اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

اذهب الى الأسفل

15042019

مُساهمة 

تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Empty تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي




تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي جمع وتأليف محمود محمود الغراب

سورة البقرة ( 2 ) : آية 198
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ( 198 )
رفع اللّه الحرج عمن يبتغي فضلا من ربه ، وهي التجارة« فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ »ولم يخص مكانا من مكان ، وعرفات كلها موقف ، وعرنة من عرفات ، فمن وقف بعرنة فحجه تام إلا أنه ناقص الفضيلة ، فإنه موقف إبليس ، فهو موضع مكروه الوقوف به من


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
مخالف في الإعراب للفسوق والرفث ، فكان الحكم فيه أشد ، وقد قيل في تفسير ذلك وجوه :
أولاها وأحسنها وأوجهها أن العرب كانت تختلف في ذلك كثيرا ، وهو قوله تعالى : ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ )فكانت العرب تحج وقتا في المحرّم ووقتا في ذي الحجة ، لتجمع بين حجتين في سنة ، وتنقل أسماء الأشهر بعضها لبعض في وقت ، ثم ترد أسماءها عليها في وقت آخر ، فتقول في صفر وربيع الأول صفران ، وفي ربيع الآخر وجمادى الأولى ربيعان ، وفي جمادى الآخرة ورجب جمادان ، وتسمي شعبان رجب ، وتسمي رمضان شعبان ، وتسمي شوالا رمضان ، وتسمي ذا القعدة شوالا ، وتسمي ذا الحجة ذا القعدة ، وتسمي المحرم ذا الحجة ، فتحج في المحرم تلك السنة ثم ترد أسماء الشهور عليها ، فتقول لصفر صفر ، ولربيعين ربيعان ، ولجمادين جمادان ، ولرجب رجب ، وكذلك شعبان ورمضان ثم شوال ، ثم ذو القعدة ثم ذو الحجة ، فتحج فيه ، فتكون لها حجتان في اثني عشر شهرا ، فقال تعالى :« لا جِدالَ فِي الْحَجِّ »فنفى أن يعدل باسم الشهر عن مسماه ، وقال النبي عليه السلام في ذلك : إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلقه اللّه ، السنة اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر ، الذي بين جمادى وشعبان ، وأبطل النسأة ، فلا جدال في ذلك ، ثم قال :« وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ »هذا من كرمه ولطفه التصريح بالخير والإغضاء عن الشر ، ولا شك أن من المعلوم أنه من يعلم الخير يعلم الشر ، فأخبر عن علمه بالخير ليتحقق العبد الجزاء عليه ، وكف عن التعريف بالعلم بالشر مع كونه عالما به ، ليعلم العبد من كرم اللّه أنه قد لا يؤاخذ به ويعفو ، على أنه قد كان من العرب من يعتقد ما اعتقده بعض النظار من أن اللّه لا يعلم الجزئيات ، ولكن باعتبار آخر غير اعتبار النظار ، وقد كان بعض العرب يعتقد أنه إذا تكلم جهرا سمعه اللّه ، وإذا تكلم سرا لم يسمعه اللّه ، فأخبر اللّه في هذه الآية أنه عالم بكل

ص 293

جل مشاركة الشيطان ، فما أراد صلّى اللّه عليه وسلم بارتفاعه عن بطن عرنة إلا البعد من مجاورة الشيطان« فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ »وهو المزدلفة ، وسماها اللّه بالمشعر الحرام لنشعر بالقبول من اللّه في هذه العبادة بالعناية والمغفرة وضمان التبعات ، ووصفه بالحرمة لأنه في الحرم ، فيحرم فيه ما يحرم في الحرم كله ، فإنه من جملته ، فأمر بذكر اللّه فيه ، يعني بما ذكرناه ، فإن الشيء لا يذكر بأن يسمى ، وإنما يذكر بما يكون عليه من صفات المحمدة ، ومنها الصلاة ، فقد أجمع العلماء على أنه من بات بالمزدلفة وصلى فيها المغرب والعشاء وصلى الصبح يوم النحر ووقف بعد الصلاة إلى أن أسفر ثم دفع إلى منى أن حجه تام .


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
ما يفعله العبد من خير في هذه العبادة وغيرها ، ولم يذكر الشر لأنه لم يشرع في هذه العبادة شيئا من الشر ، فهو تأكيد لقوله :« وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ »أي لا يفعل في الحج إلا ما شرع أن يفعل في الحج ، واختلفوا في نكاح المحرم وإنكاحه بمعنى العقد لا بمعنى الوطء ما حكمه ؟ وفي هذه المسألة عندي نظر إذا وطئ قبل الوقوف بعرفة ، لأن زمان جواز وقوع الإحرام ما انصرم ، وليس هذا التفسير موضع تفريع المسائل إلا إذا تكلم في أحكام القرآن لمن يستوعب الكلام فيه بإيراد الأحاديث في الأحكام المشروعة ، إذ كان الكتاب أحد الأدلة المشروعة ، وقوله :« وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى »يحرض في هذه الآية على التكثير من الزاد لمن أراد الحج من أهل الآفاق ، وتضعيفه لطول الطريق ومفازاته ، وما يطرأ فيه من العوائق ، فيطول الزمان على الحاج فقال :« وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى »وهو ما يقي به المرء وجهه عن السؤال عند الحاجة ، فإن السؤال يذهب بماء الوجه ، ولا شك أنه من لم يتزود ولا استكثر من الزاد في الغالب فإنه ما وقى وجهه عن السؤال ، إذ كان معرضا للحاجة ، فهذا معنى التقوى هنا ، وكذا قوله : ( وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ )من هذا الباب ، غير أنه على وجه آخر ونسق غير هذا ، ثم قال مما يؤيد ما ذهبنا إليه في تفسير التقوى : « واتقوني يا أولي الألباب » فخاطب أهل العقول والاستبصار ، وهم الخاصة من عباده الذين نوّر اللّه قلوبهم بالعقل عن اللّه ، فقال لهم : « واتقوني يا أولي الألباب » إذ كان أصحاب الزاد يتخذونه اتقاء الحاجة ، فأنا أولى من يتقى ، إذ كان بيدي إنزال الحاجة ورفعها ، فالعالم العاقل عن اللّه الأديب يستكثر من الزاد في طريق الحج اتقاء اللّه أن ينزل به الحاجة إليه ، إذ العبد معرض لذلك ولو بلغ ما بلغ ، قال أيوب عليه السلام : ( مَسَّنِيَ الضُّرُّ )وقال عليه السلام : ( أخرجني الجوع ) والعامة من العباد يستكثرون من الزاد اتقاء الحاجة إليه مع الغفلة عن اللّه ، فلهذا ضمنت الآية النوعين من التقوى ، العام والخاص ، ثم قال : ( 199 )« لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ »الآية ، يقول لا إثم عليكم في هذه العبادة

ص 294


إشارة -[ عرفات وجمع والمزدلفة ]
عرفات هي موقف حصول المعرفة باللّه ، فإنه لما وصل الحاج إلى البيت ، ونال من العلم باللّه ما نال ، ونال من المبايعة والمصافحة ليمين اللّه تعالى ما يجده أهل اللّه في ذلك ، وحصل من المعارف الإلهية في طوافه بالبيت وسعيه وصلاته بمنى ، أراد اللّه أن يميز له ما بين العلم الذي حصل له في الموضع المحرم ، وبين المعرفة الإلهية التي يعطيه اللّه المحل في الحل وهو عرفة ، فإن معرفة الحل تعطي رفع التحجير عن العبد ، وهو في حال إحرامه محجور عليه لأنه محرم بالحج ، فيجمع في عرفة بين معرفته باللّه من حيث ما هو محرم وبين معرفة اللّه من حيث ما هو في الحل ، فتميز العبد بالحجر لبقائه على إحرامه أنه ليس فيه من الحق المختار شيء ، وتميز الحق بالحل أنه غير محجور عليه فهو يفعل ما يريد ، ولما كان يوم عرفة ثلاثة أرباع اليوم ، من زوال يوم عرفة إلى طلوع الفجر يوم النحر ، وكان ينبغي أن لا نسمى عارفين باللّه ، حتى نعلم ذاته وما يجب لها من كونها إلها ، فإذا عرفناه على هذا الحد فقد عرفناه ، وهذا لا يكون ، فإن المعرفة باللّه على التمام والكمال لا تكون ، فإن يوم عرفة ثلاثة أرباع اليوم ، فإنا لما بحثنا بالأدلة العقلية وأصغينا إلى الأدلة الشرعية ، أثبتنا وجود الذات وجهلنا حقيقتها ، وأثبتنا الألوهة لها ، فهو نصف المعرفة بكمالها ، والربع وجودها أعني وجود الذات المنسوبة إليها الألوهة ، أما الربع الذي لا يعرف فهو معرفة حقيقتها ،


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
المشروعة لإقامة ذكر اللّه ، خرج أبو داود عن النبي عليه السلام
[ أن المناسك شرعت لإقامة ذكر اللّه ]
فربما يتوهم العبد أنه لا ينبغي أن يذكر اللّه فيها إلا بما يخص جنابه من الإجلال والتعظيم وما تستلزمه تلك العبادة على الخصوص ، فأباح اللّه لعباده فيها أن يطلبوا منه فضله من خير الدنيا من المال والولد والأهل ما لم يكن ، ومن خير الآخرة ، ولهذا خصه بالاسم الرب ، إذ بيده مصالح الدنيا والآخرة ، وهو مالك الملك ، وقد يريد بابتغاء الفضل هنا التجارة في هذا اليوم ، فرفع الإثم لمن اتجر فيه بحيث أن لا يمنعه ذلك من ذكر اللّه ولا يشغله عن عبادته ، ويجعل تجارته في ذلك اليوم من جملة عبادته ، ولهذا قال :« فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ »فما عرى هذا الفضل المطلوب عن الإضافة إليه ، أي لا أغيب عنكم في حال طلبكم لهذا الفضل واطلبوه مني ، فإني الذي أسوق إليكم الأرباح ، والفضل الزيادة ، والربح زيادة على رأس المال ، وما أمر اللّه بطلبه منه في ذلك اليوم إلا وهو تعالى قد علم أنه يعطيه ، فإن خسر التاجر في ذلك اليوم ونقصه من رأس ماله ، أو لم يزد عليه شيء ، فهي علامة له على غفلته عن اللّه في طلب الفضل منه في وقت تجارته وبيعه وشرائه« فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ »يقول : إذا دفعتم من عرفات ، اسم لموضع الوقوف في الحج ، ويحتمل

ص 295


فلم نصل إلى معرفة حقيقتها ولا يمكن الوصول إلى ذلك ، والزائد على الربع الذي جهلناه أيضا هو جهلنا بنسبة ما نسبناه إليها من الأحكام ، فإنا وإن كنا نعرف النسبة من كونها نسبة ، فقد نجهل النسبة الخاصة لجهلنا بالمنسوب إليه ، فالذي بأيدينا من المعرفة علمنا بوجود الذات وعلمنا نسبة الألوهة لها ، لا كيفية النسبة ، وهو نصف المعرفة ، وهو علم بصفات التنزيه والسلوب ، والربع الثالث المعرفة بصفات الأفعال والنسب ، أما الربع الرابع فلا يعرف أبدا ، وكذلك ما جهلنا من نسبة ما وصف الحق به نفسه من صفة التشبيه ، فلا ندري كيف ننسب إليه ، مع إيماننا به ، وإثباتنا له هذا الحكم مع جهلنا ، لكن على ما يعلمه اللّه من ذلك - أما قوله تعالى« فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ »فالمزدلفة من الزلفى وهو القرب ، فالوقوف في المزدلفة هو مقام القربة ، والاجتماع بالمعروف فيها ، وهو تجل خاص منه لقلوب عباده ، ولهذا سميت جمعا ،« وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ »والذكر في طريق اللّه لا يختص بالقول فقط ، بل تصرف العبد إذا رزق التوفيق في جميع حركاته ، لا يتحرك إلا في طاعة اللّه تعالى ، من واجب أو مندوب إليه ، ويسمى ذلك ذكر اللّه ، أي لذكره في ذلك الفعل أنه للّه بطريق القربة سمي ذكرا ، فجميع الطاعات كلها من فعل وترك إذا فعلت أو تركت لأجل اللّه فذلك من ذكر اللّه ، أن اللّه ذكر فيها ، ومن أجله فعلت أو تركت على حكم ما شرع فيها ، وهذا هو ذكر الموفقين من العلماء باللّه .


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
أن يكون علما له مسمى باسم الجمع ، أو يكون اسم جمع كمسلمات ، واحده عرفة ، يقول :« فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ »وهو المزدلفة وهو جمع ، وهو من مناسك الحج ، واختلفوا فيمن لم يدرك صلاة الصبح مع الإمام فيه ، هل فاته الحج أو لم يفته ؟ فمن جعل ذلك ركنا ، قال بفوات الحج إذا فاته ، ومن لم يجعله ركنا كان حكمه حكم ما ليس بركن ، وقوله :« عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ »جعله ظرفا للذكر فيها« وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ »هذا الذكر الآخر لا يختصّ بهذا الموضع ولا بهذه العبادة ، بل يعمّ ذكره جميع الأحوال ، وقوله :« كَما هَداكُمْ »يقول : مثل ما ذكرتم عند هدايته إياكم من الضلال الذي كنتم عليه ، فمعناه كما أنه اعتنى بكم سبحانه بما بينه لكم من الطريق التي تؤدي إلى سعادتكم وكنتم بها جاهلين ، قال تعالى : ( وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى )فاذكروه أنتم شكرا على هذه النعمة ، بقبولكم ما هداكم له ومشيكم عليه واتباعكم سبيله تعظيما له ، فإنه من أهدى إليك هدية عناية منه بك ، فقبولك إياها دون ردها ، فيه تعظيم لجناب المهدي ، وشكرك له على ذلك ثناء على ثناء ، وذكر على ذكر ، ولهذا كرره في هذا الموضع ملصقا

ص 296

سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 199 إلى 200
ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 199 ) فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ( 200 )
أمر اللّه بذكر اللّه في أيام التشريق ، فإن العرب كانت في هذه الأيام في الموسم تذكر أنسابها وأحسابها لاجتماع قبائل العرب في هذه الأيام ، تريد بذلك الفخر والسمعة ، فهذا معنى قوله :« كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ »أي اشتغلوا بالثناء على اللّه بما هو عليه على طريق الفخر إذ كنتم عبيده ، وفخر العبد بسيده ، فإنه مضاف إليه ، وأكبر من ذلك من كونه منه ، قال صلّى اللّه عليه وسلم : ( مولى القوم منهم ) ولا فخر للعبد بأبيه ، بل فخره بسيده ، وإن افتخر العبد بأبيه فإنما يفتخر به من حيث أن أباه كان مقربا عند سيده ، لأنه عبد مثله ، ممتثلا لأمره واقفا عند حدوده ورسومه ، فإنه أيضا عبد اللّه ، فلهذا قال :« كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ »أي أديموا


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
به ، فقال :« فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ »ومن الهداية وقوفنا بعرفات ، إذ كانت الحمس لا تقف إلا بالمزدلفة اختصاصا لها على سائر الناس ، لشرفها وتميزها بشفوفها في ذلك الموضع على سائر الناس ، فهدى اللّه نبيه إلى ما هو الحق عنده من الوقوف في ذلك اليوم بعرفة ، وهو قوله :« وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ »في وقوفكم بالمزدلفة ، وقوله : ( 200 )« ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ »الأوجه في تأويلها يخاطب الحاج ، يقول لهم : ثم أفيضوا كما أفضتم من عرفات إلى المزدلفة ، أفيضوا من المزدلفة إلى منى ، وقوله :« مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ »يريد قريشا فإن قريشا كانت تفيض من المزدلفة ، فلم تكن لهم سوى إفاضة واحدة من المزدلفة إلى منى ، والوجه الآخر : أن يكون الضمير يعود على قريش ، يقول لهم :« ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ »يعني من عرفات ، فتكون« ثُمَّ »هنا قد سيقت لترتيب الجمل اللفظية ، لا لترتيب المعنى ، إذ لم يكن في الآيات المذكورة ذكر للحمس ، وإنما خاطب في هذه الآيات كل من حج من أحمس وغيره ، فحملها على ما قلناه أولى في التأويل ، فإنه على التأويل الثاني يكون هذا التأخير يراد به التقديم ، فيكون موضعه بعد قوله : ( فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ )« ثُمَّ أَفِيضُوا »يعني الحمس ومن تحمّس« مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ »

ص 297

ذكر آبائكم في هذا الموطن في قلوبكم وألسنتكم ، فإن اللّه تعالى يقول : ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ )فما نهاهم عن ذكر آبائهم ، ولكن رجح ذكر اللّه على ذكرهم آباءهم بقوله :« أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً »وهو الموصي عباده بقوله : ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ )أي كونوا - أنتم من إيثار ذكر اللّه والفخر به من كونه سيدكم وأنتم عبيد له - على ما كان عليه آباؤكم .

سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 201 إلى 203
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ ( 201 ) أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ ( 202 ) وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ( 203 )
إن الناس اختلفوا في الإعادة من المؤمنين القائلين بحشر الأجسام ، ونحن نثبت الحشر في النشأة الروحانية المعنوية مع الحشر المحسوس في الأجسام المحسوسة ، والميزان المحسوس


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
من عرفات ، ويكون الناس هنا من بقي على ملة إبراهيم في الوقوف بعرفة في ذلك اليوم ، وعلى هذا أكثر أهل التأويل ، وفيه بعد في سياق الآية وإن كان صحيح المعنى ، والذي ذهبنا إليه أقرب بالمساق ، ثم قال :« وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ »إشعار بما كان عليه من الخطأ من وقف يوم عرفة بجمع ، وقد يكون الاستغفار طلبا من العباد إلى اللّه أن يضمن التبعات عنهم لأربابها بإرضاء الخصوم ، حتى ينقلبوا من حجهم مطهرين من جميع الذنوب ، وما أمرهم بالاستغفار في هذا الموطن إلا وهو يغفر لهم ، ولو لم يكن كذلك لم يكن للاستغفار المأمور به على التعيين فائدة ، فقال :« إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ »إذا استغفر تموه« رَحِيمٌ »بكم حيث أمركم أن تستغفروه ، ثم قال :
( 201 )« فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ »في هذا المساق إشعار ونوع حجّة لمن لا يرى أن طواف الإفاضة ركن من أركان الحج ، لأنه ما ذكره على التعيين كما ذكر الإحرام بفرض الحج ، وذكر عرفات وذكر المزدلفة يقوي من احتج بالحديث في أنه من لم يدرك من الليل المزدلفة ولا صلى مع الإمام صلاة الصبح لم يدرك الحج ، فما ذكر إلا هؤلاء وما بقي أدخله في ذكر المناسك ، فقال :« فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ »الآية ، يقال : منسك بكسر السين وهو الاسم ومنسكا بفتح

ص 298

والصراط المحسوس ، والنار والجنة المحسوستين ، فإن كل ذلك حق ، وأعظم في القدرة ، فإن ثمّ نشأتين ، نشأة الأجسام ونشأة الأرواح وهي النشأة المعنوية ، ولولا أن الشرع عرّف بانقضاء هذه الدار ، وأن كل نفس ذائقة الموت ، وعرف بالإعادة ، وعرف بالدار الآخرة ،


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
السين ، يقال نسك ينسك نسكا ونسيكة ومنسكا إذا ذبح نسكه بفتح السين ، ويجمع على مناسك ، والنسك أيضا العبادة والزهد ، والمنسك الموضع المشروع للعبادة فيه ، ومناسك الحج من ذلك ، فإنها أماكن مخصوصة وأفعال مخصوصة ، وهي ما بين فرض وسنة واستحباب ، فقال تعالى :« فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ »أي الأفعال التي شرعناها لكم في أماكنها ، على حد ما شرعناها من واجب وغيره« فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ »يدل على أن عادتهم كانت جارية منهم في ذلك الزمان بعد فراغ المناسك يذكرون آباءهم ويفتخرون بأنسابهم ، ويقومون النسابون في ذلك الوقت فيذكرون الأنساب ، وحكاية أبي بكر الصديق مع الأعرابي مذكورة بحضور النبي عليه السلام ، فلما كان لهم بذكر آبائهم في ذلك الموطن شدة عناية ، قال اللّه لهم :« فَاذْكُرُوا اللَّهَ »مثل ذكركم آباءكم ، أي افتخروا باللّه واذكروا نعمه عليكم كما تذكرون آباءكم« أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً »يقول : بل أكثر ذكرا ، لأن الذي تنسبونه لآبائكم من الفخر الذي تفخرون به إنما هو من عطائي ونعمتي ، وأنا أحق بالذكر ، وإنما قرر ذكر الآباء بالخير من البر بالوالدين والإحسان لهم ، وقد قرر الشارع ذلك لعباده فقال : ( أَنِ اشْكُرْ لِي )وهو قوله :« أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً »( وَلِوالِدَيْكَ )وهو قوله :« كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ »وقال : ( وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً )( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً )ولم يخص سبحانه بهذا الذكر الذي أمرنا به ذكرا من ذكر ، لكن نبه بما ذكر بعد ذلك أن الدعاء من الذكر المطلوب هنا ، إذ كان من دعاك فقد ذكرك ، وليس كل من ذكر دعا ، فقال تعالى :« فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ »( 202 )« وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ »يقول : فمن الناس« مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا »يطلب من اللّه خيرا في الدنيا ، وما له في الدعاء في خير الآخرة« مِنْ خَلاقٍ »أي من نصيب ، وهذا حالة من اشتدت ضرورته في الدنيا حتى أنسته الآخرة ، فأخبر اللّه تعالى عنه أنه ما جعل للآخرة في دعائه نصيبا و « منهم » يعني من الناس« مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً »أي حالة حسنة في كل شيء ومن كل شيء« وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً »أي حالة حسنة كذلك ،« وَقِنا عَذابَ النَّارِ »يعم عذاب الدنيا والآخرة ، إذ يجمعهما العذاب ، فإن النار قد تكون في الدنيا رحمة لإصلاح معايش الناس ، فالمسئول الوقاية من عذابها ، ومن خصص التأويل بحسنة دون حسنة فقد قيد ما أطلقه اللّه في الإخبار عنهم ، والناس يسألون بحسب أغراضهم ،

ص 299

وعرف أن الإقامة فيها في النشأة الآخرة إلى غير ما نهاية ما عرفنا ذلك ، وما خرجنا في كل حال من موت وإقامة وبعث أخروي وجنان ونعيم ونار وعذاب بأكل محسوس وشرب محسوس ونكاح محسوس ولباس على المجرى الطبيعي ، فعلم اللّه أوسع وأتم ، والجمع بين العقل والحس والمعقول والمحسوس أعظم في القدرة وأتم في الكمال الإلهي ، فالأولى بكل ناصح نفسه الرجوع إلى ما قالته الأنبياء والرسل على الوجهين المعقول والمحسوس ، إذ لا دليل للعقل يحيل ما جاءت به الشرائع ، فألزم الإيمان نفسك تربح وتسعد إن شاء اللّه .


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
وأما من ذهب من أهل التأويل إلى أن القائلين« رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ »أنهم الذين لا رغبة لهم فيما عند ربهم من الأجر والثواب في الآخرة عن قصد ، فما هم بمؤمنين ولا قضى هذا منسكا مشروعا قط ، والظاهر أن الحق سبحانه ما قسم إلا الذين قضوا مناسكهم ، وقوله : ( 203 )« أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا »يعم الفريقين ، وأما الفريق الثاني فلا شك فيه ، وأما الفريق الأول الذين غفلوا عن طلب خير الآخرة لشغلهم بما غلب عليهم من ضيق الدنيا ، فأخبر تعالى أن لهم نصيبا في الآخرة مما كسبوه من الأعمال في الحج ، وما لهم من حيث دعاؤهم في الآخرة نصيب ، وأما الآخرون فلهم نصيب من أعمالهم ولهم نصيب في الآخرة أيضا من دعائهم في ذلك ، ثم نبه سبحانه بقوله :« وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ »لتعجيل نيل ما كسبوه من أعمالهم ، أخبر أنه يحاسبهم سريعا ليفضوا إلى نعيمهم ، فهي بشرى لهم سرعة الحساب لمن يحاسب ، وفيه فائدة أخرى ليتنبه طالب الدنيا بأنه محاسب على ما يؤتيه اللّه منها ، فيكون معظم طلبه ما يتعلق بجانب الآخرة ويقلل من ذكر طلب الدنيا ، إذ الدنيا جواز ليس له منها إلا سد جوعة وستر عورة بأي نوع كان ، ( 204 )« وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ »الأيام المعدودات هي أيام التشريق ، وهي أربعة أيام بيوم النحر ، وإنما أمر اللّه بالذكر في هذه الأيام فإنها كما قال عليه السلام :  [ أيام أكل وشرب وبعال ]
وهذه أسباب مؤدية إلى الغفلة عن ما يجب علينا من شكر اللّه على ما أعاننا عليه من قضاء مناسكه ، وما أسبغ علينا من نعمه التي كان حرمها علينا في حجنا ، وأمرنا بالذكر وشرع في هذه الأيام التكبير إدبار الصلوات والدعاء عند رمي الجمار ، وقسم الجمار على الأيام كلها ، كل ذلك حتى لا نغفل ، ولم يقيد الذكر في هذه الأيام المعدودات كما قيده في الأيام المعلومات على ما سيأتي ذكره في موضعه إن شاء اللّه ، وأرسل الذكر هنا مطلقا حتى يعم جميع الأذكار بجميع النعم ، إذ كان عقيب فراغ من عبادات جمة ونعم متوالية ، فسبحان العليم الحكيم ، مرتب الأمور مواضعها ، وقوله :« فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ »يريد يومين بعد يوم

ص 300


سورة البقرة ( 2 ) : آية 204
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ ( 204 )
الإنسان ألد الخصام حيث خاصم فيما هو ظاهر الظلم فيه ، وليس إلا الربوبية .

سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 205 إلى 206
وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ ( 205 ) وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ ( 206 )
حد جهنم بعد الفراغ من الحساب ودخول أهل الجنة الجنة من مقعر فلك الكواكب الثابتة إلى أسفل سافلين ، هذا كله يزيد في جهنم مما هو الآن ليس مخلوقا فيها ، ولكن ذلك


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
النحر ، من تعجل فيهما فنفر في اليوم الثاني فلا إثم عليه ، وفيه وجهان : الوجه الواحد أنه مغفور له سواء عجل أو أخر ، ما ينفر إلا وهو مغفور له ، والوجه الآخر ، من تعجل فنفر في اليوم الثاني فلا إثم في تعجيله حيث ترك اليوم الثالث« وَمَنْ تَأَخَّرَ »إلى اليوم الثالث« فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ »لتأخيره إذ كان التعجيل مشروعا ، وكان يمكن أن يكون منهيا عنه ، وكان التأخير مشروعا وكان يمكن أن يكون منهيا عنه ، فلما كان التعجيل والتأخير مشروعين ، ارتفع الإثم بترك كل واحد منهما لا بتركهما معا ، وقوله :« لِمَنِ اتَّقى »أي من كان تعجيله وتأخيره من حيث ما هو مشروع له فقد اتقى ، وقوله :« وَاتَّقُوا اللَّهَ »يعني في المستأنف ، فإنه مغفور له بحجه ، فليتق اللّه فيما بقي من عمره ، فأمره اللّه بذلك وأعلمه أنه إليه يحشر يوم القيامة ، فقال :« وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ »ليلزم طريق الاستقامة ، فهو إيقاظ له لئلا تجنح النفس وتسكن إلى ما تقدم من مغفرة اللّه له في حجه ( 205 )« وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا »الآيات ، إلى قوله : ( وَلَبِئْسَ الْمِهادُ )هؤلاء الآيات وإن كانت نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي ، فهي عامة في كل من هو بهذه الصفة من النفاق والفساد ، يقول :« وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ »لما فيه من اللين واللطف عندما يلقاك أو يلقى أحباءك« وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ »من غير ذلك من العداوة والبغضاء لك ، وهذا لا يكون ممن يعرف أنه نبي ويجحد ما هو متيقن بصدقه ، لقوله :« وَيُشْهِدُ اللَّهَ »أي أنه يقول لربه : اشهد عليّ أني عدو لهذا ، وأني أعتقد فيه أنه كاذب ، على

ص 301

معد حتى يظهر ، إلا الأماكن التي عيّنها اللّه ، فإنها ترجع إلى الجنة يوم القيامة ، مثل الروضة التي بين منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وبين قبره صلّى اللّه عليه وسلم ، وكل مكان عينه الشارع ، وكل نهر ، فإن ذلك كله يصير إلى الجنة ، وما بقي فيعود نارا كله وهو من جهنم ، والجنة وجهنم عندنا مخلوقتان غير مخلوقتين ، فأما قولنا مخلوقة ، فكرجل أراد أن يبني دارا فأقام حيطانها كلها الحاوية عليها خاصة ، فيقال قد بنى دارا ، وغير مخلوقة هو ما يوجد فيها نتيجة أعمال العباد .


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
جهة القربة إلى اللّه ، فإنه أمكن في العداوة لاتخاذه ذلك دينا ، ولو كان يعلم أنه حق لقال : ويشهد اللّه بفتح الياء ورفع اللّه على الفاعلية« وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ »أي شديد الخصومة في الحالتين ، إذا نازعه أحد فيه صلّى اللّه عليه وسلم خاصمه أشد الخصومة تحببا للنبي صلّى اللّه عليه وسلم وتملقا له ، وإذا نازعه أحد في صدق نبوة محمد أنه على الحق في محل لا يعرف أنه يصل إليه ذلك الكلام ، خاصمه أشد الخصومة في الرد على النبي والكفر به ولهذا وصفه بما قال : ( 206 )« وَإِذا تَوَلَّى »يقول : وإذا غاب عنك« سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها »أي بالفساد« وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ »بحرق الزرع وعقر البقر« وَالنَّسْلَ »بالقتل« وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ »إبقاء على من أنزلت من أجله هذه الآية ، ليرجع إلى الإسلام ، وهو من القول اللين الذي أمر اللّه نبيه موسى وهارون أن يقولا لفرعون فقال : ( فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ )وإن كان قد علم سبحانه أنه لا يتذكر ولا يخشى ، فقال :« وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ »فنفى عن نفسه حب الفساد ، لعله يرجع عن هذه الصفة ، ولم يسمه لقوله :« وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ »لقصده التقرب بذلك إليه سبحانه ، ثم قال ينبه على شرفه في نفسه ، وتمكن الكبرياء من قلبه ، وأنه بمحل من العظمة في نفسه أن يقول له من هو في نفسه دونه اتق اللّه ، فقال : ( 207 )« وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ »كبر ذلك عليه لا تكبرا على اللّه ولكن احتقارا بالمخاطب ، فأخبر تعالى أنه« أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ »أي حمية الجاهلية« بِالْإِثْمِ »أي على الإثم الذي ينهى عنه ، فيفعله لجاجا وعزة على القائل له هذا ، فأخبر سبحانه المؤمنين ليريحوا أنفسهم من مثل هذا المتكبر ، فقال :« فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ »أي كفايته جهنم ، أي جهنم تكفيكم شره« وَلَبِئْسَ الْمِهادُ »يذم مقره فيها ، قال السدي : نزلت هذه الآيات في الأخنس بن شريق ابن عمرو بن وهب بن أبي سلمة الثقفي ، واسم أمه ريطة بنت عبد اللّه بن أبي قيس القرشي ، من بني عامر بن لؤي ، وكان حليفا لبني زهرة ، أقبل إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلم فأظهر الإسلام ، فأعجب النبي صلّى اللّه عليه وسلم ذلك منه ، وقال : إنما جئت أريد الإسلام واللّه يعلم أني لصادق ، ثم خرج من عند النبي صلّى اللّه عليه وسلم ، فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر ، فأحرق الزرع وعقر الحمر ، فنزلت الآيات ، وقال ابن عباس : نزلت في رجال من المنافقين ، لما أصيبت السرية أصحاب خبيب بالرجيع ،

ص 302

سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 207 إلى 209  
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ ( 207 ) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ( 208 ) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( 209) .
" فَإِنْ زَلَلْتُمْ »من زل إذا زلق« مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ »أي لا يتوصل أحد إلى معرفة كنه الألوهية أبدا ، ولا ينبغي لها أن تدرك ، عزت وتعالت علوا كبيرا« حَكِيمٌ »فإن الحق تعالى ما هو فعله مع الأغراض التي أوجدها في عباده ، وإنما هو مع ما تطلبه الحكمة ، والذي اقتضته الحكمة هو الواقع في العالم ، فعين ظهوره هو عين الحكمة ، فإن فعل اللّه لا يعلل بالحكمة بل هو عين الحكمة ، فإنه لو علل بالحكمة لكانت الحكمة هي الموجبة له ذلك ، فيكون الحق محكوما عليه ، والحق تعالى لا يكون محكوما عليه .


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
بين مكة والمدينة ، قال المنافقون : يا ويح هؤلاء المقتولين الذين هلكوا [ كذا ] ، لا هم قعدوا في بيوتهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم ، فأنزل اللّه هذه الآية ، ثم قال : ( 208 )« وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ »الآية ، لما باع المؤمن نفسه من اللّه ، واشتراها اللّه منه ، أخبرنا بذلك فقال :« وَمِنَ النَّاسِ »عامة« مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ »وهو المؤمن يبيع نفسه من اللّه بالجهاد في سبيله ، أو كلمة حق عند أمير جائر ، يغلب على ظنه أنه يقتله إذا أمره بمعروف أو نهاه عن منكر ، طلبا لمرضاة اللّه ، أي ليرضى اللّه عنه بذلك ،« وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ »حيث لم يعزم عليهم في ذلك ، ولا كلفهم ، بل وسع عليهم على ثلاثة أنحاء ، فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلم : [ من رأى منكم منكرا فليغيره بيده - فهذا أقواهم إيمانا - فإن لم يستطع فبلسانه - وهذا ضعف عن الأول - فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ليس وراء ذلك مثقال حبة من خردل من إيمان ] فهذا من رأفته بعباده ( 209 )« يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً »نزلت في جماعة من مؤمني أهل الكتاب ، منهم عبد اللّه بن سلام ، استأذنوا النبي صلّى اللّه عليه وسلم في أن يعملوا ببعض ما في التوراة من أمر السبت وغيره ، فنزلت« يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا »أي صدقوا بما جاء من عندنا« ادْخُلُوا »

ص 303
.
يتبع


عدل سابقا من قبل الشريف المحسي في الإثنين 15 أبريل 2019 - 0:37 عدل 1 مرات
الشريف المحسي
الشريف المحسي
Adminstrator
Adminstrator

عدد الرسائل : 890
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://alshrefalm7sy.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

تفسيرالآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي :: تعاليق

الشريف المحسي

مُساهمة الإثنين 15 أبريل 2019 - 0:35 من طرف الشريف المحسي

تفسير آلآيات من "198 - 212" من سورة البقرة .كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي

سورة البقرة ( 2 ) : آية 210  
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ( 210 )
ذكر تعالى اعتقادهم وما جرح ولا صوّب ، ولا أنكر ولا عرّف ، وفيه نسبة المكان إلى الحق ، ومثل هذا في الشرع كثير ، والظلل أبواب السماء إذا فتحت وهو قوله تعالى : ( وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً )وقوله : ( يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلًا )وهو إتيان الملائكة في ظلل من الغمام . واعلم أنه من المتشابه الآيات التي يذكر فيها الصورة ، فمما صح في ذلك ما رواه البخاري وغيره ، من حديث الرؤية عن أبي هريرة رضي اللّه عنه وفيه ( فيأتيهم ربهم في غير الصورة التي يعرفونها ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ باللّه منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا أتى ربنا عرفناه ، فيأتيهم في الصورة التي يعرفونها فيقول : أنا ربكم ، فيقولون نعم أنت ربنا ، فيتبعونه ) وقد ثبت ذكر


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
في العمل بشرائع الإسلام المنزلة على نبينا محمد صلّى اللّه عليه وسلم بأجمعكم ، واتركوا ما أنزلته من الشرائع قبله ، فلكل منكم شرعة ومنهاج« وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ »أي لا تسلكوا طريقه ، ولا تصغوا إلى ما يوسوس به في صدوركم ، ليضلكم عن طريق الهدى الذي أنزلته في هذا الأوان على هذا النبي المخصوص ، وإن كان كل كتاب أنزلته حقا وهدى ونورا ، ولكن تعبدت به عبادي في زمن مخصوص ، وقد انقضت تلك المدة لما سبق في علمي ، فأراد الشيطان أن يضلكم بما وسوس به في صدوركم من اتباع ما نزل من عندنا ، كيدا ومكرا ، وقد عرفتكم« إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ »أي ظاهر العداوة ، لا تخفى على مؤمن عارف بطريق ما يخرجكم عن الهدى ( 210 )« فَإِنْ زَلَلْتُمْ »يقول : فإن انتزعكم فنزعتم عن طريق الهدى الذي هو القرآن« مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ »الدلائل الواضحة من عندنا ، وهي التعريفات بعداوة الشيطان لكم المذكورة في كل كتاب ، وكفرتم أو خالفتم بعض ما أنزل إليكم في هذا القرآن وما جاء به محمد صلّى اللّه عليه وسلم« فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ »غالب لا يغالب ، لا يفوته هارب« حَكِيمٌ »بإنزال العقوبات لمن يستحقها ، إذ الحكيم واضع كل شيء في موضعه ، سمع أعرابي قارئا يقرأ هذه الآية : فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن اللّه غفور رحيم ، فأنكر أن يكون هذا كلام اللّه ، وقال : الحكيم لا يذكر الغفران عند الزلل لأنه إغراء عليه ، فمثل هؤلاء عرفوا إعجاز القرآن لمعرفتهم بمواقع الخطاب ، ( 211 )

ص 304

الصورة في حديث أبي سعيد رضي اللّه عنه زيادة أيضا ، وهو من الأحاديث المتشابهة ، ومرجعها إلى الآيات والأحاديث المحكمة ، فاعلم أن للصورة التي يأتي فيها ربنا تعالى يوم القيامة مظهرا وحقيقة ، فالحقيقة هي الظلة في قوله تعالى :هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ »فعلم بذلك أن مظاهر تجليه لعباده هي ظلل غمامه ، وحقائق هذه الظلل آياته التي تعرف لخلقه فيها بواسطة أنبيائه صلوات اللّه عليهم وسلم ، وقد ثبت في الصحيح تشخيص حقائق آياته كالظلل ، ففي مسلم وغيره من حديث أبي أمامة رضي اللّه عنه ، وحديث النواس بن سمعان رضي اللّه عنه ، أن القرآن يوم القيامة يأتي ، تقدمه البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان ، ومن المعلوم أن كلامه سبحانه صفته ، وصفته لا تفارقه ، فإذا ثبت إتيانها في صور ظلل الغمام ، ثبت إتيانه تعالى ، وفي مسلم وغيره أن أسيد بن حضير رضي اللّه عنه قرأ سورة الكهف ليلة ، فجالت فرسه ، فإذا مثل الظلة فوق رأسه فيها أمثال السرج ، فسأل النبي صلّى اللّه عليه وسلم ، فقال : إن السكينة تنزلت للقرآن ، وفي رواية الترمذي مع القرآن ، وفي رواية ، تلك الملائكة كانت تسمع لك ، وذلك كله موافق لآية البقرة ، ونفرة الفرس دليل على أنها ظلة محسوسة ، وقد ثبت رؤيا النبي صلّى اللّه عليه وسلم للظلة وتأويل أبي بكر لها بالإسلام ، وذلك كله يحقق أن حقائق الظلل هي آيات اللّه تعالى وشرائعه ، وهي من الروح الأصلي الذي هو منشأ عالم الأمر ، وهو مصباح روح التوحيد ، قال تعالى : ( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا )الآية ، وقال تعالى : ( يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا )وبهذا الروح يتجلى سبحانه لعباده بأسمائه وصفاته المحكمة والمتشابهة ، والظلة قسمان : ظلة عذاب ، وظلة رحمة ، فظلة العذاب كظلة قوم شعيب صلّى اللّه عليه وسلم في قوله تعالى : ( فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ )وقد ضرب اللّه تعالى المثل بذلك بالقرآن في قوله : ( أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ )الآية ، وأما ظلة الرحمة ، فهي آياته المقتضية للرحمة النازل غيثها على قلوب المؤمنين ، كما صح في صحيح مسلم والبخاري وغيره قوله صلّى اللّه عليه وسلم : ( إن مثلي ومثل ما بعثت به من الهدى والعلم كمثل غيث


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
« هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ »في هذه الآية إشعار بقرب قيام الساعة ، وبأن هذا القرآن وشرع الإسلام ما بقي بعده كتاب ينزل ولا شرع ، ولا نبي بعد رسول اللّه

ص 305


أصاب أرضا ) الحديث ، فهذا هو مظهر الحقيقة ، وأما مظهر الصورة فهو العمل ، وقد ثبت تشخص الأعمال بصور شتى ، وقد صح تمثيل الموت بصورة الكبش ، وتمثيل المال بالشجاع الأقرع وغيره ، وتمثيل الملائكة صلى اللّه عليهم وسلم بالآدميين ، والسنة مشحونة بنحو ذلك ، ومن المعلوم أن الأعمال أعراض ، فإذا ثبت ظهورها وتمثلها بصور الجواهر والأجسام مع القطع بأنها ليست جسما ولا جوهرا ، فإن الملائكة صلوات اللّه وسلامه عليهم ليسوا بآدميين ، فعلى مثل ذلك قس إتيان ربنا سبحانه في صور الأعمال ، وأنه لا يلزم من إتيانه في صور الأعمال أن يكون تعالى له صورة ، ولا يلزم من نسبتها وإضافتها إليه أن تكون ذاتية له ، كما ثبت نسبة اليدين والرجلين إلى جبريل عليه السلام في حديث عمر رضي اللّه عنه عند مسلم وغيره في قوله : ( طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ) إلى قوله : ( فأسند ركبتيه ) - الحديث - ، ومن المعلوم أن الركبتين واليدين التي جاء بها جبريل صلوات اللّه عليه وسلامه جسمانيات ، وليست ذاتية له ، وبهذا تعلم أن رؤية العباد لربهم تعالى يوم القيامة مختلفة النعيم ، فكل يراه في صورة عمله على حسب مراقبته وإخلاص توجهه إليه ، وصدقه في إقباله عليه ، وتلك الصور حقائق آيات من آيات أسمائه وصفاته تعالى وأخلاقه ، فما من آية منها تخلّق بها العبد في الدنيا إلا وقد تعرف اللّه تعالى إليه بها ، أما قوله صلّى اللّه عليه وسلم في حديث الرؤية : ( فيأتيهم ربهم في غير الصورة التي يعرفون ) أي في ظلة آيات العذاب ومظهر الأعمال السيئة ، فيقولون : ( نعوذ باللّه منك ) أي فيستعيذون باللّه من تلك الصورة كما كانوا في الدنيا ينكرونها ويستعيذون منها ، وأما قوله :
( فيأتيهم في الصورة التي يعرفون ) أي في مظهر أعمال البر ، وظلة صفة الرحمة والنبوة التي كانت تحيي قلوبهم بغيث الهدى والعلم ، فيقولون : ( أنت ربنا ) يعرفونه بواسطة تعرفه لهم في الدنيا ، تحقيقا لقوله صلّى اللّه عليه وسلم : ( أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ) ، أما صفة الرؤية فقد جاء في غير ما آية ، وفي أحاديث منها في هذا الحديث قوله صلّى اللّه عليه وسلم : ( هل تمارون في رؤية القمر وفي رؤية الشمس ) وإذا ثبت تجليه تعالى في صورة روح الشريعة لم يبق في رؤيته إشكال ، وإنما عبر بالوجه والقمر عن حقيقة الوجه وهو نور التوحيد ،


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
صلّى اللّه عليه وسلم يرفع حكمه ، فقال :« هَلْ يَنْظُرُونَ »أي ينتظرون« إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ »جمع ظلة وهو الطاق ، وهو قيام الساعة ، فما ينتظر غيرها ، وهو قوله : ( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ

ص 306

واختلاف الروايتين يجوز أن يكون تنبيها على اختلاف درجة الرؤيتين في نعيم الرؤية ، ويجوز أن يكون باعتبار الرؤية في البرزخ والآخرة ، فإن البرزخ كالليل وآيته القمر ، والآخرة كالنهار وآيته الشمس ، وقوله : ( ليس دونها سحاب ) فيه تربية لأهل المراقبة ، وذلك لأن غالب أهل المراقبة لا يشهدون بقلوبهم عند العبادة والمراقبة إلا ظلل آيات الشريعة ، ويحجبون بسحابها عن شهود وجه ربهم تعالى ، وهو نور توحيده ، فإذا كان يوم القيامة كشف الغطاء واحتد البصر ، فيرون وجه ربهم سبحانه كشمس لا دونها سحاب الأعمال ولا ظلل غمام الشرائع ، بل هو أقرب إليهم من أعمالهم .« وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ »خاصة اللّه تعالى أمرهم بالأدب في كل ما يلقي إليهم على توقيت أنفاسهم ، عند أخذهم منه تعالى بالحضور مع اللّه تعالى ، وكذلك إذا ردوا الأمور إليه ، يردونها محلاة بالأدب الإلهي ، واعلم يا أخي أن الناس إذا قاموا من قبورهم وأراد اللّه أن يبدل الأرض غير الأرض ، وتمد الأرض بإذن اللّه ، ويكون الجسر دون الظلمة ، فيكون الخلق عليه عندما يبدل اللّه الأرض كيف يشاء ، فيمدها مد الأديم ويزيد في سعتها ما يشاء أضعاف ما كانت ، ثم يقبض سبحانه السماء فيطويها بيمينه كطي السجل للكتب ، ثم يرميها على الأرض التي مدها ، فيقفون منتظرين ما يصنع اللّه بهم ، فإذا وهت السماء نزلت ملائكتها على أرجائها ، فيرى أهل الأرض خلقا عظيما أضعاف ما هم عليه عددا ، فيتخيلون أن اللّه نزل فيهم لما يرون من عظم المملكة مما لم يشاهدوه من قبل ، فيقولون : أفيكم ربنا ؟ فتقول الملائكة : سبحان ربنا ليس فينا وهو آت ، فتصف الملائكة صفا مستديرا على نواحي الأرض محيطين بالعالم ، الإنس والجن ، وهؤلاء هم عمار السماء الدنيا ، ثم ينزل أهل السماء الثانية بعد ما يقبضها اللّه أيضا ويرمي بكوكبها في النار ، وهم أكثر عددا من السماء الأولى ، فتقول الخلائق : أفيكم ربنا ؟ فتفزع الملائكة من قولهم ، فيقولون : سبحان ربنا ليس هو فينا وهو آت ، فيفعلون فعل الأولين من الملائكة ، يصطفون خلفهم صفا ثانيا مستديرا ، ثم ينزل أهل السماء الثالثة ويرمي بكوكبها في النار ، فتقول الخلائق : أفيكم ربنا ؟ فتقول الملائكة : سبحان ربنا ليس هو فينا وهو آت ، فلا يزال الأمر هكذا سماء بعد سماء ، حتى ينزل أهل السماء السابعة ، فيرون


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
السماء بالغمام ) أي عن الغمام ، فذلك إتيان اللّه إلى عباده للفصل والقضاء « والغمام » الضباب شبه السحاب ، والظلل جمع ظلة ، وهو ما يظلهم من ذلك ، أي طاقات من الغمام ظليلة ،

ص 307

خلقا أكثر من جميع من نزل ، فتقول الخلائق : أفيكم ربنا ؟ فتقول الملائكة : سبحان ربنا قد جاء ربنا وإن كان وعد ربنا لمفعولا ، فيأتي اللّه في ظلل من الغمام والملائكة ، وعلى المجنبة اليسرى جهنم ، ويكون إتيانه إتيان الملك ، فإنه يقول : ( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ )وهو ذلك اليوم فسمي بالملك ، ويصطف الملائكة عليهم السلام سبعة صفوف محيطة بالخلائق ، فإذا أبصر الناس جهنم لها فوران وتغيظ على الجبابرة المتكبرين ، فيفرون ، الخلق بأجمعهم منها لعظيم ما يرونه خوفا وفزعا ، وهو الفزع الأكبر ، إلا الطائفة التي لا يحزنهم الفزع الأكبر ، فتتلقاهم الملائكة( هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ )فهم الآمنون مع النبيين على أنفسهم ، غير أن النبيين تفزع على أممها للشفقة التي جبلهم اللّه عليها للخلق ، فيقولون في ذلك اليوم :
سلّم سلّم ، وكان اللّه قد أمر أن تنصب للآمنين من خلقه منابر من نور متفاضلة بحسب منازلهم في الموقف ، فيجلسون عليها آمنين مبشرين ، وذلك قبل مجيء الرب تعالى ، فإذا فرّ الناس خوفا من جهنم وفرقا لعظيم ما يرون من الهول في ذلك اليوم ، يجدون الملائكة صفوفا لا يتجاوزونهم ، فتطردهم الملائكة وزعة الملك الحق سبحانه وتعالى إلى المحشر ، وتناديهم أنبياؤهم : ارجعوا ارجعوا ، فينادي بعضهم بعضا ، فهو قول اللّه تعالى فيما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : ( إني أخاف عليكم يوم التناد ، يوم تولون مدبرين ما لكم من اللّه من عاصم ) والرسل تقول : اللهم سلّم سلّم ، ويخافون أشد الخوف على أممهم ، والأمم يخافون على أنفسهم ، والمطهرون المحفوظون الذين ما تدنست بواطنهم بالشبه المضلة ، ولا ظواهرهم أيضا بالمخالفات الشرعية ، آمنون يغبطهم النبيون في الذي هم عليه من الأمن ، لما هم النبيون عليه من الخوف على أممهم ، فينادي مناد من قبل اللّه ، يسمعه أهل الموقف ، لا يدرون أو لا أدري هل ذلك نداء الحق سبحانه بنفسه ، أو نداء عن أمره سبحانه ، يقول في ذلك النداء : ( يا أهل الموقف ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) فيؤتى بهم إلى الجنة ، ثم يسمعون من قبل الحق نداء ثانيا : ( أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللّه ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ، ليجزيهم اللّه


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
فيقول : هل ينتظرون إلا أن يأتيهم اللّه بعذاب من عنده في ظلل من الغمام ، تحمل العذاب كما تحمل المطر ، كما كان في إهلاك عاد حين رأوا السحابة السوداء قد طلعت ، وكانوا مقحطين ،

ص 308

أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله ) فيؤمر بهم إلى الجنة ، ثم يسمعون نداء ثالثا : ( يا أهل الموقف ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، أين الذين صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه ، ليجزي الصادقين بصدقهم ) فيؤمر بهم إلى الجنة ، فبعد هذا النداء يخرج عنق من النار ، فإذا أشرف على الخلق وله عينان ولسان فصيح يقول : ( يا أهل الموقف إني وكلت منكم بثلاث ) كما كان النداء الأول ثلاث مرات لثلاث طوائف من أهل السعادة ، وهذا كله قبل الحساب ، والناس وقوف قد ألجمهم العرق ، واشتد الخوف وتصدعت القلوب لهول المطلع ، فيقول ذلك العنق المستشرف من النار عليهم ( إني وكّلت بكل جبار عنيد ) فيلقطهم من بين الصفوف كما يلقط الطائر حب السمسم ، فإذا لم يترك أحدا منهم في الموقف نادى نداء ثانيا : ( يا أهل الموقف إني وكلت بمن آذى اللّه ورسوله ) فيلقطهم كما يلقط الطائر حب السمسم من بين الخلائق ، فإذا لم يترك منهم أحدا نادى ثالثة : ( يا أهل الموقف إن وكلت بمن ذهب يخلق كخلق اللّه ) فيلقط أهل التصاوير وهم الذين يصورون صورا في الكنائس لتعبد تلك الصور ، والذين يصورون الأصنام ، وهو قوله : ( أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ )فكانوا ينحتون لهم الأخشاب والأحجار ليعبدوها من دون اللّه ، فهؤلاء هم المصورون فيلقطهم من بين الصفوف كما يلقط الطير حب السمسم ، فإذا أخذهم اللّه عن آخرهم ، بقي الناس وفيهم المصورون الذين لا يقصدون بتصويرهم ما قصده أولئك من عباداتها ، حتى يسألوا عنها لينفخوا فيها أرواحا تحيا بها وليسوا بنافخين ، كما ورد في الخبر في المصورين ، فيقفون ما شاء اللّه ينتظرون ما فعل اللّه بهم ، والعرق قد ألجمهم ، قال علي


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
فسروا بذلك واستبشروا وقالوا : ( هذا عارض ممطرنا ) لكون الغيث أبدا يستلزم الغمام ، فقال تعالى : ( بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ )وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا رأى ذلك ، يتغير ويدخل ويخرج ، فإذا نزل الغيث وعلم أنه رحمة سكن ، فإذا رأى الناس ظلل الغمام التي هي مظنة الخير والرحمة يستبشرون ، فتبدو لهم منها من البأس والشدة ما لم يكونوا يحتسبون( وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ )وهو قوله في هذه الآية« وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ » .وقوله :« وَالْمَلائِكَةُ »بالرفع والجر ، فمن جر عطف على الغمام ، فتكون الملائكة الموكلون بما ذكرناه من بأس اللّه ، فإن هذه الآية آية وعيد وتهديد ، ومن رفع فمثل قوله : ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ )والأولى

ص 309

ابن أبي طالب رضي اللّه عنه « 1 » قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : إن في القيامة لخمسين موقفا ، كل موقف منها ألف سنة ، فأول موقف إذا خرج الناس من قبورهم يقومون على أبواب قبورهم ألف سنة عراة حفاة جياعا عطاشا ، فمن خرج من قبره مؤمنا بربه مؤمنا بنبيه ، مؤمنا بجنته وناره ، مؤمنا بالبعث والقيامة ، مؤمنا بالقضاء والقدر خيره وشره ، مصدقا بما جاء به محمد صلّى اللّه عليه وسلم من عند ربه ، نجا وفاز وغنم وسعد ، ومن شك في شيء من هذا بقي في جوعه وعطشه وغمه وكربه ألف سنة ، حتى يقضي اللّه فيه بما شاء ، ثم يساقون من ذلك المقام إلى المحشر ، فيقفون على أرجلهم ألف عام في سرادقات النيران في حر الشمس ، والنار عن أيمانهم ، والنار عن شمائلهم ، والنار من بين أيديهم ، والنار من خلفهم ، والشمس من فوق رؤوسهم ، ولا ظل إلا ظل العرش ، فمن لقي اللّه تبارك وتعالى شاهدا له بالإخلاص ، مقرا بنبيه صلّى اللّه عليه وسلم ، بريئا من الشرك ومن السحر ، وبريئا من إهراق دماء المسلمين ، ناصحا للّه ولرسوله ، محبا لمن أطاع اللّه ورسوله ، مبغضا لمن عصى اللّه ورسوله ، استظل تحت ظلّ عرش الرحمن ، ونجا من غمه ، ومن حاد عن ذلك ووقع في شيء من الذنوب بكلمة واحدة ، أو تغير قلبه أو شك في شيء من دينه ، بقي ألف سنة في الحر والهم والعذاب حتى يقضي اللّه فيه بما يشاء ، ثم يساق الخلق إلى النور والظلمة ، فيقيمون في تلك الظلمة ألف عام ، فمن لقي اللّه تبارك وتعالى لم يشرك به شيئا ، ولم يدخل في قلبه شيء من النفاق ، ولم يشك في شيء من أمر دينه ، وأعطى الحق من نفسه ، وقال الحق ، وأنصف الناس من نفسه ، وأطاع اللّه في السر


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
في هذا الإتيان أنه للفصل والقضاء ، فيتضمن الرحمة للمؤمنين لما في الغمام من الغيث ، ويتضمن


( 1 ) هذا الحديث الوارد بطوله هنا ، وتتمته في تفسير قوله تعالى : ( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها )يقول فيه الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي رضي اللّه عنه ، حدثنا شيخنا القصار بمكة سنة تسع وتسعين وخمسمائة ، تجاه الركن اليماني من الكعبة المعظمة ، وهو يونس بن يحيى بن الحسين بن أبي البركات الهاشمي العباسي ، من لفظه وأنا أسمع ، قال :
حدثنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى بن جعفر المعروف بابن الخياط المغربي ، قال : قرئ على أبي سهل محمود بن عمر بن إسحاق العكبري وأنا أسمع ، قيل له حدثكم رضي اللّه عنكم ، أبو بكر محمد بن الحسن النقاش ؟ فقال : نعم حدثنا أبو بكر قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسين ابن علي الطبري المروزي ، قال : حدثنا محمد بن حميد الرازي أبو عبد اللّه ، قال : حدثنا سلمة بن صالح ، قال : أنا القاسم بن الحكم عن سلام الطويل ، عن غياث بن المسيب عن عبد الرحمن بن غنم وزيد بن وهب ، عن عبد اللّه بن مسعود ، قال : كنت جالسا عند علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه وعنده عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنه ، وحوله عدة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ، فقال علي رضي اللّه عنه - الحديث .

ص 310

والعلانية ، ورضي بقضاء اللّه ، وقنع بما أعطاه اللّه ، خرج من الظلمة إلى النور في مقدار طرفة العين ، مبيضا وجهه ، قد نجا من الغموم كلها ، ومن خالف في شيء منها بقي في الغم والهم ألف سنة ، ثم خرج منها مسودا وجهه ، وهو في مشيئة اللّه يفعل به ما يشاء ، ثم يساق الخلق إلى سرادقات الحساب ، وهي عشر سرادقات ، يقفون في كل سرداق منها ألف سنة ، فيسأل ابن آدم عند أول سرداق منها عن المحارم ، فإن لم يكن وقع في شيء منها جاز إلى السرادق الثاني ، فيسأل عن الأهواء فإن كان نجا منها جاز إلى السرادق الثالث ، فيسأل عن عقوق الوالدين ، فإن لم يكن عاقا جاز إلى السرادق الرابع ، فيسأل عن حقوق من فوض اللّه إليه أمورهم ، وعن تعليمهم القرآن ، وعن أمر دينهم وتأديبهم ، فإن كان قد فعل جاز إلى السرادق الخامس ، فيسأل عما ملكت يمينه ، فإن كان محسنا إليهم جاز إلى السرادق السادس ، فيسأل عن حق قرابته ، فإن كان أدى حقوقهم جاز إلى السرادق السابع ، فيسأل عن صلة الرحم ، فإن كان وصولا لرحمه جاز إلى السرادق الثامن ، فيسأل عن الحسد ، فإن لم يكن حاسدا جاز إلى السرادق التاسع فيسأل عن المكر ، فإن لم يكن مكر بأحد جاز إلى السرادق العاشر ، فيسأل عن الخديعة ، فإن لم يكن خدع أحدا نجا ونزل في ظل عرش اللّه تعالى قارة عينه فرحا قلبه ضاحكا فوه ، وإن كان قد وقع في شيء من هذه الخصال بقي في كل موقف منها ألف عام جائعا عاطشا حزنا مغموما مهموما لا ينفعه شفاعة شافع ، ثم يحشرون إلى أخذ كتبهم بأيمانهم وشمائلهم ، فيحبسون عند ذلك في خمسة عشر موقفا ، كل موقف منها ألف سنة ، فيسألون في أول موقف منها عن الصدقات وما فرض اللّه عليهم من أموالهم ، فمن أداها كاملة جاز إلى الموقف الثاني ، فيسأل عن قول الحق والعفو عن الناس ، فمن عفا عفا اللّه عنه وجاز إلى الموقف الثالث ، فيسأل عن الأمر بالمعروف ، فإن كان آمرا بالمعروف جاز إلى الموقف الرابع ، فيسأل عن النهي عن المنكر ، فإن كان ناهيا عن المنكر جاز إلى الموقف الخامس ، فيسأل عن حسن الخلق ، فإن كان حسن الخلق جاز إلى الموقف السادس ، فيسأل عن الحب في اللّه والبغض في اللّه ، فإن كان محبا في اللّه مبغضا في اللّه جاز إلى الموقف السابع ، فيسأل عن مال الحرام ، فإن لم يكن أخذ شيئا جاز إلى الموقف الثامن ، فيسأل عن شرب الخمر ، فإن لم يكن شرب من الخمر


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
البأس للكافرين لما يتضمن من الصواعق والرعود القواصف والبروق الخواطف والرياح

ص 311

شيئا جاز إلى الموقف التاسع ، فيسأل عن الفروج الحرام ، فإن لم يكن أتاها جاز إلى الموقف العاشر ، فيسأل عن قول الزور ، فإن لم يكن قاله ، جاز إلى الموقف الحادي عشر ، فيسأل عن الأيمان الكاذبة ، فإن لم يكن حلفها جاز إلى الموقف الثاني عشر ، فيسأل عن أكل الربا ، فإن لم يكن أكله جاز إلى الموقف الثالث عشر ، فيسأل عن قذف المحصنات ، فإن لم يكن قذف المحصنات أو افترى على أحد جاز إلى الموقف الرابع عشر ، فيسأل عن شهادة الزور ، فإن لم يكن شهدها جاز إلى الموقف الخامس عشر ، فيسأل عن البهتان ، فإن لم يكن بهت مسلما مر فنزل تحت لواء الحمد وأعطي كتابه بيمينه ونجا من غم الكتاب وهوله وحوسب حسابا يسيرا ، وإن كان قد وقع في شيء من هذه الذنوب ثم خرج من الدنيا غير تائب من ذلك بقي في كل موقف من هذه الخمسة عشر موقفا ألف سنة في الغم والهول والهم والحزن والجوع والعطش حتى يقضي اللّه عزّ وجل فيه بما يشاء ، ثم يقام الناس في قراءة كتبهم ألف عام ، فمن كان سخيا قد قدم ماله ليوم فقره وحاجته وفاقته ، قرأ كتابه وهون عليه قراءته ، وكسي من ثياب الجنة ، وتوج من تيجان الجنة ، وأقعد تحت ظل عرش الرحمن آمنا مطمئنا ، وإن كان بخيلا لم يقدم ماله ليوم فقره وفاقته ، أعطي كتابه بشماله ، ويقطع له من مقطعات النيران ، يقام على رؤوس الخلائق ألف عام في الجوع والعطش والعري والهم والغم والحزن والفضيحة حتى يقضي اللّه عزّ وجل فيه بما يشاء ، ثم يحشر الناس إلى الميزان ، فيقومون عند الميزان ألف عام ، فمن رجح ميزانه بحسناته فاز ونجا في طرفة عين ، ومن خف ميزانه من حسناته وثقلت سيئاته حبس عند الميزان ألف عام في الغم والهم والحزن والعذاب والجوع والعطش حتى يقضي اللّه فيه بما يشاء ، ثم يدعى بالخلق إلى الموقف بين يدي اللّه في اثني عشر موقفا ، كل موقف منها مقدار ألف عام ، فيسأل في أول موقف عن عتق الرقاب ، فإن كان أعتق رقبة أعتق اللّه رقبته من النار وجاز إلى الموقف الثاني ، فيسأل عن القرآن وحقه وقراءته ، فإن جاء بذلك تاما جاز إلى الموقف الثالث ، فيسأل عن الجهاد ، فإن كان جاهد في سبيل اللّه محتسبا جاز إلى الموقف الرابع ، فيسأل عن الغيبة ، فإن لم يكن اغتاب جاز إلى الموقف الخامس ، فيسأل عن النميمة ، فإن لم يكن نماما جاز إلى الموقف السادس ، فيسأل عن الكذب ، فإن لم يكن كذابا جاز إلى الموقف السابع ، فيسأل عن طلب العلم ، فإن


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
الزعازع ، والملائكة بالبشرى للفريقين ، ففريق تبشره بعذاب أليم ، وفريق تبشره بنعيم مقيم

ص 312

كان طلب العلم وعمل به جاز إلى الموقف الثامن ، فيسأل عن العجب ، فإن لم يكن معجبا بنفسه في دينه ودنياه أو في شيء من عمله جاز إلى الموقف التاسع ، فيسأل عن التكبر ، فإن لم يكن تكبر على أحد جاز إلى الموقف العاشر ، فيسأل عن القنوط من رحمة اللّه ، فإن لم يكن قنط من رحمة اللّه جاز إلى الموقف الحادي عشر ، فيسأل عن الأمن من مكر اللّه ، فإن لم يكن أمن من مكر اللّه جاز إلى الموقف الثاني عشر ، فيسأل عن حق جاره ، فإن كان أدى حق جاره أقيم بين يدي اللّه تعالى قريرا عينه ، فرحا قلبه ، مبيضا وجهه كاسيا ضاحكا مستبشرا ، فيرحب به ربه ويبشره برضاه عنه ، فيفرح عند ذلك فرحا لا يعلمه أحد إلا اللّه ، فإن لم يأت بواحدة منهن تامة ومات غير تائب حبس عند كل موقف ألف عام حتى يقضي اللّه عزّ وجل فيه بما يشاء ، ثم يؤمر بالخلائق إلى الصراط ، فينتهون إلى الصراط وقد ضربت عليه الجسور على جهنم ، أدق من الشعر وأحدّ من السيف ، وقد غابت الجسور في جهنم مقدار أربعين ألف عام ، ولهيب جهنم بجانبها يلتهب ، وعليها حسك وكلاليب وخطاطيف ، وهي سبعة جسور ، يحشر العباد كلهم عليها ، وعلى كل جسر منها عقبة مسيرة ثلاثة آلاف عام ، ألف عام صعود ، وألف عام استواء ، وألف عام هبوط ، وذلك قول اللّه تعالى عزّ وجل : ( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ )يعني على تلك الجسور ، وملائكته يرصدون الخلق عليها ، ليسأل العبد عن الإيمان باللّه فإن جاء به مؤمنا مخلصا لا شك فيه ولا زيغ جاز إلى الجسر الثاني ، فيسأل عن الصلاة ، فإن جاء بها تامة جاز إلى الجسر الثالث ، فيسأل عن الزكاة ، فإن جاء بها تامة جاز إلى الجسر الرابع ، فيسأل عن الصيام ، فإن جاء به تاما جاز إلى الجسر الخامس ، فيسأل عن حجة الإسلام ، فإن جاء بها تامة جاز إلى الجسر السادس ، فيسأل عن الطهر فإن جاء به تاما جاز إلى الجسر السابع ، فيسأل عن المظالم ، فإن كان لم يظلم أحدا جاز إلى الجنة ، وإن كان قصّر في واحدة منهن حبس على كل جسر منها ألف سنة حتى يقضي اللّه عزّ وجل فيه بما يشاء ، واعلم أن القيامة أمر محقق موجود حسي مثل ما هو الإنسان في الدنيا ، والحشر المحسوس في الأجسام المحسوسة والميزان المحسوس والصراط المحسوس والنار والجنة المحسوستين ، كل ذلك حق وأعظم في القدرة ، فإذا قام الناس ، ومدت الأرض ، وانشقت السماء ، وانكدرت النجوم ، وكورت


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
"وَقُضِيَ الْأَمْرُ " بين الفريقين فريق في الجنة وفريق في السعير« وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ »( 212 )

ص 313

الشمس ، وخسف القمر ، وحشرت الوحوش ، وسجرت البحار ، وزوجت النفوس بأبدانها ، ونزلت الملائكة على أرجائها ، أعني أرجاء السماوات ، وأتى ربنا في ظلل من الغمام ، ونادى المنادي : يا أهل السعادة ، فأخذ منهم الثلاث الطوائف الذين ذكرناهم ، وخرج العنق من النار فقبض الثلاث الطوائف التي ذكرناهم ، وماج الناس ، واشتد الحر ، وألجم الناس العرق ، وعظم الخطب ، وجل الأمر ، وكان البهت فلا تسمع إلا همسا ، وجيء بجهنم ، وطال الوقوف بالناس ولم يعلموا ما يريد الحق بهم ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :
فيقول الناس بعضهم لبعض ، تعالوا ننطلق إلى أبينا آدم فنسأله أن يسأل اللّه لنا أن يريحنا مما نحن فيه فقد طال وقوفنا ، فيأتون إلى آدم ، فيطلبون منه ذلك ، فيقول آدم : إن اللّه قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وذكر خطيئته ، فيستحي من ربه أن يسأله ، فيأتون إلى نوح بمثل ذلك ، فيقول لهم مثل ما قال آدم ، ويذكر دعوته على قومه وقوله ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ، ثم يأتون إلى إبراهيم عليه السلام بمثل ذلك ، فيقولون له مثل مقالتهم لمن تقدم ، فيقول كما قال من تقدم ، ويذكر كذباته الثلاث ، ثم يأتون إلى موسى وعيسى ويقولون لكل واحد من الرسل مثل ما قالوه لآدم ، فيجيبونهم مثل جواب آدم ، فيأتون إلى محمد صلّى اللّه عليه وسلم وهو سيد الناس يوم القيامة ، فيقولون له مثل ما قالوا للأنبياء ، فيقول محمد صلّى اللّه عليه وسلم : أنا لها ، وهو المقام المحمود الذي وعده اللّه به يوم القيامة ، فيأتي ويسجد ويحمد اللّه بمحامد يلهمه اللّه تعالى إياها في ذلك الوقت ، لم يكن يعلمها قبل ذلك ، ثم يشفع إلى ربه أن يفتح باب الشفاعة للخلق ، فيفتح اللّه ذلك الباب ، فيأذن في الشفاعة للملائكة والرسل والأنبياء والمؤمنين ، فبهذا يكون سيد الناس يوم القيامة ، فإنه شفع عند اللّه أن تشفع الملائكة والرسل ، ومع هذا تأدب صلّى اللّه عليه وسلم وقال : أنا سيد الناس ، ولم يقل سيد الخلق فتدخل الملائكة في ذلك ، مع ظهور سلطانه في ذلك اليوم على الجميع ، وذلك أنه صلّى اللّه عليه وسلم جمع له بين مقامات الأنبياء عليهم السلام كلهم ، ولم يكن ظهر له على الملائكة ما ظهر لآدم عليه السلام من اختصاصه بعلم الأسماء كلها ، فإذا كان في ذلك اليوم ، افتقر الجميع من الملائكة والناس من آدم فمن دونه في فتح باب الشفاعة وإظهار ما له من الجاه عند اللّه ، إذ كان القهر الإلهي والجبروت الأعظم قد أخرس الجميع ، وكان هذا المقام مثل مقام آدم عليه السلام وأعظم ،


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
« سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ » .يقول اللّه لنبيه : سل بني إسرائيل كم ، وإن كانت

ص 314

في يوم اشتدت الحاجة فيه ، مع ما ذكر من الغضب الإلهي الذي تجلى فيه الحق في ذلك اليوم ، ولم تظهر مثل هذه الصفة فيما جرى من قضية آدم ، فدل بالمجموع على عظيم قدره صلّى اللّه عليه وسلم ، حيث أقدم مع هذه الصفة الغضبية الإلهية على مناجاة الحق فيما سأل فيه ، فأجابه الحق سبحانه ، وعلقت الموازين ، ونشرت الصحف ، ونصب الصراط ، وبدئ بالشفاعة ، فأول ما شفعت الملائكة ، ثم النبيون ، ثم المؤمنون ، وبقي أرحم الراحمين ، وهنا تفصيل عظيم يطول الكلام فيه ، فإنه مقام عظيم ، غير أن الحق يتجلى في ذلك اليوم فيقول : لتتبع كل أمة ما كانت تعبد ، حتى تبقى هذه الأمة وفيها منافقوها ، فيتجلى لهم الحق في أدنى صورة من الصور التي كان تجلى لهم فيها قبل ذلك ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ باللّه منك ، ها نحن منتظرون حتى يأتينا ربنا ، فيقول لهم جل وتعالى : هل بينكم وبينه علامة تعرفونه بها ؟ فيقولون : نعم ، فيتحول لهم في الصورة التي عرفوه فيها بتلك العلامة ، فيقولون :
أنت ربنا ، فيأمرهم بالسجود ، فلا يبقى من كان يسجد للّه إلا سجد ، ومن كان يسجد اتقاء ورياء جعل اللّه ظهره طبقة نحاس ، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ، وذلك قوله : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ )يعني في الدنيا ، والساق التي كشفت لهم عبارة عن أمر عظيم من أهوال يوم القيامة ، فإذا وقعت الشفاعة ولم يبق في النار مؤمن شرعي أصلا ، ولا من عمل عملا مشروعا من حيث ما هو مشروع بلسان نبي ، ولو كان مثقال حبة من خردل فما فوق ذلك في الصغر إلا خرج بشفاعة النبيين والمؤمنين ، وبقي أهل التوحيد الذين علموا التوحيد بالأدلة العقلية ولم يشركوا باللّه شيئا ، ولا آمنوا إيمانا شرعيا ، ولم يعملوا خيرا قط من حيث ما اتبعوا فيه نبيا من الأنبياء ، فلم يكن عندهم ذرة من إيمان فما دونها ، فيخرجهم أرحم الراحمين وما عملوا خيرا قط ، يعني مشروعا من حيث ما هو مشروع ، ولا خير أعظم من الإيمان وما عملوه ، وهذا حديث عثمان بن عفان في صحيح مسلم بن الحجاج ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : من مات وهو يعلم - ولم يقل يؤمن - أنه لا إله إلا اللّه دخل الجنة ، ولا قال يقول ، بل أفرد العلم ، ففي هؤلاء تسبق عناية اللّه في النار ، فإن النار بذاتها لا تقبل تخليد موحد للّه بأي وجه كان - إشارة - قرأ


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
تحتمل أن تكون خبرية ولكن الاستفهام فيها أظهر ، فإن قوله :« سَلْ »يطلبها ، والسؤال

ص 315

بعضهم« هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي »إشارة إلى قوله صلّى اللّه عليه وسلم : ( خلق اللّه آدم على صورته ) وقوله صلّى اللّه عليه وسلم عن أولياء اللّه : ( إذا رأوا ذكر اللّه ) .

سورة البقرة ( 2 ) : آية 211
سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ( 211 ).
« وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ »وهي ما بشّرنا به من عموم مغفرته« مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ »فمن هنا وإن كانت شرطا ففيها رائحة الاستفهام ، وقال في الجواب :« أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ »ولم يقل فإن اللّه يعاقب من بدل نعمة اللّه ، فهو كما قال شديد العقاب في حال العقوبة ، فما ثم من يقدر يبدل نعمة اللّه من بعد ما جاءته ، فيبدل نعمة اللّه بما هو خير منها بحسب الوقت ، فإن الحكم له ، قال تعالى : ( لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ )وهي أعيان العالم ، وإنما التبديل للّه لا لهم ، فقوله فيمن بدل نعمة اللّه من بعد ما جاءته إنه شديد العقاب ، أي يسرع تعالى إلى من هذه صفته بالعقاب ، وهو أن يعقبه فيما بدله أن التبديل للّه عزّ وجل ليس له ، فيعرفه أنه بيده ملكوت كل شيء ، فإن اللّه ما قرن بهذا العقاب ألما ، ومتى لم يقرن الألم بعذاب أو عقاب فله محمل في عين الأمر المؤلم ، فإنه لا يخاف إلا من الألم ، ولا يرغب إلا في الالتذاذ خاصة ، هذا يقتضيه الطبع الذي وجد عليه من يقبل الألم واللذة .


سورة البقرة ( 2 ) : آية 212
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ( 212 )
عليه .


من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
استفهام ، وهو استفهام تقرير ، يقول : سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آيات النعم ، وقد ذكرناها فيما تقدم ، من تظليل الغمام وإهلاك عدوهم وغير ذلك ، فإذا أخبروك بما أنعمت عليهم ، وأقروا عندك بذلك واعترفوا فقل لهم :« وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ »أي من حق نعمة اللّه الشكر عليها ، فمن بدله بكفرها« فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ »على ذلك ، ووجه آخر« كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ »على صدقك في كتبهم وعلى ألسنة رسلهم ، وهي نعمة مني عليهم ، حيث

ص 316
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى