المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول العربية الأصيلة .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: مولانا محمد جلال الدين الرومي البلخي :: كتاب المثنوي معنوي مولانا محمد جلال الدين الرومي البلخي :: المثنوي الجزء الخامس مولانا جلال الدين الرومي ترجمة د. ايراهيم الدسوقي شتا
صفحة 1 من اصل 1
22082020
حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول العربية الأصيلة .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول العربية الأصيلة .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
حكاية رؤية حمار الحطاب على مدونة عبدالله المسافر باللهحكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول العربية الأصيلة في الإصطبل الخاص وتمنيه لذلك الإقبال ،
وفي الموعظة أنه لا ينبغي التمني إلا في المغفرة والعناية ، فلو كنت في مائة شقاء وظفرت بلذة المغفرة تكون كلها حلوة ، أما فيما تبقى ، فكل حظ تتمناه بلا تجربة فهو قرين لشقاء لا تراه ، بحيث لا يظهر من كل فخ إلا الحب والفخ خفي وأنت في هذا الفخ تتمنى قائلا :
ليتني أمضي إلى هذا الحب ، ظانا أنها حبوب بلا فخ “ 3 “
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 119 :
- ثم قال : الصبر مفتاح الفرج ، ومتى يحيق بالصابرين الجور والحرج ؟
- إنني راض بقسمة القسام ، فهو إله الخواص ومن هم من العوام .
- والخواص والعوام ذوو نصيب من نعمته ، وهو الذي يوصل الرزق للوحوش والهوام .
- والطيور والأسماك كلها تأكل رزقها ، والنمل والحيات كلها تأكل من نعمته
- ومائدته ممتدة للعالم بأجمعه ، وعلى مائدته يكون الخلائق في دهشة شديدة .
- إنهم يأكلون ولا يقل شيء منها قط ، فدلني من ذلك الذي يكون بلا رزق في هذه الدنيا ؟ !
- فكن راضيا إن كنت ذا قلب حي ، فإنه هو الذي يوصل الرزق لكل عبد .
( 2 ) ج / 12 - 119 : - فاشكر حتى لا يأتينك ما هو أسوأ من السوء ، وإلا عجزت على حين غرة كحمار في وحل .
( 3 ) ج / 12 - 124 : أتذكر حكاية عن أبي ، إذ قال لي ذات يوم ناصحا .
ورغم أن العنوان ينص على حمار الحطاب فالحمار في النص لسقاء ، ولعل مولانا كان قد وقف عند عنوان الحكاية ثم عاد إليه بعد فترة . وعلى كل فهذا لا يغير شيئا من لب الموضوع .
“ 258 “
- كان هناك أحد السقائين ، وكان عنده حمار ، صار منحنيا من المحن كأنه القوس .
- كان في ظهره مائة جرح من الحمل الثقيل ، وكان يتمنى يوم موته عاشقا له .
- فأين منه الشعير وهو لا يشبع من القش اليابس ، وفي أعقابه الضرب والمنخاس الحديدى .
2365 - ورآه أمير الإصطبل وأشفق عليه ، فقد كان الرجل من معارف صاحب الحمار .
- فسلم عليه ، وسأله عن الحال ، ومن أي شيء صار هذا الحمار منحنيا كحرف الدال .
- فأجاب : من فقرى وتقصيري في حقه ، فإن هذا الحيوان الأعجم لا ينال حتى القش .
- فقال له : سلمه لي لعدة أيام ، حتى يقوى في إصطبل الملك .
- فسلمه الحمار ، وذلك العاشق للرحمة ، ربطه في وسط إصطبل السلطان .
2370 - ورأى الحمار في كل ناحية جوادا عربيا أصيلا ، منعما سمينا طيبا عليه نضرة "النعيم" .
- كان ما تحت أقدامها مكنوسا مرشوشا ، والتبن والشعير يقدمان في الموعد .
- ورأى حك الجياد وتدليكها ، فمد فمه رافعا إياه قائلا : أيها الرب المجيد ،
- على فرض أني حمار ، ألست مخلوقا لك ؟ فلماذا أنا مسكين جريح الظهر نحيل ؟
- وفي الليل من ألم الجراح في الظهر ومن الجوع في البطن ، أتمنى الموت لحظة بلحظة ؟
“ 259 “
2375 - وما لهذى الجياد في حال مرفه ومنعم ، فلأي شيء خصصت أنا بالعذاب والبلاء ؟ !
- وفجأة علا صياح الحرب والقتال ، وآن للجياد أن تسرج وتعمل .
- فتعرضت لطعنات السهام من العدو ، واخترمتها الرماح من كل صوب .
- وعادت تلك الخيول من ميدان القتال ، وسقطت كلها " على ظهورها " في الإصطبل .
- فشدت قوائمها بالحبال بإحكام ، ووقف البياطرة صفوفا .
2380 - وأخذوا يشقون أجسادها بالمباضع ، لكي يقوموا بإخراج النصال منها .
- ورأى ذلك الحمار هذا الأمر فقال : يا الله ، لقد رضيت بالفقر والعافية .
- إنني رافض لذلك النعيم "تتلوه" تلك الضربات الموجعة ، وكل من أراد العافية ، نبذ الدنيا.
عدم قبول الثعلب قول الحمار " اني راض بما قسم لي "
- قال الثعلب : إن طلب الرزق حلال ، فرض من أجل الامتثال .
- إنه عالم بالأسباب ، ولا يتأتى شيء بلا سبب ، والمهم إذن هو الطلب .
2385 - وقد أمرنا سبحانه قائلا :وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ، حتى لا يلزم الغصب ، كما يفعل النمر .
- وقد قال الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم : لقد أغلق على الرزق باب أيها الفتى ، وفوق هذا الباب أقفال .
- وحركتنا وسعينا واكتسابنا بمثابة المفتاح لذلك القفل و " الكشف " لذلك الحجاب
“ 260 “
- ولا سبيل لفتح هذا الباب دون مفتاح ، وليس من سنة الله أن يوجد خبز دو طلب . “ 1 “
جواب الحمار على الثعلب
- قال : إن هذا يكون من ضعف التوكل ، وإلا فإن الذي يهب الروح يعطيها أيضا الخبز .
2390 - وكل من يبحث عن الملوكية والظفر ، لن يعدم لقمة خبز يا بني .
- والوحوش والحيوانات كلها آكلة للرزق ، لا هي تسعى في كسب ، ولا أحد " يحمل " إليها الرزق .
- فالرزاق يرزق كل ما خلق ، ويضع قسمة " كل واحد " من الخلق أمامه .
- والرزق يصل إلى كل من صبر ، وكل ما تقوم به من سعي من انعدام صبرك .
جواب الثعلب على الحمار
- قال الثعلب : إن ذلك التوكل أمر نادر ، وقليل ما هم ، أولئك الذين وفقوا فيه .
2395 - وطلب النادر من قبيل الجهل ، ومتى كان طريق سلاطين " الدين " ميسرا لكل إنسان ؟
- وما دام الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم قد قال : القناعة كنز ، فمتى يصل الكنز المخبوء إلى كل إنسان ؟
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 127 : - وإنك إن قبعت في قاع بئر فمتى يأتيك الرزق يا ذا الفضل ؟ .
“ 261 “
- فاعرف حدك ، ولا تحلق عاليا ، حتى لا تسقط في هاوية الفتنة والشر . “ 1 “
جواب الحمار على الثعلب
- قال الحمار : اعلم أنك تعكس الأمور ، فالفتنة والشر يجتمعان في الروح من الطمع .
- فمن القناعة لم يسلم أحدٌ قط الروح ، ومن الحرص لم يصبح أحد قط سلطانا
2400 - والخبز لا ينقطع عن الخنازير والكلاب ، وليس من كسب الناس ، هذا المطر وهذا السحاب .
- فكما يكون العاشق للرزق طالبا إياه متضرعا من أجله ، فإن الرزق أيضا يكون عاشقا لآكله . “ 2 “
في تقرير معنى التوكل . . حكاية ذلك الزاهد الذي كان يمتحن التوكل فخرج من المدينة
ومن بين الأسباب ، وابتعد عن أماكن تردد الناس وطرق مرورهم ،
ووضع رأسه على حجر في سفح جبل مهجور مفقود وهو في غاية الجوع ،
ونام قائلا لنفسه : توكلت على خلقك للأسباب ورزقك وانقطعت عن الأسباب ،
حتى أرى أن التوكل سبب
- سمع أحد الزهاد أن المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم قد قال ، إن الرزق يأتي يقينا للروح من قبل الله .
- سواء أردت أو لم ترد ، فإن رزقك يأتيك مسرعا إليك من عشقه إياك .
- ومن أجل الامتحان ، ذهب ذلك الرجل ونام مسرعا في صحراء بالقرب من جبل .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 130 : - فجاهد واسع في طلب الرزق ، ما لم يكن لك صبر على التوكل .
( 2 ) ج / 12 - 131 : - وإن لم تسع يأتك حتى بابك ، وإن سعيت فلا نصيب لك إلا الصداع .
“ 262 “
2405 - قائلا : لأرى هل يأتيني الرزق ، حتى يقوى ظني وإيماني أن الرزق من الله .
- وضلت قافلة طريقها ، وسارت نحو الجبل ، فرأت ذلك الذي يمتحن " ربه " نائما .
- فقالوا : كيف يكون هذا الرجل وحيدا في هذه الناحية ؟ في صحراء بعيدة عن المدينة وعن الطريق ؟
- عجبا ، هل هو حي أو ميت ؟ وكيف لا يخاف من ذئب أو من عدو ؟ !
- وتقدموا وأخذوا يتحسسونه بأيديهم ، فلم يتحدث ذلك الرجل عن عمد .
2410 - ولم يتحرك ، ولم يحرك رأسه ، ولكي يتم امتحانه ، لم يفتح حتى عينيه ! !
- فقال " أحدهم " : إن هذا المسكين المحروم ، قد سقط هكذا بالسكتة من الجوع
- فأتوا بالخبز وبطعام في قدر ، حتى يصبوه في حلقه وفي فيه .
- فضم الرجل عامدا أسنانه بشدة ، حتى يرى صدق ذلك الوعد .
- فأشفقوا عليه قائلين : إنه شديد الجوع ، وهو هالك " لا محالة " من الجوع و " ماض " إلى الفناء .
2415 - فأتوا بسكين وأسرعوا إليه ، وفصلوا ما بين أسنانه التي أطبقها .
- وصبوا الحساء في فمه ، وأخذوا يدسون لقيمات الخبز في فيه .
- فقال : أيها القلب بالرغم من أنك آخذ في الاستسلام ، فإنك تعرف السر لكنك تتدلل .
- قال القلب : نعم ، أعلم ، وأفعل ما أفعله عن عمد ، فالرازق هو الله ، لجسدى وروحي .
“ 263 “
- وكيف يكون هناك امتحان أكثر من هذا ؟ ، إن الرزق يمضي سعيدا إلى الصابرين . “ 1 “
جواب الثعلب على الحمار وحثه إياه على الكسب
2420 - قال الثعلب : دعك من هذه الحكايات ، واطرق أبواب الكسب ، ولو بجهد المقل .
- لقد أعطاك الله يدا ، فقم بعمل ما ، وقم بكسب ما ، وعاون العدو والصديق .
- فكل من يخطو خطوة نحو الكسب ، فإنه يقوم بعون أصدقاء آخرين .
- ذلك أن كل الكسب لا يتأتى من شخص واحد ، فهناك نجار وهناك سقاء وهناك حائك .
- وهذه الدنيا قائمة على المشاركة ، وكل إنسان يختار عملا ما من افتقاره .
2425 - وليس للخيال الساذج مجال هنا ، فإن سبيل السنة هو العمل والاكتساب .
جواب الحمار على الثعلب أن التوكل هو أفضل الكسب فكل إنسان محتاج إلى التوكل ، حتى يدعو : اللهم هيء لي هذا العمل ، والدعاء يتضمن التوكل والتوكل كسب لا يحتاج إلى كسب آخر قط . . . إلى آخره
- قال " الحمار " : إنني لا أعلم في الدارين كسبا أفضل من التوكل على الله " تعالى " .
..............................................................
( 1 ) ج 12 / 133 - 134 : - حتى تعلم ذلك ولا تترك التوكل ، وماذا يكون الحرص ؟ من الحمارية والجهل . - ثم فتح بعد ذلك ذلك المسكين فمه ، وقال : لقد قمت بامتحان رزقي . - وكل ما قاله ذلك الرسول طاهر الجيب ، حق ، ولا يوجد فيه أدنى ريب .
“ 264 “
- ولا أعرف نظيرا للكسب المتمثل في شكره تعالى ، حتى يجذب شكر الله مزيدا من الرزق . “ 1 “
- وطال بينهما الجدل والخطاب ، حتى حارا سؤالا ، واحتارا في الجواب .
- ثم قال " الثعلب " : اعلم أنه بشأن هذه المهلكة ، قد ورد نهي الله فقال
[ لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ] .
2430 - والصبر في صحراء قاحلة وبين الأحجار يكون من الحمق ، وذلك لأن أرضاللَّهِ واسِعَةً *.
- فانتقل من هنا صوب المروج ، والرع الخضرة هناك ، إلى جوار النهر الجاري .
- والمرج " هناك " أخضر وكأنه الجنان ، والخضرة هناك نامية ، تصل حتى الوسط .
- وسعيد ذلك الحيوان الذي يمضى إلى هناك ، إن الجمل نفسه ليختفي بين الخضرة .
- وكل ركن فيه نبع فياض ، والحيوان منعم فيه وفي أمان
2435 - ومن حماريته لم يقل له الحمار : أيها اللعين، لقد جئت من هناك ، فلماذا أنت نحيل؟
- وأين امتلاؤك ؟ وأين نضرة النعيم ؟ وأين بهاؤك ؟ وما هذا النحول في جسدك المهدود ؟
- وإذا لم يكن كلامك المفصل عن الروضة كذبا وبهتانا ، فلماذا لا أرى في عينيك النشوة ؟
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 139 :
- والتوكل في حد ذاته هو أفضل الكسب ، ذلك أنك في كل كسب ممدود اليد إلى الله .
- داعيا : يا الله هيء لي من أمرى رشدا ، وهذا الدعاء من قبيل التوكل إن فكرت جيدا .
- ففي التوكل لا يكون ثم احتياج قط ، وهو الفراغ من نقص الدخل ومن الخراج .
“ 265 “
- وهذا الإلحاح والطمع ، وهذا العمى في البصر ، " نابعان " من كونك متسولا ، لا من أنك قد تبوأت الإمارة
- وإذا كنت قد جئت من النبع ، فكيف تكون جافا هكذا ؟ وإذا كنت نافجة غزال ، فأين أريج المسك؟! “1“
2440 - وكيف لم تبدُ عليك أمارة واحدة مما تتحدث عنه أو تفصل فيه أيها المحترم ؟
ضرب الجمل للمثل
في بيان أن المخبر عن دولة ونضرة ونعيم لا ترى أثرها عليه يكون موضع اتهامه
بأنه مقلد في الحديث عنها
- سأل أحدهم الجمل قائلا : ها ، قل لي من أين أنت قادم يا مبارك الخطى ؟
- قال من الحمام الساخن الموجود في حيك ، قال : هذا واضح من ركبتيك ! !
- لقد رأى فرعون العنود حية موسى عليه السّلام ، فأخذ في طلب المهلة وإبداء اللين
- وقال الأذكياء : كان ينبغي عليه أن يكون أكثر حدة وغضبا ما دام هو رب الدين .
2445 - وسواء كانت المعجزة أفعى أو حية ، ترى ماذا حدث لألوهيته وكبريائه ؟
- لقد كان يهتفأَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىعند جلوسه ، فما هذا الهلع الذي يبديه من أجل دودة ؟
- وما دامت نفسك ثملة بالنقل والنبيذ ، فاعلم أن روحك لم تبصر العناقيد من الغيب .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 139 : - وإذا كنت قادما من الجنان ، فأين باقة الورد التي جئت بها كهدية ؟ !
“ 266 “
- فهناك أمارات تدل على هذا النور ، هي " التجافي منك عن دار الغرور " . “ 1 “
- وعندما يطوف الطائر حول الماء الأجاج ، فذلك لأنه لم يجد المدد من الماء العذب .
2450 - بل إن إيمانه يكون تقليدا ، وروحه لم تر وجه الإيمان .
- ومن هنا يكون المقلد في خطر عظيم ، في الطريق من قاطع الطريق ، الشيطان الرجيم .
- وعندما يرى نور الحق يصير آمنا ، ويصبح ساكنا مطمئنا من اضطرابات الشك .
- فإن زبد البحر يكون دائما في اضطراب وجيشان ، ما لم يصل إلى أصله أي التراب .
- إن هذا الزبد ترابي الأصل وغريب عن الماء ، ولا بد من وجود الاضطراب في الغربة .
2455 - وعندما تتفتح عيناه ويبصر صورة " الحق " ، لا يجد الشيطان عليه بعد يدا .
- وإذا كان الثعلب قد تحدث إلى الحمار بالأسرار ، فقد ألقى بها على عواهنها ، وتحدث بها كالمقلد .
- لقد مدح الماء ، لكنه لم يكن تواقا إليه ، وخمش وجهه ومزق ثوبه ، ولم يكن عاشقا .
- والعذر من المنافق مردود وليس طيبا ، ذلك أنه صادر من الشفة لا من القلوب .
..............................................................
( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي .
“ 267 “
- إن فيه رائحة التفاح ، لكنه ليس جزءًا من التفاح ، وهذه الرائحة فيه ليست إلا من أجل الأذى .
2460 - وإن هجوم المرأة في قلب المعركة ، ليس شاقا للصفوف ، بل يجعل الأمر خرابا .
- وبالرغم من أنك تراها تحمل على الصف حملة الأسد ، إلا أنها إذا أمسكت بالسيف ، ارتعد كفها .
- فويله ذلك الذي يكون عقله في طبع الأنثى ، وتكون نفسه القبيحة ذكرا مسلطا على هذا العقل .
- فلا جرم أن عقله هذا يكون مهزوما ، ولا ينقله إلا صوب الخسران .
- وما أسعد ذلك الذي يكون عقله ذكرا ، وتكون نفسه القبيحة أنثى تحت سيطرته .
2465 - يكون عقله الجزئي ذكرا وغالبا ، ويكون سالبا " لسطوة " النفس الأنثى .
- وهجوم الأنثى جريء أيضا بصورته وظاهره ، لكن آفته من طبعه الحمارى ، مثل ذلك الحمار .
- والوصف بالحيوانية يزداد في حق المرأة ، ذلك لأنها تركن كثيرا إلى الألوان والروائح .
- لقد سمع ذلك الحمار " وصف " ألوان المروج ورائحتها ، ففرت كل الحجج التي ساقها من طبعه .
- لقد احتاج الظمآن المطر ولا سحاب ، وأحست النفس بالجوع الشديد ولا صبر .
“ 268 “
2470 - والصبر يكون درعا حديديا أيها الأب ، وقد كتب الحق على الدروع : جاء الظفر .
- والمقلد يسوق مائة دليل في بيانه ، لكنه يبديها على سبيل القياس ، لا عن طريق العيان .
- إنه يبدو مضمخا بالمسك ولا مسك ، إنها مجرد رائحة مسك ، وليس لديه إلا البعر .
- وحتى يتحول البعر لديك إلى مسك أيها المريد ، ينبغي أن ترعى سنوات في هذه الروضة .
- فلا ينبغي أكل التبن والشعير كالحمير ، بل ارع الأرجوان في " ختن " كالغزلان .
2475 - ولا ترع إلا القرنفل أو الفل أو الورد ، فامض إلى صحراء ختن مع هذا النفر " من الأولياء " .
- واجعل المعدة معتادة على ذلك الريحان والورد ، حتى تجد الحكمة وقوت الرسل .
- وحُل ما بين المعدة وهذا التبن والشعير ، وابدأ في أكل الريحان والورد .
- ومعدة الجسد تجر المرء نحو مزود التبن ، ومعدة الروح تجذبه نحو الريحان .
- وكل من يأكل القش والشعير يصير أضحية " للذبح " ، وكل من يكون غذاؤه نور الحق يصبح قرآنا .
2480 - فانتبه ، إن نصفك من المسك ، ونصفك من البعر ، فهيا ، لا تزد في البعر ، وزد في مسك الصين .
“ 269 “
- إن ذلك المقلد يأتي بمائة دليل ومائة بيان ، لكم من طرف اللسان ، ولا روح .
- وعندما لا يكون لدى القائل روح وبهاء ، متى يكون لقوله ورق أو ثمر .
- إنه يتوقح على الناس في الطريق ، لكنه في روحه وداخله أكثر ارتعادا من القشة .
- ومن ثم ، فبالرغم من أن حديثه يكون ذا رواء شديد ، فإن الرعدة تكون مستترة فيه .
الفرق بين دعوة الشيخ الكامل الواصل وبين كلام الناقصين الذين يدعون الفضل
لتعلقهم بفضلات العلم التحصيلي
2485 - إن الشيخ النوراني يخبر بالطريق ، ويجعل النور لحديثه " نعم " الرفيق
- فجاهد حتى تصير ثملا ونورانيا ، وحتى يصير نوره لحديثك رفيقا .
- وإن كل ما يغلي في الدبس ، يكون له في الحقيقة طعم الدبس .
- وإنك لتجد منه لذة الدبس ، سواء كان من الجزر أو من التفاح أو السفرجل والجوز .
- وعندما صار العلم مخمرا بالنور ، يجد القوم اللد من علمك النور .
2490 - وكل ما تقوله يكون منورا ، ذلك أن السماء لا تمطر أبدا إلا الطاهر .
- فصر سحابا ، أو صر سماءً وأمطر ، فإن المطر يجعل القناة بلا فائدة .
- والماء في القناة على سبيل العارية ، لكنه فطرة في السحاب وفي البحر .
- والفكر والظن على مثال القناة ، والوحي والكشف سحاب وسماء .
“ 270 “
- وماء المطر يجعل الحديقة ذات مائة لون، لكن القناة تجعل الجيران يتشاحنون "على الماء".
2495 - لقد جادل الحمار الثعلب مرتين أو ثلاث مرات ، ولما كان مقلدا في الأصل ، فقد تجرع الخديعة .
- لم تكن لديه عظمة الإدراك ورؤيته ، فما لبثت فيهقة الثعلب أن أسكتته .
- ولقد جعله الحرص على الطعام ذليلا بحيث هزمه " وأفحمه " وهو يمتلك خمسمائة دليل .
حكاية ذلك المخنث وسؤال اللوطي له أثناء اللواطة : من أجل ماذا هذا الخنجر الذي معك ؟
فقال : من أجل أن أمزق بطن كل من أرادني بسوء فكان اللوطي يروح ويجييء وهو يقول : الحمد لله أنني لا أريدك بسوء إن بيتي ليس بيتا ، إنه إقليم * وهزلي ليس هزلا ، إنه تعليم إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها أي ما فوقها في تغيير النفوس بالأفكار ، فإن سأل أحدهمما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا فيجيب حينذاك : هكذا أردت يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراًفكل فتنة كالميزان ، تحمر منها وجوه كثيرة ، ويصبح كثيرون محرومين ، ولو تأملت فيه قليلا وجدت من نتائجه الشريفة كثيرا
- أخذ لوطي مأبونا إلى منزله ، وقلبه وأولج فيه .
- ثم رأى على منطقته خنجر ذلك اللعين ، فسأله : ما هذا الذي على خاصرتك ؟
2500 - فقال : إنه معي بحيث إن أرادني شرير بسوء ، مزقت به بطنه .
- فقال اللوطي : الحمد لله على أنني لم أقصدك بسوء ، وهذا من حصافتي وذكائي .
“ 271 “
- فإن لم تكن ثم رجولة ، فما فائدة الخناجر ؟ وإن لم يكن ثم قلب ، فما جدوى المغفر والخوذة ؟
- إنك " قد " ترث عن علي رضي الله عنه سيفه المسمى ذا الفقار ، فإن كان لك ساعد أسد الله ، فإيت به .
- وإذا كنت تعلم دعاء إحياء الموتى من المسيح عليه السّلام ، فأين شفتا عيسى وأسنانه أيها القبيح .
2505 - وإنك لتصنع سفينة مما جمعت من صحبك وفتح " الله به عليك " ، فأين ملاح السفينة مثل نوح عليه السّلام ؟
- ولنفرض أنك قمت بتحطيم الأصنام مثل إبراهيم عليه السّلام ، فأين التضحية بصنم الجسد في النار ؟
- وإن كان لديك دليل ، استخدمه ، واجعل سيفك الخشبي "في مضاء" ذي الفقار .
- وإن ذلك الدليل الذي يمنعك من العمل ، إنما يكون نقمة من الله " لا نعمة " .
- ولقد جعلت الخائفين في الطريق شجعانا، وأنت في الحقيقة أكثر ارتعادا ورعبا منهم جميعا.
2510 - وتقوم بإلقاء الدروس في التوكل على الجميع ، وأنت تقصد البعوضة في الهواء " من حرصك " .
- ويا أيها المخنث ، لقد تقدمت على الجيش ، لكن ذكرك " العاطل " يكذب وجود اللحية " في وجهك " .
- وما دام القلب ممتلئا بانعدام الرجولة ، تكون لحيتك وشاربك من أسباب السخرية منك .
- فتب ، واذرف الدموع مدرارا كالمطر ، وخلص لحيتك وشاربك من السخرية ، واشترهما ثانية .
“ 272 “
- واشرب دواء الرجولة في العمل ، حتى تصير شمسا حامية في " برج " الحمل .
2515 - ودعك من المعدة ، وتبختر صوب القلب ، حتى يأتيك السلام من الحق دون حجاب . “ 1 “
- وامض خطوة وخطوتين ، وتكلف بفن ، وآنذاك يأخذ العشق بأذنيك جارا إياك . “2 “
غلبة حيلة الثعلب على إستعصام الحمار وتعففه وجر
الثعلب الحمار نحو عرين الأسد .
- كان الثعلب ثابتا في احتياله ، فأخذ بلحية الحمار ، واصطحب ذلك الحمار .
- فأين مطرب تلك الزاوية حتى ينقر على الدف بنشاط ويغني : ضاع الحمار ، ضاع الحمار .
- وما دام أرنب قد جر أسدا نحو البئر ، فكيف لا يأتي ثعلب بحمار نحو العشب ؟
2520 - فسد أذنيك ، ولا تتجرع وساوس الشيطان ، ولا تسمع إلا وحى ذلك الولي العادل .
- فإن كلامه ذاك ألذ من الحلوى ، ذلك الذي تكون كل الحلوى ترابا لقدمه .
- والدنان الخسروانية المليئة بالخمر ، قد أخذت مادتها من خمر شفتيه .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 165 : - وإذا كنت تريد البطولة كرستم ، فاحمل الخنجر ، وإذا كنت ميالا إلى الخنوثة ، فالبس طراحة .
( 2 ) ج / 12 - 165 : - وكن ثابتا في الميدان كالرجال ، حتى لا تصبح مبتلى أسفل لمشنقة .
- وحتام تتحدث عن الثياب كالنساء ، ادخل في صفوف الرجال كأنك السنان .
“ 273 “
- وتكون عاشقة للخمر تلك الروح المبعدة ، التي لم تبصر خمر شفتيه الياقوتيتين
- وما دام الطائر الأعمى لا يرى الماء العذب ، كيف لا يطوف إذن حول الماء الأجاج ؟
2525 - وموسى الروح يجعل الصدر " في قدسية " سيناء ، ويجعل البغاوات المصابة بالعمى قوية الإبصار .
- ولقد حلت نوبة خسرو عاشق شيرين الروح ، فلا جرم أن السكر قد صار رخيصا في المدينة .
- وأمثال يوسف يحملون بعسكرهم من الغيب ، ويجرون معهم أحقاق السكر .
- وحولت إبل مصر وجوهها نحونا ، فاسمعوا أيها الببغاوات صليل الأجراس .
- فإن مدينتا سوف تصبح في الغد مليئة بالسكر ، والسكر رخيص ، لكنه سيصبح أرخص .
2530 - فهيا يا باعة الحلوى ، تمرغوا في السكر ، كأنكم الببغاوات ، وأنوف المصابين بالصفراء راغمة .
- ودقوا قصب السكر ، فهذا هو عملكم فحسب ، وضحوا بالأرواح ، فهذا هو الحبيب فحسب .
- ولم يبق عابس واحد في مدينتنا، ذلك أن " شيرين " بلغت من هم أمثال " خسرو " مرادهم.
- فالنُقل فوق النُقل ، والخمر على الخمر ، فهيا ، واصعد المئذنة ، وقم بدعوة الناس إلى العطاء .
- فالخل الذي عتق تسع سنوات يصير حلوا ، ويتحول حجر المرمر إلى ياقوت مطعم بالذهب .
“ 274 “
2535 - والشمس فوق الفلك تقوم بالتصفيق ، والذرات لاعبة في الجو ، وكأنها العشاق .
- والعيون صارت ناعسة من المروج ، والورود تتفتح فوق الأغصان .
- وعين الإقبال والدولة تقوم بالسحر المطلق ، وصار المنصور روحا ، فهو لا يفتأ يصيح " أنا الحق " . “ 1 “
- فإذا كان الثعلب يقوم بخداع الحمار ، قل له : فلتأخذه ، ولا تكن أنت حمارا ، ولا تغتم .
حكاية ذلك الشخص الذي من خوفه على نفسه ألقى بنفسه في دار شاحب الوجنتين كالزعفران،
أزرق الشفتين كالنيلة مرتعد اليدين كأوراق الشجرة ،
فسأله رب الدار : ما الخبر ؟ وماذا حدث ؟ قال : إنهم في الخارج يأخذون الحمير للسخرة ،
قال : مبارك عليهم ، إنهم يأخذون الحمير ولست حمارا ، فلماذا تخاف ؟
قال : إنهم يجدون في أخذها ، وقد زال التمييز وأخشى اليوم أن أُعتبر حمارا
- أخذ أحدهم يمضي هاربا داخل منزل ، شاحب الوجه ، أزرق الشفة ، مخطوف اللون .
2540 - فقال له صاحب الدار : خيرا ؟ ! ما بالك ترتعد هكذا كيد العجوز ؟
- ما الخبر ؟ ولماذا هربت ؟ ولماذا أنت شاحب الوجه هكذا ؟
- قال : إنهم يأخذون الحمير خارج الدار من أجل السخرة للملك الطاغية .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 169 :
- وصارت زليخا من " وصال " يوسف شابة من جديد ، فابدأ اللهو من جديد سعيدا هانئا .
- وأضرم نارا داخل القلب ، وأحرق عليها البخور لدفع عين السوء .
- وكن " منغمسا " في حالك مقيما عليه سعيدا ، حتى تجد المراد في عالم الروح .
“ 275 “
- قال : فليأخذوها ، فأين الحمار يا روح عمك ؟ وما دمت لست حمارا ، فامض ، فما عليك من بأس .
- قال : إنهم في منتهى الجد ، ويأخذونها بحماس ، وليس من العجيب أن يعتبروني حمارا .
2545 - لقد جدوا في أخذ الحمير جدا شديدا ، والتمييز بدوره قد انتفى .
- وما دام الذين يرأسوننا بلا تمييز ، فإنهم يأخذون صاحب الحمار بدلا من الحمار .
- لكن مليك مدينتنا نحن ليس بالآخذ كيفما اتفق ، فإن لديه تمييزا ، وهو السميع البصير .
- فكن إنسانا ، ولا تخش آخذى الحمير ، لست حمارا يا عيسى عصرك ، فلا تخف .
- والفلك الرابع مليء أيضا بنورك ، وحاشا لله أن يكون مقامك الإصطبل .
2550 - إنك أعلى من الفلك والكواكب ، وإن كنت من أجل المصلحة " مربوطا " في حظيرة .
- لكن شتان ما بين أمير الإصطبل وبين الحمار ، فليس كل من أقام في الإصطبل حمارا .
- وما وقوعنا هكذا في أثر الحمار ؟ ! ، تحدث عن الروضة وعن الورود النضرة .
- تحدث عن الرمان والأترج وأغصان التفاح ، وعن الشراب والحسان بلا حد ولا حصر .
“ 276 “
- أو عن ذلك البحر الذي موجه كله من الجواهر ، وجوهره متحدث وذو بصيرة .
2555 - أو عن تلك الطيور التي تقطف الورود ، وتضع بيضا ذهبيا وفضيا .
- أو عن تلك البزاة التي تربي طيور القطا ، وتقوم بالطيران على وجوهها وعلى ظهورها .
- فهناك سلام خفية في الدنيا ، موجودة درجة درجة حتى عنان السماء .
- ولكل جماعة سلم مختلف ، ولكل نوع من السير سماء مختلفة .
- وكل جماعة لا علم لها بحال الأخرى ، إنه ملك عريض لا نهاية له .
2560 - وهذا حائر ، لماذا هذا الآخر سعيد هكذا ، وهذا الآخر مندهش من حيرته .
- وساحة أرض الله ساحة واسعة ، وكل شجرة قد أطلت من أرض ما .
- والأوراق والأغصان شاكرة على الأشجار ، قائلة " ما أعجبه من ملك ! ! وما أبدعها من ساحة واسعة ! !
- والبلابل حول البراعم المليئة بعقد " الأزهار " قائلة لها : أعطينا مما تأكلين
- وهذا الكلام لا نهاية له ، فعد بنا نحو ذلك الثعلب والأسد والسقم والجوع .
أخذ الثعلب الحمار إلى الأسد ، وهرب الحمار من الأسد ،
ولوم الثعلب للأسد قائلا : لقد تعجلت والحمار لا يزال بعيدا ،
واعتذار الأسد ورجاؤه الثعلب قائلا : إمض ، واخدعه مرة أخرى
“ 277 “
2565 - عندما اصطحبه من الجبل صوب المروج ، حتى يمزقه الأسد إربا بهجومه عليه .
- كان لا يزال بعيدا عن الأسد ، لكن ذلك الأسد لم يصبر برهة على الهجوم حتى يقترب منه .
- وقوس الأسد المهول ظهره كالقبة وهو فوق مرتفعه ، لكنه لم يكن له في الأصل حولٌ أو طول .
- فرآه الحمار من على البعد ، وعاد أدراجه هاربا ، نحو سفح الجبل ، ممزقا حدوته .
- قال الثعلب للأسد : يا مليكنا ، لماذا لم تصبر عندما حل الوغى ؟
2570 - حتى يقترب منك ذلك المخدوع ، وحتى تتغلب عليه بأقل جهد ممكن ؟
- إن العجلة والتسرع من مكر الشيطان ، والصبر والاحتساب من لطف الرحمن .
- لقد كان بعيدا ، ورأى الهجوم ، وانطلق هاربا ، وظهر ضعفك للعيان ، وأريق ماء وجهك .
- قال : لقد ظننت أني لا زلت على قوتي ، ولم أكن أعلم أن الضعف قد أصابني إلى هذا الحد .
- كما أن جوعي وعوزى قد جاوزا الحد ، وتاه صبري ، وضاع عقلي من الجوع .
2575 - فلو استطعت بما لك من عقل أن ترده إلي ، وأستعيده ، - فإنني أكون ممتنا لك كثيرا ، فاجتهد ، ربما تستطيع أن تأتي به بفنك .
- قال " الثعلب " : نعم ، إن أعانني الله تعالى ، ووضع على قلبه ختما من العمى .
“ 278 “
- أو ينسى الهول الذي قد رآه ، وهذا ليس ببعيد عن حماريته .
- لكن عندما آتي به ، لا " تتسرع " في الهجوم عليه ، حتى لا تفقده ثانية من عجلتك .
2580 - قال الأسد : نعم ، لقد جربت الأمر ، و " أدركت " أنني مريض جدا ، وصار جسدي مضعضعا .
- ولن أتحرك ما لم يقترب مني الحمار تماما ، وسوف أكون هامد الجسد .
- فسار الثعلب وهو يدعو قائلا : الهمة أيها المليك ، حتى تحجب غفلةٌ ما عقله .
- فلقد تاب الحمار مرات عديدة إلى الله ، ألا يتجرع خديعة كل محتال شرير .
- فلأنكث أنا كل توباته بفني ، فنحن أعداء العقل والعهد البين الواضح .
2585 - وإن رأس الحمار بمثابة الكرة في أيدي أطفالنا ، وفكره ألعوبة في أيدينا ، ووساوسنا .
- والعقل الذي يكون " مكتسبا " من دوران زحل ، لا قيمة له أمام العقل الكلي .
- لقد صار ذلك العقل عالما من عطارد ومن زحل ، لكن " عقلنا " من عطية الله المتخلق باللطف .
- إن قولهعَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْهو هيئة طغرائنا ، و [ العلم من عند الله ] هو مقصدنا .
- ونحن ربائب تلك الشمس المنيرة ، ومن هنا فنحن نتوجه قائلين : سبحان ربي الأعلى .
2590 - فإن كانت قد صارت لديه تجربة من كل ما رآه ، فإن مائة تجربة تتحطم من هذه النفثات .
“ 279 “
- فلعله يرجع عن توبته ذلك الواهن الطبع ، ويحيق به شؤم النكوص عن هذه التوبة .
.
يتبع
عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 4 سبتمبر 2020 - 8:54 عدل 4 مرات
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول العربية الأصيلة .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا :: تعاليق
حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول العربية الأصيلة .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
"حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول العربية الأصيلة في الإصطبل الخاص وتمنيه لذلك الإقبال"
في بيان أن نقض العهد والتوبة يكون موجبا للبلاء بل والمسخ كما ورد
في حق أصحاب السبت وأصحاب مائدة عيسى عليه السّلام :
وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وفي هذه الأمة يكون مسخا للقلب ،
ويوم القيامة تصور الأجساد كما تكون القلوب
- إن نقض الميثاق والرجوع عن التوبة مرارا ، يصبح في النهاية موجبا للعنة .
- وإن نقض أصحاب السبت للعهد والميثاق ، كان سببا في المسخ والإهلاك والمقت .
- لقد جعل الله من هؤلاء القوم قرودا ، عندما نكثوا عهد الله من مرائهم .
2595 - وفي هذه الأمة لا يكون مسخ البدن ، لكنه يكون مسخ القلب ، يا ذا الفطن .
- وعندما يصير قلبه ذاك قلب قرد ، فإن بدنه يصير ذليلا من قلب القرد .
- ولو كان لقلبه فضل من الاختيار ، فمتى كان ذلك الحمار يحس بالذل من صورته ؟
- وكان كلب أصحاب الكهف طيب السيرة ، فلم يعتره أي نقص من شكله وصورته .
- وكان لأصحاب السبت المسخ الظاهر ، حتى يرى الخلق أنهم كبتوا عيانا بيانا .
2600 - وعن طريق الباطن والسر هناك آلافٌ آخرون ، صاروا من نقض التوبة حميرا وخنازير .
“ 280 “
عودة الثعلب إلى الحمار الهارب ليعاود خداعه
- ثم جاء الثعلب سريعا نحو الحمار ، فقال الحمار : الحذر من مثلك رفيقا .
- أيها الفدم ، ماذا اقترفت في حقك حتى حملتني إلى الأفعى ؟ ! “ 1 “
- وما هو سبب حقدك على روحي ، اللهم إلا خبث جوهرك أيها العنود .
- مثل العقرب التي تلدغ قدم الفتى ، دون أن يلحقها منه أدنى أذى .
2605 - أو الشيطان الذي هو عدونا اللدود ، ولم يلحقه منا ضرر أو خسران .
- بل إنه بالطبع خصم لدود للإنسان ، وسعادته في هلاك الإنسان .
- إنه لا ينقطع عن مطاردة الإنسان ، فمتى يترك جبلته وطبعه القبيح ؟
- ذلك أن خبث ذاته بلا موجب أو سبب ، يجذبه دائما نحو الظلم والعدوان .
- إنه في كل لحظة يدعوك نحو الإيوان ، حتى يلقي بك في قاع الجب .
2610 - ويقول لك : في مكان كذا عيون وجداول ، حتى يلقي بك منقلبا في حوض الماء .
- وآدم عليه السّلام مع هذا الوحي والنظر ، ألقى به ذلك اللعين في الفتنة والشر . “ 2 “
- وذلك دون ذنب ودون أذى سبق " منه " ، أو ظلم بدر من آدم عليه السّلام في حقه . “ 3 “
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 195 : - أيها الفدم ، ماذا اقترفت في حقك ، حتى تجعلني أنازل أسدا ؟
( 2 ) ج / 12 - 195 : - وآدم عليه السّلام مع كل هذا الوحي والنذير ، جندله هذا اللعين وحمله حتى البئر .
( 3 ) ج / 12 - 195 : - فمتى يحيق به ظلم من الناس ، بحيث يأتيهم في كل لحظة بأحمال من الغم .
“ 281 “
- قال الثعلب : لقد كان ما رأيته طلسما مسحورا ، بدا لعينيك كأنه أسد .
- وإلا فأنا أشد ضعفا منك جسدا ، وها أنا أعيش هناك ليل نهار وأرعى .
2615 - ولو لم يصنعوا طلسما سحريا على هذا الشكل ، لهجم كل شره على ذلك المكان .
- وهناك عالم محروم مليء بالفيلة والخراتيت ، فمتى كان مرجٌ أخضر يبقى دون طلسم ؟ !
- لقد أردت أنا نفسي أن أقول لك وأخبرك ، ألا تخاف عندما ترى ذلك الهول .
- لكني نسيت أن أخبرك به وأعلمك ، فقد كنت مشغولا بالشفقة عليك ، والرقة لحالك .
- لقد رأيت شديد الجوع والإملاق والحرمان ، فكنت أسرع حتى آتي بك نحو الدواء .
2620 - وإلا لكنت قد قلت لك كل شيء عن الطلسم ، وأنه خيال ذلك الذي يظهر لك ، وليس بالجسد المحسوس . “ 1 “
جواب الحمار على الثعلب
- قال الحمار : هيا ، إمض عني أيها العدو ، حتى لا أرى وجهك يا قبيح الوجه .
- وذلك الإله الذي جعلك شقيا ، جعل وجهك القبيح كريها صفيقا
- فبأي وجه قد جئت إليّ ؟ ، إن مثل هذا الجلد السميك لا يكون حتى للكركدن .
- ولقد سعيت في دمي عيانا بيانا ، قائلا لي : سوف أصحبك إلى المرج .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 196 : - ولقد نسيت أن أقص عليك أخبار هذا الشيء المهيب الذي يخطف القلوب .
“ 282 “
2625 - حتى رأيت وجه عزرائيل " رأى العين " ، ثم جئت إليّ ثانية باحتيالك وتسويلاتك .
- وبالرغم من أنني حمارٌ بل عار على الحمر ، فأنا حي وذو روح ، فمتى يخيل عليّ هذا ؟
- وما رأيته من هول لا يرحم ، إن كان طفلٌ قد رآه ، لشاخ من فوره .
- وخوفا من ذلك الهول ، ألقيت بنفسي منقلبا من فوق الجبل ، وقد سلب مني القلب ، وسلبت منى الروح .
- ذلك أن قدمي كانت قد انعقدت في تلك اللحظة من الرعب ، عندما رأيت ذلك العذاب سافر الوجه بلا حجاب .
2630 - ولقد عاهدت الله قائلا : يا ذا المنن ، فلتفك هذا القيد من حول قدمي .
- ولا أستمعن لوسوسة أحد من بعد هذا ، فلقد عاهدت ونذرت أيها المعين .
- ولقد فك الحق تلك اللحظة القيد عن قدمي ، من دعائي ذاك وتضرعي وإشاراتي .
- وإلا للحق بي ذلك الأسد الهصور ، وماذا كان الحمار يصبح بين مخالب الأسد ؟
- ثم أرسلك ثانية أسد العرين ذاك ، إلى من مكره ، يا بئس القرين .
2635 - وبحق ذات الله الصمد الطاهرة ، إن الحية الرقطاء أفضل من رفيق السوء .
- فإن الحية الرقطاء تسلب الروح من الملدوغ ، ورفيق السوء يأتي برفيقه نحو نار الأبد .
- ومن القرين - دون قول ودون حديث - يسرق قلب قرينه في الخفاء خصاله من خصال قرينه .
“ 283 “
- وعندما يلقي عليك بظله ، يسرق منك ذلك الدنيء قيمتك وقدرك .
- وحتى إن كان عقلك قد صار حية ثملة " بقوتها " ، إعتبر رفيق السوء بمثابة الزمرد له .
2640 - فإن بصيرة عقلك تنطلق خارجة منه ، وتضعك طعنته بين كفي الطاعون . “ 1 “
جواب الثعلب على الحمار
- قال الثعلب : ليس هناك كدر في صفائنا ، لكن الأمور التي يصورها الوهم ليست بالشيء الهين .
- وكل هذا وهم منك يا ساذج القلب ، وإلا فليس عندي بشأنك غل أو غش .
- فلا تنظر إليّ بخيالك القبيح ، فمن أي شيء أسأت الظن بالمحبين ؟
- وظن خيرا دائما في إخوان الصفاء ، حتى ولو رأيت منهم الجفاء ظاهرا
2645 - فإن هذا الخيال والوهم السيء عندما بدا ، قد فرق بين مئات الآلاف من الرفاق وبين رفاقهم .
- وإذا ما قام مشفق بالجور على سبيل الامتحان ، فينبغي أن يكون هناك عقل ، حتى لا يساء الظن .
- وبخاصة أني لم أكن سئ الجبلة ، وإن كنت قبيح الاسم ، وما رأيته ، لم يكن شرا ، كان طلسما .
- وحتى وإن كان ما أفكر فيه بشأنك من قبيل السوء ، فإن الرفاق يتجاوزون عن هذا الخطأ .
- فإن عالم الوهم ، وخيال الطمع والخوف ، هي سدٌ عظيم بالنسبة للسالك .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 199 : - ولا يوجد في الدنيا ما هو أسوأ من رفيق السوء ، وقد صار لي هذا في حد ذاته عين اليقين .
“ 284 “
2650 - وإن الصور التي يبديها ذلك الخيال المصور ، صارت أذى وضرا لمثل إبراهيم الخليل عليه السّلام الذي كان جبلا .
- فقال إبراهيم العظيم عليه السّلام :هذا رَبِّي *، عندما سقط في عالم الخيال والوهم .
- وهكذا أول ذكر إبراهيم عليه السّلام للكواكب ، ذلك الشخص الذي ثقب در التأويل .
- أن عالم الوهم والخيال الذي يقيم سدا أمام البصر ، اقتلع ذلك الجبل من مكانه .
- حتى تفوه بعبارةهذا رَبِّي *، فماذا يكون حال الحمار أو حال أشباهه ؟
2655 - ولقد غرقت عقول كأنها الصم الرواسي ، في بحار الوهم ودوامة الخيال .
- ومن هذا الطوفان افتضاحٌ للجبال ، فأين الأمان اللهم إلا في سفينة نوح عليه السّلام .
- ومن هذا الخيال القاطع لطريق اليقين ، انقسم أهل الدين إلى أتباع لاثنين وسبعين مذهبا .
- ورجل اليقين نجا من الوهم ونجا من الخيال ، ولا يقول عن شعرة من حاجبه أنها الهلال .
- وذلك الذي لا يكون له سند من نور عمر رضي اللّه عنه ، تقطع الطريق عليه شعرة ملتوية من حاجبه .
2660 - ومئات الآلاف من السفن الضخمة المهولة ، تحولت إلى ألواح محطمة في بحر الوهم .
- وأقلها فرعون النابغة الفيلسوف ، وقمره في برج الوهم في خسوف .
“ 285 “
- ولا أحد يعرف من تكون المرأة البغي ، وذلك الذي يعرفها ، لا يقع في الظن والوهم .
- وما دام الوهم الذي أنت مقيم عليه يدير منك الرأس ، فلماذا تطوف حول وهم طف برأس آخر ؟
- وأنا عاجز من هذه " الأنا " ( التي لي ) ، فلماذا جلست أمامي وأنت ممتليء بأنيتك ؟
2665 - إنني أبحث بالروح دون " أنا " ودون " محن " ، حتى أصبح كرة لهذا الصولجان .
- وكل من صار بلا " أنا " صارت كل "الأنات" له، وصار حبيبا للجميع من لم يحب نفسه .
- والمرآة الخالية من الصور ترتفع قيمتها ، ذلك أنها تكون عاكسة لكل الصور .
.
عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 4 سبتمبر 2020 - 8:54 عدل 2 مرات
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
شرح حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول العربية الأصيلة .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
حكاية رؤية حمار الحطاب على مدونة عبدالله المسافر باللهشرح حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول العربية الأصيلة في الإصطبل الخاص وتمنيه لذلك الإقبال
( 2361 ) : يرى استعلامى أن هنا نوعا من السهو إذا انتقل مولانا من حمار القصار إلى حمار الحطاب ثم قال في المتن انه حمار السقاء ( 5 / 329 ) ،
والواقع أن السهو هنا بين " حمار الحطاب " ، في العنوان و " حمار السقاء " ، في البيت الأول ، فالحكاية هنا لا دخل لها بحمار القصار ، وحمار القصاء هو الذي يرويها ليضرب مثلا على أن كل نعمة مقرونة بغم ، ومن ثم أولى بالإنسان أن يطلب من الله المغفرة له لذة الدنيا والآخرة ، لأن الاستغفار مقرون بالرزق وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ( هود / 3 ) ،
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً ( نوح / 10 - 12 ) .
وقد قيل " العناية تهدم الجناية وتورث الهداية وتصل الولاية ، ( انقروى 5 / 511 ) ، فالنعمة فخ حبة ظاهر وشبكته خفية . والحكاية المذكورة هنا لم يهتم أحد بالبحث عن أصل لها وفي الحكاية روح حكايات كليلة ودمنة " وتشبه حكاية فأر المنزل الذي دعا فأر الحقول إلى المنزل للتناول من خيراته ورؤية فأر الحقول للمصيدة وتفضيله الفقر مع العافية عن الغنى مع الخطر " .
( 2382 - 2387 ) : عودة إلى مناقشة الثعلب مع حمار القصار وتدور المناقشة حول فكرة التوكل والكسب وهي من الأفكار التي ناقشها مولانا في الكتاب الأول في قصة الأسد والوحوش ( من البيت 903 إلى البيت 1398 من الكتاب الأول ) ، وكل فريق يجد من الكتاب والسنة ما يدعم رأيه بل وحاولوا التلفيق بين التوكل والكسب ، وقالوا أن التوكل لا يعنى القعود عن الكسب ، بل ينبغي أن يكون ثم كسب مقرون بالتوكل :
" التوكل حال النبي والسعي سنته فمن ابتغى حاله لا يتركن سنته " ، كما ورد في الرسالة
542 “
القشيرية .
ومما يتفق ومعنى الحديث " اعقلها وتوكل " ، ما روى من قول عمر رضي اللّه عنه للرسول صلّى اللّه عليه وسلّم : يا رسول الله أرأيت ما نعمل فيه أعلى أمر قد فرغ منه أو على أمر مبتدأ ؟!
فقال :
على أمر قد فرغ منه ، فقال عمر : أفلا نتكل وندع العمل ؟ ! فقال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، كما ورد في التعرف على مذهب أهل التصوف للكلاباذى ، فالتوكل محله القلب والحركة بالظاهر ولا يتناقضان ( عن تعليقات كفافى على القصة المذكورة في الكتاب الأول ، ص 487 )
والحمار هنا هو الذي يدافع عن التوكل ، بينما يدافع الثعلب عن الكسب حتى يجر الحمار من موطنه إلى حيث يوجد الأسد ، يقول الثعلب : إن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بطلب الرزق من مظانه ، والرزق مرهون بهذا الطلب ، وقد قال تعالى :فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( الجمعة / 10 ) ،
وقال صلّى اللّه عليه وسلّم : طلب الحلال فريضة بعد الفريضة ، وقال أيضاً : طلب الحلال واجب على كل مسلم ، ( انقروى 5 / 514 ) .
ومن أقواله أيضاً صلّى اللّه عليه وسلّم :
أبواب الأرزاق مقفولة والحركة مفتاحها . ( أحاديث مثنوى ، ص 168 ) .
( 2388 - 2392 ) : يجيب الحمار مدافعا عن التوكل بمضمون ناظر إلى الآية الكريمةوَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ ( العنكبوت / 60 ) .
والحديث الشريف :
[ لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تعدو خماصا وتروح بطانا ] .
وقوله تعالى :وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً( الطلاق / 2 - 3 ) .
والأبيات كلها تكرار لأفكار بل وتعبيرات وردت في حديقة الحقيقة ( انظر الأبيات 796 - 822 ، صص 105 - 107 من المتن الفارسي ) .
( 2393 - 2397 ) : يرد الثعلب : إن هذا التوكل الذي تتحدث عنه أمر نادر الحدوث ، إنه ديدن الكمل من الرجال من أوليائه وأحبائه ، الذين رضى عنهم وأرضاهم ، فإذا كان الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم قد شبه القناعة بأنها الكنز ، فمن تراه وصل إلى هذا الكنز ، أتراك - وأنت حمار - تطمع في هذا الكنز وتريده لنفسك ، اعلم قدرك واحفظ أدبك ، وإلا سقطت في الفتنة وفي الشر ، إذا وضعت هذه النفس في غير موضعها
( 2397 - 2400 ) : يرد الحمار : إن هذا قلب للأمور منك أيها الثعلب فمن أين تأتى الفتنة ومن أين يأتي الشر إذا اعتصم الإنسان بالقناعة ، إن الفتنة والشر إنما يتأتيان من الطمع
“ 543 “
وقد قال صلّى اللّه عليه وسلّم [ إياكم والطمع فإنه هو الفقر الحاضر وإياكم وما يعتذر منه ] ( انقروى 5 / 517 ) . وكما يكون المرء عاشقا للرزق فإن الرزق أيضاً عاشق له كما قال صلّى اللّه عليه وسلّم : [ إن الرزق يطلب العبد كما يطلبه ] ، وفي رواية أخرى وكما يطلبه أجله ( استعلامى 5 / 331 ) .
( 2401 - 2403 ) : يسوق مولانا هنا حكاية لها أمثال عديدة في كتب الصوفية ( مآخذ 178 و 179 ) ، لكن المهم انه يذكر بطلها " كزاهد " ، وليس كصوفى ومن سوق مولانا جلال الدين لهذه الحكايات وطريقة تعبيره عنها يتضح موقفه من هذا النوع من الزهاد أو الصوفية المتنطعين الحرفيين والزاهد هنا متنطع وحرفى يذكر بذلك الزاهد الآخر الوارد في الكتاب الثالث من المثنوى والذي شق على نفسه فنذر ألا يقطع ثمرة من شجرة جبلية ولا يهزها ولا يطلب من أحد تصريحا وكناية أن يهزها ، وأنه لن يأكل إلا مما تسقطه الريح من الشجرة ، وكيف أخذته الغيرة الإلهية فأخذ مع لصوص وقطعت يده .
( انظر الكتاب الثالث ، الأبيات 1636 - 1639 و 1674 - 1684 وشروحها ) إن هذا يكون أشبه بامتحان الله ، ومن امتحن الله تعرض لامتحانات القضاء ( انظر الكتاب الرابع الأبيات 360 - 386 وشروحها ) والحديث المذكور في البيتين هو حديث : [ إن الرزق يطلب العبد كما يطلبه ] .
( 2416 - 2418 ) : يخاطب الدرويش قلبه : ها أنت أيها القلب تعرف السر وتعرف أن الله هو الرزاق ساق إليك الرزق وأنت شبه جثة ، فكفاك تدلا ( حتى التدلل هنا مكروه ، وانظر الكتاب الثالث ، الأبيات 1320 - 1325 وشروحها ) ، ويجيب القلب : أجل أعلم ، لكنني متعمدٌ فيما أفعل كي أؤمن تماما أن الله هو الرزاق ! !
( 2419 - 2424 ) : يجيب الثعلب : إن كل هذه حكايات ، ولو كان الله تعالى يريد منك أن تقعد بلا كسب لما خلق لك يدا ، ولا قدما ، ثم إن هذا العالم قائم على الكسب ، أتراك بكسبك وبعلمك تنفع نفسك فحسب ؟ !
لا . . . إنك جزء من مجتمع ولكل واحد حرفته التي يتكسب منها ويفيد الآخرين ويستفيد هو أيضاً من أعمال الآخرين وحرفهم ، والدنيا قائمة على هذه المشاركة ، كل إنسان يعمل : " ومن أخذ من الناس المنافع ولم يعطهم نفعا لم يدخل تحت قوله تعالى :وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ، ولهذا ذم من يدعى التصوف فيتعطل ولا يكون له علم يؤخذ منه ولا عملٌ صالح في الدين يقتدى به بل يجعل همته عادية بطنه لأنه انسلخ من الإنسانية بل من الحيوانية وصار من جنس الموتى "
“ 544 “
( انقروى 5 / 251 ) . وترجمت " طبل خوارى " في البيت 2424 بالخيال الساذج بينما ترجمها المترجمون والمفسرون ب " الأكل بالمجان " ، لأن فيها إشارة إلى الثعلب الذي ظن من صوت الطبل أن فيها شحما فمزقها من خياله الساذج ولم يجد عندها شيئا .
( 2425 - 2430 ) : قال الحمار : إنني أعرف مهنة ولا كسب أفضل من التوكل لأن الله سبحانه وتعالى يقول :وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ( ولا نظير لمهنة الشكر لأنه سبحانه وتعالى القائل :لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ( إبراهيم / 7 ) ، وهكذا طال الجدل بينهما وطال الخطاب ، وعلم الثعلب أن هذه المناقشة لن تفصى إلى نتيجة ، فأراد أن يدخل إلى الحمار من باب آخر : باب التحذير والتخويف من التهلكة ، فالله سبحانه وتعالى أمرنا بهذا في قوله تعالىوَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ( البقرة / 195 ) ، هيا . . . انتقل من هذه التهلكة فأرض الله واسعة ، هيا معي المروج .
( 2434 - 2439 ) : تذكر هذه الأبيات بما ورد في حكاية الشاعر الذي عاد من العراق فقيرا مهلهل الثياب لا تبدو على هيئته آثار النعمة ولا على وجهه نضرة النعيم لا في باطنه سيماء المؤثرين ، ومع ذلك فهو يتفنج ويدعى ( انظر الكتاب الرابع - الأبيات 1739 - 1754 وشروحها ) ، وهذا هو أيضاً الثعلب ، إن الحمار ( لأنه حمار ) ، لم يقل له : وأين آثار هذه الجنة التي تعيش فيها عليك أنت ، إن المنطق لا بد من اجل أن يكون مؤثرا وقابلا للصدق أن يكون هناك شئ من العمل والواقع إلى جواره وإلا لكذب المظهر القول مثل كثير ممن سخر منهم مولانا .
( 2440 - 2445 ) : وهذا أشبه بذلك الجمل الذي سأله أحدهم : من أين أتيت ؟ !
قال من حمام حيك الساخن ، فقال إن هذا يبدو على ركبتيك ، أي أنك إذا كنت في الحمام لظهر ذلك على هيئتك وعلى قدمك . وذكر فروزانفر ونيكلسون أنهما لم يجدا مصدرا لهذا المثال قبل مولانا ( استعلامى 5 / 332 ) ،
ويواصل مولانا : إن الادعاء يبعد الرحمة ومن ثم تحدث الفضيحة ، وفي سلسلة المدعين قدم لنا مولانا جلال الدين في الكتاب الثالث ، الريفي الذي خدع الحضري وابن آوى الذي سقط في دن الصباغ ، والنفاج الذي كان يدهن شاربه بشحمة وسرقتها القطة ، ثم كبير المدعين في تاريخ البشرية : فرعون الذي ادعى الألوهية ( انظر الكتاب الثالث ، الترجمة العربية ، صص 79 - 107 ) وها هو هنا يعود إلى فرعون : إذ لو كان فرعون هذا مؤمنا حقا بأنه " الرب الأعلى " ، لما خاف كل هذا الخوف
“ 545 “
من حية موسى ، ومن ثم طلب المهلة ، ومن هنا فقد فضح نفسه ، وكشفها أمام الأذكياء العارفين الذين قالوا : تراه حقا لو كان رب الدين لهلع كل هذا الهلع من دودة ؟ !
والواقع أن السهو هنا بين " حمار الحطاب " ، في العنوان و " حمار السقاء " ، في البيت الأول ، فالحكاية هنا لا دخل لها بحمار القصار ، وحمار القصاء هو الذي يرويها ليضرب مثلا على أن كل نعمة مقرونة بغم ، ومن ثم أولى بالإنسان أن يطلب من الله المغفرة له لذة الدنيا والآخرة ، لأن الاستغفار مقرون بالرزق وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ( هود / 3 ) ،
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً ( نوح / 10 - 12 ) .
وقد قيل " العناية تهدم الجناية وتورث الهداية وتصل الولاية ، ( انقروى 5 / 511 ) ، فالنعمة فخ حبة ظاهر وشبكته خفية . والحكاية المذكورة هنا لم يهتم أحد بالبحث عن أصل لها وفي الحكاية روح حكايات كليلة ودمنة " وتشبه حكاية فأر المنزل الذي دعا فأر الحقول إلى المنزل للتناول من خيراته ورؤية فأر الحقول للمصيدة وتفضيله الفقر مع العافية عن الغنى مع الخطر " .
( 2382 - 2387 ) : عودة إلى مناقشة الثعلب مع حمار القصار وتدور المناقشة حول فكرة التوكل والكسب وهي من الأفكار التي ناقشها مولانا في الكتاب الأول في قصة الأسد والوحوش ( من البيت 903 إلى البيت 1398 من الكتاب الأول ) ، وكل فريق يجد من الكتاب والسنة ما يدعم رأيه بل وحاولوا التلفيق بين التوكل والكسب ، وقالوا أن التوكل لا يعنى القعود عن الكسب ، بل ينبغي أن يكون ثم كسب مقرون بالتوكل :
" التوكل حال النبي والسعي سنته فمن ابتغى حاله لا يتركن سنته " ، كما ورد في الرسالة
542 “
القشيرية .
ومما يتفق ومعنى الحديث " اعقلها وتوكل " ، ما روى من قول عمر رضي اللّه عنه للرسول صلّى اللّه عليه وسلّم : يا رسول الله أرأيت ما نعمل فيه أعلى أمر قد فرغ منه أو على أمر مبتدأ ؟!
فقال :
على أمر قد فرغ منه ، فقال عمر : أفلا نتكل وندع العمل ؟ ! فقال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، كما ورد في التعرف على مذهب أهل التصوف للكلاباذى ، فالتوكل محله القلب والحركة بالظاهر ولا يتناقضان ( عن تعليقات كفافى على القصة المذكورة في الكتاب الأول ، ص 487 )
والحمار هنا هو الذي يدافع عن التوكل ، بينما يدافع الثعلب عن الكسب حتى يجر الحمار من موطنه إلى حيث يوجد الأسد ، يقول الثعلب : إن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بطلب الرزق من مظانه ، والرزق مرهون بهذا الطلب ، وقد قال تعالى :فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( الجمعة / 10 ) ،
وقال صلّى اللّه عليه وسلّم : طلب الحلال فريضة بعد الفريضة ، وقال أيضاً : طلب الحلال واجب على كل مسلم ، ( انقروى 5 / 514 ) .
ومن أقواله أيضاً صلّى اللّه عليه وسلّم :
أبواب الأرزاق مقفولة والحركة مفتاحها . ( أحاديث مثنوى ، ص 168 ) .
( 2388 - 2392 ) : يجيب الحمار مدافعا عن التوكل بمضمون ناظر إلى الآية الكريمةوَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ ( العنكبوت / 60 ) .
والحديث الشريف :
[ لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تعدو خماصا وتروح بطانا ] .
وقوله تعالى :وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً( الطلاق / 2 - 3 ) .
والأبيات كلها تكرار لأفكار بل وتعبيرات وردت في حديقة الحقيقة ( انظر الأبيات 796 - 822 ، صص 105 - 107 من المتن الفارسي ) .
( 2393 - 2397 ) : يرد الثعلب : إن هذا التوكل الذي تتحدث عنه أمر نادر الحدوث ، إنه ديدن الكمل من الرجال من أوليائه وأحبائه ، الذين رضى عنهم وأرضاهم ، فإذا كان الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم قد شبه القناعة بأنها الكنز ، فمن تراه وصل إلى هذا الكنز ، أتراك - وأنت حمار - تطمع في هذا الكنز وتريده لنفسك ، اعلم قدرك واحفظ أدبك ، وإلا سقطت في الفتنة وفي الشر ، إذا وضعت هذه النفس في غير موضعها
( 2397 - 2400 ) : يرد الحمار : إن هذا قلب للأمور منك أيها الثعلب فمن أين تأتى الفتنة ومن أين يأتي الشر إذا اعتصم الإنسان بالقناعة ، إن الفتنة والشر إنما يتأتيان من الطمع
“ 543 “
وقد قال صلّى اللّه عليه وسلّم [ إياكم والطمع فإنه هو الفقر الحاضر وإياكم وما يعتذر منه ] ( انقروى 5 / 517 ) . وكما يكون المرء عاشقا للرزق فإن الرزق أيضاً عاشق له كما قال صلّى اللّه عليه وسلّم : [ إن الرزق يطلب العبد كما يطلبه ] ، وفي رواية أخرى وكما يطلبه أجله ( استعلامى 5 / 331 ) .
( 2401 - 2403 ) : يسوق مولانا هنا حكاية لها أمثال عديدة في كتب الصوفية ( مآخذ 178 و 179 ) ، لكن المهم انه يذكر بطلها " كزاهد " ، وليس كصوفى ومن سوق مولانا جلال الدين لهذه الحكايات وطريقة تعبيره عنها يتضح موقفه من هذا النوع من الزهاد أو الصوفية المتنطعين الحرفيين والزاهد هنا متنطع وحرفى يذكر بذلك الزاهد الآخر الوارد في الكتاب الثالث من المثنوى والذي شق على نفسه فنذر ألا يقطع ثمرة من شجرة جبلية ولا يهزها ولا يطلب من أحد تصريحا وكناية أن يهزها ، وأنه لن يأكل إلا مما تسقطه الريح من الشجرة ، وكيف أخذته الغيرة الإلهية فأخذ مع لصوص وقطعت يده .
( انظر الكتاب الثالث ، الأبيات 1636 - 1639 و 1674 - 1684 وشروحها ) إن هذا يكون أشبه بامتحان الله ، ومن امتحن الله تعرض لامتحانات القضاء ( انظر الكتاب الرابع الأبيات 360 - 386 وشروحها ) والحديث المذكور في البيتين هو حديث : [ إن الرزق يطلب العبد كما يطلبه ] .
( 2416 - 2418 ) : يخاطب الدرويش قلبه : ها أنت أيها القلب تعرف السر وتعرف أن الله هو الرزاق ساق إليك الرزق وأنت شبه جثة ، فكفاك تدلا ( حتى التدلل هنا مكروه ، وانظر الكتاب الثالث ، الأبيات 1320 - 1325 وشروحها ) ، ويجيب القلب : أجل أعلم ، لكنني متعمدٌ فيما أفعل كي أؤمن تماما أن الله هو الرزاق ! !
( 2419 - 2424 ) : يجيب الثعلب : إن كل هذه حكايات ، ولو كان الله تعالى يريد منك أن تقعد بلا كسب لما خلق لك يدا ، ولا قدما ، ثم إن هذا العالم قائم على الكسب ، أتراك بكسبك وبعلمك تنفع نفسك فحسب ؟ !
لا . . . إنك جزء من مجتمع ولكل واحد حرفته التي يتكسب منها ويفيد الآخرين ويستفيد هو أيضاً من أعمال الآخرين وحرفهم ، والدنيا قائمة على هذه المشاركة ، كل إنسان يعمل : " ومن أخذ من الناس المنافع ولم يعطهم نفعا لم يدخل تحت قوله تعالى :وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ، ولهذا ذم من يدعى التصوف فيتعطل ولا يكون له علم يؤخذ منه ولا عملٌ صالح في الدين يقتدى به بل يجعل همته عادية بطنه لأنه انسلخ من الإنسانية بل من الحيوانية وصار من جنس الموتى "
“ 544 “
( انقروى 5 / 251 ) . وترجمت " طبل خوارى " في البيت 2424 بالخيال الساذج بينما ترجمها المترجمون والمفسرون ب " الأكل بالمجان " ، لأن فيها إشارة إلى الثعلب الذي ظن من صوت الطبل أن فيها شحما فمزقها من خياله الساذج ولم يجد عندها شيئا .
( 2425 - 2430 ) : قال الحمار : إنني أعرف مهنة ولا كسب أفضل من التوكل لأن الله سبحانه وتعالى يقول :وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ( ولا نظير لمهنة الشكر لأنه سبحانه وتعالى القائل :لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ( إبراهيم / 7 ) ، وهكذا طال الجدل بينهما وطال الخطاب ، وعلم الثعلب أن هذه المناقشة لن تفصى إلى نتيجة ، فأراد أن يدخل إلى الحمار من باب آخر : باب التحذير والتخويف من التهلكة ، فالله سبحانه وتعالى أمرنا بهذا في قوله تعالىوَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ( البقرة / 195 ) ، هيا . . . انتقل من هذه التهلكة فأرض الله واسعة ، هيا معي المروج .
( 2434 - 2439 ) : تذكر هذه الأبيات بما ورد في حكاية الشاعر الذي عاد من العراق فقيرا مهلهل الثياب لا تبدو على هيئته آثار النعمة ولا على وجهه نضرة النعيم لا في باطنه سيماء المؤثرين ، ومع ذلك فهو يتفنج ويدعى ( انظر الكتاب الرابع - الأبيات 1739 - 1754 وشروحها ) ، وهذا هو أيضاً الثعلب ، إن الحمار ( لأنه حمار ) ، لم يقل له : وأين آثار هذه الجنة التي تعيش فيها عليك أنت ، إن المنطق لا بد من اجل أن يكون مؤثرا وقابلا للصدق أن يكون هناك شئ من العمل والواقع إلى جواره وإلا لكذب المظهر القول مثل كثير ممن سخر منهم مولانا .
( 2440 - 2445 ) : وهذا أشبه بذلك الجمل الذي سأله أحدهم : من أين أتيت ؟ !
قال من حمام حيك الساخن ، فقال إن هذا يبدو على ركبتيك ، أي أنك إذا كنت في الحمام لظهر ذلك على هيئتك وعلى قدمك . وذكر فروزانفر ونيكلسون أنهما لم يجدا مصدرا لهذا المثال قبل مولانا ( استعلامى 5 / 332 ) ،
ويواصل مولانا : إن الادعاء يبعد الرحمة ومن ثم تحدث الفضيحة ، وفي سلسلة المدعين قدم لنا مولانا جلال الدين في الكتاب الثالث ، الريفي الذي خدع الحضري وابن آوى الذي سقط في دن الصباغ ، والنفاج الذي كان يدهن شاربه بشحمة وسرقتها القطة ، ثم كبير المدعين في تاريخ البشرية : فرعون الذي ادعى الألوهية ( انظر الكتاب الثالث ، الترجمة العربية ، صص 79 - 107 ) وها هو هنا يعود إلى فرعون : إذ لو كان فرعون هذا مؤمنا حقا بأنه " الرب الأعلى " ، لما خاف كل هذا الخوف
“ 545 “
من حية موسى ، ومن ثم طلب المهلة ، ومن هنا فقد فضح نفسه ، وكشفها أمام الأذكياء العارفين الذين قالوا : تراه حقا لو كان رب الدين لهلع كل هذا الهلع من دودة ؟ !
( 2446 - 2454 ) : يظل مولانا جلال الدين مستمرا في إفاضاته ، فيخاطب النفس الفرعونية : إن هذا السكر الذي تحس به من شربك النبيذ ، فلا نصيب لك من عناقيد الغيب أي المعارف الإلهية وشراب الحكمة ، وهناك إمارات لا تبدو ولن تبدو عليك من أجل هذا أهمها التجافي عن دار الغرور
( انظر 3080 - 3084 من الكتاب الرابع وشروحها ) ، لأن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لما قرأأَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ
قال إذا دخل النور في القلب انشرح وانفسح فقال الصحابة : وما علامة ذلك يا رسول الله ، قال : التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار السرور والتأهب للموت قبل نزوله ( مولوى 5 / 352 ) .
والماء الأجاج هو نعمة الدنيا وكلام المزورين من الشيوخ والماء العذب هو ماء المعرفة وكلام الكمل من الشيوخ والمرشدين ، والإيمان الحقيقي يختلف عن التقليد والادعاء ( عن المقلد والمحقق وهو عكس المقلد ، انظر الكتاب الثاني - 494 - 505 ) .
وهذا المقلد غالبا ما يكون عرضة للشيطان يقف له في الطريق ، إنه واهى الإيمان ، وضعيف الإيمان عادة ما يكون ألعوبة في يد الشيطان ، غير ثابت ، حاله كريشة في فلاة ، تحيط به الشكوك والريب ، ولا علاج له إلا بالإيمان فهو كزبد البحر ، لا يهدأ ولا يسكن إلا إذا وصل إلى الشاطئ ، لأن الشاطئ هو أصله الترابى الذي يحن إليه .
( 2455 - 2469 ) : يعود مولانا إلى قصة حمار القصار لكنه لا يلبث أن يتركها ، لقد كان منطق الثعلب منطقا جميلا ، لكنه فاه به كالمقلد ، فاه به من أجل أن يوقع الحمار لا أكثر ولم يفه به إيماناً ، إن هذا الثعلب شأنه شأن المقلد وشأن المنافق تحدث عن المعرفة ومدحها ، لكنه لم يكن تواقا إليها ، إنه أشبه بالنائحة الأجيرة ، خمش وجهه ومزق ثوبه ، لكنه لم يكن عاشقا ( العاشق هو القمة التي يصل إليها المرء بعد أن يكون عالما ) ( انظر البيت 491 من الكتاب الثاني ) ،
إنه كعذر المنافق موجود علي شفته لا في قلبه لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ قيلت عندما اعتذر المنافقون إلى الرسول عن القتال شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا( الفتح / 11 ) ، ووَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ.
إن فيه رائحة من فاكهة سرور المعرفة ، لكنه ليس هذه الفاكهة ، إنه يستخدم هذه الرائحة ، أي منطقه وحديثه من أجل أذى الناس ، إن علمه كمصباح في يد لص وذلاقة لسانه من أجل
“ 546 “
الخداع ، وما أشبهه بامرأة ، ( ليست المرأة هنا للجنس ولكن لم لا قدرة له على الطريق ، ورب امرأة في الطريق تكون خيرا من عشرات الرجال ) ، تتشدق بالشجاعة وشق الصوف ، لكنها إن أمسكت بالسيف ، أي إن خرجت من مرحلة القول إلى مرحلة الفعل ، ارتعدت وظهرت على حقيقتها ، هكذا أيضاً عقلك إن كان في الأنثى غير قادر على إدراك عوالم الغيب ومعرفة الحق ، وكان خاضعا للنفس الأمارة بالسوء - خضوع الأنثى للذكر - إن الأنثى تستطيع أيضاً أن تهاجم لكن بشكل ظاهري فقط ، لكن آفة هذا الهجوم ، وآفة هذه السطوة هي الاهتمام بالأشكال والألوان والروائح وظواهر الأمور ، إن صاحب العقل الأنثوى يشبه تماما هذا الحمار ، لقد قاوم وقاوم ، لكنه بمجرد أن سمع حديثا عن الألوان والأشكال الموجودة في المروج ، نسي كل ما قدمه من حجج ، وأصبح مثل الظمآن الذي يطلب المطر ولا سحاب هناك ، أي ذلك الذي يطلب الأمور في غيبة أسبابها ، فكأنه يطلب المحال ومثال أيضاً ذلك الجائع الذي لم يلجأ إلى درع الصبر ( انظر لتفسير مفصل عن درع الصبر ، الكتاب الثالث ، الأبيات 1848 - 1854 وشروحها ) ، ومكتوب على درع الصبر جاء الظفر إشارة إلى القول المأثور " من صبر ظفر " ( مولوى 5 / 355 ) .
( 2470 - 2483 ) : القياس في مصطلح مولانا يذكر في مقابل العيان والمشاهدة والإدراك الباطني للحقائق أو في مواجهة النص ( ولا قياس مع نص ) . ( انظر الكتاب الثالث ، الأبيات 3585 - 3589 وشروحها ) ، والقياس مجرد رائحة من الإدراك وليس إدراكا ، فإذا أردت أن تتحول شذرات نقلك التي قمشتها من هنا وهناك إلى إدراك وفيض فداوم على مجالس المرشدين ، وفيها تخرج معدتك من مرحلة الحمارية " يخرج عقلك من مرحلة التقليد " ، إلى مرحلة الغزلانية " مرحلة التحقيق " ، وتفيض منك الحكمة كما يفيض المسك من نافجة الغزال ، وهكذا فاعلم أن الحكمة هي غذاء الأرواح ، وانظر : ألا ترى أن الحيوان هو الذي يداوم على أكل العلف ومن ثم يصير أضحية للذبح ، أما الإنسان فينبغي أن يكون قوته من نور الله ، بحيث يصبح جديرا بحمل القرآن وبيان معانيه وحكمه للناس ، وهكذا فاعلم أن نصفك من الطين وهو جسدك ونصفك من النفحة الإلهية وهو روحك ، فداوم على تقليل جانب الطين وزيادة جانب الروح من نفسك ، حتى تشرف بالتحقيق ويكون لأقوالك نتيجة وتأثير " ورقا وثمرا " ، لا مثل ذلك المقلد ، الذي يعرف هو نفسه أن أقواله هذه لا بهاء فيها ولا نور ، إنه مهما يتشدق بها ، يكون مرتعدا في داخله مرتعشا خائفا ،
“ 547 “
فانظر إلى من يتوقح على الناس ويخيفهم وهو في الواقع أشد خوفا منهم ؟ !
( انظر 3080 - 3084 من الكتاب الرابع وشروحها ) ، لأن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لما قرأأَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ
قال إذا دخل النور في القلب انشرح وانفسح فقال الصحابة : وما علامة ذلك يا رسول الله ، قال : التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار السرور والتأهب للموت قبل نزوله ( مولوى 5 / 352 ) .
والماء الأجاج هو نعمة الدنيا وكلام المزورين من الشيوخ والماء العذب هو ماء المعرفة وكلام الكمل من الشيوخ والمرشدين ، والإيمان الحقيقي يختلف عن التقليد والادعاء ( عن المقلد والمحقق وهو عكس المقلد ، انظر الكتاب الثاني - 494 - 505 ) .
وهذا المقلد غالبا ما يكون عرضة للشيطان يقف له في الطريق ، إنه واهى الإيمان ، وضعيف الإيمان عادة ما يكون ألعوبة في يد الشيطان ، غير ثابت ، حاله كريشة في فلاة ، تحيط به الشكوك والريب ، ولا علاج له إلا بالإيمان فهو كزبد البحر ، لا يهدأ ولا يسكن إلا إذا وصل إلى الشاطئ ، لأن الشاطئ هو أصله الترابى الذي يحن إليه .
( 2455 - 2469 ) : يعود مولانا إلى قصة حمار القصار لكنه لا يلبث أن يتركها ، لقد كان منطق الثعلب منطقا جميلا ، لكنه فاه به كالمقلد ، فاه به من أجل أن يوقع الحمار لا أكثر ولم يفه به إيماناً ، إن هذا الثعلب شأنه شأن المقلد وشأن المنافق تحدث عن المعرفة ومدحها ، لكنه لم يكن تواقا إليها ، إنه أشبه بالنائحة الأجيرة ، خمش وجهه ومزق ثوبه ، لكنه لم يكن عاشقا ( العاشق هو القمة التي يصل إليها المرء بعد أن يكون عالما ) ( انظر البيت 491 من الكتاب الثاني ) ،
إنه كعذر المنافق موجود علي شفته لا في قلبه لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ قيلت عندما اعتذر المنافقون إلى الرسول عن القتال شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا( الفتح / 11 ) ، ووَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ.
إن فيه رائحة من فاكهة سرور المعرفة ، لكنه ليس هذه الفاكهة ، إنه يستخدم هذه الرائحة ، أي منطقه وحديثه من أجل أذى الناس ، إن علمه كمصباح في يد لص وذلاقة لسانه من أجل
“ 546 “
الخداع ، وما أشبهه بامرأة ، ( ليست المرأة هنا للجنس ولكن لم لا قدرة له على الطريق ، ورب امرأة في الطريق تكون خيرا من عشرات الرجال ) ، تتشدق بالشجاعة وشق الصوف ، لكنها إن أمسكت بالسيف ، أي إن خرجت من مرحلة القول إلى مرحلة الفعل ، ارتعدت وظهرت على حقيقتها ، هكذا أيضاً عقلك إن كان في الأنثى غير قادر على إدراك عوالم الغيب ومعرفة الحق ، وكان خاضعا للنفس الأمارة بالسوء - خضوع الأنثى للذكر - إن الأنثى تستطيع أيضاً أن تهاجم لكن بشكل ظاهري فقط ، لكن آفة هذا الهجوم ، وآفة هذه السطوة هي الاهتمام بالأشكال والألوان والروائح وظواهر الأمور ، إن صاحب العقل الأنثوى يشبه تماما هذا الحمار ، لقد قاوم وقاوم ، لكنه بمجرد أن سمع حديثا عن الألوان والأشكال الموجودة في المروج ، نسي كل ما قدمه من حجج ، وأصبح مثل الظمآن الذي يطلب المطر ولا سحاب هناك ، أي ذلك الذي يطلب الأمور في غيبة أسبابها ، فكأنه يطلب المحال ومثال أيضاً ذلك الجائع الذي لم يلجأ إلى درع الصبر ( انظر لتفسير مفصل عن درع الصبر ، الكتاب الثالث ، الأبيات 1848 - 1854 وشروحها ) ، ومكتوب على درع الصبر جاء الظفر إشارة إلى القول المأثور " من صبر ظفر " ( مولوى 5 / 355 ) .
( 2470 - 2483 ) : القياس في مصطلح مولانا يذكر في مقابل العيان والمشاهدة والإدراك الباطني للحقائق أو في مواجهة النص ( ولا قياس مع نص ) . ( انظر الكتاب الثالث ، الأبيات 3585 - 3589 وشروحها ) ، والقياس مجرد رائحة من الإدراك وليس إدراكا ، فإذا أردت أن تتحول شذرات نقلك التي قمشتها من هنا وهناك إلى إدراك وفيض فداوم على مجالس المرشدين ، وفيها تخرج معدتك من مرحلة الحمارية " يخرج عقلك من مرحلة التقليد " ، إلى مرحلة الغزلانية " مرحلة التحقيق " ، وتفيض منك الحكمة كما يفيض المسك من نافجة الغزال ، وهكذا فاعلم أن الحكمة هي غذاء الأرواح ، وانظر : ألا ترى أن الحيوان هو الذي يداوم على أكل العلف ومن ثم يصير أضحية للذبح ، أما الإنسان فينبغي أن يكون قوته من نور الله ، بحيث يصبح جديرا بحمل القرآن وبيان معانيه وحكمه للناس ، وهكذا فاعلم أن نصفك من الطين وهو جسدك ونصفك من النفحة الإلهية وهو روحك ، فداوم على تقليل جانب الطين وزيادة جانب الروح من نفسك ، حتى تشرف بالتحقيق ويكون لأقوالك نتيجة وتأثير " ورقا وثمرا " ، لا مثل ذلك المقلد ، الذي يعرف هو نفسه أن أقواله هذه لا بهاء فيها ولا نور ، إنه مهما يتشدق بها ، يكون مرتعدا في داخله مرتعشا خائفا ،
“ 547 “
فانظر إلى من يتوقح على الناس ويخيفهم وهو في الواقع أشد خوفا منهم ؟ !
إن فاقد الشئ لا يعيطيه مهما تشدق به ومهما تحدث عنه ومهما تظاهر به ، إن الوعي بالذات مفتاح لكل تطور في الشخصية وتسام بها .
( 2484 - 2496 ) : الشيخ الكامل الواصل أو الشيخ النوراني هو القطب الذي تحدثنا عنه آنفا ، وهو كامل المعرفة بالعلم اللدني أو الغيبي لا من العلم المبنى على الدرس والمدرسة ( انظر للكامل والواصل ، البيت 2339 من الكتاب الذي بين أيدينا وعن العلم التحصيلي والمدرسة ، انظر الأبيات 3848 - 3854 من الكتاب الثالث وشروحها ) هذا الشيخ النوراني لا يفيض بعلمه إلا على من هو نوراني مثله ، فهناك كوة مفتوحة من القلب إلى القلب ، وكيف يفيض بنوره على من هو غير مستعد ، وهكذا فكما أن كل شئ ينقع في الدبس " عصير العنب المخمر " ،
يتخذ طعم الدبس ، فإن كل ما يقوله الشيخ الكامل يكون معجونا بالنور ، وإذا اقتبست من هذا العلم استطاع حتى القوم اللد المغرمون بالجدل والمقيمون على الباطل أن يستفيدوا منك ويهتدوا بنورك ، إن هذا العلم يكون كماء المطر ظاهرٌ تماما لأن السماء لا تمطر إلا طاهرا
( انظر لطهارة الماء الكتاب الذي بين أيدينا ، الأبيات 200 - 220 وشروحها ، حيث يفسر مولانا الماء بأنه أرواح الأولياء ) وبالاتصال بأرواح الأولياء ينبع الماء من داخلك ، يهبط إليك من منبعه الأصلي . ( انظر للماء الذي ينبع في الداخل ، انظر الكتاب الرابع ، البيتان 1092 - 1093 وشروحها ) . فلا تأخذه من قناة ( مصدر أو كتب ) ،
ولا يكون عندك مجرد فكرة أو ظن ، وكأنه القناة يتشاحن عليها المزارعون ، وعلوم الكتب مصدر مشاحنة وجدل وقيل وقال ، أما علوم الأولياء القائمة على وحى القلب وعلى الكشف فلم يحدث بشأنها جدل أو اختلاف . فالأولياء كنفس واحدة وعلومهم تختلف عن علوم الآخرين ( انظر 1140 - 1145 من الكتاب الرابع )
وهكذا انظر إلى جدل الحمار " المقلد " ، مع الثعلب برغم الأدلة التي ساقها الحمار وصموده أمام الثعلب مرة أو مرتين أو ثلاث مرات ، فقد سلم ، كانت حججه واهية لأنه هو نفسه لم يكن مقتنعا بها ، ومن هنا فقد سقط ، لأنه كان مفتقدا إلى الإدراك الداخلي ، إلى القناعة الداخلية بما يؤمن به ، كان الأمر مجرد فيهقة وقعقعة ألفاظ وتفاصح ، ولأن الثعلب أكثر فصاحة منه فقد هزمه وأفحمه ، كان "الحمار" جائعا، وكان جوعه وحرصه أشد من قناعته .
“ 548 “
( 2497 - 2500 ) : حكاية أخرى من حكايات مولانا جلال الدين ذات التعبيرات " الخارجة " بمفهوم عصرنا ، وهو نفسه يحس بهذا فيحتج ثانية ببيت لسنائى الغزنوي ( حديقة الحقيقة ، البيت 11280 وانظر لمناقشة هذا الموضوع شروح البيت 1333 من هذا الكتاب ) ، وواضح أن الحكاية هنا - شأنها شأن معظم الحكايات ذات التعبيرات والمضامين الخارجة مأخوذة من التراث الشعبي ، ويستشهد مولانا بالآية الكريمة إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها ، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ، وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا ، يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً ، وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ ( البقرة / 26 ) .
ويفسر مولانا بأن ما فوقها تعنى ما فوقها من مسببات الإنكار ويروى الانقروى 5 / 537 حديثا نبويا شريفا :
[ إن الله حيى كريم ، لا يستحيى رب محمد أن يضرب مثلا بالذباب والعنكبوت ] .
والفتن من أنواع الامتحانات ، وهي أشبه بميزان الحشر يبدي عيانا فعل المرء ، والحكاية تقدم أحد المدعين في سلسلة المدعين الذين يقدمهم مولانا ، فهذا المأبون فاقد الرجولة يحمل معه خنجرا من أجل الذين يفكرون - مجرد تفكير - في نيله بسوء .
( 2501 - 2505 ) : إن لم يكن ثم رجولة نابعة من الداخل فما فائدة الأسلحة والمغافر والخوذ ، وهب أنك امتلكت سيف على رضي اللّه عنه المسمى ذو الفقار فأين روح على ، وإذا كان المسيح عليه السّلام قد علمك دعاء إحياء الموتى فهل لديك نفس المسيح الموهوب من الله تعالى ، وإن كان لديك ثم سفينة فهل أنت مثل نوح ، وإذا كنت ادعيت مثلما أدعى آخرون في هذا العصر أنهم محطمو الأصنام ، فهل حطمت صنم نفسك ، لقد حطمت أصناماً ثم وضعت نفسك صنما أكبر " كان مولانا تنبأ بزعامات العصر الحديث " ، هب أنك تملك الآلة ، فأين الروح التي تستخدم هذه الآلة ؟ ! أين عزمك ومضاؤك ؟ ! ألا فلتخجل من نفسك ، إذا كان لديك كل ما يجعل منك " رجلا " ، لكنك لا تفتأ تتحدث فحسب .
( 2506 - 2509 ) : والرجولة ليست بالكلام ، إنها فعل ، فإن كل لديك الدليل على ما تقول من فعلك فأيت به ، وإلا فإن عدم العمل مع امتلاكك لآلة العلم وظروفه وإمكاناته دليل على قهر الله عز وجل وغضبه عليك ، فما جدوى أن تقوم بهداية الناس وأنت نفسك غير مهتد ، وبكلامك هذا مجرد كلام ، جعلت الخائفين والمرتعدين شجعانا ذوى جد في الطريق ، أليس من المثير للسخرية أن تنفع الجميع بما لديك دون أن تنفع نفسك ؟ ! أليس
“ 549 “
من المضحك أن تتحدث عن التوكل ، وأنت من حرصك وطمعك وراء المتاع الهزيل تفصد البعوضة في الهواء ؟ !
( 2510 - 2515 ) : إن هذا الذي يكمل أمارات الرجولة وعلاماتها " اللحية والشارب " ، دون أن يكون رجلا في الحقيقة والباطن إنما يثير السخرية في الواقع ، والرجولة الحقيقية تكون في العمل " العمل هنا بمعناه العام وهو أيضاً الرياضة والسلوك والتحمل ، تحمل المشاق في طريق الرجال الحقيقيين وفي الحرب الضارية ، حرب الجهاد مع النفس ، وهو الجهاد الأكبر ، والعمل هو الدواء للرجولة الظاهرية التي تخفى وراء نفسا " مخنثة " ، فتب عن هذه الرجولة التي تثير السخرية ، وتب عن الادعاء ، وتب عن اعتبار الكلام مجرد الكلام هو عناية المراد ، ودعك من جذبة الجسد ، واهتم بجذبة القلب ، فهي التي تجلب جذبة الحق " التي تساوى عمل الثقلين " ، وإن لم تكن تستطيع فتكلف هذا ، فحتى أن تكلفت سوف تجد من يجذبك من أذنيك يجرك بالرغم منك إلى ما فيه نجاتك .
( 2516 - 2518 ) : عودة إلى قصة الحمار والثعلب ، لقد نجح الثعلب لماذا ؟ ! لأنه كان " ثابتا " ، حتى الاحتيال - يحتاج إلى الثبات وإلى المواصلة والصبر ، فما بالك بالصفات الحسنة والأهداف النبيلة ، ويذكر مولانا في البيت 2517 بحكاية وردت في الكتاب الثاني حكاية أولئك الصوفية المعدمين الجوعى الذين نزل بساحتهم وزاويتهم صوفي سياح فباعوا حماره واشتروا به عشاء ثم أخذوا يغنون ويرددون ضاع الحمار ، ضاع الحمار ، وصاحب الحمار المسروق يردد ذلك معهم ( انظر الكتاب الثاني الأبيات 517 وما بعده وشروحها ) ، والصوفي صاحب الحمار هنا مثال على المقلد وفي البيت التالي 2518 يشير إلى حكاية الأسد والوحوش التي يخدع الأرنب في نهياتها الأسد ويلقى به في البئر .
( 2519 - 2532 ) : يترك مولانا قصة حمار القصار فلا يعود إليها إلا في البيت 2564 ، فهيا إياك ووساوس الشيطان ، سد أذنيك عنها ، وأفتح أذنيك فحسب إلى ما يحدثك به الولي مما أفاء الله عليه به من وحى القلب ، إن حديثه بمثابة الخمر الصافية التي تصب من الدنان الخسروية ، والمعارف الإلهية التي تفيض من لدن الحكيم الخبير مرت بهذه الشفة المباركة فازداد تأثيرها ، وما تميل هذه النفوس إلى خمر الدنيا هذه إلا لأنها حرمت من تلك الخمر الصافية ، خمر الولي ، تماما كالطائر الأعمى الذي يحرم من الماء العذب
“ 550 “
فيطوف حول الماء المالح ، ويتلهف عليه ، وهكذا النفس إن حرمتها المعاني والإفاضات طافت حول وساوس الشيطان .
( 2524 - 2537 ) : كما تنتاب مولانا جلال الدين أحوالٌ من القبض هناك أيضاً أحوال من البسط ، فالعالم كله يصل إلى مطلوبه ببركة الولي وبركة إفاضاته ، فهو موسى يتجلى في الصدور كما ملأ موسى عليه السّلام سيناء بنور التجلي ، ويمنح أولئك المقلدين العميان الذين يقومون بتقليد الأولياء دون فهم قوة الإدراك والبصيرة والرؤية ، إنها نوبة خسرو حلو الروح ( حلو بالفارسية " شيرين " وهنا تلاعب بقصة خسرو وشيرين ) ، هذا هو دور الولي ودور المرشد الكامل الحقيقي ، فلأي شك أن الأسرار الروحانية قد ملأت بواطننا ، وهؤلاء الحسان في جمال يوسف الصديق يسوقون عسكرهم من الغيب حاملين أحقاق السكر " بشارات الوصال " من مصر واسمعوا صليل الأجراس ، إنها هذه المرة ليست متوجهة إلى كنعان بقميص يوسف عليه السّلام يلقى على وجه يعقوب فيرتد بصيرا ، إنها نصيبنا الآن ، فتناوبوها أيها المريدون برغم الحاسدين والحاقدين ، وخذوا نصيبكم منها ، وهيا أيها الباحثين عن حلاوة المعرفة ، أدركوا أسرار الغيب ، لقد جاء بها الحبيب الحقيقي ، الحبيب الوحيد ، وهذا هو السرور الحقيقي ، سرور الروح وسرور المعرفة ، إن العالم كله ملىء بالسعادة ، والسعادة تملأ مدينتنا " بواطننا " ، من أقصاها إلى أدناها ، فقد قبل " قبلة الروح " الأرواح الواصلة إليه ، وإذا كنت تريد أن تعرف تأثير هذه المعرفة على كل المرارات التي كانت موجودة في المدينة ، فتخيل أنواع الفتوح ، والإفاضات قد ملأت هذه المدينة بحيث أن أشد الأشياء مرارة قد انقلبت حلوة ، فهيا اصعد وناد الفقراء والمعوزين إلى مائدة الروح ، فهذه فرصة الحجر الصلد ، من غلبت عليه الصفات البشرية ، والقلب القاسى ، لكي يتحول إلى ياقوت مطعم بالذهب ، إلى روح ذات نصيب من إفاضات الولي ، هذا هو أوان رقص ذرات الهباء ( البشر ) ، في ضوء ( الشمس ) ، وفي ديوان شمس :
ولماذا لا يسرع كل صوفي في الرقص كالذرة * في شمس البقاء حتى تخلصه من الزوال ؟ ؟
لقد سكر العشاق من هذه الرياض والبساتين التي تفتحت في بواطنهم ، ويد العناية الإلهية تقوم بفعلها فتجعل الروح تتصل بالحق بحيث تفنى وتذوب ولا نحس بوجودها وتصيح كما صاح الحسين بن منصور الحلاج " أنا الحق " ، فإذا كان الشيطان قد نجح في إغواء
“ 551 “
أحدهم ، وأبعده عن طريق الحق ، إذا كان الثعلب قد خدع الحمار فما بالك أنت ، لماذا تغتم أنت إنك لست حمارا في نهاية الأمر ، أنت إنسان فتصرف كإنسان .
( 2538 - 2545 ) : وردت الحكاية التي تبدأ بهذا البيت في ذيل زهر الآداب لأبى اسحق الحصري القيرواني وفي كلستان سعدى ( انظر مآخذ 179 / 180 ) وربما كانت من الفكاهات السائدة في عصر مولانا ، وهي تتردد أيضاً في كل عصور الطغيان السياسي وانعدام التمييز والقبض على الناس واعتقالهم بالباطل فيأخذون صاحب الحمار للسخرة بدلا من الحمار ، والتورية في رواية ذيل زهر الآداب واضحة تماما " وهذا كما حكي عن الحسين بن عبد السلام المصري المعروف بالجمل ، أنه مر ببعض إخوانه بعقبة النجارين وهو يعدو بأكثر مما يقدر عليه ، فقال : قف على ، مخافة أن تكون قد نزلت به نازلة ، فأتاه إلى الدار فخرج مستخفيا ، فقال : مالك يا أبا عبد الله ؟ ،
فقال : أما علمت أن السخرة وقعت في الجمال ؟ فما يؤمنني أن يقال هذا جمل فلا أتخلص إلا بالشفاعة " ( ذيل زهر الآداب ، ص 63 ويوجد مثيلتها في كلستان ، طبعة فروغى ، ص 31 ) .
( 2546 - 2550 ) : لا تخش أنت شيئا فمليك مدينتنا هو الخالق سبحانه وتعالى عادلٌ وصاحب تمييز . وإنك إن كنت إنسانا وحققت نسبتك إليه سبحانه وتعالى في النفخة الإلهية ، لا يمكن أن يأخذك كما يأخذ الحمار ، أنت إنسان مكرم سيد المخلوقات ، بك يستنير الفلك الرابع كما استنار بعيسى عليه السّلام من قبلك ، فأنت عيسى عصرك وأوانك ، وحاشاك أن يكون اصطبل " الدنيا " مقرا لك ، بل أنت أعلى من كل الأفلاك ،
( 2484 - 2496 ) : الشيخ الكامل الواصل أو الشيخ النوراني هو القطب الذي تحدثنا عنه آنفا ، وهو كامل المعرفة بالعلم اللدني أو الغيبي لا من العلم المبنى على الدرس والمدرسة ( انظر للكامل والواصل ، البيت 2339 من الكتاب الذي بين أيدينا وعن العلم التحصيلي والمدرسة ، انظر الأبيات 3848 - 3854 من الكتاب الثالث وشروحها ) هذا الشيخ النوراني لا يفيض بعلمه إلا على من هو نوراني مثله ، فهناك كوة مفتوحة من القلب إلى القلب ، وكيف يفيض بنوره على من هو غير مستعد ، وهكذا فكما أن كل شئ ينقع في الدبس " عصير العنب المخمر " ،
يتخذ طعم الدبس ، فإن كل ما يقوله الشيخ الكامل يكون معجونا بالنور ، وإذا اقتبست من هذا العلم استطاع حتى القوم اللد المغرمون بالجدل والمقيمون على الباطل أن يستفيدوا منك ويهتدوا بنورك ، إن هذا العلم يكون كماء المطر ظاهرٌ تماما لأن السماء لا تمطر إلا طاهرا
( انظر لطهارة الماء الكتاب الذي بين أيدينا ، الأبيات 200 - 220 وشروحها ، حيث يفسر مولانا الماء بأنه أرواح الأولياء ) وبالاتصال بأرواح الأولياء ينبع الماء من داخلك ، يهبط إليك من منبعه الأصلي . ( انظر للماء الذي ينبع في الداخل ، انظر الكتاب الرابع ، البيتان 1092 - 1093 وشروحها ) . فلا تأخذه من قناة ( مصدر أو كتب ) ،
ولا يكون عندك مجرد فكرة أو ظن ، وكأنه القناة يتشاحن عليها المزارعون ، وعلوم الكتب مصدر مشاحنة وجدل وقيل وقال ، أما علوم الأولياء القائمة على وحى القلب وعلى الكشف فلم يحدث بشأنها جدل أو اختلاف . فالأولياء كنفس واحدة وعلومهم تختلف عن علوم الآخرين ( انظر 1140 - 1145 من الكتاب الرابع )
وهكذا انظر إلى جدل الحمار " المقلد " ، مع الثعلب برغم الأدلة التي ساقها الحمار وصموده أمام الثعلب مرة أو مرتين أو ثلاث مرات ، فقد سلم ، كانت حججه واهية لأنه هو نفسه لم يكن مقتنعا بها ، ومن هنا فقد سقط ، لأنه كان مفتقدا إلى الإدراك الداخلي ، إلى القناعة الداخلية بما يؤمن به ، كان الأمر مجرد فيهقة وقعقعة ألفاظ وتفاصح ، ولأن الثعلب أكثر فصاحة منه فقد هزمه وأفحمه ، كان "الحمار" جائعا، وكان جوعه وحرصه أشد من قناعته .
“ 548 “
( 2497 - 2500 ) : حكاية أخرى من حكايات مولانا جلال الدين ذات التعبيرات " الخارجة " بمفهوم عصرنا ، وهو نفسه يحس بهذا فيحتج ثانية ببيت لسنائى الغزنوي ( حديقة الحقيقة ، البيت 11280 وانظر لمناقشة هذا الموضوع شروح البيت 1333 من هذا الكتاب ) ، وواضح أن الحكاية هنا - شأنها شأن معظم الحكايات ذات التعبيرات والمضامين الخارجة مأخوذة من التراث الشعبي ، ويستشهد مولانا بالآية الكريمة إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها ، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ، وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا ، يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً ، وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ ( البقرة / 26 ) .
ويفسر مولانا بأن ما فوقها تعنى ما فوقها من مسببات الإنكار ويروى الانقروى 5 / 537 حديثا نبويا شريفا :
[ إن الله حيى كريم ، لا يستحيى رب محمد أن يضرب مثلا بالذباب والعنكبوت ] .
والفتن من أنواع الامتحانات ، وهي أشبه بميزان الحشر يبدي عيانا فعل المرء ، والحكاية تقدم أحد المدعين في سلسلة المدعين الذين يقدمهم مولانا ، فهذا المأبون فاقد الرجولة يحمل معه خنجرا من أجل الذين يفكرون - مجرد تفكير - في نيله بسوء .
( 2501 - 2505 ) : إن لم يكن ثم رجولة نابعة من الداخل فما فائدة الأسلحة والمغافر والخوذ ، وهب أنك امتلكت سيف على رضي اللّه عنه المسمى ذو الفقار فأين روح على ، وإذا كان المسيح عليه السّلام قد علمك دعاء إحياء الموتى فهل لديك نفس المسيح الموهوب من الله تعالى ، وإن كان لديك ثم سفينة فهل أنت مثل نوح ، وإذا كنت ادعيت مثلما أدعى آخرون في هذا العصر أنهم محطمو الأصنام ، فهل حطمت صنم نفسك ، لقد حطمت أصناماً ثم وضعت نفسك صنما أكبر " كان مولانا تنبأ بزعامات العصر الحديث " ، هب أنك تملك الآلة ، فأين الروح التي تستخدم هذه الآلة ؟ ! أين عزمك ومضاؤك ؟ ! ألا فلتخجل من نفسك ، إذا كان لديك كل ما يجعل منك " رجلا " ، لكنك لا تفتأ تتحدث فحسب .
( 2506 - 2509 ) : والرجولة ليست بالكلام ، إنها فعل ، فإن كل لديك الدليل على ما تقول من فعلك فأيت به ، وإلا فإن عدم العمل مع امتلاكك لآلة العلم وظروفه وإمكاناته دليل على قهر الله عز وجل وغضبه عليك ، فما جدوى أن تقوم بهداية الناس وأنت نفسك غير مهتد ، وبكلامك هذا مجرد كلام ، جعلت الخائفين والمرتعدين شجعانا ذوى جد في الطريق ، أليس من المثير للسخرية أن تنفع الجميع بما لديك دون أن تنفع نفسك ؟ ! أليس
“ 549 “
من المضحك أن تتحدث عن التوكل ، وأنت من حرصك وطمعك وراء المتاع الهزيل تفصد البعوضة في الهواء ؟ !
( 2510 - 2515 ) : إن هذا الذي يكمل أمارات الرجولة وعلاماتها " اللحية والشارب " ، دون أن يكون رجلا في الحقيقة والباطن إنما يثير السخرية في الواقع ، والرجولة الحقيقية تكون في العمل " العمل هنا بمعناه العام وهو أيضاً الرياضة والسلوك والتحمل ، تحمل المشاق في طريق الرجال الحقيقيين وفي الحرب الضارية ، حرب الجهاد مع النفس ، وهو الجهاد الأكبر ، والعمل هو الدواء للرجولة الظاهرية التي تخفى وراء نفسا " مخنثة " ، فتب عن هذه الرجولة التي تثير السخرية ، وتب عن الادعاء ، وتب عن اعتبار الكلام مجرد الكلام هو عناية المراد ، ودعك من جذبة الجسد ، واهتم بجذبة القلب ، فهي التي تجلب جذبة الحق " التي تساوى عمل الثقلين " ، وإن لم تكن تستطيع فتكلف هذا ، فحتى أن تكلفت سوف تجد من يجذبك من أذنيك يجرك بالرغم منك إلى ما فيه نجاتك .
( 2516 - 2518 ) : عودة إلى قصة الحمار والثعلب ، لقد نجح الثعلب لماذا ؟ ! لأنه كان " ثابتا " ، حتى الاحتيال - يحتاج إلى الثبات وإلى المواصلة والصبر ، فما بالك بالصفات الحسنة والأهداف النبيلة ، ويذكر مولانا في البيت 2517 بحكاية وردت في الكتاب الثاني حكاية أولئك الصوفية المعدمين الجوعى الذين نزل بساحتهم وزاويتهم صوفي سياح فباعوا حماره واشتروا به عشاء ثم أخذوا يغنون ويرددون ضاع الحمار ، ضاع الحمار ، وصاحب الحمار المسروق يردد ذلك معهم ( انظر الكتاب الثاني الأبيات 517 وما بعده وشروحها ) ، والصوفي صاحب الحمار هنا مثال على المقلد وفي البيت التالي 2518 يشير إلى حكاية الأسد والوحوش التي يخدع الأرنب في نهياتها الأسد ويلقى به في البئر .
( 2519 - 2532 ) : يترك مولانا قصة حمار القصار فلا يعود إليها إلا في البيت 2564 ، فهيا إياك ووساوس الشيطان ، سد أذنيك عنها ، وأفتح أذنيك فحسب إلى ما يحدثك به الولي مما أفاء الله عليه به من وحى القلب ، إن حديثه بمثابة الخمر الصافية التي تصب من الدنان الخسروية ، والمعارف الإلهية التي تفيض من لدن الحكيم الخبير مرت بهذه الشفة المباركة فازداد تأثيرها ، وما تميل هذه النفوس إلى خمر الدنيا هذه إلا لأنها حرمت من تلك الخمر الصافية ، خمر الولي ، تماما كالطائر الأعمى الذي يحرم من الماء العذب
“ 550 “
فيطوف حول الماء المالح ، ويتلهف عليه ، وهكذا النفس إن حرمتها المعاني والإفاضات طافت حول وساوس الشيطان .
( 2524 - 2537 ) : كما تنتاب مولانا جلال الدين أحوالٌ من القبض هناك أيضاً أحوال من البسط ، فالعالم كله يصل إلى مطلوبه ببركة الولي وبركة إفاضاته ، فهو موسى يتجلى في الصدور كما ملأ موسى عليه السّلام سيناء بنور التجلي ، ويمنح أولئك المقلدين العميان الذين يقومون بتقليد الأولياء دون فهم قوة الإدراك والبصيرة والرؤية ، إنها نوبة خسرو حلو الروح ( حلو بالفارسية " شيرين " وهنا تلاعب بقصة خسرو وشيرين ) ، هذا هو دور الولي ودور المرشد الكامل الحقيقي ، فلأي شك أن الأسرار الروحانية قد ملأت بواطننا ، وهؤلاء الحسان في جمال يوسف الصديق يسوقون عسكرهم من الغيب حاملين أحقاق السكر " بشارات الوصال " من مصر واسمعوا صليل الأجراس ، إنها هذه المرة ليست متوجهة إلى كنعان بقميص يوسف عليه السّلام يلقى على وجه يعقوب فيرتد بصيرا ، إنها نصيبنا الآن ، فتناوبوها أيها المريدون برغم الحاسدين والحاقدين ، وخذوا نصيبكم منها ، وهيا أيها الباحثين عن حلاوة المعرفة ، أدركوا أسرار الغيب ، لقد جاء بها الحبيب الحقيقي ، الحبيب الوحيد ، وهذا هو السرور الحقيقي ، سرور الروح وسرور المعرفة ، إن العالم كله ملىء بالسعادة ، والسعادة تملأ مدينتنا " بواطننا " ، من أقصاها إلى أدناها ، فقد قبل " قبلة الروح " الأرواح الواصلة إليه ، وإذا كنت تريد أن تعرف تأثير هذه المعرفة على كل المرارات التي كانت موجودة في المدينة ، فتخيل أنواع الفتوح ، والإفاضات قد ملأت هذه المدينة بحيث أن أشد الأشياء مرارة قد انقلبت حلوة ، فهيا اصعد وناد الفقراء والمعوزين إلى مائدة الروح ، فهذه فرصة الحجر الصلد ، من غلبت عليه الصفات البشرية ، والقلب القاسى ، لكي يتحول إلى ياقوت مطعم بالذهب ، إلى روح ذات نصيب من إفاضات الولي ، هذا هو أوان رقص ذرات الهباء ( البشر ) ، في ضوء ( الشمس ) ، وفي ديوان شمس :
ولماذا لا يسرع كل صوفي في الرقص كالذرة * في شمس البقاء حتى تخلصه من الزوال ؟ ؟
لقد سكر العشاق من هذه الرياض والبساتين التي تفتحت في بواطنهم ، ويد العناية الإلهية تقوم بفعلها فتجعل الروح تتصل بالحق بحيث تفنى وتذوب ولا نحس بوجودها وتصيح كما صاح الحسين بن منصور الحلاج " أنا الحق " ، فإذا كان الشيطان قد نجح في إغواء
“ 551 “
أحدهم ، وأبعده عن طريق الحق ، إذا كان الثعلب قد خدع الحمار فما بالك أنت ، لماذا تغتم أنت إنك لست حمارا في نهاية الأمر ، أنت إنسان فتصرف كإنسان .
( 2538 - 2545 ) : وردت الحكاية التي تبدأ بهذا البيت في ذيل زهر الآداب لأبى اسحق الحصري القيرواني وفي كلستان سعدى ( انظر مآخذ 179 / 180 ) وربما كانت من الفكاهات السائدة في عصر مولانا ، وهي تتردد أيضاً في كل عصور الطغيان السياسي وانعدام التمييز والقبض على الناس واعتقالهم بالباطل فيأخذون صاحب الحمار للسخرة بدلا من الحمار ، والتورية في رواية ذيل زهر الآداب واضحة تماما " وهذا كما حكي عن الحسين بن عبد السلام المصري المعروف بالجمل ، أنه مر ببعض إخوانه بعقبة النجارين وهو يعدو بأكثر مما يقدر عليه ، فقال : قف على ، مخافة أن تكون قد نزلت به نازلة ، فأتاه إلى الدار فخرج مستخفيا ، فقال : مالك يا أبا عبد الله ؟ ،
فقال : أما علمت أن السخرة وقعت في الجمال ؟ فما يؤمنني أن يقال هذا جمل فلا أتخلص إلا بالشفاعة " ( ذيل زهر الآداب ، ص 63 ويوجد مثيلتها في كلستان ، طبعة فروغى ، ص 31 ) .
( 2546 - 2550 ) : لا تخش أنت شيئا فمليك مدينتنا هو الخالق سبحانه وتعالى عادلٌ وصاحب تمييز . وإنك إن كنت إنسانا وحققت نسبتك إليه سبحانه وتعالى في النفخة الإلهية ، لا يمكن أن يأخذك كما يأخذ الحمار ، أنت إنسان مكرم سيد المخلوقات ، بك يستنير الفلك الرابع كما استنار بعيسى عليه السّلام من قبلك ، فأنت عيسى عصرك وأوانك ، وحاشاك أن يكون اصطبل " الدنيا " مقرا لك ، بل أنت أعلى من كل الأفلاك ،
ولابن الفارض :
ولا فلك إلا ومن نور باطني * به ملك يهدى الهدى بمشيئتى
إنك في مقعد الصدق عند مليك مقتدر ، إنك أمير على الإصطبل " الدنيا " ، وهناك بلا جدال فرق كبير بين أمير الإصطبل وبين الحمار ، وإن كان كلاهما مقيما في اصطبل الدنيا .
( 2551 - 2555 ) : ما عكوفنا هذا على الحمار وعلى قصة الحمار وكيف تأنس نفوسنا كل هذا الائتناس إلى قصة الحمار ووصف الحمار ، لماذا نتدنى ولا نرتفع ؟ ! دعنا من حمار النفس ، ومن " دنيا " هذا الحمار وتحدث عن عوالم أهل الحق ، عن حقائق الغيب وعالم الفكر ، عن عوالم المعاني التي تشبه بحارا مليئة الجوهر وما هذا الجوهر إلا رجال الحق من أصحاب البصائر والأحاديث التي تحيى الروح ، وهم ملوك الطيور التي تتغذى
“ 552 “
بالورود ( انظر تلك الغزلان التي ترعى السوسن في ختن ، البيت 2474 من الكتاب الذي بين أدينا ) ، ولأنها تتغذى بهذا الغذاء الطيب الطاهر ، فإنها تعطينا أحاديث في قيمة الذهب والفضة ، وهم أيضا تلك البزاة التي تربى القطا " المريدين " ، وتطير في سيرها إلى الله سبحانه وتعالى بأي شكل تريد ، سواء بالعبادة الظاهرية أو بعبادة الباطن .
( 2566 - 2569 ) : فكرة السلام الخفية في الدنيا كناية عن الطريق الصوفي من أفكار سنائى الغزنوي ( انظر حديقة الحقيقة الأبيات 218 - 225 ) فالسلم الخفي هو السير الباطني عند السالك الذي يقطعه درجة درجة حتى أعلى درجات السمو الروحاني وهي مختلفة بين جماعة وأخرى لأن " الطرق إلى الله تعالى بعدد أنفاس بني آدم " ، وكل جماعة لا تعلم شيئاً عن حال الجماعة الأخرى : بل هي مندهشة تماماً من أحوالها ، وذلك لأن " أرض الله واسعة " ( انظر البيت 1088 من الكتاب الرابع وشروحه ) وليست أرض الله إلا هذا القلب ، ومنه تطل أشجار الفكر ( انظر لهذه الفكرة الكتاب الثالث الأبيات 360 - 363 وشروحها )
ولأن أرض الله واسعة فقد تعددت فيها الأفكار والآراء تعدد النباتات وتنوعها باختلاف تربتها واختلاف الماء الذي تشربه ( انظر لهذه الفكرة الكتاب الرابع الأبيات 1083 - 1089 وشروحها )
هذه الأرض حتى الأشجار فيها تسبح بحمد الله ، وبلابلها متحدثة مع أزهارها ، كل شئ فيها متوافق متناغم ، ومهما وصفت هذا العالم فلن أو فيه حقه من الوصف ، ولكن لنعد - وكلنا أسف - إلى قصة الثعلب والأسد والمرض والجوع ، لننزل إلى أرض الواقع المر .
( 2570 ) : [ العجلة من الشيطان والتأنى من الرحمن ] و [ من لا صبر له لا إيمان له ] ( مولوى : 5 / 374 ) وانظر أيضاً الكتاب الثالث البيت 3499 . 2585 - 2590 ) :
يترك مولانا سياق القصة فلا يعود إليها إلا من البيت 2600 .
أنه يتحدث هنا عن الفرق بين عقلين : عقل يستمد مؤونته من دوران الأفلاك وهو العقل الجزئي ، ثم العقل الكلى الذي هو التجلي الأول للخلق الإلهى ، بين عقل يدرك أمور الدنيا المادية فحسب وعقل يشرف على كل الوجود ، لأن الله سبحانه وتعالى عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ( العلق 5 ) إن الانحناءة الموجودة في ذلك التوقيع الذي نختمه على منشوراتنا ( بصفتنا كبشر ملوك الكون ) مأخوذ من هذه الآية والعلم من الله هو مقصدنا لأنه سبحانه وتعالى قال " قل إنما العلم عند الله "
“ 553 “
( ( الملك 26 ) ، ونحن أصحاب العقل الكلى نحن أولئك الذين ربتهم شمس الحقيقة ، وليس الأفلاك التي دونها ، ومن ثم فإن وجهتنا هي الله سبحانه وتعالى ، وإن نفثات الشيطان ووساوسه تجعل حتى ذلك الذي جرب ينسى تجربته ويقع من ثانية في الإثم ، ومن العسير بالطبع أن نعتبر هذا الكلام على لسان الثعلب كما قال قدامي المفسرين .
( 2591 - 2599 ) : يشير مولانا في معرض نقض العهد والنكوص عن التوبة إلى قصة أصحاب السبت الواردة في قوله تعالى :وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ فَجَعَلْناها نَكالًا لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ( البقرة 66 و 65 )
أما أصحاب المائدة فهم الذين وردوا في الآية الكريمةقُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ( المائدة 60 ) لكن ما بال أولئك الذين ينقضون عهودهم وأيمانهم من أمة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم لا يمسخون ؟
يجيب مولانا : في أمتنا لا يكون مسخ بدن ، بل مسخ قلب ، تجد الحاكم في صورة حاكم لكن قلبه قلب ذئب متعطش للدماء ، تجد الأستاذ في صورة أستاذ لكن قلبه طاووس معجب بنفسه مغتر متكبر يريد أن يظهر كل لحظة في وسائل الإعلام ، ترى القائد العسكري أسداً في هيئته لكن قلبه قلب نعامة هلوع ، ترى التاجر في صورة تاجر لكن قلبه قلب خفاش يمتص الدماء، وهلم جرا ، ويوم القيامة يبعث كل واحد من هؤلاء الذين رجعوا عن عهد الله،
وألقوا بأحكامه وراء ظهورهم ، ونسوا ما عاهدوا الله عليه ، وعملوا للأجنبي الكافر ولمصلحة الأجنبي الكافر ، يبعث كل واحد من هؤلاء على الصورة التي مسخ عليها قلبه ، وهكذا فماذا يتوقع من إنسان قلبه قلب قرد ، إلا أن يكون ذليلًا إمعة حتى ولو كان حاكماً في الظاهر ،
إن الحمار لا يحس بالذل من هيئته لأنه لم يكن صاحب اختيار في هذه الهيئة ، فقد خلق هكذا حماراً ، والكلب لا يعتريه أي نقص من منظره ومن شكله ، بل إن كلب أهل الكهف لم ينقص من كونه كلباً عن أولئك النفر من الأولياء وذكر معهم في القرآن الكريم ( المثل تكرر كثيراً عند مولانا في أكثر من موضع من المثنوى وورد عن سنائى في الحديقة أيضاً ) ،
لقد مسخ الله سبحانه وتعالى أصحاب السبت عياناً لكي يكونوا عبرة للناس ، لكن ما أكثر الممسوخين في الباطن وإن أعجبتك هيئتهم ومناظرهم ومناصبهم وجاههم وأموالهم .
( 2603 ) : إشارة إلى المثل المعروف " لدغ العقرب من جبلتها " .
( 2605 ) :إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ( يوسف 5 )
“ 554 “
( 2606 ) :قالَ أَ رَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا( الإسراء 62 ) ( 2626 ) :فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً( المزمل 17 )
( 2635 ) : وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ، يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا ( الفرقان 27 - 29 ) نزلت في حق عقبة بن أبي معيط كان قد نطق بالشهادتين ثم ارتد إرضاءً لأبى بن خلف ( مولوى 5 / 383 ) .
( 2636 - 2637 ) :وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ( فصلت 25 ) .
( 2643 ) : إخوان الصفاء هنا هم الإخوان المخلصون وليس المقصود الجماعة المعروفة .
( 2650 - 2660 ) : يضرب الثعلب الأمثال عما يفعله الوهم حتى بالصم الراسيات وبعظماء الأنبياء وأولى العزم من أمثال إبراهيم عليه السلام فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ( الأنعام 76 )
وهكذا فإن أهل التفاسير يفسرون هذا الأمر بتفسيرات عديدة ، لكن الأمر ليس في حاجة إلى تفسير ، فهذا الوهم والخيال هو الذي جعل من في عظمة إبراهيم عليه السلام ينظر إلى الكوكب وإلى القمر وإلى الشمس ويقول : هذا ربى ، فإذا كان الوهم والخيال قد أسقط أمثال إبراهيم عليه السلام في هذا الخطأ فما بالك بأحوال حمر السيرة وأشباههم من فاقدى العقول والمجدفين ممن يدعون العلم والفضل ، إن العقول التي هي في عظمة الجبال تغرق في بحار الوهم ، عقول العظماء ، أولئك الذين يظنون أنفسهم أثبت في إيمانهم من الجبال ، وما الجبال ؟
ألم تفتضح هذه الجبال في طوفان نوحلا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ( انظر 335 و 1315 من الكتاب الثالث ) وسفينة نوح هنا هي الالتحاق بمعية رجال الله وإلى حمى أمنهم
( انظر الكتاب الرابع الأبيات 3357 - 3361 وشروحها ) ، ولولا هذا الخيال لما انقسم أهل القبلة الواحدة إلى اثنين وسبعين فرقة ، ولولا الخيال لما ظن ذلك الرجل الشيخ
( المفسرون القدامى لم يذكروا اسمه وقال استعلامى أنه أنس بن مالك 5 / 342 ولم يذكر مصدره )
لولا الخيال لماذا ظن ذلك الشيخ أن شعرة من حاجبه هي الهلال ( انظر لتفصيلات الحكاية الكتاب الثاني البيت 113 وما بعده ) انظر : إن هذا الشيخ لم يستضىء بنور الرجال العظماء فوقفت شعرة بينه وبين الحقيقة ، وما أكثر الرجال
“ 555 “
العظماء بمقاييس الدنيا والسفن الموجودة في هذا المحيط التي تكسرت وتحطمت وابتعدت عن الحقيقة من تأثير الوهم ، وأقل هؤلاء العظماء فرعون الذي ادعى الألوهية وتوهمها لنفسه ، فكان في خسوف وفي مسخ ومقت .
( 2662 - 2667 ) : إن هذا الوهم الذي أنت فيه هو من قبيل الأنية التي تدير الرأس ، فكفاك ما أنت فيه من وهم حتى تتبنى أوهام الآخرين وتدافع عنها ، وأنا مثقل بهذه " الأنا " التي تخصنى ، فلماذا تأتى أنت وتضيف إليها أنيتك أنت أيضاً ، تكفيني أنية واحدة ، ونحن إذا تخلصنا من عبادة الذات ، نستطيع آنذاك أن نصل إلى مرتبة العشق ، وأن نصير كالكرة في صولجان العشق ، إن من يتخلى عن " أنيته " و " أنانيته " ، فقد صارت له " أنيات " الجميع ، يصير محبوباً من الجميع ، يصبح مرآة صافية تنعكس فيها صور الآخرين ورغائبهم ، أي وجوداً خالياً من صفات هذا العالم ، بحيث تكون صلتها مباشرة بالعالم الآخر يصبح مثل ذلك الولي الذي سوف أقص حكايته فيما يلي .
( 2551 - 2555 ) : ما عكوفنا هذا على الحمار وعلى قصة الحمار وكيف تأنس نفوسنا كل هذا الائتناس إلى قصة الحمار ووصف الحمار ، لماذا نتدنى ولا نرتفع ؟ ! دعنا من حمار النفس ، ومن " دنيا " هذا الحمار وتحدث عن عوالم أهل الحق ، عن حقائق الغيب وعالم الفكر ، عن عوالم المعاني التي تشبه بحارا مليئة الجوهر وما هذا الجوهر إلا رجال الحق من أصحاب البصائر والأحاديث التي تحيى الروح ، وهم ملوك الطيور التي تتغذى
“ 552 “
بالورود ( انظر تلك الغزلان التي ترعى السوسن في ختن ، البيت 2474 من الكتاب الذي بين أدينا ) ، ولأنها تتغذى بهذا الغذاء الطيب الطاهر ، فإنها تعطينا أحاديث في قيمة الذهب والفضة ، وهم أيضا تلك البزاة التي تربى القطا " المريدين " ، وتطير في سيرها إلى الله سبحانه وتعالى بأي شكل تريد ، سواء بالعبادة الظاهرية أو بعبادة الباطن .
( 2566 - 2569 ) : فكرة السلام الخفية في الدنيا كناية عن الطريق الصوفي من أفكار سنائى الغزنوي ( انظر حديقة الحقيقة الأبيات 218 - 225 ) فالسلم الخفي هو السير الباطني عند السالك الذي يقطعه درجة درجة حتى أعلى درجات السمو الروحاني وهي مختلفة بين جماعة وأخرى لأن " الطرق إلى الله تعالى بعدد أنفاس بني آدم " ، وكل جماعة لا تعلم شيئاً عن حال الجماعة الأخرى : بل هي مندهشة تماماً من أحوالها ، وذلك لأن " أرض الله واسعة " ( انظر البيت 1088 من الكتاب الرابع وشروحه ) وليست أرض الله إلا هذا القلب ، ومنه تطل أشجار الفكر ( انظر لهذه الفكرة الكتاب الثالث الأبيات 360 - 363 وشروحها )
ولأن أرض الله واسعة فقد تعددت فيها الأفكار والآراء تعدد النباتات وتنوعها باختلاف تربتها واختلاف الماء الذي تشربه ( انظر لهذه الفكرة الكتاب الرابع الأبيات 1083 - 1089 وشروحها )
هذه الأرض حتى الأشجار فيها تسبح بحمد الله ، وبلابلها متحدثة مع أزهارها ، كل شئ فيها متوافق متناغم ، ومهما وصفت هذا العالم فلن أو فيه حقه من الوصف ، ولكن لنعد - وكلنا أسف - إلى قصة الثعلب والأسد والمرض والجوع ، لننزل إلى أرض الواقع المر .
( 2570 ) : [ العجلة من الشيطان والتأنى من الرحمن ] و [ من لا صبر له لا إيمان له ] ( مولوى : 5 / 374 ) وانظر أيضاً الكتاب الثالث البيت 3499 . 2585 - 2590 ) :
يترك مولانا سياق القصة فلا يعود إليها إلا من البيت 2600 .
أنه يتحدث هنا عن الفرق بين عقلين : عقل يستمد مؤونته من دوران الأفلاك وهو العقل الجزئي ، ثم العقل الكلى الذي هو التجلي الأول للخلق الإلهى ، بين عقل يدرك أمور الدنيا المادية فحسب وعقل يشرف على كل الوجود ، لأن الله سبحانه وتعالى عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ( العلق 5 ) إن الانحناءة الموجودة في ذلك التوقيع الذي نختمه على منشوراتنا ( بصفتنا كبشر ملوك الكون ) مأخوذ من هذه الآية والعلم من الله هو مقصدنا لأنه سبحانه وتعالى قال " قل إنما العلم عند الله "
“ 553 “
( ( الملك 26 ) ، ونحن أصحاب العقل الكلى نحن أولئك الذين ربتهم شمس الحقيقة ، وليس الأفلاك التي دونها ، ومن ثم فإن وجهتنا هي الله سبحانه وتعالى ، وإن نفثات الشيطان ووساوسه تجعل حتى ذلك الذي جرب ينسى تجربته ويقع من ثانية في الإثم ، ومن العسير بالطبع أن نعتبر هذا الكلام على لسان الثعلب كما قال قدامي المفسرين .
( 2591 - 2599 ) : يشير مولانا في معرض نقض العهد والنكوص عن التوبة إلى قصة أصحاب السبت الواردة في قوله تعالى :وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ فَجَعَلْناها نَكالًا لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ( البقرة 66 و 65 )
أما أصحاب المائدة فهم الذين وردوا في الآية الكريمةقُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ( المائدة 60 ) لكن ما بال أولئك الذين ينقضون عهودهم وأيمانهم من أمة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم لا يمسخون ؟
يجيب مولانا : في أمتنا لا يكون مسخ بدن ، بل مسخ قلب ، تجد الحاكم في صورة حاكم لكن قلبه قلب ذئب متعطش للدماء ، تجد الأستاذ في صورة أستاذ لكن قلبه طاووس معجب بنفسه مغتر متكبر يريد أن يظهر كل لحظة في وسائل الإعلام ، ترى القائد العسكري أسداً في هيئته لكن قلبه قلب نعامة هلوع ، ترى التاجر في صورة تاجر لكن قلبه قلب خفاش يمتص الدماء، وهلم جرا ، ويوم القيامة يبعث كل واحد من هؤلاء الذين رجعوا عن عهد الله،
وألقوا بأحكامه وراء ظهورهم ، ونسوا ما عاهدوا الله عليه ، وعملوا للأجنبي الكافر ولمصلحة الأجنبي الكافر ، يبعث كل واحد من هؤلاء على الصورة التي مسخ عليها قلبه ، وهكذا فماذا يتوقع من إنسان قلبه قلب قرد ، إلا أن يكون ذليلًا إمعة حتى ولو كان حاكماً في الظاهر ،
إن الحمار لا يحس بالذل من هيئته لأنه لم يكن صاحب اختيار في هذه الهيئة ، فقد خلق هكذا حماراً ، والكلب لا يعتريه أي نقص من منظره ومن شكله ، بل إن كلب أهل الكهف لم ينقص من كونه كلباً عن أولئك النفر من الأولياء وذكر معهم في القرآن الكريم ( المثل تكرر كثيراً عند مولانا في أكثر من موضع من المثنوى وورد عن سنائى في الحديقة أيضاً ) ،
لقد مسخ الله سبحانه وتعالى أصحاب السبت عياناً لكي يكونوا عبرة للناس ، لكن ما أكثر الممسوخين في الباطن وإن أعجبتك هيئتهم ومناظرهم ومناصبهم وجاههم وأموالهم .
( 2603 ) : إشارة إلى المثل المعروف " لدغ العقرب من جبلتها " .
( 2605 ) :إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ( يوسف 5 )
“ 554 “
( 2606 ) :قالَ أَ رَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا( الإسراء 62 ) ( 2626 ) :فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً( المزمل 17 )
( 2635 ) : وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ، يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا ( الفرقان 27 - 29 ) نزلت في حق عقبة بن أبي معيط كان قد نطق بالشهادتين ثم ارتد إرضاءً لأبى بن خلف ( مولوى 5 / 383 ) .
( 2636 - 2637 ) :وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ( فصلت 25 ) .
( 2643 ) : إخوان الصفاء هنا هم الإخوان المخلصون وليس المقصود الجماعة المعروفة .
( 2650 - 2660 ) : يضرب الثعلب الأمثال عما يفعله الوهم حتى بالصم الراسيات وبعظماء الأنبياء وأولى العزم من أمثال إبراهيم عليه السلام فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ( الأنعام 76 )
وهكذا فإن أهل التفاسير يفسرون هذا الأمر بتفسيرات عديدة ، لكن الأمر ليس في حاجة إلى تفسير ، فهذا الوهم والخيال هو الذي جعل من في عظمة إبراهيم عليه السلام ينظر إلى الكوكب وإلى القمر وإلى الشمس ويقول : هذا ربى ، فإذا كان الوهم والخيال قد أسقط أمثال إبراهيم عليه السلام في هذا الخطأ فما بالك بأحوال حمر السيرة وأشباههم من فاقدى العقول والمجدفين ممن يدعون العلم والفضل ، إن العقول التي هي في عظمة الجبال تغرق في بحار الوهم ، عقول العظماء ، أولئك الذين يظنون أنفسهم أثبت في إيمانهم من الجبال ، وما الجبال ؟
ألم تفتضح هذه الجبال في طوفان نوحلا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ( انظر 335 و 1315 من الكتاب الثالث ) وسفينة نوح هنا هي الالتحاق بمعية رجال الله وإلى حمى أمنهم
( انظر الكتاب الرابع الأبيات 3357 - 3361 وشروحها ) ، ولولا هذا الخيال لما انقسم أهل القبلة الواحدة إلى اثنين وسبعين فرقة ، ولولا الخيال لما ظن ذلك الرجل الشيخ
( المفسرون القدامى لم يذكروا اسمه وقال استعلامى أنه أنس بن مالك 5 / 342 ولم يذكر مصدره )
لولا الخيال لماذا ظن ذلك الشيخ أن شعرة من حاجبه هي الهلال ( انظر لتفصيلات الحكاية الكتاب الثاني البيت 113 وما بعده ) انظر : إن هذا الشيخ لم يستضىء بنور الرجال العظماء فوقفت شعرة بينه وبين الحقيقة ، وما أكثر الرجال
“ 555 “
العظماء بمقاييس الدنيا والسفن الموجودة في هذا المحيط التي تكسرت وتحطمت وابتعدت عن الحقيقة من تأثير الوهم ، وأقل هؤلاء العظماء فرعون الذي ادعى الألوهية وتوهمها لنفسه ، فكان في خسوف وفي مسخ ومقت .
( 2662 - 2667 ) : إن هذا الوهم الذي أنت فيه هو من قبيل الأنية التي تدير الرأس ، فكفاك ما أنت فيه من وهم حتى تتبنى أوهام الآخرين وتدافع عنها ، وأنا مثقل بهذه " الأنا " التي تخصنى ، فلماذا تأتى أنت وتضيف إليها أنيتك أنت أيضاً ، تكفيني أنية واحدة ، ونحن إذا تخلصنا من عبادة الذات ، نستطيع آنذاك أن نصل إلى مرتبة العشق ، وأن نصير كالكرة في صولجان العشق ، إن من يتخلى عن " أنيته " و " أنانيته " ، فقد صارت له " أنيات " الجميع ، يصير محبوباً من الجميع ، يصبح مرآة صافية تنعكس فيها صور الآخرين ورغائبهم ، أي وجوداً خالياً من صفات هذا العالم ، بحيث تكون صلتها مباشرة بالعالم الآخر يصبح مثل ذلك الولي الذي سوف أقص حكايته فيما يلي .
.
* * *
* * *
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
مواضيع مماثلة
» حكاية العياضي رحمه الله وكان قد شهد سبعين غزوة عارى الصدر على أمل الشهادة .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية الشيخ محمد سررزى الغزنوي .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية ذلك الأمير الذي قال للغلام أحضر خمرا فذهب الغلام .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية في إثبات الاختيار وبيان أن القضاء والقدر لا ينفيان الاختيار .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية الشيخ محمد سررزى الغزنوي .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية ذلك الأمير الذي قال للغلام أحضر خمرا فذهب الغلام .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية في إثبات الاختيار وبيان أن القضاء والقدر لا ينفيان الاختيار .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله