اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» المناجاة الإلهيّة للشّيخ تاج الدّين أبي الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyأمس في 16:47 من طرف عبدالله المسافر

» الحكم العطائيّة الصغرى للشّيخ تاج الدّين أبى الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 4 ديسمبر 2023 - 20:54 من طرف عبدالله المسافر

» الحكم العطائيّة الكبرى للشّيخ تاج الدّين أبى الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 4 ديسمبر 2023 - 11:46 من طرف عبدالله المسافر

» الحكم العطائية من 21 الى 30 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 3 ديسمبر 2023 - 18:28 من طرف عبدالله المسافر

» الحكم العطائية من 11 الى 20 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 ديسمبر 2023 - 20:44 من طرف عبدالله المسافر

» الحكم العطائية من 01 الى 10 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 ديسمبر 2023 - 17:41 من طرف عبدالله المسافر

» المقدمة لكتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 ديسمبر 2023 - 16:30 من طرف عبدالله المسافر

» فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 30 نوفمبر 2023 - 20:07 من طرف عبدالله المسافر

»  فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 30 نوفمبر 2023 - 20:07 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2313 إلى 2413 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 30 نوفمبر 2023 - 1:10 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2351 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 29 نوفمبر 2023 - 20:40 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2312 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 29 نوفمبر 2023 - 0:56 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2265 إلى 2281 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 28 نوفمبر 2023 - 0:13 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2249 إلى 2264 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 27 نوفمبر 2023 - 23:54 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2211 إلى 2248 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 27 نوفمبر 2023 - 0:32 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات أولا الإسلام السياسي من 2168 إلى 2210 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 26 نوفمبر 2023 - 11:48 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 25 نوفمبر 2023 - 23:59 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب ثانيا الطعام والشراب من 2049 إلى 2083 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 25 نوفمبر 2023 - 16:10 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 25 نوفمبر 2023 - 0:40 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات الحادي عشر الذكر والتسبيح والدعاء من 1961 إلى 2001 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 24 نوفمبر 2023 - 22:59 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 24 نوفمبر 2023 - 22:35 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات تاسعا صلاة الجمعة من 1903 إلى 1920 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 24 نوفمبر 2023 - 2:05 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات ثامنا الصلاة من 1826 إلى 1902 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 23 نوفمبر 2023 - 1:09 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات أولا الوضوء والاغتسال من 1794 إلى 1825 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 17:54 من طرف عبدالله المسافر

» كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني "53" المجلس الثالث والخمسون من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 0:53 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سابعا العدّة من 1782 إلى 1793 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 0:48 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سادسا الطلاق من 1744 إلى 1781 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 21 نوفمبر 2023 - 19:29 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي خامسا الأسرة من 1739 إلى 1743 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 21 نوفمبر 2023 - 19:05 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي رابعا الأولاد من 1734 إلى 1738 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 21 نوفمبر 2023 - 10:37 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثالثا الحمل والولادة والرضاع والفطام والحضانة من 1722 إلى 1733 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 20 نوفمبر 2023 - 23:21 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1681 إلى 1721 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 19 نوفمبر 2023 - 7:33 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 19 نوفمبر 2023 - 1:17 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1623 إلى 1650 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 18 نوفمبر 2023 - 17:41 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 17 نوفمبر 2023 - 21:34 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الخامس عشر الإسلام والحرب من 1547 إلى 1597 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 17 نوفمبر 2023 - 14:27 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023 - 18:25 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023 - 2:40 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023 - 1:12 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 15 نوفمبر 2023 - 10:56 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 18:27 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 9:39 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 13 نوفمبر 2023 - 14:20 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 12 نوفمبر 2023 - 22:48 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 12 نوفمبر 2023 - 13:01 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1312 إلى 1342 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 12 نوفمبر 2023 - 0:53 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 11 نوفمبر 2023 - 14:21 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1146 إلى 1278 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 10 نوفمبر 2023 - 21:00 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 9 نوفمبر 2023 - 21:24 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1190 إلى 1220 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 9 نوفمبر 2023 - 13:16 من طرف عبدالله المسافر

» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1152 إلى 1189 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 9 نوفمبر 2023 - 9:11 من طرف عبدالله المسافر

» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1130 إلى 1151 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 8 نوفمبر 2023 - 16:26 من طرف عبدالله المسافر

» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1126 إلى 1129 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 8 نوفمبر 2023 - 9:40 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1076 إلى 1125 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 7 نوفمبر 2023 - 23:58 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 7 نوفمبر 2023 - 10:57 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 6 نوفمبر 2023 - 20:19 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1035 إلى 1044 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 6 نوفمبر 2023 - 0:34 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1026 إلى 1034 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 4 نوفمبر 2023 - 18:29 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 3 نوفمبر 2023 - 13:24 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1015 إلى 1017 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 2 نوفمبر 2023 - 14:48 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 2 نوفمبر 2023 - 1:08 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 981 الى 1011 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 31 أكتوبر 2023 - 11:46 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 961 الى 980 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 30 أكتوبر 2023 - 2:02 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 948 الى 960 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 29 أكتوبر 2023 - 1:55 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 941 الى 947 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 27 أكتوبر 2023 - 20:31 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 911 الى 940 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 26 أكتوبر 2023 - 10:07 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 881 الى 910 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 25 أكتوبر 2023 - 12:48 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 851 الى 880 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 24 أكتوبر 2023 - 15:33 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 831 الى 850 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 23 أكتوبر 2023 - 22:04 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 801 الى 830 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 22 أكتوبر 2023 - 16:03 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 771 الى 800 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 21 أكتوبر 2023 - 18:19 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 741 الى 770 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 20 أكتوبر 2023 - 10:31 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 721 الى 740 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 19 أكتوبر 2023 - 15:04 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 697 الى 720 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 18 أكتوبر 2023 - 21:23 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 22:39 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 661 الى 680 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 19:13 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 641 الى 660 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 1:09 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 621 الى 640 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023 - 11:43 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 14 أكتوبر 2023 - 21:15 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 601 الى 610 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 13 أكتوبر 2023 - 9:22 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 591 الى 600 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 12 أكتوبر 2023 - 15:46 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 582 الى 590 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 12 أكتوبر 2023 - 0:40 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 10 أكتوبر 2023 - 20:42 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 541 الى 560 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 9 أكتوبر 2023 - 9:42 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 527 الى 540 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 8 أكتوبر 2023 - 16:33 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 511 الى 526 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 6 أكتوبر 2023 - 9:34 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 491 الى 510 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 5 أكتوبر 2023 - 22:31 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 471 الى 490 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 4 أكتوبر 2023 - 22:07 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 451 الى 470 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 3 أكتوبر 2023 - 20:32 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 2 أكتوبر 2023 - 19:50 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 421 الى 430 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 30 سبتمبر 2023 - 23:03 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 408 الى 420 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 30 سبتمبر 2023 - 21:32 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 381 الى 407 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 29 سبتمبر 2023 - 15:08 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 361 الى 380 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 28 سبتمبر 2023 - 8:51 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 341 الى 360 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 27 سبتمبر 2023 - 20:10 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 321 الى 340 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 26 سبتمبر 2023 - 21:49 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 299 الى 320 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 25 سبتمبر 2023 - 17:37 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 281 الى 298 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 24 سبتمبر 2023 - 16:27 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 261 الى 280 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 24 سبتمبر 2023 - 1:37 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 241 الى 260 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 22 سبتمبر 2023 - 14:57 من طرف عبدالله المسافر

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

13112023

مُساهمة 

الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2  د. عبد المنعم الحفني

1396 - ( أرزاقنا من الأرض والسماء )

آيات الرزق في القرآن ، كقوله تعالى :وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ( 22 ) ( الذاريات ) ، وقوله :وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ( 7 ) ( المنافقون ) ، وقوله :قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ( 31 ) ( يونس ) ، وفي هذه الآيات ، ومنها الكثير ، نعلم أن الرزق مصدره السماء والأرض ، وأكثره من السماء ، أو أن السماء هي الأصل في رزق الأرض ، وخزائن الرزق فيهما . والرزق في اللغة : هو ما ينتفع به من النّعم ، والجمع أرزاق ، وهو العطاء الجاري دنيويا أو أخرويا ، والنصيب المقسوم للإنسان من الطعام والشراب واللباس ، والمال والأولاد ، والصفات الشخصية ، وفرص الحياة ؛ والرازق أو الرزّاق هو اللّه ، واهب الرزق ، ومعطيه ، ومقدّره ، ومسبّبه ، وموزّعه .
والسماء : من سما يسمو أي يعلو ، فهي كل ما فيه العلو ، وكل ما يظلّك . والرزق الذي يأتي من السماء قد فهمه الأولون على أنه المطر الذي يسقى الزروع والحيوان والإنسان ، وهو يأتينا من الغلاف الموسوم باسم « نطاق التغيرات الجويةThe troposphere» ، ولم نعلم عن الإعجاز في آيات « الرزق من السماء » إلا من العلم الحديث ، وصادق التفسير العلمي على أقوال القرآن ، فمثل ما الماء منه كل شئ حىّ ، فكذلك الهواء ضمن نطاق التغيّرات الجوية ، ويشتمل على غاز الأكسجين الذي نتنفسه ويتنفسه الحيوان والزرع ، وغاز ثاني أكسيد الكربون الذي تتنفسه النباتات ، وغير ذلك من الغازات .
ويمتد هذا النطاق من سطح البحر إلى ارتفاع ستة عشر كيلومترات فوق خط الاستواء ، ويتناقص إلى نحو عشرة كيلومترات فوق القطبين ، وإلى أقل من سبعة أو ثمانية كيلومترات فوق خطوط العرض الوسطى .
وتؤثر حركة دوران الأرض في دورة الهواء ، وتنخفض درجة حرارته كلما ارتفعنا حتى تصل إلى ستين درجة مئوية تحت الصفر في القمة ، ولولا انخفاض درجة الحرارة هذا لفقدت الأرض مياهها بمجرد اندماج أبخرة الماء إلى أعلى ليتكثف بالبرودة وينزل مطرا ، فيصنع في الأرض البحار والأنهار والمحيطات ، ولولا حركة التبخر والتكثيف لركد الماء في الأرض وتعفّن ، ونزول المطر على الأرض يفتت صخورها ، ويسوّى سطح تربتها ويمهدها ، ويباين أنواعها ، ويركّز معادنها ، فتكثر الأرزاق وتتنوّع .
ويغطى الماء 71 % من مساحة الأرض ، وتبلغ كميته فيها نحو 36 ، 1 مليار كيلومتر مكعب ، منها 2 ، 97 % محيطات وبحار ، و 15 ، 2 % جليد في القطبين وفوق الجبال ، و 65 ، % في الأنهار والبرك والبحيرات . ومن هذا الماء يتبخّر سنويا 000 ، 380 كيلومتر مكعب ، تعود إلى الأرض أرزاقا من الأمطار العذبة النقية طاهرة ، أو تعود ثلجا وبردا .

وتستمر دورة مياه الأرض كمعجزة من المعجزات في دقتها وكمالها ، فيكون الزرع والحرث والحصاد ، ويكون الطعام والعمران والتكاثر ، ولولا ذلك لقحلت الأرض وصارت جرداء .
وكذلك الهواء الذي مصدره السماء فهو كالمطر ، والسماء المقصود بها السماء الدنيا ، ورزق السماء هو كل صور المادة والطاقة المتولّدة داخل النجوم بفعل الاندماجات النووية فيها ، فتتكون بها مختلف العناصر : كالبريليوم ، والحديد ، والفضة ، والذهب ، واليورانيوم ، والكربون ، والصوديوم ، والبوتاسيوم ، فإذا انفجر النجم تناثرت شظايا العناصر وتخلّفت في الكون ، فتحملها الشهب والنيازك إلى الأرض ، ويصل منها إلى الأرض يوميا بين الألف والعشرة آلاف طن ، من مادة الشهب والنيازك لتجدد إثراء الأرض بالعناصر المختلفة ، وتمثل هذه العناصر صورا من صور الأرزاق التي وعدنا بها من السماء ، وتوزع على الأرض بتقدير من اللّه ، موزّع الأرزاق سبحانه . فكم هي معجزة الآية :وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ( 22 ) ( الذاريات ) .
   * * *

1397 - ( معجزة الطير في القرآن )

يذكر الطير في القرآن 29 مرة ، ولا يوجد في التوراة ولا في الأناجيل أي ذكر لمعجزة خلق الطير ، ولم ينبّه إلى هذه المعجزة إلا القرآن ، وما ذكره القرآن في الطير هو معجزة علمية عن حق ، وفي الآية :وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ( 38 ) ( الأنعام ) إشارة إلى أصناف الطيور والحيوان ، والدابة هي الحيوان ، والأمم العائلات التي تنتمى إليها ، وتخصيص الطيور بالأجنحة تأكيد وإزالة للإبهام ، فإن العرب تستعمل الطيران لغير الطيور ، فتقول للرجل : طر في حاجتي ، أي أسرع ، فذكّر اللّه تعالى الطيران بالجناحين ليتمحض القول في الطير ، وقيل إن في أمريكا وحدها أكثر من ألف وأربعمائة نوع من الطيور ، وفي أوروبا أكثر من ألف نوع ، وفي الروسيا أكثر من ألف وخمسمائة نوع ، ولكل نوع خواصه ، وصفاته ، وعاداته ، وطرق تكاثره ، وهذا التصنيف نبّه إليه القرآن قبل ألف وأربعمائة سنة ، وقوله تعالى إن الطيران بالجناحين يلفت الانتباه إلى هذا الإعجاز فيها ، فالطيور مكيّفة للطيران ، سواء في بنيتها ، أو في وظائف أعضائها ، أو في سلوكها ، وهي سيدة الأجواء لا شك في ذلك ، وكان تطورها على مدى مائة مليون سنة وخمسين ، وقيل إن منها نحو تسعة آلاف نوع تنقسم إلى نويعات ، وتنتمى إلى نحو مائة وثمانين فصيلة ، تتبع نحو ثلاثين رتبة ، وتتفاوت في أحجامها من أصغر الطيور وهو الطائر الطنّان ، ولا يزن سوى كيلوجرام واحد وثمانية من عشر من الكيلو جرامات ، وأكبر الطيور وهو النعام ، ويبلغ وزن الواحدة مائة وخمسة وثلاثين كيلوجراما .
والطيور هي الأسرع في المخلوقات ، فالفهد مثلا وهو أسرع الثدييات يعدو ثمانية عشر مثلا لطول جسمه في الثانية ، بينما الزرزور الأوروبى يطير ثمانين مثلا ، وهو ما يقارب سرعة الطائرة عندما تتجاوز الصوت ! وينقض صقر الشاهين على فريسته بسرعة سبعين كيلومترا في الثانية ، وتقطع العصافير المهاجرة ألف كيلومتر في اليوم الواحد دون توقف ! ! وهذه الإشارة إلى إعجاز الطيران في القرآن لم يكتشفه العلم إلا بعد تقدم علم الديناميكا الهوائية وصناعة الطائرات ، وتتفوق الطيور على الطائرات ، لأن مهمة الطيران في الطائرات تؤديها آلتان ، الأولى 
محركاتها الدافعة إلى الأمام ، والثانية هي الجناحان يرفعانها إلى أعلى ؛ وأما في الطيور فالجناحان يقومان بهذين العملين معا ، فالجزء الأمامى منها يقوم بالدفع ، والقوادم ، وهو الريش الكبير يحرك الطائر ، ولكل ريشة عضلة تغير وضع الريشة وزاويتها لحظة بلحظة وفقا لمتطلبات الطائر ومناوراته ، والجزء الداخلي للجناح مستدير الحافة لا يقاوم الهواء ، والحافة الخلفية مستدقة وسطحها العلوي محدّب ، والسفلى مقعر ، فييسر ذلك مرور الهواء على السطح السفلى ، فيزيد ضغط الهواء ، فتتولد قوة عمودية ترفع الجسم إلى أعلى ، وكلما زادت سرعة الطائر زادت القوة الرافعة له ، فإذا أراد الطيران ضرب بجناحيه المبسوطين إلى الأسفل والأمام ثم يرفعهما إلى أعلى والخلف وهو يضمهما قريبا من جسمه استعدادا للضربة التالية ، ويساعد على الرفع مجموعة الريش القصير في الجناح ، وميلان حافة الجناح الأمامية إلى أعلى قليلا ، وانفراج الريشات القوادم .
ويتحكم الطائر بذيله في اتجاه الطيران ، ويبسطه لزيادة قوة الرفع في الطيران البطىء ، أو لكبح الاندفاع عند الحطّ .

ومن الإعجاز العلمي في القرآن فيما يخصّ الطيور تصنيفه لطرق الطيران ، وخصّ منها « طريقة الصف والقبض » ، قال :أَ وَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ( 19 ) ( الملك ) ، فالطائر إما يستخدم « طريقة الانزلاق » وهي أن يسقط نفسه من مرتفع ، فإذا أراد أن يتقدم إلى الإمام وهو يهبط بسط جناحيه دون حراك ، فإذا أراد أن يكون سقوطه عموديا قبضهما ولم يبسطهما إلا عند الأرض ؛ وإما يستخدم « الرفيف » ، هو أن يرفّ بجناحيه ويخفقهما ، وهذه الطريقة مكلّفة للطاقة لكثرة الحركة فيها ، بينما لا تكلّفه طريقة الانزلاق إلا القليل .
وأكثر الطيور خفقا هو الطائر الطنّان ، ويبلغ معدل خفق الجناحين عنده ثمانين خفقة في الثانية ، وأقلها خفقا العصافير ، ومعدلها خمس عشرة خفقة في الثانية ، والبوم والبلشون والنسر ، ومعدلها من خفقة إلى خفقتين في الثانية .

وأمّا « الصّف » فهو أعجب الطرق جميعها ، وفيه يبسط الطائر جناحيه لا يكاد يحركهما إلا للتوازن ، ووجه العجب أن هذا الطائر المستدق الرأس ، الصغير المخ ، لديه الإدراك والبصيرة بتيارات الهواء الساخن الصاعدة ، فيحلّق حول حافتها فتصعد به ، فإذا دفعت الريح الهواء إلى الأمام حملته إلى الأمام في مستوى أفقى ، وإذا صادف الطائر تلا ارتفع مع الهواء الصاعد إلى أن يتجاوز التل ، وإذا أبصر سفينة تبع تيار الهواء المتخلف من اندفاعها ، وأكثر ما يفعل ذلك الطيور كبيرة الحجم ، كالنوارس ، لتوفر الجهد والطاقة ، وتساعدها خفة هياكلها، وانتشار الأكياس الهوائية بأجسامها حتى أصابع القدمين ، وقوة الأوتار في الجناحين.
وتتراوح مناورات الطيور بين الانزلاق إذا أرادت الهبوط ، والرفيف إذا أرادت الارتفاع ، والبسط والقبض أثناء التحليق .
ويعبر القرآن عن هذا الإعجاز فيقول :أَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ( 79 ) ( النحل ) ، « والمسخّر » : هو المذلّل لأمر اللّه بقوانين اللّه ، وأنفذها بالقدرة ؛ و « جو السماء » : هو الجو بين السماء والأرض ، نسبة إلى السماء لارتفاعها عن الأرض ، والعلماء يسمونه « نطاق الأرض » أو « نطاق المناخ » ؛ و « إمساك اللّه » : يكون في حال قبضها وبسطها واصطفافها ، وهذه دلائل على علمه تعالى وقدرته ، وأنه واحد لا إله إلا هو ، وأن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم هو المبلّغ لرسالته ، وصدق في تبليغه ، فجاء مطابقا للواقع ولا يخالف العلم والكشوف في شئ .
والتنبيه في الآية إلى أن الطيور ، وهي من الفقاريات البيوض ، أمكنها اللّه الطيران - وهو هذا الفعل المعجز - بالريش يكسو جسمها ، بل إن الريش نفسه معجز ، ومنه يصنع الناس زينة الملابس كقوله :يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً( 26 ) ( الأعراف ) ، أو أن اللباس بالنسبة للإنسان كالريش بالنسبة للطيور ، وهو ستر وحفظ وزينة ، وكالوبر والأصواف بالنسبة للحيوان ، واللّه تعالى أمر بالتزيّن فقال :يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ( 31 ) ( الأعراف ) ، فلكل شئ ، ولكل مناسبة ، ولكل مخلوق زينة ، وضرب اللّه تعالى لنا المثل بالطيور ، والزينة يحضّ عليها ولا يحرّمها :قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ( 32 ) ( الأعراف ) ، وريش الطيور مختلف ألوانه ، واختلاف الألوان في كل المخلوقات آية كما قال :وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ( 22 ) ( الروم ) ، وقال :وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ( 13 ) ( النحل ) ، وقال :ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ( 21 ) ( الزمر ) ، وقال :فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها( 27 ) ( فاطر ) ، وقال :وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ( 27 ) ( فاطر ) .

فالألوان آية : والطيور هي أجمل مخلوقات اللّه في الألوان ، والذكور أجملها في تلك الألوان ، وتزهو هذه الألوان في فصل التزاوج .
وأصوات الطيور آية كالألوان ، وتغريدها أنغامه من أمتع الأنغام ، وأصواتها تتباين ، فلكل جنس من الطيور لغة كأجناس البشر ، والقرآن يسمّى لغة الطير « منطق الطير » ، فقال :عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ( 16 ) ( النمل ) ، لأن ما يأتيه الطير من الأصوات ينطق به ، أي يصدر عنه صدورا فهو ليس كلغة الإنسان أو أي من أجناس البشر ، غير أن منه الأصوات للتحذير ، وللغزل ، وللتزاوج ، ولطلب الطعام ، بل إن الطائر ليعبر عن نفسه بأن يجعل لجسمه هيئة معينة ، ويشكّل ريشه بأشكال معينة ، عند الغضب ، والغزل ، والقتال ، وله أصوات يصدرها بأعضائه ، كالأصوات بالجناحين ، 
وبالذيل ، ومنها أصوات كالتسبيح ، كقوله تعالى :وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ( 79 ) ( الأنبياء ) وهو تغريدها ، قيل تقول :لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ( 1 ) ( التغابن ) ، وتسخيرها أي أنه جعل التغريد من دأبها .
والتسبيح مأخوذ من السباحة ، أو أن تنصاع لمطلوبات اللّه ، وهذا التغريد تأتيه كما الألوان فيها عندما تزهو ، وكما يتجدد الريش ويغزر في موسم التزاوج .
وهذا التغريد هو تأويبها أيضا ، وهو التسبيح في قوله تعالى :يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ( 10 ) ( سبأ ) ، ومعنى تسبيح الجبال أنه تعالى خلق فيها مثلما يسمع من المسبّح ، وهو الصدى ، وكذلك في الطيور ، وهو نوع منها يسمى الطيور المغرّدة ، وكان داود من دأبه أن ينفخ في المزمار من فوق قمم الجبال ، فكانت الطيور تجتمع إلى الزمر وتصدح بأصواتها كما لو كانت تردد أنغامه . ومن الطيور ما هو عنيف ، وصوته حاد كالنفير في الحرب ، كالنسور والصقور ، ويميل إلى القتال ، ويلجأ إلى الافتراس ، ولذا قال تعالى :وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ( 41 ) ( يوسف ) ، وهذه هي الطيور الجارحة ، وتمثّل بها اللّه تعالى فقال :وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ( 31 ) ( الحج ) فجعل من الجوارح طائر الخطّاف الذي يتخطّف الأشياء ، وهو نوع هجّام ذو مخالب كالكلاليب ، ومنقار حاد ، ومن طبعه الشراسة والغدر ؛ وعلى عكس ذلك الطيور الداجنة ، أحلّها اللّه للإنسان وأفردها القرآن بالآية :وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ( 21 ) ( الواقعة ) ، أي أنها تؤكل ، ولحمها حلال ، على عكس الطيور الجارحة .
وينبّه القرآن إلى صنف رابع من الطير يسميه الأبابيل كقوله تعالى :وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ ( 3 ) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ( 4 ) ( الفيل ) ، قيل هي خطاطيف الجبال ، وهي نوع كالوطاويط تعيش جماعات ، وقيل أبابيل يعنى جماعات ، وقيل مأخوذة من الإبل المؤبلة ، وهي الأقاطع ، أي الجماعات الكثيرة منها .

والطيور رغم دقة تكوينها إلا أنها في الأصل تطورت من الديناصورات منذ نحو مائة وخمسين مليونا من السنوات ، وأقدم حفرية لها هي الأركيوبتيريكسArchaeopteryx، وكانت له بعض خصائص الزواحف مثل الأسنان ، والطيور الآن بلا أسنان ، وتقوم القانصة المستقرة قريبا من مركز ثقل الطائر بهذا الدور .
وربما الطير الأبابيل التي تقذف بحجارة من سجيل هي من أمثال هذا الأركيوبتيريكس العملاق . وليس لحم الطير وحده هو المفيد للإنسان ، والمطلوب منه ، فالبيض أيضا مطلوب كغذاء ، والبيضة الواحدة من الدجاج تغنى عن عشرة جرامات من اللحم .
ومن فوائد الطيور بخلاف ريش الزينة كما في الطاوس ، الزرق ويستخدم كسماد ، وأشهره سماد الجوانو بسواحل بيرو ، من الطيور البرية ، وينتج منه سنويا نحو 000 ، 30 طن .
ومن الطيور ما يربّى للزينة كالببغاوات ، ومنها ما يستمتع 
بصيده كالبط والحمام ، وما يربّى للاستعانة به في الصيد كالصقور ، أو في الاستدلال على أماكن الأسماك ، وبعضها يستعمل في جمع الأسماك ، والبعض كالحمام الزاجل كان يستخدم في إرسال الرسائل ، والبعض - كطائر البلشون - يفيد الفلاح في الخلاص من الآفات الزراعية كالديدان والجرذان ، وبعضها يضرّ بالحاصلات ويستهلك منها الكثير كالعصافير ، وبعضها يصطدم بالطائرات ، وكانت العرب تتطيّر بالطيور : كقوله تعالى :قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ( 47 ) ( النمل ) ، والطّيرة تعنى التفاؤل والتشاؤم بالطير ، فكانوا يزجرون الطير ، فإن طار إلى اليمين تفاءلوا ، وإن طار إلى اليسار تشاءموا ، فنهى الرسول صلى اللّه عليه وسلم عن ذلك وقال : « الطيرة شرك » ، وقال : « من رجعته الطيرة عن حاجته فقد أشرك » ، وفي القرآن :أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ( 131 ) ( الأعراف ) ، أي أن ما لهم وما عليهم إنما هو من قدر اللّه تعالى وليس بالتيامن أو التياسر للطير .
ولعل أشهر الطيور في القرآن هو « الهدهد » في قصة سليمان ، كما في قوله تعالى :وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ( 20 ) ( النمل ) ، واسمه من هدهدة أو قرقرة صوته ، ويعرف بشدة البصر ، ولذا يقال في الأمثال : « أبصر من هدهد » ، بزعم أنه يرى الماء تحت الأرض ! وقصة الهدهد مع سليمان وملكة سبأ من أعاجيب القصص في القرآن ، ومن أكثرها تعليما ودروسا مستفادة .
وسبحان الخالق الذي تنوعت مخلوقاته كل هذا التنوع في نوع واحد منها وهو الطيور ، فأكثر من أصنافها ، وعدّد فوائدها ، وهو الواحد الأحد لا شريك له في خلقه وفي ملكوته ، وصدق قرآنه ونبيّه صلى اللّه عليه وسلم .

   * * *

1398 - ( اختلاف الألوان كدليل ومعجزة )

اللون من معجزاته تعالى ، وينبّه القرآن إلى تكوين الألوان وتميّزها ووظائفها في آيات ينفرد بها عن التوراة والأناجيل ، حتى أننا لنلحظ ذلك بشدّة مما يوحى بأن كتبة التوراة والأناجيل ما كانت لهم دراية كلية بهذا الفرع من العلوم ، على عكس القرآن ، مما يجزم بأنه من لدن عزيز حكيم .
وتظهر الألوان في النباتات والطيور خاصة ، وعند الحيوان والإنسان ، وفي صخور الجبال ، ويخضع تكوينها لما يسمى بالصبغياتPigments، وهي موجودة في الحيوان والأسماك والزواحف والإنسان تحت الجلد ، وفي الشعر ، وفي ريش الطيور ، وأصداف السلاحف والبحريات ، وفي قشريات الأسماك ، وصفاتها موروثة كما في الزهور ، ويمكن التحكم فيها فسيولوجيا ، وللبيئة وتغيّر الفصول والمناخ آثارها الحتمية فيها كما في الصخور ، وقد تتغاير الألوان بتغاير المزاج النفسي ومع الانفعالات ، وكل ذلك وغيره تشير إليه آيات القرآن ، كما في قوله تعالى :وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ 
وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ( 22 ) ( الروم ) ، وقوله :وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ( 28 ) ( فاطر ) ، وقوله :وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ( 13 ) ( النحل ) ، وقوله :ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا( 21 ) ( الزمر ) ، وقوله :فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها( 27 ) ( فاطر ) ، وقوله :وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ( 27 ) ( فاطر ) وفي ذلك آيات لمن يعقل ويفهم حجج اللّه تعالى ودلائله على قدرته ، وأن القرآن هو كتابه ، وفيما سبق هذه الآيات نبّه تعالى إلى ما في السماء من معالم ، وانثنى إلى الأرض يلفت إلى ما خلق فيها من مختلف المعجزات ، من حيوان ومعادن ونباتات وجماد وإنسان ، على اختلاف ألوانها وأشكالها ، ومن الجبال جدد بيض وحمر وغرابيب سود ، والجدد هي الطرائق في الجبال تعكس ألوانها التركيب الكيميائى والمعدنى لصخورها ، فالصخور الحامضية وفوق الحامضية منها الجرانيت الأبيض ، والفولسبار الأحمر ، والبايوتايت الأصفر والبنى ، وصخور الدايورايت البيضاء والحمراء والسوداء شديدة السواد ، ولو لم يكن القرآن كتاب اللّه فمن أين يأتي محمد بهذه المعلومات العلمية إن لم يكن موصولا بوحي السماء ، وما في هذه الاختلافات من بدائع لا يستطيعها إلا إله ، وفي ذلك ذكرى لمن يذكّر ، ومن ذلك عسل النحل ، جعل منه الأبيض ، والأصفر ، والأحمر ، وغير ذلك من الألوان الحسنة على اختلاف مراعيها ومآكلها .
وهو الذي ينزل الماء من السماء ، فيخرج به الثمرات المتنوعة المختلفة من الشيء الواحد ، فيأتي الثمر أصفر ، أو أحمر ، أو أخضر ، أو أبيض ، إلى غير ذلك من الألوان ، وتتغير بها الطعوم والروائح .
والألوان تتخالف في نطاق الأطوال الموجية التي تحسّها عين الرائي ، من البنفسجى ، إلى الأزرق ، فالأخضر ، فالأصفر ، فالبرتقالى ، فالأحمر .
واللون يتحدد ، بحسب درجة التشبّع ودرجة الزهاء . وفي الجبال صخور تتخالف ألوانها بحسب اختلاف ترتيب ذراتها ، ومن الصخور تتكون المعادن ، ولكل معدن بصمته اللونية كما للإنسان بصمة تميزه بين البشر ، وما يميز الصخور والمعادن والعناصر هو ألوانها ، وكذلك الإنسان ، فمن الناس الزنوج والأحباش ، ولونهم في غاية السواد ، والأوروبيون في غاية البياض ، والصينيون واليابانيون صفر الجلود ، والشماليون حمر الوجوه ، وكذلك الدواب والأنعام ، حتى في الجنس الواحد ، والنوع الواحد ، وفي الحيوان الواحد قد تجتمع عدة ألوان .
وقد يأتي الزرع على لون في نضارته ، ثم يكتهل فيصفر ، فنعرف في الحالين عن عمره كما عرفنا عن شكله ، وطعومه ، وروائحه ، ومنافعه ، من سابق لونه .
وكل ذلك يذكره القرآن في تفرّد ينشرح به صدر الذين آمنوا، وويل للقاسية قلوبهم لا تلين لمشاهد الإيمان ، 
ولا تخشع لدلائل القدرة.
ولو كان اللون وحده دليلا وبرهانا على القادر ، وعلى معجزة القرآن العلمية ، لكفى به دليلا وبرهانا ، والحمد للّه ربّ العالمين.

   * * *

1399 - ( لغة الطير والحيوان وتسبيح الرعد والجبال )

في القرآن أن لغة الطير والحيوان هو منطقها ، ولم يقل لغة ، لأن اللغة للإنسان ، ولكن الطير والحيوان له منطق ، وهو ما ينطق به بالأصوات ، أو بالإشارات ، أو بالروائح ، وكلها ناطقة بحال الطير أو الحيوان ، وتعلّم سليمان هذا المنطق كما في سورة النمل ، وعرف ما يقول النمل ، وما قاله الهدهد ، وسخّرت الجبال تسبّح مع داود والطير ، فكلما رتّل مزاميره فوق الجبال كان يسمع لها صدى ، وكانت الطيور تجتمع إلى عزفة على المزمار ، كما جاء في سورة الأنبياء ، وحتى الرعد يسبّح ، وصوته هو تسبيحه ، ومعنى التسبيح الخضوع لقوانين اللّه والسّبح في الكون بمقتضاها ، ولذا قال تعالى :وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ( 44 ) ( الإسراء ) ، وقال :يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ( 1 ) ( التغابن ) فاستخدمت الآية « ما » ولم تستخدم « من » ، لأن أغلب ما في السماوات والأرض أشياء وليس بشرا أو ملائكة أو جانا ، فكان الأنسب لها « ما » وليس « من » .
وقد أثبت العلم الحديث ، أن الأصوات التي تصدر من الحيوان والطير ، ومن الحجارة والصخور ، ومن الماء ، وحتى الهواء ، لها معان وتفسيرات ، وللجبال مثلا أحوال تكون الأصوات منها على منوال معين ولا تكون على منوال آخر ، وكذلك السّحب في السماء ، والأشجار وحفيفها ، والحشرات برفرفة أجنحتها وما تصدره من روائح ، وتتفاهم مع بعضها بوسائل مختلفة لها دلالاتها ، فبعضها يتحاور بطريق الإشارات الضوئية مثلا ؛ ويضرب جنود النمل الأبيض برءوسهم الكبيرة جدارن الإنفاق إذا شعروا بهجوم على عشّهم ، فيفهم هذا التحذير باقي أفراد النوع ؛ ولبعض الخنافس خاصية إصدار أضواء من الخلف كالبطاريات الصغيرة ، تتحكم الأنثى في إضاءتها وإطفائها بأحبالها العصبية ، فتأتي إليها الذكور ؛ وللذكور كذلك نفس هذه البطاريات وإن كانت دائمة ، لتعلن عن مكانها للإناث ، وهذه هي لغة أو منطق هذه الأنواع .
واللغة الكيميائية أكثر ذيوعا بين الحيوان والطير ، وتستخدمها مثلا الكلاب والقطط ، وتصدر هذه الروائح الكيميائية أو تفرزها ، مواد تخلّفها في الأماكن لتنبئ عن وجودها .
وللحيوان أو الطير شعيرات حسيّة كأجهزة الإرسال والاستقبال ، وتكون بالنسبة للحيوان أو الطير كالشفرة ، وتسمى الإفرازات الكيميائية « فرمونات » ، وتتنوع في تركيبها ، وتتعدد أغراضها ، ومنها الفرمونات الجنسية 
تفرزها الأنثى في الحشرات ، لتدل الذكور على مكانها ، فتتجه نحوها فلا تخطئها إلى غيرها حتى في الظلام .
ويفرز النحل موادا متطايرة في مكان اللدغ لتمييز الشخص الذي تمّت مهاجمته ، فتطارده باقي أفراد الخلية . ولكل « خلية نحل » رائحتها المميزة فلا تضل عنها الشّغالات عند خروجها لجلب الغذاء ، فإذا عادت رقصت رقصات معينة تدل بها زميلاتها على مكان الغذاء .
وكذلك يفعل النمل فيفرز إفرازات مميزة يحدد بها لزملائه خطوط سيره ويحذرهم بها ، وتتنوع الروائح وإشارات الحشرات والطيور والحيوان بتنوع أجناسها وأصنافها ، وفي العلم الحديث أمكنهم تصنيع بعض هذه الإفرازات لاستخدامها في التمويه على الحشرات وتضليلها والقضاء عليها .
والقرآن قد سبق العلم في التنبيه إلى لغة الطير والحيوان والجماد ، فدلّ على أنه كتاب اللّه ، وأن من بلّغه هو النبىّ المرسل حقا من عنده تعالى .

   * * *

1400 - ( العيافة والطيرة والطرق شأنها شأن الحسد )

الاعتقاد في هذه الأمور ليس من الإسلام ، ولم تتنزّل المعوذتان إلا للحثّ على ترك الاعتقاد والعمل بهذه الخرافات ، ومنها « النفث في العقد »، و « السحر » ، فهذه أمور من باب الشّرك الخفي ، لأنها تجعل للّه شركاء بوسعهم التأثير في مقادير الناس.
و « العيافة » : من عاف الطير أي حام ، والعيافة هي تردّده بين اليمين واليسار ، وهي زجر الطير بقصد التيمن أو التياسر أو التشاؤم أو التفاؤل ، فإن طار الطير إلى جهة اليمين تفاءلوا ، وإن طار جهة اليسار تشاءموا ، والطّيرة هي العيافة ، من طار وطائر ، فهي استخدام الطيور للتكهّن ؛ و « الطّرق » من ذلك ، وهو ضرب الحصى على سبيل التكهن ، كضرب الودع ، وضرب الرّمل ، وفي الحديث : « العيافة والطيرة والطرق من الجبت » ، وكل ما عبد من دون اللّه هو من الجبت ، ولذلك كان الاعتقاد في ذلك من الشرك الخفي ، وكل هذه الطرق كالكهانة والعرافة ، ضد التوكل على اللّه والإيمان بالقضاء والقدر ، وفي الحديث : « من أتى عرافا فصدّقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما » ، ومثل ذلك تحضير الجان والأرواح ، وقراءة الفنجان والكفّ ، وقراءة النجوم ، وكلها من أعمال الشعوذة ، وقيل في قراءة النجوم أنها علم وهي خرافة ، والعلم المتصل بالنجوم حقا هو علم الفلك ، وهو علم مندوب إليه ويقوم على الملاحظة والتجربة والاستنتاج ، وقد نهى الرسول صلى اللّه عليه وسلم عن إتيان الكهّان أو تحضير الجان والأرواح .
والعلم الحديث ينكر كل ما أنكره الإسلام من هذه الممارسات ، والنجوم يستحيل أن تؤثر في الإنسان ، وكذلك الجان ، كقوله تعالى :إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ( 42 ) ( الحجر ) ، وكل ذلك ضد المنهج العلمي وهو منهج 
القرآن ، والقاعدة في القرآن : أن كل ما وافق العقل والعلم فهو من الشرع والدين ، وكل ما هو من الدين فلا بد أن يوافق عليه العقل والعلم .
   * * *

1401 - ( التنجيم ؟ )

يقول تعالى :عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ( 26 ) إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ( الجن ) ، والغيب هو ما غاب عن العباد ، فإنه يظهره على من يشاء ، وهم الرسل ، ومنهم جبريل من الملائكة ، ومن البشر ، فعن عيسى ابن مريم قال :وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ( آل عمران 49 ) ، ويوسف قال :إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي( يوسف 37 ) ، وهؤلاء يودعهم اللّه تعالى من غيبه ما يشاء بطريق الوحي ، وجعله دلالة على صدق نبوّتهم ، وليس من ذلك المنجّم ، ومن ضاهاه ممن يضرب الودع والرمل والحصى ، وينظر في الكتب ، ويقرأ الفنجان والكفّ ، ويطالع النجوم ، ويزجر الطير ، ويستخدم التنويم ، فهؤلاء جميعا لا يطلعهم على غيبه .
والمنجمون قوم فيهم حاسة الحدس والتخمين قوية ، ومن شأنها أن تجمّع ما يسمع المنجّم من أقوال وأفعال وتعتبرها علامات وإشارات ، ويسمون ذلك قراءة الغيب أو الطالع ، وليس من ذلك أن يتحدث المنجّم بما يمكن أن يتحدث به نبىّ كعيسى أو كيوسف ، وأقوال المنجّمين افتراءات واختلاقات وتخرّصات ،
كقول القائل :
حكم المنجّم أن طالع مولدي * يقضى علىّ بميتة الغرق
قل للمنجم صبحة الطوفان * ولد الجميع بكوكب الغرق ؟
يعنى هل لو صدق تخمينه على واحد ، فهل يصدق على الجميع ؟
 وإذا كان أحدهم مكتوب أنه من أهل كوكب الغرق ، فهل كان مكتوبا أن أهل الطوفان جميعا سيغرقون دفعة واحدة ؟
وعن علىّ بن أبي طالب لمّا اعتزم لقاء الخوارج أنهم سألوه : أتلقاهم والقمر في العقرب ؟ فقال : فأين قمرهم ؟ - يعنى إن كان قمرنا في العقرب فأين قمرهم ؟ فالقمر واحد ، فإن كان في العقرب ، فما سيلحق بعلىّ وجماعته هو نفس ما سيلحق بالخوارج ! ولمّا قيل له : لا تسر في هذه الساعة ، وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار ، سأل :

ولم ؟ قيل له : إنك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصحابك بلاء وضرّ .
قال : ما كان لمحمد صلى اللّه عليه وسلم منجّم ، ولا لنا من بعده .
ومن يصدّق هذا القول لم آمن عليه ، كمن اتخذ من دون اللّه ندا أو ضدا .
ثم قال : اللهم لا طير إلا طيرك ، ولا خير إلا خيرك . ثم قال لمن يدّعى التنجيم : نكذّبك ونخالفك ونسير في الساعة التي تنهانا عنها ! - ثم قال للناس : أيها 
الناس ! إياكم وتعلّم النجوم إلا ما تهتدون به في ظلمات البرّ والبحر ! إنما المنجّم كالساحر ، والساحر كالكافر ، والكافر في النار ، ثم قال لمن يشير عليه من المنجّمين : واللّه لئن بلغني أنك تنظر في النجوم وتعمل بها ، لأخلدنّك في الحبس ما بقيت وبقيت ، ولأحرمنك العطاء ما كان لي من سلطان ! وموقف علىّ هو موقف العلم وأهله ، ويزيد عليه بعد أن يأخذ بالأسباب ، أن يذكر المسبّب وهو اللّه ، ولذا فقد استدار علىّ إلى النار وقال : يا أيها الناس ! توكّلوا على اللّه وثقوا به ، فإنه يكفر من اعتقد في سواه !
   * * *

1402 - ( الإبل آية من آياته تعالى )

لمّا ذكر اللّه تعالى أوصافا للجنّة عجب لها الناس واحتجوا بأنهم لم يروها فلن يستطيعوا أن يجزموا بشيء حيالها ، فذكّرهم اللّه تعالى بقدرته بحيوان هم أكثر الناس دراية به ، وأمرهم فيه عجب العجاب ، فقال تعالى :أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( 17 ) ( الغاشية ) ، فمن قدر على خلق الإبل فهو قادر على خلق أي شئ آخر ولو كان الجنة ! والعرب لم يعرفوا الفيل ولكنهم عرفوا الإبل ، وحديث القرآن في الإعجاز فيما يعرفون ، وخصّ اللّه تعالى الإبل بالذكر لأنها رغم ضخامتها مذللة للصغير ، وبوسعه أن يقودها ، وينيخها ، وينهضها ، ويحمل عليها الأحمال الثقال وهي باركة ، فتنهض بها ، وليس من حيوان آخر يقدر على ذلك سواها . والإبل هي الجمال ، لا واحد لها من لفظها ، وربما تنطق إبل ، والجمع آبال .
ولمّا ذكر اللّه تعالى السّرر المرفوعة من أوصاف الجنة ( الغاشية 13 ) قالوا : 
كيف نصعدها ؟ قيل فأنزل اللّه هذه الآية ، وبيّن أن الإبل تبرك حتى يحمل عليها ثم تقوم ، فكذلك تلك السّرر ، تتطامن ثم ترتفع .
والإبل تجتمع فيها المنافع لسائر خلق اللّه ، وهي من النّعم ، وتفوقها جميعا ، فهي : حلوبة ، وركوبة ، وأكولة ، وحمولة ، واجتماع هذه الخلال الأربع فيها يجعل النعمة بها أعمّ ، وظهور القدرة فيها أتمّ ، وفي الحديث : « الإبل عزّ لأهلها » ؛ وكل ما فيها من المنافع ، سواء اللحم ، أو اللبن ؛ ومن وبرها تصنع العباءات والأكلمة والخيام ؛ وحتى الروث يستخدم كوقود ، وليست له أدخنة إذا استخدم وقودا للتدفئة داخل الخيام .
واقتناء الإبل غير مكلّف ، فهي تأكل أي نباتات في الصحراء ، والعربي يأكل التمر ويلقى بالنوى للإبل فتأكله ، وتعيش على القتّ وهو أخسّ الأعشاب التي تكثر بالبادية .

والإبل من رتبة الخفّيات زوجية الأصابع ، ومن المجترات ، ومنها نوعان : الإبل العربية أو العراب ذات السنام الواحد ، والإبل الفوالج أو العوامل ذات السنامين ، ونحو 90 % من إبل العالم من ذات السنام الواحد .
والفوالج : وبرها أطول وأقتم ، وأرجلها أقصر ، وأجسامها أغلظ . وكل صفات الإبل لتتكيّف بها مع الأجواء التي تعيش فيها ، فطول قوائم البعير يرفع 
جسمه عن الأرض الساخنة ، ويحميه الكلكل تحت صدره ، والوسائد على مفاصل أرجله من حرارة الرمل وخشونته إذا برك ، وبوسعه أن يغلق عينيه ومنخريه ، ويلصق ذيله بجسمه ، ويسير كالدبابة لا يبالي الرياح الذاريات ، ومن أجل ذلك أطلقوا على الإبل أنها « سفن الصحراء » ، ويسمح لها طول أعناقها أن تقتات من نبات الأرض وفروع الشجر العالية ، وتمكّنها شفتاها المتحركتان والقابضتان ، وانشقاق شفتها العليا ، من لمملمة الأوراق من بين الأشواك ، وتساعدها أخفافها على السير فوق الرمل الناعم من غير أن تغوص أرجلها فيه ، ولا تتلف بها التربة كحوافر الماعز والبقر .
وأعجب ما في الإبل صبرها على العطش أكثر من أسبوعين في الصيف ، وأكثر من شهرين في الشتاء ، وبوسع الجمل أن يقطع ألف كيلومتر دون أن يشرب ، وإذا طال حرمانه من الماء فإن عملياته الفسيولوجية والمناخ من حوله قد يفقدان من المياه في جسمه ما يعادل نحو ثلث وزنه ، ومع ذلك يستمر صامدا ، وهو شئ خارق ومذهل معا ! ولذلك فإنه إن وجد الماء ظل يشرب منه كمية هائلة في زمن قصير ، حتى أنه لينتهى من شرب مائتي لتر من الماء في ثلاث دقائق ! وصدق اللّه تعالى وهو يصف شرب الناس في الجحيم فيقول :فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ( 54 ) فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ( 55 ) ( الواقع ) ، والهيم والهيام ( بالكسر ) هي الإبل العطاش .

وأعجب ما في الإبل قلّة عرقها إلى أدنى حدّ ، لأن كبر حجم الجسم يقلل من حرارته ، ووجود الدهن في السنام ، يرقّق الجلد ويسهم بتبدّد حرارة الجسم في الليل ، وفي الصيف يسقط الوبر ولا يبقى منه إلا ما يحمى الجسم من الحرارة الأسخن ، وللعرق بالتبخر ، وتبخّره في الإبل من الجلد لا من أطراف الشعر كالثدييات ، وذلك أجدى لها ، فإذا اشتد الحر زاد العرق لتبريد الجسم ، ولا تعمل أجهزة ضبط حرارة الجسم في الإبل طالما الحرارة لا تزيد عن 41 درجة مئوية ، فإذا زادت دفعت غدد العرق إلى العمل لتتوازن حرارة الجسم .
والماء الذي يسحبه البعير عند اشتداد درجة الحرارة يسحبه من أنسجة الجسم وليس من الدم ، وبذلك يظل الدم سائلا في العروق في دورته المعتادة ، فينجو البعير من ضربة الشمس ومن الموت عطشا .
ومن أجل ذلك لمّا حدث الجفاف في إفريقيا الشرقية عامي 1984 و 1985 هلكت القبائل التي تعيش على الأبقار ، لأن الأبقار نفقت ولم تقو على العطش ، وعاشت الإبل لأنها استطاعت أن تصمد الشهور الطوال ، وكانت تجود مع ذلك بألبانها ، ولم يقتل الجفاف القبائل التي تعيش على تربية الإبل .
ومن هذا يتبين سرّ تنبيه اللّه تعالى إلى الإعجاز في الإبل ، ولما ذا جعل الناقة معجزة النبىّ صالح ، وكانت تكفى قومه كلهم وتعيشهم ، واشتهرت لهذا أيضا ناقة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم « القصواء » كما لم يشتهر حيوان لنبىّ أو لواحد من المشاهير ، ولهذا فإن الناس لمّا نزلت الآية الكريمة تلفت النظر إلى 
الإبل :أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( 17 ) ( الغاشية ) ، صار الناس يعاودون النظر إلى الإبل ويتأملون عظيم قدرة اللّه تعالى فيها ويدعون بعضهم البعض يقولون : هيا بنا ننظر إلى الإبل كيف خلقت ! وسبحان اللّه العظيم الذي أنزل عن ذلك في كتابه الكريم من قبل ألف وأربعمائة سنة ، يذكّر بمعجزة لم يكشف سرّ عظمتها إلا العلم الحديث .
   * * *

1403 - ( لأنعام وجلودها وأصوافها )

الأنعام : النّعم هي الإبل ؛ والأنعام ، هي الإبل وكل ما يرعى ، أي كل المواشي من الإبل والبقر والغنم ، وفي الآية :وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ( 80 ) ( النحل ) أن الأنعام يستفاد منها على خير وجه ، فبالإضافة إلى لحومها وألبانها ، فإن جلودها تصنع منها الخيام والقباب والأحذية والحقائب التي يخفّ حملها ، ومن أصوافها تصنع الملابس والعباءات والأغطية والأكلمة والسجاجيد ، وكانت للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم قبّة من الأدم أي الجلد ، وكان يستظل بها .
وأشهر الأصواف من الغنم ، ومن وبر الإبل وشعر المعز . وفي الآية جواز الانتفاع بجلود الأنعام وأوبارها وأصوافها وأشعارها ، وكذلك قرنها ، وأسنانها ، وعظامها ينتفع بها كالانتفاع بجلودها ، ولم تخصّ الآية جلود الميتة من المذكّاة ، وهي عامة في جلد الحىّ والميت ، فيجوز الانتفاع بجلود الميتة بعد دبغها ومعاملتها بالأملاح والشبّ أو غير ذلك من المطهّرات ، وكان الشبّ والملح هو المشهور أيام النبىّ صلى اللّه عليه وسلم .
   * * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الإثنين 13 نوفمبر 2023 - 14:24 عدل 1 مرات
عبدالله المسافر
عبدالله المسافر
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6560
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافر

مُساهمة الإثنين 13 نوفمبر 2023 - 14:20 من طرف عبدالله المسافر

الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1404 - ( المرض )

المرض في القرآن مرضان : المرض البدني والمرض النفسي ، والأول : كقوله تعالى :لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ( 17 ) ( الفتح ) ، فأسقط الحرج على المريض في بدنه في مسائل كثيرة ؛ والثاني وهو : المرض النفسي : كقوله تعالى :فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ( 32 ) ( الأحزاب ) ، ومرض القلوب : نفسي ، وهو التشوّف للفجور والخنا والفسق ، وقوله :لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ( 60 ) ( الأحزاب ) ، فهؤلاء ثلاثة أصناف من المرضى النفسانيين : فأما المنافقون : فهم الذين يظهرون بخلاف ما يضمرون ، تشبيها باليربوع له حجر يقال له النافقاء ، وآخر يقال له القاعصاء ، وظاهر حجره تراب وباطنه حفر ، وكذلك المنافق ، ظاهرة إيمان ، وباطنه كفر ، أو ظاهره الصداقة وباطنه العداوة ؛ وأما « الذين في قلوبهم مرض » : فهم الذين يضمرون الفسق والزنا ؛ وأما « المرجفون » : فهم الكذّابون ، والإرجاف هو إشاعة الكذب والباطل للاغتمام به ، فتسود الكآبة الناس لسماعهم ما يسوؤهم .
وفي وصف « الذين في قلوبهم مرض » يقول تعالى :أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ( 29 ) ( محمد ) ، والضّغن والضغينة : الحقد ، وهو من شرّ ما يبتلى به المرضى النفسانيون .
والمرض النفسي من الإنسان بسوء طويته والمرض البدني من الإنسان بإهماله وتلويثه لطعامه وبيئته . وفي الحديث عن التداوي من المرض البدني والنفسي ، قوله صلى اللّه عليه وسلم : « يا عباد اللّه تداووا ، فإن اللّه لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو دواء ، إلا داء واحدا - الهرم » ، والهرم يعنى الشيخوخة .
والدواء للأمراض من قدر اللّه ، وإباحة التداوي من الإسلام . ومنه التداوي بالماء ، بشرب المزيد منه ، وكان معروفا عند العرب ، وقال به الطب الحديث ، وفي التنزيل :وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً( 9 ) ( ق ) ، وبركته في شفائه ولزومه للحياة كقوله تعالى في زيت الزيتون :مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ( النور ) ، وبركة شجرة الزيتون أن الشفاء يكون بزيتها ، وبركة النحل أن الشفاء في عسله ، والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم أوصى بزيت الزيتون فقال : « كلوا الزيت وادهنوا به فإنه مبارك » ، وأقسم اللّه تعالى بالزيتون وبالتين ، ( سورة التين ) وكلاهما طعام ودواء ، ودهن الزيتون هو زيته ، وشجرته معمرة قد تستمر لألف عام ، ونسبة الأحماض في زيتها قليلة جدا ودهنها مشبع ، وقيمته الصحية عالية ، وتناوله باستمرار يقى من تصلب الشرايين ، وانسداد شرايين القلب التاجيّة ، وارتفاع ضغط الدم ، والبول السكرى ، وسرطانات المعدة والقولون ، والثدي ، والرحم ، والجلد ، وقرحات الجهاز الهضمى ، وأكسدة الكولسترول ، ويفيد الزيت في ذلك من طريق فيتامين ه ومركبات الفينولات ، ويمنع زيادة الكولسترول الضار المعروف باسمLDL، ويمنع أكاسيد الشحوم .

وفي المرض البدني والنفسي معا يقول تعالى :وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ( 80 ) ( الشعراء ) ، والشفاء يتم بالدواء الذي جعله تعالى لكل داء ، والإيمان من طرق العلاج ، وفي الإسلام ، هو الإيمان بالقرآن - وبكلامه تعالى ، وبقدره ، كقوله :وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ( 81 ) ( الإسراء ) ، وشفاؤه شفاء القلوب بإزالة الريب والخلاص من التهافت النفسي المضعف للمناعة ، والمسبب للمرض النفسي . والشفاء من المرض البدني :بالعلاج .
ومن نعمه تعالى على المريض رخصه في المرض ورفعه الحرج عن المرضى ، بقوله :لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ( 91 ) ( التوبة ) ، فالمريض من المعذورين ، ولا عليه أن يكون في الجهاد من الخوالف ، وهو من المعذورين في الصيام ، بقوله :فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ( 184 ) ( البقرة ) ، ومن المعذورين في قيام الليل بقوله :فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى( 20 ) ( المزمل ) .
والمريض له أن يصلى ما تيسّر له لمرضه ، والقرآن في الآية :وَقُرْآنَ الْفَجْرِ( 78 ) ( الإسراء ) هو صلاة الفجر ، أو أن قراءة القرآن في الفجر المقصود بها التلاوة في وقته ، فعند المرض له أن يختصر فيها ، وفي الحديث : « من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين . . » .

والتداوي في المرض مأمور به ، إلا ما كان من محرّم كالخمر ، وما كان فيه سمّ ويرجى منه شفاء لا يحرم . ومن الأدوية الشافية في القرآن عسل النحل :شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ( 69 ) ( النحل ) ، وعن علىّ قال : « أشرف لباس ابن آدم فيها لعاب دودة ، وأشرف شرابه رجيع نحلة » .
- يقصد بالدودة دودة القز ، والحرير من لعابها ، وشراب النحلة هو العسل ، ومنه أكثر الأشربة والمعاجين ، ويكتحل ويستمشى به ويتداوى ، ويخلط بالماء والخل ويطبخ فيكون شرابا ناجعا . وكما ترى فإن القرآن لا يتصادم والطب الحديث ، على عكس التوراة والإنجيل .

   * * *

1405 - ( الإنسان آخر ما خلق اللّه من أصناف الخليقة )

أثبت العلم أن الإنسان عندما يموت ويتحلل ، فإن عناصره هي نفس عناصر التراب ، وكما كانت نهايته كانت بدايته ، بقوله تعالى :كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ( 59 ) ( آل عمران ) ، وقوله :فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ( 5 ) ( الحج ) ، وقوله :أَ إِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً( 3 ) ( ق ) ، وقيل عناصر التراب ستة عشر عنصرا ، والعناصر التي ينحل إليها جسم الإنسان ستة عشر عنصرا .
وفي قوله تعالى :هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً( 1 ) ( الإنسان ) تأريخ لتطور الإنسان في الخلقة ، وتطوره الحضارى ، فلما خلقه اللّه كان على الفطرة ولم يكن شيئا مذكورا ، وظل كذلك حينا من الدهر ، لا تعرف له الخلائق قدرا ، ثم إنه عرف اللّه ، وجعله اللّه تعالى خليفة في الأرض ، وحمّله الأمانة لمّا ظهر فضله على الكل .
وكان آخر ما خلق من أصناف الخليقة ، فكان على قمة السلّم الحضارى ، وخلقه بعد خلق الحيوان كله ، ولم يخلق بعده حيوانا . والإنسان هو جنس بني آدم .
وقيل « الحين » في الآية هو التسعة أشهر مدة الحمل ، وفيها لا يكون شيئا مذكورا ، وفي النظرية التلخيصية فإن الإنسان وهو يتخلّق في الرحم يلخّص ويوجز قصة خلقه من البداية ، وكما يتخلّق الجنين كان تخلّق آدم ، وكذلك كل جنس الإنسان ، وتطوّر كتطور الجنين ، ومرّ تاريخه بأطوار ودورات وأطباق ، طورا بعد طور ، ودورة إثر دورة ، وطبقا في عقب طبق ، ولم يصبح الإنسان مذكورا إلا بعد أن صار له تاريخ وحضارة ومعرفة . وسبحان من جعل كل هذه الحضارة بمخلوق لم يكن شيئا مذكورا !

   * * *    

1406 - ( معجزة إعادة الخلق من عظام الميت )

يقول اللّه تعالى :وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ( 78 )قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ( 79 ) ( يس ) ، والرميم من رمّ العظم أي بلى وصار رمّة ، مع ذلك فهو تعالى يعيده حيا في النشأة الثانية ؛ وشرح ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال : إن الإعادة تكون بما يسمّى عجب الذّنب ، وهو أصل الذنب عند رأس العصعص من العمود الفقرى ، وفي الحديث : « كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب ، منه خلق ، وفيه يركّب » أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد وابن ماجة ، وفي رواية أخرى : « يأكل التراب كل شئ من الإنسان إلا عجب ذنبه » قيل : ما هو يا رسول اللّه ؟ قال : « مثل حبة خردل منه نشأ » ، وفي رواية أخرى ، قال : « ليس من الإنسان شئ إلا يبلى ، إلا عظما واحدا هو عجب الذنب ، ومنه يركّب الخلق يوم القيامة » قالوا : أي عظم يا رسول اللّه ؟ قال : « عجب الذنب » .
وهذه الأحاديث حول تفسير الآية يؤكدها العلم الحديث بعد ألف وأربعمائة سنة من نزول القرآن ، فقد ذكر علماء الأجنة أن تخليق الجسد في الإنسان يأتي وفق شريط دقيق للغاية يسمى الشريط الأولى ، يتخلّق في الأسبوع الثاني من تلقيح البويضة وانغراسها في جدار الرحم ، وتتكون به كل التعليمات حول شكل الجنين ، وأوامر تنشيط الخلايا للانقسام وتكوين أجهزة الجسم ، وتخصّصها ، وتمايزها ، وتكاملها ، وتناسقها ، فإذا تمّ التخلّق اندثر الشريط إلا من جزء صغير للغاية يبقى في نهاية العصعص ، وهو المسمّى عجب الذنب ، فإذا مات الإنسان بلى إلا عجب الذنب يكون رفاتا ، كقوله تعالى :وَقالُوا أَ إِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً( 49 ) ( الإسراء ) ، والرفات : ما تكسّر وبلى ، كالفتات والحطام والرّضاض ، وعجب الذنب من هذا الفتات ، ويبقى ولا يندثر ، وبه يعاد الخلق : بما يحتوى من أوامر ، كما في الحديث : « ثم ينزّل اللّه من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل » ، والذي ينبت هو عجب الذنب ، كما ينبت النبت من البذرة ، يعنى تكون به النشأة الثانية ، وثبت علميا أنه يستحيل فناء عجب الذنب هذا أو الشريط الأولى ولو بأقوى الأحماض ، أو بحرقه ، أو سحقه ، أو إبطال مفعوله بالأشعة .
والآيات والأحاديث في ذلك من المعجزات العلمية التي سبق بها الإسلام ، دليلا على صدق ما جاء به ومن جاء به .

   * * *

1407 - ( الخلق في ظلمات ثلاث )

لفتت الآية :يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ( 6 ) ( الزمر ) انتباه علماء الأجنة من غير المسلمين لمّا نبههم إليها علماء المسلمين ، وكانت الآية سببا في إسلام بعض من العلماء غير المسلمين ، منهم العالم الكندي كيث مور وله كتاب مشهور في علم الأجنة ، وقد بهر بالآية وفسّرها بأن الظلمات الثلاث من واقع دراساته هي : ظلمة جدار البطن ، وظلمة الرحم ، ثم ظلمة الأغشية المحيطة بالجنين .
وكان مفسرو القرآن من المسلمين يقولون عنها بأنها ظلمة البطن ، وظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة . وقال بعضهم بما سمّاه ظلمة الليل في البطن .

   * * *

1408 - ( الخلق من نطفة أمشاج )

إعجاز هذه الآية :إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً( 2 )إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً( 3 ) ( الإنسان ) ، أن العلم الحديث كشف عن صدق ما جاء بها ، ولم يعارضها علم الأجنّة في شئ مما ذكرته ، فالنطفة التي يخلق منها الجنين هي نطفة أمشاج أي أخلاط ، والمشج في اللغة هو الخلط ، والممشوج المخلوط ، والجنين هو جماع منىّ الرجل وبويضة الأنثى ، ولم يكتشف أمر البويضة إلا سنة 1827 ، وقبل ذلك كان الاعتقاد أن الجنين يتكون من ماء الرجل ، أي منيّه ، ومن ماء المرأة - وهو السائل اللزج الذي يسهّل عملية الجماع ، وذلك خطأ صحّحه العلم مؤخرا فقط ، وكان المظنون أن ماء الرجل أبيض غليظ ، وماء المرأة أصفر رقيق ، فما كان من عصب وعظم وقوة فهو من ماء الرجل ، وما كان من لحم ودم وشعر فهو من ماء المرأة ، ولكن الآية أكدت نظرية الأمشاج وهي التخلّق من المنى والبويضة ، وهو قوله تعالى :مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ،
وأثبت العلم أن خلق السمع يأتي قبل خلق البصر كما في الآية ، وأن الطفل حين يولد فإن سمعه يسبق بصره ، والسمع طريق الهداية ، ولذلك يكون الإنسان إما مقتنعا بما يتلقى من العلم ويتحصّل من الخبرات ، فيكون شاكرا للّه عارفا به وبفضله ، وإما أنه لا يقتنع ويجحد ، ويمارى ، ويكابر ، وينكر ، فيكون كفورا بنعمه تعالى وبأنه خالقه جلّ وعزّ .

   * * *

1409 - ( إعجاز آيات أطوار تخلق الإنسان )

في قوله تعالى :فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً( 5 ) ( الحج ) ، وقوله :وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ( 12 ) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ( 13 ) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ( 14 ) ( المؤمنون ) ، تلخّصت أطوار تخلّق الإنسان ، وكان انبهار علماء الأجنة من الأوروبيين بهذه الآيات انبهارا كبيرا ، لدقة وصف هذه الآيات للرحم كقرار مكين ، بما فيه من أربطة وعوامل استقرار ، وبالتخلّق عبر مراحل ، وتطابق الوصف لواقع التخلّق ، ولقوله تعالى بأن العظام تتكون قبل اللحم وليس العكس ، وأن الخلق من تراب كان في البداية مع آدم ، والإنسان عندما يموت يتحلل إلى تراب يتكون من نفس عناصر التراب الذي نعرفه ، بالإضافة إلى ماء يتبخر ، وغازات متصاعدة ، والماء أضيف إلى التراب عند خلق آدم فكان طينا ، وفيه قال تعالى :وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ( 12 ) ( المؤمنون ) ، وأما الغازات فهي نتيجة تخمّر بقايا الأغذية في الجسم ، وإنما الأصل في الخلق ، هو ما يتبقى بعد الممات ، وهو هذا التراب لا غير ، وبعد آدم كان التخلّق من المنى من الإنسان المخلوق من تراب ، فكان أيضا أن تخلّق الإنسان من منىّ أي من تراب ؛ ثم كانت النطفة من المنى والبويضة ، ثم كانت العلقة وهي التخلّق الطري الأحمر الذي تتطور إليه النطفة إثر التلقيح ، وسميت كذلك لأنها تشبه الدم الجامد أو الدم العالق ، ثم تكون المضغة سمّاها كذلك لأنها تشبه اللحم قدر ما يمضغ ، وهذه الأطوار تستغرق أربعة أشهر ، ثم تدبّ الحياة في الجنين بعد هذه الشهور الأربعة ، في الأيام العشر الأولى ؛ ومثل ما دبّت الحياة في الجنين في أربعة أشهر وعشرة أيام ، فكذلك جعلت عدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام ، فإذا دخلت المرأة في الشهر الخامس ولم يظهر لها حمل برئت منه ، وبرئ رحمها .
وفي الحديث : « يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم أربعين يوما علقة ، ثم أربعين يوما مضغة » .
 فهذه أربعة أشهر ، ثم تدبّ الحياة فيه في الأيام العشرة التالية .
والنطفة لا تستقر في الرحم إلا إذا صارت علقة ، وهذا هو سبب تسميتها كذلك : أنها تعلق بالرحم ، ويكون وضعها فيه وضع حمل ، والمضغة المخلّقة في الآية تكون كذلك عندما يظهر شكل الجنين ويكون له الرأس واليدان والرجلان إلخ .
والمضغة غير المخلّقة هي التي لم تصوّر بعد . والتخليق من الخلق تتابعت عليه الأطوار ، فقد خلق خلقا بعد خلق ، وفي الآية أن بيان ذلك متاح للناس مما يظهر كمال قدرة اللّه بتصريفه هذا العجيب لأطوار خلق الإنسان .
والاستقرار في الرحم آية ، لأن الجنين يثقل ويمكن أن يبلغ وزنه من 5 ، 2 كيلو إلى 4 كيلوات ، وأحيانا خمسة ، فما لم يكن الرحم متينا غاية المتانة فلن يقدر على استيعاب الحمل مدة الشهور التسعة ، وسيسقط الجنين ؛ ثم يكون الميلاد .
« والطفل » يصدق عليه هذا الاسم من وقت انفصال الولد بالولادة حتى البلوغ ؛ « وبلوغ الأشدّ » هو بلوغ الحلم واكتمال النضوج البدني والعقلي والنفسي ، ومن الناس من يموت في ميعة الصبا ، ومنهم 
من يشيخ ويكبر حتى الهرم والخرف .
والإعجاز البلاغي في هذه الآيات نوع آخر من الإعجاز بالإضافة إلى الإعجاز العلمي ، فقد اختصرت وأوجزت الحياة بكاملها من البداية حتى النهاية في بضع عبارات كانت قمة في التعبير والوفاء بالمعنى في جمال واتساق .

   * * *

1410 - ( الإعجاز العلمي في آية البنان )

البنان عند العرب هي الأصابع ، واحدتها البنانة ، والإشارة في الآية :بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ( 4 ) ( القيامة ) إلى بصمات الأصابع ، والآية القرآنية لم يكتشف الإعجاز فيها إلا العالم الباحث في السمات « فرنسيس جالتون » ، واستخدم البصمات في تحقيق الشخصية ، بعد أن ثبت بغير منازع أنه لا يوجد اثنان يتشابهان في هذه البصمات ، وأتم عمله ووافق عليه إدوارد هنرى من اسكتلنديارد .
ويتوقف تحقيق الشخصية عن طريق البصمات على تميّز كل عقلة من الأصابع بالجلد الذي يغطى خلايا الأصابع ، وبالمسام التي لهذا الجلد .
وتختلف أشكال البصمات في كل إنسان عن غيره ، حتى عند التوائم ، ولا يوجد مطلقا شخصان متشابهان .
ولنا أن نتساءل : أليست الآية دليلا على أن القرآن من عند اللّه تعالى ؟ لأنه لو كان من عند محمد فمن علّمه هذا العلم المتقدّم جدا ، إن لم يكن موحى به إليه من اللّه ليبلّغه إلى الناس ؟ !

   * * *

1411 - ( البلوغ )

البلوغ : هو الإدراك ، والبالغ : هو المدرك ، ويقال : غلام بالغ ، وجارية بالغ وبالغة .
وفي الآية :وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا( 59 ) ( النور ) ، أن بلوغ الطفل الحلم يعنى أن يبلغ مبلغ الرجال ، والفعل حلم حلما ، واحتلم ، ومن مظاهر هذا البلوغ : أن يخط شارب الولد ، ويخشوشن صوته ، ويكبر ثديا البنت ويمتلئ حوضها ، ويظهر شعر العانة عند الأولاد والبنات ، وبلوغ الذكور يسبق بلوغ الإناث بنحو السنتين ، وتختلف سن البلوغ بحسب البلاد والمجتمعات ، وباختلاف الظروف الاجتماعية والصحية والبنيوية والنفسية لكل ولد وبنت ، ولا يعنى ظهور الصفات الجنسية الثانوية السابقة تمام البلوغ وإنما هي إرهاصات به ، فإذا حاضت البنت وانتظمت دورة الحيض عندها في أول كل شهر حيضي ، ونزل المنى من الولد بالاحتلام أو بغيره ، فإن ذلك يعنى النضج ، وبذلك يعامل الطفل كفرد مسؤول ، وتراعى تربيته والتعامل معه على هذا الأساس . وفترة بلوغ البنت تقع بين الحادية عشرة والثالثة عشرة ، وفترة بلوغ الولد بين التاسعة والحادية عشرة ، وقيل إن السيدة عائشة بلغت في التاسعة عندما تزوجت الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، ومعنى البلوغ : أن الطفل صار يدرك ، فيتوجّب عليه أن يستأذن على أهله وعلى غيرهم ، كلّما عنّ له أن يدخل عليهم ، في الأوقات التي من عادة الناس الانكشاف فيها وملازمة التعرّى .
وقوله تعالى : « وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم » كقوله :وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً( 14 ) ( القصص ) ، وكقوله :وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ( 6 ) ( النساء ) ؛ والأشدّ : تعنى القوة في البدن ، وفي المعرفة والخبرة ؛ وبلوغ النكاح : يعنى أن يكون الولد أو البنت قادرين على الزواج وإنجاب مثلهما .
وقيل إن حدّ البلوغ لمن لم يحتلم هو خمس عشرة سنة ، وإنما تجب الأحكام والفرائض بحدّ البلوغ ، وفي هذه السن يكون الإقبال على التعلّم أقوى ما يمكن في المراهق ، ويظهر حبّه للعلم والحكمة ، ويكون أرشد في إنفاق المال ، فيمكن أن يعهد إليه بماله إن كان ذا مال .

   * * *

1412 - ( التصنيف الحركي للكائنات )

في الآية :وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( 45 ) ( النور ) :
تنبيه إلى تنوع الحركة في الدواب ، وتصنيفها بحسب حركتها ثلاثة أصناف رئيسية ، وهو نوع من التصنيف جديد في بابه ولم نعهده في العلوم ، وخصّ الدواب بهذا التصنيف ، وهي كل ما دبّ على وجه الأرض من الحيوان ، ويشمل ذلك من يعقل وما لا يعقل ، ولمّا كان الإنسان هو الغالب على انتباه الناس دون سائر المخلوقات ، لشرفه وعلوّه في سلّم الأنواع والأجناس ، غلب استعمال « من » وهي للعاقل ، ولم يستعمل « ما » وهي لغير العاقل ، وقصر الحركة في الآية على ما خلق من ماء ، أي من أمنية الذكور ، فلم يتعرض لحركة الأجرام والضوء والطاقة ، واقتصر على الحيوان ، والنبات ، والحشرات ، والطيور ، دون الفيروسات والميكروبات ، وجعل خلق الماء سابقا على خلق الحيوان ، كقوله تعالى :وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ( 30 ) ( الأنبياء )
فلو لا الماء ما كانت الحياة ، والحياة نقيض الممات ، والحيوان من الحياة ، وآية حياته « الحركة » ، ومن تعريفاته أنه الكائن الحىّ الذي يتحرك ، والحركة هي دبيب الحياة ، ومن الحيوان ما يمشى على بطنه ، مثل الحيّات والثعابين والأفاعي ، ورغم أنها لا أرجل لها ولا أقدام ، إلا أنها سريعة الحركة والتنقّل ، بما لها من عضلات بطنية وضلوع كثيرة تمتد من كل فقرات الجسم ، فكأنها الأرجل الباطنة تندفع بها إلى الأمام والخلف ، واليمين واليسار ، وتحت وفوق ؛ ومنها ما يمشى على رجلين ، وأقومها جميعا الإنسان ، وبسبب ذلك كان تميّزه بارتفاع القامة .
وأما بقية الحيوانات فأغلبها يمشى على أربع ، ومنها الطيور إلا أن الرجلين الأماميين تحوّرتا إلى جناحين ، كما أنه في الأسماك تحوّرت الأرجل 
إلى زعانف ، واكتفت الآية بذكر ما يمشى على أربع على ذكر ما يمشى على أكثر من ذلك ، لأن جميع الحيوان إنما اعتماده على أربع ، والأربع قوام مشيه وحركته ، وما زاد على ذلك كما في الحشرات ليس من باب الإضافة التي لا داعى لها ، فنبّه بالاختلاف إلى ثبوت الصانع ، فلو لا أن للجميع صانعا واحدا لما اختلفوا بل كانوا من جنس واحد ، وعلى الهيئة الواحدة ، ولكنه يخلق ما يشاء ، على أية صورة يشاء ، وفي ذلك دليل على طلاقة قدرته .
   * * *

1413 - ( الزراعة من أعلى الحرف )

في الآية :مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ( 261 ) ( البقرة ) دليل على أن اتخاذ الفلاحة والزراعة حرفة من أعلى الحرف التي يمكن أن يمتهنها إنسان ، ولذلك ضرب بها هذا المثل ، وفي الحديث الصحيح : « ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له صدقة » ، وعن عائشة قال : « التمسوا الرزق في خبايا الأرض » يعنى في الزرع .
   * * *

1414 - ( التين والزيتون آيتان )

أقسم اللّه تعالى بالتين والزيتون ، فقال :وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ( 1 ) ( التين ) فكان قسمه بهما عظيما ، ودلّ على أنه قد أقسم بعظيمين . و « التين » جاء مرة واحدة في القرآن ، وأما « الزيتون » فجاء عنه أربع عشرة مرة ، وقال تعالى في شجرة الزيتون :وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ( 20 ) ( المؤمنون ) ، وقال :يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ( 35 ) ( النور ) ، وهي مباركة كشجرة التين ، لقلة تعاهدها بالسقي والحفر والعزق والفلاحة ، وغير ذلك من المراعاة التي تكون للأشجار ، وتصلح لهما الأراضي الرملية ويجودا فيها ؛ ويستخرج من شجرة الزيتون زيت الزيتون ، وهو أغلى الزيوت وأنفعها وأرقاها ، وتنبّه الآية إلى أن نعمة هذا الزيت من أفاضل النعم التي لا غنى للصحة عنها ، وسمّى الزيت « صبغا » لأنه يصبغ به الأكل ، أي يطيّب ، وفي الحديث : « كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة » أخرجه الترمذي .
وقيل إن أول شجرة نبتت في الأرض بعد الطوفان كانت شجرة الزيتون . ولمّا ضرب اللّه تعالى المثل بنوره ، شبّهه بنور مصباح يوقد بزيت الشجرة المباركة التي هي شجرة الزيتون ، لأنه زيتها صاف رائق مطهّر ، ويسمونه في الاصطلاح الآن « الزيت البكر » ، وكان العرب يطلقون عليه اسم « الزيت الطيّب » ، وثمره من أشهى 
الثمار ، ويفوق ثمر التين .
واستخدام زيت الزيتون الطبيعي يوميا بمعدل ملعقة ينقص من حدوث سرطان الثدي والمعدة والقولون ، ويخفض مستوى الكوليسترول في الدم ، ويحمى من الجلطة ، ومن تصلب الشرايين ، ويقوّي الجهاز المناعى ، ويقاوم الالتهابات ويمنع تقرّح المعدة ، ويلين التبرّز ، ويدر الصفراء ، ويفتت الحصى .

ويفيد زيت الزيتون في علاج السكر ، ويشرب لذلك ملعقتان من الزيت مرة كل صباح ، ومثلهما في المساء قبل النوم ، ويمكن إضافة عصير الليمون إليه . ولعلاج الروماتيزم والتهاب الأعصاب يصنع مرهم من رأس ثوم يبشر في كوب زيت زيتون ويترك ثلاثة أيام ، ثم يدهن به مكان الألم عدد مرات مع الدعك .
وبالنسبة للنساء فإن زيت الزيتون يعالج تشقق الجلد ، ويزيل التجاعيد في الوجه والرقبة ، فيطلى الوجه والرقبة بمزيج مكون من نصف ملعقة صغيرة من الزيت ، زائد صفار بيض وبضع نقاط من عصير الليمون ، ويترك على الوجه والرقبة ثلث ساعة ، ثم يزال بالماء الفاتر ، ويدهن به الجسم حفاظا عليه من خطر أشعة الشمس خاصة في المصايف .
وبالنسبة للشعر فهو يساعد على وقف تساقطه ويعذّيه ويعطيه لمعة وبريقا وطراوة ونعومة ، وتدلك به فروة الرأس كل مساء ، ويغطى لمدة عشر ساعات ، ويغسل في الصباح .
ويعالج تشقق الجلد بزيت الزيتون ، وخاصة خشونة الأيدي والكعوب ، ويضاف إلى الزيت الجليسرين بنسب متساوية . وزيت الزيتون أصحّ من السمن والزبد والدهون النباتية في الطبخ ، ويضاف طازجا إلى طبق الفول مع عصر الليمون ليصبح وجبة غذائية كاملة .
وفي المجال الصناعي يستخدم زيت الزيتون في صناعة الصابون الفاخر والشامبوهات المغذية .
والزيتون منه الأخضر التفاحى الكبير ، والعزيزي صغير الحجم الذي يصلح للتخزين ، والأسود بأنواعه المختلفة .

وأما التين فكان ستر آدم وحواء في الجنة ، كقوله تعالى :يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ( 22 ) ( الأعراف ) ، وكان ذلك بورق التين ، وشجرته جميلة ، ومخبرها طيب ، ورائحتها زكية ، ويسهل جنيها .
والتين غذاء كامل ، ويحبه كبار السن لأنه لا يحتاج لأسنان قوية ، ويلطّف الأمعاء ، ويليّن الإخراج ، ويؤكل طازجا وجافا ، ومذاقه حلو ، ولا يستغنى عنه الصائم ، وهو علاج لأمراض الدورة الدموية والكبد والكلى ، فحقّ له تعالى أن يقسموَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ( 1 ) ( التين ) لأنهما من نعم اللّه الكبرى .

   * * *

1415 - ( الإنجاب في القرآن وفي العلم )

الإنجاب من الأمور العلمية ، والإحاطة به مجاله العلوم ، وفي القرآن إشارات إلى وضعية الإنجاب في الدين ، كقوله تعالى :لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ ( 49 ) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً( 50 ) ( الشورى ) ، فبدأ بالإناث لأن أكثر الإنجاب بحسب الإحصائيات للإناث .
ومعنى الآية أن مسألة الإنجاب هي من مشيئة اللّه ، فقد تلد المرأة : الإناث ، وقد تلد الذكور ، وقد تلد الإناث والذكور ، وقد لا يولد للأبوين .
والأنبياء مثل وقدوة ، فلوط رزق الإناث فقط ، وإبراهيم رزق الذكور فقط ، وآدم ومحمد رزقا الإناث والذكور ، ويحيى وعيسى كانا عقيمين .
ومن الطب النبوي أنه صلى اللّه عليه وسلم قال لليهودي : « ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر ، فإذا اجتمعا فعلا ماؤها ماء الرجل ، أشبه الولد أخواله ، وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه » ، فباعتبار هذا الحديث فإن العلو يقتضى الشبه .
وقال : « ماء الرجل أبيض ، وماء المرأة أصفر ، فإذا اجتمعا فعلا منىّ الرجل منىّ المرأة ، أذكرا بإذن اللّه ، وإذا علا منىّ المرأة منى الرجل آنثا بإذن اللّه » ، فجعل في هذا الحديث أيضا العلو يقتضى الذكورة والأنوثة ، ويقتضى الشبه ؛ غير أنه لا علو في الماء في الرحم وإنما هو غلبة ماء أي من الزوجين ، يعنى غلبة « الصفات الوراثية » لأيهما ، بأن تكون هي الأقوى ، فيكون الشبه لها أو له ، فسبحان مسبّب الأسباب ، وله في خلقه شؤون ، وليس أدلّ على أن القرآن من لدن اللّه من هذه الآية التي نبّهت إلى الإنجاب وتصاريفه تعالى فيه .

   * * *

1416 - ( اللبن طعام معجز )

في القرآن آيات كثيرة عن الأغذية للحيوان والإنسان ، منها قوله تعالى :وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ ( 66 ) وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ( 67 ) ( النحل ) ، فقد ذكر من هذه الأغذية اللبن ، وناسب إعجاز هذه الأغذية أن يذكّر بها العقلاء ، والعقل أشرف ما في الإنسان ، والعبرة التي يستخلصها العقل من طعام اللبن ، هي الدلالة على قدرة اللّه ووحدانيته وعظمته ، والعبر في الأنعام تسخيرها ، وفي اللبن أنه خالص البياض ، ومع ذلك فاللبن من الفرث والدم ، والفرث هو بقايا الطعام التي يخرجها الجسم بعد الاستفادة مما بالطعام وتصنيعه دما يتحول في الثدي إلى اللبن ، وما تأكله كل أنثى من حيوان أو إنسان يهضم فيكون أسفله فرثا ، وأوسطه دما ، وأعلاه لبنا ، فاللبن أعلى من الدم ، وينتجه الضرع أو الثدي .
والمنى يشبه اللبن إلا أنه :يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ( 7 ) ( الطارق ) ، ومنفذه مخرج البول ، ومع ذلك فهو الطاهر طهر اللبن المستساغ .
واللبن من المحاليل المركبة ويحتوى على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم ، ولا ترتبط بمركبات تمنع الجسم من الاستفادة منها رغم تزاحمها فيه ، ولا تتداخل مع بعضها بصورة 
سلبية ، ولا تعوق الجسم من امتصاصها ، ولا تمنع من الاستفادة من كافة ما فيها ، والإعجاز أن يستطيع الجسم أن يصنع طعاما هو اللبن يناسب الإنسان والحيوان ، ويحوى كل العناصر الغذائية اللازمة ، والإعجاز الأعظم في اللبن أن تتواجد فيه هذه العناصر بنسب محسوبة دقيقة ، تخلق بينها توازنا مثاليا ، يشجّع على امتصاصها في الجسم ويخلق فيما بينها تداخلا إيجابيا ، يستحيل أن يوجد مثله في أية أغذية حيوانية أو نباتية أخرى ، وبذلك يكون اللبن « معجزة غذائية » بكل المقاييس العلمية .
ثم إن وجود هذه العناصر في حالة ذائبة ممتزجة في محلول واحد ، يشكل إعجازا علميا آخر ، لأن كل العناصر الغذائية لا تقبل الامتزاج في محلول واحد ، ولا يمكن علميا تخليق محلول غذائى يشمل كل العناصر الغذائية دون ترسيب جزء منها ، إلا في اللبن وهو المحلول الوحيد الذي يتضمن كل أنواع وصور المحاليل المعروفة الذائبة ، والغروية ، والدهنية المستحلبة ، والسكرية ، والبروتينية ، والعناصر المعدنية والفيتامينات المختلفة ، وكل من هذه المواد له صفاته وأنظمته المستقلة ، وبعضها من صفاته الذوبان ، وبعضها لا يذوب ، وبعضها لا يتفق مع غيره ولا ينسجم ولا يمتزج في حالة خلطه .
ونظام تركيب اللبن لذلك من أعقد الأنظمة ، وهو المزيج الوحيد الذي يتميّز بهذا التآلف الفريد ، والانسجام المعجز ، ومن صور إعجازه أنه متغيّر التركيب وليس ثابتا ، فمكوناته تتغير خلال فصول السنة ، متوافقة مع حاجات الرضيع من الإنسان أو الحيوان ، وهي حاجات تختلف في الصيف عنها في الشتاء ، ففي الشتاء تزداد نسبة الدهون في اللبن حيث يحتاج الكائن الرضيع إلى نسبة من الدهون أكبر ، عنه في الصيف الذي تزداد فيه الحاجة إلى نسبة بروتين وأملاح معدنية أكبر ، وبذلك يكون اللبن غذاء مثاليا للصيف والشتاء ، وهذا التغير في المكونات بحسب المناخ واختلاف الفصول هو إعجاز لا يمكن أن يكون تنظيمه وبرمجته وإنتاجه إلا بتدبير إله عظيم ، وينفرد الإنسان بأنه المخلوق الوحيد الذي يحتاج للبن طوال مراحل عمره كلها فيناسب حاجاته كغذاء دائم .

وسبحانه ربّ العزة تعالى عمّا يشركون ، لا علم لنا إلا ما علمنا ، وقد سبق القرآن ونبّهنا إلى آية اللبن قبل الكشوف الحديثة التي أثبتت صدقه ، فكان ذلك دليلا على أنه كتاب من عند اللّه ، والحمد للّه ربّ العالمين .
   * * *

1417 - ( الخلق قبل التصوير )

الخلق هو الاختراع والإيجاد بعد العدم ، وينسب للّه تعالى ، وقد يقال للإنسان خلق عند إنشائه شيئا ، وفي الآية :وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ( الأعراف ) : أن الخلق يأتي أولا ، فتكون النطفة ، ثم يصورنا خلقا آخر . وهناك النظرية الأخرى في القرآن : أن الخلق كان في ظهر آدم ، ثم كان التصوير لمّا أخذ على بني آدم الميثاق :وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ( 172 ) ( الأعراف ) ، يعنى أن الخلق كانوا في ظهر آدم بالإمكان ، وصار الإمكان تعيينا عند الميثاق ، فجعلهم مثل الذّر ، وفي الحديث : « أنه أخرجهم أمثال الذر فأخذ عليهم الميثاق » ، وقيل إن الخلق كان في ظهر آدم إمكانا ، ثم كان تصويرا وتعيينا في الأرحام .
وقيل إن الخلق كان خلق آدم من التراب ، ثم حواء من ضلع لآدم ، ثم كان التصوير لاحقا ، ويؤيد ذلك قوله :وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ( 12 ) ( المؤمنون ) يعنى آدم ،وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها( النساء 1 ) يعنى حواء :ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ( 13 ) ( المؤمنون ) ، فآدم خلق من طين ، ثم صوّرت ذريته في أرحام الأمهات بعد أن خلقوا في أصلاب الآباء .
وكل إنسان مخلوق من تراب ونطفة ، وفي سورة الأعراف قال :خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ( 11 ) ، وفي آخر سورة الحشر قال :هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ( 24 ) ، فذكر التصوير بعد البرء ، أي أنه خلق الأرواح أولا ، ثم صوّرها أشباحا آخرا .

   * * *

1418 - ( تسخيره تعالى للطبيعة في خدمة الإنسان )

الطبيعية جميعها كما في القرآن - مسخّرة للإنسان ، فالسماوات والأرض مسخرة ، كقوله تعالى :أَ لَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ( 20 ) ( لقمان ) ، وقوله :وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً( 13 ) ( الجاثية ) ، وقوله :سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ( 12 ) ( الجاثية ) ، وقوله :وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا( 14 ) ( النحل ) ، وقوله :سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ( 65 ) ( الحج ) ، وقوله :وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ( 32 ) ( إبراهيم ) ، وقوله :وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ( 32 ) ( إبراهيم ) ، وقوله :وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ( 33 ) ( إبراهيم ) ، وقوله :وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ( 33 ) ( إبراهيم ) ، أي أنه تعالى جعل كل شئ في الأرض وفي السماء في خدمة الإنسان ، فله أن يتواصل بهذه الأشياء في الأرض وفي السماء ، وأن يجرى عليها تجاربه ، ويعرف قوانينها ، ويفيد من أسبابها ، ولا شئ يحول بينه وبين أن يفعل ذلك ، وبالأولى فإن العلم بهذه الأسباب مسخر أيضا للإنسان .
   * * *    

عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات أولا الوضوء والاغتسال من 1794 إلى 1825 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى