المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
تفسير الآيات من "144 - 163 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان الشيخ الاكبر محيي الدين ابن العربى الحاتمى الطائى قدس الله روحه :: كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي :: كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم الجزء الثاني من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
صفحة 1 من اصل 1
30032021

تفسير الآيات من "144 - 163 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "144 - 163 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي جمع وتأليف محمود محمود الغراب
قالَ يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ( 144 )
فشهد اللّه لموسى أنه اصطفاه على الناس برسالاته وبكلامه ثم قال له :« فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ »ولا شك أن موسى قد شكر اللّه على نعمة الاصطفاء ونعمة الكلام شكرا واجبا مأمورا به ، فيزيده اللّه لشكره نعمة رؤيته إياه - إشارة - أمره أن يكون من الشاكرين ليزيد في القرب والتمكين .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 145 ]
وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ ( 145 )«
وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ »ألواح موسى« مِنْ كُلِّ شَيْءٍ »وهو اللوح المحفوظ« مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ »ففصلت الكتب المنزلة مجمل اللوح المحفوظ ، وأبانت عن موعظته
ص 172
فاللوح المحفوظ هو المعبر عنه بكل شيء في الكتاب العزيز من باب الإشارة والتنبيه ، تسمية إلهية ، ومنه كتب اللّه كتبه وصحفه المنزلة على رسله - إشارة - كان في ألواح موسى عليه السلام تفصيل كل شيء علم ، ولمحمد صلّى اللّه عليه وسلم جوامع الكلم .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 146 ]
سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ ( 146 )
اعلم أن اللّه ما صرف أحدا عن الآيات إلا وقد صرفه عن العلم بالأمر على ما هو عليه الأمر والشأن ، والآيات التي صرف العبد عنها هي الآيات التي أراها لمن أراها في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ، فلا تكن من الذين صرفوا عن الآيات ، فإن الذين صرفوا عنها حجبوا بنفوسهم ، فنسبوا إليها ما ليس لها ، فعموا عن الآيات ، فحلّت بهم الآفات
- الوجه الثاني - الآية هنا من حيث كونها معجزة لا من حيث كونها آية فقط ، فإن المعجزة إذا كانت مقدورة للبشر ادعي الصرف عنها مطلقا ، فلا تظهر إلا على يدي من هو رسول إلى يوم القيامة ، فإن المعجزات نصبت للخصم الألد الفاقد نور الإيمان ، لذلك قال تعالى :« الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ »فمن تكبر من الخلق بغير الحق فما هو كبير في نفس الأمر ، وإنما هي دعوى حال لا وجود له في عين المدعي ، والحق هو الذي له الكبرياء ، فما سمي متكبرا إلا لكون الدعوى ما ظهرت إلا في محل ما له الكبرياء ، فالمتكبر في الأرض بغير الحق أجهل الجاهلين ، لأنه وضع الكبرياء في غير موضعه ،
إذ من شرطه أمران :
الواحد : الحق الذي يقبله المخلوق ،
والثاني : العلو ، ومن تكبر في الأرض بالحق ، فالحق له العلو بالذات والسمو ، لم يصرف اللّه عنه الآيات ، فيريه إياها تشريفا ، فإذا رآها تبيّن له عين الحق ، فإنه ما رآها إلا بالحق ، والموفقون هم الذين إذا رأوا سبيل الرشد اتخذوه سبيلا ، فيمشي بهم إلى السعادة الأبدية ، فإنهم نسبوا تكوين الآيات إلى الحق ،
وأن قوى سلطان الطبيعة إنما هو في قبولها لما يكونه الحق فيها ،
وأما الذين نسبوا التكوين إلى الطبيعة وأضافوه إليها ونسوا الحق بها فأنساهم أنفسهم إذ صرفهم عن آيات أنفسهم« وَكانُوا عَنْها »
ص 173
" غافِلِينَ " فللطبيعة القبول ، وللحق الوهب والتأثير .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 147 إلى 148 ]
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ( 147 ) وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَ لَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ ( 148 )
لما علم السامري أنّ حب المال يلصق بالقلوب صاغ لهم العجل بمرأى منهم من حليهم ، لعلمه أن قلوبهم تابعة لأموالهم ، فسارعوا إلى عبادته حين دعاهم إلى ذلك ،
وإنما كان عجلا ، لأن السامري لما مشى مع موسى عليه السلام في السبعين الذين مشوا معه ، كشف اللّه عنه غطاء بصره ،
فما وقعت عيناه إلا على الملك الذي على صورة الثور ، وهو من حملة العرش ، لأنهم أربعة ،
واحد على صورة أسد ،
وآخر على صورة نسر ،
وآخر على صورة ثور ،
ورابع على صورة إنسان ،
فلما أبصر السامري الثور تخيل أنه إله موسى الذي يكلمه ، فصور لهم العجل وقال :« هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى »وصاغه من حليهم ليتبع قلوبهم أموالهم ، لعلمه أن المال حبه منوط بالقلب ، وعلم أن حب المال يحجبهم أن ينظروا فيه ، هل يضر أو ينفع أو يرد عليهم قولا إذا سألوه ؟
وقال لهم هارون : ( يا قوم إنما فتنتم به ) أي اختبرتم به لتقوم الحجة للّه عليكم إذا سئلتم ( وإن ربكم الرحمن ) ومن رحمته بكم أن أمهلكم ورزقكم مع كونكم اتخذتم إلها تعبدونه غيره سبحانه ،
ثم قال لهم فَاتَّبِعُونِي ) *لما علم أن في اتباعهم إياه الخير( وَأَطِيعُوا أَمْرِي )لكون موسى عليه السلام أقامه فيهم نائبا عنه ،
فقالوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ )يريدون عبادة العجل ( عاكفين ) أي ملازمين( حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى ) الذي بعث إلينا وأمرنا بالإيمان به ، فحجبهم هذا النظر أن ينظروا فيما أمرهم به هارون عليه السلام ،
وأما الخوار فإنه من الأثر المقبوض من وطء الروح ، فقبض السامري من أثر جبريل لما علم أن الروح تصحبه الحياة حيث حلّ ، فرمى ما قبضه في العجل فخار العجل بذلك الأثر المقبوض ، ولو رماه في شكل فرس لصهل ، أو شكل إنسان نطق ، فإن الاستعداد لما ظهر بالحياة إنما كان للقابل .
ص 174
[سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 149 إلى 150 ]
وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ( 149 ) وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَ عَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( 150 )
« وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ »وجدهم قد فعلوا ما فعلوا« غَضْبانَ »على قومه« أَسِفاً »عليهم لما فعلوه من اتخاذهم العجل إلها« قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي »لما ترك موسى قومه خلفه وسار إلى ربه سماهم خلفاء ، وما استخلفهم ولكنه تركهم خلفه « أَ عَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ " من يده" وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ "عقوبة له بتأنيه في قومه ، ولو لم يلق موسى الألواح ما أخذ برأس أخيه ، فإن في نسختها الهدى والرحمة تذكرة لموسى ، فكان يرحم أخاه بالرحمة ، وتتبين مسألته مع قومه بالهدى ، فناداه هارون عليه السلام بأمه ، فإنها محل الشفقة والحنان« قالَ ابْنَ أُمَّ »لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي« إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي »
كما قال له أيضا ( إِنِّي خَشِيتُ ) لما وقع ما وقع من قومك ، أن تلومني على ذلك ،
وتقول فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ ) أي تلزم ( قَوْلِي ) الذي أوصيتك به
" فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "فهذا هارون الخليفة العلي ، المنيع السني ، سقاه كأس الذل ، من أوى إلى الظل ، فناداه بذات الرحم ، وقد علم أنه لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلا من رحم ، فسوى بينهما في النور والضياء ، وتبرزا في صدر الخلفاء
[ - إشارة - أتعرف ما جزاء من استخلف في مقام الإحسان ؟ ]
- إشارة - أتعرف ما جزاء من استخلف في مقام الإحسان ؟
أن يأخذ بلحيته كليم الرحمن ، أي أن العبد ما دام في عبوديته ، كانت السلامة له مصاحبة ، فإذا قبل النيابة في الخلافة فقد تلبسها وظهر بأوصافها ، وأبطن عبوديته ، فحينئذ يبتلى بمن يأخذ بلحيته للاختبار
- إشارة - لا شك أن هارون عليه السلام أعلى رتبة ممن قال من العارفين : إن
ص 175
[في ان الوجود ينعدم في حقهم ]
الوجود ينعدم في حقهم ، فلا يرون إلا اللّه ولا يبقى للعالم عندهم ما يلتفتون به إليه في جنب اللّه ، ومع ذلك فقد أخبرنا الحق عنه أنه قال لأخيه موسى في وقت غضبه« فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ »فجعل لهم قدرا ، وهذا هو الواقع ، لأن العالم ما زال عند من زال عندهم في نفس الأمر ، فنقصهم من العلم بما هو الأمر عليه على قدر ما فاتهم ، فعندهم عدم العالم ، فنقصهم من الحق على قدر ما انحجب عنهم من العالم ، فإن العالم كله هو عين تجلي الحق لمن عرف الحق ، ثم رد موسى عليه السلام وجهه إلى السامري فقال له فَما خَطْبُكَ )أي ما حديثك( يا سامِرِيُّ )فقال له السامري ما رآه من صورة الثور الذي هو أحد حملة العرش ، فظن أنه إله موسى الذي يكلمه ، فلذلك صنعت لهم العجل ، وعلمت أن جبريل ما يمر بموضع إلا حيي به ، لأنه روح ، فلذلك قبضت من أثره ، لعلمه بتلك القبضة ، فنبذتها في العجل فخار ، فما فعله السامري إلا عن تأويل فضلّ وأضلّ ، وقبل موسى عليه السلام عذر أخيه ، وأما الذين عبدوا العجل فما أعطوا النظر الفكري حقه للاحتمال الداخل في القصة ، فما عذرهم الحق ، ولا وفّى عابدوه النظر في ذلك .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 151 ]
قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ( 151 )
« وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ »بعباده .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 152 إلى 154 ]
إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ( 152 ) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ( 153 ) وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ( 154 )
لما سكن عن موسى الغضب أخذ الألواح ، فما وقعت عيناه مما كتب فيها إلا على الهدى والرحمة ، فإنه بالضدّ يزول الضد ،
فقال :« رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ
ص 176
أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ »ومن لم يلزم الأدب الشرعي لم يغضب للّه ، والغضب للّه أسلم وأنجى وأحسن بالإنسان ، فإن فيه لزوم الأدب المشروع ، ولما كان الغضب في أصل جبلة الإنسان ، كالجبن والحرص والشره ، بيّن الحق له مصارف إذا وقع من العبد واتصف به ، وللتسليم محال ومواضع قد شرعت ، التزم بها الأدباء ، حالا وغاب عنها أصحاب الأحوال ، ولعدم التسليم محال ومواضع قد شرعت ، فالأديب هو الواقف من غير حكم حتى يحكم الشارع الحق ، وهو خير الحاكمين ، فإذا وقف الأديب حيث حكم لا يزيد ولا ينقص ، والغضب صفة باطنة في الإنسان قد يكون لها أثر في الظاهر وقد لا يكون ، فإن الحال أغلب ، والأحوال يعلو بعضها على بعض في القهر والغلبة على من قامت بهم ، وأما الغضب لغير اللّه ، فالطبع البشري يقتضي الغضب والرضى ،
يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : [ إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر وأرضى كما يرضى البشر ]
– الحديث
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 155 ]
وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَ تُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ ( 155 )
جزى اللّه عنا موسى عليه السلام خيرا ، إذ ترجم عنا بقوله :« إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ »أي اختبارك ، اختبرت بها عبادك« تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ »أي تحيره« وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ »أي تبين له طريق نجاته فيها« أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ »بستر جلاله ، وأي غفر أشد من حيرة العقول ، وما خاطب الحق إلا العقول ، ونصب أدلتها متقابلة ، فما أثبته دليل نفاه الآخر ، فاختبرت عبادك بالأدلة ، وما ثم دليل يوصل إليك .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 156 ]
وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ ( 156 )
ص 177
"وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ »رجعنا عما كنا عليه من مخالفتك ، من حال البطر والأشر وكفران النعم ، إلى حال التوبة والافتقار"
قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ »ثم قال تعالى مبالغة في الرحمة الواجبة والامتنانية
[ « وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ » ]
:« وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ »وهي رحمة الامتنان ، وهي الرحمة العامة التي يرحم اللّه بها العالم من عين المنة ، لا الرحمة الواجبة المخصوصة ، فإن الرحمة جعلها اللّه لخلقه ، فمنا من تفيض عليه الرحمة من خزائن الوجوب ، ومنا من تفيض عليه الرحمة من خزائن المنن ، فالكل طامع ، والمطموع فيه واسع( إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ ) أترى هذه السعة الربانية تضيق عن شيء وهي لم تضق عن الممكنات إذ كانت في الشر المحض وهو العدم ؟ فكيف تضيق عن الممكنات إذ هي في الشر المشوب ؟
فقوله تعالى :« وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ »وجد ويوجد إلى غير نهاية ، فبرحمة اللّه يحيا ويرزق كل موجود سوى اللّه ، فالرحمة شاملة ، وهي في كل موطن بحسب ذلك الموطن ، فأثرها في النار بخلاف أثرها في الجنة ، فوسعت كل شيء من مكروه وغيره ، وغضب وغيره ، فما في العالم عين قائمة ولا حال إلا ورحمة اللّه تشمله وتحيط به ، وهي محل له ، ولا ظهور له إلا فيها ، والرحمة حكم لا عين ، فإنها لو كانت عينا وجودية لانتهت وضاقت عن حصول ما لا يتناهى فيها وإنما هي حكم يحدث في الموجودات بحدوث أعيان الموجودات ، وغضبه تعالى شيء ، فقد وسعته الرحمة وحصرته وحكمت عليه ، فلا يتصرف إلا بحكمها ، فترسله إذا شاءت ، وتمسكه إذا شاءت ، ومن ذلك أن ملائكة العذاب قد وسعتهم الرحمة كسائر الأشياء ، فيمنعهم ما وسعهم منها عن مقاومة الرحمة ، فيجدون في نفوسهم رحمة بأهل النار ، لأنهم يرون اللّه قد تجلى في غير صورة الغضب الذي كان قد حرضهم على الانتقام من الأعداء ، فيشفعون عند اللّه في حق أهل النار الذين لا يخرجون منها ، فيكونون لهم بعد ما كانوا عليهم ، فيقبل اللّه شفاعتهم فيهم ، وقد حقت الكلمة الإلهية أنهم عمار تلك الدار ، فيجعل الحكم فيهم للرحمة التي وسعت كل شيء ، فأعطاهم في جهنم نعيم المقرور والمحرور ، لأن نعيم المقرور بوجود النار ، ونعيم المحرور بوجود الزمهرير ، فتبقى جهنم على صورتها ذات حر وزمهرير ، ويبقى أهلها متنعمين فيها بحرها وزمهريرها ، فمآل
ص 178
الكل إلى الرحمة وإن تخلل الأمر آلام وعذاب وعلل وأمراض مع حكم الاسم الرحمن ، فإنما هي أعراض عرضت في الأكوان دنيا وآخرة ، فانقسمت رحمته تعالى بعباده إلى واجبة وامتنان ، فبرحمة الامتنان ظهر العالم ، وبها كان مآل أهل الشقاء إلى النعيم في الدار التي يعمرونها ، وابتداء الأعمال الموجبة لتحصيل الرحمة الواجبة ، وهي الرحمة التي قال اللّه فيها ، لنبيه صلّى اللّه عليه وسلم على طريق الامتنان
( فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ )
( وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ )
رحمة امتنان ، وبها رزق العالم كله فعمت ،
والرحمة الواجبة لها متعلق خاص بالنعت والصفات التي ذكرها اللّه في كتابه
فقال :« فَسَأَكْتُبُها »يعني الرحمة الواسعة ، فأدخلها تحت التقييد بعد الإطلاق من أجل الوجوب ، فهي الرحمة التي أوجبها على نفسه« لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ »
وهذه كلها واجبات ، فأوجب الرحمة لهم بلا شك ، واستوجب هؤلاء هذه الرحمة على ربهم في موطن ، بكونهم يتقون ويؤتون الزكاة على مفهوم الزكاة لغة وشرعا« وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ »فما كتب اللّه على نفسه ما كتب إلا لمن قام بحق النيابة عنه فيما استنابه ، وليس إلا المتقين ، وهم الذين جعلوا اللّه وقاية لهم منه ، ومن كل شيء يكون منه ، كما جعلهم اللّه وقاية بينه وبين ما ذمّه من الأمور مما هو خلق للّه ، فينسب ذلك إلى الآلة التي وقع بها الفعل ، فلما وفّاه وقاه ، وصح له ما كتب على نفسه ، وما عدا هؤلاء فهم أهل المنن ، فنالوا أغراضهم على الاستيفاء ، ثم إن اللّه امتن عليهم بعد ذلك بالمغفرة والرحمة التي عم حكمها ، ومنهم من لم يتق فيخصه بالحرمة المطلقة ، وهي رحمة الامتنان ولا تتقيد بحصر
- تحقيق - قوله تعالى :« وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ »فيها علم دقيق خفي لا يشعر به لخفائه مع ظهوره ، فإن العلماء باللّه قد علموا شمول الرحمة ، والمؤمنون قد علموا اتساعها ، ثم يرونها مع الشمول والاتساع ، ما لها صورة في بعض المواطن ، ومع كونها ما لها صورة ظاهرة في بعض المواطن فإن الحكم لها في ذلك الموطن الذي ما لها فيه صورة ، ولا يكون لها حكم إلا بوجودها ، ولكن هو خفي لبطونها ، جلي لظهور حكمها ، وأكثر ما يظهر ذلك في صنعة الطب وإقامة الحدود ، فاللّه يقول في إقامة الحدود في حد الزاني والزانية
( وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ )
فهذا عين انتزاع الرحمة بهم ، وإقامة الحدود من حكم الرحمة وما لها عين ظاهرة ، وكالطب إذا قطع الطبيب رجل صاحب الأكلة ، فإن رحمه في هذا الموطن ولم يقطع رجله هلك ، فحكم الرحمة حكم
179
بقطع رجله ولا عين لها ، فللرحمة موطن تظهر فيه بصورتها ، ولها موطن تظهر فيه بحكمها ، فيتخيل أنها قد انتزعت من ذلك المحل ، وليس كذلك ، وفي الأحكام الشرعية في هذه المسألة خفاء إلا لمن نور اللّه بصيرته ، فإن القاتل ظلما قد نزع اللّه الرحمة من قلبه في حق المقتول ، وهو تحت حكم الرحمة في قتله ظلما ،
وبقي حكمها في القاتل ، فإما أن يقاد منه ، وإما أن يموت فيكون في المشيئة ، وإن كان القاتل كافرا فإما أن يسلم فتظهر فيه الرحمة بصورتها ، وحيثما كانت الرحمة بالصورة كانت بالحكم ، وقد تكون بالحكم ولا تكون بالصورة .
واعلم أن الرحمة الإلهية التي أوجدها اللّه في عباده ليتراحموا بها مخلوقة من الرحمة الذاتية التي أوجد اللّه بها العالم حين أحب أن يعرف ، وبها كتب على نفسه الرحمة ، وهذه الرحمة المكتوبة منفعلة عن الرحمة الذاتية ،
والرحمة الامتنانية هي التي وسعت كل شيء ، فرحمة الشيء لنفسه تمدها الرحمة الذاتية وتنظر إليها ، وفيها يقع الشهود من كل رحيم بنفسه ،
وأما رحمة الراحم بمن أساء إليه وما يقتضيه شمول الإنعام الإلهي والاتساع الجودي ، فلا مشهد لها إلا رحمة الامتنان ، وهي الرحمة التي يترجاها إبليس فمن دونه ، لا مشهد لهؤلاء في الرحمة المكتوبة ولا في الرحمة الذاتية ،
وبهذا كان اللّه والرحمن دون غير الرحمن من الأسماء له الأسماء الحسنى ، فجميع الأسماء دلائل على الاسم الرحمن وعلى الاسم اللّه ،
ولكن أكثر الناس لا يشعرون ، فإن الرحمة الإلهية وسعت كل شيء ، فما ثم شيء لا يكون في هذه الرحمة ، إن ربك واسع المغفرة ، فلا تحجروا واسعا ، فإنه لا يقبل التحجير ، قال بعض الأعراب : يا رب ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا .
والنبي صلّى اللّه عليه وسلم يسمعه .
فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلم : يا هذا لقد حجّرت واسعا ، يعني حجّرته قولا وطلبة،
قال سهل بن عبد اللّه : لقيت إبليس فعرفته وعرف مني أني عرفته ، فوقعت بيننا مناظرة ، فقال لي وقلت له ، وعلا بيننا الكلام وطال النزاع ، بحيث أن وقفت ووقف ، وحرت وحار ،
فكان من آخر ما قال لي : يا سهل اللّه عزّ وجل
يقول :« وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ » فعمّ ، ولا يخفى عليك أني شيء بلا شك ، لأن لفظة كل تقتضي الإحاطة والعموم ، وشيء أنكر النكرات ، فقد وسعتني رحمته ،
قال سهل : فو اللّه لقد أخرسني وحيّرني بلطافة سياقه ، وظفره بمثل هذه الآية ، وفهم منها ما لم نفهم ، وعلم منها ما لم نعلم ، فبقيت حائرا متفكرا وأخذت أتلو الآية في نفسي ، فلما جئت إلى قوله تعالى :« فَسَأَكْتُبُها »الآية ،
سررت وتخيلت أني قد ظفرت بحجة وظهرت عليه بما يقصم
ص 180
ظهره ، وقلت له : يا ملعون إن اللّه قد قيدها بنعوت مخصوصة يخرجها من ذلك العموم ، فقال :« فَسَأَكْتُبُها »فتبسم إبليس
وقال : يا سهل ما كنت أظن أن يبلغ بك الجهل هذا المبلغ ، ولا ظننت أنك هاهنا ، ألست تعلم يا سهل أن التقييد صفتك لا صفته ؟
قال سهل : فرجعت إلى نفسي وغصصت بريقي ، وأقام الماء في حلقي ، وو اللّه ما وجدت جوابا ، ولا سددت في وجهه بابا ، وعلمت أنه طمع في مطمع ، وانصرف وانصرفت ، وو اللّه ما أدري بعد هذا ما يكون ، فإن اللّه سبحانه ما نص بما يرفع هذا الإشكال ، فبقي الأمر عندي على المشيئة منه في خلقه ، لا أحكم عليه في ذلك بأمد ينتهي أو بأمد لا ينتهي ، فهذا إبليس ينتظر رحمة اللّه أن تناله من عين المنة والجود المطلق ، الذي به أوجب على نفسه سبحانه ما أوجب ، وبه تاب على من تاب وأصلح ، فالحكم للّه العلي الكبير عن التقييد في التقييد ، فلا يجب على اللّه إلا ما أوجبه على نفسه ، وبقيت الرحمة مطلقة ينتظرها من ينتظرها من عين المنة التي كان منها وجوده ، فمهما رأيت الوجوب فاعلم أن التقييد يصحبه ، فإن اللّه تعالى رحمن بعموم رحمته التي وسعت كل شيء ، رحيم بما أوجب على نفسه لعباده ، فهو رحمن في العموم ، رحيم في الخصوص ، وهو رحمن برحمة الامتنان ، رحيم بالرحمة الخاصة ، وهي الواجبة في قوله :« فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ »الآيات ، وقوله كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ )وأما رحمة الامتنان فهي التي تنال من غير استحقاق بعمل ، وبرحمة الامتنان رحم اللّه من وفقه للعمل الصالح الذي أوجب له الرحمة الواجبة ، وبها نال العاصي وأهل النار إزالة العذاب وإن كان مسكنهم ودارهم جهنم .
ومن صفة من وجبت لهم الرحمة : -
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 157 ]
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 157 )
الضمير في« يَجِدُونَهُ »و« يَأْمُرُهُمْ »يعود على أهل الكتاب ، بأنه نبي مبعوث إليهم
ص 181
أيضا في كتبهم ، فمن إيمانهم بكتبهم إيمانهم به صلّى اللّه عليه وسلم ، فما آمن أهل الكتاب بكل ما أتى به موسى وعيسى عليهما السلام ، ولو آمنوا بكل ما أتى به موسى وعيسى عليهما السلام لآمنوا بمحمد صلّى اللّه عليه وسلم وبكتابه« وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ »وهي الأعباء الثقال ، وهؤلاء المذكورون طائفة مخصوصة من أهل الكتاب ، فخرج من ليس بأهل الكتاب من هذا التقييد الوجوبي ، وبقي الحق رحمانا على الإطلاق ، فمن عباد اللّه من يبسط رحمة اللّه على عباده طائعهم وعاصيهم ، ومن عباد اللّه من يريد إزالة رحمة اللّه عن بعض عباده ، وهو الذي يحجّر رحمة اللّه التي وسعت كل شيء ، ولا يحجرها على نفسه ، وصاحب هذه الصفة لولا أن اللّه سبقت رحمته غضبه ، لكان هذا الشخص ممن لا يناله رحمة اللّه أبدا ، فإن إبليس لما رأى منة اللّه قد سرت في العالم ، طمع في رحمة اللّه من عين المنة لا من عين الوجوب الإلهي ، فعمّ كل الأشياء اتساع رحمته تعالى ، فمن حجّر رحمة اللّه فما حجرها إلا على نفسه ، ولولا أن الأمر على خلاف ذلك ، لم ينل رحمة اللّه من حجرها وقصرها ، ولكن واللّه ما يستوى حكم رحمة اللّه فيمن حجرها بمن لم يحجرها وأطلقها من عين المنة ، فما من شيء إلا وهو طامع في رحمة اللّه ، فمنهم من تناله بالوجوب ، ومنهم من تناله بحكم المنة .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 158 ]
قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ( 158 )
أرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى اللّه بإذنه وسراجا منيرا ، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ودعا إلى اللّه عزّ وجل على بصيرة ، وقال له تعالى :« قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ »
[ هو توحيد الملك ]
وهذا هو التوحيد التاسع ، توحيد الهوية في الاسم المرسل ، وهو توحيد الملك ، ولهذا نعته بأنه يحيي ويميت ، فمن أعطى أحيا ونفع ، ومن منع أضر وأمات ، ومن منع لا عن بخل
ص 182
كان منعه حماية وعناية وجودا من حيث لا يشعر الممنوع ، وكان الضرر في حقه حيث لم يبلع إلى نيل غرضه لجهله بالمصلحة فيما حماه عنه النافع ، ومات هذا الممنوع لكونه لم تنفذ إرادته كما لا تنفذ إرادة الميت ، فهذا منع اللّه وضرره وإماتته ، فإنه المنعم المحسان ، فأرسل الرسل بالتوحيد تنبيها لإقرارهم في الميثاق الأول« لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ »فهو سبحانه المحيي الذي يعطي الحياة لكل شيء ، فما ثمّ إلا حي ، لأنه ما ثمّ إلا من يسبح اللّه بحمده ، ولا يسبحه إلا حي ، سواء كان ميتا أو غير ميت ، فإنه حي ، لأن الحياة للأشياء فيض من حياة الحق عليها ، فهي حية في حال ثبوتها ، ولولا حياتها ما سمعت قوله ( كن ) بالكلام الذي يليق بجلاله فكانت ، وإنما كان محييا لكون حياة الأشياء من فيض اسم الحي كنور الشمس من الشمس المنبسط على الأماكن ، ولم تغب الأشياء عنه لا في حال ثبوتها ولا في حال وجودها ، فالحياة لها في الحالتين مستصحبة ، فهو يحيي ويميت ، وليس الموت بإزالة الحياة في نفس الأمر وعند أهل الكشف ، ولكن الموت عزل الوالي وتولية وال ، لأنه لا يمكن أن يبقى العالم بلا وال يحفظ عليه مصالحه لئلا يفسد ، ألا ترى إلى الميت يسأل ويجيب إيمانا وكشفا ، وأنت تحكم في هذه الحالة أنه ميت ، وما أزال عنه اسم الموت السؤال ، فإن الانتقال موجود ، فلو لا أنه حي في حال موته ما سئل ، فليس الموت بضد الحياة إن عقلت ، فالموت عبارة عن انتقال من منزل الدنيا إلى منزل الآخرة ، ما هو عبارة عن إزالة الحياة منه في نفس الأمر ، وإنما اللّه أخذ بأبصارنا ، فلا ندرك حياته ، فالميت عندنا ينتقل وحياته باقية عليه لا تزول ، وإنما يزول الوالي ، وهو الروح عن هذا الملك ، الذي وكله اللّه بتدبيره أيام ولايته عليه ، والميت عندنا يعلم من نفسه أنه حي ، وإنما تحكم عليه بأنه ليس بحي لوقوفك مع بصرك ، ومع حكمك في حاله قبل اتصافه بالموت من حركة ونطق وتصرف ، وقد أصبح متصرفا فيه لا متصرفا ، وهو تنبيه من اللّه لنا أن الأمر كذا هو ، التصرف فيه للحق لا لك ، في حال دعواك التصرف ، فالموت انتقال خاص على وجه مخصوص ،
لذلك قال تعالى متمما« فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ »فمن وحّده بلسان رسوله لا من لسانه جازاه اللّه على توحيده جزاء رسوله ، فإن وحده لا بلسان رسوله بل بلسان رسالته جازاه مجازاة إلهية لا تعرف ، تدخل تحت قوله : ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
ص 183
[سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 159 إلى 160 ]
وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ( 159 ) وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ( 160 )
[ عصا موسى ]
- إشارة - ضرب موسى عليه السلام بعصاه الحجر فانفجر ، والبحر المغلق فانفلق ، لأن سر الحياة في العصا ، فلذلك انفجر الحجر ماء ، وسر القيومية فيها فلذلك أظهرت في البحر يبسا ، فسر الحياة في النبات ، والقيومية تعطي التفرقة فانفرق البحر .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 161 إلى 163 ]
وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ( 161 ) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ ( 162 ) وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ ( 163 )
السبت الراحة والسبت السير السريع في اللسان ، وللراحة تسمى يوم السبت سبتا ، فيوم السبت يوم الراحة ، فإنه سبحانه نظر إلى ما خلق في يوم السبت ، فاستلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى ، وقال أنا الملك ، لظهور الملك ، ولهذا سمي يوم السبت ، والسبت
ص 184
الراحة ، ولهذا أخبر تعالى أنه ما مسه من لغوب فيما خلقه ، واللغوب الإعياء ، فهي راحة لا عن إعياء كما هي في حقنا - من باب الإشارة لا التفسير -« إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ »يتجاوزون بالراحة حدّها .
.
_________________
شاء الله بدء السفر منذ يوم ألست بربكم
عرفت ام لم تعرفي
ففيه فسافر لا إليه ولا تكن ... جهولاً فكم عقل عليه يثابر
لا ترحل من كون إلى كون، فتكون كحمار الرحى،
يسير و المكان الذي ارتحل إليه هو المكان الذي ارتحل منه،
لكن ارحل من الأكوان إلى المكون،
و أن إلى ربك المنتهى.
عرفت ام لم تعرفي
ففيه فسافر لا إليه ولا تكن ... جهولاً فكم عقل عليه يثابر
لا ترحل من كون إلى كون، فتكون كحمار الرحى،
يسير و المكان الذي ارتحل إليه هو المكان الذي ارتحل منه،
لكن ارحل من الأكوان إلى المكون،
و أن إلى ربك المنتهى.
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع
تفسير الآيات من "144 - 163 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي :: تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» رسالة إلى عبد العزيز بن باز .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» الرد على الدكتور كمال عيسى .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» خاتمة الترجمة - خاتم الولاية المحمدية الخاصة - عقيدة الشيخ الأكبر .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» ترتيب الخلق في الأرض - علم الحياة - الأشعة الكونية - علم مراتب الخلق الإنساني .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» رؤية الحق - الممكنات - جواهر الأعيان - جميع العلوم باطنة في الإنسان - الاسم الأعظم .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» علم الموازين - كيمياء السعادة - التجلي لا يتكرر ولا بد من اختلاف الأذواق - أرواح الكواكب وأرواح الحروف .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» استخدم أهل الله الإشارة والرمز واللغز - قول الشيخ فيما لا يعلم "لا أعلم" - االعلماء بالله - علم الحرف .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» طرق تحصيل العلم - من هم أهل الكشف؟ - الكشف لا يخطئ - سبب اشتغال الشيخ بالعلم وبثه .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تحصيل الشيخ لمقام العبودية - شفاعة الشيخ يوم القيامة - رحلة الشيخ رضي الله عنه - العلم عند الشيخ الأكبر .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» ذوق الشيخ في المحبة الإلهية - تجسد المعاني في الحب الإلهي - تحصيل الشيخ لمقام الخلة .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» إقامة الحق للشيخ في صور الملائكة - تحصيل الشيخ لمقام القربة - اطلاع الشيخ على شيء من كنز الكعبة .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» مشاهدة الشيخ للملائكة - رجال الغيب - إسراء الشيخ رضي اللّه عنه .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» حضرة الجمع أو حضرة أم الجمع .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تحصيل الشيخ أنواع الفتوح الثلاثة - سماع الشيخ تسبيح الحجر ونطقه وتسبيح كل شيء -الحضرات التي دخلها الشيخ .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» دخول الشيخ المقامات القدسية - رجوع الشيخ إلى الله تعالى - الموت في عين الحياة الدنيا .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» اجتماع الشيخ بالقطب الغوث - معرفة الشيخ لجميع الأقطاب بأسمائهم - اجتماع الشيخ بالخضرعليه السلام .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» مكانة الشيخ عند علماء زمانه - صحبة الشيخ ومكانته عند الملوك والسلاطين .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» الشيخ صاحب مذهب مستقل - اجتماع الشيخ بعلماء عصره - اجتماع الشيخ بالفلاسفة .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» مولده ونشأته - نسبه - زوجاته - شيوخه - تلامذته .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» مقدمة المؤلف محمود محمود الغراب .كتاب ترجمة حياة الشيخ الأكبر من كلمات محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» فهرس الموضوعات والصفحات .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» علماء أم سفهاء الرد على السندي .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» كبوات الشيخ ابن قيم الجوزية .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» خاتمة وفصل الخطاب .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» شرح وحدة الوجود .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» الحاسدون - الساحرون - الكافرون - الساهون - صفة العارف عند الشيخ الأكبر وعند الجماعة .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» وحق الهوى إن الهوى سبب الهوى ولولا الهوى في القلب ما عبد الهوى .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» عدم العدم - إذا أغناك فقد أبعدك في غاية القرب وإذا أفقرك فقد قربك في غاية البعد .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» ظهر العالم على صورة الحق - لبس النعلين وخلع النعلين - كل موجود سوى اللّه فهو نسبة لا عين .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» آخر ما يخرج من قلوب الصديقين حب الرياسة - ما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد - هو الظاهر في المظاهر .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» التصوّف - المنزل والموطن والمسكن - الفرق بين المنزل والمنازلة .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» من طلبه شهوة الحب - كن مع اللّه بقيمتك لا بعينك - الحب أملك للنفوس من العقل .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» إن الإنسان يجمع بين المشاهدة والكلام - عن اسم اللّه الأعظم - أيهما أفضل الغني الشاكر أم الفقير الصابر .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» الأولياء غير محفوظين من خواطر الشيطان - أطعمونا لحما طريا - لا يكون المريد مريدا حتى يجد في القرآن كل ما يريد .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» معاشر الأنبياء أوتيتم اللقب وأوتينا ما لم تؤتوا - تركت الكل ورائي وجئت إليه - نحن تركنا الحق يتصرف لنا .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» الجمع ما سلب عنك والفرق ما ينسب إليك - الفرق شهود الأغيار للّه - الفرق بين الولي والنبي عند أبي حامد .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» ما التذ عاقل بمشاهدة قط - أوقفني الحق في موقف كذا - عدم تكرار نفس التجلي .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» حال أويس القرني وحال الحلاج في الإيثار - بسم اللّه منك بمنزلة كن منه - وصية الشبلي .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» لا يبلغ أحد درج الحقيقة حتى يشهد فيه ألف صدّيق بأنه زنديق - إن المحدث إذا قورن بالقديم لم يبق له أثر .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» بم عرفت اللّه ؟ قال بجمعه بين الضدين - سجود القلب - إن للربوبية سرا لو ظهر لبطلت الربوبية .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» حدثني قلبي عن ربي - ليس بي يتمسحون - تقرب إلي بالذلة والافتقار - لا صباح لى ولا مساء .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» كأنه الآن في أذني - كل فعل لا يكون عن أثر فهو هوى النفس .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» أحبك حبين - أرأيتم لو لم يخلق جنة ولا نارا أليس بأهل أن يعبد .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» العجز عن درك الإدراك إدراك .كتاب شرح كلمات الصوفية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» فهرس الموضوعات والصفحات .كتاب الرد على ابن تيمية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» شرح ما قاله الشيخ الأكبر للجنيد رضي اللّه عنهما مما لم يفهمه ابن تيمية .كتاب الرد على ابن تيمية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» كيف أفتى ابن تيمية مع معارضة النصوص .كتاب الرد على ابن تيمية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» رد قول الإمام ابن تيمية من أن الشيخ الأكبر يقول بالاتحاد .كتاب الرد على ابن تيمية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» قول الإمام ابن تيمية عن الحق والخلق هو نفس كلام الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي .كتاب الرد على ابن تيمية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» رد قول ابن تيمية أن الشيخ الأكبر يقول إن خاتم الأولياء أفضل من محمد صلى اللّه عليه وسلم .كتاب الرد على ابن تيمية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» تحقيق ما أورده ابن تيمية عن ختم الأولياء .كتاب الرد على ابن تيمية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» الرد على فتوى ابن تيمية في الحديث " اللهم زدني فيك تحيرا " .كتاب الرد على ابن تيمية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» رد ما قاله ابن تيمية أن الشيخ الأكبر يجعل وجود المحدث عين وجود القديم .كتاب الرد على ابن تيمية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» من هم الفقهاء الذين وصفهم الشيخ بأنهم فراعنة الأولياء .كتاب الرد على ابن تيمية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» تحقيق قول ابن تيمية لما كانت أحوال هؤلاء شيطانية والرد عليها .كتاب الرد على ابن تيمية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» نص فتوى الشيخ ابن تيمية والرد عليها .كتاب الرد على ابن تيمية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» مقدمة المؤلف .كتاب الرد على ابن تيمية من كلمات الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» فهرس الموضوعات والصفحات .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» خاتمة الكتاب - التخلق والتحقق .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» الفرق بين المحب والعارف .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» أخبار بعض المحبين الإلهيين - من أخبار ذي النون المصري .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» روح المعاني - تحقيق أدبي لشعر بعضهم في الحب .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» إسناد بعض نعوت المحب إلى حقائقها الإلهية .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» المحبة تقتضي الجمع بين الضدين - نعوت المحبين الإلهيين - المحب مقتول - المحب تالف - المحب سائر إلى محبوبه بأسمائه .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» الذبول - النحول - الاستعطاف والاستلطاف - طلب الرحمة - الدهش - الخرس - الشفقة - الأنفاس .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» البكاء والدمع - الحنين والأنين - الصبر - الكتمان والستر - البوح والإفشاء والإعلان -الهلاك - الموت - الهيبة .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» العلة والمرض - الزمن - الوله - السكر - الحيرة -الهيام - المدله - الشجي - الحزن - البث .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» لوازم الحب - الغرام - الكمد - الذل - الاصطلام - اللوعه - الجوى .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» ألقاب الحب - الهوى - الحب - العشق - الود .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» مراتب الحب - الحب الطبيعي - الحب الروحاني النفسي - لماذا يبتلي اللّه أحبابه؟ .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» السماع والحب - السماع الإلهي .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» حب الحب - أثر الجمال .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» حب الخيال - التجلي الإلهي في حضرة الخيال .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» حب الجمال - جمال الصور جمال مطلق وجمال مقيد عرضي .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» سريان الحب في الوجود - السكر من شراب الحب - سبب الحب .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» نسبة الحب إلى الإنسان - من حقائق المحبة .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» حبه سبحانه للمقاتلين في سبيل اللّه - الاتباع لرسول اللّه فيما شرع .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» حبه سبحانه للصابرين - للشاكرين - للمحسنين .كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» الفهرس الموضوعات والصفحات .كتاب الرؤيا والمبشرات من كلمات الشيخ الأكبر محي الدّين ابن العربي الطائي الحاتمي
» خاتمة .كتاب الرؤيا والمبشرات من كلمات الشيخ الأكبر محي الدّين ابن العربي الطائي الحاتمي
» من المبشرات التي رآها الشيخ رضي اللّه عنه لغيره .كتاب الرؤيا والمبشرات من كلمات الشيخ الأكبر محي الدّين ابن العربي الطائي الحاتمي
» من المبشرات التي رآها الشيخ رضي اللّه عنه لغيره .كتاب الرؤيا والمبشرات من كلمات الشيخ الأكبر محي الدّين ابن العربي الطائي الحاتمي
» رؤية الشيخ الأكبر قدس اللّه سره العزيز لبعض الملائكة في المنام .كتاب الرؤيا والمبشرات من كلمات الشيخ الأكبر محي الدّين ابن العربي الطائي الحاتمي
» رؤية الشيخ الحق سبحانه وتعالى في المنام .كتاب الرؤيا والمبشرات من كلمات الشيخ الأكبر محي الدّين ابن العربي الطائي الحاتمي
» شرح الصلاة الإبراهيمية في الواقعة - مبشرة قصة هاروت وماروت .كتاب الرؤيا والمبشرات من كلمات الشيخ الأكبر محي الدّين ابن العربي الطائي الحاتمي
» إلهيات - موعظة - حسن الرجاء باللّه - تجليات إلهية .كتاب الرؤيا والمبشرات من كلمات الشيخ الأكبر محي الدّين ابن العربي الطائي الحاتمي
» مبشرات أخرى -الأدب في الطواف - الدنيا أم رقوب - مبشرة بخاتم الأولياء الخاص .كتاب الرؤيا والمبشرات من كلمات الشيخ الأكبر محي الدّين ابن العربي الطائي الحاتمي
» أخذ العلوم غير الأحكام من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الرؤيا ج 2 .كتاب الرؤيا والمبشرات من كلمات الشيخ الأكبر محي الدّين ابن العربي الطائي الحاتمي
» أخذ العلوم غير الأحكام من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الرؤيا ج 1 .كتاب الرؤيا والمبشرات من كلمات الشيخ الأكبر محي الدّين ابن العربي الطائي الحاتمي
» أخذ أحكام من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الرؤيا .كتاب الرؤيا والمبشرات من كلمات الشيخ الأكبر محي الدّين ابن العربي الطائي الحاتمي
» الرؤيا - الواقعة .كتاب الرؤيا والمبشرات من كلمات الشيخ الأكبر محي الدّين ابن العربي الطائي الحاتمي
» فهرس الموضوع والصفحات .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» معراج ثالث - عروج رابع - عروج خامس - خاتمة الكتاب .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» أهل المراتب خطيب السعداء - خطيب الأشقياء .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» أهل الكراسي خطيب السعداء - خطيب الأشقياء .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» أهل الأسرة خطيب السعداء - خطيب الأشقياء .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» أهل المنابر خطيب السعداء - خطيب الأشقياء .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
» المراتب الأربعة .كتاب الخيال عالم البرزخ والمثال من كلمات الشيخ الاكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي