المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
شرح التائية الكبرى الأبيات من 400 إلى 425 .كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر شرح القاشاني لقصيدة نظم السلوك لسلطان العاشقين عمر ابن الفارض
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: سلطان العاشقين عمر ابن الفارض :: كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر شرح القاشاني على قصيدة نظم السلوك
صفحة 1 من اصل 1
29012021

شرح التائية الكبرى الأبيات من 400 إلى 425 .كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر شرح القاشاني لقصيدة نظم السلوك لسلطان العاشقين عمر ابن الفارض
شرح التائية الكبرى الأبيات من 400 إلى 425 .كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر شرح القاشاني لقصيدة نظم السلوك لسلطان العاشقين عمر ابن الفارض
شرح الشيخ كمال الدين عبد الرزاق ابن أحمد القاشاني المتوفى بعد سنة 730 ه
400 - فذا مظهر للرّوح هاد لأفقها *** شهودا غدا في صورة معنويّة
401 - وذا مظهر للنّفس حاد لرفقها *** وجودا غدا في صيغة صوريّة
أشار ب ( ذا ) الأولى : إلى الواشي ، وبالثانية إلى اللّاحي ، وأخبر عن الواشي بأنه مظهر للروح ، أي معاون ممدّ من قولهم : أظهرته على كذا أي أعليته ، ومنه قوله تعالى : لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ [ التوبة : الآية 33 ] ،
وأخبر عن اللّاحي بأنه مظهر متغلّب للنفس ، وذلك لأن الملك جند من جنود الروح إذا ألمّ بالقلب يقوّي الروح ويظهره على النفس ، فيرقى إلى معراج الذات بانقلابه عن شرك النفس والشيطان من جنود ، النفس ، إذا ألمّ بالقلب يقوّي النفس ويظهرها على الروح ، فينزل إلى مهواة الطبيعة وقواها اللّواتي هنّ رفقاء النفس بتخلّعها عن منازعة الرّوح ،
وشاهد هذين الإلمامين حديث عبد اللّه بن مسعود - رضي اللّه عنه - قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :
“ إن للشيطان لمّة بابن آدم ، وللملك لمّة . . . “ “ 1 “ الحديث ، وفي بعض النسخ : و ( ذا
..........................................................................................
( 1 ) رواه ابن حبان في صحيحه ( 3 / 278 ) ، والترمذي ( 5 / 598 ) ، والنسائي في الكبرى ( 6 / 305 ) ، -
“ 154 “
مظهر بالنفس ) اسم مفعول ، فعلى هذا معنى ( الإظهار ) : الإبانة ، والمراد أن سبب ظهور الشيطان هو النفس ، ولولاها لم يظهر كما أنه لم يظهر لآدم إلا بوجود حوّاء - عليهما السلام - ثم أخبر عن الواشي بأنه هاد لأفقها ، أي : يهدي الروح إلى أفقها ، وهو الذات الأحدية التي هي مطلعها ، فإن الأفق هو مطلع الأنوار والذات مطلع الأنوار الروحانية ، وعن اللّاحي بأنه حاد يرفقها ، أي يسوق النفس إلى رفقائها ، وهي القوى الجسمانية شهوية وغضبية وحسّية ومحرّكة ، فإنها رفقاء النفس ،
وعلّل الهداية بالشهود ، والشوق بالوجود حيث نصبهما على المفعول له ؛ لأن المقصود من هداية الروح إلى أفقها شهود الذات ، ومن شوق النفس إلى القوى الجسمانية وجود حياة الجسم المنوط بتدبير النفس وأعمال القوى ، ووصف الشهود بأنه غدا في صورة أي في هيئة معنوية ، يعني : ليس مثل شهود البصر صور المرئيّات في عالم الشهادة لأنه يستدعي أيّنا ووصفا وكيفا تعالي الذات الأحدية عنه ، ووصف الوجود بأنه ( عدا )
أي : سرى من عدا يعدو عدوا إذا أسرع في صيغة ، أي : فطرة صورة منسوبة إلى الصور ؛ لأن الوجود المنوط بتدبير النفس وبقاء القوى جسماني يتعلق بالصور ، ولما هدي إلى بيان الوحدة في صورة التفرقة وكشف قناع الشبهة عنه ،
قال :
402 - ومن عرف الأشكال مثلي لم يشبه *** شرك هدى ، في رفع إشكال شبهة
( شابه ) يشوبه شوبا : خالطه ، وأراد ( بالأشكال ) الأشباه والأمثال التي سبق ذكر وحدتها من المحبّ والمحبوب والواشي واللّاحي ؛ لأنها تراءت في الظاهر أمثالا تفرد كل منها بذات مخصوصة مثل الآخر ،
أي : من عرفها حقّ معرفة مثلي لم يخالطه في حلّ عقد شبهة شرك هدى وإشارة بذلك إلى هداية بعض الهادين الغير الكاملين في المعرفة ، وحلّ أشكال الشبهة الواردة على معنى التوحيد ؛ لأن هدايتهم الطالبين إليه غير خالطة عن شوب الشرك .
واعلم أن حلّ مشكلات التوحيد بقدر إطلاق الذات وعمومها ، فمن أطلق ذاته عن أسر التعلّقات بأسرها ، ورفض جميع العالم سهّل عليه حلّ جميع الشبهة الواردة على معنى التوحيد ، ومن تقيّد ببعضها أشكل عليه حلّها بقدره ، والذات المطلقة التي تعمّ جميع الصّفات والأفعال المعبّر عنها بالعوالم هي التي ذكر الناظم - رحمه اللّه - أن ذاته هي هي في قوله : و ( أني ) و ( إياها ) لذات ، فلذلك قال إيتاء بفاء السببية :
..........................................................................................
- وأبو يعلى في مسنده ( 8 / 417 ) ، والطبراني في الكبير ( 9 / 101 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان ( 4 / 120 ) .
“ 155 “
403 - فذاتي باللّذّات خصّت عوالمي *** بمجموعها ، إمداد جمع ، وعمّت
( الباء ) الأولى للمصاحبة ، والثانية صلة ( خصّت ) ، وفاعل ( خصت ) ضمير الذات وأحد مفعوليه ( عوالمي ) ، والآخر ( مجموعها ) ، والضمير فيه ( للعوالم ) ، و ( إمداد جمع ) عطف بيان للعوالم و ( عمت ) معطوف على ( خصت ) ، أي : بسبب أني عين ذات المحبوبة ( خصت ) ذاتي مع وجود ( اللذّات عوالمي ) إمداد جمع بمجموعها وعمّتها ،
ولا بدّ في بيان معناه من مقدّمات ثلاثة:
الأولى : في بيان فائدة عطف البيان وهي إيضاح العوالم ، وذلك أن كثرة عوالم الذات لا تقدح في وحدتها ؛ لأن صدور العوالم المتكثّرة من الذات الواحدة كصدور إمداد البصر المنبسط على ساحله ، فكما أن الإمداد المتكثّرة الصادرة من انبساط إمداد البحر لا تقدح في وحدته ؛ لأن كل مدة هي عين البحر من حيث الذات وغيره من حيث التعيّن ، فكذلك كثرة إمداد العوالم الصادرة من انبساط بحر جميع الذات على ساحل الظهور لا يقدح في وحدته.
الثانية : في بيان تخصيص العوالم “ 1 “ بالمجموع ، وهو إفادة إطلاق الذات عن جميع القيود ، وأن لا يختص بمجموعها إلّا الذات المجرّدة المختصّة بالإنسان الكامل ، ولكل موجود سواه بعض من العوالم لا يتجاوزه .
والثالثة : في بيان فائدة التخصيص للذّات ، وذلك ليعلمنا أنه وجد هذا المعنى بطريق اللذّة والذوق والقدم ، لا بمجرّد العلم والنظر ، فإنه كثير الوجود لا طائل تحته ووجدانه بطريق القدم واللذة عزيز الوجود لا يكاد يوجد إلّا في واحد بعد واحد في قطر من الأقطار ، وعصر من الأعصار ، ولما علم أنه قد يختلج في بعض الضمائر شبهة ، وهي أن تكثر العوالم الصادرة عن الذات الواحدة إن كان لنوع الاستعدادات في ذاتها ، فما علّة قبولها لتلك الاستعدادات المتكثّرة ؟ وإن كانت استعدادات أخر تسلسل وإلا لزم صدور الكثرة من الواحد ، وهو خلاف ما قيل : ( لا يصدر من الواحد إلّا الواحد ) ،
اعترض بقوله :
404 - وجادت ، ولا استعداد كسب *** بفيضها وقبل التّهيّؤ للقبول استعدّت
أي : ليس علّة فيضان الكثرة من الذات الواحدة كثرة الاستعدادات ، واستعدت لإفاضة الكثرة ، وأنشأ المرادف من غير بيّنتها لها ، وليس يثبت أن لا يصدر من الواحد
..........................................................................................
( 1 ) أي عالم الجبروت ، وعالم الأمر ، وعالم الملكوت ، وعالم الغيب ، وعالم الملك ، وعالم الخلق ، وعالم الشهادة ، وغيرها من العوالم .
“ 156 “
إلّا الواحد ، وفي القول بفيضها إشارة إلى الفيض الأقدس الذاتي المتعذّر على العقول القاصرة بإدراكه ، وذلك أنّ فيض الوجود من الذات على قسمين : فيض ذاتي في عالم القدرة من غير توسّط تأثير الصفات ، وقبول الاستعدادات ، وهو إفاضة وجود الصفات ، وتنوّع الاستعدادات في الذوات ، وفيض صفاتي في عالم الحكمة يصدر عن الذات بواسطة تأثير الصّفات وقبول الاستعدادات ، ولا يهتدي العقل الموكل بعالم الأسباب إلّا إلى هذا الفيض ، وخصّ الأنبياء - صلّى اللّه عليهم أجمعين - وخواص متابعيهم بإدراك الفيض الأقدس الذاتي لاهتدائهم إلى ذلك بالعقل المكتحل عنه بنور الهداية الناظر إلى عالم القدرة بعين البصيرة ،
فقوله : ( وجادت ) أي أفاضت الذات بفيضها الأقدس الوجود الاستعدادي الحسّي للذوات حالة خلوّها عن استعداد كسب وجود عينيّ واستعدادات لإفاضة الوجود الاستعدادي قبل استعداد شيء من الذّوات ، وتهيئتها للقبول ؛ ولما كان الروح الأعظم أول فيض الذات ، ثم النفس الكلّية فاضت منها بواسطة الروح ، وقام بوجودهما كل ما في الوجود من الأشباح والأرواح ،
قال :
405 - فبالنّفس أشباح الوجود تنعّمت *** وبالرّوح أرواح الشّهود تهنّت
أخبر عن الروح والنفس الكلّيتين الفائضتين من الذات اللّتين هما أعظم العوالم بأن أشباح الوجود ، وهي صور الكائنات تنعّمت بالنفس ، أي اتّخذت نعمة الوجود وغيره من موجدها بواسطة النفس ، وبأن أرواح الشهود جمع شاهد بمعنى حاضر ،
( تهنّت بالروح ) أي : هنأت الأرواح الحاضرة عند الروح بعضها من بعض بوصولها إلى عللها فتهنّت ، ولما فرغ من بيان الاتّحاد الواقع بينه وبين محبوبته ، والواشي واللّاحي ذاتا وصفة أخذ في بيان حال السّماع ، وتأثيره فيه بالإسكار والإطراب ، وتأثّره منه بالوجد والاضطراب لما يتوقع فيه من رحم الظنون ورمي الأوهام أنه ينافي الاتحاد المذكور ، فإن الإسكار والإطراب يشعران بمناجاة حال غريب وموافاة أمر عصيب ، والوجد والاضطراب يؤذنان بوجدان مفقود وفقد موجود وهو المحبوب ، فلا يكون المحبّ والمحبوب ذاتا واحدة ،
فأزال تلك الظنون والأوهام بقوله :
406 - فحال شهودي : بين ساع لأفقه *** ولاح مراع رفقه بالنّصيحة
407 - شهيد بحالي في السّماع لجاذبي *** قضاء مقرّيّ ، أو ممرّ قضيّتي
“ 157 “
أي : بسبب ما بيننا من بطون معنى الجمع “ 1 “ في صورة التّفرقة من معنى الجمع شهد ( حال شهودي ) الذات ( بين ) صفتها المعبّر عنهما بالواشي واللّاحي ، بأنّ حالي في السماع من الوجد والاضطراب لوجود جاذبين ،
أحدهما : ( قضاء مقرّي ) أي : حكم مقر الذات ، وهو عالم الجمع ،
والآخر قضاء ( ممرّ قضيّتي ) أي : محل مرور مرادي ، وهو عالم التفرقة ، أراد بقضيته حكمه بحالة الداعية إلى خروج الذات من عين الجمع ومرورها بعالم التفرقة لتشاهد نفسها في مرايا صفاتها وأفعالها وصور شؤونها وتعيّناتها ، فكلّما انجذبت إلى مقرّها وجدت ، وكلما انجذبت إلى ممرّها فقدت ،
وكلّما تردّدت إلى بين مقرّها وممرّها اضطربت ، فوجدها بوجدان عينها مجرّدة عن ملابس الكون في مقرّها وعين جميعها ، وفقدها بفقدان نفسها على تلك الحالة في ممرّها ، واضطرابها بالتردّد بين الوجدان والفقدان ، فلا ينافي هذه الأحوال اتّحاد المحبّ مع المحبوب ذاتا ،
قوله : ( فحال شهودي ) مبتدأ خبره ( شهيد ) ، و ( ساع ) أي : واش من السّعاية بمعنى الوشاية ، واللام في ( لأفقه ) بمعنى إلى متعلقة بمحذوف ، أي : هاد إلى أفقه ، و ( جاذبي ) مثنى مضاف إلى إقضاء ، ولهذا سقطت نونه ، ولمّا كان حاله في السماع لوجود جاذبين منه يجذبه كلّ منهما إلى مقام ، لا لفقده المحبوب ، فإن الفقد حيث يثبت حكم الالتباس أخبر عن إثبات نفي الالتباس بسبب تطابق المثالين
في قوله :
408 - ويثبت نفي الالتباس تطابق *** المثالين بالخمس الحواس المبينة .
أي : ويحكم ويدرك رفع الاحتجاب عن صورة التوحيد تطابق المثالين ،
أي : توافق الصورتين المنطبقتين في الحسن والنفس أحديهما صورة مثال المحسوس المرتسمة في الحسن ، والثانية صورة مثال حضرة المحبوب في النفس ، فمن يرى المحسوس مغايرا للمحبوب تخالف المثالان في حقّه ، ومن يراهما واحدا تطابق المثالان في حقّه ، ولا بدّ من تقديم مقدّمة .
اعلم أن الذات الأزلية لمّا أرادت بروز عن مسكن المشيئة والغيب إلى صحراء الظهور وقضاء الشهود في حلل أسمائها وصفاتها أحبّت أن تكون مكشوفة لأهل الأسرار محجوبة عن نظر الأغيار ، فخلقت ما خلقت مظاهرا ظهرت فيها للمحبوبين ، وجلابيب احتجبت بها عن المحجوبين ، فهي ظاهرة في عين الستور محتجبة بنور الظهور ، كما أن الشمس محتجبة عن نظر الخفافيش بحجاب ظهورها مكشوفة لذوي الأبصار السليمة بظهور نورها ، ومراتب
..........................................................................................
( 1 ) الجمع : هو شهود الحقّ بلا خلف .
“ 158 “
الكشف والاحتجاب في الجملة ثلاثة :
الأولى : مرتبة الاحتجاب بلا كشف منسوبة إلى الكفار حجبت بلا كشف منسوبة إلى الكفار حجبت بصائرهم كإبصارهم ، فحرسوا النظر إلى ربّهم بنور الإيمان ؛ كحرمانهم عنه بنور العيان .
الثانية : مرتبة الكشف مع الاحتجاب منسوبة إلى المؤمنين كشفت عن بصائرهم الحجب ، فنظروا إلى ربّهم بنور الإيمان ، وأغشيت أبصارهم ، فحرموا النظر إليه بنور العيان .
الثالثة : مرتبة الكشف بلا احتجاب مخصوصة بالموقنين كشف أبصارهم كعن أبصارهم ، فنظروا إلى ربّهم ظاهرا بنور الإيمان ، كما أنهم نظروا إليه باطنا بنور الإحسان والإيقان ، وهؤلاء لا يحتاجون في مطالعة الذات الأحدية والصفات الأزلية إلى صرف النظر عن المحسوسات لتطابق المثالين المنطبعين في مرائي نفوسهم وجوانبهم ،
والمؤمنون يحتاجون إلى ذلك كل الاحتياج ؛ لأنهم كلما أحسّوا بشيء من المحسوسات لا ينطبع في مرآة حواسهم إلّا صورة مثال المحسوس ، فلا يطابق هذا المثال مثالا ينطبع في مرآة نفوسهم من الصور العلمية ، فالالتباس في حقّ الكفار ثابت أبدا ، وفي حقّ المؤمنين متردّد يزول تارة ويحصل أخرى ، وفي حق الموقنين منتف أبدا ، فهذا معنى قوله ، ويثبت نفي الالتباس تطابق المثالين ، واللّام في ( المثالين ) لتعريف العهد الذهني ، و ( الحواس ) معطوف على ( الخمس ) عطف بيان ، والباء في قوله : ( بالخمس ) للسببية يتعلق بالالتباس ،
أي : ويثبت نفي الالتباس الحاصل بسبب الحواس الخمس الظاهرة تطابق المثالين الحاصلين في الحسن والنفس ، ولما اعترض كلامه في تحقيق ما تلقّته النفس من الحواس قبل فراغه من شرح السماع ، قال :
409 - ومن بين يدي مرماي دونك سرّ *** ما تلقّته منها النّفس سرّا فألقت
أي : خذ قبل مطلوبي ، وأراد به بيان حال السماع سر شيء تلقّته النفس من الحواس الظاهرة في خفية ، فألقته إلى الحواس الباطنة ، وهو من إلقاء المسألة ، و ( سرّا ) منصوب على التميز ، والسرّ المتلقى هو مطالعة الصفات الأزليّة من ألواح المحسوسات المشار إليه بقوله :
410 - إذا لاح معنى الحسن في أيّ صورة *** وناح معنّى الحزن في أيّ سورة
“ 159 “
411 - يشاهدها فكري بطرف تخيّلي *** ويسمعها ذكري بمسمع فطنتي
412 - ويحضرها للنّفس وهمي تصوّرا *** فيحسبها في الحسّ ، فهمي نديمتي
( ناح ) : رفع صوتا حزينا ، ولذلك يطلق على المصاب ، و ( معنى الحزن ) : من يعينه الحزن ، و ( الأي ) : جمع أية ، وأراد ب ( الفكر ) : الفاكرة ، وهي قوّة تنبعث لطلب شهود الحقائق في صورها المثالية ، وهي من الحواسّ الباطنة بمثابة البصر من الحواس الظاهرة ، فلذلك أسند إليها المشاهدة ، و ( بالذكر ) : الذاكرة ، وهي قوة في النفس تتهيّأ لقبول التذكير ، ووعي المعاني فيها ، وهي من الحواس الباطنة بمثابة السمع من الحواس الظاهرة ، ولذلك أسند إليها السماع ، وبالوهم الواهمة ،
وهي قوة تحضر للنفس صورة معنوية أو غير مطابقة على سبيل البداهة ، بالفهم الفاهمة : وهي قوة مدركة للنفس تدرك بها الحقائق والتخيّل ملاحظة خيال المحسوس والصور عند قبول النفس صورة مثالية جسمانية ، أو روحانية ، والهاء في ( بسمعها ) ضمير المحبوبة ، وهو المفعول الثاني له يتعدّى إليه بنفسه ،
و ( بمن ) والأول محذوف عائد إلى مصدر ( ناح ) ، أي : يسمع الذاكرة ذلك النوح من المحبوبة ، وإضافة المعنى إلى الحسّ يتضمن من ( أي ) إذا ظهر معنى من جنس الحسن في أيّ صورة كانت بشرية أو غيرها ، ورفع من عناه الحزن صوتا حزينا في قراءة آيات سورة من القرآن يشاهد فكري بعين التخيّل خيال جمال المحبوبة في ظهور ذلك الحسّ ، ويسمع ذكري باسم كياستي ذاك الصوت الحزين من المحبوبة ، ويحضر وهمي صورة ذات المحبوبة للنفس فحسبها فهمي نديمتي في حس البصر بالمحاضرة ، وفي حسّ السّمع بالمجاورة ، وتحقيق الكلام في هذه الأبيات أنه أراد بيان دوام التجلّي بدوام نفي الالتباس ، وتعرّض في بيان ذلك لسدّ مسالك الالتباس ،
ولا يخفى على المتفطّن أن مراد الناظم من ذكر شهود فكره حضرة المحبوبة ، وإحضار وهمه إياها بيان نفي الالتباس بذكر الاشتغال أسبابه بتخيّل الصورة الوهميّة المطابقة للصور العلمية في النفس ؛ لإثبات أهل مشاهدته ، فإن للعارف مشاهدات روحانية ومحاضرات قلبية ، ومسامرات سرّية جلّت عن الأفهام والأوهام ، والكلام في البيتين الأوّلين من باب اللفّ والنشر ، ولما كان مشاهدة الحسن وسماع الألحان ، لا سيما من محبوب يورث سكرا هو من أعجب أنواع السكر ،
قال :
413 - فأعجب من سكري بغير مدامة *** وأطرب في سرّي ، ومنّي طربتي
“ 160 “
( طرب ) يطرب طربا بكسر العين في الماضي ، وفتحها في الغابر : اهتزّ سرورا ، وأراد بالسرور باطن القلب ، أي : بسبب أن مشاهدة الحسن تدهش العقل ، وتسكر الروح والقلب إسكارا غريبا عجيبا من غير سكر معهود للناس ، أعجب من سكري بغير مدامة تعرف بالإسكار ، وأطرب بهذا السكر في سرّي وقلبي ، لا في نفسي وطبيعتي ، والحال أن طربي هذا ناشىء من ذاتي لا من غيري ، ويحتاج في شرح هذا البيت إلى بيان السكر والعجب والطرب ، فالسكر كما مرّ دهش يحصل استتار نور العقل بغاشية ظلمانيّة أو نورانية .
أما الغاشية الظلمانية ، فهي أبخرة ثائرة من المعدة متصاعدة نحو الدماغ من تناول مسكر يغشى نور العقل المنعكر في مرآة القوى الحسّاسة ، والنورانية أشعة ساطعة من عين الذات تغشى نور العقل بغلبة إشراقها ، فإن النور كما يستر بالظلمة يستر بنور غالب كنور الكواكب مستتر تارة بظلمة السحاب ، وأخرى بنور الشمس ، والسكر الحاصل من استتار نور العقل بحجاب ظلماني مذموم لا ينبغي لأحد تناول ما يوجبه كالمدامة وغيرها ؛
لأن النفس حينئذ تنشط من عقال العقل الخالع عليها لباس الوقار ، وترتع في مراتع الهلكة خليفة العذار ، بانقلابها عن شرك العبودية والاصطبار ، فلما انقشعت صبابة تلك الغاشية ، وأشرقت أرض الوجود بنور العقل عاد مقبلا على النفس باللّائمة أشدّ مما كان.
وأمّا السكر الحاصل من استتار نور العقل بنور الذات ، فمعبور ينبغي لكل سالك أن يجتهد في تحصيله ببذل الروح ؛ لأن القلب حينئذ ينشط من عقال العقل المفرق في وادي الفرقة يطرب بانقلابه عن شرك عبوديّة النفس مطلقا في فضاء الحرية ، وأما ( العجب ) ، وللعجب فاستغراب شيء غير معهود.
وأما ( الطرب ) ، فحالة تستقر النفس ، وهو مذموم ، أو تنهض القلب وهو محمود ، فقوله : ( فاعجب من سكري بغير مدامة . . . الخ )
إشارة إلى سكره المحمود الغريب العجيب من غير تناول منكر ، وطربه المحمود في قلبه وسرّه لا في نفسه ، وأنه لم ينشأ من أمر خارج عنه بل من ذاته ، ولمّا كان اهتزاز قلب المحبّ وارتعاش مفاصله لمشاهدة الروح جمال الذات وجلالها يحاكي رقص القالب وتصفيق الشاوي بسبب غناء مغنية ،
قال :
414 - فيرقص قلبي وارتعاش مفاصلي *** يصفّق كالشّادي ، وروحي قنيتي
( صفق ) يصفق تصفيقا : ضرب بيديه ، و ( شدا ) يشدو أشدو فهو شادي : غنّى ،
و ( القينية ) : مغنية استعارها للروح من جهة المحاكاة المذكورة بين مشاهدتها ، وغناء المغنية في الاضطراب ، والمراد من البيت بيان معنى قوله : ومني طربتي ، أي : لا
“ 161 “
يظن بي سبب خارج عني من المصفّق ، والمغني بل هما وصفان لي يطربان أبدا ، وارتعاش المفاصل عند السماع يكون لمفاجأة سطوة الجلال ؛ لأنها تورث هيبة واهتزاز القلب يكون لموافاة نور الجمال ، فإنه ينتج طربا ، ولما كان دوام المشاهدة لقوة الروح وقوّتها لتقوتها بالمنى النازعة ، قال :
415 - وما برحت نفسي تقوّت بالمنى *** وتمحو القوى بالضّعف حتى تقوّت
أراد ب ( النفس ) الروح ، و ( بالمنى ) مراداتها من المحاضرة والمشاهدة والمسامرة ، وقوله : ( تقوّت ) ، أي : يتغذّى أصله تتقوّت حذفت إحدى التائين قياسا ، وأراد بالقوى القوى الحيوانية المنازعة ، وفاعل تمحو ضمير النفس ، و ( حتى ) حرف غاية ، والتاء في تقوّت علامة تأنيث الضمير العائد إلى النفس ،
أي : وما زالت نفسي تتغذّى بأقواتها الروحانية ، وتمحو القوى الجسمانية بسبب ضعفها عند فطامها عن المألوفات إلى أن صارت متقوية بحيث لا ينازعها شيء من القوى ، وبيان ذلك أن الروح في بدو حال الشهود تنازعها القوى الطبيعية إلى عالم النفس تارة ، فتحجب عن الشهود والسماع ، وتجذبها القوى الروحانية إلى عالم الكشف أخرى ،
فتبرز عن الحجاب ، وتعود إلى مقام الشهود ، والخطاب وتتقوّت بالأقوات الروحانية حتى صارت متقوية غالبة على القوى الطبيعية بحيث لا ينازعها شيء من النوازع السفليّة الداعية إلى عالم النفس ؛ لأنها كلما ازدادت قوة ازدادت القوة المنازعة ضعفا حتى تنمحي آثارها وتتبدّل نعوتها وصفاتها ، فتصير معينة للروح على الكشف بعد ما كانت مانعة لها عنه ،
كما دلّ عليه قوله :
416 - هناك وجدت الكائنات تحالفت *** على أنّها والعون منّي معينتي
أي : وجدت في مقام قوّة الروح لضعف القوى كل كائن مانع عن الوصول يحالف أخرى يعاهده على أن يعينني على وصول المحبوبة ، والحال ذاك العون حاصل مني أخبر عن تحالف الكائنات المانعات من الحواس والمحسوسات على إعانته ، والمراد مداومتها على الإعانة ؛ لأن التحالف في العهود سبب لتأكيدها ، وموجب للمداومة والثبات عليها ، والمراد من إعانتها أن تكون آلات له يدرك بها صفات المحبوبة ، وهذه الإعانة ليست لها ذاتيّة ، وإلا لما فارقتها بل حصلت لها عند قوّة الروح في عالم الجمع ،
وهذا معنى قوله : والعون مسّني ، ثم علّل هذه الإعانة ببيان غايتها ، وهي جمع الجوارح شمله به بوصول المحبوبة وشمول جمعه كل جزء منه وانخلاعه عن ملابس البينونة ، دلّ عليه قوله :
“ 162 “
417 - ليجمع شملي كلّ جارحة بها *** ويشمل جمعي كلّ منبت شعرة
418 - ويخلع فيما بيننا ليس بيننا *** على إنّني لم ألفه غير ألفة
أما جمع ( الجوارح ) مثل العين والأذن ، وغيرهم من آلات الحسّ ، ( شمله ) أي : تفرقه ، فلأنها آلات وأدوات يدرك بكل واحدة منها صفة من صفات المحبوبة ، واسما من أسمائها كما يأتي تفصيله ، ويتحقّق بهذا الإدراك له معنى الجمع ، ولولاه لاستمرت التفرقة بينه وبين ما يدركه ، فكان كل جارحة من جوارحه تجمع شملا مخصوصا بإدراك مخصوص .
وأما شمول معنى الجمع كل جزء منه ، فلأن معنى الجمع قبل تحقّقه بمقام الكشف ، والتمكين فيه يكون مقصورا على إدراك الروح والقلب دون النفس والقالب ، فلا يكون شاملا جميع أجزائه الظاهرة والباطنة ، وبعده يشمل جميعها .
وأما انخلاعه عن لبس البين ، أي نعت الفراق فلأنه حينئذ لا يبقى حاجب ، ولا محجوب بل يتصدّى كل المحب بكل المحبوب ،
ويقول :
كلي بكلّك يا أميم رهين * في كل جارحة هواك دفين
واللّام في قوله : ( ليجمع ) يتعلق ( بمعينتي ) ، و ( شملي ) مفعوله ، و ( كل ) فاعله ، و ( بها ) يتعلّق به ، والهاء ضمير المحبوبة ، أي ليجمع بوصولها ، و ( يشمل ) و ( يخلع ) معطوفات عليه ، ( الإلفاء ) : الوجدان ، والضمير في ( لم ألفه ) ( للبين ) الثاني ، و ( البين ) الأول : ظرف ، والثاني : اسم بمعنى الفراق ، و ( اللبس ) : ما يلبس .
أي : تعاهدت الكائنات على إعانتي ليجمع كل جارحة مني بوصول المحبوبة تفرقة يشمل جمعي كل جزء مني ، وليخلع فيما بيني وبينها لباس الفراق مع أني لم أجد البين والفراق بغير ألفة ومحبّة ، وفي هذا القول إشارة منه إلى أنه محب الذات ، لا محبّ الصّفات والأفعال إذ يحب وصل المحبوب غير فراقه وتقريبه غير تبعيده ؛ لأن محب الذات تستوي عنده جهات الصفات لاستواء الذات ، ولا يريد وصفا مخصوصا لفناء إرادته في إرادة المحبوب ؛ كما قيل :
أريد وصاله ويريد هجري * فاترك ما أريد لما يريد
ثمّ لما كان كل حسّ منه في الإعلام عن أوصاف المحبوبة بمثابة ناقلي نبّه المسترشد على كيفيّة نقله إليه ما أظهرت المحبوبة من صفاتها على سبيل البديهة ، وأخذ في تفصيله بعد ما أشار إليه مجملا حيث قال ليجمع شملي كل
“ 163 “
جارحة بها ، بقوله :
419 - تنبّه لنقل الحسّ للنّفس راغبا *** عن الدّرس ما أبدت بوحي البديهة
( تنبه ) أي : تيقّظ عن رقدة الغفلة لدرك نقل الحسّ إلى النفس من الأسرار التي أظهرتها المحبوبة للنفس بالإشارة الجليّة في حال كونك منصرف الرغبة عن ( الدرس ) والتعلم التنبه لشيء هو التهيّؤ لإدراكه ، و ( ما ) موصولة منصوبة المحل بمفعولية النقل ، والضمير في ( أبدت ) يعود إلى المحبوبة ، والوحي إشارة الحق تعالى إلى حقائق الغيوب والموحي به على ضربين بديهي وكسبي ، فالبديهي أما تلقته النفس بغتة من الوحي مشاهدة ومشافهة عند كشف الحجاب ورفع الارتياب ،
والكسبي : ما تلقته بالدرس والتعلّم من أعلام الرواة والنقلة الثقات ، فنقلة الكسبي العلماء الذين نقلوا الوحي عن حضرة الرسالة ثقة عن ثقة إلى الأمّة ، ونقلة البديهي الحواس الظاهرة ، والقوى الباطنة ينقل كل منها إلى النفس وحيا من حضرة الربوبية ، وشتّان بين ما يتلقّى من الوحي بلا وساطة الغير ، وما يتلقّى منها بالوسائط ، فلذلك قال راغبا عن الدرس .
وقوله :
420 - لروحي يهدي ذكرها الرّوح كلّما *** سرت سحرا منها شمال وهبّت
421 - ويلتذّ إن هاجته سمعي ، بالضّحى *** على ورق ورق ، شدت وتغنّت
422 - وينعم طرفي إن روته عشيّة *** لإنسابه عنها بروق ، وأهدت
423 - ويمنحه ذوقي ولمسي أكؤس *** الشّراب إذا ليلا عليّ أدبرت
أي : كلّما اشتغل حسّ مني بشيء من المحسوسات ، وتلذّذ به لا يشغلني الاشتغال به عن ذكر المحبوبة ، بل يعينني عليه ، ويهدي إلى وقت الاشتغال به هدية من هداياه ، فكلّما سرت في وقت سحر وهبّت شمال من حضرة المحبوبة ، فأتروّح بنسائم أهدى روحها بواسطة نقل الشمّ إلى روحي ذكر المحبوبة قربها ، وكلّما تعنّت لفرط المحبّة والشوق حمامات ورق على أوراق الأشجار وقت الضّحى ، تلذّذ منه سمعي إن هيّجته بتغنيها لأنها تذكرني بغنائها لذة خطاب المحبوبة بالشوق والتشويق معي بواسطة نقل السمع ،
وكلّما ألمعت بوقت عشيّة من العشايا بروق قربها عيني إن برزت لإنسانها عن المحبوبة ذكرها وأهدت لوامع أنوار غرّتها إليّ بواسطة نقل البصر ، وإذا أدبرت على كأس الشراب المشروع ليلا من الليالي منح ذكر المحبوبة ذوقي لذّته ولمسي نعومة ظرفه ؛ لأنهما يذكّراني ذوق كاسات المحبّة المدارة عليّ في الحضرة ،
“ 164 “
ولذّة تنعّمي بمواصلتها ، وقيد هبوب الشمال بالسحر ؛ لأنه ألطف وقت تهبّ فيه الشمال وتغني الورق بالضحى ، لأنه أجمع وقت تتغنى فيه الأطيار ولمعان البروق بالعشيّة ؛ لأنها أول وقت يظهر فيه لمعان البروق وإدارة كاسات الشراب بالليل ، لأنه أليق وقت يخلو المحبّ فيه بمحبوبه ، ويشرب بحضرته ،
و ( إن ) في قوله : ( إن هاجته ) و ( إن روته ) مكسورة للشرط ، والهاء في هاجته عائدة إلى ( السمع ) المتأخّر لفظا ؛ لأنه فاعل متقدم معنى ، وفي ( روته ) و ( يمنحه ) إلى ( الذكر ) ، وفاعل ( هاجته ) بمعنى هيّجت هو ( الورق ) جمع ورقاء أي حمامة فيها ( ورق ) وهو لون يضرب إلى السّواد ، و ( الرواية ) تستدعي الراوي والمروي ، والمروي عنه والمروي له ،
فالرواي في قوله :
( روته يروق ) مجازا والمروي ذكر المحبوبة والمروي عنه المحبوبة ، والمروي له ( إنسان ) الطرف ، و ( ذوقي ) فاعل ( يمنحه ) ، و ( لمسي ) معطوف عليه ، و ( أكؤس ) منصوب بمفعولية ومفعول ذوقي محذوف للتخفيف وهو أكؤس أيضا ، ولمّا كان القلب في قبول الوحي المنزّل عليه من الحضرة بوساطة رسالة الجوارح ، وفي أدائه إلى قوى النفس المسمّاة بالجوانح باطنا كشيء في قبول الوحي ، وأدائه إلى أمّته ظاهرا ،
قال :
424 - ويوحيه قلبي للجوانح باطنا *** بظاهر ما رسل الجوارح أدّت
الهاء في ( يوحيه ) ضمير الذكر وهي المفعول الأول ليوحي ، وفاعله ( قلبي ) ومفعوله الثاني للجوانح ، والباء في ( بظاهر ) بمعنى مع ، و ( ما ) موصولة ، أي : ويوحي قلبي ذا المحبوبة إلى الجوانح التي هي القوى الباطنة من الفاكرة والذاكرة والواهمة والفاهمة إيحاء باطنا مع ظاهر الذي أدّته رسل الجوانح إليه ، والمراد أن القلب إذا أدت الحواس الظاهرة ذكر المحبوبة إليه ظاهرا ، فأوحاه إلى الحواس الباطنة مع ظاهر ما أدّته إليه رسل الجوارح تطابق المثلان ، ولولا إيحاء القلب لارتسم في الحواس الباطنة صورة المحسوس ، فيتخالف حينئذ المثلان المذكوران ، ويقع اللّبس ،
وإنما قلنا الباء في ( بظاهر ) بمعنى مع ؛ لأن المفهوم المستقيم منه أن إيحاء القلب إلى القوى الباطنة مع أداء رسالة الجوارح إليه ذكر المحبوبة حاصل في وقت واحد ، ولمّا فرغ من الكلام المعترض قبل فراغه من بيان حاله في السّماع لتمهيد قاعدة كليّة ينبئ على معرفتها معرفة حاله في السماع عاد إلى إتمام ذلك البيان ، وأخبر عن إحضار الشادي إيّاه محاضر الشهود ، وشهوده الذات والصفات بكلية الوجود ،
بقوله :
425 - ويحضرني في الجمع من باسمها شدا *** فاشهدها ، عند السّماع ، بجملتي
“ 165 “
أي : لا يشغلني اشتغال سمعي بغنى الشادي ظاهرا عن مشاهدة الذات الأزليّة ، والصفات العلية باطنا ، بل يحضرني ويشهدني في وسط الجمع ، أي : أهل السماع من شدا باسم المحبوبة محاضر شهود ذاتها ومجامع وجود صفاتها ، فأشهدها عند السماع بجملة أجزائي ظاهرة وباطنة ؛ وذلك لأنه حينئذ كما يشهد الذات والصفات بروحه وقلبه مجرّدة عن ملابس الكون يشهدها بنفسه وحسّه متلبّسه بملابس الكون ، فيكون مشاهدا لها بكليّته لا يتخلّف ذرة منه عن الشهود ، ثم أشار إلى سبب تجاذب أجزائه عند السماع ، وهو محو الروح إلى عالم الحقيقة ، وحنوّ النفس إلى عالم الطبيعة بقوله :
.
شرح التائية الكبرى الأبيات من 400 إلى 425 .كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر شرح القاشاني لقصيدة نظم السلوك لسلطان العاشقين عمر ابن الفارض :: تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق

» شرح التائية الكبرى الأبيات من 426 إلى 450 .كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر شرح القاشاني لقصيدة نظم السلوك لسلطان العاشقين عمر ابن الفارض
» شرح التائية الكبرى الأبيات من 51 إلى 75 .كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر شرح القاشاني لقصيدة نظم السلوك لسلطان العاشقين عمر ابن الفارض
» شرح التائية الكبرى الأبيات من 451 إلى 475 .كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر شرح القاشاني لقصيدة نظم السلوك لسلطان العاشقين عمر ابن الفارض
» شرح التائية الكبرى الأبيات من 76 إلى 100 .كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر شرح القاشاني لقصيدة نظم السلوك لسلطان العاشقين عمر ابن الفارض
» شرح التائية الكبرى الأبيات من 476 إلى 500 .كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر شرح القاشاني لقصيدة نظم السلوك لسلطان العاشقين عمر ابن الفارض
» شرح التائية الكبرى الأبيات من 51 إلى 75 .كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر شرح القاشاني لقصيدة نظم السلوك لسلطان العاشقين عمر ابن الفارض
» شرح التائية الكبرى الأبيات من 451 إلى 475 .كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر شرح القاشاني لقصيدة نظم السلوك لسلطان العاشقين عمر ابن الفارض
» شرح التائية الكبرى الأبيات من 76 إلى 100 .كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر شرح القاشاني لقصيدة نظم السلوك لسلطان العاشقين عمر ابن الفارض
» شرح التائية الكبرى الأبيات من 476 إلى 500 .كشف الوجوه الغر لمعاني نظم الدر شرح القاشاني لقصيدة نظم السلوك لسلطان العاشقين عمر ابن الفارض
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» مطلب في غذاء الجسم وقت الخلوة وتفصيله .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان في مجيء رسول سلطان الروم قيصر إلى حضرة سيدنا عمر رضي الله عنه ورؤية كراماته ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» مطلب في كيفية انسلاخ الروح والتحاقه بالملأ الأعلى .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب الذكر في الخلوة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الرياضة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الزهد والتوكل .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في وجوب طلب العلم ومطلب في الورع .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب العزلة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان قصة الأسد والوحوش و الأرنب في السعي والتوكل والجبر والاختيار ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» مطلب إذا أردت الدخول إلى حضرة الحق .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في بيان أن الدنيا سجن الملك لا داره .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الاستهلاك في الحق .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في السفر .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب ما يتعيّن علينا في معرفة أمهات المواطن ومطلب في المواطن الست .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في بيان أن الطرق شتى وطريق الحق مفرد .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في السلوك إلى اللّه .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في كيفية السلوك إلى ربّ العزّة تعالى .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في المتن .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» موقع فنجال اخبار تقنية وشروحات تقنية وافضل التقنيات الحديثه والمبتكره
» فصل في وصية للشّارح ووصية إياك والتأويل فإنه دهليز الإلحاد .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان حكاية سلطان يهودي آخر وسعيه لخراب دين سيدنا عيسى وإهلاك قومه ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» فهرس الموضوعات .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والستون في ذكر شيء من البدايات والنهايات وصحتها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» حكاية سلطان اليهود الذي قتل النصارى واهلكهم لاجل تعصبه ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الثاني والستون في شرح كلمات مشيرة إلى بعض الأحوال في اصطلاح الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والستون في ذكر الأحوال وشرحها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مقدمة الشارح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الستون في ذكر إشارات المشايخ في المقامات على الترتيب قولهم في التوبة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والخمسون في الإشارات إلى المقامات على الاختصار والإيجار .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» حكاية ذلك الرجل البقال والطوطي (الببغاء) واراقة الطوطی الدهن في الدكان ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الثامن والخمسون في شرح الحال والمقام والفرق بينهما .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والخمسون في معرفة الخواطر وتفصيلها وتمييزها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» عشق السلطان لجارية وشرائه لها ومرضها وتدبير السلطان لها ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب السادس والخمسون في معرفة الإنسان نفسه ومكاشفات الصوفية من ذلك .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والخمسون في آداب الصحبة والأخوة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الرابع والخمسون في أدب حقوق الصحبة والأخوة في اللّه تعالى .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والخمسون في حقيقة الصحبة وما فيها من الخير والشر .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثاني والخمسون في آداب الشيخ وما يعتمده مع الأصحاب والتلامذة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والخمسون في آداب المريد مع الشيخ .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخمسون في ذكر العمل في جميع النهار وتوزيع الأوقات .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والأربعون في استقبال النهار والأدب فيه والعمل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» فهرس الموضوعات بالصفحات موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د. رفيق العجم
» فهرس المفردات وجذورها موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د. رفيق العجم
» فهرس معجم مصطلحات الصوفية د. عبدالمنعم الحنفي
» مصطلحات حرف الياء .معجم مصطلحات الصوفية د.عبدالمنعم الحنفي
» مصطلحات حرف الهاء .معجم مصطلحات الصوفية د.عبدالمنعم الحنفي
» فهرس المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الثالث .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثامن والأربعون في تقسيم قيام الليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والأربعون في أدب الانتباه من النوم والعمل بالليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الصاد .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الشين .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب السادس والأربعون في ذكر الأسباب المعينة على قيام الليل وأدب النوم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والأربعون في ذكر فضل قيام الليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف السين .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الراء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الدال .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الرابع والأربعون في ذكر أدبهم في اللباس ونياتهم ومقاصدهم فيه .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والأربعون في آداب الأكل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثاني والأربعون في ذكر الطعام وما فيه من المصلحة والمفسدة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والأربعون في آداب الصوم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الخاء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الحاء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الأربعون في اختلاف أحوال الصوفية بالصوم والإفطار .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والثلاثون في فضل الصوم وحسن أثره .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» القصائد من 81 إلى 90 الأبيات 1038 إلى 1158 .مختارات من ديوان شمس الدين التبريزي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي
» مصطلحات حرف الجيم .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثامن والثلاثون في ذكر آداب الصلاة وأسرارها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والثلاثون في وصف صلاة أهل القرب .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» القصائد من 71 إلى 80 الأبيات 914 إلى 1037 .مختارات من ديوان شمس الدين التبريزي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي
» مصطلحات حرف التاء الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف التاء الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب السادس والثلاثون في فضيلة الصلاة وكبر شأنها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والثلاثون في آداب أهل الخصوص والصوفية في الوضوء وآداب الصوفية بعد القيام بمعرفة الأحكام .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الباء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف العين الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف العين الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الرابع والثلاثون في آداب الوضوء وأسراره .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والثلاثون في آداب الطهارة ومقدماتها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف القاف .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثاني والثلاثون في آداب الحضرة الإلهية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والثلاثون في ذكر الأدب ومكانه من التصوف .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الميم الجزء الثالث .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الميم الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثلاثون في تفصيل أخلاق الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والعشرون في أخلاق الصوفية وشرح الخلق .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الميم الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثامن والعشرون في كيفية الدخول في الأربعينية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والعشرون في ذكر فتوح الأربعينية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الطاء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والعشرون في القول في السماع تأدبا واعتناء .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الزاي .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الرابع والعشرون في القول في السماع ترفعا واستغناء .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والعشرون في القول في السماع ردا وإنكارا .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الذال .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم