المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
تفسير الآيات من "01 - 40 " من سورة القيامة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 4 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان الشيخ الاكبر محيي الدين ابن العربى الحاتمى الطائى قدس الله روحه :: كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي :: كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم الجزء الرابع من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
صفحة 1 من اصل 1
09042021
تفسير الآيات من "01 - 40 " من سورة القيامة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 4 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 40 " من سورة القيامة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 4 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 4 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي جمع وتأليف محمود محمود الغراب
( 75 ) سورة القيامة مكيّة
[ سورة القيامة ( 75 ) : آية 1 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ( 1 )
يوم القيامة هو يوم العدل في القضاء ، وهو يوم قيام الناس من قبورهم لرب العالمين لفصل القضاء .
[ سورة القيامة ( 75 ) : آية 2 ]
وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ( 2 )
لوامة نفسها إذا قبلت من الشيطان ما يأمرها به .
[ سورة القيامة ( 75 ) : الآيات 3 إلى 8 ]
أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ ( 3 ) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ( 4 ) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ ( 5 ) يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ ( 6 ) فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ ( 7 ) وَخَسَفَ الْقَمَرُ ( 8 )
ص 417
[بحث في الكسوف والخسوف : ]
إن النفوس ما تنبعث وتهتز إلا للآيات الخارقة للعادة ، والآيات الإلهية منها معتاد وغير معتاد ، والقرآن قد ورد في الآيات المعتادة كثير في قوله( وَمِنْ آياتِهِ )
( وَمِنْ آياتِهِ ) ويذكر أمورا معتادة ثم يقول إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ ) ولكن لا ترفع العامة بها رأسا لجري العادة ، واستيلاء الغفلة ، وعدم الحضور.
والكسوف آية من آيات اللّه يخوف اللّه به عباده ، وسبب كسوف الشمس والقمر معروف ، وقد جعل اللّه الكسوف آية على ما يريد أن يحدثه من الكوائن في العالم العنصري ، وفي العالم الذي يظهر فيه الكسوف وفي الزمان ،
فإنه قد يكسف ليلا ، ويكون الحدث أيضا بحسب البرج الذي يقع الكسوف فيه ، وهو علم قطعي ، أعني علم وقوع الكسوف ، لا علم ما يحدث اللّه فيه أو عنده ، ويكون الكسوف في مكان أكثر منه في مكان آخر ،
وفي مكان دون مكان ، ويبتدئ في مكان وفي مكان آخر ما ابتدأ ، بل هو على حاله ، وهذا كله يعرفه العلماء به ، فإنه راجع إلى حركات معلومة معدودة عند أهل هذا الشأن ، وسبب كسوف الشمس من القمر إذا كان في مسامتتها ، فعلى قدر ما يسامتها منه يغيب منها عن أبصارنا ، فذلك الظل الذي نراه في الشمس هو من جرم القمر ،
وقد يحجبها كلها فيظلم الجو ، فيقع الإبصار على جرم القمر ، فتتخيل العامة أن ذلك المرئي هو ذات الشمس ، والشمس نيرة في ذاتها على عادتها إلى أن يشاء اللّه تكويرها ، ولذلك يعرف زمان كسوفها ومقداره عند العارفين بتسيير الكواكب ،
ولا يكون أبدا إلا في آخر الشهر العربي ، فإن القمر في ذلك الزمان يكون في المحاق والاحتراق تحت الشعاع ، فإن أعطى الحساب ما يؤدي إلى المسامتة عندنا وقع الكسوف بلا شك . وكذلك كسوف القمر إنما هو أن يحول ظل الأرض بينه وبين الشمس ، فعلى قدر ما يحول بينهما يكون الكسوف في ذلك الموضع ، ولهذا يعرف ، والخطأ فيه قليل جدا ،
ولو لم يكن الأمر على هذا ما علم ، فإن الأمور العوارض لا تعلم إلا بإعلام اللّه على لسان من شاء من عباده ، والأمور جارية على أصولها ثابتة لا تنخرم ، يعلمها العالم بتلك الأصول ، وهي معتادة موضوعة للّه تعالى واضعها ، ما هي عقلية ، ولا سبب ذلك طبيعي ،
ولهذا يجوز خرق العادة فيها ،
وهكذا كل موضوع إلى أن يخرم اللّه ذلك الأصل ، فلله المشيئة في ذلك . فالكسوف لا يكون إلا عند الكمال في النيرين في القمر ليلة بدره ، وكسوف الشمس في ثمانية وعشرين يوما من سير القمر في جميع منازل الفلك . ولا يكون للكسوفات حكم في الأرض إلا في
ص 418
الأماكن التي يظهر فيها الكسوف ، وأما الأماكن التي لا يظهر فيها الكسوف فلا حكم يظهر فيها له ولا أثر ، أي ما يفعل اللّه عند ذلك شيئا في العالم من الكوائن التي يفعلها عند ظهور الكسوف ، حتى أن الشمس إذا أعطى الحساب أنها تكسف ليلا لم يكن لذلك الكسوف حكم في ظاهر الأرض التي لم يظهر الكسوف فيها ، وكذلك كسوف القمر في الحكم ، سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن الكسوف فقال [ ما تجلى اللّه لشيء إلا خشع له ] .
وهو ما يظهر لعين الرائي من التغيير في الشمس أو القمر وإن لم يتغيرا في أنفسهما ، فأبدى الحق لعين الرائي ما في نفس الشمس والقمر في ذلك الزمان من الخشوع للّه في صورة ذهاب النور ، فما هلك من البدر إلا نوره لا عينه ، وبقيت ذاته وكونه ،
فقد كان ذا نور فاظلم ، واستترت الأشياء حين أعتم ، فقال تعالى مع علمه بالخبر خسف القمر،
وعين القمر هو الظاهر في الكسوفين ، والمتجلي في الوجودين ، وهذا لا يمنع الأسباب المؤدية للكسوف المعلومة لدى العلماء بالفلك ، فإن اللّه من وراء الأسباب ،
وكما لا يتعين للكسوف وقت ، لا يتعين للصلاة له ، لأن الصلاة تابعة للأحوال ، وقد ثبت الأمر بالصلاة لها ، وما خص وقتا من وقت ، وهي صلاة مأمور بها بخلاف النافلة ، فإن حملنا الصلاة على الدعاء ،
دعونا في الوقت المنهي عن الصلاة فيه وصلينا في غيره من الأوقات ، فصلاة الكسوف سنّة ، والخلاف في صفتها وردت فيها روايات مختلفة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، ما بين ثابت وغير ثابت ، وما من رواية إلا وبها قائل ،
فأي شخص صلاها على أي رواية كانت جاز له ذلك فإنه مخير ، والرواية التي هي أحب إليّ هي دعاء اللّه تعالى بتضرع وخشوع حتى تنجلي ، فإذا انجلى صلى الإنسان ركعتين شكرا للّه تعالى وانصرف ،
وهذه الرواية أحب إليّ لما فيها من احترام الجناب الإلهي ، والرحمة بالأمة المصلين لها ، فإنهم لاستيلاء الغفلات والبطالات عليهم لا يوفون بشروط ما تستحقه الصلاة من الحضور والآداب ، فربما يمقت المصلي ولا يشعر ، أو تثقل عليه تلك العبادة فيتبرم منها ،
فلذلك جعلنا رواية الدعاء من غير صلاة أولى ، والصلاة في جماعة أولى إن قدر عليها ، والذي أذهب إليه أنه يستحب للإمام أن يخطب الناس ليذكرهم ويحذرهم ، فإن الكسوف من الآيات التي يخوف اللّه بها عباده ، وقد ثبت أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ذكر الناس بعد الفراغ من الصلاة .
ص 419
[سورة القيامة ( 75 ) : الآيات 9 إلى 11 ]
وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ( 9 ) يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ ( 10 ) كَلاَّ لا وَزَرَ ( 11 )
لا ملجأ ، فإن تيقنت النفس بورودها على تلك الأهوال ، سهل عليها عند ذلك ركوب شدائد الأعمال ، فراقب يا أخي الأوقات وخف الفوات ، واتق الأوقات ، وقدم ما تحبه بين يديك ، وثق به سبحانه وعول عليه ، فمن إليه الرجوع حتما ، ينبغي للعاقل أن يتخذ عنده يدا .
[ سورة القيامة ( 75 ) : آية 12 ]
إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ ( 12 )
فثبت المقر وجعل إليه المفرإشارة : « كَلَّا لا وَزَرَ »
لمن قال لا مفر« إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ »مستقر قلبك ، ومقر لبّك .
[ سورة القيامة ( 75 ) : الآيات 13 إلى 15 ]
يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ ( 13 ) بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ( 14 ) وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ ( 15 )
انظر أيها الولي الحميم إلى ما يحوك في صدرك ، لا تنظر إلى العوارض ، فإنك بحسب ما يحوك ، فإن حاك الإيمان فأنت مؤمن ، وإن حاك صرف ما وجب به الإيمان إلى ما لا يقتضيه ظاهر الحكم فأنت بحسب ذلك ، وبه يختم لك ، ولا تنظر إلى ما يبدو للناس منك ، ولا تعول إلا على ما يحوك في صدرك ، فإنه لا يحوك في صدرك إلا ما سبق في الكتاب أن يختم به لك ، إلا أن الناس في غفلة عما نبهتهم عليه ، ولا راد لأمره ، ولا معقب لحكمه ، وذلك الذي يحوك في صدرك ، وهو عين تجلي الأمر الذي لك ، وقسمك من الوجود الحق .
[ سورة القيامة ( 75 ) : آية 16 ]
لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ( 16 )
وذلك أدبا مع أستاذه جبريل عليه السلام ، فإنه كان يعجل بالقرآن إعلاما بالحال أن اللّه تولى تعليمه بنفسه من الوجه الخاص الذي لا يشعر به الملك ، ولذلك قال مؤيدا :
ص 420
[ سورة القيامة ( 75 ) : الآيات 17 إلى 19 ]
إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ( 17 ) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ( 18 ) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ ( 19 )
فما ذكر سوى نفسه ، وما أضافه إلا إليه ، ولم يجر لغير اللّه في هذا التعريف ذكر ، وبهذا جاء لفظ النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله [ إن اللّه أدبني فأحسن أدبي ] ولم يذكر إلا اللّه ، ما تعرض لواسطة ، ولا لملك ، وهذه الآية تؤيد أن القرآن أنزل عليه صلّى اللّه عليه وسلّم بهذه الألفاظ المخصوصة قال تعالى وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا ).
[ سورة القيامة ( 75 ) : الآيات 20 إلى 22 ]
كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ ( 20 ) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ ( 21 ) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ( 22 )
وصف تعالى حال أهل السعادة بذلك وبقوله :
[ سورة القيامة ( 75 ) : آية 23 ]
إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ( 23 )
[ رؤية اللّه تعالى : ]
إثباتا لرؤيته في الدار الآخرة بظاهر قوله ، على أن تكون إلى حرف أداة غاية ، فإن الرؤية غاية البصر ، واللذة البصرية لا تشبهها لذة ، فإنها عين اليقين في المعبود ، فلا نشك أنا نرى ربنا بالأبصار عيانا على ما يليق بجلاله ، وهو مرئي لنا ، ولا نقول إنه محسوس لما يطلبه الحس من الحصر والتقييد ، فهي رؤية غير مكيفة ،
فنراه منزها كما علمناه منزها ، لا نقول بالكيف والحصر والتقييد ، ومن وجه آخر« إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ »إلى نعم ربها مع تقدير محذوف ، فتكون إلى اسم جمع النعمة ، فإن ذلك في اللفظ يحتمل ، ولهذا ما هي هذه الآية نص في الرؤية يوم القيامة .
واعلم أنه سبحانه نزل في جماله مباسطة معنا إلى أن ندركه بأبصارنا ، وينظر إلى هذا قوله عليه السلام [ وترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر وكما ترون الشمس بالظهيرة ليس دونها سحاب لا تضارون في رؤيته ]
وقال تعالى في حق أصحاب الجحيم ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ )
والنظر بـ : إلى في كلام العرب لا يكون إلا بالبصر ، وب : في يكون بالعقل وبالفكر ، وباللام يكون للرحمة ، وبغير أداة يكون للتقابل والمكافحة والتأخير ، والأبصار من صفات الوجوه ، وليس العقل منها ، فلا بد
ص 421
من رؤيته ، وقوله( لَنْ تَرانِي )لموسى عليه السلام حكم يرجع إلى حال ما علمه من سؤال موسى عليه السلام ، لا يسعنا التكلم فيه ، وقد أحاله على الجبل ودكّ الجبل ، وصعق موسى ، والإدراك لا يصعق ، وليس من شرطه بنية مخصوصة ولا البنية من شرطه ، وإنما من شرطه موجود يقوم به ، لأنه معنى ، والصعق قام بالبنية الكثيفة ،
فلما أفاق سبح ، ولا فائدة للتسبيح عند القيام من ذلك الموطن إلا لمشاهدة ما ، ثم أعطته المعرفة التوبة من اشتراط البنية ، ثم أقر بأنه أول المؤمنين بما رآه في تلك الصعقة ، لأن الإيمان لا يتصور إلا بالرؤية في أي عالم كان ،
ولهذا قال النبي عليه السلام لحارثة : [ ما حقيقة إيمانك ؟ قال : كأني انظر إلى عرش ربي بارزا ] – الحديث
- فأثبت الرؤية في عالم ما ، وبها صحت له حقيقة الإيمان وأقر له النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فيها بالمعرفة .
وما عدا هذا فهو الإيمان المجازي ، فلا فائدة للإيمان بالغيب إلا لحوقه بالمشاهدة ، ولهذا لا يدخله الريب . فموسى عليه السلام أول من أدرك بالبصر على وجه ما .
واعلم أن الكثيب هو مسك أبيض في جنة عدن ، وجعل في هذا الكثيب منابر وأسرة وكراسي ومراتب ،
لأن أهل الكثيب أربع طوائف : مؤمنون ، وأولياء ، وأنبياء ، ورسل ،
وكل صنف ممن ذكرنا أشخاصه يفضل بعضهم بعضا ، فإذا أخذ الناس منازلهم في الجنة استدعاهم الحق إلى رؤيته ، فيسارعون على قدر مراكبهم ومشيهم هنا في طاعة ربهم ، فمنهم البطيء ، ومنهم السريع ، ومنهم المتوسط ، ويجتمعون في الكثيب ، وكل شخص يعرف مرتبته علما ضروريا ، يجري إليها ولا ينزل إلا فيها ،
كما يجري الطفل إلى الثدي ، والحديد إلى المغناطيس ، لو رام أن ينزل في غير مرتبته لما قدر ، ولو رام أن يتعشق بغير منزلته ما استطاع ، بل يرى في منزلته أنه قد بلغ منتهى أمله وقصده ، فهو يتعشق بما هو فيه من النعيم تعشقا طبيعيا ذاتيا ، لا يقوم بنفسه ما هو عنده أحسن من حاله ، ولولا ذلك لكانت دار ألم وتنغيص ،
ولم تكن جنة ولا دار نعيم ، غير أن الأعلى له نعيم بما هو فيه في منزلته ، وعنده نعيم الأدنى . وأدنى الناس منزلة - على أنه ليس ثمّ من دني - من لا نعيم له إلا بمنزله خاصة ، وأعلاهم من لا أعلى منه له نعيم بالكل . فكل شخص مقصور عليه نعيمه ، فما أعجب هذا الحكم ! ! فإذا نزل الناس في الكثيب للرؤية ، وتجلى الحق تعالى تجليا عاما على صور الاعتقادات في ذلك التجلي الواحد ، فهو واحد من حيث هو تجل ، وهو كثير من حيث اختلاف الصور ، فإذا رأوه انصبغوا عن آخرهم بنور ذلك التجلي ،
ص 422
وظهر كل واحد منهم بنور صورة ما شاهده ، فمن علمه في كل معتقد فله نور كل معتقد ، ومن علمه في اعتقاد خاص معيّن لم يكن له سوى نور ذلك المعتقد المعيّن ، ومن اعتقد وجودا لا حكم له فيه بتنزيه ولا تشبيه بل كان اعتقاده أنه على ما هو عليه ،
فلم ينزه ولم يشبه ، وآمن بما جاء من عنده تعالى على علمه فيه سبحانه ،
فله نور الاختصاص لا يعلم إلا في ذلك الوقت ، فإنه في علم اللّه فلا يدرى ، هل هو أعلى ممن عمم الاعتقادات كلها علمه ، أو مساو له ؟ وأما دونه فلا ،
فإذا أراد اللّه رجوعهم إلى مشاهدة نعيمهم بتلك الرؤية في جناتهم ، قال لملائكته وزعة الكثيب : ردوهم إلى قصورهم ؛ فيرجعون بصورة ما رأوا ، ويجدون منازلهم وأهليهم منصبغين بتلك الصورة فيتلذذون بها ،
فإنهم في وقت المشاهدة كانوا في حال فناء عنهم ، فلم تقع لهم لذة في زمان رؤيتهم ، بل اللذة عند أول التجلي ، حكم سلطانها عليهم فأفنتهم عنها وعن أنفسهم ، فهم في اللذة في حال فناء لعظيم سلطانها ؛ وإذا أبصروا تلك الصورة في منازلهم وأهليهم استمرت لهم اللذة ،
وتنعموا بتلك المشاهدة ، فتنعموا في هذا الموطن بعين ما أفناهم في الكثيب ،
ويزيدون في ذلك التجلي وفي تلك الرؤية علما باللّه - أعطاهم إياه العيان - لم يكن عندهم ، فإن المعلوم إذا شوهد تعطي مشاهدته أمرا لا يمكن أن يحصل من غير مشاهدة ، ثم إنه إذا أراد اللّه أن يتجلى لعباده في الزور العام نادى منادي الحق في الجنات كلها : يا أهل الجنان حي على المنة العظمى ،
والمكانة الزلفى ، والمنظر الأعلى ، هلموا إلى زيادة ربكم في جنة عدن ؛ فيبادرون إلى جنة عدن ، فيدخلونها وكل طائفة قد عرفت مرتبتها ومنزلتها فيجلسون ، ثم يؤمر بالموائد فتنصب بين أيديهم ، موائد الاختصاص ما رأوا مثلها ، ولا تخيلوه في حياتهم ولا في جناتهم جنات الأعمال ، وكذلك الطعام ما ذاقوا مثله في منازلهم ،
وكذلك ما تناولوه من الشراب ، فإذا فرغوا من ذلك خلعت عليهم من الخلع ما لم يلبسوا مثلها فيما تقدم ، ومصداق ذلك قوله صلّى اللّه عليه وسلّم في الجنة [ فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ]
فإذا فرغوا من ذلك قاموا إلى كثيب من المسك الأبيض ، فأخذوا منازلهم فيه على قدر علمهم باللّه لا على قدر عملهم ، فإن العمل مخصوص بنعيم الجنان لا بمشاهدة الرحمن ، فبيناهم على ذلك إذا بنور قد بهرهم فيخرون سجدا ،
فيسري ذلك النور في أبصارهم ظاهرا ، وفي بصائرهم باطنا ، وفي أجزاء أبدانهم كلها ، فهذا يعطيهم ذلك النور ، فبه يطيقون المشاهدة والرؤية ، وهي أتم من
ص 423
المشاهدة ، فيأتيهم رسول من اللّه يقول لهم : تأهبوا لرؤية ربكم جل جلاله ، فها هو يتجلى لكم ؛ فيتأهبون ، فيتجلى الحق جل جلاله وبينه
وبين خلقه ثلاثة حجب : حجاب العزة ، وحجاب الكبرياء ، وحجاب العظمة ،
فلا يستطيعون نظرا إلى تلك الحجب ، فيقول اللّه ، جل جلاله لأعظم الحجبة عنده . ارفعوا الحجب بيني وبين عبادي حتى يروني ، فترفع الحجب ، فيتجلى لهم الحق جل جلاله خلف حجاب واحد في اسمه الجميل اللطيف إلى أبصارهم ، وكلهم بصر واحد ، فينفهق عليهم نور يسري في ذواتهم فيكونون به سمعا كلهم ،
وقد أبهرهم جمال الرب ، وأشرقت ذواتهم بنور ذلك الجمال الأقدس ؛
فيقول اللّه جل جلاله : سلام عليكم عبادي ومرحبا بكم ، حياكم اللّه ، سلام عليكم من الرحمن الرحيم الحي القيوم ، طبتم فادخلوها خالدين ، طابت لكم الجنة فطيبوا أنفسكم بالنعيم المقيم ، والثواب الكريم ، والخلود الدائم ، أنتم المؤمنون الآمنون ،
وأنا اللّه المؤمن المهيمن ، شققت لكم اسما من أسمائي ، لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، أنتم أوليائي وجيراني وأصفيائي وخاصتي وأهل محبتي وفي داري ،
سلام عليكم يا معشر عبادي المسلمين ، أنتم المسلمون وأنا السلام وداري السلام ، سأريكم وجهي كما سمعتم كلامي ، فإذا تجليت لكم وكشفت عن وجهي الحجب فاحمدوني وادخلوا إلى داري غير محجوبين عني بسلام آمنين ، فردوا علي ،
واجلسوا حولي ، حتى تنظروا إلىّ ، وتروني من قريب فاتحفكم بتحفي ، وأجيزكم بجوائزي ، وأخصكم بنوري ، وأغشيكم بجمالي ، وأهب لكم من ملكي وأفاكهكم بضحكي ، وأعلفكم بيدي وأشمكم روحي ، أنا ربكم الذي كنتم تعبدوني ولم تروني ، وتحبوني وتخافوني ،
وعزتي وجلالي وعلوي وكبريائي وبهائي وسنائي إني عنكم راض ، وأحبكم وأحب ما تحبون ، ولكم عندي ما تشتهي أنفسكم ، وتلذ أعينكم ،
ولكم عندي ما تدعون وما شئتم وكل ما شئتم فاسألوني ولا تحتشموا ، ولا تستحيوا ولا تستوحشوا ، وإني أنا اللّه الجواد الغني الملي الوفي الصادق ، وهذه داري قد أسكنتكموها ، وجنتي قد أبحتكموها ، ونفسي قد أريتكموها ،
وهذه يدي ذات الندى والطل مبسوطة ممتدة عليكم لا أقبضها عنكم ، وأنا انظر إليكم لا أصرف بصري عنكم ، فاسألوني ما شئتم واشتهيتم ، فقد آنستكم بنفسي ، وأنا لكم جليس وأنيس ، فلا حاجة ولا فاقة بعد هذا ، ولا بؤس ولا مسكنة ، ولا ضعف ولا هرم ، ولا سخط ولا حرج ، ولا تحويل أبدا سرمدا ، نعيمكم
ص 424
نعيم الأبد ، وأنتم الآمنون المقيمون الماكثون المكرمون المنعمون ، وأنتم السادة الأشراف الذين أطعتموني واجتنبتم محارمي ، فارفعوا إليّ حوائجكم أقضها لكم وكرامة ونعمة ، فيقولون :
ربنا ما كان هذا أملنا ، ولا أمنيتنا ، ولكن حاجتنا إليك النظر إلى وجهك الكريم أبدا أبدا ، ورضى نفسك عنا ، فيقول لهم العلي الأعلى ، مالك الملك ، السخي الكريم ، تبارك وتعالى :
فهذا وجهي بارز لكم أبدا سرمدا ، فانظروا إليه وأبشروا ، فإن نفسي عنكم راضية فتمتعوا ، وقوموا إلى أزواجكم فعانقوا وانكحوا ، وإلى ولائدكم ففاكهوا ، وإلى غرفكم فأدخلوا ، وإلى بساتينكم فتنزهوا ، وإلى دوابكم فاركبوا ، وإلى فرشكم فاتكئوا ، وإلى جواريكم وسراريكم في الجنان فاستأنسوا ، وإلى هداياكم من ربكم فاقبلوا ، وإلى كسوتكم فالبسوا ، وإلى مجالسكم فتحدثوا ، ثم قيلوا قائلة ، لا نوم فيها ولا غائلة ، في ظل ظليل ، وأمن مقيل ، ومجاورة الجليل ، ثم روحوا إلى نهر الكوثر والكافور ،
والماء المطهر والتسنيم ، والسلسبيل والزنجبيل فاغتسلوا ، وتنعموا ، طوبى لكم وحسن مآب ؛ ثم روحوا فاتكئوا على الرفارف الخضر والعبقري الحسان ، والفرش المرفوعة في الظل الممدود ، والماء المسكوب ، والفاكهة الكثيرة ، لا مقطوعة ولا ممنوعة ، ثم تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ ، لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ )
ثم تلا هذه الآية( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا )- انتهى حديث أبو بكر النقاش –
ثم إن الحق تعالى بعد هذا الخطاب يرفع الحجاب ، ويتجلى لعباده ، فيخرون سجدا فيقول لهم : ارفعوا رءوسكم فليس هذا موطن سجود ، يا عبادي ما دعوتكم إلا لتنعموا بمشاهدتي ، فيمسكهم في ذلك ما شاء اللّه ،
فيقول لهم : هل بقي لكم شيء بعد هذا ؟ فيقولون : يا ربنا وأي شيء بقي وقد نجيتنا من النار ، وأدخلتنا دار رضوانك ، وأنزلتنا بجوارك ، وخلعت علينا ملابس كرمك ، وأريتنا وجهك ، فيقول الحق جل جلاله : بقي لكم ،
فيقولون : يا ربنا وما ذاك الذي بقي ؟ فيقول : دوام رضاي عنكم فلا أسخط عليكم أبدا ، فما أحلاها من كلمة وما ألذها من بشرى ؛ وتتفاضل الناس في رؤيته سبحانه ويتفاوتون تفاوتا عظيما على قدر علمهم ، فمنهم ومنهم ،
ثم يقول سبحانه لملائكته : ردوهم إلى قصورهم فلا يهتدون لأمرين : لما طرأ عليهم من سكر الرؤية ، ولما زادهم من الخير في طريقهم فلم يعرفوها ، فلو لا أن الملائكة تدل بهم ما عرفوا منازلهم ،
ص 425
فإذا وصلوا منازلهم تلقاهم أهلهم من الحور والولدان ، فيرون جميع ملكهم قد كسي بهاء وجمالا ونورا ، من وجوههم أفاضوه إفاضة ذاتية على ملكهم ، فيقولون لهم : لقد زدتم نورا وبهاء وجمالا ما تركناكم عليه ، فيقول لهم أهلهم : وكذاكم أنتم قد زدتم من البهاء والجمال ما لم يكن فيكم عند مفارقتكم إيانا ، فينعم بعضهم ببعض ، قال تعالى« وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ».
فإن قلت : قال تعالى( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ )وجاء في الحديث [ لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره ] فكان إرسال الحجب بين السبحات وبين الخلق رحمة بهم ، وإشفاقا على وجودهم ، وقد وعد بالرؤية في الدار الآخرة ،
فكيف يكون البقاء هناك ، ولا فرق بين الدارين من كونهما مخلوقتين وممكنتين ؟ قلنا : إذا فهمت معنى إضافة السبحات إلى وجهه ، وفرقت بين هذا القول وقوله [ ترون ربكم ]
وقوله« وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ » فعلق الرؤية بالرب ، والإحراق بالوجه ، عرفت حينئذ الفرق بين الخبرين ، ثم عطف فقال في أهل الشقاء .
[ سورة القيامة ( 75 ) : آية 24 ]
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ ( 24 )
الوجه هنا هو حقيقة المسمى وعينه وذاته ، لأن الوجوه التي هي في مقدم الإنسان ليست توصف بالظنون ، وإنما الظن لحقيقة الإنسان ،
فإنه تعالى قال:
[ سورة القيامة ( 75 ) : آية 25 ]
تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ ( 25 )
فالوجوه في هذه الآيات عبارة عن النفوس الإنسانية ، لأن وجه الشيء حقيقته وذاته وعينه ، لا الوجوه المقيدة بالأبصار ، فإنها لا تتصف بالظنون ، ومساق الآية يعطي أن الوجوه هنا هي ذوات المذكورين .
[ سورة القيامة ( 75 ) : الآيات 26 إلى 29 ]
كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ ( 26 ) وَقِيلَ مَنْ راقٍ ( 27 ) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ ( 28 ) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ( 29 )
ص 426
[ " وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ " الآية :]
الوجه الأول - هو اجتماع أمر الدنيا والآخرة ، أي دخلت الأهوال والأمور العظام بعضها في بعض يوم القيامة فالتف أمر الدنيا بأمر الآخرة
- الوجه الثاني : الخلق كله مرتبط باللّه ارتباط ممكن بواجب ، سواء عدم أو وجد ، وسعد أو شقي ، والحق من حيث أسماؤه مرتبط بالخلق ، فإن الأسماء الإلهية تطلب العالم طلبا ذاتيا ، فالتفت الساق بالساق ، أي التف أمرنا بأمره وانعقد ، فهو التفاف فلا ننحل عن عقده أبدا ، ويوضح المعنى أنه تمم وهو الصادق .
[ سورة القيامة ( 75 ) : آية 30 ]
إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ ( 30 )
« إِلى رَبِّكَ »
[ « إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ » الآية : ]
أثبت وجود رتبته بك« يَوْمَئِذٍ » يعني يوم يكشف عن الساق ، وأتى بالاسم الرب ومعناه الثابت والمصلح والمربي والسيد والمالك ، ولكل من ذلك معنى في هذه الآية « الْمَساقُ » رجوع الكل إليه من سعد أو من شقي ، أو من تعب أو من استراح ، فمن حيث أنه الثابت يعطي الثبات ، والأمر ملتف بالأمر ، وإلى الرب المساق ، فلا بد من ثبات هذا الالتفاف في الدار الآخرة ، فعين أمر الدنيا عين أمر الآخرة ، غير أن موطن الآخرة لا يشبه موطن الدنيا لما في الآخرة من التخليص القائم بوجود الدارين ، فوقع التمييز بالدار ، والكل آخرة ، فلا تزال الناس في الآخرة ينتقلون بالأحوال كما كانوا في الدنيا ينتقلون بالأحوال ، والأعيان ثابتة ، فإن الرب يحفظها
- الوجه الثاني - لما كان إلى ربك يومئذ المساق ، والرب المصلح ، فإن اللّه يصلح بين عباده يوم القيامة ، هكذا جاء في الخبر النبوي ، والكريم إذا كان من شأنه أن يصلح بين عباده بمثل هذا الصلح الوارد في الخبر حتى يسقط المظلوم حقه ، ويعفو عن أخيه ، فاللّه أولى بهذه الصفة من العبد في ترك المؤاخذة بحقوقه من عباده ، فيعاقب من شاء بظلم الغير لا بحقه المختص به
- الوجه الثالث - الرب أيضا المغذي والمربي فهو يربي عباده ، والمربي من شأنه إصلاح حال من يربيه ، فمن التربية ما يقع بها الألم كمن يضرب ولده ليؤدبه ، وذلك من جملة تربيته وطلب المصلحة في حقه لينفعه ذلك في موطنه ، كذلك حدود اللّه تربية لعباده حيث أقامها اللّه عليهم ، فهو يربيهم بها لسعادة لهم في ذلك من حيث لا يشعرون ، كما لا يشعر الصغير بضرب من يربيه إياه
- الوجه الرابع - والرب أيضا : السيد ، والسيد أشفق على عبده من العبد على نفسه ،
ص 427
فإنه أعلم بمصالحه ، ولن يسعى السيد في إتلاف عبده ، لأنه لا تصح له السيادة إلا بوجود العبد ، فعلى قدر ما يزول من المضاف يزول من حكم المضاف إليه
- الوجه الخامس - وأما الرب الذي هو المالك فلشدة ما يعطيه هذا الاسم من النظر فيما تستحقه المرتبة فيوفيها حقها ، فقد بان لك في هذا المساق معنى اختصاص الاسم الرب الذي إليه المساق عند التفاف الساق بالساق ، فبه انتظم الأمران ، وثبت الانتقالان .
[ سورة القيامة ( 75 ) : آية 31 ]
فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ( 31 )
وهو نقيض الذاكر ربه ، لما جاءه ذكر ربه وهو القرآن يذكره بنفسه وبربه« فَلا صَدَّقَ »من أتى به أنه من عند ربه« وَلا صَلَّى »
يقول : ولا تأخر عن دعواه وتكبره ، وقد سمع قول اللّه الحق ، ومن ردّ الحق فما صدق ذلك القول فيما دل عليه ، قاله من قاله ،
فذمه اللّه وقال :
[ سورة القيامة ( 75 ) : آية 32 ]
وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ( 32 )
« وَلكِنْ »استدراك لتمام القصة« كَذَّبَ »من أتى به إليه وهو الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم ، وكذب الحق إما بجهله فلم يعلم أنه الحق ، وإما بعناد وهو على يقين أنه حق في نفس الأمر فغالط نفسه ، ثم قال :« وَتَوَلَّى »بعد تكذيبه بالحق وبمن جاء به ، فتولى عن الحق .
[ سورة القيامة ( 75 ) : آية 33 ]
ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ( 33 )
وهذا شغل المتكبر المشغول الخاطر المفكر الحائر الذي كسّله ما سمعه ، فإنه بالوجه الظاهر يعلم أنه الحق لأن المعجزة لم يأت بها اللّه إلا لمن يعلم أن في قوته قبولها بما ركب اللّه فيه من ذلك .
[ سورة القيامة ( 75 ) : آية 34 ]
أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ( 34 )
لولا لولا ، ما ظهر الأولى ، ولا تزال أولى لك فأولى .
ص 428
[سورة القيامة ( 75 ) : الآيات 35 إلى 36 ]
ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ( 35 ) أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ( 36 )
فلينظر الإنسان ويتفكر ويعتبر أن اللّه ما خلقه سدى ، وإن طال المدى ، ومن نظر واهتدى ، وباع الضلالة بالهدى ، عجّل بالفدا ، من أجل تحكم الأعدا ، ومن عرف الضلالة والهدى لم يطل عليه المدى ، وعلم أن اللّه لا يترك خلقه سدى ، كما لم يتركه ابتدأ ،
وإن لم ينزل منازل السعداء ، فإن اللّه برحمته التي وسعت كل شيء لا يسرمد عليه الردا ،
وكيف يسرمده وهو عين الردا ، فهو في مقام الفدا ، وإشارة سهام العدا ، فله الرحمة آخرا خالدا مخلدا فيها أبدا .
[ سورة القيامة ( 75 ) : الآيات 37 إلى 40 ]
أَ لَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى ( 37 ) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ( 38 ) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ( 39 ) أَ لَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى ( 40 )
.
تفسير الآيات من "01 - 40 " من سورة القيامة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 4 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي :: تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله