المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
العهود المحمدية من 201 إلى 209 في القسم الأول المأموريات .كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية الشيخ عبد الوهاب الشعراني
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: الشيخ عبد الوهاب الشعراني :: لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
صفحة 1 من اصل 1
01012021

العهود المحمدية من 201 إلى 209 في القسم الأول المأموريات .كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية الشيخ عبد الوهاب الشعراني
العهود المحمدية من 201 إلى 209 في القسم الأول المأموريات .كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية الشيخ عبد الوهاب الشعراني
الشيخ عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني رضي الله تعالى عنه
201 - ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم )
أن ندفع غضبنا ونكظم غيظنا ، ونأمر بذلك جميع إخواننا ، وإذا غضب أحدنا وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ، فإن لم يزل فليتوضأ .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ صادق يدخله إلى حضرة الرضا بكل واقع في الوجود وبطريقه الشرعي ، فلا يبقى عنده شئ يغضبه لأنه فعل حكيم عليم ، وما ترك الناس يغضبون إلا حجابهم عن شهود أن الله هو الفاعل لكل ما برز في الوجود ، وشهودهم الفعل من جنسهم ، فلذلك غضبوا على غضبهم ، ولو أنهم سلكوا الطريق لوجدوا الفعل لله تعالى ببادئ الرأي ، فلم يجدوا من يرسلون عليه غضبهم ووجدوا كل شئ وقع في الوجود هو عين الحكمة فذهب اعتراضهم وعصمتهم
للنفس جملة .
فاسلك يا أخي على يد شيخ ناصح ليقل غضبك ، وإلا فمن لازمك الغضب شئت أم أبيت ، فعلم أن الكامل لا يغضب لنفسه قط ، وإنما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى ،
وكأن الحق تعالى يقول للكامل : إذا رأيت عملا برز على يد أحد من عبيدي مخالفا لشريعة نبيي صلى الله عليه وسلم فاغضب ، ولو شهدت أني أنا الفاعل لكني لم آمرك أن تغضب على فعلي ، وإنما آمرك أن تغضب على وجه نسبة الفعل إلى عبدي ، فعلم أنه لا سبيل لأحد إلى تبرئة العبد عن الفعل جملة أبدا .
“ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي “ فافهم .
وقد قدمنا أن كل من غضب لله تعالى غضب الله تعالى لغضبه إذا آذاه أحد : “ جزاءا وفاقا “ .
ومن رأى محرمات الحق وسكت على فاعلها مع قدرته على منعه لم يغضب الله لغضبه ولا ينتصر له ، بل يتركه حتى يكاد يذوب فلا يلومن العبد إلا نفسه ، إما كشفا ويقينا وإما إيمانا وتسليما .
“ 478 “
وقد اجتمعت مرة بإبليس لعنه الله بساحل نيل مصر في واقعة ، فجادلته وجادلني وكان من جملة ما قال لي : لم يسلطني الله تعالى قط على إنسان إلا بعد وقوع ميل منه إلى ذلك الأمر الذي وسوست له به ، فالإنسان ككفتي الميزان وقلبه كلسان الميزان وأنا واقف تجاهه أنتظر ميل قلبه لمعصية فأنفذ قضاء الله فيه بحكم الإضافة فقط ، فلا آتيه إلا إن رأيت لسان الميزان خرج من قبها وتدلى فهناك آتيه فأنحيه إلى فعل تلك المعصية وما دام لسان الميزان لم يخرج وهو واقف في خط استواء القلب فلا سلطان لي عليه ، لأنه إما معصوم كالأنبياء ، وإما محفوظ كالأولياء .
وقلت : من تحقق بهذا كشفا وشهودا فهو الذي يقيم حجة الله تعالى على نفسه وإلا فمن لازمه أن يقول أي شئ أعمل ؟ قدر الله تعالى علي ! فلا يكاد يندم إلا قليلا ، وقد طلب الله تعالى منا في هذه الدار الندم والاستغفار عند كل معصية ولم يكتف منا بذلك في الباطن من غير إظهار ، وذلك ليقتدي بنا المريدون ويعظموا حدود الله إذا وقعوا في معصية ، ومن هنا سموا الكامل أبا العيون ، فعين ينظر بها التقدير الإلهي ليعطي التوحيد حقه : “ والله خلقكم وما تعملون “ .
وعين ينظر بها نسبة الفعل إلى نفسه ليتوب ويستغفر من كل ذنب في آن واحد .
ولا يعرف ما قلناه إلا من سلك الطريق ، فإن الإنسان أول ما يفتح عينيه على نسبة الفعل إليه ، فلا يزال كذلك حتى يدخل الطريق وتنجلي له حضرة التوحيد ، فهناك يشهد الفعل لله تعالى وحده بقطع النظر عن الخلق جملة ، ويصير جبريا محضا ثم يرقيه شيخه إلى حضرة يشهد فيها نقص ذلك المقام من حيث أن عدم نسبة الفعل للعبد كالتكذيب للقرآن ، فإن الله تعالى أضاف العمل إلى العبد وأقام به عليه الحجة ، فكيف يقول لا عمل لي ولا حجة لله علي .
وأكثر ما يقع في هذا النقص من يسلك بغير شيخ ، وربما ذاق حضرة التوحيد فوحل فيها إلى أن مات معطلا من العمل بالشريعة فلا تكاد تجده يحرم حراما ولا يستغفر من ذنب مطلقا، وإن قال له شخص إن الله تعالى قال : “ لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل “ .
أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام .
قال ذلك في حق قوم يشهدون أن لهم مع الله ملكا ونحن لا نشهد ذلك ، ومن هنا
“ 479 “
يضل ضلالا مبينا ويستهين بمحارم الله ، فإن زنى يقول إن الله هو المقدر ، وإن سكر يقول إن الله هو المقدر ، وإن أخذ مال الناس يقول إن الله هو المقدر ، فيقال له : وإذا أدخلك جهنم على هذه الأعمال فهو المقدر كما أوضحنا ذلك في رسالة الأنوار ، فوالله لو خدم المريد شيخه عمر الدنيا كلها ما أدى شكر أدب واحد علمه له شيخه من هذه الآداب . “ والله غفور رحيم “ .
روى الترمذي وقال حديث حسن مرفوعا عن أبي سعيد الخدري قال : “ صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم يوما صلاة العصر ، ثم قام خطيبا ، فلم يدع شيئا يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه ،
وكان فيما قال : إن الدنيا خضرة حلوة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء وكان فيما قال : ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه .
قال فبكى أبو سعيد وقال والله رأينا أشياء فهبنا ، وكان فيما قال :ألا إنه ينتصب لكل غادر لواء بقدر غدرته ، ولا غدرة أعظم من غدرة إمام عامة يركز لواءه عند الله وكان فيما حفظناه يومئذ ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات ،
ألا وإن منهم بطئ الغضب سريع الفئ ، ومنهم سريع الغضب سريع الفئ فتلك بتلك ،
ألا وإن منهم سريع الغضب سريع بطئ فتلك بتلك ،
ألا وإن منهم سريع الغضب بطئ الفئ ، ألا وخيرهم بطئ الغضب سريع الفئ ،
وشرهم سريع الغضب بطئ الفئ ،
ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه ؟ فمن أحس بشئ من ذلك فليلصق بالأرض “ .
وذكر البخاري تعليقا عن ابن عباس في قوله تعالى : “ ادفع بالتي هي أحسن “ .
“ 480 “
قال الصبر عند الغضب ، والعفو عند الإساءة ، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله وخضع لهم عدوهم : وروى الحاكم وقال صحيح الإسناد : “ ثلاث من كن فيه آواه الله في كنفه ونشر عليه رحمته وأدخله في محبته : من إذا أعطى شكر ، وإذا قدر غفر ، وإذا غضب فتر “ .
ومعنى شكر : أي أنفق مما أعطاه الله تعالى : وروى الطبراني مرفوعا : من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه .
وروى أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة مرفوعا : “ من كظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء “ .
وروى أبو داود وابن حبان في صحيحه مرفوعا : “إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع“.
وروى الشيخان مرفوعا : “ إذا غضب أحدكم فليقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإن الغيظ يذهب عنه “ الحديث بمعناه . وروى أبو داود مرفوعا : “ إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ “ . والله تعالى أعلم .
202 - ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم )
أن نصلح بين المسلمين ونبذل في الصلح بينهم المال ، ولا نتوقف في إعطاء عمامتنا وثيابنا للمظلوم حتى يصفح أو للظالم حتى يرجع عن ظلمه ، ثم لا نطلب على ذلك عوضا لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وكان على هذا القدم شيخنا الشيخ محمد الشناوي رحمه الله والشيخ عبد الحليم بن مصلح ، والشيخ عبد المجيد الطربيني رضي الله عنهم .
فكان شيخنا يبذل الخيل والبهائم والقمح وغير ذلك ، ويرى لله تعالى المنة عليه
“ 481 “
بذلك الذي أهله له ويقول من أين للواحد منا أن يكون ميزان عدالة بين الناس يرجعون إليه ويقفون عند قوله ؟
وكان الشيخ عبد الحليم لا يرى له اختصاصا في شئ مما يدخل يده دون المسلمين بل يرى جميع ما دخل يده مشتركا بينه وبين المسلمين .
قلت : وقد من الله تعالى علي بذلك ولله الحمد فلا أرى لي بحمد الله ترجيحا على إخواني في شئ مما يدخل يدي بل كل من رأيته محتاجا لذلك من نفسي أو غيرها قدمته .
وكان أخي الشيخ عبد القادر كذلك ، فكل ما رأى محتاجا قدمه ثم لا يطلب على ذلك عوضا ولا سرا ولا جهرا .
وأعطيته مرة ثمن بقرة يأكل أولاده لبنها فوجد في الطريق شخصا مربوطا فوزنهن عنه ولم يكن له به معرفة قبل ذلك .
وكان الشيخ عبد المجيد الطريني لا يتوقف قط في إعطاء شئ يسأل فيه .
وحضرته مرة وهو يصلح بين اثنين ادعى أحدهما على الآخر بسبعمائة دينار فذهب الشيخ ورجع بالسبعمائة في خرقة فوزنها عن ذلك المديون فقال لي المديون هل عرضت للشيخ بشئ فقلت لا والله ،
فذكرت ذلك للشيخ فقال : لم يطلب أحد مني ذلك وإنما عادة الأجواد إذا حضروا في قضية أن يسدوها رضي الله عنه .
وأخبرني الشيخ شهاب الدين الطريني ثم الغمري أن الشيخ عبد المجيد لما سجن بسبب الديون التي تراكمت عليه بمصر من كثرة إعطائه الأموال للناس بغير عوض وجد في السجن شخصا محبوسا على مائة دينار فضمنه وأخرجه من السجن وتخلف عنه هو في السجن قليلا رضي الله عنه ثم أفرج عنه بعد ذلك .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ ناصح يخرجه عن محبة الدنيا ويطلعه على عظيم مقام المسلمين وإن بذل الدنيا كلها في الصلح بينهم من بعض حقوقهم عليه ،
ومن لم يسلك كما ذكرنا فمن لازمه الإخلال بهذا العهد فلا يهون عليه بذل نصف فضة في الصلح بين المتخاصمين ولو أدى إلى رواحهم إلى بيت الوالي وإن سمح بالنصف سمح وعنده حزازة ، أو بلا حزازة لكنه يطلب على ذلك عوضا من رد مثله
“ 482 “
أو شكر الناس له أو يطلب به الثواب ، وليس ذلك من أخلاق الكاملين .
فاسلك يا أخي الطريق على يد شيخ إن أردت العمل بهذا العهد ، والله يتولى هداك .
روى الشيخان وغيرهما مرفوعا : “ كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس : يعدل بين الاثنين صدقة ، ويعين الرجل في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه صدقة “ .
ومعنى سلامي : أي عضو ، ومعنى يعدل بين الاثنين : أي يصلح بينهما بالعدل .
وروى أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه ، وقال الترمذي حسن صحيح مرفوعا : “ ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ،
قالوا بلى : قال إصلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة “ .
قال الترمذي ويروى مرفوعا : “ لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين “ .
وروى أبو داود مرفوعا : “ لا يكذب من يمشي بين اثنين ليصلح “ .
وفي رواية : “ ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا “ .
قال المنذري رحمه الله : يقال نميت الحديث بتخفيف الميم إذا بلغته على وجه الإصلاح وبتشديدها إذا كان على وجه إفساد ذات البين .
وروى الأصبهاني مرفوعا : “ ما عمل شئ أفضل من الصلاة وإصلاح ذات البين وخلق جائز بين المسلمين “ .
وروى البزار والطبراني : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب : ألا أدلك على تجارة ؟ قال بلى : قال صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا .
وروى الأصبهاني وهو غريب جدا مرفوعا : “ من أصلح بين الناس أصلح الله تعالى أمره وأعطاه بكل كلمة تكلم بها عتق رقبة ويرجع مغفورا له ما تقدم من ذنبه “ .
“ 483 “
وتقدم في عهود العفو عن الناس حديث : “ أصلحوا بين الناس فإن الله يصلح بين عباده في الآخرة “ . والله تعالى أعلم .
203 - ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم )
أن نرد عن عرض أخينا المسلم إذا استغابه أحد عندنا أو بلغنا ذلك عنه حسب الطاقة ، وهذا العهد قد صار غالب الناس يخل بالعمل به حتى بعض مشايخ العصر من العلماء والصلحاء فتراهم يسكتون على غيبة أخيهم وربما اشتفوا بذلك في نفوسهم ، وهذا من أقوى الأدلة على عدم فطامهم عن محبة الدنيا على يد شيخ ناصح ، فإن محبة الدنيا بحب الانفراد فيها بالمقام ومحبة الصيت والشهرة والكمال ويكره من يعلوه في ذلك فهو يتوهم بغيبة الناس لمن يعلوه أن الناس إذا نقصوه يزول اعتقادهم فيه ويعكفون على اعتقادهم له هو ، وغاب عنه أن من نوى شيئا أو فعله رجع عليه نظيره ، ولو أنه تشوش ممن استغاب أخاه المسلم لزاده الله تعالى رفعة على أقرانه كلهم ، لأن الحماية إنما هي من الله تعالى لا من الخلق .
وقد أخذت علينا العهود من المشايخ أن نقوي نور إخواننا جهدنا ونطفئ نور أنفسنا جهدنا ليرجع نظير ذلك علينا ، فإن من سعى في إطفاء نور أخيه أطفأ الله تعالى نوره، وما رأيت على هذا القدم من أهل عصرنا هذا أشد عملا بهذا العهد من سيدي محمد الشناوي ، والشيخ عبد الحليم وأخي أبي العباس الحريني ؟ ؟ ،
فما يذكر عندهم أحد من أهل الخرقة إلا ويذكرون محاسنه ويربونه عند الناس ، وهذا العهد بحمد الله تعالى من خلقي مع الأمراء الواردين علي فلا أكاد أفتر عن ذكر محاسن غيري من مشايخ العصر عندهم لأصرفهم عني إلى غيري ، وذلك لأني لا أقبل لهم هدية ولا أحب بحمد الله ترددهم إلي ، وأرى جميع ما معي من الأعمال لا يجئ حق طريق ذلك الأمير إذا جاءني مرة واحدة ، ولو ترددت إليه ألف مرة لا أرى أنني كافأته على تلك المرة .
وكان على ذلك سيدي علي الخواص رحمه الله تعالى كان إذا بلغه أن أحدا من الأمراء عازم على زيارته يذهب هو إليه قبل أن يأتي الأمير إليه .
وكان إذا ورد عليه أحد يطلب شفاعة عند أحد يقول له أنت من أي الحارات ؟
فيرسله إلى من يكون ساكنا في تلك الحارة من الفقراء ، ويقول ما نقدر نتعدى الأدب على الناس في حاراتهم ،
وإن رأى عند ذلك الرجل قلة اعتقاد فيمن يكون في حارته من الفقراء حسن اعتقاده فيه ويقول مقصودي أن أكون مقيما عند فلان من جملة
“ 484 “
جماعته لتحصل لي بركته ، فيرجع ذلك الرجل وهو معتقد في شيخ حارته ويملأ عينه منه .
فاسلك يا أخي على يد شيخ حتى يخرجك من حب الرياسة وتصير تحب الخفاء لنفسك والظهور لغيرك ، وهناك لا تصير تقدر تسمع غيبة في أحد من إخوانك ، وما دمت تحب الدنيا والظهور فمن لازمك محبة تنقيص إخوانك تصريحا وتعريضا فتكون ممقوتا بين العباد وتنصرم منك المشيخة
وكلما ترقع ثوبها تخرقت من موضع آخر : وسمعت أخي أفضل الدين رحمه الله يقول لفقير رآه إذا ركب يجعل جماعته يمشون معه كالصغير الذي في زفة طهوره ، كيف تحب الظهور في هذه الدار وإبليس نفسه اختار الخفاء فيها وقال لا أظهر في دار لعنني الله فيها فشئ زهد فيه إبليس وكرهه كيف تحبه أنت ، فقلت له : لنا مخالفة إبليس في كل شئ أحبه فإنه لا يحب إلا الشر ،
فقال صحيح ، ولكن ذكرت ذلك توبيخا مثل ما نوبخ المسلم بالخلق الحسن الذي نراه في الكافر وإن لم يتدين هو به كما إذا رأينا الرهبان يزهدون في الدنيا وشهواتها ، فنقول نحن أحق بذلك منهم كما قال عمر رضي الله تعالى عنه لمن رآه يأكل الطيبات منهم منهمكا عليها .
“ أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا “ . مع أنها وردت في أهل الكتاب فافهم .
وكان سيدي علي بن وفا يقول : يا مريد الله لا نحتفل بظهور شأنك احتفالا يؤدي إلى تفعلك واستجلاء ذكر الناس لك بذكر الكمالات ، فإنك إن رزقت ما طلبت لن تتمتع به إلا قليلا ، ثم الله أشد بأسا وأشد تنكيلا ، واسع في الخفاء جهدك حتى يقع الظهور لك قهرا عليك صدقة من الله عليك . “ وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا “ .
فاعلم ذلك واعمل عليه يذهب عنك الغل والحسد وسائر الأمراض الباطنة المتعلقة بالناس الحاملة لك على غيبتهم والحاملة على غيبتك ، والله يتولى هداك .
وروى الإمام أحمد بإسناد حسن مرفوعا : “ من ذب عن عرض أخيه في الغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار “ .
“ 485 “
وفي رواية للترمذي مرفوعا : “ من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة “ .
زاد في رواية : ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم “ وكان حقا علينا نصر المؤمنين “ .
وفي رواية لأبي داود وغيره مرفوعا : “من حمى مؤمنا من منافق آذاه بعث الله له ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم“.
وروى أبن أبي الدنيا مرفوعا : “ من نصر أخاه المسلم بالغيبة نصره الله تعالى في الدنيا والآخرة “ .
وروى أبو داود مرفوعا : ما من امرئ مسلم ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته “ . والله سبحانه وتعالى أعلم .
204 - ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم )
أن نواظب على الجوع حتى يكثر صمتنا عن الكلام فيما لم يأمرنا الله تعالى به ، فإن من لازم من شبع كثرة الكلام والأشر والبطر بخلاف الجيعان ، ومن شك في قولي هذا فليجرب بأن يجوع شخصا كثير الغناء وإنشاد القصائد على يومين لا يطعمه شيئا ، ويقول له غن لي شوية أو أنبسط أنا وإياك في الحكايات المضحكة فإنه لا يجيبه إلى ذلك أبدا ، فمن طلب الصمت مع الشبع فقد طلب ما هو كالمحال ،
وهذا أمر مشاهد وقد غلط فيه كثير من المتورعين بغير شيخ من الفقراء فترى أحدهم يشبع ويأكل كل ما يجده من الشهوات ، وربما كان من طعام الظلمة والمكاسين ويطلب الصمت وقلة الكلام وذلك لا يكون .
وقد رأيت مرة من جعل على نفسه كل ما يتكلم بغيبة نصفا للفقراء عقوبة لنفسه ومع ذلك فما قدر على رد نفسه وصار يخرج في كل غيبة نصفا حتى زهق وترك الغرامة وصار يستغيب ، ولو أنه ظفر بأحد من أهل الطريق لدله على الدهليز الذي يدخل منه قلة الكلام والغيبة وذلك هو الجوع الذي لا يخلى له حيلا ولا قوة للكلام الشرعي ، فضلا عن العرفي
“ 486 “
فضلا عن الحرام ، وقد عد الأشياخ الصمت من أركان الطريق وأنشدوا :
بيت الولاية قسمت أركانه * سادتنا فيه من الأبدال
ما بين صمت واعتزال دائما * والجوع والسهر النزيه العالي
فمن أخلى بواحدة من هذه الأربعة لا يتم له حالة في الطريق .
فعلم أن من يريد العمل بهذا العهد يحتاج ضرورة إلى شيخ يسلك به حتى يفطمه عن شدة الميل إلى الشهوات ، ويصير هو يقهر شهوته ويحكم عليها وهناك يقل كلامه ضرورة ويتكدر ممن يكثر عنده الكلام بغير فائدة .
فاسلك يا أخي على يد شيخ لتعمل بهذا العهد وإلا فمن لازمك الإخلال به ، والله يتولى هداك .
وقد صبحت من رجال الصمت جماعة منهم شيخنا شيخ الإسلام زكريا والشيخ علي الخواص والشيخ محمد بن عنان والشيخ محمد المنير رحمهم الله ، فكان وقتهم عندهم أعز من الكبريت الأحمر ، وكل من تسلسل معهم في الكلام زجروه ولم يستحيوا منه ويقولون له قم ضيعت علينا الزمان .
وسمعت شيخنا شيخ الإسلام المذكور يقول لقاض جاءه يسلم عليه ويهنئه بالشهر وزاد في الكلام : قم أنت رسول الشيطان إلينا ثم ضرب له بالجريدة على الأرض ، وقال : إن عدت تجئ على هذا الوجه أدبتك .
وقرأت عليه شرحه على رسالة القشيري كاملا فما أظن أنني سمعت منه كلمة لغو خالية عن علم أو أدب ، وقد صحبته عشرين سنة وأنشدني يوما :
أحفظ لسانك أيها الإنسان * لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه * كانت تهاب لقاءه الشجعان
وسمعته يحكي عن الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول : لا تتكلم بكلمة تنظر لها محلا مشروعا ، فإن الكلمة كالسهم إذ خرج من القوس ، وإذا خرجت الكلمة منك ملكتك ولم تملكها .
وسمعته رضي الله عنه يقول : حين قرأت عليه باب الصمت اعلم يا ولدي أن السلف الصالح ما ملكوا لسانهم إلا لكثرة الجوع ، وقد أخطأ هذا الطريق جماعة من الناس الذين
“ 487 “
لم يسلكوا الطريق على يد الفقراء ، وذلك أن الفقراء يدخلون إلى كل عمل من الطريقة الموصلة إليه وغيرهم لا يعرفون تلك الطريق ، فهم كمن يحفظ الدواء ولا يعرف ينزله على الداء ، فخذ يا ولدي الطريق عن أهلها فإني والله يا ولدي لما طلبت الطريق في مصر سافرت إلى سيدي محمد الغمري في المحلة الكبرى فتلقنت عليه الذكر وأقمت عنده أربعين يوما ، وحصل به خير عظيم ، فقلت له يا سيدي أما كان في مصر أحد يرشد الناس ؟
فقال نعم ، كان الشيخ مدين موجودا ولكن كانت طريقته مستورة لا تكاد تميزه عن أبناء الدنيا في المآكل والملابس وقلة الأعمال الظاهرة ، وأنا كنت صغيرا جاهلا بالطريق وما كان عندي شيخ إلا كثير الجوع والعبادة والتقشف ، وكان سيدي محمد على هذا القدم ، هذا لفظه لي رحمه الله فاعلم ذلك وادخل لباب الصمت من دهليزه ، والله يتولى هداك .
روى الإمام أحمد والترمذي والطبراني وابن حبان في صحيحه مرفوعا : “ عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان وعون ؟ ؟ لك على أمر دينك “ .
وروى ابن حبان في صحيحه مرفوعا : “ كان في صحف إبراهيم عليه السلام : وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه “ .
وروى الطبراني وغيره مرفوعا عن أبي سعيد الخدري قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أوصني ؟
فقال : “ اخزن لسانك إلا من خير فإنك بذلك تغلب الشيطان “ .
وروى الشيخان وغيرهما : عن أبي موسى قال : قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟
قال : من سلم المسلمين من لسانه ويده .
وفي رواية أخرى للشيخين مرفوعا : “ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " .
وروى الطبراني بإسناد صحيح : عن عبد الله بن مسعود قال : قلت يا رسول الله
“ 488 “
أي الأعمال أفضل ؟ قال الصلاة على ميقاتها : قلت ثم ماذا يا رسول الله ؟ قال أن يسلم الناس من لسانك .
وروى الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه : أن رجلا قال يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة ، فذكر الحديث إلى أن قال : فإن لم تستطع فكف لسانك إلا عن خير .
وروى الترمذي والبيهقي : أن رجلا قال : يا رسول الله ما النجاة؟
قال “ أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك “ .
وروى الطبراني مرفوعا وحسن إسناده : “ طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته .
وروى الطبراني والبيهقي مرفوعا : وحسن إسناده: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا ليغنم أو يسكت عن شر فيسلم“.
وروى الطبراني مرفوعا : “ من حفظ لسانه ستر الله عورته “ .
قلت : وذلك لأن ستر العورات غالبا لا يكون إلا بالصمت وكشفها لا يكون إلا بالكلام فلذلك جوزي صاحبه بشاكلة قوله. والله أعلم.
وفي رواية للطبراني مرفوعا : “ لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحزن من لسانه “ .
وروى الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل : وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم زاد في رواية للإمام أحمد : إنك لن تزال سالما ما سكت ، فإذا تكلمت كتب الله لك أو عليك .
وروى الترمذي وابن أبي الدنيا مرفوعا : “ إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تشكو تكفر اللسان ، تقول
“ 489 “
اتق الله فينا فإنما نحن بك ، فإن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا “ .
وروى الطبراني ورواته رواة الصحيح مرفوعا : “ أكثر خطايا ابن آدم في لسانه “ .
وروى مالك والبيهقي وغيرهما أن أبا بكر رضي الله عنه كان يجبذ لسانه ويقول : هذا الذي أوردني الموارد ، والأحاديث في ذلك كثيرة . والله تعالى أعلم .
205 - ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم )
أن نسعى في تحصيل مقام سلامة صدورنا من الغل والحسد وغير ذلك ، فإن من كان غير سليم الصدر محروم من الخيرات كلها .
وقد أخبرني سيدي علي النبتيتي البصير وكان كثير الاجتماع بالخضر عليه السلام أن شروط الاجتماع بالخضر ورؤيته ثلاثة :
أولها سلامة الصدر من كل سوء لأحد من هذه الأمة .
والثاني أن يكون على سنة ليس مرتكبا شيئا من البدع .
الثالث أن لا يخبأ دراهم ولا رزقا للغد ،
ومن لم تجتمع فيه هذه الثلاثة الشروط لا يجتمع بالخضر ولو كان على عبادة الثقلين ولو لم يكن في عدم سلامة الصدر إلا خسف الأرض ووقوع العذاب لكان فيه كفاية ،
قال الله تعالى : “ أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون “ .
فمن مكر بأحد من المسلمين أو نوى به سوءا في ساعة من ليل أو نهار فقد تعرض لخسف الأرض به .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ ناصح يزيل جميع رعوناته حتى تصفى نفسه ويلحق بعالم الخير من الملائكة فلا يصير يرى في أحد عيبا قياسا على نفسه هو ، فهو كالعنين الذي لم يعرف لذة الجماع قط ،
فلو قيل له إن فلانا اختلى بفلانة الأجنبية لا يظن فيه أن يفعل بها فاحشة أبدا ، بخلاف الشاب الأعزب أو الذي يحب الجماع ، فإنه يقيسه على نفسه هو ويقول أن سلم [ ما سلم .] من الفاحشة قياسا على نفسه هو لو كان اختلى بها .
“ 490 “
وقد حكى لي الشيخ عبد السلام الرماصي أن شخصا من البربرة المجاورين في جامع الأزهر سرقت حوائجه في الجامع فصار يتعجب ويقول اليهود والنصارى ما يدخلون الجامع والمسلمون ما يسرقون فمن أخذ حوائجي ؟
فقال له شخص الفار أخذهم فقال نعم هذا صحيح وذلك أن البربرة عندهم الأمانة فقاسوا جميع المسلمين على أنفسهم .
فعلم أن من لم يسلك على يد شيخ كما ذكرنا فمن لازمه التضمخ بأخلاق الشياطين التي هي كلها فساد .
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول : جميع الصفات البشرية مجموعة في كل ذات ، ففي الأكابر ما في الأصاغر وعكسه ، لكن المحاسن ظهرت في الأكابر وخفيت في الأصاغر ولذلك دعوا إلى الترقي ، والمساوي ظهرت في الأصاغر وخفيت في الأكابر ، ولذلك يجوز في حق الولي أن يقع في الكبائر ويجوز في حق الكافر أن يسلم .
وما خرج عن هذه القاعدة إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فإنهم محاسن صرف ليس فيهم شئ من المساوي .
وسمعت أخي أفضل الدين يقول : لا يصح من عبد سلامة الصدر إلا بعد تصفيته من استعمال شئ من المساوي ، وهناك يقول أن جليسه لا يقع في معصية ومتى جوز ولو غفلة وقوع أحد في معصية فمن لازمه عدم التطهر من تلك الصفة التي يجوز وقوع الغير فيها .
“ والله غالب على أمره “ والله غفور رحيم “ .
روى الترمذي وقال حديث حسن عن أنس قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ يا بني إن قدرت على أن تصبح وتمسي ليس في قلبك غش لأحد فافعل “ .
وروى الإمام أحمد بإسناد على شرط الشيخين والنسائي وأبو يعلى والبزار عن أنس قال : “ كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ذلك في ثاني يوم وثالث يوم ورابع يوم ، وذلك الرجل يطلع فتبعه عبد الله
يتبع
عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الخميس 7 يناير 2021 - 22:02 عدل 6 مرات
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع
العهود المحمدية من 201 إلى 209 في القسم الأول المأموريات .كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية الشيخ عبد الوهاب الشعراني :: تعاليق

العهود المحمدية من 201 إلى 209 في القسم الأول المأموريات .كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية الشيخ عبد الوهاب الشعراني
الشيخ عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني رضي الله تعالى عنه
العهود المحمدية من 201 إلى 209 في القسم الأول المأموريات
ابن عمر وأخبره بقول النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال ما هو إلا أني إذا انقلبت
على فراشي في الليل ذكرت الله وكبرته حتى صلاة الفجر غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه ، فقال له عبد الله هذه التي بلغت بها .
وفي رواية أنه قال : إذا أتيت مضجعي اضطجعت وليس في قلبي غمر لأحد والغمر هو الحقد، والحديثان بالمعنى مختصر.
وروى ابن ماجة بإسناد صحيح والبيهقي وغيرهما : قال عبد الله بن عمر : قيل يا رسول الله أي الناس أفضل ؟
قال كل مخموم القلب صدوق اللسان ، قالوا صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال هو التقى النقي لا إثم فيه ولا بغي ، ولا غل ، ولا حسد .
وروى ابن أي الدنيا مرسلا : “ إن بدلاء أمتي لا يدخلون الجنة بكثرة صلاة ولا صوم ولا صدقة ، ولكن دخلوها برحمة الله ، وسخاوة النفوس ، وسلامة الصدور “ .
وروى الإمام أحمد والبيهقي مرفوعا : “ قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليما “ ، والله سبحانه تعالى أعلم .
206 - ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم )
أن نتواضع لإخواننا المسلمين بمعنى أننا نرى نفسنا دونهم في المقام ، لا أنا نرى لنا مقاما فوقهم ونتنازل لهم عنه كما هو ظاهر لفظ التواضع .
وهذا العهد يحتاج من يريد العمل به إلى شيخ قطعا ، وقد تحققنا به بحمد الله تعالى
على يد سيدي علي الخواص فلست أرى لي مقاما على أحد من المسلمين ولو بلغ في الفسق ما بلغ ، فالحمد لله رب العالمين .
وهذا العهد قد صارت به كتاب عهود المشايخ المسمى بالبحر المورود في المواثيق والعهود ، وذكرت فيه علامات من تحقق بهذا العهد حتى يسلم له دعوى التواضع ، فإن
“ 492 “
الإنسان ربما يقول بلسانه نحن من أقل الناس نحن تراب ، وإذا احتقره إنسان أو نقصه تضيق عليه الدنيا بما رحبت ، فأين قوله نحن من أقل الناس ؟ ولو أنه كان صادقا لرأى أن جميع ما نقصه المنقوصون دون ما يعرفه هو من صفات نفسه الخبيثة .
وقد عثرت من رجال التواضع الخلقي بجماعة في مصر المحروسة وصحبتهم ، وانتفعت بصحبتهم ، منهم شيخ الإسلام الشيخ نور الدين والطرابلسي والحنفي والشيخ شهاب الدين بن الشلبي المفتي الحنفي ، والشيخ ناصر الدين الطبلاوي والشافعي ، والشيخ ناصر الدين اللقاني المالكي ، وشيخ الإسلام الشيخ شهاب الدين بن النجار الحنبلي ، والشيخ نور الدين الطندتائي الشافعي ، والشيخ شهاب الدين الرملي فهؤلاء هم الذين أطلعني الله تعالى على تواضعهم الخلقي الذي لا تفعل فيه . والفرق بين التواضعين أن التواضع الخلقي يرى صاحبه نفسه دون الناس حتى إنك لو أردت أن ترفعه عليك لا يرتفع عند نفسه أبدا .
وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ نور الدين الطندتائي بالتواضع في واقعة رأيتها ، وذلك أني رأيته قريبا في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدما على مشايخه ، فقال شخص يا رسول الله ما سبب قرب هذا منك ولم يكن أكثرهم علما ولا صلاة عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم قربه مني تواضعه .
وأما المتصوفة بمصر فما رأيت منهم أكثر تواضعا من الشيخ إبراهيم الذاكر رضي الله عنه المقيم بالجاولية بالقرب من جامع ابن طولون .
وقد كان الإمام أبو قاسم الجنيد يقول : لا يبلغ أحد درجة المتواضعين من أكابر العارفين حتى يرى أن نفسه ليست بأهل أن تنالها رحمة الله ، وإنما رحمة الله له محض امتنان . “ والله غفور رحيم “ .
روى مسلم وأبو داود وابن ماجة مرفوعا : إن الله تعالى أوحى إلي أن توضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا ينبغي أحد على أحد .
وروى مسلم والترمذي مرفوعا : “ ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد إلا رفعه الله “ .
“ 493 “
وروى الطبراني : “ طوبى لمن تواضع في غير منقصة ، وذل في نفسه من غير مسألة “ .
وروى الترمذي والنسائي وغيرهما مرفوعا : “ من مات وهو برئ من الكبر والعلو والدين دخل الجنة “ .
قال الحافظ وقد ضبط بعض الحفاظ الكبر بالنون والراء وليس بمشهور : وروى الطبراني مرفوعا : “ من تواضع لأخيه المسلم رفعه الله ، ومن ارتفع عليه وضعه الله “ .
وفي رواية : من تواضع تعظيما يحفظه الله ، ومن تواضع خشية يرفعه الله .
والله تعالى أعلم .
207 - ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم )
أن نصدق مع الله تعالى ومع إخواننا المسلمين في أقوالنا وأفعالنا ودعاوينا وإن كان صدقنا كالكذب بالنسبة لمقام غيرنا من الأولياء والصالحين .
وقد أجمع الأشياخ على أن الصدق كالسيف ما وضع على شئ إلا أثر فيه ، فعلم أنه يسوغ لنا أن نقول نحن نحب الله ورسوله والمسلمين أجمعين على قدر ما أعطانا الله تعالى ، خلافا لما نقله الغزالي عن بعضهم من قوله : إذا قيل لك تحب الله أو تخاف الله فاسكت لأنك إن قلت نعم كذبت ، فإن أفعالك ليست أفعال المحبين ولا الخائفين ، وإن قلت لا أحب الله ولا أخافه كفرت والأولى ما ذكرناه .
فكل إنسان من المسلمين له نصيب في كل مقام من الخوف والرجاء والتقوى والزهد والورع وغير ذلك على قدر ما أعطاه الله تعالى ، ولكن إذا نظر الإنسان إلى مقام من فوقه قضى بأنه ما ذاق ذلك المقام أصلا بالنسبة إلى من فوقه . فإذا قيل لك أتخاف الله ؟ فقل نعم على قدر ما وضعه الله عندي من الخوف ، وإذا قيل لك أتحب الله ؟ فقل نعم ، على قدر ما وضعه عندي من المحبة له ، وإذا قيل لك هل أنت ورع أو زاهد في الدنيا ؟ فقل نعم
على قدر ما وضعه الله عندي من ذلك وهكذا فاعلم ذلك فإنه نفيس .
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول : مما عدوه من الكذب الملحق بالصدق
“ 494 “
كذب الإنسان على زوجته بأنه يحبها أكثر من ضرتها وللكذب في الصلح بين الناس كقوله إن فلانا يحبك مع علمه بأنه يبغضه ، وهذا داخل في معنى الحديث من قوله : وتقارب بينهم إذا تباعدوا .
وفي الحديث : ليس بالكاذب من يصلح بين الناس فيقول خيرا أو ينمي خيرا .
فإن قيل : فما معنى قوله تعالى : “ ليسأل الصادقين عن صدقهم “ .
فإن الله تعالى سماه صدقا فكيف يسأل عنه ؟
فالجواب أن المراد بهذه الآية الغيبة والنميمة ونحوهما إذا نقل العبد الكلام كما سمعه من غير زيادة منه وذكر أخاه المسلم بما فيه من السوء . فهذا ، وإن كان صدقا ، فيسأل عنه ويؤاخذ به ، فما كل صدق حق إذ الصدق ما وقع والحق ما وجب فعله .
ومعلوم أن الغيبة والنميمة وأن كانتا صدقا لا يجوز فعلهما ، إذ ما كل صدق يجوز فعله وذكره بخلاف الحق فافهم .
واختلفوا فيمن سئل عن شئ يلزم منه أذى لمسلم ، كما إذا قال لنا ظالم أين فلان يعني
حتى يظلمه بأخذ مال أو ضرب ونحوهما هل يصدق أو يقول لا أعلم طريقه ، ويوري عن ذلك . فقال : بكل منهما قوم ، والمختار جواز الكذب بل وجوبه .
وقد وقع للشيخ شهاب الدين بن الأقيطيع البرلسي رضي الله عنه أنه كان ينسج ، فدخل
عليه شخص من قطاع الطريق وجماعة الوالي وراءه يطلبونه ، فقال للشيخ خبيني فقال ادخل تحت رجلي ، فنزل فجاء جماعة الوالي للشيخ [ فقالوا.] هل رأيت فلانا ؟
فقال نعم ، فقالوا أين هو ؟
فقال تحت رجلي فضحكوا وتركوه ، وقال لقاطع الطريق : [ الصدق . ] ينجي .
قلت : ولعل هذا خاص بمن له تصريف ، وأما من ليس له من تصريف فليس له ذلك
لئلا يضر الظلمة بأحد لأجل كلامه فيصير إثم ذلك عليه .
وسمعت سيدي عليا الخواص رضي الله عنه يقول : من كشف الله تعالى عن بصيرته
رأى جماعة الولاة الذين يعاقبون الناس كالزبانية الذين يسحبون الناس في الآخرة إلى النار ،
“ 495 “
وكما لا ينسب أحد الظلم إلى الزبانية ويحط عليهم فكذلك زبانية الولاة في الدنيا وإن ذموا شرعا ، هذا نظر أهل الله تعالى ، فلولا أن الله عز وجل ذم زبانية الدنيا لم يسع أحد من أهل الله أن يذمهم ، فاعلم ذلك . والله تعالى أعلم .
وفي الباب حديث توبة الله تعالى على توبة الله تعالى على كعب بن مالك وصاحبيه الذي رواه الشيخان وغيرهما وقوله فيه لما اعتذر إليه غيره وقبل النبي صلى الله عليه وسلم عذره : والله يا رسول الله ما كان لي من عذر ، ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك الحديث .
روى الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي مرفوعا : “ اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم “ .
وفي رواية لأبي يعلي والحاكم مرفوعا : “ تقبلوا لي ستا أتقبل لكم الجنة : إذا حدث أحدكم فلا يكذب “ .
وروى الترمذي وقال حسن صحيح مرفوعا : “ دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة ، والكذب ريبة “ .
وروى ابن أبي الدنيا وغيره مرفوعا : “ تحروا الصدق ، فإن رأيتم إن الهلكة فيه فإنه فيه النجاة “ .
وفي حديث الشيخين وغيرهما مرفوعا : “ عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، والبر إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا “ .
وفي رواية للإمام أحمد مرفوعا : “ إذا صدق العبد بر ، وإذا بر أمن ، وإذا أمن دخل الجنة “ . والله تعالى أعلم
208 - ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم )
أن نميط الأذى عن طريق المسلمين المحسوسة والمعنوية . فالأولى معروفة ، والثانية هي إزالة الشبه التي تعرض
“ 496 “
في عقائدهم فنميط الأذى عنها بما أطلعنا الله تعالى عليه من طريق كشفنا للحقائق ، فيكتب لنا إن شاء الله نظير الثواب الذي ورد لمن أماط الأذى المحسوس كالحجر والشوك .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ لا أحد عنده أعلى منه معرفة بالله عز وجل ليزيل الشبهة العارضة في عقائد أهل الأفكار من أكابر العلماء ، فضلا عن غيرهم .
وقد وضعت في ذلك ميزانا نحو كراسة ، أزلت بها غالب الإشكالات التي في مذاهب الفرق الإسلامية ، كالجبرية والمعتزلة .
ووضعت ميزانا أخرى تزيل الشبه التي تعرض للعبد في طريق المعرفة بالله تعالى حاصلها أن الله تعالى لم يكلف عبدا بأن يعرف الله تعالى كما يعرف الله نفسه أبدا ، وإن الله تعالى بنفسه علما اختص به لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل ، لأنهم لو علموه لساووه في العلم ، ولا قائل بذلك من جميع الملل فضلا عن دين الإسلام ، وذلك أنه تعالى لا يتحد مع عباده في حد ولا حقيقة ولا فصل ولا جنس .
فرد يا أخي جميع ما ورد في الآيات والأخبار من التنزيه إلى مرتبة علمه بنفسه ، ورد جميع ما ورد في الآيات والأخبار من الصفات التي ظاهرها التشبيه إلى مرتبة علم خلقه تعالى به ، فما أحوج الناس إلى التأويل إلا ظنهم بأن الله تعالى كلفهم بتعقل مرتبة التنزيه التي لا يتعقلونها ، وإلا فلو علموا أنها خاصة به تعالى ما أولوا شيئا وكان يكفيهم الإيمان بأنه “ ليس كمثله شئ “ .
فاعلم أن من رحمه الله تعالى بخلقه أنه تنزل لعقول خلقه بإضافة الصفات التي فيها رائحة التشبيه إليه ليأخذوا منها المعاني ، ثم تذهب تلك الصفات التي كادوا أن يكيفوها بعقولهم كأنها حق ويبقى معهم العلم بالتنزيه الذي هو الأصل ،
وإنما قلنا التي فيها رائحة التشبيه لأن التشبيه لا يلحق الحق تعالى أبدا كما لا يلحقه التكييف ، وذلك لأن التكييف لا يصح إلا و وقف التجلي الإلهي للعقول والقلوب أكثر من التنزيه وذلك محال ، فجميع التجليات الإلهية كلمحة بارق ولا تقف للرائي حتى يكفيها ثم بتقدير وجود التكييف لأهل العقول
“ 497 “
فلا بد من جهلهم بالله تعالى ، لأن تجليه دائما أبدا الآبدين ودهر الداهرين، فإن قدر أن الإنسان عرف ما مضى فلا يعرف ما يأتي.
وأجمع العارفون أن الحق تعالى لا يتكرر له تجل في صفة أبدا .
وأجمعوا على أنه تعالى خالق لجميع الوجود الكوني علوا وسفلا ، وأنه تعالى خالق غير مخلوق ، ومن كان خالقا غير مخلوق ولا يعرف ، ومن شك في قولي هذا فليتعقل لنا شئ بعقله لم يخلقه الله تعالى لا محسوسا ولا معنويا مما تصوره القوة المصورة ، فإنه لا يقدر أبدا فكيف يصور الله تعالى ، فللحق تعالى أن يرد على أهل العقول جميع المعارف التي اكتسبوها بعقولهم ، ويقول لهم ما أحد منكم عرفني حق معرفتي .
وسمعت سيدي عليا الخواص رضي الله تعالى عنه يقول : من طلب معرفة الله تعالى من طريق الفكر دون الكشف فمن لازمه الشبه ولا يخرج عن ذلك إلا بالكشف .
وسمعت أخي أفضل الدين رضي الله تعالى يقول : إنما أدخل إبليس على المتكلمين التأويل ليحرمهم ثواب كمال الإيمان بالغيب ، وذلك لأن الله تعالى ما كلفهم إلا أن يؤمنوا بعين ما نزل لا بما أولوه بعقولهم ، قال تعالى : “ آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه “ وقال تعالى “ آمنوا بما نزلنا “ .
وقد بسطنا الكلام على ذلك في كتاب فصوص اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر ، وهو مجلد ضخم فراجعه ترى شيئا لم تجده في كتاب أحد من المتكلمين ، ولله الحمد .
وليس هذا من باب الدعوى وإنما هو حق ، وإيضاحه أن كل كلام خلقه الله ليس له مثل حقيقة من كل وجه إذ حقيقة المثلية أن لا يزيد أحد الكلامين على الآخر حرفا ولا معنى ، فلا بد من زيادة أحدهما أو نقصه عن الأخر فالمثلية موجودة في الذهن غير موجودة في نفس الأمر لمن عرف ما الأمر عليه ، فكل كلام ذكره الإنسان يصح أن يقول فيه : هذا كلام لم يسبقنا إليه أحد ، فافهم . والله تعالى أعلم .
روى الشيخان وغيرهما مرفوعا : “ الإيمان بضع وستون أو سبعون شعبة أدناها إماطة الأذى عن الطريق ، وأرفعها قول لا إله إلا الله “ .
قال الحافظ : يقال أماط الشئ عن الطرق إذا نحاه عنها وأزاله منها .
“ 498 “
قال والمراد بالأذى كل ما يؤذي المار كالحجر والشوك والعظم والنجاسة ونحو ذلك .
وروى مسلم وابن ماجة عن أبي بردة قال : قلت يا رسول الله علمني شيئا أنتفع به . قال : اعزل الأذى عن طريق المسلمين .
وروى الشيخان في حديث طويل : وتميط الأذى عن الطريق صدقة .
وفي رواية لابن خزيمة في صحيحه مرفوعا : ( أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وإنحاؤك القذر عن الطريق صدقة ) الحديث .
وفي رواية لابن حبان في صحيحه والبيهقي : وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن طريق الناس صدقة .
وروى الطبراني والبخاري في كتاب الأدب المفرد عن معاوية قال كنت مع معقل ابن يسار في بعض الطرقات ، فمررنا بأذى فأماطه أو نحاه عن الطريق ، فرأيت مثله فأخذته فنحيته فأخذ بيدي ، وقال يا أخي ما حملك على ما صنعت ؟
قلت يا عم رأيتك صنعت شيئا فصنعت مثله ، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : “ من أماط أذى من طريق المسلمين كتبت له حسنة ، ومن تقبلت منه حسنة دخل الجنة “ .
وفي رواية للطبراني : ومن كانت له حسنة دخل الجنة .
قلت : وفي هذا الحديث بشارة عظيمة فإن ساحة كرم الله تعالى تتعاظم أن لا تقبل من مسلم حسنة واحدة ، فالحمد لله رب العالمين .
وروى الشيخان مرفوعا : بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك فأخره فشكر الله تعالى له ذلك فغفر الله له .
وفي رواية لمسلم : لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها عن ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين .
“ 499 “
وفي رواية لأبي داود مرفوعا : مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطرق فقال والله لأنحين هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة .
وفي رواية لأبي داود مرفوعا : نزع رجل ، لم يعمل خيرا قط ، غصن شوك عن الطريق .
إما قال الراوي : كان في شجرة فقطعه ، وإما كان موضوعا فأماطه عن الطريق فشكر الله ذلك له فأدخل الجنة .
وروى الإمام أحمد وأبو يعلي بإسناد لا بأس به في المتابعات ،
عن أنس بن مالك قال : كانت شجرة تؤذي الناس فأتاها رجل فعزلها عن طريق الناس ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : فلقد رأبته يتقلب في ظلها في الجنة . والله تعالى أعلم .
قلت : وينبغي للحجاج أن يتقدموا ويزيلوا ما في طريق الحاج من شوك أم غيلان في نحو وادي الخروبة والعقيق وبساتين القاضي ، فإن غالب الأحمال تعلق بتلك الأشجار فإن العرب يقطعون الفرع ويتركون شيئا منه كالأضلاع خارجا ، فربما كان المحمل لعجوز ضعيفة فيعلقها في الليل ويرميها يكسرها وقد تعلقت محفة الشيخ عبد الله الغمري ليلا في فرع من الخروبة لما حج سنة سبع وأربعين فاشترى له فأسا من مكة وعزم على قطعها إذا رجع فأدركته المنية في منزل بدر فمات رضي الله عنه ، والله تعالى يثيب العبد بالنية . والله تعالى أعلم .
209 - ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم )
أن نقتل الوزغ والحية والعقرب وكل شئ يؤذي المسلمين بطريقه الشرعي ، حتى إبرة العجوز التي تشق الجلد وتدخل فيه ، وأما الحيات ففيها تفصيل سيأتي في الأحاديث بشرطه .
وقد بلغنا عن وهب بن منبه أن سئل عن الوزغ ما شأنه حتى يقتل ؟
فقال لما فيه من السم ، يدل له أنك إذا قطعت ذنبها تصير ساعة تضطرب وأيضا فإنها كانت تنفخ نار النمرود على إبراهيم الخليل عليه السلام فقيل لها ، وماذا تغني نفختك مع ضعفها فقالت أعرف أن نفختي ضعيفة ،
وإنما فعلت ذلك إظهارا للشماتة بإبراهيم حيث كسر آلهتنا ، هكذا
“ 500 “
رأيته منقولا في بعض الكتب ، وسيأتي في رواية ابن حبان في صحيحه والنسائي ما يشهد لتلك المسألة بغير هذا اللفظ . والله تعالى أعلم .
وأدلك يا أخي على فائدة عظيمة : إذا قرصتك عقرب فادهن دائر مخرج الغائط بالزيت الطيب ، فإن الحرقان يبرد في الحال ، وقد جربنا ذلك مرارا ، وإذا لسعتك حية أو ثعبان ولم تجد دواء طاهرا فخذ من غائطك أو غائط غيرك مقدار مثقالين وادفعه بالماء سواء كان جافا أو رطبا ، فإن السم يجتمع من سائر البدن ويخرج قرصا واحدا بالقئ ، وقد جربنا ذلك أيضا وهو من أسرع ما وجدناه للبرء . والله تعالى أعلم .
روى مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة مرفوعا : “ من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة ، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة دون الحسنة الأولى ، ومن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة دون الثانية “ .
وفي رواية لمسلم: “ومن قتل وزغا في أول ضربة كتب الله له مائة حسنة ، وفي الثانية دون ذلك ، وفي الثالثة دون ذلك“.
وفي رواية لمسلم وأبي داود قال : “ في أول ضربة سبعين حسنة “ .
وروى ابن حبان في صحيحه والنسائي : أن عائشة رضي الله عنها كان عندها رمح موضوع في البيت تقتل به الوزغ وتقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم لما ألقى في النار لم تكن دابة في الأرض إلا أطفأت النار عنه غير الوزغ فإنه كان ينفخ عليه ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله .
قال الحافظ والوزغ هو الكبار من سام أبرص .
وروى البخاري عن أم شريك قالت : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الأوزاغ قال : وكان ينفخ النار على إبراهيم .
وروى الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه :
“ 501 “
“ من قتل حية فله سبع حسنات ، ومن قتل وزغا فله حسنة “ .
وروى الإمام أحمد وأبو يعلي والطبراني مرفوعا : “ من قتل حية فكأنما قتل مشركا قد حل دمه “ .
وفي رواية للبزار : من قتل حية أو عقربا الحديث .
وروى أبو داود وابن حبان في صحيحه مرفوعا : “ ما سالمناهن منذ حاربناهن يعني الحيات ومن ترك قتل شئ منهن خيفة فليس منا “ .
قال الحافظ ويروي عن ابن عباس : الحيات مسخ الجن كما مسخت القردة من بني إسرائيل .
وروى أبو داود والترمذي والنسائي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن حيات البيوت فقال : “ إذا رأيتم منهن شيئا في مساكنكم فقولوا : أنشدكم العهد الذي أخذ عليكم نوح، أنشدكم العهد الذي أخذ عليكم سليمان، أن لا تؤذونا فإن عدن فاقتلوهن “.
وكان ابن عمر يقتل الحيات كلهن حتى حدثه أبو لبابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل حيات البيوت فأمسك رواه مسلم وغيره .
وروى مالك ومسلم وأبو داود أن شخصا قتل حية وجدها على فراشه ، فمات لوقته فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله ادع الله أن يحييه لنا فقال : استغفروا لصاحبكم ،
ثم قال : إن بالمدينة جنا قد أسلموا ، فإذا رأيتم منها شيئا فأذنوه ثلاثة أيام ، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنه شيطان كافر ثم قال لهم اذهبوا فادفنوا صاحبكم .
وفي رواية لهم إن لهذه البيوت عوامر ، فإذا رأيتم منها شيئا فحرجوا عليها ثلاثا فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر ، ثم قال لهم اذهبوا فادفنوا صاحبكم .
“ 502 “
وفي الحيات نوع أبتر إذا نظرت إليه الحامل ألقت ما في بطنها ، قاله النضر بن شميل وأطال الحافظ المنذري في ذكر مذاهب العلماء في قتل الحيات المتعلقة في البيوت وفي تركها فراجعها .
وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا : أن نملة قرصت نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت ، فأوحى الله تعالى إليه أنه قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح الله تعالى . زاد في رواية : فهلا نملة واحدة .
قال الحافظ وقد جاء في حديث آخر أن هذا النبي هو عزيز عليه الصلاة والسلام ، قال وقوله فهلا نملة واحدة دليل على أن التحريق كان جائزا في شريعتهم ، وفي الحديث تنبيه على أن المنكر إذا وقع في بلد من أفراد الناس فلا يأمن أن ينزل عليه العقاب العام . والله تعالى أعلم .
.
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع

» العهود المحمدية من 47 إلى 59 في القسم الأول المأموريات .كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود المحمدية من 60 إلى 68 في القسم الأول المأموريات .كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود المحمدية من 69 إلى 74 في القسم الأول المأموريات .كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود المحمدية من 75 إلى 88 في القسم الأول المأموريات .كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود المحمدية من 89 إلى 102 في القسم الأول المأموريات .كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود المحمدية من 60 إلى 68 في القسم الأول المأموريات .كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود المحمدية من 69 إلى 74 في القسم الأول المأموريات .كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود المحمدية من 75 إلى 88 في القسم الأول المأموريات .كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود المحمدية من 89 إلى 102 في القسم الأول المأموريات .كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية الشيخ عبد الوهاب الشعراني
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» مطلب في غذاء الجسم وقت الخلوة وتفصيله .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان في مجيء رسول سلطان الروم قيصر إلى حضرة سيدنا عمر رضي الله عنه ورؤية كراماته ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» مطلب في كيفية انسلاخ الروح والتحاقه بالملأ الأعلى .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب الذكر في الخلوة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الرياضة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الزهد والتوكل .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في وجوب طلب العلم ومطلب في الورع .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب العزلة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان قصة الأسد والوحوش و الأرنب في السعي والتوكل والجبر والاختيار ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» مطلب إذا أردت الدخول إلى حضرة الحق .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في بيان أن الدنيا سجن الملك لا داره .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الاستهلاك في الحق .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في السفر .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب ما يتعيّن علينا في معرفة أمهات المواطن ومطلب في المواطن الست .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في بيان أن الطرق شتى وطريق الحق مفرد .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في السلوك إلى اللّه .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في كيفية السلوك إلى ربّ العزّة تعالى .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في المتن .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» موقع فنجال اخبار تقنية وشروحات تقنية وافضل التقنيات الحديثه والمبتكره
» فصل في وصية للشّارح ووصية إياك والتأويل فإنه دهليز الإلحاد .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان حكاية سلطان يهودي آخر وسعيه لخراب دين سيدنا عيسى وإهلاك قومه ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» فهرس الموضوعات .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والستون في ذكر شيء من البدايات والنهايات وصحتها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» حكاية سلطان اليهود الذي قتل النصارى واهلكهم لاجل تعصبه ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الثاني والستون في شرح كلمات مشيرة إلى بعض الأحوال في اصطلاح الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والستون في ذكر الأحوال وشرحها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مقدمة الشارح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الستون في ذكر إشارات المشايخ في المقامات على الترتيب قولهم في التوبة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والخمسون في الإشارات إلى المقامات على الاختصار والإيجار .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» حكاية ذلك الرجل البقال والطوطي (الببغاء) واراقة الطوطی الدهن في الدكان ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الثامن والخمسون في شرح الحال والمقام والفرق بينهما .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والخمسون في معرفة الخواطر وتفصيلها وتمييزها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» عشق السلطان لجارية وشرائه لها ومرضها وتدبير السلطان لها ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب السادس والخمسون في معرفة الإنسان نفسه ومكاشفات الصوفية من ذلك .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والخمسون في آداب الصحبة والأخوة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الرابع والخمسون في أدب حقوق الصحبة والأخوة في اللّه تعالى .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والخمسون في حقيقة الصحبة وما فيها من الخير والشر .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثاني والخمسون في آداب الشيخ وما يعتمده مع الأصحاب والتلامذة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والخمسون في آداب المريد مع الشيخ .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخمسون في ذكر العمل في جميع النهار وتوزيع الأوقات .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والأربعون في استقبال النهار والأدب فيه والعمل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» فهرس الموضوعات بالصفحات موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د. رفيق العجم
» فهرس المفردات وجذورها موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د. رفيق العجم
» فهرس معجم مصطلحات الصوفية د. عبدالمنعم الحنفي
» مصطلحات حرف الياء .معجم مصطلحات الصوفية د.عبدالمنعم الحنفي
» مصطلحات حرف الهاء .معجم مصطلحات الصوفية د.عبدالمنعم الحنفي
» فهرس المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الثالث .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثامن والأربعون في تقسيم قيام الليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والأربعون في أدب الانتباه من النوم والعمل بالليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الصاد .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الشين .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب السادس والأربعون في ذكر الأسباب المعينة على قيام الليل وأدب النوم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والأربعون في ذكر فضل قيام الليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف السين .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الراء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الدال .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الرابع والأربعون في ذكر أدبهم في اللباس ونياتهم ومقاصدهم فيه .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والأربعون في آداب الأكل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثاني والأربعون في ذكر الطعام وما فيه من المصلحة والمفسدة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والأربعون في آداب الصوم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الخاء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الحاء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الأربعون في اختلاف أحوال الصوفية بالصوم والإفطار .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والثلاثون في فضل الصوم وحسن أثره .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» القصائد من 81 إلى 90 الأبيات 1038 إلى 1158 .مختارات من ديوان شمس الدين التبريزي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي
» مصطلحات حرف الجيم .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثامن والثلاثون في ذكر آداب الصلاة وأسرارها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والثلاثون في وصف صلاة أهل القرب .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» القصائد من 71 إلى 80 الأبيات 914 إلى 1037 .مختارات من ديوان شمس الدين التبريزي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي
» مصطلحات حرف التاء الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف التاء الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب السادس والثلاثون في فضيلة الصلاة وكبر شأنها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والثلاثون في آداب أهل الخصوص والصوفية في الوضوء وآداب الصوفية بعد القيام بمعرفة الأحكام .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الباء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف العين الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف العين الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الرابع والثلاثون في آداب الوضوء وأسراره .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والثلاثون في آداب الطهارة ومقدماتها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف القاف .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثاني والثلاثون في آداب الحضرة الإلهية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والثلاثون في ذكر الأدب ومكانه من التصوف .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الميم الجزء الثالث .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الميم الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثلاثون في تفصيل أخلاق الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والعشرون في أخلاق الصوفية وشرح الخلق .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الميم الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثامن والعشرون في كيفية الدخول في الأربعينية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والعشرون في ذكر فتوح الأربعينية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الطاء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والعشرون في القول في السماع تأدبا واعتناء .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الزاي .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الرابع والعشرون في القول في السماع ترفعا واستغناء .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والعشرون في القول في السماع ردا وإنكارا .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الذال .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم