اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي

اذهب الى الأسفل

12042021

مُساهمة 

إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Empty إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي




إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي جمع وتأليف محمود محمود الغراب

إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه : 
لما كان المحدث لا يستقل بالوجود ، فلا بد أن يكون محمولا ، ولهذا ما أسري برسول قط إلا على براق ، إذا كان إسراء جسميا محسوسا ، وإذا كان بالإسراء الخيالي الذي يعبر عنه بالرؤيا ، فقد يرى نفسه محمولا على مركب ، وقد لا يرى نفسه محمولا على مركب ، لكن يعلم أنه محمول في الصورة التي يرى نفسه فيها ، إذ قد علمنا أن جسمه في فراشه وفي بيته نائم . 
( ف ح 4 / 10 ) 

فلما أراد اللّه أن يسري بي ، ليريني من آياته في أسمائه من أسمائي ، وهو حظ ميراثنا من الإسراء ، أزالني عن مكاني ، وعرج بي على براق إمكاني ، فزج بي في أركاني ، فلم أر أرضي تصحبني ، 
فقيل لي : أخذه الوالد الأصلي الذي خلقه اللّه من تراب ، فلما فارقت ركن الماء ، فقدت بعضي ، 
فقيل لي : إنك مخلوق من ماء مهين ، فإهانته ذلته ، فلصق بالتراب ، فلهذا فارقته ، فنقص مني جزآن ، 
فلما جئت ركن الهواء ، تغيرت عليّ الأهواء ، وقال لي الهواء : ما كان فيك مني فلا يزول عني ، فإنه لا ينبغي له أن يعدو قدره ، ولا يمد رجله في غير بساطه ، فإن لي عليك مطالبة ، بما غيره مني تعفينك ، فإنه لولاه ما كنت مسنونا ، فإني طيب بالذات ، خبيث بصحبة من جاورني ، فلما خبثتني صحبته ومجاورته قيل فيه " حمأ مسنون " فعاد خبثه عليه ، فإنه هو المنعوت ، وهو الذي غيرني في مشامّ أهل الشم من أهل الروائح ، 
فقلت له : ولماذا أتركه عندك ؟ 
قال : حتى يزول عنه هذا الخبث الذي اكتسبه من عفونتك ، ومجاورة

" 85 "

طينتك ومائك ، فتركته عنده ، فلما وصلت إلى ركن النار ، قيل : قد جاء الفخار ، فقيل : 
وقد بعث إليه ، قيل : نعم ، قيل : ومن معه ، قال : جبريل الجبر ، فهو مضطر في رحلته ومفارقة بنيته ، 
فقال لي : عنده في نشأته جزء مني لا أتركه معه ، إذ قد وصل إلى الحضرة التي يظهر فيها ملكي واقتداري ونفوذ تصرفي ، فنفذت إلى السماء الأولى وما بقي معي من نشأتي البدنية شيء أعول عليه ، ولا أنظر إليه ، فسلمت على والدي ، وسألني عن تربتي ، 
فقلت له : إن الأرض أخذت مني جزأها ، وحينئذ خرجت عنها وعن الماء بطينتي ، فقال لي : 
يا ولدي هكذا جرى لها مع أبيك ، فمن طلب حقه فما تعدّى ، ولا سيما وأنت لها مفارق ، ولا تعرف هل ترجع إليها أم لا ؟ فإنه تعالى يقولثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُولا يعلم أحد ما في مشيئة الحق إلا أن يعلمه الحق بذلك ، فالتفت فإذا أنا بين يديه ، وعن يمينه من نسم بنيه عيني ، فقلت له : هذا أنا ؛ فضحك ، فقلت له : فأنا بين يديك وعن يمينك ؛ 
قال : نعم هكذا رأيت نفسي بين يدي الحق حين بسط يده ، فرأيتني وبني في اليد ، ورأيتني بين يديه ، فقلت له : فما كان في اليد الأخرى المقبوضة ؟ قال : العالم ؛ قلت له : فيمين الحق تقضي بتعيين السعادة ؛ 
فقال : نعم تقضي بالسعادة ، فقلت : فقد فرق الحق لنا بين أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، 
فقال لي : يا ولدي ذلك يمين أبيك وشماله ، ألا ترى نسم بنيّ على يميني وعلى شمالي ، وكلتا يدي ربي يمين مباركة ، فبنيّ في يميني وفي شمالي ، وأنا وبنيّ في يمين الحق ، وما سوانا من العالم في اليد الأخرى الإلهية ، قلت فإذا لا نشقى ، 
فقال : لو دام الغضب لدام الشقاء ، فالسعادة دائمة وإن اختلف المسكن ، فإن اللّه جاعل في كل دار ، ما يكون به نعيم أهل تلك الدار ، فلا بد من عمارة الدارين ، وقد انتهى الغضب في يوم العرض الأكبر ، وأمر بإقامة الحدود فأقيمت ، وإذا أقيمت زال الغضب ، فإن الرسالة تزيله ، فهو عين إقامة الحدود على المغضوب عليه ، فلم يبق إلا الرضا ، وهو الرحمة التي وسعت كل شي ، فإذا انتهت الحدود ، صار الحكم للرحمة العامة في العموم ، فأفادني أبي آدم هذا العلم ، ولم أكن به خبيرا ، 
فكان لي ذلك بشرى معجلة إلهية في الحياة الدنيا ، وتنتهي القيامة بالزمان ، كما قال اللّهخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍوهذه مدة إقامة الحدود ، ويرجع الحكم بعد انقضاء هذه المدة إلى الرحمن الرحيم ، وللرحمن الأسماء الحسنى ، وهي حسنى لمن تتوجه عليه بالحكم ،

" 86 "

فالرحيم برحمته ينتقم من الغضب ، وهو شديد البطش به ، مذل له ، مانع بحقيقته ، فيبقى الحكم في تعارض الأسماء بالنسب ، والخلق بالرحمة مغمورون ، فلا يزال حكم الأسماء في تعارضها لا فينا ، فافهم فإنه علم غريب دقيق لا يشعر به ، بل الناس في عماية عنه ، وما منهم إلا من لو قلت له : ترضى لنفسك أن يحكم عليك ما يسوءك من هذه الأسماء ؟ 
لقال : لا ؛ ويجعل حكم ذلك الاسم الذي يسوء في حق غيره ، فهذا من أجهل الناس بالخلق ، وهو بالحق أجهل ، فأفاد هذا الشهود ، بقاء أحكام الأسماء في الأسماء لا فينا ، وهي نسب تتضاد بحقائقها ، فلا تجتمع أبدا ، ويبسط اللّه رحمته على عباده حيث كانوا ، فالوجود كله رحمة " 1 " ، 
ثم رحلت عنه بعد ما دعا لي ، فنزلت بعيسى عليه السلام في السماء الثانية فوجدت عنده ابن خالته يحيى عليهما السلام ، فكانت الحياة الحيوانية ، ولو كان " 2 " 
يحيى ابن خالته لكان روحا ، ولما كانت الحياة الحيوانية ملازمة للروح ، وجدت يحيى عند روح اللّه عيسى ، لأن الروح حي بلا شك ، وما كل حي روح ، فسلمت عليهما ، فقلت له : بماذا زدت علينا حتى سماك اللّه بالروح المضاف إلى اللّه " 3 " ؟ 
فقال : ألم تر إلى من وهبني لأمي ؟ 
ففهمت ما قال ، فقال لي : لولا هذا ما أحييت الموتى ، فقلت له : فقد رأينا من أحيا الموتى ممن لم تكن نشأته كنشأتك ، فقال : ما أحيا الموتى من أحياهم إلا بقدر ما ورثه عني ، فلم يقم في ذلك مقامي ، كما لم أقم أنا مقام من وهبني في إحياء الموتى ، 
فإن الذي وهبني - يعني جبريل - ما يطأ موضعا إلا حيي ذلك الموضع بوطأته ، وأنا ليس كذلك ، بل حظنا أن نقيم الصور بالوطء خاصة ، والروح الكل يتولى أرواح تلك الصور ، وما يطؤه الروح الذي وهبني ، هو يعطي الحياة في صورة ما أظهره الوطء " 4 " ، 
فاعلم ذلك ، ثم رددت وجهي إلى
..........................................................................................
( 1 ) راجع كتابنا ترجمة حياة الشيخ - شمول الرحمة وعدم سرمدة العذاب - ص 230 طبعة أولى - ص 226 طبعة ثانية . 
( 2 ) المعنى لو كان يحيى بدل عيسى لكان روحا مثله . 
( 3 ) يشير إلى قوله تعالى في عيسى عليه السلام روح اللّه وكلمته . 
( 4 ) يشير إلى قول السامريفَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِيعني جبريلفَنَبَذْتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِيفخار العجل بإلقاء أثر جبريل فيه .

" 87 "


يحيى عليه السلام ، وقلت له : أخبرت أنك تذبح الموت إذا أتى اللّه به يوم القيامة ، فيوضع بين الجنة والنار ، ليراه هؤلاء وهؤلاء ، ويعرفون أنه الموت في صورة كبش أملح ، 
قال : نعم ، ولا ينبغي ذلك إلا لي ، فإني يحيى ، وإن ضدي لا يبقى معي ، وهي دار الحيوان ، فلا بد من إزالة الموت ، فلا مزيل له سواي ؛ فقلت له : صدقت فيما أشرت إلي به ، ولكن في العالم يحيى كثير ؛ 
فقال لي : ولكن لي مرتبة الأولية في هذا الاسم ، فبي يحيى كل من يحيى من الناس ، من تقدم ومن تأخر ، وإن اللّه ما جعل لي من قبل سميا ، فكل يحيى تبع لي ، فبظهوري لا حكم لهم ؛ فنبهني على شيء لم يكن عندي ، 
فقلت : جزاك اللّه عني خيرا من صاحب موروث ، 
وقلت : الحمد للّه الذي جمعكما في سماء واحدة - أعني روح اللّه عيسى ويحيى عليهما السلام - حتى أسألكما عن مسألة واحدة ، فيقع الجواب بحضور كل واحد منكما ، فإنكما خصصتما بسلام الحق ، فقيل في عيسى : إنه قال في المهدوَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا وقيل في يحيى وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا فأخبر عيسى عن نفسه بسلام الحق عليه ، والحق أخبر بسلامه على يحيى ، فأي مقام أتم ؟ 
فقال لي : ألست من أهل القرآن ؟ قلت له : بلى أنا من أهل القرآن ؛ 
فقال : انظر فيما جمع الحق بيني وبين ابن خالتي ، 
أليس قد قال اللّه فيّ وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ فعينني في النكرة ؟ 
فقلت : له نعم ، قال : ألم يقل في عيسى ابن خالتي إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ كما قال عني فعينه في النكرة ؟ 
ثم قال : إن عيسى هذا لما كان كلامه في المهد ، دلالة على براءة خالتي مما نسب إليها ، لم يترجم عن اللّه إلا هو بنفسه ، فقال وَالسَّلامُ عَلَيَّ يعني من اللّه ، 
قلت له : صدقت ؛ قلت : ولكن سلم بالتعريف ، وسلام الحق عليك بالتنكير ، والتنكير أعم ؛ 
فقيل لي : ما هو تعريف عين ، بل هو تعريف جنس ، فلا فرق بينه بالألف واللام وبين عدمهما ، فأنا وإياه في السلام على السواء ، وفي الصلاح كذلك ، وجاء الصلاح لنا بالبشرى فيّ وفي عيسى بالملائكة ؛ 
فقلت له : أفدتني أفادك اللّه ، فقلت له : فلم كنت حصورا ؟ 
فقال : ذلك من أثر همة والدي في استفراغه في مريم البتول ، والبتول المنقطعة عن الرجال ، لما دخل عليها المحراب ، ورأى حالها فأعجبه ، فدعا اللّه أن يرزقه ولدا مثلها ، فخرجت حصورا منقطعا عن النساء ، فما هي صفة كمال ، وإنما كانت أثر همة ، فإن في الإنتاج عين الكمال ،

" 88 "


قلت له : فنكاح الجنة ما فيه نتاج ، فقال : لا تقل ، بل هو نتاج ولا بد ، وولادته نفس تخرج من الزوجة عند الفراغ من الجماع ، فإن الإنزال ريح كما هو في الدنيا ماء ، فيخرج ذلك الريح بصورة ما وقع عليه الاجتماع بين الزوجين ، فمنا من يشهد ذلك ومنا من لا يشهده ، كما هو الأمر عليه في الدنيا ، عالم غيب لمن غاب عنه ، وعالم شهادة في حق من شهده ، قلت له : 
أفدتني أفادك اللّه من نعمة العلم به ؛ ثم قلت له : هذه سماؤك ؟ 
قال لي : لا ، أنا متردد بين عيسى وهارون ، أكون عند هذا وعند هذا ، وكذلك عند يوسف وإدريس عليهما السلام ، فقلت له : فلماذا خصصت هارون دون غيره من الأنبياء ؟ فقال لي : لحرمة النسب ، ما جئت لعيسى إلا لكونه ابن خالتي ، فأزوره في سمائه ، وآتي إلى هارون ، لكون خالتي أختا له دينا ونسبا ؛ قلت : فما هو أخوها ، لأن بينهما زمانا طويلا وعالما ، 
فقال لي : قولهوَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاًما هذه الأخوة ؟ 
أترى هو أخو ثمود لأبيه وأمه ، فهو أخوهم ؟ فسمى القبيلة باسم ثمود ، وكان صالح من نسل ثمود ، فهو أخوهم بلا شك ، ثم جاء بعد ذلك بالدين ، ألا ترى أصحاب ليكة ، لما لم يكونوا من مدين ، وكان شعيب من مدين ، فقال في شعيب أخي مدينوَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباًولما جاء ذكر أصحاب الأيكة قالإِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌولم يقل أخاهم لأنهم ليسوا من مدين ، وشعيب من مدين ، فزيارتي لهما صلة رحم ، وأنا لعيسى أقرب مني لهارون ؛ ثم عرج بي إلى السماء الثالثة إلى يوسف عليه السلام ، 
فقلت له ، بعد أن سلمت عليه فرد وسهل بي ورحب : يا يوسف لم لم تجب الداعي حين دعاك ؟ ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول عن نفسه : إنه لو ابتلي بمثل ما ابتليت به ودعي لأجاب الداعي ، ولم يبق في السجن حتى يأتيه الجواب من الملك بما تقول النسوة ؟ 
فقال لي : بين الذوق والفرض ما بين السماء والأرض ، كثير بين أن تفرض الأمر أو تذوقه من نفسك ، لو نسب إليه صلى اللّه عليه وسلم ما نسب إليّ ، لطلب صحة البراءة في غيبته ، فإنها أدل على براءته من حضوره ، ولما كان رحمة كان من عالم السعة ، والسجن ضيق ، فإذا جاء لمن حاله هذا ، سارع إلى الانفراج ، وهذا فرض ، فالكلام مع التقدير المفروض ، ما هو مثل الكلام مع الذائق ، ألا تراه صلى اللّه عليه وسلم ما ذكر ذلك إلا في معرض نسبة الكمال إليّ فيما تحملته من الفرية عليّ ، فقال ذلك أدبا معي ، لكوني أكبر منه بالزمان ، كما قال في إبراهيم : نحن أحق بالشك من إبراهيم

" 89 "

فيما شك فيه إبراهيم ، وكما قال في لوط : يرحم اللّه أخي لوطا ، لقد كان يأوي إلى ركن شديد ؛ أتراه أكذبه ؟ حاشا للّه ، فإن الركن الشديد الذي أراده لوط هو القبيلة ، والركن الشديد الذي ذكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هو اللّه ، فهذا تنبيه لك أن لا تجري نفسك فيما لا ذوق لك فيه ، مجرى من ذاق ، [ فلا تقل : لو كنت أنا عوض فلان لما قيل له كذا وقال كذا ، ما كنت أقوله ؛ لا واللّه ، بل لو نالك ما ناله ، لقلت ما قاله ، فإن الحال الأقوى حاكم على الحال الأضعف ، 
وقد اجتمع في يوسف - وهو رسول اللّه - حالان : حال السجن وحال كونه مفترى عليه ، 
والرسول يطلب أن يقرر في نفس المرسل إليه ، ما يقبل به دعاء ربه فيما يدعوه به إليه ، والذي نسب إليه معلوم عند كل أحد ، أنه لا يقع من مثل من جاء بدعوته إليهم ، فلا بد أن يطلب البراءة من ذلك عندهم ، ليؤمنوا بما جاء به من عند ربه ، ولم يحضر بنفسه ذلك المجلس ، حتى لا تدخل الشبهة في نفوس الحاضرين بحضوره ، وفرق كبير بين من يحضر في مثل هذا الموطن ، وبين من لا يحضر ، فإذا كانت المرأة لم تخن يوسف في غيبته لما برأته ، وأضافت المراودة لنفسها ، لتعلم أن يوسف لم يخن العزيز في أهله ، وعلمت أنه أحق بهذا الوصف منها في حقه ، فما برأت نفسها ، بل قالتإِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِفمن فتوة يوسف عليه السلام ، إقامته في السجن بعد أن دعاه الملك إليه ، وما علم قدر ذلك إلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حيث قال عن نفسه " لأجبت الداعي " ثناء على يوسف ] " 1 " 
فقلت له : 
فالاشتراك في إخبار اللّه عنك إذ قالوَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهاولم يعين في ما ذا ، يدل في اللسان على أحدية المعنى ، فقال : ولهذا قلت للملك على لسان رسوله أن يسأل عن النسوة وشأن الأمر ، [ فما ذكرت المرأة إلا أنها راودته عن نفسه ، وما ذكرت أنه راودها ، فزال ما كان يتوهم من ذلك ] ولما لم يسم اللّه في التعبير عن ذلك أمرا ، ولا عين في ذلك حالا ، 
فقلت له : لابد من الاشتراك في اللسان ؛ قال : صدقت ، فإنها همت بي لتقهرني على ما تريده مني ، وهممت أنا بها لأقهرها في الدفع عن ذلك ، فالاشتراك وقع في طلب القهر مني ومنها ، فلهذا قالوَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِيعني في عين ما همّ بها ، وليس إلا القهر فيما يريد كل واحد من صاحبه ، دليل ذلك قولها :الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وما جاء في السورة
..........................................................................................
( 1 ) ما بين [ . . . . . ] كأنه من كلام الشيخ وليس من كلام يوسف عليه السلام .

" 90 "

قط أنه راودها عن نفسها ، [ فأراه اللّه البرهان عند إرادته القهر في دفعها عنه فيما تريده منه ، فكان البرهان الذي رآه ، أن يدفع عن نفسه بالقول اللين ، كما قال لموسى وهارونفَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناًأي لا تعنف عليها وتسبها ، فإنها امرأة موصوفة بالضعف على كل حال ] فقلت له : أفدتني أفادك اللّه ، ثم ودعته وانصرفت إلى إدريس عليه السلام " 1 " ، 
فسلمت عليه ، فرد وسهل ورحب ، وقال : أهلا بالوارث المحمدي ، فقلت له : كيف أبهم عليك الأمر على ما وصل إلينا ، فما علمت أمر الطوفان بحيث لا تشك فيه ، والنبي واقف مع ما يوحى به إليه " 2 " ؟ 
فقال وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ فهذا مما أوحى به إليّ ، قلت له : وصلني عنك أنك تقول بالخرق ، فقال : فلولا الخرق ما رفعت مكانا عليا ؛ فقلت : فأين مكانتك من مكانك ؟ 
فقال : الظاهر عنوان الباطن " 3 " ، 
قلت : بلغني أنك ما طلبت من قومك إلا التوحيد لا غير ، 
قال : وما فعلوا ، فإني كنت نبيا أدعو إلى كلمة التوحيد لا إلى التوحيد ، فإن التوحيد ما أنكره أحد ؛ قلت : هذا غريب ! ! 
ثم قلت : يا واضع الحكم ، والاجتهاد في الفروع مشروع عندنا ، وأنا لسان علماء الزمان ، 
قال : وفي الأصول مشروع ، فإن اللّه أجلّ أن يكلف نفسا إلا وسعها " 4 " ؛ 
قلت : فلقد كثر الاختلاف في الحق والمقالات فيه ، قال : لا يكون إلا كذلك ، فإن الأمر تابع للمزاج ؛ قلت : فرأيتكم معاشر الأنبياء ما اختلفتم فيه ؛ فقال : لأنّا ما قلناه عن نظر ، وإنما قلناه عن إل واحد ، فمن علم الحقائق ، علم أن اتفاق الأنبياء أجمعهم على قول واحد في اللّه ، بمنزلة قول واحد من أصحاب النظر ، قلت : فهل الأمر في نفسه كما قيل لكم ، فإن أدلة العقول تحيل أمورا مما جئتم به في ذلك ؟ 
فقال : الأمر كما قيل
..........................................................................................
( 1 ) يشير إلى السماء الرابعة . 
( 2 ) إدريس عليه السلام كان نبيا قبل نوح عليه السلام ، وكان قد أخبر قومه عن الطوفان ، لما تحققه من العلم بدقائق الفلك ، وربط العالم بعضه ببعض . 
( 3 ) السماء الرابعة هي المكان الذي يدور عليه رحى عالم الأفلاك ، تحته سبعة أفلاك وفوقه سبعة أفلاك ، وإدريس عليه السلام ما مات إلى الآن ، بل رفعه اللّه مكانا عليا . 
( 4 ) يشير إلى قوله تعالىوَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ ، فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِوالبرهان على قدر الصادق في اجتهاده .

" 91 "

لنا وكما قال من قال فيه ، فإن اللّه عند قول كل قائل ، ولهذا ما دعونا الناس إلا إلى كلمة التوحيد لا إلى التوحيد ، ومن تكلم في الحق من نظره ، ما تكلم في محظور ، فإن الذي شرع لعباده " توحيد المرتبة " وما ثمّ إلا من قال بها ؛ 
قلت : فالمشركون ؟ 
قال : ما أخذوا إلا بالوضع ، فمن حيث كذبوا في أوضاعهم واتخذوها قربة ، ولم ينزلوها منزلة صاحب تلك الرتبة الأحدية ، قلت : فإني رأيت في واقعتي شخصا بالطواف أخبرني أنه من أجدادي ، وسمى لي نفسه ، فسألته عن زمان موته ، 
فقال لي : أربعون ألف سنة ، فسألته عن آدم لما تقرر عندنا في التاريخ لمدته ، فقال لي : عن أي آدم تسأل ، عن آدم الأقرب " 1 " ؟ 
فقال : صدّق إني نبي اللّه ، ولا أعلم للعالم مدة نقف عندها بجملتها ، إلا أنه بالجملة لم يزل خالقا ، ولا يزال دنيا وآخرة ، والآجال في المخلوق بانتهاء المدد ، لا في الخلق ، فالخلق مع الأنفاس يتجدد ، فما أعلمناه علمناهوَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَفقلت له : فما بقي لظهور الساعة ؟ 
فقال :اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَقلت : فعرفني بشرط من شروط اقترابها ، 
فقال : وجود آدم من شروط الساعة ، قلت : فهل كان قبل الدنيا دار غيرها ؟ قال : دار الوجود واحدة ، والدار ما كانت دنيا إلا بكم ، والآخرة ما تميزت عنها إلا بكم ، وإنما الأمر في الأجسام ، أكوان واستحالات ، وإتيان وذهاب ، لم يزل ولا يزال ؛ 
قلت : ما ثمّ ؟ قال : ما ندري وما لا ندري ، قلت : فأين الخطأ من الصواب ؟ 
قال : الخطأ أمر إضافي ، والصواب هو الأصل ، فمن عرف اللّه وعرف العالم ، عرف أن الصواب هو الأصل المستصحب الذي لا يزال ، وأن الخطأ بتقابل النظرين ، ولا بد من التقابل ، فلا بد من الخطأ ، فمن قال بالخطأ قال بالصواب ، ومن قال بعدم الخطأ قال صوابا ، وجعل الخطأ من الصواب ، قلت : من أي صفة صدر العالم ؟ قال : من الجود ، قلت : هكذا سمعت بعض الشيوخ يقول ، 
قال : صحيح ما قال ، قلت : وإلى ماذا يكون المآل بعد انتقالنا من يوم العرض ؟ قال : رحمة اللّه وسعت كل شيء ، قلت : أي شيء ؟ 
قال : الشيئين ، فالباقي أبقاه برحمته ، والذي أوجده أوجده برحمته ، 
ثم قال : محالّ العوارض ثابتة في وجودها ، والعوارض تتبدل عليها بالأمثال والأضداد ، قلت : ما الأمر الأعظم ؟ 
قال : العالم به أعظم ؛
..........................................................................................
( 1 ) راجع كتابنا الرؤيا والمبشرات - أصل كل شيء آدمه - .

" 92 "

ثم ودعته وانصرفت ، فنزلت بهارون عليه السلام " 1 " ، 
فوجدت يحيى قد سبقني إليه ، فقلت له : ما رأيتك في طريقي ، فهل ثمّ طريق أخرى ؟ 
فقال : لكل شخص طريق لا يسلك عليها إلا هو ، قلت : فأين هي هذه الطرق ؟ فقال : تحدث بحدوث السلوك ؛ فسلمت على هارون عليه السلام ، فرد وسهل ورحب وقال : مرحبا بالوارث المكمل ، قلت : أنت خليفة الخليفة " 2 " مع كونك رسولا نبيا ؟ 
فقال : أما أنا فنبي بحكم الأصل ، وما أخذت الرسالة إلا بسؤال أخي ، فكان يوحى إلي بما كنت عليه ؛ قلت : يا هارون ، إن ناسا من العارفين زعموا أن الوجود ينعدم في حقهم ، فلا يرون إلا اللّه ، ولا يبقى للعالم عندهم ، ما يلتفتون به إليه في جنب اللّه ، ولا شك أنهم في المرتبة دون أمثالكم ، وأخبرنا الحق أنك قلت لأخيك في وقت غضبه فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ فجعلت لهم قدرا ، وهذا حال يخالف حال أولئك العارفين ، فقال : صدقوا ، فإنهم ما زادوا على ما أعطاهم ذوقهم ، ولكن انظر ، هل زال من العالم ما زال عندهم ؟ 
قلت : لا ؛ قال : فنقصهم من العلم بما هو الأمر عليه على قدر ما فاتهم ، فعندهم عدم العالم ، فنقصهم من الحق على قدر ما انحجب عنهم من العالم ، فإن العالم كله هو عين تجلي الحق لمن عرف الحق فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ بما هو الأمر عليه .

فليس الكمال سوى كونه *** فمن فاته ليس بالكامل 
فيا قائلا بالفناء اتئد *** وحوصل من السنبل الحاصل 
ولا تركنن إلى فائت *** ولا تبع النقد بالآجل 
ولا تتبع النفس أغراضها *** ولا تمزج الحق بالباطل
ثم ودعته ونزلت بموسى عليه السلام " 3 " ، 
فسلمت عليه ، فرد وسهل ورحب ، فشكرته على ما صنع في حقنا ، مما اتفق بينه وبين نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم ، في المراجعة في حديث فرض الصلوات ، فقال لي : هذه فائدة علم الذوق ، فللمباشرة حال لا يدرك إلا بها ، 
قلت : ما زلت تسعى في حق الغير حتى صحّ لك الخير كله ، قال : سعي الإنسان في حق
..........................................................................................
( 1 ) يشير إلى السماء الخامسة . 
( 2 ) قول موسى لهارون عليهما السلاماخْلُفْنِي فِي قَوْمِي. 
( 3 ) يشير إلى السماء السادسة .

" 93 "

الغير ، إنما يسعى لنفسه في نفس الأمر ، فما يزيده ذلك إلا شكر الغير ، والشاكر ذاكر للّه بأحب المحامد للّه ، والساعي منطّقه بتلك المحامد ، فالساعي ذاكر للّه بلسانه ولسان غيره [ قال اللّه تعالى لموسى عليه السلام " اذكرني بلسان لم تعصني به " فأمره أن يذكره بلسان الغير ، فأمره بالإحسان والكرم ] ، 
ثم قلت له : إن اللّه اصطفاك على الناس برسالته وبكلامه ، وأنت سألت الرؤية ، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول : " إن أحدكم لا يرى ربه حتى يموت " 
فقال : وكذلك كان ، لما سألته الرؤية أجابني فخررت صعقا ، فرأيته تعالى في صعقتي ، قلت : موتا ؟ قال : موتا ؛ 
قلت : فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شك في أمرك إذا وجدك في يوم البعث ، فلا يدري ، أجوزيت بصعقة الطور فلم تصعق في نفخة الصعق ، فإن نفخة الصعق ما تعم ؟ 
فقال : صدقت ، كذلك كان ، جازاني اللّه بصعقة الطور ، فما رأيته تعالى حتى مت ، ثم أفقت فعلمت من رأيت ، 
ولذلك قلت تُبْتُ إِلَيْكَ فإني ما رجعت إلا إليه ، فقلت : أنت من جملة العلماء باللّه ، فما كانت رؤية اللّه عندك حين سألته إياها ؟ 
فقال واجبة وجوبا عقليا ؛ 
قلت : فبما ذا اختصصت به دون غيرك ؟ 
قال : كنت أراه وما كنت أعلم أنه هو ، فلما اختلف عليّ الموطن ورأيته ، علمت من رأيت ، فلما أفقت ما انحجبت ، واستصحبتني رؤيته إلى أبد الأبد ، فهذا الفرق بيننا وبين المحجوبين عن علمهم بما يرونه ، فإذا ماتوا رأوا الحق ، فميزه لهم الموطن ، فلو ردوا لقالوا مثل ما قلنا ، قلت : فلو كان الموت موطن رؤيته ، لرآه كل ميت ، وقد وصفهم اللّه بالحجاب عن رؤيته ، قال : نعم هم المحجوبون عن العلم به أنه هو ، وإذا كان في نفسك لقاء شخص لست تعرفه بعينه ، وأنت طالب له من اسمه وحاجتك إليه ، فلقيته وسلمت عليه ، وسلم عليك في جملة من لقيت ، ولم يتعرف إليك ، فقد رأيته وما رأيته ، فلا تزال طالبا له ، وهو بحيث تراه ، فلا معول إلا على العلم ، 
ولهذا قلنا في العلم : إنه عين ذاته ، إذ لو لم يكن عين ذاته ، لكان المعول عليه غيرا له ، ولا معول إلا على العلم ، 
قلت : إن اللّه دلك على الجبل ، وذكر عن نفسه أنه تجلى للجبل ، 
فقال : لا يثبت شيء لتجليه ، فلا بد من تغير الحال [ فكان الدك للجبل كالصعق لموسى ، يقول موسى : فالذي دكه أصعقني ] 
قلت له : إن اللّه تولى تعليمي ، فعلمت منه على قدر ما أعطاني ، فقال : 
هكذا فعله مع العلماء به ، فخذ منه لا من الكون ، فإنك لن تأخذ إلا على قدر استعدادك ،

" 94 "

فلا يحجبنك عنه بأمثالنا ، فإنك لن تعلم منه من جهتنا ، إلا ما نعلم منه من تجليه ، فإنا لا نعطيك منه إلا على قدر استعداك ، فلا فرق ، فانتسب إليه ، فإنه ما أرسلنا إلا لندعوكم إليه لا لندعوكم إلينا ، فهيكَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ ، أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً ، وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِقلت : كذا جاء في القرآن ، قال : وكذلك هو ، قلت : بماذا سمعت كلام اللّه ؟ 
قال : بسمعي ، قلت : وما سمعك ؟ قال : هو ، قلت : فبما ذا اختصصت ؟ 
قال : بذوق في ذلك لا يعلمه إلا صاحبه ، قلت له : فكذلك أصحاب الأذواق ؟ 
قال : نعم ، والأذواق على قدر المراتب ، ثم ودعته وانصرفت ، فنزلت بإبراهيم الخليل عليه السلام " 1 " ، 
فسلمت عليه فرد وسهل ورحب ، فقلت : يا أبت لم قلت : بل فعله كبيرهم ؟ 
قال : لأنهم قائلون بكبرياء الحق على آلهتهم التي اتخذوها ، قلت : فإشارتك بقولك هذا ؟ 
قال : أنت تعلمها ، قلت : إني أعلم أنها إشارة ابتداء ، وخبره محذوف ، يدل عليه قولك : بل فعله كبيرهم ، هذا فاسألوهم ، إقامة الحجة عليهم منهم ؛ فقال : ما زدت على ما كان عليه الأمر ، قلت : فما قولك في الأنوار الثلاثة ، أكان عن اعتقاد ؟ 
قال : لا بل عن تعريف ، لإقامة الحجة على القوم ، ألا ترى إلى ما قال الحق في ذلك وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ؟ 
وما كان اعتقاد القوم في الإله إلا أنه نمروذ بن كنعان ، لم تكن تلك الأنوار آلهتهم ، ولا كان نمروذ إلها عندهم لهم ، وإنما كانوا يرجعون في عبادتهم لما نحتوه آلهة لا إليه ، ولذلك لما قال إبراهيم رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ لم يجرؤ نمروذ أن ينسب الإحياء والإماتة لآلهتهم التي وضعها لهم ، لئلا يفتضح ، فقال أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ فعدل إلى نفسه تنزيها لآلهتهم عندهم ، حتى لا يتزلزل الحاضرون ، 
ولما علم إبراهيم قصور أفهام الحاضرين عما جاء به لو فصّله ، وطال المجلس ، فعدل إلى الأقرب في أفهامهم ، فذكر حديث إتيان اللّه بالشمس من المشرق ، وطلبه أن يأتي بها من المغرب ، فبهت الذي كفر ، فقلت له : هذا إعجاز من اللّه كونه بهت فيما له فيه مقال ، وإن كان فاسدا ، لأنه لو قاله ، قيل له : قد كانت الشمس طالعة من المشرق وأنت لم تكن ، وأكذبه من تقدمه بالسن على البديهة ، فقال : وما المقال ؟ 
قلت : يقول ما نفعل الأمر بحكمك ، ولا نبطل الحكمة لأجلك ؛ قال : صدقت
..........................................................................................
( 1 ) يشير إلى السماء السابعة .

" 95 "

[ فكان بهته إعجازا من اللّه سبحانه ، حتى علم الحاضرون أن إبراهيم عليه السلام على الحق ، ولم يكن لنمروذ أن يدعي الألوهة ] 
ثم رأيت البيت المعمور ، فإذا به قلبي ، وإذا بالملائكة التي تدخله كل يوم ، تجلي الحق له سبحانه الذي وسعه ، في سبعين ألف حجاب من نور وظلمة ، فهو يتجلى فيها لقلب عبده ، لو تجلى دونها ، لأحرقت سبحات وجهه عالم الخلق من ذلك العبد ، فلما فارقته جئت سدرة المنتهى ، فوقفت بين فروعها الدنيا والقصوى ، وقد غشيتها أنوار الأعمال ، وصدحت في ذرى أفنانها طيور أرواح العاملين ، وهي على نشأة الإنسان ، وأما الأنهار الأربعة ، فعلوم الوهب الإلهي الأربعة ، ثم عاينت متكآت رفارف العارفين ، فغشيتني الأنوار ، حتى صرت كلي نورا ، وخلع عليّ خلعة ما رأيت مثلها ، 
فقلت : إلهي الآيات شتات ، فأنزل عليّ عند هذا القول قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا ، وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ ، وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ ، لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 
فأعطاني في هذه الآية كل الآيات ، وقرب عليّ الأمر ، وجعلها لي مفتاح كل علم ، فعلمت أني مجموع من ذكر لي ، وكانت لي بذلك البشرى بأني محمدي المقام ، من ورثة جمعية محمد صلى اللّه عليه وسلم ، فإنه آخر مرسل ، وآخر من إليه تنزل ، آتاه اللّه جوامع الكلم ، وخص بست لم يخص بها رسول أمة من الأمم ، فعم برسالته لعموم ست جهاته ، فمن أي جهة جئت ، لم تجد إلا نور محمد صلى اللّه عليه وسلم ينفهق عليك ، فما أخذ أحد إلا منه ، ولا أخبر رسول إلا عنه ، 
فعندما حصل لي ذلك ، قلت : حسبي حسبي ، قد ملأ أركاني ؛ فما وسعني مكاني ، وأزال عني به إمكاني ، فحصّلت في هذا الإسراء معاني الأسماء كلها ، فرأيتها ترجع إلى مسمى واحد ، وعين واحدة ، فكان ذلك المسمى مشهودي ، وتلك العين وجودي ، فما كانت رحلتي إلا فيّ ، ودلالتي إلا عليّ ، ومن هنا علمت أني عبد محض ، ما فيّ من الربوبية شيء أصلا ، وفتحت خزائن منزل التوكل الخامس " 1 " ، 
الذي ما كشفه أحد من المحققين ، لقلة القابلين له ، وقصور الأفهام عن دركه ،
..........................................................................................
 ( 1 ) التوكل الأول أمره تعالى لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بقوله: فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ 
والتوكل الثاني أمره تعالى له بقوله: فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ 
والتوكل الثالث أمره تعالى له بقوله: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ 
والتوكل الرابع أمره تعالى له بقوله: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ 
والتوكل الخامس في ترتيب القرآن هو أمره تعالى له صلى اللّه عليه وسلم بقوله: فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا.

" 96 "

فرأيت فيها من العلوم ، علم أحدية عبودية التشريف ، ولم أكن رأيته قبل ذلك ، وإنما كنت رأيت جمعية العبودية ، ورأيت علم الغيب بعين الشهادة ، وأين منقطع الغيب من العالم ، ويرجع الكل في حق العبد شهادة ، وأعني بالغيب غيب الوجود ، أي ما هو في الوجود وهو مغيب عن بعض الأبصار والبصائر " 1 " ، 
وأما غيب ما ليس بموجود ، فمفتاح ذلك الغيب لا يعلمه إلا هو تعالى ، ورأيت فيه علم القرب والبعد ، ممن وعمن ؟ 
ورأيت فيه علم خزائن مزيد العلوم ، وتنزلها على قلوب العارفين ، وبمن تحق " 2 " ، 
ومن يقسمها على القلوب ، وما ينزل منها عن سؤال وعن غير سؤال ، فإذا سأل الإنسان مزيد العلم ، فليسأل كما أمر اللّه تعالى نبيه أن يسأل ، إذ قال له وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً فنكر ولم يعين ، فعمّ ، فأي علم نزل عليه دخل تحت هذا السؤال ، فإن النزول عن سؤال أعظم لذة من النزول عن غير سؤال ، فإن في ذلك إدراك البغية وذلة الافتقار ، وإعطاء الربوبية حقها والعبودة حقها ، فإن العبد مأمور أن يعطي كل شيء حقه ، كما أعطى اللّه كل شيء خلقه ، وفي العلم المنزل عن السؤال من علو المنزلة ، ما لا يقدر قدر ذلك إلا اللّه ، ورأيت علم حصر الآيات في السمع والبصر ، فإما شهود وإما خبر ، ورأيت التوراة وعلم اختصاصها بما كتبها اللّه بيده ، وتعجبت من ذلك ، كيف كتبها بيده ، ولم يحفظها من التبديل والتحريف الذي حرفه اليهود وأصحاب موسى ؟ ! 
فلما تعجبت من ذلك ، قيل لي في سري - أسمع الخطاب ، بل أرى المتكلم وأشهده ، في اتساع رحمة أنا فيها واقف ، وقد أحاطت بي - فقال لي : أعجب من ذلك ، أن خلق آدم بيديه ، وما حفظه من المعصية ولا من النسيان ، وأين رتبة اليد من اليدين ؟ ! 
فمن هذا فاعجب ! ! وما توجهت اليدان إلا على طينته وطبيعته ، وما جاءته الوسوسة إلا من طبيعته ، وعلى طبيعته توجهت اليدان ، ثم مع هذا فما حفظه مما حمله في طينته من عصاة بنيه ، فلا تعجب لتغيير اليهود التوراة ، فإن التوراة ما تغيرت في نفسها ، وإنما كتابتهم إياها وتلفظهم بها ، لحقه التغيير ، فنسب مثل ذلك إلى كلام اللّه ، فقال يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أن كلام اللّه معقول عندهم ، 
وأبدوا في الترجمة عنه خلاف ما هو في
..........................................................................................
( 1 ) مثل الملائكة والجن والجنة والنار . 
( 2 ) أي : تحيط .

" 97 "


صدورهم عندهم ، وفي مصحفهم المنزل عليهم ، فإنهم ما حرفوا إلا عند نسخهم من الأصل ، وأبقوا الأصل على ما هو عليه ، ليبقى لهم العلم ولعلمائهم ، وآدم مع اليدين عصى بنفسه ، ولم يحفظ حفظ كلام اللّه ، فهذا أعجب ، وإنما عصم كلام اللّه ، لأنه حكم ، والحكم معصوم ، ومحله العلماء به ، فما هو عند العلماء محرف ، وهم يحرفونه لأتباعهم ، 
وآدم ما هو حكم اللّه ، فلا يلزمه العصمة في نفسه ، وتلزمه العصمة فيما ينقله عن ربه من الحكم - إذا كان رسولا - هو وجميع الرسل ، وهذا علم شريف ، فإن اللّه ما جعل في العالم هدى ، لا يصح أن يعود عمى ، فإنه أبان لمن أوصله إليه ، فما اتصف بالعمى إلا من لم يصل إليه الهدى من ربه ، 
ومن قيل له : هذا هدى ، لا يقال إنه وصل إليه ، حتى يكون هو الذي أنزل عليه الهدى ، وحصل له العلم بذلك ، فإن هذا لا يكون عنده عمى أبدا ، فما استحب العمى على الهدى ، إلا من هو مقلد في الأمرين لأبناء جنسه ، فالعمى يوافق طبعه ، والهدى يخالف طبعه ، فلذلك يؤثره عليه ، 
ورأيت فيها علم " من اتأد وعلى اللّه اعتمد " وهذا هو التوكل الخامس ، 
وهو قوله تعالى في سورة المزمل فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا، ورأيت فيها علم ما ينال بالورث ، وعلم ما ينال بالكسب ، ورأيت فيها علم الفرق بين شكر المكلف وشكر العبد ، 
ورأيت فيها علم تنوع الأحكام لتنوع الأزمان ، فإنه من المحال أن يقع شيء في العالم ، إلا بترتيب زماني ، وتقدم وتأخر ومفاضلة ، لأن اللّه أشهدني أسماءه ، فرأيتها تتفاضل لاشتراكها في أمور ، وتميزها في أمور مع الاشتراك ، وكل اسم لا يقع فيه اشتراك مع اسم ، لا مفاضلة بين ذينك الاسمين، 
فاعلم ذلك ، فإنه علم عزيز ، ورأيت فيها علم تسليط العالم بعضه على بعض ، وما سببه ، فرأيته من حكم الأسماء الإلهية ، في طلبها ظهورها وولايتها ، وما هي عليها من الغيرة ، ورأيتها تستعين بالمشارك لها من الأسماء ، فهي المعانة المعينة ، 
ولذلك خرج الخلق على صورتها ، فمنها المعان والمعين ، ولما وقع الأمر هكذا ، خاطبهم بحكم التعاون فقالوَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوىفيكون ما فطروا عليه عبادة ، فإنهم قد يتعاونون بتلك الحقيقة على الإثم والعدوان ، ورأيت علم الجبر ، فرأيته آخر ما تنتهي إليه المعاذر ، وهو سبب مآل الخلق إلى الرحمة ، 
فإن اللّه يعذر خلقه بذلك فيما كان منهم ، فإنهم لا يبقى منهم إلا التضرع الطبيعي ، ولولا أن نشء الآخرة مثل نشء الدنيا ، ذو جسم طبيعي

" 98 "


وروح ، ما صح من الشقي طلب ولا تضرع ، إذ لو لم يكن هناك أمر طبيعي ، لم يكن للنفس . إذا جهلت من ينبهها على جهلها ، لعدم إحساسها ، إذ لا حس لها إلا بالجزء الطبيعي ، الذي هو الجسد المركب ، وبالجهل شقاؤها ، فكانت النفس بعد المفارقة ، إذا فارقت وهي على جهالة ، كان شقاؤها جهلها ، ولا تزال فيه أبدا ، فمن رحمة اللّه بها ، أن جعل لها هذا المركب الطبيعي في الدنيا والآخرة ، 
وما كل أحد يعلم حكمة هذا المركب ، الذي لا يخلو حيوان عنه ، ورأيت علم الرجعة ، وهو علم البعث وحشر الأجساد في الآخرة ، 
وأن الإنسان إذا انتقل عن الدنيا ، لن يرجع إليها أبدا ، لكنها تنتقل معه بانتقاله ، فمن هذه الدار من ينتقل إلى الجنة ، ومنهم من ينتقل إلى النار ، 
فالنار والجنة تعم الدار الدنيا ونعيمها ، فإنه ما يبقى دار إلا الجنة والنار ، والدنيا لا تنعدم ذاتها بعد وجودها ، ولا شيء موجود ، فلا بد أن يكون في الدارين أو في أحدهما ، فأعطى الكشف أن تكون مقسمة بين الدارين ، وقد ورد في الخبر النبوي من ذلك ما فيه غنية ، وكان بعض الصحابة يقول : 
" يا بحر متى تعود نارا " وهو الحميم الذي يشربه أهل النار ، وقوله صلى اللّه عليه وسلم في الأنهار الأربعة إنها من الجنة ، فذكر سيحان وجيحان والنيل والفرات ، " وما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة " ومجالس الذكر حيث كانت روضات من روضات الجنة ، 
والأخبار في ذلك كثيرة ، ولسنا من أهل التقليد بحمد اللّه ، بل الأمر عندنا كما آمنا به من عند ربنا ، شهدناه عيانا ، ورأيت فيها علم مرتبة قول النبي صلى اللّه عليه وسلم : " إني مكاثر بكم الأمم " وأن ذلك من الشرف والمجد في موطنه ، فلا يهمل مثل هذا ، 
فإن لكل موطن شرفا يخصه ، لا يكون شرفه إلا به ، وهنا زلت جماعة من العارفين ، حيث لم يفرقوا بين شرف النفوس وشرف العقول ، وأنهما لا يتداخلان ، وأن الكمال في وجود الشرفين ، ورأيت فيها علم ما يرى الإنسان إلا ما كان عليه ، سواء عرف ذلك أو جهله ، 
فإنه لا بد أن يشهده ، فيعرفه في الموضع الذي لا ينفعه العلم به ولا مشاهدته إياه ، ورأيت فيها علم التداخل والدور ، وهو أنه لا يكون الحق إلا بصورة الخلق في الفعل ، ولا يكون الخلق فيه إلا بصورة الحق ، فهو دور لا يؤدي إلى امتناع الوقوع ،
 بل هو الواقع الذي عليه الأمر ، فإن اللّه لا يمل حتى تملوا ، فهذا حكم خلق في حق ، وقالفَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ

" 99 "


ضَيِّقاً حَرَجاًفهذا منه ، كما كان عوده ومآله منا ، ورأيت فيها علم منزلة القرآن من العالم ، ولمن جاء ؟ وبما جاء ؟ وإلى أين يعود ؟ 
ورأيت فيها علم التلبيس ، وأن أصله العجلة من الإنسان ، فلو اتّأد وتفكر وتبصر ، لم يلتبس عليه أمر - وقليل فاعل ذلك - ورأيت فيها علم الليل وحده ، والنهار وحده ، والزمان وحده ، واليوم وحده ، والدهر وحده ، والعصر وحده ، والمدة وحدها ، ورأيت فيها علم التفصيل وفيما ظهر ، ورأيت فيها علم ما لزم الإنسان من حكم اللّه الذي فصله الشرع ، فلا ينفك عنه ، ورأيت فيها علم تقابل النسختين ،
 وأن الإنسان في نفسه كتاب ربه ، ورأيت فيها علم سبب وجوب العذاب في الآخرة ، وهو جلي ، والعلم الخفي إنما هو في وجود سبب عذاب الدنيا ، ولا سيما في حق الطفل الرضيع ، وهل الطفل الرضيع وجميع الحيوان ، لهم تكليف إلهي برسول منهم في ذواتهم ، لا يشعر به ؟ 
وأن الصغير إذا كبر وكلف ، لا يشعر ولا يتذكر تكليفه في حال صغره ، لما يقوم به من الآلام وبالحيوان ، فإنه تعالى ما يعذب ابتداء ، ولكن يعذب جزاء ، فإن الرحمة لا تقتضي في العذاب إلا الجزاء للتطهير ، ولولا التطهير ما وقع العذاب ، وهذا من أسرار العلم الذي اختص اللّه به من شاء من عباده ، ولكل أمة رسول ،وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ، وما من شيء في الوجود إلا وهو أمة من الأمم ، قال تعالىوَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْفي كل شيء ، 
وقال صلى اللّه عليه وسلم في الكلاب : " إنها أمة من الأمم " فعمت الرسالة الإلهية جميع الأمم ، صغيرهم وكبيرهم ، فما من أمة إلا وهي تحت خطاب إلهي ، على لسان نذير بعث إليها منها وفيها ، 
ورأيت فيها علم حكم الوجوب الموسع المخيّر ، كأوقات الصلوات والتخيير في الكفارات ، ورأيت فيها علم كون الحق مع إرادة العبد لا يخالفه ، وهذه الصفة بالعبد أولى ، فكما أمر اللّه عبده فعصاه ، كذلك دعاه عبده فلم يجبه فيما سأل فيه ، كما أمره فلم يطعه ، ألا ترى الملائكة لما لم تعص أمر اللّه ، أجابها اللّه في كل ما سألته فيه ، حتى إن العبد إذا وافق في الصلاة تأمينه تأمين الملائكة غفر له ، ورأيت فيها عموم العطاء الإلهي ، 
وأنه من الكرم الإلهي إتيان الكبائر في العالم المكلّف ، فإنه لا بد لطائفة من التبديل ، فيبدل بها كبير بكبير .
إحياء نفس بقتل نفس *** في كل نوع وكل جنس

" 100 "
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الإثنين 12 أبريل 2021 - 22:24 عدل 2 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 12 أبريل 2021 - 22:13 من طرف عبدالله المسافربالله

إسراء الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي جمع وتأليف محمود محمود الغراب

فمن الناس من يبدل له بالتوبة والعمل الصالح ، ومن الناس من يبدل له بعد أخذ العقوبة حقها منه ، وسبب إنفاذ الوعيد في حق طائفة ، حكم المشيئة الإلهية ، فإذا انتهت المدة ، طلبت المشيئة في أولئك تبديل العذاب الذي كانوا فيه ، بالنعيم المماثل له ، 
فإن حكم المشيئة أقوى من حكم الأمر ، وقد وقع التبديل بالأمر ، فهو بالإرادة أحق بالوقوع ، وستر اللّه هذا العلم عن بعض عباده ، 
وأطلع عليه من شاء من عباده ، وهو من علم الحكمة ، التي من أوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا ، 
ولذلك قال الحق تعالى وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماًغفورا أي يستر ، رحيما بذلك الستر ، بعد قوله فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وقال في المسرفينلا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ فجاء بالمغفرة والرحمة في حق التائب وصاحب العمل الصالح ، كما جاء بهما في المسرفين الذين لم يتوبوا ، ونهاهم عن القنوط ، وأكد بقوله :جَمِيعاًوأكثر من هذا الإفصاح الإلهي في مآل عباده إلى الرحمة ما يكون ، مع عمارة الدارين الجنة وجهنم ، وأن لكل واحدة منهما ملأها ، لا يخرجون منها ، فعطاء اللّه لا مانع له ، وإنما الاسم المانع إنما متعلقه ، أن نعيم زيد ممنوع عن عمرو ، كما أن نعيم عمرو ممنوع عن زيد ، فهذا حكم المانع ، لا أنه يمنع شمول الرحمة " 1 " ، 
ورأيت فيها علم الفرق بين مفاضلة المفضولين في الدنيا وبينهم في الآخرة ، ورأيت فيها علم من ترك ما هو عليه ، لماذا ترك وسببه ؟ 
ورأيت فيها علم أن اللّه هو المعبود في كل معبود ، من خلف حجاب الصورة " 2 " ، 
ورأيت فيها علم الرفق بالعالم ، ومعاملة كل صنف بما يليق به من الرفق ، ورأيت فيها علم ما يجني الإنسان إلا ثمرة غرسه لا غير ، 
ورأيت فيها علم الحدود في التصرفات ومقاديرها وأوزانها ، ورأيت فيها علم التخلق بالأخلاق الإلهية من كونه ربا خاصة ، 
ورأيت فيها علم حكم مرتبة الجزء من الكل ، وإن كان الجزء على صورة الكل " 3 " ، 
ورأيت فيها علم نتاج المقدمتين الفاسدتين علما صحيحا ، مثل كل إنسان حجر ، وكل حجر حيوان ، فكل إنسان حيوان ، فلم يلزم من فساد المقدمتين ، أن لا تكون
..........................................................................................
( 1 ) راجع كتابنا ترجمة حياة الشيخ ص 230 طبعة أولى - ص 226 طبعة ثانية . 
( 2 ) راجع كتابنا ترجمة حياة الشيخ ص 220 طبعة أولى - ص 216 طبعة ثانية . 
( 3 ) الإنسان على صورة العالم والإنسان جزء من العالم .

" 101 "


النتيجة صحيحة ، وهذا لا يعرف ميزانه ، ورأيت فيها علم تأثير المثل في مثله ، بماذا أثر فيه وليس أحدهما بأولى من الآخر ؟ 
ولا أحق بنسبة التأثير إليه ، والمثلان ضدان ، فافهم ، ورأيت فيها علم العبث ، وكيف يصح مع قوله تعالىوَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلًاوالعبث فيما بينهما ، فبأي نظر يكون عبثا ، وبأي نظر لا يكون باطلا ، 
وقول اللّه تعالى أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً فقيد ، وما قيد الباطل ، ورأيت علم فضل الذكور على الإناث ، وهي مفاضلة عرضية لا ذاتية ، ورأيت فيها علم أحكام المحالّ والحال ، والمكان والمتمكن فيه ، ورأيت فيها علم الحجب المانعة من التأثير الإلهي في المحجوب بها ، ورأيت فيها علم سلطنة الأحدية ، وأنه لا يبقى لسلطانها أحد ، وهل يصح فيها تجل أم لا ؟ 
فالذي قال بالتجلي فيها ما يريد ؟ 
هل أحدية الواحد أو أحدية المجموع ؟ 
وكذلك من لا يقول بالتجلي فيها ، هل يريد أحدية الواحد أو أحدية المجموع ؟ 
ورأيت فيها علم آداب السماع وترك الكلام عنده ، ورأيت علم إلحاق الأدنى بالأعلى في حكم ضرب المثل له ، ومن هو هذا الأعلى ؟ 
وبماذا كان أعلى ؟ 
ورأيت فيها علم المجبور على الثناء على من كان يذمه قبل الجبر ، ورأيت فيها علم السبب المانع الذي يمنع العاقل من سلوك الأسدّ والأخذ بالأولى والأحق ، ورأيت فيها علم العروج والنزول من الشخص الواحد لاختلاف الأحوال ، 
ومن نزل لماذا نزل ؟ 
ومن أنزله ؟ 
ومن صعد لماذا صعد ؟ 
ومن أصعده ؟ 
ورأيت فيها علم أحوال الناس في البرزخ ، فإنه تقابلت فيه الأخبار ، فهل يعم التقابل أو يخص ؟ 
وهل العموم والخصوص في الزمان أو في الأشخاص ؟ 
ورأيت فيها علم ما فائدة الآيات التي لا تأتي للإعجاز ، فلأي شيء أتت ؟ " 1 " 
ورأيت فيها علم ما السبب الذي أجرأ الضعيف من جميع الوجوه ، على القوي من جميع الوجوه ، مع علمه بأنه قادر على إهلاكه ، ورأيت فيها علم طاعة إبليس ربه في كل شيء إلا السجود لآدم ، وما ذكر آدم بأنه عصى نهي اللّه ، 
وقيل في إبليس أبى ، ولم يقل فيه عصى أمر اللّه ، هل ذلك شرف يرجع لآدم لكونه على الصورة ، وما لإبليس هذا المقام ؟ 
وذكر اللّه في آدم أنه عصى ربه ، فذكر من عصى ، ولم يذكر في حق
..........................................................................................
( 1 ) الآية التي يأتي بها الولي المسماة كرامة ، لا تكون على سبيل الإعجاز والتحدي ، بل هي تصديق لمعجزة نبي خلت .

" 102 "


إبليس إلا أبى ، ولم يذكر أنه أبى امتثال أمر ربه ، وفي آية أخرى قيللَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَوفي آية أخرى قيلاسْتَكْبَرَوفي آية أخرى قالأَ أَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً وفي آية أخرى قيل أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ فانظر ما أفادك الحق في هذه الآيات ، وما في طيها من الأسرار ، ورأيت فيها علم الاغترار ، ورأيت فيها علم من فضل آدم من المخلوقين ، وأن فضله لم يعم ، 
وهكذا أخبرني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في واقعة رأيتها " 1 " ، 
وهكذا أخبر الخليل إبراهيم عليه السلام شيخنا أبامدين ، بأن فضل آدم لم يعم ، ورأيت فيها علم الإمامة والإمام ، ورأيت فيها علم أن الدنيا عنوان الآخرة ، وضرب مثال لها ، وأن حكم ما فيها هو أتم وأكمل في الآخرة ، 
ورأيت فيها علم السبب الذي لأجله يميل قلب صاحب العلم بالشيء ، عما يعطيه علمه ، وما حكمه ؟ ورأيت فيها علم سنة اللّه في عباده لا تتبدل ، 
ورأيت فيها علم توقيت محادثة الحق ، التي لا بد لصاحب العناية منها ، والجمع بين الشهود والمحادثة ، وما يكون من المحادثة مسامرة ، وأن الحق لا يمتنع من المسامرة ، ويمتنع من المحادثة في أوقات ما ، وهي خطاب إلهي من العبد للّه ومن اللّه للعبد ، وما ينتج هذا العلم لمن علمه يوم القيامة ، ورأيت فيها علم أحوال الصادقين في حركاتهم ، في الدخول إلى الحضرة الإلهية من العالم ، والخروج منها إلى العالم ، وممن تمكن في هذا المقام أبو يزيد البسطامي ، 
ورأيت فيها علم تشخص العدم ، حتى يقبل الحكم عليه بما يؤثر فيه الوجود ، وإن لم يكن كذلك فلا يعقل " 2 " ، 
وصورته صورة تجلي الحق ، في أي صورة ظهر ، يحكم عليه بما يحكم به على تلك الصورة التي تجلى فيها ، ويستلزمه حكمها ، ومن ذلك نسب إليه تعالى ما نسب ، من كل ما جاءنا في الكتاب والسنة ، ولا يلزم التشبيه ، 
ورأيت فيها علم الطب الإلهي ، في الأجسام الطبيعية لا في الأخلاق ، وقد يكون في الأخلاق ، فإن مرض النفس بالأخلاق الدنية ، أعظم من مرض الأجسام الطبيعية ، ورأيت فيها علم ما لا يتعدى العامل ما يقتضيه طبعه ومزاجه ، إن كان ذا مزاج ، فإن كان العامل ممن لا مزاج له ، فإن عمله بحسب ما هو عليه في ذاته ، ورأيت فيها علم حكم من يسأل عما يعلم ، فيجيب أنه لا
..........................................................................................
( 1 ) ما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي - الحديث - أخرجه أحمد والترمذي . 
( 2 ) راجع حكم الخيال في جميع الحضرات الوجودية ص 15 .

" 103 "


يعلم ، فيكون ذلك علما به عند السائل ، أنه يعلم ما سأله عنه ، فإن أجابه بما يعلم كما هو الأمر في نفسه وعليه ، علم أنه لا يعلم المجيب ما سأل عنه السائل " 1 " ، 
ورأيت فيها علم التعاون على حصول العلم إذا وجد ، هل يحصل به كل علم يتعاون عليه ، أو يحصل به علم بعض العلوم دون بعض ؟ ورأيت فيها علم سبب وضع الشرائع وإرسال الرسل ، ورأيت فيها علم التحكم على الرسل ما سببه ؟ 
وهل هو محمود أو مذموم ، أو لا محمود ولا مذموم ، أو في موطن محمود وفي موطن مذموم ؟ 
ورأيت فيها علم المانع من وقوع الممكنات دفعة واحدة ، أعني ما وقع منها ، وهل ذلك ممكن أم لا ؟ 
وفيما يمكن ذلك ، وفيما لا يمكن ، والذي يمكن فيه هل وقع أم لا ، وما ثمّ إلا جوهر أو عرض ، حامل ومحمول ، قائم بنفسه وغير قائم بنفسه ، فيدخل في ذلك التقسيم الجسم وغيره ؟ 
وهل الجسم مجموع أعراض وصفات ؟ 
والجوهر كذلك ، أم ليس كذلك ؟ 
ورأيت فيها علم مرتبة التسعة من العدد ، ورأيت فيها علم تعارض الخصمين ، ما أداهما إلى المنازعة ؟ 
هل أمر وجودي أو عدمي ؟ 
ورأيت فيها علم الحق المخلوق به ، ورأيت فيها علم تسمية الاسم الواحد من الأسماء بجميع الأسماء ، كما ذهب إليه صاحب خلع النعلين ، أبو القاسم بن قسيّ رحمه اللّه ، في كتاب خلع النعلين ، ورأيت فيها علم مراتب المحامد وعواقبها ، واللّه يقول الحق وهو يهدي السبيل . 
( ف ح 3 / 345 )


العروج الثاني : يقول رضي اللّه عنه 
خرجت ، أبقاكم اللّه ووقاكم ، من روحانية اسم كريم من الأسماء ، إلى اسم آخر ليصعد بي إلى السماء ، فعند ما تجردت عن هذه السدفة الترابية ، لاحت لنا أعلام المشاهدة الغيبية ، فركبنا الجادة ، وسألنا المادة ، واستعذنا من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب وروعة الحذر ، وقطعناها علما علما ، واتخذناها لمعراجنا سلّما ، حتى وصلنا السماء المتوسطة ، والحضرة العادلة المقسطة ، سماء النبي أبي العلاء والمباهاة ( يعني إدريس عليه السلام ) وهما أسنى الآباء والأمهات في إيجاد الحياة ، فلما وصلنا هذه السماء المطلوبة ، واستأذن لنا صاحب
..........................................................................................
( 1 ) كسؤال جبريل عليه السلام النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الساعة .

" 104 "


الحكمة المحبوبة ، فأذن السيد فدخلنا ، وقام لقدومنا وقعدنا ، 
وقال : من أين جاء الركب المحفوظ ؟ المصان الملحوظ ، فقلنا : من بلد الجسد الغريب ، 
فقال : مرحبا بالزائرين من بلد الحبيب ، ما أحسنها من مدينة حصينة قامت أركانها على التربيع " 1 " ، 
وجعل سلطانها من العالم البديع ، وهذا العالم على جنسين : رفيع ونازل ، 
وهذا السلطان من الجنس الرفيع ، وقامت بها الصفات الإلهية ، فدعيت بالحي العالم المريد القادر ، المتكلم البصير السميع ، وأحكمت بتسع قوى من صفة غاذية ونامية ومصورة ، وناطقة وعاملة وحافظة ومفكرة ، ومخيلة ومحسة فجاءت حسنة الترصيع ، وأتقنت بقوة تجذب المنافع وقوة تمسكها ، وقوة تهضم ما حصل في المعدة خوفا من المضار وقوة تدفعها ، وشرح ترتيب هذه المدينة يطول " 2 " ، 
لكثرة ما فيها من الفصول ، لكنها جمعت حقائق المحدثات ، وبعض الحقائق الإلهيات ، ما خلق اللّه خلقا أشرف منها ، ولا أحدث حكم عن أحد مثل ما أحدث عنها ، أوتيت جوامع الكلم وأودعت فنون الحكم ، يا طول شوقي إليها ، ويا حسرتي عليها ، ما أشتهي قيام الساعة إلا لردي إليها ، ونزولي عليها ، وهي مدينة لا يعرف قدرها إلا من عرف سر القدر ، ولهذا جهلتها أرباب الفكر ، هي بوطيقى الحكمة ، وموسيقى النغمة ، وبرزخ النور والظلمة ، لا زالت آفاقها سافرة ، وأطباقها دائرة ، فخدم الجلساء والحجّاب ، وسجدوا لظل الحجاب ، ثم رفعوا ، وأصاخوا وأقنعوا ، وعاد إلى الكلام السيد الإمام ، والنسابة العلام ، وقال : عرفتم أن هذا المحل الأسنى لا يجوز عليه التكليف ، ولا يتحكم عليه لطيف ولا كثيف ، أين المفصح عنا ببعض ما نحن عليه ؟ والمترجم عنا ببعض ما قررناه لديه ؟ 
فرفع لنا بيت من الذهب الأحمر ، قد فتق بالمسك وجمّر بالعنبر ، ونصب فيه منبر من الياقوت الأحمر ، وخرج الترجمان وعلى رأسه تاج من اللؤلؤ والجوهر ، وقد حفت به أقاويل الملأ الأعلى ، وروحانيات السماوات العلى ، وما بقي روح إلا حضر ، ولا ملك محجوب إلا ظهر ، وسطع الشعاع ، وعم القاع والبقاع ، وسرت الضياءات ، وأشرقت الأنوار وازدانت السماوات ، وظهر سلطان الاستواآت ، وتعالى العلاء ، وقام البناء ، وخلص الولاء ، وتمكن الصفاء ، وعظم الإشراق ، وتلألأت
..........................................................................................
( 1 ) الأركان الأربعة الماء والهواء والتراب والنار . 
( 2 ) يشير بالمدينة إلى الإنسان وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ.

" 105 "


الآفاق ، وتفجرت الجداول ، وأخذت مراتبها الأقاول ، وصعد الخطيب المصقع منبره ، وحمى أثره ، وإذا به معتدل النشأة ، حسن الهيئة ، وضاح الجبين ، أشم العرنين ، سبط البنان ، ذرب اللسان ، من أهل أرين " 1 " ، 
وداره بعليين ، في أحسن تقويم ، يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ، مستدير الوجه الأغر ، كأنما فقىء حب الرمان في خده فاحمر ، فسلم ولم يشر ببنانه ، وضرب بلسانه أرنبة أنفه وأداره في شدقه ثم شرع في بيانه ، 
فقال : الحمد للّه الذي كان ولا شيء معه ، وهو على ما عليه كان ، ثم أبدع العالم واخترعه ، ولم يرجع إليه أثر من خلقه الكيان ، أوجد ما علم من ذاته لا من شيء ، وأخرجها من غير شيء كانت فيه ولا خبء ، وكان موصوفا بالوجود ، قبل كل موجود ، ولا قبل إلا من حيث العبارة ، ولا كان إلا من حيث الإشارة ، والمنهج القويم ، في معرفة ارتباط المحدث بالقديم ، وليس بينهما بينية ، ولا قبلية ، إذ القبل مخلوق إضافي ، وامتداد زماني ، ولو حققتم مراتب الموجودات لاستحال عندكم وجود الأزمان ، والتقدم بالمكان ، وقضيتم فيها بالإحالة بعد الإمكان ، فمن ثبت قدمه استحال عليه إطلاق صيغ الأزمان ، والإشارة بصيغ المكان ، إلا من طريق المجاز على الجواز ، لما في عالم العبارة من العجز والقصور في ذلك المقام من العلو والإعزاز ، فنطلقها عليه للعقول المعقولة بأفكارها ، لتجوز منها إلى إدراك المعاني المقدسة المؤسسة في فطرها ، 
ولولا الإمداد لهذه العقول المتعطشة لمعرفة باريها الحائرة ، ما احتجنا إلى استعمال هذه العبارات القاصرة ، فله الصفات العلى والأسماء الحسنى ، والنبأ الأسنى ، وحجاب العزة الأحمى ، تجلى اسمه الحي فحييت الموجودات ، والقيوم فقامت به الأرض والسماوات ، ومن فيهن من عوالم البقاء والاستحالات ، فعنت لحياته الوجوه ، وسجدت لقيوميته الجباه ، وأقنعت لعظمته الرؤوس ، وتحركت بذكره الشفاه ، وحبا سيدنا هذا بفنون المعارف والأسرار ، ومنحه جزيل العوارف في مطالع الأنوار ، فأداره مع الأفلاك ، وأسرى به مع الأملاك ، فوقف على الآثار الفلكية ، وتحقق بأسرار اللطائف الملكية ، وخاطب كل روحانية بلغتها ، فعرّفته بمكان حكمتها ، فلما حل في أوج العلا ، نزل في خط الاستوا ، خوفا أن ينحرف إلى أحد الميلين فتذهب بعض معارفه ، ويستحيل إلى الكثافة بعض لطائفه ، وعلم
..........................................................................................
( 1 ) أرين مثل خط الاستواء ، وفي اصطلاح الصوفية هو محل الاعتدال في الأشياء .

" 106 "


ما يكون في طمو البحور ، فأودع الحكم في الصخور ، ثم عاد إلى مرقاه الأوسط ، وحل منه في الوسط ، وهو مقامكم الذي أنتم به قاطنون ، وعنه عند انقضاء كلامنا راحلون ، ثم لما وصل محفوظ الجوانب ، ملحوظ المآرب ، نكح المهاة " 1 " ، 
وأمهرها الحياة ، فسرت منه في زوايا وجود الكون ، وتخللت مسالك كل عين ، وقام ميزان العدل ، في قبة الفضل ، وزالت البغضاء ، وارتفعت الشحناء ، وظهر سلطانه في القلوب ، باختصاصات الغيوب ، لا زال مجده سنيّا ، ومكانه عليّا ، ثم نزل ، 
فقلت : يا أبا العلا ( أي إدريس عليه السلام ) لما اختصصت بالقلب ، 
فقال : لكونه الحضرة التي وسعت جلال الرب ، الموضوعة على صورة القلب ، 
قلت : فلم اختص القويّ بها سر المهاة ، فقال : لكونه معدن الحياة ، وسيبدو لك في روحانية كل سماء ، ما يقابله منك من القوى والأعضاء ، 
فقلت له : أريد أن توقفني مشاهدة عين ، على تأثيراتك في قلوب العارفين ، والعلماء والمريدين من عالم الكون ، وما تعطيه أفلاكك ، وما تهبه أملاكك ، فأشار إلى بعض جلسائه ، وأكرم خدمائه ، 
وقال : اخترق به الدور المربع ، وأشرف به على الكون المسبع ، فإذا حصل مفاتيح الخزائن ، وموازين المعادن ، رده إليّ ، وأحضره بين يدي ، فاخترق بي تسعين فلكا ، فرأيت مع كل فلك ملكا ، يرجع أمر هؤلاء الأملاك إلى ثلاثة أملاك : الملك الواحد موكل بالتحليل ، والملك الآخر موكل بالموت ، والملك الآخر موكل بالأنفاس ، ومدة تدبيرهم في العالم ثلاثة وثلاثون ألف سنة ، وتدبيراتهم شريفة حسنة ، بين أيديهم سبعة أملاك على صورة المردان ، كأنهم قضبان خيزران ، لهم انثناء وانعطاف ، وبركات وألطاف ، لا نبات بعوارضهم ، ولا تأخر عندهم في أداء فرائضهم ، أعرافهم طيبة الروائح ، بأيديهم الطوالع والمفاتح ، قد شمروا أذيالهم ، وقصروا أرادنهم ، وثبتوا مكانهم ، علّامون بما يراد منهم ، محكمون لما يصدر عنهم ، منهم خمسة لهم حركة واحدة ، واثنان لهم حركتان ، واثنان منهم بين يدي ملك التحليل ، واثنان منهم بين يدي ملك الأنفاس ، وواحد منهم بين يدي ملك الموت ، ما عندهم علم بغير ما هو سلطانهم عليه ، وأما الاثنان ، فالواحد منهم له علم التحليل والموت ، والآخر له علم
..........................................................................................
( 1 ) المهاة الشمس ، وهي في الاعتبار الروح ، والنكاح هنا نفخ الروح في الجسد المسوى ، فسرت في جميع أجزائه الحياة ، فشبهه بإضاءة الكون بطلوع الشمس .

" 107 "


الأنفاس والموت ، فلملك الموت تصريفهما معا ، ولملك التحليل تصريف الواحد منهما ، ولملك الأنفاس تصريف الآخر ، وهم على درجات معتدلة متساوية ، في العدد والقوة وإحكام الفعل ، غير أن الاثنين أعلم من الخمسة لتحصيلهم العالمين . 
فلما عاينت هذه المراتب ، وسلكت هذه المذاهب ، أشرف بي على الكون المسبع ، وهو العرش الأكمل المعظم المكرم الأرفع ، فعاينت ما أحدث اللّه في قلوب العباد ، وعلى مراتبهم في حركات تلك الأفلاك ، وتوجهات أولئك الأملاك ، وذلك أن اللّه تعالى عند هذه الحركات الفلكية ، والتوجهات الملكية ، يجمع بين الأنوار والأسرار في موقف السواء ، على دقيقة من الحقيقة ، في العالم المعقول والمحسوس ، ويسوي بين حقائق النفوس ، ويظهر معارف التأسيس ، ويكسو الأرواح أنفاس النور ، ويذهب كل باطل وزور ، 
ويحل على العلماء باللّه وبالأحكام المسائل المعقدة ، في العلوم المقيدة وغير المقيدة ، يوضح المبهمات ، ويشرح المشكلات ، ويفتح معالم الصنائع في قلوب الصناع ، ويحسن مواقع النغمات في الأسماع ، وتسيل أودية المعارف في قلوب العارفين ، وتنفجر عيون العلوم في نفوس العالمين ، وتعظم أنهار الأسرار والحكم في قلوب الحكماء المحققين ، وتترادف التنزلات الغيبيات ، وترتفع الأسرار الرحموتيات ، إلى أعلى فروع سدرة الانتهاآت ، وتفتتح على الشيوخ المربين علوم العلل والأدوية ، ومعرفة اعتدالات الأهوية النفسانية ، المردية وغير المردية ، 
وتبدو لأهل المجاهدات نتائج المجاهدات ، وتعطي ما فيها بالقوة من الكائنات المستحسنات ، فطائفة منهم تتنعم بالمشاهدات الذوقية ، وطائفة منهم تتنعم بمشاهدات الأنفاس والروائح العطرية ، وفي الخضر تجتمع هذه المقامات ، وعليه تبدو هذه البركات ، 
وفي هذه التوجهات والحركات ، تنفخ أرواح المعاني في قلوب أهل البدايات ، وترضع أطفال المريدين ثدي أوائل التجليات ، وينتشر عالم الصعود ، 
وتتغلب أحوال البقاء ، وتتشوف همم العارفين إلى الوصال ، ويتسابق العبّاد بالأعمال ، والمريدون بالأحوال ، ويفنى ما يضاد البقاء ، ويموت ما يقابل الحياة ، ويمحى ما يناقض الإثبات . 
فهذا ذكر بعض ما عاينت في الكون ، من تأثير النمط الأول من هذا الدور ، ثم ردني إلى النمط الثاني من هذا الدور ، فقطع بي تسعين فلكا ، أبصرت أيضا مع كل فلك ملكا ،

" 108 "


يرجع أمرهم إلى ثلاثة أملاك ، الملك الواحد موكل بالحياة ، والملك الآخر موكل بالتركيب ، والملك الآخر موكل بالفناء ، ومدة تدبيرهم في العالم أربع وعشرون ألف سنة ، بين أيديهم سبعة أملاك مقتبلوا الشباب ، كأنهم أبناء خمس وعشرين سنة ، معصومون في أغراضهم ، أقوياء في انتهاضهم ، أشداء على التصريف ، علماء بحدود التعديل والتحريف ، وحالهم مع الثلاثة الأملاك ، كحال السبعة الأملاك المتقدمين في الخدمة ، وترتيب الحكمة ، خمسة منهم علماء بفن واحد ، اثنان لملك الحياة ، وواحد لملك التركيب ، واثنان لملك الفناء ، والاثنان الباقيان ، الواحد عالم بالحياة والتركيب ، والآخر عالم بالفناء والتركيب ، فلما عاينت منحاهم ، وتحققت مغزاهم ، أشرف بي على الكون المحبوب ، لأرى تأثيراتهم في القلوب بأنواع الغيوب ، وذلك أن اللّه تعالى عند هذه الحركات الفلكية ، والتوجيهات الملكية ، يظهر عالم الأسرار على عالم الأنوار ، ويكون العلم في المغرب أكثر منه في المشرق ، ويقر العارف الرباني بالسبق الإلهي المحقق ، ويتقوى سلطان الاصطلام ، على أهل الأحوال والكرامات ، ويتمكن العلم النوري في قلوب أهل المقامات ، وطلبت الأسرار عالمها ، وسلطنت عاملها ، واتحدت شوكتهم ، واحتدت بركتهم ، وقامت مملكتهم ، واستحكم سلطان الشهوات على عالم النفوس ، وبانت حقائق الحس والمحسوس ، وظهر الضعف في العقول ، وانقطعت موارد المعقولات ، واستمرت مواد المنقولات ، واحترقت النفوس شوقا إلى التجليات ، واستحكم سلطان الحب في نفوس المحبين ، حين ظهرت لهم اتصالات النهايات ، ورفعت لهم أعلام الغايات ، وتمعرت بحار المحسوسات بفنون الانفعالات ، ورضع أطفال المريدين ثدي الملقيات ، وتجلت العظمة المعظمة لأسرار الأولياء ، وتمكنت النشأة البشرية ، بما أعطيت من الأسماء الإلهية ، من تسخير الأرواح البرزخية ، والأرواح التي أسرارها في أقدامها ، والأرواح التي معارفها في جوانبها . 
فهذا بعض ما عاينت في الكون ، من تأثيرات النمط الثاني من هذا الدور ، وقطعت كل نمط من هذا الدور بإقامتي فيه ، خمسة عشر يوما ونصف يوم وست ساعات ، كل يوم منها مقدار ستة أيام ونصف من أيام الدنيا . 
ثم ردني إلى النمط الثالث من هذا الدور ، فجبت تسعين فلكا ، قد وكّل اللّه مع كل فلك

" 109 "


ملكا ، يرجع أمرهم إلى ثلاثة أملاك ، 
الملك الواحد موكل بالأنفاس ، 
والآخر موكل بالأرواح ، 
والثالث موكل بالنيران ، 
ومدة تدبيرهم في العالم خمسة عشر ألف سنة ، يتصرف بين أيديهم سبعة أملاك كهول ، قد كملت قواهم ، وتحكمت عقولهم ، وحسن تدبيرهم ، وهم في التقسيم على حكم الخدماء المتقدمين في الدرجات والتساوي ، 
فلما اطلعت على سرهم ، وكشف ما خفي على الناس من أمرهم ، نزلت إلى الكون ، لأرى تأثيرهم المودع في ذلك الدور ، وذلك بأن اللّه تعالى ساوى في الدقيقة ، بين عالم الأسرار وبين عالم الأنوار ، وسكن قلق المشتاق ، وخمدت نيران الاشتياق ، وطرأت على القلوب التغييرات ، وقلّت المعارف وتوقفت التنزلات ، واحتجبت المقامات المتخيلات ، وانقطعت موارد علوم العلل والشفا ، وذهبت أسرار الأقدام فكان أصحابها على شفا ، ورجع العارفون عالمين بسر الانتقاص وحكمة المناص ، وتوفرت دواعي الإخلاص ، وحصل الواقفون في موقف السلب ، وتجلى الاسم الحفيظ ، وسمع في الملأ الأعلى من انضغاطهم كظيظ ، وانتقلت المحبة من المحبوب إلى المحب المطلوب ، ووقعت العصمة على الخواطر والقلوب ، وانطردت الأبالس والوساوس ، ولم يكن لعالم الأرواح قوة التصرف إلا في الخسائس ، وظهرت أسرار الأكوان ، وما تضمنه الملوان ، واستوى الخفيف والثقيل ، والبعيد والقريب . 
فهذا بعض ما عاينت في الكون ، من هذا النمط الثالث من هذا الدور ، وقطعته في خمسة عشر يوما ونصف يوم وست ساعات ، كل يوم منها مقدار ستة أيام ونصف يوم من أيام الدنيا . 
ثم ردني إلى النمط الرابع من هذا الدور ، فدرت مع تسعين فلكا ، قد رتب اللّه بكل فلك ملكا ، يرجع أمرهم أيضا إلى ثلاثة أملاك ، الملك الواحد موكل بالمحو ، والملك الآخر موكل بالرجاء ، والملك الثالث موكل بالعلم ، ومدة تدبيرهم ستة آلاف سنة ، بين أيديهم سبعة أشياخ هرم لهم قوة الشباب ، يتصرفون في كل ما يؤمرون ، وحكمهم حكم من تقدم من إخوانهم ، في التسخير والانفراد والاشتراك والمساواة وغير ذلك ، 
فلما فككت رمزهم ، واستخرجت لغزهم ، اطلعت على الكون ، لأرى ما ظهر عن سلطان هذا الدور ، في قلوب أهل النور والحور ، والعدل والجور ، وذلك أن اللّه تعالى عند هذه الحركات العلويات ،

" 110 "


والتوجهات الأفقيات ، أظهر عالم الأنوار على عالم الأسرار ، ووقعت النجوم ، وكثرت التنزلات من الحي القيوم ، وكورت الشمس ، وطمس الحس ، وسيرت الجبال ، ونسفت الرمال ، وعطلت العشار الظاهرة ، وحشرت الوحوش المتنافرة ، ووقع الطوفان ، وزفر البركان ، وزوجت النفوس ، وتعشق بالمحسوس ، ونشرت الصحائف ، وتبينت المعارف ، وظهرت اللطائف ، وأتي بجميع الظرائف ، واتصل حبل التلاق ، وكثر بين المحبين اللثم والعناق ، وثلّ عرش الفراق ، ونثرت الكيان نجوم أسرارها ، وأطلعت البرازخ لوامع أنوارها ، وخلّي البرزخ من سكانه ، وتعشق التاجر بدكانه ، وضجر أهل السلوك ، وتنعم سمراء الملوك ، ونبت الريحان في النيران ، وظهرت يواقيت اللهب في العيان ، وعمرت المعادن كلها بروح التكوين ، وجاء الرب في ظلل من الغمام ، والملائكة في لحف الظلام ، وكثرت مناجاة الوعد والوعيد ، وتقصفت جوانح المحبين ، وذابت أبدان العارفين ، وسكنت النفوس بألّافها ومألوفاتها ، وحنت لعرّافها ومعروفاتها . 
فهذا بعض ما عاينت في الكون ، من تأثير هذا النمط الرابع من هذا الدور ، وقطعته في قدر المدة التي قطعت فيها النمط الذي قبله . 
فلما وقفت على هذه المعارف ، وحصلت فنون هذه الأسرار واللطائف ، رددت إلى السيد الإمام إدريس ، صاحب التأسيس ، 
فقال لي : إياك والنسيان ، فإنه سبب الحرمان ، 
ثم قال لي : اركب جوادك ، واشحذ فؤادك ، وسر إلى حضرة أبيك ، وحافظ على ما يحصل لك في تجليك ، واعرف أسرار التوحيد ، وهناك يتبين لك الفرق بين المراد والمريد ، جعلنا اللّه وإياكم ممن عرف نفسه ، وشاهد شمسه ، بمنه وكرمه ، لا رب غيره .
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» علم البرزخ .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» خلق الخيال .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» تعريف البرزخ .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» أثر الخيال في العلم .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
»  أثر الحب في الخيال .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى