المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
شرح أبيات قصيدة نظم السلوك من 101 إلى 125 .كتاب منتهى المدارك في شرح تائية سلطان العاشقين ابن الفارض الجزء الأول للشيخ محمد بن أحمد الفرغاني
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: سلطان العاشقين عمر ابن الفارض :: كتاب منتهى المدارك في شرح التائية الكبرى نظم السلوك لابن الفارض للعارف بالله الشيخ سعد الدين محمد بن أحمد الفرغاني
صفحة 1 من اصل 1
05012021

شرح أبيات قصيدة نظم السلوك من 101 إلى 125 .كتاب منتهى المدارك في شرح تائية سلطان العاشقين ابن الفارض الجزء الأول للشيخ محمد بن أحمد الفرغاني
شرح أبيات قصيدة نظم السلوك من 101 إلى 125 .كتاب منتهى المدارك في شرح تائية سلطان العاشقين ابن الفارض الجزء الأول للشيخ محمد بن أحمد الفرغاني
العارف بالله تعالى الشيخ سعد الدين محمد بن أحمد الفرغاني المتوفى سنة 700 ه
101 - وجانب جناب الوصل هيهات لم يكن *** وها أنت حيّ ، لن تكن صادقا مت
جانب : أي باعد ، والجناب : الفناء ، وهو ما امتدّ حول الدار من جوانبها ، وفي جانب جناب الوصل : أي طلبه قد حذف المضاف ، وها للتنبيه ، والواو في قوله : وها أنت حيّ للحال ، وفاعل يكن الأولى الوصل ، وتقديره : جانب طلب الوصل بعد الوصل ، أو ما أبعده عنك لم يكن لك الوصل في هذه الحالة التي أنت حيّ بهذه الحياة التي تطلب بها حظوظك ولذّاتك النفسية احضر لما أقوله لك إن تكن صادقا في تمنّيك وطلبك وصلي فمت وفارق هذه الحياة التي تحملك على طلبك حظوظ النفس ولذّاتها ، فإن وصلي مع هذه الحياة المحدثة المخلوقة المفعولة بفعل إحيائي وإبقائي لا يجتمعان لعدم المناسبة بين المحدث والقديم والحادث إذا قوبل بالقديم لم يبق له أثر ، فكيف يتصوّر الوصل بين من هو عين العين ، وبين من لا أثر له ثابت ولا عين ، ولكن إذا متّ عن هذه الحياة المحدثة وصرت غريق بحر الفناء في طلب عين الحياة والبقاء حينئذ أصبت من ماء الحياة والبقاء الأزلي الأبدي ، فحييت حالتئذ وبقيت بصفة تلك الحياة والبقاء لا بفعل الإحياء والإبقاء ، وإنما أورد ههنا لفظة التنبيه على الخصوص لأنه جمع بقوله : إن كنت صادقا مت جميع ما ذكره وأجمل ، فما تقدم من الإشارات والتنبيهات المقتضية للتنبيه على شرط حصول المقصود .
102 - هو الحبّ ، إن لم تقض ، لم تقض مأربا *** من الحبّ فاختر ذاك أو خلّ خلّتي
الحبّ - بالضم - : المحبّة ، وبالكسر : اسم المحبوب ، ولم تقض الأولى من القضاء ، بمعنى الموت ، والثاني : من قضاء المآرب ، أي الحاجة ، وقوله : هو الحب خبر محذوف ، تقديره : هذا الذي تدّعي التحقّق به هو الحبّ الذي لا يوصل
“ 265 “
إليه بالتمنّي ولا تتحقّق به بمجرّد الدعوى والتوهّم والتشهّي ، بل من خواصه أنك إن لم تمت عن حياتك النفسانية التي هي منشأ طلب حظوظ نفسك ولذّاتها لم تقض حاجة من قرب المحبوب ومراتب وصله لمباينة بيّنة بين هذه الحياة وبين صفات المحبوب من حياة وبقاء بهما تقضي حاجة المحبّ عن المحبوب الحقيقي ، والآن أنت مخيّر بين أمرين : إمّا أن تختار الموت من هذه الحياة النفسانية وتغرق في بحر الفناء ، وإما أن تخلي دعوى خلّتي وطلبها ، فالمضاف محذوف في خلّ خلّتي .
ولما ورد في هذه الأبيات على لسان حضرة المحبوب دعوى تحقّق المحب بحقيقة الحبّ بسبب بقايا خفيّة من صفاته التي هي من أحكام المباينة بينه وبين محبوبه ، ثم نبّه مجملا ومفصّلا وتعريضا وتصريحا على ما هو الشرط اللازم للتحقّق بحقيقة الحبّ ، وصرّح بأن ذلك الشرط إنما هو الموت الحقيقي عن هذه الحياة المجازية النفسانية بموجب أمر صاحب هذا الأصل الذي هو المحبوب والمحب الحقيقي صلّى اللّه عليه وسلّم بقوله : “ موتوا قبل أن تموتوا “ “ 1 “ ، رجع إلى لسان القبول وفهم التنبيهات والإشارات وتلقّيها بالإذعان والاستسلام والانقياد من لسان المحب الطالب ،
فقال مجيبا للمحبوب :
103 - فقلت لها : روحي لديك ، وقبضها *** إليك ، ومالي “ 1 “ أن تكون بقبضتي
لدى ولدن مثل عند في كونها للقرب ، غير أن مقتضى معنى عند قرب عام ، ومقتضى معنى لدن ولدى قرب خاص ؛ كما يقال : عندي مال يقتضي أن يكون المال في حكمه سواء كان حاضرا أو غائبا ، ولا يقال لديّ إلا فيما يكون حاضرا ، والروح معناها قد ذكر مستقصى في قوله : في سبق روحي بنيتي ، إلّا أنا نعيد ههنا ما تمس الحاجة إلى ذكره ، فنقول :
إن الروح عبارة عن وجود مفاض مضاف بحكم الأمر الإلهي المعبّر عنه بكن إلى حقيقة ممكنة معيّنة بتلك الحقيقة في الحضرة العلمية الأزلية ، ومحل ظهور ذلك الوجود المفاض المضاف مرتبة تسمّى مرتبة الأرواح ؛ كوقوع الشعاع
..........................................................................................
( 1 ) أورده العجلوني في كشف الخفاء ، حديث رقم ( 2669 ) [ 2 / 384 ] ؛ والهروي في المصنوع [ 1 / 371 ] .
“ 266 “
المفاض من عين الشمس على الماء الصافي ، وظهور عكسه في الجدار الصقيل ، فالماء كالحقيقة والجدار كالمرتبة ، وهذا تمثيل مناسب ظاهر لما هو الأمر عليه من وجه دون وجه بالنسبة إلى فهم المحجوب ، وإلّا فالأمر ألطف مما يدركه الحسّ والعقل على ما هو هو ، وهذا الروح كلّي جمعي جملي وهو المسمّى بحكم ظاهره باللّوح المحفوظ ، وبحكم باطنه بالقلم الأعلى ، وجزئي شخصي تفصيلي وهي الأرواح الملكية والإنسانية والجنية ، وكل روح جزئي شخصي له تعيّن وظهور في عين هذا الروح الكلّي ، الذي هو اللّوح المحفوظ بالنسبة إلى عالم الأرواح ، وله - أعني للروح - الجزئي الإنساني نسبة ظهور أخرى بالنسبة إلى ما تحت عالم الأرواح ؛ كالشعاع المطلق بالنسبة إلى عين الشمس قائمة به ومنبسطة عنه فيه ، وهي بهذه النسبة تسمّى النفس المطمئنة في اصطلاح الشرع ، ولتلك النسبة الظهورية نسبة أخرى تدبيرية للصورة البدنية الحسّية هي مثل إضافة الشعاع الشمسي إلى كل كوّة وبيت ، ومجلى هذه النسبة التدبيرية الروح الحيوانية ، وسمّى الروح بهذه النسبة التدبيرية الظاهرية بمجلاها نفسا ملهمة فجورها وتقواها قد أفلح من زكّاها بتركها الحظوظ واللذّات العاجلة والانكباب عليها والاسترسال فيها بالنسبة إلى قوم أبرار ، والآجلة أيضا بالنسبة إلى المتوجّهين والمؤهلين إلى مقام المقرّبين ، وقد خاب من دسّاها بالإكباب على هذه الحظوظ العاجلة أو الآجلة ، وهذه النسبة الظهورية والتدبيرية هي نتيجة وصف انبساط هذا الروح المتعيّن في اللّوح المحفوظ الذي له شرف الإضافة والاختصاص المعني بقوله : روحي ، وبهذا الوصف الاختصاصي يصح إضافة عند ولدى ولدن المضافة إلى الحضرة الإلهيّة إلى اللّوح المحفوظ .
وأمّا بوصف انقباضه - أعني انقباض الروح - تعود النسبة التدبيرية إلى أصلها الذي هو نفس الظهور المسمّى بالنفس المطمئنة ، وإذا قوي انقباضه ترجع النفس المطمئنة التي هي ظاهر الروح إلى باطنها ، ولمّا كان القبض والبسط كلاهما مضافا إلى الحضرة المحبوبية التي لا يكون القابض والباسط إلّا هي ؛
لا جرم قال : فقلت لها روحي لديك ، أي في حضرة اللّوح المحفوظ وقبضها إليك ، فإنه لا قابض ولا باسط إلّا أنت ، وما لي من حيث حقيقي وأنانيتي التي لا قيام ولا ظهور لها بنفسها إلّا أن يكون في ضمن علمك أو وجودك أن يكون قبض روحي بيدي ، مع أن روحي لديك وقبضها إليك .
“ 267 “
104 - وما أنا بالشّاني الوفاة على الهوى *** وشأني الوفا تأبى سواه سجيّتي
الشاني الأول مهموز اللام من شنأته شناء بالحركات الثلاث وتسكين النون وشنانا بتسكينها وفتحها معا بمعنى أبغضته ، والثاني من الشأن مهموز العين ، ومعناه الحال والأمر ، واستعمل ههنا بمعنى الصفة ، والوفاة : اسم للموت ، والوفاء : ضدّ الغدر ، والسجيّة : الخلق الذاتي الذي لا يتبدّل إن كان قبيحا قبحه إلى الحسن ، بل يصرف إلى مصرف يظهر فيه بصورة الحسن ، وإن كان ذلك قبيحا ، والألف واللام في الهوى إمّا للعهد وهو الهوى الذي ادّعاه ، وإمّا قائما مقام الإضافة ، وعلى ههنا بمعنى في ، والواو في قوله : وشاني للحال .
تقديره ومعناه
: ولست بمبغض الموت في هواك والصبر عليه في هذه الحالة التي صفتي الوفاء بكل ما عهدته ، وخلقي الذاتي يأبى ويمتنع عن غير الوفاء بالعهود أراد بوفاء عهد ردّ الأمانات بموجب إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها [ النّساء : الآية 58 ] ، وهذه الحياة أمانة ، والنفس المدبّرة أمانة عند كل حيّ من حضرة اسم المحيي واجب ردّهما عند الطلب ، والأمر بردّ الأمانة والعهد على ردّ الأمانة إنما هو عهد أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ [ الأعراف : الآية 172 ] ، فالرب إنما يربي بحسب المصلحة ، وحكم الحكمة فتارة يربى بواسطة هذه الحياة في النشأة الدنيوية ، وتارة يربي بالموت بحكم الانتقال منها إلى نشأة أخرى ، وبحياة أخرى غير هذه الحياة ، فلمّا التزم العبد بقوله : بلى جميع أحكام ربوبية الرب الحقيقي الذي هو رب الأرباب الحكيم العليم جلّ جلاله ، فذلك عهد منه أن لا يتلكّأ عند ردّ أمانة النفس والحياة الدنيوية ولا يعده غير ملائم ، بل شرط الوفاء بالعهد أن يعد ذلك ملائما مناسبا ، ويرد الأمانة عن نشاط وطيبة .
فإن قلت : يرد على ما قدرت قوله صلّى اللّه عليه وسلّم حكاية عن ربّه تعالى وتقدّس : “ ما ترددت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ، ولا بدّ له من ذلك “ “ 1 “ ؟
..........................................................................................
( 1 ) رواه البخاري في صحيحه ، باب ينبغي للمرء . . . ، حديث رقم ( 20769 ) [ 10 / 219 ] ؛ وابن حبان في صحيحه ، ذكر الإخبار عمّا يجب على المرء من الثقة باللّه . . . . ، حديث رقم ( 347 ) [ 2 / 58 ] ؛ ورواه غيرهما .
“ 268 “
قلت : لم يكره العبد الموت للموت ولا تركا للوفاء ، بل إنما يكرهه تطلّعا إلى كمال إلهي متعلق حصوله بهذه النشأة لم يحصل له بعد ذلك أو ترقّيات في مدارجه يرتقيها ينقطع جميع ذلك بالموت ، وليس هذا من شأن الكمّل والأفراد ، ولا لمن يقرب منهم .
أمّا الكمل والأفراد ، فإنهم لا يموتون إلّا بعد استيفاء جميع ما لهم ، وردّ كل ما عليهم .
وأمّا غيرهم ، فهم واقفون مع ما يجري عليهم في جميع الأحوال بحقيقة الرضاء لم يكرهوا شيئا إلا ما كره مولاهم على لسان الشرع ، فهم بمعزل عن كراهة الموت جملة واحدة .
105 - وماذا عسى عني يقال سوى قضى *** فلان هوّى “ من لي بذا وهو بغيتي
ما بمعنى الذي مضافا إلى ذا مرفوع المحل بالابتداء ، وعسى صلته ، ويقال :
عني خبره ، وسوى استثناء من المقول ، وهوّى إما تمييزه أو مفعول له ، وتقديره :
وأي شيء الذي عسى يقال عني سوى أنه مات فلان من العشق أو لأجله ، من يوصلني ويضمن لي بالبلوغ إلى هذه المنقبة الشريفة العالية ، وحصول هذا الفخر العظيم في هذه الحالة التي هذا مرادي .
يعني : لما كان الإنسان مجبولا على التطلّع إلى أن تبقى منه مأثرة ومفخرة وصيت وفضيلة وكمال يذكر في حياته وبعد موته ، فإذا متّ أنا في حبك أو لأجله ، فأيّ شيء عسى يقال عني سوى أنه مات عشقا ، وأي عزّ يكون أعلى من ذلك ، وأيّ مأثرة ومفخرة أشرف من أن أنتسب إلى الحبّ ، وذلك أنهى مرادي ، ومن يدلّني إليه ويوصلني به ، وإذا كان الأمر كما قلت ؛ فكيف أبغض الموت في حبّك وإني أعده غير ملائم ، بل أحبّه محبّة شديدة .
106 - أجل أجلي أرضى انقضاه صبابة *** ولا وصل ، إن صحّت لحبّك نسبتي
أجل مثل نعم ، إلّا أن استعمال أجل في التصديق أحسن ، واستعمال نعم في جواب الاستفهام أجود ، والأجل المدة المضروبة للشيء .
يقول : هذا الذي قلت إن مرادي أن يقال عني أنه مات من الحب ، وأن تبقى مني هذه المأثرة صحيح إن صحت نسبتي إلى حبّك ولم أتمكن من وصلك أنا راضي بالقضاء أجلي من حرقة الحبّ أو لأجلها عند حصول مفخرة الانتساب إلى حبّك من غير بلوغ إلى الوصل في هذه النشأة ، فإن تلك النسبة لا بدّ وأن تجرّني إلى الوصل وتدفع عني أثر التمييز والفصل ، وتنصبني بين يدي الأصل .
“ 269 “
107 - وإن لم أفز حقّا إليك بنسبة *** لعزّتها ، حسبي افتخارا بتهمة
تقدير البيت : وإن لم أفز بنسبة إليك ، أي إلى حبّك ، حال كون تلك النسبة حقّا ، أي حقيقة لعزّة تلك النسبة ، حسبي من الافتخار فوزي بتهمة ، أي بتهمة نسبة ما إليك ، فيكون حقّا حالا بيان هيئة المفعول وهي النسبة ، وافتخارا منصوب على التمييز ، والباء في بتهمة متعلقة بمحذوف وهو خبر حسبي ، وهو الفوز وجواب الشرط هذه الجملة من المبتدأ والخبر .
يعني
: لمّا كان الحبّ الحقيقي نسبة ووصلة ورابطا بين المحبّ والمحبوب ، وليس بين ذات محبّ موصوف بوصف الحدوث والخلقية ، وبين جناب محبوب موسوم بالقدم والحقيّة إمكان تحقّق نسبة ووصلة ورابطة حقيقية تصلح لأن تكون وصلة حقيقية بينهما لتحقّق حقيقة المباينة المذكورة لأجل العزّة الذاتية ، والغنى الذاتي اللازمين لجناب المحبوب الحقيقي ، والفقر والذلّ الذاتيين اللازمين لذات المحبّ ؛ لهذا المعنى قال : إن لم أفز بنسبة حقيقية إليك وإلى حبك لعزّتها وامتناعها بسبب ذلّي الذاتي ، ولكن بسبب أن قيام وجود المحدث وبقائه بفعل الحقّ القديم وإبقائه وقيام حقيقة المحدث بعلم القديم توهّم ارتباط وتهمة نسبة بينهما حسبي الفوز بهذه التهمة والتوهّم افتخارا ومأثرة .
108 - ودون اتّهامي إن قضيت أسى *** فما أسأت بنفس ، بالشّهادة ، سرّت
الأسى : الحزن ، وأصله اتّباع الفائت بالغمّ .
يقول : وقبيل بلوغي إلى حقيقة هذا الاتّهام بنسبة ما إلى الحبّ إن متّ بحكمك وقضائك عليّ بالموت في طريق طلب الوصول إلى حقيقة هذا الاتّهام لأجل الحزن لعدم الوصول إليها ، فما أسأت بحكم الموت بنفس فرحت بالوصول إلى رتبة الشهادة ، فإنه قد صحّ بالخبر النبويّ أن من قتل دون ماله الذي هو أخسّ المطالب الفاني ، وأنزل المآرب الزائل لا محالة ، فهو شهيد كان من قتل دون نيل هذا المطلب العزيز الذي هو وسيلة النجاة والدرجات الباقية أحقّ بنيل منقبة الشهادة على أنه قد ورد في بعض غرائب الأحاديث : “ من عشق وعفّ وكتم ومات مات شهيدا “ “ 1 “ ، فحينئذ إذا حكمت عليّ بالموت دون البلوغ
..........................................................................................
( 1 ) رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ، حديث في ثواب من عشق وكتم ، حديث رقم ( 1286 ) ؛ -
“ 270 “
إلى رتبة الاتّهام المذكور ، فأنت أحسنت إلى نفسي بأنك أنلتها منقبة الشهادة ، لا أنك أسأت إليها بذلك .
109 - ولي منك كاف إن هدرت دمي *** ولم أعدّ شهيدا ، علم داعي منيّتي
هدر السلطان دم فلان : أباحه وأبطله ، وهدر الدم نفسه : بطل يتعدّى ولا يتعدّى ، والمراد الأول ، والشهيد ههنا هو الحاضر عند مفارقة النفس البدن مع اللّه تعالى ، والمنيّة : الموت ، وأصلها من المنا وهو القدر ، وسمّي الموت منيّة لكونه مقدّرا بأجل معين ، ومنه المنيّة لما تقدّر النفس وقوعه ، والتمني تفعل منه ، والواو في قوله : ولم أعد للحال .
تقدير البيت
: وحاصله أنه يقول : وإن أبحت دمي وأبطلته بحيث لم يكن في مقابلته شيء مما فيه حظّ أو بقيّة تطلع إلى حظّ النفس بعد المفارقة من ذكر جميل وصيت حسن ومأثرة حميدة أنه مات من العشق وفدى روحه في سبيل الحبّ مع التطلّع إلى لذّة الوصل بالمعيّة المعيّنة بقوله : “ أنت مع من أحببت “ “ 1 “ ،
وإن لم يحصل وصل حقيقي أو الافتخار بتهمة الانتساب بكون الحب ومتعلقه أمرا مجازيّا لا حقيقيّا ، أو الحظوة بدرجة الشهادة عند الموت في الطريق قبل البلوغ إلى تحقيق هذه التهمة ، فإن لم يكن في مقابلة سفك دمي شيء من هذه الحظوظ ، والتطلّع إلى شيء منها حال كوني غير معدود في زمرة الشهداء يكفيني منك أنك عالم بما يدعو بي إلى الموت ، ويبعثني على الرّضا به ، وتركي للحظوظ جميعها دونه .
فهذه الأبيات المذكورة مشيرة إلى مراتب ترك الحظوظ الوهمية عاجلا وآجلا ، واعلم أن الوهم له سلطنة عظيمة بحيث إن كل ما غلب وظهر حكمه من النفس ، أو العقل ، أو القلب ، أو الروح ، أو السر له في ذلك الحكم أثر ومدخل يجب دفعه حتى يصفو ذلك الوقت الذي كان محل ذلك الحكم والغلبة . أما أثره في النفس تصوير الأمالي والأماني والتسويلات وأحاديث النفس الشاغلة جميعها للنفس عن الاشتغال بما هو منهم وقته .
..........................................................................................
- ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد [ 2 / 771 ] ؛ وأورده العجلوني في كشف الخفاء ، حديث رقم ( 2538 ) [ 2 / 345 ] ؛ ذكر من اسمه المؤمل ، حديث رقم ( 7160 ) [ 13 / 184 ] .
( 1 ) هذا الحديث سبق تخريجه .
“ 271 “
وأمّا أثره في العقل تصوير المعقولية التي أراد العقل إدراكها مجرّدة ، وأمّا مدخله في أحكام القلب تصوير ما نازل القلب حتى تنتبه النفس لذلك ، فتسترقّ منه حظّا بإظهاره وإفشائه . وأمّا مدخل أثر الوهم في أحكام الروح تمثيل ما فهمه الروح من الأسرار والأنوار للقلب ثم للنفس ، فيداخلانه في ذلك ، فلم تصف له تلك الحالة .
وأمّا مداخلته في أحكام السر تصوير خواصه وآثاره للروح والقلب والنفس ، فمن ذلك قوله صلّى اللّه عليه وسلّم : “ كأنك تراه “ “ 1 “ ،
وقوله : “ إن اللّه تعالى يكون في قبلة المصلي ما دام في صلاته “ “ 2 “ أو كما قال ، فذكر في هذه الأبيات ترك الحظوظ الوهمية من أعلى مراتبها إلى أدناها ، وهي نيل درجة الشهادة ، ثم عاد إلى أن أضاف ذلك إلى علم المحبوب المحيط بجميع هذه المراتب ، وأيّ شيء وحكم منها غالب عليه .
110 - ولم تسو روحي في وصالك *** بذلها لديّ لبون بين صون وبذلة
يقول : إن روحي قد قلت أنها لديك وقبضها إليك ، ومع ذلك لو كانت عندي وقبضها إلى يدي ما تسوى عندي شيئا يقابلها شيء أو يكون مما له قدر وقيمة تصح إضافة البذل أو عدم إضافة البذل إليه ؛ لأن وجودها ليس لها ، بل هو لك أودعته في حقيقتها وضفته إليها ، فما لها من ذاتها غير العدمية ، فأي قدر يكون للعدم حتى يقال بذلته أو صنته ، بل لا تصح إضافتهما إليه أصلا لوجود تفرقة واقعة بين البذل والصون ، وتلك التفرقة إنما تكون عند الإضافة إلى ما له قدر وقيمة ما مثل إضافة البذل إلى فلس ، وإضافة الصون وعدم البذل إليه صحيحة .
وأما إضافتهما إلى ذرّة تراب أو طاقة صوف لا تصح لعدم قدرهما ودناءة قيمتهما ، فروحي أدنى قيمة وأقلّ قدرا عندي منهما لتيقّني أن وجودها معار مستردّ ،
..........................................................................................
( 1 ) رواه البخاري في صحيحه في بابين أحدهما : باب سؤال جبريل النبي صلّى اللّه عليه وسلّم . . . ، حديث رقم ( 50 ) [ 1 / 27 ] ؛ ومسلم في صحيحه في أبواب عدّة أحدها كتاب الإيمان ، حديث رقم ( 8 ) [ 1 / 36 ] ؛ ورواه غيرهما .
( 2 ) لم أجده بلفظه وروى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : “ إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق أمامه لأنه يناجي ربّه ما دام في صلاته ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكا ولكن ليبصق عن شماله أو تحت رجله فيدفنه “ حديث رقم ( 1783 ) [ 5 / 83 ] ؛ وروى الحديث غير ابن حبان .
“ 272 “
وما لها إلّا العدمية فحسب ، والعدم لا قيمة له ولا قدر يصح إضافة البذل وعدم البذل إليه ، فصح قولي : لم تسو روحي في وصالك بذلها لدي لبون ، أي لفرق بين صون وبين بذلة ، أي : بالإضافة إلى ما له قدر وقيمة ما بالنسبة إلى ما لا قيمة له .
111 - وإنّي ، إلى التّهديد بالموت راكن *** ومن هوله أركان غيري هدّت
يقال : ركن - بالكسر - يركن - بالفتح - ركونا أي مال بوصف السكون ، ومنه الركن لجانب الشيء الذي يسكن إليه ، ومنه قوله تعالى : وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا [ هود : الآية 113 ] ، والهد : هدم له وقع ، وتهدّدته : إذا زعزعته بالوعيد ، ويستعمل في نفس الوعيد ، وهو المراد ههنا .
يقول : إني مائل بوصف السكون إلى الوعيد بالموت أو القتل حال انهدام أركان وجود غيري من هو له ، فإنّ مطمح نظري الحياة والبقاء بوصف حياتك وإبقائك ، ومقصد غيري مقصور على الحياة والبقاء بفعل إحيائك وإبقائك ، وأراد بالغير ههنا من تقوى وتغلب عليه أحكام المغايرة والخلقية بينه وبين الحقّ وأهله ، بحيث لم يؤمنوا بارتفاعهما أصلا ، فهم الأغيار مطلقا .
وأما المؤمنون بذلك ، فبقدر قوّة إيمانهم يضعف حكم الغيرية فيهم ، فما هم مرادون بقوله غيري .
112 - ولم تعسفي بالقتل نفسي بل لها *** به تسعفي إن أنت أتلفت مهجتي
العسف : الأخذ على غير قصد وطريق عدل ، وأسعفت الرجل بحاجته إذا قضيتها له ، وأسعفته : أعنته على أمن ، والمهجة : الدم ، وقيل : دم القلب خاصة ، ويستعمل في الروح أيضا باعتبار أن مجلى أثر الروح إنما هو الروح الحيوانية ومنبع الروح الحيوانية ومنبعثها دم القلب الذي في سويداه ، فلهذه الملابسة استعملت المهجة في الروح ، والمراد ههنا دم القلب أو الروح الحيواني القابلان للتلف لا الروح الروحانية التي لا تقبل التلف ، ولا النفس المطمئنة وأثرها الباقيان ببقاء الروح الروحانية .
يقول : إن أتلفت مهجتي حتى صار ذلك سببا لمفارقة الروح الجسد وانقطاع أثر النفس المطمئنة بقطع التعلق بينه وبين البدن ، فلم تظلمي بذلك الإتلاف على نفسي المطمئنة ، بل تقضي بذلك حاجتها وتعينها على مرادها ، وهو قرب الخلاص عن آثار الحجب الخلقية والوصول إلى الأنوار الحقّية بعد ارتفاعها بالكلّية ، فتكوني
“ 273 “
بإتلاف مهجتي قد أنعمت عليّ بنعمة عظيمة ، ومنّة جسيمة حيث قربت منزلي وخفّفت حملي .
113 - فإن صحّ هذا القال منك رفعتني *** وأعليت مقداري ، وأغليت قيمتي
يقول : هذا الذي جرى على لساني وهجس في ضميري أنك تتلفين مهجتي وتقربين منزلي مثل فال يتفاءل به في الأمور المهمة من كل حركة وسكنة ولفظة يظهر من كل شيء يبشّر أو ينذر بحسب ما يفهم منه بحكم المناسبة الحالية أو اللفظيّة ، فإن صحّ هذا الفال وأسعفتني بهذا السؤال فقد رفعتني من ضعة البعد بهذه الحياة الفانية والبقاء العادية إلى القرب من البقاء الأبدي واللّقاء السرمدي ، وأعليت مقداري من دنوّ غلبة أحكام الحدث والخلقية إلى علوّ الزلفة من التحقّق بغلبة أحكام القدم والحقية ، وأغليت قيمتي مما لا يسوى بشيء إلى ما لا يساويه شيء .
114 - وها أنا مستدع قضاك وما به *** رضاك ، ولا أختار تأخير مدّتي
قوله : مدّتي ، أي : تأخير مدة أجلي على حذف المضاف .
يقول : وها أنا طالب دعوة حكمك إيّاي إلى الموت ، وإلى كل ما ترضين به من أنواع الهلاك والفناء ، ولا تأخير مدّة إجابتي لتلك الدعوة ، بل أسارع إلى إجابتها في الحال ، بلا وقفة وإمهال .
115 - وعيدك لي وعد ، وإنجازه منى *** وليّ بغير البعد إن يرم يثبت
الوعد يكون في الخير وفي الشرّ معا ، ولكن استعماله في الخير أكثر ، يقال منه : وعدته بنفع وضرّ وعدا وموعدا وميعادا ، والوعيد في الشرّ خاصّة ، ولا يستعمل في الخير ، يقال منه : أوعدته وأوعدته وتواعدنا ، هكذا في اللّغة .
يقول : وعيدك بالقتل والإهلاك والفناء الذي هو بالنسبة إلى سائر الخلق شرّ مرغوب عنه ومرهوب منه هو وعد لي بالنسبة إليّ بخير ونفع ومبشّر لي ببلوغ إلى مقصود وحصول مطلوب مرغوب فيه ، وإنجاز ذلك مني محبّ قريب من نهاية مراتب الحبّ المسمّى بالولي الذي من جملة أوصافه أنه إن رومي بسهم الحكم عليه بكل شيء غير البعد عنك يثبت راضيا بذلك ، ويقيم نفسه هدفا لذلك السهم ، ولا يضطرب ولا يهرب .
“ 274 “
فإن قلت : قوله : بغير البعد إن يرم يثبت ، يفهم من هذا القيد أنه يضطرب ولا يثبت إن رمي بالبعد ، وذلك يخالف التحقّق بمقام الرضى الذي هو من مبادئ المقامات الإيمانية ، فكيف يكون في مقام المحبّة الذي هو من المقامات الإحسانية ، بل يناقض قوله : ولو أبعدت بالصبر والهجر والقلى وقطع الرجا عن خلّتي ما تخلّت ، وقوله : وإن فتن النساك بعض محاسن لديك فكل منك موضع فتنتي ، ويخالف قولهم أيضا : أريد وصاله ويريد هجري ، فأترك ما أريد لما يريد ، ونحو ذلك .
قلت : يندفع هذا كلّه بأنه جعل الرامي بالبعد مجهولا غير معين ، وفائدة ذلك إن كان الرامي بالبعد هو المحبوب بلا واسطة يتلقّى ذلك بالثبات والرّضى ، ويترك ما يريد لما يريد محبوبه على مقتضى ما أورد عليه من الأبيات ، ولكن إذا كان الرامي بالبعد نفسه لمطالبة حظّ من حظوظها ، وبما يخالف الشريعة العامة أو الطريقة الخاصّة التي هي طريقة المحبة حينئذ يضطرب ولا يثبت على مقتضى حكم الشرع والطريق معا .
قوله : بغير البعد إن يرم يثبت سواء كان الرامي محبوبه أو نفسه ، وبالبعد يثبت أيضا إن رماه محبوبه ، وإن رمته نفسه لا يثبت كما قلنا .
116 - وقد صرت أرجو ما يخاف فأسعدي *** به روح ميت للحياة استعدّت
الإسعاد : الإعانة ، ولم يستعمل هذه الصيغة إلّا في البكاء خاصة ، وأريد بها ههنا عامّة .
يقول : فأنا الآن بحكم هذه المقدمات التي ذكرت فيما سبق من الأبيات صرت على التحقيق أرجو وأطلب شيئا يخاف ويهرب منه غيري من عموم الخلائق ، وهو الموت ومفارقة هذه الحياة الحادثة الفانية التي هي منشأ طلب الحظوظ النفسية ومراداتها ، وهي موت على الحقيقة لكونها مانعة عن الإحساس بالحياة الباقية والأمور الدائمة ،
وحصول هذا المرجوّ ونيل هذا المطلوب تماما على ما أشرت فيما نبهت بقولك : ولم تفن ما لا تجتلي فيك صورتي في قبضة تصرفك ومتعلق بمددك ومعونتك ، فأعيني وأمدي بحصول هذا المرجو والمطلوب ، أعني بالموت عن هذه الحياة الفانية الزائلة روح هذا الميت ، أعني روحي المستعد لقبول الحياة الباقية الدائمة بسبب شعورها بأن هذه الحياة الحاضرة القائمة بها موت عن
“ 275 “
الحياة الباقية الحقيقية ، ومني عليها بإزالة هذا التقيّد ورفع حجاب هذه الحياة الحاضرة الحادثة عنها ليستعد بتلك الحياة الباقية الدائمة .
فإلى ههنا ذكر بلسان طلب الفناء والموت عن هذه الحياة المجازية ، ثم يذكر فيما بعد بلسان التحقّق بذلك ، فاستحضره .
117 - وبي من بها نافست في الحبّ ، سالكا *** سبيل الألى قبلي أبوا غير شرعتي
المنافسة في الشيء هي الرغبة فيه على سبيل المسابقة ، وقيل : مجاهدة النفس للتشبّه بالأفاضل واللّحوق بهم من غير إدخال ضرر على غيره ، وقوله : بي خبر مبتدأ محذوف ، أي : أفدي بنفسي ؛ كقولهم : بأبي أنت وأمي ، أي أفديك بهما ، وسالكا : إما حال من الضمير الذي في نافست ، وإمّا مفعول نافست .
يقول : وأنا إن متّ أو قتلت في طريق الحبّ فقد فديت بروحي محبوبي الذي سابقت بمدد هدايته الاختصاصية في طريق تحقيق الحبّ الحقيقي سالكا محقّا مخلصا متفرّدا في سلوك سبيل الحب سبيل قوم أبوا أن يسلكوا شرعة في الحب غير شرعتي التي هي الفناء الحقيقي ، والموت عن حياة تقتضي حظّا أو لذّة أو بردا نفسانيّا أو روحانيّا .
أو يقول : فديت بروحي محبوبي الذي جاهدت نفسي بمدده وعنايته في تحقيق طريق الحبّ الحقيقي حال سلوكي فيه سبيل الذين سلكوا قبلي طريق تحقيق الحبّ على نحو ما سلكته أنا برعاية شرائط السلوك من التجريد والتفريد والفناء الحقيقي ، وأبوا أن يسلكوا غير ذلك المسلك والشريعة التي هي شريعتي الآن ، وهم صنفان :
صنف سلكوا وراعوا شرائط السلوك حتى أفرغوا جهدهم من غير أن يفوزوا بنظرة منه ، أو يصلوا إلى أثر من الوصل ، أو يستنشقوا هبة من نسيم عناية الجذبة التي توازي عمل الثقلين ، فأدركتهم المنيّة دونه وهم أهل السلوك دون الجذبة .
وصنف آخر أدركتهم عناية الجذبة ، ولم يتفرّغوا لتصحيح مقامات السلوك الذي هو من شرط الكمال ، فماتوا من غير سلوك ، فذكر في أثر هذا البيت الصنف الأول ، وفي البيت الذي يليه الصنف الثاني .
“ 276 “
118 - بكلّ قبيل كم قتيل بها قضى *** أسى ، لم يفز يوما إليها بنظرة
القبيل : جمع قبيلة، وهي الجماعة المجتمعة التي تقبل بعضها على بعض بحكم نسبة الجمعية والمجاورة أو النسب .
119 - وكم في الورى مثلي أماتت صبابة *** ولو نظرت عطفا إليه لأحيت
قال الخليل : الورى : الأنام الذين على وجه الأرض في الوقت ليس من مضى ، ولا من يتناسل بعدهم ، فكأنهم الذين يسيرون الأرض بأشخاصهم من واريت الشيء وتوارى الشيء : سترته واستتر .
يقول : وكم أماتت في الناس كما أماتتني عن هذه الحياة الظاهرة الحادثة من شدّة الشوق وحرقتها أو لأجلها ، وخلت بينهم وبين حالة الموت ولم تردّهم إلى الحياة والإحساس بحكم البقاء ببقائه إلى هذه النشأة الحسّية ، ولو نظرت إليهم بعين الشفقة من مقام الكمال لأحيتهم وأبقتهم بحقيقة بقائه في هذه النشأة حتى جمعوا بين أحكام السلوك وإعطاء المقامات حقوقها ، وبين أحكام الجذبة والتحقّق بحقائقها .
120 - إذا ما أحلّت في هواها دمي *** ففي ذرى العزّ والعلياء قدري أحلّت
ذروة السنام وذراه : أعلاه ، وجمعها ذرى ؛ كقيمة وقيم ، ومنها قيل : أنا في ذراك ، يعني : في أعلى مكان من جنابك .
يقول : إذا أحلت حضرة المحبوب على حكم شرع حبّها ومقتضاه دمي ورمتني بين قتلاها وأخفتني بينهم ، فإنها بموجب من وجد في رجله ، فهو جزاؤه قد أجلتني وأحلت قدري في أعلى مراتب العزّ والعلياء منها بأن أعد من قتلاها ، وبأن القطرة إذا استهلكت في البحر صار جميع صفات البحر صفاتها .
121 - لعمري ، وإن أتلفت عمري *** بحبّها ربحت وإن أبلت حشاي أبلّت
العمر والعمر واحد ، لكن بالفتح خصّ بالقسم ، ولعمري قسم بالبقاء ، واللام فيه لتوكيد الابتداء ، والخبر محذوف ، أي ببقائي قسمي ، وجواب القسم محذوف وهو ما تقدم من معنى البيت السابق الدالّ عليه ، فاستغنى عن إعادته ، نحو : زيد قائم واللّه ، فإن المقسم عليه في المعنى هو ما تقدم ، فاستغنى به عن الإعادة .
“ 277 “
وقوله : وإن أتلفت ، إلى قوله : ربحت ، جملة أخرى شرطية معطوفة على الأولى ، وكذا : وإن أبلت حشاي أبلت وأبلّت من بلى الثوب ، وأبلت من أبل المريض ، وبلّ إذا برئ .
يقول : بحق بقائي الذي هو عين بقاء من استهلك فيها ما كان يضاف إلى من الحياة والبقاء المستعار الفاني ، حتى صار بقاؤها بعد ذلك بقائي أن ما ذكرت في معنى البيت السابق صحيح وإني وإن أتلفت عمري الفاني بحبّها ، وبمقتضاه الذي هو ترك جميع الحظوظ وفناء جميع المرادات والأماني النفسية كلّها الوهمية منها والحسّية بحيث رددت جميع أمانات الصفات العارضة الطارئة عليّ من أحكام المراتب الكونيّة روحا ومثالا وحسّا إلى أهلها ، بحيث لم يظهر عليّ منها الآن شيء أصلا ربحت بأني تهيّأت واستعددت بذلك الإتلاف والفناء لحصول نعمة الجذبة التي توازي عمل الثقلين من تلك الحضرة ، وأقسم أيضا بما استعددت من البقاء الدائم بحكم هذه الجذبة لها أن خلقت وأفنت بهذه الجذبة صفاتي الباطنة الأصلية المكنى عنها بحشاي اللازمة لوجودي وحقيقتي ، كالسمع والبصر والكلام والقدرة مما لم يكن إفناؤها في وسعي لكونها من لوازم تعيّن وجودي فأفنتها في ضمن إفناء تعيني ، فقد أبرأتها من مرض النقص والحدوث والخلقية .
تنبيه :
وحيث أشار في البيت الأوّل إلى فناء بعض ما يتعلق بظهور حكم الجذبة بإضافة إحلال الدم إلى الحضرة المحبوبية بموجب تنبيه : ولم تفن ما لا تجتلي فيك صورتي ، ثم أشار في البيت الثاني إلى فناء ما يتعلق بالسلوك ، وذلك بقوله :
وإن أتلفت عمري ، ثم أشار إلى فناء بعض بقايا تلك الصفات الأصلية الخارج ذلك عن وسع قدرته بالسلوك ، وإضافة ذلك الفناء إلى الحضرة المحبوبية أيضا بقوله :
وإن أبلت حشاي ، تبيّن حينئذ أنه لم يظهر منه شيء من الصّفات الطبيعية الشهواتية ، ولا من الأوصاف الحيوانية الغضبية ، ولا من الأوصاف النفسانية الإنسانيّة العقلية العارضة جميعها على وجود المفاض المضاف إليه من أحكام المراتب الكونية التي عبّر وجوده عليها في تنزّله التي منها العلوم والمعاملات والأحوال ، ولا من أصول الصفات اللازمة لعين الوجود قبل تعيّنه وبعده ليثبت بها المناسبة بينه وبين أهل قبيلة الشريعة والطريقة ، فيعرفونه بذلك ويكون له بذلك
“ 278 “
عندهم منزلة وقدر وعزّة ، مثل القوة والاستيلاء والمال والجاه الجالبين لإيصال الخير إلى الأولياء والدافعين لشرّ الأعداء ، ومثل العلوم والمعاملات والأحوال والمكاشفات ورفع العادات ورعاية الحرمات ، أو ترك ذلك والخروج عنه بعد أن كان ظاهرا عندهم حالة سلوكه وقبله بجميع هذه الصفات على وجه أعلى وأكمل مما يظهرها غيره ، فلا جرم يعدّونه من المردودين المطرودين والمسلوبين المحجوبين ؛ لأنه قد صحت له بمناسبة خفاء أحواله تعلّق ونسبة إلى مقام الاستسرار الذي مقتضاه عدم الظهور بشيء من أحواله لدى الأغيار ، فمن هنا إلى اثنا عشر بيتا يذكر بلسان هذا المقام ؛ ففي الأول يشير إلى فناء صفاته الطبيعية والشهواتية ، وفي الثاني إلى عدم ظهوره بشيء من أوصافه الحيوانية الغضبية بفنائها ، وفي الثالث وما بعده يشير إلى عدم ظهوره بشيء من أوصافه الإنسانية العارضة منها والأصلية .
122 - ذللت لها في الحيّ حتى وجدتني *** وأدنى منال عندهم فوق همّتي
الذلّ - بالضم - ضد العزّ ، وبالكسر ضدّ الصعوبة .
يقول : ظهرت بانتفاء العزّة وثبوت الذلّة بين حيّ أهل الشريعة والطريقة بسبب حب حضرة المحبوب ونفيه جميع الصفات الطبيعية ، والرغبة في شيء من شهواتها بحيث وجدت ذاتي عندهم مسلوبا ومطرودا ، وتفرّست منهم بأنهم يعتقدون في أنه كل ما ينال به أدنى شيء مما يرغب فيه ويشتهي ذاك هو فوق منتهى همّتي ومقتضى نهمتي .
123 - وأخملني وهنا خضوعي لهم ، فلم *** يروني هوانا بي محلّا لخدمتي
أخملني : أسقط اعتباري ، ونباهتي : تواضعي لأهل الحيّ المذكور لأجل ضعفي بعدم الظهور بوصف كمال فضيلة ، وعدم الظهور أيضا بصورة الحمية والغيرة عند كبرهم عليّ وتنقيصهم لي ، ونظرهم إليّ بعين الصّغار والنقصان والخذلان حتى إنهم لم يروني بسبب ذلك الضعف أهلا لخدمة أصلا ، لا خدمة تتعلق بمولاهم من الأذكار والأفكار والمعاملات المتعلّقة بدفع شرّ النفس والشيطان ، ولا لخدمة تتعلق بهم من رعاية الحقوق والآداب والذبّ عنهم والحماية لأعراضهم وأموالهم وعدم رؤيتهم إياي أهلا للخدمة إنما كان لأجل إهانتي واستحقاري ، لكوني محجوبا مطرودا مسلوبا مردودا عندهم على أني كنت فيما
“ 279 “
قبلي عزيزا عندهم مهيبا مكينا في نظرهم ، لكوني وقتئذ ظاهرا عليهم بوصف العلوم والمعاملات وأنواع الكمالات .
124 - ومن درجات العزّ أمسيت مخلدا *** إلى دركات الذّلّ من بعد نخوتي
مخلدا : أي مائلا ، والنخوة : الكبر ، والعظمة : يقال انتخا فلان علينا ،
أي :تكبّر وتجبّر ، والدرجة كالمنزلة لكن باعتبار الدني من سفل إلى علوّ ، وباعتبار الهوى من علوّ إلى سفل يسمّى دركا ، ومنهما درجات الجنّة ودركات النار .
يقول : إني قد كنت حال سلوكي وبدايتي ظاهرا بوصف المجاهدات والمعاملات والأخلاق والعلوم والأعمال القلبية والقالبية عن ظنّ أنها وسائل وأسباب لحصول المقصود الحقيقي ، وكانت لنفسي بذلك نخوة وعظمة وكبر على غيري ، فلمّا غلب سلطان الحبّ على إقليمي ظاهري وباطني ، ونادى فيهما منادي الغنى الذاتي ،
بقوله : وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [ الأنعام : الآية 91 ] و إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ [ العنكبوت : الآية 6 ] ،
وسبحان من لا يوصل إليه إلّا به ، وأفهمني سرّ قبل من قبل لا لعلّة ، وردّ من ردّ لا لعلّة ، حينئذ انقطعت جميع تلك الأسباب وارتفعت تلك الوسائل ؛ لا جرم ملت من تلك الدرجات العلمية والعملية والخلقية والحالية وحصول العزّة والنخوة بها إلى دركات العجز والفقر والنقص والقصور والذلّة بها ، ورجعت تلك الأوصاف إلى أصلها الذي هو عين الوجود ، وبقيت أنا فريدا منها فقيرا محتاجا ذليلا مهينا بلا حكم ولا وصف نفساني أو روحاني ، فليس لي من أبواب الكمال والفضيلة باب يغشى للاستعانة ولا جاه ولا حمية أصلا .
125 - فلا باب لي يغشى ولا جاه يرتجى *** ولا جار لي يحمى لفقد حميّتي
أراد بقوله : فلا باب لي يغشى من أبواب الكمالات والفضائل الدينية والدنيوية يؤتى إليه لاستفادة خير وكمال وفضيلة دينية أو دنيوية منه ، لاستهلاك جميع ذلك بيده الحب في عزّة وحدة حضرة المحبوب ، ولما عرفت بين أهل الحيّ بعدم العقل والتمييز والمعرفة ، واشتهرت بكوني محجوبا مطرودا ، فمن أين لي جاه يرتجى في قضاء حاجة أو خير ديني أو دنيوي ، ولما فني عني جميع الحمايا من بقايا النفس ، والحمية التي يحمي بها الجار من الصفات النفسية قد فنيت بالكلّية ، فكيف يحمي لي جار في هذه الحالة .
“ 280 “
ولمّا كانت الصفات التي تصدّى الحب لإفنائها ثلاثة أقسام ، أحدها : الطبيعية الشهواتية المختصّة بجلب النفع ، وثانيها : الحيوانية الغضبية المعدّة لدفع الضرر ، وثالثها : النفسانية الإنسانية التي بعضها عارضية ، كالعلوم والمعاملات والأخلاق والأحوال والأعمال العارضة على الوجود المفاض المضاف في المراتب الكونية ، وبعضها أصلية كالسمع والبصر والكلام والقدرة اللازمة لعين الوجود مطلقا ، ويضاف إليها القدم ، ومقيّدا ويضاف إليها الحدوث ؛ ففي هذه الأبيات الثلاثة يشير في كل بيت إلى نفي قسم منها ، ففي الأول الأول ، وفي الثاني الثاني ، وفي الثالث الثالث ، وفي هذا البيت يجمع الأقسام الثلاثة ، فبقوله : فلا باب لي يغشى ، يشير إلى فناء القسم الثالث كلّها أصليها وعارضيها ،
وبقوله : ولا جاه يرتجى يشير إلى فناء القسم الأول من الصفات ، وبقوله : ولا جار لي يحمي لفقد حميّتي ، يشير إلى فناء القسم الثاني منها .
.
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 1 الشيخ سعد الدين الفرغاني Word
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 1 الشيخ سعد الدين الفرغاني PDF
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 1 الشيخ سعد الدين الفرغاني TXT
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 2 الشيخ سعد الدين الفرغاني Word
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 2 الشيخ سعد الدين الفرغاني PDF
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 2 الشيخ سعد الدين الفرغاني TXT
_________________
شاء الله بدء السفر منذ يوم ألست بربكم
عرفت ام لم تعرفي
ففيه فسافر لا إليه ولا تكن ... جهولاً فكم عقل عليه يثابر
لا ترحل من كون إلى كون، فتكون كحمار الرحى،
يسير و المكان الذي ارتحل إليه هو المكان الذي ارتحل منه،
لكن ارحل من الأكوان إلى المكون،
و أن إلى ربك المنتهى.
عرفت ام لم تعرفي
ففيه فسافر لا إليه ولا تكن ... جهولاً فكم عقل عليه يثابر
لا ترحل من كون إلى كون، فتكون كحمار الرحى،
يسير و المكان الذي ارتحل إليه هو المكان الذي ارتحل منه،
لكن ارحل من الأكوان إلى المكون،
و أن إلى ربك المنتهى.
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع
شرح أبيات قصيدة نظم السلوك من 101 إلى 125 .كتاب منتهى المدارك في شرح تائية سلطان العاشقين ابن الفارض الجزء الأول للشيخ محمد بن أحمد الفرغاني :: تعاليق

تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 1 الشيخ سعد الدين الفرغاني Word
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 1 الشيخ سعد الدين الفرغاني PDF
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 1 الشيخ سعد الدين الفرغاني TXT
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 2 الشيخ سعد الدين الفرغاني Word
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 2 الشيخ سعد الدين الفرغاني PDF
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 2 الشيخ سعد الدين الفرغاني TXT
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» مصطلح جليس الحق - الجلال .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح جبريل - جرس - تجريد - الجوع .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح التثليث .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الثبوت - الإثبات .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح تاج الملك .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح التوبة .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح ترجمان الحق .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح تابوت - تحت – التحتية .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح بيّنة اللّه .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح بهيمة - البيت - بيت اللّه - البيت الأعلى - بيت العبد - البيت العتيق - البيت المعمور – بيت الموجودات .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الابن - ابن الرّحمة - ابن الرّوح - ابن الظلمة – ابن المجموع .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح بقيّة اللّه - البلد الأمين - إبليس – بلقيس .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح برنامج - البرنامج الجامع – البرق - البسط - بشر - بشّر - باطل - باطن - البقاء .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الباء - نقطة الباء – بحر - البحران - بدر – الأبدار - بدل - برزخ - البرزخ الأعظم .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح أوّل – اخر .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الإنسان الكامل - الإنسان الكبير - الإنسان الصغير .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الإنس - الإنسان - الإنسان الأزليّ - انسان حيوان .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الأنثى .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الأمّيّة – الأمانة - الأيمان - المؤمن .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الأمّ – أمّهات الأسماء الإلهيّة - أمّ سفليّة - الأمّ العالية الكبرى للعالم - أمّ الكتاب - أمّ الهيّة - أمّ الموجودات - أمّهات الأكوان - أمّهات الوجود .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الإمامة – الأمام - الأمامان - الأمام الأعظم - الأمام الأعلى - الأمام الأكبر - امام مبين - الأمام المهديّ - امام الوقت .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الأمر - الأمر الإلهيّ - الأمر التكوينيّ - الأمر التكليفيّ - الأمر الخفيّ - الأمر الجليّ - أمر المشيئة - أمر الواسطة - الأمر الكليّ الساري .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الألوهيّة أو الألوهة - اله المعتقدات - الإله المخلوق - الإله المجعول - المألوه المطلق .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الله - الاسم الجامع - الاله المطلق - الاله الحق - الاله المجهول .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح المهيم - المهيمون .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الهمّة - الهو - الهوى - الهيبة والأنس .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الاستهلاك في الحق .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح هدى – الهادي الكوني - الهادي التبياني .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الهجير – الهاجس - الهجوم .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الهباء – الهباء الطبيعيّ - الهباء الصّناعيّ .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح وليّ – الولاية - الوهم .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الواعظ الناطق - الواعظ الصامت - الوقت - الوقفة - التوكّل .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الصفة .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الميزان - ميزان العالم .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح وارد - الورقاء .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الإرث – الوارث - ورثة جمعيّة محمّد صلّى اللّه عليه وسلم - وارث المختار - وارث القدم المحمّديّ - الوارث المكمّل - ارث الأسماء الالهيّة .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الود .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الوحي .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الوحشة .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح التوحيد - الاتحاد .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الأحديّة - أحديّة الأحد - أحديّة الكثرة - احديّة الوصف - الوحدانية - الواحدانية .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الوحدة - وحدة الوجود .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح التوجّه الإلهيّ .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح وجه الحق - وجه الحق في الأشياء - الوجه الخاص - وجه الشيء .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الوجود الواحد .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الوجد - الوجود - الوجود الحقيقيّ - الوجود الخياليّ - الوجود الحقيقيّ - أهل الوجود .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح ميثاق - ميثاق الذرّية - وثيقة الحق .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح وتد .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الأيثار - أجير .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الأثر - المؤثّر - المؤثر فيه .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح أبو الأجسام الإنسانيّة - أبو الأرواح - أبو العالم - أبو الورثة .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح أب علوي .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الآب الثاني .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الآب الأول .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح أباؤنا .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الآب .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح إبراهيم .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الياقوتة الحمراء .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح يد اللّه - اليدان .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح اليثربي .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» فهرس موضوعات الكتاب .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 40 - إلهي كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان؟ وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان يا من أذاق أحباءه حلاوة مؤانسته؟ فقاموا بين يديه متملقين؟ .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 39 - إلهي بك أستنصر فانصرني وعليك أتوكل فلا تكلين وإياك أسأل فلا تخيبني وفي فضلك أرغب فلا تحرمني ولجنابك أنتسب فلا تبعدني وببابك أقف فلا تطردني .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 38 - إلهى أنا أتوسل إليك بفقري إليك وكيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك أم كيف أشكو إليك حالي وهو لا يخفى عليك أم كيف أترجم لك بمقالي وهو منك برز إليك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 37 - إلهى أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك ووحدوك وأنت الذي أزلت الأغيار من قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك ولم يلجئوا إلى غيرك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 36 - إلهي قد دفعتني العوالم إليك وقد أوقفني علمي بكرمك عليك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 35 - يا من احتجب في سرادقات عزه عن أن تدركه الأبصار يا من تجلى بكمال بهائه فتحققت عظمته الأسرار كيف تخفى وأنت الظاهر؟ أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر؟ .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 34 - يامن استوى برحمانيته على عرشه فصار العرش غيبا في رحمانيته كما صارت العوالم غيبا في عرشه محقت الآثار بالآثار ومحوت الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 33 - أنت الذي لا إله غيرك تعرفت لكل شيء فما جهلك شيء وأنت الذي تعرفت إلي في كل شيء فرأيتك ظاهرا في كل شيء .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 32 - إلهي كيف لا أفتقر إليك وأنت الذي في الفقر أقمتني أم كيف أفتقر إلى غيرك وانت الذي بجودك أغنيتني .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 31 - إلهي كيف أستعز وفي الذلة أركزتني أم كيف لا أستعز وإليك نسبتني أم كيف لا أستعز في قلبي وروحي وسري وإليك نسبتي .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 30 - إلهي كيف أخيب وأنت أملى أم كيف أهان وعليك متكلي .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 29 - إلهي إن رجائي لا ينقطع عنك وإن عصيتك وإن خوفي لا يزايلني وإن أطعتك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 28 - إلهي اطلبني برحمتك حتى أصل إليك واجذبني بمنتك حتى أقبل عليك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 27 - إلهي أن القضاء والقدر قد غلبني فلا حيلة لي إلا رجاء حولك وقوتك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 26 - إلهي تقدس رضاك عن أن تكون له علة منك فكيف تكون له علة مني؟ أنت الغني بذاتك عن أن يصل إليك النفع منك فكيف لا تكون غنيا عني؟ .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 25 - إلهي أخرجني من ذل نفسي وطهرني من شكى وشركى قبل حلول رمسى .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 24 - إلهي أغنني بتدبيرك عن تدبيري وباختيارك عن اختياري وأوقفني على مراكز اضطراري .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 23 - إلهي حققني بحقائق أهل القرب واسلك بي مسالك أهل الجذب .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 22 - إلهي علمني من علمك المخزون وصني بسر اسمك المصون .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 21 - إلهي هذا ذلي ظاهر بين يديك وهذا حالي لا يخفي عليك منك أطلب الوصول إليك وبك أستدل عليك لا بغيرك فاهدني بنورك إليك وأقمني بصدق العبودية بين يديك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 20 - إلهي أمرت بالرجوع إلى الآثار فأرجعني إليها بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار حتى أرجع إليك منها كما دخلت عليك منها مصون السر عن النظر إليها .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 19 - إلهي عميت عين لا تراك عليها رقيبا وخسرت صفقة عبد لم تجعل من حبك نصيبا .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 18 - إلهي كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك؟ .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 17 - إلهي ترددي في الآثار يوجب بعد المزار فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 16 - إلهي كيف أعزم وأنت القاهر؟ أم كيف لا أعزم وأنت الآمر؟ .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 15 - إلهي إنك تعلم وإن لم تدم الطاعة مني فعلا جزما فقد دامت محبة وعزما .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 14 - إلهي كم من طاعة بنيتها وحالة شيدتها هدم اعتمادي عليها عدلك بل أقالني منها فضلك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 13 - إلهي حكمك النافذ ومشيئتك القاهرة لم يتركا لذي حال حالا ولا لذي مقال مقالا .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 12 - إلهي من كانت محاسنه مساوئ فكيف لا تكون مساوئه مساوئ؟ ومن كانت حقائقه دعاوي فكيف لا تكون دعاويه دعاوى .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 11 - إلهي كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك وكلما أيأستني أوصافي أطعمتني مننك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 10 - إلهي قد علمت باختلاف الآثار وتنقلات الأطوار أن مرادك مني أن تتعرف إلى في كل شيء حتى لا أجهلك في شيء .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 09 - إلهي ما أقربك مني وما أبعدني عنك وما أرأفك بي فما الذي يحجبني عنك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 08 - إلهي ما ألطفك مع عظيم جهلي وما أرحمك بي مع قبيح فعلى .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 07 - إلهي كيف تكلني إلى نفسي وقد توكلت لي؟ وكيف أضام وأنت الناصر لي؟ أم كيف أخيب وأنت الحفي بي؟ .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 06 - إلهي إن أظهرت المحاسن مني فبفضلك ولك المنة علي وإن ظهرت المساوئ مني فبعد لك ولك الحجة علي .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 05 - إلهي وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي؟ .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 04 - إلهي مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم