اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

اذهب الى الأسفل

14022020

مُساهمة 

22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي  Empty 22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي




22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي 

كتاب خصوص النعم في شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين أحمد المهائمي  

الفص الإلياسي على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفصّ الإلياسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية                     الجزء الأول
قال الشيخ رضي الله عنه :  (إلياس وهو إدريس عليه السّلام كان نبيّا قبل نوح عليه السّلام ، ورفعه اللّه مكانا عليا ، فهو في قلب الأفلاك ساكن وهو فلك الشّمس ، ثمّ بعث إلى قرية بعلبك ، وبعل اسم صنم ، وبك هو سلطان تلك القرية ، وكان هذا الصّنم المسمّى بعلا مخصوصا بالملك ، وكان إلياس الذي هو إدريس قد مثّل له انفلاق الجبل المسمّى لبنان من اللّبانة ، وهي الحاجة عن فرس من نار ، وجميع آلاته من نار ؛ فلمّا رآه ركب عليه فسقطت عنه الشّهوة ، فكان عقلا بلا شهوة ، فلم يبق له تعلّق بما تتعلّق به الأغراض النّفسيّة ، فكان الحقّ فيه منزّها ، فكان على النّصف من المعرفة باللّه ، فإنّ العقل إذا تجرّد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره ، كانت معرفته باللّه على التّنزيه لا على التّشبيه ، وإذا أعطاه اللّه المعرفة بالتّجلّي كملت معرفته باللّه ، فنزّه في موضع ، وشبّه في موضع ) .
"" أضاف المحقق :
إنما خصت الكلمة الإلياسية بالحكمة الإيناسية ؛ لأنه عليه السّلام قد غلب عليه الروحانية والقوة الملكوتية حتى ناسب بها الملائكة وأنس بهم ، وقد آنسه اللّه بغلبة النورية بالطائفتين الملائكة والإنس ، وخالط الفريقين ، وكان منهما رفقاء يأنس بهم ، وبلغ من كمال الروحانية مبلغا لا يؤثر فيه الموت كالخضر وعيسى عليه السّلام أهـ .شرح القاشاني ""
 
أي : ما يتزين به ، ويكمل العلم اليقيني المتعلق بإيناس الشخص بالعوالم مما يعطي من المناسبة معها ، ظهر ذلك العلم بزينته وكماله في الحقيقة الجامعة المنسوبة إلى إلياس عليه السّلام ؛ لتأنسه بالعالم السفلي أولا ، وبالعلوي ثانيا ، وبالجمع بينهما ثالثا ؛ ولذلك قال في دعوته :وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ[ الصافات : 125 ] ،
وإليه الإشارة بقوله : ( إلياس وهو إدريس عليه السّلام ) ، كما يقال عن ابن مسعود ، وفي مصحفه : وإن إدريس لمن المرسلين بدليل قوله :وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ[ الصافات : 123 ] ، وفيه أيضا : سلام على إدراسين بدلإِل ‌ْياسِينَ[ الصافات : 130 ] ، وهو قول عكرمة .
" انظر : تفسير الطبري ، وفتح القدير.".
قيل في رده : إن إدريس جد نوح بالاتفاق ، وإلياس من ذريته بدليل قوله تعالي :وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ( 84 ) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ( 85 ) [ الأنعام : 84 ، 85 ] .
 
وقد قال الأكثرون : إنه إلياس بن بستي بن فنحاص بن العيزار بن هارون .
قلنا : يجوز أن يعطف على « نوحا » ، وذكره في أثناء ذريته ؛ للإشعار بأنه صار في حكمهم بتأخره عند نزوله من السماء كعيسى لنبينا عليه السّلام ، فإنه من ذريته المعنوية ، ولعل الذي من أولاد هارون غيره ، فالمنة بهدايته على إبراهيم من جهة كونه جده ، ومن جهة كونه من ذريته المعنوية أيضا ( كان نبيّا قبل نوح عليه السّلام ) ، فكمل تأنسه بالعالم السفلي ( رفعه اللّه مكانا عليّا ) ؛ ليكمل تأنسه بالعالم العلوي ، والمكان العلوي بمكانة قلب الأفلاك كما مرّ .
 
( فهو ) وإن نزل بعده ( في قلب الأفلاك ساكن ) ، إذ لا ينزل نبي عن مكانته ، فكان هناك بروحانيته ، ثم جمع له بين التأنسين إذ ( بعث إلى قرية بعلبك ) المناسبة باسمها الجامع لجمعيته ، وذلك أن ( بعل هو اسم صنم ، وبك هو سلطان تلك القرية ) ، وإنما جمع في اسمها بينهما ؛ لأنه ( كان هذا الصنم المسمى بعلا مخصوصا بالملك ) لا يعبده إلا هراء ، وخواصه أضف إليه ، وإن كان علم شخص يجعله جنسا بتأويله بالمسمي بعلا ؛ ولذلك ذكره الشيخ رحمه اللّه ثم لما ضعف فيه أمر الإضافة لكونها على خلاف الظاهر ، جعل مركبا امتزاجيّا عند جعله علما للقرية ، ثم الصنم إشارة إلى العالم السفلي إذ كل ما فيه صورة لما في العالم العلوي ، والملك إشارة إلى العالم العلوي ، وكانت أنسب لجمعيته .
 
ثم أشار إلى أنه ، وإن بلغ هذا المبلغ لم تكمل معرفته من كل وجه ، وإنما كملت معرفته التنزيهية إذ صارت جسمانيته التي تتعلق بها المعرفة التشبيهية روحانية نفيت له صور مثالية في هذا العالم فهو في قلب الأفلاك بروحه وجسمه ، وهاهنا بصورته المثالية ؛ فصح قول أهل الظاهر : إدريس في السماء الرابعة ، وإلياس في الدنيا ،
فقال : ( وكان إلياس الذي هو إدريس عليه السّلام ) بعد صيرورته جامعا عاد أمره إلى الروحانية ، وإن نفيت جسمانيته ؛ ليكتسب بها الكمالات إذ ( قد مثل له انفلاق الجبل ) ، وهو مثال البدن ، وانفلاقه مثال لانفلاق البدن عما فيه بالقوة ( المسماة لبنان ) ، خصّ ذلك الجبل ؛ لاشتقاق اسمه في الأصل ( من اللبانة ، وهي الحاجة ) المشعرة باحتياجه إلى البدن في اكتساب أكثر الكمالات ، فلا بدعة في الكلية بل يجعله روحانيّا ( عن فرس ) ،
 
وهو مثال ما يسير به السائر إلى اللّه تعالى على أحسن الوجوه من الأخلاق الفاضلة في الأعمال الصالحة ، والأحوال السنية ، والمقامات البهية ( من نار ) لما فيها من الخفة ، وطلب العلو ، وتفريق المختلفات ، ( وجميع آلاته ) التي هي أمثلة القوي المساعدة له في السير ( من نار ) ؛ لئلا يعوقه لو لم تكن منها في السير ، ( فلما رآه راكبا عليه ) ليركب روحه على ما ذكرنا على أتم الوجوه ؛ لأن فعل البدن مؤثر فيه لما بينهما من الملابسة ؛ ولذلك يؤمر بالأعمال الظاهرة (فسقطت عنه الشهوة)؛ لأنه تحرك من البشرية إلى الملائكية.
 
( فكان ) مع وجود بدنه ( عقلا بلا شهوة ) إذ لم يبق في قواه المحركة والمدركة ما يلتفت إلى العالم السفلي ، ( فلم يبق له تعلق بما تتعلق به الأغراض النفسية ) مما تتعلق بهذه القوي المحركة والمدركة ، فلم يبق وهمه وهما ، ولا خياله خيالا ، ( فكان الحق فيه منزها ) كما في الملائكة ، و ( كان على النصف ) أي : أحد القسمين ، وإن كان أسرف من الآخر بحيث لا بعد ذلك الآخر لو تجرد شيئا ، بل كان كفرا ( من المعرفة ) الجامعة لقسميها التنزيهية والتشبيهية ، فإنها أكمل لا محالة من التنزيهية وحدها ، وإن كانت كافية للإيمان ،
ولها الشرف ، فلم يكن من لم يرفع إلى السماء دونه في الكمالات إذا حصل لهم هذه المعرفة الكاملة في النصفية هاهنا ، كنصفية السماء للجسم ، ونصفية الملك للإنسان إذ الملك هو الباطن ، والإنسان هو الحيوان الناطق ، وكثلثية سورة الإخلاص ، وربعية سورة الكافرون للقرآن ، ونصفية التزوج للدين ، ونصفية الفرائض للعلم .
 
ثم إن هذا باعتبار ملكيته من حيث هي ملكية لا من حيث ما حصلت له بعد الحيوانية على ما يأتي من بعد ؛ ( فإن العقل إذا تجرد ) عن الوهم والخيال ( لنفسه ) المجردة في نفسها ( من حيث أخذه العلوم عن نظره ) ، وإن كان مع الوهم والخيال لكنهما قد ساعداه ، وصارا في حكم العقل ، ( كانت معرفته باللّه ) الذي هو منزه في نفسه ، وإن لحقه التشبيه باعتبار ظهوره في المظاهر ( على التنزيه ) الذي هو نتيجة نظر العقل في ذاته ،
وكذا إذا نظر إلى ظهوره في المظاهر ؛ لأن الأمر الذاتي لا يتغير عنده ( لا على التشبيه ) الذي هو نتيجة الوهم والخيال إذا نظر إلى ظهوره في المظاهر ؛ فإنه يتوهم من ذلك كونه على تلك الصور في نفسه ، ( وإذا أعطاه المعرفة بالتجلي ) الذي لا بدّ فيه من نظر القوي الظاهرة والباطنة ( كملت معرفته باللّه ) ؛ لأنه أدركه بجميع الوجوه ، ( فنزه في موضع ) ، وهو باعتبار استقراره في مقر غيره أو في مدرك العقل ، ( وشبه في موضع ) ، وهو باعتبار ظهوره في المظاهر الحسية ، وإذا اختلف الموضعان ؛ فلا تناقض .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (ورأى سريان الحقّ في الصّور الطّبيعيّة والعنصريّة ، وما بقيت له صورة إلّا ويرى عين الحقّ عينها ، وهذه المعرفة التّامّة الّتي جاءت بها الشّرائع المنزلة من عند اللّه وحكمت بهذه المعرفة الأوهام كلّها ، ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النّشأة من العقول ؛ لأنّ العاقل ولو بلغ من عقله ما بلغ لم يخل عن حكم الوهم عليه والتصوّر فيما عقل ، فالوهم هو السّلطان الأعظم في هذه النشأة الصّوريّة الإنسانيّة ، وبه جاءت الشّرائع المنزلة فشبّهت ونزّهت ، شبّهت في التّنزيه بالوهم ، ونزّهت في التّشبيه بالعقل ، فارتبط الكلّ بالكلّ ، فلا يمكن أن يخلو تنزيه عن تشبيه ولا تشبيه عن تنزيه ) .
 
وبيّن موضع التشبيه بقوله : ( ورأى سريان ) نور إشراق ( الحق ) بالوجود ( في الصور الطبيعية ) للملائكة العلوية ، ( والعنصرية ) للمولدات ، والملائكة السماوية ، ويكون بحيث ( ما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها ) ؛ لأنه وإن نزه عن الصور في ذاته ، فلا صور في ظهوراته ، ولكل صورة منها عين ثابتة هي أعيان الممكنات بعينها ، فصور الممكنات عين صورته تعالى .
ثم قال : ( وهذه المعرفة ) ، وإن كان بعضها من الوهم والخيال ، وكان بعضها الذي من العقل كافيا في الإيمان هي المعرفة ( التامة ) ؛ لشمولها على وجوهها ، وليس زيادة المعرفة التشبيهية لمثابة الإصبع الزائدة في كف الإنسان بحيث تكون الزيادة عين النقصان ، بل هي المعرفة الكاملة ، كيف وهي ( التي جاءت بها الشرائع ) ،
كقوله صلّى اللّه عليه وسلّم : «رأيت ربي في أحسن صورة ، وإنّ اللّه خلق آدم على صورته». رواه الدارمي في سننه
وفي رواية : " على صورة الرحمن " ، رواه عبد اللّه بن أحمد في السنة
وقوله : " مرضت فلم تعدني ، وجعت فلم تطعمني " رواه مسلم بنحو  وغير ذلك .
والحاصل منها أرجح من الحاصل من العقول المجردة ، وإن كان أصلها المثبت لها ، إذ هي
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (المنزلة من عند اللّه) ، فلا يفاوتها ما لم ينزل من عند اللّه ، وإثبات الشرائع بالعقل لا يستلزم رجحانها ، فإنه كدلالة المحدثات على الصانع تعالى على أن الرجحان إنما يكون في وضع التناقض ، ولا تناقض على نبي ، ولا بأس بكونها من الأوهام ، فإنه من جملة القوى المدركة من الإنسان كالعقل والسمع والبصر ، والغلط فيه كالغلط فيها لأمور عارضة ،
وإليه الإشارة بقوله : ( وحكمت ) أيضا بها ( الأوهام كلها ) ، فلو كان غلطا لم يحكم بها الكل حتى من أرباب العقول .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولذلك ) أي : ولوجود حكم الوهم في أرباب العقول دون حكم العقل في أرباب الأوهام ، ( كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة ) ، وإن كان لا سلطان لها في الملائكة (من العقول) إذا اجتمعت مع الأوهام ؛
ولذلك لا يقدر العاقل أن يمشي على خشب مرتفع من الأرض قدر مائة ذراع إذا كان عرضه أربعة أصابع ، إلا من ارتاض في اكتساب ذلك حتى وقع الوهم عن نفسه في هذا الأمر ؛ (لأن العاقل) من الإنسان إذا لم يدفع عنه حكم الوهم بالكلية ، وإن ( بلغ ما بلغ ) من مراتب الكمال في عقله ( لم يخل من حكم الوهم ) ، وإن صار في غاية الضعف ما لم يتصور بالرياضة التامة مساعد للعقل من كل وجه ، كيف ولا يخلو عن ( التصور فيما عقل ) ، والعقل إنما يتصور الشيء مجردا ، ولو كان في الخارج مأدبا ، وإذا غلب الوهم الضعيف العقل الكامل المتعقل للمجردات .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فالوهم هو السلطان الأعظم في هذه ) الصورة الكاملة المتعقلة للمجردات ( الإنسانية ) بخلاف الملائكة ، ومن صار في حكمهم كإلياس عليه السّلام ، ولا ينافي حكم الوهم فيه كماله ، إذ ( به جاءت الشرائع المنزلة ) التي لا يتم إدراك العقل بدونها ، كما لا يتم إدراك الحواس بدون الشمس ، وإن كانت الشمس إنما تدركها الحواس ،
( فشبهت ) بحكم الوهم ، ( ونزهت ) بحكم العقل لصحة إدراكهما ، فجمعتهما في موضع واحد ، إذ ( شبهت ) في مقام ( التنزيه بالوهم ) ؛ فإنه يتبادر إليه عند ظهوره في المظاهر بصورها أن له هذه الصور في ذاته مع تنزهه في ذاته عنها، (ونزهت) في مقام (التشبيه بالعقل)،
فإنه يقول : أنه وإن ظهرت له هذه الصورة في المظاهر ، فهو على تنزه الرائي ؛ لأن ما بالذات لا يزول بالغير ، ( فارتبط الكل ) من التنزيه والتشبيه ( بالكل ) من غير تناقض ، بل على سبيل الوجوب ، ( فلا يمكن أن يخلو تنزيه عن تشبيه ، ولا تشبيه عن تنزيه ) ؛ لاختلاط حكم العقل والوهم من غير مفارقة أحد الحكمين للآخر .


قال الشيخ رضي الله عنه :  (قال اللّه تعالى :لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، فنزّه وشبّه ،وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[ الشورى : 11 ] فشبّه ، وهي أعظم آية نزلت في التّنزيه ، ومع ذلك لم تخل عن التّشبيه بالكاف ؛ فهو أعلم العلماء بنفسه ، وما عبّر عن نفسه إلّا بما ذكرناه ، ثمّ قال :سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ[ الصافات : 180 ] ، وما يصفونه إلّا بما تعطيه عقولهم ، فنزّه نفسه عن تنزيههم إذ حدّدوه بذلك التّنزيه ، وذلك لقصور العقول عن إدراك مثل هذا ) .


والدليل على الجمع بينهما في الشرائع ما ( قال اللّه تعالى :لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [ الشورى : 11 ] ، فنزه ) بنفي مثل المثل أولا ، ولزمه نفي المثل ثانيا ، وإلا كان نفسه مثلا لمثله ، ولكنه نسبه أولا ، إذ لم ينفه المثل من أول الأمر ،( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ،فشبه ) تصريحا بما فهم أولا من التشبيه في ضمن التنزيه ، فعلم أن هذا التشبيه أيضا في ضمن التنزيه ، كما أن ذلك التنزيه في ضمن التشبيه ، ( وهي أعظم آية نزلت في التنزيه ).


"" أضاف المحقق :
التنزيه : هو تعالى الحق عما لا يليق بجلال قدسه الأقدس ، والتنزيه على ثلاثة أقسام : تنزيه الشرع ؛ هو المفهوم في العموم من تعاليه تعالى عن المشارك في الألوهية ،
وتنزيه العقل : هو المفهوم في الخصوص من تعاليه تعالى عن أن يوصف بالإمكان ،
وتنزيه الكشف : هو المشاهد لحضرة إطلاق الذات المثبت للجمعية للحق ؛ فإن من شاهد إطلاق الذات صار التنزيه في نظره ، إنما هو إثبات جمعيته تعالى لكل شيء ، وإنه لا يصح التنزيه حقيقة لمن لم يشاهده تعالى كذلك .أهـ لطائف الإعلام ""  
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (ومع ذلك لم تخل عن تشبيه بالكاف ) المشعرة به من وجه ، إذ تقدير زيادتها خلاف الأصل بل لا يجوز أن يقال في القرآن بالزيادة الخالية عن الفائدة ، وإذا لم تخل أعظم الآيات الواردة في التنزيه عن التشبيه ، فما ظنك بآيات التشبيه ، وبما دون هذه الآية من آيات التنزيه والإخبار ، ولولا أن في الجمع بين التنزيه والتشبيه كمال المعرفة لم يرد ذلك في كلام اللّه تعالى ،
إذ ( هو أعلم العلماء بنفسه ، وما عبر عن نفسه ) على لسانه ، ولسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم مع كمال قدرته على العبارات الصريحة في جميع الأمور ( إلا بما ذكرناه ) من التشبيه أو التنزيه معه ، فإن صح أنه ذكر محض التنزيه ،
فلا شكّ أنه ( ثم قال :سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ) المانعة لوصول العقول والأوهام إليه( عَمَّا يَصِفُونَ[ الصافات : 180 ] ) ؛ فدخل فيه أرباب العقول والأوهام جميعا ، ولا شكّ أنه لا عبرة بالوهم ما لم يصدقه العقل ، فالآية لتنزيه الحق نفسه عن تنزيهات العقلاء .
 
كما قال رضي الله عنه : ( وما يصفونه إلا بما تعطيه عقولهم ) التي تمنع عزته وصولها إليه ، ( فنزه نفسه عن تنزيههم ) وإن صح به إيمانهم ، إذ القائل بالتشبيه المحض كافر ( إذ حددوه بذلك التنزيه ) حتى منعوا ظهوره في المظاهر ، ومنعوا وصفه بالصفات التي توجد في خلقه ما يناسبها نوع مناسبة ؛ ( وذلك لقصور العقول عن إدراك مثل هذا ) الأمر الجامع بين التنزيه والتشبيه ؛ لأنه من جملة المدركات المختصة بنوع خاص ، فالعقل وإن كان أعلاها ، فهو قاصر على إدراك المجردات ، فلا يدرك الحق إلا من جهة تجرده ، وهي جهة التنزيه والوهم يدركه من جهة التشبيه .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (ثمّ جاءت الشّرائع كلّها بما تحكم به الأوهام ، فلم تخل عن صفة يظهر فيها ، كذا قالت ، وبذا جاءت ، فعملت الأمم على ذلك فأعطاها الحقّ التّجلّي فلحقت بالرّسل وراثة ، فنطقت بما نطقت به رسل اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ فاللَّهُ أَعْلَمُ موجّه له وجه بالخبريّة إلى رسل اللّه ، وله وجه بالابتداء إلله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ ،وكلا الوجهين حقيقة فيه ، ولذلك قلنا بالتّشبيه في التّنزيه ، وبالتّنزيه في التّشبيه ، وبعد أن تقرّر هذا فنرخي السّتور ونسدل الحجب على عين المنتقد والمعتقد ، وإن كانا من بعض صور ما تجلّى فيها الحقّ ، ولكن قد أمرنا بالسّتر ليظهر تفاضل استعداد الصّور ، فإنّ المتجلّي في صورة بحكم استعداد تلك الصّورة ، فينسب إليه ما تعطيه حقيقتها ولوازمها ولا بدّ من ذلك ، مثل من يرى الحقّ في النّوم ولا ينكر هذا ، وأنّه لا شكّ الحقّ عينه فتتبعه لوازم تلك الصّورة وحقائقها الّتي تجلّى فيها في النّوم ، ثمّ بعد ذلك يعبّر أي يجاز عنها إلى أمر آخر يقتضي التّنزيه عقلا ، فإن كان الّذي يعبّرها ذا كشف أو إيمان ، فلا يجوز عنها إلى تنزية فقط ، بل يعطيها حقّها من التّنزيه وممّا ظهرت فيه ، فاللّه على التّحقيق عبارة لمن فهم الإشارة ) .
 
"" أضاف المحقق :
أي ما تعطيه حقيقتها ولوازمها: لوازم تلك الحقيقة ؛ فلا يذوق هذه المسألة إلا من تجلى له الحق في صورة استعداده فينسيه ما نسب لنفسه ، ويشاهده بذلك التجلي تفاضل الصور فيشبهه وينزهه ، ولا بدّ من ذلك في التجلي ، فلابدّ لظهور استعداد الصور من التجلي مثل هذه المسألة بما وقع في المنام من الصور الإلهية حتى يعلم منه ما في اليقظة ؛ فإنها على الحقيقة إهـ .شرح القاشاني  .""
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثم جاءت الشرائع ) شريعة موسى عليه السّلام وعيسى عليه السّلام ومحمد صلّى اللّه عليه وسلّم وغيرهم عليهم السّلام ( كلها بما تحكم به الأوهام ) من التشبيه ، ( فلم تخل ) الحق فيما ورد فيها من التنزيهات فضلا عن التشبيهات ( عن صفة يظهر فيهما ) في المظاهر الخلقية حتى أنه يظهر بالتنزيه في الأرواح والملائكة العلوية ، فيشارك بها المظاهر ، والمشاركة مستلزمة للتشبيه ، بل عينها
( كذا قالت ) في المظاهر ، ( وبذا جاءت ) في الباطن ، فلا يجوز فيها التأول الموجب لرفع الظواهر بالكلية ، إذ لو كان لبينه الرسل ، لكنهم ما بينوا ؛ ( فعملت الأمم ) في اعتقاداتهم على ذلك ، ( فأعطاها التجلي ) الذي لا يعطيه المستمرين على الغلط ، فصاروا أولياء ، ( فلحقت بالرسل ) ورأت علومهم وأحوالهم .
( فنطقت بما نطقت به رسل اللّه ) من التنزيه تارة ، والتشبيه أخرى ، والجمع بينهما طورا ومن سائر العلوم والمعارف ، فأشبه كمالهم الكمال النبوي الذي لا يعرف قدره إلا اللّه كما قال :( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) [ الأنعام : 124 ] كيف ؟
وهم مظاهره الجامعة لما فيه من الصفات القابلة للظهور في المظاهر ، وفي ذلك كمال التشبيه ، فقد أشار إليه في هذه الآية بوجه من الوجوه ،( اللَّهُ أَعْلَمُ ) في القرآن بعد قوله :رُسُلُ اللَّهِ[ الأنعام : 124 ] .
( موجه ) ، أي : قابل لتوجيهه إلى ما ذكرنا من التنزيه والتشبيه جميعا ، لكن بوجهين مختلفين إذ ( له ) ، أي : لقوله :اللَّهِ ( وجه بالخبرية ) عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على أن يوقف على قوله :مِثْلَ ما أُوتِيَ ،ويكون فيه ضمير لنبينا محمد صلّى اللّه عليه وسلّم .
 
ثم قال الشيخ رضي الله عنه :  "رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ" ،فأسند اللّه ( إلى رسل اللّه ) أي : رسل اللّه هم المظاهر الكاملة ، كأنهم هم اللّه ظهر فيهم بجميع أسمائه وصفاته ، وهذا الوجه يدل على التشبيه ، ( وله وجه ) يدل على التنزيه ( بالابتداء إلىأَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ ،) فإنه لما قطعت هذه الجملة عن قوله :مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ أشار إلى انقطاع الحق عن رسله ،
وهو دليل التنزيه ، فإنه لما تنزه عن التعلق بهم من حيث غناه عنهم ، فهو عن المتعلق بغيرهم أنزه ، وإنما تعلق بهم من حيث كمال ظهوره في المظاهر بهم بعد ظهوره في ذاته لذاته ، وتعلق بغيرهم لكونهم من مقدماتهم أو متمماتهم ، ( وكلا الوجهين حقيقة فيه ) ، إذ لا مجاز في الإسناد ولا في المفردات ، بل غايته حذف حرف التشبيه في أحد الوجهين من غير إقامة شيء مقامه ، حتى يكون فيه مجاز بالحذف ،
 
وحذف المبتدأ من قوله :أَعْلَمُ على ذلك الوجه ، فيجب الأخذ بالوجهين ، وإن كان في أحدهما كلفة الحذف ، ففيه كمال الفائدة حتى أن التنزيه إنما يكمل باعتباره ، فيجب الجمع بينهما ؛ ( فلذلك قلنا بالتشبيه في التنزيه ، وبالتنزيه في التشبيه ) ؛ لأنهما مفهوما الجمع بين الوجهين .
 
( وبعد أن تقرر هذا ) عندنا بهذه الأدلة أنهما من النصوص ، فذلك بطريق الإشارة ، وليس فيها ما يلزم به الخصم من أهل النظر ، ولا من أهل التقليد ، ( فنرخي السّتور ) على وجه الاستدلال بها ، ( ونسدل الحجب ) على المدلول لا في حق أهل الكشف ، ولا المؤمنين بطريقتهم ، بل ( على عين المنتقد ) الناظر في الأدلة المتعارضة لتزييف البعض ، وترجيح البعض مع صحتهما من وجه دون وجه ، ( والمعتقد بالتقليد ) لبعض الطوائف دون البعض ، مع أن الكل مصيب من وجه دون وجه بمقدار ما ظهر لهم واستر عنهم ، كالعميان فيما لمسوا من الفيل ، وما يلمسون منه ، فلا يقول لهما بالتشبيه بظهوره في المظاهر ،
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإن كانا من بعض صور ما تجلى فيها الحق ) ، ويلزم منه ستر الحق على الحق ، ( ولكن قد أمرنا بالستر ) أي : بستر ظهور الحق على بعض صوره دون البعض بقوله صلّى اللّه عليه وسلّم : « ما أحد يحدث قوما بحديث لا يبلغه قولهم إلا كان فتنة على البعض » . أورده ابن القيم في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح وابن كثير في التفسير وذكره العجلوني.
وقوله صلّى اللّه عليه وسلّم : « إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم » .
ذكره المناوي في فيض القدير وابي نعيم في الحلية والعجلوني في كشف الخفاء . وعزاه الحافظ ابن حجر العسقلاني لمسند الحسن بن سفيان من حديث ابن عباس بلفظ "أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم".
وقول علي رضي اللّه عنه : " إن هاهنا لعلوم جمة ، وأشار إلى صدره لو وجدت لها حملة " .
وقول العارفين : إفشاء سر الربوبية كفر .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ليظهر تفاضل استعداد الصور ) بقبول ما يرد عليها من المعارف الإلهية ، فالكامل يعرف تنزيهه في ذاته ، وظهوره في الموجودات كلها ، والقاصر يقتصر على التنزيه تارة ، وهو المؤمن ، وعلى التشبيه تارة وهو الكافر ، ومنهم من يجمع بينهما لكن بحصر ظهوره ببعض المظاهر ، وهو أيضا كافر لا، لاعتقاد ظهوره فيها ، بل لجعله في حكم في استحقاق العبادة أو لا يحصر ،
ولكن ينكر المظاهر الكاملة كالأنبياء ، والملائكة ، والكتب الإلهية ، وتري القاصرة مظاهر كاملة ، فيكفر أيضا لرؤيته القصور عن الكمال الإلهي ، وكل هؤلاء وإن كانوا مظاهر الحق فلا تفاوت ظهور الحق فيها ، يظهر في بعضها بالعلم الكامل ، وفي بعضها لم يظهر .
كذلك ( فإن المتجلي في صورة ) يكون ( بحكم استعداد تلك الصورة ) ، والاستعدادات متفاوتة ، فيتفاوت حكم المتجلي فيها ،
 
وإن كان كاملا في ذاته ، ( فينسب إليه ) أي : إلى المتجلي ( ما تعطيه حقيقتها ) من نحو الملائكية ، والإنسانية ، والحيوانية ، والجمادية ، ( ولوازمها ) من العلم والجهل وسائر العوارض مع التفاوت الذي فيها ، مثل نسبتنا إليها هذه الحقائق واللوازم عند ظهورها في صور الأشياء بنسبة المعبرين كلهم من القدماء والمتأخرين إياها إليها عند رؤيتها في المنام بصورها ( مثل من يرى الحق في المنام ) بصورة تشبيهية ، ( ولا ينكر هذا ) لكونه مأثورا من السلف مع أن الشيء لما جاز أن يرى في المنام على خلاف صورته ، فرؤية من لا صورة له في ذاته مقصور بصورة في المنام لا تزيد على ذلك .
 
( وإنه ) أي : المرئي ( لا شكّ الحق عينه ) ، إذ رؤي على أنه الحق ، وقد وعظ ، ونصح ، وفعل خلاف ما يفعله الشيطان ، ولم يوجب اعتقاد كون الحق على تلك الصورة في نفسه ، ( فيتبعه ) أي : الحق المرئي في تلك الصورة عند المعبر معان هي ( لوازم ) تلك الصورة وحقائقها ، وإن كانت ( تلك الصورة ) هي ( التي تجلى الحق فيها في النوم ) "في نسخة : المنام "
، وليس للحق في نفسه تلك اللوازم والحقائق ، فالمعبر بنسبها إليه من حيث تجليه في تلك الصورة التي لها تلك الحقائق واللوازم سواء كان منزها أو مشبها أو جامعا بينهما .
( ثم بعد ذلك ) أي : بعد نسبة تلك الحقائق واللوازم إلى الحق ، ( يعبر أي يجاوز عنها ) أي : تلك اللوازم والحقائق ( إلى أمر آخر ) يناسبها ، لكنه يكون مما ( يقتضي التنزيه عقلا ) ، واحترز به عن تنزيه الكمّل ، وهو التنزيه عن عدم الجمع بين التنزيه والتشبيه ، هذا إذا كان المعبر من أهل النظر أو مقلدا لهم ، ( فإن كان الذي يعبرها ذا كشف أو ) لم يكن ذا كشف ، ولكن كان ذا ( إيمان ) بطريق الكشف ،
 
(فلا يجوز) أي : لا يتجاوز ( عنها ) ، أي : عين تلك اللوازم والحقائق إلى صرف التنزيه ، ( بل يعطيها ) أي : الذات الإلهية (حقها من التنزيه) بأن يقول : إنها ظهرت في هذه الصورة ، وليست صورتها في الواقع ، (ومما ظهرت فيه) من التشبيه وقع بينهما ، فأنبه على أن (التحقيق عبارة) عن المعبر عنه والمعبر إليه ، بل عن كل شيء باعتبار استقراره في مقر غيره تارة ، وباعتبار ظهوره في المظاهر أخرى ،(لمن فهم الإشارة) إلى الجمع بين التنزيه والتشبيه فيه .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وروح هذه الحكمة وفصّها أنّ الأمر ينقسم إلى مؤثّر ومؤثّر فيه ، وهما عبارتان : فالمؤثّر بكلّ وجه وعلى كلّ حال وفي كلّ حضرة هو اللّه ، والمؤثّر فيه بكلّ وجه وعلى كلّ حال وفي كلّ حضرة هو العالم ، فإذا ورد أي الوارد الإلهيّ فألحق كلّ شيء بأصله الّذي يناسبه ، فإنّ الوارد أبدا لا بدّ أن يكون فرعا عن أصل ، كما كانت المحبّة الإلهيّة عن النّوافل من العبد ، فهذا أثر بين مؤثّر ومؤثّر فيه كان الحقّ سمع العبد وبصره وقواه عن هذه المحبّة ؛ فهذا أثر مقرّر لا تقدر على إنكاره لثبوته إن كنت مؤمنا ).
 .
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وروح هذه الكلمة ) أي : معنى قولنا :اللَّهِ عبارة ( وفصها ) ، أي : كمال تحقيقها المقصود منها ( إن الأمر ) ، أي : أمر الموجودات ( ينقسم إلى مؤثر فيه ، وهما عبارتان ) عن اللّه والعالم ، صادقتان على كل موجود من صورة أو معنى جامع للجهتين ، وإلا صدقت إحداهما لا بحالة كما في ذات الحق ، وحقيقة العبد من حيث هما كذلك ، ( فالمؤثر بكل وجه ) أي : سواء كان تأثيره حقيقيّا أو غير حقيقي ، وسواء كان حسيّا أو معنويّا ، وسواء كان ظاهرا أو باطنا ، ( وعلى كل حال ) ، أي : سواء كان ثابتا أو متغيرا ،
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وفي كل حضرة ) أي : سواء في حضرة القديم من الذات الإلهية ، أو صفاتها ، أو أسمائها ، أو في حضرة المحدثات الجوهرية أو الغرضية ( هو اللّه ) ، إما باعتبار استقراره في مقر غيره ، أو باعتبار ظهوره في أسمائه وصفاته ، أو في مظاهر المحدثات ، ( والمؤثر فيه بكل وجه ، وعلى كل حال ، وفي كل حضرة هو العالم ) ، إما بكونه في مقره ، أو بظهوره في مرآة الحق ، ( فإذا ورد ) نص أو كشف في نقطة أو منام بأمر جامع للمؤثر والمؤثر فيه ، فالحق أمر من ( إلحاق كل شيء ) في ذلك الوارد من المؤثر والمؤثر فيه ( بأصله ) الكلي ( الذي يناسبه ) بهذا المعنى ، وإن باينه بوجه آخر ، ولا يمكن أن يكون الوارد ذلك الأصل حتى لا يمكن إلحاقه بأصله .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فإن الوارد لا بدّ أن يكون فرعا ) جزئيّا ( عن أصل ) كلي ، إذ لا تحقق للكلي من حيث هو كلي في الواقع ، ولا في النص المتعلق بالمعرفة الإلهية أو الكونية على ما عرف بالاستقراء ، ومثاله ( كانت المحبة الإلهية عن النوافل الصادرة من العبد ) بمقتضى قوله عزّ وجل : "ولا يزال العبد يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ". رواه البخاري وابن حبان
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فهذا ) الحب الإلهي وإن كان قديما من حيث كونه صفة للحق ، فهو من حيث تعلقه بهذا العبد ( أثر ) لوقوعه ( بين مؤثر ) هو الحق الظاهر في العبد ونوافله ، ( ومؤثر فيه ) هو العبد بتعلق الحب القديم به خلاف ما يتبادر إلى الأفهام أن المؤثر هو العبد ؛ لتأثيره في النوافل المؤثرة في الحب الإلهي ، وأن المؤثر فيه هو الحق بإيجاد المحبة فيه وهو غلط ؛ ولظهور الحق في هذا العبد بتأثير تعلق الحب فيه ؛ فإن ( الحق سمع العبد ، وبصره ، وقواه ) ، لكن هذا الظهور للحق في العبد من جملة العالم ؛
 
لأنه ( عن هذه المحبة ) ؛ وذلك لأن هذا الظهور أثر للمحبة ، فالمحبة من حيث المؤثرية حق ، كما أنها من حيث كونها مؤثرا فيها خلق ، وظهور الحق في العبد من حيث التأثير بالمحبة حق ، ومن حيث كونه حاصلا من المحبة خلق ؛ فافهم ، ( وهذا مقرر لا يقدر على إنكاره ؛ لثبوته ) شرعا ، ولا تنكر الثابت شرعا ( إن كنت مؤمنا ) ، هذا فيما يلوح لصاحب الكشف من النصوص أو من كشفه في يقظة أو منام من تجليه في مجلي طبيعي .
.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في السبت 15 فبراير 2020 - 18:22 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الجمعة 14 فبراير 2020 - 14:59 من طرف عبدالله المسافربالله

22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الجزء الثاني .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي 

كتاب خصوص النعم في شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين أحمد المهائمي  

الفص الإلياسي على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفصّ الإلياسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية                     الجزء الثاني
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وأمّا العقل السّليم فهو إمّا صاحب تجلّ إلهيّ في مجلى طبيعيّ فيعرف ما قلناه ، وإمّا مؤمن مسلم يؤمن به كما ورد في الصّحيح ، ولا بدّ من سلطان الوهم أن يحكم على العاقل الباحث فيما جاء به الحقّ في هذه الصّورة ؛ لأنّه مؤمن بها ، وأمّا غير المؤمن فيحكم على الوهم بالوهم ، فيتخيّل بنظره الفكريّ أنّه قد أحال على اللّه ما أعطاه ذلك التّجلّي في الرّؤيا ، والوهم في ذلك لا يفارقه من حيث لا يشعر لغفلته عن نفسه ، ومن ذلك قوله تعالى :ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [ غافر : 60 ] ، قال تعالى :وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ [ البقرة : 186 ] ، إذ لا يكون مجيبا إلّا إذا كان من يدعوه غيره ، وإن كان عين الدّاعي عين المجيب .
فلا خلاف في اختلاف الصّور ، فهما صورتان بلا شكّ ، وتلك الصّور كلّها كالأعضاء لزيد ؛ فمعلوم أنّ زيدا حقيقة واحدة شخصيّة ، وأنّ يده ليست صورة رجله ولا رأسه ولا عينه ولا حاجبه ، فهو الكثير الواحد ، الكثير بالصّور ، والواحد بالعين ، وكالإنسان واحد بالعين بلا شكّ ، ولا شكّ أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر ، وأنّ أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا فهو وإن كان واحدا بالعين ، فهو كثير بالصّور والأشخاص ).

قال الشيخ رضي الله عنه : ( وأما العقل السليم ) عن النظر الفكري أو تقليد صاحبه ، ( فهو ) ، أي : صاحبه ( إما صاحب تجلّ إلهي ) أي : قائل بجواز أن يتجلى في المنام ( في مجلي طبيعي ) ، فإن منهم من يجوز ذلك في المنام ، وإن منع منه في اليقظة ، ( فيعرف ما قلناه ) من العبور من الحق إلى الخلق ؛ لأنه إنما جوز ذلك ؛ لأن المنام قابل للتعبير بخلاف اليقظة ، فيكون المرئي في المنام صورة يعبر عنها إلى ما هو الحق في الواقع ، ولا يتأتى ذلك في صورة اليقظة ، إذ لا عبور فيها عنده ، ( وإما ) قائل بجواز تجليه في المنام في المجلي الطبيعي ، لكنه ( مؤمن ) ، والمؤمن ( مسلم ) ، أي : منقاد لما ورد من نصوص الرؤية ، فهو ( يؤمن به ) أي : بكونه مرئيّا ، ( كما ورد في الصحيح ) من قوله صلّى اللّه عليه وسلّم : « إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ، لا تضامون في رؤيته ».  رواه البخاري ومسلم .

وهو وإن قال : بأنه يرى لا في صورة طبيعية ؛ لأنه ( من سلطان الوهم أن يحكم على العاقل الباحث فيما جاء به الحق ) على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم من تجليه ( في هذه الصورة ) الطبيعية ، إذ ذكر تحوله في الصور ، ولا يتأتى بدون الصور الطبيعية ، وإنما يحكم عليه ؛ ( لأنه مؤمن بها ) أي : برؤيته في تلك الصور التي تفيد تارة وتنكر أخرى .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما غير المؤمن ) من ترونه في الآخرة ، وفي المنام كالمعتزلة ، وهو صاحب النظر الفكري أو المقلد له ، ( فيحكم ) إذا سمع النصوص القائلة بتحولة في الصور في الآخرة أو في المنام ( على الوهم ) ، إذا حكم برؤيته فيها ( بالوهم ) بأنه من لا صورة له يستحيل رؤيته في صورة أو يتحول في الصور ، مع أن العقل لا يمنع من رؤية من لا صورة له في الصورة ، كما لا يمنع من رؤية من له صورة أن يرى في غير صورته ، فقد رئي جبريل عليه السّلام في صورة دحية مع أنها ليست بصورته اتفاقا .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فيتخيل ) عند رده النصوص بكونها أخبار الآحاد أو بتأويلها على وفق وهمه ( بنظره الفكري ) الذي لا يحيل ظهور الحق في صورة ، وإنما يحيل كونه في نفسه ذا صورة ( أنه قد أحال على اللّه ) رؤيته في الصورة ، حتى أحال ( ما أعطاه ذلك التجلي في الرؤيا ) ، مع أنه يجوز في الرؤيا رؤية الشيء في غير صورته ؛ لذلك يحتاج فيه إلى التعبير كما ترى العدو في صورة الحية ، وهو لم يفعل ذلك أيضا من كل وجه ، إذ ( الوهم منه في ذلك ) ، أي : إثبات الصورة للحق ( لا يفارقه ) ؛ فإنه ما دام بدنه صحيحا كان علمه باقيا ، وإن كان علمه ( من حيث لا يشعر ) به صاحبه ؛ ( لغفلته عن نفسه ) لاحتجابه به بربه عنها ، فلا يلوح له ما يحكم به نفسه من الجمع بين التنزيه والتشبيه بقوتيه العقلية والمؤمنة ، ولو كوشف عنها لعرف ربه بما يلوح من جميع قواها ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ومن ذلك ) ، أي : ومما يلحق فيه كل شيء من المؤثر والمؤثر فيه بأصله ، ويحكم فيه الوهم بتصوير الحق ما أشار إليه ( بقوله تعالى : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) [ غافر : 60] ، فالداعي من حيث التأثر بالمدعو به عبد ، ومن حيث التأثير في الإجابة حق ظهر في العبد ، والمجيب من حيث التأثير في المدعو به حق ، ومن حيث التأثر للدعوة عبد ظهر فيه ، ولظهور كل منهما في مرآة الآخر ( قال اللّه تعالى :وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) [ البقرة : 186 ] ،

إذ لا قرب هنا بالزمان والمكان والرتبة بل بالظهور ، وهو مستلزم لتصوير الوهم الحق بصورة ما ظهر في العبد ، وبصورة العبد الظاهرة في مرآة الحق ، وكيف تكون الإجابة من الحق من حيث هو حق ، وهي متوقفة على الدعوة ؟

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( إذ لا يكون ) المجيب ( مجيبا إلا إذا كان ) أي : وجد ( من يدعوه ) ، والمتوقف على الغير حادث ، فلا يتصف به الحق من حيث هو حق لا يقال : إذا كان الحق ظاهرا في العبد من حيث تأثير الدعوة .

فالإجابة لا تتوقف على الغير ، فيجوز أن يكون المجيب هو الحق من حيث هو حق ؛ لأنّا نقول : ( وإن كان عين الداعي ) من حيث ظهور الحق فيه ( عين المجيب ، فلا خلاف في اختلاف الصور ) ، إذ لا شكّ في أن الداعي إنما أثر في الإجابة بظهور صورة الحق فيه ، والحق إنما تأثر بظهور صورة العبد فيه ؛ لامتناع تأثر الحق من نفسه ، ومن غيره جميعا ،

( فهما صورتان ) إحداهما في مرآة العبد ، وهي صورة الحق ، والأخرى في مرآة الحق ، وهي صورة العبد ( بلا شكّ ) ، إذ لا حلول للصورة في المرآة ، فإنه يرى الصغيرة جرم السماء بمقدار بعده عنها ، وليس ذلك مقدار سطح المرآة ولا عمقها ، والوهم مستلزم بصور الحق بهما في نفسه ، ولا ينافي وحدة عين الداعي ، والمجيب اختلاف صورتهما ، إذ ( تلك الصور كلها ) أشارت بذلك إلى أن صورة العبد في مرآة الحق صورة الحق أيضا ، ( كالأعضاء ) التي هي صور مختلفة ( لزيد ) مع وحدته بالشخص .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية ) ، فلا مجال للكثرة في تلك الحقيقة أصلا ، وإنما يكون لها مجال في الحقيقة النوعية ، ولكن كثرة الصور فيها مجال ، ( إذ يده ليست صورة رجله ، ولا رأسه ، ولا عينه ، ولا حاجبه ) ، بل كل منها صورة مخالفة صورة الآخر بحيث لا مقارنة بينها بخلاف الصور الظاهرة لشخص في المرايا المختلفة ؛ ( فهو ) ، أي :
زيد ( الكثير الواحد ) مع تنافي وحدته الشخصية الكثيرة ، لكن ذلك التنافي في ذاته فقط لا في ذاته مع صورة ، فهو الكثير بالصور ( الواحدة بالعين ) ،

وكذلك العين الوجودية واحدة بالذات ، كثيرة بالصور المختلفة بحيث يكون بعضها حقيقة مؤثرة ، وبعضها خلقية متأثرة ، وإن أنكرت كون الأعضاء صورا مختلفة لزيد ، فقل العين الواحدة الوجودية ( كالإنسان ) والصور المختلفة كأفراد ، فإنه ( بالعين ) ، أي : بحقيقته التي هي الحيوان الناطق واحد لما تقرر في الحكمة من أن النفوس الإنسانية متفقة بالحقيقة ، ومع ذلك لها صور مختلفة إذ ( لا شكّ أن عمر ما هو زيد ، ولا خالد ، ولا جعفر ) لوجوب التخالف بين صورهم ، فكذا صور العين الوجودية بعضها حق ، وبعضها خلق ولو باعتبار الظهور ، فلابدّ أن يحكم الوهم بتصويرها في نفسها .

ثم أشار إلى أن هذه العين الإنسانية لما لم تكن ذات صورة في نفسها لم تنحصر في صورة واحدة ، فقال : ولا شكّ ( العين الواحدة ) الإنسانية ( لا تتناهى وجودا ، فهو ) أي :
الإنسان ، ( وإن كان ) في الواقع ( واحدا بالعين ) ؛ لوجوب وجود الكلي الطبيعي في الواقع ، ( فهو كثير بالصور ) ؛ وذلك لكثرة ( الأشخاص ) التي لا تتميز إلا بكثرة الصور ، فكذا العين الوجودية ، وإن امتنع فيها كثرة الأشخاص ، فلا يمتنع أن يكون له صور غير متناهية في  ظهوره بذاته لنا ، وإن لم تكن في مظاهرنا .


قال الشيخ رضي الله عنه :  (وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أنّ الحقّ عينه يتجلّى يوم القيامة في صورة فيعرف ، ثمّ يتحوّل في صورة فينكر ، ثمّ يتحوّل عنها في صورة فيعرف ، وهو هو المتجلّي ليس غيره في كلّ صورة ، ومعلوم أنّ هذه الصّورة ما هي تلك الصّورة الأخرى ؛ فكأنّ العين الواحدة قامت مقام المرآة ، فإذا نظر النّاظر فيها إلى صورة معتقده في اللّه عرفه فأقرّ به ، وإذا اتّفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره ، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره فالمرآة عين واحدة والصّور كثيرة في عين الرّائي ، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة ، مع كون المرآة لها أثر في الصّور بوجه ، وما لها أثر بوجه ؛ فالأثر الّذي لها كونها تردّ الصّورة متغيّرة الشّكل من الصّغر والكبر والطّول والعرض ؛ فلها أثر في المقادير ، وذلك راجع إليها ، وإنّما كانت هذه التّغييرات منها لاختلاف مقادير المرائي ).


وكيف تنكر هذا ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا ) برؤية الحق في القيامة ، فلم تحمل النصوص الواردة فيها على غير معنى الرؤية ( إن الحق عينه ) من غير اعتبار ظهوره في مظهر ، وإلا كان مرئيّا اليوم لكل أحد بلا فرق من رؤية اليوم ورؤية يوم القيامة ، اللهم إلا أن يقال بكمال ذلك المظهر دون هذه المظاهر ، لكنه باطل للاتفاق على أن أكمل المظاهر مظاهر الرسل والملائكة ، لكن رؤية يوم القيامة في مظاهرهم خلاف الإجماع ( يتجلى يوم القيامة في صورة فيعرف ، ثم يتحول في صورة فينكر ، ثم يتحول عنها ) ، فيتجلى ( في صورة ) هي المرئية أولا أو أعلى منها ؛ ( فيعرف ) .


وهو ما روى مسلم عن أبي سعيد الخدري : « أن ناسا في زمن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قالوا : يا رسول اللّه ! هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : وهل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب ، وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس معها سحاب ؟ قالوا : لا ، يا رسول اللّه ، قال : ما تضارون في رؤية اللّه يوم القيامة ، إلا كما تضارون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة ، أذّن مؤذن لتتبع كل أمة ما كانت تعبد ، فلا يبقى أحد يعبد غير اللّه من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار ، ثم قال بعد أسطر : حتى إن لم يبق إذا لم يبق إلا من كان يعبد اللّه من بر وفاجر أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها ، قال : فماذا تنتظرون ! لتتبع كل أمة ما كانت تعبد ، قالوا : إنا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ، ولم نصاحبهم ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ باللّه منك لا نشرك باللّه منك لا نشرك باللّه شيئا مرتين أو ثلاثا ، حتى أن بعضهم ليكاد أن ينقلب ، فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونها ؟ فيقولون : نعم ، فيكشف عن ساق ، فلا يبقى من كان يسجد للّه من تلقاء نفسه إلا أذن اللّه له بالسجود ، ولا يبقى من كان يسجد رياء إلا جعل اللّه ظهره طبقة واحدة ، كلما أراد أن يسجد خرّ على قفاه ، ثم يرفعون رؤوسهم ، وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فقال : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا . . . إلى آخر الحديث » . رواه مسلم


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وهو ) أي : اللّه ( هو المتجلي ليس غيره ) متجليا ( في كل صورة ) حتى المنكرة ، خلاف ما يقول بعضهم : إن الملك في الصورة المنكرة ، والمراد بالصورة المعروفة : الصفة أطلق عليها الصورة بطريق المشاكلة فرارا من رؤيته في صورة ، إذ لا صورة له في ذاته مع أنه لا يزيد على ما قبلوه من ظهور جبريل في صورة دحية مع أنه ليس على صورته في ذاته .
ثم أشار إلى أن هذه الصور ليست له في ذاته لاختلافها ، والصورة الذاتية لا تختلف ؛ فقال : (ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى ) .


ثم أشار إلى أنها ليست باعتبار المظهر ؛ فقال : ( وكأن العين الواحدة قامت ) لأهل الرؤية في القيامة ( مقام المرآة ) ، لكن المرآة ترى فيها صور الأشخاص ، والمرئي في مرآة الحق صور الاعتقادات المختلفة ، ( فإذا نظر الناظر فيها ) أي : في مرآة الحق ( إلى صورة معتقده في اللّه ) في الدنيا ، ( وأقر به ) بلسانه ( وإذا اتفق أن يرى فيها ) صورة ( معتقد غيره ) ، ولا استحالة في ذلك إذ ليس بطريق الحلول ، بل ( كما يرى في المرآة ) المتعارفة ( صورته ، وصورة غيره ) من غير حلول تلك الصور فيها ؛
( فالمرآة ) المتعارفة ( عين واحدة ، والصور كثيرة ) ، والواحد لا تحل فيه الصور الكثيرة ، وإلا لجاز أن يكون الشيء الواحد ماء ونارا معا ، وجاز أن يكون الإنسان الواحد زيدا وعمر معا ، فهي إنما توجد ( في عين الرائي ) بشرط مجازاتها للمرآة فنظرها فيها ، وكيف يكون في المرآة جميع تلك الصور .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وليس في المرآة صورة منها جملة ) مع كونها ( واحدة ) ، إذ لا يتسع لها مقدار سطح المرآة ، وهي ترى بعيدة فوق مقدار ثخن المرآة ، ثم الصورة الحالة مؤثرة في المحل ، ولا يتأتى ذلك في صور المرآة ( مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه ) ، وهي علة الوجود ، ولكنها غير تامة إذ ( ما لها أثر ) في الصور ( بوجه ) ، فالعلة المجموع منها ، ومن قيام الشخص بحذائها ، ( فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر ، والطول والعرض ) على خلاف ما عليه الشخص ، ( فلها أثر في المقادير ) لا في نفس الصور ، وإلا كانت مثل المرايا لا مثل الأشخاص ، فالمؤثر في أصلها هو الشخص ، ( وذلك ) الأثر التغييري ( راجع إليها )

أي : إلى مقادير المرايا لأنفسها ، والمحل لا يؤثر في نفس الصورة الخالية ، فكيف يؤثر فيها ما هو من عوارض المحل ، وإنما رجع ذلك الأثر التغييري إلى مقادير المرائي ؛ لأنه ( إنما كانت هذه التغييرات منها ) أي : في الصور و(اختلاف مقادير المرائي) .
 

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فانظر في المثال مرآة واحدة من هذه المرائي ، لا تنظر الجماعة ، وهو نظرك من حيث كونه ذاتا ؛ فهو غنيّ عن العالمين ، ومن حيث الأسماء الإلهيّة فذلك الوقت يكون كالمرائي ، فأيّ اسم إلهي نظرت فيه نفسك أو من نظر ، فإنّما يظهر للنّاظر حقيقة ذلك الاسم ، فهكذا هو الأمر إن فهمت ، فلا تجزع ولا تخف فإنّ اللّه يحبّ الشّجاعة ولو على قتل حيّة ، وليست الحيّة سوى نفسك ، والحيّة حيّة لنفسها بالصّورة والحقيقة ، والشّيء لا يقتل عن نفسه .
وإن أفسدت الصّورة في الحسّيّ فإنّ الحدّ يضبطها والخيال لا يزيلها ، وإذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذّوات والعزّة والمنعة ، فإنّك لا تقدر على إفساد الحدود ، وأيّ عزّة أعظم من هذه العزّة ؟ فتتخيّل بالوهم أنّك قتلت ، وبالعقل والوهم لم تزل الصّورة موجودة في الحدّ ، والدّليل على ذلك وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى [ الأنفال : 17 ] ،
والعين ما أدركت إلّا الصّورة المحمّديّة الّتي ثبت لها الرّمي في الحسّ ، وهي الّتي نفى اللّه الرّمي عنها أوّلا ثمّ أثبته لها وسطا ، ثمّ عاد بالاستدراك أنّ اللّه هو الرّاميّ في صورة محمّديّة ، ولا بدّ من الإيمان بهذا ) .
ثم أشار إلى سبب رؤية صور الاعتقادات في مرآة الحق دون صور الناظرين ؛

"" أضاف المحقق :
فهو يرى الخلق في مرآة الحق ، وإنما كان الحق في ذوق صاحب هذه الرؤية باطنا ، والخلق ظاهرا ؛ لأن وجه المرآة يخفى لظهور ما يتجلى فيها ، فإنه متى انطبع في المرآة صورة لا بد وأن تظهر في وجهها لأجل ذلك .أهـ . لطائف الإعلام ). ""

فقال : ( فانظر في المثال ) أي : إذا علمت أن المرآة مثال لحضرة الحق في ظهور الصور ، فانظر فيه بوجه آخر يكون به مثالا لرؤية صور الاعتقادات دون صور الناظرين ،

فتقول : ( مرآة واحدة ) قابلها مرايا كثيرة ، فظهرت في تلك المرآة حتى صارت كأنها مجموعة من المرائي يظهر فيها ما في تلك المرائي من الصور ، لكن لا يكون في هذه المرآة شيء من صور الناظرين ، إذ لا تكون قابلة تلك المرائي لها بنظر الجماعة فيها حتى تظهر صورهم في تلك المرائي ، ثم في تلك المرآة الواحدة ، فالمرآة الواحدة هو الحق والمرايا المتقابلة هي نفوس الناظرين ، والصور التي فيها صور اعتقاداتهم لا صور أشخاصهم لغنائهم عن أنفسهم ، فلا تكون لهم صور في نفوسهم .

( وهو ) أي : النظر في مرآة الحق باعتبارين أحدهما ( نظرك من حيث كونه ذاتا ) ، ولا تحصل منه صورة في مرآته ؛ لأنه أجل من أن تدركه نفوسا ، وتعقله أذهانا ، ويتخيله خيالنا ؛ ( فهو غني عن العالمين ) فلا يظهر في شيء حتى يكون له صورة في النفس ، وإنما يظهر في ضمن الأسماء ، وإن كان قد يكون مغلوبا بحيث لا يلتفت إليه ، والثاني نظرك ( من حيث الأسماء الإلهية ، فذلك الوقت تكون ) هذه المرآة الواحدة الإلهية بظهور صور الاعتقادات الحاصلة من ظهور صور الأسماء في نفوس الناظرين ( كالمرائي ) ،
لكن لا تظهر فيها تلك المرائي لغنائها في نظره ، وإنما يظهر ما فيها من صور الاعتقادات ؛ لوجودها في الواقع بحيث تقوم بها تلك الصور ، وإليه الإشارة بقوله : ( فأي اسم إلهي نظرت فيه نفسك أو ) نفس ( من نظر ) من غيرك .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فإنما تظهر في الناظر حقيقة ذلك الاسم ) دون حقيقة نفس الناظر لغنائها في نظره مع وجودها في نفس الأمر ، ( فلا تجزع ) فإن النظر في الاسم الإلهي لما أوجب فناء النفس يكون ذلك مانعا من الرؤية ، ( ولا تخف ) من إفناء نفسك بحصول هذه الرؤية من توهم أن إفنائها مخل بالرؤية القائمة بالنفس ، إذ يكفي لها قيامها في نفس الأمر لا في نظرك ، فإنه مانع من الرؤية ، فكن شجاعا في إفنائها من نظرك ، ( فإن اللّه يحب الشجاعة ولو على قتل حية ) ،

وهو إشارة إلى إفناء النفس إذ ( ليست الحية ) التي تصير بقتلها محبوب الحق ( سوى نفسك ) التي بقاؤها في نظرك حاجب عن رؤية الحق ، وكيف هذا الإفناء إعداما للنفس ، وليس قتل الحية المشبه بها إعداما لها ، إذ المسيئ لا يقبل عن نفسه ،
وإلا لصدق أن يقال : الحية ليست محبة ، وإن فسدت الصورة في الحس ، فليس ذلك إعداما لها من كل وجه ، فإن الحد بسطها ، ( والخيال لا يزيلها ) .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر ) أي : أمر الصور المتزايلة ( على هذا ) من عدم الزوال من كل وجه ، ( فهذا هو الأمان على الذوات ) التي ليس من شأنها العدم أصلا ، ( والعزة ) لها عن قول الغير ( والمنعة ) من التأثر ، وكيف تقدر على إفساد الصور بالكلية مع عجزك عن إفساد حدودها ، ( فإنك لا تقدر على إفساد الحدود ، وأي عزة ) للحدود ( أعظم من هذه العزة ) ، فإذا انضمت هذه العزة إلى عزة الذوات كانت في غاية العظمة ، ولكنك قد أمرت بقتل حية النفس ، وهي من الذوات المجردة التي لا صورة لها إلا في الوهم ، ( فتتخيل بالوهم ) عند إفنائها ( أنك قتلت ، وبالعقل والوهم لم تزل الصورة ) فضلا عن الذات ( موجودة في الحد ) .
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( والدليل على ذلك ) أي : على كون الفاني في نظرك باقيا في الواقع وفي حس غيرك ، وفي الحد قوله تعالى :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى) [ الأنفال : 17 ] ؛  فكيف تفني في الواقع الصورة المحمدية ؟


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( والعين ) الباصرة من الناس ( ما أدركت ) للرامي ( إلا الصورة المحمدية ) ، إذ هي ( التي ثبت لها الرامي في الحس ) ، وهذه الصورة المحمدية ( هي التي نفى اللّه الرمي عنها ) ، أو باعتبار فنائها ، ( ثم أثبته ) أي : الرامي ( لها وسطا ) لثبوتها حسّا ، ورؤية العين الرامي منها ، وهي لا تكذب .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثم ) لما كانت فانية من حيث هي باقية من حيث هي لربها قائمة ( عاد بالاستدراك ) ، وبيّن ( أن اللّه هو الرامي ) باعتبار إشراقه وظهوره ( في صورة محمدية ) ، فلا يمكن إنكار ظهوره في المحدثات ؛ وذلك لأنه ( لا بدّ من الإيمان بهذا ) النص الدّال على ظهوره في الصورة المحمدية ، ولا قائل بالفرق بينها وبين سائر الصور ، وعلى أنه أثر فناء النفس .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فانظر إلى هذا المؤثّر حتّى أنزل الحقّ في صورة محمّديّة ، وأخبر الحقّ نفسه عباده بذلك ، فما قال أحد منّا عنه ذلك بل هو قال عن نفسه ، وخبره صدق والإيمان به واجب ، سواء أدركت علم ما قال أو لم تدركه ؛ فإمّا عالم ، وإمّا مسلم مؤمن ، وممّا يدلّك على ضعف النّظر العقليّ ، من حيث فكره ، كون العقل يحكم على العلّة أنّها لا تكون معلولة لمن هي علّة له حكم العقل لا خفاء به ، وما في علم التّجلي إلّا هذا ، وهو أنّ العلّة تكون معلولة لمن هي علّة له ، والّذي حكم به العقل صحيح مع التّحرير في النّظر ؛ وغايته في ذلك أن يقول إذا رأى الأمر على خلاف ما أعطاه الدّليل النّظريّ ؛ إنّ العين بعد أن ثبت أنّها واحدة في هذا الكثير ، فمن حيث هي علّة في صورة من هذه الصّور لمعلول ما ، فلا تكون معلولة لمعلولها ، في حال كونها علّة ، بل ينتقل الحكم بانتقالها في الصّور ، فتكون معلولة لمعلولها ، فيصير معلولها علّة لها ، هذا غايته إذا كان قد رأى الأمر على ما هو عليه ، ولم يقف مع نظره الفكريّ ).


قال رضي الله عنه :  ( فانظر إلى هذا المؤثر ) الذي بلغ النهاية في التأثير ( حتى أنزل الحق ) بإشراق نوره ( في صورة محمدية ) ، ولا يقال : كيف يؤثر الفناء وهو عدمي ؟
لأنّا نقول : ( أخبر الحق نفسه ) لا في مظهر يمكن أن يدخل فيه الشيطان ( عباده ) الكمّل الذين ليس للشيطان عليهم سلطان ( بذلك ) التأثير للفناء في تجليه ، ولو أنكرتم علينا هذا القول ، ( فما قال أحد منا ) ابتداء ( عنه ذلك ) ، ( بل هو قال عن نفسه ) أولا فتبعناهم ، وليس ذلك بطريق الأمر ، حتى يمكن أن يقال لغلبة أمر بالاعتقاد على خلاف الواقع ، كما أن له أن يكلف بالمحال عند الأشعري ، بل هو بطريق الخبر

قال رضي الله عنه : ( وخبره صدق ) بحيث يكون تكذيبه كفرا ؛ وذلك لأن ( الإيمان به واجب ) بحيث لا يجوز التوقف فيما لم تعلم منه ، بل ( سواء أدركت علم ما قال أو لم تدركه ) ، وبعد الإيمان ؛ ( فإما ) ما أنت ( عالم ) بتأويله ، ( وإما مسلم ) علمه إلى اللّه من غير إنكار ؛ لأنك ( مؤمن ) فإنا تبعناه في مثل ذلك القول ، فلا ينبغي أن ينكر علينا أيضا ،
بل لا بدّ من تسليم ما لم نحط بعلمه ، وكيف ينكر أثر العدمي بالنظر العقلي بعض النص الإلهي ، مع أنه قد صح بالكشف الصحيح باتفاق أهله تأثير اختلاف المجال في اختلاف التجلي ، مع أن التجلي علة وجود المجالي ، فقد أثر المعلول المعدوم قبل تأثير العلة فيه في علته بالاختلاف .

وإليه الإشارة بقوله : ( ومما يدلك ) خاطب صاحب الكشف ؛ لأن غيره لا يطلع ( على ) هذا على ( ضعف النظر العقلي ) إذا تجرد عن الكشف والشرع ، بل كان ( من حيث فكره ) بترتيب المقدمات التي كلما تحيط بصحتها ( كون العقل يحكم على العلة أنها لا تكون ) أبدا ( معلولة لمن هي علة له ) ؛ لئلا يلزم الدور هذا ( حكم العقل لا خفاء به ) ، وإن كان قد يتوهم أن المعلول علة لعلية العلة ، وهو غلط ، إذ لو توقفت عليه العلة على المعلول للزم الدور أيضا ، بل عليتها إما بالذات أو بانضمام غير المعلول إليها ، ( وما في علم التجلي إلا هذا ) الذي ينفيه النقل ، ( وهو أن العلة تكون معلولة ) في الجملة ( لمن هي علة له ) كان التجلي علة وجود المجالي ، واختلاف المجالي علة اختلاف التجلي .

ثم أشار إلى أن لحكم العقل محلا خاصا ، ولحكم التجلي محلا آخر يعرف ذلك عند اجتماعهما ؛ فقال : ( والذي حكم به العقل ) صادق في بعض الصور دون البعض ، وإنما يكون ذلك ( مع التحرير في النظر ، وغايته ) أي : وغاية حكم صدق العقل ( في ذلك ) أي :

في كون العلة لا تكون معلولة أبدا يعرف ذلك ( إذا رأى ) العاقل ( الأمر ) ، أي : أمر التجلي ( على خلاف ما أعطاه الدليل النظري ) أي : ( العين ) التي هي علة وجود الموجودات ( بعد أن ثبت أنها ) لا يختلف تجليها ، لكن تجليها ليس باعتبار ذاتها ، بل باعتبار كونها ( في هذا الكثير ) من الأسماء المختلفة ، لكن في تجليها باسم معين في معلولات متعددة مختلفة اختلاف آخر وراء ذلك ، ( فمن حيث هي علة في صورة ) معينة ( من هذه الصور ) الأسمائية ( لمعلول ما ) من معلولات تلك الصورة ، ( فلا تكون ) تلك العين مع الصورة المعينة ( معلولة لمعلولها في حال كونها علة ) له ، ثم ينتقل إلى غيره من المعلولات إذ لا اختلاف ، فمن أين يكون له أثر في اختلاف التجلي .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( بل ينتقل الحكم ) بالعلية من العلة إلى المعلول ( بانتقالها ) أي : بانتقال كون العلة علة لمعلول آخر ، ولو في تلك الصورة الخاصة لاسم خاص ، (فتكون ) العلة التي هي التجلي ( معلولة لمعلولها ) لتأثيره في اختلاف التجلي ، ( فيصير معلولها ) من حيث الوجود ( علة لها ) من حيث الاختلاف ، ومع اختلاف الجهات فلا دور ، ( وهذا غايته ) أي : غاية العاقل ( إذا كان قد رأى الأمر على ما هو عليه ) ، وإلا كان مقرّا على حكم العقل منكرا للكشف ، كيف لا وكثيرا ما ينكره الكاشف ،

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فمن وقف مع نظره الفكري ) ، وإنما لا ينكره عن المكاشف من أهل النظر من لم يبق مع نظره الفكري ، ولا يستدل بإثبات التأثير للمعدوم على إثبات الصانع ؛ لأن بطلان تأثير المعدوم في إيجاد الشيء معلوم بالضرورة ، وإنما يتصور له التأثير في تخصيص الموجود بوجه خاص مثل تأثير عدم السواد في المحل بقبوله البياض أو غيره من الألوان .
 

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر في العلّية بهذه المثابة ، فما ظنّك باتّساع النّظر العقلي في غير هذا المضيق ؟ فلا أعقل من الرّسل صلوات اللّه عليهم ، وقد جاءوا بما جاءوا به في الخبر عن الجناب الإلهي ، فأثبتوا ما أثبته العقل ، وزادوا بما لا يستقلّ العقل بإدراكه ، وما يحيله العقل رأسا ، ويقرّ به في التّجلّي الإلهي ، فإذا خلا بعد التّجلّي بنفسه حار فيما رآه ؛ فإن كان عبد ربّ ردّ العقل إليه ، وإن كان عبد نظر ردّ إلى حكمه ، وهذا لا يكون إلّا ما دام في هذه النّشأة الدنيوية محجوبا عن نشأته الأخروية في الدّنيا ؛ فإنّ العارفين يظهرون هاهنا كأنّهم في الصّور الدنيوية لما يجري عليهم من أحكامها ، واللّه تعالى قد حوّلهم في بواطنهم في النّشأة الأخروية ، لا بدّ من ذلك ، فهم بالصّورة مجهولون إلّا لمن كشف اللّه عن بصيرته فأدرك ، فما من عارف باللّه من حيث التّجلّي الإلهيّ إلّا وهو على النّشأة الآخرة ، قد حشر في دنياه ونشر من قبره ؛ فهو يرى ما لا يرون ويشهد ما لا يشهدون ، عناية من اللّه تعالى ببعض عباده في ذلك ).


ثم بالغ في بيان قصور العقل من حيث نظره الفكري ( في العلية ) ، أي : كون المعلول علة لعلته ( بهذه المثابة ) من الضيق مع أنها ليست من المضايق المحيرة ، ( فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق ؟ ) مما يحير العقول ، وينهر الألباب ، فإذا كان في النظر العقلي هذا القصور ، فالكامل لا يقف معه إذا كوشف بما لا يستقل به ، ولا يحيله أيضا ، بل يأخذ بكشفه ، ويعرف قصور العقل ،
فذلك كمال عقله ، ( فلا أعقل من الرسل ) لثناء اللّه عليهم ، إذ عرفوا كمال الكشف ، وعدم استقلال العقل بأكثر الأمور ، وإن كلامنا فإنه بمثابة الميزان الذي يوزن به اللآلئ وزن الجبال ؛

ولذلك ( قد جاءوا بما جاءوا به ) ( عن الخطاب الإلهي ) بالكشف عن علمه ، ( فأثبتوا ما أثبته العقل ) إذ عرفوا بالعقل صحة مقدماته ، إذ يعتبر الاطلاع عليها قبل ذلك لقصور العقل ،
( وزادوا ما لا يستقل العقل بإدراكه ) ، فعجز عن إقامة البرهان على إثباته ، ولكن ( ما يحيله العقل رأسا ) ؛ لأنه صادق في كل ما يحكم بالمقدمات البينة في العقل ، وإن لم ( يقر به ) استغلالا يقر به ( في ) وقت ( التجلي ) ؛ لأنه لا يقدر على إنكار المحسوسات ما لم يكن عنده برهان قاطع على استحالته ، والأمر الكشفي حين الكشف في معنى المحسوسات ؛ لكونه من الوجدانيات .


ومع ذلك ( فإذا خلا ) العبد ( بعد ) زوال ( المتجلي ) الموجب لإفراده بنفسه ليقيم عليه البرهان النظري ( حار فيما رآه ) ؛ لأنه كالمنكر لما فوق طوره ، وقد زال المعارض له ،

قال الشيخ رضي الله عنه :  (فإن كان ) العاقل الذي كان مكاشفا ( عبد رب ) علم أنه من عباد اللّه المخلصين الذين ليس للشيطان عليهم سلطان ، وعرف بالقرائن أن الكشف لم يكن من تخليط الشيطان ، ( رد العقل إليه ) فألزمه قبول ما لا يستحيل عنده ، وإن لم يكن له عليه برهان لقصوره ،

.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في السبت 15 فبراير 2020 - 18:22 عدل 1 مرات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الجمعة 14 فبراير 2020 - 15:06 من طرف عبدالله المسافربالله

22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الجزء الثالث .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي 

كتاب خصوص النعم في شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين أحمد المهائمي  

الفص الإلياسي على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفصّ الإلياسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية                     الجزء الثالث
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإن كان عبد نظر ) ، فزعم أن كل ما لا يستقل العقل بإدراكه ، وعجز عن إقامة البرهان عليه فهو باطل في نفس الأمر ، وإن لم يكن على استحالته للعقل برهان ( رد ) الحق المتجلي ( إلى حكمة ) ، وزعم أن كلما عجز العقل عن إقامة البرهان على ثبوته ، فهو من تخليط الشيطان ، ولكنه من قصور التجلي إذ ( هذا ) الرد منه ( لا يكون إلا ما دام ) الرد ( في هذه النشأة الدنيوية ) ، حيث نفى بعد التجلي ؛ لقصوره ( محجوبا عن النشأة الأخروية ) ؛ وذلك لكونه بعد الكشف مستغرقا ( في الدنيا ) التي هي أجل الحجب ، وليس ذلك شأن من كمل في حقه التجلي وهو العارف ، وإن كان مردودا إلى الخلق بعد الفناء .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فإن العارفين يظهرون هاهنا ) أي : في مقام الرد إلى الخلق لتكميلهم وإرشادهم ، ( كأنهم في الصورة الدنيوية ) بمجرد المثال ( لما يجري عليهم من أحكامها ) العادية والشرعية ، ( واللّه تعالى قد حولهم في بواطنهم ) عن الدنيا ، فجعلهم ( في النشأة الأخروية ) بكشف جميع الحجب عنهم ، وإنما فعل بهم ذلك ؛ لأنه ( لا بدّ من ذلك ) الظهور لانتظام أمور الدنيا بحيث تصير مزرعة للآخرة ، ( فهم بالصورة ) الدنياوية ( مجهولون ) بحيث لا يرون من العوام ( إلا لمن كشف اللّه عن بصيرته ، فأدرك ) بواطنهم ، وإن لم يصل إلى رتبتهم ، لكن كوشفوا بهذا القدر منهم ؛ ليسترشدوا بهم ،
فلا يعرف ذلك بظهور الكرامات ، فإنها لا تتميز عن الاستدراجات بدون هذا الكشف للبصيرة ، لكنه لا يعد صاحبها عارفا لبقائه في الدنيا من وجه ، ( فما من عارف باللّه ) القاطع للالتفات إلى غيره إذا عرف حق معرفته ، وهي الحاصلة ( من حيث التجلي الإلهي ) لا من حيث النظر الفكري الذي لأهل الكلام والفلسفة ( إلا وهو على النشأة الآخرة ) .
 
ولذلك يقولون : لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا ، كأنه ( قد حشر ) إلى مولاه ، وإن كان ( في دنياه ، ونشر عن قبره ) الحاجب له نوع حجاب عن الآخرة ، وإن كان البرزخ أشبه بالآخرة من الدنيا ، ( فهو يرى ما لا يرون ) من الأمور النظرية التي لا يأمن النظر فيها عن الغلط ، ( ويشهد ما لا يشهدون ) مما لا يستقل النظر بإدراكه أصلا ،
 
وليس ذلك من الكشف حتى يدل على أن من لم يحصل له من كسبه أنه غير مقبول ، بل أنه يكون ( عناية من اللّه ببعض عباده في ذلك ) لئلا يتحير إذا رآه في الآخرة ، فجاء كمن كان مدّ يده في ظلمة ، ففتح اللّه عن نور عظيم يخاف عليه العمى ،
وإذا كان الوقوف مع النظر العقلي موجبا للقصور نزل إدريس عليه السّلام عن السماء بعد ما رفع إليه يلحق فيه بالملائكة عن عقله المجرد ؛ ليعود إلى الحيوانية مرة أخرى ، فبعث إلى طائفة من الإنسان الذين بقيت حيوانيتهم لتناسبهم .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فمن أراد العثور على هذه الحكمة الإلياسيّة الإدريسيّة الّذي أنشأه اللّه نشأتين ، فكان نبيّا قبل نوح عليه السّلام ، ثمّ رفع ونزل رسولا بعد ذلك ، فجمع اللّه له بين المنزلتين ، فلينزل عن حكم عقله إلى شهوته ، وليكن حيوانا مطلقا حتّى يكشف ما تكشفه كلّ دابّة ما عدا الثّقلين ؛ فحينئذ يعلم أنّه قد تحقّق بحيوانيّته ).
"" أضاف تحقيق :
فبه نزل منزلة إدريس عليه السّلام حيث نزل عن سماء عقله إلى أرض نفسه ؛ فهذا النزول لا يكون إلا بعد العروج إلى سماء الروح بالرياضيات والمجاهدات كما رفع إدريس إلى السماء كذلك أهـ . شرح القاشاني . ""
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فمن أراد العثور على هذه الحكمة الإلياسية الإدريسية ) ، إذ إلياس هو ( الذي أنشأه اللّه نشأتين ) فأعطاه الحيوانية مرتين من غير نسخ ، بل بتقليب جسمه من الحيوانية إلى الروحانية ، ثم منها إلى الحيوانية مع بقاء صورته المثالية الحيوانية ،
( فكان ) عند الحيوانية الأولى ( نبيّا قبل نوح عليه السّلام ) مسمى بإدريس عليه السّلام ، ( ثم رفع ) يجعل جسمه في حكم الروحانيات ، فكانت حكمته قدوسية ؛ لكون معرفته تنزيهية محضة حتى كان على النصف من المعرفة ، ( ثم نزل ) ثانيا بعود حيوانيته ؛ ليكون ( رسولا بعد ذلك ) المحصل له المعرفة التشبيهية ، ( فجمع اللّه له بين المنزلتين ) الملكية والحيوانية على أكمل الوجوه فيهما ؛ فلذلك جعل له الشيخ - رحمه اللّه - فصين في كتابه .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فلينزل عن حكم عقله ) إذا غلب عليه الملكية نسبية ( إلى شهوته ) ؛ ليعود إلى الحيوانية الكاملة ؛ لكونها بعد الملكية بسببه كالفرق بعد الجمع ، ( ويكون حيوانا مطلقا ) وإلا ضعفت حيوانيته ، فلا تزول غلبة الملكية عنه ولا يضره ذلك ، بل يفيده فائدة جليلة ( حتى يكشف ما تكشفه كل دابة ) تدب على الأرض ( ما عدا الثقلين ) من أحوال الميت وغيره من الأمور الأخروية ، فليست هذه الحيوانية كحيوانية الإنسان والجان إن قلنا : إنه حيوان لخلوها عن هذه الخاصة التي هي مقتضى الحيوانية ، فكأن حيوانيته ليست بحيوانية ، فإذا حصلت هذه الخاصة في العارف ، ( فحينئذ يعلم أنه قد تحقق بحيوانيته ) .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وعلامته علامتان الواحدة هذا الكشف ، فيرى من يعذّب في قبره ومن ينعّم ، ويرى الميّت حيّا والصّامت متكلّما والقاعد ماشيا ، والعلامة الثّانية الخرس بحيث إنّه لو أراد أن ينطق بما رآه لم يقدر فحينئذ يتحقّق بحيوانيّته ، وكان لنا تلميذ قد حصل له هذا الكشف غير أنّه لم يحفظ عليه الخرس فلم يتحقّق بحيوانيّته ، ولمّا أقامني اللّه في هذا المقام تحقّقت بحيوانيّتي تحقّقا كلّيّا ، فكنت أرى وأريد أن أنطق بما أشاهده فلا أستطيع ؛ فكنت لا أفرّق بيني وبين الخرس الّذين لا يتكلّمون ، فإذا تحقّق بما ذكرناه انتقل إلى أن يكون عقلا مجرّدا في غير مادّة طبيعيّة ، فيشهد أمورا هي أصول لما يظهر في الصّور الطّبيعيّة فيعلم من أين ظهر هذا الحكم في الصّور الطّبيعيّة علما ذوقيّا ، فإن كوشف على أنّ الطّبيعيّة عين نفس الرّحمن فقد أوتي خيرا كثيرا ، إن اقتصر معه على ما ذكرناه ؛ فهذا القدر يكفيه من المعرفة الحاكمة على عقله ؛ فيلحق بالعارفين ، ويعرف عند ذلك ذوقا ،فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ [  الأنفال : 17 ] ، وما قتلهم إلّا الحديد والضّارب والّذي خلف هذه الصّور .
فبالمجموع وقع القتل والرّمي ، فيشاهد الأمور بأصولها وصورها ، فيكون تامّا ؛ فإن شهد النّفس كان مع التّمام كاملا ؛ فلا يرى إلّا اللّه سبحانه عين ما يرى ، فيرى الرّائي عين المرئيّ ، وهذا القدر كاف ، واللّه الموفّق الهادي ).
 
 
ثم أشار إلى خواص هذه الحيوانية ؛ ليعلم أن من استجمعها كان متحققا بها من كل وجه ، وإلا كان متحققا بها من وجه دون وجه ، ومن ليس فيه شيء منهما ، فكأنه ليس بحيوان أصلا ، وإن عد من الحيوانات ، فقال : ( وعلامته علامتان العلامة الواحدة هذا الكشف ) المخصوص بمن تخفت حيوانيته عن الإنسانية والجنية ، وهو كشف الأمور البرزخية ما في البرزخ والقيمة وسائر الملكوتيات .
 
أما كشف ما في البرزخ ، ( فيرى من تعذب في قبره ومن تنعم ، ويرى الميت حيّا ) معذبا أو منعما ، ( والصامت متكلما ) ناطقا ، كما أشار إليه بقوله عزّ وجل :عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ[ النمل : 16 ] ، وقوله :أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ[ فصلت : 21 ] ،
وقوله :وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ[ الإسراء : 44 ] ،
( والقاعدة ماشيا ) ، كما أشار إليه قوله عزّ وجل :وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ[ النمل : 88 ] .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( والعلامة الثانية الخرس ) « بمعني: القهر » عن النطق الإنساني ( بحيث لو أراد أن ينطق بما رآه ) في الحس أو في الكشف ( لم يقدر ) على النطق ، ( فحينئذ ) أي : حين إذ يجمع العلامتين ( يتحقق بحيوانيته ) من كل وجه لجمعيته خواصها ،
( وكان لنا تلميذ قد حصل له هذا الكشف ) الذي هو العلامة الأولى ، ( غير أنه ) لم تحصل له العلامة الثانية ، إذ ( لم يحفظ عليه الخرس ، فلم يتحقق بحيوانيته ) من كل وجه ،
بل لا يقال : إنه تحقق بها من وجه أيضا ، إذ هذه العلامة هي الظاهرة ، فإذا فقدها فكأنما فقد الحيوانية من كل وجه ،
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولما أقامني اللّه في هذا المقام ) أي : مقام الكشف عن أحوال الميت ، ونطق الصامت ، وحركة القاعد ( تحققت بحيوانيتي ) بظهور العلامة الثانية التي هي أظهر العلامات ، فكان ( تحققا كليّا ) ، وإن لم يتبدل على الصورة الإنسانية ، فليست الإنسانية بتلك الصورة بل بالنطق ، وقد ذهب عني بالكلية ( فكنت أرى ) أشياء مما ذكرنا ومن غيره ، ( وأريد أن أنطق بما أشاهده ) من ذلك الكشف بقصد الإرشاد ( فلا أستطيع ) ، وليس عدم هذه الاستطاعة كعدم استطاعة المريض ، بل كعدم استطاعة الأخرس .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فكنت لا أفرق بيني وبين الخرس الذين لا يتكلمون ) بشيء من الكلام لا كالذين يتكلمون بالبعض ويعجزون عن البعض ، وإذا كان لهذه الحيوانية بعد الملكية هذا الكشف ، ( فإذا تحقق ) العارف ( بما ذكرنا ) من الحيوانية ، ثم الملكية ،
ثم الحيوانية مع الكشف المذكور ( انتقل ) من هذه الحيوانية ( إلى أن يكون عقلا مجردا ) ؛ لأن هذه الحيوانية تجذبه إلى العالم العلوي أشد من جذب الملكية التي قبلها ، فتكمل ملكيته ثانيا أكمل بما كانت عند الانتقال من الحيوانية الأولى ؛ لأنها بحسب المنتقل منه ،
 
فيصير ( في غير مادة طبيعية ) ، بل إما في مادة مثالية أو لا يبقى في مادة أصلا ، ( فيشهد ) بهذه الملكية بعد الحيوانية الثانية ( أمورا هي أصول لما يظهر في الصور الطبيعية ) ؛ لالتحاقه بالملأ الأعلى فوق رتبة الملائكة السماوية ، وهي منتقشة بالفعل بكل ما يؤخذ في عالم الكون والفساد وبالأسباب الحقيقية ؛
لذلك بخلاف الملائكة السماوية فإن انتعاشها بذلك لا يكون بالفعل بجميع ما يكون فيه البعض ، ثم يمحي ويثبت البعض الآخر على حسب حركات أفلاكها ، وليس فيها أسباب ذلك وأسرارها على وجه الاستيعاب والاستقصاء ، ( فيعلم من أين ظهر هذا الحكم في الصور الطبيعية ) أي : يعرف ذلك في حكم جزئي يطلع عليه ، فيمكنه في الجملة التصرف في العالم بمقتضى ذلك ،
 
( فإن كشف ) له مع ذلك ( أن الطبيعة عين نفس الرحمن ، فقد أوتي خيرا كثيرا ) ، إذ يحصل له كمال المعرفة مع كمال التصرف في العالم ، إذ يرى نفسه الذي هو من الصور الطبيعية عين نفس الرحمن الذي به سريان إشراق نوره في الموجودات ، وهو الذي يتحد به الحق مع الخلق ، فيتم له التوحيد ( وإن اقتصر معه ) أي : مع الانتقال إلى العقل المجرد ( على ما ذكرنا ) من شهود أصول ما يظهر في الصور الطبيعية .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فهذا القدر يكفيه من المعرفة ) وإن لم يبلغ إلى كمالها المفضي إلى التوحيد ، لكنها من المعرفة ( الحاكمة على عقله ، فيلحق ) في الجملة ( بالعارفين ) ؛ لأنه لما اطلع على أصول ما يظهر في الصور الطبيعية اطلع على أصل تلك الأصول ، وهي ظهور الحق بصور أسمائه في الموجودات ، ( فيعرف عند ذلك ذوقا ) وراء المعرفة العلمية معنى قوله تعالى :( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى) [ الأنفال : 17 ] ، إذ
يعرف أن اللّه هو القاتل والرامي باعتبار ذاته ، وباعتبار ظهوره في الحديد والضارب والرامي بصور أسمائه ؛
 
وذلك لأنه ( ما قتلهم إلا الحديد والضارب ، والذي خلق هذه الصور ) ، وما رماهم إلا الحديد والقوس والرامي ، والذي خلق هذه الصور ، ( فبالمجموع وقع القتل والرمي ، فيشاهد الأمور بأصولها ) ، كالخالق وأسمائه ( وصورها ) كالحديد والضارب ، ( فيكون تامّا ) في المعرفة لكن فيه تفرقة .
 
( فإن شهد ) مع ذلك ( النفس ) الرحماني بعين الصور الطبيعية ( كان مع التمام كاملا ) ؛ لوصوله إلى رتبة التوحيد ،
"" أضاف المحقق :
أي : شهد مع ذلك أن النفس الرحماني غير الطبيعية كان مع التمام كاملا في المعرفة باللّه .أهـ شرح القاشاني. ""
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فلا يرى إلا اللّه عين ما يرى ) من الصور الطبيعية ، فلا تتفرق في نظره الصور والخالق بخلاف نظر الأول ، فيصير كما قال الإمام حجة الإسلام الغزالي في الباب الثالث من كتاب « التلاوة » : بل التوحيد الخالص ألا يرى في كل شيء إلا اللّه ،
( وهذا القدر كاف ) في تمام المعرفة وكمالها ، وإن كان لا يخلو عن النظر في الأسماء والنفس ، واللّه الموفق لتحصيل هذا الكمال ، والهادي لطريق تحصيله ، ( واللّه الموفق ) لمراتب الأكملية ، و ( الهادي ) للسير فيه ومنه بعد السير إليه ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .
 
ولما فرغ عن بيان الحكمة الإيناسية المفيدة للأنس بالعوالم ، شرع في بيان الحكمة الإحسانية المفيدة أنس العبد بالحق والحق بالعبد ، فيرى العبد ربه في كل شيء ، والرب يرى صور أسمائه وآثارها في خلقه ،
وهذا هو الإحسان المشار إليه بقوله عليه السّلام : « أن تعبد اللّه كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ؛ فإنه يراك »  ؛

فقال : فص الحكمة الإحسانية في الكلمة اللقمانية
.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» 14 - فص حكمة قدرية في كلمة عزيرية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» 16 - فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» 18 - فص حكمة نفسية في كلمة يونسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» 24 - فص حكمة إمامية في كلمة هارونية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» 20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى