المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
النص العشرون .كتاب مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام العارف بالله صدر الدين القونوي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: أبو المعالي صدر الدين محمد ابن اسحاق القونوي :: مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح كتاب النصوص في تحقيق الطور المخصوص
صفحة 1 من اصل 1
26122020

النص العشرون .كتاب مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام العارف بالله صدر الدين القونوي
النص العشرون .كتاب مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام العارف بالله صدر الدين القونوي
شرح الشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي الحنفي الفقيه الصوفي المتوفي سنة 835 ه
ولما وجب عند انتشاء بعض المراتب عن البعض أن يكون بين السابق واللاحق مناسبة توجب اتصال اللاحق بالسابق ،
قال رضي اللّه عنه : [ فصل في وصل ] أي : وصل بعض الأسماء بالبعض بحيث ينتشي البعض من البعض ، ويترتب عليه .
قال قدس سره : [ وأما سر المناسبات ، فهو من حيث الاشتراك في الأمر القاضي برفع أحكام المغايرة من الوجه المثبت للمناسبة ] .
أي : سبب وقوع المناسبة والروح القائم
“ 177 “
بها أي : المناسبة ، فهو أن المناسبة إنما نشأت من مكان الاشتراك بين المتناسبين في أمر يوجد فيما يقضي برفع المغايرة بينهما من هذا الوجه ، وإن ثبتت المغايرة بوجه آخر حتى صار هذا مرتبا عليه ولا خفاء به . وتلك المناسبة إما ذاتية أو مرتبية ، والذاتية إما بين الحق والإنسان ، أو بين بعض أفراد الإنسان مع بعض الآخر منه ، وأما المرتبية ففيما بين أفراد الإنسان فقط .
قال الشيخ في مقام بيان المناسبة الذاتية : [ وأولها وأعلاها ، المناسبة الذاتية ، فالمناسبة الذاتية بين الحق والإنسان الذي هو العين المقصودة تثبت من وجهين : أحدهما من جهة ضعف تأثير مرآتيته في التجلي المتعين لديه بحيث لا يكسبه وصفا قادحا في تقديسه سوى قيد التعين ، غير القادح في عظمة الحق وجلاله ووحدانيته ، وخلوه عن أكثر أحكام الإمكان ، وخواص الوسائط ، وتفاوت درجات المقربين والأفراد عند الحق هو من هذا الوجه ] .
أي : وأول المناسبات لتعلقها بأول التعينات ، أي بأول المظاهر فضلا وأعلاها ؛ لكونها بين أعلى التعينات وأعلى المظاهر ، أو بين أفراده هي المناسبة الذاتية التي بين الحق والإنسان أو بين أفراد الإنسان الكامل بعضها مع بعض ، فالمناسبة الذاتية بين الحق والإنسان ، خصت بالاعتبار دون سائر المظاهر ، لكونها العين المقصودة للحق بالذات .
فالمناسبة الذاتية فيها أظهر وأكثر ، وهذه المناسبة من وجهين على سبيل منع الخلو ، أحدهما عدمي نشأ من جهة ضعف تأثير مرآتية الشيء بعينه الثابتة في تجلي الحق المتعين ذلك التجلي عند الوصول إلى هذه المرآة ؛ لأنها إذا ضعف تأثيرها فيما ظهر ، وانتقش فيها ، لا تكسبه وصفا قادحا في تقدسيه ، فيبقى مناسبا للحق الذي تجلى فيه ، إلا أن التقديس لا يمكن أن يبقى على تمامه ، إذ لا بدّ من قيد تعين الغير فيما ظهر من مرآتيه ، وهذا القدح قادح في عظمة الحق وجلاله ووحدانيته .
أما قدحه في العظمة ؛ فلأنه ظل فلا يساوى ذا الظل ، وأما في الجلال ، فلأنه يقتضي الإحاطة العلية بهذا الظل الظاهر والجلال يمنعه ، وأما في الواحديّة ، فلأن تعين الغير يوجب الاثنينيّة ، وإنما اعتبر الضعف ولم يجعله صرف العدم لأجل وجوب التأثير بوجه .
وأيضا تنشأ هذه المناسبة العدمية من جهة خلو مراتبه عن أحكام الإمكان المكثر فيها أحكام الوجوب ، وذلك لخلوه عن خواص الوسائط ، لغاية قربه من الحق فإذا كثرت
“ 178 “
أحكام الوجوب ثبتت المناسبة الذاتية .
ثم قال رضي اللّه عنه : [ وتفاوت درجات المقربين أي : من الأقطاب والأفراد عند الحق هو من هذا الوجه ] .
فمن كان تأثير مرآته أضعف ، وكان عن أحكام الإمكان أخلا ، فهذا أقرب ، ومن كان بالعكس ، فهو دونه في القرب .
قال الشيخ رضي اللّه عنه : [ وأما المناسبة مع الحق من الآخر ، فهو بحسب حظ العبد من صورة الحضرة الإلهية ، وذلكم الحظ يتفاوت بحسب تفاوت الجمعية فيه ، فتضعف المناسبة وتقوى بحسب ضيق ، فلك جمعية ذلك الإنسان من حيث قابليته وسعتها ، فتنقص الحظوظ لذلك ، وتنوافر تارة لذلك ] .
أي : وأما مناسبة الإنسان مع الحق مناسبة من الوجه الآخر الذي هو وجودي ، وهو المناسبة بالتخلق بأخلاقه والاتصاف بصفاته ، وهو بحسب حظ العبد من صفاته الألوهية على سبيل المثال لامتناع الانتقال على صفاته تعالى ، وامتناع قيام صفة واحدة بموصوفين ؛ فلذلك قال : من الصورة معنوية لا حسية ، وذلك الحظ يتفاوت بحسب تفاوت جمعية العبد لأخلاقه وأوصافه عزّ وجلّ ، فإن كانت جمعيته أقل تضعف المناسبة ، وإن كانت أكثر تقوى المناسبة ، وتفاوت هذه الجمعية بحسب ضيق الأفلاك إلى العين الثابتة التي هي مرآة جمعية الإنسان من قابليته واستعداده لقلة الجمعية وكثرتها ، ومن حيث سعة فلكها ، فتنقص حظوظ العبد في الخارج بضيق الفلك وتوفر حظوظه بسعتها .
قال رضي اللّه عنه : [ والمستوعب لما يشتمل عليه مقام الوجوب والإمكان من الصفات والأحكام ، وما يمكن ظهوره بالفعل من ذلك في كل عصر وزمان مع ثبوت المناسبة أيضا من الوجه الأول له الكمال ، وهو محبوب الحق والمقصود لعينه ، فهو من حيث حقيقته التي هي برزخ البرازخ ، مرآة الذات والألوهية معا ولوازمها وصاحب المناسبة الذاتية من وجه الأول محبوب مقرب لا غير وقد سبق التنبيه على ذلك ] .
لما كان الوجهان على سبيل منع الخلو أمكن الجمع بينهما ، فالجامع لما يشتمل عليه مقام الوجوب من الصفات الإلهية ومقام الإمكان من أحكام المراتب ، بشرط إمكان
“ 179 “
ظهور تلك الصفات والأحكام بالفعل في كل عصر وزمان ، قيد بذلك إذ منها ما لا يمكن ظهوره أصلا وبحسب بعض الأزمنة ، فلا يخلّ النقص من كمال الشخص مع ثبوت المناسبة أيضا من الوجه الأول مع الحق .
أي : الذي من جهة ضعف تأثير مرآته في تجلي الحق وخلوه عن أحكام الإمكان ، مؤثرة في تجلية الكمال الإنساني الذي ثبت به النبوة في زمان إمكانها ، والقطبية والفردية في زماننا ، فهو محبوب الحق لمناسبته إياه من الوجه الأول والمقصود بعينه ، وذلك من حيث حقيقته التي هي برزخ البرازخ من حيث شموله الأسماء الذاتية والألوهية .
سمي برزخ البرازخ ؛ لكونه أعلى البرازخ ، بخلاف البرزخ بين الوجوب والإمكان وبين الأرواح والأجسام ، وإنما كان مقصودا لعينه من حيث هذه الحقيقة البرزخية ؛ لأنه مرآة لشموله على أسمائها التي لا يغايرها بوجه من الوجوه ، ومرآة الألوهية لشموله على أسمائها أيضا ولوازمها من أحكام الوجوب والإمكان ، فهو أعلم الخلق به لظهور الكل فيه .
والمقصود من الإيجاد ، هو إظهاره على الوجه الأكمل الجامع للإجمال والتفصيل معا ، وأما صاحب المناسبة من الوجه الأول ، فهو وإن كان محبوبا لظهوره بقدسيه مقربا لاتصافه بصفات الوجوب بعيدا عن الإمكان ، إلا أنه ليس مقصودا بعينه ، لعدم شمول الكل ، وقد سبق التنبيه في النص العاشر على أن المقصود بعينه من هو .
قال رضوان اللّه عليه : [ وأما المناسبة الذّاتية بين الناس ، فتثبت من وجهين أيضا ، وهما مثالان للوجهين الإلهيين المذكورين ، أحدهما من جهة اشتراك المتناسبين في المزاج بمعنى وقوع مزاجيهما - مزاجهما - في درجة واحدة من درجات الاعتدالات التي يشتمل عليها مطلق عرض الأمزجية الإنسانية ، أو تكون درجة مزاج أحدهما مجاورة لدرجة مزاج الآخر ، وهذا أصل عظيم في مشرب التحقيق ، قل من يعرف ذوقا ؛ لأن تعينات الأناس من العوالم الروحانية ، وتفاوت درجاتها في الشرف ، وعلو المنزلة من حيث قلة الوسائط وكثرتها وتضاعف وجوه الإمكان وقوتها بسبب كثرة الوسائط وقلتها وضعفها ، إنما موجبها بعد قضاء اللّه تعالى وقدره ، المزاج المستلزم لتعين الروح بحسبه .
فالأقرب نسبة إلى الاعتدال الحقيقي الذي تعين نفوس الكمل في نقطة دائرته ،
“ 180 “
يستلزم قبول روح أشرف وأعلى نسبة من درجة العقول والنفوس العالية ، والأبعد عن النقطة الاعتدالية المشار إليها بالعكس من الخسة ونزول الدرجة ] .
أي : المناسبة بين أفراد الناس باعتبار ذواتهم ، فمن وجهين أيضا يماثلان المناسبة الذاتية بين الحق والإنسان ، أحدهما عدمي ، وهو أن لا يتفاوت مزاجهما ، فيشتركان في المزاج المعتدل بأن يقع مزاجهما في درجة واحدة من بين درجات كثيرة للاعتدال المخصوص بنوع الإنسان ، أو يكون درجة مزاج أحدهما مجاورة لدرجة مزاج الآخر من غير تخلل درجة أخرى بينهما .
بيان ذلك أن لكل من المولدات أعني المعدن والنبات والحيوان والإنسان مزاجا خاصّا لا يتحقق بدونه ، ثم لكل نوع منها كذلك ، ثم لكل صنف ثم لكل فرد ؛ لكن المزاج النوعي إذا فقد فقد الشخص ، وفسد فسد المزاج ، والنوعي يشتمل كل مزاج يعرض النوع بأدلة درجات بحسب الأصناف والأشخاص والمتناسبات في المزاج من اشتراكهما في درجة واحدة أو جاوزت درجة مزاجه درجة مزاج الآخر .
وهذا التناسب المزاجي أصل عظيم في باب صحبة المريدين للمشايخ ، وإفادتهم إياهم واستفادتهم منهم ، قل من يعرفه من المشايخ ذوقا في المريدين دائما ، وإنما كان أصلا عظيما ؛ لأن تعينات أرواح الأناس التي بقدرها الانجذاب ، أي : المقامات العالية من العوالم الروحانية التي هي العقول والنفوس ، وتفاوت درجات تلك الأرواح في الشرف وعلو المرتبة وعلو المنزلة ، وضدهما من حيث قلة الوسائط بينهما وبين اللّه تعالى ، وكثرتها وقلة الوسائط وضعفها يقلل وجوه الإمكان ويضعفها ،
وكثرة الوسائط وقوتها ، تكثر وجوه الإمكان وتقويها والموجب لكثرة الوسائط وقلتها بعد قضاء اللّه وقدره المزاج ؛ لأنه المستلزم تعين الروح بحسب ما فيه من الوحدة والنزاهة عن تأثير طبائع العناصر بعضها في بعض ،
فالأتم مزاج أقرب إلى الوحدة ، فيناسبه فيفيض عليه الروح على حسب ذلك ، فبدن الإنسان الأقرب نسبة إلى الاعتدال الحقيقي ، وهو الاعتدال الذي تعين نفوس الكل في نقطة دائرته ، أي : مركزها بحيث لا يتفاوت فيه العناصر وطبائعها أصلا ، خلافا لما يقوله الحكماء ، يستلزم قبول روح أشرف وأعلى يفيض عليه إما من العقول أو من النفوس العالية والبدن الأبعد عن النقطة الاعتدالية المشار إليها ، وبالعكس في قبول الروح ،
“ 181 “
فيكون فيها من الخسة ونزول الدرجة بحسب بعده عن نقطة الاعتدال .
قال رضوان اللّه عليه : [ فاعلم ذلك ، وتفهّم ما ذكرته في أمر الاشتراك المزاجي ، ترق به إلى معرفة المناسبة الروحانية الخصيصة بالوجه الآخر المشابه للمناسبة الذاتية الخفية الحقيّة المحضة ] .
أي : فاعلم المناسبة الذاتية بحسب المزاج ، وتفهّم ما ذكرته من أن هذه المناسبة أصل عظيم ، ترق بمعرفته ، أي : معرفة المناسبة أصل عظيم ترقى بمعرفته ، أي معرفة المناسبة الروحانية بحسب اشتراكهما في أوصاف الأرواح وعلوها ومقامها ، فإن ذلك أيضا بحسب مزاجها ؛ لأن ما تعين من الأعلى ، يكون على صفات الوجوب أشمل ، ومن كان تعينه من الأدنى ، كان على أحكام الإمكان أشمل ، ومن تشارك كالجمع بين المناسبتين كانا مشتركين في الإنسانية الكاملة ، فافهم .
قال الشيخ رضي اللّه عنه : [ وإذا عرفت هذا عن شهود أو فهم محقق ، رأيت أن بعض الأرواح يكون مبدأ مقامها في التعين اللوح المحفوظ ، ومبدأ تعين بعضها من روحانية العرش من مقام إسرافيل ، وبعضها من الكرسي من مقام ميكائيل ، وبعضها من السدرة من مقام جبرئيل ، هكذا متنازلا حتى ينتهي الأمر إلى سماء الدنيا المختصة بإسمائيل رئيس ملائكتها على جميعهم السلام ، فتعرف حالة إذ أن الشرط الأكبر الموجب لما ذكرته من تفاوت درجات أرواح الناس في ذلك بعد سابق علم اللّه وعنايته وقضائه ومشيئته ، هو ما سبق ذكره في شأن الأمزجة وقربها من نقطة الاعتدال الحقيقي وبعدها ، وأثر العناية والمشيئة يختص بحسن التسوية الربانية التي يليها نفخ الروح وتعينه ، فافهم وتذكر ] .
أي : وإذا عرفت أن المزاج هو الذي يستلزم تعين الروح بحسبه شرفا وخسة عن شهود من أهل اليقين ، وإلا فعن فهم محقق عرفت أن بعض الأرواح يكون مبدأ مقامها ، أي : كمالها في التعين من جهة الاعتدال سواء حصل أصل المتعين من اللوح أو من أعلى منه ، إلا أن الكمال في الاعتدال لا يتعلق بما فوقه ؛ لأن اللوح هو النفس الكلية المسماة بالزمرد الخضرات ، لها نسبة ظلمانية إلى الهباء بحر الطبيعة ، كما أن لها نسبة نورانية إلى العقل الأول ، فالاعتدال بيدها بخلاف ما يذكر في المناسبة المرتبية ، وهي كما كانت بمنزلة القلب للعالم كله ، كان تعرفها في جسم الكل ، فلهذا لم يخصها بروحانية شيء من الأفلاك .
“ 182 “
ومبدأ تعين بعضها روحانية العرش ، أي عرش الرحمن وروحانية الملائكة الواهبات ، وهي حاصلة من مقام إسرافيل عليه السلام ، وبعدها من روحانية سدرة المنتهى ، منتهى مقام العابدين تحت الكرسي في فلك البروج ، وهي الملائكة المسماة من مقام جبرائيل عليه السلام ، وبعضها من روحانية فلك الثوابت ، وهي التاليات من مقام رضوان خازن الجنان عليه السلام ، وبعضها من روحانية فلك زحل ، وهي النازعات من مقام الملك الكريم ، وبعضها من روحانية فلك المشتري ،
وهي الملقيات من مقام الملك المقرب ، وبعضها من روحانية فلك المريخ ، وهي الفارقات من مقام الخاشع ، وبعضها من روحانية فلك الشمس ، وهي الصفات من مقام الرفيع ، وبعضها من روحانية فلك الزهرة ، وهي الفانيات من مقام الحمد ، وبعضها من روحانية عطارد ، وهي الناشطات من مقام فلك الروح ، وبعضها من روحانية فلك القمر ، وهي ملائكة الروحانية من مقام إسماعيل عليه السلام ، وأسامي هذه الملائكة ذكرها الشيخ الكامل المكمل محيي الدين بن العربي - قدس اللّه روحه - في رسالة “ عقلة المستوفز " 1 " .
قال المصنف رضي اللّه عنه : [ فتعرف حالة إذ ] أي : حالة إذ يعرف ما ذكرنا عن شهود ، أو فهم محقق إن الشرط الأكبر قيد به ؛ لأن لهذا التفاوت شرطا آخر من الأدوار الفلكية ، وخواص الأمكنة أحوال الأبوين لتفاوت أرواح الناس في الشرف والخسة ، هو قرب الأمزجة من نقطة الاعتدال الحقيقي وبعدها عنها ،
لكن ذلك بعد سابق علم اللّه المسمى بالعناية والقضاء والمشيئة ، جعله بعدها ؛ لأنه أثر المزاج الذي هو أثر العناية التي هي المشيئة ؛ لأن أثرها يختص بحسب التسوية الربانية المسماة الاعتدال ، ربانية لحصولها من الرتبة الإلهية ، يليها نفخ الروح الذي هو تعين الروح لما فيه من الخروج من مقامه الغيبي إلى الظهور الذي هو التعين.
فلذلك قال : [ فافهم ] ، وإنما قال : وتذكر لتعرف بذلك التناسب الذّاتي من الوجه الآخر ، وذلك باستجماع خواص تلك الملائكة ، وعينه .
قال الشيخ رضي اللّه عنه : [ وأما المناسبة المرتبية ، فإنها ليست من وجه واحد ، بل من وجوه متعددة : أحدها من جهة معدنها الأصلية التي هي مبدأ تعينات الأرواح المشار إليها آنفا ،
.........................................................
( 1 ) انظره في : ( ص 173 ) ، طبعة دار الكتب العلمية .
“ 183 “
فإن مبدأ تعين أعلاها درجة أعني أرواح الكمل ، أم الكتاب ومبدأ تعين بعضها علما ووجودا متوحدا ذات القلم الأعلى المسمى بالعقل الأول والروح الكلي ومبدأ تعين بعضها اللوح المحفوظ ، وبعضها عرشية إسرافيلية ، وبعضها ميكائيلية من مقام الكرسي وروحانيته ، وبعضها جبرائيلية من مقام سدرة المنتهى ، هكذا إلى آخر أجناس هذه الأصول الروحانية المختصة بإسماعيل صاحب سماء الدنيا المعبر عنه عند حكماء المشائيين بالعقل الفعال كما مرّ ] .
اعلم أنه اختار من بين الوجوه الكثيرة ثلاثة أوجه ما به المبدأ ، وما إليه المنتهى ، وما عليه الوسط .
فأول من معادنها الأصلية ، أي مبادئ تعيناتها الأصلية دون اعتبار كما لها ، وقد أشير إلى ذلك فيما سبق من أن مبادئ التعينات من حيث الأصل عين مبادئها من حيث الكمال ، ثم بيّن أن مبدأ تعين أعلاها درجة ، وهي أرواح الكمّل من الأنبياء والأقطاب والأفراد أم الكتاب ، وهو العلم الإجمالي الإلهي تسمى به ؛ لأنه أصل الأصول للعقول والنفس التي هي كتب الإلهية ، إذ المراد بالكتاب العالم الكبير ، والعلم أصله ومبدأ تعين بعضها على تفصيلها من وجه وجوده ، لجعله مجملا من وجه آخر .
وهذا الاتحاد بالنسبة إلى ما دونه ، والوجود هنا فعلي دون المرتبة الأولى ذات القلم الأعلى ، دون تعلق اللوح المحفوظ به سمي أي : قلبا ؛ لأن به التدوين والتسطير للعالم ، وعقلا لتعقله الكل أولا ، لكنه أول المخلوقات مرتبة وروحا لا به التصرف في العالم ، وكليّا ، لأن كليات الأرواح جزئياته ، وبعضها عرشية إسرائيلية ، أي من نفسه وعقله معا وكهف هذه الأسامي ؛ لئلا يتوهم أن لها أمورا أخرى بها التناسب المرضي .
وأشار أيضا إلى أن هذه هي الأصول الروحانية وأجناسها . وذكر في الأخير أنه العقل الفعال ، نفيا لما يقال ، إن تعلق العقل الفعال بعالم العناصر فقط .
والمشاءون طائفة من الحكماء تعلم أوائلهم من أفلاطون في الطريق على ما ذكره السيد السمرقندي في “ شرح صحائفه “ " 1 " .
قال الشيخ الصدر رضي اللّه عنه : [ والوجه الآخر من وجهة مظاهرها المثالية ، فإن الأرواح
....................................................
( 1 ) طبع حديثا بدار الكتب العلمية - بتحقيقنا - .
“ 184 “
على اختلاف مراتبها لا تخلو عند جميع المحققين من مظاهر تتعين وتظهر بها ، وأول مراتب مظاهر أرواح الأناسي ما عدا الكمّل ، عالم المثال المطلق ] .
أي : الوجه الثاني الذي إليه المنتهى ، لكونه مبدأ الظهور ، وإن كان المبدأ الأصلي غيره من جهة المظاهر المثالية ، أي : المنسوبة إلى عالم المطلق الذي تتجسد فيه الأرواح من غير أشباح ، ولا يحتاج في إدراكه إلى القوة الخيالية التي في دماغ الإنسان ، وإنما وقع التناسب بذلك ؛ لأن الأرواح مع اختلاف مراتبها إنما تظهر وتتعين عن مظاهر على ما وقع عليه اتفاق المحققين .
واستدل عليه بأنه لولا المظاهر ، لامتنع تميزها لبساطتها واتحادها نوعا ، فلو لم تكن لها مظهرا افتقرت في تميزها إلى فصل ينضم إلى جنسه الذي اشترك فيه الاتحاد النوعي ، وما به الاتحاد غير ما به التمييز ، ولا يكفي في ذلك اختلاف المراتب ؛ لأنه من العوارض العامة ، فلا يفيد التمييز بالخواص ؛ لأنه لا يفيد التميز الشخصي ، وأما بالعوارض المختصة فهي لا تلحق قبل الظهور ، وأول مراتب مظاهر أرواح غير الكمّل عالم المثال المطلق ، إذ لا تعين لهم قبل ذلك لاختصاصه بالكمّل ، فلا يظهر قبل التعين ، إذ هذا العالم في فلك البروج على ما ذكره الشيخ المحقق محيي الدين ابن العربي - قدس اللّه سره - في " عقلته ".
قال الشيخ : [ والصور الخيالية ، وإن كانت مواد انتشائها لطائف قوى هذه النشأة الطبيعية ، وجواهرها المطهرة ، والمزكّاة المكتسية صفات الأرواح ، فإن صفاتها وأحوالها في الجنة إنما يظهر بحسب روحانياتها وقواها وخواص مظاهرها المثالية “ 1 “ ] .
إشارة إلى بيان أن عالم المثال “ 2 “ مرجع مظاهر أرواح أهل الجنة ، فهو مبدأ مظاهرها أيضا ؛ وذلك لأن صورة الجنانية مظاهر أرواحهم بلا شك ، فهذه الصور ، وإن كان أهل منشأها لطائف قوى هذه النشأة الطبيعية ، أعني : القوى الحيوانية التي هي الحواس الظاهرة والباطنة ، والقوى النباتية إذا تلطفت بالأعمال الصالحة ، والأخلاق الفاضلة ،
........................................................
( 1 ) لا العنصرية حيث إن المواد العنصرية مواد الكون والفساد ، وهذا ليس في الجنة .
( 2 ) مرتبة عالم المثال ، هي مرتبة وجود الأشياء الكونية المركبة اللطيفة ، التي لا تقبل التجزئة والتبعيض والخرق والالتئام .
“ 185 “
ولطائف جواهرها ، أعني : القلب والنفس بشرط تطهير القلب عن لوث النفس الأمارة ، وترى النفس عن صفاتها وأخلاقها بحيث اكتسبت تلك الجواهر صفات الأرواح وكانت الصور الجنانية على حسبها إلا أن لها أحوالا وأوصافا في الجنة ليكون ظهورها فيها إلا بحسب روحانياتها وقوتها متجسدة بالصورة المثالية ، وبحسب خواص مظاهرها المثالية بدليل وقوع التبدل والتغير فيها من غير كون وفساد ، فصفات تلك الصور وأحوالها من عالم المثال مرجع لمظاهر الأرواح ، فهو مبدأ لمظاهرها أيضا ، ثم رجع إلى بيان المناسبة بذلك بين الناس .
فقال الشيخ رضي اللّه عنه : [ ومنازل أهل الجنة مظاهر مراتب الأرواح من حيث مكانتها عند الحق ومن حيث مظاهرها المثالية الأولى ، وقد نبه النبي صلى اللّه عليه وسلم على ذلك بإشارات لطيفة ، مثل قوله صلى اللّه عليه وسلم : “ يا علي إن قصرك في الجنة في مقابلة قصري “ “1 “ ، وفي رواية : “ محاذاة قصري “ "2" . وقال في حق العباس قريبا من ذلك .
وقال في حق جمهور المؤمنين : “ لأحدكم أهدى إلى منزله في الجنة منه إلى منزله في الدنيا “ “ 3 “ ، وليس هذا إلا من حكم المناسبة ] .
أشار إلى أن عالم المثال كما هو مرجع مظاهر أرواح أهل الجنة من حيث صفاء صورهم وأحوالهم ، كذلك هو مرجع منازلها ، وهذا أدل على كونه مبدأ مظاهرها ، وذلك إن منازل أهل الجنة مراتب الأرواح ، ظهرت فيها من حيث مكانتها عند الحق من حيث قربها وبعدها في المناسبة مع الحق ، فترتفع وتدنو منازلهم بحسب ذلك من حيث مظاهرها المثالية ، وهي مظاهر الأولى ، فمن كان مثاله على أصفى حال أو أكدر فمنزلة بحسب ذلك .
واستدل على ذلك بقوله صلى اللّه عليه وسلم لعلي عليه السلام : “ إن قصرك في الجنة في مقابلة قصري “ ؛ لأن قرب مكانته عليه السلام بالنسبة إلى مكان النبي صلى اللّه عليه وسلم غير ممكن ؛ لأن أدنى مراتب الأنبياء ، أعلى مراتب الأولياء ، وهو صلى اللّه عليه وسلم أفضل الأنبياء ، فأين مكانته من مكانة علي ، فهو بالضرورة من
...........................................................
( 1 ) لم أقف عليه .
( 2 ) لم أقف عليه .
( 3 ) رواه الطبري في التفسير ( 24 / 36 ) .
“ 186 “
حيث المظاهر المثالية ، فلذلك جعله رضي اللّه عنه من الإشارات اللطيفة ، وقد أكّد هذه الإشارات ما ورد في الرواية الأخرى : “ في محاذاة قصري “ ، المحاذاة في الصورة الظاهرة أكثر ، فهي أيضا إشارة لطيفة إلى المظاهر المثالية على أنه لو قربت مكانته عليه السلام من مكانته صلى اللّه عليه وسلم ، فكيف يكون مثل ذلك العباس ، ولا يبعد القرب في المظاهر المثالية مع البعد في المكانة من اللّه تعالى ؛ لأن هذه مناسبة في الأمور الحسية ، فلا تستلزم المناسبة في الأمور الحقية على ذلك المقدار بعينه .
ثم استشعر سؤالين بأن هذا إنما يتم لو اعتبرت المناسبة الروحانية في تلك المنازل ، فدفع ذلك بما روى عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في حق جمهور المؤمنين “ لأحدكم أهدى . . إلى آخره “ ، ثم صرح بالمقصود فقال : " وليس هذا الأمر إلا حكم المناسبة " .
فقال الشيخ رضي اللّه عنه بقوله : [ وأما سوق الجنة المشتمل على الصورة الإنسانية المستحسنة التي يتخير أهل الجنة التلبس بما شاءوا منها ، فمن بعض جداول عالم المثال المطلق الذي هو معدن المظاهر وينبوعها ، وهو مجرى المدد الواصل من عالم المثال إلى مظاهر أرواح أهل الجنة ] .
جواب سؤال مقدر تقديره : أن الصورة المثالية موادها لطائف قوى هذه المنشأة الطبيعية وجواهرها المتطهرة وصفاتها تظهر بحسب روحانياتها وقوتها وخواص مظاهرها المثالية ، وكذا أحوال تلك الصور ، فهذه الصورة التي في السوق ليس موادها لطائف قوى هذه النشأة إذ هي ثابتة لا تتغير بعد الموت والحشر ، ولا صفات تظهر من روحانياتها بحالها ، على أنه لا يحتاج إلى التخرج ، ولا من خواص مظاهرها المثالية ، إذ قد ظهرت تلك في الصور الأولى ، فما هذه الصور ، وكذلك منازلها مظاهر مراتب الأرواح من حيث مكانتها عند الحق ، ومن حيث مظاهرها المثالية ، فما هذا السوق الذي هو من منازلهم ، وليس بحسب مكانتهم عند الحق لاشتراك الكل فيه ، فيها الورود لا من حيث مظاهرها المثالية ، لاستلزامه التفاوت في الظاهر هذا المنزل .
فأجاب بأن : ما ذكرنا أولا ، هي الصور الأصلية والمنازل الأصلية جعلت من بحر عالم المثال المطلق ، وهذه الصور والمنازل فرعية حصلت من بعض جداول عالم المثال ، إذ عالم المثال المطلق بحر عظيم معدن مظاهر وصور كثيرة ، فاستلزمت المنازل الأصلية التي جعلت فيها التفاوت ، لا يستلزم في المنازل الفرعية ، وخواص مظاهرها التي ظهرت في
“ 187 “
الصورة الأولى في الخواص الأصلية العالية ، وهذه من الخواص العارضية ، إذ فيها .
ثم استدل على إثبات هذا الجدول ، بأنه مجرى المدد الواصل من عالم المثال إلى مظاهر أرواح أهل الجنة إذ لا بد لهم من المدد ؛ لأنهم كل حين خلق جديد ، وليس ذلك من بحر عالم المثال المطلق ، إذ لا تخصص فيه لشخص دون شخص ، فلا بدّ من الجدول ، فافهم بالنسبة إلى كل صورة ومنزلة جدول منه ؛ لأن نسبنا الأولى إلى البحر ؛ لأنها من جداول كثيرة جامعة إلى كنز الخواص ، فلذلك جعلناها أصلية .
قال رضي اللّه عنه : [ ومنشأ مأكلهم ومشاربهم وملابسهم ، وكل ما يتنعمون به في أراضي مراتب أعمالهم واعتقاداتهم وأخلاقهم وصفاتهم ودرجات اعتدالاتهم في ذلك كله ] .
إشارة إلى أن كل ما يصل إليهم على التدريج يحتاج إلى جدول خاص من تلك الجداول ، وإلا كانت على نسق واحد لكنها على المزيد والدليل على أنها من عالم المثال أنها سريعة الانقلاب ، فإن الطيور إذا أكلت عادت إلى ما كانت ، وكذا الفواكه ، ويحتمل أن يقال في أراضي مراتب أعمالهم ، خبر لقوله ومنشأ مأكلهم ، فهو إشارة إلى أن هذه الأحوال أيضا من عالم المثال الجامع صورها ، وقوله : “ في ذلك كله “ متعلق باعتدالاتهم ، فالاعتدال في الكل شرط في إثبات صورة ، فافهم .
قال رضي اللّه عنه : [ وأما الخلع والتحف التي يأتي بها الملائكة من عند الحق إلى جمهور أهل الجنة حال حملهم إياهم إلى كثيب الرؤية لزيارة الحق ومجالسته ، هي مظاهر أحكام الأسماء والصفات التي يستند إليها الزائرون في نفس الأمر ، وإن لم يعلموا ذلك ، وبتلك التحف تقوى مناسبتهم مع الحق وتحيى رقائق ارتباطاتهم به من حيث تلك الأسماء والصفات التي لها درجة الربوبية على أولياء الزائرين ] .
إشارة إلى ما يظهر عليهم من حيث روحانيتهم ومكانتهم من الحق بعد بيان ما يظهر عليهم من جهة مظاهرة المثالية وخواصها ، وفيه دفع ما يتوهم أنها من عالم المثال أيضا ؛ فلذلك قال بهذه العبارة : ( وأما الخلع والتحف ) ، وقيد بالجمهور إذ الكمّل لا يحتاجون إلى ذلك ، وهم دائمون في الرؤية .
وأما البله ، فهم لا يصلون إلى هذه الرتبة ، لعدم كمال روحانيتهم المناسبة لرتبة الرؤية ، وبين أنها من عند الحق ، إشعارا بأنها ليست من عالم المثال ، إذ لا مناسبة بذلك مع
“ 188 “
الحق ، فلا يستحقون به الحمل إلى كثيب الرؤية لزيارة الحق ومجالسته ، فهي مظاهر أحكام الأسماء والصفات التي استندا في الواقع إليها ، وإن لم يعلموا استنادهم إليها إلى الآن ، ثم ذكر فائدة إتيان الملائكة بها ، بأنه لا بد لهم من حصول استعداد جديد ، إذ المستمر لو كان كافيا لمراتب الرؤية بدوامه ؛ على أن الرؤيا تحتاج إلى مناسبة ذاتية وأسمائية ، لكن المناسبة بالذات لا تحصل بنفسه إذ لا علاقة بينهما ، بل بواسطة الأسماء والصفات التي لها ربوبية خاصة على أولئك الزائرين ، فبتلك التحف يحيي الرقائق ، أي : تعلقات ارتباطهم بالحق ، فإذا حييت تلك الرقائق ، قربت المناسبة مع الحق ، فصارت من جهة الذات والأسماء جميعا تستحق الحمل إلى كثيب الرؤية .
قال رضي اللّه عنه : [ وقوله تعالى للملائكة في أواخر مجالس الزيارة عن أهل الجنة ردوهم إلى قصورهم ، إشارة إلى انتهاء أحكام المناسبات المستفادة من تلك الخلع والتحف ، وانتهاء أحكام الأسماء والصفات التي هي من حيث هي تثبت المناسبة بينهم وبين الحق ، ويوجب جميعهم وحضورهم عنده ، فمتى ظهرت سلطنة الأسماء والصفات التي تقابل أحكام الأسماء والصفات المقتضية للاجتماع ، ظهرت الأحكام القاضية بالامتياز ، فحصل البعد والحجاب ، فافهم ] .
إشارة إلى الاستدلال على أنها مظاهر أحكام الأسماء والصفات ، وإلا لم تنقطع المناسبة المستفادة من تلك الخلع والتحف بانقطاع أحكام تلك الأسماء التي تثبت المناسبة بين الزائرين وبين الحق ، لكن المناسبة تنقطع بدليل انقطاع موجبها من الرؤية عند الرد إلى القصور ، مع أن المعلول واجب من العلة ،
فالعلة التي هي المناسبة منقطعة ، فلا بدّ من انقطاع علة المناسبة أيضا ، وهي أحكام الأسماء والصفات المقابلة لتلك الأسماء والصفات ، على أولئك الزائرين بحيث صارت أربابهم بعد ما كانت الربوبية أولا لتلك الأسماء السابقة في المقابلة ،
وتلك السلطنة أحكام تلك الأسماء السابقة المقتضية للاجتماع ، فمتى ظهرت سلطنة هذه الأسماء ظهرت الأحكام القاضية بالامتياز بين أولئك الزائرين وبين الحق ، فحصل البعد فيما بينهما وحصل الحجاب وهكذا انتهت سلطنة هذه الأسماء المقتضية للبعد والحجاب ، وانتهت أحكامها ، عادت سلطنة الأسماء الأول ، فعادوا إلى الرؤية ، فعلم أن لكل اسم حدّا معلوما في السلطنة محلا وزمانا ، فلها الربوبية بحسب تلك
“ 189 “
الأزمنة .
يتبع
عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في السبت 26 ديسمبر 2020 - 12:47 عدل 1 مرات
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع
النص العشرون .كتاب مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام العارف بالله صدر الدين القونوي :: تعاليق

النص العشرون .كتاب مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام العارف بالله صدر الدين القونوي
شرح الشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي الحنفي الفقيه الصوفي المتوفي سنة 835 ه
قال رضي اللّه عنه : [ وأما تفاوت مراتبهم حال المجالسة مع الحق ، فهو بحسب تفاوت مراتبهم في نفس الحق ، وبحسب صحة عقائدهم في اللّه ، أو علومهم ومشاهداتهم الصحيحة ، وإيثارهم فيما قبل جناب الحق على ما سواه ، وطول زمان المجالسة وقصرها وتفاوت الشرف فيما يخاطبون به ، وما يفهمونه من خطابه ، هو بحسب ما ذكرناه ، وبحسب حضورهم على ما كانوا يعلمون منه ، أو استحضارهم له بمقتضى اعتقاداتهم فيه ومناسبتهم لجنابه من حيث مقام كثيب الرؤية ، والتجلي الخصيص بهم منه ، فاعلم ذلك ] .
إشارة إلى ما يظهر عليهم بحسب المناسبة الذاتية بعد ذكر ما يظهر عليهم بالمناسبة الأسمائية أي : وأما تفاوت مراتبهم في القرب من الحق والبعد منه - مع اشتراك الكل في المناسبة - فهو بحسب مراتبهم في نفس الحق ، فإن المناسبة الذاتية متفاوتة سواء كانت من جهة ضعف تأثير مرتبة العبد في التجلي المتعين لربه أو من جهة حظ العبد من صورة الجمعية الإلهية ، وبحسب صحة عقائدهم في اللّه ، وهي أيضا تقيد المناسبة الذاتية حتى توجب الفناء فيه والبقاء به .
واحترز بالصحيحة عن الفاسدة ، فإنها توجب البعد والحجاب ، وهذا في حق الكاملين وبحسب إيثارهم فيما قبل ، أي : قبل الحمل إلى كثيب الرؤية جناب الحق على ما سواه ، فإنه يفيد أيضا المناسبة الذاتية بالمحبة له حتى يصير مظهرا للحب الأزلي ، فيظهر فيه بكماله أو بشيء منه ، وهذا يعم الكاملين وغيرهم .
ثم ذكر أن طول زمان مجالسته وقصرها يكون بحسب ما ذكرنا من أنه بحسب مراتبهم في نفس الحق ، وصحة عقائدهم وعلومهم ومشاهدتهم وإيثارهم جناب الحق مع حسب حضورهم معه في الدنيا ، واستحضارهم له بمقتضى اعتقادهم ، وبحسب مناسبتهم بجنابه من حيث الأسماء التي جاءت بهم في مقام كثيب الرؤية ، وإفادتهم التجلي الخصيص بهم ، إذ مجرد ما ذكرنا أولا إنما يوجب نفس المجالسة مع مقدار من القرب والبعد لا غير ، وهكذا تفاوت الشرف فيما يخاطبون به ، وفيما يفهمونه مع كون الخطاب واحدا .
قال الشيخ رضي اللّه عنه : [ وأما حال الكمّل - نفعنا اللّه بهم فيما ذكرنا وسواه - فإنه بخلاف
“ 190 “
ذلك فإنهم قد تجاوزوا حضرات الأسماء والصفات والتجليات الخصيصة بها إلى عرصة التجلي الذاتي ، فهم كما أخبر النبي صلى اللّه عليه وسلم عن شأنهم بقوله : “ صنف من أهل الجنة ، لا يستتر الرب عنهم ، ولا يحتجب “ “ 1 “ ، وذلك أنهم غير محصورين في الجنة وغيرها من العوالم والحضرات كما قد أشرت إليه في غير هذا الموضع ، من أن الجنة لا تسع إنسانا كاملا ولا غير الجنة ، فهم وإن ظهروا فيما شاءوا من المظاهر ، فإنهم منزهون عن الحصر والقيود ، والأمكنة والأزمنة ، كسيدهم ، بل هم معه أينما كان ، وحيث لا أين ولا حيث ولا جرم ولا بعد ولا حجاب ولا انتقال لزيارة ولا انتهاء بحكم وقت من الأوقات والسماء والصفات ، فافهم واجتهد ، وتمنّ أن تلحق بهم ، وأن تشاركهم في بعض مراتبهم العلية : فإن اللّه ولي الإحسان ] .
هذا يقابل قوله فيما تقدم : ( وأول مراتب مظاهر الأرواح الإلهية ما عدا الكمّل عالم المثال ، فقال : خفاء لهم في الظهور فيما ذكرنا من عالم المثال ، ومن الصور الخيالية ومآكلها ومشاربها والخلع والتحف وكثيب الرؤية وغير ذلك ، بخلاف حال الجمهور إذ حال الجمهور يتقيد لحضرات الأسماء والصفات ، وما دونها من التجليات الخصيصة بها لعالم المثال وغيره ، وهؤلاء قد تجاوزوا حضرات الأسماء والصفات إلى عرصة التجلي الذاتي ، فلهم من المناسبة الذاتية أعلى المراتب بحيث لا دخل للأسماء فيها ؛ فهم كما أخبر النبي عليه السلام عنهم ، صنف من أهل الجنة لا يتستر الرب عنهم أي : حينا من الأحيان ، ولا يحتجب بجهة من الجهات عند التجلي عليهم .
وسبب عدم التستر والاحتجاب أنهم لا يتقيدون بمظهر سواء الجنة وغيرها من العوالم والحضرات ؛ وذلك لأن كل مقيد ضيق والإنسان الكامل واسع بسعة ربه ، فله بكل مكان مظهر من غير تقيد به ، فهم وإن ظهروا فيما شاءوا من المظاهر لا يتقيدون به ، وكذا لا يتقيدون بالأمكنة والأزمنة ، وإلا تقيدوا بها ، وأنهم لتسترهم في الظهور في كل مكان وزمان ، مع عدم التقيد ، بل هم معه في كل مكان وزمان ، وحيث لامكان ولا جهة ، بل صاروا مظاهر كلية لربهم بجميع تجلياته ، لا جرم لا بعد لهم ولا حجاب عنه بوجه من الوجوه ، فكذا لا انتقال عليهم لزيارة لما فيه من التخصيص بالمكان ، وهم منزهون عنه ،
................................................................
( 1 ) رواه الحكيم الترمذي في النوادر ( 1 / 101 ) بلفظ : ( إن المتقين في الجنة ) بدلا من ( صنف . . ) .
“ 191 “
ولا انتهاء لرؤيتهم بحكم وقت من الأوقات ؛ لأنهم جاوزوا الأزمنة ، ولا بحكم الأسماء والصفات القاضية بالامتياز ؛ لأنهم تجاوزوا حضرات الأسماء والصفات ، فافهم .
فإنهم مع الحق في الكل ، واجتهد أن تلحق بهم في بعض مراتبهم العالية بتبعيتهم ، بل وأن تشاركهم في ذلك بالاستقلال ، واللّه ولي الإحسان ، فلا تنظر إلى قصورك فتنقطع عن هذا الجهد ) .
قال رضي اللّه عنه : [ وأما المناسبات الثابتة بين الناس من جهة المراتب البرزخية ، فأنموذجها المنبه على تفاصيلها ، لمن لم يكشفها ، ولم يشهدها ، هو ما ذكره النبي صلى اللّه عليه وسلم في حديث الإسراء : " من رؤيته آدم عليه السلام في سماء الدنيا ، وأن على يمينه أسودة السعداء من ذريته ، وعلى يساره أسودة الأشقياء من ذريته ، أنه إذا نظر عن يمينه ضحك ، وإذا نظر على يساره بكى ". " 1 " . فهذه إشارة إلى مراتب عموم الأشقياء والسعداء ].
إشارة إلى ما يظهر عليهم بحسب المناسبة الذاتية بعد ذكر ما يظهر عليهم بالمناسبة الأسمائية أي : وأما تفاوت مراتبهم في القرب من الحق والبعد منه - مع اشتراك الكل في المناسبة - فهو بحسب مراتبهم في نفس الحق ، فإن المناسبة الذاتية متفاوتة سواء كانت من جهة ضعف تأثير مرتبة العبد في التجلي المتعين لربه أو من جهة حظ العبد من صورة الجمعية الإلهية ، وبحسب صحة عقائدهم في اللّه ، وهي أيضا تقيد المناسبة الذاتية حتى توجب الفناء فيه والبقاء به .
واحترز بالصحيحة عن الفاسدة ، فإنها توجب البعد والحجاب ، وهذا في حق الكاملين وبحسب إيثارهم فيما قبل ، أي : قبل الحمل إلى كثيب الرؤية جناب الحق على ما سواه ، فإنه يفيد أيضا المناسبة الذاتية بالمحبة له حتى يصير مظهرا للحب الأزلي ، فيظهر فيه بكماله أو بشيء منه ، وهذا يعم الكاملين وغيرهم .
ثم ذكر أن طول زمان مجالسته وقصرها يكون بحسب ما ذكرنا من أنه بحسب مراتبهم في نفس الحق ، وصحة عقائدهم وعلومهم ومشاهدتهم وإيثارهم جناب الحق مع حسب حضورهم معه في الدنيا ، واستحضارهم له بمقتضى اعتقادهم ، وبحسب مناسبتهم بجنابه من حيث الأسماء التي جاءت بهم في مقام كثيب الرؤية ، وإفادتهم التجلي الخصيص بهم ، إذ مجرد ما ذكرنا أولا إنما يوجب نفس المجالسة مع مقدار من القرب والبعد لا غير ، وهكذا تفاوت الشرف فيما يخاطبون به ، وفيما يفهمونه مع كون الخطاب واحدا .
قال الشيخ رضي اللّه عنه : [ وأما حال الكمّل - نفعنا اللّه بهم فيما ذكرنا وسواه - فإنه بخلاف
“ 190 “
ذلك فإنهم قد تجاوزوا حضرات الأسماء والصفات والتجليات الخصيصة بها إلى عرصة التجلي الذاتي ، فهم كما أخبر النبي صلى اللّه عليه وسلم عن شأنهم بقوله : “ صنف من أهل الجنة ، لا يستتر الرب عنهم ، ولا يحتجب “ “ 1 “ ، وذلك أنهم غير محصورين في الجنة وغيرها من العوالم والحضرات كما قد أشرت إليه في غير هذا الموضع ، من أن الجنة لا تسع إنسانا كاملا ولا غير الجنة ، فهم وإن ظهروا فيما شاءوا من المظاهر ، فإنهم منزهون عن الحصر والقيود ، والأمكنة والأزمنة ، كسيدهم ، بل هم معه أينما كان ، وحيث لا أين ولا حيث ولا جرم ولا بعد ولا حجاب ولا انتقال لزيارة ولا انتهاء بحكم وقت من الأوقات والسماء والصفات ، فافهم واجتهد ، وتمنّ أن تلحق بهم ، وأن تشاركهم في بعض مراتبهم العلية : فإن اللّه ولي الإحسان ] .
هذا يقابل قوله فيما تقدم : ( وأول مراتب مظاهر الأرواح الإلهية ما عدا الكمّل عالم المثال ، فقال : خفاء لهم في الظهور فيما ذكرنا من عالم المثال ، ومن الصور الخيالية ومآكلها ومشاربها والخلع والتحف وكثيب الرؤية وغير ذلك ، بخلاف حال الجمهور إذ حال الجمهور يتقيد لحضرات الأسماء والصفات ، وما دونها من التجليات الخصيصة بها لعالم المثال وغيره ، وهؤلاء قد تجاوزوا حضرات الأسماء والصفات إلى عرصة التجلي الذاتي ، فلهم من المناسبة الذاتية أعلى المراتب بحيث لا دخل للأسماء فيها ؛ فهم كما أخبر النبي عليه السلام عنهم ، صنف من أهل الجنة لا يتستر الرب عنهم أي : حينا من الأحيان ، ولا يحتجب بجهة من الجهات عند التجلي عليهم .
وسبب عدم التستر والاحتجاب أنهم لا يتقيدون بمظهر سواء الجنة وغيرها من العوالم والحضرات ؛ وذلك لأن كل مقيد ضيق والإنسان الكامل واسع بسعة ربه ، فله بكل مكان مظهر من غير تقيد به ، فهم وإن ظهروا فيما شاءوا من المظاهر لا يتقيدون به ، وكذا لا يتقيدون بالأمكنة والأزمنة ، وإلا تقيدوا بها ، وأنهم لتسترهم في الظهور في كل مكان وزمان ، مع عدم التقيد ، بل هم معه في كل مكان وزمان ، وحيث لامكان ولا جهة ، بل صاروا مظاهر كلية لربهم بجميع تجلياته ، لا جرم لا بعد لهم ولا حجاب عنه بوجه من الوجوه ، فكذا لا انتقال عليهم لزيارة لما فيه من التخصيص بالمكان ، وهم منزهون عنه ،
................................................................
( 1 ) رواه الحكيم الترمذي في النوادر ( 1 / 101 ) بلفظ : ( إن المتقين في الجنة ) بدلا من ( صنف . . ) .
“ 191 “
ولا انتهاء لرؤيتهم بحكم وقت من الأوقات ؛ لأنهم جاوزوا الأزمنة ، ولا بحكم الأسماء والصفات القاضية بالامتياز ؛ لأنهم تجاوزوا حضرات الأسماء والصفات ، فافهم .
فإنهم مع الحق في الكل ، واجتهد أن تلحق بهم في بعض مراتبهم العالية بتبعيتهم ، بل وأن تشاركهم في ذلك بالاستقلال ، واللّه ولي الإحسان ، فلا تنظر إلى قصورك فتنقطع عن هذا الجهد ) .
قال رضي اللّه عنه : [ وأما المناسبات الثابتة بين الناس من جهة المراتب البرزخية ، فأنموذجها المنبه على تفاصيلها ، لمن لم يكشفها ، ولم يشهدها ، هو ما ذكره النبي صلى اللّه عليه وسلم في حديث الإسراء : " من رؤيته آدم عليه السلام في سماء الدنيا ، وأن على يمينه أسودة السعداء من ذريته ، وعلى يساره أسودة الأشقياء من ذريته ، أنه إذا نظر عن يمينه ضحك ، وإذا نظر على يساره بكى ". " 1 " . فهذه إشارة إلى مراتب عموم الأشقياء والسعداء ].
إشارة إلى الوجه الثالث من وجوه المناسبات المرتبية ، وهي التي عليها الوسط الذي هو البرزخ بين الدنيا والقيامة الكبرى ، أعني أحوال القبر ، فذكر النموذج تلك المناسبة ما ذكره النبي صلى اللّه عليه وسلم في حديث الإسراء ، وذلك الأنموذج منبه على تفاصيل تلك المناسبات بأنها منتسبة على حسب منازلها علوا وسفلا ، وإنما يحتاج إلى هذا التنبيه من لم يكشفها ولم يشهدها ، وإلا فلا حاجة له إلى الخبر ، وذلك أنه صلى اللّه عليه وسلم رأى آدم عليه السلام في سماء الدنيا ،
وذلك ليتولى القسم بين أولاده علوا وسفلا ، فلذلك يفوض إليه بعث النار يوم القيامة ، وضحكه عبارة عن رضاه عن أسودة السعداء ، وبكاؤه عبارة عن حزنه عليهم لرؤية نقصانه ، ويمينه عبارة عن الجانب الذاتي ؛ لأنه الجانب القوي أنا لها ، والقوي أحلى من الضعيف ، فافهم هذا الحديث ، أن الأشقياء يكون منزلهم تحت السماء الدنيا ، في البرزخ ، وأن السعداء فوق ذلك .
وهذا عن تفاصيل إليها أشار الشيخ فقال رضي اللّه عنه : [ فأهل الشقاء هم الذين لم تفتح لهم أبواب السماء حال الموت ، وهم في شقائهم على مراتب مختلفة ؛ فإن النبي عليه وعلى آل بيته التحية : أخبر عن أرواح بعض الأشقياء أنها تجمع في برهوت “ 2 “ والحليتين والخاسئين
....................................................................
( 1 ) رواه البخاري ( 1 / 135 ) ، ومسلم ( 1 / 148 ) بنحوه .
( 2 ) برهوت : اسم بئر في بابل فيه هاروت وماروت .
“ 192 “
والخابتين “ “ 1 “ . مبدأ مراتب الأشقياء من مقعر السماء الدنيا التي فيها آدم ، وأنزلها ما ذكره عليه السلام ، ومراتب عموم السعداء في البرزخ السماء الدنيا على درجات متفاوتة يجمعها مرتبة واحدة ، ومراتب أهل الخصوص من السعداء ما أشار إليه صلى اللّه عليه وسلم في حديث الإسراء بعد ذكره آدم من أن : “ عيسى عليه السلام في الثانية ، ويوسف في الثالثة ، وإدريس في الرابعة ، وهارون في الخامسة، وموسى في السادسة، وإبراهيم في السابعة على جميعهم السلام “ “ 2 “،
وهكذا شأن شاركي هؤلاء الأنبياء والوارثين لهم تماما متفاوت المراتب في هذه السماوات ، فإن هذه الأخبار من الرسول صلى اللّه عليه وسلم هي باعتبار ما شاهده في إحدى إسرائه ، فإنه ثبت أن النبي صلى اللّه عليه وسلم حصل له أربعة وثلاثون معراجا رواها وجمعها وأثبت رواياتها أبو نعيم الحافظ الأصفهاني رحمة اللّه عليه ] .
أي : لما رأى أسودة الأشقياء عن يسار آدم عليه السلام ، فأهل الشقاء جميعهم لم تفتح لهم أبواب السماء حال كونهم ميتين ، فليس لهم مظهر سماوي ، وهم في شقائهم على مراتب مختلفة .
فإن النبي صلى اللّه عليه وسلم أخبر عن أرواح بعضهم أنها تجمع في برهوت والخاسئين ، وهي آثار مشهورة ، فمرتبتهم في الشقاء كرة التراب .
وقد ذكر في حديث الإسراء : “ أنهم تحت سماء الدنيا “ “ 3 “ ، ومقتضاه أنهم في كرة الأثير .
فوجه الجمع بينهما الدّال على اختلاف مراتبهم ، أن مبدأ مراتب الأشقياء من مقعر سماء الدنيا فأعلاها ، وهو لما كان أدنى شقاوة كرة الأثير ؛ لقربهم من آدم عليه السلام في العصيان ورجاء الغفران ، وأنزلها ما ذكره صلى اللّه عليه وسلم : من أن بعضها تجمع في برهوت ، والخابتين ،
ثم ذكر أن مراتب عموم السعداء ، أي من كان شقاوة في عالم البرزخ ، قيد به إذ في القيامة يكونون فوق تلك المنازل في الجنة السماء الدنيا ، ولهم فيها أيضا مراتب مختلفة مع اشتراكهم في رتبة سماء الدنيا ، وذلك لجمعهم بين الطاعة والعصيان وحصول الغفران ، كآدم عليه السلام ومراتب
.......................................................................
( 1 ) رواه عبد الرزاق في مصنفه ( 5 / 116 ) بنحوه .
( 2 ) رواه الطبراني في الأوسط ( 7 / 41 ) .
( 3 ) لم أقف عليه .
“ 193 “
خواص السعداء فوق ذلك ، وإن كانت لهم معاص لكنها بدلت بالحسنات ، فلم يعبأ بها .
كما أخبر عليه السلام عن هؤلاء الأنبياء ، وهكذا شأن الكمّل من ورثتهم وأتباعهم مع اختلافهم أيضا في المرتبة ، ذكر أنهم لكونهم من أهل الكمال لا ينحصرون هناك ، بل هي بعض مظاهرهم ، فإن هذه الأخبار من الرسول صلى اللّه عليه وسلم باعتبار بعض مشاهداته الحاصلة في بعض معاريجه .
قال الشيخ رضي اللّه عنه : [ وكيف ينحصر هذا الحال مع هؤلاء الأنبياء السبعة دون غيرهم ، ومن البيّن أن الرسل والأنبياء كثيرون ، وفيهم الكمّل بتعريف اللّه ، كداوود عليه السلام المنصوص على خلافته ، وغيره من أكابر الأنبياء المرسلين ، فأين تتعين مراتبهم البرزخية بعد الموت ، ومن ثم إلى العالم الأعلى الأسفل ، وعالم السفلى محل تعينات مراتب الأشقياء على اختلافهم ، فتعين أن تكون طبقات تعينات مراتب الأنبياء والمرسلين ، والكمّل من ورثتهم وأهل الخصوص من السعداء بعد الموت ، وقبل الحشر في الحضرات السماوية ، وأن موجب ما ذكره عليه وعلى آله السلام - هو ما سبقت الإشارة إليه ، فهو كالأنموذج لما لم يتعين ذكره ، فافهم .
فهذه الرواية الخاصة من النبي صلى اللّه عليه وسلم لهؤلاء السبعة إنما موجبها حالة إذ مناسبة صفاتية أو فعلية أو حالية لا غير ، كالأمر في شأن يحيى عليه السلام من أن يكون تارة مع عيسى عليه السلام ، وتارة مع هارون عليه السلام ، وليس ذلك إلا مقتضى مشاركته لهما - على جميعهم السلام - فتدبّر ترشد إن شاء اللّه تعالى ] .
وليس منع ثبوت تلك المعاريج له صلى اللّه عليه وسلم ، فكيف ينحصر هذا الحال ، أي : التعين في السماويات في هؤلاء السبعة مع كثرة الرسل والأنبياء ، والحال أن الكمل غير منحصرة في هؤلاء السبعة كداوود عليه السلام ، إن نصر عزّ وجلّ على خلافته بقوله : يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً [ ص : 26 ] .
وقد قال عزّ وجلّ في حق آدم : إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً [ البقرة : 30 ] ، فكيف يكون دونه ، وكذا غيره من أكابر الأنبياء والمرسلين ، مع أن هارون ليس من المرسلين ، فإذا كان له تعين في السماويات ، فكيف لا يكون للمرسلين ذلك ، فإن لم يكن تعين مراتبهم في السماوات ، فأين تتعين مراتبهم البرزخية بعد الموت قبل القيامة ، وليس في
“ 194 “
الواقع لتعينها إلا العالم الأعلى السماوي ، والعالم الأسفل العنصري ، والعالم السفلي محل تعينات مراتب الأشقياء على اختلاف طبقاتهم ، فكيف يشارك السعداء بل الأنبياء والكمّل من ذريتهم في تلك المراتب ، ولا يمكن أن يكون تعينات مراتبهم في تلك المنازل ؛ لأن ذلك يختص بما بعد الحشر .
فتعين أن يكون مراتب الأنبياء والمرسلين والكمّل من ورثتهم من الأولياء ، وأهل الخصوص من السعداء ، وإن لم يبلغوا مراتب الأولياء بعد الموت ، وقبل الحشر في الحضرات السماوية ، فأين يصح الحصر في الأنبياء المذكورين ، بل موجب ما ذكره النبي صلى اللّه عليه وسلم لهؤلاء الأنبياء السبعة هو ما سبق الإشارة إليه من أنه في بعض مشاهداتهم مما ذكره عليه السلام في ذلك الحديث كالأنموذج لما لم يتعين ، أي : لم يذكره على التعين ، لكنهم مذكورون على الجملة إذ جعل عليه أسودة السعداء عن يمينه ، فدل على أنهم في السماوات .
ثم ذكر ما هو سبب هذه المشاهدة الخاصة ، بل موجبها في تلك الحالة غلبت مناسبة لأولئك الأنبياء مع تلك السماوات ، صفاتية أو فعلية أو حالية لا ذاتية ، وألا يتغيروا عن تلك السماوات أصلا ، لكنه ليس كذلك كالأمر في شأن يحيى عليه السلام من أن يكون مع عيسى ، وتارة مع هارون ، وليس ذلك الاختلاف فيه إلا من مقتضى مشاركته الذاتية لا تتغير ، على أنه يدل على تعدد المعاريج حمل الروايات المختلفة على الصحة ؛
فلذلك قال الشيخ : ( فتدبر ترشد ) أي : أن حال مشاركتهم في تلك الصفات والأحوال كذلك يكون تعيناتهم في السماوات .
.
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع

» النص العاشر .كتاب مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام العارف بالله صدر الدين القونوي
» النص الحادي عشر .كتاب مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام العارف بالله صدر الدين القونوي
» النص الثاني عشر .كتاب مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام العارف بالله صدر الدين القونوي
» النص الثالث عشر .كتاب مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام العارف بالله صدر الدين القونوي
» النص الرابع عشر .كتاب مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام العارف بالله صدر الدين القونوي
» النص الحادي عشر .كتاب مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام العارف بالله صدر الدين القونوي
» النص الثاني عشر .كتاب مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام العارف بالله صدر الدين القونوي
» النص الثالث عشر .كتاب مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام العارف بالله صدر الدين القونوي
» النص الرابع عشر .كتاب مشرع الخصوص إلى معاني النصوص في شرح النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام العارف بالله صدر الدين القونوي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2265 إلى 2281 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2249 إلى 2264 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2211 إلى 2248 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات أولا الإسلام السياسي من 2168 إلى 2210 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب ثانيا الطعام والشراب من 2049 إلى 2083 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات الحادي عشر الذكر والتسبيح والدعاء من 1961 إلى 2001 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات تاسعا صلاة الجمعة من 1903 إلى 1920 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات ثامنا الصلاة من 1826 إلى 1902 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات أولا الوضوء والاغتسال من 1794 إلى 1825 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني "53" المجلس الثالث والخمسون من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سابعا العدّة من 1782 إلى 1793 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سادسا الطلاق من 1744 إلى 1781 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي خامسا الأسرة من 1739 إلى 1743 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي رابعا الأولاد من 1734 إلى 1738 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثالثا الحمل والولادة والرضاع والفطام والحضانة من 1722 إلى 1733 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1681 إلى 1721 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1623 إلى 1650 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس عشر الإسلام والحرب من 1547 إلى 1597 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1312 إلى 1342 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1146 إلى 1278 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1190 إلى 1220 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1152 إلى 1189 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1130 إلى 1151 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1126 إلى 1129 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1076 إلى 1125 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1035 إلى 1044 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1026 إلى 1034 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1015 إلى 1017 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 981 الى 1011 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 961 الى 980 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 948 الى 960 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 941 الى 947 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 911 الى 940 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 881 الى 910 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 851 الى 880 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 831 الى 850 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 801 الى 830 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 771 الى 800 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 741 الى 770 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 721 الى 740 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 697 الى 720 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 661 الى 680 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 641 الى 660 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 621 الى 640 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 601 الى 610 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 591 الى 600 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 582 الى 590 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 541 الى 560 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 527 الى 540 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 511 الى 526 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 491 الى 510 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 471 الى 490 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 451 الى 470 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 421 الى 430 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 408 الى 420 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 381 الى 407 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 361 الى 380 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 341 الى 360 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 321 الى 340 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 299 الى 320 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 281 الى 298 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 261 الى 280 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 241 الى 260 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 201 الى 220 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 179 الى 200 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 161 الى 178 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 141 الى 160 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 101 الى 120 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 81 الى 100 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 61 الى 80 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 41 الى 60 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني