكتب مكانها حسنة تشاكلها فإن كانت المعصية كبيرة تكتب مكانها حسنة كبيرة أو كانت صغيرة ، كتب موضعها حسنة صغيرة وهذا الأمر أعظم عنايات اللّه تعالى بالعبد إن صح لأنه يعطي النفس حظها في الشهوات الدنيوية ثم يكتب اللّه تعالى له في صحيفة أعمالا صالحة لم يعلم عينها فعلم اللّه تعالى إذا بدل سيئات العارف حسنات رأى ذلك من أكبر النعم عليه .
( فإن قيل ) : فهل يصح أن يعصي أحد من الخواص ربه على الكشف والشهود إذا رأى
.......................................................................
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ . إلا تطمينا له صلى اللّه عليه وسلم ، إن اللّه تعالى قد غفر جميع ذنوب أمته التي جاءت بها شريعته ولو بعد عقوبة بإقامة الحدود عليهم في دار الدنيا كما وقع لما عز ومن الواجب على كل مؤمن انتحال الأجوبة للأكابر جهده وذلك مما يحبه اللّه عز وجل ، ويحبه من أجبنا عنهم فافهم هذا اعتقادنا الذي نلقى اللّه تعالى عليه إن شاء اللّه تعالى .
[الباب الثامن والثلاثون ومائتان في الوقت]
وقال في الباب الثامن والأربعين ومائتين : لا بد لطالب طريق اللّه تعالى من رمي ما بيده من الدنيا إن كان بلا عائلة ولا شيخ وإن كان تحت تربية شيخ معتبر رماها بين يدي الشيخ وخرج عنها بالكلية ظاهرا وباطنا ، ولا يبقى له قط ملكا قال : ولا ينبغي له أن ينتظر حالة ينشرح لإخراج ما بيده من الدنيا بل يرميه ولو كان في باطنه محبة له قال : وهكذا كان خروجنا عما بأيدينا من المال إذ لم يكن لنا إذ ذاك شيخ
 
"316"
في اللوح المحفوظ ما قدره اللّه عليه ؟
( فالجواب ) : لا يصح ذلك لعارف أبدا ، لأن المخصوص بما كشف بقلبه في حضرة الإحسان على الدوام . ولو قدر أنه عصى اللّه تعالى على الكشف لا يشهد الحق تعالى إلا غير راض عنه في ذلك الفعل .
( فإن قيل ) : قد تقدم قول أبي يزيد حين سئل أيعصي العارف ؟ فقال : وكان أمر اللّه قدرا مقدورا فجوز وقوع العارف في سائر المعاصي .
( فالجواب ) : وهو كذلك فجائز في حق الولي أن يكفر بعد إيمان فضلا عن المعاصي الإسلامية كما وقع لإبليس فإنه عصى بعد معرفته باللّه عز وجل . وإنما جوز أبو يزيد ذلك وعدمه أدبا مع اللّه تعالى أن يحكم عليه بشيء معين كما مر أوائل المبحث ، أي : إن كان اللّه تعالى قدر على العارف المعصية فلا بد من وقوعه فيها لكن مع الحجاب بتأويل أو تزيين أو غفلة أو سهو ، كما أشار إليه حديث إذا أراد اللّه تعالى إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم . 
الحديث يعني : العقول الذاكرة أنها بين يدي اللّه عزّ وجلّ حال عصيانها لا عقول التكليف فإياك والغلط واللّه تعالى أعلم .
( فإن قلت ) : قد قال الحق جل وعلا : إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ [ الحجر : 42 ] .
وآدم عليه السلام ، من عبيد الاختصاص بيقين فكيف كان إبليس واسطة في أكل آدم عليه السلام ، من الشجرة .
( فالجواب ) : أن إبليس لم يأت آدم عليه السلام ، من باب المعصية وإنما دلاه بغرور ، من ذلك حلفه لآدم عليه السلام ، باللّه تعالى إنه له من الناصحين . 
ومنها أنه قال : إنما نهاك اللّه تعالى عن قرب الشجرة لا عن أكل ثمرها ، ومنها : كما هو مشهور في الأجوبة عن آدم عليه السلام ، فما أتاه من صورة ما نهي عنه ، وإنما أتاه من صورة ما لم ينهه عنه الذي هو الأكل .
وإيضاح ذلك : أن إبليس إذا أراد إغواء عبد ورأى وجه العصمة أو الحفظ محيطا به تجسد له في صورة إنسان مثله ، فيتخيل ذلك الولي مثلا أنه إنسان لا شيطان ويأتيه بالإغواء من قبل أذنه
............................................................................

نحكمه في ذلك قال : ثم إني لم أسأل ما جرى لذلك المال إلى يومي هذا وأطال في الاستدلال على ذلك
يتبع

.

عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 14 سبتمبر 2020 - 16:29 من طرف عبدالله المسافربالله

المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني

اليواقيت والجواهر وبالحاشية الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للإمام الرباني العارف باللّه الشيخ عبد الوهاب الشعراني  

المبحث الحادي والثلاثون : في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من كل حركة أو سكون أو قول أو فعل ينقص مقامهم الأكمل
............................................................................
نحكمه في ذلك قال : ثم إني لم أسأل ما جرى لذلك المال إلى يومي هذا وأطال في الاستدلال على ذلك
[ الباب الأحد والخمسون ومائتان في عدم الري ]
وقال في الباب الأحد وخمسين ومائتين في قوله تعالى : وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [ طه : 114 ] .
اعلم أن كل من طلب الزيادة من شيء فما ارتوى منه ولذلك لم يأمر الحق سبحانه وتعالى بطلب العلم إلى وقت معين ولا حد محدود بل أطلق طلب الزيادة ، والعطاء دنيا وآخرة ، فلا يزال طالب العلم عطشان لا يروى أبدا لأنه كلما نال علما أعطاه ذلك العلم الاستعداد لعلم آخر كوني أو إلهي فما قال بالري إلا من جهل ما يخلق فيه على الدوام والاستمرار ، ومن لا علم له بنفسه فلا علم له بربه وإذا كان الحق تعالى لم يزل خلاقا إلى غير
 
 
"317"
فيدخل عليه فيما حجر عليه تأويلا أدناه أن يقول له : إن اللّه غفور رحيم . وهل رحمته إلا للمذنبين ، وقال نبيكم شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فإذا أصغى إليه يقول له : افعل فإن مثلك لا يضره الذنب إلا إذا كان دليله لا يحتمل التأويل وقد احتمل دليل هذه المعصية التأويل وذلك أن إبليس يعلم أن الإنسان العاقل لا يقدم على معصية اللّه ابتداء دون وسوسته بالتأويل والتزيين ، فإذا أعطاه إبليس هذا الأصل صار العبد من أهل الاجتهاد في وقوعه في الذنب أو تركه فإن أخطأ فله أجر فلم يتم للشيطان مراده من ذلك العبد المحفوظ ما دام العبد ذاكرا قول إبليس فإن نسي ما قاله إبليس وقع ضرورة كما وقع لآدم عليه السلام .
قال الشيخ محيي الدين : وإنما أكل آدم وحواء من الشجرة لأن قلوب الأصفياء صافية لا تعتقد أن أحدا يكذب عليهم ولكن من عناية اللّه تعالى لآدم أن تلك الأكلة أعقبته الخلد في جنته وملكا لا يبلى على رغم أنف إبليس لكن من غير ما قصده هو لآدم إنما كان قصده له أن يقع في الذنب ولا يتوب منه فتاب اللّه تعالى على آدم والتائب من الذنب كمن لا ذنب له .
( فإن قلت ) : فهل يمكن أن يكون إبليس قصد بقوله لآدم عليه السلام : هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى [ طه : 120 ] الخير الذي آل أمر آدم عليه السلام إليه ، فإن إبليس لم يعين وقتا ؟
( فالجواب ) : لا يصح من إبليس قصد ذلك أبدا لأنه ليس له خير إلى آدم وذريته البتة .
وإنما اللّه تعالى يرد وسوسته خائبة بحسن العاقبة لوليه مثلا فيجتبيه ويصطفيه ضد ما قصد إبليس . وكان الشيخ أبو العباس العريني الشيخ محيي الدين يقول : لم يعص آدم ربه معاذ اللّه وإنما عصى من كان في ظهره من ذريته الذين هم أهل الشقاء لأن ظهره كان كالسفينة لسائر أولاده . 
وكان الشيخ أبو مدين التلمساني يقول : لو كنت مكان آدم لأكلت الشجرة كلها وفي رواية أخرى : لو علم آدم حين أكله من الشجرة ما يؤول أمره إليه من الخير لأكل الشجرة كلها انتهى . 
وقد بسط الشيخ الكلام على حديث فجحد آدم فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته في الباب الخامس وثلاثمائة ، فراجعه تر العجب في غرائب تلك العلوم وقد سنح لي أن أضرب
..............................................................................
نهاية فينا فالعلوم إلى غير نهاية وأطال في ذلك .
[ الباب الثاني والستون ومائتان في معرفة الشريعة ]
وقال في الباب الثاني والستين ومائتين : اعلم أن الشريعة تسمى حقيقة لأنها حق كلها والحاكم بالشريعة على حق وهدى من اللّه وإن كان المحكوم له على باطل والمحكوم عليه على حق لكن هل هو عند اللّه كما حكم هذا الحاكم أو كما هو في نفس الأمر قال : بكل جماعة . 
قال : والمسألة تحتاج إلى سير أدلة وتحقيق نظر فإن العقوبة قد أوقعها اللّه في الرامين المحصنات وإن صدقوا إذا لم يأتوا بأربعة شهداء وقال في قضية خاصة في ذلك كان الرائي كاذبا فيها لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء كما قرر في الحكم فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكاذِبُونَ [ النور : 13 ] 
فقوله : أولئك هل يريد بهذه الإشارة هذه القضية الخاصة ، أو يريد عموم الحكم في ذلك فإن جلد الرامي إنما كان لرميه
 
"318"
لك مثلا تعلم به يقينا تنزيه آدم عليه السلام من المعصية المحضة كما يقع فيها غيره وتقوم ببعض واجب حق أبيك عليه الصلاة والسلام 
فأقول وباللّه التوفيق : اعلم أن اللّه سبحانه وتعالى لما قضى في سابق علمه بالسعادة لقوم والشقاوة لقوم ولم يبدل ذلك القول لديه فلا بد من فاتح يفتح القبضتين فكان إبليس فاتحا لقبضة الشقاوة وآدم عليه السلام فاتحا لقبضة السعادة فإبليس شقي وآدم عليه السلام سعيد هو وذريته الذين اقتفوا آثاره في التوبة والاعتراف فإن آدم مع علمه بأن ما وقع فيه كان بقضاء وقدر ، اعترف بذنبه وقال : رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ [ الأعراف : 23 ] 
وأضاف الذنب إلى نفسه ليعلم بنيه كيف يخرجون إذا وقعوا في معصية عن الإثم ولا يصرون على المعاصي من غير توبة ولا اعتراف كما وقع فيها إبليس وجنوده من الإنس والجن فكان حكم آدم عليه السلام ، فيما وقع له مع الحق جل وعلا حكم عبد قال الحق تعالى له فيما بينه وبينه : إني أريد أن أظهر في هذا الوجود ما كان مكنونا في علمي وبحكم أسمائي في أهل حضراتها من السعداء والأشقياء وتظهر حجتي على عبادي قبل أن أخرجهم من جواري فإن علمي سبق بذلك وأنا كريم ومن شأن الكريم أن لا يخرج أحدا من جواره إلا بحجة ظاهرة تقام عليه بين المحجوبين عن سماع ما قلته لك من سري ، 
فإذا قلت لك : لا تقرب هذه الشجرة فاعلم أني أذنت لك في القرب منها فاقرب لأقيم عليك الحجة وأخرجك إلى دار خلافتك وترقيك بالأعمال فإن هذه الدار التي أنت فيها لا تكليف فيها ولا ترقي لأحد بأعماله كما هي أعمال أهل الجنة التي يؤول أمر المؤمنين إليها بعد يوم القيامة سواء فلا يسع العبد صاحب هذا السر إلا أن يبادر إلى ما أذن له فيه سيده سرا من وراء المحجوبين ولم يكن ذلك معصية إلا عند المحجوبين عن سماع ذلك السر الذي أسره الحق لآدم عليه السلام ، وأما الحاضرون السامعون ذلك فليس ذلك بمعصية عندهم ، فإن الإذن من الحق في فعل شيء والأمر به واحد في تلك الحضرة 
كما صرح به الشيخ في الباب الثالث والسبعين في الجواب الثامن والثلاثين من أسئلة الحكيم الترمذي وإنما فرق بينهما في لسان ظاهر الشرع فقط فإن الأمر غير الإرادة في أحكام الشريعة إذ الأمر بخلاف الإرادة اكتفى الحق تعالى فيها بإلجاء العبد في الباطن إلى وقوع ذلك الفعل من غير أن يأمره بذلك إِنَّ اللَّهَ لا
...................................................................................
ولكونه ما جاء بأربعة شهداء وقد تكون الشهداء شهود زور في نفس الأمر وتحصل العقوبة بشهادتهم في المرمي فيقتل وله الأجر التام في الآخرة مع ثبوت الحكم عليه في الدنيا وعلى شهود الزور ، والمفتري العقوبة في الأخرى وإن حكم الحق في الدنيا بقوله : وبشهادة شهود الزور فيه ولهذا قال صلى اللّه عليه وسلم : « إنما أنا بشر مثلكم وإنكم لتختصمون إليّ ولعل أحدكم يكون ألحن بحجته من الآخر فمن قضيت له بحق أخيه فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار فقد قضى له بما هو حق لأخيه وجعله له حقا مع كونه معاقبا عليه في الآخرة كما يعاقب الإنسان على الغيبة والنميمة ، مع كونهما صدقا فما كل صدق في الشرع تقترن به السعادة » ، وأطال في ذلك .
[ الباب الثالث والستون ومائتان في معرفة الحقيقة ]
ثم


"319"
يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ [ الأعراف : 28 ] فافهم . 
وكان الشيخ أبو مدين يقول : قول بعض العارفين ما فعلت الشيء الفلاني إلا بإذن من اللّه تعالى مراده بالإذن هنا الإرادة الأزلية انتهى . 
فعلم أن في نداء الحق تعالى على آدم بالمعصية والغواية نفعا عظيما لذريته المحجوبين الذي يتعدون حدود اللّه فيتأسون بأبيهم في الندم والاستغفار والاعتراف فلم تكن تلك المعصية مقصودة لآدم بالأصالة كما هي ذنوب الغاوين من ذريته وإنما بكى آدم عليه السلام مع إذن الحق تعالى له في أكله من الشجرة سرا على ما مر في كلام أبي مدين تشريعا لذريته فكان بكاؤه صوريا .
( فإن قلت ) : فلم لم يفتح آدم عليه السلام ، قبضة السعادة بالطاعة الصرف دون وقوعه في المعصية ثم توبته منها ؟
( فالجواب ) : إنما كان الأمر بعد وقوع المعصية ليظهر آدم بذلك سعة فضل اللّه ورحمته وحلمه على عباده الذين سبق في علمه أنهم يقعون في معاصيه تعالى ، ولو أنه فتح قبضة السعادة بالطاعة المحضة لتعطلت حضرات كثير من الأسماء الإلهية المتعلقة بالعالم المخالف ، إذ الطائع لا يحتاج إلى مغفرة ولا رحمة ولا حلم لعدم من يغفر له أو يرحم أو يحلم عليه ويؤيد ذلك حديث لو لم تذنبوا لذهب اللّه بكم وأتى بقوم يذنبون فيستغفرون اللّه تعالى فيغفر لهم فاعلم ذلك . وأما الجواب عن نوح عليه السلام في قوله : رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً [ نوح : 26 ] 
فإنما دعا عليهم بذلك رحمة بهم خوف أن يشتد عليهم غضب اللّه تعالى أكثر مما كانوا فيه وقد أمرنا نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم أن يقول أحدنا إذا خاف من وقوعه في فتنة اللهم توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي فلم يكن دعاؤه على قومه من غضب نفسي حاشا الأنبياء من ذلك .
وقال الشيخ محيي الدين : ليست دعوة نوح التي يعتذر بها يوم القيامة قوله : رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ إنما هي قوله : وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً [ نوح : 27 ] 
لكونه تحكم على اللّه فيما لم يعرفه ولم يزل الحق يربي أنبياءه بأدب بعد أدب قال صلى اللّه عليه وسلم لما نزل قوله تعالى : وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ [ القلم : 48 ] 
أدّبني ربي فأحسن تأديبي انتهى . وأما الجواب عن السيد أيوب عليه السلام في جمعه الذهب في ثوبه لما أمطر اللّه تعالى عليه ، رجلان من جراد من ذهب وقال له ربه ألم أكن أغنيتك عن هذا فقال : بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن خيرك
............................................................................
قال في الباب الثالث والستين ومائتين : فعين الشريعة عين الحقيقة ، والشريعة حق ولكل حق حقيقة فحق الشريعة وجود عينها وحقيقتها ما ينزل منزلة الشهود البصري والوجود الحسي النافي للشك جملة إذ الحقيقة تطلب الحق لا تخالفه وما ثم حقيقة تخالف شريعة أبدا فإن الشريعة من جملة الحقائق ولكن لما كان الاطلاع على الحقائق عزيز المثال لا يعرفه كل أحد فرق الناس بينهما انتهى . فليتأمل ويحرر هداك اللّه تعالى .
 
[ الباب الرابع والستون ومائتان في معرفة الخواطر والخواطر ما يرد على القلب ]
وقال في الباب الرابع والستين ومائتين في قوله تعالى : إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ [ الإنسان : 2 ] . اعلم أنه لا بد لجميع بني آدم من العقوبة والآلام شيئا بعد شيء إلى دخولهم الجنة فأول الألم في الدنيا استهلال المولود حين
 

"320"
وبركتك . فالجواب أن أكابر الأولياء فضلا عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا ينقص كمالهم أخذ الدنيا وإمساكها ، فإن كان أيوب عليه السلام جمع الذهب لما هو عليه من ظاهر الحال فهو صحيح مع أنه قانع بلا شك لأن القناعة عند أهل اللّه تعالى ليست هي الاكتفاء بالموجود من غير طلب مزيد وإن كان فعل ذلك ليقتدي به قومه فما فعل إلا ما هو أولى بالقربة إلى اللّه تعالى من تركه لا سيما وأيوب عليه السلام ، ممن هدى اللّه تعالى وممن أمر اللّه نبيه محمدا صلى اللّه عليه وسلم أن يقتدي بهداهم وقال تعالى : لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [ الأحزاب : 21 ] 
فقد رجعت القناعة بهذا التقرير إلى بابها في لسان العرب وهي المسألة فإن القانع هو السائل لكن من اللّه لا من غيره قال تعالى في الظالمين يوم القيامة مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ [ إبراهيم : 43 ] أي رافعين رؤوسهم إلى اللّه تعالى يسألونه العفو والمغفرة عن جرائمهم . 
فعلم أن من سأل غير ربه فهو ظالم إلا أن يرى أن ذلك الغير باب من أبواب اللّه تعالى من غير وقوف معه، فإن لم يكن كذلك خيف عليه الحرمان والخسران ولا يخفى أن السائل موصوف بالركون إلى من سأله واللّه تعالى يقول : وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا [هود : 113] 
ومن ركن إلى نفسه أو إلى جنسه فقد ركن إلى ظالم لقوله تعالى : إنه أي الإنسان كانَ ظَلُوماً جَهُولًا [ الأحزاب : 72 ] .
وقد قال الشيخ محيي الدين في الباب الرابع والتسعين : اعلم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وكمل الأولياء ما أمسكوا الدنيا إلا باطلاع عرفاني أنتج لهم ما عشقهم في الإمساك من نفع الأنفس بالأقوات التي قدر اللّه تعالى وصولها لأصحابها في أوقات مخصوصة فما أمسكوا الدنيا عن بخل ولا ضعف يقين حاشاهم من ذلك . 
قال : وانظر إلى أيوب عليه السلام ، كيف أعطته المعرفة المذكورة أنه صار يحثو في ثوبه من الذهب لما أمطر عليه وهو يقول : « لا غنى لي عن بركتك » انتهى . 
وأما الجواب عن يونس عليه السلام فما حكاه اللّه تعالى عنه بقوله : وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ [ الأنبياء : 87 ] الآية . 
فالمراد بقوله : أن لن نقدر عليه أن يونس عليه السلام ظن أن اللّه تعالى لا يضيق عليه ، لما عهده من سعة رحمته من باب قوله تعالى : وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ [ الطلاق : 7 ] 
أي : ضيق عليه ، وإنما آخذه اللّه تعالى لكونه قصر ذلك الاتساع الإلهي على نفسه فقط ولم ينظر ذلك في حق غيره من أمته فلما ظن أن رحمة اللّه
...............................................................................
ولادته صارخا لما يجده عند مفارقة الرحم وسخونته فيضربه الهواء عند خروجه من الرحم فيحس بألم البرد فيبكي فإن مات فقد أخذ بحظه من البلاء وإن عاش فلا بد له في الحياة الدنيا من الألم ، إذ الحيوان مجبول على ذلك فإذا نقل إلى البرزخ فلا بد له من ألم أدناه سؤال منكر ونكير ، فإذا بعث فلا بد له من ألم الخوف على نفسه أو على غيره فإذا دخل الجنة ارتفع عنه حكم الآلام وصحبه النعيم أبد الآبدين .
[ الباب الثامن والستون ومائتان في معرفة الروح ]
وقال في الباب الثامن والستين ومائتين . في قوله تعالى : وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ [ الإسراء : 85 ] . أي : من أين ظهر فقيل له : قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [ الإسراء : 85 ] فما كان ذلك سؤالا عن الماهية كما فهمه بعضهم فإنهم ما قالوا : ما الروح
 
"321"
تعالى لا تنالهم أثر غضبه ظلمة في ظاهره لعلو منصبه وصفاء قلبه فأسكن في ظلمة بطن الحوت ما شاء اللّه تعالى . لينبهه تعالى على حالته حين كان جنينا في بطن أمه من كان يدبره فيه وهل كان في ذلك الموطن يتصور منه أن يغضب أو يغاضب بل كان في كنف اللّه عزّ وجلّ لا يعرف سوى ربه فرده تعالى إلى هذه الحالة في بطن الحوت تعليما له بالفعل ، لا بالقول فنادى في الظلمات أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [ الأنبياء : 87 ] ، أي :
سبحانك يا رب تفعل ما تريد وتبسط رحمتك على من تشاء وهذا كالاعتذار عن أمته وقوله :
كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [ الأنبياء : 87 ] 
أي : أثر غضبي رجع على ما أنت ظلمتني لأن علمك ما تعلق إلا على هذا الحال ثم لما زالت ظلمة المغاضبة ظلمة تليق بمقام الأنبياء وانتشر النور اللائق بكمال النبوة في قلبه استجاب له ربه فنجاه من الغم فقذفه الحوت من بطنه مولودا على الفطرة السليمة فلم يولد أحد من بني آدم ولادتين سوى يونس عليه الصلاة والسلام ، فخرج ضعيفا كالطفل كما قال تعالى : وَهُوَ سَقِيمٌ [ الصافات : 145 ] 
ورباه تعالى باليقطين وذلك لأن ورقه ناعم ولا ينزل عليه ذباب إذ الطفل لضعفه لا يستطيع أن يرد الذباب عن نفسه فغطاه اللّه تعالى بهذه الشجرة التي من خاصيتها أن لا يقربها ذباب مع نعومة ورقها فإنه مثل القطن في النعومة بخلاف ورق الأشجار كلها فإن فيه الخشونة ذكره الشيخ في الباب الثالث والثلاثين من « الفتوحات » . وأما الجواب عن السيد موسى عليه الصلاة والسلام ، في قوله : فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ [ الشعراء : 21 ] 
كيف خاف عليه السلام وهو كامل مع أن الواحد من الأولياء لا يخاف أحدا إلا اللّه تعالى . فالجواب : مقام الخوف أولى من وجوه منها أن الكامل يرى من نفسه الضعف بخلاف صاحب الحال من الأولياء ، 
ومنها : أنه يجب عليه الكامل الفرار من شيء يؤذي بدنه أو يلحقه بالعدم وإن خالف ذلك أثم ، 
ومنها : أن في الخوف عدم تعطيل الأسباب فكان من كمال موسى فراره ويحتمل أن خوفه منهم إنما هو خوف من اللّه تعالى بالأصالة أن يسلطهم عليه فرجع خوفه منهم إلى خوفه من اللّه تعالى وذلك محمود واللّه أعلم . 
وأما الجواب عن السيد سليمان عليه الصلاة والسلام ، في قوله تعالى : فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ [ ص : 33 ] 
فهو أن تعلم يا أخي أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، لا توصف بفعل سفه ولا إتلاف
...........................................................................
وإن كان السؤال بهذه الصيغة محتملا ولكن قوي الوجه الذي ذهبنا إليه ما جاء في الجواب من قوله من أمر ربي ، ولم يقل هو كذا كما قال تعالى : وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا [ الشورى :52 ] . وأطال في ذلك فليتأمل ويحرر .


[ الباب التاسع والستون ومائتان في معرفة علم اليقين ]
وقال في الباب التاسع والستين ومائتين : في قوله تعالى :
كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ( 5 ) [ التكاثر : 5 ] . الآية . 
اعلم أن علم اليقين هو ما أعطاه الدليل الذي لا يقبل الدخل ولا الشبهة وعين اليقين هو ما أعطاه المكاشفة والشهود وحق اليقين هو ما حصل في القلب من العلم بما أريد له ذلك المشهود ، مثال علم اليقين الذي لا يدخله شبهة ، ولا يقدح في دليله دخل علمنا بأن للّه تعالى بيتا يسمى الكعبة بقرية تسمى مكة يحج الناس إليه في كل سنة ، ويطوفون به ثم إنه عند الوصول إليه شوهد فهذا عين اليقين الذي كان قبل هذا
 
 
"322"
مال لكمالهم وإنما المراد أنه لما أحب الخير الذي هو المال عن ذكر ربه لا عن حكم الطبع طفق يمسح بيده على أعراف الخيل وسوقها فرحا وإعجابا بخير ربه ولعلمه عليه الصلاة والسلام بأن اللّه تعالى يحب من عباده حب الخير وذلك الحب للخير إما أن يراد به حب اللّه إياه أو حب الخير من حيث وصف الخير بالحب ، ومعلوم أن الخير لا يحب إلا للأخيار فإنهم محل وجود عينه فلذلك قال سليمان عليه الصلاة والسلام : إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي [ ص : 32 ] . 
أي : أنا في الخير من حيث المحبة كالخير في حبه ولهذا لما توارت بالحجاب ، يعني : الصافنات الجياد اشتاق إليها فقال : ردوها عليّ لأنه فقد المحل الذي أوجب له هذه الصفة الملذوذة فإنها كانت محلا له .
 قال الشيخ في الباب الرابع والعشرين ومائة من « الفتوحات » : وليس للمفسرين الذين جعلوا التواري للشمس دليل لأن الشمس ليس لها ههنا ذكر ولا الصلاة التي يزعمون وسياق الآية لا يدل على ما قالوه في ذلك بوجه ظاهر البتة ، وأما استرواحهم فيما فسروه بقوله تعالى : وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ [ ص : 34 ] 
فالمراد بتلك الفتنة إنما هو الاختبار إذا كان متعلقه الخيل ولا بد فيكون اختباره إذا رآها هل يحبها عن ذكر ربه لها أو يحبها لعينها فأخبر عليه السلام ، أنه أحبها عن ذكر ربه إياها لا لحسنها وكمالها وحاجته إليها ، فإنها جزء من الملك الذي طلب أن لا يكون لأحد من بعده فأجابه الحق تعالى إلى ما سأل في المجموع ورفع الحرج عنه وقال له : هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ( 39 ) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ ( 40 ) [ ص : 39 ، 40 ] 
أي : ما ينقصه هذا الملك شيئا من ملك الآخرة كما يقع لغيره من المتنعمين في الدنيا فإن كل شيء تنعموا به في الدنيا نقص من نعيمهم في الآخرة كما ورد .
قال : ومن هنا يعلم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، لم يكن شيء يشغلهم عن اللّه تعالى من نعيم الآخرة فضلا عن الدنيا ولذلك سألوا التوسع في الدنيا ومحال أن يسألوا من ربهم ما يحجبهم عنه أو يجيبهم الحق تعالى ، إلى ما يحجبهم إكراما لهم 
وقد ذكر الشيخ في باب الوصايا من « الفتوحات » : إن الأكابر ما سألوا اللّه تعالى التوسع في الدنيا إلا لغرض صحيح وذلك لأنهم لما أحكموا الزهد في الدنيا والقناعة منها بالقليل ، أمنوا على نفوسهم من أن يشتغلوا عن اللّه بشيء فسألوا اللّه التوسع في الدنيا ليوسعوا بها على أنفسهم وعلى من يلوذ بهم
...................................................................................
الشهود علم اليقين فإنه قد حصل في النفس برؤيته ما لم يكن عندها قبل رؤيته ذوقا ثم لما فتح اللّه عين بصيرة هذا المشاهد في كون هذا البيت مضافا إلى اللّه مقصودا دون غيره من البيوت المضافة إلى اللّه فعلم علة ذلك ونسبته بإعلام اللّه لا بنظره واجتهاده فكان علمه بذلك حقا يقينيا مقررا عنده لا يتزلزل فما كل حق له قرار ولا كل علم ولا كل عين كذلك فلذلك صحت الإضافة ولو كان علم اليقين وعينه ، وحقه نفس اليقين ما صحت الإضافة لأن الشيء الواحد لا يضاف إلى نفسه إذ الإضافة لا تكون إلا بين مضاف ومضاف إليه ، فطلب الكثرة حتى يصح وجودها وأطال في بيان الفرق بين هذه المراتب فليتأمل فإنه نفيس .
[ الباب الأحد والسبعون ومائتان في معرفة منزل عند الصباح يحمد القوم السري من المناجاة المحمدية وهو أيضا من منازل الأمر ]
وقال في الباب الأحد والسبعين ومائتين في قوله تعالى : الطَّلاقُ مَرَّتانِ [ البقرة : 229 ] . الآية . اعلم أن الشارع إنما
 
"323"
إعطاء لنفوسهم ومعارفهم حقهم وليتلذذوا بخطاب اللّه عزّ وجلّ لهم بقوله : وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً [ الحديد : 18 ] 
فإنه تعالى ما خاطب بذلك إلا أهل الجدة والسعة فلأجل لذة توجه خطاب الحق تعالى لهم في ذلك سارعوا إلى تحصيل مرتبة الغنى بالتجارات والمكاسب الشرعية لعلمهم بأن من لا مال له محروم من لذة هذا الخطاب فقد بان لك أن سليمان عليه السلام ، لم يقدح في كماله سؤاله الدنيا أن تكون له بأسرها لفقد العلة التي كرهت الدنيا من أجلها . وقد بلغنا أن نملة طلبت من سليمان الأمان فأعطاها ، فقالت : ما ملكك الذي أعطاكه الحق تعالى بسؤالك ! فقال : خاتمي . فقالت : أف لملك يحويه خاتم ، ثم قالت له : يا سليمان إذا كانت الأمور التي يعطيها الحق تعالى لعباده لا تخرج عن ملكه تعالى فما فائدة طلبك أن يعطيك ملكا لا ينبغي لأحد من بعدك انتهى .
( قلت ) : وما ذكره الشيخ في هذه الآية تفسير غريب واضح وعليه فلا يصح استدلال الشبلي به ، على تحريق ثيابه بالنار حين شغلته عن ربه عزّ وجلّ . 
وقال : إن سليمان عليه السلام ، قطع سوق الخيل وأعناقها لما شغلته عن الصلاة وأما قول بعض العلماء : إن الضمير في توارت للشمس فلا يناسب قوله : ردوها علي إذ الشمس ليس ردها في يد قومه حتى يردوها عليه ومع ذلك فإن صح دليل في رد الشمس على سليمان بإظهار الضمير الذي في توارت وردّوها للشمس دون الخيل أتبعناه ، واللّه أعلم . 
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه اللّه يقول : ثم مقام يقتضي طلب العبد أن يوسع اللّه عليه الدنيا ليزداد بذلك فقرا إلى اللّه تعالى وإلى نعمه وكيف يعاب على من سأل ربه ما هو أقل من جناح بعوضة انتهى . \
وأما الجواب عن خطيئة داود عليه الصلاة والسلام ، التي استغفر منها وخر راكعا وأناب فكانت نظرة فجأة بغير تقدم نية صالحة ولذلك قال صلى اللّه عليه وسلم : كانت خطيئة أخي داود النظر وذلك أنه رفع رأسه من الأرض بغير نية تناسب مقامه فآخذه اللّه بذلك . 
ولذلك ورد أنه لم يرفع بصره إلى ناحية السماء بعد ذلك إلى أن مات حياء من ذلك الرفع السابق مع الغفلة فعين الذنب هو رفع البصر ولو إلى مباح بغير نية فافهم . 
فعلم أن مؤاخذة الأكابر في الحركات والسكنات مع الغفلة لا تختص بالنظر ولا غيره فلو قدر أنه حرك أصابعه مع الغفلة عن شهود الحق بذلك لآخذه اللّه به لوجوب
....................................................................
كره الطلاق وقال : أبغض الحلال إلى اللّه الطلاق ندبا إلى الألفة وانتظام الشمل ولما علم اللّه تعالى أن الافتراق لا بد منه لكل مجموع مؤلف لحقيقة خفيت عن أكثر الناس شرع الطلاق رحمة لعباده ليكونوا مأجورين في أفعالهم محمودين غير مذمومين إرغاما للشيطان فإنهم في ذلك تحت إذن إلهي . 
وقال : وإنما كان الطلاق أبغض الحلال إلى اللّه لأنه رجوع إلى العدم إذ بائتلاف الطبائع ظهر وجود التركيب وبعدم الائتلاف كان العدم فمن أجل هذه الرائحة كرهت الفرقة بين الزوجين لعدم عين الاجتماع .
[ الباب الثاني والسبعون ومائتان في معرفة منزل تنزيه التوحيد ]
وقال في الباب الثاني والسبعين ومائتين : في قوله تعالى : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ( 1 ) [ الصمد : 1 ] . إنما لم يقل : واحد لأن الأحد هو الذي لا يشارك في أحديته . 
قال : وأما الواحد فإنا نظرنا في القرآن هل أطلقه على غيره كما أطلق
 


"324"
الحضور عليهم مع اللّه تعالى على الدوام وأما ما ذكروه من أن خطية داود كانت هي النظر إلى امرأة أوريا فلم يصح لنا ذلك في حديث واللّه أعلم . 
وقد بسط ذلك في مبحث الجواب عن آدم عليه الصلاة والسلام فراجعه . 
وأما الجواب عن السيد يوسف عليه الصلاة والسلام ، في قوله تعالى : وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها [ يوسف : 24 ] الآية . 
فقد ذكر الشيخ في الباب السابع والستين وثلاثمائة من « الفتوحات » أن روحه اجتمعت بروح يوسف عليه الصلاة والسلام ، في بعض الإسراآت الروحية . 
فقال له : يا نبي اللّه ما معنى الاشتراك في إخبار اللّه تعالى عنك بقوله : وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها [ يوسف : 24 ] ، 
فإنه تعالى لم يعين في ماذا ولا يخفى أن اللسان يدل على أحدية المعنى ، فقال يوسف عليه الصلاة والسلام : نعم ، ولذلك قلت للملك على لسان رسوله أن يسأل النسوة فما ذكرت المرأة إلا أنها راودتني عن نفسي وما ذكرت أني راودتها فافهم ما قلته لك . 
فإن به يزول ما كان يتوهمه بعض الناس لما لم يعين اللّه تعالى أمر همي وهمها . 
فقلت له : يا نبي اللّه اللسان يؤذن بالاشتراك فقال : نعم ، صدقت لكن في اللفظ دون المعنى فإنها همت بي لتقهرني على ما كانت أرادت مني وهممت أنا بها لأقهرها بالدفع عن ذلك فالاشتراك في طلب القهر مني ومنها فكأنه تعالى يقول : ولقد همت به . 
يعني : في عين ما هم بها وليس إلا القهر فيما يريد كل واحد من صاحبه دليل ذلك قول المرأة الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ [ يوسف : 51 ] 
وما جاء في قصتي قط أنني راودتها عن نفسها فأراني اللّه تعالى البرهان غير إرادتي القهر في دفعها عني أولا ، بالقول اللين كما قال تعالى لموسى وهارون : فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً [ طه : 44 ] 
أي : لا تعسف عليها يا يوسف وسسها فإنها امرأة موصوفة بالضعف على كل حال ، قال : الشيخ محيي الدين فقلت له : أفدتني أفادك اللّه تعالى فاعلم ذلك . 
وأما الجواب عن أبينا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ، فذكر الشيخ في الباب السابع والستين وثلاثمائة أن روحه اجتمعت بروح الخليل عليه الصلاة والسلام ، قال : فقلت له يا أبت لم قلت : وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي [ البقرة : 260 ] مع أنك من المؤمنين بذلك بلا شك .
فقال : صحيح ، ولكن للإحياء وجوه كثيرة كما كان إيجاد الخلق فمنهم من أوجده اللّه تعالى
..............................................................................
الأحدية فلم أجده وما أنا منه على يقين في هذا الوقت فإن كان لم يطلقه فهو أخص من الأحدية ويكون اسما للذات علما لا صفة كالأحدية فإن الصفة محل الاشتراك ولهذا أطلقت الأحدية على كل ما سوى اللّه في القرآن في نحو قوله : وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [ الكهف : 110 ].
وإن كان مذهبنا اختصاص الأحدية باللّه تعالى دون خلقه وأطال في ذلك
[ الباب الرابع والسبعون ومائتان في معرفة منزل الأجل المسمى من العالم الموسوي ]
وقال في الباب الرابع والسبعين ومائتين في قوله تعالى : ثُمَّ قَضى أَجَلًا [ الأنعام : 2 ] وهو نهاية عمر كل حي يقبل الموت .
وأجل مسمى عنده هو ميقات حياة كل من كان قبل الموت في حياته الأولى وهو المعبر عنه بالبعث ولذلك قال تعالى : ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ [ الأنعام : 2 ] .
يعني فيه فإن الموت لا يمترون فيه فإنه مشهود لهم في كل حيوان مع الأنفاس وإنما وقعت المرية في البعث وهو
 
"325"
عن كلمة كن ومنهم من أوجده بيديه ومنهم من أوجده ابتداء ومنهم من أوجده عن خلق آخر فطلبت العلم بتعيين وجه من هذه الوجوه فإذا أعلمني به اطمأن قلبي . قلت : وقد بسط الشيخ الكلام على ذلك في الباب الخامس والعشرين ومائتين ، واللّه أعلم . ولنرجع إلى المعنى الذي نحن فيه . قال الشيخ : فقلت له : يا أبت لم قلت بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا [ الأنبياء : 63 ] 
قال : لأنهم كانوا قائلين بكبرياء الحق تعالى على آلهتهم التي اتخذوها فقلت له : فماذا أردت بإشارتك بقولك هذا ، قال لي : أنت تعلم المراد بها . 
فقلت : إني أعلم أنها إشارة ابتداء وخبره ، محذوف يدل عليه قولك : بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ [ الأنبياء : 63 ] إقامة للحجة عليهم . 
فقال عليه الصلاة والسلام : ما زدت على ما كان الأمر عليه . 
فقلت له : فما كانت خطيئتك في قولك : وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ( 82 ) [ الشعراء : 82 ] .
فقال : هي نسبة المرض إلى نفسي في قولي : وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ( 80 ) [ الشعراء : 80 ] مع أنه في الحقيقة لم يمرضني إلا اللّه تعالى ، فهذا كان خطيئتي فكان في إضافة المرض إلى نفسي ثم طلب المغفرة من تلك الإضافة أدبان فقلت له : فلم قال تعالى في حقك : وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [ البقرة : 130 ] فخص صلاحك بالآخرة وأطلق الصلاح لغيرك من الأنبياء في الدنيا والآخرة .
فقال : لأن الصالح من شرطه أن لا يضيف إلى نفسه شيئا إلا بإضافة اللّه تعالى وقد أضفت إلى نفسي وغيرها ما ليس لها بغير إذن خاص من اللّه تعالى بقولي : وَإِذا مَرِضْتُ [ الشعراء : 80 ] وقولي : إِنِّي سَقِيمٌ [ الصافات : 89 ] .
وقولي : بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا [ الأنبياء : 63 ] . 
فقلت : له يا أبت فما قولك في الأنوار الثلاثة فإنك معصوم عن اعتقادك فيها الألوهية في حين من الأحيان . 
فقال : إنما قلت ذلك إقامة للحجة على قومي ألا ترى إلى ما قال الحق تعالى في القرآن : وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ [ الأنعام : 83 ]
وما كان اعتقاد قومي في الإله إلا أنه نمرود ولم تكن تلك الأنوار آلهتهم ولا كان نمرود إلها لهم وإنما كانوا يرجعون في عبادتهم لما نحتوه آلهة لا إليه ، ولذلك لما قلت : رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ [ البقرة : 258 ] 
لم يتجرأ نمرود أن ينسب الإحياء والإماتة إلى آلهتهم التي وضعها لهم لئلا يفتضح ، فقال : أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ [ البقرة : 258 ]
فعدل إلى نفسه تنزيها لآلهتهم عندهم حتى لا يتزلزل الحاضرون فقلت له : فلم عدلت إلى الأقرب في الحجة ، فقال : لأني علمت قصور
.........................................................................
الأجل المسمى المذكور وإنما لم يجعل أجل الموت مسمى لأنه إذا نفخ في الصور صعق من في السماوات ، ومن في الأرض إلا من شاء اللّه فاستثنى طائفة لا يصعقون فلا يموتون ، وأطال في ذلك .
وقال في الباب السادس والسبعين ومائتين في قوله تعالى : وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ [ المائدة : 66 ] .
المراد بإقامة التوراة وما بعدها عدم تأويلها فمن أول كلام اللّه فقد أضجعه بعد ما كان قائما ومن نزهه عن التأويل ، والتعمل فيه بفكره فقد أقامه إذ الفكر غير معصوم من الغلط في حق كل أحد قال : والمراد بقوله : لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ [ المائدة : 66 ] هو العلم الموهوب وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ
 
"326"
أفهامهم عما جئت به لو فصلته وطال المجلس فعدلت إلى الأقرب في أفهامهم بذكر إتيان اللّه تعالى بالشمس من المشرق وطلبت أن يأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر تعجيزا له من اللّه تعالى . ولنختم الأجوبة بالجواب عن نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم ، 
فنقول : وباللّه التوفيق : اعلم أن الأجوبة عن نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم من علماء أمته لا تحصى ولكن نذكر لك منها طرفا صالحا 
فنقول وباللّه التوفيق : ذكر الشيخ محيي الدين في الباب الثامن والتسعين وثلاثمائة أن محمدا صلى اللّه عليه وسلم ، لم يزل معصوما عن كل ما ينقص مقامه الأكمل قبل النبوة وبعدها كما روي أنه عليه الصلاة والسلام ، قبل رسالته كان يرعى الغنم بالبادية فكان يهم أن يدخل إلى مكة فيصيب فيها ما يصيب الشبان من اللعب فإذا دخل مكة لذلك أرسل اللّه عليه النوم فيفوته فعل ما دخل لأجله فيستعجل الرجوع إلى غنمه فكان في ذلك عصمته صلى اللّه عليه وسلم ، من حيث لا يشعر ، وفي المثل السائر من العصمة أن لا تجد ويسمى هذا المقام : علم الحاصل في عين الفائت كما قال : وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ، فكان في ذلك الفائت سعادة العبد وفضل على الحاصل انتهى . 
وقد تقدم أوائل المبحث معنى قوله صلى اللّه عليه وسلم : « إنه ليغان على قلبي فأستغفر اللّه تعالى في اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة » وإن المراد بذلك أنه كان دائم الترقي فكان يستغفر اللّه عز وجل عن كل مقام ترقى عنه فإنه ثم مقام رفيع ، ومقام أرفع . 
وفي باب الوصايا للشيخ محيي الدين : إذ كان الحق تعالى يجيب دعوة الداعي إذا دعاه فينبغي للعبد أن لا يتحدث في مناجاته للحق تعالى بما علمه له قبل ذلك فإنه تضييع للوقت وإنما ينبغي له أن يطلب دائما أمرا جديدا انتهى .
( فإن قلت ) : فما المراد بقوله تعالى : لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ [ الفتح : 2 ]؟
( فالجواب ) : كما قاله الشيخ في الجواب الخامس والخمسين من الباب الثالث والسبعين من « الفتوحات » أن المراد بهذا الخطاب وجميع العتاب الذي عاتب اللّه تعالى به نبيه صلى اللّه عليه وسلم ، غيره من الأمة نحو : يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ [ الأحزاب : 1 ] لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ [ الزمر : 65 ] لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا [ الإسراء : 74 ] فكان من فتوته صلى اللّه عليه وسلم ، أنه تحمل عن أمته صولة
.................................................................
[ المائدة : 66 ] . يعني : العلم المكتسب وأطال في ذلك ،
[ الباب الأحد والثمانون ومائتان في معرفة منزل الضم وإقامة الواحد مقام الجماعة من الحضرة المحمدية ]
وقال في الباب الأحد والثمانين ومائتين في قوله صلى اللّه عليه وسلم : « من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله » أي : فقد أهله وماله . 
اعلم أن سبب تخصيص صلاة العصر بالتشبيه المذكور دون غيرها من الصلوات أن سائر أوقات الصلوات محدودة إلا العصر فهي غير محدودة ، وإن قاربت الحد فإن المغرب محدودة بغروب الشمس وهو محقق محسوس والعشاء محدودة أولها بمغيب الشفق من أولها وهو محقق محسوس أي : شفق كان على الخلاف في ذلك والفجر محدود أوله بالبياض المعترض في الأفق المستطيل وهو محقق محسوس والظهر محدود بزوال الشمس والظل ظهور وهو محقق محسوس ولم يأت مثل هذه الحدود في العصر فتنزهت عن الحدود المحققة لأنه صلى اللّه عليه وسلم ، قد
 
 
"327"
الخطاب بالعتاب والتوبيخ فالخطاب له والمراد به غيره وهذا أحسن الأجوبة . قال : وأما مغفرته تعالى لبقية النبيين عليهم الصلاة والسلام ، فإنما هي لكون الحق تعالى ستر عنهم في هذه الدار العلم بأن جميع مقاماتهم لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، بحكم الأصالة وإنهم نوابه صلى اللّه عليه وسلم ، كما ينكشف لهم ذلك كله في الدار الآخرة ، وأطال في ذلك . 
ثم قال : فعلم من قولنا أن المخاطب بتلك المعاتبات كلها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، والمراد بذلك غيره أن الحق تعالى من شأنه أن يؤدب الكبير بالصغير وكما أدب تعالى الأمة بتأديب رسولها لتبلغ باستعمال ذلك الأدب إلى نيل مأمولها فخاطب الرسول والمراد من أرسل إليه بالحث عليه انتهى . 
وقال في الباب الثامن والتسعين ومائة في قوله تعالى : لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ [ الزمر : 65 ] الآية : 

هو من باب قولهم إياك أعني واسمعي يا جارة كما يشهد لذلك قرائن الأحوال . قال والحكمة في ذلك مقابلة لإعراض الكفار عن استماع ما جاء به الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فلذلك أعرض الحق عنهم في الخطاب مقابلة إعراض بإعراض ، مع كونهم هم المراد بذلك الخطاب فأسمعهم في غيرهم عقوبة لهم واستهانة بأمرهم انتهى . 
يتبع
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 14 سبتمبر 2020 - 16:32 من طرف عبدالله المسافربالله

المبحث الحادي والثلاثون في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني

اليواقيت والجواهر وبالحاشية الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للإمام الرباني العارف باللّه الشيخ عبد الوهاب الشعراني  

المبحث الحادي والثلاثون : في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من كل حركة أو سكون أو قول أو فعل ينقص مقامهم الأكمل
وقال الشيخ في الباب السابع وأربعين ومائتين : اعلم أنه لا يشترط في استغفار الأكابر أن يكون من ذنب وقع وإنما استغفارهم من خوف أن يبدو منهم ما كان ينبغي ستره من الأحوال التي لم يؤمروا بذكرها لقومهم ولهذا ما نقل عن نبي قط أنه ندم على ما قال مما أوحى به إليه ولا سمع منه كلام عادي في حال الوحي حين يفرغ من تنزله عليه فإذا انفصم عنه فحينئذ يخبر بما وقع . 
قال : وأما ما كان عن نظر من غير وارد وحي فقد يمكن أن يندم على ما جرى منه كما وقع له في أسارى بدر انتهى .
( فإن قلت ) : فما معنى قوله تعالى : وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ [ الأحزاب : 37 ] وما الذي أوقع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فيما عاتبه اللّه عليه من خشية الناس ؟
( فالجواب ) : كما قاله الشيخ في الباب السابع والثلاثين وخمسمائة من « الفتوحات » : أن سبب وقوعه صلى اللّه عليه وسلم في خشيته من الناس قوله : في حق يوسف عليه الصلاة والسلام ، لو كنت مكانه لأجبت الداعي يعني : داعي الملك لما دعاه إلى الخروج من السجن فلم يخرج حتى قال له : ارجع إلى ربك يعني : العزيز الذي حبسه فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهنّ وذلك
..............................................................
جعل وقتها أن تكون الشمس مرتفعة بيضاء نقية فليس حدها ظاهرا مثل حد غيرها وأما جعل ظل الشاخص طوله غير ظل الزوال فليس ذلك في كل زمان فلم يتعلق الحد على التحقيق بها كتعلقه بسائر أخواتها فلذلك عظمها النبي صلى اللّه عليه وسلم ، للمناسبة التي فيها الصفات الحق من حيث نفي الحدود ، وقد أنشد :
صلاة العصر ليس لها شبيه * لنظم الشمل فيها بالحبيب
أي : لأن العصر حقيقة ضم شيء إلى آخر لاستخراج مطلوب ما هو هنا ضم ذات عبد مطلق في عبودية لا يشوبها ربوبية بوجه من الوجوه إلى ذات حق مطلق لا يشوبها عبودية أصلا
 
"328"
ليثبت عند العزيز براءته فلا تصح له المنة على يوسف في إخراجه من السجن بل المنة للّه وحده فقصد يوسف بذلك براءة ساحته إذ لو بقي الاحتمال لقدح في عدالته وهو رسول من اللّه عز وجل ، فلا بد لأمته في طريق انقيادهم له من ثبوت عدالته عندهم فلذلك خشي صلى اللّه عليه وسلم من الناس أن يعيبوا عليه تزويجه بزوجة من تبناه حتى لا يردوا دعوة الحق عليه ، فعلم أن اللّه تعالى ما ابتلى نبيه صلى اللّه عليه وسلم ، بتزويجه زوجة من تبناه إلا ليذوق بلاء التهمة ويتخلق بالرحمة التامة على كل من اتهم فإن تزوج الرجل زوجة من تبناه مما كان يقدح في كماله صلى اللّه عليه وسلم ، عند جهال العرب وهو رسول اللّه ثم إنه تعالى لما أذاقه ألم الجرح في مقامه داواه بإبانته عن العلة في ذلك بقوله : ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ [ الأحزاب : 40 ] 
ورفع الحرج في مثل ذلك عن المؤمنين فأذاق الحق تعالى رسوله صلى اللّه عليه وسلم ، ما أذاق يوسف حين لم يجب الداعي وطلب أن تكون البراءة في غيبته لكونها أكثر تنزيها له لأنه لو حضر ربما قيل ما ذكره إلا في وجهه حياء منه ومن كمال الرجل أن يقف مع ما تمسك عليه المروءة العرفية في كل ما لم يؤمر بفعله حتى يأتيه أمر اللّه فهناك يكون بحسب ما يؤمر به انتهى .
( قلت ) : ويحتمل أن يكون المراد بقوله صلى اللّه عليه وسلم : « لأجبت الداعي » الثناء على يوسف بالقوة
..................................................
بوجه من الأسماء التي تطلب الكون كالرحيم ، والغفار ونحوهما ، فلما تقابلت الذاتان بمثل هذه المقابلة كان المعتصر عين الكمال لكل ذات بما يليق بها قال : وهذا هو المطلوب الذي له وجد العصر وقد ألقيت بك على مدرجة الكمال انتهى . وهو كلام نفيس . 
وقال فيه : لا حرج على العبد المريض في شكواه لأخيه ما به من المرض كما يستعين بأخيه وإذا تفرد الإنسان بهمه عظم عليه وإذا وجد من يقاسمه فيه ولو بالتوجع خف عليه التألم واستراح
[ الباب الثاني والثمانون ومائتان في معرفة منزل تزاور الموتى وأسراره من الحضرة الموسوية ]
وقال في الباب الثاني والثمانين ومائتين في قوله تعالى : أَ وَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ [ الأنعام : 122 ] الآية . 
اعلم أن ورود الموت على النفوس لا يكون إلا عن حياة سابقة إذ الموت لا يرد إلا على حي والتفرق لا يكون إلا عن اجتماع وكذا الحكم في موت النفس بعد العلم فإن قيل إن العلم باللّه طارىء الذي هو حياة النفوس والجهل ثابت لها قبل وجود العلم فكيف يوصف الجاهل بالموت وما تقدم علم يحيا به قلنا العلم باللّه سبق إلى كل نفس في الأخذ الميثاقي حين أشهدهم على أنفسهم فلما عمرت الأنفس الأجسام الطبيعية في الدنيا فارقها العلم بتوحيد اللّه فبقيت النفوس ميتة بالجهل بتوحيد اللّه ثم بعد ذلك أحيا اللّه بعض النفوس بتوحيده وأحياها كلها بالعلم بوجود اللّه إذ كان من ضرورة العقل العلم بوجود اللّه فلهذا سميناه ميتا فلما رد إليه علمه حيي به كما ترد الأرواح إلى أجسامها في الدار الآخرة يوم البعث وقوله : كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ [ الأنعام : 122 ] يريد مقابلة النور الذي يمشي به في الناس وما هو عين الحياة إذ الحياة الإقرار بوجود اللّه والنور المجعول بتوحيد اللّه والموت الجهل بوجود اللّه والظلمات الجهل بتوحيد اللّه ولهذا لم يذكر الحق تعالى في الأخذ الميثاقي إلا الإقرار
"329"
في عدم خروجه من السجن فأظهر صلى اللّه عليه وسلم ، ضعف حاله عن حال يوسف كما قال : نحن أولى بالشك من إبراهيم ، فإن يوسف اجتمع عليه حالان : حال السجن وحال كونه مفترى عليه وكل رسول يطلب أن يقرر في نفوس أمته ما يقبلون به دعاء ربه في كل ما يدعوهم إليه فكأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال لو كنت مكان يوسف لسارعت إلى الخروج طالبا للبراءة بجدالي عن نفسي لتثبت براءتي عند من أرسلت إليهم ويحتمل غير ذلك واللّه أعلم .
( فإن قلت ) : فما المراد بقوله تعالى لمحمد صلى اللّه عليه وسلم : عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ [ التوبة :
43 ] هل هو توبيخ كما فهمه بعضهم أو سؤال عن العلة مثل قوله تعالى لعيسى عليه الصلاة والسلام : أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ [ المائدة : 116 ] .
( فالجواب ) : كما قاله الشيخ في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة : أن ذلك سؤال عن العلة لا سؤال توبيخ لأن العفو قد تقدم ذلك ، وقوله : حتى يتبين لك إنما هو استفهام مثل قوله تعالى لعيسى ما تقدم ، كأنه تعالى يقول : أفعلت يا محمد ذلك حتى يتبين لك الذين صدقوا ، فإما أن يقول عند ذلك نعم ، أو لا . فإن العفو والتوبيخ لا يجتمعان لا سيما مع تقدم العفو في الذكر كما تقدم فإن من وبخ فما عفا مطلقا لأن التوبيخ مؤاخذة وهو تعالى قد عفا قال : ولما
......................................................
بوجود اللّه لا بتوحيده ما تعرض للتوحيد فقال : أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى [ الأعراف : 172 ] . فأقروا له بالربوبية التي هي السيادة وأطال في ذلك . وقال في قوله تعالى : أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ( 1 ) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ( 2 ) [ التكاثر : 1 ، 2 ] .
اعلم أن شهود الكثرة يوجب للعبد الجهل بنفسه وذلك لأن الروح لا يعقل نفسه إلا مع هذا الجسم محل الكم والكثرة ولم يشهد نفسه قط وحده مع كونه في نفسه واحدا ولا تعرف إنسانيته إلا مع وجود هذا الجسم ولا تعقل أحديته في ذاته أبدا وإنما تعقل أحدية الجنس لا الأحدية الحقيقية والذي يحصل له بالاكتساب أنه واحد في عينه علم دليل فكري لا علم ذوق شهودي كشفي وأطال في ذلك .
ثم قال : واعلم أن الزيارة مأخوذة من الزور وهو الميل فمن زار قوما فقد مال إليهم بنفسه فإن زارهم بمعناها فقد مال إليهم بقلبه وشهادة الزور هي الميل إلى الباطل عن الحق وزيارة الموتى هي الميل إليهم تعشقا لصفة الموت أن تحل به فإن الميت لا حكم له في نفسه وإنما هو في حكم من يتصرف فيه ولا يتصور من الميت منع ولا إباية ولا حمد ولا ذم ولا اعتراض بل هو مسلم فمن وفي هذا المقام حقه فهو من رجال اللّه قال : وجملة الأمر أن يكون حيا في أفعاله الظاهرة والباطنة التي يتعلق بها التكليف ، ويكون ميتا بالتسليم لموارد القضاء عليه في كل شيء لا للمقضي واللّه أعلم .
[ الباب الثالث والثمانون ومائتان في معرفة منزل القواصم وأسرارها من الحضرة المحمدية ]
وقال في الباب الثالث والثمانين ومائتين : ليس للشيطان على قلوب الأنبياء اطلاع ولا استشراف بخلاف قلوب الأولياء ألا ترى أن الشيطان لعنه اللّه لما علم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، بهذه المثابة من العصمة أن يصل إلى قلبه كيف جاءه في الصلاة في قبلته بشعلة من نار مخيلة فرمى بها في وجهه وكان غرض الشيطان أن يحيل بينه وبين الصلاة لما يرى له فيها من الخير فإنه يحسده
 
 
"330"
كان هذا اللفظ قد يفهم منه في اللسان التوبيخ جاء لأجل ذلك بالعفو ابتداء ليتنبه العارف باللّه تعالى وبمواقع كلامه أنه لم يرد التوبيخ الذي يتوهمه من لا علم عنده بالحقائق انتهى . وقال في الباب الثامن والثلاثين من « الفتوحات » أيضا في قوله : عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ [ التوبة :43 ] 
: ذكر أهل التفسير أنه تعالى قدم له البشرى قبل العتاب ليطمئن فؤاده صلى اللّه عليه وسلم ، قال : والذي عندنا نحن من العلم الإلهي هذه الآية بشرى خاصة ليس فيها عتاب ، إنما هو استفهام لمن أنصف وأعطى كلام اللّه تعالى حقه في الفهم انتهى .
( فإن قلت ) : فما المراد بقوله تعالى في حقه صلى اللّه عليه وسلم ، عَبَسَ وَتَوَلَّى ( 1 ) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى [ عبس :1 ، 2 ]
 إلى آخر النسق هل معناه : على ظاهره أم المراد به غير ذلك ؟
( فالجواب ) : كما قاله الشيخ في الباب الرابع وثلاثمائة : ليس ذلك العتاب على ظاهره وإنما نبه نبيه صلى اللّه عليه وسلم ، على ما ذكره ليعلمه أنه تعالى عند المنكسرة قلوبهم أكثر حضورا من الملوك . لأن رحمة اللّه تعالى لا تفارق الفقراء بخلاف الملوك . 
وإيضاح ذلك أن الحق تعالى يغار على عبده المنكسر القلب من أجل ربه أشد مما يغار لمن تظاهر بصفات العظمة ، فإذا حضر عندك ملك مطاع نافذا الأمر زائرا ثم إن فقيرا دخل عليك كذلك زائرا فأقبل على الفقير
..........................................................................
بالطبع فتأخر النبي صلى اللّه عليه وسلم ، إلى خلف ولم يقطع صلاته وأخبر بذلك أصحابه وأما الولي فإن الشيطان يلقي إليه في فلبه وقد يسمع منه ما يحدث به نفسه فيطمع أن يلبس عليه حاله وأطال في ذلك
[ الباب الرابع والثمانون ومائتان في معرفة منزل المجاراة الشريفة وأسرارها من الحضرة المحمدية ]
وقال في الباب الرابع والثمانين ومائتين : ينبغي للعارف إذا كان في مجلسه من لا يؤمن بكلام القوم ولا يفهمه أن لا يتكلم بشيء من الدقائق فإن سبق منه كلام دقيق على من ليس من أهل الطريق فالأدب منه أن يقول : إنما هذه عبارات أحوال ونطق حال لا نطق مقال كما تقول الأرض للوتد لم تشقني فيقول لها : الوتد على من يدقني وقال فيه : اعلم أن الفتح بعد المجاهدات والرياضات أمر لازم ، ولا بد منه تطلبه الأعمال وتناله الأنفس ولكن متى يكون ظهور ذلك الفتح هل هو الدنيا أم الآخرة ، ذلك إلى اللّه تعالى فإذا رأيت يا أخي عامل صدق أو عرفت ذلك من نفسك ولم تر يفتح لك في باطنك مثل ما فتح لمن رأيته على قدمك في العمل فلا تتهم ربك فإنه مدخر لك واطرح من نفسك التهمة في ذلك وفر من أن تكون من أهل التهم وقال قد يطلع اللّه الولي على ما تكنه القلوب فيعلم من الجليس جميع حركاته وسكناته من حين نفخت فيه الروح إلى وقت مجالسته ومع ذلك فلا يعرف هو ما في جيب نفسه لأن العارف إنما هو مع اللّه بحسب ما يطلعه .
( قلت ) : وقد شهد ذلك من الشيخ محيسن المجذوب بمصر رحمه اللّه ، فكان يخبر الشيخ بما فعله في صباه في أرض خلاف بلاده رضي اللّه عنه ، وأما شيخنا سيدي علي الخواص فسمعته يقول : لا يكمل الرجل عندنا حتى يعلم حركات مريده في انتقاله في الأصلاب وهو نطفة من يوم ألست بربكم إلى استقراره في الجنة ، أو النار . واللّه تعالى أعلم .
 
"331"
أكثر من الملك إلا أن تخاف سطوته ولا تعرض عن الفقير حتى يفرغ من حاجته التي جاءك لأجلها . فعلم أن تجلي الحق تعالى بالحضور عند الملك المطاع تجل في غير موطنه اللائق به إذ الكبرياء والعظمة إنما تليق بأهل الجنة في الجنة لعدم التحجير عليهم وزوال التكليف وما عاتب اللّه تعالى نبيه بقوله : عَبَسَ وَتَوَلَّى ( 1 ) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ( 2 ) [ عبس : 1 ، 2 ] إلا لكون ذلك الأعمى أن جاءه الأعمى فقيرا فغار تعالى لمقام العبودية والفقر أن يستهضم لأجل صفة عزا وقهرا أظهرت في غير محلها وأطال في ذلك .
وأما معنى قوله تعالى : أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى ( 5 ) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ( 6 ) [ عبس : 5 ، 6 ] فذكر الشيخ في الباب التاسع والأربعين وخمسمائة أن معناه :
العتاب في حال اجتماع الفقراء مع الأغنياء لا مع الانفراد فإن من الأدب الإقبال على كل وارد من غني أو فقير وفي الحديث إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه . وقال تعالى : لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ( 8 ) [ الممتحنة : 8 ] . 
وهنا نكتة ينبغي لك يا أخي أن تعرفها وهي : أن الملك العزيز في قومه ما جاء إليك ولا نزل عليك حتى ترك جبروته وكبرياءه خلف ظهره قبل أن يأتيك ، فما أتاك إلا وهو يرى نفسه دونك فكان جبروتك في نفسك إذا لم تقبل عليه وتتواضع له أعظم من جبروته هو فعلى كل حال يلزمك مقابلته بنظير فعله معك وأنزله أنت منزلته من نفسك قبل أن يأتيك وأدخل عليه السرور والإقبال والتبسم تكن حكيم الزمان فإن اللّه تعالى ما عاتب نبيه صلى اللّه عليه وسلم ، في حق الأعمى والأغنياء إلا لكون الفريقين كانا حاضرين فبالمجموع وقع العتب لا مع الانفراد .
وكان سيدي علي الخواص رحمه اللّه تعالى يقول : إنما أقبل صلى اللّه عليه وسلم ، على الأغنياء لصفة الغنى التي تظاهروا بها والعارف باللّه تعالى ينبغي له الإقبال على كل نعت إلهي من جلال وعظمة وغيرهما ، فإن وقع أن أحدا من العارفين عوتب على إقباله على الأغنياء فليس ذلك من حيث تظاهرهم بالغنى ، وإنما ذلك لعلة أخرى فعلم أنه لا ينبغي القياس على هذا العتاب وطرده في حق الأغنياء مطلقا فإن ذلك مزلة قدم عن الشريعة فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قد أمرنا بإكرام كريم كل قوم إذا أتانا كما مر فافهم .
وعلم أيضا أن تعظيم العارف للملوك والأمراء والأغنياء ، إنما هو من تعظيم الرب جل وعلا ، وأما تعظيم الفقراء فإنما ذلك جبرا لقلوبهم لانكسارها انتهى . 
وقال في تفسير هذه الآية أيضا الباب الثالث والستين ومائة : اعلم أن الغنى صفة ذاتية للحق تعالى :
......................................................................
[ الباب الخامس والثمانون ومائتان في معرفة منزل مناجاة الجماد ومن حصل فيه حصل من الحضرة المحمدية والموسوية نصفها ]
وقال في الباب الخامس والثمانين ومائتين : اعلم أن الحواس لا تخطىء لأن إدراكها للأشياء إدراك ذاتي وإن حصل علة عارضه فهي لا تؤثر في الذاتيات وأطال في ذلك ثم قال : واعلم أن إدراك العقل على قسمين : 
إدراك ذاتي هو فيه كالحواس لا يخطئ 
وإدرك غير ذاتي وهو ما يدركه بالآلة التي هي الفكر ، وبالآلة التي هي الحس ، 
فالخيال يعلو الحس بما يعطيه والفكر ينظر في الخيال فيجد الأمور مفردات فيجب أن ينسى منها صورة يحفظها العقل فينسب بعض المفردات إلى بعض فقد يخطئ في النسبة للأمر على ما هو عليه ، وقد يصيب فيحكم العقل على ذلك الحد فيخطىء ويصيب فالعقل مقلد ، ولذلك اتصف بالخطأ ولما رأت الصوفية خطأ
 
"332"
فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [ الحديد : 24 ] ، أي : هو الذي يستحق أن يثنى عليه بهذه الصفة وكان مشهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، حين عاتبه ربه بقوله : عَبَسَ وَتَوَلَّى ( 1 ) [ عبس : 1 ] إلى آخره ، إنما هو الصفة الإلهية المذكورة وهو الغنى المطلق الذي لا يكون لغير اللّه قطعا ، فلهذا تصدى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، لأكابر قريش لظهور رائحة هذه الصفة الإلهية فيهم فإنها تعطي بذاتها الشرف والرفعة في ذلك الوقت الذي تصدى لهم فيه فكان قصده صلى اللّه عليه وسلم ، بإقباله على الأغنياء إنما هو تعليم أمته أن يتصدوا لكل من اتصف بصفة الغنى من الخلق ثم إذا رسخوا في ذلك المقام أمروا بالترقي إلى شهود عدم تخصيص الصفات الإلهية فإن العالم كله من شعائر اللّه تعالى ، ومن صفته ولا ينفك شيء منه عن مصاحبة معية الحق تعالى له لعدم تحيزه جل وعلا فكل كامل يغار على هضم جناب المنكسرة قلوبهم لأن الحق عندهم كما أخبرنا به الشارع صلى اللّه عليه وسلم ، وأيضا فإنه صلى اللّه عليه وسلم ، مع هذا المشهد كان له حرص عظيم على إسلام قريش فكان يعلم أن أكابرهم إذا مالوا إليه بقلوبهم وأطاعوه وأحبوه وأسلموا فأسلم بإسلامهم خلق كثير ، قال تعالى : لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ [ التوبة : 128 ] ، أي : إن عنادكم وعدم إسلامكم يعز عليه لمحبته الخير لكم .
( فإن قلت ) : فكيف أوقع الحق تعالى العتب على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، مع هذا المشهد العظيم الذي قدمناه ؟
( فالجواب ) : إنما عاتبه وأعلمنا بذلك تأديبا لنا فإن الإنسان محل الغفلات ، وهو فقير بالذات ولو صار من أكبر ملوك الدنيا فهو فقير لأن غناه عرضي عرض له من حصول الجاه والمال ، فما استغنى إلا بغيره بخلاف الحق ، جل وعلا فليست الصفة التي ظهرت في الأغنياء صفة الحق حقيقة حتى يتصدى العبد لها ولذلك قال تعالى في الآية : أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى [ عبس : 5 ] بسين الطلب وما قال : أما من هو غني فكان ما أدب اللّه تعالى به نبيه صلى اللّه عليه وسلم ، الإعراض عن الأغنياء والإقبال على الفقراء أولا ثم أمره أن يقبل على كل من ترك غناه وكبرياءه وجاء إليه .
قال الشيخ : وأكثر الناس غافلون عن هذا الأدب الثاني ، فلا يكادون يشهدون له طعما ويتخيلون أن إقبال العارفين على أحد من الرؤساء والأغنياء ، إنما ذلك لأجل جاههم ومالهم
...........................................................................
النظار عدلوا إلى الطريقة التي لا لبس فيها فأخذوا الأشياء من عين اليقين وأطال في ذلك واللّه أعلم .
[ الباب السابع والثمانون ومائتان في معرفة منزل التجلي الصمداني وأسراره من الحضرة المحمدية ]
وقال في الباب السابع والثمانين ومائتين : ما من كلمة يتكلم بها العبد إلا ويخلق اللّه تعالى من تلك الكلمة ملكا فإن كانت خيرا كان ملك رحمة وإن كانت شرا كان ملك نقمة فإن تاب إلى اللّه تعالى وتلفظ بتوبته خلق اللّه تعالى من تلك اللفظة ملك رحمة فإن قال العبد : تبت إليك يا رب من كل شيء لا يرضيك خلق من هذا اللفظ ملائكة بعدد كلمات الشر التي كانت منه فإن كل تدل على الكثرة فمعنى تبت إلى اللّه من كل شيء تبت إلى اللّه من كذا تبت إلى اللّه من كذا ، تبت إلى اللّه من كذا ، كما تقول : زيدون وتريد زيدا وزيدا ، وزيدا ثم قال : إن ملائكة
 
"333"
وليس الأمر كما ظنوا . ثم اعلم أن أهل اللّه تعالى إذا خافوا أن أحدا من العوام يتبعهم على تعظيم الأغنياء من غير فهم المعنى الذي قصدوه وخافوا أن يزدادوا بذلك الفعل رغبة في الدنيا فلهم إظهار الأنفة على الأغنياء والرؤساء تقديما لمصلحة المحجوبين ، وتأمل قولهم شرط الداعي إلى اللّه عز وجل أن يكون غنيا عن المدعوين لا يحتاج إليهم في شيء يمنون به عليه فعرف أنه ينبغي له استجلاب الناس لا تنفيرهم عنه فيحسن إليه بالمال والإقبال ولا ينبغي له قبول صدقاتهم وإحسانهم لأنه يهون بذلك في أعين المدعوين ويجب عليه التعفف عما بأيديهم وكف نفسه عنهم إما بمال أو قناعة قال تعالى : ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [ النحل : 125 ] . 
فأما الحكمة فهو غناه عما بأيدي المدعوين وأما الموعظة الحسنة فهو تمهيده بساطا للمدعوين حتى إنهم يصيرون يبادرون إلى فعل ما ندبهم إليه من غير توقف لما يعلمون لنفوسهم في ذلك من المصلحة وفي القرآن وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [ آل عمران : 159 ] وقد استقر الأمر على أن تقديم الفقراء على الأغنياء مطلوب في كل ما فيه إكرام وأنه لا ينبغي لفقير أن يراعي أحدا من الأكابر بعد ما تبين له الحق فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والسلام .
( خاتمة ) : لا ينقص من كمال الأنبياء عليهم السلام ، عدم معرفتهم بتدبير أحوال الدنيا في بعض الأوقات كما أشار إليه قوله صلى اللّه عليه وسلم ، في مسألة تلقيح النخل أنتم أعلم بأمر دنياكم وذلك أنه صلى اللّه عليه وسلم ، مر على قوم وهم على رؤوس النخل ، فقال : ما يصنع هؤلاء ؟ فقال : يلقحون النخل .
فقال : ما أرى ذلك يجدي شيئا فسمع بذلك الأنصار فتركوا تلقيح نخلهم تلك السنة فقلّ حمل النخل وخرج البلح شيصا فأخبروه بذلك فقال : أنتم أعلم بأمر دنياكم ، يعني : في كل ما لم يوح إليه فيه شيء . 
قال الشيخ محيي الدين : وسبب خفاء بعض أحوال الدنيا على الأنبياء والأولياء ، إنما هو لما غلب على قلوبهم من عظيم مشاهدة جلال اللّه تعالى فغابوا بذلك عن تدبيرهم للكون ولو أن ذلك الجلال والعظمة انحجب عنهم لكانوا أعرف الناس بأمر الدنيا لكن لا يخفى أن حجابهم عن تدبير الكون إنما هو لهم في بعض الأوقات لا كلها كما أشار إليه خبر لي وقت لا يسعني فيه غير ربي . 
قال بعض العارفين : وما مات رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، حتى تزايد كماله وصار يدبر أمر الدنيا والآخرة ، ولم يكن يشغله مشاهدة جلال اللّه عز وجل ، عن ذلك .
............................................................................
الشر ترجع كلها بالتوبة ملائكة رحمة كما قال تعالى : فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ [ الفرقان : 70 ] وأطال في ذلك .
[ الباب الثامن والثمانون ومائتان في معرفة منزل التلاوة الأولى من الحضرة الموسوية ]
وقال في الباب الثامن والثمانين ومائتين في قوله تعالى : خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ ( 2 ) [ العلق : 2 ] إنما خلقه تعالى من علق إشارة للعلاقة التي بينه وبين الحق فإنه خليفته في الأرض ، وأيضا فإن العلقة في ثالث مرتبة من أطوار خلقته فهي في مقام الفردية التي لا تليق إلا بالحق فانظر ما أعجب كلام اللّه عز وجل .
وقال في اسم اللّه الأعظم : اعلم أن أسماء اللّه كلها عظيمة فاصدق ، واسأل حاجتك بأي اسم إلهي شئت .
وقد قال شخص لأبي يزيد البسطامي : علمني اسم اللّه الأعظم فقال له أبو يزيد : فأرني الأصغر يوبخه على ذلك .
 
"334"
وقد ذكر الجلال السيوطي رحمه اللّه أنه صلى اللّه عليه وسلم ، كان مكلفا بالإقبال على اللّه عز وجل ، وعلى الخلق معا في آن واحد لا يحجبه الخلق عن الحق .
( فإن قلت ) : فلم أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمشاورة أصحابه مع كونهم دونه بيقين؟
( فالجواب ) : كما قاله الشيخ في الباب الثامن والتسعين ومائة أن اللّه تعالى ما أمر نبيه صلى اللّه عليه وسلم بالمشاورة لمن هو دونه إلا ليعلمه تعالى أن له في كل موجود خصوصية لا تكون لغيره فقد يلقي اللّه تعالى من الوجه الخاص لآحاد الأمة ما لم يلقه إلى أحد من المقربين بدليل قصة الخضر مع موسى عليهما الصلاة والسلام واللّه أعلم .

.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الجمعة 18 سبتمبر 2020 - 22:22 من طرف عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» المبحث الثلاثون في بيان حكمة بعثة الرسل في كل زمان وقع فيه إرسال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث السادس والأربعون في بيان وحي الأولياء الإلهامي والفرق بينه وبين وحي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث الحادي والأربعون في بيان أن ثمرة جميع التكاليف التي جاءت بها الرسل عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث الأربعون في مطلوبية برّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ووجوب الكف عن الخوض في حكم أبوي نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث الحادي والسبعون في بيان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قبل خلق آدم عليه الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى