اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي

اذهب الى الأسفل

31102019

مُساهمة 

الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي Empty الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي




الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي

كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي 

الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن

 واعلم أنّ النّقطة الّتي تحت الباء أوّل كلّ سورة من كتاب اللّه تعالى ، لأنّ الحرف مركّب من النّقطة ، ولأنّ لكلّ سورة حرفا  هو أوّلها ، ولكلّ حرف نقطة هي أوّله ، فلزم من هذا أنّ النّقطة أوّل كلّ سورة من كتاب اللّه تعالى .
ولمّا كانت النّقطة كما ذكر ، وكانت النّسبة بينها وبين الباء تامّة كاملة - لما سيأتي بيانه - كان الباء في أوّل كلّ سورة ، للزوم البسملة في جميع السّور حتّى سورة براءة ، فإنّ الباء أوّل حرف فيها ، فلزم من هذا أنّ كلّ القرآن في كلّ سورة من كتاب اللّه تعالى ، كما سبق من الحديث : “ أنّ كلّ القرآن في الفاتحة ، وهي في البسملة ، وهي في الباء ، وهي في النّقطة “ ، فكذلك الحقّ سبحانه وتعالى مع كلّ أحد بكماله ، لا يتجزّأ ولا يتبعّض .


النقطة إشارة إلى الذات 
فالنّقطة إشارة إلى ذات اللّه تعالى الغائب خلف سرادق كنزيّته في ظهوره لخلقه ، ألا تراك ترى النّقطة ولا تحسن تقرأها البتّة لصموتها وتنزّهها عن التّقييد بمخرج دون مخرج ، إذ هي نفس الحروف الخارجة من جميع المخارج ، فتنبّه لما تقابله من هويّة غيب الأحديّة وتقرأ النّقطة باعتبار ، ألا ترى تقول في التّاء المثنّاة إذا زدت عليها نقطة ثاء مثلّثة ، فما قرأت إلّا النّقطة ، لأنّ الباء والتّاء والثّاء المثنّاة والمثلّثة لا تقرأ ، إذ صورتها واحدة ولا تقرأ إلّا نقطتها ، فلو كانت تقرأ في نفسها لكانت هيئة كلّ واحدة غير هيئة الأخرى ،

تميز الحروف بالنقطة
وبالنّقطة تميّزت ، فما قرئ من الأحرف إلّا النّقطة ، وكذلك ما عرف في الخلق إلّا اللّه ، فكلّما عرفته من الخلق إنّما عرفته من اللّه تعالى ، بيد أنّ النّقطة في بعض الأحرف أشدّ ظهورا منها في بعضها ، فتظهر في بعض زائدة عليها ، يكون تكميل ذلك الحرف بها كالحروف المعجمة ، فإنّ تكميلها بها ، وتظهر في بعض عينها كالألف والحروف المهملة ، لأنّه مركّب من النّقطة ، ولهذا كان الألف أشرف من الباء ، لظهور النّقطة في عينه ، وما ظهرت النّقطة في الباء إلّا على حسب ميله على وجه الإتّحاد ، لأنّ نقطة الحرف من تمام الحرف ، فهو متّحد بالحرف ، والاتّحاد يشعر بالقربة الغيريّة ، وهو ذاك الفصل الّذي تراه بين الحرف وبين النّقطة ،


 الألف  
والألف مقامه مقام الواحد بنفسه ، ولهذا كان الألف ظاهرا بنفسه في كلّ حرف كما تقول أنّ الباء ألف مبسوطة ، والجيم ألف معوّجة الطّرفين ، والدّالّ ألف منحنيّ الوسط ، والألف في مقام النّقطة ، لتركيب كلّ حرف منها ، وكلّ حرف مركّب من النّقطة ، فالنّقطة لكلّ حرف كالجوهر البسيط ، والحرف كالجسم المركّب ، فقام الألف بجسميّته مقام النّقطة لتركيب الأحرف منها ، كما ذكرناه في أنّ الباء ألف مبسوطة .


وكذلك الحقيقة المحمّديّة خلق العالم بأسره منها ، لما ورد في حديث جابر : “ أنّ اللّه تعالى خلق روح النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من ذاته “ ، وخلق العالم بأسره من روح محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هو الظّاهر في الخلق باسمه بالمظاهر الإلهية ، ألا ترى أنّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أسري بجسمه إلى فوق العرش ، وهو مستوى الرّحمن .
فالألف - ولو كانت بقيّة الحروف المهملة مثله ، والنّقطة ظاهرة فيها بذاتها لظهورها في الألف - فله عليها الزّيادة ، لأنّه ما بعد عن النّقطة إلّا بدرجة واحدة ، لأنّ النّقطتين إذا تركّبتا صارتا ألفا ، فحدث للألف بعد واحد وهو الطّول ، إذ الأبعاد ثلاثة :

وهو طول وعرض وعمق أو سمك ، وبقيّة الأحرف تجتمع فيها أكثر من بعد كالجيم ، فإنّ في رأسه الطّول ، وفي تعريقته السّمك ، وكالكاف فإنّ في رأسه الطّول وفي الوسط بين رأسه وتعريقته الأولى العرض .
وفي الحائل بين التّعريقتين سمك ، فهذا فيه ثلاثة أبعاد ، ولا بدّ في كلّ حرف غير الألف أن يكون فيه بعدان أو ثلاثة ، فالألف أقرب إلى النّقطة ، لأنّ النّقطة لا بعد لها ، فنسبة الألف بين الأحرف المهملة نسبة محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بين الأنبياء والورثة الكمّل ، فلهذا قدّم الألف على بقية الحروف ، فافهم وتأمّل . 
فمن الحروف ما تكون نقطته فوقه ويكون هو تحتها ، وهو مقام : “ ما رأيت شيئا إلّا ورأيت اللّه قبله “ . 
ومن الحروف ما تكون النّقطة تحته ويكون هو فوقها وهو مقام : “ ما رأيت شيئا إلّا ورأيت اللّه بعده “ . 
ومن الحروف ما تكون النّقطة في وسطه كالنّقطة البيضاء في قلب الميم والواو وأمثالهما ، فإنّه محلّ : “ ما رأيت شيئا إلّا ورأيت اللّه فيه “ ، ولهذا تجوّف ، لأنّه ظهر في جوفه شيء غيره ، فدائرة رأس الميم محلّ : “ ما رأيت شيئا “ .
ونقطته البيضاء محلّ : “ إلّا ورأيت اللّه فيه “ ، والألف محلّ :إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ ، قيل في معنى “ إنّما “ بمنزلة ما وإلا.


وتقديره : إنّ الّذين يبايعونك ما يبايعون إلّا اللّه ، ومن المعلوم أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه وسلّم بويع فشهد اللّه لنفسه ما بويع إلّا اللّه ، فكأنّه يقول : ما أنت عبد بويعت يا محمّد إنّما أنت اللّه بايعت لأنّهم مبايعون اللّه على الحقيقة ، وهذا معنى الخلافة ، ألا ترى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أو رسول الملك كيف يصحّ له أن يقول لمن يخالفه إنّما خالفت الملك .
وكذلك الملك يقول لمن أرسل إليهم عن رسوله : لا تظنّوه فلانا إنّما هو أنا تحريضا لهم على طاعته .
.
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الأربعاء 10 يونيو 2020 - 20:05 من طرف عبدالله المسافربالله

شرح الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن .كتاب الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي

كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي

الجزء الأول
ثم قال قدس سره : واعلم أنّ النّقطة الّتي تحت الباء أوّل كلّ سورة من كتاب الله تعالى ، لأنّ الحرف مركّب من النّقطة ، ولا بدّ لكلّ سورة من حرف هو أوّلها ، ولكلّ حرف نقطة هي أوّله ، فلزم من هذا أنّ النّقطة أوّل كلّ سورة من كتاب الله تعالى .
فقوله : اعلم أن النقطة ، الخ
يفهم منه تناقض في كلامه - رضي الله عنه - ولا تناقض ، وذلك أن النقطة التي تحت الباء هي عين النقطة التي هي أول الباء ، لأن الباء حرف مركب من النقطة ، فإذا لا بد أن يكون أوله نقطة ، فإشارته بالنقطة التي تحت الباء أولى من إشارته بالنقطة التي هي عين الباء ، في كون الباء مركبا من النقطة فأولها نقطة .
ولما كان ذلك كذلك كان في إشارته إلى أن النقطة أول كل سورة من كتاب الله - تعالى إشارة عظيمة بذلك إلى القدم [ تقدم ] الحق على الخلق - فإن النقطة مقدمة على الحرف ، والحق مقدم على الخلق - وهي أنهم يشيرون أيضا بالنقطة إلى الذات الغائب ، ويشيرون بالحروف المركبة من النقطة إلى الخلق ، وفي ذلك تنزيه الذات الأقدسية وصفاتها القدسية عن النقائص الخلقية ، لأن الذات لا يجوز عليها صدق شيء
من الأبعاد الثلاثة - وهي الطول ، والعرض ، والعمق - ، وإن شئت قلت : السمك لأن الأبعاد من لوازم الأجسام ، وذات الباري منزهة عن الجسمية ، فالنقطة أيضا لا يصدق عليها شيء من الأبعاد الثلاثة ، ويصدق الأبعاد على كل الحروف ، فكل حرف لا بد أن يكون فيه بعد أو بعدان أو الثلاثة .
وليس البعد الواحد لشيء من الحروف سوي الألف ، فله من الأبعاد الطول لا غير ، وغيره لا بد أن يكون فيه بعدان أو ثلاثة ، فلهذا كان الألف أشرف الحروف ، لأنه ما بعد من النقطة إلا بعدا واحدا ، وسيأتي الكلام على ذلك .
ولمّا كان الحقّ مقدّما على الخلق كان الخلق محتاجا إليه ، لتعلقه به وعدم قيامه بنفسه ، كذلك الباء أيضا احتاجت إلى نقطتها حتى ظهر شرفها ، وتميزت عن أخواتها في الكتابة ، فالتاء - المثناة من فوق - والثاء - المثلثة - صورتهما في الكتابة صورة الباء ، فما تميزت الباء عنهما إلا بنقطتها ، فإن للباء بعد الألف الشرف على بقية الأحرف ، ولهذا قامت مقامه فيبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لأنها عبارة عن نفس الإنسان ، والإنسان أفضل عند الله من غيره بدليل وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ" سورة الإسراء: الآية 70
 يعني على غيره من خلقنا ، ولمّا كان شرف الإنسان عند الله بهذه المثابة كانت الباء عبارة عن نفسه فافهم .
 
كان الباء في أول كل سورة للزوم البسملة في جميع السور
ثم قال رضي الله عنه : ولما كانت النقطة كما ذكر ، وكانت النسبة بينها وبين الباء تامة كاملة - لما سيأتي بيانه - كان الباء في أول كل سورة ، للزوم البسملة في جميع السور حتى سورة البراءة ، فإن الباء أول حرف فيها ، فلزم من كل هذا أن كان القرآن في الفاتحة ، وهي في البسملة ، وهي في الباء ، وهي في النقطة ، فكذلك الحق - سبحانه وتعالى - مع كل واحد بكماله ، لا يتجزء ولا يتبعض .
قوله قدس سره : ولما كانت النقطة كما ذكر ، أي كما تقدم من كونها أول كل سورة من كتاب الله تعالى ، وكانت النسبة بينها أي بين النقطة وبين الباء تامة أي نسبة تامة .
لأن الإنسان الذي الباء عبارة عنه أكمل موجود لقبول فيض النقطة المعبر عنها بالذات - للسبب الآتي بيان إيضاحه في الكتاب من شرف الباء - لذلك كانت في أول كل سورة - للزوم البسملة - ، لأنها في البسملة في أوائل السور .
ولما كانت سورة براءة من السور ولم يكن فيها بسملة ، كانت أولها الباء ، لأن الباء مكلّفة بإبلاغ ما التصقت به ، ولهذا جعلها الله في أول كل سورة من كتابه العزيز ليصح الإبلاغ في العقول والأذهان سترا للحقيقة البائية ، حتى أن سورة براءة التي ليست البسملة في أولها كان أولها باء لهذا المعنى .
 
وسرّ كون سورة براءة محذوفة البسملة ، لأن المراد ردع المنافقين جملة لا بتعيين كل شخص منهم بما فيه ، وقد نزلت السورة مظهرة لأوصافهم ، مبينة لأعيانهم ، ناطقة بما فيهم من الشقاوة والنفاق ، فلو كانت البسملة في أول السورة لعرف كل منافق بعينه ، وحينئذ فلا تقبل له توبة ، لان كتاب الله قد نزل بتعينه في النفاق ،لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ سورة يونس : الآية 64
فلما كانت محذوفة البسملة انستر أمر المنافقين بين المسلمين ، فقضى الله لمن قضى منهم بالسعادة ، فتاب المؤمن وقضى على من قضى منهم بالشقاوة ، فبقي على نفاقه وشركه .
فلهذا السر لم تجيء البسملة في أول هذه السورة ، لأن الباء التي في البسملة لها قوة الإظهار بالاسم الإلهي الرحمن الرحيم ، والباء التي في براءة أقل قوة منها ، فبينها وبين الجلالة واسطة ، بخلاف باء البسملة .
فما من كان مع الله بواسطة كمن هو مع الله بلا واسطة .
فباء البسملة تحقيق ، وباء براءة تشريع ، ولهذا قورن لفظ اسم الله بلفظ الرسول في براءة فقيل :بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ  "سورة التوبة: الآية 1 ".
 لأن التشريع لا يكون إلا بالرسول - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - وهو الواسطة بين الله وخلقه ، ولهذا قال عقيبه :
“ إلى المشركين “ ، فالجلالة في طرف والمشركون في طرف ، والرسول متوسط بينهما ، فظهر الفرق في هذه النقطة بخلاف البسملة ، لأن اسم هو الله ، والله هو
الرحمن ، والرحمن هو الرحيم ، فالاسم الله والرحمن والرحيم حقيقة واحدة ، عبر بذلك عن واجب الوجود - تعالى - ، ولهذا ظهر الجميع فيها فافهم .
 
فلزم مما تقرر أن يكون كل القرآن في الفاتحة ، وهي في البسملة ، وهي في الباء ، وهي في النقطة .
ولمّا كان ذلك كذلك كان الحق - جل وعلا - مع كل واحد - يعني مع كل فرد فرد من مخلوقاته - بكمال معيته ، لا يتجزء ولا يتبعض ،
كما أشار إلى ذلك بقوله - جل شأنه ، وتعاظم سلطانه - :"وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ" ، سورة الحديد: الآية 4
 . فكل كائن فمعية الحق معه ، وتلك المعية غير متجزئة ولا متبعضة ، لأن الشيء الواحد إذا اعتبر أمره لا يجوز فيه الجزء والبعض .
ومن ثم كان معية الحق - سبحانه - مع عباده عند المحققين بالذات ، وعند أهل التشريع بالعلم .
قال المصنف في الناموس الأعظم والقاموس الأقدم في معرفة قدر النبي - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - في الجزء التاسع عشر منه المسمى بلوامع البرق الموهن في معنى “ ما وسعني أرضي ولا سمائي ، ووسعني قلب عبدي المؤمن “ :
“ ولو جادلناهم بلسان التشريع لغلبناهم ولظهرت حجيتنا عليهم من وجهين :
أحدهما : أن علمه ليس مغايرا لذاته ، فقولكم معيته لنا بعلمه هو كقولنا أن معيته لنا بذاته ، لأن كل ما لا يجوز نسبته إلى ذاته لا يجوز نسبته إلى شيء من صفاته ، وكل ما يجوز نسبته إلى صفاته يجوز نسبته إلى ذاته ، فصفاته “ 2 “ في التنزيه والكمال لا حقة بذاته في الآباد والآزال ،
فلا حاجة لنفوركم من قولنا : أنه مع خلقه بذاته ، إذ لا نقص يلحقه من ذلك ، لأن ذاته - سبحانه - ليست كالذوات حتى تكون معيته كمعية الأشياء بعضها لبعض ، فكما أن ذاته ليست كالذوات كذلك معيته ليست كالمعيات ، فلا يتعقل انفصال ولا اتصال ، ولا اتحاد ولا مزج ، ولا حلول ، ولا قرب مكان ولا بعد ، بل هو كما يعلمه ، وكما هو عليه مع خلقه - سبحانه وتعالى - .
الوجه الثاني : هو أن صور المعلومات في العلم ليس غير العلم بل هي نفس العلم ، لأن المعلوم من حيث هو هو لم يحل في العلم ، وإنما في العلم صورته ، وتلك الصورة عين تشكل العلم للعالم ، وذلك التشكل هو ذات العالم بالعلم ، فما زاد على أن كان العالم عين الصور المعلومة في علمه ، فإذا سلمنا وقلنا : أنه معنا بالعلم كان ذلك تأكيدا ، لأنه معنا بالذات باعتبار ما بيناه . “ انتهى “ لواقع البرق الموهن : الباب السابع .
واعلم أن هذه المعية التي في الآية خلاف المعية المصطلح عليها عند الصوفية ، فإن تلك خاصة ، وهذه عامة .
فهي - أعني معية الاصطلاح - عبارة عن تجلي الحق - سبحانه وتعالى - على العبد في منظر المعية ، فلا يفارق الحق أعني لا يفارق حضرة شهود التجليات الإلهية ، وإلا فما ثمّ فراق ولا وصال ، فهو مع الله أينما كان العبد .
وأما قوله تعالى :وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ” سورة الحديد ( 57 ) : الآية 4 “ ،
فإن هذه المعية المذكورة في الآية بخلاف ذلك ، لأن هذه المعية منسوبة إلى الله تعالى وليس للعبد فيها شيء ، فهي ولو .كانت أعلى في مرتبة الوجود لنسبتها إلى الله تعالى ، فإن من كان مع الله كان أشرف من مطلق من كان الله معه ، لأن الله - تعالى - واسع ، فهو مع الغافل ومع الحاضر ،
وأما العبد فلا يكون مع الله إلا على الحضور ، فمعية العبد مع الله هنا أعلى من مطلق معية الله مع العبد ، لأن الأول لا يخلو من الثاني ،
والثاني قد يخلو من الأول ، أعني معية الحق قد تخلو من معية العبد ، ومعية العبد لا تخلو من معية الحق .
وثم وجه ثان يكون من كان الله معه أفضل ممن كان مع الله :
لأن من كان مع الله ، حاصله أنه حاضر معه - سبحانه - في تجلياته غير غافل عنها ، ومن كان الله معه ، حاصله أن الله قد صار مع العبد لاتصافه بصفاته كلها ، فهو معه لا يفارق اتصافه ، ومن ثم قال عليه الصلاة والسلام : “ يدور الحق مع عمر حيث ما دار “ .
ولسنا نعني هذه المعية بل نعني المعية المطلقة المذكورة في الآية بقوله :وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ” 1 “ لأن الحق مع عمر بالمعية المطلقة ، فعمر مظهرها على الكمال ، وغيره على دون ذلك .
ومعية الحق مع نبيّه صلى الله عليه و [ آله و ] سلم على أكمل الكمال ، فأكمل من معية الحق مع عمر ، وذلك لأنه هو المخبر بأن الحق يدور مع عمر ، وما أخبر إلا وقد أحاط ، والمحاط في المحيط ، ولا عكس فافهم ،وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ” سورة الزخرف ( 43 ) : الآية 4 . “
 
فالنقطة إشارة إلى الذات الغائبة خلف سرادق كنزيته في ظهوره لخلقه
ثم قال رضي الله عنه : فالنقطة إشارة إلى الذات الغائبة خلف سرادق كنزيته في ظهوره لخلقه ، ألا تراك ترى النقطة ولا تحسن تقرأها البتة ، لصموتها وتنزهها عن التقييد بمخرج دون مخرج ، إذ هي نفس الحروف الخارجة من جميع المخارج ، فتتنبه لما تقابله من هوية غيب الأحدية ، وتقرأ النقطة باعتبار ألا تراك ، تقول في المثناة تاء وإذا زدت عليها نقطة تقول : ثاء مثلثة ، فما قرأت إلا النقطة ، لأن الباء والتاء - المثناة ، والمثلة - لا تقرأ ، فصورها واحدة ولا تقرأ إلا نقطتها ، فلو كانت تقرأ في نفسها لكانت هيئة كل واحدة غير هيئة الأخرى ، فما قرى من الأحرف إلا النقطة وكذلك ما عرف من الخلق إلا الله .
قوله رضي الله عنه : فالنقطة إشارة إلى الذات الغائب خلف سرادق كنزيته في ظهوره لخلقه ( 1 ) لأن الحق هو الظاهر وهو الباطن ، فظهوره لخلقه في جميع المظاهر ، [ و ] هو باق في ذلك الظهور في غيبه الأقدس الذي هو من خلف حجب الأسماء والصفات ، لمنصة الذات أي عزتها أن ترى بدون وصف أو اسم ، لأن [ لأنه ] ما دلت عليها سوى أوصافها وأسماؤها ، وبها وقع التعرف إلينا حتى عرفناه به .
وإلى ذلك أشار التلمساني بقوله :
منعتها الصفات والأسماء  ......  أن ترى دون برقع أسماؤه
 “ منعتها “ - بالتشديد من المنعة - صفاتها وأسماؤها ، أي اقتضت تلك الذات الأقدسية أن تشهد دون برقع وهي الصفة والاسم ، لأنهما الدالان عليها بما ظهرت به من آثارها على مؤثراتها ، إذ لا بد للمنعم من منعم عليه ، والرازق من مرزوق .
والذات الغائب في سرادق عزتها متجلية في أسمائها وصفاتها ، فلم تشهد دون اسم أو صفة .
فلمّا كان ليس الظاهر في المظاهر سوى الذات التي لا ترى
قال قدس سره :[ ألا تراك ترى النقطة ولا تحسن تقرأها ]
ألا تراك ترى النقطة ولا تحسن تقرأها لصموتها وتنزهها عن التقييد بمخرج دون مخرج ، ( 1 ) لأنها نفس الحروف الخارجة من جميع المخارج فهي إذا مثال لك في الخارج على الذات الغائب التي لا يمكن أن تترى - أي تعرف - لأحد ، لأنها عين العارف والمعروف ، فهي المعروفة الغير المعروفة ، وهي المجهولة الغير المجهولة ، وهي عين ما عرف ، وهي عين ما جهل .
فلمّا كان هذا التغاير والتضاد حكما للذات كانت غير معروفة لأحد إلا باعتبار مظاهرها - أسمائها وصفاتها - وهي الأسماء والصفات .
فإذا عرفت الاسم والوصف عرفت المسمّى به والموصوف به ، فإذا عرفت الذات بالأسماء والصفات بقي عليك أن تعرف الأسماء والصفات بالذات ، وتعرف الذات بالذات .
فلا بد للمحقّق الكامل أن يعرف الذات بمعارفها الثلاث ، كما تكررت النقطة في تثليث بروزها وهي واحدة غير مكررة فيما برزت فيه .
لكن لمّا كان لها فعل وصفة واسم كان ذلك التجلي الفعلي والوصفي والاسمي عين ما برزت فيه النقطة من المراتب بالواحد في بعض الأحرف ، وبالاثنين في البعض ،
وفي البعض بالثلاث ، وذلك غاية ظهورها المتعرف به إلينا ، ولا [ وما ] تميزت تلك الأحرف [ إلا ] بظهور النقطة فيها ، وإلا فعينها في الكتابة سواء .
كذلك كان ما هو من الأسماء والصفات ذاتيا أفضل مما هو صفاتيا ، وما هو صفاتيا أفضل مما هو فعاليا .
فإن قلت : كيف يجوز التفاضل بين أسمائه سبحانه وتعالى ؟ .
قلنا : دل عليه الحديث النبوي ، وهو قوله عليه الصلاة والسلام : “ اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك عن عقوبتك وأعوذ بك منك “ ، فاستعاذ بصفة الرضا من صفة الغضب ، ولا يستعاذ إلا بما هو أفضل .
وإذا تحققت ذلك وعلمته علمت أن ما علم من الخلق ( 1 ) إلا الحق ، لأنك لا ترى إلا موجودا بوجود ، وذلك الوجود هو الذي قام به الموجود ، والوجود هو الذات وغير الوجود هو المعدوم المسمى بالخلق ، والمعدوم لا عين له إلا في عدمه المحض ، ونحن لا نرى عدما وإنما نرى وجودا ، وذلك الوجود اعتباره من حيث المجاز خلقا واعتباره من حيث الحقيقة حقا والمدار على الحقيقة لا على المجاز .


وإلى ذلك أشار - تعالى - بقوله :فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ” سورة البقرة ( 2 ) : الآية 115 .
أي ذاته المقدسة ، وأنت أينما توليت إنما ترى مخلوقا مثلك ، وحاشا ذات الحق أن ترى لغيرها ، وهو قد قال وقوله الحق : أنك أينما توليت فثم - أي في توليك لأي جهة كانت - وجه الله - الذي هو ذاته - فكيف بالأمر ، وقد قال الصديق الأكبر رضي الله عنه : “ العجز عن درك الإدراك إدراك “ ، وقال سيد أهل هذا المقام : “ ما عرفناك حق معرفتك “ .
وسيأتي ذكر تثليث النقطة في محله إن شاء الله تعالى .
 
 فكل ما عرفته من الخلق إنما عرفته من الله
وقوله قدس سره : فكل ما عرفته من الخلق إنما عرفته من الله ، بيد أن النقطة في بعض الأحرف أشد ظهورا منها في بعضها ، فتظهر في بعض زائدة عليها يكون تكميل ذلك الحرف بها ، كالحروف المعجمة فإن تكميلها بها ، وتظهر في بعض عينها كالألف والحروف المهملة لأنه تركب من النقطة ، ولهذا كان الألف أشرف من الباء لظهور النقطة في عينه ، وما ظهرت النقطة في الباء إلا على حسب تكميله على وجه الاتحاد ، لأن نقطة الحرف من تمام الحرف ، فهو متحد بالحرف ، والاتحاد يشعر بالقربة ، وهو ذاك الفصل الذي تراه بين الحرف وبين النقطة .
 
قوله : فكلما عرفته من الخلق إنما عرفته من الله ( 1 ) يعني مهما عرفته من الخلق - وهو الوجه الذي قام به كل شيء من الخلق - إنما عرفته بالله منك أي بالوجه الذي قام به خلقك فما عرف الله إذا إلا الله ، لأن كل مخلوق خلق بحق ، والحق واحد في كل أحد بلا حلول ، فكل عرف حقه بحقه ، فالمعرفة هي للحق لا لنا ، لكن تلك المعرفة الحقية من كل أحد متفاوتة حسب ظهور الذات في ذلك المخلوق كما تفاوت ظهور النقطة في الأحرف .
 
فلذلك قال : بيد أن النقطة في بعض الأحرف أشد ظهورا منها في بعضها
بيد أن النقطة في بعض الأحرف أشد ظهورا منها في بعضها ( 2 ) وبيد هنا بمعنى غير كما قال - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - : “ أنا أفصح من نطق بالضاد ، بيد أني من قريش ، وأرضعت في بني سعد “ .


يعني أن الأحرف جميعها ظهرت فيها النقطة ، لكن ظهور النقطة في الألف غير ظهورها في بقية الأحرف ، كذلك أيضا الذات الغائب متجلية في جميع الذوات ، لكن تجليها في الذات المحمدية لا كتجليها في غيرها ، لأن وسع الذات المحمدية محل لفيض تجلي الذات بالكمال ، وليس ذلك لغيرها إلا على قدر قابلية ذلك الغير .
وتلك القابلية الكاملة التي للذات المحمدية هي من الذات ، لأن الذات خلعت عليها ما لها فصارت نائبة عنها في مخلوقاتها ، كما خلعت النقطة ما لها من الشؤون على الألف فكان الألف محل النقطة ظاهرا في جميع الحروف ، فظهر في بعض عينها كالباء وفي بعض في بساطته أو بساطة بساطته كما سيأتي .
ولمّا كان ظهور النقطة بالصفة الأكملية في الألف كان ظهورها في الأحرف المهملة بالصفة الكمالية ، لأنها - أي الأحرف المهملة - تشرفت بالألف لأنه مهمل ، كما تشرفت ذوات الأنبياء على غيرهم من المخلوقات بذات محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - .
لأن الحرف المهمل لمّا برزت النقطة في عينه - يعني في ذاته - برز كاملا .
والحرف المعجم لمّا لم تبرز النقطة في عينه وإنما برزت زائدة عليه كان ناقصا ، لا يكمل إلا بنفخ روحه ، وهي النقطة التي عيّنته في الوجود .
والضمير في إنه في قوله :
لأنه مركب من النقطة ( 1 ) راجع إلى الألف وإلى كل حرف مهمل ، مع أن الحروف المعجمة أيضا مركبة من النقطة ، لكن نسبة الأحرف المعجمة من الأحرف المهملة نسبة الجسم من الروح .
فالروح أفضل من الجسم لأنها معلومة للعلم ، فهي - أي الروح - كاملة بكونها معلومة للعلم ، مستمدة منه بغير واسطة ، والجسم مستمد من الروح ، لأنها المدبرة له ، ليس للجسم قيام بدون الروح .
وإنما ظهرت النقطة زائدة على الحرف المعجم ، لأن الحرف المعجم المعبر عنه بالجسم لم تكن الروح حالّة فيه ، وإنما هي ناظرة إليه ، كما تظهر الشمس في صحن البيت ، فإن الجرم الشمسي غير حالّ في نفس البيت .
 
فإذا علمت ذلك علمت ما أراد المصنف من قوله :
كان الألف أشرف من الباء ( 1 ) لأن النقطة ظهرت في عين الألف الذي هو عبارة عن الروح المحمدية ، ولم تظهر في الباء إلا على أنها مكملة لها على وجه الاتحاد ، لأن “ القديم إذا ظهر تلاشى الحادث “ ، فالاتحاد يشعر بالقربة بين المتحد ومن اتحد به ، وذاك القرب هو ذاك الفصل الذي تراه بين الحرف وبين النقطة ، فالنقطة مكملة للحرف المعجم بنظرها إليه ، فلو زالت النقطة عن الحرف المعجم لكان ناقصا ، وحينئذ يصير له حقيقة في نفسه ، فإنك مثلا إذا كتبت : أطلب زيدا ولم تنفخ في الياء إلى غيرك . ونفخ فيها بنقطة للباء ، فصار المعنى : أطلب زبدا ، وأين لفظة “ زبد “ من لفظة “ زيد “ فافهم .
 
ومعنى قوله : والاتحاد يشعر بالقربة
والاتحاد يشعر بالقربة ، وهو ذاك الفصل الذي تراه بين الحرف وبين النقطة ( 2 ) فالمعنى أن النقطة لما برزت لتكميل الحرف المعجم كان كاملا ، وليس له في الصفة الكمالية شيء بل هي للنقطة ، لكنه فيه قابلية قبول لحمل الكمال النقطي ، فلمّا قبل ذلك الكمال كان كاملا ، فاتحد بالنقطة من حيث صفة الكمال ، وما قارب الشيء يعطي حكمه ، لان ظهور النقطة لتكميل الحرف المعجم بالقرب منه ، فقربها من الصفة المشعرة بالاتحاد .
ومن ثمّ كان المقربون تنفعل لهم الأشياء حسب ما أرادوا ، لأنهم قاربوا الحق في صفاته ، وهكذا حال أهل الجنة في الجنة حيث تنفعل لهم الأشياء بسبب قربهم من الحق لأنهم جواره .
فظهور النقطة في الباء أكمل من ظهورها في التاء والثاء - المثناة ، والمثلثة - .
وصورة كل منهما في الخط صورة الباء لكن الأفضلية للباء على أختيها ، لأن لها من التجليات التجلي الذاتي الواحدي الداخل تحت حيطته جميع التجليات : تجليات أسماء الصفات ، وتجليات أسماء الأفعال .
فظهرت بالنيابة عن الألف كما ظهر الألف بالنيابة عن النقطة .
ومن ثمّ نابت الباء في بسم اللّه الرحمن الرحيم مناب الألف ، وحولت في الكتابة عوضا عن بطون الألف فيها .
فبظهور الحقيقة الألفية في الحقيقة البائية كانت الباء خليفة عن ألف الوجود المتجلي بذاته في حضرة الجمع والوجود .
ثمّ لمّا كان الألف له الشرف الأول في حضرة الحضرات وجمعها ، وكان له السبق في ميدان صفتها واسمها ، وهو المميز لكل مرتبة اسمها ورسمها ، كان له من المراتب العددية المرتبة الأولية المعبر عنها بالواحدية ، ومنه تعينت المراتب العددية ، فالمراتب اسم لتكرار الواحد في أعيانها ولا تكرار ، فما من مرتبة توجد إلا وقد وجد فيها الواحد قبلها .
كذلك أيضا الباء لمّا كان لها من الأعداد مرتبة الاثنينية فما توجد مرتبة بعدها إلا وهي موجودة قبلها ، لأن لها الشرف بما قبلها وهو الألف ، ومن ثمّ قيل : “ أن أول الأفراد الثلاثة “ .


ولأن الواحد ليس هو من الأعداد ، فإنه لو كان منها لكان مثلها فيما إذا ضربت عددا ما في عدد ما كان الخارج منهما زائدا على كل من المضروب والمضروب فيه ، وليس الواحد كذلك مع أنه في كل من الضاربية والمضروبية ، لأن له الكمال المطلق ، ومن شأن الكمال المطلق أن لا يقيد بقيد ولا يحد بحد ، وهو عين كل قيد وحد .
لكن تلك الحدود والقيود صادقة في حق غير الألف ، لأنه عين الذات الغائب ، فالذات منزهة عن القيد والحد ، فظهر انفعال الألف في جميع الأحرف ، ومرتبته في جميع المراتب العددية .
فالكثرة الغير المتناهية ناشئة أولا من الألف ومتناهية أخيرا فيه ، لأنه لو قدر لتلك الكثرة الغير المتناهية تناهيا لكان تناهيها إلى الواحد ، لأنه لا بد أن يكون آخر كل شيء واحدا ، وقد كان أول كل شيء واحدا ، فهو الواحد الذي هو آخر كل شيء وقبل كل شيء ، فافهم وإذا عرفت فالزم ،وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ. وهو بحقيقة الأمر أعلم .
 
والألف مقامه مقام الواحد في الواحد بنفسه
ثم قال رضي الله عنه : والألف مقامه مقام الواحد في الواحد بنفسه ، ولهذا كان الألف ظاهرا بنفسه في كل حرف ، وكما تقول أن الباء ألف مبسوطة ، والجيم ألف معوجة الطرفين ، والدال ألف منحنى الوسط ، والألف في مقام النقطة ، لتركيب كل حرف منها ، وكل حرف مركب من النقطة ، والنقطة لكل حرف كالجوهر البسيط ، والحرف كالجسم المركب ، فمقام الألف بجسميته مقام النقطة ، لتركيب الأحرف منه كما ذكرنا في أن الباء ألف مبسوطة .
قوله : والألف مقامه مقام الواحد في الواحد بنفسه ( 1 ) أي بنفس الواحد ، ومن كان قائما بنفسه لزم أن يكون غيره قائما به ، لأنه - أي الواحد - القائم بنفسه ، أي هو الذي عيّن غيره وجعل عليه اسم الغيرية ، وإلا فمن أين لنا أن نعلم وجود اثنين بلا واحد والإضافات [ إضافات ] ، فقد وجد فيها اعتبارات ثلاث وهي واحدة منزهة عن كل ما قيل وما يقال ، لأن الاعتبار المتوصل به إلى معرفتها مخلوق ، وليس للمخلوق قدرة معرفة على [ على معرفة ] من كان ولا شيء ، وأوجد لا من شيء .
فالحاصل من كلامهم - رضي الله عنهم - أنك في معرفة ذات الحق - تعالى - في عماء ، لأنك تصف موصوفا بأوصاف ومسمّى بأسماء ، وأنت لم تعرف حقيقة المتّصف بما وصفه من أوصافه ، ولا المسمّى بما سمّيته من أسمائه ، وليس ذلك الموصوف بالأوصاف غيرها ، ولا المسمّى بالأسماء مبائن لها .
فالحق عن معرفتك في عماء ، وأنت تخبط في ظلمة ظلماء ، فلو كنت أيها العارف ترى ذات الموصوف من ذاتك ، وتشهده عين ما قام به وجود صفاتك ، كنت بمعرفة الحقائق خضر موسى ، وبإنارة الطرائق وارثا لمن لو كان حيا لتبعه موسى .
وكل تلك المعارف أوجدها الكنز المخفي ، المعبر عنه بالروح المحمدي في كل مظهر حقي أو مظهر خلقي .
 
 وكذلك الحقيقة المحمّديّة خلق العالم بأسره منها
وكذلك الحقيقة المحمّديّة خلق العالم بأسره منها ، لما ورد في حديث جابر : أنّ الله تعالى خلق روح النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من ذاته وخلق العالم بأسره من روح محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم هو الظّاهر في الخلق باسمه بالمظاهر الإلهيّة ، ألا ترى أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أسري بجسمه إلى فوق العرش ، وهو مستوى الرّحمن ] “ 1 “
فمن ثم قال قدس سره :
ألا ترى إليه ( 1 ) أي إلى شرف محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - كيف أسري بجسمه إلى فوق العرش ( 2 ) ، وما علم أن أحدا علا على العرش سواه ، لأن العرش مستوى الرحمن ، فلو لا أن محمدا هو المعبّر عنه بالرحمن ، فيما أخبر به الترجمان ، لما كان له الترقي إلى حيث لا “ إلى “ .
اعلم أن العرش على - التحقيق - مظهر العظمة ، ومكانة المجلى [ التجلي ] ، وخصوصية الذات ، ويسمى جسم الحضرة ومكانها ، لكنه المكان المنزه عن الجهات الست ، وهو المنظر الأعلى ، والمحل الأزهى ، والشامل لجميع أنواع الموجودات ، فهو في الوجود المطلق كالجسم للوجود الإنساني ، باعتبار أن [ العالم ] الجسماني شامل للعالم الروحاني والخيالي [ و ] العقلي إلى غير ذلك .
 
ولهذا قال بعض الصوفية عنه :
“ بأنه الجسم الكلي “ ، أي الإنسان هو الجسم الكل ، ولا يخلو من نظر ، لأن الجسم الكلي - وإن كان شاملا لعالم الأرواح - فاللوح فوقه ، والنفس الكلي فوقه ، ولا يعلم [ ولا نعلم ] بأن في الوجود شيئا فوق العرش إلا الرحمن ، فلو كان الإنسان هو الجسم الكلي لكان اللوح المعبر عنه بالنفس الكلي فوقه ، ولا علم أن فوق العرش سوى الرحمن المعبر عنه ، فإذا لا يقال في الأمر أنه الجسم الكلي “ .
""من قوله : اعلم أن العرش إلى هنا اقتباس من الإنسان الكامل : الباب الخامس والأربعون في العرش – المحقق""


قال المصنف في الإنسان الكامل :
“ فهذا حكم بأن اللوح فوق العرش ، يعني لو كان العرش هو الجسم الكل ، وهو خلاف الإجماع ، على أنه من قال من أصحابنا الصوفية :
أن العرش هو الجسم الكلي لا يخالفنا ، لأنه ، فوق اللوح ، وقد عبر عنه بالنفس الكلي ، ولا شك أن مرتبة النفس أعلى من مرتبة الجسم
"" الإنسان الكامل : الباب الخامس والأربعون : في العرش""
قلت : ولا شك أن مرتبة العرش أعلى من مرتبة النفس الكلي ، وليس فوق العرش أحد إلا الرحمن .
واعلم أن إسراء الحق - سبحانه وتعالى - بعبده - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - بجسمه الشريف العالي المنيف إلى المكانة العظمى والمجلى الأسمى ، حتى بلغ من
تلك المكانة خلف السدرة التي هي غاية عروج كل مخلوق ، وما بعدها إلا المكانة المختصة بالحق ، ومن ثم أنه سمع صريف الأقلام أي صوتها ، لأن تلك المكانة لا يمكن أن تقبل شيئا غير السماع ، ومن ثم أن جبرئيل - عليه السلام - قال للنبي - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - لمّا وصل إلى السدرة : “ لو تقدمت شبرا لاحترقت “ ، فكان ذلك عين :وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ” 1 “ فزج بأفضل الكائنات - عليه الصلاة والسلام - في حجب النور ، فمن ثم كان نورا على نور ، فرأى من آيات ربه الكبرى ، وشاهد ما لم يبرز في الأولى والأخرى .
فتعلمت بذلك - هداك الله لمعرفته - أن الرحمن هو محمد ، وأن محمد هو الرحمن .
فإن قلت :الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى” 2 “ علم من أريد بذلك ، فافهم والله ورسوله أعلم .
 
فالألف فله عليهم الزيادة
ثم قال رضي الله عنه : فالألف - ولو كانت بقية الحروف المهملة مثله ، والنقطة ظاهرة فيهم بذاتها لظهورها في الألف - فله عليهم الزيادة ، لأنه ما بعد عن النقطة إلا بدرجة واحدة ، لأن النقطتين إذا تركبتا صارتا ألفا محدبا .
فللألف بعد واحد وهو الطول ، إذ الأبعاد ثلاثة وهو طول وعرض وعمق أو سمك ، وبقية الحروف تجتمع فيها أكثر من بعد : كالجيم فإن في رأسه الطول وفي تعريقته السمك .
وكالكاف فإن في رأسه الطول ، وفي الوصل بين رأسه وتعريقته الأولى إنما عرض ، وفي الحائل بين التعريقتين سمك ، فهذا فيه ثلاثة أبعاد .
ولا بد في كل حرف - غير الألف - أن يكون فيه بعدان أو ثلاثة ، فالألف أقرب إلى النقطة ، لأنها لا بعد لها .
فنسبة الألف بين الأحرف المهملة نسبة محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - بين الأنبياء والورثة الكمل ، فلهذا قدّم الألف على سائر الحروف فافهم وتأمل .
قوله رضي الله عنه : فالألف ولو كانت بقية الحروف المهملة مثله والنقطة ظاهرة فيهم ( 1 ) الخ ، فاعلم أن الألف له الزيادة على الحروف المهملة التي شابهته في
ظهور النقطة في أعيانها ، لأن كل حرف مهمل تظهر النقطة في عينه ، لكن ظهورها في عين الألف بمظاهر التي لا بد أن تظهر بها من جميع شؤونها ، ومن جملة تلك الشؤون ظهور النقطة في عين كل حرف مهمل بكمالها - أي كمال النقطة - على وسع قابلية كمال ذلك الحرف المهمل .
وقابلية كل حرف مهمل بالنسبة إلى قابلية الألف جزئية ، وقابليته كلية ، فجميع القوابل القابلة في الأحرف المهملة وجه من وجوه قابلية الألف ، لأنها موجودة فيه ومنه وبه :
أما “ فيه “ فإنها باطنة فيه كبطون العلوم في العقل الأول .
وأما “ منه “ فإن أول حرف تعين بعد الألف هو الباء المعبر عنها بالنفس الكلية ، وتلك العلوم الباطنة في العقل الأول ظاهرة في النفس الكلية بالتفصيل .
وأما “ به “ فإنه لولاه لما ظهرت النفس الكلية التي لم تظهر تلك العلوم إلا بها .
فالألف هو مدار الكل والجزء باعتبار ما علمت منه على الوجه الذي بيناه ، فهو برزخ البرازخ ، لأنه في الاصطلاح يشار به إلى الأحدية ، والأحدية برزخ بين البطون والظهور ، أعني بين البطون الذاتي - المعبر عنه بالسذاجة الصرفة - وبين الظهور الواحدي - المعبر عنه بالواحدية - ، والبرزخ ما قابل الطرفين بذاته .
فالأحدية من حيث لها وجه إلى البطون الذاتي باطنة ، ومن حيث لها وجه إلى الظهور الصفاتي ظاهرة .
كذلك الألف فإنه برزخ بين النقطة والباء ، لأن أول بارز من النقطة الألف ، لأنها لا بعد لها ، وهو له بعد واحد ، والباء لها بعدان ، وغيرها لا بد أن يكون فيه بعدان أو ثلاثة .
فبرزخية الألف بين النقطة والباء كونه لم يبعد منها إلا بعدا واحدا وهو الطول ، لأن النقطتين إذا تركبتا صارتا ألفا ، فيصدق عليهما إذا من الأبعاد الطول . والنقطة الواحدة غير جائز عليها شيء من الأبعاد ، فمن ثم قيل في النقطتين : “ إذا تركبتا صارتا ألفا “ بهذا الاعتبار ، لا الألف الذي هو في اصطلاح الكتابة فافهم .
 
ولمّا كان الألف له الكمال الظهوري والبطوني ، وحمل جميع الكمالات والحقائق ، ومنه برزت الرقائق ، وعرفت الدقائق ، وأنيرت الطرائق ، وانقطعت دونه العلائق ، وعرفت به الخالق والخلائق ، كان نسبته بين الأحرف المهملة نسبة محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - بين الأنبياء - عليه وعليهم الصلاة والسلام - إذ هو المتبوع المطلق ، وغيره المتبوع المقيد ، وكل متبوع مقيد تابع للمتبوع المطلق ، وكل تابع للمتبوع المقيد تابع للمتبوع المطلق بالاستلزام ، فالمتبوع المقيد متبوع من وجه ، تابع من وجه .
لأن من كان تقدمه عليه - صلى الله وسلم عليه - من الأنبياء والمرسلين من حيث الوجود العنصري كان نائبا عنه في الباطن ، ومن تأخر عنه أي عن وجوده العنصري كسادتنا الكمل - رضي الله عنهم - كان نائبا عنه في الباطن والظاهر .
ومن ثم قال سيدي عبد القادر الجيلاني - قدس سره العزيز - : “ معاشر الأنبياء أوتيتم اللقب ، وأوتينا ما لم تؤتوه “ .


وقال الشيخ أبو الغيث بن جميل - قدس سره المثيل - : “ خضنا بحرا وقف الأنبياء على ساحله “ .
فقول الوارث الأول : “ معاشر الأنبياء أوتيتم اللقب “ وهو النبوة - أي نبوة التشريع - كما دعوا إلى الله - تعالى - على بصيرة بحكم الاستقلال عن محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - .
وقوله : “ وأوتينا ما لم تؤتوه “ يعني أنا متعبدون بما جاء به محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - مما لم يكن لنبي قبله به علم ، إذ شرعه حاو لجميع من قبله ، وزاده الله عليهم بخصائص لم تكن لأحد قبله ، كما وردت الأحاديث بذلك كقوله - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - : “ أعطيت خمسا - وفي رواية ستا - لم يعطهن أحد قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ لنبي قبلي ، وبعثت إلى الناس كافة وكان النبي يبعث إلى قومة ، وأعطيت الشفاعة - وفي رواية : وأوتيت جوامع الكلم ، وفي رواية : وختم بي النبيون ، وفي رواية : فأنا أول من تنشق عنه الأرض “ .
وعن العرباض بن سارية قال سمعت النبي - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - يقول : “ أنا عبد الله وخاتم النبيين وأن آدم لمنجدل في طينته ، ودعوة إبراهيم ، وبشارة عيسى بن مريم “ ، يعني : وأنا دعوة إبراهيم ، وبشارة عيسى عليه وعليهم الصلاة والسلام .
وحكى أبو محمد المكي وأبو الليث السمرقندي : “ أن آدم عند معصيته قال :
اللهم بحق محمد اغفر لي خطيئتي “ ، وفي رواية : “ لما دعى به آدم فقال له الله : من أين عرفت محمدا - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - ؟ ، فقال آدم : لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك ، فإذا فيه مكتوب لا إله إلا الله ، محمد رسول الله - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - ، فعلمت أنه ليس أحد أعظم قدرا عندك ممن جعلت اسمه مع اسمك ، فأوحى الله إليه أنه : وعزتي وجلالي لآخر النبيين من ذريتك ، ولو لاه ما خلقتك “

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : “ قال رسول الله - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - - : إن الله قسم الخلق قسمين : فجعلني من خيرهم قسما ، فذلك قوله :وَأَصْحابُ الْيَمِينِ وَأَصْحابُ الشِّمالِ” 1 “ فأنا من اليمين ، وأنا خير أصحاب اليمين .

"" إشارة إلى الآيات 27 إلى 46 من سورة الواقعة ( ) :وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ ( 27 ) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ( 28 ) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ( 29 ) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ( 30 ) وَماءٍ مَسْكُوبٍ ( 31 ) وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ( 32 ) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ ( 33 ) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ( 34 ) إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً ( 35 ) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً ( 36 ) عُرُباً أَتْراباً ( 37 ) لِأَصْحابِ الْيَمِينِ ( 38 ) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ( 39 ) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ( 40 ) وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ ( 41 ) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ( 42 ) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ( 43 ) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ( 44 ) إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ ( 45 ) وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ. ""

ثم جعل القسمين ثلاثا : فجعلني في خيرها ثلاثا ، فذلك قوله :فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ( 8 ) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ( 9 ) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ. سورة الواقعة ( 56 ) : الآيات 8 إلى 10 .  فأنا من السابقين ، وأنا خير السابقين .

ثم جعل الأ ثلاث قبائل ، فجعلني من خيرها قبيلة ، فذلك قوله تعالى :وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا” 3 “ الآية ، فأنا أتقى ولد آدم ، وأكرمهم على الله ولا فخر .
ثم جعل القبائل بيوتا : فجعلني من خيرها بيتا ، فذلك قوله تعالى :إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً” 4 “
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : “ قالوا : يا رسول الله ! متى وجبت لك النبوة ؟ ، قال : وآدم بين الروح والجسد “ .
وفي حديث أنس : أنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر “ .
وفي حديث ابن عباس : “ أنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر “ .
وعن عائشة - رضي الله عنها - عنه - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - أنه قال :
“ أتاني جبرائيل فقال : قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلا أفضل من محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - ، ولم أر بني أب أفضل من بني هاشم “ .
وعن أنس - رضي الله عنه - : “ أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أتي بالبراق ليلة أسري به ، فاستصعب عليه ، فقال جبرائيل عليه السلام : أفبمحمد تفعل هذا ؟ ! فما ركبك أحد أكرم على الله منه ، فارفض عرقا “ .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه و آله وسلم - قال :

ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أني أكثرهم تابعا يوم القيامة “ ، ورجاؤه محقق - صلى الله عليه و آله وسلم .
 .
يتبع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الأربعاء 10 يونيو 2020 - 20:11 من طرف عبدالله المسافربالله

شرح الفصل الأول النقطة أول كل سورة من القرآن الجزء الثاني .كتاب الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي

كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي

الجزء الثاني
فعلم من جوامع كلمه - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - أنه الأول الآخر ، والظاهر الباطن ، ومن ثمّ قال الوارث الثاني : “ خضنا بحرا وقف الأنبياء على ساحله “ يريد بذلك أنه خاض بحر اللحوق المحمدي بالاتباع فيما جاء به محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - .
وهذا حال الورثة المحمديين ، بخلاف الأنبياء فإنهم من أول قدم وضعوه إنما وضعوه على ساحل البحر المحمدي ، والورثة لا يصلون إلى الساحل إلا بعد الخوضات . فافهم .
فمن ثمّ كان مقام قاب قوسين مقام الكمّل من الأنبياء وخاصته ، يعني أنهم ورثوا مقام قاب قوسين من محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - وخاصته ، أو [ الله ] الذي لم يشاركه فيه أحد سواه .
فيفاض على قوابل الأنبياء والمرسلين والورثة الكمل المحمديين من مقامأَوْ أَدْنىإلى مقامقابَ قَوْسَيْنِ.
""- إشارة إلى سورة النجم ( 53 ) : الآية 9 وكاملها :فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى.""

ومن ثمّ قال شرف الدين عمر بن الفارض - قدس سره - في تائيته :
ولي من مفيض الجمع عند سلامه * علي بأو أدنى إشارة نسبتي
وإلى حال جمعيته ، ونيابة من قبله من الأنبياء عنه - عليه وعليهم الصلاة والسلام - وإلى حال الورثة المحمديين الذين قال فيهم عليه الصلاة والسلام : “ علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل “

أشار أيضا بقوله - رضي الله عنه - :
وجاء بأسرار الجميع مفيضها * علينا لهم ختما على غير فترة
وما منهم إلا وقد كان داعيا * به قومه للحق عن تبعية
فعالمنا منهم نبي ومن دعا * إلى الحق منا قام بالرسلية
وعارفنا في وقتنا الأحمدي من * أولى العزم منهم آخذ بالعزيمة
وما كان منهم معجزا صار بعده * كرامة صديق له أو خليفة

ولما كان لمحمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - الشرف التام ، والفضل العام على كل الأنام ، كان قابليته أفضل حرف الحقائق ، وأكمل عين أعيان الخلائق ، من حيث أن تلك الأعيان معلومة علم الخالق ، وهو الألف الذي ألّف بين أعيان الممكنات ، وهداها إلى السبل البينات .
ولنتكلم على حقيقة الألف - كما سبق الوعد به - حسب الاستطاعة فنقول :

اعلم - أيدك الله بروح منه ، ولا أخلانا ولا أخلاك من فيض عنه - أن الحرف عبارة عن تعينك في العلم الإلهي ، ولهذا سميت الموجودات - باعتبار تعينها في علم الله - حروفا عاليات ، لأن الحرف أصل الكلمة ، والصور العلمية كلمات الله ، فكل موجود كلمة باعتبار ظهوره ، وحرف باعتبار بطونه .
وإنما سميت الأعيان الثابتة ثابتة ، لأنها معلومة العلم الذاتي ، والعلم الذاتي ثابت ، وليست تلك الأعيان الثابتة بغير [ بعين ] في العلم ، لأنه لاحق بالذات في كل ما لا يجوز عليها وما يجوز علما ، وليس في الذات أمر زائد عليها ، فلزم أنه ليس في العلم شيء زائد عليه .

لأن المعلوم للعلم ليس بحالّ في العلم ، ولا متحيز فيه ، وإنما في العلم من المعلوم صورته ، وليست تلك الصورة بأمر زائد على ذات العالم بالعلم ، فإذا ليس في علم الحق إلا ذاته ، لأنه محلّها ، إذ ليس لذات الحق محل سوى علمه سبحانه وتعالى .
ونسبة تلك المعلومات المتكثرة من الذات المتوحدة نسبة الأمواج المتعددة من الحقيقة البحرية الأحدية بالذات ، فالأمواج المرئية من البحر ترى في رأي العين أنه غير البحر باعتبار صورها المتنوعة ، وليست في الحقيقة بغير للبحر ، بل هي عين البحر ، لأن الأمواج المتعددة المتكثرة حقيقتها أحدية البحر الشامل لها من جميع أطرافها ، فإن

تحرك ذلك البحر فهو الأمواج ، وإن سكن لا موج ولا عدد ، فكل موجة منفصلة عن الأخرى باعتبار أنها غيرها ، وهي عين الأخرى باعتبار أن البحر عين الجميع ، وهي أعني الموجة غير البحر باعتبار تعينها ، وتسميها باسم مخصوص ونعت مخصوص مغاير لصفات البحر - من الشمول والإحاطة التي هي للبحر دون كل موجة - ، ولا شك أنها أيضا عينه باعتبار الأصالة والحقيقة .

فهذه الأمواج هي الحروف العاليات التي هي عبارة عن تعين الحق بصورة معلوماته في علمه ، إذ ليس علمه محلا لغيره ، فلا يوجد في علمه إلا عينه ، فبهذا الاعتبار ليس الوجود إلا عينه .
فعلم أن نسبة الأعيان الثابتة من الأشخاص الموجودة نسبة المعاني من الألفاظ ، وظهر بسبب تلك الأعيان بالحروف العاليات وتسمية الموجودات بالكلمات .
وتحقق أن نسبة إيجاد الحق للموجودات على صور أعيانها الثابتة في علمه كنسبة الشأن الإلهي المقتضي لإيجاد ذلك المخلوق .

وتخصيص الكلمة لذلك بحمل ذلك المعنى على وضع مخصوص من التفصيل والإجمال ، أو التصريح أو الكناية ، أو غير ذلك من أقسام أنواع الكلام ، هو مثال إبرازه لكل موجود من أفراد الموجودات على ما هو عليه ذلك الموجود من الصورة ، والحد ، والكمال والنقص ، والظهور والخفاء ، إلى غير ذلك من أحوال الموجودات وهيأتها .
وأما الإرادة التي هي للمتكلم في إخراج تلك الكلمة ، هي مثال الإرادة الإلهية المتوجهة لإبراز تلك العين الثابتة في العلم إلى العالم الكون [ الكوني ، عالم الكون ] .

وأما الهواء الخارج من الفم بالحرف إلى مخارجه ، فهو مثال القدرة المطلقة بإيجاد ذلك الموجود .
وأما نظم الحرف مع الحرف حتى تصير كلمة ، فذلك مثال قوله - تعالى - للشيء المعين في العلم :كُنْ فَيَكُونُ” 1 “ ذلك الشيء بواسطة الإرادة والقدرة .
فبهذه الاعتبارات سميت الموجودات كلمات الله ، والكلام صفة المتكلم ، والصفة ليست عين الذات ولا غيرها ، فالموجودات كلها ليست عين الذات باعتبار ، ولا هي غير الذات باعتبار فافهم .

وقولنا : “ أن الصفة ليست عين الذات ولا غيرها “ من باب المجاز لا من باب الحقيقة ، فهي من حيث الحقيقة عين لا غير .
ولمّا كان الحق متجليا في موجوداته بالذات - وما هو إلا ظهور الوحدة المطلقة في الكثرة الاعتبارية - جعل الألف الإنساني بارزا في أعيان بقية الحروف الرقمية ، فما ثمّ حرف إلا والألف عنه [ فيه ] باطنا وظاهرا .

إما من حيث الباطن ، فإن كل حرف لا بد من وجود الألف في بسائطه أو بسائط بسائطه ، هذا لا يخل أبدا ، فقرب ذلك الحرف من مقام المرتبة الإلهية بقدر ما يتكرر وجود الألف فيه وفي بسائطه ، ولا تكرار بل يتعدد [ تتعدد ] تجليات الألف بمعنى حكمه ، فبهذا الاعتبار نقول أن الباء أشرف من الجيم ، لأن الألف موجود في بسائط الباء ، فنقول في تهجية الباء : باء وألف ، فالألف ظاهرة فيه أشد من ظهورها في الجيم ، فإن الألف إنما هو موجود في بسائط بسائطه فنقول فيه : جيم وياء وميم ، والياء من بسائطه الألف وهي من بسائط الجيم ، فالياء بهذا الاعتبار واسطة بين الألف والجيم ، وهكذا اعتبار جميع الحروف ، فحينئذ ظهر لك بما قررناه من كون الألف بارزا في الحروف من حيث باطنها ، وسوف أبين لك ظهور الألف فيها من حيث ظاهرها .

فاعلم أن كل الحروف ألفات ، فالباء الموحدة ألف مبسوطة ، والجيم ألف معوج الوسط محني الطرفين ، والدال ألف محني الطرفين ، وهكذا اعتبار كل حرف من الحروف . فما ثم إلا الألف الظاهرة بأعيان الحروف ، ولهذا كان الألف مظهر الأحدية ، والأحدية عبارة عن تجل ذاتي تضمحل فيه كل كثرة وجودية - كانت كأعيان الممكنات - أو حكمية كالأسماء والصفات ، فلا يبقى فيها ظهور لشيء بوجه من الوجوه ، بل هي عبارة عن حضرة سقوط الاعتبارات في الصرافة الذاتية المطلقة - على ما هو عليه حكم الإطلاق والصرافة في جميع الوجود - .

فالحروف مضمحلة في عين الألف ، فإذا برز حرف من الحروف بطن الألف فيه - كما بطنت الأحدية في كثرة الموجودات - ، فليس إلا ظهور الكثرة ببطون الأحدية ، أو ظهور الأحدية ببطون الكثرة ، فكان المجلى العمائي عبارة عن ظهور الأحدية وبطون الكثرة ، وكان المجلى الوجودي عبارة عن ظهور الكثرة وبطون الأحدية ، ولا ينتهي الدور ، فيرجع الأمر كأوله ، فالأول هو عبارة عن الأحدية ، ولذلك قال المحققون : “ أن الألف للذات “ أي مظهرها .

ولمّا كان الإنسان عين الذات ، جامعا لجميع الكمالات ، وكانت حقيقة الإنسان حاوية لضدي صفات الحق وصفات الخلق على التمام والكمال ، قال المحققون : “ أنه الألف “ لمناسبة الإنسان لكل حقيقة من حقائق الوجود - حقيا كان أو خلقيا - .
فالإنسان من حيث الجملة هو التجلي الذاتي ، كما أن الألف من حيث هو مجلى النقطة - لما تقدم ذكره - .
فتجلي الحق في الألف تجل ذاتي ، والإنسان بين سائر الموجودات كالألف بين سائر الحروف ، وكالذات بالنسبة إلى الصفات .
فإذا فهمت هذا فاعلم أنك الأصل ، فاعرف من أنت ، وميّز حقائق الوجود منك ، ودقائقه ورقائقه ، فكل ما في الكون فيك ولا عكس .

ويكفي من الكلام على حقيقة الألف بهذا القدر تنبيها ، يعلم به الواقف عليه ما لهذا الحرف من الشرف والفضل ، إذا حقيقته كما هي لا يحصرها حد ، ولو حصرها حد لحصر ما هو مظهره ، وذلك مستحيل غير ممكن ،"وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ" .

فمن الحروف ما يكون النقطة فوقه ويكون هو تحتها
ثم قال رضي الله عنه : فمن الحروف ما يكون النقطة فوقه ويكون هو تحتها ، وهو مقام : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله “ ،
ومن الحروف ما يكون النقطة تحته ، وهو مقام : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله بعده ،
ومن الحروف ما تكون النقطة في وسطه - كالنقطة البيضاء في قلب الميم ، والواو ، وأمثالها - فإنها محلّ : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه “ ،
ولهذا تجوّف ، لأنه ظهر في جوفه شيء غيره ، فدائرة رأس الميم “ ما رأيت شيئا “ ونقطة البيضاء محلّ “ إلا ورأيت الله فيه “ ، والألف محلّ :إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ” سورة الفتح: الآية 10

قيل في معنى “ إنما “ بمنزلة “ ما “ وتقديره : إن الذين يبايعونك ما يبايعون إلا الله ، ومن المعلوم أن محمدا - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - بويع ، فشهد الله لنفسه إنما بويع إلا لله ، فكأنه يقول : ما أنت عبد بويعت ، إنما أنت الله بايعت ، لأنهم يبايعون الله على الحقيقة ، وهذا معنى الخلافة ، ألا ترى إلى رسول الله - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - أو رسول الملك كيف يصح له أن يقول لمن يخالفه :

إنما خالفت الملك ، وكذلك الملك يقول لمن أرسل إليهم : لا تظنوه فلانا إنما هو أنا ، تحريصا لهم على الطاعة .
قوله : فمن الحروف ( 1 ) الخ ، أشار إلى بروز النقطة في تعينها :
[ المرتبة الأولى ] : تارة تختص بالفوقية .
[ المرتبة الثانية ] : وتارة بالتحتية ، يعني بفوقية الحرف وبتحتيته .
[ المرتبة الثالثة ] : وتارة في وسطه ، أي وسط الموجف وهي - أي التي ظهرت بنقطة في وسطه - أحد عشر حرفا مع العين والغين إذا تقدمهما حرف .
وبقي مرتبة رابعة : وهي ظهور النقطة في عين الحرف ، ولم يذكرها ههنا وقد ذكرها في غير هذا الكتاب ، ولعله أراد بعدم ذكر المرتبة الرابعة تصريحا ، حيث أن النقطة بارزة في عين كل حرف .

فقد وجدت النقطة في عين الأحرف التي ظهرت النقطة تارة فوقها كالتاء ، والثاء ، والخاء ، والذال ، والزاي ، والشين ، والضاء ، والضاد ، والظاء ، والغين ، والفاء ، والقاف ، والنون .
وكالباء ، والجيم والياء التي ظهرت النقطة تحتها .
وكالصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين إذا تقدمهما حرف “ 1 “ والفاء والقاف والميم والواو والهاء التي ظهرت النقطة في وسطها .
فجميع تلك الحروف النقطة ظاهرة فيها - أي في عينها - ، وأتينا نحن بالمرتبة الرابعة

هنا لنتكلم على ما شاهده الصديق الأكبر ، والإمام الأعظم الأفخر ، السابق في حلبة التوفيق ، الفائز بالأكملية في كل خلق أنيق ، أمير المؤمنين أبو بكر الصديق حيث قال : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله" ،

 وما شاهده القطب الأكبر ، والكبريت الأحمر ، والعلم الأخضر ، الذي هدم أركان الباطل وللحق عمّر ، أبو حفص أمير المؤمنين عمر
حيث قال : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه “،
وما شاهده جامع القرآن ، وسيد الأقران ، والشهيد المظلوم ، ذو النورين أمير المؤمنين عثمان بن عفان حيث قال : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله بعده “ ،
وما شاهده الولي الأعظم ، والصهر الذي هو الأخ وابن العم ، قطب ملاك التحقيق ، وفلك درجات القربة والتصديق ، المتصّف بالأوصاف السنية ، شيخ مشايخ الصوفية ، الأستاذ المرشد للطالب ، أمير المؤمنين أبى الحسن علي بن أبي طالب حيث قال : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله معه “ ، رضي الله - تعالى - عنهم أجمعين ،
وعن بقية العشرة الكرام البررة ، وعن كافة الآل والأصحاب ، ومن في مقامهم من الأولياء ، والأقطاب ، والأفراد ، والأنجاب ، السابقين إلى بحبوحة ذلك الجناب ، واللاحقين بهم في الصورة أو في المعنى إلى يوم المآب ، وشرّف وعظّم ، ثم صلّى وسلّم .
أما قول الصديق رضي الله عنه : “ ما رأيت شيئا - أي من الأشياء - إلا ورأيت الله قبله “ ، فهو يشهد الحق قبل الخلق ، و [ بالحق ] يشهد الخلق يعني بالحق المخلوق به ، المعبر عنه في الاصطلاح بالإنسان الكامل - وهو الحقيقة المحمدية - ، وذاك لاندماج الصديق - رضي الله عنه - في الحقيقة المحمدية اندماجا كليا ، إذ مرتبة الصديق - رضي الله عنه - من النبي - صلى الله عليه و آله وسلم - مرتبة الفرع من أصله ، والفرع لا يرى أولا إلا أصله ،

فمن ثم قال المصنف قدس سره : إن ظهور النقطة فوق الحرف إشارة إلى مقام ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله وهذا هو المشهود [ الشهود ] المعبر عنه في الاصطلاح بالكشف الأعظم ، ويعبّر عنه أيضا بمطالعة الجمال الإلهي ،
فشهد الصديق - رضي الله عنه - في هذا المقام الشهودي شهود الحق بالحق في المظاهر الحقية والمظاهر الخلقية ، يعني أنه شهد الحق أولا في صفاته ، ثم شهده في أثرها –
أي في أثر صفات الحق تعالى - ، فهذا هو شهود الذات في الأسماء والصفات ، ومن كان يشهد الذات في الأسماء والصفات فلا يخفى عليه شهود الأسماء والصفات في الذات ، وشهود الصفات في الأثر والمؤثرات جميعا ، وذلك أثر ما قال تعالى : “ فإذا أحببته كنت سمعه وبصره “ الحديث .

ومن ثم قال - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - - : “ ما فضلكم أبو بكر بصوم ولا صلاة ، ولكن بشيء وقر في صدره “ .
مع أن الصوم إذا حملناه من باب الإشارة على الإمساك عن السوى ، وحملنا الصلاة على الوصلة الخاصة ، كما قيل في حقه - عليه الصلاة والسلام - في ليلة الإسراء : “ قف إن ربك يصلي “
كان ذلك في حق الصديق أعظم الفخار ، لكن لمّا كان ما هو في قلبه المعبّر عنه بعرش الله كما جاء : “ قلب المؤمن عرش الله “ والعرش هو محل الاستواء لحضرة الملك ما لا يعبر عنه في هذه الدار بتعبير ، لعدم وسع قابلية الكون

قال - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - : “ ما فضلكم “ الخ ، أي وإن شاركه غيره في القيام بالصوم والصلاة ، فقد فضل من شاركه بما ليس للمشارك قدرة على الوصول إليه ، يعني على ما وقر في قلب الصديق ،
وفي ذلك من أبهر معجزاته - عليه الصلاة والسلام - فيما أخبر به عن غيب كما [ ما في ] صدر الصديق ، فهو يشاهد ما في الصدور كما يشاهد ما في الأمور الخارجة في الظهور ، لأنه نُورٌ عَلى نُورٍ  لا يحجبه شيء للطافته . سورة النور : الآية 35 .
ومن ثم قيل : أن محمدا - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - عبد من حيث ظاهره ، ورب من حيث باطنه ، والرب هو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .

وفي تنبيهه - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - بقوله : “ ما فضلكم “ الخ إعلان لنا بعظيم شرف الصديق - رضي الله عنه - ، ويكون من جملة ما لزمنا الإيمان به كما قال تعالى :وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا” 1 “

فانظر ما أحدث بروز النقطة فوق الحرف من المعارف التي أشارت إلى شهود الحق قبل الخلق ، لتعلم أن ليس وضع النقطة - فيما وضعت فيه - بحسب بروزها فوق الأحرف إلا لسرّ لو أطلعك الله عليه لكنت وارثا لمقام الصديقية الكبرى .
فعدد النقطة التي فوق الأحرف ثمانية عشر نقطة عدد العوالم الثمانية عشر ، وفي هذا سر عظيم لو فهمته ، وذاك أن الوجود له مراتب أربعون تسمى بمراتب الوجود :
فمنها ما هو حق صرف .
وما هو خلق صرف .
وما هو بين وجهين : يعني بين ما هو حق من وجه وخلق من وجه .
فالحق الصرف من مراتب الوجود أحد عشر مرتبة :

المرتبة الأولى : الذات الساذج ، والحادية عشر مرتبة تجلي الأفعال .
والخلق الصرف من مراتب الوجود :
أولها المرتبة الثالثة والعشرون ولها الفلك الأطلس ، وآخرها الإنسان .
وما بين الحق الصرف والخلق الصرف أحد عشر مرتبة :
أولها : المرتبة الثانية عشر وهي مرتبة عالم الإمكان المعبر عنها بالبرزخ ، وآخرها المرتبة الثانية والعشرون المعبر عنها بمرتبة المركبات .

فقول الصديق - رضي الله عنه - : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله “ ،
فما رأى العوالم المعبّر عنها بالخلق الصرف إلا وقد رأى ما قبل قبلها وهو الحق الصرف .
ولهذا العدد من الأسماء الإلهية الاسم الحي ، فالصديق - رضي الله عنه - شهد بالاسم الحي حياة الحق السارية في جميع الموجودات من غير حلول ، ولا شك أن الحياة السارية تشهد أولا فيمن سرت فيه قبل شهود السر فيه فلهذا قال : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله “ فافهم .

وأما قول الفاروق - رضي الله عنه - : ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه أي في ذلك الشيء ، لأن كل شيء فيه شيء
كما قال تعالى :كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ”   أي وجه ذلك الشيء الذي لولاه لما قام وجود الموجودات ، فكل شيء فيه شيء ، فشهد الفاروق - رضي الله عنه - الحق في ذوات المخلوقات من غير حلول ، وهذا الشهود هو شهود الحق في الخلق لا بقبلية زمان ولا ببعدية مكان ، بل شهود حكم غير قابل في التعريف بقبلية ولا بعدية ، مع شهود كل من الحق والخلق في مرتبته ، فالحق في مرتبة الكمال ، والخلق في مرتبة النقصر .
وتعبيرنا بذلك لا يكاد يدرك بالعقل والفكر النظري اللهم إلا أن يكون بإيمان أو تسليم ، وإما صاحب الكشف فإنه يشهد ذلك بالذوق الخارج عن تقدير الكيفية فافهم .

والمراد بقوله : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه أي في ذلك الشئ من غير حلول .
وأشار المصنف بذلك إلى النقطة البيضاء التي تظهر في الأحرف المجوفة كالميم ، والواو ، والفاء ، والقاف ، والعين والغين إذا تقدمهما حرف ، والصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، والهاء ،

فهذه أحد عشر حرفا تظهر النقطة فيها وهي النقطة البيضاء ، ولهذا العدد سر شريف وهو عدد اسمه تعالى “ هو “ .
فشهد الفاروق - رضي الله عنه - بالاسم الهو [ هو ] هوية الحق في جميع الأشياء سارية من غير حلول .
والإشارة بالنقطة البيضاء في تجويف الحرف قبول الذات المحمدية بالفيض الأقدسي من الذات الأقدسية ، ومن ثم كانت بيضاء ، والبياض يقبل الصنع كيف شاء الصابغ :صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً”. سورة البقرة : الآية 138 “
وكونها - أي النقطة البيضاء - في الحروف المجوفة أحد عشر إشارة إلى موادّ الاسم الشريف محمد .
فإن الميم الأولى ثلاثة أحرف ميم ، والحاء حرفان حاء ، والميم الثانية كالأولى ، والدال ثلاثة أحرف دال ، عدد اسمه تعالى هو ، وعدد مواد الاسم الجامع الله ، فإن الألف ثلاثة أحرف ، واللام الأولى ثلاثة أحرف أيضا لام ، واللام الثانية كالأولى ، والهاء حرفان هاء ، ومن ثم أشير بالنقطة البيضاء التي في رأس الميم إلى الكنز المخفي البارز من غيب غيب الأحدية .

وليس الكنز المخفي البارز من ذلك الغيب سوى الجقيقة المحمدية ، وكل شيء برز منها فالحقيقة المحمدية فيه ، فمن ثم قال الفاروق - رضي الله عنه - : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه “ والله هو محمد بدليل :مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً” 2 “ [ و ]إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ 3 “
"وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى" ، فجعل طاعته عين طاعته ، ومبايعته عين مبايعته ، ورميه عين رميه ، فلما شهد ذلك عمر - رضي الله عنه –
قال : ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه “ ، وذلك سر ما ظهر به - صلى الله عليه و آله وسلم - في قابلية عمر ، فما شهد عمر رضي الله عنه إلا بالنبي - صلى الله عليه و آله وسلم - لأنه القائل على لسان أمته : “ ما عرفناك حق معرفتك “ ، هذا بلسان العموم من حيث العجز الخلقي عن إدراك الفيض الحقي بغير واسطة مشكاة النبوة - عليه الصلاة والسلام - ،

ومن ثم قال - صلى الله عليه و آله وسلم - : “ يدور الحق مع عمر حيث ما دار “ ، وليس الحق غير محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - كما قال تعالى :قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ” 
فأهل الظاهر يريدون بالحق في الآية ضد الباطل ، والمحققون يريدون به الحق المعبر عنه بالذات .
ولمّا كان شهود عمر - رضي الله عنه - الحق بالحق ، أشار المصنف إلى ذلك بظهور النقطة البيضاء في تجويف الحروف ، وقد مر أن جملتها أحد عشر النقطة [ نقطة ] عدد الحق الصرف من حيث مراتب الوجود ، وعدد ما له وجه إلى الحق ووجه إلى الخلق “ 3 “ ،
فبالحق شهد الخلق نزولا ، وفي الخلق شهد الحق عروجا .

وأما قوله : فإنها محل ما رأيت شيئا أي أن النقطة البيضاء التي ظهرت في رأس الميم وأخواتها محل الشيء الذي يظهر الحق فيه من غير حلول ، فالبياض الذي دار عليه دائرة الميم هو الحق أعني الحق المخلوق به ، وهو الحقيقة المحمدية ، والدائرة هي الخلق الذي ظهر من الحقيقة المحمدية كما قال : “ أنا من الله والمؤمنون مني “ ،

فمحمد هو الظاهر بنفسه وهو المظهر لغيره ، فدائرة الميم محل : “ ما رأيت شيئا “ ، ونقطته البيضاء محل : “ إلا رأيت الله فيه “
بهذا الاعتبار ، يعني ما رأيت مخلوقا إلا ورأيت الحقيقة المحمدية بارزة في ذلك المخلوق .
[ قيل في معنى إنما بمنزلة ما ]
وأما قوله في معنى الآية : قيل في معنى إنما بمنزلة ما وتقديره إن الذين يبايعونك ما يبايعون إلا الله ومن المعلوم أن محمدا - صلى الله عليه و آله وسلم - بويع فشهد الله لنفسه إنما بويع إلا الله
فكأنه يقول ما أنت عبد بويعت إنما أنت الله بايعت ( 1 ) الخ ،
فاعلم أن هذا التقدير في الآية لا يخلو من فائدة تحصل به - أي بالتقدير - لا تحصل بعدمه أي بعدمه التقدير ، وهي أن الحق أقام نفسه مقام الحليقة [ الخليفة ] في مقام المستخلف ، وذلك فيه إشعار بقدر عين الوجود - صلى الله عليه و آله وسلم - حيث كان الحق خليفة عنه فيما استخلفه فيه .

فإن قلت : هلا يحصل هذا المعنى مع إبقاء إنما على بابها من غير احتياج إلى تقدير .
قلنا : لا يحصل ذلك لأن المعنى حينئذ يكون أن محمدا خليفة عن الله - ولا شك أنه خليفة عن الله - ولا يتأتى استقامة المعنى على أن إنما على بابها ويكون الحق نائبا عن من استخلفه عنه ، بل يكون الخليفة عن الحق خليفة عن الحق فيما استخلفه فيه ، ويكون معنى الآية شاهدا للخليفة عن الله على من استخلفه الله عليه ، بخلاف التقدير وجعل إنما بمنزلة ما ، فإن الحق إذا يكون خليفة عن خليفته في موضع ما استخلفه ، فافهم فإنه دقيق لا يدرك إلا بالتأمل .
فعلى عدم التقدير يكون المعنى : إن الذين يبايعونك إنما يبايعونك الله ، 
يعني : أنك يا محمد تبايعهم لله .
وعلى التقدير يكون المعنى :
إن الذين يبايعونك ما يبايعون إلا الله ، يعني أن الله - تعالى - يبايع لمحمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - ، وكم بين الرتبتين [ فرق ] في الشرف والفضل .


واعلم أن شرحنا لمقام : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه “ قبل مقام : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله بعده “ لترتيب الأفضلية فيما ورد على نسق مقاماتهم - رضي الله عنهم - ، ولا منافاة بين الشارح والماتن ، فإن الماتن قدّم مقام : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله بعده “ على مقام : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه “ .

وقصده بذلك - والله أعلم - مراعاة النظير [ التنظير ] ، حيث أتى بلفظ القبلية في المقام الأول ، [ و ] اتبعه بلفظ البعدية في المقام الثاني .
أو يكون مراده أيضا استيفاء لذكر النقطة التي بدأ من حيث ما ظهرت في بعض الأحرف فوقها ، وفي بعضها بعدها .
ومما يؤيد ما قلنا في الوجه الثاني ، هو أن النقطة البيضاء التي في جوف الحروف لا تظهر إلا بعد ظهور النقطة من الجهة الفوقية والجهة البعدية .

فإن قلت : فإذا كان ذلك كذلك ينبغي إذا أن يقدم مقام : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله بعده “ على مقام : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله “ ، لأن النقطة أول ما برزت في الحروف المنقوطة في حرف الباء .

قلنا : لا يلزم ذلك وهو أنك قد علمت ما المراد بالنقطة ، وقد علمت أن القبلية والبعدية المضافتين إليها إنما هي قبلية حكم وبعدية حكم ، لا قبلية وبعدية زمان حاشا وكلا ، فإذا كان ذلك كذلك كان تقديم مقام “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله “ تقديما لوجهين :

أحدهما : أن البعدية لا تعقل إلا بتعقل القبلية ، فإذا تقديم ما يتعقل به غيره أولى من تقديم المتعقل على المتعقل به .
والثاني : لمّا كان مقام : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله “ مقام الصديق الأكبر ، كان تقديمه أولى من تقديم غيره ، لتقديم مرتبة الصديق بعد النبي - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - على كل أحد من الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - .
 

وأما قول عثمان - رضي الله عنه : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله بعده “ فهو مشهد عظيم ، ومجلى جسيم ، عجز الأولون عن لحوق مقدمته ، وخسر الآخرون عن نيل ساقته ، وذلك شهود الكمال الحقي في المجلى الخلقي .
فأول ما رأى صاحبه - رضي الله عنه - الحقيقة الخلقية المعبّر عنها - من بعض وجوهها - بالحقيقة المحمدية .
ثم بعد ذلك الشهود شهد الحقيقة الحقية البارزة من غيب كنز الأحدية ، وهي الحقيقة المحمدية المطلقة عن قيد الخلقية بكل وجه من الوجوه .
ومن ثم كان ظهور النقطة بعد الحرف في ثلاثة مواضع : في الباء ، والجيم ، والياء .
وجملة ظهورها فيها بأربع نقط : واحدة في الباء ، وواحدة في الجيم ، واثنتين في الياء ، وفي ذلك التثليث والتربيع سر عظيم .

ومسألة التثليث مشهورة بين هذه الطائفة وما يراد بها ، إذ هي الأصل وما بعدها فرع ، وقد ذكرها الإمام الأكبر في كتاب فصوص الحكم في فص حكمة فردية في كلمة محمدية ، فإن أردت تحقيق ذلك فعليك بما هنالك .
واعلم أن توحد النقطة دليل على واحدية الحق - تعالى - في الوجود ، وأنه محض الوجود المطلق ، إذ لا موجود سواه .
وأما تثنيتها فدليل على أن لله - تعالى - من حيث الجملة مظهرين :
[ المظهر الأول ] : مظهر حقي قديم ، وهو عبارة عن تجليه في أسمائه وصفاته .
[ المظهر الثاني ] : ومظهر خلقي حادث ، وهو عبارة عن تجليه في مخلوقاته من غير حلول ولا كشيء في شيء ، بل كما يستحقه لنفسه ، فلأجل ذلك ظهرت النقطة بالتثنية لتدل بالوضع على هذه الحقائق .
وأما كونها بالباء والجيم والياء بالبعدية ليظهر أن تجليات الحق - سبحانه وتعالى - في المظاهر كلها على ثلاثة أقسام :
[ القسم الأول ] : قسم يسمى التجليات الذاتية ، وهي في أسمائه التي لا تفيد معنى الوصفية كاسمه الأحد واسمه الله واسمه الحق .
[ القسم الثاني ] : وقسم يسمى تجليات الصفات ، وهو تجليه في تلك الأسماء التي تفيد معنى الوصفية .
[ القسم الثالث ] : وقسم يسمى تجليات الأفعال ، وهو ظهوره في صنعه أي في خلقه وفعله .
وأما سرّ التربيع - أعني تربيع عدد النقطة بعد الباء والجيم والياء - ، فيشير - باعتبار - إلى وجود الموجودات من حيث أنها مركبة من العناصر الأربعة - المعبر عنها بعنصر النار والهواء والماء والتراب - هذا  من حيث الظاهر في الكائنات .
وأما من حيث الباطن ، فإنه يشير إلى أمهات الأسماء والصفات - المعبر عنها بالأئمة الأربعة - وهي الحياة والعلم والإرادة والقدرة ، والاسم الحيّ منها يسمى بإمام الأئمة ، والذات لا تكمل إلا بوجود هذه الأسماء ، ولا تكمل الأربعة إلا بوجود كل منها .
والحذر أيها الواقف على هذا الكلام أن تفهم الفهم السقيم ، المائل عن الصراط المستقيم ، بأن تقول : أن الذات مكملة بغيرها ، وذاك الغير مكمل بغيره ، فإن هذا فهم فاسد ، وقول ملحد عن الحق ،

إذا الغيرية هنا لا ذكر لها ، وإنما يعبر بذلك لمعان معروفة عند أهلها ، مع استقامة المفهوم منها على الكتاب والسنة .

فإذا فهمت ذلك علمت كمال مقام القائل : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله بعده “ بما أوضحته لك من تلك المعارف ، التي لا يفهم مرادنا منها إلا المحقق العارف .

وأما قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله معه “
فلقد أشار إلى ما قال زين العابدين علي بن الحسين - رضي الله عنهم - :
إني لأكتم من علمي جواهره  ..... كما يرى الحق ذو جهل فيفتننا
يا رب جوهر علم لو أبوح به ...... لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي ...... يرون أقبح ما يأتونه حسنا

وتروى هذه الأبيات لعلي كرم الله وجهه .
والإشارة في قوله : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت معه “ شاملة لحقائق المقامات الثلاثة قبلها ، إذ ما من شيء إلا ومعية الحق - تعالى - معه ، بدليل :هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ “ فمشهده - رضي الله عنه - لا يوصف بوصف دون وصف ، يدل بذلك على كمال جمعيته في جميع الحقائق الحقية والخلقية من كل وجه وكل اعتبار .
ومن ثم قال - عليه الصلاة والسلام - في حقه : “ أنا مدينة العلم وعلي بابها “ ، فلا يدخل شيء إلى المدينة إلا من بابها .
فمحمد - صلى الله عليه و آله وسلم - باب الله ، وعلي - كرم الله وجهه - باب محمد - صلى الله عليه و آله وسلم - .

فلقد أشار بقوله : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله معه “ إلى شهود الذات بالذات ، وإلى شهود الذات بالأسماء والصفات ، وإلى شهود الأسماء والصفات بالذات .
فشهود الذات بالذات ، عبارة عن شهود الذات بواسطة اسم ذاتي .
وشهود الذات بالأسماء والصفات ، هو عبارة عن شهود العبد اسم الذات بواسطة أسماء الصفات .
وشهود الأسماء والصفات بالذات ، هو عبارة عن شهود العبد أسماء الصفات بأسماء الذات ، ولا بعد هذا إلا شهود الأفعال بالذات والأسماء والصفات .

فقد شهد ما هو حق بحق ، وما هو حق بوصف ، وما هو وصف بحق ، وما هو فعل - أي خلق - بحق ووصف .
ولا شك أن جميع ما عبّر عنه في المقامات الأول لم يشذ عن هذا المقام شيء من ذلك ، وإنما بقي الأمر متوقفا على فهمك من حيثك لا من حيث ما هو الأمر عليه .
وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ . وهو يهدي إليه من أراده له فلا يكله عليه .
.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الفصل الثاني النقطة والتعدد .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي
» خطبة ومقدمة .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم ابن إبراهيم الجيلي
» دراسة محقق كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم عن العارف بالله عبد الكريم ابن ابراهيم الجيلي
» الفصل الثامن عدد الألف واحد .كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم
» الفصل الثالث محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء حول رجوع الحرف إليها كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى