اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي

اذهب الى الأسفل

04112019

مُساهمة 

12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Empty 12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي




12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي

كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص الشيخ عبد الغني النابلسي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي

الجزء الأول
وهذا نص الحكمة الشعيبية ذكره بعد حكمة صالح عليه السلام، لأنه يبحث فيه عن الرحمة التي وسعت كل شيء.
فناسب ذكره بعد حكمة صالح عليه السلام المشتملة على إعطاء كل شيء خلقه من حيث إن العلم تابع للمعلوم، ولا يكون عن الشيء إلا ما هو كائن فيه.
فتشمله الرحمة وتظهره على ما هو عليه في ثبوته قبل وجوده، فقدر رحمته بإعطائها له الوجود.
فالخير مرحوم والشر مرحوم والهدى مرحوم والضلال مرحوم والكفر والإيمان والنار والجنة والعذاب والنعيم وكل شيء مرحوم. 
كذلك قال سبحانه : "رحمتي وسعت كل شيء" [الأعراف: 156]، 
وقال تعالى : " الذي أعطى كل شيء خلقه " [طه: 50]، فكأنما هذا فص تعميم لما قبله وإكمال لتلك الحكمة السابقة
(فص حكمة قلبية)، أي منسوبة إلى القلب (في كلمة شعيبية).
إنما اختصت حكمة شعيب عليه السلام بكونها قلبية، لأنها يبحث فيها عن قلب العارف بالله تعالی ووسعه للحق سبحانه ، لأنه من رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء.
قال الشيخ رضي الله عنه الله عنه : ( اعلم أن القلب أعني قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله و رحمته لا تسعه:
هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم ليس بمرحوم فلا حكم للرحمة فيه.
وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفيس:
وأن الأسماء الإلهية عين المسمى وليس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطيه من الحقائق وليس الحقائق التي تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهية تطلب المألوه، و الربوبية تطلب المربوب ، وإلا فلا عين لها إلا به وجودا أو تقديرا. )
(اعلم) يا أيها السالك (أن القلب)، وهو عام في جميع القلوب من حيث ما هي قلوب، فإذا كانت نفوسا في صدور أهل الغفلة من الناس ذات وسواس كما قال الله تعالى: "ونعلم ما توسوس به نفسه " [ق: 16]، فما هي بمرادة هنا.
ولهذا قال : (أعني قلب العارف بالله) تعالى، فإن قلبه هو المراد، لأنه صاحب الاستعداد للفيض والإمداد (هو)، أي ذلك القلب (من رحمة الله) تعالى بل هو عين رحمة الله تعالى.
لأن الله تعالى ينظر به إلى عباده كلهم فيرحمهم فمن حيث شمول الرحمة لكل شيء هو منها ومن حيث رحمة كل شيء به هو عينها (وهو)، أي القلب العارف بالله تعالی (أوسع منها)، أي من رحمة الله تعالى .
من حيث إن الله تعالی ينظر به إلى العباد فيرحمهم فتظهر رحمته تعالى بكل شيء من ذلك القلب ، فيكون القلب أوسع منها من هذا الوجه .
(فإنه)، أي القلب العارف بالله تعالى (وسع الحق جل جلاله) كما ورد في الحديث القدسي: "ما وسعني سماواتي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن"، (ورحمته تعالى لا تسعه)، لأنه غني عن أن يصله نفع منه ، لأنه الكامل بالكمال الذاتي فضلا عن أن يصله نفع من غيره.
"" أضاف الجامع : من الشواهد على صحة متن الحديث
حديث : عن وهب ابن منبه قال : إن الله عز وجل فتح السماوات لحزقيل حتى نظر إلى العرش -أو كما قال- فقال حزقيل: سبحانك! ما أعظمك يا رب! فقال الله: إن السماوات والأرض لم تطق أن تحملني، وضقن من أن تسعني، ووسعني قلب المؤمن الوادع اللين. رواه أحمد ابن حنبل فى الزهد عن وهبة ابن منبه .
حديث : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : " إن لله آنية من أهل الأرض، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين وأحبها إليه ألينها وأرقها . رواه الطبراني في مسند الشاميين والجامع الكبير للسيوطي . قال الهيثمي إسناده حسن، وقال شيخه العراقى: فيه بقية بن الوليد، وهو مدلس، لكنه صرح بالتحديث فيه.  ""
فلما وسعه القلب ولم تسعة الرحمة كان القلب أوسع من الرحمة، ولا يقال إن الحق تعالى إذا نظر بالرحمة إلى كل شيء فقد وسعنه الرحمة أيضا، لأنا نقول الرحمة حضرة من حضراته سبحانه، والقلب جامع لكل الحضرات، فالوسع الذي للقلب لا يكون لغيره .
هذا الكلام المذكور هنا (لسان عموم)، وإجمال في مطلق قلب العارف ومطلق الرحمة الإلهية ومطلق الوسع (من باب الإشارة) لا صريح العبارة .
(فإن الحق) تعالی (راحم) لكل ما سواه برحمته (ليس غیره) وهذا بيان لكون رحمته سبحانه لا تسعه، لأنه حضرة من حضراته وصفة من جملة صفاته.
فكيف تكون واسعة لذاته الجامعة لجميع حضراته من أسمائه وصفاته، والبعض لا يسع الكل.
وإن لم يكن هنا بعض ولا كل بل عين واحدة كافية للكل في الكل، ولكن اعتبار التعينات يقتضي ما ذكرناه من العبارات (فلا حكم)، أي ظهور أثر (للرحمة) الإلهية (فيه)، أي في الحق تعالى لامتناع ذلك عليه سبحانه أزلا وأبدا .
(وأما الإشارة) وأما آلاؤه تعالى مما ذكر (من لسان الخصوص) للتعريف التفصيلي والتوقيف التحصیلی (فإن الله) تعالى (وصف نفسه على لسان رسوله و (بالنفس) بفتح الفاء كما ورد في الحديث من قوله عليه السلام «إني لأجد نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن» (وهو)، أي النفس مشتق (من التنفيس)، أي تفريج الكرب الذي يجده الواجد، ومن أسمائه تعالى الواجد، وهو صاحب الوجد والشوق إلى من يحبهم من مظاهر كماله وهياكل تجلیات جماله وجلاله (وأن الأسماء الإلهية) هي (عين المسمی) بها وهو الحق تعالى في نفس الأمر.
وإن كانت غیره باعتبار النظر العقلي (وليس) ذلك المسمى (إلا هو) سبحانه (وأنها)، أي الأسماء الإلهية (طالبة)، أي متوجهة أزلا وأبدا إلى (ما تعطيه)، أي ما هو صادر عنها من الحقائق الكونية (وليست الحقائق التي تطلبها الأسماء) الإلهية (إلا العالم) بفتح اللام، أي ما سوى الله تعالى من الكائنات.
(فالألوهية) التي هي صفة من صفات الله تعالى والاسم منها الإله (تطلب المألوه)، أي الشيء الذي تكون تلك الصفة بإسمبنها له إلها (و) صفة (الربوبية)، والاسم منها الرب (تطلب المربوب)، أي الشيء الذي تكون بإسميتها له ربا .
وهكذا بقية الصفات الإلهية من حيث هي غير الذات الإلهية بالنظر العقلي (وإلا)، أي وإن لم يكن الأمر كذلك (فلا عين لها)، أي لا حقيقة للأسماء الإلهية (إلا به)، أي بالأثر الذي هو المألوه لصفة الألوهية والمربوب لصفة الربوبية (وجودة)، أي في حال وجود المألوه والمربوب (وتقديرا)، أي في حالة كونه مقدرة ثابتة غير موجود.
قال الشيخ رضي الله عنه :  (والحق من حيث ذاته غني عن العالمين.
والربوبية ما لها هذا الحكم.
فبقي الأمر بين ما تطلبه الربوبية وبين ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم.
وليست الربوبية على الحقيقة والاتصاف إلا عين هذه الذات.
فلما تعارض الأمر بحكم النسب ورد في الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده.
فأول ما نفس عن الربوبية بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإيجاده العالم الذي تطلبه الربوبية بحقيقتها وجميع الأسماء الإلهية.
فيثبت من هذا الوجه أن رحمته وسعت كل شيء فوسعت الحق، فهي أوسع من القلب أو مساوية له في السعة. هذا مضى،  )
(والحق) تعالى (من حيث ذاته) العلية (غني عن العالمين) كما قال سبحانه : "و الله غني عن العالمين" [آل عمران: 97]. وقال تعالى : "والله الغني وأنتم الفقراء" [محمد: 38] .
والصفات أيضا والأسماء من حيث هي عين الذات الإلهية غنية عن العالمين أيضا. وقد أشار إليه المصنف قدس سره بقوله : 
وأن الأسماء الإلهية عين المسمى وليس إلا هو (و) صفة (الربوبية) من حيث ما هي غير الذات الإلهية (ما لها هذا الحكم)، أي الغني عن العالمين.
(فبقي الأمر) الإلهي الواحد في نفسه مترددة (بين ما نطلبه) صفة (الربوبية) من الحيثية المذكورة وهو الظهور بالمربوبین (وبين ما تستحقه الذات) العلية (من الغنی عن العالم) بفتح اللام (وليست) صفة (الربوبية على الحقيقة والاتصاف) من الحيثية الأخرى .
(إلا عن هذه الذات) الإلهية الغنية عن العالمين، فالأمر في نفسه ذات غنية عن العالمين من وجه، وصفة ربوبيته افتقر إليها جميع العالمين فتعلقت به ، فلا تنفك عنه ولا ينفك عنها وجودة وتقدير من وجه آخر.
(فلما تعارض) بحسب الظاهر الأمر المذكور بالطلب للعالمين والاستغناء عن العالمين (بحكم)، أي بسبب ما تقتضيه أحوال (النسب) جمع نسبة وهي الإضافة من الطلب والاستغناء المذكورين وغيرهما (ورد في الخبر) عن النبي صلى الله عليه وسلم (ما وصف الحق) تعالی (به نفسه) على لسان نبيه عليه السلام (من الشفقة) وهي زيادة الرحمة (على عباده) كما ورد في الأسماء الحسنى أن من أسمائه تعالى: الرؤوف من صفاته الرأفة.
(فأول ما نفس) سبحانه (عن) صفة (الربوبية التي له بنفسه المنسوب إلى) اسمه (الرحمن) الوارد في الحديث إني لأجد نفس الرحمن (بإيجاده) سبحانه (العالم)، أي المخلوقات (الذي) نعت للعالم (تطلبه) صفة (الربوبية بحقيقتها) من حيث هي غير الذات الإلهية الغنية عن العالمين تطلبه أيضا (جميع الأسماء الإلهية) لتظهر به (فيثبت من هذا الوجه) وهو وجه تنفیس الحق تعالى بنفسه المنسوب إليه من حيث اسمه الرحمن فهو التنفيس بالرحمة عن أسمائه وصفاته (أن رحمته) سبحانه الواسعة ("وسعت كل شي" فوسعت الحق) تعالى حيث وسعت أسمائه وصفاته التي هي من وجه عين ذاته كما أنها من وجه آخر غير ذاته .
(فهي)، أي الرحمة الإلهية حينئذ (أوسع من القلب)، أي قلب العارف بالله تعالى (أو مساوية له في السعة) لإشرافه على ما هي مشرفة عليه من الأسماء وآثارها من حيث قيامه بالشهود الذاتي وكون الحق تعالی سمعه وبصره .
والحاصل أن رحمة الله تعالى صفة من صفاته وحضرة من حضراته وقد توجهت منه تعالى على إيجاد كل شيء وإمداده . 
ومن جملة ذلك إيجاد قلب العارف بالله تعالى ومعرفته به تعالى، ولا شك أن قلب العارف بسبب معرفته بالله تعالى فاني مضمحل،عن كل حادث من ذاته ومن غيره.
 فلا حکم عنده إلا للوجود المطلق حتى عن الإطلاق، فهو الظاهر له به وبكل شيء مثل ظهور المعاني بالألفاظ.
فإن الذهن ما دام ملاحظا للفظ المخصوص، وهو في حال ملاحظته له ناظر إلى المعنى الذي يدل عليه ذلك اللفظ ، فهو مستحضر لذلك المعنى.
ومتي التفت إلى ملاحظة اللفظ من حيث هو وأعرض عن نظره منه إلى معناه فقد أعرض عن معناه وانحجب باللفظ عن المعنى.
وكذلك إذا أعرض عن ملاحظة اللفظ فقد أعرض عن النظر إلى معناه " ولله المثل الأعلى" [النحل: 60].
فالمشهود في الفناء الأول أحوال العبد بمنزلة الألفاظ ينظر منها إلى المعاني، والشهود في الفناء الثاني وهو الفناء عن الفناء أعيان الأشياء كلها لا من حيث اتصافها بالوجود بل عین الوجود من حيث اتصافه بأعيان الأشياء على حسب ما يعطي الوهم لا على حسب ما الأمر عليه في نفسه .
وهذا أمر معلوم عند القلب العارف مقطوع به، والضرورة عنده في هذا الشهود واضحة، وذلك معنی وسع القلب للحق تعالى.
فإذا كان القلب واسعا للحق تعالی كان واسعا لجميع صفاته وحضراته بالأولى  فهو أوسع من الرحمة الإلهية .
وإذا اعتبر وسع الرحمة لكل شيء إيجادا وإمداد هو عين وسعها للصفات والأسماء والحضرات الإلهية.
ومن جملة ذلك قلب العارف بالله تعالى، فالرحمة أوسع حينئذ من قلب العارف ، وإن اعتبر حال القلب أنه هو عين الرحمة كانت الرحمة مساويا للقلب (هذا الكلام (مضی)، أي تقرر وتم تحريره.
قال الشيخ رضي الله عنه :  (ثم لتعلم أن الحق تعالى كما ثبت في الصحيح يتحول في الصور عند التجلي، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا يسع معه غيره من المخلوقات فكأنه يملؤه.
ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجليه له لا يمكن أن ينظر معه إلى غيره.
وقلب العارف من السعة كما قال أبو يزيد البسطامي «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة في زاوية من زوايا قلب العارف ما أحس به».
وقال الجنيد في هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقديم لم يبق له أثر، وقلب يسع القديم كيف يحس بالمحدث موجودا. )
 
(ثم لنعلم) أيها السالك (أن الحق تعالی كما ثبت في الحديث الصحيح) عن رسول الله كما ذكرناه فيما مر (يتحول) يوم القيامة (في الصور) المختلفة (عند التجلي)، أي الانكشاف لأهل المحشر (و) لتعلم (أن الحق تعالى إذا وسعه القلب) العارف به (لا يسع غيره من جميع المخلوقات)، لأنها كلها صور تجلياته سبحانه التي لا محيص للعارف عنها في حال رؤيته تعالى، فهي من ضرورات التجليات الإلهية مع أنها عدم محض والوجود هو المشهود منها.
(فکانه)، أي الحق تعالى (يملأه)، أي القلب فكيفما توجه رأى صورة نجليه سبحانه كما قال تعالى : " فأينما تولوا فثم وجه الله" [البقرة: 115].
(ومعنى هذا)، أي كون القلب لا يسع غير الحق تعالی (أنه)، أي القلب (إذا نظر إلى الحق) تعالی (عند نجليه)، أي انکشافه (له) بنوع من صور الانكشاف في الحس أو العقل (لا يمكن) القلب (أن ينظر معه)، أي مع الحق تعالى (إلى غيره)، أي غير الحق تعالی أصلا ، لأنه لا غير معه تعالی عند تجليه له .
(وقلب العارف) بالله تعالى (من) جهة (السعة كما)، أي كالوصف الذي (قال أبو يزيد البسطامي) قدس الله سره (لو أن العرش) العظيم الذي هو أكبر الأجسام (وما حواه)، أي العرش من جميع العوالم المختلفة في الدنيا والآخرة (مائة ألف ألف) بالتكرار (مرة) وأكثر من ذلك (في زاوية)، أي ناحية (من زوايا)، أي نواحي (قلب العارف) بالله تعالى (ما أحس) قلب العارف (به).
أي بذلك العرش ومائة ألف ألف مرة مثله، وذلك لأن القلب إذا عرف الحق تعالى، وتحقق أنه الوجود المطلق الذي كل موجود بالنسبة إليه عدم صرف.
فكيف يدرك ما دام كذلك معدوما من الأشياء في الحس أو العقل، إلا إذا غفل عن ذلك الوجود المطلق المذكور، وفي حالة الغفلة ليس هو بعارف.
(وقال الجنيد) البغدادي قدس الله سره (في) مثل (هذا المعنى المذكور (إن) الشيء (المحدث إذا قرن بالقديم)، أي اعتبر مقابلا له ومنسوبة إليه (لم يبق له)، أي لذلك الشيء المحدث (أثر)، ولا عين واضمحل بالكلية، لأن الوجود الذي ذلك الشيء ظاهر به هو مقدار ما انكشف من وجود القديم سبحانه، ولا وجود لذلك الشيء من نفسه أصلا.
(وقلب يسع القديم) سبحانه من حيث رؤية نفسه ظاهرا بانکشاف نور وجوده له (كيف يحس)، أي يدري (بالمحدث) من الأشياء (موجودا) ولا وجود في شهوده إلا القديم.

(وإذا كان الحق يتنوع تجليه في الصور فـ بالضرورة يتسع القلب ويضيق بحسب الصورة التي يقع فيها التجلي الإلهي، فإنه لا يفضل شيء عن صورة ما يقع فيها التجلي.
فإن القلب من العارف أو الإنسان الكامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا يفضل بل يكون على قدره وشكله من الاستدارة إن كان الفص مستديرا أو من التربيع والتسديس والتثمين وغير ذلك من الأشكال إن كان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما كان من الأشكال، فإن محله من الخاتم يكون مثله لا غير. )

(وإذا كان الحق) كما سبق في الحديث (بتنوع تجلبه)، أي انکشافه في يوم القيامة (في الصور) وكذلك في الدنيا . 
قال : «أتاني الليلة ربي في أحسن صورة 
فقال : يا محمد ، فقلت: لبيك وسعديك ، 
قال : هل تدري فيم يختص الملأ الأعلى، 
قلت: لا أعلم، 
قال: فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بین ثديي ، أو قال : في نحري فعلمت ما في السموات وما في الأرض، أو قال : ما بين المشرق والمغرب» إلى آخر الحديث. 
أخرجه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما ، واخرجه أحمد في المسند عن ابن عباس ، و الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين.
(فـ بالضرورة) الوجدانية (يتسع القلب)، أي قلب العارف بالله تعالی تارة فيظهر له الحق تعالى في كل محسوس و معقول.
(ويضيق) تارة أخرى فيظهر في بعض ويبطن في بعض أو يبطن في الكل، ومن هنا قال عليه السلام "إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة" . رواه مسلم وأبو داود وغيرهم
(بحسب)، أي على مقتضى (الصور التي يقع فيها النجلي)، أي الانكشاف (الإلهي) لقلب العارف .
فإن الكشف له صور التجلي الجمالي اتسع لها وتوفرت فيه الدواعي إلى الرغبة والإقبال، وإن انكشفت له صور التجلي الجلالي ضاق لها وانحصر بها ، والكل عنده صور التجلي الحق سواء بسطته أو قبضنه .
(فإنه)، أي الشأن (لا بفضل من القلب)، أي قلب العارف (شيء)، أي فضلة
 
(عن صورة ما يقع فيها)، أي في تلك الصورة (التجلي) الإلهي، وما ثم أي ما عنده إلا صور بقع فيها التجلي من كل حضرة، فهو يعطي كل تجل ما يطلب من الحال المخصوص من سعة أو ضيق أو بسط أو قبض أو جمال أو جلال (فإن القلب من العارف) بالله تعالى (أو) من (الإنسان الكامل)، وهما لقبان لأكمل التجليات الإلهية في الصورة الآدمية والبنية البشرية .
(بمنزلة محل)، أي موضع (فص) بالفتح الحجر (الخاتم من الخاتم)، فإنه (لا يفضل عنه)، أي لا يزيد عليه أصلا (بل يكون) ذلك المحل (علی قدره)، أي قدر الفص (و) على (شكله)، أي الفص (من الاستدارة إن كان الفص مستديرة أو من التربيع)، أي ذي الزوايا الأربع (والتسدیس)، أي ذي الزوايا الست (والتثمين)، أي ذي الزوايا الثمان (وغير ذلك من الأشكال)، أي الهيئات .
(إن كان الفص مربعة أو مسدسة أو مثمنة) كذلك (أو ما كان من الأشكال فإن محله)، أي الفص (من الخاتم يكون مثله لا غير)، أي لا يخالفه أصلا ، ولهذا سمي هذا الكتاب فصوص الحكم.
 فإن الذي فاضت عليه حكم النبيين من الحضرة الجامعة المحمدية ، كشف من ظهور فصوص الحقائق الإلهية عن محالها ومواضعها المطابقة لها، أو الكائنة على حسب مقتضياتها من أرواح النبيين عليهم السلام فكان ما كشفه من الحضرة المحمدية ثم الأرواح النبوية على طبق حقيقته الجامعة الوجودية الذاتية .
فترجم عما وجد عنده من ذلك وما أعطته الحقيقة المحمدية في عالم الخيال من ظهور تلك الفصوص، وأما المحال التي كانت ظاهرة بها فهي تابعة لها فكشف عنها بها.
قال الشيخ رضي الله عنه : (وهذا عكس ما يشير إليه الطائفة من أن الحق يتجلى على قدر استعداد العبد.
وهذا ليس كذلك، فإن العبد يظهر للحق على قدر الصورة التي يتجلى له فيها الحق.
وتحرير هذه المسألة أن لله تجليين.
تجلي غيب وتجلي شهادة، فمن تجلي الغيب يعطي الاستعداد الذي يكون عليه القلب، وهو التجلي الذاتي الذي الغيب حقيقته، وهو الهوية التي يستحقها بقوله عن نفسه «هو».
فلا يزال «هو» له دائما أبدا. )
(وهذا) الكلام هنا (عکس ما تشير إليه) الطائفة من العارفين (من أن الحق) تعالى (يتجلى)، أي ينكشف في الدنيا والآخرة (على قدر استعداد العبد).
لأنهم يرون التنوع في التجليات مع وحدة التجلي الحق، فأرجعوا الاختلاف إلى اختلاف الاستعداد والتهيؤ لقبول الظهور الوجودي الواحد من الحضرة الواحدية .
وأهملوا النظر في اختلاف الاستعداد والتهيؤ لذلك القبول الفائض من الحضرة الأحدية التي لها الأزل كما أن الواحدية لها الأبد.
فاستعداد العبد من فيض الأحدبة وقبوله المقتضى ذلك الاستعداد من الظهور الوجودي من فيض الواحدية والأحدية حضرة اسمه الباطن والواحدية حضرة اسمه الظاهر.
فالعبد من حيث هو عبد ممكن مع قطع النظر عن تعينه واللاتعين فيه بمنزلة محل الفص من الخاتم فإذا فاض عليه الاستعداد والقبول جعله تابعا لمقتضاه، وهو مشرب ذاتي وغيره مشرب صفاتي .
وقد بينه المصنف قدس الله سره بقوله: (وهذا)، أي ما ذكر هنا من تجلي الحق تعالى (ليس كذلك)، أي ما هو تابع لاستعداد العبد .
(فإن العبد) إذا تجلى عليه الحق تعالى (يظهر للحق) تعالى (على قدر الصورة التي يتجلى له)، أي لذلك العبد (فيها الحق) تعالی الثابتة في علمه سبحانه من تجلي ذاته لذاته في حضرة علمه القديم.


.

يتبع




عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 4 نوفمبر 2019 - 9:06 من طرف عبدالله المسافربالله

12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الجزء الثاني .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي

كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص الشيخ عبد الغني النابلسي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي

الجزء الثاني
(وتحرير هذه المسألة) على الوجه التام أن يقال (أن الله) تعالى من حيث اسمه الباطن والظاهر والأول و الآخر (تجليين)، أي انکشافين في حضرة الإمكان :
والأول (تجلي غیب)، أي حاصل في عالم الغيب وهو الحضرة العلمية الإلهية وهو التجلي الذاتي في الحضرات الصفاتية مما لا يعلمه إلا الله تعالى، وهذا التجلي أزلي لا بداية له.
(و) الثاني: (تجلي شهادة)، أي حاصل في عالم الشهادة وهو عالم الكون وهو التجلي الصفاتي الأسمائي في الحضرات الإمكانية مما تعلمه المخلوقات من بعضها في بعض . 
وهذا التجلي أبدي لا نهاية له (فمن تجلي الغيب) على حضرة الإمكان (يعطي الحق) تعالى (الاستعداد الذي يكون عليه القلب)، وهو كونه قابلا أن يكون على هيئة الفص، لأنه محله وموضع ظهوره وإمساكه به .
(وهو التجلي)، أي الانكشاف (الذاتي)، أي منسوب إلى الذات الإلهية (الذي) هو (الغيب) المطلق عن الحس والعقل (حقيقته)، بحيث لا ظهور له من حيث ما هو غيب أصلا (وهو الهوية التي يستحقها) الحق تعالی (بقوله عن نفسه هو)
الله الرحمن الرحيم فهو الغيب الذاتي، والله الحضرة الصفائية الجامعة لجميع الأسماء، والرحمن الرحيم ذكر بعض الأسماء الجامعة أيضا بوجه الرحمة التي وسعت كل شيء،
(فلا يزال) لفظ (هو له)، أي للحق تعالی (دائما أبدا) إشارة إلى بقاء غيب الهوية وأنه لا يصير شهادة أصلا.
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فإذا حصل له- أعني للقلب هذا الاستعداد، تجلى له التجلي الشهودي في الشهادة فرآه فظهر بصورة ما تجلى له كما ذكرناه.
فهو تعالى أعطاه الاستعداد بقوله «أعطى كل شي ء خلقه»، ثم رفع الحجاب بينه وبين عبده فرآه في صورة معتقده ، فهو عين اعتقاده. فلا يشهد القلب ولا العين أبدا إلا صورة معتقده في الحق.
فالحق الذي في المعتقد هو الذي وسع القلب صورته، وهو الذي يتجلى له فيعرفه.
فلا ترى العين إلا الحق الاعتقادي.
ولا خفاء بتنوع الاعتقادات: فمن قيده أنكره في غير ما قيده به، وأقر به فيما قيده به إذا تجلى.
ومن أطلقه عن التقييد لم ينكره وأقر به في كل صورة يتحول فيها ويعطيه من نفسه قدر صورة ما تجلى له إلى ما لا يتناهى، فإن صور التجلي ما لها نهاية تقف عندها. )
 (فإذا حصل له أعني للقلب)، أي قلب العارف (هذا الاستعداد) من التجلي الذاتي (تجلی)، أي انكشف (له)، أي للقلب (التجلي)، أي الانكشاف (الشهودي)، أي المحسوس المعقول (في) عالم (الشهادة) وهو منزلة ظهور فص الخاتم في محله من الخاتم ممسوكة بموضعه منه (فرآه)، أي الحق تعالی رأى ذلك القلب المستعد الكائن في غيب علمه من تجلي ذاته حيث تجلى له بحضرات صفاته.
فأوجده سبحانه أزلا كما أثبته فيه من الأزل من وجهين، فهو ثابت غیر موجود عنده تعالی من وجه تجلي ذاته العلية، وموجود من تجلي صفاته عنده تعالى.
كما هو الآن موجود عند نفسه بالوجود الحادث عند نفسه بعين هذا الوجود الحادث، وإن لم يبق عند نفسه موجودة به، وتختلف عليه الأحوال إلى الأبد.

فإن هذين التجليين للحق تعالی: 
تجلي الذات الذي يعطي الاستعداد للأشياء، 
وتجلي الصفات الذي يعطي قبول الوجود لكل شيء.
 قديمان أزليان، وعطاؤهما قديم، والاستعداد قديم في الأشياء المعدومة من حيث الذات العلية، وقبول الوجود في الأشياء قديم أيضا من حيث الصفات الإلهية.
وإنما الحادث مجرد ظهور الأشياء لنفسها، ووجودها عند علمها بها من تجلي اسمه المقسط، وهو الذي جعل لكل شيء قسطا عند نفسه وأنزله لنفسه بقدر معلوم.
قال سبحانه : "وكل شيء عنده بمقدار" [الرعد: 8]، 
وقال تعالى:"وإن من شيء إلا عندنا ابه وما ننزله إلا بقدر معلوم " (الحجر: 21].
وقال تعالى: " ما عندكم ينفذ وما عند الله باق" [النحل: 96]،
فالشيء الذي عنده تعالى بمقدار هو المستعد بالفيض الأقدس الذاتي بالقابل لما استعد له بالفيض المقدس الصفاتي على حسب الصورة التي تجمع صوره كلها من أول عمره إلى آخره، فإذا أنزله تعالى لا ينزله إلا إلى نفسه وغيره من أمثاله.
لأنه ما ثم إلا الحق تعالى، وإذا لم يكن الإنزال هذا فلا إنزال، لأنه عنده تعالى فلا يصح الإنزال إليه تعالى، بل منه ولا ينزله كله بتمامه.
لأن حضرة الإمكان قاصرة، فلا تقبل الظهور إلا بالتدريج، ومن هنا يظهر الزمان المستحيل على الحق تعالى، وأنه منسوب إلى الكائنات عند نفسها فقط، وإنما ينزله بقدر، أي مقدار معلوم عنده سبحانه.
وهو صورة بعد صورة حتى تنقضي تلك الصور كلها التي عنده تعالی المسماة بالمقدار، فإذا انقضت تلك الصور كلها نفذ ذلك الشيء عند نفسه.
وبقي عند الله تعالى كما هو عليه من قبل أن ينزله وهو قوله : "وما عند الله باق" [النحل: 96].
فمن كان باقية عند الله تعالی نافدة عند نفسه لم يكن مما خاطبهم سبحانه من الغافلين الذين قال لهم: "فلا أقسم بما تبصرون . وما لا تبصرون " [الحاقة: 38 - 39] فإنهم لا يبصرون إلا الحق تعالى من حيث التجلي الصفاتي الذي أعطاهم الوجود ولكنهم لا يشعرون من جهلهم به سبحانه، وما لا يبصرون هو الحق تعالی أيضا من حيث التجلي الذاتي الذي أعطاهم الاستعداد للوجود.
والعارفون يبصرون ولا يبصرون، وهم على علم منه سبحانه بذاته وصفاته، والجاهلون يبصرون ولا يبصرون، وهم على جهل به تعالی .
ويصح أن يكون قوله فرآه، أي القلب المستعد، أي الحق تعالى حيث تجلى به في عالم الشهادة فظهر ذلك القلب (بصورة ما تجلی)، أي الحق تعالى (له كما ذكرناه)، أي بالتجلي الشهادي (فهو تعالى أعطاه)، أي قلب العارف به (الاستعداد) لقبول فيض التجلي الشهادي (لقوله) تعالى ("أعطى كل شيء خلقه ثم هدى") [طه: 50].
فإعطاء كل شيء خلقه إعطاؤه استعداده لقبول الفيض والهداية ، ودلالته أنه هو الوجود لا غيره سبحانه، وهو ما أشار إليه بقوله :
(ثم رفع)، أي زال (الحجاب بينه) سبحانه (وبين عبده)، وهو حجاب عدم البعد فظهر في فور الوجود فانطرد عدمه الأصلي (فرآه)، أي رأى ذلك العبد الظاهر ربه تعالى متجليا عليه (في صورة معتقده)، أي ما يعتقده ذلك العبد في ربه من العقيدة الإيمانية.
(فهو)، أي الحق تعالی (عین اعتقاده)، أي العبد من حيث الوجود المطلق الظاهر في تلك الصورة المقيدة الاعتقادية (فلا يشهد القلب ولا العين) من العارف والجاهل (أبدا)، أي في جميع الأحوال (إلا صورة معتقده).
أي ما يعتقده (في الحق) تعالى غير أن العارف لا يحصره سبحانه في اعتقاده دون اعتقاد غيره بل يعرفه في كل اعتقاد، ويعرف أنه من الضرورة الإمكانية ظهوره لكل عبد في صورة اعتقاده، وهو على ما هو عليه في نفسه من الإطلاق الحقيقي، وغير العارف يقيده في صورة اعتقاده فيجهله.

(فالحق الذي في المعنقد)، أي في الصورة المعتقدة عند المعتقد لها (هو) الحق (الذي وسع القلب)، أي قلب العبد المؤمن به كما ورد في الحديث : "ما وسعني سماواتي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن" .
(صورته)، أي مقدار ما يمكنه أن يعرف منه في حضرة الإمكان فإن حضرة الوجوب لا نهاية لها فلا يمكن أن تظهر في صورة الإمكان.
إلا بالصورة الممكنة على حسب ما اقتضته أسماؤها الحسنى ورحم الله تعالى الشيخ الإمام العارف الكامل سلیمان عفيف الدين التلمساني تلميذ صدر الدين القونوي الذي هو تلميذ المصنف الشيخ محيي الدين بن العربي قدس الله تعالى أرواحهم الطاهرة وأسرارهم الظاهرة حيث يقول من ابتداء قصيدة له: 
منعتها الصفات والأسماء   ….. أن ترى دون برقع السماء
(وهو)، أي القلب الذي وسع صورة الحق تعالى (الذي يتجلی)، أي بنکشف الحق تعالی (له) في كل محسوس له ومعقول عنده (فيعرفه) بصورته التي وسعها قلبه ولا ينكره في صورة أصلا (فلا ترى العين)، أي عين العارف بالله كما لا يرى قلبه (إلا الحق) سبحانه (الاعتقادي)، أي الذي اعتقده بقلبه وتعتقده كل القلوب كذلك وتراه جميع العيون عند العارف به (ولا خفاء بتنوع الاعتقادات) من جميع الناس في الحق تعالی تنوع لا يكاد يدخل تحت حصر في جميع الملل.

(فمن قيده) تعالى في اعتقاد فهو الجاهل به، لأن ما قيده به خلقه لا ذاته فإنها مطلقة، وخلقه المقید وبالضرورة عنده (أنكره)، أي أنكر الحق تعالى إذا ظهر له (في) قيد آخر (غير ما قيده) هو (به) من قيود المعتقدين من الناس (وأقر)، أي صدق (به)، أي بالحق تعالى (في) عين (ما قيده به) من ذلك القيد (إذا تجلی)، أي انكشف له في الدنيا والآخرة.
(ومن أطلقه) تعالى (عن التقييد) الظاهر له في نفسه وغيره من تجليه سبحانه عليه في الدنيا والآخرة لضرورة قصور الإمكان عن ظهور كمال الواجب الحق تعالی في العيان .
(لم ينكره) سبحانه في كل قيد ظهر له به (وأقر)، أي اعترف (له)، أي للحق تعالى بأنه هو سبحانه الظاهر (في كل صورة) محسوسة أو معقولة (يتحول فيها) في الدنيا والآخرة (ويعطيه)، أي الحق تعالی يعطي ذلك العبد المنجلي عليه المنحول له في كل صورة (من نفسه) سبحانه، أي حضرته المطلقة بالإطلاق الحقيقي (قدر صورة ما تجلى له فيها) من الإمداد الذاتي والعلم الصفاتي والسر السبحاني (إلى ما لا يتناهی) ذلك التحول في التجلي وذلك الإعطاء دنيا وآخرة (فإن صور التجلي) الإلهي بالأعيان الإمكانية الثبوتية المعدومة بالعدم الأصلي على كل شيء (لا نهاية لها تقف عندها)، فهو يتجلى بالصور على الصور، فما من صورة محسوسة أو معقولة أو موهومة في الدنيا والآخرة والبرزخ إلا وهي تعرف الحق تعالى في صورة تجلی عليها بها.
ويتحول لها فيها بصورة أخرى غيرها، فيعرفه من عرفه وينكره من أنكره، وهو سبحانه على ما هو عليه في حضرة إطلاقه الحقيقي . 
وكذلك العلم بالله ما له غاية في العارفين يقف عندها ، بل هو العارف في كل زمان تظلب الزيادة من العلم به رب زدني علما)، ژبي زدني علماه، و زدني علما الأمر لا يتنامى من الطرفيني .
هذا إذا لك ك وخلق ، فإذا نظرت في قوله تعالى: «كنت رجله التي يسعى بها ويده التي يبطش بها، ولسانه الذي يتكلم به، إلى غير ذلك من القوى، ومحالها التي هي الأعضاء لم تفرق فقلت الأمر حق كله أو ځل گله هو خلق بنسبة وهو حق بنسبة والعين واحدة. في صورة ما تجلى عن صورة من قبل ذلك التجلي هو المتجلي والمتجلى له.

قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكذلك العلم بالله ما له غاية في العارف يقف عندها، بل هو العارف في كل زمان يطلب الزيادة من العلم به.
«رب زدني علما» ، «رب زدني علما»، «رب زدني علما».
فالأمر لا يتناهى من الطرفين. هذا إذا قلت حق وخلق، فإذا نظرت في قوله : «كنت رجله التي  يسعى بها و يده التي يبطش بها و لسانه الذي يتكلم به» إلى غير ذلك من القوى، ومحلها الذي هو الأعضاء، لم تفرق فقلت الأمر حق كله أو خلق كله.
فهو خلق بنسبة وهو حق بنسبة والعين واحدة.
فعين صورة ما تجلى عين صورة من قبل ذلك التجلي، فهو المتجلي والمتجلي له.) 
 
(وكذلك)، أي مثل كثرة صور التجلي من الحق تعالى (العلم بالله) تعالى (ما له غاية)، أي نهاية (في العارفين به) سبحانه يقف ذلك العلم (عندها) وإن تنوعت المعارف به تعالى واختلفت إلى وجوه كثيرة على حسب الناس من السالكين والواصلين.
على أنه لا وصول إليه سبحانه بل الكل سالكون، والسلوك منهم مختلف على حسب اختلاف الهمم، واختلاف الهمم على قدر الطلب، والجذب من جهة الحق تعالى لهم بسبب صفاء الأحوال وصدق المعاملة (بل هو)، أي الشأن العارف بالله تعالى (في كل زمان) إلى يوم القيامة (يطلب الزيادة) على ما عنده (من العلم به)، أي بالله تعالى فيقول : ("رب"، أي يا رب (" زدني علما") [طه: 114] بك كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم الذي هو أعلم الخلق بالله تعالی ومع ذلك هو محتاج إلى زيادة العلم: "وقل رب زدني علما" ،

ثم كرر المصنف قدس سره ذلك الطلب ثلاث مرات
فقال : ("ربي زدني علما" ، "ربي زدني علما" ) فهو تكرار تأكید لفظي..
أو الأول طلب الزيادة من العلم بحضرات الأفعال الربانية.
والثاني ثم الأسماء والصفات الإلهية.
والثالث ثم غيب الذات العلية.
و الأول في مواطن الدنيا.
والثاني في موطن البرزخ.
والثالث في موطن الآخرة. 
والأول باعتبار تجلیات عالم الملك في الأجسام. 
والثاني باعتبار تجلیات عالم الملكوت في النفوس.
والثالث باعتبار تجلیات عالم الجبروت في الأرواح. 
أو الأول علم القيود. 
والثاني علم الإطلاق. 
والثالث علم الحقيقي وهو الإطلاق عن الإطلاق. 
أو الأول علم الفرق الأول. 
والثاني علم الجمع.
والثالث علم جمع الجمع، وهو الفرق الثاني . 
أو الأول علم العامة .
والثاني علم الخاصة .
والثالث علم خاصة الخاصة.
فالأمر الذي هو التجلي في الصور والعلم بالمتجلي فيها (لا يتناهی) في الدنيا والآخرة (من الطرفين)، أي من طرف الحق سبحانه ومن طرف العبد .

(هذا) يكون (إذا قلت) يا أيها السالك (حق) موجود بنفسه مطلق بالإطلاق الحقيقي (وخلق) قائم بالحق مقيد بالصور الحسية والعقلية والوهمية (فإذا نظرت) يا أيها السالك (في قوله سبحانه في الحديث القدسي (كنت رجله)، أي العبد المتقرب بالنوافل (التي يسعى بها) وهي رجله الوجودية الحقيقية القائمة بنفسها لا رجله التي لا يسعى بها وهي صورة المرئية العدمية (و) کنت (يده التي يبطش بها) وهي الوجودية الحقيقية لا التي يبطش بها وهي الصورة العدمية. 
(و) کنت (لسانه الذي يتكلم به) كذلك (إلى غير ذلك من القوى ومحالها التي هي الأعضاء) من سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به (لم تفرق) .
يا أيها السالك حينئذ بين الحق تعالی والخلق، فالحق تعالی عندك هو الوجود المطلق، وهو الظاهر في كل ما هو مسمى بالخلق في الحس والعقل من الصور، وإن كانت الصور من حيث ما هي صور في نفسها مع قطع النظر عن الظاهر بها خلق عندك أيضا .
ولكن هذا الاعتبار يبطن عندك عند ظهور الحق تعالى، وعدم فرق بينه وبين الخلق كما ذكر.
فقلت حينئذ (الأمر) في نفسه (حق كله) من غير خلق أصلا لإنطماس آثار الأعيان الممكنة عند تجلی نور الوجود الحقيقي المطلق (أو) قلت: 
إذا اعتبرت الصور الظاهرة بالوجود الحق أن الأمر في نفسه (خلق كله)، ولا حق في الحس ولا في العقل، لأنه الوجود المطلق والغبب الذي حقيقته لا تدرك ولا تلحق وإذا رجعت إلى الاعتدال في الأحوال.
(فهو)، أي الأمر في نفسه (خلق بنسبة) الصور المشهودة في الحس والعقل (وهو) أيضا ذلك الأمر في نفسه (حق بنسبة) الوجود القائم على الصورة المشهودة (والعين)، أي الذات وهي في نفس الأمر لا بقيد حس ولا عقل 
 
(واحدة) لا تعدد فيها ولا ترکیب لها مطلقا (فعين صورة ما تجلی)، أي العين الحقيقة المنجلية المنکشفة في صورة من الصور هي بعينها (عين صورة من)، أي تلك الحقيقة المنجلية بصور الشخص الذي (قبل ذلك التجلی)، أي الانكشاف المذكور في تلك الصورة الأولى .
(فهو) سبحانه (المتجلي) بصيغة اسم الفاعل أي المنکشف بأي صورة شاء (و) هو أيضا (المتجلى له) بصيغة اسم المفعول والصور هي الفارقة بين جميع الحضرات.
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فانظر ما أعجب أمر الله من حيث هويته، ومن حيث نسبته إلى العالم في حقائق أسمائه الحسنى.
فمن ثم و ما ثمه ... و عين ثم هو ثم
فمن قد عمه خصه ... و من قد خصه عمه
فما عين سوى عين ... فنور عينه ظلمه
فمن يغفل عن هذا ... يجد في نفسه غمه
وما يعرف ما قلنا  ... سوى عبد له همه )
 
.

يتبع




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 4 نوفمبر 2019 - 9:12 من طرف عبدالله المسافربالله

12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الجزء الثالث .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي

كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص الشيخ عبد الغني النابلسي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي

الجزء الثالث
(فانظر) يا أيها السالك (ما أعجب أمر الله) تعالى الواحد القديم الظاهر بالصور الحادثة كلها إلى الأبد باعتبار قيامها به إيجادا وإمدادا (من حيث هويته)، أي حقيقته الواحدة المطلقة بالإطلاق الحقيقي .
(ومن حيث نسبته) تعالى، أي كونه متوجها (إلى) صور (العالم) كلها (في حقائق أسمائه الحسنى) الأزلية يتحول بها في الصور على مقتضى ما تطلبه من الآثار، فيظهر في صورة الشاهد وصورة المشهود، وصورة الغافل والمغفول عنه، والعارف والمعروف، وأنواع كثيرة من غير أن يتعدد أو يتكثر أو يتحول في نفسه، أو يتبدل عما هو عليه في الأزل من إطلاقه الحقيقي، وإذا علمت هذا [شعر]
(فمن) يعني كل شيء من كل عين محسوسة أو معقولة (ثمة)، أي هناك يعني في الحس والعقل في الدنيا والآخرة عند العارف والجاهل والمعتقد والمنكر (وما ثمة)، أي هناك من كل حال من أحوال عين من الأعيان المذكورة (وعين) واحدة (ثم)، أي هناك وهي المعروف الذي يتجلى لقلب العارف في كل شيء هو اعتقاد الجاهل الذي يؤمن به ويكفر بما عداه فإن الجمع (هو)، أي هويته الحقيقية والذات الغيبية (ثم)، أي هناك ظاهر في كل ما ذكر من الصور (فمن قد عمه)،
أي الحق تعالى بأن قال بعموم ظهوره في كل شيء (خصه)، أي كان ذلك القول تخصيصا له بما يعلم ذلك القائل من كل شيء، والحق تعالی أعم من ذلك التعميم المذكور بحيث يعود تعميمه تخصیص من السعة التي لا نهاية لها (ومن قد خصه).
أي خص الحق تعالى باعتقاد اعتقده فيه ونفي عنه ما عدا ذلك الاعتقاد فإنه قد (عمه)، أي عم الحق تعالی بذلك التخصيص من جهة أن اعتقاده الذي خصص الحق تعالی به دون كل ما عداه من الاعتقادات، هو اعتقاد من جملة الاعتقادات كلها، مساو لها عند دعواه أيضا بأنه تعالى لا يشابه شيئا من الحوادث.
وذلك الاعتقاد الذي خصه به حادث مثل بقية الاعتقادات، والكل مخلوق، وقد قال تعالى: "ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت" [الملك: 3].
وقال تعالى: "الله خالق كل شيء" [الرعد: 16].
فمساواة اعتقاده الذي خص الحق تعالی به لجميع الاعتقادات كلها بل لجميع الصور المحسوسات والمعقولات أمر لازم لذلك التخصيص، فيلزم من ذلك التخصيص التعميم سواء شعر صاحبه أو لم يشعر.
(فما عين) من جميع الأعيان المحسوسة والمعقولة أو الموهومة موجودة أصلا (سوی)، أي غير (عين) واحدة فقط، ولكنها ظاهرة في جميع صور الأعيان الكثيرة المذكورة، ثم بين تلك العين الواحدة حيث قال (فنور)، أي فهي نور من قوله تعالى: "الله نور السماوات والأرض" [النور: 35]، وذلك من حيث البطون، وأما من حيث الظهور فإن (عينه)، أي عين ذلك النور يعني ما يعاين منه (ظلمة)، لأن عينه هي الصورة الممكنة العدمية الكثيرة في الحس وفي العقل وفي الوهم والخيال في الدنيا وفي الآخرة. 
(فمن)، أي فالإنسان الذي (يغفل عن) استحضار (هذا) المشهد المذكور (يجد في نفسه غمة)، أي حزنا شديدا وهما مديدة لتعلق خواطره بالأغيار وافتتان بصیرته بفتن هذه الدار.
فتراه يبغض هذا ويحقد على هذا ويحسد هذا ويداهن هذا ويراعي هذا ويخون هذا ويكذب على هذا ويحتقر هذا ويخاف من هذا، إلى غير ذلك من أحوال الغافلين وظلمات المحجوبين الجاهلين، والله تعالى بصير به في جميع ذلك ومطلع عليه من حيث لا يشعر في كل ما هنالك.
قال سبحانه : "أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون" [الزخرف: 80].
(ولا يعرف ما قلنا هنا) من هذه الأسرار وشواهد هذه الأنوار (سوی)، أي غير (عبد) من عباد الله تعالى المخلصين العارفين به سبحانه.
(له همة) عالية لا ترضى بخسيس الأحوال و الأسافل من لذات الدنيا السريعة الزوال.
ولا تنطق إلا بمعالي الأمور ولا يقف بها المسير دون الوصول إلى حقيقة النور. 
قال الله تعالی :
قال الشيخ رضي الله عنه : («إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر.
فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين. 
فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له.
وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين،) 
 
("إن في ذلك ") [ق: 37]، أي ما ذكر من آيات الله تعالى الباهرة وحقيقته الظاهرة في كل صورة في الدنيا والآخرة (" لذكري")، أي تذكر وتحقق ("لمن كان له قلب") [ق: 37]، أي لا نفس لأن النفس ما جمد على حالة واحدة من باطن الإنسان المنافسة الحق تعالى في دعوى الوجود معه سبحانه والاستقلال بالأعمال والأحوال والأقوال، فاقتضى ذلك التباس الأمر عليه السلام.
قال تعالى: "بل هم في لبس من خلق جديد" [ق: 15]
وأما القلب فإنما سمي قلبا (لتقلبه في أنواع الصور)، أي اختلاف الصور عليه في شعور منه بذلك (و) أنواع (الصفات) المختلفة فلا يلتبس عليه الخلق الجديد الذي هو فيه كل لمحة لقيامه بأمر الله تعالى.
قال تعالى: "وما أمرنا إلا وجد كلمح بالبصر " [القمر: 50]، (ولم يقل) سبحانه (لمن كان له عقل فإن العقل قید) يقال : عقلت البعير إذا قيدته بالعقال خوفا من شروده (فيحصر)، أي العقل (الأمر) الإلهي (في نعت)، أي وصف (واحد والحقيقة) الإلهية المطلقة (تأبي الحصر)، أي تمتنع منه وتبعد عنه (في نفس الأمر)، لأن لها الإطلاق الحقيقي عن كل إطلاق مفهوم
(فما هو)، أي ذلك الحق تعالى (ذكرى لمن كان له عقل)، لأن العقل يربطه سبحانه في اعتقاد مخصوص وينفي عنه ما عدا ذلك الاعتقاد (وهم)، أي العقلاء الناظرون بعقولهم في معرفة الله تعالى.
 (أصحاب الاعتقادات) المختلفة يعتقد كل واحد منهم اعتقادا مخصوصا في الله تعالى أداه إليه نظر عقله واجتهاد فكره وهو فرح به مسرور يدعو إليه غيره لجزمه فيه أنه مطابق لنفس الأمر فيما الحق تعالى عليه وهم (الذين يكفر بعضهم بعضا) أي ينسب بعضهم بعضا إلى الكفر بالله تعالى لتصويب اعتقادهم في الله تعالى أنه كذا.
والحكم على اعتقاد غيرهم فيه تعالى أنه خطأ غير موافق لنفس الأمر الذي عندهم، مع أن الاعتقادات كلها مخلوقة فيهم باعترافهم بذلك وإجماعهم على أن الحق تعالى لا يشابه مخلوقاته أصلا.
قال تعالى: "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه" " وأضله الله على علم" [الجاثية: 23] الآية (ويلعن)، أي يدعو باللعن والطرد عن رحمة الله وعن القرب إليه سبحانه
(بعضهم بعضا وما لهم) كلهم (من ناصرين) .
كما قال الله تعالى: " ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين" [العنكبوت : 25].
(فإن الإله المعنقد) بصيغة اسم المفعول، أي الإله الذي يعتقده الإنسان ويحصره بفهمه مع نفيه جميع ما يعتقده غيره من كل ما لا يكون مثل اعتقاده هو (ما له حكم)، أي تأثير أصلا لأنه أثر صادر عن توهم معتقده وجهله بالإله الحق سبحانه (في الإله المعنقد) الذي يعتقده (الآخر) الذي يخالفه.
فلأجل هذا لا ينصر معتقده على من يكذب به من صاحب الإله المعتقد الآخر وبالعکس.
(فصاحب الاعتقاد يذب)، أي يحمي (عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره)، على من كذب به (وذلك) الإله (الذي) صوره (في اعتقاده لا ينصره)، لأنه أثره الذي قد أثره بقدرة الإله الحق سبحانه (فلهذا لا يكون له).

أي لذلك الذي في اعتقاده أثر (في اعتقاد) صاحب ذلك الإله الآخر (المنازع له وكذلك المنازع) بصيغة اسم المفعول الذي هو قد نازعه غيره بأن جحد عليه إلهه الذي اعتقده في نفسه (ما له) أيضا (نصرة من إلهه الذي في اعتقاده) لما ذكرنا من أنه أثر صادر عن نفسه فلا تأثير له في شيء أصلا، ولهذا إذا دعاه لا يجيب دعاءه لأنه ليس هو الإله الحق تعالى .
والله تعالى يقول : "ادعوني أستجب لكم" [غافر: 60] فلو دعا الله تعالی لاستجاب له (وما لهم)، أي لأصحاب آلهة الاعتقادات (من ناصرين) من آلهتهم التي اعتقدوها وعبدوها في نفوسهم. 
قال الله تعالى : "ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم" [محمد: 3]. 
وقال تعالى: "ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم " [محمد: 11].
 قال الشيخ رضي الله عنه : ( فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد كل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع.
فالحق عند العارف هو المعروف الذي لا ينكر.
فأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.
فلهذا قال «لمن كان له قلب» فعلم تقلب الحق في الصور بتقليبه في الأشكال.
فمن نفسه عرف نفسه، وليست نفسه بغير لهوية الحق، ولا شيء من الكون مما هو كائن ويكون بغير لهوية الحق، بل هو عين الهوية.
فهو العارف والعالم والمقر في هذه الصورة، وهو الذي لا عارف ولا عالم، وهو المنكر في هذه الصورة الأخرى.)
 
(فنفى الحق) سبحانه (النصرة) في المعتقدين (عن آلهة الاعتقادات) المتخيلة في النفوس (على) حسب (انفراد كل معتقد) لإله (على حدته فالمنصور) من الآلهة المعتقدة (المجموع والناصر) من المعتقدين للآلهة المعتقدة (المجموع) فكل معتقد ينصر إلهه لا إله غيره، وإلهه عنده منصور لا عند غيره، وآلهة الاعتقادات لا نصرة لها أصلا.
فالحق سبحانه (عند العارف) به (هو المعروف) عند كل أحد (الذي لا بنکر)، أي لا ينكره أحد أصلا من حيث هو الحق الموجود سبحانه، وإن أنكره من أنكره من حيث ما هو صورة محسوسة أو معقولة.
فإن هذا توهم في المعروف ما هو المعروف، ولهذا يصف الواصف باعتبار توهمه فيقول: حضر ، ويقول : غاب ، ويقول : كبر ، ويقول : صغر إلى غير ذلك. 
والمعروف عند الموصوف بجميع ذلك توهمة فيه على ما هو عليه لم يتغير (فأهل المعروف)، أي المتحققون به (في الدنيا) عن كشف وشهود (هم أهل المعروف في الآخرة)، أيضا كما أن أهل المنكر في الدنيا وهم أهل الصور المتجددة محسوسة كانت أو معقولة هم أهل المنكر في الآخرة أيضا .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأن أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة" رواه الطبراني عن سليمان وعن ابن عباس رضي الله عنهم. والبيهقي وابن أبي شيبة وغيرهما.
 
وفي رواية الطبراني أيضا عن أبي أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :" إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأن أول أهل الجنة دخولا الجنة أهل المعروف".

(فلهذا قال) تعالى في الآية السابقة ("لمن كان له قلب" فعلم ) صاحب ذلك القلب (تقليب الحق) سبحانه (في الصور) المختلفة المعقولة والمحسوسة (بتقليبه)، أي تقليب صاحب ذلك القلب (في الأشكال) والهيئات المسماة أحوا له، فكلما انقلب إلى شكل وحال وهيئة انقلب الحق عنده في صورة له هي عين ذلك الشكل والحال والهيئة التي فيها .
وصور كل ما تقتضيه تلك الصور من الصور المحسوسة والمعقولة. وهكذا الأمر دائما في الدنيا والآخرة

(فمن نفسه)، أي نفس ذلك العارف وتقليب قلبه في الأشكال المختلفة (عرف نفسه)، فكان عارفة ومعروفة (وليست نفسه) التي عرفها بها ذلك العارف (بغير هوية الحق) تعالی فقد عرف الحق بالحق.
وهوية الحق كناية عن حقيقته التي هي الوجود المطلق بالإطلاق الحقيقي الظاهر بتلك الشؤون المسماة صورة وأشكالا وأحوالا وأعمالا وأقوالا وأفعالا إلى غير ذلك من الألقاب الشرعية والعرفية.
(ولا شيء) أيضا (من) جميع (الكون)، أي هذا العالم الحادث (مما هو كائن) في الحال ويكون في المستقبل إلى ما لا نهاية له (بغير هوية الحق سبحانه، أي حقيقته أيضا كما ذكرنا (بل هو)، أي جميع ذلك (عين الهوية) المذكورة.

(فهو)، أي ذلك الذي عرف نفسه بنفسه بل عرف ربه بربه (العارف بنفسه و بربه (و) هو (العالم) أيضا بكل ما سواه (و) هو (المقر) بالحق المتجلي له (في هذه الصورة) التي هو فيها وفي كل صورة أيضا (وهو الذي لا عارف) أبيض (ولا عالم) من جميع الناس (وهو المنكر) للتجلي الإلهي في (هذه الصورة الأخرى)، لأنه مقربه في صورة المنجلي عليه بها في نفسه عند العارف هو وكل عارف وكل جاهل وكل مقر وكل منكر.
 قال الشيخ رضي الله عنه: (هذا حظ من عرف الحق من التجلي والشهود في عين الجمع، فهو قوله «لمن كان له قلب» يتنوع في تقليبه.
وأما أهل الإيمان وهم المقلدة الذين قلدوا الأنبياء والرسل فيما أخبروا به عن الحق، لا من قلد أصحاب الأفكار والمتأولين الأخبار 
الواردة بحملها على أدلتهم العقلية، فهؤلاء الذين قلدوا الرسل صلوات الله عليهم وسلامه هم المرادون بقوله تعالى «أو ألقى السمع» لما وردت به الأخبار الإلهية على ألسنة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وهو يعني هذا الذي ألقى السمع شهيد ينبه على حضرة الخيال واستعمالها، وهو قوله عليه السلام في الإحسان «أن تعبد الله كأنك تراه»، والله في قبلة المصلي، فلذلك هو شهيد. )
 
(هذا) الأمر المذكور (حظ)، أي نصيب (من عرف الحق) تعالى (من طريق التجلي) أو الانكشاف الإلهي (والشهود) العياني للقائمين (في عين الجمع) الحقيقي الموروث للأولياء عن الأنبياء والمرسلين بحسب المتابعة وكمال الاقتداء في الظاهر والباطن عن صدق وإخلاص.

(فهو)، أي ما ذكر معنى قوله تعالى (ولمن كانش له قله) وذلك القلب (بتنوع في تقليبه) أنواع كثيرة فيتبدل له رب الحق تعالى بالتجلي عليه في صور مختلفة يعرفه بها كلها فلا ينكره في شيء منها أصلا في الدنيا والآخرة.

(وأما أهل الإيمان)، أي التصديق بوجود الله تعالى من غير شهود ولا كشف فهم المقلدة) جمع مقلد (الذين قلدوا)، أي اتبعوا (الأنبياء والرسل) عليهم الصلاة والسلام (فيما)، أي في جميع ما (أخبروا به عن الحق) تعالى من الأوصاف والأسماء والأمور المغيبة من أخبار الأمم قبل يوم القيامة وأحوال الموت والقبر والقيامة (لا) أهل الإيمان (من قلد)، أي اتبع (أصحاب الأفكار) المتحكمين بأفكارهم على معاني ما ورد عن الحق تعالى (و المتأولين)، أي عارفين معاني (الأخبار الواردة)، عن الحق تعالى في الكتاب والسنة عما يريده الله تعالى منها مما هو غيب عنا (بحملها على أدلتهم) العقلية بحسب ما تقتضيه مما فهموه بأفكارهم (فهولاء)، أي أهل الإيمان (الذين) هم قد (قلدوا)، أي اتبعوا (الرسل صلوات الله عليهم) مصدقين بجميع ما ورد عنهم من الأخبار الإلهية والنبوة على حسب ما يعلمه الله تعالى من ذلك وتعلمه أنبياؤه ورسله علیهم السلام لا على حسب ما يفهمونه بعقولهم وأفكارهم.
(هم المرادون بقوله) عز وجل في الآية المذكورة سابقة أن في ذلك "لذكرى "لمن كان له قلب" (أو ألقى السمع)، أي سمعه (لما وردت به الأخبار الإلهية) المذكورة (على ألسنة) 

جمع لسان (الأنبياء عليهم السلام وهو يعني هذا) الإنسان (الذي ألقي)، أي أمال وطرح مصغية (السمع) منه لما ذكر ("شهيد")، أي مشاهد لما ألقى السمع وإن لم يكن عارفا به.
( ينبه) سبحانه بذلك (على حضرة الخيال) المقيدة للمطلق (وعلی) جواز استعمالها في معرفة المطلق للضرورة، إذ لا يمكن الممكن المفيد أن يعرف الواجب المطلق إلا مفيدة بقيود من طرفه لا من طرف الواجب، فيعرف الواجب المطلق بذلك ويعرف أنه ما عرفه إلا بما منه لا بما من الواجب المطلق.
ويعرف أنه عرف الواجب المطلق من وجه ما منه وما عرف الواجب المطلق من وجه ما من الواجب المطلق، فالواجب المطلق عنده موصوف بأنه الظاهر له من وجه ما منه ، والباطن عنه من وجه ما هو الواجب المطلق عليه في نفسه.
فهو مشاهد له من حيث ما هو ظاهر له، وعاجز عنه من وجه ما هو باطن عنه، ولهذا ورد عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يقول من حيث الظهور : اما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيها، وكان يقول من حيث البطون «العجز عن درك الإدراك إدراك»
(وهو)، أي هذا المعنى المذكور (معنى قوله)، أي النبي (عليه السلام) في بيان مقام (الإحسان).
فالإحسان (أن تعبد الله) تعالى بأن تأتي بكل ما أمرك به سبحانه بأمر قطعي أو ظني، وتنتهي عن كل ما نهاك عنه تعالی بنهي قطعي أو ظني على حسب ما اقتضاه اجتهادك أو اجتهاد إمامك في الظاهر والباطن.
والحال أنك (كأنك)، أي مثل أنك (تراه)، أي تنظره سبحانه، فإن من كان ممكنا لا يرى الواجب إلا برؤية ممكنة مقتضية لصورة من طرف الرائي وصورة من طرف المرئي تحول بينه وبين الواجب .
فيصير كأنه يراه لا أنه يراه، فإن الرؤية شرطها عدم الحجاب بين الرائي والمرئي وهنا الصورتان حجابان بينهما، وقد يراه في صورة نفسه فيكون حجاب واحد بينهما وقد تضاف الرؤية بوجه غيبي أتم عند الرائي إلى الظاهر بصورة الرائي للظاهر بصورة المرئي ويكون الرائي و المرئي واحدة والصورة بينهما فارقة مميزة للحضرتين.
وهو قوله: «وإن لم تكن تراه فإنه يراك»، أي فإن لم تكن تراه ، لأنه عينك التي تبصر بها فإنه يراك بعينك التي ترى بها نفسك فإنك مرئي لا رائي وهو رائي لا مرئي (و) قوله صلى الله عليه وسلم : (الله في قبلة المصلي).

""أضاف المحقق :  يشير إلى قوله : "إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه إذا صلى"  رواه البخاري ورواه مسلم ورواه غيرهما""

وفي رواية الترمذي: «وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده فى صلاته ما لم يلتفت … الحديث ".
ورواه أبو داود في سننه وابن حبان في صحيحه وفي الإيمان لابن مندة ونيل الأوطار للشوكاني وصحيح الترمذي للألباني ورواه غيرهما
تلتفتوا فإن الله عز وجل ينصب وجهه لوجه عبده فى صلاته ما لم يلتفت».
ومعنى ذلك مقابلة العبد للصورة التي في نفسه يرى ربه تعالی تجلى عليه فيها فيعبد الله تعالی بصلاته وهو كأنه يراه .
وقوله : ينصب وجهه فإن تلك الصورة شيء. 
وقد قال تعالى : "كل شيء هالك إلا وجهه" [القصص: 88] 
والوجه هو الحقيقة الإلهية الوجودية المحضة المنزهة عن جميع القيود الحسية والعقلية .
(فلذلك)، أي لكونه يستعمل حضرة الخيال في وقت عبادة ربه فيعبده سبحانه وهو متصور له كأنه يراه من غير حصوله في صورة (هو)، أي من ألقى سمعه (شهید)، أي مشاهد للحق تعالی سواء عرف أو لم يعرف فإن عرف كان من القسم الأول الذين هم أهل التجلي والشهود في عين الجمع وإن لم يعرف كان من أهل الإيمان المقلدين للأنبياء و المرسلين فيما جاءوا به من رب العالمين .

قال الشيخ رضي الله عنه : (ومن قلد صاحب نظر فكري وتقيد به فليس هو الذي ألقى السمع، فإن هذا الذي ألقى السمع لا بد أن يكون شهيدا لما ذكرناه.
ومتى لم يكن شهيدا لما ذكرناه فما هو المراد بهذه الآية.
فهؤلاء هم الذين قال الله فيهم «إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا» والرسل لا يتبرءون من أتباعهم الذين اتبعوهم.
فحقق يا ولي ما ذكرته لك في هذه الحكمة القلبية.
وأما اختصاصها بشعيب، لما فيها من التشعب، أي شعبها لا تنحصر، لأن كل اعتقاد شعبة فهي شعب كلها، أعني الاعتقادات )
.

يتبع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 4 نوفمبر 2019 - 9:18 من طرف عبدالله المسافربالله

12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الجزء الرابع .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي

كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص الشيخ عبد الغني النابلسي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي

الجزء الرابع

12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية


(و) أما (من قلد صاحب نظر)، أي دليل (فكري) عقلي كمقلده علماء الكلام من الأشاعرة وغيرهم .
(وتقيد به)، أي بصاحب ذلك النظر الفكري ولم يحل عن نظره (فليس هو الذي ألقى السمع)، لأنه ما ألقى السمع لما وردت به الأخبار الإلهية من حيث هي أخبار إلهية، وإنما ألقى السمع لنظير صاحب ذلك النظر الفكري ولدليله العقلي وإن كان مستندة إلى الأخبار الإلهية من حيث ما هو ناظر فيها ومستدل بدليل عقله.
(فإن هذا الذي القى السمع) الوارد في الآية (لا بد أن يكون شهيدا)، أي مشاهدة (لما ذكرناه) من استعمال حضرة خياله في تصور معبوده من غير حصر له في صورة (ومتى لم يكن شهيدا لما ذكرناه) من ذلك (فما هو المراد بهذه الآية) في قوله تعالى : (أو ألقى السمع) ، فإن جملة قوله : "وهو شهيد" حال. 
والأحوال قيود في المعنى (فهؤلاء)، أي الذين قلدوا أصحاب الأفكار والأنظار العقلية (هم الذين قال الله) تعالى فيهم :" إذ تبرأ الذين اتبعوا " [البقرة : 166]، بالبناء للمفعول، أي اتبعهم غيرهم وهم الأئمة المتبوعين في أنظارهم الفكرية و أدلتهم العقلية على حسب ما استحسنوه واستقبحوه من الاعتقادات وغيرها ("من الذين اتبعوا")، أي اتبعوهم وهم التابعون لهم في ذلك .
(والرسل) عليهم السلام (لا يتبرؤون من أتباعهم الذين اتبعوهم) فيما جاؤوا به من الحق على المعنى الذي يعلمه الله تعالى وتعلمه رسله من ذلك .
فتعين أن يكون المراد غيرهم من الأئمة المتبوعين وهذا كله حکم مقلدة أصحاب الأفكار و المتأولين الأخبار كما مر.
وأما أصحاب الأفكار نفسهم المتأولون للأخبار بالأدلة العقلية، فهم أهل النظر العقلي، وهم مجتهدون في الاعتقاد والمجتهد مؤمن بما أدى إليه اجتهاده .
فإن كان مخطئا كان خطؤه مردودة عليه، وإن أصاب يثاب ولكنه غير عارف بالله تعالى بل عارف بوجود الله تعالى والعلم بوجود الله غير العلم بالله.
 لأنه عالم بوجود ذات قديمة مطلقة عما لا يليق بها منصفة بصفات الكمال، وهذه حالة خيالية مقتضية للغفلة والحجاب.
والعالم بالله کاشف بذوقه وإحساسه عن الوجود القديم المطلق المتصف بصفات الكمال، المتجلي بتجليات الجلال والجمال.
وهذه حالة ذوقية کشفية حسية لا خيالية (فحقق يا وليي)، أي صديقي (ما ذكرته لك) هنا (في هذه الحكمة القلبية)، أي المنسوبة إلى القلب واعرف وجه نسبتها إلى القلب بما تبين لك في الكلام السابق .
(وأما اختصاصها)، أي هذه الحكمة (بشعيب عليه السلام فلما فيها)، أي في هذه الحكمة (من الشعب) جمع شعبة وهي الفرقة من الشيء والقطعة منه (أي شعبها) كثيرة (لا تنحصر) بالعد (لأن كل اعتقاد) يعتقده القلب (شعبة) من القلب تتشعب بالأفكار المختلفة (فهي)، أي هذه الحكمة (شعب كلها أعني) بالشعب كلها الاعتقادات المختلفة باختلاف المعتقدين.

قال الشيخ رضي الله عنه : (فإذا انكشف الغطاء انكشف لكل أحد بحسب معتقده، وقد ينكشف بخلاف معتقده في الحكم، وهو قوله «وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون».
فأكثرها في الحكم كالمعتزلي يعتقد في الله نفوذ الوعيد في العاصي إذا مات على غير توبة.
فإذا مات وكان مرحوما عند الله قد سبقت له عناية بأنه لا يعاقب، وجد الله غفورا رحيما، فبدا له من الله ما لم يكن يحتسبه.
وأما في الهوية فإن بعض العباد يجزم في اعتقاده أن الله كذا وكذا، فإذا انكشف الغطاء رأى صورة معتقده وهي حق فاعتقدها.
وانحلت العقدة فزال الاعتقاد وعاد علما بالمشاهدة.
وبعد احتداد البصر لا يرجع كليل النظر، فيبدو لبعض العبيد باختلاف التجلي في الصور عند الرؤية خلاف معتقده لأنه لا يتكرر، فيصدق عليه في الهوية «وبدا لهم من الله» في هويته «ما لم يكونوا يحتسبون» فيها قبل كشف الغطاء. )

(فإذا انكشف الغطاء)، أي غطاء الحياة الوهمية الدنيوية بالموت الطبيعي عند حلول الأجل كما قال تعالى : "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" [ق : 22]
(انكشف)، أي الغطاء فبان الأمر على ما هو عليه وهو الحق تعالى (لكل أحد بحسب معتقده) بصيغة اسم المفعول أي الصورة التي يعتقدها أنها الحق تعالى (وقد بنکشف)، أي الغطاء فيبين الأمر (بخلاف معتقده)، أي ما يعتقده (في الحكم)، أي

حكم الحق تعالى فيظهر له ذلك الحكم الإلهي يوم القيامة بخلاف ما كان يظن أن يظهر في ذلك اليوم (وهو)، أي انکشاف الغطاء بخلاف المعتقد في الحكم (قوله) تعالى في قوم هود عليه السلام ("وبدا" )، أي ظهر ("لهم ") في يوم القيامة ("من الله") تعالى ("ما")، أي حكم ("لم يكونوا يحتسبون") [الزمر: 47].
أي يحتسبونه (فأكثرها)، أي الاعتقادات التي تنكشف يوم القيامة بخلاف ما كانت تظن في الدنيا (في الحكم)، أي حكم الله تعالى على عباده.
(كالمعتزلی)، أي واحد المعتزلة وأصلهم أن واصل بن عطاء اعتزل مجلس الحسن البصري يقرر أن مرتكب الكبيرة لا مؤمن ولا كافر.
فقال الحسن البصري رحمه الله عليه قد اعتزل عنا، فسموا المعتزلة من ذلك اليوم (یعنقد)، أي المعتزلي (في) حق (الله) تعالی (نفوذ) أي تحتم وقوع (الوعيد)، أي العقاب يوم القيامة من الله تعالى (في) حق (العاصي إذا مات على غير توبة فإذا مات) العاصي كذلك (وكان مرحوما)، أي مغفورة له (عند الله) تعالى ولو لم يتب (قد سبقت له عناية) في الأزل من الله تعالى (بأنه لا يعاقب) على عصيانه في يوم القيامة كما قال تعالى: "إن التي سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون" [الأنبياء: 101] الآية .
وهذا مذهب أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية أن مرتكب الكبيرة إذا مات من غير توبة فهو في مشيئة الله تعالى، ولا يقطع أحد له بعقاب ولا بعفو .
قال تعالى: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" [النساء: 48] (وجد) ذلك المعتزلي (الله) تعالى في يوم القيامة إذا انكشف غطاؤه (غفورا) قد غفر ذنوب ذلك العاصي الذي مات من غير توبة (رحيما به) فلم يعاقبه وعفا عنه .

(فبدا)، أي ظهر (له)، أي لذلك المعتزلي (من الله) تعالى في ذلك اليوم (ما)، أي حكم (لم يكن) ذلك المعتزلي (يحتسبه)، أي بظنه (وأما) انکشاف الغطاء بخلاف المعتقد (في) شأن (الهوية)، أي الحقيقة الإلهية (فإن بعض العباد)، أي عباد الله تعالى المؤمنين به سبحانه (يجزم) من غير تردد في (اعتقاده أن الله كذا وكذا)، أي على هذه الصورة الفلانية في نفسه لما أنه صور في نفسه صورة ولم يدر أنه صور ونزهها عن كل صورة محسوسة ومعقولة.
ورأى تلك الصورة التي صورها في نفسه من غير شعور منه أنه صورها لائقة بأن تكون هي الحق تعالى لما رأى فيها من التنزيه وعدم المشابهة لشيء أصلا وأمده في عينه قوله تعالى: "ليس كمثله، شيء" [الشورى:11].
وقول علماء الكلام: کل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك، 
فكلما خطر في باله شيء نفاه أن يكون هو الله الذي خطر في باله ثانية أنه الله تعالى.
فتراه يستيقظ لما خطر في باله أولا أنه الله تعالى فينفيه وهو غافل عما خطر في باله ثانيا أنه الله تعالى، لما نفى عنه أن الخاطر في باله أولا هو الحكم فرع التصور.
إذ لا يمكن أن يحكم على أمر بأمر ما لم يتصور الحاكم الأمر الأول المحكوم عليه، والأمر الثاني المحكوم به.
فكل منزه مشبه، لأنه حاکم على الله تعالى أنه لا يشبه شيئا، فالله تعالی محكوم عليه عند هذا الحاكم.
والمحكوم عليه متصور عنده لضرورة الحكم عليه كما ذكرنا.
وكل مشبه أيضا منزه، لأن الحق الذي قيده بصورة على وجه التشبيه له، فإن حصره في تلك الصورة لجهله بما يجب له من الإطلاق الحقيقي الذي لا يعلمه إلا هو سبحانه.
فقد نزهه سوى تلك الصورة التي حصره فيها ، وإن لم يحصره في تلك الصورة، ولكن وجده ظاهرة له في تلك الصورة وهي من جملة صور تجلياته التي لا تنضبط "في حصر".
فقد علم إطلاقه الحقيقي وعرف أنه عاجز عن معرفته من حيث هو سبحانه، فقد نزهه عن جميع الصور وعن تلك الصورة أيضا التي ظهر له بها.
وهذا التنزيه أعلى وأكمل من التنزيه الأول، فالإيمان الكامل هو هذا التنزيه التشبيه مع التشبيه التنزيه كما سبق بيانه .
(فإذا انكشف الغطاء) بالموت ودخل في عالم المعاني وخرج عن كونه محسوسا بهذا الحس الظاهر (رأی صورة معتقده)، أي ما كان يعتقده (وهی)، أي تلك الصورة (حق) لا شبهة فيها (فاعتقدها)، أنها الحق تعالى والسبب أنه لما كان حيا بالحياة الدنيا الدنيوية الوهمية كان يدعي الوجود الظاهر هو به من كتم عدمه فكان هو في نفسه محسوسأ بالحس الظاهر .
والحق تعالی عنده معقول من عالم المعاني، فلما انكشف الأمر بالموت وانقلب الحال كان هو المعقول من عالم المعاني.
والحق تعالى هو المحسوس الظاهر بالحس الظاهر، وتبين له النور الحق الذي هو الوجود الصرف القديم الذي ليس معه غيره فاعتقده كذلك .

(وانحلت العقدة) التي كان ربط الحق تعالى بها (فزال الاعتقاد) الذي كان عنده في الحق تعالى أنه في الصور الفلانية لا غير، وهو غيب عنه من حيث وجوده الخاص (وعاد) ذلك الاعتقاد المذكور منه (علما) ذوقيا (بالمشاهدة) كما هو حال العارفين بالله تعالى في الدنيا .
(وبعد) حصول (احتداد البصر) للعبد في الدنيا والآخرة بحيث يشهد وجود الحق تعالی في تجليه بالصور (لا يرجع) ذلك العبد بعد ذلك (کلیل)، أي ضعيف (النظر) أصلا ، ولهذا قال بعضهم: لو وصلوا ما رجعوا، ولكن لا يلزم من تلك المشاهدة اللذة في رؤية الحق تعالى، فإن من المشاهدة ما يوجب الألم والعذاب، ومنها ما لا يوجب شيئا، ومنها ما يوجب اللذة، وكل ذلك متفاوت بتفاوت المراتب.

ولهذا قال عليه السلام في دعائه : "وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين" . رواه ابن حبان والحاكم والبزار والطبراني و أحمد والدارقطني والنسائي وابن حجر في إتحاف المهرة وغيرهم.

ونظير ذلك في الآخرة ما هو واقع في الدنيا ، فإن الشهود لا يكون إلا في الصور والرؤية كذلك، والكل في الدنيا ناظرون إلى وجه الحق تعالی بحكم قوله : "فأينما تولوا فثم وجه الله"  
وقوله : "كل شيء هالك إلا وجهه"،لا يقع عليه شهود ولا رؤية ، ولكن بقع به الشهود والرؤية.
وهم في الدنيا مختلفون في الشهود والرؤية وإن كانوا كلهم لا يشعرون بأنهم في شهود ورؤية، وإنما يشعر البعض دون البعض.
وفي الآخرة كلهم يشعرون ، ولكن تتفاوت مراتبهم في العلم بالله سبحانه عند شعورهم بالشهود والرؤية على طبق ما كانوا في الدنيا .
قال تعالى: "ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " [الإسراء: 72].
والعمى في الدنيا شهود ورؤية بوجه إجمالي، فإن الأعمى يرى بقلبه ولا يرى بعينه، فيتخيل المرئي في الصورة التي يعطيها له خياله على مقتضى طبعه، فيرى الحق تعالى في عين تلك الصورة ونزول تلك الصورة عنه من حيث ما هي صورة، وتبقى عنده من حيث ما هي وجود حقيقي.
وهذا معنى قول المصنف قدس الله سره: وانحلت العقدة فزال الاعتقاد وعاد علما بالمشاهدة، فإن الاعتقاد لا يكون إلا للصور من حيث ما هي صور، وأما إدراك الأمور المحسوسات فليس هو اعتقادا بل هو علم بالمشاهدة.
فتنفي حالة ذلك الأعمى في الدنيا عن شهود الحق تعالی ورؤيته على مقتضى ما مات عليه من كفر أو فسق أو بدعة أو ضلال إذا لم يتب قبل موته من ذلك.
فيتعذب بهذه الحالة التي مات عليها وهو محجوب عن ربه الذي كلفه بالأحكام في الدنيا ، فلم يمتثلها ومات مخالفا لها بحكم قوله سبحانه :" إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " (المطففين : 15]، ولا يرى الرب سبحانه إلا المؤمنون .

وأما الحق تعالی من حيث ألوهيته التي قام بها كل مألوه فهو الذي قلنا إن الكل يرونه في الدنيا وإن لم يشعروا.
ويشعرون برؤيته في الآخرة على حسب ما هم عليه عند موتهم وانتقالهم إلى الآخرة في مقدار ما هو عندهم في الدنيا .
فمن كثر شهود الحق عنده في الدنيا في كل شيء محسوس أو معقول شهده في الآخرة كذلك.
ومن لم يشهده في بعض المحسوس أو المعقول لم يشهده في الآخرة في ذلك البعض أيضا، وكان أعمى عنه في ذلك البعض.
وهكذا بحكم قوله تعالى: "ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا "[الإسراء: 72]، أي أكثر ضلالا من الدنيا عن طريق الوصول إليه سبحانه، وذلك لانقطاع الأعمال ووقوف الهمم، فلا يمكن السير والسلوك في ذلك العالم إلا لأهل السير والسلوك في الدنيا دون المنقطعين.
وما أحد في الدنيا من مؤمن ولا کافر إلا وهو يشهد الحق تعالی ويراه، فمنهم من يراه في محسوس، ومنهم من يراه في معقول وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم بعضا.
ويلعن بعضهم بعضا كلهم في الآخرة يرونه بمقدار ما كانوا يرونه في الدنيا، ويحجبون عنه بمقدار ما كانوا يحجبون عنه في الدنيا.
وتحتد أبصارهم، ولا تكل أنظارهم ولذتهم في النظر إليه سبحانه، وألمهم وعذابهم في ذلك على مقدار أحوالهم التي ماتوا عليها إن كانت من تجليات جماله ورضوانه أو من تجلیات جلاله وسخطه وغضبه.
(فيبدو)، أي يظهر سبحانه (لبعض العبيد) في يوم القيامة (باختلاف التجلي)، أي الانكشاف (في الصور) المختلفة (عند الرؤية) في المحشر كما ورد في الأحاديث النبوية وسبب ذلك الاختلاف في التجلي بالصور .
(لأنه)، أي التجلي في الصور (لا يتكرر) من الحق تعالى (أصلا) لسعة الحضرة الإلهية وإطلاقها الحقيقي، فلا يتجلى الحق تعالی بتجلي واحد لشيء واحد في آنين، ولا يتجلى لشيئين في آن واحد بتجل واحد.
بل له تعالى في كل آن على كل شيء تجلي خاص لا يتكرر أصلا في الدنيا والآخرة (فبصدق عليه)، أي على الحق حينئذ (في الهوية)، أي حقيقة الأزلية الأبدية قوله سبحانه ("وبدا لهم من الله ") [الزمر: 47] في حق هويته سبحانه وظهورها لهم متجليها عليهم .

("ما لم يكونوا يحتسبون" فيها)، أي في تلك الهوية الإلهية (قبل کشف الغطاء) عنهم بالموت عن الحياة الدنيوية الوهمية حيث اختلفت عليهم صور تجلياتها فيؤمن بها يومئذ من يؤمن وينكرها من ينكر ويتعوذ منها على مقتضى ما جاء في الحديث النبوي .

 .

يتبع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 4 نوفمبر 2019 - 9:23 من طرف عبدالله المسافربالله

12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الجزء الخامس .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي

كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص الشيخ عبد الغني النابلسي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي

الجزء الخامس

12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية


قال الشيخ رضي الله عنه : ( وقد ذكرنا صورة الترقي بعد الموت في المعارف الإلهية في كتاب التجليات لنا عند ذكرنا من اجتمعنا به من الطائفة في الكشف وما أفدناهم في هذه المسألة بما لم يكن عندهم.
ومن أعجب الأمور أنه في الترقي دائما ولا يشعر بذلك للطافة الحجاب ودقته وتشابه الصور  مثل قوله تعالى «وأتوا به متشابها».
وليس هو الواحد عين الآخر فإن الشبيهين عند العارف أنهما شبيهان، غير أن )

(وقد ذكرنا في صورة الترقي بعد الموت) لأهل السير والسلوك في الدنيا لا اللذين ماتوا على الانقطاع عن الله تعالى للختم على قلوبهم (في المعارف الإلهية) التي هي عبادة الكمل من أهل الله تعالى إلى الأبد.
وإن كان لها عندهم في الدنيا إشارات جسمانية تسمى عبادات التكليف تنقطع بموت الجسد (فی کتاب التجليات) الإلهية (لنا عند ذكرنا من اجتمعنا به من الطائفة) العارفين بالله تعالى (في الكشف و) ذكرنا (ما أفدناهم في هذه المسألة) وهي الترقي بعد الموت (مما لم يكن عندهم) من قبل ذلك.
وعبارته رضي الله عنه في كتابه المذكور في تجلي سريان التوحيد: 
رأيت ذا النون المصري في هذا التجلي وكان من أطراف الناس .
فقلت له: يا ذا النون عجبت من قولك وقول من قال بقولك: إن الحق تعالی بخلاف ما يتصور ويتمثل ويتخيل، ثم غشي علي، ثم أفقت وأنا أرعد.
 ثم رمزت وقلت : كيف يخلو الكون عنه والكون لا يقوم إلا به، وكيف يكون عين الكون وقد كان ولا كون، وكبف با حبيبي يا ذا النون وقبلته ، أنا الشفيق عليك لا تجعل معبودك عين ما تصورته.
ولا تخلي ما تصورته عنه، ولا تحجبك الحيرة عن الحيرة.
وقل ما قال، فنفى وأثبت : "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" [الشورى : 11] ليس هو عين ما تصور ولا يخلو ما تصور منه.
 فقال ذو النون : هذا علم فاتني وأنا حبيس، والآن قد سرح عني فمن لي به وقد قبضت على ما قبضت .
فقلت: يا ذا النون ما أريدك هكذا ومولانا وسيدنا يقول: "وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " [الزمر: 47] . والعلم لا يتقيد بوقت ولا زمان ولا بنشأة ولا بحالة ولا بمقام .
فقال لي: جزاك الله خيرا عني قد بين لي ما لم يكن عندي وتجلت به وتحلت به ذاتي وفتح لي باب الترقي بعد الموت وما كان لي خبر منه جزاك الله خيرا وذكر من هذا القبيل أشياء كثيرة في كتابه المذكور وقعت له مع الجنيد والشبلي وابن عطاء والحلاج وغيرهم رضي الله عنهم. 
(ومن أعجب الأمر أنه)، أي العبد مطلقا في الدنيا وفي الآخرة (في الترقي) في معرفة الله في الوجهة التي هو متوجه إليها والتجلي الإلهي الذي هو فيه من حضرة أي اسم كان في قبضة جمال أو قبضة جلال (دائما) في جميع الأحوال التي يكون فيها ولهذا تری کل متوجه إلى أمر متقن ذلك الأمر متزايد فيه كل وقت ما دام توجهه عليه السلام.
(ولا يشعر) ذلك العبد (بذلك)، أي بالترقي الدائم (للطافة الحجاب) بين نفسه الوهمية الثابتة وبين ربه المتحقق للوجود (ورقته)، أي الحجاب ولبس الحجاب إلا نفسه الوهمية الثابتة من غير وجود، وأحوالها الوهمية أيضا مثلها الثابتة من غير وجود، فيظن أنه الموجود الحقيقي لرقة الحجاب الذي هو نفسه بينه وبينه، حيث ظهر له ذلك الموجود الحقيقي بصورة الحجاب الذي هو نفس العبد الحائلة بينهما ، والنفس مع كونها غير موجودة بل هي ثابتة مع أحوالها متبدلة في كل وقت.

قال تعالى: "بل هم في لبس من خلق جديد" [ق: 15]، فكل خلق يأتي بحجاب عند الجاهل بل يأتي بظهور وتجلي، ويذهب بظهور وتجل عند العارف ، وكل حجاب أو ظهور ترقی بغیر شعور أو بشعور.
(و) لأجل (تشابه الصور) أيضا التي هي النفس وأحوالها والحجاب والظهور.
فإن كل وقت فيه صورة تشبه الصورة التي كانت قبلها وبعدها صورة تشبهها أيضا، وهكذا وليس الشبه في الصور من كل وجه بل من وجه واحد أو وجهين أو أكثر، بحيث تصدق المغايرة وهو أمر خفي لا يشعر به إلا العارف إذا علم الأسماء الإلهية، وعلم تجلياتها .
(مثل قوله) تعالى في ثمر الجنة (وأتوا)، أي آتاهم الله تعالى (به متشابها)، أي يشبه بعضه بعضا غير أنه لا بس في الآخرة واللبس في الدنيا .

(وليس هو)، أي الشأن الواحد من الأشياء المتشابهة (عين) الشيء (الآخر) ولهذا تعددت (فإن الشبيهين) تثنية شبيه وهو المشابه (عند العارف) بالله تعالى (من حيث إنهما شبیهان غیران)، أي كل واحد منهما مغايرة للآخر وهكذا إذا حكم بالشبه بينهما فإنه يلزم من ذلك المغايرة بينهما أيضا .

وإن حكم بالاتحاد لم يكن بينهما شبه فلم تكن مغايرة والخلق جديد مع الأنفاس وإن كان الجاهل عنه في الالتباس كما قال تعالى: "بل هم في لبس من خلق جديد" [ق: 15]، ولا معنى لتجديد الخلق إلا تكراره والحس يقضي بالشبه المقتضي للمغايرة كما ذکر.
قال الشيخ رضي الله عنه : (و صاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة.
فهذه كثرة معقولة في واحد العين.
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها.
فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته.
ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.)

(وصاحب التحقيق من العارفين بري الكثرة في) المنجلي (الواحد) الظاهر في الصور المختلفة المحسوسة والمعقولة من غير أن يتغير عن تنزيهه وإطلاقه الحقيقي (كما يعلم) صاحب التحقيق أيضا (أن مدلول)، أي ما تدل عليه (الأسماء الإلهية) من العين المسماة بها أزلا وأبدا.
(وإن اختلفت حقائقها وكثرت) من حيث ظهورها بمدلول كل اسم من تلك الأسماء التي بها (أنها)، أي تلك الحضرة التي هي مدلول الأسماء المذكورة (عين)، أي حقيقة وماهية وذات (واحدة فهذه) الكثرة في الحقائق المختلفة (كثرة معقولة).

أي ثابتة من حيث النظر العقلي (في واحد العين) من حيث النظر الإيماني الكشفي (فتكون في التجلي) الإلهي (كثرة مشهودة) من حيث النظر العقلي والحسي (في عين واحدة) من حيث النظر الإيماني الكشفي الروحاني (كما أن الهبولی) وهي المادة التي تصنع منها الأشياء كالخشب للباب والتخت والصندوق والمفتاح والقصعة والكرسي وغير ذلك.
والطين للأواني المختلفة التي تصنع منه، والحبر للحروف والكلمات التي تكتب به في القرطاس (تؤخذ)، أي لا بد من ذكرها (في حد)، أي تعريف (كل صورة) من صور ما صنع منها (وهي)، أي الهيولى (مع كثرة الصور) الظاهرة منها (واختلافها) في الهيئات والأحكام والخواص (ترجع) تلك الهيولى (في الحقيقة إلى جوهر واحد وهو هیولاها)، أي هيولى تلك الصور كلها، أي مادتها.
وكذلك هنا جميع الصور المحسوسة والمعقولة قائمة بالوجود الحق سبحانه، وهو قيوم عليها كلها ممسك لها بقدرته، وهو واحد لا شريك له وإن تعددت تلك الصور وكثرت واختلفت هيئاتها وأحكامها وخواصها.

(فمن عرف نفسه بهذه المعرفة) وأنه في باطنه وظاهره صورة من جملة الصور القائمة بالحق تعالی (فقد عرف ربه) سبحانه المتجلي عليه بذاته فأظهر ذاته، وبصفاته فأظهر صفاته، وبأسمائه فأظهر أسمائه، وبأفعاله فأظهر أفعاله، وبأحكامه
فأظهر أحكامه (فإنه)، أي الرب تعالى (على صورته) سبحانه التي هي مجمع ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله وأحكامه والكل حضرات متعددة واعتبارات مترددة على حقيقة واحدة وعين منفردة (خلقه)، أي خلق ذلك العارف كما قال: "إن الله خلق آدم على صورته ".
رواه مسلم في صحيحه  وابن حبان في صحيحه و مسند أحمد وسنن أبي داود وسنن أبي عاصم و مسند الحميدي و الأسماء والصفات للبيهقي و التوحيد لابن خزيمة وغيرهم.
وفي رواية : "على صورة الرحمن ".   و مسند أحمد وسنن أبي داود و رواه الطبراني وابن أبي عاصم والأسماء والصفات للبيهقي و التوحيد لابن خزيمة و الشريعة للآجري 
فالعارف تفصيل إجمال الغيب المطلق، وتمييز حضرات الوجود المحقق (بل هو)، أي الرب تعالى (عين هويته)، أي هوية العارف به سبحانه (و) عين (حقيقته) الثابتة في الغيب .
ولهذا قال بعض العارفين : إن الصوفي غير مخلوق .
ونقل عن أبي يزيد أنه قال : إن الله اطلع على العالم 
فقال : يا أبا يزيد كلهم عبيدي غيرك فأخرجني من العبودية.
وقال الشبلي رضي الله عنه حيث سمع ما قاله أبو يزيد رضي الله عنه : کاشفني الحق بأقل من ذلك .
فقال : كل الخلائق عبيدي غيرك، فإنك أنا. 
ولكنه سبحانه ظهر في حضرة عالم الإمكان بصورة العارف لتكمل مراتب المعرفة بوجود عارف و معروف ومعرفة، ويظهر سر الوترية والتثليث.
ويرتبط الشفع الذي هو العارف والمعرفة ، والعابد والعبادة ونحو ذلك من حضرة الإمكان بالفرد الذي هو المعروف والمعبود.وأمثال ذلك من حضرة الوجود.
(ولهذا)، أي لأجل ما ذكر (ما عثر)، أي طلع (أحد من العلماء)، أي الموصوفين بمطلق العلم في ملة الإسلام (والحكماء) من الفلاسفة وغيرهم (على معرفة النفس)، أي ما عرف أحد نفسه (وحقيقتها) فيلزم أن لا يكون عرف ربه (إلا) العلماء والحكماء (الإلهيون)، أي المنسوبون إلى الإله تعالى (من الرسل) والأنبياء عليهم السلام (والأكابر) المحققين العارفين (من الصوفية) لا غير.

قال الشيخ رضي الله عنه : ( وأما أصحاب النظر وأرباب الفكر من القدماء والمتكلمين في كلامهم في النفس وماهيتها، فما منهم من عثر على حقيقتها، ولا يعطيها النظر الفكري أبدا.
فمن طلب العلم بها من طريق النظر الفكري فقد استسمن ذا ورم ونفخ في غير ضرم.
لا جرم أنهم من «الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا».
فمن طلب الأمر من غير طريقه فما ظفر بتحقيقه، وما أحسن ما قال الله تعالى في حق العالم وتبدله مع الأنفاس.
«في خلق جديد» في عين واحدة، فقال في حق طائفة، بل أكثر العالم، «بل هم في لبس من خلق جديد». فلا يعرفون تجديد الأمر مع الأنفاس.
لكن قد عثرت عليه الأشاعرة في بعض الموجودات وهي الأعراض، وعثرت عليه الحسبانية في العالم كله. وجهلهم أهل النظر بأجمعهم.
ولكن أخطأ الفريقان: أما خطأ الحسبانية فبكونهم ما عثروا مع قولهم بالتبدل في العالم بأسره على أحدية عين الجوهر الذي قبل هذه الصورة ولا يوجد إلا بها كما لا تعقل إلا به.
فلو قالوا بذلك فازوا بدرجة التحقيق في الأمر. )

(وأما أصحاب النظر) العقلي (وارباب الفكر من) الفلاسفة (القدماء المتكلمين)، أي علماء الكلام (في كلامهم)، أي بحثهم (في النفس) الناطقة الإنسانية (و) بیان (ماهيتها فما منهم من)، أي أحد (عثر)، أي اطلع (على حقيقتها)، أي النفس (ولا يعطيها)، أي حقيقة النفس (النظر الفكري أبدا)، إلا بطريق الحدس والتخمين والظن والتوهم.
ولهذا اختلف الخائضون في ذلك على نحو ألف، قول و قال جدنا ابن جماعة رحمه الله تعالى : وليس فيها قول صحيح بل هي قياسات وتخيلات عقلية (فمن طلب العلم بها)، أي بالنفس الناطقة (من طريق النظر الفكري) كما هو شأن حكماء الفلاسفة والمتكلمين وغيرهم (فقد استسمن ذا)، أي صاحب (ورم)، أي ظنه سمينة وحسب ورمه سمنة (ونفخ في غير ضرم)، أي نار موقدة، وهذا مثل مشهور يضرب لمن يطلب الشيء من غير موضعه.
(لا جرم)، أي قطعة (أنهم)، أي هؤلاء الطالبين معرفة النفس من نظرهم الفكري (من) جملة القوم ("الذين ضل")، أي خسر ("سعيهم")، أي طلبهم للمعرفة النفسانية الموصلة إلى المعرفة الربانية المترتب عليها سعادة الدارين والنجاة الأبدية

("في الحياة الدنيا")، فخرجوا من الدنيا ولم يظفروا من مطلوبهم بطائل، ولا حصل الهم من المقصود المهم حاصل ("وهم يحسبون")، أي يظنون ("أنهم يحسنون صنعا")، لأنهم خالفوا طريق الأنبياء عليهم السلام بالنظر بنور الإيمان والتأدب في العلم والعمل بآداب الإسلام والإذعان.
والمسلمون منهم خاضوا في معاني الكتاب والسنة بأنظارهم العقلية وأفكارهم الوهمية، وجعلوا الحق الواحد مذاهب كثيرة ، وقد خطأ بعضهم بعضا .
(فمن طلب الأمر من غير طريقه) كمن يطلب معرفة النفس الناطقة من طريق النظر العقلي (فما ظفر بحقيقته)، أي تحقيق ذلك الأمر، والتبس عليهم الحق المبين بملابس الأغيار من العالمين .
(وما أحسن ما قال الله) تعالى (في حق هذا العالم) الحادث (وتبدله)، أي تغيره بمحوه في كل آن وإثبات مثله كأنه هو (مع) تکرار (الأنفاس) الخارجة من أجواف جميع الحيوان والداخلة عليها (في خلق)، أي تخليق وإيجاد وتقدير من الله تعالی (جدید) غير الخلق الأول الذي كان في النفس الأول، ويكون في النفس الثاني والثالث كذلك.
وهكذا جميع ذلك (في عين واحدة ) وجودية حقيقة مطلقة تتبدل عليها تلك العوالم كلها في نفس وتمضي وتأتي غيرها، وهي لا تتبدل ولا تتغير أصلا، وهي على ما كانت عليه في الأزل.

فقال تعالى (في حق طائفة) أنكروا المعاد والمحشر واستبعدوه (بل) في حق أكثر العالم من الناس الغافلين عن أذواق العارفین ("بل هم في لبس")، أي التباس ("من خلق")، أي مخلوق أو تخلیق ("جديد") غير ما يرونه في أول ما يرون (فلا يعرفون تجديد الأمر) في نفسه (مع الأنفاس) فهو غيره في كل نفس.
(لكن قد عثرت)، أي اطلعت (عليه)، أي على هذا الخلق الجديد المتبدل مع الأنفاس (الأشاعرة) من علماء الكلام وهم جماعة أبي الحسن الأشعري من أهل السنة (في بعض الموجودات) من العالم (وهي الأعراض) جمع عرض بالتحريك وهو ما لا قيام له بنفسه عندهم، بل قيامه بالجسم والجسم عندهم خلاف العرض لأنه الذي له قيام بنفسه، يعني تحيزه ليس تابعة لتحيز شيء آخر، والعرض الذي تحيزه تابع لتحيز غيره وهو الجسم.
(و عثرت)، أي اطلعت (عليه)، أي على الخلق الجديد المذكور وتبدله مع الأنفاس الفرقة (الحسبانية)، أي المنسوبون إلى الحسبان وهو الظن والتوهم (في العالم كله) .
ويقال لهم: السوفسطائية فإن سوفسطا اسم للحكمة الموهومة والعلم المزخرف لأن «سوفا » معناه العلم والحكمة واسطا، معناه المزخرف والغلظ ، ومنه اشتقت السفسطة كما اشتقت الفلسفة من «فيلا سوفا»، أي محب الحكم .
وهذه الفرقة أنواع؛ منهم من ينكر حقائق الأشياء ويزعم أنها أوهام و خيالات باطلة وهم العنادية.
ومنهم من ينكر ثبوتها ويزعم أنها تابعة للاعتقادات، حتى إن اعتقدنا الشيء جوهرا فجوهرا أو عرض فعرض أو حادثا فحادث أو قديما فقديم وهم العندية ، ومنهم من ينكر العلم بثبوت شيء واللاثبوتية ويزعم أنه شال وشك في أنه شاك، وهلم جرا، وهم اللاأدرية نسبة إلى لا أدري.
(وجهلهم)، أي الحسبانية (أهل النظر) من المتكلمين والفلاسفة (بأجمعهم) حيث نفوا حقائق الأشياء ولم يعترفوا بثبوت شيء منها أصلا (ولكن أخطا الفريقان)، أي الأشاعرة والحسبانية (وأما خطأ الحسبانية فبكونهم)، أي بسبب أنهم
(ما عثروا)، أي اطلعوا (مع قولهم) الحق (بالتبدل) والتغير والتجدد (في) جميع أجزاء العالم بأسره من المحسوسات والمعقولات (على أحدية عين الجوهر) الفرد الذي هو ليس بمركب ولا متحيز ولا قائم بغيره أصلا (المعقول) من حيث دلالة الأشياء كلها عليه لضرورة صدورها عنه وقيامها به (الذي قبل الظهور في الحس والعقل بجميع هذه الصور المحسوسة والمعقولة .
(ولا يوجد) عند العقول وأفكارها (إلا بها)، أي بتلك الصور (كما لا تعقل) تلك الصور في الظاهر والباطن (إلا به)، لأنه مصدرها وقيومها.
(لو قالوا)، أي الحسبانية (بذلك)، أي بوجود عين ذلك الجوهر المذكور (فازوا بدرجة التحقيق في) معرفة (الأمر) الإلهي وشاركوا أهل الله تعالى في نيل السعادة بالمعرفة الإلهية.
ولكنهم نفوا الكل ولم يثبتوا معلوما ليثبت به مجهول، فلا سبيل إلى مناظرتهم، والجدال معهم محال، بل الطريق كما قال بعض علماء الكلام تعذيبهم بالنار ليعترفوا أو يحترقوا.

قال الشيخ رضي الله عنه : ( وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين.
ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه.
ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه.
فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي.
ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر.
والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته، فقد صار ما لا يبقى زمانين يبقى زمانين وأزمنة وعاد ما لا يقوم بنفسه يقوم بنفسه.
ولا يشعرون لما هم عليه، وهؤلاء هم في لبس من خلق جديد )

(وأما الأشاعرة) الذين هم قائلون بالتبدل والتجدد في الأعراض دون الأجسام (فما علموا أن العالم كله) محسوسة ومعقوله (مجموع أعراض) مختلفة لا غير كما قال الشيخ العارف عبد الهادي السودي اليمني رضي الله عنه :
ما الكون وما تراه إلا عرض …..   فإنه سيان جوهر والعرض 
يا من أنا منهم لرمي غرض   ….. في غيركم والله ما لي غرض


(فهو) أي العالم (يتبدل في كل زمان) فرد کلمح البصر مثل ما يتبدل العرض (إذ العرض) عندهم (لا يبقى زمانین) بل قال بعضهم : 
الصواب أن يقال إن العرض لا يبقى أصلا ، فإن زمان وجوده مقترن بزمان عدمه. 
والقول بأنه لا يبقى زمانين يلزم منه ثلاثة أزمنة زمان يوجد فيه وزمان يبقى فيه وزمان يعدم فيه، وهم نفوا زمانین فثبت له ثلاثة أزمنة .
(ويظهر ذلك)، أي كون العالم كله مجموع أعراض تتبدل وتتجدد في كل زمان على قولهم أيضا (في الحدود)، أي التعاريف (للأشياء فإنهم)، أي الأشاعرة (إذا حدوا)، أي عرفوا (الشيء)، أي شيء كان ما سموه جوهرة أو جسما
(يتبين)، أي ينكشف (في حدهم)، أي تعريفهم (كونه)، أي ذلك الشيء (عين الأعراض) المذكورة في حده كقولهم في تعريف الجسم إنه المركب من الأجزاء التي لا تتجزأ.
ولا وجود للجزء الذي لا يتجزأ في نفسه من غير أن يكون مركبة مع غيره، وإلا شغل الجهات الست فكان ما يلي منه هذه الجهة غير ما يلي منه الجهة الأخرى، فينقسم فلا يكون جزءا لا يتجزأ، ولا شك أن التركيب في الجسم عرض، وإذا زال التركيب زال كونه جسما.
وقولهم أيضا في تعريف الجسم: 
إنه الطويل العريض العميق والطول والعرض والعمق مجموع أعراض لا غير، فإذا زالت زال الجسم، وهكذا في تعاريف الأشياء كلها عندهم (و) يتبين أيضا (أن هذه الأعراض المذكورة) عندهم (في حده)، أي تعریف ذلك الشيء .

هي (عين هذا الجوهر) الذي أرادوا حده وتعريفه (و) هي (حقيقته) في نفسه عندهم وذلك الشيء عندهم هو (القائم بنفسه)، لأنهم يسمونه جوهرا ويسمونه جسما، ويذكرون في حده وتعريفه الأعراض المجموعة ، ويريدون بها عين ذلك الشيء وحقيقته، فيلزم منه أن ذلك الشيء من حيث هو جوهر أو جسم يقوم بنفسه.
(ومن حيث هو عرض) لأنهم ما ذكروا في حده وتعريفه إلا الأعراض المجموعة (لا يقوم) ذلك الشيء (بنفسه فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه) وهو العرض (من يقوم بنفسه)، وهو الجوهر والجسم عندهم وهو باطل، وسمعت بعض

علمائهم يقول : 
إن الأعراض إذا كانت مجموعة تسمى جوهرا أو جسما، وإذا أعتبر كل واحد منها على حدته تسمى عرضا، فلزمه على ذلك أن تكون القسمة اعتبارية .
وبطل قولهم بالجوهر الفرد ورجع الكل إلى ما عليه أهل الله تعالى من المحققين ، والحق أحق أن يتبع (کالتحيز)، أي أخذ مقدار من الفراغ (في حد الجوهر)، أي الجسم (القائم بنفسه الذاتي)، أي ذلك التحيز له لأنه لا ينفك عنه.
(وقبوله)، أي الجوهر المذكور (للأعراض حد)، أي تعريف (له ذاتي)، لأنه لا ينفك عنه أيضا (ولا شك أن القبول) للأعراض المذكورة (عرض إذ لا يكون)، أي لا يوجد إلا في جوهر (قابل) لكونه فيه وذلك مقتضى العرض عندهم أنه لا يوجد في نفسه إلا في محل هو الجوهر، فوجوده في نفسه عندهم هو عين وجوده في الجوهر (لأنه)، أي العرض عندهم (لا يقوم بنفسه) فبالضرورة أنه لا يكون إلا في قابل (وهو)، أي قبوله للأعراض أمر (ذاتي للجوهر) لا ينفك عنه أصلا ما دام موجودة .
(والتحيز)، أي أخذه مقدار من الفراغ الذي هو ذاتي للجوهر أيضا لعدم انفکاکه عنه ما دام متصفا بالوجود (عرض ولا يكون إلا في) جوهر (متحيز فلا يقوم بنفسه) من غير شبهة في شيء من ذلك عندهم أصلا .
(وليس التحيز) للجوهر والجسم (والقبول) للأعراض (بأمر زائد على عين الجوهر المحدود)، أي المعروف بالتعريف المذكور عندهم.

(لأن الحدود)، أي التعاريف الذاتية التي هي بالأمور المنسوبة إلى ذات الشيء من حيث عدم انفكاكها عنه ما دام موجودا (هي) عندهم (عين المحدود)، أي المعرف من الأشياء عندهم .
(وهويته فقد صار) على مقتضى قولهم هذا (ما لا يبقى زمانين) من الأعراض (يبقى زمانين) بل (وأزمنة) كثيرة من الجواهر والأجسام (وعاد)، أي رجع (ما لا يقوم بنفسه) من العرض (يقوم بنفسه) من الجوهر والجسم.

(ولا يشعرون)، أي الأشاعرة القائلون بذلك (لما هم عليه) من التناقض في القول والمذهب، وأيضا قولهم في تعريف الحركة والسكون اللتين لا ينفك كل موجود عندهم أن يكون منصفا بواحد منهما يقتضي التناقض أيضا فإنهم ذكروا في حدوث الجواهر والأجسام أنها لا تخلو عن الحركة والسكون وهما حادثان أما عدم الخلو، فلأن الجسم أو الجوهر لا يخلو عن الكون في حيز.
فإن كان مسبوقا بكون آخر في ذلك الحيز بعينه فهو ساكن، وإن لم يكن مسبوقا بكون آخر في ذلك الحيز بل في حيز آخر فمتحرك.
وهذا معنى قولهم: الحركة كونان في آنين في مكانين والسكون كونان في آنين في مكان واحد.
فإن قيل : يجوز أن لا يكون مسبوقا بكون آخر أصلا كما في آن الحدوث فلا يكون متحركة كما لا يكون ساكنا .
قلنا: هذا المنع لا يضر لما فيه من تسليم المدعي على أن الكلام في الأجسام التي تعددت فيها الأكوان وتجددت عليها الأعصار والأزمان. 
هذا كلام محقق الأشاعرة سعد الدين التفتازاني رحمه الله تعالى في شرح عقائد النسفي، وأنت تعرف من غير شبهة عندك أن هذا الكلام يقتضي أن الجواهر والأجسام أيضا متجددة متبدلة في كل آن عندهم أيضا، لأن قوله إنه مسبوق بكون آخر في ذلك التحيز أو في تحيز آخر.
وقوله في تعريف الحركة إنها كونان، والسكون كونان.
 والكون هو الوجود الفرد في الزمن الفرد عندهم.
وكذلك قوله في الأجسام الموجودة إنها تعددت فيها الأكوان، أي كان لها وجودات متعددة ، فهذا يقتضي أن الكل أعراض .
وليس هذا غير معنى التبدل والتجدد في جملة العالم كله ومع ذلك فإنهم لا يقولون بذلك إلا في الأعراض فقط دون الجواهر والأجسام.
وما هذا إلا تناقض منهم أيضا.
(وهولاء)، أي الأشاعرة أيضا وإن كانوا من أهل السنة والجماعة لخدمتهم الكتاب والسنة وانتصارهم لما كان عليه الصحابة والتابعون من حيث ظاهر الحال في مقابلة الرد على فرق الاعتزال وأحتفالهم بالسمعيات (هم) من حيث التحقيق والمعرفة الكشفية إذ ليس لهم فيها نصيب، لأن معرفتهم عقلية من أهل النظر الفكري لا الكشف الذوقی ("في لبس")، أي التباس أيضا ("من خلق جديد") كما سبق بیانه .

قال الشيخ رضي الله عنه : (وأما أهل الكشف فإنهم يرون أن الله يتجلى في كل نفس ولا يكرر التجلي، و يرون أيضا شهودا أن كل تجل يعطي خلقا جديدا و يذهب بخلق.
فذهابه هو عين الفناء عند التجلي و البقاء لما يعطيه التجلي الآخر .فافهم.)

(وأما أهل الكشف) من طائفة العارفين المحققين (فإنهم يرون)، أي يعتقدون ويشهدون من غير شبهة عندهم (أن الله) تعالى (يتجلى)، أي ينكشف (في كل نفس) بفتح الفاء ما يظهره من صور العالم المحسوس والمعقول .
(ولا يتكرر التجلی) أصلا مرتين بل كل نفس من الأنفاس له نجل جديد يخصه (ويرون أيضا شهودا) و عيانا (أن كل تجل) من تجلياته تعالى في كل نفس من الأنفاس (يعطي خلقا جديدا ويذهب) ذلك التجلي أيضا (بخلق) أول كان قبله على معنى أنه يقتضي الدلالة على انقضاء
التجلي الأول بالخلق الأول.

فإن كل تجلي جدید له خلق جديد، فإذا أتى كلمح بالبصر بث خلقه الجديد، ثم مضى بخلقه الذي بثه وأعقبه تجل آخر غيره بخلق آخر غیره جديد أيضا، ثم انقضى وانقضى معه خلفه أيضا .
وهكذا فالتجلي هو أمر الله تعالى كما قال سبحانه: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) ) [القمر: 49 : 50 ].
وقال تعالى: "ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره" [الروم: 25]، فيلزم أن تكون السماء والأرض كلمح البصر أيضا لقيامها بما هو كذلك. 
وقال تعالى : "وكان أمر الله قدرا مقدورا" [الأحزاب: 38]، وهو عين بثه للخلق الجديد مع الأنفاس عند من نجا من الالتباس.
(فذهابه)، أي التجلي بالخلق الذي بثه (هو) معنى مقام (الفناء) الذي يكون فيه السالك (عند التجلي) الذي هو كلمح البصر المقتضي لانعدام الخلق الجديد الذي بثه، فكل من يشهده ويتحقق به مع الأنفاس فهو الفاني في العيان عند أهل المعرفة والإيمان.
(و) مقام (البقاء) بعد الفناء الذي هو مقام الواصلين من أهل الكمال والورثة المحققين هو شهود الوجود (لما يعطيه)، أي بثه من الخلق الجديد (التجلي الآخر) وهكذا فمشهد السالك الفاني ما مضى من التجلي ، ومشهد الواصل الباقي ما يستقبله من التجلي (فافهم).
أي هذا المبحث فإنه يفيدك حقيقة معنى الفناء والبقاء عند أهل الله تعالى.
وإن ذلك راجع إلى أمر محقق عندهم لا هو مجرد اعتبار وتخيل عقلي و قابلية للفناء كما زعمه بعض من يدعي التحقيق وما عنده خبر بما هو الأمر عليه في نفسه وفوق كل ذي علم عليم.
تم فص الكلمة الشعيبية
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 - 0:04 عدل 2 مرات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» 19 - فص حكمة غيبية في كلمة أيوبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي
» 20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي
» 13 - فص حكمة ملكية في كلمة لوطية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي
» 26 - فص حكمة صمدية في كلمة خالدية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي
» 17 - فص حكمة وجودية في كلمة داودية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي.

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى