اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب

اذهب الى الأسفل

21032020

مُساهمة 

25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب Empty 25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب




25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب

تعليقات أ. محمود محمود الغراب على كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي رضي الله عنه  
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية               الجزء الأول
قال الشيخ رضي الله عنه : ( حكمة قتل الأبناء من أجل موسى ليعود إليه بالإمداد حياة كل من قتل من أجله لأنه قتل على أنه موسى.
وما ثم جهل ، فلا بد أن تعود حياته على موسى أعني حياة المقتول من أجله وهي حياة طاهرة على الفطرة لم تدنسها الأغراض النفسية، بل هي على فطرة «بلى».
فكان موسى مجموع حياة من قتل على أنه هو، فكل ما كان مهيئا لذلك المقتول مما كان استعداد روحه له، كان في موسى عليه السلام.
وهذا اختصاص إلهي بموسى لم يكن لأحد من قبله: فإن حكم موسى كثيرة وأنا إن شاء الله أسرد منها في هذا الباب على قدر ما يقع به الأمر الإلهي في خاطري.
فكان هذا أول ما شوفهت به من هذا الباب، فما ولد موسى إلا وهو مجموع أرواح كثيرة جمع قوى فعالة  "2" لأن الصغير يفعل في الكبير.  ألا ترى الطفل يفعل في الكبير
 
……………………………...
1- المناسبة
المناسبة في تسمية الحكمة بعلوية هي أنه لما ادعى فرعون الألوهية بقوله لقومه « أنا ربكم الأعلى » وخاف موسى عندما سحر السحرة أعيان الناس وخيل إليه من سحرهم أن حبالهم وعصيهم أنها تسعى ، فقال له الحق تعالى : لا تخف إنك أنت الأعلى ، فقابل دعوى علو فرعون بعلو موسى عليه السلام المؤيد من عند الله تعالی 
 
2 - حكمة قتل الأبناء *
هذه من المسائل التي لم يرد ذكرها في كتب الشيخ إلا هنا وفي ذلك نقول :
الإمداد إما أن يكون لحفظ الوجود ، وفيه يقول الشيخ رضي الله عنه في الفتوحات المكية ج 1 ص 113.
على لسان الحق مخاطبا الروح الكلي بعد إیجاده " أمدك بالأسرار الإلهية وأربيك بها فتجدها مجعولة فيك فتعرفها ، وقد حجبتك عن كيفية إمدادي لك بها ، إذ لا طاقة لك بحمل مشاهدتها ۰۰» .
ويطلب الروح من الحق تعالى بعد خلق النفس مثلما له فيقول « رب إنك ربيتني وحجبت عني سر
 
ص 380
 
* * * * * 
……………………….
الإمداد والتربية وانفردت أنت به فاجعل إمدادي محجوبا عن هذا الملك حتى يجهلني كما جهلتك ، ۰۰۰ " وتخيل ( الروح) أن ذلك هو نفس الإمداد ، فأراد الحق أن يعرفه أن الأمر على خلاف ما تخیل ، وأنه لو أعطاه سر الإمداد کما سأل لما انفردت الألوهية عنه بشيء ولاتحدت الإنية » …
 
وإما أن يكون الإمداد بالعلم ، 
وفيه يقول الشيخ رضي الله عنه في الجزء الأول ص 151 :-
«وأما القطب الواحد فهو روح محمد منه وهو الممد لجميع الأنبياء والرسل سلام الله عليهم أجمعين والأقطاب من حين النشء الإنساني إلى يوم القيامة » ..
 
وإما أن يكون الإمداد بالإفادة ، 
وفيه يقول الشيخ رضي الله عنه في الجزء الثالث ص 197 «ارتباط العالم العلوي بالسفلي ليفيد ، وارتباط السفلي بالعلوي ليستفيد ، والمفيد هو الأعلى أبدا والمستفيد هو السفلي أبدا » .
 
وإما أن يكون الإمداد بالنصرة والتثبيت 
وفيه يقول الشيخ رضي الله عنه عند شرحه لقوله تعالى ( وأيدناه بروح القدس » أي قويناه فإن الخوف مما تطلبه حکم الطبيعة في هذه النشأة فان لها خورا عظيما لكونها ليس بينها وبين الأرواح التي لها القوة والسلطان عليها واسطة ولا حجاب ، فلازمها الخوف ملازمة الظل للشخص ، فلا يتقوى صاحب الطبيعة إلا إذا كان مؤيد بالروح ، فلا يؤثر فيه خور الطبيعة ، فإن الأكثر فيه أجزاء الطبيعة ، وروحانيته التي هي نفسه المدبرة له موجودة أيضا عن الطبيعة فهي أمها وإن كان أبوها روحها ، وللأم أثر في الابن فإنه في رحمها تكون وبما عندها تغذي ، فلا تتقوى النفس بأبيها إلا إذا أيدها الله بروح قدمي ينظر إليها ، فحينئذ تقوى على حكم الطبيعة فلا تؤثر فيها التأثير الكلي وإن بقي فيه أثر ، فإنه لا يمكن زواله بالكلية .
الفتوحات ج 2 / 486 ، ج 4 / 323 
 
لذلك قال تعالى لموسى وهارون عليهما السلام «لا تخافا إنني معكما أسمع و أری» وفي ذلك يقول الشيخ رضي الله عنه في  الفتوحات ج 2 / 486 ، ج 4 / 323
" قال    



ص 381  
 
قال الشيخ رضي الله عنه الله عنه : ( بالخاصية  "3"  فينزل الكبير من رياسته إليه فيلاعبه و يزقزق له و يظهر له بعقله.
فهو تحت تسخيره و هو لا يشعر، ثم شغله بتربيته و حمايته و تفقد مصالحه و تأنيسه حتى لا يضيق صدره.
هذا كله من فعل الصغير بالكبير و ذلك لقوة المقام، فإن الصغير حديث عهد بربه لأنه حديث التكوين و الكبير أبعد. فمن كان من الله أقرب سخر )
………………………….
لا تخافا إني معكما"، وهذه معية اختصاص لموسى وهارون عليهما السلام ، فهذه بشرى لهما حتى لا يخافا ، فامنهما الله مما خافا منه « أسمع وأرى » فهو السميع دعاء عباده إذا دعوه في مهماتهم فأجابهم من اسمه السميع « وأرى » من كونه تعالی بصيرا بأمور عباده ، فهو البصير الذي يعطي الأمان لا أنه يشهده ويراه فقط ، فإنه يراه حقيقة سواء نصره أو خذله أو اعتني به أو أهمله.
 
فأي إمداد يعود به الأبناء الذين قتلوا على موسى عليه السلام ومن أي نوع هو ؟ وكل ذلك منفي بما سبق أن ذكرناه من كلام الشيخ ، نعم لو قال كاتب هذه الكلمات إن الحكمة في قتل الأبناء إنما كان من الرحمة الإلهية بتسليط فرعون عليهم فيقتلون على الفطرة فلا يتعرضون للفتنة كما تعرضت لها بنو إسرائيل من عبادة العجل وغيرها ويعود وبال قتلهم على فرعون و آله، لكان هذا الكلام مناسبا لما جاء به الشيخ رضي الله عنه في قتل الخضر للغلام حيث يقول في ج 4 / 59 
 شهد الله للخضر بأنه رحيم ، اقتلع رأس الغلام وقال إنه طبع کافرا ، فلو عاش أرهق أبويه طغيانا وكفرا ، وانتظم الغلام في سلك الكفار ، فقتله الخضر رحمة به وبأبويه ، أما الصبي حيث أخرجه من الدنيا على الفطرة فسعد الغلام والله أعلم وسعد أبواه .
 
لهذا الذي أوردناه من كلام الشيخ يستحيل نسبه ما جاء في هذه الفقرة أن يكون من كلام الشيخ أصلاه
 
3 - راجع التسخير فص 24 هامش 9 *
والمقصود بالخاصية هنا هو ما ورد هناك بكلمة الحال و یستبعد أن يكون هذا من كلام الشيخ فإنه لا يعبر عن الحال بالخاصية ، فالكلام واضح فيه التحريف .
 
ص 382


قال الشيخ رضي الله عنه الله عنه : ( من كان من الله أبعد، كخواص الملك للقرب منه يسخرون الأبعدين. كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبرز بنفسه للمطر إذا نزل ويكشف رأسه له حتى يصيب منه و يقول إنه حديث عهد بربه.
فانظر إلى هذه المعرفة بالله من هذا النبي ما أجلها وما أعلاها وأوضحها. )
 
……………………………………………..
4 - التسخير *
هذا التعليل يخالف ما جاء في كتب الشيخ ويخالف ما جاء في المتن فقرة 10 ص ۳۸۹ فهو القائل في قوله تعالی :
« ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات » من ملك وكوكب سابح في فلك . فمن الملائكة الموكل بالوحي والإلقاء ، ومنهم الموكل بالأرزاق ، ومنهم الموكل بقبض الأرواح ، ومنهم الموكل بإحياء الموتى ، ومنهم الموكل بالاستغفار للمؤمنين والدعاء لهم ، ومنهم الموكلون بالغراسات في الجنة جزاء لأعمال العباد « وما في الأرض » وما بينهما من الخلق جميعا منه ، 
قال تعالی " وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ".
فأدخل العالم كله أجمع تحت تسخير هذا الإنسان الأرفع ، فما من ملأ أعلى إلا به مستعل ، وما من ملا أدنى إلا يتضرع إليك ويبتهل ، فهم بين مستغفر لك ، ومصل عليك ، وملك بسلام يوصله من الحق تعالى إليك ، وإذا كان السيد يصلي عليه ، فكيف بملائكته ، وإذا كان ناظرا إليك فما ظنك بخليقته ، وما من فاكهة ونعمة عند تناهيها إلا متضرعة لك خاضعة أن تؤدي لك ما أودع الله من المنافع فيها ، فما في الوجود كله حقيقة ولا دقيقة إلا ومنك إليها ومنها إليك رقيقة ، فانظر أین مرتبتك في الوجود ، فالعالم كله على الحقيقة أيها الإنسان تحت تسخيرك إذا سلم من نظرك وتدبيرك ، فإن كل شيء خلقه الله للإنسان ومن أجله وسخر له لما علم الله من حاجته إليه ، فهو فقير إلى كل شيء ، ليس له غني عنه ، ولذلك استخدم الله له العالم كله ، فما من حقيقة صورية في العالم الأعلى والأسفل إلا وهي ناظرة إلى هذا الإنسان نظر کمال ، أمينة على سر أودعها الله إياه لتوصله إليه . 
راجع الفتوحات ج 1 / 60 - ج 3 / 38 - کتاب إنشاء الجداول والدوائر
 
ص 383
 
قال الشيخ رضي الله عنه الله عنه : ( فقد سخر المطر أفضل البشر لقربه من ربه فكان مثل الرسول الذي ينزل بالوحي عليه، فدعاه  بالحال بذاته فبرز إليه ليصيب منه ما أتاه به من ربه فلو لا ما حصلت له منه الفائدة الإلهية بما أصاب منه، ما برز بنفسه إليه. "5"
فهذه رسالة ماء جعل الله منه كل شيء حي فافهم. )
 
…………………………………………...
5 . قوله في المطر « إنه حديث عهد ربه» *
يقارن هذا المعنى الذي يبعد أن يصدر عن الشيخ ، مع ما جاء في كتاب د روح القدس في محاسبة النفس » من جميل المعنى حين يقول عن شيخه أبي جعفر أحمد العريبي أن من كان معه قال : إن الشيخ استسقى لأهل قصر کتامة ، فسقاهم الله ونزلت الأمطار ، وكان الغيث ينزل عن يميننا ويسارنا وأمامنا وخلفنا ، ونحن نمشي لا يصيبنا منه شيء ، فقال لشيخه : عز علي حيث لم تصبك رحمة الله عز وجل ، فصاح الشيخ وقال : فزت بها يا محمد ، يا حسرة لو تذكرتها هناك .
ويقول الشيخ رضي الله عنه من حيث الاعتبار والإشارة في كتاب الأعلاق عند شرحه لقوله :
ريح صبا يخبر عن عصر ….    صبا بحاجر أو بمني أو بقبا
 
ريح صبا تخبر عن عصر صبا ، يقول نسیم روح المعارف من جانب الكشف والتجلي أخبر عن أوان زمان الشباب الذي أشار إليه رسول الله من عند نزول المطر فكشف رأسه عليه السلام حتى أصابه ، فقال عليه السلام إنه حديث عهد بربه ويقول في شرحه لشعره في نفس الكتاب:
سألت ريح الصبا عنهم لتخبرني  …. قالت وما لك في الأخبار من ارب 
في الأبرقين وفي برك العماد وفي …. برك العميم تركت الحي عن كثب
« عن كثب » عن قرب كما قال عليه السلام في المطر لما نزل ، ظهر له بنفسه صلى الله عليه وسلم حتى أصابه منه، قال إنه حديث عهد بربه فهذا معنى عن كثب.
 
- يراجع الشرح في ترجمان الأشواق . 
ويقول في الفتوحات ج 1 / 280  في معرض الإشارة إلى قوله تعالی «وهو معكم أينما كنتم» من كان معك بهذه المثابة من القرب مع دعواك العلم بذلك والإيمان به 
 
ص 384
 
قال الشيخ رضي الله عنه الله عنه : ( و أما حكمة إلقائه في التابوت و رميه في اليم: فالتابوت ناسوته، واليم ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظرية الفكرية والقوى الحسية والخيالية التي لا يكون شيء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانية إلا بوجود هذا الجسم العنصري.
فلما حصلت النفس في هذا الجسم وأمرت بالتصرف فيه وتدبيره، جعل الله لها هذه القوى آلات يتوصل بها إلى ما أراده الله منها في تدبير هذا التابوت الذي فيه سكينة الرب.
فرمي به في اليم ليحصل بهذه القوى على فنون العلم فأعلمه بذلك أنه وإن كان الروح المدبر له هو الملك، فإنه لا يدبره إلا به.
فأصحبه هذه القوى الكائنة في هذا الناسوت الذي عبر عنه بالتابوت في باب الإشارات والحكم.
كذلك تدبير الحق العالم ما دبره إلا به أو بصورته، فما دبره إلا به كتوقف الولد على إيجاد الوالد ، والمسببات علىسبابها، والمشروطات على شروطها، والمعلولات على عللها ، و المدلولات على أدلتها، و المحققات على حقائقها. و كل ذلك من العالم و هو تدبير الحق فيه. فما دبره إلا به.
وأما قولنا أو بصورته أعني صورة العالم فأعني به الأسماء الحسنى والصفات العلى التي تسمى الحق بها و اتصف بها. فما وصل إلينا من اسم تسمى به إلا وجدنا معنى ذلك الاسم وروحه في العالم. فما دبر العالم أيضا إلا بصورة العالم.
ولذلك قال في خلق آدم الذي هو  )
……………………………….
لم تترك الأخذ عنه والحديث معه وتأخذ عن غيره ولا تأخذ عنه فتكون حديث عهد بربك ، يكون المطر فوق رتبتك حيث برز إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم  بنفسه حين نزل وحسر عن رأسه حتى أصابه الماء فقيل له في ذلك 
فقال : إنه حديث عهد بربه ، تعليمه لنا وتنبيها .
 
ويرى القاريء التكلف الزائد هنا للاستدلال على التسخير بالحال ، وقد شرحه الشيخ بأسلوب سهل مبسط كما جاء في الفص 24 هامش 9. 
وهذا مما يدل على أن الكلام هنا مقحم على معنی أراده الشيخ ، فإنه لابد من نفع يعود على المسخر اسم فاعل سواء كان بالحال أم بالقوة ، وأي نقع يعود هنا على المطر ؟!
وهذا يدل على أن هذا الكلام لا يصح نسبته للشيخ. 
 
6 - الروح هو الملك المدبر للمملكة الإنسانية
راجع كتاب التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية
 
7 - راجع فص حكمة إبراهيمية رقم 5. ص 83
 
"" 5 - كل الأسماء والصفات الله تعالى بالأصالة     فص 5 رقم 5. ص 83
لما رأيت ما ينبغي الله وما ينبغي للعبة، ورأيت ما حجب الله به عباده المنسوبين إليه من حيث أنه جعل لهم في قلوبهم أنهم يعتقدون أن لهم أسماء حقيقة .
وأن الحق تعالى قد زاحمهم فيها ، وحجبهم عن العلم بأن تلك الأسماء أسماؤه تعالی ، زاحموه بالتخلق بالأسماء الإلهية.
وقابلوا مزاحمة بمزاحمة ، وما تفطنوا لما لم يزاحمهم فيه من الذلة والافتقار الذي نبه لأبي يزيد عليها ولنا اعتناء من الله .
فهذه أسماؤهم إلا ما ادعوها ، فزاحموه فيما تخيلوا من الأسماء أنها لهم وهم لا يشعرون .
ولقد كنت مثلهم في ذلك قبل أن يمن الله علي بما من به علي من معرفته ، فعلمني أن الأسماء أسماؤه وأنه لابد من إطلاقها علينا فأطلقناها ضرورة لا اعتقادا.
وأطلقتها أنا ومن خصه الله بهذا العلم على الله اعتقادا .
وأطلقها غيرنا اضطرارا إيمانا لكون الشرع ورد بها لا اعتقادا .
فحفظنا عليه ما هو له حين لم يحفظه ومكر بعباده ، فمن حفظ على نفسه ذله وافتقاره وحفظ على الله أسماءه كلها التي وصف بها نفسه والتي أعطى في الكشف أنها له . فقد أنصف فاتصف بأنه على كل شيء حفيظ .
والكل أسماء الحق تعالى والعيد لا اسم له ، حتى إن اسم العبد ليس له وهو متخلق به كسائر الأسماء الحسنى .
فالسير إلى الله والدخول عليه والحضور عنده ليس إلا بأسمائه ، وإن أسماء الكون أسماؤه ، وهو مجلي عزيز في منصة عظمى .
كانت غاية أبي يزيد البسطامي دونها فإن غايته ما قاله عن نفسه ،" تقرب إلي بما ليس لي"، فهذا كان حظه من ربه ورآه غاية .
وكذلك هو فإنه غايته لا الغاية ، وهذه طريقة أخرى ما رأيتها الأحد من الأولياء ذوقا إلا للأنبياء والرسل خاصة.
فكل اسم للكون فأصله للحق حقيقة وهو للخلق لفظا دون معنى وهو به متخلق ، فكل وصف صفة كمال الله تعالی فهو موصوف بها كما تقتضيه ذاته ، وأنت موصوف بها كما تقتضيها ذاتك.
والعين واحدة والحكم مختلف    ….. و العبد يعبد و الرحمن معبود
الفتوحات ج2 / 350  , ج3 / 228 . ""
 
 
ص 385
 
قال الشيخ رضي الله عنه الله عنه : ( البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهية التي هي الذات والصفات والأفعال «إن الله خلق آدم على صورته». وليست صورته سوى الحضرة الإلهية.
فأوجد في هذا المختصر الشريف الذي هو الإنسان الكامل جميع الأسماء الإلهية وحقائق ما خرج عنه في العالم الكبير المنفصل، "8" وجعله روحا للعالم "9" فسخر له العلو والسفل لكمال الصورة.
فكما أنه ليس شيء من العالم إلا وهو يسبح بحمده، كذلك ليس شيء من العالم إلا وهو مسخر لهذا الإنسان لما تعطيه حقيقة صورته.
فقال تعالى «وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه».
فكل ما في العالم تحت تسخير الإنسان، "10" علم ذلك من علمه وهو الإنسان الكامل وجهل ذلك من جهله، وهو الإنسان الحيوان.
فكانت صورة إلقاء موسى في التابوت، وإلقاء التابوت في اليم صورة هلاك، وفي الباطن كانت نجاة له من القتل.
فحيي كما تحيا النفوس بالعلم من موت الجهل، كما قال تعالى «أو من كان ميتا» يعني بالجهل «فأحييناه» يعني بالعلم، «وجعلنا له نورا يمشي به في الناس» و هو الهدى، «كمن مثله في  )
……………………………………………….
8 - الإنسان الكامل جامع لصورة الحق وصورة العالم *
راجع فص 1، هامش 16، ص 38
ويلاحظ أن كلمة « برنامج » المذكورة هنا ، لا توجد في جميع كتب الشيخ وليست من مصطلحاته ، ولا تفيد من الناحية اللغوية المعنى المقصود في هذا الوطن، مع ما هو معروف عن دقة الشيخ في اختيار اللفظ المناسب ، فهو يستعمل في هذا الموطن كلمة « المثل » أو « الصورة » أو « الحضرة » أو « الحقيقة » أما كلمة
"برنامج" فمعناها ، الورقة الجامعة للحساب ، وهي معربة - راجع القاموس المحيط.
 
"" 4 . خلق الله آدم على صورته  فص 1، هامش 4 = 16 ، ص 38
اعلم أنه لا يصح أن يكون شيء من العالم له وجود ليس هو على صورة الحق، فنسبة الحق إلى الخلق نسبة الإنسان إلى كل صنف من العالم ، والعالم عند الجماعة، هو إنسان كبير في المعنى والجرم.
يقول الله تعالى : "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون" .
فلذلك قلنا في المعنى ، وما في العلم عن الكل وإنما نقاه عن الأكثر ، والإنسان الكامل من العالم وهو له کالروح لجسم الحيوان ، وهو الإنسان الصغير ، وسمي صغيرا لأنه انفعل عن الكبير وهو، مختصر فالمطول العالم كله والمختصر الإنسان الكامل ، فالإنسان آخر موجود في العالم لأن المختصر لا يختصر إلا من مطول وإلا فليس بمختصر ، فالعالم مختصر الحق والإنسان مختصر العالم والحق ، فهو نقاوة المختصر.
فلما كان العالم على صورة الحق وكان الإنسان الكامل على صورة العالم وصورة الحق وهو قوله : " إن الله خلق آدم على صورته"، فليس في الإمكان أبدع ولا أكمل من هذا العالم إذ لو كان لكان في الإمكان ما هو أكمل من الله .
 فإن آدم وهو من العالم قد خلقه الله على صورته ، وأكمل من صورة الحق فلا يكون ، وما كملت الصورة من العالم إلا بوجود الإنسان .
فمن كل شيء في الوجود زوجان الأن الإنسان الكامل والعالم بالإنسان الكامل على صورة الحق ، فامتاز الإنسان الكامل عن العالم مع كونه من كمال الصورة للعالم الكبير بكونه على الصورة بانفراده ، من غير حاجة إلى العالم .
فالإنسان الكامل وحده يقوم مقام الجماعة ، فإنه أكمل من عين مجموع العالم إذ كان نسخة من العالم حرفا بحرف (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ) ، ويزيد أنه على حقيقة لا تقبل التضاؤل « خلق الله آدم على صورته » .
فحاز الإنسان الكامل صورة العالم وصورة الحق ففضل بالمجموع فجعل الحق الإنسان الكامل نسخة من العالم كله ، فما من حقيقة في العالم إلا وهي في   الإنسان .
فهو الكلمة الجامعة وهو المختصر الشريف وجعل الحقائق الإلهية التي توجهت على إيجاد العالم بأسره متوجهة على إيجاد هذه النشأة الإنسانية الإمامية ، فخلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم ، وأبرزه نسخة كاملة جامعة لصورة حقائق الحدث وأسماء القديم ، أقامه سبحانه معنى رابطا للحقیقتين ، وأنشأه برزخا جامعا للطرفين والرقيقتين ، أحكم بيديه صنعته وحسن بعنايته صبغته ، وكانت مضاهاته للأسماء الإلهية بخالقه، ومضاهاته للأكوان العلوية والسفلية بخلقه، فتميز عن جميع الخلائق بالخلقة المستقيمة والخلائق ، عين سبحانه سره مثالا في حضرة الأسرار ، ومیز نوره من بين سائر الأنوار ، وقصب له کرسي العناية بين حضرتيه ، وصرف نظر الولاية والنيابة فيه وإليه .
فلم يخلق الله تعالى الإنسان عبثا بل خلقه ليكون وحده على صورته ، فكل من في العالم جاهل بالکل عالم بالبعض ، إلا الإنسان الكامل وحده ، فإن الله علمه الأسماء كلها وآتاه جوامع الكلم ، فكملت صورته ، فجمع بين صورة الحق وصورة العالم ، فكان برزخا بين الحق والعالم ، مرآة منصوبة ، يرى الحق صورته في مرآة الإنسان ، ويرى الخلق أيضا صورته فيه ، لأن الإنسان فيه مناسب من كل شيء في العالم ، فيضاف كل مناسب إلى مناسبه بأظهر وجوهه ، ويخصصه الحال والوقت والسماع بمناسب ما دون غيره من المناسب ، إذا كان له مناسبات كثيرة لوجوه كثيرة يطلبها بذاته، فمن حصل هذه المرتبة حصل رتبة الكمال الذي لاأكمل منه في الإمكان، ومعنى رؤية صورة الحق فيه ، إطلاق جميع الأسماء الإلهية عليه ، كما جاء في الخبر
"فبهم تنصرون" ، والله الناصر « وبهم ترزقون » والله الرازق « وبهم ترحمون ، والله الراحم ، وقد ورد في القران فيمن علمنا كماله صلى الله عليه وسلم واعتقدنا ذلك فيه أنه « بالمؤمنين رؤوف رحيم » ، « وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين » أي لترحمهم ، والتخلق بالأسماء يقول به جميع العلماء ، فالإنسان متصف يسمى بالحي والعالم المريد السميع البصير المتكلم القادر وجميع الأسماء الإلهية من أسماء تنزيه وأفعال .
ولذلك عبر عن الإنسان الكامل بمرآة الحق ، والحقيقة من قوله تعالی « ليس كمثله شيء " وهي مثلية لغوية ، وذلك عند بروز هذا الموجود في أصفى ما يمكن وأجلي ، ظهر فيه الحق بذاته وصفاته المعنوية لا النفسية ، وتجلى له من حضرة الجود ، وفي هذا الظهور الكريم قال تعالى : « لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم »
فالإنسان الكامل له الشرف على جميع من في السماء والأرض ، فإنه العين المقصودة للحق من الموجودات ، لأنه الذي اتخذه الله مجلي ، لأنه ما كمل إلا بصورة الحق ، كما أن المرآة وإن كانت تامة الخلق فلا تكمل إلا بتجلي صورة الناظر ، فتلك مرتبتها والمرتبة هي الغاية .
راجع الفتوحات  ج3 /152, 315 ,331 , 398 , 409.
 ج4 / 21 , 132 , 230 , 231 , 409.  عقلة المستوفز ۔ ذخائر الأعلاق ""
 
9 -  الإنسان الكامل روح العالم
لما أراد الله کمال هذه النشأة الإنسانية ، جمع لها بين يديه وأعطاها جميع حقائق العالم ، وتجلى لها في الأسماء كلها فحازت الصورة الإلهية والصورة الكونية. وجعلها روحا للعالم ، وجعل أصناف العالم له کالأعضاء من الجسم للروح المدبر له ؛ فلو فارق العالم هذا الإنسان مات العالم ، فالدار الدنيا جارحة من جوارح جسد العالم الذي الإنسان روحه ۰فتوحات ج 2 / 468 
 
10 - راجع هامش 4 ، ص 383
 
 
ص 386
 
قال الشيخ رضي الله عنه : ( الظلمات» وهي الضلال «ليس بخارج منها» أي لا يهتدي أبدا: "11" فإن الأمر في نفسه لا غاية له يوقف عندها.
فالهدى هو أن يهتدي الإنسان إلى الحيرة، فيعلم أن الأمر حيرة "12" و الحيرة قلق "13" و حركة، و الحركة حياة. فلا سكون، فلا موت، "14" و وجود، فلا عدم. "15" .   وكذلك في الماء الذي  )
…………………………………………..
11 - فال تعالى « أو من كان ميتا » أراد بالموت الجهل « فأحييناه » بالعلم . وهي الحياة العلمية التي تحيي بها القلوب ، فحياة العلم يقابلها موت الجهل . وبالنور يقع حصوله ، كما بالظلمة يكون الجهل.
الفتوحات ج 2 / 174 ، 342 - ج 3 / 369
 
12 – الحيرة راجع فص 3 ، هامش 10، ص 72
 
""  الحيرة  : راجع الفرق بين فهم الشيخ الأكبر وبين ابن تيمية في الحيرة
"رجال الحيرة هم الذين نظروا في هذه الدلائل (الدلائل المتعارضة للتنزيه والتشبيه) واستقصوها غاية الاستقصاء إلى أن أداهم ذلك النظر إلى العجز والحيرة فيه ، من نبي أو صديق .
قال : « اللهم زدني فيك تحيرا » فإنه كلما زاده الحق علما به ، زاده ذلك العلم حيرة "فيه ، من نبي أو صديق" .
"وقال الشيخ : "اللهم زدني فيك تحيرا " ، فإنه كلما زاده الحق علما به ، زاده ذلك العلم حيرة ، ولا سيما أهل الكشف لاختلاف الصور عليهم عند الشهود ، فهم أعظم حيرة من أصحاب النظر في الأدلة ، بما لا يتقارب."
 
يقول الشيخ الأكبر في ديوانه ص 71:
ليس إلى العلم بي سبيل ... ما لي إلى العلم بي دليل
واللّه إني عجزت عني ... فلا نبي ولا رسول
ولا العقول التي فرضتم ... تدرك أعيانها فقولوا
ما يصنع العالم الذي قد ... قيل له اعلم وما يقول
إن كان في العجز عين علمي ... به فقد هانت السبيل
قد حرت واللّه في وجودي ... فإنه جوده الأثيل
إن قلت إن الظهور فيه ... والحكم لي حارت العقول
أو قلت إن الظهور فينا ... به فما لي بذا دليل
حرنا وحار الوجود فينا ... فما لنا نحوه وصول
فما لنا بالإله علم ... إلا الذي أثبت الخليل
أعطاه علما به جليا ... مراتب النور والقبول
ثم نفى عنه ما رآه ... ربا ببرهانه الأفول
أثبته حجة على من ... أشرك من قومه الجليل
فوحد العين لا تثني ... فالنسب الغرّ ما تحيل
توحيده للذي تراه ... من نسب كلها أصول
 
ويقول الشيخ رضي اللّه عنه في الفتوحات الجزء الأول ص 270:
من قال يعلم أن اللّه خالقه ... ولم يحر كان برهانا بأن جهلا
لا يعلم اللّه إلا اللّه فانتبهوا ... فليس حاضركم مثل الذي غفلا
العجز عن درك الإدراك معرفة ... كذا هو الحكم فيه عند من عقلا
هو الإله فلا تحصى محامده ... هو النزيه فلا تضرب له مثلا
 
ويقول الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه في الفتوحات المكية:
الجزء الأول الصفحة 270 - الباب الخمسون في معرفة رجال الحيرة والعجز -
أعلم أيدك اللّه بروح منه، أن سبب الحيرة في علمنا باللّه، طلبنا معرفة ذاته جل وتعالى بأحد الطريقين، إما بطريق الأدلة العقلية، وإما بطريق تسمى المشاهدة، فالدليل العقلي يمنع من المشاهدة، فالدليل السمعي قد أومأ إليها وما صرح، والدليل العقلي قد منع من إدراك حقيقة ذاته من طريق الصفة الثبوتية النفسية، التي هو سبحانه في نفسه عليها، وما أدرك العقل بنظره إلا صفات السلوب لا غير، وسمى هذه معرفة،
والشارع قد نسب إلى نفسه أمورا وصف نفسه بها، تحيلها الأدلة العقلية إلا بتأويل بعيد، يمكن أن يكون مقصودا للشارع ويمكن أن لا يكون، وقد لزمه الإيمان والتصديق بما وصف به نفسه، لقيام الأدلة عنده بصدق هذه الأخبار عنه، أنه أخبر بها عن نفسه في كتبه أو على ألسنة رسله، فتعارض هذه الأمور - مع طلبه معرفة ذاته تعالى، أو الجمع بين الدليلين المتعارضين - أوقعهم في الحيرة؛
فرجال الحيرة هم الذين نظروا في هذه الدلائل واستقصوها غاية الاستقصاء، إلى أن أداهم ذلك النظر إلى العجز والحيرة فيه، من نبي أو صديق،
قال صلى اللّه عليه وسلم: «اللهم زدني فيك تحيرا» فإنه كلما زاده الحق علما به، زاده ذلك العلم حيرة، ولا سيما أهل الكشف، لاختلاف الصور عليهم عند الشهود، فهم أعظم حيرة من أصحاب النظر في الأدلة بما لا يتقارب،
قال النبي صلى اللّه عليه وسلم بعد ما بذل جهده في الثناء على خالقه بما أوحى به إليه «لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك»؛
وقال أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه في هذا المقام، وكان من رجاله «العجز عن درك الإدراك إدراك» أي إذا علمت أن ثمّ من لا يعلم، ذلك هو العلم باللّه تعالى، فكان الدليل على العلم به عدم العلم به، واللّه قد أمرنا بالعلم بتوحيده، وما أمرنا بالعلم بذاته، بل نهى عن ذلك بقوله: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ"
ونهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن التفكر في ذات اللّه تعالى، إذ من ليس كمثله شيء، كيف يوصل إلى معرفة ذاته؟
فقال اللّه تعالى آمرا بالعلم بتوحيده فـ " اعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ "
فالمعرفة به من كونه إلها، والمعرفة بما ينبغي للإله أن يكون عليه من الصفات، التي يمتاز بها عن من ليس بإله وعن المألوه، هي المأمور بها شرعا،
فلا يعرف اللّه إلا اللّه، فقامت الأدلة العقلية القاطعة، على أنه إله واحد، عند أهل النظر وأهل الكشف، فلا إله إلا هو، ثم بعد هذا الدليل العقلي على توحيده، والعلم الضروري العقلي بوجوده، رأينا أهل طريق اللّه تعالى من رسول ونبي وولي، قد جاؤوا بأمور - من المعرفة بنعوت الإله في طريقهم - أحالتها الأدلة العقلية،
وجاءت بصحتها الألفاظ النبوية والأخبار الإلهية، فبحث أهل الطريق عن هذه المعاني، ليحصلوا منها على أمر يتميزون به عن أهل النظر، الذين وقفوا حيث بلغت بهم أفكارهم، مع تحققهم صدق الأخبار،
فقالوا: نعلم أن ثمّ طورا آخر وراء طور إدراك العقل الذي يستقل به، وهو للأنبياء وكبار الأولياء، به يقبلون هذه الأمور الواردة عليهم في الجناب الإلهي، فعملت هذه الطائفة في تحصيل ذلك بطريق الخلوات والأذكار المشروعة، لصفاء القلوب وطهارتها من دنس الفكر، إذ كان المفكر لا يفكر إلا في المحدثات، لا في ذات الحق، وما ينبغي أن يكون عليه في نفسه الذي هو مسمى اللّه، ولم يجد صفة إثبات نفسية، فأخذ ينظر من كل صفة يمكن أن يقبلها المحدث الممكن، يسلبها عن اللّه، لئلا يلزمه حكم تلك الصفة كما لزمت الممكن الحادث، مثل ما فعل بعض النظار من المتكلمين، في أمور أثبتوها وطردوها شاهدا وغائبا، ويستحيل على ذات الحق أن تجتمع مع الممكن في صفة، فإن كل صفة يتصف بها الممكن يزول وجودها بزوال الموصوف بها، أو تزول هي مع بقاء الممكن، كصفات المعاني، والأولى كصفات النفس، ثم إن كل صفة منها ممكنة، فإذا طردوها شاهدا وغائبا، فقد وصفوا واجب الوجود لنفسه بما هو ممكن لنفسه، والواجب الوجود لنفسه، لا يقبل ما يمكن أن يكون ويمكن أن لا يكون، فإذا بطل الاتصاف به من حيث حقيقة ذلك الوصف، لم يبق إلا الاشتراك في اللفظ، إذ قد بطل الاشتراك في الحد والحقيقة، فلا يجمع صفة الحق وصفة العبد حد واحد أصلا، أهـ
 
جاء في كتاب التجليات:
كيف تريد أن تعرف بعقلك من عين مشاهدته عين كلامه، وعين كلامه عين مشاهدته؟ ومع هذا فإذا أشهدك لم يكلمك، وإذا كلمك لم يشهدك.
.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد 22 مارس 2020 - 11:54 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 21 مارس 2020 - 11:47 من طرف عبدالله المسافربالله

25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية الجزء الثاني .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب

تعليقات أ. محمود محمود الغراب على كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي رضي الله عنه      
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية               الجزء الثاني
ويقول في كتاب التراجم:
الحيرة لا تكون إلا فيمن لا يتكيف.
وفيه يقول: الحيرة قبل. الوصول، والحيرة في الوصول، والحيرة في الرجوع، كيف لا تحار العقول والأسرار، فيمن لا تقيده البصائر والأبصار؟!
وفيه أيضا يقول: لو جلى الحق نفسك لك لحرت.
ومن وجه آخر في الحيرة،

يقول الشيخ رضي اللّه عنه في الجزء الثاني الصفحة 607 من الفتوحات المكية:
ما في المسائل الإلهية ما تقع فيها الحيرة أكثر ولا أعظم من مسألة الأفعال - يعني نسبتها - ولا سيما في تعلق الحمد والذم بأفعال المخلوقين، فيخرجها ذلك التعلق أن تكون أفعال المخلوقين لغير المخلوقين حال ظهورها عنهم، وأفعال اللّه كلها حسنة في مذهب المخالف، الذي ينفي الفعل عن المخلوق، ويثبت الذم للفعل بلا خلاف، ولا شك عنده في تعلق الذم بذلك الفعل من اللّه، وسببه الكسب لما وقع مخالفا لحمد اللّه فيه، مأمورا كان بفعله فلم يفعله، أو منهيا عن فعله ففعله، وهذا فيه ما فيه، وفي مثل هذه المسائل قلت:
حيرة من حيرة صدرت ... ليت شعري ثمّ من لا يحار
أنا إن قلت أنا قال لا ... وهو إن قال أنا لا يعار
أنا مجبور ولا فعل لي ... والذي أفعله باضطرار
والذي أسند فعلي له ... ليس في أفعاله بالخيار
فأنا وهو على نقطة ... ثبتت ليس لها من قرار
فقد أوقفناك بما ذكرناه في هذا الباب على ما يزيدك حيرة فيه.

الجزء الثاني من الفتوحات الصفحة 661:
لهذا كان العلم أشرف من المحبة، وبه أمر اللّه تعالى نبيه صلى اللّه عليه وسلم أن يسأله الزيادة منه، لأنه عين الولاية الإلهية، به يتولى اللّه عباده، وبه يكرمهم، وبه يعرفون أنه لا يعرف، وأما المحب إذا لم يكن عارفا، فهو يخلق في نفسه صورة يهيم فيها ويعشقها، فما عبد ولا اشتاق إلا لمن هو تحت حيطته، ولا يزيله عن هذا المقام إلا المعرفة، فحيرة العارف في الجناب الإلهي أعظم الحيرات، لأنه خارج عن الحصر والتقييد.
تفرقت الظباء على خداش ... فما يدري خداش ما يصيد

فله جميع الصور، وما له صورة تقيده، ولهذا كان يقول صلى اللّه عليه وسلم «اللهم زدني فيك تحيرا» لأنه المقام الأعلى، والمنظر الأجلى، والمكانة الزلفى، والمظهر الأزهى، والطريقة المثلى.

الجزء الثالث من الفتوحات الصفحة 490:
فلا أشد حيرة في اللّه من العلماء باللّه، ولذلك ورد عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال لربه «زدني فيك تحيرا» لما علم من علو مقام الحيرة لأهل التجلي، لاختلاف الصور، وتصديق هذا الحديث قوله «لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» وقد علمنا ما أثنى اللّه به على نفسه، من بسط يديه بالإنفاق، وفرحه بتوبة عبده، وغير ذلك من أمثاله، ومنلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌوَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ.

 

الجزء الرابع الصفحة 196، 197:
الحضرة الإلهية اسم لذات وصفات وأفعال، وإن شئت قلت صفة فعل وصفة تنزيه، وهذه الأفعال تكون عن الصفات، والأفعال أسماء ولابد، والحضرات الإلهية هي التي كنى اللّه عنها بالأسماء الحسنى، ومن ذلك الحضرة الإلهية،
وهي الاسم اللّه، وهي الحضرة الجامعة للحضرات كلها، وهي وإن كانت جامعة للحقائق كلها، فأخص ما يختص بها من الأحوال الحيرة والعبادة والتنزيه، فأما التنزيه وهو رفعته عن التشبه بخلقه، فهو يؤدي إلى الحيرة فيه، وكذلك العبادة فأعطانا قوة الفكر،


الجزء الرابع الصفحة 245:
ما أثنى اللّه بشيء على أحد من المخلوقين، إلا وفيه تنبيه لمن لم يحصل له ذلك الأمر، أن يتعرض لتحصيله جهد الاستطاعة، فإن الباب مفتوح، والجود ما فيه بخل، وما بقي العجز إلا من جهة الطالب، ولهذا يقول: من يدعوني فأستجيب له؛ ومن نكرة، فما وقع العجز إلا منا، وهنا الحيرة، لأنا ما ندعوه إلا بتوفيقه، وتوفيقه إيانا لذلك من عطائه وجوده، واستعداد كنا عليه، به قبلناه فتأهلنا لدعائه.

الجزء الرابع من الفتوحات الصفحة 280:
صدّق اللّه هؤلاء الخواص في حيرتهم، بقوله لأخص خلقه علما ومعرفة "وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى " فنفى عين ما أثبت، فما أثبت وما نفى؟
فأين العامة من هذا الخطاب؟
فالعلم باللّه حيرة، والعلم بالخلق حيرة، وقد حجّر النظر في ذاته وأطلقه في خلقه، فالهداة في النظر في الخلق، لأنه الهادي وقد هدى، والعمى في النظر في الحق، فإنه قد حجر وجعله سبيل الردى، وهذا خطاب خاطب به العقلاء. . . فما زادهم إلا إيمانا بالحيرة وتسليما لحكمها. . ثم إنه من أعظم الحيرة في الحق، أن الحق له الوجود الصرف، فله الثبوت، وصور التجلي حق بلا شك، وما لها ثبوت وما لها بقاء، ما من صورة يتجلى فيها إلا إذا ذهبت، ما لها رجوع ولا تكرار. أهـ   ""


13 - ملاحظة  *
قوله : « الحيرة قلق » لا يتفق مع مفهوم الشيخ المنصوص عليه في جميع كتبه بأن الحيرة علم كما جاء ذلك في كتابه الفتوحات المكية  ج 1 / 270 ، 420 - ج 2 / 607 - ج 3 / 490 - ج 4 / 196، 197 ، 245 ، 280 - وفي ديوانه ص 71، وفي كتابه التجليات ، وفي كتاب التراجم ، ينص في هذه الكتب كلها على أن الحيرة علم لا قلق ، 
وهو يتفق مع شرحه لقوله من « اللهم زدني فيك تحيرا » 
حيث يقول رضي الله عنه : فإنه كلما زاده الحق علما به ، زاده ذلك العلم حيرة - راجع كتابنا الرد على ابن تيمية لتفصيل ما أوجزناه من ص 50 إلى ص 90
وهذا يدل على أنه قد وقع التصرف في ألفاظ الشيخ في كتاب الفصوص فان القلق اضطراب وانزعاج ، لا يتفق مع طلبه من في قوله « اللهم زدني فيك تحيرا » أي زدني فيك علما ، وهو ما أوضحه الشيخ في كتبه المشار إليها.


14 - الحركة والسكون والحياة والموت
لتعلم أن التحقيق في الحركة والسكون أنهما نسبتان للذوات الطبيعية المتحيزة المكانية أو القابلة للمكان إن كانت في الإمكان ، 
وذلك أن المتحيز لا بد له من حيز يشغله من زمان وجوده فيه ، فلا يخلو إما أن يمر عليه زمان ثان أو أزمنة وهو في ذلك الحيز عينه ، فذلك المعبر عنه بالسكون ، أو يكون في الزمان الثاني في الحيز الذي يليه ، 
وفي الزمن الثالث في الحيز الذي يلي الحيز الثاني ، سمي ذلك الانتقال


ص 387


به حياة الأرض وحركتها، قوله تعالى «اهتزت» وحملها، قوله «وربت»، وولادتها قوله «وأنبتت من كل زوج بهيج». أي أنها ما ولدت إلا من يشبهها أي 
……………………………………...
حركة ، وانتقال الشيء من وجود إلى وجود یسمی متحرکا ، فعلم السكون والحركة هو علم الثبوت والإقامة وعلم التغيير والانتقال . وما من حركة يتحركها الإنسان إلا عن ورود اسم إلهي عليه .
أما قوله « حياة فلا موت » فالمراد به « وإن من شيء إلا يسبح بحمده » ولا يسبح إلا حي ، فتوحات ج 1 / 644 - ج 2 / 457 ، 458 ، 473 .

15 - عدم العدم وجود
الحمد لله الذي أوجد الأشياء عن عدم وعدمه ، قال تعالى " وإن من شيء إلا عندنا خزائنه " وقال تعالى « ما نفدت كلمات الله » فالكلمات في خزائن الجود لكل شيء يقبل الوجود ، وقال تعالى: " وما ننزله إلا بقدر معلوم " من اسمه الحكيم ، فالحكمة سلطانة هذا الإنزال الإلهي ، وهو إخراج هذه الأشياء من الخزائن إلى وجود أعيانها، وعدم العدم وجود فهو نسبة كون الأشياء في هذه الخزائن محفوظة موجودة لله ، ثابتة لأعيانها غير موجودة لأنفسها ، فبالنظر إلى أعيانها هي موجودة عن عدم ، وبالنظر إلى كونها عند الله في هذه الخزائن، هي موجودة عن عدم العدم وهو وجود ، وعلى هذا قلنا إن الأشياء مخلوقة من وجود لا من عدم ، فإن الأصل على هذا كان ، وهو العماء من النفس وهو وجود ، وهو عين الحق المخلوق به .
واعلم أن الله لا يرد ما أوجده إلى عدم ، بل هو يوجد على الدوام ولا يعدم 6 فالقدرة فعالة دائما ، فإنه ما شاء إلا الإيجاد ، ولهذا قال «إن يشأ يذهبكم» والذهاب انتقالكم من الحال التي أتم فيها إلى حال تكونون فيها « ويأت بخلق جديد » ویکسو الخلق الجديد عين هذه الأحوال التي كانت لكم لو شاء ، لكنه ما شاء ، فليس الأمر إلا كما هو ، فانه لا يشاء إلا ما هي عليه ، لأن الإرادة لا تخالف العلم والعلم لا يخالف المعلوم ، والمعلوم ما ظهر ووقع ، فلا تبديل لكلمات الله فإنها على ما هي عليه . الفتوحات ج 1 / 2 ، 281 ،310 - ج 2 / 281 - ح 3 / 548 - ج 4 / 93 ، 240 ، 414 

 

ص 388


قال الشيخ رضي الله عنه : ( فقبضه طاهرا مطهرا ليس فيه شيء من الخبث لأنه قبضه عند إيمانه قبل أن يكتسب شيئا من الآثام. والإسلام يجب ما قبله.
وجعله آية على عنايته سبحانه بمن شاء حتى لا ييأس أحد من رحمة الله، «فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون».
فلو كممن يئس ما بادر إلى الايمان.
فكان موسى عليه السلام كما قالت امرأة فرعون فيه «إنه قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا».
وكذلك وقع فإن الله نفعهما به عليه السلام و إن كانا ما شعرا بأنه هو النبي الذي يكون  )

…………………………………………..

16 - « وترى الأرض هامدة » :
فإن الأرض فراش « فإذا أنزلنا عليها الماء ، فإذا نکج الجو الأرض وأنزل الماء « اهتزت » ودبرت الماء في رحمها آثار الأنواء الفلكيه « وربت » وهو الحمل « وأنبتت من كل زوج بھیج » فأولدها توأمين . فضحكت الأرض بالأزهار . وإنما كان زوجا من أجل ما يطلبه من النكاح ، إذ لا يكون إلا بين زوجين -  الفتوحات ج 3 / 517 - ج 4 / 415

 
17 - راجع « العين واحدة والحكم مختلف »
فص 3، هامش 5، ص 68

 
"" 5 - العين واحدة والحكم مختلف فص 3، هامش 5، ص 68
ما يعرف الله إلا الله فاعترفوا    …… العين واحدة والحكم مختلف

                                                     الفتوحات ج1 / 185 .
فالله والرب والرحمن والملك     ….. حقائق كلها في الذات تشترك
فالعين واحدة والحكم مختلف     …… لذا بدا الجسم والأرواح والفلك
                                               الفتوحات  ج3 / 310.

فالعين واحدة والحكم مختلف       ….. وذاك سر لأهل العلم ينكشف
                                            الفتوحات ج3 / 430

والعين واحدة والحكم مختلف      ….. إذا تنوعت الأرواح والصور
                                                الفتوحات  ج2 / 392

فالعين واحدة والحكم يختلف      ….. والقائلون بذا قوم لهم نظر
                                              الإسفار عن نتائج الأسفار ص 55

فالعين واحدة والحكم للنسب   …… والعين ظاهرة والكون للسبب
                                                  الفتوحات ج3 ص 525  

والعين واحدة والحكم مختلف    ….. والعبد يعبد الرحمن معبود
                                                 الفتوحات  ج2 ص 484
من الزوائد أن تعلم أن حكم الأعيان ليس نفس الأعيان ، وأن ظهور هذا الحكم في وجود الحق، وينسب إلى العبد بنسبة صحيحة، وينسب إلى الحق بنسبة صحيحة فزاد الحق من حيث الحكم حكما لم يكن عليه ، وزاد العين إضافة وجود إليه لم تكن يتصف به أزلا .
قال تعالى : « كل يوم هو في شأن » أحوال إلهية في أعيان کيانية بأسماء نسبية عينتها تغييرات كوئية ، فتجلى أحدي العين في أعيان مختلفة الكون ، فرات صورها فيه ، فشهد العالم بعضه بعضا ، في تلك العين ، فمنه المناسب وهو الموافق . ومنه غير المناسب وهو المخالف.    الفتوحات المكية ج2 ص 521 , 305 .
راجع وحدة الوجود - المرايا - فص 2 هامش رقم 4  . أهـ  ""
  
 

ص 389

 

على يديه هلاك ملك فرعون و هلاك آله. "18" ولما عصمه الله من فرعون «أصبح فؤاد

…………………………………………………..

18 - إيمان فرعون
قوله تعالى « فقولا له فولا لينا لعله يتذكر أو يخشی »
لعل كلمة ترج والترجي من الله إذا ورد واقع بلا شك ، ولهذا قال العلماء إن كلمة عسي من الله واجبة ، فعلم الله أنه يتذكر ، والتذكر لا يكون إلا عن علم سابق منسي ، فالترجي من الله واقع كما قالوا في عسى ، فإن لعل وعسى كلمتا ترج ، ولم يقل تعالى لموسى وهارون لعله يتذكر أو يخشى في ذلك المجلس ولا بد ، ولا خلصه للاستقبال الأخراوي . 

فإن الكل يخونه في ذلك الموطن ، فجاء بفعل الحال الذي يدخله الاحتمال بين حال الدنيا وبين استقبال التأخير للدار الآخرة ، وذلك لا يكون مخلصا للاستقبال إلا بالسين أو سوف ، ولما كان لعل وعسى من الله واجبتين . 

وقد ترجى من فرعون التذكر والخشية فلابد أن يتذكر فرعون ذلك في نفسه وأن يخشى ، والذي ترجى من فرعون وقع ، لأن ترجیه تعالی واقع ، فآمن فرعون وتذكر وخسي كما أخبر الله فإن تلك الخميرة ما زالت معه تعمل في باطنه - مع الترجي الإنهي الواجب وقوع المترجي - ويتقوى حكمها إلى حين انقطاع يأسه من أتباعه وحال الغرق بينه وبين أطماعه ، فلجأ إلى ما كان مستترا في باطنه من الذلة والافتقار ليتحقق عند المؤمنين وقوع الرجاء الإلهي كما أخبر الله ، 

فقال : « آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين » فأظهر حالة باطنه وما كان في قلبه من العلم الصحيح بالله ، فهذا يدلك على قبول إيمانه لأنه لم ينص إلا على ترجي الذكر والخشية ، لا على الزمان ، إلا أنه في زمان الدعوة ، ووقع ذلك زمان الدعوة في الحياة الدنيا .

الفتوحات ج 2 / 276 ، 417 - ج 3 / 264 ، 533.


«حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين».
لما علم فرعون الحق وأثبت في كلامه بأن موسى عليه السلام مرسل بقوله « إن رسولكم الذي أرسل إليكم لجنون » فإنه ما جاء من نفسه لأنه دعا إلى غيره، فبقيت
 

ص 390


أم موسى فارغا» من الهم الذي كان قد أصابها. ثم إن الله حرم عليه المراضع حتى 
…………………………………………………..

تلك الخميرة عند فرعون تختمر بها عجين طينته ، وما ظهر حكيها ولا اختر عجينه إلا في الوقت الذي قال فيه « آمنت » فتلفظ باعتقاده الذي معه « أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل » وما سمي الله ليرفع اللبس والسك ، إد فد علم الحاضرون أن بني إسرائيل ما آمنت إلا بالإله الذي جاء موسى وهارون من عنده إليهم . 
فاو قال « آمنت بالله » وهو قد قرر أنه ما علم لقومه من إله عيره لقالوا لنفسه شهد لا للذي أرسل موسى إلينا ، كما شهد الله لنفسه ، فرفع هذا اللبس بما قاله . 
عند ذلك أخذ جبريل حال(1) البحر فألقمه في فم فرعون حتى لا يتلفظ بالتوحيد . 

ويسابقه مسابقة غيرة على جناب الحق ، مع علمه بأنه علم أنه لا إله إلا الله . 
وغلبه فرعود فإنه قال كلمة التوحيد بلسانه كما أخبر الله تعالی عنه في كتابه العزيز ، فجاء فرعون باسم الصلة وهو «الذي» ليرفع اللبس عند السامعين ولرفع الإشكال عند الأشكال. 
وهذا هو التوحيد الثاني عشر في القرآن ، وهو توحيد الاستغاثة وهو توحيد الصلة ، فإنه جاء « بالذي » في هذا التوحيد، وهو من الأسماء الموصولة . 
وقدم الهوية في قوله « أنه » ليعيد ضمين « به » عليه ، ليلحق بتوحيد الهوية . 

تم نسم وقال « وأنا من المسلمين » خطاب منه لتحق لعلمه بأنه تعالى يسمعه ويراه ، قال ذلك لما علم أن الإله هو الذي ينقاد إليه ، ولا ينقاد هو لأحد ، أعلم بذلك فرعون ليعلم قومه برجوعه عما كان ادعاه فيهم ، من أنه ربهم الأعلى ، فأمره إلى الله فإنه آمن عند رؤية البأس ، وما نفع مثل ذلك الإيمان فرفع عنه عذاب الدنيا إلا قوم يونس ، ولم يتعرض للآخرة ، ثم إن الله صدقه في إيمانه بقوله « الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين » .

قال تعالى لفرعون « الآن » قلت ذلك ، فأثبت الله بقوله « الآن » أنه آمن عن علم محقق والله أعلم وإن كان الأمر فيه احتمال ، فدل على إخلاصه في إيمانه ، ولو لم يكن مخلصا لقال فيه تعالى كما قال في الأعراب الذين

 

ص 391


أقبل على ثدي أمه فأرضعته ليكمل الله لها سرورها به. كذلك علم الشرائع، كما 
……………………………………………….

قالوا « آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم » وشهد الله لفرعون بالإيمان ، وما كان الله ليشهد لأحد بالصدق في توحيده إلا وبجازيه به . وبعد إيمانه فما عصى . 
فقبله الله ، إن كان قبله طاهرا، والكافر إذا أسلم وجب عليه أن يغتسل . فكانه غرقه غسلا له وتطهيرا ، حيث أخذه الله في تلك الحال نكال الآخرة والأولى . 
وجعل ذلك عبرة لمن يختي ، وما أشبه إيمانه إيمان من غرعر . 
إن المغرغر موقن بأنه مفارق قاطع بذلك ، وهذا الغرق هنا لم يكن كذلك ، لأنه رأى البحر يبسا في حق المؤمنين ، فعلم أن ذلك لهم بإيمانهم ، فما أيقن بالمون بل غلب على ظنه الحياة ، فليس منزلته منزلة من حضره الموت ، فقال «إني نبت الآن ، ولا هو من الذين يموتون وهم كفار ، 
فأمره إلى الله تعالى ، « فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون » كان حكم آل فرعون في نفس الأمر خلاف حكم فرعون في نفسه . فإنه علم صدق موسی عليه السلام .
وعلم حكم الله في ظاهره بما صدر منه وحكم الله في باطنه بما كان يعقده من صدق موسى فيما دعاهم إليه ، وكان ظهور إيمانه المقرر في باطنه عند الله مخصوصا بزمان مؤقت . لا يكون إلا فيه . وبحالة خاصة . 
فظهر بالإيمان لما جاء زمانه وحاله . 

فغرق قومه آية ، ونجا فرعون ببدنه دون قومه عند ظهور إيمانه آية ، فمن رحمة الله بعباده أن قال « فاليوم ننجيك ببدنك » يعني دون قومك « لتكون لمن خلفك آية » أي علامة لمن آمن بالله ، أي ينجيه الله ببدنه أي بظاهره ، فإن باطنه لم يزل محفوظة بالنجاة من الترك ، لأن العلم أقوى الموانع ، فسوى الله في الغرق بينهم وتفرقا في الحكم . 

فجعلهم سلفا ومشلا للآخرين ، يعني الأمم الذين يأتون بعدهم . وخص فرعون بأن تكون نجاته آية لمن رجع إلى الله بالنجاة ، فإن الحق خاطب فرعون بلسان العتب وأسمعه « الآن » أظهرت ما قد كنت تعلمه «وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين» فهي كلمة بشرى لفرعون . عرفنا الحق بها لنرجو رحمته مع إسرافنا وإجرامنا ، ثم قال "فاليوم ننجيك" ، فبشره قبل قبض روحه ، « ببدنك

 

ص 391



قال تعالى « لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا » أي طريقا . ومنهاجا أي من تلك
………………………………………………..
لتكون لمن خلفك » يعني لتكون النجاة لمن يأتي بعدك « آية » علامة إذا قالت ما قلته تكون له النجاة مثل ما كانت لك ، وما في الآية أن بأس الآخرة لا يرتفع ولا أن إيمانه لم يقبل ، وإنما في الآية أن بأس الدنيا لا يرتفع عمن نزله به إذا آمن في

حال رؤيته ، إلا ةوم يونس ، فقوله "فاليوم ننجيك ببدئك" ، إذ العذاب لا يتعلق إلا بظاهرك ، وقد أريت الخلق نجاته من العذاب ، فكان ابتداء الغرق عذابا ، فصار الموت فيه شهادة خالصة بريئة لم يتخللها معصية ، فقبضت على أفضل عمل ، وهو التلفظ بالإيمان ، كل ذلك حتى لا يقنط أحد من رحمة الله ، والأعمال بالخواتيم ، فلم يزل الإيمان بالله يجول في باطن فرعون ، وجاء طوعا في إيمانه ، وما عاش بعد ذلك ، 

فقبض فرعون ولم يؤخر في أجله في حال إيمانه لئلا يرجع إلى ما كان عليه من الدعوى ، ثم قوله تعالى في تتميم قصته هذه « وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون » وقد أظهرت نجاتك آية أي علامة على حصول النجاة ، فغفل أكثر الناس عن هذه الآية ، وقضوا على المؤمن بالشقاء ، 

وأما قوله تعالی "فأوردهم النار" ، فما فيه نص أنه يدخلها معهم ، بل قال الله « ادخلوا آل فرعون » ولم يقل «أدخلوا فرعون وآله» ورحمة الله أوسع من حيث أن لا يقبل إيمان المضطر ، وأي اضطرار أعظم من اضطرار فرعون في حال الغرق ، والله يقول «أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء» فقرن للمضطر إذا دعاه الإجابة وكشف السوء عنه ، وهذا آمن خالصا ، وما دعاه في البقاء في الحياة الدنيا خوفا من العوارض أو يحال بينه وبين هذا الإخلاص الذي جاء به في هذه الحال ، فرجح جانب لقاء الله على البقاء بالتلفظ بالإيمان ، وجعل ذلك الغرق « نكال الآخرة والأولى ، فلم يكن عذابه أكثر من غم الماء الأجاج وقبضه على أحسن صفة ، هذا ما يعطيه ظاهر اللفظ ، وهذا معنی قوله « إن في ذلك لعبرة لمن يخشي » يعني في أخذه نكال الآخرة والأولى ، وقدم ذكر الآخرة وأخر الأولى ليعلم أن العذاب ، أعني عذاب الغرق هو نكال الآخرة ، فلذلك قدمها في الذكر على الأولى ، وهذا هو الفضل العظيم . 

الفتوحات ج 2 / 276 ، 410 - ج 3 / 90 ، 164 ، 533 - ج 4 / 60 

 

ص 393 

 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( الطريقة جاء. "19"
فكان هذا القول إشارة إلى الأصل الذي منه جاء.
فهو غذاؤه كما أن فرع الشجرة لا يتغذى إلا من أصله.
فما كان حراما في شرع يكون حلالا في شرع آخر يعني في الصورة: أعني قولي يكون حلالا، وفي نفس الأمر ما هو عين ما مضى، "20"  لأن الأمر خلق جديد و لا تكرار. فلهذا نبهناك. "21"
فكنى عن هذا في حق موسى بتحريم المراضع: فأمه على الحقيقة من أرضعته لا من ولدته، فإن أم الولادة حملته على جهة الأمانة فتكون فيها و تغذى بدم طمثها من غير إرادة لها في ذلك حتى لا يكون لها عليه امتنان، فإنه ما تغذى إلا بما لو لم يتغذ به ولم يخرج عنها ذلك الدم لأهلكها وأمرضها.
فللجنين المنة على أمه بكونه تغذى بذلك الدم فوقاها بنفسه من الضرر الذي كانت تجده لو امتسك ذلك الدم عندها ولا يخرج ولا يتغذى به جنينها.
والمرضعة ليست كذلك، فإنها قصدت برضاعته حياته و إبقائه. "22"
فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته لتقر عينها) 

………………………………………………….

19 ، 20 - النسخ

النسخ في الحكم عبارة عن انتهاء مدة الحكم لا على البداء ، فان ذلك يستحيل على الله ، فما كان محرما في شرع ما حلله الله في شرع آخر ونسخ ذلك الحكم الأول في ذلك المحكوم عليه بحكم آخر في عين ذلك المحكوم عليه ، 

قال الله تعالى « لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا » فالنسخ لا أقول به على حد ما يقولون به ، فإنه عندنا انتهاء مدة الحكم في علم الله ، فإذا انتهى فجائز أن يأتي حكم آخر ، وبذلك يكون النسخ عبارة عن انتهاء مدة ذلك الحكم أعقبه حكم آخر ، لا أن الأول استحال ، بل انقضى لانقضاء مدته ، لارتباطه في الأصل بمدة يعلمها الله معينة .  الفتوحات ج 2 / 164 ، 473 - ج 3 / 61 - ج 4 / 107

 

21 - ملاحظة *
الحرام والحلال حكم الله وحكم الله ليس بمخلوق - فتوحات ج 1 / 44

 

22 - الأم على الحقيقة *
إياك وعقوق الوالدين إن أدركتهما ، فأشقى الناس من أدرك والديه ودخل النار ، 
قال تعالى : " ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ، وقال في الوالدين إذا


ص 394

 

قال الشيخ رضي الله عنه : ( بتربيته و تشاهد انتشاءه في حجرها، «ولا تحزن».
ونجاه الله من غم التابوت، فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي وإن لم يخرج عنها، و فتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به.
فأول ما أبلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ووفقه له في سره  وإن لم يعلم بذلك، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك، لأن النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ أي يخبر بذلك.
ولهذا أراه الخضر قتل الغلام فأنكر عليه قتله ولم يتذكر قتله القبطي فقال له الخضر «ما فعلته عن أمري» ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك. )

……………………………………………………..

كانا كافرين «وصاحبهما في الدنيا معروفا » وقال « أن اشكر لي ولوالديك ، ورجح الأم وقدمها في الإحسان والبر على ابيك ، ثبت أن رجلا قال لرسول الله و من أبر ؟ قال له أمك ، ثم قال له من أبر ؟ 
قال أمك ، ثلاث مرات ، ثم قال في الرابعة من أبر ؟ قال أمك ثم أباك ، فقدم الأم على الأب في البر وهو الإحسان ، كما قدم الجار الأقرب على الأبعد، ولكل حق . فتوحات ج 2 / 354 - ج 4 / 478.

 
 ويقول في كتابه « إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن » في تفسير قوله تعالى : « والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين » أمر خرج مخرج الخبر ، يقول حق على الوالدة رضاع ولدها ، والذي يقول إنه لا يجب عليها لقوله تعالى : " فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى" ، وأنه إنما يجب على المولود له وهو الأب ، يقول پإيجابه إذا لم يقبل غير ثدي أمه أو يكون الوالد معسرة ، فالقرآن أوجب الرضاعة على الأم ، وأوجب على الأب نفقة الأم وكسوتها ما دامت ترضعه ، وذلك بالمعروف ، وهو أن لا تكلفه إلا على قدر ما يجده ولا تضاره ولا يضارها الأب بأن يأخذه منها بعد تألفه بها لتسقط عنه بذلك النفقة وما يجب لها ، وكل ضرر يتعلق بسبب الولد من كل واحد منهما بصاحبه ، 

وقوله « حولين » يقول سنتين ، وقوله « کاملين » رفعا للتجوز الذي يدخل الكلام في ذلك ، تقول في بعض اليوم الثاني : ما رأيت فلانة منذ يومين - من قبل أن ينقضي اليوم الثاني - فإذا قال « کاملين » رفع هذا الالتباس ، ولذلك قال " لمن أراد أن يتم الرضاعة "

 

ص 395

 
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك و باطنها نجاة من يد الغاصب.
جعل له ذلك في مقابلة التابوت له الذي كان في اليم مطبقا عليه. فظاهره هلاك و باطنه نجاة.
و إنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا  وهي تنظر إليه، مع الوحي الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر.
فوجدت في نفسها أنها ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في اليم لأن في المثل «عين لا ترى قلب لا يفجع».
فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن في نفسها، والرجاء يقابل الخوف واليأس، وقالت حين ألهمت لذلك لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط  )

……………………………………………….
والعامل في قوله « لمن » يرضعن ، فما أوجب سبحانه إتمام الرضاعة له ، ثم قال « وعلى المولود له » يريد الأب دون الأم ، فإن الولد للأب ۰۰۰ فلهذا أضيف إلى الأب ، وإذا أضيف الولد إلى أمه فمن كونه يكون في رحمها وكان غذاؤه منها في مدة كونه في بطنها :

وإنما أمهات الناس أوعية ومستودعات وللأبناء آباء وقوله : " وعلى الوارث مثل ذلك "، أحسن التأويلات فيه ، أن يكون المعني بالوارث الولد إذا مات أبوه ، أنفق عليه مما يرثه من أبيه من ماله ، 

وقوله : « مثل ذلك ، أي مثل ما كان يجب على الأب من النفقة والكسوة لمن يرضعه ، وقوله « فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما ، يقول فإن أراد والداه بعد أن عرفا التحديد على أكمل الوجوه بذكر الحولين لمن أراد تميم الرضاعة ، يقول فإن تراضيا وتشاورا على فصاله أي فطامه من الرضاعة ، فلا جناح عليهما ، وسبب ذلك أن الأم أعلم بمصالح الصغير وتربيته فينبغي أن لا يكون الفصال إلا بعد مشورتها ومشورة الأب ورضاه لما يلزمه على ذلك ، فإذا رأيا الزيادة أصلح بالطفل زادا ، أو النقص من الحولين اتفقا على ذلك ، للحق الذي لكل واحد منهما في الولد …….
ورفع الله الإثم عن الأبوين في الزيادة والنقص عن التحديد الذي حد الله من النقص والتمام « وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم » الآية ، يقول إن امتنعت الأم عن رضاع ولدها ، إما إباية أو لعذر قام بها من انقطاع لبن أو فساده

 

ص 396


على يديه.  فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها، وهو علم في نفس الأمر. "22"
ثم إنه لما وقع عليه الطلب خرج فارا خوفا في الظاهر، وكان في 

………………………………………………….

لمرض يخاف على الصبي إن شرب منه ، فأردتم أن تسترضعوا من يرضع أولادكم من النساء وهي الظئر،  "" الظئر الأم الراضعة لطفل غيرها""

فحذف أحد المفعولين « فلا جناح عليكم » يقول فلا حرج عليكم في دلك « إذا » شرطا ، يقول « سلمتم ما آتيتم بالمعروف » والتسليم الإعطاء بسهولة والانقياد إلى ذلك ۰۰۰ يقول إذا قبضتم الظئر ما آتيتم القدر الذي تعطونها من الأجرة على ذلك « بالمعروف » بالوجه المشروع من السماحة في العطاء والمبادرة إليه من غير نقص مما وقع عليه الاتفاق بينكم من غير مطل .

 

23 - « وأوحينا إلى أم موسی ۰۰.» *
الوحي هو المفهوم الأول والإفهام الأول ، ولا أعجل من أن يكون عين الفهم عين الإفهام عين المفهوم منه . 
ألا ترى أن الوحي هو السرعة ، ولا سرعة أسرع مما ذكرناه ، فهذا الضرب من الكلام يسمى وحيا ، ولما كان بهذه المثابة وأنه تجل إلهي كان الوحي ما يسرع أثره من كلام الحق تعالى في نفس السامع ، ولهذا لا يتصور المخالف إذا كان الكلام وحیا ، فإن سلطانه أقوى من أن يقاوم "وأوحينا إلى ام موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم" ، 

وكذلك فعلت ولم تخالف مع أن الحالة تؤذن أنها ألقته في الهلاك ، فلم تخالف ولا ترددت ولا حكمت عليها البشرية بأن إلقاءه في اليم في تابوت من أخطر الأشياء ، فدل على أن الوحي أقوى سلطانا في نفس الموحى إليه من طبعه الذي هو عين نفسه ، فانظر في نفسك في التردد أو المخالفة فإن وجدت لذلك أثرا بتدبير أو تفصيل أو تفكر فلست صاحب وحي ، فإن حكم عليك وأعمالك وأصمك وحال بين فكرك وتدبيرك وأمضى حكمه فيك فذلك هو الوحي وأنت عند ذلك صاحب وحي . فتوحات ج 2 / 78
هذا المعنى يخالف تماما ما جاء في هذه الفقرة من وصف أم موسی بـ : لعل وغلبة الظن والتوهم إلى غير ذلك .

ص 397

.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد 22 مارس 2020 - 11:55 عدل 2 مرات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 21 مارس 2020 - 11:48 من طرف عبدالله المسافربالله

25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية الجزء الثالث .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب

تعليقات أ. محمود محمود الغراب على كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي رضي الله عنه 
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية               الجزء الثالث
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( المعنى حبا للنجاة.
فإن الحركة أبدا إنما هي حبية، ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر، وليست تلك."24"
وذلك لأن الأصل حركة العلم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود، ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون: فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة حب.
وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله «كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف ».  فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه.
فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك: ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حب من جانب الحق وجانبه : "25" فإن الكمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غني عن العالمين، هو له.
وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان، أعيان العالم، إذا وجدت.
فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين، وكذلك تكمل مراتب الوجود: 
……………………………………………...
24 - فرار موسی علیه السلام
قال هذا الكلام موسى عليه السلام لفرعون و آله ، فإنه لما وقع من موسى عليه السلام ما وقع من قتل القبطي ففر إلى النجاة التي يمكن أن تحصل له بالفرار ، فإنه علم أن الله وضع الأسباب وجعل لها أثرا في العالم بما يوافق ألأغراض وبما لا يوافقها وبما يلایم الطبع وبما لا يلائمه ، فرأى أن الفرار من الأسباب الإلهية الموضوعة في بعض المواطن لوجود النجاة ، فهو فرار طبيعي لأنه ذكر أن الخوف من السبب جعله يفر ، لكنه معري عن التعريف بما ذكرناه من الوضع الإلهي فإن هذا كان قبل نبوته ومعرفته بما يريده الحق به ، ويحتمل أن يكون فرار موسى عليه السلام الذي علله بالخوف من فرعون وقومه ، ما كان خوفه إلا من الله أن يسلطهم عليه إذ له ذلك ، فإنه فعال لما يريد ولا يدري ما في علم الله ، فكان فراره إلى ربه ليعتز به . 
فتوحات ج 2 / 155 - ج 3 / 125 ، 264 - ج 4 / 183  
 
25 – الحب سبب وجود العالم
راجع فص 1، هامش 3، ص 23 
راجع فص 10، هامش 26، ص 154
 
""  3 - الحب سبب وجود العالم              فص 1، هامش 3، ص 23 
لما لم يكن علم الله تعالى بالعالم إلا علمه بنفسه إذ لم يكن في الوجود إلا هو.
فما ظهر في الكون إلا ما هو عليه في نفسه ، فلابد أن يكون العالم على صورته ، وصورة العالم على قدر الحضرة الإلهية الأسمائية ، فما في الحضرة الإلهية اسم إلهي إلا وهو على قدر أثره في نشء العالم من غير زيادة ولا نقصان ، فخلق الله العالم
في غاية الإحكام والإتقان كما قال الإمام أبو حامد الغزالي من أنه لم يبق في الإمكان أبدع من هذا العالم ..
فطابق العالم الأسماء الإلهية ، وكأنه تعالى كان باطنا فصار بالعالم ظاهرا ، فعرف نفسه شهودة بالظاهر بقوله : "فأحببت أن أعرف" - الحديث .
ولما أظهر العالم في عينه كان مجلاه ، فما رأي فيه غير جماله ، فالعالم جمال الله، فهو تعالى الجميل المحب الجمال ، ورد في الخبر الصحيح في صحيح مسلم عن رسول الله مع أنه قال : "إن الله جميل يحب الجمال"، فأوجد الله العالم في غاية الجمال والكمال خلقا وإبداعا ، فإنه تعالى يحب الجمال ، وما ثم جميل إلا هو ، فأحب نفسه ثم أحب أن يرى نفسه في غيره ، فخلق العالم على صورة جماله ونظر إليه فأحبه حب من قيده النظر ، فما خلق الله العالم
إلا على صورته ، فالعالم كله. جميل وهو سبحانه يحب الجمال.
كلمة الحضرة الإلهية وهي كلمة « کن » : لله تجل في صورة تقبل القول والكلام بترتيب الحروف ، « فكن » عين ما تكلم به فظهر عنه الذي قيل له كن ، فعين الأمر عين التكوين ، وما ثم أمر إلهي إلا كن ، فإذا نظرت إلى تكون العالم من النفس الرحماني الظاهر من محبة الله أن يعرفه خلقه ، علمت أن ما في العالم أو ما هو العالم سوی کلمات الله ، وكلمات الله أمره ، وأمره واحدة كلمح البصر أو هو أقرب .
وعلمت اختصاص كلمة الحضرة من الكلمات بكلمة كن لكل شيء مع اختلاف ما ظهره فليس الكون بزائد على كن بواوها الغيبية ، فظهر الكون على صورة كن ، وكن أمره وأمره كلامه وكلامه علمه ، وعلمه ذاته ، فظهر العالم على صورته ، فليس للحق منزه ولا مجلي إلا العالم.
راجع الفتوحات المكية  ج2 /111 , 345 , 399 , 401 , 402 , 403
ج3/ 151 , ج4/ 269
 
26 - الحب سبب وجود العالم       فص 10، هامش 26، ص 154
الحب أصل سبب وجود العالم والسماع سبب كونه ، و بهذا الحب وقع التنفس. وأظهر العالم نفس الرحمن لإزالة حكم الحب ( الكرب ) وتنفس ما يجد المحب. وخرج ذلك النفس عن أصل محبة في الخلق الذي يريد أن يتعرف إليهم ليعرفوه .
فتوحات ج 2 / 111 ، 428  . راجع فص 1 هامش 3 ص 23   ""
 
 
ص 398
 
فإن الوجود منه أزلي و غير أزلي وهو الحادث.
فالأزلي وجود الحق لنفسه، و غير الأزلي وجود الحق بصورة العالم الثابت.
فيسمى حدوثا لأنه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور العالم.
فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبية للكمال فافهم. "26"
ألا تراه كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم، فكانت الراحة محبوبة له ، و لم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري الأعلى 
……………………………………………..
26 - كمال مرتبة العلم والوجود
اعلم أن العقل والحقيقة نقسم الوجود إلى ما له أول وإلى ما لا أول له ، وهو کمال الوجود ، فإذا كان ما لا أول له موجودا وهو الله تعالى ، والذي لم يكن ثم کان ويقبل الأولية الحادثة ليس بموجود ، فما كمل الوجود ما لم يكن هذا موجودا ، وذلك قوله تعالی لبعض أنبيائه وفد سأله لم خلقت الخلق ؟ 
فقال : « کنت کنزا مخفيا لم أعرف فأحببت أن أعرف ، فخلقت الخلق وتعرفت إليهم فعرفوني » وذلك أن العلم بالله ينقسم إلى قديم وإلى محدث ، فعلم الله نفسه وألوهيته بالعلم القديم ، ونقص من مراتب الوجود العلمي العلم المحدث ، فخلق الخلق فتعرف إليهم فعرفوه بقدر ما يعطيه استعدادهم ، فوجد العلم المحدث فكملت مراتب العلم بالله في الوجود ، الا أن الله تعالى يكمل بعلم العباد .
واعلم أن الله تعالى ما خلق العالم لحاجة كانت له إليه ، وإنما خلقه دليلا على معرفته ليكمل بذلك ما نقص من مرتبة الوجود ومرتبة المعرفة ، فلم يرجع إليه سبحانه في خلقه وصف كمال لم يكن عليه ، بل له الكمال على الإطلاق ، ولا أيضا كان العالم في خلقه مطلوبا لنفسه ، لأنه ما طرأ عليه من خلقه صفة كمال ، بل له النقص الكامل على الإطلاق سواء خلق أو لم يخلق ، بل كان المقصود ما ذكرناه مرتبة الوجود ومرتبة المعرفة أن تكمل بوجود العالم وما خلق الله فيه من العلم بالله، لما أعطاه التقسيم العقلي ، فأراد الله سبحانه أن يعرف بالمعرفة الحادثة لتكمل مراتب المعرفة ويكمل الوجود بوجود المحدث ، ولا يمكن أن يعرف الشيء إلا نفسه أو مثله، فلا بد أن يكون الموجود الحادث الذي يوجده الله للعلم به على صورة موجده، حتى يكون كالمثل له ، فلو لم يكن في العالم من هو على صورة الحق ما حصل
 
 
ص 399
 
والأسفل.
فثبت أن الحركة كانت للحب، فما ثم حركة في الكون إلا و هي حبية."27"
فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النفس.
فكان الخوف لموسى مشهودا له بما وقع من قتله القبطي، وتضمن الخوف حب النجاة من القتل. ففر لما خاف، و في المعنى ففر لما أحب النجاة من فرعون و عمله به.
فذكر السبب الأقرب المشهود له في الوقت الذي هو كصورة الجسم للبشر.
وحب النجاة مضمن فيه تضمين الجسد للروح المدبر له. "28"
والأنبياء لهم لسان الظاهر به يتكلمون لعموم الخطاب، واعتمادهم على فهم العالم السامع.
فلا يعتبر الرسل إلا العامة لعلمهم بمرتبة أهل الفهم، كما نبه عليه السلام على هذه المرتبة في العطايا فقال «إني لأعطي الرجل و غيره أحب إلي منه مخافة أن يكبه الله في النار».
فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع.
فكذا ما جاءوا به من العلوم جاءوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة، فيقول ما أحسن هذه الخلعة ويراها غاية الدرجة.
ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا «هذه الخلعة من الملك». فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب، فيعلم منها قدر من خلعت عليه، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا.
ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وأممهم من هو بهذه المثابة، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام، 
……………………………………………………….
المقصود من العلم بالحق ، أعني العلم الحادث في قوله « کنت کنزا لم أعرف » فجعل تقسه کنزا ، والكنز لا يكون إلا مكتنزة في شيء فلم يكن كنز الحق نفسه إلا في صورة الإنسان الكامل في شيئيته وثبوته ، هناك كان الحق مكنوزا ، فلما كسا الحق الإنسان ثوب شيئية الوجود ، ظهر الكنز بظهوره ، فعرفه الإنسان الكامل بوجوده . وعلم أنه كان مكنوزا فيه في شيئية ثبوته وهو لا يشعر به ، فسبب وجود الممكنات کمال مراتب الوجود الذاتي والعرفاني لا غير . 
کتاب عقلة المستوفز - فتوحات ج 1 / 45 - ج 2 / 670 - ج 3 / 133 ، 266 ، 267 
 
27 - محاضرة الأسماء
راجع فص 1، هامش 2، ص 20 -  فص 15 ، هامش 23، ص 241
الحب سبب وجود العالم - راجع فص 1، هامش 3، ص 23 
 
""  2 - محاضرة الأسماء و تحاورها           فص 1، هامش 2، ص 20
اجتماع الأسماء في حضرة المسمى وظهور أحكامها
إن الأسماء اجتمعت بحضرة المسمى ، ونظرت في حقائقها ومعانيها ، فطلبت ظهور أحكامها حتى تتميز أعيانها بآثارها.
فإن الخالق الذي هو المقدر والعالم والمدبر والمفصل والبارئ والمصور والرزاق والمحيني والميت والوارث والشکور .
وجميع الأسماء الإلهية نظروا في ذواتهم ولم يروا مخلوقا ولا مدبرا ولا مفصلا ، ولا مصورا ولا مرزوقا.
فقالوا كيف العمل حتى تظهر هذه الأعيان التي تظهر أحكامنا فيها فيظهر سلطاننا ؟ فلجأت الأسماء الإلهية التي تطلبها بعض حقائق العالم بعد ظهور عينه إلى الاسم البارئ فقالوا له : " عسى أن توجد هذه الأعيان لتظهر أحكامنا وينبت سلطاننا إذ الحضرة التي نحن فيها لا تقبل تأثيرنا " .
فقال الباريء : « ذلك راجع إلى الاسم القادر فإني تحت حيطته ».
وكان أصل هذا أن الممكنات في حلل نعدمها سألت الأسماء الإلهية سؤال حال ذلة وافتقار .
وقالت لها : إن العدم قد أعمانا عن إدراك بعضنا بعضا وعن معرفة مايجب لكم من الحق علينا، فلو أنكم أظهرتم أعیاننا و کسوتمونا حلة الوجود أنعمتم علينا بذلك وقمنا بما ينبغي لكم من الجلال والتعظيم ، وأنتم أيضا كانت السلطنة تصح لكم في ظهورنا بالفعل ، واليوم .أتم علينا.
سلاطين بالقوة والصلاحية، فهذا الذي نطلبه منكم. هو في حقكم أكثر منه في حقنا.
فقالت الأسماء : إن هذا الذي ذكرته الممكنات صحیح فتحركوا في طلب ذلك ، فلما لجأوا إلى الاسم القادر .
قال القادر : أنا تحت حيطة المزيد فالا أوجد عينا منكم إلا باختصاصه ، ولا يمكنني الممكن من نفسه إلا أن يأتيه أمر الأمر من ربه ، فإذا أمره بالتكوين وقال له کن مکنني من نفسه و تعلقت بإيجاده فكونته من حينه.
فلجأوا إلى الاسم المريد ، فقالوا له : إن الاسم القادر سألناه في إيجاد أعيانبا فأوقف أمر ذلك عليك فما ترسم ؟
وقال المريد صدق القادر. ولكن ما عندي خبر ما حكم الأمم العالم فيكم ، هل سبق علمه بإيجادکم فنخصص أو لم يسبق؟
فأنا تحت حيطة الاسم العالم ، فسيروا إليه واذكروا له قضيتكم.
فساروا إلى الاسم العالم وذكروا ما قاله الأسم المريد .
فقال العالم : صدق المريد وقد سبق علمي بإيجادكم ؛ ولكن الأدب أولى :" فإن لنا حضرة مهيمنة علينا وهي الاسم الله .
فلابد من حضورنا عنده ، فإنها حضرة الجمع ، فاجتمعت الاسماء كلها في حضرة الله .
فقال : ما بالكم ؟
فذكروا له الخبر .
فقال : أنا اسم جامع لحقائقكم وإني دليل على مسمى وهو ذات مقدسة له نعوت الكمال والتنزيه، فقفوا حتى أدخل على مدلولي ، فدخل على مدلوله فقال له ما قالته الممكنات وما تحاورت فيه الأسماء.
 فقال : اخرج وقل لكل واحد من الأسماء يتعلق بما تقتضيه حقیقته في الممكنات فإني الواحد لنفسي من حيث نفسي ، والممكنات إنما تطلب مرتبتي وتطلبها مرتبتي، والأسماء الإلهية كلها للمرتبة لا لي إلا الواحد خاصة فهو اسم خصيص بي لا يشاركني في حقيقته من كل وجه أحد. لا من الأسماء ولا من المراتب ولا من الممكنات.
فخرج الاسم الله ومعه الاسم المتكلم يترجم عنه للممکنات والأسماء، فذكر لهم ما ذكره المسمى ، فتعلق العالم والمريد والقائل والقادر .
فظهر الممكن الأول من الممكنات بتخصيص المريد وحكم العالم ، فلما ظهرت الأعيان والآثار في الأكوان ، وتسلط بعضها على بعض ، وقهر بعضها بعضا ، بحسب ما تستند إليه من الأسماء ، فادي إلى منازعة وخصام.
فقالوا : إنا نخاف علينا، أن يفسد نظامنا وتلحق بالعدم الذي كنا فيه .
فنبهت الممكنات الأسماء بما ألقى إليها الأسم العلم والمدبر.
وقالوا : أنتم أيها الأسماء لو كان حكمكم على ميزان معلوم وحد مرسوم بإمام ترجعون إليه يحفظ علينا وجودا وتحفظ عليكم تأثيراتكم فينا ، لكان أصلح لنا ولكم ، فالجأوا إلى الله عسى يقدم من يحد لكم حدا تقفون عنده وإلا، هلكنا وتعطلتم .
فقالوا : هذا عين المصلحة وعين الرأي ، ففعلوا ذلك .
فقالوا : إن الاسم المدبر هو ينهي أمركم ، فأنهوا الى المدبر الأمر .
فقال : أنا لها ، فلخل وخرج بأمر الحق إلى الاسم الرب .
وقال له : افعل ما تقتضيه المصلحة في بقاء أعيان هذه الممكنات .
فاتخذ: وزیرین یعیناته على ما أمر به ، الوزير الواحد الاسم المدبر ،والوزير الآخر المفصل.
قال تعالى : يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربکم توقنون، الذي هو الإمام، فانظر ما أحكم کلام الله تعالى ، حيث جاء بلفظ مطابق للحال الذي ينبغي أن يكون الأمر عليه ، فحد الاسم الرب لهم الحدود ووضع لهم المراسم لإصلاح المملكة ليبلوكم أيهم أحسن عملا .
محاضرة الأسماء في حضرة الذات ... دليل على الماضي دليل على الآتي
أقول بها والكون يعطي وجودها ...   لوجدان آلام ووجدان لذات
فلولا وجود المحو ما صح عندنا ... ولا عند من يدري وجود لأثبات
ويقول في موطن آخر :
اعلم أن السدنة من الأسماء الإلهية لما كانت بأيديهم مقاليد السموات والأرض ، ولا سماء ولا أرض ، بقي كل سادن بمقلاده لا يجد ما يفتح .
فقالوا : يا للعجب خزان بمفاتيح مخازن لا تعرف مخزنا موجودا ، فما نصنع بهذه المقاليد ، فأجمعوا أمرهم وقالوا «لابد لنا من أئمتنا السبعة الذين أعطونا هذه المقاليد ولم يعرفونا المخازن التي تكون عليها ، فقاموا على أبواب الأمة ، على باب الإمام المخصص والإمام المنعم والإمام المقسط ، فأخبرهم الأمر ، فقالوا: صدقتم ، الخبر عندنا ، و سنعينها لكم إن شاء الله تعالى ، ولكن تعالوا نصل إلى من بقي من الأئمة ونجتمع على باب حضرة الإمام الإلهي إمام الأئمة ، فاجتمع الكل وهم بالإضافة إلى الإمام.
المعروف « بالله » سدنة ، فوقف الجميع ببابه فبرز لهم.
 وقال : ما الذي جاء بكم ؟
فذكروا له الأمر وأنهم طالبون وجود السموات والأرض حتى يضعوا كل مقلاد على بابه ، فقال : أين الإمام المخصص ؟
 فبادر إليه المريد ، فقال له : أليس الخبر عندك وعند العليم ؟
فقال له نعم ، قال : فإن كان فأرح هؤلاء مما هم فيه من تعلق الخاطر وشغل البال ، فقال العليم والمريد : أيها الإمام الأكمل .
 قل الإمام القادر يساعدنا والقائل ، فإنه لا تقوم به بأنفسنا إلا أربعتنا ، فنادى الله تعالى القادر والقائل ، وقال لهما : أعينا أخويكما فيما هما بسبيله.
فقالا « نعم » فدخلا حضرة الجواد .
فقالا للجواد : عزمنا على إيجاد الأكوان وعالم الحدثان ، وإخراجهم من العدم إلى الوجود، وهذا من حضرتك حضرة الجود.
فادفع لنا من الجود ما تبرزهم به ، فدفع لهم الجود المطلق ، فخرجوا به من عنده ، وتعلقوا بالعالم فأبرزوه على غاية الإحكام والإتقان ، فلم يبق في الإمكان أبدع منه ، فإنه ص در عن الجود المطلق .
ولو بقي أبدع منه لكان الجواد قد بخل بما لم يعط وأبقاه عنده من الكمال ، ولم يصح عليه إطلاق اسم الجواد وفيه شيء من البخل .
فليس اسم الجواد عليه فيما أعطى بأولى من اسم البخيل عليه فيما أمسك ، وبطلت الحقائق ، وقد ثبت أن اسم البخيل عليه محال ، فكونه أبقى عنده ما هو أكمل منه محال ، وما ظهر الإمام المقسط إلا بعد نزول الشرائع.
راجع فتوحات ج 1 / 323 – ج 2 / 556  , كتاب إنشاء الجداول والدوائر.



23 - محاضرة الأسماء ومحاوريها      فص 15 ، هامش 23، ص 241
يقول الشيخ في كتابه « عنقاء مغرب » في باب محاضرة أزلية على نشأة أبديه : اجتمعت الأسماء بحضرة المسمى اجتماعا كريما وتريا منزهة عن العدد ، من غير مادة الأمد ، فلما أخذ كل اسم فيها مرتبته ، ولم يتعد منزلته ، فتنازعوا الحدت دون محاورة ، وأشار كل اسم إلى الذي يجانبه دون ملاصقة ومجاورة ، وقالت . 
يا ليت شعرنا ، هل يتضمن الوجود غيرنا ، فما عرف أحد منهم ما يكون ، إلا اسان أحدهما العلم المكنون ، فرجعت الأسماء إلى الاسم العليم الفاضل : وقالوا أنت لنا الحكم العادل، فقال نعم " باسم الله"، وأشار إلى الاسم الجامع « الرحمن » وأشار إلى الاسم التابع «الرحيم»، وأشار إلى الاسم العظيم وصلى الله» ورجع إلى الاسم الجامع من جهة الرحمة « على النبي » وأشار إلى الاسم الخبير والعلي" ، بمحمد الكريم ، وأشار إلى الاسم الحميد « خاتم الأنبياء وأول الأمة، وصاحب لواء الحمد والنعمة » فنظر في الأسماء من لم يكن له فيما ذكره العليم حظ ، ولا جرى عليه من اسسه التكريم لفظ ، وقال العليم ، من ذا الذي صليت عليه ، وأثرت في كلامك إليه ، وقرنته بحضرة جمعنا (قرن الشهادة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) .
 
 وقرعت به باب سمعنا ، ثم خصصت بعضنا بالإشارة والتقييد، إلى اسمه الرحيم والحميد ، فقال لهم يا عجبا ، وهذا هو الذي سألتموني عنه أن أبينه لكم تحقيقا ، وأوضح لكم إلى معرفته طريقا ، هو موجود يضاهيكم في حضرتكم ، وتظهر عليه آثار نفحتكم، فلا يكون في هذه الحضرة شيء إلا ويكون فيه ، ويحصله ويستوفيه ، ويشارككم في أسمائكم ، ويعلم بي حقائق انبائكم ، وعن هذا الوجود المذكور الصادر من حضرتكم ، وأشار إلى بعض الأسماء منها الجود والنور يكون الكون ، والكيف والأين ، وفيه تظهر بالاسم الظاهر حقائقكم ، وإليه بالاسم المنان وأصحابه تستد رقائقكم ، فقالت تنبيها على أمر لم يكن به عليما ، وكان هذا الاسم - وأشارت إلى المفضل - علينا عظيما ، فمتى يكون هذا الأمر ، ويلوح هذا السر ؟ 
 
فقال سألتم الخبير ، واهتديتم بالبصير ، ولسنا في زمانه ، فيكون بيننا وبين هذا الكون مدة وأوان ، فغاية الزمان في حقنا ملاحظة المشيئة حضرة التقديم ، فتعالوا نسأل هذا الاسم الإحاطي في جنسه ، المنزه في نفسه ، وأشارت إلى المريد ، فقيل له متى يكون عالم التقييد في الوجود الذي يكون لنا فيه الحكم والصولة، ونجول بظهور آثارنا عليه في الكون على ما ذكره الاسم الحكيم جولة ؟ 
فقال المريد وكان به قد كان ، ويوجد في الأعيان ، وقال الاسم العليم ویسی بالإنسان ، ويصطفية الاسم الرحمن ، ويفيض عليه الاسم المحسن وأصحابه سوابغ الإحسان ، فأطلق الاسم الرحمن محياه ، وحيا الاسم المحسن وبیاه ، وقال نعم الأخ ونعم الصاحب ، وكذلك الاسم الواهب ، فقام الاسم الوهاب ، فقال وأنا المعطي بحساب وبعير حساب . 
فقال الاسم الحسيب ، أقيد عليكم ما تهبونه ، وأحسب عليكم ما تعطونه ، بشهادة الاسم الشهيد ، فإنه صاحب الضبط والتقييد ، غير أن الاسم العليم قد يعرفی المعطى له ما يحصل له في وقت ، ويبهم عليه الاسم المريد في وقت إبهامه يعلمه ولا يمضيه ، ويأمر بالشيء ويريد ضده فلا يقضيه ، فلا زوال لي عنكما ، ولا فراق لي منكما ، فأنا لكم لزيم ، فنعم الجار والحميم ، فتوزعت الأسماء كلها مملكة العبد الإنساني، على هذا الحد الرباني وتفاخرت في الحضرة الإلهية الذائية بحقائقها . 
وبينت حكم مسالكها وطرائقها ، وتعجلت وجود هذا الكون ، رغبة في أن يظهر لهم عين ، فلجأوا إلى الاسم المريد ، الموقوف علیه تخصيص الوجود ، وقالوا سألناك بهذه الحضرة التي جمعتنا ، والذات التي شملتنا ، إلا ما علقت نفسك بهذا الوجود المنتظر فأردته ، وأنت يا قادر سألناك بذاك إلا ما أوجدته ، وأنت یا حکیم سألناك بذلك إلا ما أحكمته ، وأنت يا رحمن سألناك بذاك إلا ما رحمته ، ولم نزل الأساء تسأل كلها واحدة واحدة ، قائما وقاعدة ، فقال القادر يا إخواننا على المريد بالتعلق وعلي بالإيجاد ، وقال الحكيم على القادر بالوجود وعلي" بالإحكام . 
 
فقام الرحمن وقال علي بصلة الأرحام فإنه شجنة مني فلا صبر لها عني ، فقال له القادر كل ذلك تحت حكمي وقهري ، 
فقال له القاهر لا تفعل إن ذلك لي وأنت خادمي ، وإن كنت صاحبي وحميمي ، فقال العليم أما الذي قال تحت حكمي فليقدم علي . 
فتوقف الأمر على جميع الأسماء ، وأن بجملتها يصح وجود عالم الأرض والسماء ، وما بينهما إلى مقام  الأستواء ، ولو فتحنا عليك باب توقفها والتجاء بعضها إلى بعض لرأيت أمرا يهولك منظره ، ويطيب لك خبره ، ولكن فيما ذكرناه ، تنبيه على ما سكتنا عنه وتركناه .
 
ولنرجع ونقول والله يقول الحق ويهدي السبيل ، فعندما وقع هذا الكلام الأنفس ، في هذا الجمع الكريم الأقدس ، تعطشت الأسماء إلى ظهور آثارها في الوجود ، ولاسيما الاسم المعبود ، ولذلك خلقهم سبحانه وتعالى ليعرفوه بما عرفهم ، ويصفوه بما وصفهم .
فقال « وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون » فلجأت الأسماء كلها إلى اسم الله الأعظم ، والركن القوي الأعصم .
فقال ما هذا اللجاء ولأي شيء هذا الالتجاء ، فقالت أيها الإمام الجامع ، لما نحن عليه من الحقائق والمنافع ، ألست العالم أن كل واحد منا في نفسه على حقيقة ، وعلى سنة وطريقة ، وقد علمت يقينا أن المانع من إدراك الشيء مع وجود النظر ، کونك فيه لا اكثر ، ولو تجرد عنك بمعزل لرأيته ، وتنزهت بظهوره وعرفته .
ونحن بحقائقنا متحدون لا نسمع لها خبرا ، ولا نرى لها أثرا، ولو برز هذا الوجود الكوني ، وظهر هذا العالم الذي يقال له العلوي والسفلي ، لامتدت إليه رقائقنا ، وظهرت فيه حقائقنا ، فكنا نراه مشاهدة عين ، لما كان منا في أین ، وفي حال فصل وبين ، ونحن باقون على تقديسنا من الأينية ، وتنزيهنا عن إحاطتهم بنا من جهة الماهية والكيفية ، فغايتهم أن يستدلوا برقائقها على حقائقنا استدلال مثال ، وطروق خیال ، وقد لجأنا إليك مضطرين ، ووصلنا إليك قاصدين ، فلجأ الاسم الأعظم إلى الذات ، كما لجأت إليه الأسماء والصفات ، وذكر الأمر ، وأخبر السر ، فأجاب نفسه المتكلم بنفسه العليم ، لك ذلك .
قد كان بالرحمن ، فقل للاسم المريد يقول للاسم القائل يأمر بكن ، والقادر يتعلق بإيجاد الأعيان فيظهر ما تمنيتم ، ويبرز لعیانكم ما اشتهيتم ، فتعلقت الإرادة والعلم والقول والقدرة ، فظهر أصل العدد والكثرة، وذلك من حضرة الرحمة وفيض النعمة .""
  
الحب سبب وجود العالم – راجع هامش 25   
 
28 ، 29 - راجع هامش 24
 
ص 400
 
فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص، فيتميز به عن العامي. فاكتفى المبلغون العلوم بهذا.
فهذا حكمة قوله عليه السلام «ففررت منكم لما خفتكم»، ولم يقل ففررت منكم حبا في السلامة والعافية. "29"
فجاء إلى مدين فوجد الجاريتين «فسقى لهما» من غير أجر، «ثم تولى إلى الظل» الإلهي فقال «رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير» فجعل عين عمله السقي عين الخير الذي أنزله الله إليه، ووصف نفسه بالفقر إلى الله في الخير الذي عنده.
فأراد الخضر إقامة الجدار من غير أجر فعتبه على ذلك، فذكره سقايته من غير أجر، "30" إلى غير ذلك مما لم يذكر حتى تمنى صلى الله عليه وسلم أن يسكت موسى عليه السلام ولا يعترض حتى يقص الله عليه من أمرهما فيعلم بذلك ما وفق إليه موسى من غير علم منه.
إذ لو كان على علم ما أنكر مثل ذلك على الخضر الذي قد شهد الله له عند موسى وزكاه وعدله . ومع هذا غفل موسى عن تزكية الله وعما شرطه عليه في اتباعه، رحمة بنا إذا نسينا أمر الله.
ولو كان موسى عالما بذلك لما قال له الخضر «ما لم تحط به خبرا» أي إني على علم لم يحصل لك عن ذوق كما أنت على علم لا أعلمه أنا. فأنصف.
وأما حكمة فراقه فلأن الرسول يقول الله فيه «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا». فوقف العلماء بالله الذين يعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول.
وقد علم الخضر أن موسى رسول الله فأخذ يرقب ما يكون منه ليوفي الأدب حقه مع الرسول: فقال له «إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني» فنهاه عن صحبته.
فلما وقعت منه الثالثة قال: «هذا فراق بيني و بينك».
ولم يقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرتبة التي هو فيها التي نطقته بالنهي عن أن يصحبه.
فسكت موسى ووقع الفراق. فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفيقة الأدب الإلهي حقه وإنصاف الخضر فيما اعترف به عند موسى عليه السلام حيث قال له «أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت، و أنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا».
فكان هذا الإعلام في الخضر لموسى دواء لما جرحه به في قوله «وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا» مع علمه بعلو رتبته بالرسالة، و ليست تلك الرتبة للخضر. "31"  و ظهر ذلك في الأمة 
……………………………………………..
30 - راجع هامش 31 
 
31 - الخضر وموسى عليهما السلام *
« فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما » « فوجدا » تنبيها من الله وتأديبا لموسى عليه السلام لما جاوزه من الحد في  
 
ص 401
 
المحمدية في حديت إبار النخل، فقال عليه السلام لأصحابه « انتم أعلم بمصالح 
………………………………………………..
إضافة العلم إلى نفسه ، بأنه أعلم من في الأرض في زمانه ، فلو كان عالما لعلم دلالة الحق التي هي عين اتخاذ الحوت سربا ، وما علم ذلك ، وقد علمه يوشع و نستاه الله التعريف بذلك ، 
ليظهر لموسى عليه السلام تجاوزه الحد في دعواه ، ولم يرد ذلك إلى الله في علمه في خلقه «عبدا من عبادنا ، فأضافه إلى نون الجمع ، وهو خضر واسمه بلیا بن ملکان بن فالغ بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام ، كان في جيش ، فبعثه أمير الجيش يرتاد لهم ماء ، 
وكانوا قد فقدوا الماء ، فوقع بعين الحياة ، فشرب منه فعاش إلى الآن، وكان لا يعرف ما خص الله به من الحياة شارب ذلك الماء « آتيناه رحمة من عندنا » الرحمة تقدم بين يدي العلم تطلب العبد ثم يتبعها العلم ، فالعلم يستصحب الرحمة بلا شك ، فإذا رأيت من بدعي العلم ولا يقول بشول الرحمة ، فما هو صاحب علم ، وهذا هو علم الذوق لا علم النظر ، 
قال تعالى في حق عبده خضر « آتيناه رحمة من عندنا » فقدم الرحمة على العلم ، وهي الرحمة التي في الجبلة ، جعلها فيه ليرحم بها نفسه وعباده ، فيكون في حق الغلام رحمة أن حال بينه وبين ما يكتسبه لو عاش من الآثام ، 
إذ قد كان طبع کافرا ، وأما رحمته بالملك الغاصب حتى لا يتحمل وزر غضب تلك السفينة من هؤلاء المساكين ، فالرحمة تنظر من جانب الرحيم بها لا من جانب صاحب الغرض فإنه جاهل بما ينفعه ، وإن أراد الله تعالى أنه أعطاه رحمة من عنده ، أي رحمناه فأعطيناه هذا العلم الذي ظهر به وهو ما أعطاه من الفهم ، « وعلمناه من لدنا علما » جودا ورحمة من الله فإنه لم يذكر له تعملا في تحصيل شيء من ذلك ، وجعل الكل منه امتنانا وفضلا ، 
فهو علم الوهب لا علم الكسب ، وهذا مقام المقربين بين الصديقية ونبوة التشريع ، فلم تبلغ منزلة نبي التشريع من النبوة العامة ولا هو من الصديقين الذين هم أتباع الرسل القول الرسل ، وغير الرسل من العلماء بالله مثل الخضر وأمثاله لم يكله إلى عنديته ولا إلى نفسه ، بل تولى تعليمه ليريحه لما هو عليه من الضعف ، وأعطاه هذا العلم من قوله « لدنا » والغصن اللدن هو الرطيب ، فهي هنا اللين والعطف وهي الرحمة
 
ص 402
 
دنیاکم » . ولا شك أن العلم بالشيء خير من الجهل به : ولهذا مدح الله نفسه بأنه بكل
………………………………………………………..
المعطوفة في المكروه ، وبهذه الرحمة قتل الغلام وخرق السفينة ، وبالرحمة التي في الجبلة أقام الجدار ، وأضاف الحق التعليم إليه تعالى لا إلى الفكر ، فعلمنا أن ثم مقاما آخر فوق الفكر يعطى العبد العلم بأمور شتى يقول عنه بعض العلماء أنه وراء طور العقل ، 
قال النبي مع « إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله فإذا نطقوا به لم ينكره إلا أهل الغرة بالله » هذا من العلم الذي يكون تحت النطق . فما ظنك بالعلم الخارج عن الدخول نحت حكم النطق ، فما كل علم يدخل تحت العبارات ، وهي علوم الأذواق كلها وقال تعالى في حق عبده خضر « عبدا من عبادنا » فأضافه إلى نون الجميع « آتيناه رحمة من عندنا » بنون الجمع « وعلمناه » بنون الجمع « من لدنا » بنون الجمع « علما » أي جمع له في هذا الفتح العلم الظاهر والباطن ، وعلم السر والعلانية ، وعلم الحكم والحكمة ، وعلم العقل والوضع ، وعلم الأدلة والشبه ، قال له موسى «هل اتبعك على أن تعلمني ما علمت رشدا . 
اعلم أن الأنبياء أصحاب الشرائع هم أرفع عباد الله من البشر ، ومع هذا لا يبعد أن يخص الله المفضول بعلم ليس عند الفاضل ، ولا يدل تميزه عنه أنه بذلك العلم أفضل منه ، قال الخضر لموسى عليه السلام « أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت » قال إنك لن تستطيع معي صبرا ثم أنصفه في العلم وقال له « وأنت على علم علمه الله لا أعلمه أنا » « وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا » 
الخبر الذوق وهو علم حال لأنه وحي خاص إلهي ، ليس للملك فيه وساطة من الله ، فإن وحي الرسل إنما هو بالملك بين الله وبين رسوله ، 
فلا خبر له بهذا الذوق في عين إمضاء الحكم في عالم الشهادة فما تعود الإرسال لتشريع الأحكام الإلهية في عالم الشهادت إلا بوساطة الروح الذي ينزل به على قلبه أو في تمثله ، لم يعرف الرسول الشريعة إلا على هذا الوصف ، لا غير الشريعة ، فإن الرسول له قرب أداء الفرائض والمحبة عليها من الله ، وما تتج له تلك المحبة ، وله قرب النوافل ومحبتها وما يعطيه محبتها ، ولكن من العلم بالله لا من التشريع وإمضاء الحكم في عالم الشهادة ،

ص 403
.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد 22 مارس 2020 - 11:56 عدل 1 مرات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 21 مارس 2020 - 11:50 من طرف عبدالله المسافربالله

25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية الجزء الرابع .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب

تعليقات أ. محمود محمود الغراب على كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي رضي الله عنه 
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية               الجزء الرابع
قال الشيخ رضي الله عنه : ( شيء عليم . فقد اعترف صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأنهم اعلم بمصالح الدنيا منه لكونه لا خبره له)
…………………………………………………………..
فخرق الخضر السفينة وقتل الغلام حكما ، وأقام الجدار مکارم اخلاق ، عن حكم أمر إلهي ، فلم يحط موسى عليه السلام به خبرا من هذا القبيل ، فهذا القدر الذي اختص به خضر دون موسى عليه السلام ، 
فلما علم الخضر أن موسى عليه السلام ليس له ذوق في المقام الذي هو الخضر عليه قال الخضر لموسى عليه السلام « وکیف تصبر على ما لم تحط به خبرة » لأنه كان في مقام لم يكن لموسى عليه السلام في ذلك الوقت الذي نفاه عنه العدل بقوله وتعديل الله إياه بما شهد له به من العلم ، مع کون موسى عليه السلام كليم الله ، وكما أن الخضر ليس له ذوق فيما هو موسى عليه من العلم الذي عليه الله ، إلا أن مقام الخضر لا يعطي الاعتراض على أحد من خلق الله لمشاهدة خاصة هو عليها ، ومقام موسي و الرسل يعطي الاعتراض من حيث هم رسل لا غير ، في كل ما يرونه خارجا عما أرسلوا به ، ودليل ما ذهبنا إليه في هذا قول الخضر لموسى عليه السلام « و كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا » فلو كان الخضر نبيا لما قال له « ما لم تحط به خبرا » فالذي فعله لم يكن من مقام النبوة ، 
وقال له في انفراد كل واحد منهما بمقامه الذي هو عليه « یا موسى أنا على علم - الحديث » فافترقا وتميزا بالإنكار ، وما رد موسي على الخضر في ذلك ولا أنكر عليه في قوله المذكور في هذه الآية بل قال له " ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا " .
« قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا » 
« فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا مرا » « قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا » . 
العلم حاكم فإن لم يعمل العالم بعلمه فليس بعالم ، العلم لا يمهل ولا يهمل ، لما علم الخضر حکم ، ولما لم يعلم صاحبه اعترض عليه ونسي ما كان قد ألزمه فالتزم « فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا » أي ينكره شرعي ، فما أنكر موسى عليه السلام إلا بما شرع له الإنكار فيه ، ولكن غاب عن تزكية الله هذا الذي جاء بما أنكره عليه صاحبه ، فهو في الظاهر طعن في المزكي ، واعلم أنه
 
ص 404
 
بذلك فإنه علم ذوق وتجربة ولا يتفرغ عليه السلام لعلم ذلك . بل كان شغله بالأهم
……………………………………………………...
ما أذهل موسى عليه السلام إلا سلطان الغيرة التي جعل الله في الرسل عليهم السلام على مقام شرع الله على أيديهم ، فلله أنكروا ، وتكرر منه عليه السلام الإنكار مع تنبيه العبد الصالح في كل مسألة ، ويأبی سلطان الغيرة إلا الاعتراض ، لأن شرعه دوق له ، والذي رآه من عيره أجنبي عنه ، وإن كان علما صحيحا ولكن الذوق أغلب والحال أحكم ، « قال ألم أقل لك إنك لن تستطع معي صبرا » « قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا » « فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما ، فوجدا فيها جدارة يريد أن ينقض فأقامه ، قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا » 
فكانت الثالثة ونسي موسى حالة قوله : « إني لما أنزلت إلي من خير فقير » وما طلب الإجارة على سقايته مع الحاجة « قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم نسطع عليه صبرا » فحصل لموسى عليه السلام مقصوده و مقصود الحق في تأدیه ، فعلم أن الله عبادا عندهم من العلم ما ليس عنده « أما السفينة فكانت المساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا » « وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا » « فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما » « وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا کنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا » من کلام خضر يعلم أدب الإضافة ، فقال « فأردت أن أعيبها » لذكره العيب وهو ما يذم ، 
وقال في الغلام « فأردنا أن يدلهما » للاشتراك بين ما يحمد ويذم ، 
وقال في الجدار « فأراد ربك » التخليص المحمدة فيه ، فيكتسب الشيء الواحد بالنسبة ذما وبالإضافة إلى جهة أخرى حمدا وهو عينه ، 
وتغير الحكم بالنسبة « وما فعلته عن أمري » يعني جميع ما فعله من الأعمال وكل ما جرى منه ، وجميع ما قال لموسى عليه السلام عن ذلك ، يعني أن الحق علمني الأدب معه ، والوجه الثاني لولا أن الخضر أمره الله أن يظهر
 
ص 405
 
فالأهم. "32"  فقد نبهتك على أدب عظيم تنتفع به إن استعملت نفسك فيه.
وقوله
…………………………………………….
لموسى عليه السلام بما ظهر ، ما ظهر له بشيء من ذلك ، فإنه من الأمناء ، الوجه الثالث ، فعلم موسی علیه السلام أن فراق الخضر له كان عن أمر ربه فما اعترض عليه في فرافه،
وأما ما جاء هنا من امتثال الخضر نهي موسى عليه السلام ، فهو ما قاله الشيخ عن أبي مدين رضي الله عنه حيث يقول : قال شيخنا أبو النجا المعروف بأبي مدين لما علم الخضر رتبة موسی وعلو قدره بين الرسل امتثل ما نهاه عنه طاعة لله ولرسوله ، فإن الله يقول: "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا "
فقال له في الثانية: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني - فقال سمعا وطاعة ، 
فلما كانت الثالثة ونسي موسی حال قوله « إني لما أنزلت إلي من خير فقير » وما طلب الإجارة على سقايته مع الحاجة ، فارقه الخضر بعدما أبان له علم ما أنكره عليه ، 
فقد علم الخضر حق موسى وما ينبغي له وامتثل أمره فيما نهاه عنه من صحبته ، احتراما منه لمقام موسی وعلو منزلته ، وسکوت موسی عنه حين فارقه ولم يرجع عن نهيه ، لأنه علم أن الخضر ممن لم يسمع نهي موسى عليه السلام ، ولاسيما وقد قال له « وما فعلته عن أمري » فعلم موسى أنه ما فارقة إلا عن أمر ربه ، فما اعترض عليه في فرافه إياه.
دقق الخلاف بين ما ورد هنا وبين ما جاء في هذه الفقرة . 
راجع فتوحات ج 1 / 199 ، 393 - ج 2 / 19 ، 41 ، 51 ، 76 ، 79 ، 114 ، 158 ، 260 ، 261 ، 262 ، 420 ، 481 ، 644 - ج 3 / 366 - ج 4 / 55 ، 153 ، 345 ، 422  - کتاب الأعلاق .
 
 32 - قوله صلى الله عليه وسلم : « أنتم أعلم بأمور دنياكم »*
الإمام لا يقتني العلوم من فكره ؛ بل لو رجع إلى نظره لأخطأ ، فإن نفسه ما اعتادت إلا الأخذ عن الله ، وما أراد الله لعنايته بهذا العبد أن يرزقه الأخذ من طريق فكره ، فيحجبه ذلك عن ربه ، فإنه في كل حال يريد الحق أن يأخذ عنه ما هو
 
 
ص 406
 
 
«فوهب لي ربي حكما» يريد الخلافة، «وجعلني من المرسلين» يريد الرسالة : فما كل رسول خليفة.
فالخليفة صاحب السيف و العزل و الولاية. والرسول ليس كذلك: إنما عليه بلاغ ما أرسل به: فإن قاتل عليه و حماه بالسيف فذلك الخليفة الرسول.
فكما أنه ما كل نبي رسول، كذلك ما كل رسول خليفة أي ما أعطي الملك ولا التحكم فيه. "33"
وأما حكمة سؤال فرعون عن الماهية الإلهية فلم يكن عن جهل، و إنما كان عن اختبار حتى يرى جوابه مع دعواه الرسالة عن ربه وقد علم فرعون مرتبة المرسلين في العلم فيستدل بجوابه على صدق دعواه.
وسأل سؤال إيهام من
………………………………………………..
فيه من الشؤون في كل نفس ، فلا فراغ له ولا نظر لغيره ، وللعاقل إذا استبصر دلیل" قد وقع يدل على صحة ما ذكرناه ، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن آبار النخل ، ففسد لأنه لم بار عن وحي الهي ، و نزوله يوم بدر على غير ماء ، فرجع إلى كلام أصحابه ، فإنه صلى الله عليه وسلم  ما تعود أن يأخذ العلوم إلا من الله ، لا نظر له إلى نفسه في ذلك . 
وهو الشخص الأكمل الذي لا أكمل منه ، فما ظنك بمن هو دونه ، وما بقي للعارفين بالله علاقة بين الفكر وبينهم بطريق الاستفادة ، ولا تنسى الشخص إلهية إلا أن لا يكون أخذه العلوم إلا عن الله من فتوح المكاشفة .. فتوحات ج 3 / 139
راجع هذا الشاهد في فص 2، هامش 8، ص 56
 
 
وكلام الشيخ في شرح قول الرسول صلى الله عليه وسلم : إنه « علم علم الأولين والآخرين » 
راجع فص 2، هامش 8، ص 51، ۰52
 
"" علمت علم الأولين والآخرين  فص 2، هامش 8، ص 51، ۰52
هذا ما ورد عن الشيخ رضي الله عنه في حق الأنبياء والرسل عامة وإليك ماكتبه بخط يده في هذه المسألة عن خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم الفتوحات ج1/ 151
أما القطب الواحد فهو روح محمد ، وهو الممد لجميع الأنبياء والرسل سلام الله عليهم أجمعين و الأقطاب من حين النشء الإنساني إلى يوم القيامة .
الفتوحات ج1/ 143.  - جاء الله سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم بعلوم ما قالها أحد سواه .
الفتوحات ج1/ 144 .  - قوله صلى الله عليه وسلم " علمت علم الأولين" ، وهم الذين تقدموه د "والآخرين" ، وهو علم ما لم يكن عند المتقدمين ، وهو ما تعلمه أمته من بعده إلى يوم القيامة.
 الفتوحات ج1/ 214.  - دخل في هذا العلم علم الأولين والآخرين كل معلوم معقول ومحسوس مما يدركه المخلوق .
الفتوحات ج1/ 696 – تقرر أنه صلى اللَّه عليه وسلم  أعلم الخلق بالله ، والعلم بالله لا يحصل إلا من التجلي ... محمد صلى اللَّه عليه وسلم هو أكمل العلماء بالله .
الفتوحات ج2/ 171  - كان صلى اللَّه عليه وسلم من أعظم مجلى إلهي علم به علم الأولين والآخرين ، ومن الأولين علم آدم بالأسماء ، وأوتي محمد صلى اللَّه عليه وسلم و جوامع الكلم ، وكلمات الله لا تنفد .
الفتوحات ج3/ 142 - وأما منزلته ( محمد صلى اللَّه عليه وسلم) في العلم فالإحاطة بعلم كل عالم بالله من العلماء به تعالی متقدميهم ومتأخريهم فلا فلك أوسع من فلك محمد صلى اللَّه عليه وسلم  فإن له الإحاطة ،وهي لمن خصه الله بها من أمته بحكم التبعية.
الفتوحات ج3/ 143 - أعطى هذا السيد منزلة الاختصاص بإعطائه مفاتيح الخزائن ، والخصلة الثانية أوتي جوامع الكلم ، والكلم جمع كلمة ، وكلمات الله لا تنفد ، فأعطى علم ما لا يتناهی ، فعلم ما يتناهی بما حصره الوجود ، وعلم ما لم يدخل في الوجود وهو غير متناه ، فأحاط علما بحقائق المعلومات وهي صفة إلهية لم تكن لغيره .
الفتوحات ج3/ 456  - كل شرع ظهر وكل علم إنما هو ميراث محمدي في كل زمان و رسول ونبي من آدم إلى يوم القيامة ولهذا أوتي جوامع الكلم ومنها علم الله آدم الأسماء كلها .
يقول الشيخ رضي الله عنه في الفتوحات ج 3 ص 496 في تقسيم الرحمة الإلهية : ما أدري لماذا ترك التعبير عنه أصحابنا ، مع ظني بأن الله قد کشف لهم عن هذا ، وأما النبوات فقد علمت أنهم وقفوا على ذلك وقوف عين ،ومن نور مشكاتهم عرفناه.
فهل يصح نسبة ما جاء هنا في هذا الفص إلى الشيخ مع وضوح النصوص بكلمة « الإحاطة بعلم كل عالم بالله » و « كل علم إنما هو میراث محمدي » وهو نص في الاستغراق ، وقوله : « ومن نور مشكاتهم عرفناه » !!! . .
ويقول في الفتوحات ج2  ص 613 : اعلم أن جميع ما يحويه هذا المنزل من العلوم لا يوصل إليها إلا بالتعريف الإلهي بوساطة روحانية الأنبياء لهذا المكاشف .
وتلك الأرواح لا تعلمها من الله إلا بوسائط لغموضها ودقتها .
فأين إمداد روحانية خاتم الولاية المحمدية هنا للأولياء فضلا عن الأنبياء ؟! أهـ ""
 
 33 - الخلافة والرسالة
كان موسى عليه السلام خليفة رسولا ، لأن الرسول لا يكون حاكما حتی يكون خليفة .
واعلم أن الكمال المطلوب الذي خلق له الإنسان إنما هو الخلافة ، فأخذها آدم عليه السلام بحكم العناية الإلهية ، وهو مقام أخص من الرسالة في الرسل ، لأنه ما كل رسول خليفة ، فإن درجة الرسالة إنما هي التبليغ خاصة ، 
قال تعالى « ما على الرسول إلا البلاغ » وليس له التحكم في المخالف ، إنما له تشريع الحكم عن الله أو بما أراه الله خاصة ، فإذا أعطاه الله التحكم فيمن أرسل إليهم فذلك هو
 
ص 407
 
قال الشيخ رضي الله عنه : ( أجل الحاضرين حتى يعرفهم من حيث لا يشعرون بما شعر هو في نفسه في سؤاله: فإذا أجابه جواب العلماء بالأمر أظهر فرعون إبقاء لمنصبه أن موسى ما أجابه على سؤاله، فيتبين عند الحاضرين لقصور فهمهم أن فرعون أعلم من موسى.
ولهذا لما قال له في الجواب ما ينبغي وهو في الظاهر غير جواب ما سئل عنه، وقد علم فرعون أنه لا يجيبه إلا بذلك فقال لأصحابه «إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون» أي مستور عنه علم ما سألته عنه، إذ لا يتصور أن يعلم أصلا.
فالسؤال صحيح، فإن السؤال عن الماهية سؤال عن حقيقة المطلوب، ولا بد أن يكون على حقيقة في نفسه .
وأما الذين جعلوا الحدود مركبة من جنس وفصل، فذلك في كل ما يقع فيه الاشتراك، ومن لا جنس له لا يلزم ألا يكون على حقيقة في نفسه لا تكون لغيره.
فالسؤال صحيح )
………………………………………………..
الاستخلاف والخلافة ، والرسول الخليفة ، فما كل من أرسل حكم ، فإذا أعطي السيف وأمضى الفعل حينئذ يكون له الكمال ، فيظهر بسلطان الأسماء الإلهية ، فيعطي ويمنع ، ويعز ويذل ، ويحيي ويميت ، ويضر وينفع ، ويظهر بأسماء التقابل مع النبوة ، لابد من ذلك ، 
فإن ظهر بالتحكم من غير نبوة فهو ملك وليس بخليفة ، فلا يكون خليفة إلا من استخلفه الحق على عباده ، لا من أقامه الناس وبايعوه وقدموه لأنفسهم وعلى أنفسهم ، فهذه هي درجة الكمال ، 
فلابد للخليفة أن يظهر بكل صورة يظهر بها من استخلفه ، فلابد من إحاطة الخليفة بجميع الأسماء والصفات الإلهية التي يطلبها العالم الذي ولاه عليه الحق سبحانه ، ولما اقتضى الأمر ذلك انزل أمرا منه إليه سماه شرعا ، بين فيه مصارف هذه الأسماء والصفات الإلهية التي
لابد للخليفة من الظهور بها وعهد إليه بها ، 
فكل نائب في العالم فله الظهور بجميع الأسماء ، ومن النواب من أخذ المرتبة بنفسه من غير عمد إلهي إليه ، وقام بالعدل في الرعايا . 
واستند إلى الحق في ذلك ، كسلوك زماننا اليوم مع الخليفة ، فمنهم السمع والطاعة فيما يوافق أغراضهم وما لا يوافق ، فهم فيه كما هم في أصل توليتهم ابتداء ، ومنهم من لا يعمل بمكارم الأخلاق ولا يمشي بالعدل في رعيته ، فذلك هو المنازع لحدود مكارم الأخلاق و المغالب لجناب الحق في مغالبته رسل الله ، كفرعون صاحب موسى عليه السلام وأمثاله ، وإن كان الحق ما استخلفهم بالخطاب الإلهي
 
ص 408
 
على مذهب أهل الحق والعلم الصحيح والعقل السليم، والجواب عنه لا يكون إلا بما أجاب به موسى.
وهنا سر كبير، فإنه أجاب بالفعل لمن سأل عن الحد الذاتي، "34"
فجعل الحد الذاتي عين إضافته إلى ما ظهر به من صور العالم، أو ما ظهر فيه 
……………………………………………………….
على الكشف ، لكنهم نوابه من وراء الحجاب ، فإذا ظهروا بصفات ما ينبغي للملك أن يظهر بها ولم يوافق بها المصارف الإلهية التي شرعها الحق - بألسنة الرسل نعت ذلك بالمنازع و المغالب ، فمهما ظهر كانت الغلبة له ، ومهما ظهر عليه كانت الغلبة للحق ، فكان الحرب سجالا له وعليه . 
راجع فتوحات ج 2 / 155 ، 272 - ج 4 / 3
 
34 - جواب موسی علیه السلام لفرعون *
"قال فرعون وما رب العالمين" ، لما دعا موسی فرعون إلى الله رب العالمين فسأله فرعون " وما رب العالمين" ، يسأله عن الماهية ، ولما كانت ذات الله لا يجوز أن تطلب بما كما طلب فرعون فأخطأ في السؤال ، 
لهذا عدل موسى عليه السلام عن جواب سؤاله ، لأن السؤال إذا كان خطأ لا يلزم الجواب عنه ، وكان المجلس مجلس عامة فلذلك تكلم موسى بما تكلم به ، 
والحق سبحانه لا يقال فيه إنه له ماهية ، وإن سئل عنه بما ، فالجواب بصفة التنزيه أو بصفة الفعل ، لا غير ذلك ، 
لذلك قال موسی علیه السلام « رب السموات والأرض إن کنتم موقنين » يقول إن استقر في قلوبكم ما يعطيه الدليل والنظر الصحيح من الدال ، 
فقال فرعون وقد علم أن الحق مع موسى فيما أجابه به ، إلا أنه أوهم الحاضرين واستخفهم ، لأن السؤال منه إنما وقع بما طابقه الحق وهو قوله "وما رب العالمين" ، فما سأله إلا بذكر العالمين ، فقال
موسی " رب السموات والأرض وما بينهما " فطابق الجواب السؤال ، 
فقال فرعون لقومه « لمن حوله ألا تستمعون » أسأله عن الماهية فيجيبني بالأمور الإضافية ، فغالطهم ، وهو ما سأل إلا عن الرب المضاف ، 
فقال له موسی « ربكم ورب آبائكم الأولين» فخصص الإضافة لدعوى فرعون في قومه أنه ربهم الأعلى «قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون » لما رأى فرعون أن موسى عليه السلام ما أجابه على
 
ص  409
 
قال الشيخ رضي الله عنه الله عنه : ( من صور العالم. فكأنه قال في جواب قوله «وما رب العالمين» قال الذي يظهر فيه صور العالمين من علو وهو السماء وسفل وهو الأرض: «إن كنتم موقنين»، أو يظهر هو بها. "35" 
فلما قال فرعون لأصحابه «إنه لمجنون» كما قلنا في معنى )
………………………………………….
حد ما سأل ، لأنه تخيل أن سؤاله هذا متوجه ، وما علم أن ذات الحق لا تدخل تحت مطلب « ما » وإنما تدخل تحت مطلب « هل » وهل سؤال عن وجود المسؤول عنه هل متحقق أم لا ؟ فقال فرعون وقد علم ما وقع فيه من الجهل إشغالا للحاضرين لئلا يتفطنوا لذلك « إن رسولكم الذي أرسل إليكم » ولولا ما علم الحق فرعون ما أثبت في هذا الكلام أنه أرسله مرسل ، وأنه ما جاء من نفسه ، لأنه دعا إلى غيره، وكذا نسبه فرعون إلى ما كان عليه موسى بقوله « لمجنون » أي مستور عنكم فلا تعرفونه ، فعرفه موسي بجوابه إياه وما عرفه الحاضرون ، كما عرفه السحرة وما عرفه الجاهلون بالسحر ، 
والوجه الثاني " لمجنون " أي قد ستر عنه عقله ، لان العاقل لا يسأل عن ماهية الشيء فيجيب بمثل هذا الجواب 
فقال له موسى لقرينة حال اقتضاها المجلس ما قال إبراهيم عليه السلام للنمروذ " قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن کنتم تعقلون" ، ولو لم يقل « وما بينهما » لجاز ، لأنه ليس بينهما شيء، 
وذلك لأن عين حال الشروق في ذلك الحيز هو عين استوائها وهو عين غروبها ، فكل حركة واحدة من الشمس في حيز واحد شروق واستواء وغروب ، فما ثم ما ينبغي أن يقال "وما بينهما" ، 
لكنه قال " وما بينهما" و لغموضه على الحاضرين ، فإنهم لا يعرفون ما فصلناه في إجمال "وما بينهما" ، فجاء بالمشرق والمغرب المعروف بالعرف 
ثم قال لهم « إن کنتم تعقلون » فأحالهم على النظر العقلي .
فتوحات ج 3 / 90 - ج 4 / 20 ، 175 
 
35 - التجلي الصوري 
صور التجلي محدثة - في ج 4/ 266 
"" أضاف الجامع :
فما ثمَّ إلا الحجب .. ومطالعة وجه الذات في الدنيا محال .تَكَبَّرَ الحق على الصورة
والشأن فوق العقول والعيون ، والذات باطنة عن الإدراك حساً معنىً
كذلك الأمر ليس كما تدركه العين فجميع صور التجلي مُحدثة  أي طارئة متغيرة محدودة الآجال وما في الوجود إلا الحجب وهي موضع الإدراكات المختلفة .
 
قال الشيخ رضي الله عنه فى الباب الثامن والخمسون وخمسمائة :-
"وهكذا مثل الخضر لموسى بنقر الطائر في البحر بمنقاره وهو على حرف السفينة فقال له الخضر تدري ما يقول هذا الطائر 
وكان الخضر قد أعطى منطق الطير فكان نقره كلاما عند الخضر لا علم لموسى بذلك وكان الخضر قد ذكر لموسى عليه السلام أنه على علم علمه الله لا يعلمه موسى وموسى على علم علمه الله لا يعلمه خضر مع العلم الكثير الذي كان عند كل واحد منهما 
فقال ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا بقدر ما نقر هذا الطائر
ومعلوم أنه قد حصل شيئا من الماء في نقره كذلك حصل بما علمه موسى والخضر من العلم شركه مع الله في ذلك القدر 
فعلمنا من علم الله شيئا مما يعلمه الله فحقق ما حصل لك وما بقي ولم يحصل لك فوقع التشبيه الصحيح من جهة ما حصل لا من جهة ما لم يحصل لأن الذي لم يحصل من اليم متناه والذي لم يحصل من العلم لموسى والخضر غير متناه" أهـ
 
قال الشيخ رضي الله عنه في الباب الثامن والخمسون وخمسمائة في معرفة الأسماء الحسنى:
"وهذا خطاب خاطب به العقلاء ما خاطب به أهل الجمع والوجود فما نظر قط أهل الخصوص في اكتساب علم به ولا بمعلوم وإنما جعل لهم أن يهيئوا محالهم ويطهروا قلوبهم حتى يأتي الله بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ من عِنْدِهِ بالفتح فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا في أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ ،
لأنهم عاينوا ما وصلوا إليه بالفتح الإلهي والأمر عين ما انفصلوا عنه فما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً بالحيرة وتَسْلِيماً لحكمها ،
ومن هذه الحضرة أثبت أن الباطل شيء قذف بالحق عليه فدمغه فإذا الباطل زاهق ،
ولا يزهق إلا ما له عين أو ما تخيل أن له عينا فلا بد له من رتبة وجودية خيالا كانت أو غير خيال قد اعتنى بها على كل حال ثم إنه من أعظم الحيرة في الحق إن الحق له الوجود الصرف فله الثبوت وصور التجلي حق بلا شك
 
وما لها ثبوت وما لها بقاء ..... لكن لها اللقاء فما لها شقاء
ما من صورة ينجلي فيها إلا إذا ذهبت ما لها رجوع ولا تكرار وليس الزهوق سوى عين الذاهب فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ فهل في الحق باطل أو ما هو الباطل وما اذهب الصورة إلا قذف الصورة الأخرى وهي تذهب ذهاب أختها فهي من حيث ورودها حق ومن حيث زهوقها باطل فهي الدامغة المدموغة فصدق من نفي رؤية الحق 
فإن الحق لا يذهب فإنه إن كانت الصور صورنا فما رأينا إلا أنفسنا ونحن ليس بباطل ،
وقد زهقنا بنا فنحن الحق لأن الله بنا قذف علينا فما أتى علينا إلا منا فالله بالحق قاذف والعبد للحكم الإلهي واقف
فالعين مني ومنه ..... لها البقاء والثبوت
من ذا الذي منه يحيى ..... أو من هو منه يميت
ومنه مني يحيي ..... أو منه مني يموت
قد حرت فيه وفينا ..... فنحن خرس صموت
لا تدعى فيه دعوى ..... فإنه ما يفوت
أصبحت لله قوتا ..... وإنه لي قوت
فالأمر دور وهذا ..... علمي به ما بقيت
فلا تعتمد على من له الزهوق فإنه ما يحصل بيدك منه شيء ولا تعتمد إلا عليك فإن مرجعك إليك وإلى الله ترجعون كما تُرْجَعُ الْأُمُورُ فمن هنا قال من قال من رجال الله أنا الله فأعذروه فإن الإنسان بحكم ما تجلى له ما هو بحكم عينه وما تجلى له غير عينه فسلم واستسلم فالأمر كما شرحته وعَلَى الله قَصْدُ السَّبِيلِ ... 
ولَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ" أهـ  ""
 
راجع الظاهر في المظاهر فص5 ، هامش 6، ص 84 
المرايا فص 2، هامش 6، ص 45
 
"" 6 - وحدة الوجود - الظاهر في المظاهر  فص5 ، هامش 6، ص 84 
الموجودات على تفاصيلها في ظهور الحق في مظاهر أعيان الممكنات بحكم ما هي الممكنات عليه من الاستعدادات ، فاختلفت الصفات على الظاهر لأن الأعيان التي ظهر فيها مختلفة ، فتميزت الموجودات وتعددت لتعدد الأعيان وتميزها في نفسه فما في الوجود إلا الله وأحكام الأعيان ، وما في العدم شيء إلا أعيان الممكنات مهيأة للاتصاف بالوجود .
فهي لا هي في الوجود ، لأن الظاهر أحكامها فهي ، ولا عين لها في الوجود فلا هي ، كما هو لا هو .
لأنه الظاهر فهو والتميز بين الموجودات معقول ومحسوس لاختلاف أحكام الأعيان فلا هو ، فيا أنا ما هو أنا ولا هو ما هو هو .
مغازلة رقيقة وإشارة دقيقة ردها البرهان ونفاها ، و أوجدها العيان وأثبتها .
ما من شيء في تفاصيل العالم إلا وفي الحضرة الإلهية صورة تشاكل ما ظهر ، أي يتقيد بها، ولولا هي ما ظهر .
فإذا تأملت فما ثم وجود إلا الله خاصة ، وكل موصوف بالوجود مما سوى الله فهو نسبة خاصة ، والإرادة الإلهية إنما متعلقها إظهار التجلي في المظاهر ، أي في مظهر ما ، وهو نسبة .
فان الظاهر لم يزل موصوفا بالوجود ، والمظهر لم يزل موصوفا بالعدم ، فإذا ظهر أعطى المظهر حكما في الظاهر بحسب حقائقه النفسية .
فانطلق على الظاهر من تلك الحقائق التي هو عليها المظهر المعدوم حكم يسمى إنسانا أو فلكا أو ملكا أو ما كان من أشخاص المخلوقات .
كما رجع من ذلك الظهور للظاهر اسم يطلق عليه يقال به خالق وصانع ، وضار ونافع ، وقادر.
وما يعطيه ذلك التجلي من الأسماء ، وأعيان الممكنات على حالها من العدم كما أن الحق لم يزل له حكم الوجود .
فحدث لعين الممكن اسم المظهر ، و للمتجلي فيه اسم الظاهر .
فأعطى استعداد مظهر ما أن يكون الظاهر فيه مكلفا ، فيقال له افعل ولا تفعل ، ويكون مخاطبا بأنت وكاف الخطاب .
واعلم أن التجلي الذاتي ممنوع بلا خلاف بين أهل الحقائق في غير مظهر .
فوقتا يكون المظهر جسميا و وقتا يكون جسمانيا ووقتا جسديا ، ووقتا يكون المظهر روحيا ووقتا روحانیا.
فالتجلي في المظاهر هو التجلي في صور المعتقدات وهو كائن بلا خلاف.
والتجلي في المعقولات كائن بلا خلاف . وهما تجلي الاعتبارات .
لأن هذه المظاهر سواء كانت صور المعقولات أو صور المعتقدات فإنها جسور يعبر عليها بالعلم .
أي يعلم أن وراء هذه الصور أمرا لا يصح أن يشهد ولا أن يعلم .
وليس وراء ذلك المعلوم الذي لا يشهد ولا يعلم حقيقة ما يعلم أصلا .
وأما التجلي في الأفعال ففيه خلاف بين أهل هذا الشأن لا يرتفع دنيا ولا آخرة .
فما في المسائل الإلهية ما تقع فيها الحيرة أكثر ولا أعظم من مسألة الأفعال ، ولاسيما في تعلق الحمد والذم بأفعال المخلوقين.
فيخرجها ذلك التعلق أن تكون أفعال المخلوقين لغير المخلوقين حين ظهورها عنهم ، وأفعال الله كلها حسنة في مذهب المخالف الذي ينفي الفعل عن المخلوق ويثبت الذم للفعل بلا خلاف .
ولا شك عنده في تعلق الذم، بذلك الفعل من الله، فمن الشدائد على أهل الله إذا أوقفهم في حضرة الأفعال ، من نسبتها إلى الله ونسبتها إلى أنفسهم ،
فيلوح لهم ما لا يمكن لهم معه أن ينسبوها إلى أنفسهم ، ويلوح لهم ما لا يتمكن معه أن ينسبوه إلى الله .
فهم هالكون بين حقيقة وأدب ، والتخلص من هذا البرزخ من أشد ما يقاسيه العارفون ، فإن الذي ينزل عن هذا المقام يشاهد أحد الطرفين فيكون مستريحا لعدم المعارض.
فمذهبنا العين الممكنة إنما هي ممكنة لأن تكون مظهرا ، لا لأن تقبل الاتصاف بالوجود فيكون الوجود عينها .
إذن فليس الوجود في الممكن عين الموجود ، بل هو حال لعين الممكن ، به يسمى الممكن موجودا مجازا لا حقيقة ، لأن الحقيقة تأبى أن يكون الممكن موجودا ، فلا يزال كل شيء هالك .
 الفتوحات ج1 / 694  , ج2 / 40,42,99,160,435,606
"" أضاف الجامع :
يقول الدكتور أبو العلا عفيفي:
" وحدة الوجود التي يقول بها ابن العربي الطائي الحاتمي ليست وحدة وجود مادية تنكر الألوهية ولوازمها أو تنكر القيم الروحية ،
بل العكس هو الصحيح : أي أنها وحدة وجود تنكر العالم الظاهر ، ولا تعترف بالوجود الحقيقي إلا لله - الحق . 
أما الخلق فظل للوجود الحق ولا وجود له في ذاته ".
 
تقول د. سعاد الحكيم في وحدة الوجود عند الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
إن عبارة وحدة الوجود لا تدخل ضمن مصطلحات ابن العربي ، إذ أنها من ناحية لم ترد عنده مطلقا ،
ومن ناحية ثانية هي تشكل تيارا فكريا له جذوره البعيدة في تأريخ النظريات الفلسفية ،
ولكننا لم نستطع أن نتغافل عن بحثها بحجة أنها تدخل ضمن نظريات شيخنا الأكبر بالنظر لأهميتها عنده ، إذ فيها تتبلور مصطلحاته وتتكشف ، ويتجلى وجه ابن العربي الطائي الحاتمي الحقيقي ، فنلمس فيه الفكر والمنطق إلى جانب الشهود والتصوف ".
 
إن عبارة وحدة الوجود ابتدعها دارسو ابن العربي الطائي الحاتمي ،
أو بالأحرى صنفوه في زمرة لقائلين بها . إذ أن الباحث لا يلتقط فكر مفكر إلا بتحليله إلى عناصره البسيطة ، وإعادة تركيبه تركيبا يتلاءم وينضبط مع التيارات الفكرية المعروفة . وبالتالي استدل الملتمس وجه ابن العربي الطائي الحاتمي من جمل أمثال :
الوجود كله واحد ) ، ( ما ثمة إلا الله ) ، ( ما في الوجود إلا الله ) ، إلى القول بأنه من وحدة الوجود ، وحدة تفارق وحدة الماديين بتغليب الجانب الإلهي فيها .
ولكن ما حقيقة موقف ابن العربي الطائي الحاتمي من الوحدة الوجودية ؟
وما نسبة التفكير النظري إلى الشهود الصوفي فيها ؟
 
وحدة وجود ) أم ( وحدة شهود ) ؟
كثيرا ما يتوقف الباحث أمام نتائج ابن العربي الطائي الحاتمي متسائلا :
أوحدة وجود عنده أم وحدة شهود ؟
ثم لا يلبث ان يقرر انها وحدة وجود ، من حيث أنها لم تبرز في صيحة وجد ، بل كانت نتيجة باردة لتفكير نظري .
ويعود تردد الباحث بين الوحدتين إلى أنهما يتطابقان في النتيجة ، فكلتاهما ترى :
إن الوجود الحقيقي واحد وهو الله .
ولكن صاحب وحدة الشهود يقولها في غمرة الحال ، على حين يدافع عنها ابن العربي الطائي الحاتمي في صحو العلماء وبرود النظريين .
والحقيقة أن وحدة ابن العربي الطائي الحاتمي تختلف عن وحدة شهود غيره بسبب جوهري ، وهو أن الشيخ الاكبر لم يقطفها ثمرة فيض فناء في الحق ، فناء افناه عن رؤية كل ما سوى الحق .
ولم يقل بعدم كل ما سواه ، إن ابن العربي  يرى الكثرة ، وشهوده يعطيه الكثرة ، وبصره يقع على الكثرة . إذن الكثرة عنده موجودة .
وهنا نستطيع ان نقول : أن ( وحدته ) على النقيض من وحدة الشهود ، تعطي : كثرة شهودية . فالنظر يقع على كثرة عنده . وهذا ما لا يمكن أن ينطبق على وحدة الشهود .
ولكن ابن العربي الطائي الحاتمي لا يقف مع الكثرة الشهودية أو بتعبير أدق المشهودة ، بل يجعلها ( كثرة معقولة ) لا وجود حقيقي لها .
وهي - إذا امكن التعبير بلغتنا - خداع بصر . وبلغة ابن العربي الطائي الحاتمي : خيال . ""

.
يتبع 


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد 22 مارس 2020 - 11:56 عدل 1 مرات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 21 مارس 2020 - 11:52 من طرف عبدالله المسافربالله

25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية الجزء الخامس .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب

تعليقات أ. محمود محمود الغراب على كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي رضي الله عنه 
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية               الجزء الخامس

6 - وحدة الوجود – المرايا       المرايا فص 2، هامش 6، ص 45
اعلم أن المعلومات ثلاثة لا رابع لها :
وهي الوجود المطلق الذي لا يتقيد وهو وجود الله تعالى الواجب الوجود لنفسه ، والمعلوم الآخر العام المطلق الذي هو عدم لنفسه وهو الذي لا يتقيد أصلا وهو المحال ،
والعلوم الثالث هو البرزخ الذي بين الوجود المطلق والعدم المطلق وهو الممكن ، وسبب نسبة الثبوت إليه مع نسبة العدم هو مقابلته للأمرين بذاته .
 وذلك أن العدم المطلق قام للوجود المطلق كالمرآة فرأي الوجود فيه صورته فكانت تلك الصورة عين الممكن ، فلهذا كان للممكن عين ثابتة وشيئية في حال عدمه ولهذا خرج على صورة الوجود المطلق .
ولهذا أيضا اتصف بعدم التناهي فقيل فيه إنه لا يتناهی ، وكان أيضا الوجود المطلق كالمرآة للعدم المطلق فرأى العدم المطلق في مرآة الحق نفسه .
فكانت صورته التي رأي في هذه المرأة هو عين العدم الذي اتصف به هذا الممكن ، وهو موصوف بأنه لا يتناهی كما أن العدم   المطلق لا يتناهی ، فاتصف الممکن بأنه معدوم ، فهو كالصورة الظاهرة بين الرائي والمرأة ، لا هي عين الرائي ولا غيره
وقد علمنا أن العالم ما هو عين الحق وإنما هو ما ظهر في الوجود الحق ، إذ لو كان عين الحق ما صح كونه بديعا ، كما تحدث صورة المرئي في المرآة ، ينظر الناظر فيها، فهو بذلك النظر كأنه أبدعها مع كونه لا تعمل له في أسبابها، ولا يدري ما يحدث فيها .
ولكن بمجرد النظر في المرآة ظهرت صور ، هذا أعطاه الحال ، فما لك في ذلك من التعمل إلا قصدك النظر في المرآة .
ونظرك فيها مثل قوله « إنما قولنا لشيء إذا أردناه » وهو قصدك النظر « أن نقول له کن » وهو بمنزلة النظر « فیکون » وهو بمنزلة الصورة التي تدركها عند نظرك في المرآة ،.
ثم إن تلك الصورة ما هي عينك الحكم صفة المرآة فيها من الكبر والصغر والطول والعرض ، ولا حكم لصورة المرآة فيك فما هي عينك ولا عين ما ظهر ممن ليس أنت من الموجودات الموازية لنظرك في المرآة ، ولا تلك الصورة غيرك ، لما لك فيها من الحكم .
فإنك لا تشك أنك رأيت وجهك ، ورأيت كل ما في وجهك ظهر لك بنظرك في المرآة من حيث عين ذلك لا من حيث ما طرأ عليه من صفة المرآة ، فما هو المرئي غيرك ولا عينك ، كذلك الأمر في وجود العالم الحق .
أي شيء جعلت مرآة أعني حضرة الأعيان الثابتة أو وجود الحق، فإما أن تكون الأعيان الثابتة الله مظاهر ، فهو حكم المرآة في صورة الرائي ، فهو عينه وهو الموصوف بحكم المرآة ، فهو الظاهر في المظاهر بصورة المظاهر.
أو يكون الوجود الحق هو عين المرآة ، فترى الأعيان الثابتة من وجود الحق ما يقابلها منه ، فترى صورتها في تلك المرآة و يترائي بعضها البعض ، ولا ترى ما ترى من حيث ما هي المرآة عليه ، وإنما ترى ما ترى من حيث ما هي عليه من غير زيادة ولا نقصان .
وكما لا يشك الناظر وجهه في المرآة أن وجهه رأي ، وبما للمرآة في ذلك من الحكم يعلم أن وجهه ما رأى .
فهكذا الأمر فانسب بعد ذلك ما شئت كيف شئت ، فإن الوجود للعين الممكنة كالصورة التي في المرآة ، ما هي عين الرائي ولا غير الرائي ، ولكن المحل
المرئي فيه به و بالناظر المتجلي فيه ظهرت هذه الصورة ، فهي مرآة من حيث ذاتها والناظر ناظر من حيث ذاته والصورة الظاهرة تتنوع بتنوع العين الظاهرة فيها .
کالمرأة إذا كانت تأخذ طولا ترى الصورة على طولها والناظر في نفسه على غير تلك الصورة من وجه ، وعلى صورته من وجه ، فلما رأينا المرآة لها حكم في الصورة بذاتها ورأينا الناظر يخالف تلك الصورة من وجه .
علمنا أن الناظر في ذاته ما أثرت فيه ذات المرآة ، ولما لم يتأثر ولم تكن تلك الصورة هي عين المرأة ولا عين الناظر ، وإنما ظهرت من حكم التجلي للمرآة ، علمنا الفرق بين الناظر وبين المراة وبين الصورة الظاهرة في المرآة التي هي غيب فيها ، ولهذا إذا رؤي الناظر يبعد عن المرآة يرى تلك الصورة تبعد في باطن المرآة ، وإذا قرب قربت .
وإذا كانت في سطحها على الاعتدال ورفع الناظر يده اليمنى رفعت الصورة اليد اليسرى ، تعرفه إني وإن كنت من تجليك وعلى صورتك فما أنت أنا ولا أنا أنت ، فإن عقلت ما نبهناك عليه فقد علمت من أين اتصف العبد بالوجود، ومن هو الموجود، ومن أين اتصف بالعدم، ومن هو المعدوم ومن خاطب ومن سمع ومن عمل ومن كلف .
وعلمت من أنت ومن ربك وأين منزلتك ، وأنك المفتقر إليه سبحانه وهو الغني عنك بذاته.
فسبحان من ضرب الأمثال وأبرز الأعيان دلالة عليه أنه لا يشبهه شيء ولا يشبه شيئا ، وليس في الوجود إلا هو ، ولا يستفاد الوجود إلا منه، ولا يظهر الموجود عين إلا بتجليه.
فالمرأة حضرة الإمكان والحق الناظر فيها والصورة أنت بحسب إمكانيتك ، فإما ملك وإما فلك وإما إنسان وإما فرس ، مثل الصورة في المرآة بحسب ذات المرآة من الهيئة في الطول والعرض والاستدارة واختلاف أشكالها مع كونها مرآة في كل حال .
كذلك الممكنات مثل الأشكال في الإمكان والتجلي الإلهي يكسب الممكنات الوجود والمرآة تكسبها الأشكال ، فيظهر الملك و الجوهر والجسم والعرض ، والإمكان هو هو لا يخرج عن حقیقته ، وأوضح من هذا البيان في هذه المسألة لا يمكن إلا بالتصريح ، فقل في العالم ما تشاء و انسبه إلى من تشاء بعد وقوفك على هذه الحقيقة كشفة وعلما .
راجع الفتوحات ج3/ 46 , 80 , 352 . - ج4/ 316.  أهـ ""
 
 
ص  410
 
قال الشيخ رضي الله عنه : ( كونه مجنونا، زاد موسى في البيان  ليعلم فرعون رتبته في العلم الإلهي لعلمه بأن فرعون يعلم ذلك: فقال: «رب المشرق والمغرب» فجاء بما يظهر ويستر، وهو الظاهر والباطن، وما بينهما وهو قوله «بكل شيء عليم».
«إن كنتم تعقلون»: أي إن كنتم أصحاب تقييد، فإن العقل يقيد.
فالجواب الأول جواب الموقنين وهم أهل الكشف والوجود.
فقال له «إن كنتم موقنين» أي أهل كشف ووجود، فقد أعلمتكم بما تيقنتموه في شهودكم ووجودكم، فإن لم تكونوا من هذا الصنف، فقد أجبتكم في الجواب الثاني إن كنتم أهل عقل و تقييد و حصر. ثم الحق فيما تعطيه أدلة عقولكم.
فظهر موسى بالوجهين ليعلم فرعون فضله وصدقه. "36"
وعلم موسى أن فرعون علم ذلك أو يعلم ذلك لكونه سأل عن الماهية، فعلم أنه ليس سؤاله على اصطلاح القدماء في السؤال بما  فلذلك أجاب.
ولو علم منه غير ذلك لخطأه في السؤال.
فلما جعل موسى المسئول عنه عين العالم، خاطبه فرعون بهذا اللسان والقوم لا يشعرون.
فقال له «لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين».
و السين في «السجن» من حروف الزوائد: أي لأسترنك: فإنك أجبت بما أيدتني به أن أقول لك مثل هذا القول.
فإن قلت لي: فقد جهلت يا فرعون بوعيدك إياي، والعين واحدة، فكيف فرقت، فيقول فرعون إنما فرقت المراتب العين، ما تفرقت العين ولا انقسمت في ذاتها.
ومرتبتي الآن التحكم فيك يا موسى بالفعل، وأنا أنت بالعين وغيرك بالرتبة.
فلما فهم ذلك موسى منه أعطاه حقه في كونه يقول له لا تقدر على ذلك، والرتبة تشهد له بالقدرة عليه و إظهار الأثر فيه: لأن الحق في رتبة فرعون من الصورة الظاهرة، لها التحكم على الرتبة التي كان فيها ظهور موسى في ذلك المجلس. "37"
فقال له، يظهر له المانع من تعديه عليه، «أو لو جئتك بشي ء مبين».
فلم يسع فرعون إلا أن يقول له «فأت به إن كنت من الصادقين» حتى لا يظهر فرعون عند )
………………………………….
36 - راجع هامش 34 *
 
37 - المظاهر وتفاضل الأسماء والمراتب
راجع الظاهر في المظاهر وتفاضل الأسماء والمراتب فص 16 رقم 5
لا تشهد الأعيان إلا بمراتبها لا بأعيانها ، فإنه لا فرق بين الملك والسوقة في الإنسانية ، فما تميز العالم إلا بالمراتب ، وما شرف بعضه على بعض إلا بها ، ومن علم أن الشرف للرتب لا لعينه لم يغالط نفسه في أنه أشرف من غيره وإن كان يقول
 
ص 411
 
 
الضعفاء الرأي من قومه بعدم الإنصاف فكانوا يرتابون فيه، و هي الطائفة التي استخفها فرعون فأطاعوه «إنهم كانوا قوما فاسقين»: أي خارجين عما تعطيه العقول الصحيحة من إنكار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر في العقل، فإن له حدا يقف عنده إذا جاوزه صاحب الكشف واليقين.
ولهذا جاء موسى في الجواب بما يقبله الموقن والعاقل خاصة .
«فألقى عصاه» ، وهي صورة ما عصى به فرعون موسى في إبائه عن إجابة دعوته، «فإذا هي ثعبان مبين» أي حية ظاهرة.
فانقلبت المعصية التي هي السيئة طاعة أي حسنة كما قال «يبدل الله سيئاتهم حسنات» يعني في الحكم. فظهر الحكم هنا عينا متميزة في جوهر واحد .
فهي العصا وهي الحية و الثعبان الظاهر،  "38"
…………………………………….
إن هذه الرتبة أشرف من هذه الرتبة ، وما من حركة ينحركها الإنسان إلا عن ورود اسم إلهي عليه ، هذا مفروغ منه عندنا في الحقائق الإلهية ، والعارف يشهد الأسماء الإلهية «ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله ) ومعها يتأدب.
الفتوحات ج 1 / 644 - ج 3 / 225
 
راجع الظاهر في المظاهر
"" 6 - وحدة الوجود - الظاهر في المظاهر   قفرة 6 ص 84
 
الموجودات على تفاصيلها في ظهور الحق في مظاهر أعيان الممكنات بحكم ما هي الممكنات عليه من الاستعدادات ، فاختلفت الصفات على الظاهر لأن الأعيان التي ظهر فيها مختلفة ، فتميزت الموجودات وتعددت لتعدد الأعيان وتميزها في نفسه فما في الوجود إلا الله وأحكام الأعيان ، وما في العدم شيء إلا أعيان الممكنات مهيأة للاتصاف بالوجود .
فهي لا هي في الوجود ، لأن الظاهر أحكامها فهي ، ولا عين لها في الوجود فلا هي ، كما هو لا هو .
لأنه الظاهر فهو والتميز بين الموجودات معقول ومحسوس لاختلاف أحكام الأعيان فلا هو ، فيا أنا ما هو أنا ولا هو ما هو هو .
مغازلة رقيقة وإشارة دقيقة ردها البرهان ونفاها ، و أوجدها العيان وأثبتها .
ما من شيء في تفاصيل العالم إلا وفي الحضرة الإلهية صورة تشاكل ما ظهر ، أي يتقيد بها، ولولا هي ما ظهر .
فإذا تأملت فما ثم وجود إلا الله خاصة ، وكل موصوف بالوجود مما سوى الله فهو نسبة خاصة ، والإرادة الإلهية إنما متعلقها إظهار التجلي في المظاهر ، أي في مظهر ما ، وهو نسبة .
فان الظاهر لم يزل موصوفا بالوجود ، والمظهر لم يزل موصوفا بالعدم ، فإذا ظهر أعطى المظهر حكما في الظاهر بحسب حقائقه النفسية .
فانطلق على الظاهر من تلك الحقائق التي هو عليها المظهر المعدوم حكم يسمى إنسانا أو فلكا أو ملكا أو ما كان من أشخاص المخلوقات .
كما رجع من ذلك الظهور للظاهر اسم يطلق عليه يقال به خالق وصانع ، وضار ونافع ، وقادر.
وما يعطيه ذلك التجلي من الأسماء ، وأعيان الممكنات على حالها من العدم كما أن الحق لم يزل له حكم الوجود .
فحدث لعين الممكن اسم المظهر ، و للمتجلي فيه اسم الظاهر .
فأعطى استعداد مظهر ما أن يكون الظاهر فيه مكلفا ، فيقال له افعل ولا تفعل ، ويكون مخاطبا بأنت وكاف الخطاب .
واعلم أن التجلي الذاتي ممنوع بلا خلاف بين أهل الحقائق في غير مظهر .
فوقتا يكون المظهر جسميا و وقتا يكون جسمانيا ووقتا جسديا ، ووقتا يكون المظهر روحيا ووقتا روحانیا.
فالتجلي في المظاهر هو التجلي في صور المعتقدات وهو كائن بلا خلاف.
والتجلي في المعقولات كائن بلا خلاف . وهما تجلي الاعتبارات .
لأن هذه المظاهر سواء كانت صور المعقولات أو صور المعتقدات فإنها جسور يعبر عليها بالعلم .
أي يعلم أن وراء هذه الصور أمرا لا يصح أن يشهد ولا أن يعلم .
وليس وراء ذلك المعلوم الذي لا يشهد ولا يعلم حقيقة ما يعلم أصلا .
وأما التجلي في الأفعال ففيه خلاف بين أهل هذا الشأن لا يرتفع دنيا ولا آخرة .
فما في المسائل الإلهية ما تقع فيها الحيرة أكثر ولا أعظم من مسألة الأفعال ، ولاسيما في تعلق الحمد والذم بأفعال المخلوقين.
فيخرجها ذلك التعلق أن تكون أفعال المخلوقين لغير المخلوقين حين ظهورها عنهم ، وأفعال الله كلها حسنة في مذهب المخالف الذي ينفي الفعل عن المخلوق ويثبت الذم للفعل بلا خلاف .
ولا شك عنده في تعلق الذم، بذلك الفعل من الله، فمن الشدائد على أهل الله إذا أوقفهم في حضرة الأفعال ، من نسبتها إلى الله ونسبتها إلى أنفسهم ،
فيلوح لهم ما لا يمكن لهم معه أن ينسبوها إلى أنفسهم ، ويلوح لهم ما لا يتمكن معه أن ينسبوه إلى الله .
فهم هالكون بين حقيقة وأدب ، والتخلص من هذا البرزخ من أشد ما يقاسيه العارفون ، فإن الذي ينزل عن هذا المقام يشاهد أحد الطرفين فيكون مستريحا لعدم المعارض.
فمذهبنا العين الممكنة إنما هي ممكنة لأن تكون مظهرا ، لا لأن تقبل الاتصاف بالوجود فيكون الوجود عينها .
إذن فليس الوجود في الممكن عين الموجود ، بل هو حال لعين الممكن ، به يسمى الممكن موجودا مجازا لا حقيقة ، لأن الحقيقة تأبى أن يكون الممكن موجودا ، فلا يزال كل شيء هالك .
 الفتوحات ج1 / 694  , ج2 / 40,42,99,160,435,606  أهـ ""


"" أضاف الجامع :
يقول الدكتور أبو العلا عفيفي:
" وحدة الوجود التي يقول بها ابن العربي الطائي الحاتمي ليست وحدة وجود مادية تنكر الألوهية ولوازمها أو تنكر القيم الروحية ،
بل العكس هو الصحيح : أي أنها وحدة وجود تنكر العالم الظاهر ، ولا تعترف بالوجود الحقيقي إلا لله - الحق . أما الخلق فظل للوجود الحق ولا وجود له في ذاته ".
 
تقول د. سعاد الحكيم في وحدة الوجود عند الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
إن عبارة وحدة الوجود لا تدخل ضمن مصطلحات ابن العربي ، إذ أنها من ناحية لم ترد عنده مطلقا ،
ومن ناحية ثانية هي تشكل تيارا فكريا له جذوره البعيدة في تأريخ النظريات الفلسفية ،
ولكننا لم نستطع أن نتغافل عن بحثها بحجة أنها تدخل ضمن نظريات شيخنا الأكبر بالنظر لأهميتها عنده ، إذ فيها تتبلور مصطلحاته وتتكشف ، ويتجلى وجه ابن العربي الطائي الحاتمي الحقيقي ، فنلمس فيه الفكر والمنطق إلى جانب الشهود والتصوف ".
 
إن عبارة وحدة الوجود ابتدعها دارسو ابن العربي الطائي الحاتمي ،
أو بالأحرى صنفوه في زمرة لقائلين بها . إذ أن الباحث لا يلتقط فكر مفكر إلا بتحليله إلى عناصره البسيطة ، وإعادة تركيبه تركيبا يتلاءم وينضبط مع التيارات الفكرية المعروفة . وبالتالي استدل الملتمس وجه ابن العربي الطائي الحاتمي من جمل أمثال :
الوجود كله واحد ) ، ( ما ثمة إلا الله ) ، ( ما في الوجود إلا الله ) ، إلى القول بأنه من وحدة الوجود ، وحدة تفارق وحدة الماديين بتغليب الجانب الإلهي فيها .
ولكن ما حقيقة موقف ابن العربي الطائي الحاتمي من الوحدة الوجودية ؟
وما نسبة التفكير النظري إلى الشهود الصوفي فيها ؟
 
وحدة وجود ) أم ( وحدة شهود ) ؟
كثيرا ما يتوقف الباحث أمام نتائج ابن العربي الطائي الحاتمي متسائلا :
أوحدة وجود عنده أم وحدة شهود ؟
ثم لا يلبث ان يقرر انها وحدة وجود ، من حيث أنها لم تبرز في صيحة وجد ، بل كانت نتيجة باردة لتفكير نظري .
ويعود تردد الباحث بين الوحدتين إلى أنهما يتطابقان في النتيجة ، فكلتاهما ترى :
إن الوجود الحقيقي واحد وهو الله .
ولكن صاحب وحدة الشهود يقولها في غمرة الحال ، على حين يدافع عنها ابن العربي الطائي الحاتمي في صحو العلماء وبرود النظريين .
والحقيقة أن وحدة ابن العربي الطائي الحاتمي تختلف عن وحدة شهود غيره بسبب جوهري ، وهو أن الشيخ الاكبر لم يقطفها ثمرة فيض فناء في الحق ، فناء افناه عن رؤية كل ما سوى الحق .
ولم يقل بعدم كل ما سواه ، إن ابن العربي  يرى الكثرة ، وشهوده يعطيه الكثرة ، وبصره يقع على الكثرة . إذن الكثرة عنده موجودة .
وهنا نستطيع ان نقول : أن ( وحدته ) على النقيض من وحدة الشهود ، تعطي : كثرة شهودية . فالنظر يقع على كثرة عنده . وهذا ما لا يمكن أن ينطبق على وحدة الشهود .
ولكن ابن العربي الطائي الحاتمي لا يقف مع الكثرة الشهودية أو بتعبير أدق المشهودة ، بل يجعلها ( كثرة معقولة ) لا وجود حقيقي لها .
وهي - إذا امكن التعبير بلغتنا - خداع بصر . وبلغة ابن العربي الطائي الحاتمي : خيال . ""
 
 
9 -  تفاضل الأسماء والصفات الإلهية والمراتب    
تفاضل الأسماء والمراتب فص 16 رقم 9
للشيخ في هذه المسألة نظرتان :
الأولى من حيث دلالة الأسماء على الذات الإلهية الواحدة فلا تفاضل بينها ،
والأخرى من حيث دلالة كل اسم على معنی لیس للاسم الآخر في العموم والإحاطة وتعلقه بمتعلق أعم فالمراتب تتفاضل ، 
لذلك نراه يقول :
الحقائق والنسب الإلهية لا نهاية لها ولا يصح أن يكون في الإلهيات تفاضل لأن الشيء لا يفضل نفسه ، فكما هو الأول هو الآخر وكما هو الظاهر هو الباطن فالمراتب ما فيها تفاضل عندنا ، لارتباطها بالأسماء الإلهية والحقائق الربانية ، ولا تصح مفاضلة بين الأسماء الإلهية لوجهين ، الواحد أن الأسماء نسبتها إلى الدات نسبة واحدة فلا مفاضلة فيها ، فلو فضلت المراتب بعضها بعضا بحسب ما استندت إليه من الحقائق الإلهية لوقع الفضل في أسماء الله ، فيكون بعض الأسماء الإلهيه أفضل من بعض ، وهذا لا قائل به عقلا ولا شرعا ، ولا يدل عموم الاسم على فضله ، لأن الفضلية إنما تقع فيما من شأنه أن يقبل فلا يتعمل في القبول ، أو فيما يجوز أن يوصف به فلا يتصف به ؛ والوجه الآخر أن الأسماء الإلهية راجعة إلى ذاته والذات واحدة ، والمفاضلة تطلب الكثرة ، والشيء لا يفضل نفسه ، فإذا المفاضلة لا تصح ، ولا يقال إن خلة الحق أشرف من كلامه ، ولا إن كلامه أشرف من خلقه پیدیه ، بل كل ذلك راجع إلى ذات واحدة لا تقبل الكثرة ولا العدد ، فهي بالنسبة إلى كذا خالقة ، وبالنسبة إلى كذا مالكة وبالنسبة إلى كذا عالمة إلى ما نسبت من صفات الشرف والعين واحدة .
أما بالنسبة للتعلق کتسبة العلم الإلهي إلى القدرة الإلهية ، فإن القدرة وإن تعلقت بما لا يتناهي من الممكنات فلا نشك أن العلم أكثر إحاطة منها ، لأنه يتعلق بها وبالممكنات والواجبات والمستحيلات والكائنات وغير الكائنات ، مع ما يعطي الدليل أن ما لا يتناهى لا يفضل ما لا يتناهى ، والقدرة ما لها تعلق إلا بالإيجاد ، فإن القدرة للإيجاد وهو العمل ، وهو العليم سبحانه بما يوجد ، القدير على إيجاد ما يريد إيجاده.
لا مانع له ، وقال تعالى : « أحاط بكل شيء علما» ولا تعم الإحاطة كل شيء إلا إذا كان معنى ، ولا يعلم الشيء من جميع وجوهه إلا الله عز وجل ، الذي أحاط بكل شيء علما سواء كان الشيء ثابتا أو موجودا أو متناهيا أو غير متناه ، فالمعلوم لا يزال محصورا في العلم لهذا كان المعلوم محاطا به ، 
فقال تعالى « أحاط بكل شيء علما » من الواجبات والجائزات والمستحيلات ، وهو تعلق أعم فأنزل الله العالم بحسب المراتب التعمير المراتب ليتميز الكثير الاختصاص بالله الذي اصطنعه الله لنفسه من عباد الله عن غيره من العبيد ، فلو لم يقع التفاضل في العالم لكان بعض المراتب معطلا غير عامر ، وما في الوجود شيء معطل بل هو معمور كله ، فلابد لكل مرتبة من عامر يكون حكمه بحسب مرتبته ، 
ولذلك فضل العالم بعضه بعضا ، وأصله في الأسماء الإلهية ، أين إحاطة العالم من إحاطة المريد من إحاطة القادر ، فتميز العالم عن المريد ، والمريد عن القادر ، بمرتبة المتعاق ، فالعالم أعم إحاطة ، فقد زاد وفضل على المريد والقادر بشيء لا يكون للمريد ولا للقادر من حيث أنه مريد وقادر ، 
فإنه يعلم نفسه ولا يتصف بالقدرة على نفسه ولا بالإرادة لوجوده ، إذ من حقيقة الإرادة أن لا تعلق إلا بمعدوم والله موجود ، 
ومن شأن القدرة أن لا تتعلق إلا بممكن أو واجب بالغير ، وهو واجب الوجود لنفسه ، فمن هناك ظهر التفاضل في العالم لتفاضل المراتب ، فلابد من تفاضل العامرين لها ، فلابد من التفاضل في العالم ، إذ هو العامر لها الظاهر بها ، وهذا مما لايدرك کشفا بل ادراکه بصفاء الإلهام ، فیکشف المكاشف عمارة المراتب بكشفه للعامرين لها ، ولا يعلم التفاضل إلا بصفاء الإلهام الإلهي . 
الفتوحات ج 1 /  141 - ج 2 / 61 ، 326 ، 501 ، 527 - ج 3 / 382 - ج 4 / 317 
 
"" أضاف الجامع : 
قال الشيخ رضي الله عنه في الفتوحات الباب الأحد والسبعون وأربعمائة في معرفة حال قطب كان منزله "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله" :
قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في خطبته لما أثنى على ربه "فإنما نحن به وله". رواه ابو داود والبيهقي
فخاطب وسمع وهذا أمر لا يندفع فإنه عين الأمر غير إن الفضل بين الناس هو بما شاهده بعضهم وحرمه بعضهم
فيعلم العالم من غيره ما لا يعلمه الغير من نفسه مما هو عليه في نفسه
فظهر التفاضل ومع هذا الظهور لا يخرج المخلوق عن أن يكون الحق هويته بدليل تفاضل الأسماء الإلهية وهي الصفات وليست غيره
فلا يعلم الخلق إلا به   ..... ولا يعلم الحق إلا بها
وأما وصفه بالغنى عن العالم أنما هو لمن توهم إن الله تعالى ليس عين العالم
وفرق بين الدليل والمدلول ولم يتحقق بالنظر إذا كان الدليل على الشيء نفسه فلا يضاد نفسه
فالأمر واحد وإن اختلفت العبارات عليه
فهو العالم والعلم والمعلوم فهو الدليل والدال والمدلول
فبالعلم يعلم العلم ، فالعلم معلوم للعلم فهو المعلوم والعلم والعلم ذاتي للعالم وهو قول المتكلم ما هو غيره فقط
وأما قوله وما هو هو بعد هذا فهو لما يرى من أنه معقول زائد على ما هو
فبقي أن يكون هو وما قدر على أن يثبت هو من غير علم يصفه به  فقال ما هو غيره
فحار فنطق بما أعطاه فهمه
فقال إن صفة الحق ما هي هو ولا هي غيره
ولكن إذا قلنا نحن مثل هذا القول ما نقوله على حد ما يقوله المتكلم فإنه يعقل الزائد ولا بد ونحن لا نقول بالزائد
فما يزيد المتكلم على من يقول" إِنَّ الله فَقِيرٌ" إلا بحسن العبارة
ونعوذ بالله أن نكون من الجاهلين فهذا بعض نتائج هذا الهجير.
والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ . أهـ. ""
 
 
38 - الحقائق لا تتبدل والجوهر يخلع صورا ويلبس صورا * 
إن أعيان الصور لا تنقلب فإنه يؤدي إلى انقلاب الحقائق ، وإنما الإدراكات تتعلق بالمدركات ، تلك المدركات لها صحيحة لا شك فيها ، فيتخيل من لا علم له بالحقائق أن الأعيان انقلبت وما انقلبت ، مثل عصا موسى عليه السلام ما انقلبت حية تسعى ، فإن الأعيان لا تنقلب ، فالعصا لا تكون حية ولا الحية عصا ، ولكن الجوهر القابل صورة العصا قبل صورة الحية ، 
فهي صور يخلعها الحق القادر الخالق عن الجوهر إذا شاء ويخلع عليه صورة أخرى ، فلولا ما بين السيء والحسن مناسبة تقتضي جمعها في عين واحدة يكون بها حسنا سيئا ما قبل التبديل ، 
ومثال ذلك شخص في غاية الجمال طرأ عليه وسخ من غبار ، 
فنظف من ذلك الوسخ العارض، فبان جماله ، 
ثم كسي بزة حسنة فاخرة تضاعف بها جماله وحسنه ، 
ففي حق أهل الشهود الذين يرون ويشهدون الأفعال كلها لله ، :
فما كان من حسن أضافوه إليه تعالی خلقا فيهم 
وأضافوه إليهم من كونهم محلا لظهوره ، 
وإن كان سيئا أضافوه إليهم بإضافة الله فيكونون حاکین قول الله ، 
فيريهم الله حسن ما في ذلك المسمى سوءا
 
ص 412
 
 
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالتقم أمثاله من الحيات من كونها حية والعصي من كونها عصا.
فظهرت حجة موسى على حجج فرعون في صورة عصي و حيات و حبال،"39" 
فكانت للسحرة الحبال ولم يكن لموسى حبل.
والحبل التل الصغير: أي مقاديرهم بالنسبة إلى قدر موسى بمنزلة الحبال من الجبال الشامخة. فلما رأت السحرة ذلك علموا رتبة موسى في العلم، وأن الذي رأوه ليس من مقدور البشر: وإن كان من مقدورا لبشر فلا يكون إلا ممن له تميز في العلم المحقق عن التخيل والإيهام.
فآمنوا برب العالمين رب موسى وهارون: أي الرب الذي يدعو إليه موسى وهارون، لعلمهم بأن القوم يعلمون أنه ما دعا لفرعون.
ولما كفي منصب التحكم صاحب الوقت، وأنه )
………………………………………………….
بأن يريه عين ما كان يراه سيئة حسنة ، وقد كان حسنها غائبا عنه بحكم الشرع ، فلما وصل إلى موضع ارتفاع الأحكام وهو الدار الآخرة ، رأى عند کشف الغطاء حسن ما في الأعمال كلها ، لأنه يكشف له أن العامل هو الله لا غيره ، فهي أعماله تعالی وأعماله كلها كاملة الحسن لا نقص فيها ولا قبح ، فإن السوء والقبح الذي كان ينسب إليها إنما كان ذلك بمخالفة حكم الله لا أعيانها ، فبدل الله سيانهم حسنات ، وما هو إلا تبديل الحكم لا تبديل العين .
الفتوحات   ج 1 / 236 - ج 2 / 141 ، 277 ، 278 - ج 3 / 403 - ج 4 / 34 .
 
39 - عصا موسى عليه السلام *
فلما ألقى موسی عصاه فكانت حية تلقفت تلك الحية جميع ما كان في الوادي من الحبال والعصي ، أي تلقفت صور الحيات منها المتخيلة في عيون الحاضرين ، فأبصرت السحرة والناس حبال السحرة وعصيهم التي ألقوها حبالا وعصيا كما هي وأخذ الله بأبصارهم عن ذلك ، فهذا كان تنقفها لا أنها انعدمت الحبال والعصي ، إذ لو انعدمت الدخل عليهم التلبيس في عصا موسى وكانت الشبهة تدخل عليهم ، فإن الله يقول " تلقف ما صنعوا " ، وما صنعوا الحبال ولا العصي ، وإنما صنعوا في أعين الناظرين صور الحيات وهي التي تلقفت عصا موسى ، 
وما قال تعالى « تلقف حبالهم وعصيهم » « إنما صنعوا کید ساحر » أي فعلوا ما يقارب الحق فإن الكيد من کاد وكاد من أفعال المقاربة ، أي فعلوا ما يقارب الحق في الصورة الظاهرة للبصر . 
الفتوحات ج 1 / 158 ، 235 
 
ص 413
 
 
قال الشيخ رضي الله عنه : ( الخليفة بالسيف وإن جار في العرف الناموسي "40" لذلك قال «أنا ربكم الأعلى»: أي وإن كان الكل أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطيته في الظاهر من التحكم فيكم.
ولما علمت السحرة صدقه في مقاله لم ينكروه و أقروا له بذلك فقالوا له: إنما تقضي هذه الحياة الدنيا فاقض ما أنت قاض ، فالدولة لك . فصح قوله «أنا ربكم الأعلى».
وإن كان عين الحق فالصورة لفرعون. فقطع الأيدي والأرجل وصلب بعين حق في صورة باطل لنيل مراتب لا تنال إلا بذلك الفعل.
فإن الأسباب لا سبيل إلى تعطيلها "41"  لأن الأعيان الثابتة اقتضتها، فلا تظهر في الوجود إلا بصورة ما هي عليه في الثبوت إذ لا تبديل لكلمات الله.
وليست كلمات الله سوى أعيان الموجودات ،فينسب إليها القدم من حيث ثبوتها، و ينسب إليها الحدوث من حيث وجودها و ظهورها.
كما تقول حدث عندنا اليوم إنسان أو ضيف، ولا يلزم من حدوثه أنه ما كان له وجود قبل هذا الحدوث.
لذلك قال تعالى في كلامه العزيز أي في إتيانه مع قدم كلامه «ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون»: )
………………………………………………….
40 - راجع هامش 33
 
41 - تجلي الحق في صور الأسباب
لم يدع الألوهية لنفسه أحد من خلق الله إلا الإنسان الذي ظهر بأحكام الأسماء الإلهية والنيابة ، فكان ملكا مطاعا كفرعون وغيره ، ولما كان الإنسان فقيرا بالذات، احتجب الله بالأسباب وجعل نظر العبد إليها ، وهو من ورائها ، فأثبتها عينا وتفاها حكما ، فإنه لا يفتقر إلى أحد سوى الله ، وعند الكشف يعلم المحجوب أن أحدا ما افتقر إلا إلى الله ، لكن لا يعرفه لتجليه في صور الأسباب التي حجبت الخلائق عن الله تعالى ، مع كونهم ما شاهدوا إلا الله ، ولهذا نبههم لو تنبهوا بقوله تعالى وهو الصادق « يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله » فاتحجب الحق بالإرسال ، ائحجابه بالأسباب ، فوقع الذم على الأسباب ، فهي وقاية الرحمن ، فما خالف أحد الله تعالی وما خولف إلا الله تعالى ، فلا تزال حجب الأسباب للمحجوبين مشهودة ، ولا يزال الحق للعارفين مشهودا ، مع عقلهم الحجب في حق من حجبته ، فإن الله لا يعطل حکم الحكمة في الأشياء ، فالأسباب حجب إلهية موضوعة لا ترفع . 
الفتوحات ج 2 / 470 ، 533 - ج 3 / 411 ، 547 - ج 4 / 249 
 
ص 414
 
 
قال الشيخ رضي الله عنه : («ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين». "42"
والرحمن لا يأتي إلا يأتي إلا بالرحمة.
ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذي هو عدم الرحمة. )
…………………………………………………..
42 - الأعيان الثابتة برزت للوجود على ما هي عليه في العلم الإلهي
العين الثابتة اشتركت مع الحق في وجوب الثبوت ، فله تعالى وجوب الثبوت والوجود ، وللعين وجوب الثبوت ، فالأحوال لهذه العين كالأسماء الإلهية للحق ، فكما أن الأسماء للعين الواحدة لا تعدد المسى ولا تكثره ، كذلك الأحوال لهذه العين لا تعددها ولا تكثرها ، مع معقولية الكثرة والعدد في الأسماء والأحوال ، وبهذا صح لهذه العين أن يقال فيها إنها على الصورة أي على ما هو عليه الأمر الإلهي ، فحصل لهذه العين الكمال بالوجود الذي هو من جملة الأحوال التي تقلبت عليها ، فما نقصها من الكمال - ألا وهو نفي حكم وجوب الوجود - للتميز بينها وبين الله ، إذ لا يرتفع ذلك ولا يصح لها فيه قدم ، ولذلك تقسم الموجودات إلى قسمين إلى قديم وحادث ، فوجود الممكن حادث ، أي حدث له هذا الوصف ، ولم يتعرض للوجود في هذا التقسيم هل هو حادث أو قدیم ؟ 
لأنه لا يدل حدوث الشيء عندنا على أنه لم يكن له وجود قبل حدوثه عندنا ، 
قال تعالى :" وإن من شيء إلا عندنا خزائنه " إن هنا بمعنی ما ، فعم بها وبشيء ، وجعله مخزونا في خزائن غيبه ، ولهذا قلنا إن الكون صادر من وجود ، وهو ما تحويه هذه الخزائن ، إلى وجود وهو ظهورها من هذه الخزائن لأنفسها ، فلولا نحن ثابتين في العدم ، ما صح أن تحوي علينا خزائن الكرم ، فلنا في العدم شيئية غير مرئية ، فما ثم معقول ولا موجود يحدث عند الله ، 
بل الكل مشهود العين له بین ثبوت ووجود ، فالثبوت خزائنه ، والوجود ما يحدث عندنا من تلك الخزائن ، ومن هذه الخزائن تخرج الأشياء إلى وجود أعيانها ، 
فهي في الخزائن محفوظة موجودة لله ، ثابتة لأعيانها ، غير موجودة لأنفسها، فالأشياء الموجودة بالنظر إلى أعيانها موجودة عن عدم ، وبالنظر إلى كونها عند الله في هذه الخزائن موجودة عن وجود ، 
فالأشياء عند الله مختزنة في حال ثبوتها ، فإذا أراد تكوينها لها أنزلها من تلك الخزائن ، وأمرها أن تكتسي حلة الوجود ، فيظهر
 

ص 415
.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد 22 مارس 2020 - 11:57 عدل 1 مرات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 21 مارس 2020 - 11:53 من طرف عبدالله المسافربالله

25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية الجزء السادس .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب

تعليقات أ. محمود محمود الغراب على كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي رضي الله عنه 
25 - فص حكمة علوية في كلمة موسوية               الجزء السادس
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما قوله «فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده» إلا قوم يونس، فلم يدل ذلك على أنه لا ينفعهم في الآخرة لقوله في الاستثناء )
………………………………………………..


عينها لعينها ، ولم تزل ظاهرة الله في علمه أو لعلمه بها ، فليست الخزائن إلا المعلومات الثابتة ، فإنها عنده ثابتة يعلمها ويراها ويرى ما فيها ، فيخرج منها ما شاء . 
الفتوحات ج 1 / 522 - ج 2 / 281 ، 587 - ج 3 / 314 - ج 4 / 130 ، 293 ، 340 

کلام الله قديم من كونه صفة المتكلم به وهو الله ، ووصف بأنه محدث الإتيان والنزول فهو محدث الإتيان والنزول ، أي حدث عندهم بإتيانه ، كما تقول حدث عندنا ضيف ، فإنه لا يدل ذلك على أنه لم يكن له وجود قبل ذلك . 
فتوحات ج 1 / 367 ، 552 - ج 4 / 266

أما الشاهد بقوله «لا تبديل لكلمات الله » فقول الشيخ في ذلك عند تفسيره لقوله تعالى « لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، لا تبديل لكلمات الله ، ذلك هو الفوز العظيم ، لما كانت البشري من كلمات الله قال تعالى «لا تبديل لكلمات الله » وهو قوله تعالی « ما يدل القول لدي » أي قولنا واحد لا يقبل التبدیل ۰

وأما كلمات الله بمعنی خلق الله فجاءت في معرض تفسيره لقوله تعالی " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله " - الآية - 
وفيها يقول : ما عبد كل عابد إلا الله في المحل الذي نسب الألوهية له ، فصح بقاء التوحيد الله الذي أقروا به في الميثاق وأن الفطرة مستصحبة «لا تبديل لخلق الله » وهو الفطرة ، وهو ما شهد به الله في أول مرة .. 

الوجه الثاني « لا تبديل لخلق الله » أي التبديل لله ليس للخلق تبديل ، وقد يكون معناه لا تبديل لخلق الله من كونه أعطى كل شيء خلقه ، وخلق الله كلماته ، فلا تبديل لخلق . 

لا تبديل للكلمات الله ، وإنما التبديل لله ، فيسوغ في هذه الآية أن خلق الله هي كلمات الله ، فهي عبارة عن الموجودات ، 

كما قال في عيسى عليه السلام « إنه كلمته ألقاها إلى مريم » فنفى أن يكون للموجودات تبدیل ، بل التبديل لله ، ولا سيما وظاهر الآية يدل على هذا التأويل ، أي ليس لهم في الفطرة تبدیل ، وهذه بشرى من الله بأن الله ما فطرنا إلا على


ص 416


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( إلا قوم يونس، فأراد أن ذلك لا يرفع عنهم الأخذ في الدنيا، "43"
فلذلك أخذ فرعون مع وجود الإيمان منه.
هذا إن كان أمره أمر من تيقن بالانتقال في تلك الساعة.
وقرينة الحال تعطي أنه ما كان على يقين من الانتقال، لأنه عاين المؤمنين يمشون في الطريق اليبس الذي ظهر بضرب موسى بعصاه البحر.
فلم يتيقن فرعون بالهلاك إذ آمن، بخلاف المحتضر حتى لا يلحق به.
فآمن بالذي آمنت به بنو إسرائيل على التيقن بالنجاة، فكان كما تيقن لكن على غير الصورة التي أراد.
فنجاه الله من عذاب الآخرة )
……………………………………………...

الإفرار بربوبيته ، فما يتبدل ذلك الإقرار بما ظهر من الشرك بعد ذلك في بعض الناس ، لأن الله نفي عنهم أن يكون لهم تبدیل في ذلك . بل هم على فطرتهم ، وإليها يعود المشرك يوم القيامة عند نبري الشركاء منهم . وإذا لم ينسف التبديل إليهم فهي بشرى في حقهم بمالهم إلى الرحمة وإن سكنوا النار فبحكم كونها دارا . 
الفتوحات ج 2 / 69 ، 564 ، 563 - ج 3 / 24 ، 177 ، 230 ، 255 - ج 4 / 347 .


43 - الإيمان عند رؤية البأس
« فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ، سنه الله التي قد خلت في عباده ، وخسر هنالك الكافرون » ۰۰. 
إن الإنسان ولد على الفطرة ، وهو العلم بوجود الرب أنه ربنا ونحن عبيد له ، والإنسان لا يقبض حين يقبض إلا بعد کشف الغطاء ،
 فلا يقبض إلا مؤمنا ، ولا يحشر إلا مؤمنا ، فلا يموت أحد من أهل التكليف إلا مؤمنا عن علم وعیان محقق لا مرية فيه ولا ش ك من العلم بالله والإيمان به خاصة ، هذا هو الذي يعم ، غير أن الله تعالى لما قال « لم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا » ولا بأس أشد من الموت ، فما بقي إلا هل ينفعه ذلك الإيمان أم لا ؟ 

فما آمنوا إلا ليندفع عنهم ذلك البأس ، فما اندفع عنهم وأخذهم الله بذلك البأس ، فما رفع العقوبة عنهم إلا من اختصه الله ، وما ذكر أنه لا ينفعهم في الآخرة، ويؤيد ذلك قوله تعالى « فلولا قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا » حين رأوا البأس " کشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا" ، 

فهذا معنی قولنا « فلم يك ينفعهم إيمانهم » في رفع اليأس عنهم في الحياة الدنيا كما نفع قوم يونس، فما تعرض إلى الآخرة ، أما الاستثناء هنا فلا حكم على الله في خلقه ، وأما نفع ذلك الإيمان في المال فإن ربك فعال لما يريد ، ومع هذا فإن الله يقيم حدوده على عباده


ص 417


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( في نفسه، ونجى بدنه كما قال تعالى «فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية»، لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب.
فظهر بالصورة المعهودة ميتا ليعلم أنه هو. فقد عمته النجاة حسا ومعنى.
ومن حقت عليه كلمة العذاب الأخروي لا يؤمن ولو جاءته كل آية حتى يروا العذاب الأليم، أي يذوقوا العذاب الأخروي.
فخرج فرعون من هذا الصنف. هذا هو الظاهر الذي ورد به القرآن.
ثم إنا نقول بعد ذلك: والأمر فيه إلى الله، لما استقر في نفوس عامة الخلق من شقائه، وما لهم نص في ذلك يستندون إليه.
وأما آله فلهم حكم آخر ليس هذا موضعه.  "44"  ثم لتعلم )
………………................……………………………...


حيث شاء ومتى شاء ، فقوله تعالی « سنة الله التي قد خلت في عباده » هو موضع استشهادنا ، فحقت كلمة الله وجرت سنته في عباده أن الإيمان في ذلك الوقت لا يدفع عن المؤمن العذاب الذي أنزله بهم في ذلك الوقت إلا قوم يونس كما لا ينفع السارق توبته عند الحاكم فيرفع عنه حد القطع ولا الزاني مع توبته عند الحاكم مع علمنا بأنه تاب بقبول التوبة عند الله ، 

وحديث ماعز في ذلك صحيح أنه تاب توبة لو قسمت على أهل المدينة لوسعتهم ، ومع هذا لم يدفع عنه الحد، بل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم  برجمه ، كذلك كل من آمن بالله عند رؤية البأس من الكفار إن الإيمان لا يرفع البأس عنهم مع قبول الله إيمانهم في الدار الآخرة ، فيلقونه ولا ذنب لهم ، فإنهم ربما لو عاشوا بعد دلك اكتسبوا أوزارا ، 

فالرجعة إلى الله عند رؤية البأس وحلول العذاب نافعة في الآخرة وإن لم يكشف عنهم العذاب في الدنيا، وما اختص قوم يونس إلا بالكشف عنهم في الحياة الدنيا عند رجعتهم ، 

فيكون معنى قوله « فلم بك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا » يعني في الدنيا، فإن الله يقول « وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون » فقول الله تعالى في هذه الآية محقق في غاية الوضوح ، فإن النافع هو الله ، فما نفعهم إلا الله « سنة الله التي قد خلت في عباده » يعني الإيمان عند رؤيه البأس غير المعتاد ، 

وليس في الآية أن بأس الآخرة لا يرتفع ، ولا أن الإيمان لا يقبل وإنما في الآية أن بأس الدنيا لا يرتفع عن نزل به إذا آمن في حال رؤيته إلا قوم يونس.

الفتوحات ج 2 / 276 - ج 3 / 165 ، 318 ، 383 ، 533 


44 - راجع هامش رقم 18


ص 418


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( أنه ما يقبض الله أحدا إلا و هو مؤمن أي مصدق بما جاءت به الأخبار الإلهية: وأعني من المحتضرين :  "45" و لهذا يكره موت الفجاءة و قتل الغفلة.
فأما موت الفجاءة فحده أن يخرج النفس الداخل و لا يدخل النفس الخارج.
فهذا موت الفجاءة. وهذا غير المحتضر.
وكذلك قتل الغفلة بضرب عنقه من ورائه وهو لا يشعر: فيقبض على ما كان عليه من إيمان أو كفر.
ولذلك قال عليه السلام «ويحشر على ما عليه مات» كما أنه يقبض على ما كان عليه.
والمحتضر ما يكون إلا صاحب شهود، فهو صاحب إيمان بما ثمة.
فلا يقبض إلا على ما كان عليه، لأن «كان» حرف وجودي لا ينجر معه الزمان إلا بقرائن الأحوال: فيفرق بين الكافر المحتضر في الموت وبين الكافر المقتول غفلة أو الميت فجاءة كما قلنا في حد الفجاءة. وأما حكمة التجلي والكلام في صورة النار، فلأنها كانت بغية موسى .
فتجلى له في مطلوبه ليقبل عليه ولا يعرض عنه.
فإنه لو تجلى له في غير صورة مطلوبه أعرض عنه لاجتماع همه على مطلوب خاص .
ولو أعرض لعاد عمله عليه وأعرض عنه الحق، وهو مصطفى مقرب.
فمن قربه أنه تجلى له في مطلوبه وهو لا يعلم.
كنار موسى رآها عين حاجته ... وهو الإله ولكن ليس يدريه "46" )
……………………………………………...

45 - راجع هامش رقم 43


46 - تجلي الحق لموسى عليه السلام في النار
خرج موسى عليه السلام في طلب النار لأهله ، لما كان فيه من الحنو عليهم . فمشي في حق أهله ليطلب لهم تارة يصطلون بها ، ويقضون بها الأمر الذي لا ينقضي إلا بها في العادة ، وما كان عنده خبر بما جاءه ، فأسفرت له عاقبة ذلك الطلب عن کلام ربه ، فكلمه الله في عين حاجته ، وهي النار في الصورة ، ولم يخطر له عليه السلام ذلك الأمر بخاطر ، وأي شيء أعظم من هذا ، وما حصل له إلا في وقت السعي في حق عياله ، ليعلمه بما في قضاء حوائج العائلة من الفضل ، فيزيد حرصا على سعيه في حقهم « فلما أتاها نودي با موسی » فوقع له التجلي في عين صورة حاجته ، فرأى نارا لأنها مطلوبه فقصدها ، فناداه ربه منها وهو لا علم له بذلك لاستفراغه فيما خرج له « يا موسى إني أنا ربك ، فتجلى له الحق في عين حاجته فلم تكن ثارا .

الفتوحات ج 2 / 269 - ج 3 / 119 ، 336 .


ص 419

.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» 27 - فص حكمة فردية في كلمة محمدية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب
» 15 - فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب
» 20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب
» 24 - فص حكمة إمامية في كلمة هارونية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب
» 19 - فص حكمة غيبية في كلمة أيوبية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى